سورة الماعون
[ من الآية (1) إلى آخر السورة ]
{أَرَأَيْتَ الَّذِي يُكَذِّبُ بِالدِّينِ (1) فَذَلِكَ الَّذِي يَدُعُّ الْيَتِيمَ (2) وَلَا يَحُضُّ عَلَى طَعَامِ الْمِسْكِينِ (3) فَوَيْلٌ لِلْمُصَلِّينَ (4) الَّذِينَ هُمْ عَنْ صَلَاتِهِمْ سَاهُونَ (5) الَّذِينَ هُمْ يُرَاءُونَ (6) وَيَمْنَعُونَ الْمَاعُونَ (7)}
قوله تعالى: {أَرَأَيْتَ الَّذِي يُكَذِّبُ بِالدِّينِ (1)}
قال أبو منصور محمد بن أحمد الأزهري (ت: 370هـ): (بسم اللّه الرّحمن الرّحيم
قوله جلّ وعزّ: (أرأيت الّذي) قرأ نافع (أرايت) بألف في تقدير الهمزة ولا يهمز.
وقرأ الكسائي (أريت) بغير ألف وبغير همز.
وقرأ الباقون (أرأيت) بالهمز.
قال أبو منصور: من قرأ (أرايت) فإنه خففّ الهمزة، وجعلها ألفًا ساكنة.
ومن قرأ (أريت) بغير ألف فإنه قرأ بحذف الهمزة.
ومن قرأ (أرأيت) فعلى تحقيق الهمزة). [معاني القراءات وعللها: 3/167]
قال أبو عبد الله الحسين بن أحمد ابن خالويه الهمَذاني (ت: 370هـ): (1- قرأ نافع: {أرايت} [1] بتليين الهمزة.
وقرأ الكسائي بترك الهمزة: {أريت} وقد ذكرت علته في سورة (الأنعام).
وقرأ ابن مسعود: {أرأيتك الذي يكذب بالدين} وقد ذكرته أيضًا.
وقرأ الباقون: {أرأيت} بالهمز). [إعراب القراءات السبع وعللها: 2/535]
قال نصر بن علي بن أبي مريم (ت: بعد 565هـ) : (1-(أَرَيْتَ) [آيَةُ/1] بِغَيْرِِ هَمْزِ الرَّاءِ: -
قَرَأَهَا الْكِسَائِيُّ وَحْدَهُ.
وَالْوَجْهُ أَنَّهُ حَذَفَ مِنْ رَأَيْتَ حَذْفًا بَعْدَ إِدْخَالِ أَلِفِ الاسْتِفْهَامِ عَلَيْهِ، فَصَارَ {أَرَيْتَ}، وَقَدْ مَضَى الْكَلامُ فِي مِثْلِهِ.
وَقَرَأَ نَافِعٌ (أَرَايْتَ) بِتَلْيِينِ الْهَمْزَةِ.
وَالْوَجْهُ أَنَّهُ خَفَّفَ الْهَمْزَةَ وَجَعَلَهَا بَيْنَ بَيْنَ، أَعْنِي بَيْنَ الأَلِفِ وَالْهَمْزَةِ، فَصَارَتْ فِي صُورَةِ الأَلِفِ.
وَقَرَأَ الْبَاقُونَ {أَرَأَيْتَ}بِهَمْزَةٍ بَعْدَ الرَّاءِ.
وَالْوَجْهُ أَنَّهُمُ اخْتَارُوا تَحْقِيقَ الْهَمْزَةِ عَلَى الأَصْلِ). [الموضح: 1403]
قوله تعالى: {فَذَلِكَ الَّذِي يَدُعُّ الْيَتِيمَ (2)}
قال أبو عبد الله الحسين بن أحمد ابن خالويه الهمَذاني (ت: 370هـ): (2- وقوله تعالى: {فذلك الذي يدع اليتيم} [2].
اتفق القراء على تشديد العين؛ لأنه من دع يدع أي: دفع، كما قال تعالى: {يوم يدعون إلى نار جهنم} وإنما ذكرته لأن أبا رجاء قرأ: {فذلك الذي يدع اليتيم} بفتح الدال وتخفيف العين، أين: يترك). [إعراب القراءات السبع وعللها: 2/535]
قال أبو الفتح عثمان بن جني الموصلي (ت: 392هـ): (أبو رجاء: [الَّذِي يَدَعُ الْيَتِيم].
قال أبو الفتح: معناه -والله أعلم- يعرض عنه ويجفوه، فهو صائر إلى معنى القراءة العامة: {يَدُعُّ الْيَتِيم}، أي: يدفعه، ويجفوه عليه). [المحتسب: 2/374]
قوله تعالى: {وَلَا يَحُضُّ عَلَى طَعَامِ الْمِسْكِينِ (3)}
قوله تعالى: {فَوَيْلٌ لِلْمُصَلِّينَ (4)}
قوله تعالى: {الَّذِينَ هُمْ عَنْ صَلَاتِهِمْ سَاهُونَ (5)}
قال أبو عبد الله الحسين بن أحمد ابن خالويه الهمَذاني (ت: 370هـ): (ومعنى {الذين هم عن صلاتهم ساهون} [5] فقال: والله ما تركوها ولكن أزالوها عن مواقيتها). [إعراب القراءات السبع وعللها: 2/536]
قوله تعالى: {الَّذِينَ هُمْ يُرَاءُونَ (6)}
قال أبو عبد الله الحسين بن أحمد ابن خالويه الهمَذاني (ت: 370هـ): (واتفقوا أيضًا على {يرآءون} [6] بعد الراء ألف، وبعد الألف همزة مثل: يراعون، وإنما ذكرته لأن ابن أبي إسحق الحضرمي قرأ: {الذين هم
[إعراب القراءات السبع وعللها: 2/535]
يرؤن} بتشديد الهمزة مثل يرعون، وهي لغة، يقال: رأيت ورأيت، يرائي، يرئي بمعنى واحد). [إعراب القراءات السبع وعللها: 2/536]
قوله تعالى: {وَيَمْنَعُونَ الْمَاعُونَ (7)}
قال أبو عبد الله الحسين بن أحمد ابن خالويه الهمَذاني (ت: 370هـ): ({ويمنعون الماعون} [7] قيل: الزكاة. وقيل: النار والفأس والملح، ونحوه). [إعراب القراءات السبع وعللها: 2/536]
روابط مهمة:
- أقوال المفسرين