العودة   جمهرة العلوم > جمهرة علوم القرآن الكريم > توجيه القراءات

إضافة رد
 
أدوات الموضوع إبحث في الموضوع انواع عرض الموضوع
  #1  
قديم 1 ربيع الأول 1440هـ/9-11-2018م, 09:44 AM
جمهرة علوم القرآن جمهرة علوم القرآن غير متواجد حالياً
فريق الإشراف
 
تاريخ التسجيل: Oct 2017
المشاركات: 7,975
افتراضي توجيه القراءات في سورة الغاشية

توجيه القراءات في سورة الغاشية


رد مع اقتباس
  #2  
قديم 2 ربيع الأول 1440هـ/10-11-2018م, 10:27 AM
جمهرة علوم القرآن جمهرة علوم القرآن غير متواجد حالياً
فريق الإشراف
 
تاريخ التسجيل: Oct 2017
المشاركات: 7,975
افتراضي مقدمات سورة الغاشية

مقدمات توجيه القراءات في سورة الغاشية

قال أبو منصور محمد بن أحمد الأزهري (ت: 370هـ): (سورة الغاشية). [معاني القراءات وعللها: 3/140]
قال أبو عبد الله الحسين بن أحمد ابن خالويه الهمَذاني (ت: 370هـ): ( (ومن سورة الغاشية) ). [إعراب القراءات السبع وعللها: 2/469]
قال أبو علي الحسن بن أحمد بن عبد الغفار الفارسيّ (ت: 377هـ): (ذكر اختلافهم في سورة الغاشية). [الحجة للقراء السبعة: 6/399]
قال أبو الفتح عثمان بن جني الموصلي (ت: 392هـ): (سورة الغاشية). [المحتسب: 2/356]
قال أبو زرعة عبد الرحمن بن محمد ابن زنجلة (ت: 403هـ) : (88 - سورة الغاشية). [حجة القراءات: 759]
قال مكي بن أبي طالب القَيْسِي (ت: 437هـ): (سُورَةُ الْغَاشِيَةِ). [الكشف عن وجوه القراءات السبع: 2/370]
قال نصر بن علي بن أبي مريم (ت: بعد 565هـ) : (سُورَةُ الْغَاشِيَةِ). [الموضح: 1362]

نزول السورة:
قال مكي بن أبي طالب القَيْسِي (ت: 437هـ): (مَكِّيَّةٌ). [الكشف عن وجوه القراءات السبع: 2/370]

عد الآي:
قال مكي بن أبي طالب القَيْسِي (ت: 437هـ): (وَهِيَ سِتٌّ وَعِشْرُونَ آيَةً فِي الْمَدَنِيِّ وَالْكُوفِيِّ). [الكشف عن وجوه القراءات السبع: 2/370]

روابط مهمة:
- أقوال المفسرين


رد مع اقتباس
  #3  
قديم 2 ربيع الأول 1440هـ/10-11-2018م, 10:29 AM
جمهرة علوم القرآن جمهرة علوم القرآن غير متواجد حالياً
فريق الإشراف
 
تاريخ التسجيل: Oct 2017
المشاركات: 7,975
افتراضي

سورة الغاشية

[ من الآية (1) إلى الآية (7) ]
{هَلْ أَتَاكَ حَدِيثُ الْغَاشِيَةِ (1) وُجُوهٌ يَوْمَئِذٍ خَاشِعَةٌ (2) عَامِلَةٌ نَاصِبَةٌ (3) تَصْلَى نَارًا حَامِيَةً (4) تُسْقَى مِنْ عَيْنٍ آَنِيَةٍ (5) لَيْسَ لَهُمْ طَعَامٌ إِلَّا مِنْ ضَرِيعٍ (6) لَا يُسْمِنُ وَلَا يُغْنِي مِنْ جُوعٍ (7) }

قوله تعالى: {هَلْ أَتَاكَ حَدِيثُ الْغَاشِيَةِ (1)}
قال أبو عبد الله الحسين بن أحمد ابن خالويه الهمَذاني (ت: 370هـ): (قال أبو عبد الله: إنما سميت الغاشية؛ لأن الله خبرهم بصفة النار وأهلها ليرتدعوا عن المعاصي، وأن لا يعبدوا غيره وأفرد الرسول عليه السلام بالخطاب، فقال: {هل أتاك} [1] يا محمد {حديث الغاشية} [1] أي: النار، الغاشية من قوله: {تغشى وجوههم النار} غشيت تغشى غشيانا فهي غاشية، والوجوه مغشية). [إعراب القراءات السبع وعللها: 2/469]

قوله تعالى: {وُجُوهٌ يَوْمَئِذٍ خَاشِعَةٌ (2)}
قوله تعالى: {عَامِلَةٌ نَاصِبَةٌ (3)}
قال أبو الفتح عثمان بن جني الموصلي (ت: 392هـ): (روى عبيد عن شبل عن ابن كثير: [عَامِلَةً نَاصِبَةً * تَصْلَى].
قال أبو الفتح: ينبغي أن يكون النصب على الشتم، أي: أذكرها عاملة ناصبة في الدنيا على حالها هناك، فهذا كقوله تعالى: {يُرِيهِمُ اللَّهُ أَعْمَالَهُمْ حَسَرَاتٍ عَلَيْهِمْ}، وذلك أنهم لم يخلصوها لوجهه، بل أشركوا به معبودات غيره، وله نظائر في القرآن ومأثور الأخبار). [المحتسب: 2/356]

قوله تعالى: {تَصْلَى نَارًا حَامِيَةً (4)}
قال أبو منصور محمد بن أحمد الأزهري (ت: 370هـ): (بسم اللّه الرّحمن الرّحيم
قوله جلّ وعزّ: (تصلى نارًا حاميةً (4).
قرأ أبو عمرو، وعاصم في رواية أبي بكر، ويعقوب (تصلى) بضم التاء.
وقرأ الباقون (تصلى) بفتح التاء.
قال أبو منصور: من قرأ ((تصلى) فمعناه: تلزم حر نارٍ حامية.
ومن قرأ (تصلى) فمعناه -: تلقى في نار حامية - حتى يصلى حرّها، أي: يقاسي عذابها). [معاني القراءات وعللها: 3/140]
قال أبو عبد الله الحسين بن أحمد ابن خالويه الهمَذاني (ت: 370هـ): (1- وقوله تعالى: {تصلى نارًا حامية} [4].
قرأ أبو عمرو وعاصم في رواية أبي بكر: {تصلى} بالضم لقوله: {تسقي}.
وقرأ الباقون: {تصلى} بفتح التاء لقوله: {إلا من هو صال الجحيم} وقد أثبت عله ذلك في {إذا السماء انشقت} ). [إعراب القراءات السبع وعللها: 2/469]
قال أبو علي الحسن بن أحمد بن عبد الغفار الفارسيّ (ت: 377هـ): (عليّ بن نصر عن أبي عمرو: تصلى [4] مفتوحة التاء. قرأ ابن كثير ونافع وابن عامر وحمزة والكسائي تصلى بفتح التاء، وكذلك حفص عن عاصم.
وقرأ عاصم في رواية أبي بكر وأبو عمرو: تصلى مضمومة التاء.
حجّة من قال: تصلى قوله: سيصلى نارا ذات لهب [المسد/ 3]، وقوله: إلا من هو صال الجحيم [الصافّات/ 163].
وحجّة: تصلى قوله: ثم الجحيم صلوه [الحاقة/ 31] مثل أصلوه، كما أن: غرّمه مثل: أغرمه). [الحجة للقراء السبعة: 6/399]
قال أبو زرعة عبد الرحمن بن محمد ابن زنجلة (ت: 403هـ) : ({تصلى نارا حامية}
قرأ أبو عمرو وأبو بكر {تصلى نارا حامية} بضم التّاء وحجتهما ذكرها اليزيدي فقال كقوله بعدها {تسقى من عين آنية} فجعل اليزيدي {تصلى} بلفظ ما بعده إذ أتى في سياقه ليأتلف الكلام على نظام
وقرأ الباقون {تصلى} بفتح التّاء وحجتهم أن الصلى مسند إليهم في كثير من القرآن مثل {يصلونها يوم الدّين} وقوله {يصلى النّار الكبرى} وسيصلى نارا فرد ما اختلفوا فيه إلى ما أجمعوا عليه أولى). [حجة القراءات: 759]
قال مكي بن أبي طالب القَيْسِي (ت: 437هـ): («1» قَوْلُهُ: {تَصْلَى نَارًا} قَرَأَهُ أَبُو بَكْرٍ وَأَبُو عَمْرٍو بِضَمِّ التَّاءِ، جَعَلاَهُ فِعْلاً رُبَاعِيًّا لَمْ يُسَمَّ فَاعِلُهُ، مُتَعَدِّيًا إِلَى مَفْعُولَيْنِ: أَحَدُهُمَا مُضْمَرٌ فِي الْفِعْلِ، يَعُودُ
[الكشف عن وجوه القراءات السبع: 2/370]
عَلَى «أَصْحَابِ الْوُجُوهِ» الْمَذْكُورَةِ، وَالثَّانِي {نَارًا}، وَقَرَأَ الْبَاقُونَ بِفَتْحِ
التَّاءِ جَعَلُوهُ فِعْلاً ثُلاَثِيًّا سُمِّيَ فَاعِلُهُ فَتَعَدَّى إِلَى مَفْعُولٍ وَاحِدٍ، وَالْفَاعِلُ مُضْمَرٌ يَعُودُ عَلَى «أَصْحَابِ الْوُجُوهِ»، وَالْمَفْعُولُ {نَارًا}، وَهُوَ مِثْلُ قَوْلِهِ: {وَيَصْلَى سَعِيرًا} «الانْشِقَاقِ 12» وَقَدْ مَضَى شَرْحُهُ). [الكشف عن وجوه القراءات السبع: 2/371]
قال نصر بن علي بن أبي مريم (ت: بعد 565هـ) : (1- (تُصْلَى) [آيَةُ/4] بِضَمِّ التَّاءِ: -
قَرَأَهَا أَبُو عَمْرٍو وَعَاصِمٌ- ياش- ويَعْقُوبُ.
وَالْوَجْهُ أَنَّ الْمَعْنَى تُصْلَى هُنَاكَ الْوُجُوهُ نَارًا، وَهُوَ مِنْ قَوْلِكَ صَلِيَ فُلانٌ النَّارَ وَأَصْلَيْتُهُ إِيَّاهَا، وَالْفِعْلُ مُسْنَدٌ إِلَى الْمَفْعُولِ بِهِ، وَفِيهِ ضَمِيرُ الْمَفْعُولِ الأَوَّلِ الَّذِي أُقِيمَ مَقَامَ الْفَاعِلِ، وَالتَّقْدِيرُ تُصْلَى هِيَ نَارًا.
وَقَرَأَ الْبَاقُونَ {تَصْلَى} بِفَتْحِ التَّاءِ.
وَالْوَجْهُ أَنَّهُ مِنْ صَلِيَ فُلانٌ النَّارَ إِذَا بَاشَرَهَا وَقَاسَى حَرَّهَا، وَ{تَصْلَى} مُضَارِعُ صَلَيْتُ، وَالْمَعْنَى تَصْلَى الْوُجُوهُ نَارًا، فَفِيهِ ضَمِيرُ الْفَاعِلِ الَّذِي هُوَ الْوُجُوهُ، وَنُصِبَ {نَارًا} بِأَنَّهُ مَفْعُولٌ بِهِ). [الموضح: 1362]

قوله تعالى: {تُسْقَى مِنْ عَيْنٍ آَنِيَةٍ (5)}
قوله تعالى: {لَيْسَ لَهُمْ طَعَامٌ إِلَّا مِنْ ضَرِيعٍ (6)}
قوله تعالى: {لَا يُسْمِنُ وَلَا يُغْنِي مِنْ جُوعٍ (7)}

روابط مهمة:
- أقوال المفسرين


رد مع اقتباس
  #4  
قديم 2 ربيع الأول 1440هـ/10-11-2018م, 10:30 AM
جمهرة علوم القرآن جمهرة علوم القرآن غير متواجد حالياً
فريق الإشراف
 
تاريخ التسجيل: Oct 2017
المشاركات: 7,975
افتراضي

سورة الغاشية

[ من الآية (8) إلى الآية (16) ]
{وُجُوهٌ يَوْمَئِذٍ نَاعِمَةٌ (8) لِسَعْيِهَا رَاضِيَةٌ (9) فِي جَنَّةٍ عَالِيَةٍ (10) لَا تَسْمَعُ فِيهَا لَاغِيَةً (11) فِيهَا عَيْنٌ جَارِيَةٌ (12) فِيهَا سُرُرٌ مَرْفُوعَةٌ (13) وَأَكْوَابٌ مَوْضُوعَةٌ (14) وَنَمَارِقُ مَصْفُوفَةٌ (15) وَزَرَابِيُّ مَبْثُوثَةٌ (16)}

قوله تعالى: {وُجُوهٌ يَوْمَئِذٍ نَاعِمَةٌ (8)}
قوله تعالى: {لِسَعْيِهَا رَاضِيَةٌ (9)}
قوله تعالى: {فِي جَنَّةٍ عَالِيَةٍ (10)}
قوله تعالى: {لَا تَسْمَعُ فِيهَا لَاغِيَةً (11)}

قال أبو منصور محمد بن أحمد الأزهري (ت: 370هـ): (وقوله جلّ وعزّ: (لا تسمع فيها لاغيةً (11)
قرأ ابن كثير وأبو عمرو ويعقوب (لا يسمع فيها لاغيةً) وقرأ نافع (لا تسمع) بالتاء.
وقرأ الباقون (لا تسمع فيها لاغيةً).
قال أبو منصور: من قرأ (لا يسمع) أو (لا تسمع فيها لاغية) رفعًا.
فعلى ما لم يسم فاعله.
وذكّر من قرأ بالياء؛ لأنه أراد باللاغية: اللغو.
[معاني القراءات وعللها: 3/140]
ومن قرأ (لا تسمع فيها) بتاء مفتوحة، المعنى: لا تسمع أيها الناعم في الجنة لغوا، وهو: الباطل؛ لأن أهل الجنة أفضوا إلى دار الحق، فلا ينطق أهلها إلا بالحق). [معاني القراءات وعللها: 3/141]
قال أبو عبد الله الحسين بن أحمد ابن خالويه الهمَذاني (ت: 370هـ): (2- وقوله تعالى: {لا تسمع فيها لاغية} [11].
قرأ ابن كثير وأبو عمرو: {لا يسمع} بالياء {لاغية} بالرفع، وإنما ذكر اللاغية واللاغية مؤثنة أي: الحالفة، لا تسمع فيها نفس حالفة، لأن اللاغية بمعنى اللغو.
وقال آخرون: لما فصل بين الاسم والفعل بحائل ذكره.
[إعراب القراءات السبع وعللها: 2/469]
وفيه قول ثالث- وهو الاختيار-: أن تأنيث اللاغية غير حقيقي.
وقرأ نافع: {لا تسمع} بالتاء {لاغية} بالرفع فأنث للفظ لا للمعنى.
وقرأ الباقون: {لا تسمع} بفتح التاء {لاغية} بالنصب على تقدير لا تسمع أنت يا محمد في الجنة لاغية.
وفيها قراءة رابعة. قرأ بان أبي إسحاق {لا يسمع} بالياء مضمومة {لاغية} بالنصب على تقدير: لا يسمع الوجوه لاغية). [إعراب القراءات السبع وعللها: 2/470]
قال أبو علي الحسن بن أحمد بن عبد الغفار الفارسيّ (ت: 377هـ): (وقرأ ابن كثير وأبو عمرو: لا يسمع فيها [الغاشية/ 11] بالياء مضمومة، لاغية رفع، وروى عبيد وعباس واليزيدي وأبو زيد وعبد الوارث، وعليّ بن نصر عن أبي عمرو لا يسمع* بضمّ الياء، وروى هارون فيما حدّثني به الخزاز عن محمد بن يحيى عن عبيد عن
[الحجة للقراء السبعة: 6/399]
هارون والنضر بن شميل عن هارون وعبد الوهاب عن أبي عمرو بالياء والتاء جميعا.
وقرأ نافع وحده: لا تسمع فيها بالتاء مضمومة، لاغية رفع.
خارجة عن نافع: لا تسمع بالتاء مفتوحة فيها لاغية نصب.
حدّثنا محمد بن الجهم عن خلف عن عبيد عن شبل عن ابن كثير: لا تسمع* بالتاء رفع. وقرأ عاصم وابن عامر وحمزة والكسائي: لا تسمع بالتاء مفتوحة، فيها لاغية نصبا.
أبو عبيدة: لا تسمع فيها لاغية: لغوا، نصبا. قال أبو علي: كأن اللاغية مصدر بمنزلة: العاقبة، والعافية، ويجوز أن يكون صفة كأنه: لا تسمع كلمة لاغية والأول الوجه لقوله: لا يسمعون فيها لغوا ولا تأثيما [الواقعة/ 25]، ولا يسمع على بناء الفعل للمفعول به حسن، لأن الخطاب ليس بمصروف إلى واحد بعينه، وبناء الفعل للفاعل حسن أيضا على الشياع في الخطاب وإن كان لواحد، وعلى هذا: وإذا رأيت ثم رأيت نعيما [الإنسان/ 20]، وقوله: وإذا رأيتهم حسبتهم لؤلؤا منثورا [الإنسان/ 19] ويجوز أن يصرف الخطاب إلى النبي صلّى اللّه عليه، وكلّ واحد من الياء والتاء في قوله: تسمع، ويسمع حسن على اللفظ وعلى المعنى، وهذا الضرب من المؤنث إذا تقدّم فعله عليه حسن التذكير فيه). [الحجة للقراء السبعة: 6/400]
قال أبو زرعة عبد الرحمن بن محمد ابن زنجلة (ت: 403هـ) : ({لا تسمع فيها لاغية} 11
قرأ ابن كثير وابو عمرو {لا يسمع} بضم الياء {لاغية} رفع على ما لم يسم فاعله قالوا لأن الخطاب ليس بمصروف إلى واحد وإنّما ذكروا واللاغية مؤنّثة لأن تأنيث اللاغية غير حقيقيّ أي لغو قال اليزيدي المعنى لا يسمع فيها من أحد لاغية قال أبو عبيدة {لاغية} أي لغوا ويجوز أن يكون صفة كأنّه قال لا تسمع كلمة لاغية
وحجتهما أنّها موافقة لإعراب رؤوس الآيات قبلها وبعدها من قوله {خاشعة} {عاملة ناصبة} وبعدها {عين جارية} 12 {مرفوعة} 13 {مصفوفة} 15 فجرى على ذلك
وقرأ نافع {لا تسمع} بضم التّاء {فيها لاغية} رفع على ما لم يسم فاعله وأتت لا تسمع على لفظ اللاغية دون المعنى
وقرأ أهل الشّام والكوفة {لا تسمع} بفتح التّاء {لاغية} نصب وحجتهم أنّها تنصرف إلى وجهين يجوز أن تسند السماع إلى الوجوه المذكورة لأن ذلك أتى عقيب الخبر على الوجوه الناعمة إذ لم يعترض بين ذلك وبين الوجوه شيء يصرف إليه عنها والمعنى لأصحاب الوجوه والوجه الآخر أن يكون على مخاطبة النّبي صلى الله عليه فكأنّه قال لا تسمع يا محمّد في الجنّة لاغية بدلالة قوله {وإذا رأيت ثمّ رأيت نعيما وملكا كبيرا}). [حجة القراءات: 760]
قال مكي بن أبي طالب القَيْسِي (ت: 437هـ): («2» قَوْلُهُ: {لاَ تَسْمَعُ فِيهَا لاَغِيَةً} قَرَأَهُ ابْنُ كَثِيرٍ وَأَبُو عَمْرٍو بِيَاءٍ مَضْمُومَةٍ، وَرَفْعِ «لاَغِيَةً»، وَكَذَلِكَ قَرَأَ نَافِعٌ إِلاَّ أَنَّهُ قَرَأَ بِالتَّاءِ، وَقَرَأَ الْبَاقُونَ بِالتَّاءِ مَفْتُوحَةً وَنَصْبِ «لاَغِيَةً»، وَحُجَّةُ مَنْ قَرَأَ بِالْيَاءِ مَضْمُومَةً وَبِرَفْعِ «لاَغِيَةً» أَنَّهُ ذَكَرَ الْفِعْلَ حَمْلاً عَلَى الْمَعْنَى، لأَنَّ «لاَغِيَةً» و «لَغْوًا» سَوَاءٌ، فَذَكَّرَ لِتَذْكِيرِ اللَّغْوِ حَمْلاً عَلَى الْمَعْنَى، وَيَجُوزُ أَنْ يَكُونَ ذَكَّرَ لَمَّا فَرَّقَ بَيْنَ الْمُؤَنَّثِ وَفِعْلِهِ بِقَوْلِهِ: {فِيهَا}، وَيَجُوزُ أَنْ يَكُونَ ذَكَّرَ لأَنَّ تَأْنِيثَ «لاَغِيَةً» غَيْرُ حَقِيقِيٍّ، فَأَمَّا ضَمُّهُ لِلْيَاءِ فَإِنَّهُ بَنَى الْفِعْلَ لِمَا لَمْ يُسَمَّ فَاعِلُهُ، وَرَفَعَ «لاَغِيَةً» لِقِيَامِهَا مَقَامَ الْفَاعِلِ، وَكَذَلِكَ حُجَّةُ مَنْ قَرَأَ بِالتَّاءِ وَالرَّفْعِ، إِلاَّ أَنَّهُ أَنَّثَ لِتَأْنِيثِ لَفْظِ «لاَغِيَةً»، فَأَجْرَى الْكَلاَمَ عَلَى ظَاهِرِهِ [وَلَمْ يَحْمِلْهُ عَلَى الْمَعْنَى].
وَحُجَّةُ مَنْ فَتَحَ التَّاءَ وَنَصَبَ «لاَغِيَةً» أَنَّهُ بَنَى الْفِعْلَ لِمَا سُمِّيَ فَاعِلُهُ، فَتَعَدَّى إِلَى «لاَغِيَةً»، فَنَصَبهَا بـ {تَسْمَعُ}، وَالْفَاعِلُ هُوَ الْمُخَاطَبُ، وَهُوَ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، و«اللاَّغِيَةُ» مَصْدَرٌ بِمَعْنَى «اللَّغْوِ» كـ «الْعَاقِبَةِ، وَالْعَافِيَةِ». وَيَجُوزُ أَنْ تَكُونَ صِفَةً، عَلَى تَقْدِيرِ: وَلاَ تَسْمَعُ فِيهَا
كَلِمَةً لاغِيَةً، أَيْ كَلِمَةَ لَغْوٍ. وَقَوْلُهُ: {لاَ يَسْمَعُونَ فِيهَا لَغْوًا} «مَرْيَمَ 62» يَدُلُّ عَلَى حَمْلِ «لاَغِيَةً» عَلَى الْمَصْدَرِ، فَذَلِكَ أَوْلَى بِهَا). [الكشف عن وجوه القراءات السبع: 2/371]
قال نصر بن علي بن أبي مريم (ت: بعد 565هـ) : (2- (لا يُسْمَعُ) بِالْيَاءِ مَضْمُومَةً، (لاغِيَةٌ) بِالرَّفْعِ [آيَةُ/11]: -
قَرَأَهُمَا ابْنُ كَثِيرٍ وَأَبُو عَمْرٍو وَيَعْقُوبُ- يس-.
وَالْوَجْهُ أَنَّ الْفِعْلَ مُسْنَدٌ إِلَى (لاغِيةٌ) ، وَتَأْنِيثُهَا غَيْرُ حَقِيقِيٌّ؛ لأَنَّهُ يُرَادُ بِهَا اللَّغْوُ، وَقِيلَ الْمَأْثَمُ، فَاللاَّغِيَةُ فَاعِلَةٌ هِيَ مَصْدَرٌ، كَالطَّاغِيَةِ بِمَعْنَى الطُّغْيَانِ، وَقِيلَ: اللاَّغِيَةُ هِيَ الْكَلِمَةُ ذَاتُ اللَّغْوِ، وَالْكَلِمَةُ هِيَ التَّكَلُّمُ، فَمَعْنَاهَا التَّذْكِيرُ عَلَى أَنَّ الْكَلِمَةَ وَلَوْ كَانَتْ مُؤَنَّثَةً، فَإِنَّهُ يَجُوزُ تَذْكِيرُ فِعْلِهَا إِذَا تَقَدَّمَ وَحَالَ بَيْنَهُ وَبَيْنَهَا فَصْلٌ، وَالْفَصْلُ هَاهُنَا هُوَ قَوْلُهُ {فِيهَا}.
وَقَرَأَ نَافِعٌ (لا تُسْمَعُ) بِالتَّاءِ مَضْمُومَةً، (لاغِيَةٌ) رَفْعًا.
وَالْوَجْهُ أَنَّ (لاغِيَةٌ) مُؤَنَّثَةٌ لِمَكَانِ الْهَاءِ الَّتِي فِيهَا، فَجَازَ إِلْحَاقُ عَلامَةِ التَّأْنِيثِ بِالْفِعْلِ لِذَلِكَ.
وَقَرَأَ ابْنُ عَامِرٍ وَالْكُوفِيُّونَ ويَعْقُوبُ -ح و- ان- {لا تَسْمَعُ} بِفَتْحِ التَّاءِ، {لاغِيَةً} بِالنَّصْبِ.
وَالْوَجْهُ أَنَّ الْفِعْلَ مَبْنِيٌّ لِلْفَاعِلِ، وَالْمُرَادُ لا تَسْمَعُ أَنْتَ، وَالْخِطَابُ وَإِنْ كَانَ لِوَاحِدٍ فِي اللَّفْظِ فَهُوَ عَلَى الشِّيَاعِ، كَمَا قَالَ اللَّهُ تَعَالَى {وَإِذَا رَأَيْتَ ثَمَّ رَأَيْتَ نَعِيمًا} وَكَمَا قَالَ {إِذَا رَأَيْتَهُمْ حَسِبْتَهُمْ لُؤْلُؤًا مَنْثُورًا}، وَالْمَعْنَى لا تَسْمَعُ أَيُّهَا الرَّجُلُ فِي الْجَنَّةِ إِنْ دَخَلْتَهَا لَغْوًا. وَيَجُوزُ أَنْ يَكُونَ الْخِطَابُ لِلنَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ). [الموضح: 1363]

قوله تعالى: {فِيهَا عَيْنٌ جَارِيَةٌ (12)}
قوله تعالى: {فِيهَا سُرُرٌ مَرْفُوعَةٌ (13)}
قوله تعالى: {وَأَكْوَابٌ مَوْضُوعَةٌ (14)}
قوله تعالى: {وَنَمَارِقُ مَصْفُوفَةٌ (15)}
قوله تعالى: {وَزَرَابِيُّ مَبْثُوثَةٌ (16)}

روابط مهمة:
- أقوال المفسرين


رد مع اقتباس
  #5  
قديم 2 ربيع الأول 1440هـ/10-11-2018م, 10:32 AM
جمهرة علوم القرآن جمهرة علوم القرآن غير متواجد حالياً
فريق الإشراف
 
تاريخ التسجيل: Oct 2017
المشاركات: 7,975
افتراضي

سورة الغاشية

[ من الآية (17) إلى الآية (26) ]
{أَفَلَا يَنْظُرُونَ إِلَى الْإِبِلِ كَيْفَ خُلِقَتْ (17) وَإِلَى السَّمَاءِ كَيْفَ رُفِعَتْ (18) وَإِلَى الْجِبَالِ كَيْفَ نُصِبَتْ (19) وَإِلَى الْأَرْضِ كَيْفَ سُطِحَتْ (20) فَذَكِّرْ إِنَّمَا أَنْتَ مُذَكِّرٌ (21) لَسْتَ عَلَيْهِمْ بِمُسَيْطِرٍ (22) إِلَّا مَنْ تَوَلَّى وَكَفَرَ (23) فَيُعَذِّبُهُ اللَّهُ الْعَذَابَ الْأَكْبَرَ (24) إِنَّ إِلَيْنَا إِيَابَهُمْ (25) ثُمَّ إِنَّ عَلَيْنَا حِسَابَهُمْ (26)}

قوله تعالى: {أَفَلَا يَنْظُرُونَ إِلَى الْإِبِلِ كَيْفَ خُلِقَتْ (17)}
قال أبو عبد الله الحسين بن أحمد ابن خالويه الهمَذاني (ت: 370هـ): (4- وقوله تعالى: {أفلا ينظرون إلى الإبل} [17].
اتفق القراء السبعة على كسر الهمزة والباء، وإنما ذكرته؛ لأن الأصمعي ذكر عن أبي عمرو أنه قال: {أفلا تنظرون إلى الإبل} خفيفًا. وقال: يعني به البعير؛ لأن في ذلك أعجوبة غذ كان يبرك ليحمل عليه، ثم ينهض، وليس شيء من الحيوان يفعل ذلك.
[إعراب القراءات السبع وعللها: 2/470]
قال أبو عمرو: من قرأها {إلى الإبل} بتشديد اللام فإن الإبل السحاب التي تحمل الماء للمطر.
واتفقوا أيضاً على إسكان التاء في {كيف خلقت} [17]، وإنا ذكرته لأن عليا رضي الله عنه روي عنه: {أفلا ينظرون إلى الإبل كيف خلقت * وإلى السماء كيف رفعت * وإلى الجبال كيف نصبت} [17، 18، 19]، الله تعالى يخبر عن نفسه). [إعراب القراءات السبع وعللها: 2/471]
قال أبو الفتح عثمان بن جني الموصلي (ت: 392هـ): (ومن ذلك قرأ: [إِلَى الْإِبِلِ كَيْفَ خَلَقْتُ * وَإِلَى السَّمَاءِ كَيْفَ رفَعْتُ * وَإِلَى الْجِبَالِ كَيْفَ نَصَبْتُ * وَإِلَى الْأَرْضِ كَيْفَ سَطَحْتُ]، بفتح أوائل هذه الحروف كلها، وضم التاء - علي بن أبي طالب، عليه السلام.
قال أبو الفتح: المفعول هنا محذوف لدلالة المعنى عليه، أي: كيف خالقتها، ورفعتها، ونصبتها، وسطحتها؟ وتقدم القول على حسن حذف المفعول به، وأن ذلك أقوى دليل على قوة عربية الناطق به.
عبد الوارث قال: سمعت هارون الخليفة يقرأ: [وَإِلَى الْأَرْضِ كَيْفَ سُطِّحَتْ]، مشددة الطاء.
قال أبو الفتح: إنما جاز هنا التضعيف للتكرير، من قبل أن الأرض بسيطة وفسيحة،
[المحتسب: 2/356]
فالعمل فيها مكرر على قدر سمعتها، فهو كقولك: قطعت الشاة؛ لأنه أعضاء يخص كل عضو منها عمل، وكذلك نظائر هذا). [المحتسب: 2/357] (م)

قوله تعالى: {وَإِلَى السَّمَاءِ كَيْفَ رُفِعَتْ (18)}
قال أبو الفتح عثمان بن جني الموصلي (ت: 392هـ): (ومن ذلك قرأ: [إِلَى الْإِبِلِ كَيْفَ خَلَقْتُ * وَإِلَى السَّمَاءِ كَيْفَ رفَعْتُ * وَإِلَى الْجِبَالِ كَيْفَ نَصَبْتُ * وَإِلَى الْأَرْضِ كَيْفَ سَطَحْتُ]، بفتح أوائل هذه الحروف كلها، وضم التاء - علي بن أبي طالب، عليه السلام.
قال أبو الفتح: المفعول هنا محذوف لدلالة المعنى عليه، أي: كيف خالقتها، ورفعتها، ونصبتها، وسطحتها؟ وتقدم القول على حسن حذف المفعول به، وأن ذلك أقوى دليل على قوة عربية الناطق به.
عبد الوارث قال: سمعت هارون الخليفة يقرأ: [وَإِلَى الْأَرْضِ كَيْفَ سُطِّحَتْ]، مشددة الطاء.
قال أبو الفتح: إنما جاز هنا التضعيف للتكرير، من قبل أن الأرض بسيطة وفسيحة،
[المحتسب: 2/356]
فالعمل فيها مكرر على قدر سمعتها، فهو كقولك: قطعت الشاة؛ لأنه أعضاء يخص كل عضو منها عمل، وكذلك نظائر هذا). [المحتسب: 2/357] (م)

قوله تعالى: {وَإِلَى الْجِبَالِ كَيْفَ نُصِبَتْ (19)}
قال أبو الفتح عثمان بن جني الموصلي (ت: 392هـ): (ومن ذلك قرأ: [إِلَى الْإِبِلِ كَيْفَ خَلَقْتُ * وَإِلَى السَّمَاءِ كَيْفَ رفَعْتُ * وَإِلَى الْجِبَالِ كَيْفَ نَصَبْتُ * وَإِلَى الْأَرْضِ كَيْفَ سَطَحْتُ]، بفتح أوائل هذه الحروف كلها، وضم التاء - علي بن أبي طالب، عليه السلام.
قال أبو الفتح: المفعول هنا محذوف لدلالة المعنى عليه، أي: كيف خالقتها، ورفعتها، ونصبتها، وسطحتها؟ وتقدم القول على حسن حذف المفعول به، وأن ذلك أقوى دليل على قوة عربية الناطق به.
عبد الوارث قال: سمعت هارون الخليفة يقرأ: [وَإِلَى الْأَرْضِ كَيْفَ سُطِّحَتْ]، مشددة الطاء.
قال أبو الفتح: إنما جاز هنا التضعيف للتكرير، من قبل أن الأرض بسيطة وفسيحة،
[المحتسب: 2/356]
فالعمل فيها مكرر على قدر سمعتها، فهو كقولك: قطعت الشاة؛ لأنه أعضاء يخص كل عضو منها عمل، وكذلك نظائر هذا). [المحتسب: 2/357] (م)

قوله تعالى: {وَإِلَى الْأَرْضِ كَيْفَ سُطِحَتْ (20)}
قال أبو عبد الله الحسين بن أحمد ابن خالويه الهمَذاني (ت: 370هـ): (واتفقوا أيضًا على تخفيف الطاء في {سطحت} إلا هارون الرشيد، فإنه قرا {سطحت} بتشديد الطاء.
وقال أبو عبد الله: أخذ هارون ذلك عن الحسن فيما حدثني ابن مجاهد أن ابن رومي حدث عن بكار عن الحسن {سطحت} مشددة). [إعراب القراءات السبع وعللها: 2/471]
قال أبو الفتح عثمان بن جني الموصلي (ت: 392هـ): (ومن ذلك قرأ: [إِلَى الْإِبِلِ كَيْفَ خَلَقْتُ * وَإِلَى السَّمَاءِ كَيْفَ رفَعْتُ * وَإِلَى الْجِبَالِ كَيْفَ نَصَبْتُ * وَإِلَى الْأَرْضِ كَيْفَ سَطَحْتُ]، بفتح أوائل هذه الحروف كلها، وضم التاء - علي بن أبي طالب، عليه السلام.
قال أبو الفتح: المفعول هنا محذوف لدلالة المعنى عليه، أي: كيف خالقتها، ورفعتها، ونصبتها، وسطحتها؟ وتقدم القول على حسن حذف المفعول به، وأن ذلك أقوى دليل على قوة عربية الناطق به.
عبد الوارث قال: سمعت هارون الخليفة يقرأ: [وَإِلَى الْأَرْضِ كَيْفَ سُطِّحَتْ]، مشددة الطاء.
قال أبو الفتح: إنما جاز هنا التضعيف للتكرير، من قبل أن الأرض بسيطة وفسيحة،
[المحتسب: 2/356]
فالعمل فيها مكرر على قدر سمعتها، فهو كقولك: قطعت الشاة؛ لأنه أعضاء يخص كل عضو منها عمل، وكذلك نظائر هذا). [المحتسب: 2/357] (م)

قوله تعالى: {فَذَكِّرْ إِنَّمَا أَنْتَ مُذَكِّرٌ (21)}
قوله تعالى: {لَسْتَ عَلَيْهِمْ بِمُسَيْطِرٍ (22)}
قال أبو منصور محمد بن أحمد الأزهري (ت: 370هـ): (وقوله جلّ وعزّ: (لست عليهم بمصيطرٍ (22).
روى الفراء عن الكسائي بالسين.
وقرأ الباقون بالصاد.
وأشمها حمزة الزاي.
قال أبو منصور: وهي كلّها لغات). [معاني القراءات وعللها: 3/141]
قال أبو عبد الله الحسين بن أحمد ابن خالويه الهمَذاني (ت: 370هـ): (3- وقوله تعالى: {لست عليهم بمسيطر} [22].
قرأ ابن عامر بالسين برواية هشام.
وكان حمزة يميل الصاد إلى الزاي.
وقرأ الباقون بصاد خالصة.
وروي عن قتادة {بمصيطر} بفتح الطاء أي: بمسلط). [إعراب القراءات السبع وعللها: 2/470]
قال أبو علي الحسن بن أحمد بن عبد الغفار الفارسيّ (ت: 377هـ): (قال عباس: سألت أبا عمرو يقرأ: بمصيطر [الغاشية/ 23] بالصّاد، ابن كثير وأبو عمرو في رواية الحلواني ونافع وعاصم،
[الحجة للقراء السبعة: 6/400]
بالصاد، الحلوانيّ عن ابن عامر بالسين وحمزة يميل الصاد إلى الزاي، الكسائي بالسين فيما خبّرني به محمد بن الجهم عن الفرّاء عنه.
وقرأت على ابن عبدوس عن ابن أبي عمر عن الكسائي: بالصاد، وكذلك قال أصحاب أبي الحارث عن الكسائي.
أبو عبيدة: لست عليهم بمصيطر بمسلّط، قال: ويقال: تسيطرت علينا، والقول في إبدال السين صادا وإشرابها، صوت الزاي قد تقدم ذكره في فاتحة الكتاب). [الحجة للقراء السبعة: 6/401]
قال مكي بن أبي طالب القَيْسِي (ت: 437هـ): («3» قَوْلُهُ: {بِمُصَيْطِرٍ} قَرَأَهُ هِشَامٌ بِالسِّينِ، وَهُوَ الأَصْلُ، وَقَرَأَ حَمْزَةُ بَيْنَ الصَّادِ وَالزَّايِ، وَقَرَأَ الْبَاقُونَ بِالصَّادِ، أَبْدَلُوهَا مِنَ السِّينِ، لإِتْيَانِ الطَّاءِ بَعْدَهَا، لِيَعْمَلَ اللِّسَانُ فِي الإِطْبَاقِ عَمَلاً وَاحِدًا، وَقَدْ تَقَدَّمَ ذِكْرُ هَذَا وَعِلَّتُهُ، وَحُجَّتُهُ فِي سُورَةِ الْحَمْدِ وَغَيْرِهَا، فَأَغْنَى ذَلِكَ عَنْ إِعَادَتِهَا). [الكشف عن وجوه القراءات السبع: 2/372]
قال نصر بن علي بن أبي مريم (ت: بعد 565هـ) : (3- {بِمُصَيْطِرٍ} [آيَةُ/22] بِإِشْمَامِ الصَّادِ الزَّايَ: -
قَرَأَهَا حَمْزَةُ وَحْدَهُ فِي رِوَايَةِ خَلَفٍ.
وَقَرَأَ الْبَاقُونَ {بِمُصَيْطِرٍ} بِالصَّادِ الْخَالِصَةِ.
وَرَوَى الْفَرَّاءُ عَنِ الْكِسَائِيِّ بِالسِّينِ.
وَقَدْ ذَكَرْنَا وَجْهَ ذَلِكَ وَنَحْوَهُ فِي سُورَةِ فَاتِحَةِ الْكِتَابِ). [الموضح: 1364]

قوله تعالى: {إِلَّا مَنْ تَوَلَّى وَكَفَرَ (23)}
قال أبو الفتح عثمان بن جني الموصلي (ت: 392هـ): (ومن ذلك قراءة ابن عباس وزيد بن أسلم وقتادة وزيد بن علي: [ألَا مَنْ تَوَلَّى]، بالتخفيف.
قال أبو الفتح: "ألا" افتتاح كلام، وَ"مَن" هنا شرط، وجوابه {فَيُعَذِّبُهُ اللَّه}، كقولك: من قام فيضربه زيد، أي: فهو يضربه زيد. كذلك الآية، أي: من يتول ويكفر فهو يعذبه الله، لا بد من تقدير المبتدأ هنا؛ وذلك أن الفاء إنما يؤتي بها في جواب الجزاء بدلا من الفعل الذي يجاب به، فإذا رأيت الفاء مع الفعل الذي يصلح أن يكون جوابا للجزاء فلا بد من تقدير مبتدأ محذوف هناك؛ لأنه لو أريد الجواب على الظاهر لكان هناك فعل يصلح له، فكان يقال: ألا من تولى وكفر يعذبه الله، كقولك: من يقم أعطه درهما. ولو دخلت الفاء هنا لقلت من يقم فأعطيه درهما، أي: فأنا أو فهو أعطيه درهما، فهو كقول الله سبحانه: {وَمَنْ عَادَ فَيَنْتَقِمُ اللَّهُ مِنْه}، أي: فهو ينتقم الله منه). [المحتسب: 2/357]

قوله تعالى: {فَيُعَذِّبُهُ اللَّهُ الْعَذَابَ الْأَكْبَرَ (24)}
قوله تعالى: {إِنَّ إِلَيْنَا إِيَابَهُمْ (25)}
قال أبو عبد الله الحسين بن أحمد ابن خالويه الهمَذاني (ت: 370هـ): (وقرأ الناس كلهم: {إنا إلينا إيابهم} [25] مصدر آب يوب إيابا، والإياب: الرجوع، إلا ما حدثني أحمد عن على عن أبي عبيد أن أبا جعفر المدني قرأ: {إن إلينا إيابهم} بالتشديد. وأهل العربية يضعفون ذلك، ولا وجه للتشديد عندهم وله عندي وجه، تجعله مصدر أوب إيابًا، كما
[إعراب القراءات السبع وعللها: 2/471]
قالوا: أرق إراقا وأنشد:
يا عيد مالك من شوق وإراق
ومر طيف على الأهوال طراق
فقلبت الواو ياء في المصدر). [إعراب القراءات السبع وعللها: 2/472]
قال أبو الفتح عثمان بن جني الموصلي (ت: 392هـ): (ومن ذلك قراءة أبي جعفر يزيد: [إِنَّ إِلَيْنَا إِيَّابَهُمْ]، بالتشديد.
قال أبو الفتح: أنكر أبو حاتم هذه القراءة، وقال: حملها على نحو [كذبوا كذبا]، قال: وهذا لا يجوز؛ لأنه كان يجب إوابا؛ لأنه فعال، قال: ولو أراد ذلك لقال: أبوابا، فقلب الواو ياء للكسرة قبلها، كديوان، وقيراط، ودينار؛ لقولهم: دواوين، وقراريط، ودنانير.
[المحتسب: 2/357]
وهذا لو كان لا بد أن يكون إيابا، فعالا، مصدر أوبت التي مطاوعها تأوب، أي: تفعل، كما قال:
تأوبه خيال من سليمي ... كما يعتاد ذا الدين الغريم
لكان الذهاب إليه فاسدا؛ لأنه كان يجب فيه التصحيح لاحتماء العين بالإدغام، كقولهم: اجلوذ اجلواذا. فأما اجليوذا وديوان فشاذان. وعلى أنه يجوز أن يكون فعالا، إوابا، إلا أنه قلب الواو ياء - وإن كانت متحصنة بالإدغام - استحسانا للاستخفاف، لا وجوبا ألا تراهم قالوا: ما أحيله من الحيلة؟ وهو من الواو لقولهم: يتحاولان، وقالوا في دومت السماء: ديمت. قال:
هو الجواد ابن الجواد بن سبل ... إن ديموا جاد وإن جادوا وبل
يريد: دوموا؛ لأنه من دام يدوم، لكن من روى هذا مما هو أشد قياسا منه، وذلك أن يكون بني من آب فيعلت، وأصله أيوبت، فقلبت الواو ياء؛ لوقوع الياء ساكنة قبلها، فصارت أيبت، ثم جاء المصدر على هذا إيابا، فوزنه فيعال إيواب - فقلب بالواجب. وإن شئت أيضا جعلت أوبت فوعلت بمنزلة حوقلت، وجاء المصدر على الفيعال، كالحيقال. أنشد الأصمعي:
يا قوم قد حوقلت أو دنوت ... وبعد حيقال الرجال الموت
[المحتسب: 2/358]
فصارت إيوابا، كالحيقال، ثم قلبت الواو للياء قبلها، فصارت إيابا.
فإن قلت: فهلا حماها الإدغام من القلب.
قيل: هيهات، إنما ذلك إذا كانتا عينين؛ لأنهما لا يكونان إلا من لفظ واحد، وكذلك واو افعول؛ لأنه لا يكون فيها زائد بعدها إلا من لفظها. فأما فوعلت فالواو زائدة، والعلل إليها مسرعة؛ لأنها ليست عينا فتتحامل بها أختها. ألا تراك لو بنيت فعل من فوعلت من القول لقلت: قوول؟ فمددت، ولم تدغم، وأجريتها مجرى فعل من فاعلت من القول، إذا قلت: قوول. ولو بنيت فعل من فعلت من القول لقلت: قول فأجريتها في الصحة مجرى قطع وكسر.
نعم، ويجوز أن يكون أوبت فعولت كجهور، فتقول في مصدره على حد جهوار: إياب، فتقلب الواو ياء؛ لسكونها، وانكسار ما قبلها. ولم يحمها من القلب إدغامها؛ لأنها لم تدغم في عين فتحميها وتنهض بها، إنما أدغمت في واو فعولت الزائدة الجارية مجرى ألف فاعلت، فقد علمت بذلك أن أبا حاتم -عفا الله عنه- أغفل هذين الوجهين). [المحتسب: 2/359]

قوله تعالى: {ثُمَّ إِنَّ عَلَيْنَا حِسَابَهُمْ (26)}

روابط مهمة:
- أقوال المفسرين


رد مع اقتباس
إضافة رد

مواقع النشر (المفضلة)

الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1)
 

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع


الساعة الآن 09:16 PM


Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd. TranZ By Almuhajir
جميع الحقوق محفوظة