قوله تعالى: {وَكُنتُمْ أَزْوَاجًا ثَلاثَةً (7)}
فَأَصْحَابُ الْمَيْمَنَةِ مَا أَصْحَابُ الْمَيْمَنَةِ (8)}
قوله تعالى: {وَأَصْحَابُ الْمَشْأَمَةِ مَا أَصْحَابُ الْمَشْأَمَةِ (9)}
قوله تعالى: {وَالسَّابِقُونَ السَّابِقُونَ (10)}
قوله تعالى: {أُوْلَئِكَ الْمُقَرَّبُونَ (11) }
قوله تعالى: {فِي جَنَّاتِ النَّعِيمِ (12)}
قوله تعالى: {ثُلَّةٌ مِّنَ الأَوَّلِينَ (13)}
قوله تعالى: {وَقَلِيلٌ مِّنَ الآخِرِينَ (14)}
قوله تعالى: {عَلَى سُرُرٍ مَّوْضُونَةٍ (15)}
قوله تعالى: {مُتَّكِئِينَ عَلَيْهَا مُتَقَابِلِينَ (16)}
قوله تعالى: {يَطُوفُ عَلَيْهِمْ وِلْدَانٌ مُّخَلَّدُونَ (17)}
قوله تعالى: {بِأَكْوَابٍ وَأَبَارِيقَ وَكَأْسٍ مِّن مَّعِينٍ (18)}
قوله تعالى: {لا يُصَدَّعُونَ عَنْهَا وَلا يُنزِفُونَ (19)}
قال أبو الفتح عثمان بن جني الموصلي (ت: 392هـ): (ومن ذلك قراءة ابن أبي إسحاق: [وَلا يَنْزِفُونَ]، بفتح الياء، وكسر الزاي.
قال أبو الفتح: يقال: أنزف عبرته: إذا أفنى دمعه بالبكاء، ونزف البئر - ينزفها نزفا: إذا استقى ماءها، وأنزفت الشيء: إذا أفنيته، قال:
لعمري لئن أنزفتم أو صحوتم ... لبئس الندامى كنتم آل أبجرا
وقال العجاج:
وأنزف العبرة من لا في العبر
وقال:
أيام لا أحسب شيئا منزفا
أي: فانيا، فكأنه سبحانه قال: "لا يُصَدَّعُونَ عَنْهَا وَلا يُنْزِفُونَ عقولهم" كما ينزف ماء البئر. والنزيف: السكران، وكله راجع إلى معنى واحد). [المحتسب: 2/308]
قال أبو زرعة عبد الرحمن بن محمد ابن زنجلة (ت: 403هـ) : ({لا يصدعون عنها ولا ينزفون}
قرأ عاصم وحمزة والكسائيّ {لا يصدعون عنها ولا ينزفون} بكسر الزّاي أي لا ينفد شرابهم كما ينفد شراب أهل الدّنيا والعرب تقول للقوم إذا فني زادهم قد أنزفوا وقال مجاهد {ولا ينزفون} لا يسكرون عن شربها
وقرأ الباقون {ولا ينزفون} بفتح الزّاي يقول لا تذهب عقولهم بشربها يقال للرجل إذا سكر أنزف عقله وللسكران نزيف). [حجة القراءات: 694]
قال مكي بن أبي طالب القَيْسِي (ت: 437هـ): (قد تقدم ذكر {ينزفون} في والصافات). [الكشف عن وجوه القراءات السبع: 2/304]
قال نصر بن علي بن أبي مريم (ت: بعد 565هـ) : (1- {يُنْزَفُونَ} [آية/ 19] بكسر الزاي:-
قرأها الكوفيون.
وقرأ الباقون {يُنْزَفُونَ} بفتح الزاي.
وقد سبق القول في وجهه). [الموضح: 1237]
قوله تعالى: {وَفَاكِهَةٍ مِّمَّا يَتَخَيَّرُونَ (20)}
قوله تعالى: {وَلَحْمِ طَيْرٍ مِّمَّا يَشْتَهُونَ (21)}
قوله تعالى: {وَحُورٌ عِينٌ (22)}
قال أبو منصور محمد بن أحمد الأزهري (ت: 370هـ): (بسم اللّه الرّحمن الرّحيم
قوله جلّ وعزّ: (وحورٌ عينٌ (22).
قرأ حمزة والكسائي (وحورٍ عينٍ) خافضًا.
وقرأ رفعا الباقون (وحورٌ عينٌ)
قال أبو منصور: من قرأ بالرفع فالمعنى: يطوف عليهم ولدان مخلدون بهذه الأشياء بما قد ثبت لهم، فكأنه قال: ولهم (حورٌ عينٌ).
ومن قرأ (وحورٍ عينٍ) عطفه على قوله (بأكواب وأباريق...... وحورٍ عين).
فإن قيل: إن الحور ليس مما يطاف به، قيل له: هو مخفوض على غير ما ذهبت إليه، وإنما المعنى: يطوف عليهم ولدان..... بأكوابٍ ينعمون، وكذلك ينعمون بلحم طير، وكذلك ينعمون بحورٍ عين). [معاني القراءات وعللها: 3/49]
قال أبو عبد الله الحسين بن أحمد ابن خالويه الهمَذاني (ت: 370هـ): (2- وقوله تعالى: {وحور عين} [22].
قرأ حمزة والكسائي: {وحور عين} بالخفض نسقًا على {بأكواب} والأكواب: الأباريق التي لا خراطيم لها. والمخلدون مسورون. مقرطون، وقيل: مخلدون لا يشيبون، يقال: رجل مخلد: إذا بقي زمانا أسود اللحية، ولا يشيب. والمعين: الخمر الجاري.
وقرأ الباقون: {وحور عين} بالرفع. وحجتهم: أن الحور لا يطاف وإنما يطاف بالخمر. فرفعوا على تقدير: يطاف عليهم ولدان مخلدون بأكواب وأباريق ولهم مع ذلك حور عين. وفي حرف أبي: {وحورًا عينًا} بهن
[إعراب القراءات السبع وعللها: 2/342]
بالنصب على تقدير أعطاهم مع ذلك حورًا عينًا، والحور جمع حوراء. والعين: جمع عيناء، وهي الواسعة العينين، والحور في العين: شدة بياض المقلة مع شدة سواد الحدقة.
فإن قيل لك: لم ضممت الحاء في {حور} وكسرت العين في {عين}؟
فقل: إنما كسروا العين لتصح الياء، كما قيل: أبيض وبيض و{تلك إذا قسمة ضيزي} والأصل: أيدي، فقلبوا من الضمة كسرة لئلا تصير الياء واوًاز
ومن العرب من يقول: حير عين على الإتباع، وينشد:
أزمان عيناء سرور المسرور = عيناء حوراء من العين الحير). [إعراب القراءات السبع وعللها: 2/343]
قال أبو علي الحسن بن أحمد بن عبد الغفار الفارسيّ (ت: 377هـ): (قرأ ابن كثير ونافع وعاصم وأبو عمرو وابن عامر: وحور عين [22] بالرفع، المفضل عن عاصم وحمزة والكسائي: وحور عين خفض.
قال أبو علي: وجه الرفع، على أنه لمّا قال: يطوف عليهم ولدان مخلدون بأكواب وأباريق [الواقعة/ 17، 18] دلّ هذا الكلام على ما ذكر بعد على: لهم فيها كذا، ولهم حور عين، وكذلك من نصب من غير السبعة، حمل على المعنى، لأن الكلام دلّ على يمنحون وعلى يملّكون. وهذا مذهب سيبويه، ومثل ذلك:
[الحجة للقراء السبعة: 6/255]
فلم يجدا إلّا مناخ مطيّة تجافى بها زور نبيل وكلكل وسمر ظماء واترتهنّ بعد ما مضت هجعة من آخر الليل ذبّل لأن معنى لم يجدا إلا مناخ مطيّة: ثمّ مناخ مطيّة، فحمل سمر على ذلك، كما أن معنى: يطوف عليهم ولدان... بأكواب: لهم أكواب، فحمل الرفع على المعنى، وكذلك قوله:
بادت وغيّر آيهنّ مع البلى إلّا رواكد... لما كان معنى الحديث: بها رواكد، حمل قوله:
ومشجّج أمّا سواء قذاله فبدا...
[الحجة للقراء السبعة: 6/256]
على: بها رواكد، ومشجّج.
ويجوز أن يحمل الرفع على قوله: على سرر موضونة [الواقعة/ 15] يريد: وعلى سرر موضونة حور عين، أو: وحور عين على سرر موضونة، لأن الوصف قد جرى عليهنّ فاختصصن، فجاز أن يرفع بالابتداء، ولم يكن كالنكرة إذا لم توصف نحو فيها عين [الغاشية/ 12] وقوله: على سرر موضونة [الواقعة/ 15] خبر لقوله: ثلة من الأولين وقليل من الآخرين [الواقعة/ 13، 14]، فكذلك يجوز أن يكون خبرا عنهنّ، ويجوز في ارتفاع، وحور عين أن يكون عطفا على الضمير في: متكئين، ولم يؤكّد لكون طول الكلام بدلا من التأكيد. ويجوز أيضا أن تعطفه على الضمير في متقابلين، ولم يؤكد لطول الكلام أيضا. وقد جاء: ما أشركنا ولا آباؤنا [الأنعام/ 148] فهذا أجدر.
ووجه الجرّ: أن تحمله على قوله: أولئك المقربون في جنات النعيم [الواقعة/ 12]، التقدير: أولئك المقرّبون في جنّات النعيم، وفي حور عين، أي: في مقارنة حور عين ومعاشرة حور عين، فحذفت المضاف، فإن قلت: فلم لا تحمله على الجار في قوله: يطوف عليهم ولدان بكذا، وبحور عين، فإن هذا يمكن أن يقال: إلا أن أبا الحسن قال: في هذا بعض الوحشة.
قال أبو عبيد: الحوراء: الشديدة بياض العين الشديدة سوادها). [الحجة للقراء السبعة: 6/257]
قال أبو الفتح عثمان بن جني الموصلي (ت: 392هـ): (ومن ذلك قراءة أبي بن كعب وابن مسعود: [وَحُورًا عِينًا].
قال أبو الفتح: هذا على فعل مضمر، أي: ويؤتون، أو يزوجون حورا عينا، كما قال: {وَزَوَّجْنَاهُمْ بِحُورٍ عِينٍ}، وهو كثير في القرآن والشعر). [المحتسب: 2/309]
قال أبو زرعة عبد الرحمن بن محمد ابن زنجلة (ت: 403هـ) : ({يطوف عليهم ولدان مخلدون بأكواب} {وحور عين} 17 و18 و22
[حجة القراءات: 694]
قرأ حمزة والكسائيّ {وحور عين} بالخفض وقرأ الباقون بالرّفع وحجتهم في ذلك أن الحور لا يطاف بهن وإنّما يطاف بالخمر فرفعوه على الابتداء قال الفراء الرّفع على قولك ولهم حور عين وقال أبوعبيد وعندهم حور عين ووجه الجرّ تحمله على قوله {أولئك المقربون في جنّات النّعيم} 11 و12 التّقدير أولئك المقربون في جنّات النّعيم وفي حور عين أي في مقارنة حور عين أو مباشرة حور عين فحذفت المضاف
وقال الفراء والخفض أن تتبع آخر الكلام أوله وإن لم يحسن في آخره ما حسن في أوله أنشدني بعض العرب:
إذا ما الغانيات برزن يومًا ... وزججن الحواجب والعيونا
فالعين لا تزجج وإنّما تكحل فردها على الحواجب لأن المعنى يعرف وقال:
علفتها تبنا وماء باردًا
والماء لا يعلف فجعله تابعا للتبن). [حجة القراءات: 695]
قال مكي بن أبي طالب القَيْسِي (ت: 437هـ): (1- قوله: {وحورٌ عين} قرأهما حمزة والكسائي بالخفض، وقرأ الباقون برفعهما.
وحجة من رفعهما أنه حمل الكلام على العطف على {ولدان} «17» أي: يطوف عليهم ولدانٌ ويطوف عليهم حورٌ عين، ويجوز أن ترفع «حورا» حملًا على المعنى؛ لأنه لما علم أنه لا يطاف بالحور عليهم، وكان معنى {يطوف عليهم ولدان مخلدون بأكواب} فيها أكواب، أو عندهم أكواب، أو لهم أكواب، أو ثم أكواب، فعطف {وحور عين} على هذا المعنى، كأنه قال: وثم حور عين، أو فيها حور عين، أو عندهم حور عين أو لهم حور عين، فحمل ذلك على المعنى، ولا يحمل الكلام على لفظ {يطاف} إذ «الحور» لا يطاف بهن عليهم.
2- وحجة من خفض أنه عطفه على {جنات النعيم} «12»، والتقدير: أولئك المقربون في جنات النعيم وفي حور عين، أي: وفي متقاربة حور، ثم حذف المضاف، وأجاز قطرب أن يكون معطوفًا على «الأكواب والأباريق» فجعل «الحور» يطاف بهن عليهم، ولا ينكر أن يكون لأهل الجنة لذة في الطواف عليهم بالحور، والرفع أحب إلي؛ لأن الأكثر عليه ولصحة وجهه). [الكشف عن وجوه القراءات السبع: 2/304]
قال نصر بن علي بن أبي مريم (ت: بعد 565هـ) : (2- {وَحُورٍ عِينٍ} [آية/ 22] بالجر فيهما:-
قرأها حمزة والكسائي.
والوجه أنه معطوف على قوله تعالى {أُولَئِكَ الْمُقَرَّبُونَ (11) فِي جَنَّاتِ النَّعِيمِ} والتقدير: في جنات النعيم وفي حور، أي في مقارنة حور أو مصاحبة حور، فحذف المضاف.
ويجوز أن يكون معطوفًا على المجرور بالباء في قوله تعالى {يَطُوفُ عَلَيْهِمْ وِلْدَانٌ مُخَلَّدُونَ بِأَكْوَابٍ} وبحور، فيكون محمولاً على المعنى؛ لأن
[الموضح: 1237]
قوله {يَطُوفُ عَلَيْهِمْ وِلْدَانٌ} {بِأَكْوَابٍ} يدل على أنهم ينعمون، كأنه قال: وينعمون بحور عين ويحيون بحور عين.
وقرأ الباقون {وَحُورٌ عِينٌ} بالرفع فيهما.
والوجه أنه محمول على المعنى أيضًا؛ لأن قوله تعالى {يَطُوفُ عَلَيْهِمْ وِلْدَانٌ مُخَلَّدُونَ بِأَكْوَابٍ} دل على أن هذه الأكواب وغيرها لهم، فعطف {حُورٌ عِينٌ} على المعنى، وقدر تقدير المبتدأ والخبر عطفًا للجملة على الجملة، فكأنه قال: ولهم حور عين.
وروي في حرف ابن مسعود {وَحُورًا عِينًا} بالنصب، على أنهم يزوجون أو يملكون أو يمنحون حورًا عينًا، وهذا أيضًا من الحمل على المعنى). [الموضح: 1238]
قوله تعالى: {كَأَمْثَالِ اللُّؤْلُؤِ الْمَكْنُونِ (23)}
قوله تعالى: {جَزَاء بِمَا كَانُوا يَعْمَلُونَ (24)}
قوله تعالى: {لا يَسْمَعُونَ فِيهَا لَغْوًا وَلا تَأْثِيمًا (25)}
قوله تعالى: {إِلاَّ قِيلاً سَلامًا سَلامًا (26)}
روابط مهمة:
- أقوال المفسرين