(فصل) "بيد"
قال جمال الدين محمد بن علي الموزعي المعروف بابن نور الدين (ت: 825هـ): ((فصل) "بيد": ويقال فيها "ميد"، وروي: «أنا أفصح العرب ميد أني من قريش ونشأت في بني سعد بن بكر» وهو اسم ملازم للإضافة إلى أن وصلتها ولها ثلاثة معان:
أحدها: تكون بمعنى"غير" الاستثنائية لكنها لا يستثنى بها إلا بعد الانقطاع خاصة، وفي الصحاح للجوهري: "بيد" بمعنى "غير"، يقال: إنه كثير المال "بيد" أنه بخيل، وفي المحكم إن هذا المثال حكاه ابن السكيت، وأن بعضهم فسرها بمعنى "على" وأن تفسيرها بغير أعلى، وهذا هو المعنى الثاني، ومنه قوله صلى الله عليه وسلم: «نحن الآخرون السابقون يوم القيامة بيد أنهم أوتوا الكتاب من قبلها وأوتيناه من بعدهم».
الثالث: تكون بمعنى "من أجل" وأنشد أبو عبيد:
عمدًا فعلت ذاك بيد أني .... أخاف إن هلكت لم ترني
وأنشده ابن فارس على حد المعنى الأول، ومن هذا المعنى قوله صلى الله عليه وسلم: «أنا أفصح من نطق بالضاد بيد أني من قريش واسترضعت في بني سعد بن بكر».
وقال ابن مالك: إنها هنا بمعنى "غير"، على حد قول الشاعر:
ولا عيب فيهم غير أن سيوفهم .... بهن فلول من قراع الكتائب).
[مصابيح المغاني: 207 - 209]