العودة   جمهرة العلوم > قسم التفسير > جمهرة التفاسير > تفسير سورة الدخان

إضافة رد
 
أدوات الموضوع إبحث في الموضوع انواع عرض الموضوع
  #1  
قديم 28 جمادى الأولى 1434هـ/8-04-2013م, 02:29 PM
أم القاسم أم القاسم غير متواجد حالياً
إدارة الجمهرة
 
تاريخ التسجيل: Jul 2010
المشاركات: 1,449
افتراضي تفسير سورة الدخان [ الآيات من 1 إلى 8 ]

تفسير سورة الدخان [ الآيات من 1 إلى 8 ]


{حم (1) وَالْكِتَابِ الْمُبِينِ (2) إِنَّا أَنْزَلْنَاهُ فِي لَيْلَةٍ مُبَارَكَةٍ إِنَّا كُنَّا مُنْذِرِينَ (3) فِيهَا يُفْرَقُ كُلُّ أَمْرٍ حَكِيمٍ (4) أَمْرًا مِنْ عِنْدِنَا إِنَّا كُنَّا مُرْسِلِينَ (5) رَحْمَةً مِنْ رَبِّكَ إِنَّهُ هُوَ السَّمِيعُ الْعَلِيمُ (6) رَبِّ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ وَمَا بَيْنَهُمَا إِنْ كُنْتُمْ مُوقِنِينَ (7) لَا إِلَهَ إِلَّا هُوَ يُحْيِي وَيُمِيتُ رَبُّكُمْ وَرَبُّ آَبَائِكُمُ الْأَوَّلِينَ (8)}


رد مع اقتباس
  #2  
قديم 28 جمادى الأولى 1434هـ/8-04-2013م, 02:30 PM
أم القاسم أم القاسم غير متواجد حالياً
إدارة الجمهرة
 
تاريخ التسجيل: Jul 2010
المشاركات: 1,449
افتراضي

جمهرة تفاسير السلف


تفسير قوله تعالى: (حم (1) وَالْكِتَابِ الْمُبِينِ (2) )
قالَ أبو جعفرٍ مُحَمَّدُ بْنُ جَرِيرٍ الطَّبَرِيُّ (ت: 310هـ) : (القول في تأويل قوله تعالى: {حم (1) والكتاب المبين (2) إنّا أنزلناه في ليلةٍ مّباركةٍ إنّا كنّا منذرين (3) فيها يفرق كلّ أمرٍ حكيمٍ (4) أمرًا من عندنا إنّا كنّا مرسلين (5) رحمةً من رّبّك إنّه هو السّميع العليم}.
قال أبو جعفرٍ: قد تقدّم بياننا معنى قوله: {حم (1) والكتاب المبين} ). [جامع البيان: 21/5]

تفسير قوله تعالى: (إِنَّا أَنْزَلْنَاهُ فِي لَيْلَةٍ مُبَارَكَةٍ إِنَّا كُنَّا مُنْذِرِينَ (3) )
قالَ عَبْدُ اللهِ بنُ وَهْبٍ المَصْرِيُّ (ت: 197 هـ): (وحدثني عبد الحميد بن سالم، عن عمر مولى غفرة قال: يقال: ينسخ لملك الموت من يموت ليلة القدر إلى مثلها، وذلك أن الله يقول: {إنا أنزلناه في ليلةٍ مباركةٍ}، وقال: {فيها يفرق كل أمرٍ حكيمٍ}، قال: فتجد الرجل ينكح النساء، ويعرس العرس واسمه في الأموات). [الجامع في علوم القرآن: 1/83]
قالَ عَبْدُ الرَّزَّاقِ بْنُ هَمَّامٍ الصَّنْعَانِيُّ (ت: 211هـ): (عن معمر عن قتادة في قوله تعالى ليلة مباركة قال هي ليلة القدر فيها يفرق كل أمر حكيم فيها يقضى ما يكون من السنة إلى السنة). [تفسير عبد الرزاق: 2/205]
قالَ أبو جعفرٍ مُحَمَّدُ بْنُ جَرِيرٍ الطَّبَرِيُّ (ت: 310هـ) : (وقوله: {إنّا أنزلناه في ليلةٍ مباركةٍ} أقسم جلّ ثناؤه بهذا الكتاب، أنّه أنزله في ليلةٍ مباركةٍ.
واختلف تلك اللّيلة، أيّ ليلةٍ من ليالي السّنة هي؟ فقال بعضهم: هي ليلة القدر
ذكر من قال ذلك:
- حدّثنا بشرٌ قال: حدّثنا يزيد قال: حدّثنا سعيدٌ، عن قتادة، {إنّا أنزلناه في ليلةٍ مباركةٍ} ليلة القدر، نزلت صحف إبراهيم في أوّل ليلةٍ من رمضان، ونزلت التّوراة لستّ ليالٍ مضين من رمضان، ونزل الزّبور لثنتى عشرة مضت من رمضان، ونزل الإنجيل لثمان عشرة مضت من رمضان، ونزل الفرقان لأربعٍ وعشرين مضت من رمضان.
- حدّثنا ابن عبد الأعلى قال: حدّثنا ابن ثورٍ، عن معمرٍ، عن قتادة، في قوله: {في ليلةٍ مباركةٍ} قال: هي ليلة القدر.
- حدّثني يونس قال: أخبرنا ابن وهبٍ قال: قال ابن زيدٍ، في قوله عزّ وجلّ: {إنّا أنزلناه في ليلةٍ مباركةٍ إنّا كنّا منذرين} قال: تلك اللّيلة ليلة القدر، أنزل اللّه هذا القرآن من أمّ الكتاب في ليلة القدر، ثمّ أنزله على نبيّه في اللّيالي والأيّام، وفي غير ليلة القدر.
وقال آخرون: بل هي ليلة النّصف من شعبان.
والصّواب من القول في ذلك قول من قال: عنى بها ليلة القدر، لأنّ اللّه أخبر تعالى ذكره أنّ ذلك كذلك بقوله {إنّا أنزلناه في ليلة القدر}.
وقوله: {إنّا كنّا منذرين} يقول تعالى ذكره: إنّا كنّا منذرين، خلقنا بهذا الكتاب الّذي أنزلناه في اللّيلة المباركة عقوبتنا أن تحلّ بمن كفر منهم، فلم يتب إلى توحيدنا، وإفراد الألوهة لنا). [جامع البيان: 21/5-6]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (الآيات 1 - 5.
أخرج ابن مردويه عن ابن عباس في قوله: {إنا أنزلناه في ليلة مباركة} قال: أنزل القرآن في ليلة القدر ثم نزل به جبريل على رسول الله صلى الله عليه وسلم نجوما بجواب كلام الناس). [الدر المنثور: 13/247]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأخرج عبد الرزاق، وعبد بن حميد عن قتادة {إنا أنزلناه في ليلة مباركة} قال: هي (ليلة القدر) ). [الدر المنثور: 13/247]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأخرج عبد بن حميد عن أبي الجلد قال: نزلت صحف إبراهيم في أول ليلة من رمضان وأنزل الإنجيل لثمان عشرة ليلة خلت من رمضان وأنزل الفرقان لأربع وعشرين). [الدر المنثور: 13/247]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأخرج سعيد بن منصور عن إبراهيم النخعي في قوله: {إنا أنزلناه في ليلة مباركة} قال: نزل القرآن جملة على جبريل وكان جبريل يجيء بعد إلى النّبيّ صلى الله عليه وسلم). [الدر المنثور: 13/247]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأخرج سعيد بن منصور عن سعيد بن جبير قال: نزل القرآن من السماء العليا إلى السماء الدنيا جميعا في (ليلة القدر) ثم فصل بعد ذلك في تلك السنين). [الدر المنثور: 13/248]

تفسير قوله تعالى: (فِيهَا يُفْرَقُ كُلُّ أَمْرٍ حَكِيمٍ (4) )
قالَ عَبْدُ اللهِ بنُ وَهْبٍ المَصْرِيُّ (ت: 197 هـ): (وحدثني عبد الحميد بن سالم، عن عمر مولى غفرة قال: يقال: ينسخ لملك الموت من يموت ليلة القدر إلى مثلها، وذلك أن الله يقول: {إنا أنزلناه في ليلةٍ مباركةٍ}، وقال: {فيها يفرق كل أمرٍ حكيمٍ}، قال: فتجد الرجل ينكح النساء، ويعرس العرس واسمه في الأموات). [الجامع في علوم القرآن: 1/83] (م)
قالَ عَبْدُ الرَّزَّاقِ بْنُ هَمَّامٍ الصَّنْعَانِيُّ (ت: 211هـ): (عن الثوري عن محمد بن سوقة عن عكرمة قال سمعته يقول يؤذن للناس بالحج ليلة القدر فيكتبون بأسمائهم قال محمد وأظنه قال وأسماء آبائهم لا يغادر أحدا ممن كتب تلك الليلة لا يزاد فيهم ولا ينقص منهم ثم قرأ عكرمة فيها يفرق كل أمر حكيم). [تفسير عبد الرزاق: 2/205]
قالَ مُحَمَّدُ بنُ أَحمدَ بنِ نَصْرٍ الرَّمْلِيُّ (ت:295هـ): (ثنا يوسف بن عديٍّ، قال: ثنا رشدين بن سعدٍ، عن يونس بن يزيد، عن عطاءٍ الخراساني في قول اللّه تعالى: {فيها يفرق كلّ أمرٍ حكيمٍ} قال: يقضى في ليلة القدر كلّ أمرٍ حكيم). [جزء تفسير عطاء الخراساني: 92]
قالَ أبو جعفرٍ مُحَمَّدُ بْنُ جَرِيرٍ الطَّبَرِيُّ (ت: 310هـ) : (وقوله: {فيها يفرق كلّ أمرٍ حكيمٍ} اختلف أهل التّأويل في هذه اللّيلة الّتي يفرق فيها كلّ أمرٍ حكيمٍ، نحو اختلافهم في اللّيلة المباركة، وذلك أنّ الهاء الّتي في قوله: {فيها} عائدةٌ على اللّيلة المباركة، فقال بعضهم: هي ليلة القدر، يقضى فيها أمر السّنة كلّها من يموت، ومن يولد، ومن يعزّ، ومن يذلّ، وسائر أمور السّنة.
ذكر من قال ذلك:
- حدّثنا مجاهد بن موسى قال: حدّثنا يزيد قال: أخبرنا ربيعة بن كلثومٍ قال: كنت عند الحسن، فقال له رجلٌ: يا أبا سعيدٍ، ليلة القدر في كلّ رمضان؟ قال: إي واللّه، إنّها لفي كلّ رمضان، وإنّها لليلةٍ يفرق فيها كلّ أمرٍ حكيمٍ، فيها يقضي اللّه كلّ أجلٍ وأملٍ ورزقٍ إلى مثلها.
- حدّثني يعقوب قال: حدّثنا ابن عليّة قال: حدّثنا ربيعة بن كلثومٍ قال: قال رجلٌ للحسن وأنا أسمع: أرأيت ليلة القدر، أفي كلّ رمضان هي؟ قال: نعم واللّه الّذي لا إله إلاّ هو، إنّها لفي كلّ رمضان، وإنّها اللّيلة الّتي يفرق فيها كلّ أمرٍ حكيمٍ، يقضي اللّه كلّ أجلٍ وعملٍ وخلقٍ ورزق ٍ إلى مثلها.
- حدّثني يونس قال: أخبرنا ابن وهبٍ قال: قال ابن زيد: حدّثني عبد الحميد بن سالمٍ، عن عمر مولى غفرة قال: يقال: ينسخ لملك الموت من يموت ليلة القدر إلى مثلها، وذلك لأنّ اللّه عزّ وجلّ يقول: {إنّا أنزلناه في ليلةٍ مباركةٍ} وقال {فيها يفرق كلّ أمرٍ حكيمٍ} قال: فتجد الرّجل ينكح النّساء، ويغرس الغرس واسمه في الأموات.
- حدّثنا ابن بشّارٍ قال: حدّثنا عبد الرّحمن قال: حدّثنا سفيان، عن سلمة، عن أبي مالكٍ، في قوله: {فيها يفرق كلّ أمرٍ حكيمٍ} قال: أمر السّنة إلى السّنة ما كان من خلقٍ أو رزقٍ أو أجلٍ أو مصيبةٍ، أو نحو هذا.
- قال: حدّثنا سفيان، عن حبيبٍ، عن هلال بن يسافٍ قال: كان يقال: انتظروا القضاء في شهر رمضان.
- حدّثنا الفضل بن الصّبّاح قال: حدّثنا حمّد بن فضيلٍ، عن حصينٍ، عن سعد بن عبيدة، عن أبي عبد الرّحمن، في قوله: {فيها يفرق كلّ أمرٍ حكيمٍ} قال: يدبّر أمر السّنة في ليلة القدر
- حدّثني محمّد بن عمرٍو قال: حدّثنا أبو عاصمٍ قال: حدّثنا عيسى، وحدّثني الحارث قال: حدّثنا الحسن قال: حدّثنا ورقاء، جميعًا، عن ابن أبي نجيحٍ، عن مجاهدٍ، قوله: {فيها يفرق كلّ أمرٍ حكيمٍ} قال: في ليلة القدر كلّ أمرٍ يكون في السّنة إلى السّنة: إلاّ الحياة والموت، يقدّر فيها المعايش والمصائب كلّها.
- حدّثنا بشرٌ قال: حدّثنا يزيد قال: حدّثنا سعيدٌ، عن قتادة، {إنّا أنزلناه في ليلةٍ مباركةٍ} ليلة القدر {فيها يفرق كلّ أمرٍ حكيمٍ} كنّا نحدّث أنّه يفرق فيها أمر السّنة إلى السّنة.
- حدّثنا ابن عبد الأعلى قال: حدّثنا ابن ثورٍ، عن معمرٍ، عن قتادة، قال: هي ليلة القدر فيها يقضى ما يكون من السّنة إلى السّنة.
- حدّثنا ابن حميدٍ قال: حدّثنا جريرٌ، عن منصورٍ قال: سألت مجاهدًا، فقلت: أرأيت دعاء أحدنا يقول: اللّهمّ إن كان اسمي في السّعداء، فأثبته فيهم، وإن كان في الأشقياء فامحه منهم، واجعله بالسّعداء، فقال: حسنٌ، ثمّ لقيته بعد ذلك بحولٍ أو أكثر من ذلك، فسألته عن هذا الدّعاء قال: {إنّا أنزلناه في ليلةٍ مباركةٍ إنّا كنّا منذرين فيها يفرق كلّ أمرٍ حكيمٍ} قال: يقضي في ليلة القدر ما يكون في السّنة من رزقٍ أو مصيبةٍ، ثمّ يقدّم ما يشاء، ويؤخّر ما يشاء فأمّا كتاب السّعادة والشّقاء فهو ثابتٌ لا يغيّر.
وقال آخرون: بل هي ليلة النّصف من شعبان.
ذكر من قال ذلك
- حدّثنا الفضل بن الصّبّاح، والحسن بن عرفة قالا: حدّثنا النضر بن إسماعيل البجليّ، عن محمّد بن سوقة، عن عكرمة، في قول اللّه تبارك وتعالى: {فيها يفرق كلّ أمرٍ حكيمٍ} قال: في ليلة النّصف من شعبان، يبرم فيه أمر السّنة، وينسخ الأحياء من الأموات، ويكتب الحاجّ فلا يزاد فيهم، ولا ينقص منهم أحدٌ.
- حدّثني عبيد بن آدم بن أبي إياس قال: حدّثنا أبي قال: حدّثنا اللّيث، عن عقيل بن خالدٍ، عن ابن شهابٍ، عن عثمان بن محمّد بن المغيرة بن الأخنس قال: قال رسول اللّه صلّى اللّه عليه وسلّم: تقطع الآجال من شعبان إلى شعبان حتّى إنّ الرّجل لينكح ويولد له وقد خرج اسمه في الموتى.
- حدثني محمد بن معمر، قال: حدّثنا أبو هشام، قال: حدّثنا عبد الواحد، قال: حدّثنا عثمان بن حكيم، قال: حدّثنا سعيد بن جبير، قال: قال ابن عباس: إن الرجل ليمشي في الناس وقد رفع في الأموات، قال: ثم قرأ هذه الآية {إنّا أنزلناه في ليلةٍ مباركةٍ إنّا كنّا منذرين فيها يفرق كلّ أمرٍ حكيمٍ} قال: ثم قال: فيها يفرق أمر الدنيا من السنة إلى السنة.
وأولى القولين في ذلك بالصواب قول من قال: ذلك ليلة القدر لما قد تقدّم من بياننا عن أن المعني بقوله {إنّا أنزلناه في ليلةٍ مباركةٍ} ليلة القدر، والهاء في قوله {فيها} من ذكر الليلة المباركة.
وعنى بقوله {فيها يفرق كلّ أمرٍ حكيمٍ} في هذه الليلة المباركة يقضى ويفصل كلّ أمر أحكمه الله تعالى في تلك السنة إلى مثلها من السنة الأخرى.
ووضع حكيم موضع محكم، كما قال: {الم تلك آيات الكتاب الحكيم} يعني: المحكم). [جامع البيان: 21/6-11]
قَالَ عَبْدُ الرَّحْمنِ بنُ الحَسَنِ الهَمَذَانِيُّ (ت: 352هـ): (نا إبراهيم قال نا آدم قال نا ورقاء عن حصين بن عبد الرحمن عن سعد بن عبيدة عن أبي عبد الرحمن السلمي قال يفرق في ليلة القدر أمر السنة إلى مثلها من قابل). [تفسير مجاهد: 587]
قَالَ عَبْدُ الرَّحْمنِ بنُ الحَسَنِ الهَمَذَانِيُّ (ت: 352هـ): (نا إبراهيم قال نا آدم قال ثنا ورقاء عن ابن أبي نجيح عن مجاهد قال في ليلة القدر يفرق كل أمر يكون في السنة إلى مثلها من السنة الأخرى من المعاش والمصائب كلها إلا الحياة والموت). [تفسير مجاهد: 287-288]
قال محمدُ بنُ عبدِ اللهِ الحاكمُ النَّيْسابوريُّ (ت: 405هـ) : (حدّثني محمّد بن صالح بن هانئٍ، ثنا الحسين بن محمّد بن زيادٍ القبّانيّ، ثنا أبو عثمان سعيد بن يحيى بن سعيدٍ الأمويّ، حدّثني أبي، ثنا عثمان بن حكيمٍ، عن سعيد بن جبيرٍ، عن ابن عبّاسٍ رضي اللّه عنهما، قال: «إنّك لترى الرّجل يمشي في الأسواق، وقد وقع اسمه في الموتى» ، ثمّ قرأ {إنّا أنزلناه في ليلةٍ مباركةٍ، إنّا كنّا منذرين (3) فيها يفرق كلّ أمرٍ حكيمٍ} [الدخان: 4] ، يعني ليلة القدر ففي تلك اللّيلة يفرق أمر الدّنيا إلى مثلها من قابلٍ «صحيح الإسناد ولم يخرّجاه»). [المستدرك: 2/487]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأخرج محمد بن نصر، وابن المنذر، وابن أبي حاتم عن ابن عباس في قوله: {فيها يفرق كل أمر حكيم} قال: يكتب من (أم الكتاب) (الرعد الآية 39) (في ليلة القدر) ما يكون في السنة من رزق أو موت أو حياة أو مطر حتى يكتب الحاج يحج فلان ويحج فلان). [الدر المنثور: 13/248]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأخرج ابن أبي حاتم عن ابن عمر في قوله {فيها يفرق كل أمر حكيم} قال: أمر السنة إلى السنة إلا الشقاء والسعادة فإنه في كتاب الله لا يبدل ولا يغير). [الدر المنثور: 13/248]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأخرج ابن أبي حاتم من طريق عطاء الخراساني عن عكرمة {فيها يفرق كل أمر حكيم} قال: يقضى في (ليلة القدر) (كل أمر محكم) ). [الدر المنثور: 13/248]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأخرج ابن أبي شيبة ومحمد بن نصر، وابن المنذر من طريق محمد بن سوقة عن عكرمة قال: يؤذن للحاج ببيت الله في (ليلة القدر) فيكتبون بأسمائهم وأسماء آبائهم فلا يغادر تلك الليلة أحد ممن كتب ثم قرأ {فيها يفرق كل أمر حكيم} فلا يزاد فيهم ولا ينقص منهم). [الدر المنثور: 13/248]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأخرج سعيد، وعبد بن حميد، وابن جرير، وابن المنذر عن مجاهد رضي الله عنه أنه سئل عن قوله {حم والكتاب المبين إنا أنزلناه في ليلة مباركة إنا كنا منذرين} {فيها يفرق كل أمر حكيم} قال: يفرق {في ليلة القدر} ما يكون من السنة إلى السنة إلا الحياة والموت يفرق فيها المعايش والمصائب كلها). [الدر المنثور: 13/249]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأخرج عبد بن حميد ومحمد بن نصر، وابن جرير عن ربيعة بن كلثوم قال: كنت عند الحسن فقال له رجل يا أبا سعيد (ليلة القدر) في كل رمضان هي قال: أي والله إنها لفي كل رمضان وإنه لليلة {فيها يفرق كل أمر حكيم} فيها يقضي الله كل أجل وعمل ورزق إلى مثلها). [الدر المنثور: 13/249]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأخرج ابن جرير عن عمر مولى غفرة قال: يقال ينسخ لملك الموت من يموت من (ليلة القدر) إلى مثلها وذلك لأن الله يقول: {إنا أنزلناه في ليلة مباركة} إلى قوله {فيها يفرق كل أمر حكيم} فتجد الرجل ينكح النساء ويفرش الفرش واسمه في الأموات). [الدر المنثور: 13/249-250]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأخرج ابن جرير عن هلال بن يساف قال: كان يقال انتظروا القضاء في شهر رمضان). [الدر المنثور: 13/250]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأخرج ابن جرير عن قتادة {إنا أنزلناه في ليلة مباركة} قال: (ليلة القدر) ). [الدر المنثور: 13/250]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأخرج عبد بن حميد، وابن جرير، وابن المنذر، وابن أبي حاتم والحاكم وصححه والبيهقي في شعب الإيمان عن ابن عباس قال: إنك لترى الرجل يمشي في الأسواق وقد وقع اسمه في الموتى ثم قرأ {إنا أنزلناه في ليلة مباركة إنا كنا منذرين} {فيها يفرق كل أمر حكيم} يعني (ليلة القدر) قال: ففي تلك الليلة يفرق أمر الدنيا إلى مثلها من قابل موت أو حياة أو رزق كل أمر الدنيا يفرق تلك الليلة إلى مثلها من قابل). [الدر المنثور: 13/250]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأخرج عبد بن حميد ومحمد بن نصر، وابن جرير، وابن المنذر والبيهقي عن أبي مالك في قوله: {فيها يفرق كل أمر حكيم} قال: عمل السنة إلى السنة). [الدر المنثور: 13/250-251]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأخرج عبد بن حميد ومحمد بن نصر، وابن جرير والبيهقي عن أبي عبد الرحمن السلمي في قوله: {فيها يفرق كل أمر حكيم} قال: يدبر أمر السنة إلى السنة (في ليلة القدر) ). [الدر المنثور: 13/251]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأخرج البيهقي عن أبي الجوزاء {فيها يفرق كل أمر حكيم} قال: هي (ليلة القدر) يجاء بالديوان الأعظم السنة إلى السنة فيغفر الله عز وجل لمن يشاء ألا ترى أنه قال: {رحمة من ربك} ). [الدر المنثور: 13/251]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأخرج عبد الرزاق، وعبد بن حميد، وابن نصر، وابن جرير والبيهقي عن قتادة في قوله: {فيها يفرق كل أمر حكيم} قال: فيها يفرق أمر السنة إلى السنة وفي لفظ قال: فيها يقضى ما يكون من السنة إلى السنة). [الدر المنثور: 13/251]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأخرج عبد بن حميد، وابن نصر والبيهقي عن أبي نضرة {فيها يفرق كل أمر حكيم} قال: يفرق أمر السنة في كل (ليلة قدر) خيرها وشرها ورزقها وأجلها وبلاؤها ورخاؤها ومعاشها إلى مثلها من السنة). [الدر المنثور: 13/251]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأخرج ابن جرير، وابن المنذر، وابن أبي حاتم من طريق محمد بن سوقة عن عكرمة {فيها يفرق كل أمر حكيم} قال: في ليلة النصف من شعبان يبرم أمر السنة وينسخ الأحياء من الأموات ويكتب الحاج فلا يزاد فيهم ولا ينقص منهم أحد). [الدر المنثور: 13/251-252]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأخرج ابن زنجويه والديلمي عن أبي هريرة أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: تقطع الآجال من شعبان إلى شعبان حتى أن الرجل لينكح ويولد له وقد خرج اسمه في الموتى). [الدر المنثور: 13/252]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأخرج ابن أبي شيبة عن عطاء بن يسار قال: لم يكن رسول الله صلى الله عليه وسلم في شهر أكثر صياما منه في شعبان وذلك أنه ينسخ فيه آجال من ينسخ في السنة). [الدر المنثور: 13/252]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأخرج ابن مردويه، وابن عساكر عن عائشة قالت: لم يكن رسول الله صلى الله عليه وسلم في شهر أكثر صياما منه في شعبان لأنه ينسخ فيه أرواح الأحياء في الأموات حتى أن الرجل يتزوج وقد رفع اسمه فيمن يموت وأن الرجل ليحج وقد رفع اسمه فيمن يموت). [الدر المنثور: 13/252-253]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأخرج أبو يعلى عن عائشة أن النّبيّ صلى الله عليه وسلم كان يصوم شعبان كله فسألته قال: إن الله يكتب فيه كل نفس مبتة تلك السنة فأحب أن يأتيني أجلي وأنا صائم). [الدر المنثور: 13/253]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأخرج الدينوري في المجالسة عن راشد بن سعد أن النّبيّ صلى الله عليه وسلم قال: في ليلة النصف من شعبان يوحي الله إلى ملك الموت بقبض كل نفس يريد قبضها في تلك السنة). [الدر المنثور: 13/253]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأخرج ابن جرير والبيهقي في شعب الإيمان عن الزهري عن عثمان بن محمد بن المغيرة بن الأخنس قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: تقطع الآجال من شعبان إلى شعبان حتى أن الرجل ينكح ويولد له وقد خرج اسمه في الموتى قال: الزهري وحدثني أيضا عثمان بن محمد بن المغيرة أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: ما من يوم طلعت شمسه إلا يقول من استطاع أن يعمل في خيرا فليعمله فإني غير مكر عليكم أبدا وما من يوم إلا ينادي مناديان من السماء يقول أحدهما: يا طالب الخير أبشر ويقول الآخر: يا طالب الشر أقصر ويقول أحدهما: اللهم أعط منفقا مالا خلفا ويقول الآخر: اللهم اعط ممسكا مالا تلفا). [الدر المنثور: 13/253-254]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأخرج ابن أبي الدنيا عن عطاء بن يسار قال: إذا كان ليلة النصف من شعبان دفع إلى ملك الموت صحيفة فيقال اقبض من في هذه الصحيفة فإن العبد ليفرش الفراش وينكح الأزواج ويبني البنيان وإن اسمه قد نسخ في الموتى). [الدر المنثور: 13/254]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأخرج الخطيب في رواة مالك عن عائشة: سمعت النّبيّ صلى الله عليه وسلم يقول: يفتح الله الخير في أربع ليال ليلة الأضحى والفطر وليلة النصف من شعبان ينسخ فيها الآجال والأرزاق ويكتب فيها الحاج وفي ليلة عرفة إلى الأذان). [الدر المنثور: 13/254]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأخرج الخطيب، وابن النجار عن عائشة رضي الله عنها قالت: كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يصوم شعبان كله حتى يصله برمضان ولم يكن يصوم شهرا تاما إلا شعبان فقلت يا رسول الله: إن شعبان لمن أحب الشهور إليك أن تصومه فقال: نعم يا عائشة إنه ليس نفس تموت في سنة إلا كتب أجلها في شعبان فأحب أن يكتب أجلي وأنا في عبادة ربي وعمل صالح ولفظ ابن النجار يا عائشة إنه يكتب فيه ملك الموت ومن يقبض فأحب أن لا ينسخ اسمي إلا وأنا صائم). [الدر المنثور: 13/254-255]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأخرج ابن ماجة والبيهقي في شعب الإيمان عن علي بن أبي طالب قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: إذا كان ليلة النصف من شعبان فقوموا ليلها وصوموا نهارها فإن الله ينزل فيها لغروب الشمس إلى سماء الدنيا فيقول ألا مستغفر فأغفر له ألا مسترزق فأرزقه ألا مبتلى فأعافيه ألا سائل فأعطيه ألا كذا ألا كذا حتى يطلع الفجر). [الدر المنثور: 13/255]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأخرج ابن أبي شيبة والترمذي، وابن ماجة والبيهقي عن عائشة رضي الله عنها قالت: فقدت رسول الله صلى الله عليه وسلم ذات ليلة فخرجت أطلبه فإذا هو بالبقيع رافعا رأسه إلى السماء فقال يا عائشة: أكنت تخافين أن يحيف الله عليك ورسوله قلت: ما بي من ذلك ولكني ظننت أنك أتيت بعض نسائك فقال: إن الله عز وجل ينزل ليلة النصف من شعبان إلى السماء الدنيا فيغفر لأكثر من عدد شعر غنم كلب). [الدر المنثور: 13/255]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأخرج البيهقي عن القاسم بن محمد بن أبي بكر عن أبيه أو عن عمه أو جده أبي بكر الصديق عن النّبيّ صلى الله عليه وسلم قال: ينزل الله إلى السماء الدنيا ليلة النصف من شعبان فيغفر لكل شيء إلا لرجل مشرك أو في قلبه شحناء). [الدر المنثور: 13/256]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأخرج البيهقي عن أبي ثعلبة الخشني عن النّبيّ صلى الله عليه وسلم قال: إذا كان ليلة النصف من شعبان اطلع الله تعالى إلى خلقه فيغفر للمؤمنين ويملي للكافرين ويدع أهل الحقد بحقدهم حتى يدعوه). [الدر المنثور: 13/256]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأخرج البيهقي عن معاذ بن جبل عن النّبيّ صلى الله عليه وسلم قال: يطلع الله في ليلة النصف من شعبان فيغفر لجميع خلقه إلا لمشرك أو مشاحن.
وأخرج البيهقي عن أبي موسى الأشعري مرفوعا نحوه). [الدر المنثور: 13/256]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأخرج البيهقي عن عائشة قالت: قام رسول الله صلى الله عليه وسلم من الليل يصلي فأطال السجود حتى ظننت أنه قد قبض فلما رأيت ذلك قمت حتى حركت إبهامه فتحرك فرجعت فلما رفع رأسه من السجود وفرغ من صلاته فقال: يا عائشة أو يا حميراء ظننت أن النّبيّ قد خاس بك قلت: لا والله يا نبي الله ولكني ظننت أنك قبضت لطول سجودك فقال: أتدرين أي ليلة هذه قلت: الله ورسوله أعلم قال: هذه ليلة النصف من شعبان فيغفر للمستغفرين ويرحم المسترحمين ويؤخر أهل الحقد كما هم). [الدر المنثور: 13/256-257]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأخرج البيهقي وضعفه عن عائشة رضي الله عنها قالت: دخل علي رسول الله صلى الله عليه وسلم فرفع عنه ثوبيه ثم لم يستتم أن قام فلبسهما فأخذتني غيرة شديدة ظننت أنه يأتي بعض صويحباتي فخرجت أتبعه فأدركته بالبقيع بقيع الغرقد يستغفر للمؤمنين والمؤمنات والشهداء فقلت: بأبي أنت وأمي أنت في حاجة ربك وأنا في حاجة الدنيا فانصرفت فدخلت في حجرتي ولي نفس عال ولحقني النّبيّ صلى الله عليه وسلم فقال: ما هذا النفس يا عائشة فقلت: بأبي أنت وأمي أتيتني فوضعت عنك ثوبيك ثم لن تستتم أن قمت فلبستهما فأخذتني غيرة شديدة ظننت أنك تأتي بعض صويحباتي حتى رأيتك بالبقيع تصنع ما تصنع، قال يا عائشة: أكنت تخافين أن يحيف الله عليك ورسوله بل أتاني جبريل عليه السلام فقال هذه الليلة ليلة النصف من شعبان ولله فيها عتقاء من النار بعدد شعور غنم كلب لا ينظر الله فيها إلى مشرك ولا إلى مشاحن ولا إلى قاطع رحم ولا إلى مسبل ولا إلى عاق لوالديه ولا إلى مدمن خمر، قالت: ثم وضع عنه ثوبيه فقال لي: يا عائشة أتأذنين لي في القيام هذه الليلة فقلت: نعم بأبي وأمي فقام فسجد ليلا طويلا حتى ظننت أنه قد قبض فقمت ألتمسه ووضعت يدي على باطن قدميه فتحرك وسمعته يقول في سجوده: أعوذ بعفوك من عقوبتك وأعوذ برضاك من سخطك وأعوذ بك منك جل وجهك لا أحصي ثناء عليك أنت كما أثنيت على نفسك فلما أصبح ذكرتهن له فقال يا عائشة: تعلمتيهن فقلت: نعم فقال: تعلميهن وعلميهن فإن جبريل عليه السلام علمنيهن وأمرني أن أرددهن في السجود). [الدر المنثور: 13/257-258]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأخرج البيهقي عن عائشة قالت: كانت ليلة النصف من شعبان ليلتي وكان رسول الله صلى الله عليه وسلم عندي فلما كان في جوف الليل فقدته فأخذني ما يأخذ النساء من الغيرة فتلفعت بمرطي فطلبته في حجر نسائه فلم أجده فانصرفت إلى حجرتي فإذا أنا به كالثوب الساقط وهو يقول في سجوده: سجد لك خيالي وسوادي وآمن بك فؤادي فهذه يدي وما جنيت بها على نفسي يا عظيم يرجى لكل عظيم يا عظيم اغفر الذنب العظيم سجد وجهي للذي خلقه وشق سمعه وبصره ثم رفع رأسه ثم عاد ساجدا فقال: أعوذ برضاك من سخطك وأعوذ بعفوك من عقابك وأعوذ بك منك أنت كما أثنيت على نفسك أقول كما قال أخي داود أعفر وجهي في التراب لسيدي وحق له أن يسجد ثم رفع رأسه فقال: اللهم ارزقني قلبا تقيا من الشر نقيا لا جافيا ولا شقيا ثم انصرف فدخل معي في الخميلة ولي نفس عال فقال ما هذا النفس يا حميراء فأخبرته فطفق يمسح بيديه على ركبتي ويقول: ويح هاتين الركبتين ما لقيتا في هذه الليلة هذه ليلة النصف من شعبان ينزل الله فيها إلى السماء الدنيا فيغفر لعباده إلا المشرك والمشاحن). [الدر المنثور: 13/258-259]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأخرج البيهقي عن عثمان بن أبي العاص عن النّبيّ صلى الله عليه وسلم قال: إذا كان ليلة النصف من شعبان ينزل فيها إلى السماء الدنيا نادى مناد هل من مستغفر فأغفر له هل من سائل فأعطيه فلا يسأل أحد إلا أعطي إلا زانية بفرجها أو مشرك). [الدر المنثور: 13/259]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأخرج البيهقي، عن علي، قال: رأيت رسول الله صلى الله عليه وسلم ليلة النصف من شعبان قام فصلى أربع عشرة ركعة ثم جلس بعد الفراغ فقرأ بأم القرآن أربع عشرة مرة وقل هو الله أحد أربع عشرة مرة وقل أعوذ برب الفلق أربع عشرة مرة وقل أعوذ برب الناس أربع عشرة مرة وآية الكرسي مرة (لقد جاءكم رسول من أنفسكم) (سورة التوبة الآية 128) الآية فلما فرغ من صلاته سألته عما رأيت من صنيعه قال: من صنع مثل الذي رأيت كان له ثواب عشرين حجة مبرورة وصيام عشرين سنة مقبولة فإذا أصبح في ذلك اليوم صائما كان له كصيام سنتين سنة ماضية وسنة مستقبلة قال البيهقي: يشبه أن يكون هذا الحديث موضوعا وهو منكر وفي رواته مجهولون). [الدر المنثور: 13/259-260]

تفسير قوله تعالى: (أَمْرًا مِنْ عِنْدِنَا إِنَّا كُنَّا مُرْسِلِينَ (5) )
قالَ أبو جعفرٍ مُحَمَّدُ بْنُ جَرِيرٍ الطَّبَرِيُّ (ت: 310هـ) : (وقوله: {أمرًا من عندنا إنّا كنّا مرسلين} يقول تعالى ذكره: في هذه اللّيلة المباركة يفرق كلّ أمرٍ حكيمٍ، أمرًا من عندنا.
واختلف أهل العربيّة في وجه نصب قوله: {أمرًا} فقال بعض نحويّي الكوفة: نصب على معنى إنّا أنزلناه أمرًا ورحمةً على الحال وقال بعض نحويّي البصرة: نصب على معنى يفرق كلّ أمرٍ فرقًا وأمرًا قال: وكذلك قوله: {رحمةً من ربّك} قال: ويجوز أن تنصب الرّحمة بوقوع مرسلين عليها، فجعل الرّحمة للنّبيّ صلّى اللّه عليه وسلّم). [جامع البيان: 21/11]

تفسير قوله تعالى: (رَحْمَةً مِنْ رَبِّكَ إِنَّهُ هُوَ السَّمِيعُ الْعَلِيمُ (6) )
قالَ أبو جعفرٍ مُحَمَّدُ بْنُ جَرِيرٍ الطَّبَرِيُّ (ت: 310هـ) : (قوله: {رحمةً من ربّك} قال: ويجوز أن تنصب الرّحمة بوقوع مرسلين عليها، فجعل الرّحمة للنّبيّ صلّى اللّه عليه وسلّم
وقوله: {إنّا كنّا مرسلين} يقول تعالى ذكره: إنّا كنّا مرسلي رسولنا محمّدٍ صلّى اللّه عليه وسلّم إلى عبادنا رحمةً من ربّك يا محمّد {إنّه هو السّميع العليم} يقول: إنّ اللّه تبارك وتعالى هو السّميع لما يقول هؤلاء المشركون فيما أنزلنا من كتابنا، وأرسلنا من رسلنا إليهم، وغير ذلك من منطقهم ومنطق غيرهم، العليم بما تنطوي عليه ضمائرهم، وغير ذلك من أمورهم وأمور غيرهم). [جامع البيان: 21/11]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (الآيات 6 - 9.
أخرج عبد بن حميد عن عاصم أنه قرأ {إنه هو السميع العليم} {رب السماوات والأرض} بالخفض). [الدر المنثور: 13/260]

تفسير قوله تعالى: (رَبِّ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ وَمَا بَيْنَهُمَا إِنْ كُنْتُمْ مُوقِنِينَ (7) )
قالَ أبو جعفرٍ مُحَمَّدُ بْنُ جَرِيرٍ الطَّبَرِيُّ (ت: 310هـ) : (القول في تأويل قوله تعالى: {ربّ السّماوات والأرض وما بينهما إن كنتم موقنين (7) لا إله إلا هو يحيي ويميت ربّكم وربّ آبائكم الأوّلين (8) بل هم في شكٍّ يلعبون}
اختلف القرّاء في قراءة قوله {ربّ السّماوات والأرض} فقرأته عامة قرّاء المدينة والبصرة {ربّ السّموات} بالرفع على إتباع إعراب الربّ إعراب {السميع العليم}. وقرأته عامة قرّاء الكوفة وبعض المكيين {ربّ السموات} خفضا ردّ على الرب في قوله جلّ جلاله {رحمةً من ربّك}.
والصواب من القول في ذلك أنهما قراءتان معروفتان صحيحتا المعنى، فبأيتهما قرأ القارئ فمصيب.
ويعني بقوله {ربّ السّماوات والأرض وما بينهما} يقول تعالى ذكره الذي أنزل هذا الكتاب يا محمد عليك، وأرسلك إلى هؤلاء المشركين رحمة من ربك، مالك السموات السبع والأرض وما بينهما من الأشياء كلها.
وقوله: {إن كنتم موقنين} يقول: إن كنتم توقنون بحقيقة ما أخبرتكم من أنّ ربّكم ربّ السّماوات والأرض، فإنّ الّذي أخبرتكم من الله أنّ اللّه الّذي هذه الصّفات صفاته، وأنّ هذا القرآن تنزيله، ومحمّدًا صلّى اللّه عليه وسلّم رسوله حقّ يقينٍ، فأيقنوا به كما أيقنتم بما توقنون به من حقائق الأشياء غيره). [جامع البيان: 21/11-12]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (الآيات 6 - 9.
أخرج عبد بن حميد عن عاصم أنه قرأ {إنه هو السميع العليم} {رب السماوات والأرض} بالخفض). [الدر المنثور: 13/260] (م)

تفسير قوله تعالى: (لَا إِلَهَ إِلَّا هُوَ يُحْيِي وَيُمِيتُ رَبُّكُمْ وَرَبُّ آَبَائِكُمُ الْأَوَّلِينَ (8) )
قالَ أبو جعفرٍ مُحَمَّدُ بْنُ جَرِيرٍ الطَّبَرِيُّ (ت: 310هـ) : (وقوله: {لا إله إلاّ هو} يقول: لا معبود لكم أيّها النّاس غير ربّ السّماوات والأرض وما بينهما، فلا تعبدوا غيره، فإنّه لا تصلح العبادة لغيره، ولا تنبغي لشيءٍ سواه {يحيي ويميت} يقول: هو الّذي يحيي ما يشاء، ويميت ما يشاء ممّا كان حيًّا.
وقوله: {ربّكم وربّ آبائكم الأوّلين} يقول: هو مالككم ومالك من مضى قبلكم من آبائكم الأوّلين، يقول: فهذا الّذي هذه صفته، هو الرّبّ فاعبدوه دون آلهتكم الّتي لا تقدر على ضرٍّ ولا نفعٍ). [جامع البيان: 21/12-13]


رد مع اقتباس
  #3  
قديم 28 جمادى الأولى 1434هـ/8-04-2013م, 02:31 PM
أم القاسم أم القاسم غير متواجد حالياً
إدارة الجمهرة
 
تاريخ التسجيل: Jul 2010
المشاركات: 1,449
افتراضي

التفسير اللغوي


تفسير قوله تعالى: {حم (1)}
قَالَ إِبْرَاهِيمُ بْنُ السَّرِيِّ الزَّجَّاجُ (ت: 311هـ) : (وقد فسرنا معنى {حم} فيما سلف).
تفسير قوله تعالى: {وَالْكِتَابِ الْمُبِينِ (2)}
قَالَ إِبْرَاهِيمُ بْنُ السَّرِيِّ الزَّجَّاجُ (ت: 311هـ) : (وقوله:{والكتاب المبين (2)} : قسم). [معاني القرآن: 4/423]

تفسير قوله تعالى: {إِنَّا أَنْزَلْنَاهُ فِي لَيْلَةٍ مُبَارَكَةٍ إِنَّا كُنَّا مُنْذِرِينَ (3)}
قَالَ إِبْرَاهِيمُ بْنُ السَّرِيِّ الزَّجَّاجُ (ت: 311هـ) : (وقوله: {إنّا أنزلناه في ليلة مباركة إنّا كنّا منذرين (3)}
جاء في التفسير أنها ليلة القدر، قال اللّه عزّ وجلّ : {إنّا أنزلناه في ليلة القدر}
وقال المفسرون: {في ليلة مباركة}: هي ليلة القدر.
نزل جملة إلى السماء الدنيا في ليلة القدر، ثم نزل على رسول اللّه - صلى الله عليه وسلم - شيئا بعد شيء). [معاني القرآن: 4/423]
قَالَ أَحْمَدُ بنُ مُحَمَّدِ بنِ إِسْمَاعِيلَ النحَّاسُ (ت: 338هـ) : ( قوله جل وعز: {حم والكتاب المبين إنا أنزلناه في ليلة مباركة إنا كنا منذرين}
قال مجاهد وقتادة في ليلة مباركة : ليلة القدر
قال أبو جعفر في معنى هذه الآية ثلاثة أقوال:
أ- فمن أصحها ما رواه حماد بن زيد , عن أيوب , عن عكرمة , عن ابن عباس قال: (( أنزل القرآن في ليلة القدر إلى السماء الدنيا جملة واحدة , ثم نزل به جبرائيل في عشرين سنة )). وهذا إسناد لا يدفع
ب- وقيل المعنى إنا أنزلناه قرآنا في تفضيل ليلة القدر
وهو قوله تعالى: {ليلة القدر خير من ألف شهر} , فهذان قولان.
ج- وقيل المعنى :إنا ابتدأنا إنزاله في ليلة القدر كما تقول إنا أخرج إلى مكة غدا , أي: أنا ابتدئ الخروج). [معاني القرآن: 396-6/395]

تفسير قوله تعالى:{فِيهَا يُفْرَقُ كُلُّ أَمْرٍ حَكِيمٍ (4)}
قالَ يَحْيَى بْنُ زِيَادٍ الفَرَّاءُ: (ت: 207هـ): (قوله عز وجل: {يفرق كلّ أمرٍ حكيمٍ...}.
{أمراً...} : هو منصوب بقوله: يفرق، على معنى يفرق كل أمر فرقا وأمرا وكذلك). [معاني القرآن: 3/39]
قالَ أَبُو عُبَيْدَةَ مَعْمَرُ بْنُ الْمُثَنَّى التَّيْمِيُّ (ت:210هـ): ({ فيها يفرق } : يفصل ويقسط). [مجاز القرآن: 2/208]
قالَ الأَخْفَشُ سَعِيدُ بْنُ مَسْعَدَةَ الْبَلْخِيُّ (ت: 215هـ) : ({فيها يفرق كلّ أمرٍ حكيمٍ * أمراً مّن عندنا إنّا كنّا مرسلين * رحمةً مّن رّبّك إنّه هو السّميع العليم}
قال: {فيها يفرق كلّ أمرٍ حكيمٍ} , {أمراً} وقال: {رحمةً مّن رّبّك} , وانتصابه على "إنّا أنزلناه أمراً ورحمةً" في الحال). [معاني القرآن: 4/14]
قَالَ عَبْدُ اللهِ بنُ يَحْيَى بْنِ المُبَارَكِ اليَزِيدِيُّ (ت: 237هـ) : (4- {يفرق كل أمر حكيم}: أي يقضى).[غريب القرآن وتفسيره: 335]
قَالَ عَبْدُ اللهِ بْنُ مُسْلِمِ بْنِ قُتَيْبَةَ الدِّينَوَرِيُّ (ت: 276هـ)
: ({يفرق} : أي : يفصل). [تفسير غريب القرآن: 402]
قَالَ إِبْرَاهِيمُ بْنُ السَّرِيِّ الزَّجَّاجُ (ت: 311هـ) : (وقوله عزّ وجلّ: {فيها يفرق كلّ أمر حكيم (4)}
يفرق اللّه عزّ وجلّ في ليلة القدر كل أمر فيه حكمة من أرزاق العباد, وآجالهم , وجميع أمرهم الذي يكون مؤجّلا إلى ليلة القدر التي تكون في السنة المقبلة). [معاني القرآن: 4/423]
قَالَ أَحْمَدُ بنُ مُحَمَّدِ بنِ إِسْمَاعِيلَ النحَّاسُ (ت: 338هـ) : ( وقوله جل وعز: {فيها يفرق كل أمر حكيم (4) أمرا من عندنا إنا كنا مرسلين}
في معناه قولان متقاربان:
- قال ابن عباس : يحكم الله جل وعز أمر الدنيا إلى قابل في ليلة القدر ما كان من حياة , أو موت , أو رزق .
وقال أبو عبد الرحمن السلمي , والحسن , ومجاهد , وقتادة نحوا من هذا إلا أن مجاهد قال : إلا الشقاء والسعادة فإنهما لا يتغيران.
قال أبو جعفر فهذا قول , والمعنى عليه أنه تؤمر ليلة القدر الملائكة بما يكون من القطر , والرزق , والحياة , والموت إلى قابل
, ومعنى يفرق , ويؤمر واحد ؛ كأنه قال يؤمر كل أمر حكيم أمرا من عندن.ا
- والقول الآخر: أنها ليلة النصف من شعبان يبرم فيها أمر السنة , وينسخ الأحياء من الأموات, ويكتب الحاج فلا يزاد فيهم , ولا ينقص منهم أحد .
وقال غيره يفرق: يقضي , ويفصل , في تلك الليلة إلى مثلها من السنة الأخرى
و«حكيم» بمعنى محكم
وقيل : إن معنى يفرق: يفصل , أي: يفصل بين المؤمن, والكافر , والمنافق , فيقال للملائكة هذا , ويعرفونه). [معاني القرآن: 6/396-398 ]
قَالَ مَكِّيُّ بْنُ أَبِي طَالِبٍ القَيْسِيُّ (ت: 437هـ): ({يُفْرَقُ}: يقضى). [العمدة في غريب القرآن: 270]

تفسير قوله تعالى: {أَمْرًا مِنْ عِنْدِنَا إِنَّا كُنَّا مُرْسِلِينَ (5)}
قالَ يَحْيَى بْنُ زِيَادٍ الفَرَّاءُ: (ت: 207هـ): (قوله عز وجل: {يفرق كلّ أمرٍ حكيمٍ...}.
{أمراً...} : هو منصوب بقوله: يفرق، على معنى يفرق كل أمر فرقا وأمرا وكذلك). [معاني القرآن: 3/39] (م)
قالَ أَبُو عُبَيْدَةَ مَعْمَرُ بْنُ الْمُثَنَّى التَّيْمِيُّ (ت:210هـ): ({إنّا كنّا مرسلين رحمةً من ربّك }: نصب على مجاز نصب المصادر.
قال أبو عبيدة: سمعت ابن عون يقول: قد مضى الدخان , وزعم غيره أن الدخان هو الجدب , والسنون التي دعا النبي صلى الله عليه فيها على مضر:(( اللهم اشدد وطأتك على مضر)), وقال بعضهم وطدتك ). [مجاز القرآن: 2/208]
قالَ الأَخْفَشُ سَعِيدُ بْنُ مَسْعَدَةَ الْبَلْخِيُّ (ت: 215هـ) : ({فيها يفرق كلّ أمرٍ حكيمٍ * أمراً مّن عندنا إنّا كنّا مرسلين * رحمةً مّن رّبّك إنّه هو السّميع العليم}
قال: {فيها يفرق كلّ أمرٍ حكيمٍ} , {أمراً} .
وقال: {رحمةً مّن رّبّك} , وانتصابه على "إنّا أنزلناه أمراً ورحمةً" في الحال). [معاني القرآن: 4/14] (م)
قَالَ إِبْرَاهِيمُ بْنُ السَّرِيِّ الزَّجَّاجُ (ت: 311هـ) : (وقوله عزّ وجلّ : {أمرا من عندنا إنّا كنّا مرسلين (5) رحمة من ربّك إنّه هو السّميع العليم (6)}
{أمرا من عندنا} ، وقوله: {رحمة من ربّك} منصوبان - قال الأخفش - على الحال، المعنى إنا أنزلناه آمرين أمرا وراحمين رحمة.
ويجوز أن يكون منصوبا بـ {يفرق} بمنزلة يفرق, فرقا ؛ لأن أمرا بمعنى فرقا، لأن المعنى يؤتمر فيها أمرا.
ويجوز أن يكون {رحمة من ربّك} مفعولا له، أي إنا أنزلناه رحمة أي للرحمة). [معاني القرآن: 4/423-424 ]

تفسير قوله تعالى:{رَحْمَةً مِنْ رَبِّكَ إِنَّهُ هُوَ السَّمِيعُ الْعَلِيمُ (6)}
قالَ يَحْيَى بْنُ زِيَادٍ الفَرَّاءُ: (ت: 207هـ): (قوله: {رحمةً مّن رّبّك...}، يفرق ذلك رحمة من ربك، ويجوز أن تنصب الرحمة بوقوع مرسلين عليها، تجعل الرحمة هي النبي صلى الله عليه). [معاني القرآن: 3/39]
قالَ الأَخْفَشُ سَعِيدُ بْنُ مَسْعَدَةَ الْبَلْخِيُّ (ت: 215هـ) : ({فيها يفرق كلّ أمرٍ حكيمٍ * أمراً مّن عندنا إنّا كنّا مرسلين * رحمةً مّن رّبّك إنّه هو السّميع العليم}
قال: {فيها يفرق كلّ أمرٍ حكيمٍ}, {أمراً} , وقال: {رحمةً مّن رّبّك}, وانتصابه على "إنّا أنزلناه أمراً ورحمةً" في الحال). [معاني القرآن: 4/14] (م)
قَالَ إِبْرَاهِيمُ بْنُ السَّرِيِّ الزَّجَّاجُ (ت: 311هـ) : (وقوله عزّ وجلّ : {أمرا من عندنا إنّا كنّا مرسلين (5) رحمة من ربّك إنّه هو السّميع العليم (6)}
{أمرا من عندنا}، وقوله: {رحمة من ربّك}
منصوبان - قال الأخفش - على الحال، المعنى إنا أنزلناه آمرين أمرا وراحمين رحمة.
ويجوز أن يكون منصوبا بـ {يفرق} بمنزلة : يفرق فرقا لأن أمرا بمعنى فرقا، لأن المعنى يؤتمر فيها أمرا.
ويجوز أن يكون {رحمة من ربّك} مفعولا له، أي إنا أنزلناه رحمة أي للرحمة). [معاني القرآن: 4/423-424 ] (م)

تفسير قوله تعالى: {رَبِّ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ وَمَا بَيْنَهُمَا إِنْ كُنْتُمْ مُوقِنِينَ (7)}
قالَ يَحْيَى بْنُ زِيَادٍ الفَرَّاءُ: (ت: 207هـ): (وقوله: {ربّ السّماوات والأرض...}.
خفضها الأعمش وأصحابه، ورفعها أهل المدينة، وقد خفضها الحسن أيضا على أن تكون تابعة لربك , رب السماوات.
ومن رفع جعله تابعا لقوله: {إنه هو السّميع العليم}، ورفع أيضا آخر على الاستئناف كما قال: {وما بينهما الرحمن} ). [معاني القرآن: 3/39]
قَالَ إِبْرَاهِيمُ بْنُ السَّرِيِّ الزَّجَّاجُ (ت: 311هـ) : (وقوله: {ربّ السّماوات والأرض وما بينهما إن كنتم موقنين (7)}
بالخفض والرفع, فالرفع على الصفة، والخفض على قوله: {من ربّك ربّ السّماوات}
ومن رفع فعلى قوله: {إنّه هو السميع العليم ربّ السّماوات} , وإن شئت على الاستئناف على معنى : هو ربّ السّماوات. ). [معاني القرآن: 4/424]

تفسير قوله تعالى: { لَا إِلَهَ إِلَّا هُوَ يُحْيِي وَيُمِيتُ رَبُّكُمْ وَرَبُّ آَبَائِكُمُ الْأَوَّلِينَ (8) }
قَالَ إِبْرَاهِيمُ بْنُ السَّرِيِّ الزَّجَّاجُ (ت: 311هـ) : (وقوله: {لا إله إلّا هو يحيي ويميت ربّكم وربّ آبائكم الأوّلين (8)}
ويقرأ {ربكم وربّ آبائكم الأولين}: فالخفض على معنى رحمة من ربّك ربّكم وربّ آبائكم الأولين). [معاني القرآن: 4/424]

رد مع اقتباس
  #4  
قديم 28 جمادى الأولى 1434هـ/8-04-2013م, 02:31 PM
أم القاسم أم القاسم غير متواجد حالياً
إدارة الجمهرة
 
تاريخ التسجيل: Jul 2010
المشاركات: 1,449
افتراضي



التفسير اللغوي المجموع
[ما استخلص من كتب علماء اللغة مما له صلة بهذا الدرس]


تفسير قوله تعالى: {حم (1)}

تفسير قوله تعالى: {وَالْكِتَابِ الْمُبِينِ (2)}

تفسير قوله تعالى: {إِنَّا أَنْزَلْنَاهُ فِي لَيْلَةٍ مُبَارَكَةٍ إِنَّا كُنَّا مُنْذِرِينَ (3)}

تفسير قوله تعالى: {فِيهَا يُفْرَقُ كُلُّ أَمْرٍ حَكِيمٍ (4)}

تفسير قوله تعالى: {أَمْرًا مِنْ عِنْدِنَا إِنَّا كُنَّا مُرْسِلِينَ (5)}

تفسير قوله تعالى: {رَحْمَةً مِنْ رَبِّكَ إِنَّهُ هُوَ السَّمِيعُ الْعَلِيمُ (6)}

تفسير قوله تعالى: {رَبِّ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ وَمَا بَيْنَهُمَا إِنْ كُنْتُمْ مُوقِنِينَ (7)}

تفسير قوله تعالى: {لَا إِلَهَ إِلَّا هُوَ يُحْيِي وَيُمِيتُ رَبُّكُمْ وَرَبُّ آَبَائِكُمُ الْأَوَّلِينَ (8)}

رد مع اقتباس
  #5  
قديم 20 صفر 1440هـ/30-10-2018م, 08:40 PM
جمهرة التفاسير جمهرة التفاسير غير متواجد حالياً
فريق الإشراف
 
تاريخ التسجيل: Oct 2017
المشاركات: 2,953
افتراضي

تفاسير القرن الرابع الهجري
...

رد مع اقتباس
  #6  
قديم 20 صفر 1440هـ/30-10-2018م, 08:41 PM
جمهرة التفاسير جمهرة التفاسير غير متواجد حالياً
فريق الإشراف
 
تاريخ التسجيل: Oct 2017
المشاركات: 2,953
افتراضي

تفاسير القرن الخامس الهجري
...

رد مع اقتباس
  #7  
قديم 20 صفر 1440هـ/30-10-2018م, 09:09 PM
جمهرة التفاسير جمهرة التفاسير غير متواجد حالياً
فريق الإشراف
 
تاريخ التسجيل: Oct 2017
المشاركات: 2,953
افتراضي

تفاسير القرن السادس الهجري

تفسير قوله تعالى: {حم (1) }
قال عبد الحق بن غالب بن عطية الأندلسي (ت:546هـ) : (قوله عز وجل: {حم * والكتاب المبين * إنا أنزلناه في ليلة مباركة إنا كنا منذرين * فيها يفرق كل أمر حكيم * أمرا من عندنا إنا كنا مرسلين * رحمة من ربك إنه هو السميع العليم * رب السماوات والأرض وما بينهما إن كنتم موقنين * لا إله إلا هو يحيي ويميت ربكم ورب آبائكم الأولين * بل هم في شك يلعبون * فارتقب يوم تأتي السماء بدخان مبين}
تقدم القول في "حم"). [المحرر الوجيز: 7/ 569]

تفسير قوله تعالى: {وَالْكِتَابِ الْمُبِينِ (2) إِنَّا أَنْزَلْنَاهُ فِي لَيْلَةٍ مُبَارَكَةٍ إِنَّا كُنَّا مُنْذِرِينَ (3) }
قال عبد الحق بن غالب بن عطية الأندلسي (ت:546هـ) : (وقوله تعالى: {والكتاب المبين} قسم أقسم الله تبارك وتعالى به. و"المبين" يحتمل أن يكون من الفعل المتعدي، أي: يبين الهدى والشرع ونحوه، ويحتمل أن يكون من غير المتعدي، أي: هو مبين في نفسه،
وقوله تعالى: {إنا أنزلناه} يحتمل أن يقع القسم عليه، ويحتمل أن يكون: إنا أنزلناه في وصف الكتاب فلا يحسن وقوع القسم عليه، وهذا اعتراض يتضمن تفخيم الكتاب، ويحسن القسم به، ويكون الذي وقع القسم عليه: إنا كنا منذرين.
واختلف الناس في تعيين الليلة المباركة، فقال قتادة، وابن زيد، والحسن: هي ليلة القدر، وقالوا: إن كتب الله تعالى كلها إنما نزلت في رمضان، التوراة في أوله، والإنجيل في وسطه، والزبور في نحو ذلك، ونزل القرآن في آخره في ليلة القدر، ومعنى هذا النزول: أن ابتداء نزوله كان في ليلة القدر، وهذا قول الجمهور. وقالت فرقة: بل أنزله الله تعالى جملة ليلة القدر إلى البيت المعمور، ومن هنا كان جبريل عليه السلام يتلقاه، وقال عكرمة وغيره: الليلة المباركة هي ليلة النصف من شعبان). [المحرر الوجيز: 7/ 569]

تفسير قوله تعالى: {فِيهَا يُفْرَقُ كُلُّ أَمْرٍ حَكِيمٍ (4) }
قال عبد الحق بن غالب بن عطية الأندلسي (ت:546هـ) : (وقوله تعالى: {فيها يفرق كل أمر حكيم} معناه: يفصل من غيره ويتخلص، وروي عن عكرمة في تفسير هذه الآية أن الله تعالى يفصل للملائكة في ليلة النصف من شعبان، وقال الحسن، وعمر مولى غفرة، ومجاهد، وقتادة: في ليلة القدر يفصل كل ما في العام المقبل من الأقدار والآجال والأرزاق وغير ذلك، ويكتب ذلك لهم إلى مثلها من العام المقبل، قال هلال بن يساف: كان يقال: انتظروا القضاء في شهر رمضان، وروي في بعض الحديث عن النبي صلى الله عليه وسلم أن الرجل يتزوج ويعرس وقد خرج اسمه في الموتى، لأن الآجال تقطع في شعبان، وقرأ الحسن، والأعرج، والأعمش: "يفرق" بفتح الياء وضم الراء، و"حكيم": بمعنى: محكم). [المحرر الوجيز: 7/ 570]

تفسير قوله تعالى: {أَمْرًا مِنْ عِنْدِنَا إِنَّا كُنَّا مُرْسِلِينَ (5) رَحْمَةً مِنْ رَبِّكَ إِنَّهُ هُوَ السَّمِيعُ الْعَلِيمُ (6) }
قال عبد الحق بن غالب بن عطية الأندلسي (ت:546هـ) : (وقوله تعالى: "أمرا" نصب على المصدر، و"من عندنا": صفة لقوله تعالى: "أمرا"، وقوله تعالى: {إنا كنا مرسلين} يحتمل أن يريد الرسل والأنبياء عليهم السلام، ويحتمل أن يريد الرحمة التي ذكر بعد، وعلى التأويل الأول نصب قوله تعالى: "رحمة" على المصدر، ويحتمل أن يكون نصبها على الحال). [المحرر الوجيز: 7/ 570]

تفسير قوله تعالى: {رَبِّ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ وَمَا بَيْنَهُمَا إِنْ كُنْتُمْ مُوقِنِينَ (7) لَا إِلَهَ إِلَّا هُوَ يُحْيِي وَيُمِيتُ رَبُّكُمْ وَرَبُّ آَبَائِكُمُ الْأَوَّلِينَ (8) }
قال عبد الحق بن غالب بن عطية الأندلسي (ت:546هـ) : (وقوله تعالى: {إن كنتم موقنين} تقرير وتثبيت، أي: إن كنت موقنا بهذا يكون يقينك، كما تقول لإنسان تقيم نفسه: العلم غرضك إن كنت رجلا،
وقوله تعالى: {ربكم ورب آبائكم الأولين} أي: مالككم ومالك آبائكم.
وقرأ ابن كثير، ونافع، وأبو عمرو، وابن عامر: "رب السماوات" بالرفع على القطع والاستئناف، وهي قراءة الأعرج، وابن أبي إسحاق، وأبي جعفر، وشيبة. وقرأ عاصم، وحمزة، والكسائي بالكسر على البدل من "رب" المتقدم، وهي قراءة ابن محيصن، والأعمش، وأما قوله تعالى: {ربكم ورب آبائكم} فالجمهور على رفع الباء، وقرأ الحسن بالكسر، رواها أبو موسى عن الكسائي). [المحرر الوجيز: 7/ 570]

رد مع اقتباس
  #8  
قديم 21 صفر 1440هـ/31-10-2018م, 08:33 PM
جمهرة التفاسير جمهرة التفاسير غير متواجد حالياً
فريق الإشراف
 
تاريخ التسجيل: Oct 2017
المشاركات: 2,953
افتراضي

تفاسير القرن السابع الهجري
...

رد مع اقتباس
  #9  
قديم 21 صفر 1440هـ/31-10-2018م, 08:37 PM
جمهرة التفاسير جمهرة التفاسير غير متواجد حالياً
فريق الإشراف
 
تاريخ التسجيل: Oct 2017
المشاركات: 2,953
افتراضي

تفاسير القرن الثامن الهجري

تفسير قوله تعالى: {حم (1) }

تفسير قوله تعالى: {وَالْكِتَابِ الْمُبِينِ (2) }

تفسير قوله تعالى: {إِنَّا أَنْزَلْنَاهُ فِي لَيْلَةٍ مُبَارَكَةٍ إِنَّا كُنَّا مُنْذِرِينَ (3) }
قالَ إِسْمَاعِيلُ بْنُ عُمَرَ بْنِ كَثِيرٍ القُرَشِيُّ (ت: 774 هـ) : ({حم (1) والكتاب المبين (2) إنّا أنزلناه في ليلةٍ مباركةٍ إنّا كنّا منذرين (3) فيها يفرق كلّ أمرٍ حكيمٍ (4) أمرًا من عندنا إنّا كنّا مرسلين (5) رحمةً من ربّك إنّه هو السّميع العليم (6) ربّ السّماوات والأرض وما بينهما إن كنتم موقنين (7) لا إله إلّا هو يحيي ويميت ربّكم وربّ آبائكم الأوّلين (8) }
يقول تعالى مخبرًا عن القرآن العظيم: إنّه أنزله في ليلةٍ مباركةٍ، وهي ليلة القدر، كما قال تعالى: {إنّا أنزلناه في ليلة القدر} [القدر: 1] وكان ذلك في شهر رمضان، كما قال: تعالى: {شهر رمضان الّذي أنزل فيه القرآن} [البقرة: 185]
وقد ذكرنا الأحاديث الواردة في ذلك في "سورة البقرة" بما أغنى عن إعادته.
ومن قال: إنّها ليلة النّصف من شعبان -كما روي عن عكرمة-فقد أبعد النّجعة فإنّ نصّ القرآن أنّها في رمضان. والحديث الّذي رواه عبد اللّه بن صالحٍ، عن اللّيث، عن عقيلٍ عن الزّهريّ: أخبرني عثمان بن محمّد بن المغيرة بن الأخنس أنّ رسول اللّه صلّى اللّه عليه وسلّم قال: "تقطع الآجال من شعبان إلى شعبان، حتّى إنّ الرّجل لينكح ويولد له، وقد أخرج اسمه في الموتى" فهو حديثٌ مرسلٌ، ومثله لا يعارض به النّصوص.
وقوله: {إنّا كنّا منذرين} أي: معلّمين النّاس ما ينفعهم ويضرّهم شرعًا، لتقوم حجّة اللّه على عباده). [تفسير ابن كثير: 7/ 245-246]

تفسير قوله تعالى: {فِيهَا يُفْرَقُ كُلُّ أَمْرٍ حَكِيمٍ (4) أَمْرًا مِنْ عِنْدِنَا إِنَّا كُنَّا مُرْسِلِينَ (5) رَحْمَةً مِنْ رَبِّكَ إِنَّهُ هُوَ السَّمِيعُ الْعَلِيمُ (6) }
قالَ إِسْمَاعِيلُ بْنُ عُمَرَ بْنِ كَثِيرٍ القُرَشِيُّ (ت: 774 هـ) :(وقوله: {فيها يفرق كلّ أمرٍ حكيمٍ} أي: في ليلة القدر يفصل من اللّوح المحفوظ إلى الكتبة أمر السّنة، وما يكون فيها من الآجال والأرزاق، وما يكون فيها إلى آخرها. وهكذا روي عن ابن عمر، وأبي مالكٍ، ومجاهدٍ، والضّحّاك، وغير واحدٍ من السّلف.
وقوله: {حكيمٌ} أي: محكمٌ لا يبدّل ولا يغيّر؛ ولهذا قال: {أمرًا من عندنا} أي: جميع ما يكون ويقدّره اللّه تعالى وما يوحيه فبأمره وإذنه وعلمه، {إنّا كنّا مرسلين} أي: إلى النّاس رسولًا يتلو عليهم آيات اللّه مبيّناتٍ، فإنّ الحاجة كانت ماسّةً إليه؛ ولهذا قال: {رحمةً من ربّك إنّه هو السّميع العليم}). [تفسير ابن كثير: 7/ 246]

تفسير قوله تعالى: {رَبِّ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ وَمَا بَيْنَهُمَا إِنْ كُنْتُمْ مُوقِنِينَ (7) لَا إِلَهَ إِلَّا هُوَ يُحْيِي وَيُمِيتُ رَبُّكُمْ وَرَبُّ آَبَائِكُمُ الْأَوَّلِينَ (8) }
قالَ إِسْمَاعِيلُ بْنُ عُمَرَ بْنِ كَثِيرٍ القُرَشِيُّ (ت: 774 هـ) : ({ربّ السّموات والأرض وما بينهما} أي: الّذي أنزل هذا القرآن هو ربّ السّموات والأرض وخالقهما ومالكهما وما فيهما، {إن كنتم موقنين} أي: إن كنتم متحقّقين.
ثمّ قال: {لا إله إلا هو يحيي ويميت ربّكم وربّ آبائكم الأوّلين} وهذه الآية كقوله تعالى: {قل يا أيّها النّاس إنّي رسول اللّه إليكم جميعًا الّذي له ملك السّموات والأرض لا إله إلا هو يحيي ويميت [فآمنوا باللّه ورسوله]} الآية [الأعراف: 158] ).[تفسير ابن كثير: 7/ 246]

رد مع اقتباس
إضافة رد

مواقع النشر (المفضلة)

الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1)
 
أدوات الموضوع إبحث في الموضوع
إبحث في الموضوع:

البحث المتقدم
انواع عرض الموضوع

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع


الساعة الآن 12:47 PM


Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd. TranZ By Almuhajir
جميع الحقوق محفوظة