العودة   جمهرة العلوم > قسم التفسير > جمهرة التفاسير > تفسير سورة الصافات

إضافة رد
 
أدوات الموضوع إبحث في الموضوع انواع عرض الموضوع
  #1  
قديم 9 جمادى الأولى 1434هـ/20-03-2013م, 06:26 PM
أم إسماعيل أم إسماعيل غير متواجد حالياً
إدارة الجمهرة
 
تاريخ التسجيل: Dec 2010
المشاركات: 4,914
افتراضي تفسير سورة الصافات [ من الآية (62) إلى الآية (74) ]

تفسير سورة الصافات
[ من الآية (62) إلى الآية (74) ]


بِسْمِ اللّهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ
{أَذَلِكَ خَيْرٌ نُّزُلًا أَمْ شَجَرَةُ الزَّقُّومِ (62) إِنَّا جَعَلْنَاهَا فِتْنَةً لِّلظَّالِمِينَ (63) إِنَّهَا شَجَرَةٌ تَخْرُجُ فِي أَصْلِ الْجَحِيمِ (64) طَلْعُهَا كَأَنَّهُ رُؤُوسُ الشَّيَاطِينِ (65) فَإِنَّهُمْ لَآكِلُونَ مِنْهَا فَمَالِؤُونَ مِنْهَا الْبُطُونَ (66) ثُمَّ إِنَّ لَهُمْ عَلَيْهَا لَشَوْبًا مِّنْ حَمِيمٍ (67) ثُمَّ إِنَّ مَرْجِعَهُمْ لَإِلَى الْجَحِيمِ (68) إِنَّهُمْ أَلْفَوْا آبَاءهُمْ ضَالِّينَ (69) فَهُمْ عَلَى آثَارِهِمْ يُهْرَعُونَ (70) وَلَقَدْ ضَلَّ قَبْلَهُمْ أَكْثَرُ الْأَوَّلِينَ (71) وَلَقَدْ أَرْسَلْنَا فِيهِم مُّنذِرِينَ (72) فَانظُرْ كَيْفَ كَانَ عَاقِبَةُ الْمُنذَرِينَ (73) إِلَّا عِبَادَ اللَّهِ الْمُخْلَصِينَ (74)}



رد مع اقتباس
  #2  
قديم 11 جمادى الأولى 1434هـ/22-03-2013م, 12:04 AM
أم إسماعيل أم إسماعيل غير متواجد حالياً
إدارة الجمهرة
 
تاريخ التسجيل: Dec 2010
المشاركات: 4,914
افتراضي تفسير السلف

تفسير السلف

تفسير قوله تعالى: (أَذَلِكَ خَيْرٌ نُزُلًا أَمْ شَجَرَةُ الزَّقُّومِ (62) )
قالَ أبو جعفرٍ مُحَمَّدُ بْنُ جَرِيرٍ الطَّبَرِيُّ (ت: 310هـ) : (القول في تأويل قوله تعالى: {أذلك خيرٌ نزلاً أم شجرة الزّقّوم (62) إنّا جعلناها فتنةً للظّالمين (63) إنّها شجرةٌ تخرج في أصل الجحيم (64) طلعها كأنّه رءوس الشّياطين (65) فإنّهم لآكلون منها فمالئون منها البطون}.
يقول تعالى ذكره: أهذا الّذي أعطيت هؤلاء المؤمنين الّذين وصفت صفتهم من كرامتي في الجنّة، ورزقتهم فيها من النّعيم خيرٌ، أو ما أعددت لأهل النّار من الزّقّوم؟
وعنى بالنّزل: الفضل، وفيه لغتان: نزلٌ ونزلٌ؛ يقال للطّعام الّذي له ريعٌ: هو طعامٌ له نزلٌ ونزلٌ.
وقوله: {أم شجرة الزّقّوم} ذكر أنّ اللّه تعالى لمّا أنزل هذه الآية قال المشركون: كيف ينبت الشّجر في النّار، والنّار تحرق الشّجر؟). [جامع البيان: 19/551]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (الآيات 62 - 68.
أخرج عبد بن حميد، وابن جرير، وابن أبي حاتم عن قتادة رضي الله عنه قال: لما ذكر الله شجرة الزقوم افتتن بها الظلمة فقال أبو جهل: يزعم صاحبكم هذا أن في النار شجرة والنار تأكل الشجر وإنا والله ما نعلم الزقوم إلا التمر والزبد فتزقموا فأنزل الله حين عجبوا أن يكون في النار شجر {إنها شجرة تخرج في أصل الجحيم} أي غذيت بالنار ومنها خلقت {طلعها كأنه رؤوس الشياطين} قال: يشبهها بذلك). [الدر المنثور: 12/416-417]

تفسير قوله تعالى: (إِنَّا جَعَلْنَاهَا فِتْنَةً لِلظَّالِمِينَ (63) )
قالَ عَبْدُ الرَّزَّاقِ بْنُ هَمَّامٍ الصَّنْعَانِيُّ (ت: 211هـ): (معمر عن قتادة في قوله تعالى فتنة للظالمين قال زادهم تكذيبا حين أخبرهم أن في النار شجرة فقالوا يخبركم أن في النار شجرة والنار تحرق الشجر فأخبرهم أن غذاءها من النار). [تفسير عبد الرزاق: 2/150]
قالَ أبو جعفرٍ مُحَمَّدُ بْنُ جَرِيرٍ الطَّبَرِيُّ (ت: 310هـ) : (فقال اللّه: {إنّا جعلناها فتنةً للظّالمين} يعني لهؤلاء المشركين الّذين قالوا في ذلك ما قالوا، ثمّ أخبرهم بصفة هذه الشّجرة فقال {إنّها شجرةٌ تخرج في أصل الجحيم}.
وبنحو الّذي قلنا في ذلك قال أهل التّأويل.
ذكر من قال ذلك:
- حدّثنا بشرٌ، قال: حدّثنا يزيد، قال: حدّثنا سعيدٌ، عن قتادة {أذلك خيرٌ نزلاً أم شجرة الزّقّوم} حتّى بلغ {في أصل الجحيم} قال: لمّا ذكر شجرة الزّقّوم افتتن الظّلمة، فقالوا: ينبئكم صاحبكم هذا أنّ في النّار شجرةً، والنّار تأكل الشّجر، فأنزل اللّه ما تسمعون: إنّها شجرةٌ تخرج في أصل الجحيم، غذّيت بالنّار ومنها خلقت.
- حدّثنا محمّد بن الحسين، قال: حدّثنا أحمد بن المفضّل، قال: حدّثنا أسباطٌ، عن السّدّيّ، قال: قال أبو جهلٍ: لمّا نزلت {إنّ شجرة الزّقّوم} قال: تعرفونها في كلام العرب: أنا آتيكم بها، فدعا جاريةً، فقال: ائتيني بتمرٍ وزبدٍ، فقال: دونكم تزقّموا، فهذا الزّقّوم الّذي يخوّفكم به محمّدٌ، فأنزل اللّه تفسيرها: {أذلك خيرٌ نزلاً أم شجرة الزّقّوم (62) إنّا جعلناها فتنةً للظّالمين} قال: لأبي جهلٍ وأصحابه.
- حدّثني محمّد بن عمرٍو، قال: حدّثنا أبو عاصمٍ، قال: حدّثنا عيسى، وحدّثني الحارث، قال: حدّثنا الحسن، قال: حدّثنا ورقاء، جميعًا عن ابن أبي نجيحٍ، عن مجاهدٍ، قوله: {إنّا جعلناها فتنةً للظّالمين} قال: قول أبي جهلٍ: إنّما الزّقّوم التّمر والزّبد أتزقّمه). [جامع البيان: 19/551-552]
قَالَ عَبْدُ الرَّحْمنِ بنُ الحَسَنِ الهَمَذَانِيُّ (ت: 352هـ): (نا إبراهيم قال نا آدم قال نا ورقاء عن ابن أبي نجيح عن مجاهد في قوله إنا جعلناها فتنة للظالمين قال هو قول أبي جهل إنما الزقوم التمر والزبد نتزقمه). [تفسير مجاهد: 542]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأخرج عبد بن حميد، وابن جرير عن مجاهد رضي الله عنه في قوله {إنا جعلناها فتنة للظالمين} قال: قول أبي جهل: إنما الزقوم التمر والزبد أتزقمه). [الدر المنثور: 12/417]

تفسير قوله تعالى: (إِنَّهَا شَجَرَةٌ تَخْرُجُ فِي أَصْلِ الْجَحِيمِ (64) )
قالَ أبو جعفرٍ مُحَمَّدُ بْنُ جَرِيرٍ الطَّبَرِيُّ (ت: 310هـ) : (فقال اللّه: {إنّا جعلناها فتنةً للظّالمين} يعني لهؤلاء المشركين الّذين قالوا في ذلك ما قالوا، ثمّ أخبرهم بصفة هذه الشّجرة فقال {إنّها شجرةٌ تخرج في أصل الجحيم}.
وبنحو الّذي قلنا في ذلك قال أهل التّأويل.
ذكر من قال ذلك:
- حدّثنا بشرٌ، قال: حدّثنا يزيد، قال: حدّثنا سعيدٌ، عن قتادة {أذلك خيرٌ نزلاً أم شجرة الزّقّوم} حتّى بلغ {في أصل الجحيم} قال: لمّا ذكر شجرة الزّقّوم افتتن الظّلمة، فقالوا: ينبئكم صاحبكم هذا أنّ في النّار شجرةً، والنّار تأكل الشّجر، فأنزل اللّه ما تسمعون: إنّها شجرةٌ تخرج في أصل الجحيم، غذّيت بالنّار ومنها خلقت). [جامع البيان: 19/551-552] (م)
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (الآيات 62 - 68.
أخرج عبد بن حميد، وابن جرير، وابن أبي حاتم عن قتادة رضي الله عنه قال: لما ذكر الله شجرة الزقوم افتتن بها الظلمة فقال أبو جهل: يزعم صاحبكم هذا أن في النار شجرة والنار تأكل الشجر وإنا والله ما نعلم الزقوم إلا التمر والزبد فتزقموا فأنزل الله حين عجبوا أن يكون في النار شجر {إنها شجرة تخرج في أصل الجحيم} أي غذيت بالنار ومنها خلقت {طلعها كأنه رؤوس الشياطين} قال: يشبهها بذلك). [الدر المنثور: 12/416-417] (م)

تفسير قوله تعالى: (طَلْعُهَا كَأَنَّهُ رُءُوسُ الشَّيَاطِينِ (65) )
قالَ أبو جعفرٍ مُحَمَّدُ بْنُ جَرِيرٍ الطَّبَرِيُّ (ت: 310هـ) : (وقوله: {طلعها كأنّه رءوس الشّياطين} يقول تعالى ذكره: كأنّ طلع هذه الشّجرة يعني شجرة الزّقّوم في قبحه وسماجته رءوس الشّياطين في قبحها وذكر أنّ ذلك في قراءة عبد اللّه: إنّها شجرةٌ نابتةٌ في أصل الجحيم.
- كما حدّثنا بشرٌ، قال: حدّثنا يزيد، قال: حدّثنا سعيدٌ، عن قتادة، قوله: {طلعها كأنّه رءوس الشّياطين} قال: شبّهه بذلك.
فإن قال قائلٌ: وما وجه تشبيهه طلع هذه الشّجرة برءوس الشّياطين في القبح، ولا علم عندنا بمبلغ قبح رءوس الشّياطين، وإنّما يمثّل الشّيء بالشّيء تعريفًا من الممثّل الممثّل له قرب اشتباه الممثّل أحدهما بصاحبه مع معرفة الممثّل له الشّيئين كليهما أو أحدهما، ومعلومٌ أنّ الّذين خوطبوا بهذه الآية من المشركين، لم يكونوا عارفين شجرة الزّقّوم، ولا برءوس الشّياطين، ولا كانوا رأوهما، ولا واحدًا منهما؟
قيل له: أمّا شجرة الزّقّوم فقد وصفها اللّه تعالى ذكره لهم وبيّنّها حتّى عرفوها ما هي وما صفتها، فقال لهم: {شجرةٌ تخرج في أصل الجحيم (64) طلعها كأنّه رءوس الشّياطين} فلم يتركهم في عماءٍ منها وأمّا في تمثيله طلعها برءوس الشّياطين، فأقول لكلٍّ منها وجهٌ مفهومٌ: أحدها أن يكون مثّل ذلك برءوس الشّياطين على نحو ما قد جرى به استعمال المخاطبين بالآية بينهم وذلك أنّ استعمال النّاس قد جرى بينهم في مبالغتهم، إذا أراد أحدهم المبالغة في تقبيح الشّيء، قال: كأنّه شيطانٌ، فذلك أحد الأقوال والثّاني أن يكون مثّل برأس حيّةٍ معروفةٍ عند العرب تسمّى شيطانًا، وهي حيّةٌ لها عرفٌ فيما ذكر قبيح الوجه والمنظر، وإيّاه عنى الرّاجز بقوله:
عنجردٌ تحلف حين أحلف = كمثل شيطان الحماط أعرف
ويروى: عجيّزٌ والثّالث: أن يكون مثل نبتٍ معروفٍ برءوس الشّياطين، ذكر أنّه قبيح الرّأس {فإنّهم لآكلون منها فمالئون منها البطون} يقول تعالى ذكره: فإن هؤلاء المشركين الّذين جعل اللّه هذه الشّجرة لهم فتنةً، لآكلون من هذه الشّجرة الّتي هي شجرة الزّقّوم فمالئون من زقّومها بطونهم). [جامع البيان: 19/553-554]
أخرج عبد بن حميد، وابن جرير، وابن أبي حاتم عن قتادة رضي الله عنه قال: لما ذكر الله شجرة الزقوم افتتن بها الظلمة فقال أبو جهل: يزعم صاحبكم هذا أن في النار شجرة والنار تأكل الشجر وإنا والله ما نعلم الزقوم إلا التمر والزبد فتزقموا فأنزل الله حين عجبوا أن يكون في النار شجر {إنها شجرة تخرج في أصل الجحيم} أي غذيت بالنار ومنها خلقت {طلعها كأنه رؤوس الشياطين} قال: يشبهها بذلك). [الدر المنثور: 12/416-417] (م)
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأخرج ابن أبي حاتم عن وهب بن منبه رضي الله عنه في قوله {طلعها كأنه رؤوس الشياطين}
قال: شعور الشياطين قائمة إلى السماء). [الدر المنثور: 12/417]

تفسير قوله تعالى: (فَإِنَّهُمْ لَآَكِلُونَ مِنْهَا فَمَالِئُونَ مِنْهَا الْبُطُونَ (66) )
قالَ أبو جعفرٍ مُحَمَّدُ بْنُ جَرِيرٍ الطَّبَرِيُّ (ت: 310هـ) : (وقوله: {طلعها كأنّه رءوس الشّياطين} يقول تعالى ذكره: كأنّ طلع هذه الشّجرة يعني شجرة الزّقّوم في قبحه وسماجته رءوس الشّياطين في قبحها وذكر أنّ ذلك في قراءة عبد اللّه: إنّها شجرةٌ نابتةٌ في أصل الجحيم.
- كما حدّثنا بشرٌ، قال: حدّثنا يزيد، قال: حدّثنا سعيدٌ، عن قتادة، قوله: {طلعها كأنّه رءوس الشّياطين} قال: شبّهه بذلك.
فإن قال قائلٌ: وما وجه تشبيهه طلع هذه الشّجرة برءوس الشّياطين في القبح، ولا علم عندنا بمبلغ قبح رءوس الشّياطين، وإنّما يمثّل الشّيء بالشّيء تعريفًا من الممثّل الممثّل له قرب اشتباه الممثّل أحدهما بصاحبه مع معرفة الممثّل له الشّيئين كليهما أو أحدهما، ومعلومٌ أنّ الّذين خوطبوا بهذه الآية من المشركين، لم يكونوا عارفين شجرة الزّقّوم، ولا برءوس الشّياطين، ولا كانوا رأوهما، ولا واحدًا منهما؟
قيل له: أمّا شجرة الزّقّوم فقد وصفها اللّه تعالى ذكره لهم وبيّنّها حتّى عرفوها ما هي وما صفتها، فقال لهم: {شجرةٌ تخرج في أصل الجحيم (64) طلعها كأنّه رءوس الشّياطين} فلم يتركهم في عماءٍ منها وأمّا في تمثيله طلعها برءوس الشّياطين، فأقول لكلٍّ منها وجهٌ مفهومٌ: أحدها أن يكون مثّل ذلك برءوس الشّياطين على نحو ما قد جرى به استعمال المخاطبين بالآية بينهم وذلك أنّ استعمال النّاس قد جرى بينهم في مبالغتهم، إذا أراد أحدهم المبالغة في تقبيح الشّيء، قال: كأنّه شيطانٌ، فذلك أحد الأقوال والثّاني أن يكون مثّل برأس حيّةٍ معروفةٍ عند العرب تسمّى شيطانًا، وهي حيّةٌ لها عرفٌ فيما ذكر قبيح الوجه والمنظر، وإيّاه عنى الرّاجز بقوله:
عنجردٌ تحلف حين أحلف = كمثل شيطان الحماط أعرف
ويروى: عجيّزٌ والثّالث: أن يكون مثل نبتٍ معروفٍ برءوس الشّياطين، ذكر أنّه قبيح الرّأس {فإنّهم لآكلون منها فمالئون منها البطون} يقول تعالى ذكره: فإن هؤلاء المشركين الّذين جعل اللّه هذه الشّجرة لهم فتنةً، لآكلون من هذه الشّجرة الّتي هي شجرة الزّقّوم فمالئون من زقّومها بطونهم). [جامع البيان: 19/553-554] (م)
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأخرج عبد الله بن أحمد بن حنبل في زوائد الزهد، وابن المنذر عن أبي عمران الجوني رضي الله عنه قال: بلغنا أن ابن آدم لا ينهش من شجرة الزقوم نهشه إلا نهشت منه مثلها). [الدر المنثور: 12/417]

تفسير قوله تعالى: (ثُمَّ إِنَّ لَهُمْ عَلَيْهَا لَشَوْبًا مِنْ حَمِيمٍ (67) )
قالَ عَبْدُ الرَّزَّاقِ بْنُ هَمَّامٍ الصَّنْعَانِيُّ (ت: 211هـ): (معمر عن قتادة قي قوله تعالى لشوبا من حميم قال مزاجا من حميم). [تفسير عبد الرزاق: 2/150]
قال محمدُ بنُ إسماعيلَ بن إبراهيم البخاريُّ (ت: 256هـ) : ( {لشوبًا} [الصافات: 67] : «يخلط طعامهم، ويساط بالحميم» ). [صحيح البخاري: 6/123]
- قال أحمدُ بنُ عَلَيِّ بنِ حجرٍ العَسْقَلانيُّ (ت: 852هـ): (قوله صراط الجحيم سواء الجحيم ووسط الجحيم لشوبًا يخلط طعامهم ويساط بالحميم مدحورًا مطرودًا سقط هذا كلّه لأبي ذرٍّ وقد تقدّم في بدء الخلق). [فتح الباري: 8/543] (م)
- قال محمودُ بنُ أحمدَ بنِ موسى العَيْنِيُّ (ت: 855هـ) : (لشوبا يخلط طعامهم ويسلط بالحميم
أشار به إلى قوله تعالى: {ثمّ إن لهم عليها لشوبا من حميم} (الصافات: 67) وفسّر: (شوبا) بقوله: (يخلط) إلى آخره. قوله: (ويساط) أي: يخلط من ساطه يسوطه سوطًا أي: خلطه. وقال الجوهري: السّوط خلط الشّيء بعضه ببعض، والحميم: هو الماء الحار). [عمدة القاري: 19/136]
- قال أحمدُ بنُ محمدِ بن أبي بكرٍ القَسْطَلاَّنيُّ (ت: 923هـ) : ( ({لشوبا}) أي (يخلط طعامهم ويساط) أي يخل (بالحميم) الماء الحار التشديد فإذا شربوه قطع أمعاءهم). [إرشاد الساري: 7/314]
قالَ أبو جعفرٍ مُحَمَّدُ بْنُ جَرِيرٍ الطَّبَرِيُّ (ت: 310هـ) : (القول في تأويل قوله تعالى: {ثمّ إنّ لهم عليها لشوبًا من حميمٍ (67) ثمّ إنّ مرجعهم لإلى الجحيم (68) إنّهم ألفوا آباءهم ضالّين (69) فهم على آثارهم يهرعون}.
يقول تعالى ذكره: {ثمّ إنّ لهم عليها لشوبًا من حميمٍ} ثمّ إنّ لهؤلاء المشركين على ما يأكلون من هذه الشّجرة شجرة الزّقّوم شوبًا، وهو الخلط من قول العرب: شاب فلانٌ طعامه فهو يشوبه شوبًا وشيابًا {من حميمٍ} والحميم: الماء المحموم، وهو الّذي أسخن فانتهى حرّه، وأصله مفعولٌ صرف إلى فعيلٍ.
وبنحو الّذي قلنا في ذلك قال أهل التّأويل.
ذكر من قال ذلك:
- حدّثني عليٌّ، قال: حدّثنا أبو صالحٍ، قال: حدّثني معاوية، عن عليٍّ، عن ابن عبّاسٍ، قوله: {ثمّ إنّ لهم عليها لشوبًا من حميمٍ} يقول: لمزجًا.
- حدّثني محمّد بن سعدٍ، قال: حدّثني أبي، قال: حدّثني عمّي، قال: حدّثني أبي، عن أبيه، عن ابن عبّاسٍ، قوله: {ثمّ إنّ لهم عليها لشوبًا من حميمٍ} يعني: شرب الحميم على الزّقّوم.
- حدّثنا بشرٌ، قال: حدّثنا يزيد، قال: حدّثنا سعيدٌ، عن قتادة، قوله: {ثمّ إنّ لهم عليها لشوبًا من حميمٍ} قال: مزاجًا من حميمٍ.
- حدّثنا محمّد بن الحسين، قال: حدّثنا أحمد بن مفضّلٍ، قال: حدّثنا أسباطٌ، عن السّديّ {ثمّ إنّ لهم عليها لشوبًا من حميمٍ} قال: الشّوب: الخلط، وهو المزج.
- حدّثني يونس، قال: أخبرنا ابن وهبٍ، قال: قال ابن زيدٍ في قوله: {ثمّ إنّ لهم عليها لشوبًا من حميمٍ} قال: حميمٍ يشاب لهم بغسّاقٍ ممّا تغسق أعينهم، وصديدٍ من قيحهم ودمائهم ممّا يخرج من أجسادهم). [جامع البيان: 19/554-555]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأخرج ابن مردويه عن ابن عباس رضي الله عنهما قال: مر أبو جهل برسول الله صلى الله عليه وسلم وهو جالس فلما نفد قال رسول الله صلى الله عليه وسلم (أولى لك فأولى ثم أولى لك فأولى) (القيامة 34 - 35) فسمع أبو جهل فقال: من توعد يا محمد قال: إياك فقال: بم توعدني فقال: أوعدك بالعزيز الكريم فقال أبو جهل: أليس أنا العزيز الكريم فأنزل الله (إن شجرة الزقوم طعام الأثيم) (الدخان 43) إلى قوله (ذق إنك أنت العزيز الكريم) فلما بلغ أبا جهل ما نزل فيه جمع أصحابه فأخرج إليهم زبدا وتمرا فقال: تزقموا من هذا فو الله ما يتوعدكم محمدا إلا بهذا فأنزل الله {إنها شجرة تخرج في أصل الجحيم} إلى قوله {ثم إن لهم عليها لشوبا من حميم} فقال: في الشوب إنها تختلط باللبن فتشوبه بها فإن لهم على ما يأكلون {لشوبا من حميم} ). [الدر المنثور: 12/417-418]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأخرج ابن أبي شيبه عن ابن عباس رضي الله عنهما قال: لو أن قطرة من زقوم جهنم أنزلت إلى الأرض لأفسدت على الناس معايشهم). [الدر المنثور: 12/418]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأخرج ابن جرير، وابن المنذر عن ابن عباس رضي الله عنهما في قوله {ثم إن لهم عليها لشوبا} قال: لمزجا). [الدر المنثور: 12/418]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأخرج الطستي عن ابن عباس رضي الله عنهما أن نافع بن الأزرق قال له: أخبرني عن قوله {ثم إن لهم عليها لشوبا من حميم} قال: يختلط الحميم والغساق قال له: وهل تعرف العرب ذلك قال: نعم، أما سمعت قول الشاعر:
تلك المكارم لا قعبان من لبن * شيبا بماء فعادا بعد أبوالا). [الدر المنثور: 12/418-419]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأخرج ابن المنذر عن ابن عباس رضي الله عنهما في قوله {لشوبا من حميم} قال: يخلط طعامهم ويشاب بالحميم). [الدر المنثور: 12/419]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأخرج ابن جرير، وابن أبي حاتم عن ابن مسعود رضي الله عنه قال: لا ينتصف النهار يوم القيامة حتى يقبل هؤلاء وهؤلاء أهل الجنة وأهل النار وقرأ ثم إن مقيلهم لإلى الجحيم). [الدر المنثور: 12/419]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأخرج أبو عبيد، وابن المنذر عن ابن جريج رضي الله عنه قال: في قراءة ابن مسعود رضي الله عنه ثم إن مقيلهم لإلى الجحيم). [الدر المنثور: 12/419]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأخرج عبد بن حميد، وابن جرير، وابن المنذر، وابن أبي حاتم عن قتادة رضي الله عنه في قوله {ثم إن لهم عليها لشوبا من حميم} قال: مزجا {ثم إن مرجعهم لإلى الجحيم} قال: فهم في عناء وعذاب بين نار وحميم، وتلا هذه الآية (يطوفون بينها وبين حميم آن) (الرحمن 44) ). [الدر المنثور: 12/419-420]

تفسير قوله تعالى: (ثُمَّ إِنَّ مَرْجِعَهُمْ لَإِلَى الْجَحِيمِ (68) )
قالَ أبو جعفرٍ مُحَمَّدُ بْنُ جَرِيرٍ الطَّبَرِيُّ (ت: 310هـ) : (وقوله: {ثمّ إنّ مرجعهم لإلى الجحيم} يقول تعالى ذكره: ثمّ إنّ مآبهم ومصيرهم لإلى الجحيم.
- كما حدّثنا بشرٌ، قال: حدّثنا يزيد، قال: حدّثنا سعيدٌ، عن قتادة، قوله: {ثمّ إنّ مرجعهم لإلى الجحيم} فهم في عناءٍ وعذابٍ من نار جهنّم، وتلا هذه الآية: {يطوفون بينها وبين حميمٍ آنٍ}.
- حدّثنا محمّد بن الحسين، قال: حدّثنا أحمد، قال: حدّثنا أسباطٌ، عن السّدّيّ، في قوله: {ثمّ إنّ مرجعهم لإلى الجحيم} قال: في قراءة عبد اللّه: (ثمّ إنّ منقلبهم لإلى الجحيم) وكان عبد اللّه يقول: والّذي نفسي بيده لا ينتصف النّهار يوم القيامة حتّى يقيل أهل الجنّة في الجنّة، وأهل النّار في النّار، ثمّ قال: {أصحاب الجنّة يومئذٍ خيرٌ مستقرًا وأحسن مقيلاً}.
- حدّثني يونس، قال: أخبرنا ابن وهبٍ، قال: قال ابن زيدٍ، في قوله: {ثمّ إنّ مرجعهم لإلى الجحيم} قال: موتهم). [جامع البيان: 19/556]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأخرج عبد بن حميد، وابن جرير، وابن المنذر، وابن أبي حاتم عن قتادة رضي الله عنه في قوله {ثم إن لهم عليها لشوبا من حميم} قال: مزجا {ثم إن مرجعهم لإلى الجحيم} قال: فهم في عناء وعذاب بين نار وحميم، وتلا هذه الآية (يطوفون بينها وبين حميم آن) (الرحمن 44) ). [الدر المنثور: 12/419-420] (م)

تفسير قوله تعالى: (إِنَّهُمْ أَلْفَوْا آَبَاءَهُمْ ضَالِّينَ (69) )
قالَ أبو جعفرٍ مُحَمَّدُ بْنُ جَرِيرٍ الطَّبَرِيُّ (ت: 310هـ) : (وقوله: {إنّهم ألفوا آباءهم ضالّين} يقول: إنّ هؤلاء المشركين الّذين إذا قيل لهم: قولوا لا إله إلاّ اللّه يستكبرون، وجدوا آباءهم ضلالاً عن قصد السّبيل، غير سالكين محجّة الحقّ). [جامع البيان: 19/556]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (الآيات 69 - 74.
أخرج ابن جرير، وابن المنذر، وابن أبي حاتم عن ابن عباس رضي الله عنهما في قوله {إنهم ألفوا آباءهم} قال: وجدوا آباءهم). [الدر المنثور: 12/420]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأخرج عبد بن حميد، وابن جرير عن قتادة رضي الله عنه في قوله {إنهم ألفوا آباءهم} قال: وجدوا آباءهم {ضالين (69) فهم على آثارهم يهرعون} أي مسرعين). [الدر المنثور: 12/420]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأخرج عبد بن حميد، وابن جرير، وابن أبي حاتم عن مجاهد رضي الله عنه في قوله {إنهم ألفوا آباءهم ضالين} قال: جاهلين {فهم على آثارهم يهرعون} قال: كهيئة الهرولة). [الدر المنثور: 12/420]

تفسير قوله تعالى: (فَهُمْ عَلَى آَثَارِهِمْ يُهْرَعُونَ (70) )
قالَ عَبْدُ الرَّزَّاقِ بْنُ هَمَّامٍ الصَّنْعَانِيُّ (ت: 211هـ): (معمر عن قتادة في قوله يهرعون قال يسرعون). [تفسير عبد الرزاق: 2/150]
قال محمدُ بنُ إسماعيلَ بن إبراهيم البخاريُّ (ت: 256هـ) : ( {يهرعون} [الصافات: 70] : «كهيئة الهرولة»). [صحيح البخاري: 6/123]
- قال أحمدُ بنُ عَلَيِّ بنِ حجرٍ العَسْقَلانيُّ (ت: 852هـ): (قوله يهرعون كهيئة الهرولة وصله الفريابيّ عن مجاهدٍ كذلك). [فتح الباري: 8/543]
- قال أحمدُ بنُ عَلَيِّ بنِ حجرٍ العَسْقَلانيُّ (ت: 852هـ) : (وقال مجاهد {ويقذفون بالغيب من مكان بعيد} من كل مكان {ويقذفون من كل جانب} يرمون {واصب} دائم {لازب} لازم {تأتوننا عن اليمين} يعني الجنّ الكفّار تقول للشّيطان {غول} وجع بطن {ينزفون} لا تذهب عقولهم {قرين} شيطان {يهرعون} كهيئة الهرولة {يزفون} النسلان في المشي {وبين الجنّة نسبا} قال كفار قريش الملائكة بنات الله وأمهاتهم بنات سروات الجنّ قال الله 158 الصافات ولقد {علمت الجنّة إنّهم لمحضرون} ستحضر للحساب وقال ابن عبّاس {لنحن الصافون} الملائكة {صراط الجحيم} سواء الجحيم وسط الجحيم {لشوبا} يخلط طعامهم ويساط بالحميم {مدحورًا} مطرودا {بيض مكنون} اللّؤلؤ المكنون {وتركنا عليه في الآخرين} يذكر بخير {يستسخرون} يسخرون {بعلا} ربًّا {الأسباب} السّماء
أما أقوال مجاهد فقال الفريابيّ ثنا ورقاء عن ابن أبي نجيح عن مجاهد في قوله 53 سبأ {ويقذفون بالغيب من مكان بعيد} قولهم هو ساحر هو كاهن بل هو ساحر
وبه في قوله 11 الصافات {إنّا خلقناهم من طين لازب} قال لازم
وبه في قوله 28 الصافات {إنّكم كنتم تأتوننا عن اليمين} قال الكفّار يقولونه للشياطين
وبه في قوله 51 الصافات {إنّي كان لي قرين} قال شيطان
وفي قوله 70 الصافات {فهم على آثارهم يهرعون} قال كهيئة الهرولة). [تغليق التعليق: 4/292-293]
- قال محمودُ بنُ أحمدَ بنِ موسى العَيْنِيُّ (ت: 855هـ) : (يهرعون: كهيئة الهرولة
أشار به إلى قوله تعالى: {فهم على آثارهم يهرعون} (الصافات: 70) وفسره بقوله: (كهيئة الهرولة) أراد أنهم يسرعون كالمهرولين، والهرولة الإسراع في المشي). [عمدة القاري: 19/135]
- قال أحمدُ بنُ محمدِ بن أبي بكرٍ القَسْطَلاَّنيُّ (ت: 923هـ) : ( ({يهرعون}) في قوله: {فهم على آثارهم يهرعون} [الصافات: 70] (كهيئة الهرولة) والمعنى أنهم يتبعون آباءهم اتباعًا في سرعة كأنهم مزجون على الإسراع على أثرهم فكأنهم بادروا إلى ذلك من غير توقف على نظر وبحث). [إرشاد الساري: 7/314]
قالَ أبو جعفرٍ مُحَمَّدُ بْنُ جَرِيرٍ الطَّبَرِيُّ (ت: 310هـ) : ( {فهم على آثارهم يهرعون} يقول: فهؤلاء يسرع بهم في طريقهم، ليقتفوا آثارهم وسنّتهم؛ يقال منه: أهرع فلانٌ: إذا سار سيرًا حثيثًا فيه شبهٌ بالرّعدة.
وبنحو الّذي قلنا في ذلك قال أهل التّأويل.
ذكر من قال ذلك:
- حدّثني عليٌّ، قال: حدّثنا أبو صالحٍ، قال: حدّثني معاوية، عن عليٍّ، عن ابن عبّاسٍ، قوله: {إنّهم ألفوا آباءهم ضالّين} أي وجدوا آباءهم ضالّين.
- حدّثنا بشرٌ، قال: حدّثنا يزيد، قال: حدّثنا سعيدٌ، عن قتادة، قوله: {إنّهم ألفوا آباءهم} أي وجدوا آباءهم.
وبنحو الّذي قلنا في (يهرعون) - أيضًا - قال أهل التّأويل.
ذكر من قال ذلك:
- حدّثني محمّد بن عمرٍو، قال: حدّثنا أبو عاصمٍ، قال: حدّثنا عيسى، وحدّثني الحارث، قال: حدّثنا الحسن، قال: حدّثنا ورقاء، جميعًا عن ابن أبي نجيحٍ، عن مجاهدٍ، قوله: {فهم على آثارهم يهرعون} قال: كهيئة الهرولة.
- حدّثنا بشرٌ، قال حدّثنا يزيد، قال: حدّثنا سعيدٌ، عن قتادة {فهم على آثارهم يهرعون} أي يسرعون إسراعًا في ذلك.
- حدّثنا محمّد بن الحسين، قال: حدّثنا أحمد بن المفضّل، قال: حدّثنا أسباطٌ، عن السّدّيّ، في قوله: {يهرعون} قال: يسرعون.
- حدّثني يونس، قال: أخبرنا ابن وهبٍ، قال: قال ابن زيدٍ، في قوله: {يهرعون إليه} قال: يستعجلون إليه). [جامع البيان: 19/556-557]
قَالَ عَبْدُ الرَّحْمنِ بنُ الحَسَنِ الهَمَذَانِيُّ (ت: 352هـ): (ثنا إبراهيم قال نا آدم قال نا ورقاء عن ابن أبي نجيح عن مجاهد في قوله يهرعون يعني كهيئة الهرولة أي يهرولون). [تفسير مجاهد: 542]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأخرج عبد بن حميد، وابن جرير عن قتادة رضي الله عنه في قوله {إنهم ألفوا آباءهم} قال: وجدوا آباءهم {ضالين (69) فهم على آثارهم يهرعون} أي مسرعين). [الدر المنثور: 12/420] (م)
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأخرج عبد بن حميد، وابن جرير، وابن أبي حاتم عن مجاهد رضي الله عنه في قوله {إنهم ألفوا آباءهم ضالين} قال: جاهلين {فهم على آثارهم يهرعون} قال: كهيئة الهرولة). [الدر المنثور: 12/420] (م)

تفسير قوله تعالى: (وَلَقَدْ ضَلَّ قَبْلَهُمْ أَكْثَرُ الْأَوَّلِينَ (71) )
قالَ أبو جعفرٍ مُحَمَّدُ بْنُ جَرِيرٍ الطَّبَرِيُّ (ت: 310هـ) : (القول في تأويل قوله تعالى: {ولقد ضلّ قبلهم أكثر الأوّلين (71) ولقد أرسلنا فيهم منذرين (72) فانظر كيف كان عاقبة المنذرين (73) إلاّ عباد اللّه المخلصين}.
يقول تعالى ذكره: ولقد ضلّ يا محمّد عن قصد السّبيل ومحجّة الحقّ قبل مشركي قومك من قريشٍ أكثر الأمم الخالية من قبلهم). [جامع البيان: 19/558]

تفسير قوله تعالى: (وَلَقَدْ أَرْسَلْنَا فِيهِمْ مُنْذِرِينَ (72) )
قالَ أبو جعفرٍ مُحَمَّدُ بْنُ جَرِيرٍ الطَّبَرِيُّ (ت: 310هـ) : ( {ولقد أرسلنا فيهم منذرين} يقول: ولقد أرسلنا في الأمم الّتي خلت من قبل أمّتك ومن قبل قومك المكذّبيك منذرين تنذرهم بأسنا على كفرهم بنا، فكذّبوهم ولم يقبلوا منهم نصائحهم، فأحللنا بهم بأسنا وعقوبتنا). [جامع البيان: 19/558]

تفسير قوله تعالى: (فَانْظُرْ كَيْفَ كَانَ عَاقِبَةُ الْمُنْذَرِينَ (73) )
قالَ أبو جعفرٍ مُحَمَّدُ بْنُ جَرِيرٍ الطَّبَرِيُّ (ت: 310هـ) : ( {فانظر كيف كان عاقبة المنذرين} يقول: فتأمّل وتبيّن كيف كان غبّ أمر الّذين أنذرتهم أنبياؤنا، وإلام صار أمرهم، وما الّذي أعقبهم كفرهم باللّه، ألم نهلكهم فنصيّرهم للعباد عبرةً ولمن بعدهم عظةً؟). [جامع البيان: 19/558]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأخرج ابن أبي حاتم عن الحسن رضي الله عنه في قوله {فانظر كيف كان عاقبة المنذرين} قال: كيف عذب الله قوم نوح وقوم لوط وقوم صالح والأمم التي عذب الله). [الدر المنثور: 12/420]

تفسير قوله تعالى: (إِلَّا عِبَادَ اللَّهِ الْمُخْلَصِينَ (74) )
قالَ أبو جعفرٍ مُحَمَّدُ بْنُ جَرِيرٍ الطَّبَرِيُّ (ت: 310هـ) : (وقوله: {إلاّ عباد اللّه المخلصين} يقول تعالى: فانظر كيف كان عاقبة المنذرين، إلاّ عباد اللّه الّذين أخلصناهم للإيمان باللّه وبرسله؛ واستثنى عباد اللّه من المنذرين، لأنّ معنى الكلام: فانظر كيف أهلكنا المنذرين إلاّ عباد اللّه المؤمنين، فلذلك حسن استثناؤهم منهم.
وبنحو الّذي قلنا في قوله: {إلاّ عباد اللّه المخلصين} قال أهل التّأويل.
ذكر من قال ذلك:
- حدّثنا محمّد بن الحسين، قال: حدّثنا أحمد بن مفضّلٍ، قال: حدّثنا أسباطٌ، عن السّدّيّ، في قوله: {إلاّ عباد اللّه المخلصين} قال: الّذين استخلصهم اللّه). [جامع البيان: 19/558]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأخرج ابن جرير عن السدي رضي الله عنه في قوله {إلا عباد الله المخلصين} قال: الذين استخلصهم الله سبحانه وتعالى). [الدر المنثور: 12/420-421]


رد مع اقتباس
  #3  
قديم 27 جمادى الأولى 1434هـ/7-04-2013م, 10:34 PM
أم حذيفة أم حذيفة غير متواجد حالياً
فريق الإشراف
 
تاريخ التسجيل: May 2011
المشاركات: 1,054
افتراضي

التفسير اللغوي

تفسير قوله تعالى: {أَذَلِكَ خَيْرٌ نُزُلًا أَمْ شَجَرَةُ الزَّقُّومِ (62) }
قال يَحيى بن سلاَّم بن أبي ثعلبة البصري (ت: 200هـ): (ثمّ قال: {أذلك خيرٌ نزلا أم شجرة الزّقّوم} [الصافات: 62]، أي: إنّه خيرٌ نزلا من شجرة الزّقّوم). [تفسير القرآن العظيم: 2/833]
قالَ أَبُو عُبَيْدَةَ مَعْمَرُ بْنُ الْمُثَنَّى التَّيْمِيُّ (ت:210هـ): ({ أذلك خيرٌ نزلاً}:النزل , والنزل واحد , وهو الفضل .
يقال: هذا طعام لا نزل , ونزل : أي: ريع.).[مجاز القرآن: 2 /170]
قَالَ عَبْدُ اللهِ بنُ يَحْيَى بْنِ المُبَارَكِ اليَزِيدِيُّ (ت: 237هـ) : ({نزلا}: النزل النزل: الفضل). [غريب القرآن وتفسيره: 317]
قَالَ عَبْدُ اللهِ بْنُ مُسْلِمِ بْنِ قُتَيْبَةَ الدِّينَوَرِيُّ (ت: 276هـ)
: ({أذلك خيرٌ نزلًا}: أي : رزقا, ومنه «إقامة الإنزال», و«إنزال الجنود»: أرزاقها.). [تفسير غريب القرآن: 371]
قَالَ إِبْرَاهِيمُ بْنُ السَّرِيِّ الزَّجَّاجُ (ت: 311هـ) : {أذلك خير نزلا أم شجرة الزّقّوم (62)}
المعنى: أنعيم الجنة وطعامها خير نزلا , أم شجرة الزقوم خير نزلا؟.
والنزل: ههنا الرّيع والفضل، تقول: هذا طعام له نزل , ونزل بتسكين الزّاي , وضمها : ونزل.
ويكون ذلك خير نزلا, أي : أذلك خير في باب الإنزال التي تتقوّت , ويمكن معها الإقامة, أم نزل أهل النار.
وإنما قيل لهم فيما يقام للناس من الأنزال : أقمت لهم نزلهم , أي: غذاءهم، وما يصلح معه أن ينزلوا عليه.). [معاني القرآن: 4/ 306]
قَالَ أَحْمَدُ بنُ مُحَمَّدِ بنِ إِسْمَاعِيلَ النحَّاسُ (ت: 338هـ) : ( وقوله جل وعز: {أذلك خير نزلا}
أذلك خير نزلا ونزلا , أي: رزقا , والنزل أيضاٍ: الريع والفضل .
ثم قال تعالى: {أم شجرة الزقوم إنا جعلناها فتنة للظالمين}
قال مجاهد : (قال أبو جهل : ما نعرف الزقوم إلا التمر بالزبد , فنتزقم) .
وقال قتادة : (فتنوا بهذا , فقالوا : كيف يكون في النار شجرة , والنار تأكل الشجر ؟!, فقال الله عز وجل: {إنها شجرة تحرج في أصل الجحيم} , أي : غذاؤها من النار, ومنها خلقت).). [معاني القرآن: 6/ 32-33]
قَالَ مَكِّيُّ بْنُ أَبِي طَالِبٍ القَيْسِيُّ (ت: 437هـ): ( {نُّزُلًا}: فضلاً). [العمدة في غريب القرآن: 255]

تفسير قوله تعالى: {إِنَّا جَعَلْنَاهَا فِتْنَةً لِلظَّالِمِينَ (63) }
قال يَحيى بن سلاَّم بن أبي ثعلبة البصري (ت: 200هـ): ({إنّا جعلناها فتنةً للظّالمين} [الصافات: 63] للمشركين). [تفسير القرآن العظيم: 2/833]
قَالَ عَبْدُ اللهِ بْنُ مُسْلِمِ بْنِ قُتَيْبَةَ الدِّينَوَرِيُّ (ت: 276هـ) : ( {إنّا جعلناها فتنةً للظّالمين}: أي: عذابا.). [تفسير غريب القرآن: 372]
قَالَ إِبْرَاهِيمُ بْنُ السَّرِيِّ الزَّجَّاجُ (ت: 311هـ) : (ومعنى: {إنّا جعلناها فتنة للظّالمين (63)}: وعبرة للظالمين، أي: خبرة افتتنوا بها، وكذبوا بها , فصارت فتنة لهم.
وذلك أنهم لما سمعوا أنها شجرة تخرج في أصل الجحيم , قالوا: الشجر يحترق بالنار، فكيف ينبت الشجر في النار , فافتتنوا , وكذبوا بذلك.). [معاني القرآن: 4/ 306]

تفسير قوله تعالى: {إِنَّهَا شَجَرَةٌ تَخْرُجُ فِي أَصْلِ الْجَحِيمِ (64)}
قال يَحيى بن سلاَّم بن أبي ثعلبة البصري (ت: 200هـ): (سعيدٌ، عن قتادة، قال: لمّا نزلت هذه الآية دعا أبو جهلٍ بتمرٍ وزبدٍ فقال: تزقّموا فما نعلم الزّقّوم إلا هذا، فأنزل اللّه: {إنّها شجرةٌ تخرج في أصل الجحيم} [الصافات: 64] إلى قوله: {ثمّ إنّ لهم عليها لشوبًا من حميمٍ {67} ثمّ إنّ مرجعهم لإلى الجحيم {68}} [الصافات: 67-68] قال يحيى: أخبرني صاحبٌ لي عن السّدّيّ قال: لمّا نزلت: {أذلك خيرٌ نزلا أم شجرة الزّقّوم} [الصافات: 62] قالوا: ما نعرف هذه الشّجرة، فقال عبد اللّه بن الزّبعرى: لكنّي واللّه أعرفها، هي شجرةٌ تكون بإفريقيّة، فلمّا نزل: {إنّها شجرةٌ تخرج في أصل الجحيم {64} طلعها كأنّه رءوس الشّياطين {65}} [الصافات: 64-65] قالوا ما يشبه هذه الّتي يصف محمّدٌ ما قال ابن الزّبعرى.
[تفسير القرآن العظيم: 2/833]
قال يحيى: بلغني أنّها في الباب السّادس وأنّها تحيا بلهب النّار كما يحيا شجركم ببرد الماء، قال: فلا بدّ لأهل النّار من أن ينحدروا إليها، يعني: من كان فوقها، فيأكلون منها). [تفسير القرآن العظيم: 2/834]
قالَ يَحْيَى بْنُ زِيَادٍ الفَرَّاءُ: (ت: 207هـ): (وقوله: {شجرةٌ تخرج...}
وهي في قراءة عبد الله :{شجرة نابتة في أصل الجحيم}.). [معاني القرآن: 2/ 387]
قَالَ أَحْمَدُ بنُ مُحَمَّدِ بنِ إِسْمَاعِيلَ النحَّاسُ (ت: 338هـ) : (وقال قتادة : (فتنوا بهذا , فقالوا : كيف يكون في النار شجرة , والنار تأكل الشجر , فقال الله عز وجل: {إنها شجرة تحرج في أصل الجحيم} : أي: غذاؤها من النار , ومنها خلقت).).[معاني القرآن: 6/ 33] (م)

تفسير قوله تعالى: {طَلْعُهَا كَأَنَّهُ رُءُوسُ الشَّيَاطِينِ (65)}
قال يَحيى بن سلاَّم بن أبي ثعلبة البصري (ت: 200هـ): (سعيدٌ، عن قتادة، قال: لمّا نزلت هذه الآية دعا أبو جهلٍ بتمرٍ وزبدٍ فقال: تزقّموا فما نعلم الزّقّوم إلا هذا، فأنزل اللّه: {إنّها شجرةٌ تخرج في أصل الجحيم} [الصافات: 64] إلى قوله: {ثمّ إنّ لهم عليها لشوبًا من حميمٍ {67} ثمّ إنّ مرجعهم لإلى الجحيم {68}} [الصافات: 67-68] قال يحيى: أخبرني صاحبٌ لي عن السّدّيّ قال: لمّا نزلت: {أذلك خيرٌ نزلا أم شجرة الزّقّوم} [الصافات: 62] قالوا: ما نعرف هذه الشّجرة، فقال عبد اللّه بن الزّبعرى: لكنّي واللّه أعرفها، هي شجرةٌ تكون بإفريقيّة، فلمّا نزل: {إنّها شجرةٌ تخرج في أصل الجحيم {64} طلعها كأنّه رءوس الشّياطين {65}} [الصافات: 64-65] قالوا ما يشبه هذه الّتي يصف محمّدٌ ما قال ابن الزّبعرى.
[تفسير القرآن العظيم: 2/833]
قال يحيى: بلغني أنّها في الباب السّادس وأنّها تحيا بلهب النّار كما يحيا شجركم ببرد الماء، قال: فلا بدّ لأهل النّار من أن ينحدروا إليها، يعني: من كان فوقها، فيأكلون منها). [تفسير القرآن العظيم: 2/834] (م)
قال يَحيى بن سلاَّم بن أبي ثعلبة البصري (ت: 200هـ): (وقوله: {طلعها} [الصافات: 65]، أي: ثمرتها.
{كأنّه رءوس الشّياطين} [الصافات: 65] يقبّحها بذلك.
وقال بعضهم: رءوس الحيّات). [تفسير القرآن العظيم: 2/834]
قالَ يَحْيَى بْنُ زِيَادٍ الفَرَّاءُ: (ت: 207هـ): (وقوله: {كأنّه رءوس الشّياطين}
فإن فيه في العربيّة ثلاثة أوجه:
أحدها: أن تشبّه طلعها في قبحه برءوس الشياطين؛ لأنها موصوفة بالقبح، وإن كانت لا ترى, وأنت قائل للرجل: كأنّه شيطان إذا استقبحته.

والآخر : أن العرب تسمّى بعض الحيّات شيطاناً, وهو حيّة ذو عرف.
قال الشاعر، وهو يذمّ امرأة له:
عنجرد تحلف حين أحلف = كمثل شيطان الحماط أعرف
ويقال: إنه نبت قبيح يسمّى برءوس الشياطين, والأوجه الثلاثة يذهب إلى معنىً واحدٍ في القبح.). [معاني القرآن: 2/ 386-387]
قَالَ عَبْدُ اللهِ بْنُ مُسْلِمِ بْنِ قُتَيْبَةَ الدِّينَوَرِيُّ (ت: 276هـ) : ( {طلعها}: أي حملها. سمي طلعا ؛ لطلوعه في كل سنة.).[تفسير غريب القرآن: 372]
قَالَ عَبْدُ اللهِ بْنُ مُسْلِمِ بْنِ قُتَيْبَةَ الدِّينَوَرِيُّ (ت: 276هـ): ( {إِنَّهَا شَجَرَةٌ تَخْرُجُ فِي أَصْلِ الْجَحِيمِ (64) طَلْعُهَا كَأَنَّهُ رُءُوسُ الشَّيَاطِينِ}.
طلعها: ثمرها، سمّي طلعا لطلوعه كلّ سنة، ولذلك قيل: طلع النخل، لأوّل ما يخرج من ثمره، فإذا انتقل عن ذلك فصار في حال أخرى، سمى باسم آخر.
والشياطين: حيّات خفيفات الأجسام قبيحات المناظر.
قال الشاعر وذكر ناقة:
تلاعب مثنى حضرميّ كأنّه=تعمّج شيطان بذي خروع قفر
يعني: زماما، شبّه تلوّيه بتلوّي الحيّة.
وقال آخر:
عجيّز تحلف حين أحلف=كمثل شيطان الحماط أعرف
والحماط: شجر. والعرب تقول إذا رأت منظرا قبيحا: كأنه شيطان الحماط.
يريدون حيّة تأوى في الحماط، كما يقولون: أيم الضّال، وذئب الغضى، وأرنب خلّة، وتيس حلّب، وقنفذ برقة.
وذهب بعض المفسرين إلى أنه أراد الشياطين بأعيانها. شبّه ثمر هذه الشجرة في قبحه، برؤوسها، وهي إن لم تر، فإنّها موصوفة بالقبح، معروفة به).
[تأويل مشكل القرآن: 388-390]
قَالَ إِبْرَاهِيمُ بْنُ السَّرِيِّ الزَّجَّاجُ (ت: 311هـ) : ( {طلعها كأنّه رءوس الشّياطين (65)}
فيه ثلاثة أقوال:
قيل الشياطين: حيات لها رءوس , فشبّه طلعها برءوس تلك الحيات.
وقيل رءوس الشياطين : نبت معروف.

وقيل : وهو القول المعروف : أن الشيء إذا استقبح شبّه بالشيطان.
فقيل: كأنّه وجه شيطان، وكأنه رأس شيطان، والشيطان لا يرى، ولكنه يستشعر أنه أقبح ما يكون من الأشياء، لو رئي لرئي في أقبح صورة.

قال امرؤ القيس:
أيقتلني والمشرفيّ مضاجعي = ومسنونة زرق كأنياب أغوال؟
ولم ير الغول قط , ولا أنيابها , ولكن التمثيل بما يستقبح أبلغ في باب المذكر، يمثل بالشيطان , وفي باب ما يستقبح في المؤنث يشبه بالغول.). [معاني القرآن:4/ 306-307]
قَالَ أَحْمَدُ بنُ مُحَمَّدِ بنِ إِسْمَاعِيلَ النحَّاسُ (ت: 338هـ) : ( ثم قال جل وعز: {طلعها كأنه رؤوس الشياطين} طلعها أي ثمرها كأنه أول ما يطلع منها ثم قال كأنه رؤوس الشياطين
قال أبو العباس يقال: لم تر الشياطين , فكيف وقع التشبيه بها ؟, و هل يجوز : أن يقال : كأن زيدا فلان , وفلان لا يعرف .
فالجواب: أن المقصود هو ما وقع عليه التعارف من المعاني , فإذا قيل فلان شيطان , فقد علم : أن المعنى فلان قبيح خبيث , ومنه قولهم تشيطن إذا تخبث , كما قال الشاعر:
أيقتلني والمشر في مضاجعي = ومسنونة زرق كأنياب أغوال
ولم تر الغول قط, ولا أنيابها , ولكن العرب إذا قبحت المؤنث شبهته بالغول , وإذا قبحت المذكر شبهته بالشيطان , فهذا جواب صحيح بين .
وقد قيل : هو نبت باليمن قبيح المنظر شبهت به , يقال له: الأستن , والشيطان , وليس ذلك بمعروف عند العرب .
قال أبو جعفر: وقيل الشياطين: ضروب من الحيات قباح.). [معاني القرآن: 6/ 33-35]

تفسير قوله تعالى: {فَإِنَّهُمْ لَآَكِلُونَ مِنْهَا فَمَالِئُونَ مِنْهَا الْبُطُونَ (66)}
قال يَحيى بن سلاَّم بن أبي ثعلبة البصري (ت: 200هـ): (قال: {فإنّهم لآكلون منها فمالئون منها} [الصافات: 66] من الشّجرة.
{البطون {66}). [تفسير القرآن العظيم: 2/834]
تفسير قوله تعالى: {ثُمَّ إِنَّ لَهُمْ عَلَيْهَا لَشَوْبًا مِنْ حَمِيمٍ (67)}
قال يَحيى بن سلاَّم بن أبي ثعلبة البصري (ت: 200هـ): ({ثمّ إنّ لهم عليها لشوبًا} [الصافات: 67] لمزاجًا.
{من حميمٍ} [الصافات: 67] وهو الماء الحارّ فيقطّع أمعاءهم، كقوله: {وسقوا ماءً حميمًا} [محمّد: 15] حارًّا {فقطّع أمعاءهم} [محمّد: 15] والحميم: الحارّ الّذي لا يستطاع من حرّه). [تفسير القرآن العظيم: 2/834]
قالَ يَحْيَى بْنُ زِيَادٍ الفَرَّاءُ: (ت: 207هـ): (وقوله: {لشوباً...}
الخلط : يقال: شاب الرجل طعامه يشوبه شوباً.). [معاني القرآن: 2/ 387]
قالَ أَبُو عُبَيْدَةَ مَعْمَرُ بْنُ الْمُثَنَّى التَّيْمِيُّ (ت:210هـ): ({ثمّ إنّ لهم عليها لشوباً من حميمٍ }
تقول العرب: كل شيء خلطته بغيره , فهو مشوب.). [مجاز القرآن: 2/ 170]
قَالَ عَبْدُ اللهِ بنُ يَحْيَى بْنِ المُبَارَكِ اليَزِيدِيُّ (ت: 237هـ) : ({لشوبا من حميم}: الشوب الخلط وكلما خلطته بغيره فقد شبته به).[غريب القرآن وتفسيره: 317]
قَالَ عَبْدُ اللهِ بْنُ مُسْلِمِ بْنِ قُتَيْبَةَ الدِّينَوَرِيُّ (ت: 276هـ)
: ( {ثمّ إنّ لهم عليها لشوباً من حميمٍ}: أي: خلطا من الماء الحار يشربونه عليها.). [تفسير غريب القرآن: 372]
قَالَ إِبْرَاهِيمُ بْنُ السَّرِيِّ الزَّجَّاجُ (ت: 311هـ) : ( {ثمّ إنّ لهم عليها لشوبا من حميم (67)}
أي : لخلطا ومزاجا، ويقرأ : (لشوبا من حميم)، الشوب: المصدر، والشوب: الاسم، والخلط: المخلوط). [معاني القرآن:4/ 307]
قَالَ أَحْمَدُ بنُ مُحَمَّدِ بنِ إِسْمَاعِيلَ النحَّاسُ (ت: 338هـ) : (وقوله جل وعز: {ثم إن لهم عليها لشوبا من حميم}
قال قتادة : (أي : مزاجا).
قال أبو جعفر يقال: شبت الشيء بالشيء , أي: خلطته به
فقيل يراد به ههنا : شرب الحميم.). [معاني القرآن: 6/ 35]
قَالَ غُلاَمُ ثَعْلَبٍ مُحَمَّدُ بنُ عَبْدِ الوَاحِدِ البَغْدَادِيُّ (ت:345 هـ) : ( {لشوبا من حميم}:شرابا مختلطا بغيره من العذاب.). [ياقوتة الصراط: 429]
قَالَ مَكِّيُّ بْنُ أَبِي طَالِبٍ القَيْسِيُّ (ت: 437هـ): ( {لَشَوْبًا}: خلطاً.). [تفسير المشكل من غريب القرآن: 206]
قَالَ مَكِّيُّ بْنُ أَبِي طَالِبٍ القَيْسِيُّ (ت: 437هـ): ((الشَوْب): الخلط.). [العمدة في غريب القرآن: 255]

تفسير قوله تعالى: {ثُمَّ إِنَّ مَرْجِعَهُمْ لَإِلَى الْجَحِيمِ (68) }
قال يَحيى بن سلاَّم بن أبي ثعلبة البصري (ت: 200هـ): (قال: {ثمّ إنّ مرجعهم لإلى الجحيم} [الصافات: 68] كقوله: {يطوفون بينها وبين حميمٍ آنٍ} [الرحمن: 44] قد انتهى حرّه). [تفسير القرآن العظيم: 2/834]

تفسير قوله تعالى: {ِنَّهُمْ أَلْفَوْا آَبَاءَهُمْ ضَالِّينَ (69)}
قال يَحيى بن سلاَّم بن أبي ثعلبة البصري (ت: 200هـ): (قوله عزّ وجلّ: {إنّهم ألفوا} [الصافات: 69] وجدوا، أدركوا.
{آباءهم ضالّين {69} ). [تفسير القرآن العظيم: 2/834]
قالَ أَبُو عُبَيْدَةَ مَعْمَرُ بْنُ الْمُثَنَّى التَّيْمِيُّ (ت:210هـ): ({ ألفوا آباءهم ضالّين }: وجدوا.).[مجاز القرآن: 2/ 171]
قَالَ عَبْدُ اللهِ بْنُ مُسْلِمِ بْنِ قُتَيْبَةَ الدِّينَوَرِيُّ (ت: 276هـ) : ({إنّهم ألفوا آباءهم ضالّين}: أي: وجدوهم كذلك.). [تفسير غريب القرآن: 372]
قَالَ غُلاَمُ ثَعْلَبٍ مُحَمَّدُ بنُ عَبْدِ الوَاحِدِ البَغْدَادِيُّ (ت:345 هـ) : ( {إِنَّهُمْ أَلْفَوْا آبَائهم ضَالِّينَ}: أي: صادفوا آباءهم كفاراً , فاتبعوهم.). [ياقوتة الصراط: 429]
قَالَ مَكِّيُّ بْنُ أَبِي طَالِبٍ القَيْسِيُّ (ت: 437هـ): ({أَلْفَوْا آبَاءهُمْ}: أي وجدوهم.). [تفسير المشكل من غريب القرآن: 206]

تفسير قوله تعالى: {فَهُمْ عَلَى آَثَارِهِمْ يُهْرَعُونَ (70)}
قال يَحيى بن سلاَّم بن أبي ثعلبة البصري (ت: 200هـ): ({فهم على آثارهم يهرعون {70}} [الصافات: 70] والإهراع الإسراع.
وقال ابن مجاهدٍ، عن أبيه: يهرعون كهيئة الهرولة). [تفسير القرآن العظيم: 2/834]
قالَ يَحْيَى بْنُ زِيَادٍ الفَرَّاءُ: (ت: 207هـ): (وقوله: {فهم على آثارهم يهرعون}
أي: يسرعون بسيرهم, والإهراع: الإسراع فيه، شبيه بالرّعدة .
ويقال: قد أهرع إهراعاً. ).[معاني القرآن: 2/ 387]
قالَ أَبُو عُبَيْدَةَ مَعْمَرُ بْنُ الْمُثَنَّى التَّيْمِيُّ (ت:210هـ): ({يهرعون }: يستحثون من خلفهم , ويعطف أوائلهم.). [مجاز القرآن: 2/ 171]
قَالَ عَبْدُ اللهِ بنُ يَحْيَى بْنِ المُبَارَكِ اليَزِيدِيُّ (ت: 237هـ) : ({يهرعون}: يستحثون من ورائهم).[غريب القرآن وتفسيره: 317]
قَالَ عَبْدُ اللهِ بْنُ مُسْلِمِ بْنِ قُتَيْبَةَ الدِّينَوَرِيُّ (ت: 276هـ)
: ({فهم على آثارهم يهرعون}: أي : يسرعون , و«الإهراع»: الإسراع , وفيه شبية بالرّعدة.). [تفسير غريب القرآن: 372]
قَالَ إِبْرَاهِيمُ بْنُ السَّرِيِّ الزَّجَّاجُ (ت: 311هـ) : ( {فهم على آثارهم يهرعون (70)}
أي: هم يتبعون آثارهم اتباعا في سرعة.
ويقال: {يهرعون}:كأنهم يزعجون من الإسراع إلى اتباع آبائهم، يقال: هرع وأهرع في معنى واحد إذا استحثّ , وأسرع.). [معاني القرآن: 4/ 307]
قَالَ أَحْمَدُ بنُ مُحَمَّدِ بنِ إِسْمَاعِيلَ النحَّاسُ (ت: 338هـ) : ( وقوله جل وعز: {إنهم ألفوا آباءهم ضالين فهم على آثارهم يهرعون}
معنى {ألفوا}: وجدوا.
قال مجاهد: (يهرعون كهيئة الهرولة) , وقال قتادة: (يسرعون) .
وقيل : كأنهم يزعجون من الإسراع.). [معاني القرآن: 6/ 35-36]
قَالَ غُلاَمُ ثَعْلَبٍ مُحَمَّدُ بنُ عَبْدِ الوَاحِدِ البَغْدَادِيُّ (ت:345 هـ) : ({يُهْرَعُون}:أي: يسرعون إسراعا فيه تحير ودهش.). [ياقوتة الصراط: 430]
قَالَ مَكِّيُّ بْنُ أَبِي طَالِبٍ القَيْسِيُّ (ت: 437هـ): ( {يُهْرَعُونَ}: يسرعون.). [تفسير المشكل من غريب القرآن: 206]
قَالَ مَكِّيُّ بْنُ أَبِي طَالِبٍ القَيْسِيُّ (ت: 437هـ): ( {يُهْرَعُونَ}: يستحثون من ورائهم.). [العمدة في غريب القرآن: 255]

تفسير قوله تعالى: {وَلَقَدْ ضَلَّ قَبْلَهُمْ أَكْثَرُ الْأَوَّلِينَ (71) }
قال يَحيى بن سلاَّم بن أبي ثعلبة البصري (ت: 200هـ): (قوله عزّ وجلّ: {ولقد ضلّ قبلهم} [الصافات: 71] قبل مشركي العرب.
{أكثر الأوّلين} [الصافات: 71] كقوله: {كان أكثرهم مشركين} [الروم: 42].
وقال السّدّيّ: {ولقد ضلّ قبلهم أكثر الأوّلين} [الصافات: 71]، يعني: غوي قبلهم أكثر الأوّلين فكفروا). [تفسير القرآن العظيم: 2/834]

تفسير قوله تعالى: {وَلَقَدْ أَرْسَلْنَا فِيهِمْ مُنْذِرِينَ (72) }
قال يَحيى بن سلاَّم بن أبي ثعلبة البصري (ت: 200هـ): (قال: {ولقد أرسلنا فيهم} [الصافات: 72] في الّذين قبلهم.
{منذرين} [الصافات: 72]، يعني: الرّسل، أي: فكذّبوهم). [تفسير القرآن العظيم: 2/835]

تفسير قوله تعالى:{فَانْظُرْ كَيْفَ كَانَ عَاقِبَةُ الْمُنْذَرِينَ (73) }
قال يَحيى بن سلاَّم بن أبي ثعلبة البصري (ت: 200هـ): ({فانظر كيف كان عاقبة المنذرين} [الصافات: 73] الّذين أنذرهم الرّسل فكذّبوهم، كان عاقبتهم أن دمّر اللّه عليهم ثمّ صيّرهم إلى النّار). [تفسير القرآن العظيم: 2/835]
قالَ أَبُو عُبَيْدَةَ مَعْمَرُ بْنُ الْمُثَنَّى التَّيْمِيُّ (ت:210هـ): ({فانظر كيف كان عاقبة المنذرين إلاّ عباد اللّه المخلصين }: نصبها للاستثناء: من المنذرين.). [مجاز القرآن: 2/ 171]

تفسير قوله تعالى: {إِلَّا عِبَادَ اللَّهِ الْمُخْلَصِينَ (74) }
قال يَحيى بن سلاَّم بن أبي ثعلبة البصري (ت: 200هـ): (قوله عزّ وجلّ: {إلا عباد اللّه المخلصين} [الصافات: 74] استثنى من آمن وصدّق الرّسل). [تفسير القرآن العظيم: 2/835]
قالَ أَبُو عُبَيْدَةَ مَعْمَرُ بْنُ الْمُثَنَّى التَّيْمِيُّ (ت:210هـ): ({فانظر كيف كان عاقبة المنذرين إلاّ عباد اللّه المخلصين}: نصبها للاستثناء، من المنذرين.). [مجاز القرآن: 2/ 171] (م)
قَالَ إِبْرَاهِيمُ بْنُ السَّرِيِّ الزَّجَّاجُ (ت: 311هـ) : (وقوله: {إلّا عباد اللّه المخلصين (74)}
المخلصين : الذين أخلصهم اللّه , واصطفاهم لعبادته..
ويقرأ المخلصين , أي: الموحّدين.).[معاني القرآن: 4/ 307]


رد مع اقتباس
  #4  
قديم 27 جمادى الأولى 1434هـ/7-04-2013م, 10:54 PM
أم حذيفة أم حذيفة غير متواجد حالياً
فريق الإشراف
 
تاريخ التسجيل: May 2011
المشاركات: 1,054
افتراضي

التفسير اللغوي المجموع
[ما استخلص من كتب علماء اللغة مما له صلة بهذا الدرس]

تفسير قوله تعالى: {أَذَلِكَ خَيْرٌ نُزُلًا أَمْ شَجَرَةُ الزَّقُّومِ (62) }
قالَ أبو العبَّاسِ أَحمدُ بنُ يَحْيَى الشَّيبانِيُّ - ثَعْلَبُ - (ت:291هـ): (وقال: كل طعام يقتل فهو زقوم. العرب تقول زقمة، أي طاعون). [مجالس ثعلب: 471]

تفسير قوله تعالى: {إِنَّا جَعَلْنَاهَا فِتْنَةً لِلظَّالِمِينَ (63) }

تفسير قوله تعالى: {إِنَّهَا شَجَرَةٌ تَخْرُجُ فِي أَصْلِ الْجَحِيمِ (64) }

تفسير قوله تعالى: {طَلْعُهَا كَأَنَّهُ رُءُوسُ الشَّيَاطِينِ (65) }
قالَ المبرِّدُ محمَّدُ بنُ يزيدَ الثُّمَالِيُّ (ت: 285هـ): (قال الله عز وجل وله المثل الأعلى: {الزُّجَاجَةُ كَأَنَّهَا كَوْكَبٌ دُرِّيٌّ}. وقال: {طَلْعُهَا كَأَنَّهُ رُؤُوسُ الشَّيَاطِينِ}. وقد اعترض معترض من الجهالة الملحدين، في هذه الآية. فقال: إنما يمثل الغائب بالحاضر، ورؤوس الشياطين لم نرها، فكيف يقع التمثيل بها! وهؤلاء في هذا القول كما قال الله جل وعز: {بَلْ كَذَّبُوا بِمَا لَمْ يُحِيطُوا بِعِلْمِهِ وَلَمَّا يَأْتِهِمْ تَأْوِيلُهُ}. وهذه الآية قد جاء تفسيرها على ضربين: أحدهما، أن شجرًا يقال له الأستن، منكر الصورة يقال لثمره: رؤوس الشياطين، وهو الذي ذكره النابغة في قوله:
تحيد عن أستن سود أسافله
وزعم الأصمعي أن هذا الشجر يسمى الصوم.
والقول الآخر - وهو الذي يسبق إلى القلب - أن الله جل ذكره شنع صورة الشياطين في قلوب العباد. فكان7 ذلك أبلغ من المعاينة، ثم مثل هذه الشجرة مما تنفر منه كل نفس). [الكامل: 2/996-997] (م)

تفسير قوله تعالى: {فَإِنَّهُمْ لَآَكِلُونَ مِنْهَا فَمَالِئُونَ مِنْهَا الْبُطُونَ (66) }

تفسير قوله تعالى: {ثُمَّ إِنَّ لَهُمْ عَلَيْهَا لَشَوْبًا مِنْ حَمِيمٍ (67) }
قالَ أبو العبَّاسِ أَحمدُ بنُ يَحْيَى الشَّيبانِيُّ - ثَعْلَبُ - (ت:291هـ): ( {ثُمَّ إِنَّ لَهُمْ عَلَيْهَا لَشَوْبًا مِنْ حَمِيمٍ} أي خلطًا. وكل خلط فهو شوب). [مجالس ثعلب: 117]

تفسير قوله تعالى: {ثُمَّ إِنَّ مَرْجِعَهُمْ لَإِلَى الْجَحِيمِ (68) }

تفسير قوله تعالى: {إِنَّهُمْ أَلْفَوْا آَبَاءَهُمْ ضَالِّينَ (69) }

تفسير قوله تعالى: {فَهُمْ عَلَى آَثَارِهِمْ يُهْرَعُونَ (70) }

تفسير قوله تعالى: {وَلَقَدْ ضَلَّ قَبْلَهُمْ أَكْثَرُ الْأَوَّلِينَ (71) }

تفسير قوله تعالى: {وَلَقَدْ أَرْسَلْنَا فِيهِمْ مُنْذِرِينَ (72) }

تفسير قوله تعالى: {فَانْظُرْ كَيْفَ كَانَ عَاقِبَةُ الْمُنْذَرِينَ (73) }

تفسير قوله تعالى: {إِلَّا عِبَادَ اللَّهِ الْمُخْلَصِينَ (74) }

رد مع اقتباس
  #5  
قديم 9 صفر 1440هـ/19-10-2018م, 03:49 PM
جمهرة التفاسير جمهرة التفاسير غير متواجد حالياً
فريق الإشراف
 
تاريخ التسجيل: Oct 2017
المشاركات: 2,953
افتراضي

تفاسير القرن الرابع الهجري
...

رد مع اقتباس
  #6  
قديم 9 صفر 1440هـ/19-10-2018م, 03:50 PM
جمهرة التفاسير جمهرة التفاسير غير متواجد حالياً
فريق الإشراف
 
تاريخ التسجيل: Oct 2017
المشاركات: 2,953
افتراضي

تفاسير القرن الخامس الهجري
...

رد مع اقتباس
  #7  
قديم 9 صفر 1440هـ/19-10-2018م, 03:53 PM
جمهرة التفاسير جمهرة التفاسير غير متواجد حالياً
فريق الإشراف
 
تاريخ التسجيل: Oct 2017
المشاركات: 2,953
افتراضي

تفاسير القرن السادس الهجري

تفسير قوله تعالى: {أَذَلِكَ خَيْرٌ نُزُلًا أَمْ شَجَرَةُ الزَّقُّومِ (62) }
قال عبد الحق بن غالب بن عطية الأندلسي (ت:546هـ) : (قوله عز وجل: {أذلك خير نزلا أم شجرة الزقوم * إنا جعلناها فتنة للظالمين * إنها شجرة تخرج في أصل الجحيم * طلعها كأنه رءوس الشياطين * فإنهم لآكلون منها فمالئون منها البطون * ثم إن لهم عليها لشوبا من حميم * ثم إن مرجعهم لإلى الجحيم * إنهم ألفوا آباءهم ضالين * فهم على آثارهم يهرعون}
الألف من قوله تعالى: "أذلك" للتقرير، والمراد تقرير قريش والكفار، وجاء خير نزلا بلفظة التفضيل بين شيئين لا اشتراك بينهما من حيث كان الكلام تقريرا، والاحتجاج يقتضي أن يوقف المتكلم خصمه على قسمين أحدهما فاسد، ويحمله بالتقرير على اختيار أحدهما، ولو كان الكلام خبرا لم يجز ولا أفاد أن يقول: الجنة خير من شجرة الزقوم. وأما قوله تعالى: {خير مستقرا} فهذا على اعتقادهم في أن لهم مستقرا خيرا، وقد تقدم إيعاب هذا المعنى. وفي بعض البلاد الجدبة المجاورة للصحارى شجرة مرة مسمومة لها لبن إن مس جسم أحد تورم ومات منه في أغلب الأمر، تسمى شجرة الزقوم، والتزقم في كلام العرب: البلع على شدة وجهد).[المحرر الوجيز: 7/ 290]

تفسير قوله تعالى: {إِنَّا جَعَلْنَاهَا فِتْنَةً لِلظَّالِمِينَ (63) }
قال عبد الحق بن غالب بن عطية الأندلسي (ت:546هـ) : (وقوله تعالى: {إنا جعلناها فتنة للظالمين}، قال قتادة، ومجاهد، والسدي: يريد أبا جهل ونظراءه، وذلك أنه لما نزلت قال الكفار: وكيف يخبر محمد عن النار أنها تنبت الأشجار وهي تأكلها وتذهبها؟ ففتنوا بذلك أنفسهم وجهلة من أتباعهم، وقال أبو جهل: إنما الزقوم التمر بالزبد، ونحن نتزقمه). [المحرر الوجيز: 7/ 290]

تفسير قوله تعالى: {إِنَّهَا شَجَرَةٌ تَخْرُجُ فِي أَصْلِ الْجَحِيمِ (64) }
قال عبد الحق بن غالب بن عطية الأندلسي (ت:546هـ) : (وقوله: {في أصل الجحيم} معناه ملاصق نهاياتها التي لها كالجدران، وفي قراءة ابن مسعود: [إنها شجرة ثابتة في أصل الجحيم]). [المحرر الوجيز: 7/ 290]

تفسير قوله تعالى: {طَلْعُهَا كَأَنَّهُ رُءُوسُ الشَّيَاطِينِ (65) }
قال عبد الحق بن غالب بن عطية الأندلسي (ت:546هـ) : (وقوله: {كأنه رءوس الشياطين} اختلف الناس في معناه، فقالت فرقة: شبه بثمر شجرة معروفة يقال لها: رؤوس الشياطين، وهي بناحية اليمن، يقال لها: أستن، وهي التي ذكر النابغة في قوله:
من أستن سود أسافله
ويقال: إنه الشجر الذي يقال له: الصوم، وهو الذي يعني ساعدة بن جؤية في قوله:
موكل بشدوف الصوم يرقبها ... من المعازب مخطوف الحشا زرم
وقالت فرقة: شبه برؤوس صنف من الحيات يقال له: الشياطين، وهي ذوات أعراف، ومنه قول الشاعر:
عنجرد تحلف حين أحلف ... كمثل شيطان الحماط أعرف
وقالت فرقة: شبه بما استقر في النفوس من كراهة رؤس الشياطين وقبحها وإنكانت لم تر، وهذا كما تقول للأشعث المنتفش الشعر الكريه المنظر: هذا وجه شيطان، ونحو هذا قول امرئ القيس الكندي:
أيقتلني والمشرفي مضاجعي ... ومسنونة زرق كأنياب أغوال
فإنما شبه بما استقر في النفوس من هيئتها). [المحرر الوجيز: 7/ 290-292]

تفسير قوله تعالى: {فَإِنَّهُمْ لَآَكِلُونَ مِنْهَا فَمَالِئُونَ مِنْهَا الْبُطُونَ (66) }

تفسير قوله تعالى: {ثُمَّ إِنَّ لَهُمْ عَلَيْهَا لَشَوْبًا مِنْ حَمِيمٍ (67) }
قال عبد الحق بن غالب بن عطية الأندلسي (ت:546هـ) : (و"الشوب": المزاج والخلط، قاله ابن عباس، وقتادة. وقرأ شيبان النحوي بضم الشين، قال الزجاج: فتح الشين المصدر وضمها الاسم. و"الحميم": السخن جدا من الماء ونحوه، فيريد به هاهنا شرابهم الذي هو طينة الخبال صديدهم وما ينماع منهم، هذا قول جماعة من المفسرين). [المحرر الوجيز: 7/ 292]

تفسير قوله تعالى: {ثُمَّ إِنَّ مَرْجِعَهُمْ لَإِلَى الْجَحِيمِ (68) }
قال عبد الحق بن غالب بن عطية الأندلسي (ت:546هـ) : (وقوله تعالى: {ثم إن مرجعهم} يحتمل أن يكون لهم انتقال أجساد في وقت الأكل والشرب ثم يرجعون إلى معظم الجحيم، ذكره الرماني، وشبه بقوله تعالى: {يطوفون بينها وبين حميم آن}، ويحتمل أن يكون الرجوع إنما هو من حال ذلك الأكل المعذب إلى حال الاحتراق دون أكل، وبكل احتمال قيل. وفي مصحف ابن مسعود: [وأن منقلبهم لإلى الجحيم]، وفي كتاب أبي حاتم عنه: "مقيلهم"، من القائلة).[المحرر الوجيز: 7/ 292]

تفسير قوله تعالى: {إِنَّهُمْ أَلْفَوْا آَبَاءَهُمْ ضَالِّينَ (69) فَهُمْ عَلَى آَثَارِهِمْ يُهْرَعُونَ (70) }
قال عبد الحق بن غالب بن عطية الأندلسي (ت:546هـ) : (وقوله تعالى: {إنهم ألفوا} إلى آخر الآية تمثيل لقريش، و"يهرعون"، قال قتادة، والسدي، وابن زيد: معناه: يسرعون كأنهم يساقون بعجلة، وهذا تكسبهم للكفر وحرصهم عليه، والإهراع: سير شديد، قال مجاهد، كهيئة الهرولة فيه شبه رعدة، وكأنه أيضا شبه سير الفازع). [المحرر الوجيز: 7/ 293]

تفسير قوله تعالى: {وَلَقَدْ ضَلَّ قَبْلَهُمْ أَكْثَرُ الْأَوَّلِينَ (71) وَلَقَدْ أَرْسَلْنَا فِيهِمْ مُنْذِرِينَ (72) فَانْظُرْ كَيْفَ كَانَ عَاقِبَةُ الْمُنْذَرِينَ (73) إِلَّا عِبَادَ اللَّهِ الْمُخْلَصِينَ (74) }
قال عبد الحق بن غالب بن عطية الأندلسي (ت:546هـ) : (قوله عز وجل: {ولقد ضل قبلهم أكثر الأولين * ولقد أرسلنا فيهم منذرين * فانظر كيف كان عاقبة المنذرين * إلا عباد الله المخلصين * ولقد نادانا نوح فلنعم المجيبون * ونجيناه وأهله من الكرب العظيم * وجعلنا ذريته هم الباقين * وتركنا عليه في الآخرين * سلام على نوح في العالمين}
مثل تعالى لقريش في هذه الآية بالأمم التي ضلت قديما، وجاءها الإنذار، وأهلكها الله بعدله، وقوله: {فانظر كيف كان عاقبة المنذرين} يقتضي الإخبار بأنه عذبهم، ولذلك حسن الاستثناء في قوله: {إلا عباد الله}). [المحرر الوجيز: 7/ 293]

رد مع اقتباس
  #8  
قديم 9 صفر 1440هـ/19-10-2018م, 07:24 PM
جمهرة التفاسير جمهرة التفاسير غير متواجد حالياً
فريق الإشراف
 
تاريخ التسجيل: Oct 2017
المشاركات: 2,953
افتراضي

تفاسير القرن السابع الهجري
...

رد مع اقتباس
  #9  
قديم 9 صفر 1440هـ/19-10-2018م, 07:29 PM
جمهرة التفاسير جمهرة التفاسير غير متواجد حالياً
فريق الإشراف
 
تاريخ التسجيل: Oct 2017
المشاركات: 2,953
افتراضي

تفاسير القرن الثامن الهجري

تفسير قوله تعالى: {أَذَلِكَ خَيْرٌ نُزُلًا أَمْ شَجَرَةُ الزَّقُّومِ (62) }
قالَ إِسْمَاعِيلُ بْنُ عُمَرَ بْنِ كَثِيرٍ القُرَشِيُّ (ت: 774 هـ) : ({أذلك خيرٌ نزلًا أم شجرة الزّقّوم (62) إنّا جعلناها فتنةً للظّالمين (63) إنّها شجرةٌ تخرج في أصل الجحيم (64) طلعها كأنّه رءوس الشّياطين (65) فإنّهم لآكلون منها فمالئون منها البطون (66) ثمّ إنّ لهم عليها لشوبًا من حميمٍ (67) ثمّ إنّ مرجعهم لإلى الجحيم (68) إنّهم ألفوا آباءهم ضالّين (69) فهم على آثارهم يهرعون (70)}
يقول اللّه تعالى: أهذا الّذي ذكره من نعيم الجنّة وما فيها من مآكل ومشارب ومناكح وغير ذلك من الملاذّ -خيرٌ ضيافةً وعطاءً {أم شجرة الزّقّوم} ? أي: الّتي في جهنّم.
وقد يحتمل أن يكون المراد بذلك شجرةً واحدةً معيّنةً، كما قال بعضهم من أنّها شجرةٌ تمتدّ فروعها إلى جميع محالّ جهنّم كما أنّ شجرة طوبى ما من دارٍ في الجنّة إلّا وفيها منها غصنٌ.
وقد يحتمل أن يكون المراد بذلك جنس شجرٍ، يقال له: الزّقّوم، كقوله تعالى: {وشجرةً تخرج من طور سيناء تنبت بالدّهن وصبغٍ للآكلين} [المؤمنون:20]، يعني الزّيتونة. ويؤيّد ذلك قوله تعالى: {ثمّ إنّكم أيّها الضّالّون المكذّبون. لآكلون من شجرٍ من زقّومٍ} [الواقعة:51، 52]). [تفسير ابن كثير: 7/ 19]

تفسير قوله تعالى: {إِنَّا جَعَلْنَاهَا فِتْنَةً لِلظَّالِمِينَ (63) إِنَّهَا شَجَرَةٌ تَخْرُجُ فِي أَصْلِ الْجَحِيمِ (64) }
قالَ إِسْمَاعِيلُ بْنُ عُمَرَ بْنِ كَثِيرٍ القُرَشِيُّ (ت: 774 هـ) : (وقوله: {إنّا جعلناها فتنةً للظّالمين}، قال قتادة: ذكرت شجرة الزّقّوم، فافتتن بها أهل الضلالة، وقالوا: صاحبكم ينبئكم أنّ في النّار شجرةً، والنّار تأكل الشّجر، فأنزل اللّه عزّ وجلّ: {إنّها شجرةٌ تخرج في أصل الجحيم} غذّت من النّار، ومنها خلقت.
وقال مجاهدٌ: {إنّا جعلناها فتنةً للظّالمين} قال أبو جهلٍ -لعنه اللّه-: إنّما الزّقّوم التّمر والزّبد أتزقّمه.
قلت: ومعنى الآية: إنّما أخبرناك يا محمّد بشجرة الزّقّوم اختبارًا تختبر به النّاس، من يصدّق منهم ممّن يكذّب، كقوله تعالى: {وما جعلنا الرّؤيا الّتي أريناك إلا فتنةً للنّاس والشّجرة الملعونة في القرآن ونخوّفهم فما يزيدهم إلا طغيانًا كبيرًا} [الإسراء:60].
وقوله: {إنّها شجرةٌ تخرج في أصل الجحيم} أي: أصل منبتها في قرار النّار). [تفسير ابن كثير: 7/ 19-20]

تفسير قوله تعالى: {طَلْعُهَا كَأَنَّهُ رُءُوسُ الشَّيَاطِينِ (65) }
قالَ إِسْمَاعِيلُ بْنُ عُمَرَ بْنِ كَثِيرٍ القُرَشِيُّ (ت: 774 هـ) : ({طلعها كأنّه رءوس الشّياطين} تبشيعٌ [لها] وتكريهٌ لذكرها.
قال وهب بن منبّهٍ: شعور الشّياطين قائمةٌ إلى السّماء.
وإنّما شبّهها برءوس الشّياطين وإن لم تكن معروفةً عند المخاطبين؛ لأنّه قد استقرّ في النّفوس أنّ الشّياطين قبيحة المنظر.
وقيل: المراد بذلك ضربٌ من الحيّات، رءوسها بشعة المنظر.
وقيل: جنسٌ من النّبات، طلعه في غاية الفحاشة.
وفي هذين الاحتمالين نظرٌ، وقد ذكرهما ابن جريرٍ، والأوّل أقوى وأولى، واللّه أعلم). [تفسير ابن كثير: 7/ 20]

تفسير قوله تعالى: {فَإِنَّهُمْ لَآَكِلُونَ مِنْهَا فَمَالِئُونَ مِنْهَا الْبُطُونَ (66) }
قالَ إِسْمَاعِيلُ بْنُ عُمَرَ بْنِ كَثِيرٍ القُرَشِيُّ (ت: 774 هـ) : (وقوله: {فإنّهم لآكلون منها فمالئون منها البطون}، ذكر تعالى أنّهم يأكلون من هذه الشّجرة الّتي لا أبشع منها، ولا أقبح من منظرها، مع ما هي عليه من سوء الطّعم والرّيح والطّبع، فإنّهم ليضطرّون إلى الأكل منها، لأنّهم لا يجدون إلّا إيّاها، وما في معناها، كما قال [تعالى]: {ليس لهم طعامٌ إلا من ضريعٍ. لا يسمن ولا يغني من جوعٍ} [الغاشية:6، 7].
وقال ابن أبي حاتمٍ، رحمه اللّه: حدّثنا أبي، حدّثنا عمرو بن مرزوقٍ، حدّثنا شعبة، عن الأعمش، عن مجاهدٍ، عن ابن عبّاسٍ، رضي اللّه عنهما، أنّ رسول اللّه صلّى اللّه عليه وسلّم تلا هذه الآية، وقال: "اتّقوا اللّه حقّ تقاته، فلو أنّ قطرةً من الزّقّوم قطرت في بحار الدّنيا، لأفسدت على أهل الأرض معايشهم فكيف بمن يكون طعامه؟ ".
ورواه التّرمذيّ، والنّسائيّ، وابن ماجه، من حديث شعبة، وقال التّرمذيّ: حسنٌ صحيحٌ). [تفسير ابن كثير: 7/ 20]

تفسير قوله تعالى: {ثُمَّ إِنَّ لَهُمْ عَلَيْهَا لَشَوْبًا مِنْ حَمِيمٍ (67) }
قالَ إِسْمَاعِيلُ بْنُ عُمَرَ بْنِ كَثِيرٍ القُرَشِيُّ (ت: 774 هـ) : (وقوله تعالى: {ثمّ إنّ لهم عليها لشوبًا من حميمٍ} قال ابن عبّاسٍ: يعني شرب الحميم على الزقوم.
وقال في روايةٍ عنه: {شوبًا من حميمٍ} مزجًا من حميمٍ.
وقال غيره: يعني يمزج لهم الحميم بصديدٍ وغسّاقٍ، ممّا يسيل من فروجهم وعيونهم.
وقال ابن أبي حاتمٍ، حدّثنا أبي، حدّثنا حيوة بن شريح الحضرميّ، حدّثنا بقيّة بن الوليد، عن صفوان بن عمرٍو، أخبرني عبيد بن بسرٍ عن أبي أمامة الباهليّ رضي اللّه عنه عن رسول اللّه صلّى اللّه عليه وسلّم، أنّه كان يقول:"يقرّب -يعني إلى أهل النّار-ماءٌ فيتكرّهه، فإذا أدني منه شوى وجهه، ووقعت فروة رأسه فيه. فإذا شربه قطّع أمعاءه حتّى تخرج من دبره".
وقال ابن أبي حاتمٍ: حدّثنا أبي، حدّثنا عمرو بن رافعٍ، حدّثنا يعقوب بن عبد اللّه، عن جعفرٍ وهارون بن عنترة، عن سعيد بن جبيرٍ قال: إذا جاع أهل النّار استغاثوا بشجرة الزّقّوم، فأكلوا منها فاختلست جلود وجوههم [فيها]. فلو أنّ مارًّا يمرّ بهم يعرفهم لعرف وجوههم فيها، ثمّ يصبّ عليهم العطش فيستغيثون فيغاثون بماءٍ كالمهل -وهو الّذي قد انتهى حرّه-فإذا أدنوه من أفواههم اشتوى من حرّه لحوم وجوههم الّتي قد سقطت عنها الجلود، ويصهر ما في بطونهم، فيمشون تسيل أمعاؤهم وتتساقط جلودهم، ثمّ يضربون بمقامع من حديدٍ، فيسقط كلّ عضوٍ على حياله، يدعون بالثّبور). [تفسير ابن كثير: 7/ 20-21]

تفسير قوله تعالى: {ثُمَّ إِنَّ مَرْجِعَهُمْ لَإِلَى الْجَحِيمِ (68) }
قالَ إِسْمَاعِيلُ بْنُ عُمَرَ بْنِ كَثِيرٍ القُرَشِيُّ (ت: 774 هـ) : (وقوله: {ثمّ إنّ مرجعهم لإلى الجحيم} أي: ثمّ إنّ مردّهم بعد هذا الفصل لإلى نارٍ تتأجّج، وجحيمٍ تتوقّد، وسعيرٍ تتوهّج، فتارةً في هذا وتارةً في هذا، كما قال تعالى: {يطوفون بينها وبين حميمٍ آنٍ} [الرّحمن:44]. هكذا تلا قتادة هذه الآية عند هذه الآية، وهو تفسيرٌ حسنٌ قويٌّ.
وقال السّدّيّ في قراءة عبد اللّه: "ثمّ إنّ مقيلهم لإلى الجحيم" وكان عبد اللّه يقول: والّذي نفسي بيده لا ينتصف النّهار يوم القيامة حتّى يقيل أهل الجنّة في الجنّة، وأهل النّار في النّار. ثمّ قرأ: {أصحاب الجنّة يومئذٍ خيرٌ مستقرًّا وأحسن مقيلا} [الفرقان:24].
وروى الثّوريّ، عن ميسرة، عن المنهال بن عمرٍو، عن أبي عبيدة، عن عبد اللّه قال: لا ينتصف النّهار يوم القيامة حتّى يقيل هؤلاء ويقيل هؤلاء. قال سفيان: أراه، ثمّ قرأ: {أصحاب الجنّة يومئذٍ خيرٌ مستقرًّا وأحسن مقيلا}، ثمّ إنّ مقيلهم لإلى الجحيم".
قلت: على هذا التّفسير تكون "ثمّ" عاطفةً لخبرٍ على خبرٍ). [تفسير ابن كثير: 7/ 21]

تفسير قوله تعالى: {إِنَّهُمْ أَلْفَوْا آَبَاءَهُمْ ضَالِّينَ (69) فَهُمْ عَلَى آَثَارِهِمْ يُهْرَعُونَ (70) }
قالَ إِسْمَاعِيلُ بْنُ عُمَرَ بْنِ كَثِيرٍ القُرَشِيُّ (ت: 774 هـ) : (وقوله: {إنّهم ألفوا آباءهم ضالّين} أي: إنّما جازيناهم بذلك لأنّهم وجدوا آباءهم على الضّلالة فاتّبعوهم فيها بمجرّد ذلك، من غير دليلٍ ولا برهانٍ؛ ولهذا قال: {فهم على آثارهم يهرعون} قالمجاهدٌ: شبيهةٌ بالهرولة. وقال سعيد بن جبيرٍ: يسفّهون). [تفسير ابن كثير: 7/ 21-22]

تفسير قوله تعالى: {وَلَقَدْ ضَلَّ قَبْلَهُمْ أَكْثَرُ الْأَوَّلِينَ (71) وَلَقَدْ أَرْسَلْنَا فِيهِمْ مُنْذِرِينَ (72) فَانْظُرْ كَيْفَ كَانَ عَاقِبَةُ الْمُنْذَرِينَ (73) إِلَّا عِبَادَ اللَّهِ الْمُخْلَصِينَ (74) }
قالَ إِسْمَاعِيلُ بْنُ عُمَرَ بْنِ كَثِيرٍ القُرَشِيُّ (ت: 774 هـ) : ({ولقد ضلّ قبلهم أكثر الأوّلين (71) ولقد أرسلنا فيهم منذرين (72) فانظر كيف كان عاقبة المنذرين (73) إلا عباد اللّه المخلصين (74)}
يخبر تعالى عن الأمم الماضية أنّ أكثرهم كانوا ضالّين يجعلون مع اللّه آلهةً أخرى. وذكر تعالى أنّه أرسل فيهم منذرين، ينذرون بأس اللّه، ويحذّرونهم سطوته ونقمته، ممّن كفر به وعبد غيره، وأنّهم تمادوا على مخالفة رسلهم وتكذيبهم. فأهلك المكذّبين ودمّرهم، ونجّى المؤمنين ونصرهم وظفّرهم، ولهذا قال: {فانظر كيف كان عاقبة المنذرين. إلا عباد اللّه المخلصين}). [تفسير ابن كثير: 7/ 22]

رد مع اقتباس
إضافة رد

مواقع النشر (المفضلة)

الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1)
 
أدوات الموضوع إبحث في الموضوع
إبحث في الموضوع:

البحث المتقدم
انواع عرض الموضوع

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع


الساعة الآن 09:04 AM


Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd. TranZ By Almuhajir
جميع الحقوق محفوظة