العودة   جمهرة العلوم > المنتديات > منتدى جمهرة العلوم

إضافة رد
 
أدوات الموضوع إبحث في الموضوع انواع عرض الموضوع
  #26  
قديم 3 جمادى الأولى 1435هـ/4-03-2014م, 04:49 PM
أروى المطيري أروى المطيري غير متواجد حالياً
فريق تنسيق النصوص
 
تاريخ التسجيل: Sep 2013
المشاركات: 405
افتراضي


حكم النفث مع الرقية، وحكم التفل والنفخ

ثبوت النفث مع الرقية عن النبي صلى الله عليه وسلم
قالَ عَبْدُ اللهِ بنُ مُحَمَّدٍ ابنُ أبِي شَيْبَةَ العَبْسِيُّ (ت:235هـ): (حَدَّثَنَا وَكِيعٌ، عَنْ مَالِكِ بْنِ أَنَسٍ، عَنِ الزُّهْرِيِّ، عَنْ عُرْوَةَ، عَنْ عَائِشَةَ؛ أَنَّ النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم كَانَ يَنْفُثُ فِي الرُّقْيَةِ.
-حَدَّثَنَا ابْنُ نُمَيْرٍ، قَالَ: حدَّثَنَا عُثْمَان بْنُ حَكِيمٍ، قَالَ: أَخْبَرَنِي عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ عَبْدِ العَزِيزِ، عَنْ يَعْلَى بْنِ مُرَّةَ، قَالَ: رَأَيْتُ رَسُولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم رَفَعَتِ امْرَأَةٌ إِلَيْهِ صَبِيًّا، فَجَعَلَهُ بَيْنَهُ وَبَيْنَ وَاسِطَةِ الرَّحْلِ، ثُمَّ فَغَرَ فَاهُ، فَنَفَثَ فِيهِ.
- حَدَّثَنَا حَفْصٌ، عَنْ عُثْمَانَ بْنِ قَيْسٍ، عَنْ قَيْسِ بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ الأَشْعَثِ، قَالَ: ذُهِبَ بِي إِلَى عَائِشَةَ وَفِي عَيْنَيَّ سُوءٌ، فَرَقَتْنِي وَنَفَثَتْ.
- حَدَّثَنَا أَبُو أُسَامَةَ، عَنِ ابْنِ عَوْنٍ، قَالَ: سَأَلْتُ مُحَمَّدًا عَنِ الرُّقْيَةِ يُنْفَثُ فِيهَا؟ فَقَالَ: لا أَعْلَمُ بِهَا بَأْسًا). [مصنف ابن أبي شيبة:7/401]
قالَ عَبْدُ اللهِ بنُ مُحَمَّدٍ ابنُ أبِي شَيْبَةَ العَبْسِيُّ (ت:235هـ): (حَدَّثَنَا شَرِيكٌ، عَنْ سِمَاكٍ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ حَاطِبٍ، قَالَ: دَبَبْتُ إِلَى قِدْرٍ لَنَا فَاحْتَرَقَتْ يَدِي، فَأَتَتْ بِي أُمِّي إِلَى شَيْخٍ بِالبَطْحَاءِ، فَقَالَتْ: هَذَا مُحَمَّدٌ، قَدِ احْتَرَقَتْ يَدُهُ، فَجَعَلَ يَنْفُثُ عَلَيْهَا وَيَتَكَلَّمُ بِكَلامٍ لا أَحْفَظُهُ، فَلَمَّا كَانَ فِي إِمْرَةِ عُثْمَانَ، قُلْتُ: مَنِ الشَّيْخُ الَّذِي ذَهَبْتِ بِي إِلَيْهِ؟ قَالَتْ: رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم). [مصنف ابن أبي شيبة:7/401]
قالَ مُحمَّدُ بنُ إسْمَاعِيلَ البُخَاريُّ (ت: 256هـ): (حَدَّثَنِي إِبْرَاهِيمُ بْنُ مُوسَى أَخْبَرَنَا هِشَامٌ عَنْ مَعْمَرٍ عَنِ الزُّهْرِيِّ عَنْ عُرْوَةَ عَنْ عَائِشَةَ رَضِيَ اللهُ عَنْهَا أَنَّ النَّبِيَّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ كَانَ يَنْفُثُ عَلَى نَفْسِهِ فِي المَرَضِ الَّذِي مَاتَ فِيهِ بِالمُعَوِّذَاتِ فَلَمَّا ثَقُلَ كُنْتُ أَنْفُثُ عَلَيْهِ بِهِنَّ وَأَمْسَحُ بِيَدِ نَفْسِهِ لِبَرَكَتِهَا فَسَأَلْتُ الزُّهْرِيَّ كَيْفَ يَنْفِثُ قَالَ كَانَ يَنْفِثُ عَلَى يَدَيْهِ ثُمَّ يَمْسَحُ بِهِمَا وَجْهَهُ). [صحيح البخاري: كتاب الطب/باب الرقى بالقرآن والمعوذات]


ذكر من كره النفث من السلف
قالَ عَبْدُ اللهِ بنُ مُحَمَّدٍ ابنُ أبِي شَيْبَةَ العَبْسِيُّ (ت:235هـ): (حَدَّثَنَا أَبُو مُعَاوِيَةَ، عَنِ الأَعْمَشِ، عَنْ إِبْرَاهِيمَ، قَالَ: كَانُوا يَرْقُونَ، وَيَكْرَهُونَ النَّفْثَ فِي الرُّقَى). [مصنف ابن أبي شيبة:7/399]
قالَ عَبْدُ اللهِ بنُ مُحَمَّدٍ ابنُ أبِي شَيْبَةَ العَبْسِيُّ (ت:235هـ): (حَدَّثَنَا عَرْعَرَةُ بْنُ البِرِنْدِ، عَنْ أَبِي الهَزْهَازِ، قَالَ: دَخَلْتُ عَلَى الضَّحَّاكِ وَهُوَ وَجِعٌ، فَقُلْتُ: أَلا أُعَوِّذُك يَا أَبَا مُحَمَّدٍ؟ قَالَ: بَلَى، وَلا تَنْفُثْ، قَالَ: فَعَوَّذْته بِالمُعَوِّذَتَيْنِ). [مصنف ابن أبي شيبة:7/400]
قالَ عَبْدُ اللهِ بنُ مُحَمَّدٍ ابنُ أبِي شَيْبَةَ العَبْسِيُّ (ت:235هـ): (حَدَّثَنَا ابْنُ عُلَيَّةَ، عَنْ أَيُّوبَ، قَالَ: قَالَ عِكْرِمَةُ: أَكْرَهُ أَنْ أَقُولَ فِي الرُّقْيَةِ، بِاسْمِ اللهِ، أُفْ). [مصنف ابن أبي شيبة:7/400]
قالَ عَبْدُ اللهِ بنُ مُحَمَّدٍ ابنُ أبِي شَيْبَةَ العَبْسِيُّ (ت:235هـ): (حَدَّثَنَا أَبُو قَطَنٍ، عَنْ شُعْبَةَ، عَنِ الحَكَمِ، وَحَمَّادٍ؛ أَنَّهُمَا كَرِهَا التَّفْلَ فِي الرَّقَى). [مصنف ابن أبي شيبة:7/401]
قَالَ يوسفُ بنُ عبدِ اللهِ ابنُ عبدِ البَرِّ النَّمَرِيُّ (ت: 463هـ): (قَدْ كَرِهَ التَّفْلَ وَالنَّفْثَ فِي الرُّقْيَةِ جَمَاعَةٌ، مِنْهُمْ إِبْرَاهِيمُ النَّخَعِيُّ، وَالضَّحَّاكُ، وَعِكْرِمَةُ، وَالحَكَمُ، وَحَمَّادٌ.
وَقَالَ إِبْرَاهِيمُ: كَانُوا يَكْرَهُونَ النَّفْثَ فِي الرُّقَى.
وَقَالَ الضَّحَّاكُ لأَبِي الهَزْهَازِ: ارْقِ، وَلا تَنْفُثْ.
وَقَالَ شُعْبَةُ، عَنِ الحَكَمِ، وَحَمَّادٍ أَنَّهُمَا كَرِهَا التَّفْلَ فِي الرُّقَى.
وَلا حُجَّةَ مَعَ مَنْ كَرِهَ ذَلِكَ، إِذْ قَدْ ثَبَتَ عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَنَّهُ نَفَثَ فِي الرُّقَى.
وَقَدْ رَقَى النَّبِيُّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَدَ مُحَمَّدِ بْنِ حَاطِبٍ وَهُوَ صَبِيٌّ، وَكَانَ قَدِ احْتَرَقَتْ يَدُهُ فَجَعَلَ يَنْفُثُ عَلَيْهَا، وَتَفَلَ فِي عَيْنَيْ حَبِيبِ بْنِ فُدَيْكٍ، وَهُمَا مُبْيَضَّتَانِ لا يُبْصِرُ بِهِمَا شَيْئًا، فَنَفَثَ فِي عَيْنَيْهِ، فَبَرَأَ.
وَفِي حَدِيثِ يَعْلَى بْنِ مُرَّةَ: نَفَثَ عَلَى صَبِيٍّ رَفَعَتْهُ إِلَيْهِ امْرَأَةٌ.
وَكَانَتْ عَائِشَةُ تَرْقِي وَتَنْفُثُ.
وَقَالَ ابْنُ سِيرِينَ: مَا أَعْلَمُ بِهِ بَأْسًا.
وَكَانَ الأَسْوَدُ يَكْرَهُ النَّفْثَ فِي الرُّقْيَةِ وَلا يَرَى بِالنَّفْخِ بَأْسًا.
وَرَوَى المُقْرِي عَبْدُ اللهِ بْنُ يَزِيدَ أَبُو عَبْدِ الرَّحْمَنِ، قَالَ: حَدَّثَنِي سَعِيدُ بْنُ أَبِي أَيُّوبَ، قَالَ: حَدَّثَنِي عُقَيْلٌ، عَنِ ابْنِ شِهَابٍ، عَنْ عُرْوَةَ، عَنْ عَائِشَةَ قَالَتْ: كَانَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ إِذَا أَرَادَ النَّوْمَ جَمَعَ يَدَيْهِ وَنَفَثَ فِيهِمَا وَقَرَأَ {قُلْ هُوَ اللهُ أَحَدٌ}[الإخلاص: 1] وَ{قُلْ أَعُوذُ بِرَبِّ الفَلَقِ}[الفلق: 1] وَ{قُلْ أَعُوذُ بِرَبِّ النَّاسِ} [النَّاسُ: 1] ثُمَّ يَمْسَحُ بِهِمَا وَجْهَهُ وَسَائِرَ جَسَدِهِ.
قَالَ سَعِيدٌ وَقَالَ عُقَيْلٌ: رَأَيْتُ ابْنَ شِهَابٍ يَفْعَلُ ذَلِكَ). [الاسْتِذْكَارُ:27/28-29]

أقوال العلماء
قالَ مُحَمَّدُ بْنُ عُمَرَ بنِ الحُسَيْنِ الرَّازِيُّ (ت: 604هـ): (واخْتَلَفُوا في النَّفْثِ أيضًا، فرُوِيَ عن عَائِشَةَ أَنَّها قَالَتْ: كان رَسُولُ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم يَنْفُثُ علَى نَفْسِه إذا اشْتَكَى بالمُعَوِّذَاتِ ويَمْسَحُ بيَدِهِ، فلَمَّا اشْتَكَى رَسُولُ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم وجَعَهُ الذي تُوُفِّيَ فيه طَفِقْتُ أَنْفُثُ عليه بالمُعَوِّذَاتِ التي كان يَنْفُثُ بِهَا علَى نَفْسِهِ، وعنه عَلَيْهِ السَّلامُ: ((أَنَّه كَانَ إِذَا أَخَذَ مَضْجَعَهُ نَفَثَ في يَدَيْهِ وقَرَأَ فِيهِمَا بالمُعَوِّذَاتِ، ثُمَّ مَسَحَ بِهِمَا جَسَدَهُ)).
ومنهم مَن أَنْكَرَ النَّفْثَ، قالَ عِكْرِمَةُ: لا يَنْبَغِي للرَّاقِي أَنْ يَنْفُثَ ولا يَمْسَحَ ولا يَعْقِدَ. وعن إِبْرَاهِيمَ قَالَ: كَانُوا يَكْرَهُونَ النَّفْثَ فِي الرُّقَى، وقالَ بَعْضُهم: دَخَلْتُ علَى الضَّحَّاكِ وهو وَجِيعٌ، فَقُلْتُ: أَلا أُعَوِّذُكَ يَا أَبَا مُحَمَّدٍ؟ قالَ: بَلَى ولَكِنْ لا تَنْفُثْ، فعَوَّذْتُهُ بالمُعَوِّذَتَيْنِ. قَالَ الحَلِيمِيُّ: الذي رُوِيَ عَن عِكْرِمَةَ أَنَّه يَنْبَغِي للرَّاقِي أَنْ لا يَنْفُثَ ولا يَمْسَحَ ولا يَعْقِدَ فكأَنَّه ذَهَب فيه إلى أنَّ اللهَ تعالى جَعَلَ النَّفْثَ في العُقَدِ مِمَّا يُسْتَعاذُ منه، فوَجَبَ أَنْ يَكُونَ مَنْهِيًّا عنه إِلا أَنَّ هذا ضَعِيفٌ؛ لأنَّ النَّفْثَ في العُقَدِ إِنَّما يَكونُ مَذْمُومًا إذا كان سِحْرًا مُضِرًّا بالأَرْواحِ والأَبْدَانِ، فأمَّا إذا كان هذا النَّفْثُ لإصْلاحِ الأَرْواحِ والأَبْدَانِ وَجَبَ أَنْ لا يَكُونَ حَرَامًا).[التفسير الكبير: 32/174]
قالَ مُحَمَّدُ بنُ أَحْمَدَ القُرْطُبِيُّ (ت: 671هـ): (واخْتُلِفَ في النَّفْثِ عندَ الرُّقَى؛ فمَنَعَه قَوْمٌ، وأَجَازَه آخَرُون.
قالَ عِكْرِمَةُ: لا يَنْبَغِي للرَّاقِي أنْ يَنْفُثَ، ولا يَمْسَحَ ولا يَعْقِدَ.
قالَ إبراهيمُ: كانُوا يَكْرَهُونَ النَّفْثَ في الرُّقَى.
وقالَ بعضُهم: دَخَلْتُ على الضحَّاكِ وهو وَجِعٌ، فقُلْتُ: أَلا أُعَوِّذُكَ يَا أبَا مُحَمَّدٍ؟ قالَ: بَلَى, ولَكِنْ لا تَنْفُثْ. فعَوَّذْتُه بالمُعَوِّذَتَيْنِ.
وقالَ ابنُ جُرَيْجٍ: قُلْتُ لِعَطَاءٍ: القُرْآنُ يُنْفَخُ بِهِ أو يُنْفَثُ؟ قالَ: لا شَيْءَ مِن ذلك ولَكِنْ تَقْرَؤُهُ هَكَذا. ثم قالَ بعدُ: انْفُثْ إِنْ شِئْتَ.
وسُئِلَ مُحَمَّدُ بنُ سِيرِينَ عنِ الرُّقْيَةِ يُنْفَثُ فِيها، فقالَ: لا أعلَمُ بها بَأْسًا، وإِذَا اخْتَلَفُوا فالحاكِمُ بينَهُمُ السُّنَّةُ.
رَوَتْ عائشةُ أن النبيَّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ كانَ يَنْفُثُ في الرُّقْيَةِ. روَاه الأئمَّةُ، وقد ذكَرْنَاه أوَّلَ السورةِ وفي (سُبْحَانَ).
وعن مُحَمَّدِ بنِ حَاطِبٍ أنَّ يَدَهُ احْتَرَقَتْ فَأَتَتْ بِهِ أُمُّهُ النبيَّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، فجَعَلَ يَنْفُثُ عليها ويَتَكَلَّمُ بكلامٍ, زَعَمَ أنَّه لَم يَحْفَظْه.
وقالَ محمدُ بنُ الأَشْعَثِ: ذُهِبَ بي إلى عائِشَةَ رَضِيَ اللهُ عَنْهَا وفي عَيْنِي سُوءٌ، فَرَقَتْنِي ونَفَثَتْ.
وأمَّا مَا رُوِيَ عن عِكْرِمَةَ مِنْ قَوْلِهِ: لا يَنْبَغِي للرَّاقِي أنْ يَنْفُثَ، فكأنَّه ذَهَبَ فيه إلى أنَّ اللهَ تعالى جَعَلَ النَّفْثَ في العُقَدِ مما يُسْتَعَاذُ بِهِ، فلا يَكُونُ بنَفْسِهِ عُوذَةً.
وليس هذا هكذا؛ لأنَّ النَّفْثَ في العُقَدِ إذا كانَ مذمومًا لم يَجِبْ أَنْ يَكونَ النَّفْثُ بِلا عُقَدٍ مَذمومًا. ولأنَّ النَّفْثَ في العُقَدِ إنما أُرِيدَ به السِّحْرُ المُضِرُّ بالأرواحِ، وهذا النفْثُ لاسْتِصْلاحِ الأبدانِ، فلا يُقَاسُ ما يَنْفَعُ بِمَا يَضُرُّ.
وأمَّا كرَاهَةُ عِكْرِمَةَ المَسْحَ فخِلافُ السنَّةِ). [الجامع لأحكام القرآن: 20/258]
قالَ يَحْيَى بنُ شَرَفٍ النَّوَوِيُّ(ت:676هـ): (قَوْلُها ( كانَ رسولُ اللهِ صلَّى الله عليهِ وسَلَّم إِذَا مَرِضَ أَحَدٌ من أهلهِ نَفَثَ عَلَيْهِ بالمعوِّذَات) هي بكسر الواو، النَّفْثُ نَفْخٌ لَطِيفٌ بلارِيقٍ فيهِ اسْتِحْبَابُ النفث في الرُّقيةِ، وَقَدْ أَجْمَعُوا عَلَى جَوَازِهِ واسْتَحَبَّه الجمهورُ مِنَ الصَّحَابةِ والتَّابعينَ وَمَنْ بَعْدَهُمْ.
قال القاضي: وَأَنْكَرَ جَمَاعَةٌ النَّفْثَ والتَّفْلَ فِي الرُّقَى وَأَجَازُوا فِيهَا النَّفْخَ بلا رِيقٍ، وهَذَا المَذْهَبُ.
والفَرْقُ إِنَّمَا يَجِيءُ عَلَى قَوْلٍ ضَعِيفٍ.
قيل: إِنَّ النَّفْثَ مَعَهُ رِيقٌ.
قالَ: وَقَدِ اخْتَلَفَ العُلَمَاءُ فِي النَّفْثِ وَالتَّفْلِ فَقِيلَ: هُمَا بمعْنًى وَلا يَكُونَانِ إِلا برِيقٍ، قالَ أبو عُبَيْدٍ: يُشْتَرَطُ فِي التَّفْلِ رِيقٌ يَسِيرٌ، وَلايَكُونُ فِي النَّفْثِ، وَقِيلَ عَكْسُهُ.
قَالَ: وَسُئِلَتْ عَائِشَةُ عَن نَفْثِ النَّبيِّ صلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فِي الرُّقْيَةِ؛ فَقَالَتْ: كَمَا يَنْفُثُ آكِلُ الزَّبيبِ لا رِيقَ مَعَهُ.
قال: وَلا اعْتِبَارَ بِمَا يَخْرُجُ عَلَيْهِ مِن بلَّةٍ وَلا يَقْصِدُ ذَلِكَ.
وَقَدْ جَاءَ فِي حَدِيثِ الَّذِي رَقَى بفَاتِحَةِ الكِتَابِ فَجَعَلَ يَجْمَعُ بُزَاقَهُ وَيَتْفُلُ، وَاللهُ أعلمُ.
قالَ القَاضِي: وَفَائِدَةُ التَّفْلِ التَّبَرُّكُ بتِلْكَ الرُّطُوبَةِ وَالهَوَاءِ وَالنَّفَسِ المبَاشِرَةِ للرُّقْيَةِ وَالذِّكْرِ الحَسَنِ، لَكِن قَالَ: كَمَا يُتَبَرَّكُ بِغُسَالَةِ مَا يُكْتَبُ مِنَ الذِّكْرِ وَالأَسْمَاءِ الحُسْنَى، وَكَانَ مَالِكٌ يَنْفُثُ إِذَا رَقَى نَفْسَهُ، وَكَانَ يَكْرَهُ الرُّقْيَةَ بالحَدِيدَةِ وَالمِلْحِ وَالَّذِي يَعْقِدِ، وَالَّذِي يَكْتُبُ خَاتَمَ سُلَيْمَانَ، وَالعَقْدُ عِنْدَهُ أَشَدُّ كَرَاهَةً لِمَا فِي ذَلِكَ مِن مُشَابَهَةِ السِّحْرِ، وَاللهُ أَعْلَمُ.
وَفِي هَذَا الحَدِيثِ اسْتِحْبَابُ الرُّقْيَةِ بالقُرْآنِ وَبالأَذْكَارِ، وَإِنَّمَا رَقَى بالمعَوِّذَاتِ لأَنَّهُنَّ جَامِعَاتٌ للاستعَاذَةِ مِنْ كُلِّ المكْرُوهَاتِ جُمْلَةً وَتَفْصِيلاً؛ فَفِيهَا الاسْتِعَاذَةُ مِن شَرِّ مَا خَلَقَ فَيَدْخُلُ فِيهِ كُلُّ شَيْءٍ، وَمِن شَرِّ النَّفَّاثَاتِ فِي العُقَدِ وَمِنَ السَّوَاحِرِ وَمِن شَرِّ الحَاسِدِينَ، وَمن شَرِّ الوَسْوَاسِ الخَنَّاسِ، وَاللهُ أَعْلَمُ). [المنهاج:14/179-182]
قالَ عَلِيُّ بنُ مُحَمَّدٍ الخَازِنُ (ت: 725هـ):(واختلفُوا في جوازِ النفثِ في الرُّقَى والتعاويذِ الشرعِيَّةِ المُسْتَحَبَّةِ، فجَوَّزَهُ الجمهورُ مِن الصحابةِ والتابعينَ ومَنْ بَعْدَهم، ويدُلُّ عليهِ حديثُ عَائِشَةَ قالتْ: كانَ رسولُ اللهِ صلَّى اللهُ عليهِ وسلَّمَ إذا مَرِضَ أَحَدٌ مِنْ أَهْلِهِ نَفَثَ عليهِ بالمُعَوِّذَاتِ، الحديثَ.
وَأَنْكَرَ جَمَاعَةٌ التَّفْلَ والنَّفْثَ في الرُّقَى، وَأَجَازُوا النَّفْخَ بِلا رِيقٍ.
قالَ عِكْرِمَةُ: لا يَنْبَغِي للرَّاقِي أنْ يَنْفُثَ ولا يَمْسَحَ وَلا يَعْقِدَ.
وقيلَ: النَّفْثُ فِي العُقَدِ إنَّما يكونُ مَذْمُومًا إذا كانَ سِحْرًا مُضِرًّا بِالأَرْوَاحِ والأَبْدَانِ، وَإِذَا كانَ النَّفْثُ لإِصْلاحِ الأَرْوَاحِ وَالأَبْدَانِ وَجَبَ أَنْ لا يَكُونَ مَذْمُومًا وَلا مَكْرُوهًا، بَلْ هُوَ مَنْدُوبٌ إِلَيْهِ). [لباب التأويل: 4/502]
قالَ نِظَامُ الدِّينِ الحَسَنُ بْنُ مُحَمَّدٍ النَّيْسَابُورِيُّ (ت: 728هـ):(واخْتَلَفُوا في النَّفْثِ أيضًا؛ فرُوِيَ عن عائشةَ أنَّها قالَتْ: كانَ النبيُّ صَلَّى اللهُ عليهِ وسَلَّمَ يَنْفُثُ على نَفْسِه إذا اشْتَكَى بالمُعَوِّذَاتِ ويَمْسَحُ بيَدِه، فلمَّا اشْتَكَى رَسولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عليهِ وسَلَّمَ وَجَعَه الذي تُوُفِّيَ فيهِ طَفِقْتُ أنْفُثُ عليهِ صَلَّى اللهُ عليهِ وسَلَّمَ بالمُعَوِّذَاتِ التي كانَ يَنْفُثُ بها على نَفْسِه.
وعنه صَلَّى اللهُ عليهِ وسَلَّمَ أنه كانَ إذا أخَذَ مَضْجَعَه نَفَثَ في يَدَيْهِ وقَرَأَ فيهما بالمُعَوِّذَاتِ ثُمَّ مَسَحَ بهما جَسَدَه.
ومنهم مَن أَنْكَرَ النَّفْثَ.
عن عِكْرِمَةَ: لا يَنْبَغِي للراقي أنْ يَنْفُثَ ولا يَمْسَحَ ولا يَعْقِدَ.
وعن إبراهيمَ: كانوا يَكْرَهونَ النَّفْثَ في الرُّقَى.
وقالَ بعضُهم: دَخَلْتُ على الضحَّاكِ وهو وَجِعٌ فقُلْتُ: ألا أُعَوِّذُكَ يا أبا محمدٍ؟ قالَ: بَلَى, ولكنْ لا تَنْفُثْ. فعَوَّذْتُه بالمُعَوِّذَتَيْنِ.
قالَ بعضُ العُلَماءِ: لعلَّهم كَرِهوا النَّفْثَ؛ لأنَّ اللهَ تعالى جَعَلَ النفْثَ مِمَّا يُستعاذُ منه, فوَجَبَ أنْ يكونَ مَنْهِيًّا عنه.
وقالَ بعضُهم: النَّفْثُ في العُقَدِ المنهيُّ عنه هو الذي يكونُ سِحْرًا مُضِرًّا بالأرواحِ والأبْدَانِ، وأمَّا الذي يكونُ لإصلاحِ الأرواحِ والأبدانِ فيَجِبُ ألاَّ يكونَ حَرَامًا). [غرائب القرآن: 30/226]
قالَ مُحَمَّدُ بنُ مُفْلِحِ بنِ مُحَمَّدٍ الحَنْبَلِيُّ (ت:763هـ): (وَيُكْرَهُ التَّفْل بِالرِّيقِ وَالنَّفْخُ بِلا رِيقٍ، وَقِيلَ فِي كَرَاهَةِ النَّفْثِ فِي الرُّقْيَةِ وَإِبَاحَتِهِ مَعَ الرِّيقِ وَعَدَمِهِ رِوَايَتَانِ.
وَذَكَرَ السَّامرِّيُّ أَنَّ أَحْمَدَ رَحِمَهُ اللهُ كَرِهَ التَّفْلَ فِي الرُّقَى، وَإِنَّهُ لا بَأْسَ بِالنَّفْخِ.
قَالَ ابْنُ مَنْصُورٍ لأَبِي عَبْدِ اللهِ: يُكْرَهُ التَّفْلُ فِي الرُّقْيَةِ؟
قَالَ: أَلَيْسَ يُقَال إذَا رَقَى نَفَخَ وَلَمْ يَتْفُلْ؟
قَالَ إِسْحَاقُ بْنُ رَاهْوَيَهْ كَمَا قَالَ.
وَجَزَمَ بَعْضُ مُتَأَخِّرِي الأَصْحَابِ بِاسْتِحْبَابِ النَّفْخِ وَالتَّفْلِ؛ لأَنَّهُ إذَا قَوِيَتْ كَيْفِيَّةُ نَفْسِ الرَّاقِي كَانَتِ الرُّقْيَةُ أَتَمَّ تَأْثِيرًا وَأَقْوَى فِعْلاً، وَلِهَذَا تَسْتَعِينُ بِهِ الرُّوحُ الطَّيِّبَةُ وَالخَبِيثَةُ فَيَفْعَلُهُ المُؤْمِنُ وَالسَّاحِرُ.
وَفِي شَرْحِ مُسْلِمٍ أَنَّ الجُمْهُورَ مِنَ الصَّحَابَةِ وَالتَّابِعِينَ وَمَنْ بَعْدَهُمُ اسْتَحَبُّوا النَّفْثَ.
قَالَ القَاضِي عِيَاضٌ: وَكَانَ مَالِكٌ يَنْفُثُ إذَا رَقَى نَفْسَهُ، وَكَانَ يَكْرَهُ الرُّقْيَةَ بِالحَدِيدِ وَالمِلْحِ وَالَّذِي يَكْتُبُ خَاتَمَ سُلَيْمَانَ.
وَالعَقْدُ عِنْدنَا أَشَدُّ كَرَاهَةً لِمَا فِيهِ مِنْ مُشَابَهَةِ السِّحْرِ انْتَهَى كَلامُهُ). [الآداب الشرعية:3/]
قالَ أَحْمَدُ بنُ علِيٍّ ابنُ حَجَرٍ العَسْقَلانِيُّ (ت:852هـ): ( قَوْلُهُ: (بَابُ النَّفْثِ) بفَتْحِ النُّونِ وَسُكونِ الفَاءِ بعدَها مُثَلَّثَةٌ (فِي الرُّقْيَةِ) فِي هَذِهِ التَّرْجَمَةِ إِشَارَةٌ إِلَى الرَّدِّ عَلَى مَن كَرِهَ النَّفْثَ مُطْلَقًا كَالأَسْوَدِ بنِ يَزِيدَ أَحَدِ التَّابعِينَ تَمَسُّكًا بقَوْلِهِ تَعَالَى: {وَمِنْ شَرِّ النَّفَّاثَاتِ فِي العُقَدِ (4) } [الفلق: 4]، وَعَلَى مَن كَرِهَ النَّفْثَ عِندَ قِرَاءَةِ القُرْآنِ خَاصَّةً كَإِبرَاهِيمَ النَّخَعِيِّ، أَخْرَجَ ذَلِكَ ابْنُ أَبي شَيْبَةَ وَغَيْرُهُ فَأَمَّا الأَسْوَدُ فَلا حُجَّةَ لَهُ فِي ذَلِكَ لأَنَّ المذْمُومَ مَا كَانَ مِن نَفْثِ السَّحَرَةِ وَأَهْلِ البَاطِلِ، وَلا يَلْزَمُ مِنْهُ ذَمُّ النَّفْثِ مُطْلَقًا وَلا سِيَّمَا بَعْدَ ثُبُوتِهِ فِي الأَحَادِيثِ الصَّحِيحَةِ، وَأَمَّا النَّخَعِيُّ فَالحُجَّةُ عَلَيْهِ مَا ثَبَتَ فِي حَدِيثِ أَبِي سَعِيدٍ الخُدْرِيِّ ثَالِثِ أَحَادِيثِ البَابِ؛ فَقَدْ قَصُّوا عَلَى النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ القِصَّةَ وَفِيهَا: أَنَّهُ قَرَأَ بفَاتِحَةِ الكِتَابِ وَتَفَلَ، وَلَمْ يُنْكِرْ ذَلِكَ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَكَانَ ذَلِكَ حُجَّةً، وَكَذَا الحَدِيثُ الثَّانِي فَهُوَ وَاضِحٌ مِن قَوْلِهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، وَقَدْ تَقَدَّمَ بَيَانُ النَّفْثِ مِرَارًا أَوْ مَنْ قَالَ إِنَّهُ لا رِيقَ فِيهِ وَتَصْوِيبُ أَنَّ فِيهِ رِيقًا خَفِيفًا وَذَكَرَ فِيهِ ثَلاثَةَ أَحَادِيث). [فتح الباري: ]
قالَ عُمَرُ بنُ عَلِيِّ بْنِ عَادِلٍ الدِّمَشْقِيُّ الحَنْبَلِيُّ (ت: 880هـ): (واخْتُلِفَ في النَّفْثِ عِنْدَ الرُّقَى: فَمَنَعَهُ قَوْمٌ، وأَجَازَهُ آخَرُونَ.
قَالَ عِكْرِمَةُ: لا يَنْبَغِي لِلرَّاقِي أَنْ يَنْفُثَ، ولا يَمْسَحَ، ولا يعْقِدَ.
قَالَ إِبْرَاهِيمُ: كَانُوا يَكْرَهُونَ النَّفْثَ مِنَ الرَّاقِي، والصَّحِيحُ الجَوَازُ؛ لأَنَّ النَّبِيَّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ كَانَ يَنْفُثُ في الرُّقْيَةِ.
ورَوَى مُحَمَّدُ بْنُ حَاطِبٍ أَنَّ يَدَهُ احْتَرَقَتْ، فأَثْبَتَ النَّبِيَّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، فجَعَلَ يَنْفُثُ عَلَيْهَا، وَيَتَكَّلَمُ بِكَلامٍ، وَزَعَمَ أَنَّهُ لَمْ يَحْفَظْهُ.
ورُوِيَ أَنَّ قَوْمًا لُدِغَ فِيهِمْ رَجُلٌ، فَأَتَوْا أَصْحَابَ النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فقَالُوا: هَلْ فِيكُمْ مِنْ رَاقٍ؟ فقَالُوا: لا حَتَّى تَجْعَلُوا لَنَا شَيْئًا، فجَعَلُوا لَهُمْ قَطِيعًا مِنَ الغَنَمِ، فَجَعَلَ رَجُلٌ مِنْهُمْ يقْرَأُ فَاتِحَةَ الكِتَابِ وَيَرْقِي وَيَتْفُلُ حَتَّى بَرِئَ، فَأَخَذُوهَا، فَلَمَّا رَجَعُوا إِلَى النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ذَكَرُوا ذَلِكَ له، فَقَالَ: ((ومَا يُدْرِيكُمْ أَنَّهَا رُقْيَةٌ؟ خُذُوا واضْرِبَوا لِي مَعَكُمْ سَهْمًا)).
وَأَمَّا مَا رُوِيَ عَنْ عِكْرِمَةَ فكَأَنَّهُ ذَهَبَ فيه إِلَى أَنَّ النَّفْثَ في العُقَدِ مِمَّا يُسْتَعَاذُ بِهِ بِخِلافِ النَّفْثِ بلا عُقَدٍ). [اللباب: 20/574]
قالَ الخَطِيبُ مُحَمَّدُ بْنُ أَحْمَدَ الشِّرْبِينِيُّ (ت: 977هـ): ( (تنبيهٌ) اختُلِفَ في النَّفثِ في الرُّقَى فجوَّزَهُ الجمهورُ منَ الصَّحابةِ والتَّابعين ومنْ بعدَهُمْ ويدلُّ عليهِ حديثُ عائشةَ قالتْ: كانَ رسولُ اللهِ صلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ إذا مَرِضَ أحدٌ منْ أهلِهِ نفثَ عليهِ بالمُعوِّذَتَيْنِ، ورَوى محمدُ بنُ حاطبٍ أنَّ يدَهُ احترَقَتْ فأَتَى النَّبِيَّ صلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فجعلَ ينفُثُ عليها ويتكلَّمُ بكلامٍ زَعمَ أنَّهُ لمْ يَحْفَظْهُ، ورُويَ أنَّ قومًا لُدِغَ رجلٌ منهمْ فأتوا أصحابَ النَّبِيِّ صلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، فقالوا: هلْ فيكمْ مِن راقٍ؟ قالوا: لا حتى تجعلوا لنا شَيْئًا فجعلوا لهمْ قطيعًا منَ الغَنمِ فجعلَ رَجلٌ منهمْ يقرأُ فاتحةَ الكتابِ ويَرقِي ويتْفُلُ حتى بَرِئَ فأخذوهُ فلمَّا رجعوا ذكروا ذلكَ للنَّبيِّ صلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، فَقَالَ: ((وَمَا يُدْرِيكَ أَنَّهَا رُقْيَةٌ، خُذُوا وَاضْرِبُوا لِي مَعَكُمْ بِسَهْمٍ)). وأنكرَ جماعةٌ النَّفْثَ والتَّفْلَ في الرُّقَى وأجازوا النَّفْخَ بلا رِيقٍ، وقَالَ عكرمةُ: لا ينبغي للرَّاقِي أنْ يَنفُثَ ولا يَمسحَ ولا يعِقدَ، وَقِيلَ إنَّ النَّفْثَ في العُقَدِ إنما يكونُ مذمومًا إذا كانَ سِحْرًا مُضِرًّا بالأرواحِ والأبدانِ، وإذا كانَ النَّفْثُ لإصلاحِ الأرواحِ والأبدانِ فلا يضُرُّ وليسَ بمذمومٍ ولا مكروهٍ بلْ هوَ مندوبٌ إليهِ). [تفسير القرآن الكريم: 4/ 613-614]
قالَ مُحَمَّد صِدِّيق حَسَن خَان القِنَّوْجِيُّ (ت: 1307هـ): (واخْتَلَفُوا في جَوَازِ النفخِ في الرُّقَى وَالتَّعَاوِيذِ الشَّرْعِيَّةِ، فَجَوَّزَهُ الجمهورُ مِنَ الصحابةِ وَالتابعينَ وَمَن بَعْدَهُمْ، يَدُلُّ عَلَيْهِ حديثُ عائشةَ قَالَتْ: (كانَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ إِذا مَرِضَ أَحَدٌ مِنْ أَهْلِهِ نَفَثَ عَلَيْهِ بالمُعَوِّذَاتِ). الحديثَ.
وأَنْكَرَ جماعةٌ التَّفْلَ وَالنَّفْثَ في الرُّقَى وَأَجَازُوا النَّفْخَ بلا رِيقٍ، قَالَ عِكْرِمَةُ: لا يَنْبَغِي للرَّاقِي أَنْ يَنْفُثَ وَلا يَمْسَحَ وَلا يَعْقِدَ.
قالَ النسفيُّ: جُوِّزَ الاسْتِرْقَاءُ بما كَانَ مِنْ كتابِ اللهِ وَكلامِ رَسُولِ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَآلِهِ وَسَلَّمَ، لا بِمَا كانَ بالسُّرْيَانِيَّةِ وَالعبرانيَّةِ وَالهنديَّةِ، فإِنَّهُ لا يَحِلُّ اعْتِقَادُهُ وَلا اعْتِمَادٌ عَلَيْهِ). [فتح البيان: 15/461]


رد مع اقتباس
  #27  
قديم 3 جمادى الأولى 1435هـ/4-03-2014م, 04:51 PM
أروى المطيري أروى المطيري غير متواجد حالياً
فريق تنسيق النصوص
 
تاريخ التسجيل: Sep 2013
المشاركات: 405
افتراضي


صفة النفث

قَالَ سُليمَانُ بنُ خَلَفٍ البَاجِيُّ(ت:474هـ): (وَصِفَةُ النَّفْثِ مَا تَقَدَّمَ ذِكْرُهُ، قَالَ مُحَمَّدُ بْنُ عِيسَى الأَعْشَى: أَخْبَرَنِي بَعْضُ أَصْحَابِ مَالِكٍ عَنْ مَالِكٍ رَحِمَهُ اللهُ أَنَّهُ رَآهُ يَنْفُثُ الرُّقْيَةَ عَلَى بَعْضِ يَدَيْهِ، أَوْ أَصَابِعِهِ وَقَالَ مَعْمَرٌ: سَأَلْت الزُّهْرِيَّ كَيْفَ يَنْفُثُ؟ فَقَالَ: كَانَ النَّبِيُّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم يَنْفُثُ عَلَى يَدَيْهِ، ثُمَّ يَمْسَحُ بِهِمَا وَجْهَهُ، وَقَدْ رَوَاهُ يُونُسُ مُسْنَدًا كَانَ النَّبِيُّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم إِذَا أَوَى إِلَى فِرَاشِهِ نَفَثَ فِي كَفَّيْهِ بِـ {قُلْ هُوَ اللهُ أَحَدٌ} [الإخلاص: 1] وبالمُعَوِّذَتَيْنِ جَمِيعًا، ثُمَّ مَسَحَ بِهِمَا وَجْهَهُ وَمَا بَلَغَتْ يَدَاهُ مِنْ جَسَدِهِ).
[المنتقى: ]


رد مع اقتباس
  #28  
قديم 3 جمادى الأولى 1435هـ/4-03-2014م, 04:52 PM
أروى المطيري أروى المطيري غير متواجد حالياً
فريق تنسيق النصوص
 
تاريخ التسجيل: Sep 2013
المشاركات: 405
افتراضي


هل يكون النفث قبل القراءة أو بعدها أو معها؟

قالَ أَحْمَدُ بنُ مُحَمَّدِ بنِ حَنْبَلٍ الشَّيْبَانِيُّ (ت: 241هـ): (حَدَّثنا أبو عبدِ الرحمنِ، حَدَّثنا سَعِيدٌ – يعني: ابنَ أبي أَيُّوبَ - حَدَّثني عُقَيْلٌ، عن ابنِ شِهَابٍ، عن عُرْوةَ بنِ الزُّبَيرِ، عن عائشةَ قالَتْ: كانَ رسولُ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ إذا أرادَ النومَ جَمَعَ يديهِ فيَنْفُثُ فيهما، ثُمَّ يَقْرَأُ: {قُلْ هُوَ اللهُ أَحَدٌ}[الإخلاص: 1] وَ{قُلْ أَعُوذُ بِرَبِّ الفَلَقِ}[الفلق: 1] وَ{قُلْ أَعُوذُ بِرَبِّ النَّاسِ} [الناس: 1]، ثُمَّ يَمْسَحُ بِهِمَا وَجْهَه ورأسَه وسائرَ جَسدِه.
قالَ عُقَيلٌ: ورأيتُ ابنَ شِهَابٍ يَفْعَلُ ذلكَ). [مسند الإمام أحمد: 42/116]
قالَ مُحمَّدُ بنُ إسْمَاعِيلَ البُخَاريُّ (ت: 256هـ): (حَدَّثَنَا قُتَيْبَةُ بْنُ سَعِيدٍ حَدَّثَنَا المُفَضَّلُ بْنُ فَضَالَةَ عَنْ عُقَيْلٍ عَنِ ابْنِ شِهَابٍ عَنْ عُرْوَةَ عَنْ عَائِشَةَ أَنَّ النَّبِيَّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ كَانَ إِذَا أَوَى إِلَى فِرَاشِهِ كُلَّ لَيْلَةٍ جَمَعَ كَفَّيْهِ، ثُمَّ نَفَثَ فِيهِمَا؛ فَقَرَأَ فِيهِمَا: {قُلْ هُوَ اللهُ أَحَدٌ}[الإخلاص: 1] وَ{قُلْ أَعُوذُ بِرَبِّ الفَلَقِ}[الفلق: 1] وَ{قُلْ أَعُوذُ بِرَبِّ النَّاسِ} [الناس: 1] ثُمَّ يَمْسَحُ بِهِمَا مَا اسْتَطَاعَ مِنْ جَسَدِهِ، يَبْدَأُ بِهِمَا عَلَى رَأْسِهِ وَوَجْهِهِ وَمَا أَقْبَلَ مِنْ جَسَدِهِ، يَفْعَلُ ذَلِكَ ثَلاثَ مَرَّاتٍ). [صحيح البخاري: كتاب التفسير/ باب فضل المعوذات]
قالَ مُحمَّدُ بنُ إسْمَاعِيلَ البُخَاريُّ (ت: 256هـ): (حَدَّثَنِي إِبْرَاهِيمُ بْنُ مُوسَى أَخْبَرَنَا هِشَامٌ عَنْ مَعْمَرٍ عَنِ الزُّهْرِيِّ عَنْ عُرْوَةَ عَنْ عَائِشَةَ رَضِيَ اللهُ عَنْهَا أَنَّ النَّبِيَّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ كَانَ يَنْفُثُ عَلَى نَفْسِهِ فِي المَرَضِ الَّذِي مَاتَ فِيهِ بِالمُعَوِّذَاتِ؛ فَلَمَّا ثَقُلَ كُنْتُ أَنْفُثُ عَلَيْهِ بِهِنَّ وَأَمْسَحُ بِيَدِ نَفْسِهِ لِبَرَكَتِهَا.
فَسَأَلْتُ الزُّهْرِيَّ: كَيْفَ يَنْفِثُ؟
قَالَ: كَانَ يَنْفِثُ عَلَى يَدَيْهِ ثُمَّ يَمْسَحُ بِهِمَا وَجْهَهُ). [صحيح البخاري: كتاب الطب/باب الرقى بالقرآن والمعوذات]
-قال محمدُ بنُ عبدِ الهادي السِّنْديُّ (ت: 1136هـ): (يَحْتَمِلُ أَنَّ الفَاءَ في فَقَرَأَ لِبَيَانِ كَيْفِيَّةِ النَّفْثِ، أي: يَقْرَأُ فِيهِمَا ثُمَّ يَنْفُثُ بِاعْتِبَارِ أَنَّ القِرَاءَةَ مِنْ كَيْفِيَّاتِ النَّفْثِ، ويَحْتَمِلُ أَنْ يُقَالَ: إِنَّ قَوْلَهُ: ثُمَّ نَفَثَ، وقَوْلَهُ: فَقَرَأَ؛ كِلاهُمَا مَعْطُوفَانِ علَى جَمَعَ، فيُعْتَبَرُ فِي النَّفْثِ التَّرَاخِي عَنِ الجَمْعِ، وفي القِرَاءَةِ التَّعْقِيبُ بلا مُهْلَةٍ عَنِ الجَمْعِ، وعِنْدَ ذَلِكَ يَظْهَرُ وُقُوعُ القِرَاءَةِ قَبْل النَّفْثِ فتَأَمَّلْ -واللهُ تَعَالَى أَعْلَمُ-).
[حاشية السندي على البخاري: 3/230]


رد مع اقتباس
  #29  
قديم 3 جمادى الأولى 1435هـ/4-03-2014م, 04:52 PM
أروى المطيري أروى المطيري غير متواجد حالياً
فريق تنسيق النصوص
 
تاريخ التسجيل: Sep 2013
المشاركات: 405
افتراضي


كيف يقرأ المريض على نفسه؟


قَالَ سُليمَانُ بنُ خَلَفٍ البَاجِيُّ(ت:474هـ): (قَوْلُهُ رَضِي اللهُ عَنْهُ: إِنَّ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم كَانَ إِذَا اشْتَكَى أَلَمًا؛ يُرِيدُ إِذَا مَرِضَ، يُقَالُ: اشْتَكَى فُلانٌ إِذَا أَصَابَهُ شَكْوَى مَرَضٍ؛ فَكَانَ النَّبِيُّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم يَقْرَأُ عَلَى نَفْسِهِ بِالمُعَوِّذَاتِ، وَقِرَاءَةُ المَرِيضِ عَلَى نَفْسِهِ تَكُونُ عَلَى وُجُوهٍ:
-أَنْ يَقْرَأَ وَيُشِيرَ بِقِرَاءَتِهِ إِلَى جَسَدِهِ وَرُبَّمَا كَانَتْ إشَارَتُهُ بِإِمْرَارِهِ يَدَهُ عَلَى مَوْضِعِ الأَلَمِ، أَوْ إِلَى أَعْضَائِهِ إِنْ كَانَ جَمِيعُ جَسَدِهِ أَلِمًا.
-وَيَكُونُ بأَنْ يَجْمَعَ يَدَيْهِ فَيَقْرَأَ فِيهِمَا ثُمَّ يَمْسَحَ بِهِمَا عَلَى مَوْضِعِ الأَلَمِ).
[المنتقى: ]


رد مع اقتباس
  #30  
قديم 3 جمادى الأولى 1435هـ/4-03-2014م, 04:54 PM
أروى المطيري أروى المطيري غير متواجد حالياً
فريق تنسيق النصوص
 
تاريخ التسجيل: Sep 2013
المشاركات: 405
افتراضي


المسح على المريض

حديث عائشة رضي الله عنها
قَالَ مُسْلِمُ بْنُ الحَجَّاجِ بنِ مُسْلِمٍ القُشَيْرِيُّ النَّيْسَابُورِيُّ (ت: 261هـ): (حَدَّثَنَا زُهَيْرُ بْنُ حَرْبٍ وَإِسْحَاقُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ قَالَ: إِسْحَاقُ أَخْبَرَنَا وقَالَ زُهَيْرٌ وَاللَّفْظُ لَهُ حَدَّثَنَا جَرِيرٌ عَنِ الأَعْمَشِ عَنْ أَبِي الضُّحَى عَنْ مَسْرُوقٍ عَنْ عَائِشَةَ قَالَتْ: كَانَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ إِذَا اشْتَكَى مِنَّا إِنْسَانٌ مَسَحَهُ بِيَمِينِهِ ثُمَّ قَالَ: (( أَذْهِبْ البَاسَ رَبَّ النَّاسِ وَاشْفِ أَنْتَ الشَّافِي لا شِفَاءَ إِلاَّ شِفَاؤُكَ شِفَاءً لا يُغَادِرُ سَقَمًا )) ). [صحيح مسلم: 2191]
-قالَ أَبُو زَكَرِيَّا يَحْيَى بنُ شَرَفٍ النَّوَوِيُّ(ت:676هـ): (قولُهَا: كَانَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ إِذَا اشْتَكَى مِنَّا إِنْسَانٌ مَسَحَهُ بِيَمِينِهِ ثُمَّ قَالَ: (( أَذْهِبْ البَاسَ...)) إلَى آخِرِهِ، فِيهِ استحبابُ مَسْحِ المريضِ باليمينِ، وَالدُّعَاءِ لَهُ، وَقَدْ جَاءَتْ فِيهِ رِوَايَاتٌ كَثيرَةٌ صَحِيحَةٌ، جَمَعْتُهَا فِي كِتَابِ الأَذْكَارِ، وَهَذَا المذكورُ هُنَا مِنْ أَحْسَنِهَا، وَمَعْنَى (لا يُغَادِرُ سَقَمًا) أَيْ لا يَتْرُكُ، وَالسُّقْمُ بضَمِّ السِّينِ وَإِسْكَانِ القَافِ وبفَتْحِهِمَا لُغَتَانِ). [شرح صحيح مسلم: 14/180]

حديث طلق بن علي
قالَ أَحْمَدُ بنُ مُحَمَّدِ بنِ حَنْبَلٍ الشَّيبَانِيُّ (ت: 241هـ): (حَدَّثَنَا عَلِيُّ بْنُ عَبْدِ اللهِ، قَالَ: حَدَّثَنِي مُلازِمُ بْنُ عَمْرٍو قَالَ: حَدَّثَنِي عَبْدُ اللهِ بْنُ بَدْرٍ عَنْ قَيْسِ بْنِ طَلْقٍ عَنْ أَبِيهِ طَلْقِ بْنِ عَلِيٍّ قَالَ: لَدَغَتْنِي عَقْرَبٌ عِنْدَ نَبِيِّ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَرَقَانِي وَمَسَحَهَا). [مسند الإمام أحمد: 26/225]
- قال عبد العزيز بن داخل المطيري:(رَوَاهُ أحمدُ وابنُ السُّنِّيِّ والطحاوي وابنُ حِبَّانَ والطبراني وَالحاكِمُ وَالخطيبُ البغدَادِيُّ، كُلُّهُم مِن طُرُقٍ عَن مُلازِمِ بنِ عَمْرٍو عَنْ عَبْدِ اللهِ بنِ بَدْرٍ عَن قَيْسِ بنِ طَلْقٍ عَنْ أَبيهِ.
وَرَواهُ ابنُ قَانِعٍ فِي مَعْرِفَةِ الصَّحَابَةِ مِن طَرِيقِ مُسَدَّدٍ عَن مُحَمَّدِ بنِ جَابرٍ عَن عبدِ اللهِ بنِ بَدْرٍ عَن طَلْقِ بنِ عَلِيٍّ قَالَ: (كُنْتُ أَخْلِطُ الطِّينَ بالمدينةِ فَلَدَغَتْنِي عَقْرَبٌ فَأَتَيْتُ النَّبيَّ فَعَوَّذَنِي فَبَرَأْتُ) فَأَسْقَطَ قَيْسًا.
وَقَالَ الإِمَامُ أَحْمَدُ: حدَّثنا يُونُس بن مُحَمد حدَّثنا أَيُّوب عن قَيْس عن أبيه قال جِئْتُ إِلَى النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم , وَأَصْحَابُهُ يَبْنُونَ المَسْجِدَ , قَالَ فَكَأَنَّهُ لَمْ يُعْجِبْهُ عَمَلُهُمْ , قَالَ فَأَخَذْتُ المِسْحَاةَ , فَخَلَطْتُ بِهَا الطِّينَ , فَكَأَنَّهُ أَعْجَبَهُ أَخْذِي المِسْحَاةَ وَعَمَلِي فَقَالَ: ((دَعُوا الحَنَفِيَّ وَالطِّينَ, فَإِنَّهُ أَضْبَطَكُمْ لِلطِّينِ)).
قال عبد العزيز بن داخل المطيري: فَلَعَلَّهُ لُدِغَ فِي تِلْكَ الحَادِثَةِ، فَتَكُونُ قَبْلَ نُزُولِ المُعَوِّذَتَينِ).

حديث علي بن أبي طالب رضي الله عنه
قالَ عَبْدُ اللهِ بنُ مُحَمَّدٍ ابنُ أبِي شَيْبَةَ العَبْسِيُّ (ت:235هـ): (حَدَّثَنَا وَكِيعٌ عَنْ شُعْبَةَ عَنْ عَمْرِو بْنِ مُرَّةَ عَنْ عَبْدِ اللهِ بْنِ سَلِمَةَ عَنْ عَلِيٍّ، قَالَ: اشْتَكَيْتُ فَدَخَلَ عَلَيَّ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم وَأَنَا أَقُولُ: إِنْ كَانَ أَجَلِي قَدْ حَضَرَ فَأَرِحْنِي، وَإِنْ كَانَ مُتَأَخِّرًا فَاشْفِنِي -أَوْ عَافِنِي-، وَإِنْ كَانَ بَلاءً فَصَبِّرْنِي، قَالَ: فَقَالَ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم: (( كَيْفَ قُلْتَ؟))
قَالَ: فَقُلْتُ لَهُ.
قَالَ: فَمَسَحَنِي بِيَدِهِ، ثُمَّ قَالَ: (( اللَّهُمَّ اشْفِهِ )) أَوْ ((عَافِهِ)) فَمَا اشْتَكَيْتُ ذَلِكَ الوَجَعَ بَعْدُ). [مصنف ابن أبي شيبة:7/404]
قالَ أَحْمَدُ بنُ مُحَمَّدِ بنِ حَنْبَلٍ الشَّيبَانِيُّ (ت: 241هـ): (حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ جَعْفَرٍ حَدَّثَنَا شُعْبَةُ عَنْ عَمْرِو بْنِ مُرَّةَ عَنْ عَبْدِ اللهِ بْنِ سَلَمَةَ عَنْ عَلِيِّ بْنِ أَبِي طَالِبٍ رَضِيَ اللهُ عَنْهُ قَالَ: كُنْتُ شَاكِيًا فَمَرَّ بِي رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَأَنَا أَقُولُ: اللَّهُمَّ إِنْ كَانَ أَجَلِي قَدْ حَضَرَ فَأَرِحْنِي، وَإِنْ كَانَ مُتَأَخِّرًا فَارْفَعْنِي، وَإِنْ كَانَ بَلاءً فَصَبِّرْنِي.
فَقَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: ((كَيْفَ قُلْتَ؟)) فَأَعَادَ عَلَيْهِ مَا قَالَ.
قَالَ: فَضَرَبَهُ بِرِجْلِهِ، وَقَالَ: ((اللَّهُمَّ عَافِهِ)) أَوِ ((اللَّهُمَّ اشْفِهِ)) شَكَّ شُعْبَةُ.
قَالَ: فَمَا اشْتَكَيْتُ وَجَعِي ذَاكَ بَعْدُ). [مسند الإمام أحمد: 2/315 ]
قالَ مُحَمَّدُ بنُ أَحْمَدَ القُرْطُبِيُّ (ت: 671هـ): (قالَ عليٌّ رَضِيَ اللهُ عنه: اشْتَكَيْتُ، فدَخَلَ عليَّ النبيُّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وأنا أقولُ: اللَّهُمَّ إِنْ كانَ أَجَلَي قد حَضَرَ فَأَرِحْنِي، وإِنْ كَانَ مُتَأَخِّرًا فاشْفِنِي وعَافِنِي، وإنْ كانَ بَلاءً فَصَبِّرْنِي. فقالَ النبيُّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: ((كَيْفَ قُلْتَ؟)).
فقُلْتُ لَه: فمَسَحَنِي بِيَدِهِ، ثُمَّ قَالَ: ((اللَّهُمَّ اشْفِهِ)). فمَا عَادَ ذلك الوَجَعُ بَعْدُ).
[الجامع لأحكام القرآن: 20/258-259]


رد مع اقتباس
  #31  
قديم 3 جمادى الأولى 1435هـ/4-03-2014م, 04:56 PM
أروى المطيري أروى المطيري غير متواجد حالياً
فريق تنسيق النصوص
 
تاريخ التسجيل: Sep 2013
المشاركات: 405
افتراضي


القراءة في الماء

حديث ثابت بن قيس بن شماس الأنصاري
قالَ أَبُو دَاودَ سُلَيمَانُ بنُ الأشْعَثِ السِّجِسْتانِيُّ (ت:275هـ):(حَدَّثَنَا أَحْمَدُ بْنُ صَالِحٍ وابْنُ السَّرْحِ، قَالَ أَحْمَدُ: حَدَّثَنَا ابْنُ وَهْبٍ، وقَالَ ابْنُ السَّرْحِ: أَخْبَرَنَا ابْنُ وَهْبٍ، حَدَّثَنَا دَاوُدُ بْنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ عَنْ عَمْروِ بْنِ يَحْيَى عَنْ يُوسُفَ بْنِ مُحَمَّدٍ، وَقَالَ ابْنُ صَالِحٍ مُحَمَّدُ بْنُ يُوسُفَ بْنِ ثَابِتِ بْنِ قَيْسِ بْنِ شَمَّاسٍ عَنْ أَبِيهِ عَنْ جَدِّهِ عَنْ رَسُولِ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَنَّهُ دَخَلَ عَلَى ثَابِتِ بْنِ قَيْسٍ، قَالَ أَحْمَدُ: وَهُوَ مَرِيضٌ؛ فَقَالَ: (( اكْشِفِ البَأْسَ رَبَّ النَّاسِ عَنْ ثَابِتِ بْنِ قَيْسِ بْنِ شَمَّاسٍ)) ثُمَّ أَخَذَ تُرَابًا مِنْ بَطْحَانَ فَجَعَلَهُ فِي قَدَحٍ ثُمَّ نَفَثَ عَلَيْهِ بِمَاءٍ وَصَبَّهُ عَلَيْهِ.
قَالَ أَبُو دَاوُد: قَالَ ابْنُ السَّرْحِ: يُوسُفُ بْنُ مُحَمَّدٍ، وَهُوَ الصَّوَابُ). [سنن أبي داود: ]
قالَ جَلالُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ): (وَأَخْرَجَ ابْنُ سَعْدٍ عَنْ يُوسُفَ بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ ثَابِتِ بْنِ قَيْسِ بْنِ شَمَّاسٍ، أَنَّ ثَابِتَ بْنَ قَيْسٍ اشْتَكَى فَأَتَاهُ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَهُوَ مَرِيضٌ، فَرَقَاهُ بالمُعَوِّذَاتِ وَنَفَثَ عَلَيْهِ، وَقَالَ: ((اللَّهُمَّ رَبَّ النَّاسِ، اكْشِفِالبَاسَ عَنْ ثَابِتِ بْنِ قَيْسِ بْنِ شَمَّاسٍ)). ثُمَّ أَخَذَ تُرَابًا مِنْ وَادِيهِمْ ذَلِكَ - يَعْنِي بُطحَانَ - فَأَلْقَاهُ فِي مَاءٍ فَسَقَاهُ). [الدر المنثور: 15/789-790]
قال عبد العزيز بن داخل المطيري: (الحديث رواه البخاري في التاريخ الكبير، وأبو داود في سننه، والنسائي في السنن الكبرى وعمل اليوم والليلة، والفسوي في المعرفة، وابن حبان في صحيحه، والطبراني في المعجم الكبير وكتاب الدعاء، والبيهقي في الدعوات، وابن عساكر في تاريخ دمشق، كلهم من طرق عن عمرو بن يحيى المازني عن يوسف بن محمد به، من غير ذكر المعوذات ومن غير ذكر السقي وإنما صبه عليه كما في رواية أبي داود، وإنما ورد السقي عند البخاري في التاريخ على الشك، ولم أقف على رواية ابن سعد.
ويوسف بن محمد مجهول الحال، والحديث ضعفه الألباني في السلسلة الضعيفة ثم قال: واعلم (أننا إنما أوردنا هذا الحديث لما في آخره من جعل البطحان (وهو الحصا الصغار) في القدح إلخ، فإنه غريب منكر، وأما الدعاء (اكشف الباس رب الناس)، فهو ثابت من حديث عائشة رضي الله عنها بلفظ: كان يعود بعض أهله، يمسح بيده اليمنى ويقول: ((اللهم رب الناس، أذهب الباس، واشفه أنت الشافي، لا شفاء إلا شفاؤك، شفاء لا يغادر سقما)) أخرجه الشيخان وغيرهما، وله فيهما وفي " المسند " طرق) ا.هـ.
قال عبد العزيز بن داخل المطيري: (بطحان) اسم وادٍ معروف في المدينة،وهو الذي ورد ذكره في حديث أبي موسى الأشعري رضي الله عنه الذي في الصحيحين، وفيه أنه قال: كنت أنا وأصحابي الذين قدموا معي في السفينة نزولاً في بقيع بطحان.
وفي مسند الإمام أحمد وغيره من حديث أبي حدرد الأسلمي رضي الله عنه مرفوعًا: (( لو كنتم تغرفون من بطحان ما زدتم )) .
وحديث ثابت بن قيس احتج به ابن حبان وغيره، وله شاهد موقوف على عائشة في القراءة في الماء رواه ابن أبي شيبة، وأما ذكر التربة فيشهد له ما في الصحيحين من حديث عائشة في الرقية مرفوعًا: ((تربة أرضنا بريقة بعضنا...)) الحديث).

أثر عائشة رضي الله عنها
قالَ عَبْدُ اللهِ بنُ مُحَمَّدٍ ابنُ أبِي شَيْبَةَ العَبْسِيُّ (ت:235هـ): (حَدَّثَنَا هُشَيْمٌ، عَنْ مُغِيرَةَ، عَنْ أَبِي مَعْشَرٍ، عَنْ عَائِشَةَ؛ أَنَّهَا كَانَتْ لا تَرَى بَأْسًا أَنْ يُعَوَّذَ فِي المَاءِ، ثُمَّ يُصَبَّ عَلَى المَرِيضِ). [مصنف ابن أبي شيبة:7/387]
قالَ عَبْدُ اللهِ بنُ أَحْمَدَ بنِ حَنْبَلٍ الشَّيْبَانِيُّ (ت:290هـ): (رَأيتُ أَبي يَكتبُ التَّعَاويذَ للَّذِي يَفزَع وللحمَّى لأَهْلِهِ وقرَابَاتِهِ، وَيكتبُ للمَرْأَةِ إذَا عَسُرَ عَليهَا الوِلادَةُ فِي جَامٍ أَو شَيْءٍ نَظِيفٍ، وَيَكْتُبُ حَدِيثَ ابنِ عبَّاسٍ، إِلا أنَّهُ كَانَ يَفْعَلُ ذَلِكَ عِندَ وُقُوعِ البَلاءِ، وَلَمْ أَرَهُ يَفْعَلُ هذَا قَبْلَ وُقُوعِ البَلاءِ، وَرَأَيْتُهُ يُعَوِّذُ فِي الماءِ وَيَشْرَبُهُ المرِيضُ، وَيُصَبُّ عَلَى رَأَسِهِ مِنْهِ.
وَرَأَيْتُ أَبي يَأْخُذُ شَعْرَةً مِن شَعْرِ النَّبيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَيَضَعُهَا عَلَى فِيهِ يُقَبِّلُهَا، وَأَحْسَبُ أَنِّي قَدْ رَأَيتُهُ يَضَعُهَا عَلَى رَأْسِهِ أَوْ عَينِهِ فَغَمَسَهَا فِي المَاءِ ثُمَّ شَرِبَهُ يَسْتَشْفِي بهِ.
وَرَأَيْتُهُ قَدْ أَخَذَ قَصْعَةَ النَّبيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بَعَثَ بهَا إِلَيْهِ أَبُو يَعْقُوبَ بنُ سُلَيْمَانَ بنِ جَعْفَرٍ فَغَسَلَهَا فِي جُبِّ مَاءٍ ثُمَّ شَرِبَ فِيهَا.
وَرَأَيْتُهُ غَيْرَ مَرَّةٍ يَشْرَبُ مِن مَاءِ زَمْزَمَ يَسْتَشْفِي بهِ وَيَمْسَحُ بهِ يَدَيْهِ وَوَجْهَهُ). [مسائل عبد الله بن الإمام أحمد: ]
قالَ الحُسَيْنُ بنُ مَسْعُودٍ البَغَوِيُّ (ت: 516هـ): (وَرُوِيَ عَن عَائِشَةَ أنَّهَا كَانت لا تَرى بأسًا أَن يُعَوَّذَ فِي المَاءِ، ثُمَّ يُعَالَجُ بهِ المريضُ.
وَقالَ مُجَاهِدٌ: لا بَأْسَ أَنْ يَكْتُبَ القُرْآنَ وَيغسِلَهُ، وَيَسْقِيَهُ المرِيضَ، وَمِثْلُهُ عَن أَبي قِلابَةَ.
وَكَرِهَهُ النَّخَعِيُّ وابنُ سِيرينَ.
وَرُوِيَ عَنِ ابنِ عبَّاسٍ أنَّهُ أَمَرَ أَنْ يَكْتُبَ لامرَأَةٍ تعسَّرَ عَلَيْهَا وِلادَتُها آيتينِ منَ القُرآنِ وَكَلماتٍ، ثُمَّ يُغسلَ وَتسقَى.
وَقالَ أيُّوبُ: رَأيتُ أبَا قِلابَةَ كَتَبَ كِتَابًا مِنَ القُرآنِ ثُمَّ غَسَلَهُ بماءٍ وَسَقَاهُ رَجُلاً كَانَ بهِ وَجَعٌ، يَعْنِي الجُنُونَ). [شرح السنة:12/166]
قالَ مُحَمَّدُ بنُ مُفْلِحِ بنِ مُحَمَّدٍ الحَنْبَلِيُّ (ت:763هـ): (قَالَ أَحْمَدُ فِي رِوَايَة مُهَنَّا فِي الرَّجُلِ يَكْتُبُ القُرْآنَ فِي إنَاءٍ ثُمَّ يَسْقِيهِ لِلْمَرِيضِ، قَالَ: لا بَأْسَ.
قَالَ مُهَنَّا: قُلْتُ لَهُ: فَيَغْتَسِلُ بِهِ؟
قَالَ: مَا سَمِعْتُ فِيهِ بِشَيْءٍ.
قَالَ الخَلَّالُ: إنَّمَا كُرِهَ الغُسْلُ بِهِ لأَنَّ العَادَةَ أَنَّ مَاءَ الغُسْلِ يَجْرِي فِي البَلالِيعِ وَالحُشُوشِ؛ فَوَجَبَ أَنْ يُنَزَّهَ مَاءُ القُرْآنِ مِنْ ذَلِكَ، وَلا يُكْرَهُ شُرْبُهُ لِمَا فِيهِ مِنَ الاسْتِشْفَاءِ.
وَقَالَ صَالِحٌ: رُبَّمَا اعْتَلَلْتُ فَيَأْخُذُ أَبِي قَدَحًا فِيهِ مَاءٌ فَيَقْرَأُ عَلَيْهِ، وَيَقُولُ لِي: اشْرَبْ مِنْهُ، وَاغْسِلْ وَجْهَكَ وَيَدَيْكَ.
وَنَقَلَ عَبْدُ اللهِ أَنَّهُ رَأَى أَبَاهُ يُعَوِّذُ فِي المَاءِ وَيَقْرَأُ عَلَيْهِ وَيَشْرَبُهُ وَيَصُبُّ عَلَى نَفْسِهِ مِنْهُ.
قَالَ عَبْدُ اللهِ: وَرَأَيْتُهُ قَدْ أَخَذَ قَصْعَةَ النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَغَسَلَهَا فِي جُبِّ المَاءِ ثُمَّ شَرِبَ فِيهَا، وَرَأَيْتُهُ غَيْرَ مَرَّةٍ يَشْرَبُ مَاءَ زَمْزَمَ فَيَسْتَشْفِي بِهِ وَيَمْسَحُ بِهِ يَدَيْهِ وَوَجْهَهُ.
وَقَالَ يُوسُفُ بْنُ مُوسَى: إنَّ أَبَا عَبْدِ اللهِ كَانَ يُؤْتَى بِالكُوزِ وَنَحْنُ بِالمَسْجِدِ فَيَقْرَأُ عَلَيْهِ وَيُعَوِّذُ). [الآداب الشرعية:3/]
قالَ عَبْدُ العَزِيزِ بنُ عَبْدِ اللهِ ابنُ بَازٍ (ت:1420هـ): (وَلا حَرَجَ فِي القراءةِ في الماءِ وَالزَّيتِ فِي عِلاجِ المريضِ وَالمسحُورِ والمجنونِ, وَلَكِنَّ القِرَاءَةَ على المريضِ بالنَّفثِ عَلَيهِ أَولَى وَأَفضلُ وأكملُ, وقَد خرَّج أبو داودَ رَحِمَهُ اللهُ بإسنادٍ حَسَنٍ أنَّ النَّبيَّ صلَّى اللهُ عليهِ وَسَلَّمَ قَرَأَ لِثَابتِ بنِ قَيسِ بنِ شَمَّاسٍ فِي مَاءٍ وَصَبَّهُ عَلَيْهِ.
وَقد قالَ النبيُّ صلَّى اللهُ عليهِ وسلَّم: « لا بَأسَ بالرُّقَى مَا لَمْ تَكُن شِرْكًا » وَهَذَا الحديثُ الصَّحيحُ يَعُمُّ الرُّقيةَ للمريضِ علَى نفسِهِ وَفِي الماءِ وَالزَّيتِ وَنحوِهِمَا, وَاللهُ وَلِيُّ التَّوفِيقِ).
[مجموع فتاوى ابن باز:9/409]


رد مع اقتباس
  #32  
قديم 3 جمادى الأولى 1435هـ/4-03-2014م, 04:57 PM
أروى المطيري أروى المطيري غير متواجد حالياً
فريق تنسيق النصوص
 
تاريخ التسجيل: Sep 2013
المشاركات: 405
افتراضي


حكم تعليق التمائم
حديث أبي هريرة
قالَ أَحْمَدُ بنُ شُعَيْبٍ النَّسَائِيُّ (ت:303هـ): (أَخْبَرَنَا عَمْرُو بْنُ عَلِىٍّ قَالَ: حَدَّثَنَا أَبُو دَاوُدَ قَالَ: حَدَّثَنَا عَبَّادُ بْنُ مَيْسَرَةَ المِنْقَرِىُّ عَنِ الحَسَنِ عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيهِ وَسَلَّمَ: « مَنْ عَقَدَ عُقْدَةً ثُمَّ نَفَثَ فِيهَا فَقَدْ سَحَرَ، وَمَنْ سَحَرَ فَقَدْ أَشْرَكَ، وَمَنْ تَعَلَّقَ شَيْئًا وُكِلَ إِلَيْهِ » ). [سنن النسائي:]
- قال عبد العزيز بن داخل المطيري: ( هذا الحديث رواه النسائي وابن عدي والطبراني في الأوسط كلهم من طريق عباد بن ميسرة المنقري عن الحسن عن أبي هريرة به.
وسماع الحسن من أبي هريرة مختلف فيه، والصحيح أنه سمع منه أحاديث فقد صح عنه التصريح بالسماع.
وعباد ضعفه أحمد، وقال يحيى بن معين: لا بأس به، وقال ابن عدي: هو ممن يكتب حديثه.
وقد روى عبد الرزاق عن أبان عن الحسن نحوه مرسلاً ولفظه: « مَنْ عَقَد عُقْدَةً فِيهَا رُقْيَةٌ فَقَدْ سَحَرَ، وَمَنْ سَحَرَ فَقَدْ كَفَرَ، وَمَنْ عَلَّقَ عُلْقَةً وُكِلَ إِلَيْهَا»
وأبان هو ابن أبي عياش متروك الحديث
قال ابن حجر: حكى الخليلي في الإرشاد بسند صحيح أن أحمد قال ليحيى بن معين وهو يكتب عن عبد الرزاق عن معمر عن أبان نسخة: تكتب هذه وأنت تعلم أن أبان كذاب؟
فقال: يرحمك الله يا أبا عبدالله أكتبها وأحفظها حتى إذا جاء كذاب يرويها عن معمر عن ثابت عن أنس أقول له كذبت إنما هو أبان).
(م)

حديث أبي بشير الأنصاري
قالَ مَالِكُ بنُ أَنَسِ بنِ مَالِكٍ الأَصْبَحِيُّ (ت:179هـ): (عَنْ عَبْدِ اللهِ بنِ أَبي بَكْرٍ عَنْ عَبَّادِ بنِ تَمِيمٍ أَنَّ أَبَا بَشِيرٍ الأَنْصَارِيَّ أَخْبَرَهُ أَنَّهُ كَانَ مَعَ رَسُولِ اللهُ صَلَّى اللهِ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فِي بَعْضِ أَسْفَارِهِ، قَالَ: فَأَرْسَلَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ رَسُولاً؛ قَالَ عَبْدُ اللهِ بنُ أَبي بَكْرٍ حَسِبْتُ أَنَّهُ قَالَ: وَالنَّاسُ فِي مَقِيلِهِمْ: ((لا تَبْقَيَنَّ فِي رَقَبَةِ بَعِيرٍ قِلادَةٌ مِن وَتَرٍ أَوْ قِلادَةٌ إِلاَّ قُطِعَتْ )). [الموطأ:2/937]
-قالَ يَحْيَى بنُ يَحْيَى اللَّيْثِيُّ (ت:234هـ): (سَمِعْتُ مَالِكًا يَقُولُ: أَرَى ذَلِكَ مِنَ العَيْنِ).
[الموطأ:2/937]
- قال عبد العزيز بن داخل المطيري: (هذا الحديث رواه مالك بن أنس وأحمد والبخاري ومسلم وأبو داود والنسائي وابن أبي عاصم والطحاوي وابن حبان والطبراني والبيهقي والبغوي كلهم من طريق مالك عن عبد الله بن أبي بكر بن عمرو بن حزم عن عباد بن تميم عن أبي بشير الأنصاري رضي الله عنه).
قالَ أَحْمَدُ بنُ علِيٍّ ابنُ حَجَرٍ العَسْقَلانِيُّ (ت:852هـ):(قَوْلُهُ: ((فِي رَقَبَةِ بَعِيرٍ قِلادَةٌ مِن وَتَرٍ أَوْ قِلادَةٌ)) كَذَا هُنَا بلَفْظِ (أَوْ) وَهِي للشَّكِّ أَوْ للتَّنْوِيعِ، وَوَقَعَ فِي رِوَايَةِ أَبي دَاوُدَ عَنِ القَعْنَبيِّ بلَفْظِ: ((وَلا قِلادَةٌ)) وَهُوَ مِن عَطْفِ العَامِّ عَلَى الخَاصِّ وبهَذَا جَزَمَ المهَلَّبُ، وَيُؤَيِّدُ الأَوَّلَ مَا رُوِيَ عَن مَالِكٍ أَنَّهُ سُئِلَ عَنِ القِلادَةِ فَقَالَ: مَا سَمِعْتُ بكَرَاهَتِهَا إِلاَّ فِي الوَتَرِ). [فتح الباري:6/141]

حديث عبد الله بن عكيم
قالَ أَحْمَدُ بنُ مُحَمَّدِ بنِ حَنْبَلٍ الشَّيبَانِيُّ (ت: 241هـ): (حَدَّثَنَا وَكِيعٌ حَدَّثَنَا ابْنُ أَبِي لَيْلَى عَنْ أَخِيهِ عِيسَى بْنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ قَالَ: دَخَلْنَا عَلَى عَبْدِ اللهِ بْنِ عُكَيْمٍ وَهُوَ مَرِيضٌ نَعُودُهُ فَقِيلَ لَهُ: لَوْ تَعَلَّقْتَ شَيْئًا.
فَقَالَ: أَتَعَلَّقُ شَيْئًا وَقَدْ قَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: ((مَنْ تَعَلَّقَ شَيْئًا وُكِلَ إِلَيْهِ)) ).
[مسند الإمام أحمد:31/77-78]
قالَ مُحَمَّدُ بنُ عِيسَى بنِ سَوْرة التِّرْمِذيُّ (ت: 279هـ): (‏‏حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ مَدُّويَهْ حَدَّثَنَا عُبَيْدُ اللهِ بْنُ مُوسَى عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ أَبِي لَيْلَى عَنْ عِيسَى أَخِيهِ قَالَ دَخَلْتُ عَلَى عَبْدِ اللهِ بْنِ عُكَيْمٍ أَبِي مَعْبَدٍ الجُهَنِيِّ أَعُودُهُ وَبِهِ حُمْرَةٌ فَقُلْنَا: أَلا تُعَلِّقُ شَيْئًا.
قَالَ: المَوْتُ أَقْرَبُ مِنْ ذَلِكَ، قَالَ النَّبِيُّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: (( مَنْ تَعَلَّقَ شَيْئًا وُكِلَ إِلَيْهِ)).
قَالَ أَبُو عِيسَى: وَحَدِيثُ عَبْدِ اللهِ بْنِ عُكَيْمٍ إِنَّمَا نَعْرِفُهُ مِنْ حَدِيثِ مُحَمَّدِ بْنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ أَبِي لَيْلَى، وَعَبْدُ اللهِ بْنُ عُكَيْمٍ لَمْ يَسْمَعْ مِنَ النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، وَكَانَ فِي زَمَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَقُولُ: كَتَبَ إِلَيْنَا رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ.
حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ بَشَّارٍ حَدَّثَنَا يَحْيَى بْنُ سَعِيدٍ عَنِ ابْنِ أَبِي لَيْلَى نَحْوَهُ بِمَعْنَاهُ.
قَالَ أَبُو عِيسَى: وَفِي البَاب عَنْ عُقْبَةَ بْنِ عَامِرٍ).
[جامع الترمذي: ]
قال عبد العزيز بن داخل المطيري: (هذا الحديث رواه أحمد والترمذي وابن السني والنسائي وابن قانع، كلهم من طريق محمد بن عبد الرحمن بن أبي ليلى عن أخيه عيسى عن عبد الله بن عكيم رضي الله عنه.
وله شاهد مرسل عن الحسن البصري رواه ابن وهب في جامعه.
ويشهد له أيضًا حديث أبي هريرة المتقدم).
قالَ سُلَيْمَانُ بنُ عَبْدِ اللهِ بنِ مُحَمَّدِ بنِ عَبْدِ الوَهَّابِ (ت:1233هـ): (قولُهُ: ((مَنْ تَعَلَّقَ شَيْئًا وُكِلَ إِلَيْهِ)) التَّعَلُّقُ يَكونُ بالقلبِ، ويَكونُ بالفعلِ، ويَكونُ بِهِما جميعًا، أي: مَنْ تَعَلَّقَ شيئًا بقلبهِ، أو تَعَلَّقَهُ بقلبِهِ وفعلِهِ (وُكِلَ إليهِ) أي: وَكَلَهُ اللهُ إلى ذلك الشَّيءِ الَّذي تَعَلَّقَهُ، فمَن تَعَلَّقَتْ نفسُهُ باللهِ، وأَنْزَلَ حوائجَهُ باللهِ، والتَجَأَ إِلَيْهِ، وفَوَّضَ أَمْرَهُ كُلَّهُ إليهِ، كَفَاهُ كُلَّ مُؤْنةٍ، وقَرَّبَ إليهِ كلَّ بعيدٍ، ويَسَّرَ له كلَّ عَسِيرٍ، ومَن تَعَلَّقَ بغيرِهِ أو سَكَنَ إلى علمِهِ وعقلِهِ ودَوَائِهِ وتَمائِمِهِ، واعْتَمَدَ عَلَى حولِهِ وقُوَّتِهِ، وكَلَهُ اللهُ إلى ذلك وخَذَلَهُ، وهذا معروفٌ بالنُّصوصِ والتَّجارِبِ.
قالَ اللهُ تعالى: {وَمَن يَتَوَكَّلْ عَلَى اللهِ فَهُوَ حَسْبُهُ}[الطَّلاق:3].
وقالَ الإمامُ أحمدُ: حَدَّثَنا هاشِمُ بنُ القاسِمِ، ثنا أَبُو سَعِيدٍ المُؤَدِّبُ، ثنا مَن سَمِعَ عَطاءً الخُراسَانِيَّ، قالَ: لَقِيْتُ وَهْبَ بنَ مُنَبِّهٍ وهو يَطُوفُ بالبيتِ، فقُلْتُ له: حَدِّثْنِي حديثًا أَحْفَظُهُ عنكَ في مَقامِي هذا وأَوْجِزْ.
قالَ: نَعَمْ؛ أَوْحَى اللهُ تَبَارَكَ وَتَعَالَى إِلَى داودَ: ((يا داودُ، أمَا وعِزَّتي وعَظَمَتِي لا يَعْتَصِمُ بِي عَبْدٌ مِنْ عَبِيدِي دُونَ خَلْقِي، أَعْرِفُ ذَلِكَ مِن نِيَّتِهِ، فَتَكِيدُهُ السَّمَاواتُ السَّبْعُ وَمَنْ فِيهِنَّ وَالأَرَضُونَ السَّبْعُ وَمَنْ فِيهِنَّ، إِلاَّ جَعَلْتُ لَهُ مِن بَيْنِهِنَّ مَخْرَجًا، أَمَا وَعِزَّتِي وَعَظَمَتِي لا يَعْتَصِمُ عَبْدٌ مِنْ عَبِيدِي بمَخْلُوقٍ دُونِي أَعْرِفُ ذَلِكَ مِنْ نِيَّتِهِ، إِلاَّ قَطَعْتُ أَسْبابَ السَّمَاءِ مِن يَدِهِ، وأسخْتُ الأرضَ من تحتِ قدميهِ، ثُمَّ لا أبالي بأيِّ وادٍ هلَكَ)) ). [تيسير العزيز الحميد: باب ما جاء في الرقى]

حديث عقبة بن عامر
قالَ أَحْمَدُ بنُ مُحَمَّدِ بنِ حَنْبَلٍ الشَّيبَانِيُّ (ت: 241هـ): (حَدَّثَنَا عَبْدُ الصَّمَدِ بْنُ عَبْدِ الوَارِثِ حَدَّثَنَا عَبْدُ العَزِيزِ بْنُ مُسْلِمٍ حَدَّثَنَا يَزِيدُ بْنُ أَبِي مَنْصُورٍ عَنْ دُخَيْنٍ الحَجْرِيِّ عَنْ عُقْبَةَ بْنِ عَامِرٍ الجُهَنِيِّ أَنَّ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَقْبَلَ إِلَيْهِ رَهْطٌ فَبَايَعَ تِسْعَةً وَأَمْسَكَ عَنْ وَاحِدٍ؛ فَقَالُوا: يَا رَسُولَ اللهِ بَايَعْتَ تِسْعَةً وَتَرَكْتَ هَذَا.
قَالَ: (( إِنَّ عَلَيْهِ تَمِيمَةً))؛ فَأَدْخَلَ يَدَهُ فَقَطَعَهَا؛ فَبَايَعَهُ، وَقَالَ: (( مَنْ عَلَّقَ تَمِيمَةً فَقَدْ أَشْرَكَ)) ). [مسند الإمام أحمد:28/636-637]
-قالَ مُحَمَّدٌ ناصِرُ الدِّينِ الأَلْبَانِيُّ (ت:1420هـ): (أخرجه الإمام أحمد (4/156) والحارث بن أبي أسامة في "مسنده" (155من زوائده) ومن طريقه أبو الحسن محمد بن محمد البزاز البغدادي في "جزء من حديثه" (171-172) عن عبد العزيز بن منصور حدثنا يزيد بن أبي منصور عن دخين الحجري عن عقبة بن عامر الجهني: أن رسول الله صلى الله عليه وسلم أقبل إليه رهط، فبايع تسعة، وأمسك عن واحد، فقالوا: يا رسول الله بايعت تسعة وتركت هذا؟ قال: إن عليه تميمة، فأدخل يده فقطعها، فبايعه وقال ". فذكره.
قلت: وهذا إسناد صحيح رجاله ثقات رجال مسلم غير دخين وهو ابن عامر الحجري أبو ليلى المصري وثقه يعقوب بن سفيان وابن حبان وصحح له الحاكم (4/384).
وقد أخرجه ( 4 / 219 ) من طريق أخرى عن يزيد بن أبي منصور.
وللحديث طريق أخرى، يرويه مشرح بن هاعان عنه قال: سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: ((من علق تميمة فلا أتم الله له، ومن علق ودعة، فلا ودع الله له)).
ولكن إسناده إلى مشرح ضعيف فيه جهالة، ولذلك أوردته في الكتاب الآخر ( 1266 ) ). [السلسلة الصحيحة: ]

أثر عبد الله بن مسعود
قالَ عبدُ الرَّزَّاقِ بنُ هَمَّامٍ الصَّنْعَانِيُّ (ت:211هـ): (عَن مَعْمَرٍ عَن عَبدِ العَزِيزِ الجزَرِيِّ عَن زِيَادِ بنِ أَبي مَرْيَمَ أَو عَنْ أَبي عُبَيْدَةَ - شَكَّ مَعْمَر – قَالَ: رَأَى ابنُ مَسْعُودٍ فِي عُنُقِ امْرَأَتِهِ خَرَزًا قَدْ تَعَلَّقَتْهُ مِنَ الحُمْرَةِ فَقَطَعَهُ وَقَالَ: إِنَّ آلَ عَبْدِ اللهِ بنِ مَسْعُودٍ لأَغْنِيَاءُ عَنِ الشِّرْكِ).
[مصنف عبد الرزاق:11/208]
قال عبد العزيز بن داخل المطيري: (سبق ذكر خبر عبد الله بن مسعود مع أهله وسبب تحديثه بحديث: (إن الرقى والتمائم والتولة شرك) ).

أثر عمران بن الحصين
قالَ عبدُ الرَّزَّاقِ بنُ هَمَّامٍ الصَّنْعَانِيُّ (ت:211هـ): (عَنْ مَعْمَرٍ عَنِ الحَسَنِ أَنَّ عِمْرَانَ بنَ الحُصَينِ نَظَرَ إِلَى رَجُلٍ فِي يَدِهِ فَتْخٌ مِن صُفْرٍ؛ فَقَالَ: مَا هَذَا في يَدِكَ؟
قال: صَنَعْتُهُ مِنَ الوَاهِنَةِ؛ فَقَالَ عِمْرَانُ: فَإِنَّهُ لا يَزِيدُكَ إِلاَّ وَهْنًا). [مصنف عبد الرزاق:11/209]

مرسل أبي قلابة الجرمي
قالَ عبدُ الرَّزَّاقِ بنُ هَمَّامٍ الصَّنْعَانِيُّ (ت:211هـ): (عَنْ مَعْمَرٍ عَنْ أَيُّوبَ عَنْ أَبي قِلابَةَ قَالَ: قَطَعَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ التَّمِيمَةَ مِن قِلادَةِ الصَّبيِّ - يَعْنِي الفَضْلَ بنَ عَبَّاسٍ – قَالَ: وَهِيَ الَّتِي تُخْرَزُ فِي عُنُقِ الصَّبِيِّ مِنَ العَيْنِ).
[مصنف عبد الرزاق:11/208]


رد مع اقتباس
  #33  
قديم 3 جمادى الأولى 1435هـ/4-03-2014م, 04:58 PM
أروى المطيري أروى المطيري غير متواجد حالياً
فريق تنسيق النصوص
 
تاريخ التسجيل: Sep 2013
المشاركات: 405
افتراضي


تعليق التمائم من القرآن والأدعية الصالحة


أثر عبد الله بن عمرو بن العاص
قالَ عَبْدُ اللهِ بنُ مُحَمَّدٍ ابنُ أبِي شَيْبَةَ العَبْسِيُّ (ت:235هـ): (حَدَّثَنَا عَبْدَةُ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ إِسْحَاقَ، عَنْ عَمْرِو بْنِ شُعَيْبٍ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ جَدِّهِ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم: إِذَا فَزِعَ أَحَدُكُمْ فِي نَوْمِهِ فَلْيَقُلْ: ((أَعُوذُ بِكَلِمَاتِ اللهِ التَّامَّاتِ مِنْ غَضَبِهِ وَسُوءِ عِقَابِهِ، وَمِنْ شَرِّ عِبَادِهِ، وَمِنْ شَرِّ الشَّيَاطِينِ وَمَا يَحْضُرُونِ)).
فَكَانَ عَبْدُ اللهِ يُعَلِّمُهَا وَلَدَهُ مَنْ أَدْرَكَ مِنْهُمْ، وَمَنْ لَمْ يُدْرِكْ، كَتَبَهَا وَعَلَّقَهَا عَلَيْهِ). [مصنف ابن أبي شيبة:7/399]
- قال عبد العزيز بن داخل المطيري: (رواهُ ابنُ أبي شيبةَ وأحمدُ وأبو داودَ وَالتِّرمذيُّ وَأبو بكرٍ الإسْماعِيليُّ وابنُ السُّنيِّ وَالحاكمُ وَالبيهقيُّ فِي الآدَابِ وابنُ عبدِ البرِّ فِي التَّمهيدِ، كُلُّهُم من طُرُقٍ عن مُحَمَّدِ بنِ إِسحَاقَ بنِ يَسَارٍ عَن عَمرِو بنِ شُعَيْبٍ عَنْ أَبيهِ عَن جَدِّهِ، وَابنُ إِسْحَاقَ مُدَلِّسٌ وَقَدْ عَنْعَنَ.
قالَ الألبانيُّ: (لكنَّ ابنَ إِسحاقَ مدلِّسٌ، وقدْ عَنْعَنَهُ فِي جميعِ الطُّرُقِ عنهُ، وَهذِهِ الزِّيَادَةُ مُنكَرَةٌ عِنْدِي لِتَفَرُّدِهِ بهَا، وَاللهُ أَعْلَمُ).

أثر سعيد بن المسيب
قالَ عَبْدُ اللهِ بنُ مُحَمَّدٍ ابنُ أبِي شَيْبَةَ العَبْسِيُّ (ت:235هـ): (حَدَّثَنَا عُقْبَةُ بْنُ خَالِدٍ، عَنْ شُعْبَةَ، عَنْ أَبِي عِصْمَةَ، قَالَ: سَأَلْتُ سَعِيدَ بْنَ المُسَيَّبِ عَنِ التَّعْوِيذِ؟ فَقَالَ: لا بَأْسَ بِهِ إِذَا كَانَ فِي أَدِيمٍ).[مصنف ابن أبي شيبة:7/399]

أثر عطاء بن أبي رباح
قالَ عَبْدُ اللهِ بنُ مُحَمَّدٍ ابنُ أبِي شَيْبَةَ العَبْسِيُّ (ت:235هـ): (حَدَّثَنَا ابْنُ نُمَيْرٍ، عَنْ عَبْدِ المَلِكِ، عَنْ عَطَاءٍ؛ فِي الحَائِضِ يَكُونُ علَيْهَا التَّعْوِيذُ، قَالَ: إِنْ كَانَ فِي أَدِيمٍ، فَلْتَنْزِعْهُ، وَإِنْ كَانَ فِي قَصَبَةِ فِضَّةٍ، فَإِنْ شَاءَتْ وَضَعَتْهُ، وَإِنْ شَاءَتْ لَمْ تَضَعْهُ). [مصنف ابن أبي شيبة:7/399]

أثر مجاهد بن جبر
قالَ عَبْدُ اللهِ بنُ مُحَمَّدٍ ابنُ أبِي شَيْبَةَ العَبْسِيُّ (ت:235هـ): (حَدَّثَنَا وَكِيعٌ، عَنْ إِسْرَائِيلَ، عَنْ ثُوَيْرٍ، قَالَ: كَانَ مُجَاهِدٌ يَكْتُبُ للنَّاسِ التَّعْوِيذَ فَيُعَلِّقُهُ عَلَيْهِمْ). [مصنف ابن أبي شيبة:7/399]

أثر محمد بن علي بن الحسين
قالَ عَبْدُ اللهِ بنُ مُحَمَّدٍ ابنُ أبِي شَيْبَةَ العَبْسِيُّ (ت:235هـ): (حَدَّثَنَا عُبَيْدُ اللهِ، عَنْ حَسَنٍ، عَنْ جَعْفَرٍ، عَنْ أَبِيهِ؛ أَنَّهُ كَانَ لا يَرَى بَأْسًا أَنْ يَكْتُبَ القُرْآنَ فِي أَدِيمٍ، ثُمَّ يُعَلِّقُهُ). [مصنف ابن أبي شيبة:7/399]
قالَ ابنُ القَيِّمِ مُحَمَّدُ بنُ أبي بَكْرٍ الدِّمَشْقِيُّ (ت:751هـ): (قالَ المروزيُّ: وَقَرَأَ عَلَى أَبي عَبْدِ اللهِ - وَأَنَا أَسْمَعُ - أَبُو المنذِرِ عَمْرُو بنُ مُجَمِّعٍ، حدَّثَنا يونسُ بنُ حبَّانَ، قالَ: سَأَلْتُ أَبَا جَعْفَرٍ مُحَمَّدَ بنَ عَلِيٍّ أَنْ أُعَلِّقَ التَّعْوِيذَ، فَقَالَ: إِن كَانَ مِن كِتَابِ اللهِ أَو كَلامٍ عَن نَبيِّ اللهِ فَعَلِّقْهُ، واسْتَشْفِ بهِ مَا اسْتَطَعْتَ.
قلتُ: أَكْتبُ هَذِهِ مِنْ حُمَّى الرِّبْعِ: باسْمِ اللهِ، وَباللهِ، وَمُحَمَّدٌ رَسُولُ اللهِ... إِلَى آخِرِه؟
قالَ: إِي نَعَمْ.
وَذَكَرَ أَحْمَدُ عَنْ عَائِشَةَ رَضِيَ اللهُ عَنْهَا وَغَيْرِهَا أَنَّهَمْ سَهَّلُوا فِي ذَلِكَ.
قالَ حَرْبٌ: وَلَمْ يُشَدِّدْ فِيهِ أَحْمَدُ بنُ حَنبَلٍ.
قالَ أَحْمَدُ: وَكَانَ ابنُ مَسْعُودٍ يَكْرَهُهُ كَرَاهَةً شَدِيدَةً جِدًّا.
وَقالَ أَحْمَدُ وَقَدْ سُئِلَ عَنِ التَّمَائِمِ تُعَلَّقُ بَعْدَ نُزُولِ البَلاءِ، قَالَ: أَرْجُو أَن لا يَكُونَ بهِ بَأْسٌ). [زاد المعاد:4/358]

أثر محمد بن سيرين
قالَ عَبْدُ اللهِ بنُ مُحَمَّدٍ ابنُ أبِي شَيْبَةَ العَبْسِيُّ (ت:235هـ): (حَدَّثَنَا عَبْدُ الرَّحِيمِ بْنُ سُلَيْمَانَ، عَنْ إِسْمَاعِيلَ بْنِ مُسْلِمٍ، عَنِ ابْنِ سِيرِينَ؛ أَنَّهُ كَانَ لا يَرَى بَأْسًا بِالشَّيْءِ مِنَ القُرْآنِ). [مصنف ابن أبي شيبة:7/399]

أقوال العلماء
قالَ مُحَمَّدُ بْنُ عُمَرَ بنِ الحُسَيْنِ الرَّازِيُّ (ت: 604هـ): (واخْتَلَفوا في التَّعليقِ، فرُوِيَ أَنَّه عَلَيْهِ السَّلامُ قالَ: ((مَنْ عَلَّقَ شَيْئًا وُكِلَ إِلَيْهِ)) وعن ابنِ مَسْعُودٍ: أَنَّه رَأَى علَى أُمِّ وَلَدِه تَمِيمةً مَرْبَوطَةً بعَضُدِهَا، فجَذَبَها جَذْبًا عَنِيفًا فقَطَعَها، ومنهم مَن جَوَّزَه، سُئِلَ الباقِرُ عَلَيْهِ السَّلامُ عن التَّعْويذِ يُعَلَّقُ علَى الصِّبْيانِ فرَخَّصَ فيه). [التفسير الكبير: 32/174]
قالَ مُحَمَّدُ بنُ أَحْمَدَ القُرْطُبِيُّ (ت: 671هـ): (ورَوَى النَّسَائِيُّ عن أَبِي هُرَيْرَةَ, قالَ: قالَ رسولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: ((مَنْ عَقَدَ عُقْدَةً ثُمَّ نَفَثَ فِيهَا، فَقَدْ سَحَرَ، وَمَنْ سَحَرَ فَقَدْ أَشْرَكَ، وَمَنْ تَعَلَّقَ شَيْئًا وُكِلَ إِلَيْهِ)) ). [الجامع لأحكام القرآن: 20/258]
قالَ عُمَرُ بنُ عَلِيِّ بْنِ عَادِلٍ الدِّمَشْقِيُّ الحَنْبَلِيُّ (ت: 880هـ): (رَوَى النَّسَائِيُّ عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ –رَضِيَ اللهُ عَنْهُ- قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: ((مَنْ عَقَدَ عُقْدَةً ثُمَّ نَفَثَ فِيهَا، فَقَدْ سَحَرَ، وَمَنْ سَحَرَ فَقَدْ أَشْرَكَ، وَمَنْ تَعَلَّقَ شَيْئًا وُكِلَ إِلَيْهِ)) ). [اللباب: 20/573]
قالَ نِظَامُ الدِّينِ الحَسَنُ بْنُ مُحَمَّدٍ النَّيْسَابُورِيُّ (ت: 728هـ):(واخْتُلِفَ في التعليقِ، فرُوِيَ أنه صَلَّى اللهُ عليهِ وسَلَّمَ قالَ: ((مَنْ عَلَّقَ شَيْئًا وُكِلَ إِلَيْهِ)).
وعن ابنِ مسعودٍ: أنَّه رَأَى على أمِّ وَلَدِه تَمِيمَةً مَرْبوطةً بعَضُدِها, فجَذَبَها جَذْبًا عَنِيفًا فقَطَعَها.
ومنهم مَن جَوَّزَهُ، سُئِلَ الباقِرُ رَضِيَ اللهُ عنه عن التَّعْوِيذِ يُعَلَّقُ على الصِّبْيانِ، فرَخَّصَ فيهِ). [غرائب القرآن: 30/226]
قالَ مُحَمَّدُ بنُ مُفْلِحِ بنِ مُحَمَّدٍ الحَنْبَلِيُّ (ت:763هـ): (فَصْلٌ فِيمَا يَجُوزُ مِنَ التَّمَائِمِ وَالتَّعَاوِيذِ وَالكِتَابَةِ لِلْمَرَضِ وَاللَّدْغِ وَالعَيْنِ وَنَحْوِهِ، (تُكْرَهُ التَّمَائِمُ وَنَحْوُهَا) كَذَا قِيلَ تُكْرَهُ، وَالصَّوَابُ مَا يَأْتِي مِنْ تَحْرِيمِهِ لِمَنْ لَمْ يُرْقَ عَلَيْهِ قُرْآنٌ أَوْ ذِكْرٌ أَوْ دُعَاءٌ وَإِلاَّ احْتَمَلَ وَجْهَيْنِ.
وَيَأْتِي أَنَّ الجَوَازَ قَوْلُ القَاضِي وَأَنَّ المَنْعَ ظَاهِرُ الخَبَرِ وَالأَثَرِ وَهُوَ مَعْنَى قَوْلِ مَالِكٍ رَحِمَهُ اللهُ.
وَتُبَاحُ قِلادَةٌ فِيهَا قُرْآنٌ أَوْ ذِكْرٌ غَيْرُهُ وَتَعْلِيقُ مَا هُمَا فِيهِ نُصَّ عَلَيْهِ.
وَكَذَا التَّعَاوِيذُ.
وَيَجُوزُ أَنْ يُكْتَبَ القُرْآنُ أَوْ ذِكْرٌ غَيْرُهُ فِي إنَاءٍ خَالٍ بِالعَرَبِيِّ ثُمَّ يُسْقَى مِنْهُ المَرِيضُ وَالمُطَلَّقَةُ.
وَأَنْ يُكْتَبَ لِلْحُمَّى وَالنَّمْلَةِ وَالعَقْرَبِ وَالحَيَّةِ وَالصُّدَاعِ وَالعَيْنِ مَا يَجُوزُ، وَيُرْقَى مِنْ ذَلِكَ بِقُرْآنٍ، وَمَا وَرَدَ فِيهِ مِنْ دُعَاءٍ وَذِكْرٍ. وَيُكْرَهُ بِغَيْرِ العَرَبِيَّةِ.
وَتَحْرُمُ الرُّقَى وَالتَّعَوُّذُ بِطلسَمٍ وَعَزِيمَةٍ.
قَالَ ابْنُ عَقِيلٍ فِي الفُنُونِ: قَالَ المَأْمُونُ وَهُوَ صَاحِبُ الزِّيجِ المَأْمُونِيُّ: لَوْ صَحَّ الكِيمْيَاءُ مَا احْتَجْنَا إلَى الخَرَاجِ، وَلَوْ صَحَّ الطَّلْسَمُ مَا احْتَجْنَا إلَى الأَجْنَادِ وَالحَرَسِ، وَلَوْ صَحَّتِ النُّجُومُ مَا احْتَجْنَا إلَى البَرِيدِ). [الآداب الشرعية:3/]
قالَ مُحَمَّدٌ ناصِرُ الدِّينِ الأَلْبَانِيُّ (ت:1420هـ): (التميمة: خرزات كانت العرب تعلقها على أولادهم يتقون بها العين في زعمهم؛ فأبطلها الإسلام كما في " النهاية " لابن الأثير.
قلت: ولا تزال هذه الضلالة فاشية بين البدو والفلاحين وبعض المدنيين ومثلها الخرزات التي يضعها بعض السائقين أمامهم في السيارة يعلقونها على المرآة !
وبعضهم يعلق نعلا في مقدمة السيارة أو في مؤخرتها ! وغيرهم يعلقون نعل فرس في واجهة الدار أو الدكان ! كل ذلك لدفع العين زعموا، وغير ذلك مما عم وطم بسبب الجهل بالتوحيد، وما ينافيه من الشركيات والوثنيات التي ما بعثت الرسل وأنزلت الكتب إلا من أجل إبطالها والقضاء عليها، فإلى الله المشتكى من جهل المسلمين اليوم، وبعدهم عن الدين.
ولم يقف الأمر ببعضهم عند مجرد المخالفة، بل تعداه إلى التقرب بها إلى الله تعالى ! فهذا الشيخ الجزولي صاحب " دلائل الخيرات " يقول في الحزب السابع في يوم الأحد ( ص 111 طبع بولاق ): " اللهم صل على محمد وعلى آل محمد، ما سجعت الحمائم، وحمت الحوائم وسرحت البهائم، ونفعت التمائم " !
وتأويل الشارح لـ " الدلائل " بأن " التمائم جمع تميمة وهي الورقة التي يكتب فيها شيء من الأسماء أو الآيات وتعلق على الرأس مثلا للتبرك ".
فمما لا يصح لأن التمائم عند الإطلاق إنما هي الخرزات كما سبق عن ابن الأثير، على أنه لو سلم بهذا التأويل فلا دليل في الشرع على أن التميمة بهذا المعنى تنفع، ولذلك جاء عن بعض السلف كراهة ذلك كما بينته في تعليقي على (الكلم الطيب) (ص 44 - 45 طبع المكتب الإسلامي ).
[السلسلة الصحيحة: ]


رد مع اقتباس
  #34  
قديم 3 جمادى الأولى 1435هـ/4-03-2014م, 04:59 PM
أروى المطيري أروى المطيري غير متواجد حالياً
فريق تنسيق النصوص
 
تاريخ التسجيل: Sep 2013
المشاركات: 405
افتراضي


التعويذ

صفة التعويذ
حديث عائشة رضي الله عنها

قالَ مُحمَّدُ بنُ إسْمَاعِيلَ البُخَاريُّ (ت: 256هـ): (حَدَّثَنَا عَمْرُو بْنُ عَلِيٍّ حَدَّثَنَا يَحْيَى حَدَّثَنَا سُفْيَانُ حَدَّثَنِي سُلَيْمَانُ عَنْ مُسْلِمٍ عَنْ مَسْرُوقٍ عَنْ عَائِشَةَ رَضِيَ اللهُ عَنْهَا أَنَّ النَّبِيَّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ كَانَ يُعَوِّذُ بَعْضَ أَهْلِهِ يَمْسَحُ بِيَدِهِ اليُمْنَى وَيَقُولُ اللَّهُمَّ رَبَّ النَّاسِ أَذْهِبِ البَاسَ اشْفِهِ وَأَنْتَ الشَّافِي لا شِفَاءَ إِلا شِفَاؤُكَ شِفَاءً لا يُغَادِرُ سَقَمًا.
قَالَ سُفْيَانُ حَدَّثْتُ بِهِ مَنْصُورًا فَحَدَّثَنِي عَنْ إِبْرَاهِيمَ عَنْ مَسْرُوقٍ عَنْ عَائِشَةَ نَحْوَهُ). [صحيح البخاري: كتاب الطب/باب رقية النبي صلى الله عليه وسلم]

حديث ابن عباس رضي الله عنهما
قالَ أَحْمَدُ بنُ مُحَمَّدِ بنِ حَنْبَلٍ الشَّيبَانِيُّ (ت: 241هـ): (حَدَّثَنَا عَبْدُ الرَّزَّاقِ أَخْبَرَنَا سُفْيَانُ عَنْ مَنْصُورٍ عَنِ المِنْهَالِ بْنِ عَمْرٍو عَنْ سَعِيدِ بْنِ جُبَيْرٍ عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ قَالَ كَانَ رَسُولُ اللهِ -صلى الله عليه وسلم- يُعَوِّذُ الحَسَنَ وَالحُسَيْنَ فَيَقُولُ « أُعِيذُكُمَا بِكَلِمَةِ اللهِ التَّامَّةِ مِنْ كُلِّ شَيْطَانٍ وَهَامَّةٍ وَمِنْ كُلِّ عَيْنٍ لامَّةٍ ». ثُمَّ يَقُولُ « هَكَذَا كَانَ أَبي إِبْرَاهِيمُ عَلَيْهِ السَّلامُ يُعَوِّذُ إِسْمَاعِيلَ وَإِسْحَاقَ عَلَيْهِمَا السَّلامُ » ). [مسند الإمام أحمد: 42/116]
- قال عبد العزيز بن داخل المطيري:(والحديث رواه ابن أبي شيبة والبخاري وأبو داود والترمذي والنسائي وابن حبان وغيرهم من طرق عن منصور بن المعتمر عن المنهال بن عمرو به).
قالَ عَلِيُّ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ حَبِيبٍ المَاوَرْدِيُّ (ت: 450هـ): (وَرَوَى سعيدُ بنُ جُبَيْرٍ عن ابنِ عبَّاسٍ أنَّ النبيَّ صَلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ كان يُعَوِّذُ حَسَنًا وحُسَيْنًا فيقولُ: ((أُعِيذُكُمَا بِكَلِمَاتِ اللهِ التَّامَّةِ، مِنْ كُلِّ شَيْطَانٍ وَهَامَّةٍ، وَمِنْ كُلِّ عَيْنٍ لامَّةٍ)) ونحنُ نَستعيذُ باللهِ مما عَوَّذَ ونَستَمِدُّه جَميلَ ما عَوَّدَ). [النكت والعيون: 6/ 380]
قالَ أَبُو المُظَفَّرِ مَنْصُورُ بْنُ مُحَمَّدٍ السَّمْعَانِيُّ (ت: 489هـ): (ورُوِيَ أنه صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ كان يُعَوِّذُ بهما الحسَنَ والحسينَ ـ رَضِيَ اللهُ عنهما ـ).
[تفسير القرآن: 6/308]


رد مع اقتباس
  #35  
قديم 3 جمادى الأولى 1435هـ/4-03-2014م, 05:00 PM
أروى المطيري أروى المطيري غير متواجد حالياً
فريق تنسيق النصوص
 
تاريخ التسجيل: Sep 2013
المشاركات: 405
افتراضي


كتابة الرقية

أثر ابن عباس
قالَ عَبْدُ اللهِ بنُ مُحَمَّدٍ ابنُ أبِي شَيْبَةَ العَبْسِيُّ (ت:235هـ): (حَدَّثَنَا عَلِيُّ بْنُ مُسْهِرٍ، عَنِ ابْنِ أَبِي لَيْلَى، عَنِ الحَكَمِ، عَنْ سَعِيدِ بْنِ جُبَيْرٍ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ، قَالَ: إِذَا عَسِرَ عَلَى المَرْأَةِ وَلَدُهَا، فَيَكْتُبُ هَاتَيْنِ الآيَتَيْنِ وَالكَلِمَاتِ فِي صَحْفَةٍ، ثُمَّ تُغْسَلُ فَتُسْقَى مِنْهَا: بِاسْمِ اللهِ الَّذِي لا إِلَهَ إِلاَّ هُوَ الحَلِيمُ الكَرِيمُ، سُبْحَانَ اللهِ رَبِّ السَّمَاوَاتِ السَّبْعِ وَرَبِّ العَرْشِ العَظِيمِ: {كَأَنَّهُمْ يَوْمَ يَرَوْنَهَا لَمْ يَلْبَثُوا إِلاَّ عَشِيَّةً أَوْ ضُحَاهَا (46) } [النازعات: 46]، {كَأَنَّهُمْ يَوْمَ يَرَوْنَ مَا يُوعَدُونَ لَمْ يَلْبَثُوا إِلاَّ سَاعَةً مِنْ نَهَارٍ بَلاغٌ فَهَلْ يُهْلَكُ إلاَّ القَوْمُ الفَاسِقُونَ (35) } [الأحقاف: 35] ). [مصنف ابن أبي شيبة:7/387]
- قال عبد العزيز بن داخل المطيري: (فيه محمد بن عبد الرحمن بن أبي ليلى يضعف).

أثر عطاء بن أبي رباح
قالَ عَبْدُ اللهِ بنُ مُحَمَّدٍ ابنُ أبِي شَيْبَةَ العَبْسِيُّ (ت:235هـ): (حَدَّثَنَا هُشَيْمٌ، قَالَ: أَخْبَرَنَا حَجَّاجٌ، قَالَ: أَخْبَرَنِي مَنْ رَأَى سَعِيدَ بْنَ جُبَيْرٍ يَكْتُبُ التَّعْوِيذَ لِمَنْ أَتَاهُ، قَالَ حَجَّاجٌ: وَسَأَلْتُ عَطَاءً؟ فَقَالَ: مَا سَمِعْنَا بِكَرَاهِيَتِهِ إِلاَّ مِنْ قِبَلِكُمْ أَهْل العِرَاقِ). [مصنف ابن أبي شيبة:7/386]

أثر مجاهد وأبي قلابة الجرمي
قالَ عَبْدُ اللهِ بنُ مُحَمَّدٍ ابنُ أبِي شَيْبَةَ العَبْسِيُّ (ت:235هـ): (حَدَّثَنَا هُشَيْمٌ، عَنْ خَالِدٍ، عَنْ أَبِي قِلابَةَ (ح) وَلَيْثٍ، عَنْ مُجَاهِدٍ؛ أَنَّهُمَا لَمْ يَرَيَا بَأْسًا أَنْ يَكْتُبَ آيَةً مِنَ القُرْآنِ، ثُمَّ يُسْقَاهُ صَاحِبُ الفَزَعِ). [مصنف ابن أبي شيبة:7/387]

أثر إبراهيم النخعي
قالَ عَبْدُ اللهِ بنُ مُحَمَّدٍ ابنُ أبِي شَيْبَةَ العَبْسِيُّ (ت:235هـ): (حَدَّثَنَا هُشَيْمٌ، قَالَ: أَخْبَرَنَا ابْنُ عَوْنٍ، عَنْ إِبْرَاهِيمَ؛ أَنَّهُ سُئِلَ عَنْ رَجُلٍ كَانَ بِالكُوفَةِ يَكْتُبُ مِن الفَزَع آيَاتٍ مِنَ القُرْآنِ، فَيُسْقَاهُ المَرِيضُ؟ فَكَرِهَ ذَلِكَ). [مصنف ابن أبي شيبة:7/387]

أقوال العلماء
قالَ عَبْدُ اللهِ بنُ أَحْمَدَ بنِ حَنْبَلٍ الشَّيْبَانِيُّ (ت:290هـ): (رَأيتُ أَبي يَكتبُ التَّعَاويذَ للَّذِي يَفزَع وللحمَّى لأَهْلِهِ وقرَابَاتِهِ، وَيكتبُ للمَرْأَةِ إذَا عَسُرَ عَليهَا الوِلادَةُ فِي جَامٍ أَو شَيْءٍ نَظِيفٍ، وَيَكْتُبُ حَدِيثَ ابنِ عبَّاسٍ، إِلا أنَّهُ كَانَ يَفْعَلُ ذَلِكَ عِندَ وُقُوعِ البَلاءِ، وَلَمْ أَرَهُ يَفْعَلُ هذَا قَبْلَ وُقُوعِ البَلاءِ، وَرَأَيْتُهُ يُعَوِّذُ فِي الماءِ وَيَشْرَبُهُ المرِيضُ، وَيُصَبُّ عَلَى رَأَسِهِ مِنْهِ.
وَرَأَيْتُ أَبي يَأْخُذُ شَعْرَةً مِن شَعْرِ النَّبيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَيَضَعُهَا عَلَى فِيهِ يُقَبِّلُهَا، وَأَحْسَبُ أَنِّي قَدْ رَأَيتُهُ يَضَعُهَا عَلَى رَأْسِهِ أَوْ عَينِهِ فَغَمَسَهَا فِي المَاءِ ثُمَّ شَرِبَهُ يَسْتَشْفِي بهِ.
وَرَأَيْتُهُ قَدْ أَخَذَ قَصْعَةَ النَّبيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بَعَثَ بهَا إِلَيْهِ أَبُو يَعْقُوبَ بنُ سُلَيْمَانَ بنِ جَعْفَرٍ فَغَسَلَهَا فِي جُبِّ مَاءٍ ثُمَّ شَرِبَ فِيهَا.
وَرَأَيْتُهُ غَيْرَ مَرَّةٍ يَشْرَبُ مِن مَاءِ زَمْزَمَ يَسْتَشْفِي بهِ وَيَمْسَحُ بهِ يَدَيْهِ وَوَجْهَهُ). [مسائل عبد الله بن الإمام أحمد: ]

كتاب لمن تعسرت ولادتها
قالَ ابنُ القَيِّمِ مُحَمَّدُ بنُ أبي بَكْرٍ الدِّمَشْقِيُّ (ت:751هـ): (كتاب لعسر الولادة: قال الخلال: حدثني عبد الله بن أحمد: قال رأيت أبي يكتب للمرأة إذا عسر عليها ولادتها في جام أبيض، أو شيء نظيف، يكتب حديث ابن عباس رضي الله عنه: لا إله إلا الله الحليم الكريم، سبحان الله رب العرش العظيم، الحمد لله رب العالمين: {كَأَنَّهُمْ يَوْمَ يَرَوْنَ مَا يُوعَدُونَ لَمْ يَلْبَثُوا إِلاَّ سَاعَةً مِنْ نَهَارٍ بَلاغٌ} [الأحقاف: 35] ، {كَأَنَّهُمْ يَوْمَ يَرَوْنَهَا لَمْ يَلْبَثُوا إِلاَّ عَشِيَّةً أَوْ ضُحَاهَا (46) } [النازعات: 46].
قال الخلال: أنبانا أبو بكر المروزي، أن أبا عبد الله جاءه رجل فقال: يا أبا عبد الله ! تكتب لامرأة قد عسر عليها ولدها منذ يومين؟
فقال: قل له: يجيء بجام واسع، وزعفران.
ورأيته يكتب لغير واحد.
ويُذكر عن عِكرمةَ، عن ابن عباس، قال: مَرَّ عيسى صلَّى الله على نبيِّنا وعليه وسَلَّم على بقرة قَدِ اعتَرَضَ ولدُها في بطنها، فقالت: يا كلمةَ الله؛ ادعُ الله لى أن يُخَلِّصَنى مما أنا فيه. فقال: يا خالقَ النفسَ مِنَ النفسِ، ويا مخلِّصَ النفسِ مِنَ النفسِ، ويا مُخْرِجَ النفسِ مِنَ النفسِ، خَلِّصْهَا. قال: فرمتْ بولدها، فإذا هي قائمة تَشُمُّه.
قال: فإذا عَسُرَ عَلى المرأة ولدُها، فاكتبْه لها.
وكل ما تقدم من الرقى، فإن كتابته نافعة.
ورخص جماعة من السلف في كتابة بعض القرآن وشربه، وجعل ذلك من الشفاء الذي جعل الله فيه.
كتاب آخر لذلك: يكتب في إناء نظيف: {إِذَا السَّمَاءُ انْشَقَّتْ (1) وَأَذِنَتْ لِرَبِّهَا وَحُقَّتْ (2) وَإِذَا الأَرْضُ مُدَّتْ (3) وَأَلْقَتْ مَا فِيهَا وَتَخَلَّتْ (4) } [الانشقاق: 1-4]، وتشرب منه الحامل، ويرش على بطنها). [زاد المعاد:4/358]
قالَ مُحَمَّدُ بنُ مُفْلِحِ بنِ مُحَمَّدٍ الحَنْبَلِيُّ (ت:763هـ): (قَالَ أَحْمَدُ: يُكْتَبُ لِلْمَرْأَةِ إذَا عَسُرَ عَلَيْهَا وَلَدُهَا فِي جَامٍ أَبْيَضَ أَوْ شَيْءٍ نَظِيفٍ: بِسْمِ اللهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ لا إلَهَ إلاَّ اللهُ الحَلِيمُ الكَرِيمُ، سُبْحَانَ اللهِ رَبِّ العَرْشِ العَظِيمِ، الحَمْدُ لِلَّهِ رَبِّ العَالَمِينَ، {كَأَنَّهُمْ يَوْمَ يَرَوْنَ مَا يُوعَدُونَ لَمْ يَلْبَثُوا إلاَّ سَاعَةً مِنْ نَهَارٍ بَلاغٌ } [الأحقاف: 35]{كَأَنَّهُمْ يَوْمَ يَرَوْنَهَا لَمْ يَلْبَثُوا إلاَّ عَشِيَّةً أَوْ ضُحَاهَا (46) } [النازعات: 46] ثُمَّ تُسْقَى مِنْهُ وَيُنْضَحُ مَا بَقِيَ عَلَى صَدْرِهَا.
وَرَوَى أَحْمَدُ هَذَا الكَلامَ عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ وَرَفَعَهُ ابْنُ السُّنِّيِّ فِي عَمَلِ يَوْمٍ وَلَيْلَةٍ.
وَرَوَى ابْنُ مَرْوَانَ فِي المُجَالَسَةِ عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ رَضِيَ اللهُ عَنْهُمَا أَنَّ عِيسَى مَرَّ بِبَقَرَةٍ قَدِ اعْتَرَضَ وَلَدُهَا فِي بَطْنِهَا فَقَالَتْ: يَا رُوحَ اللهِ ادْعُ اللهَ أَنْ يُخَلِّصَنِي.
فَقَالَ اللَّهُمَّ: يَا مُخْرِجَ النَّفْسِ، وَيَا خَالِقَ النَّفْسِ مِنَ النَّفْسِ خَلِّصْهَا فَخُلِّصَتْ.
قَالَ ابْنُ عَبَّاسٍ: فَمَنْ قَالَهُ عَلَى امْرَأَةٍ خَلَّصَهَا اللهُ تَعَالَى). [الآداب الشرعية:3/]

كتاب لِلْحُمَّى
قالَ ابنُ القَيِّمِ مُحَمَّدُ بنُ أبي بَكْرٍ الدِّمَشْقِيُّ (ت:751هـ): (كِتَابٌ لِلحُمَّى: قالَ المرْوَزِىُّ: بَلَغَ أَبَا عَبْدِ اللهِ أَنِّى حُمِمْتُ، فكَتَبَ لِي مِنَ الحُمَّى رُقْعَةً فِيهَا: بسمِ اللهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ، باسْمِ اللهِ، وَباللهِ، مُحَمَّدٌ رَسُولُ اللهِ، {قُلْنَا يَا نَارُ كُونِى بَرْدًا وَسَلامًا عَلَى إبْرَاهِيمَ (69) وَأَرَادُواْ بِهِ كَيْدًا فَجَعَلْنَاهُمُ الأَخْسَرِينَ (70)} [الأنبياء: 69-70]، اللهُمَّ ربَّ جبرائيلَ، وَمِيكَائِيلَ، وَإِسْرَافيلَ، اشفِ صَاحِبَ هَذَا الكِتَابِ بِحَوْلِك وقُوَّتِكَ وجَبَرُوتِكَ إِلَهَ الحَقِّ آمِينَ). [زاد المعاد:4/358]
قالَ ابنُ القَيِّمِ مُحَمَّدُ بنُ أبي بَكْرٍ الدِّمَشْقِيُّ (ت:751هـ): (قال الخلال: وحدثنا عبد الله بن أحمد، قال: رأيت أبي يكتب التعويذ للذي يفزع، وللحمى بعد وقوع البلاء). [زاد المعاد:4/358]

كتاب للرعاف
قالَ ابنُ القَيِّمِ مُحَمَّدُ بنُ أبي بَكْرٍ الدِّمَشْقِيُّ (ت:751هـ): (كتاب للرعاف: كان شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله يكتب على جبهته: {وَقِيلَ يَا أَرْضُ ابْلَعِي مَاءَكِ وَيَا سَمَاءُ أَقْلِعِي وَغِيضَ المَاءُ وَقُضِيَ الأَمْرُ} [هود: 44]. وسمعته يقول: كتبتها لغير واحد فبرأ، فقال: ولا يجوز كتابتها بدم الراعف، كما يفعله الجهال، فإن الدم نجس، فلا يجوز أن يكتب به كلام الله تعالى). [زاد المعاد:4/358]
قالَ مُحَمَّدُ بنُ مُفْلِحِ بنِ مُحَمَّدٍ الحَنْبَلِيُّ (ت:763هـ): (وَكَانَ الشَّيْخُ تَقِيُّ الدِّينِ رَحِمَهُ اللهُ يَكْتُبُ عَلَى جَبْهَةِ الرَّاعِفِ: {وَقِيلَ يَا أَرْضُ ابْلَعِي مَاءَكِ وَيَا سَمَاءُ أَقْلِعِي وَغِيضَ المَاءُ وَقُضِيَ الأَمْرُ} [هود: 44].
قَالَ: وَلا يَجُوزُ كِتَابَتُهَا بِدَمٍ كَمَا يَفْعَلُهُ الجُهَّالُ؛ فَإِنَّ الدَّمَ نَجِسٌ فَلا يَجُوزُ أَنْ يُكْتَبَ بِهِ كَلامُ اللهِ). [الآداب الشرعية:3/]

كتاب للفزع والاستيحاش
قالَ مُحَمَّدُ بنُ مُفْلِحِ بنِ مُحَمَّدٍ الحَنْبَلِيُّ (ت:763هـ): (قَالَ المَرُّوذِيُّ: شَكَتِ امْرَأَةٌ إلَى أَبِي عَبْدِ اللهِ أَنَّهَا مُسْتَوْحِشَةٌ فِي بَيْتٍ وَحْدَهَا؛ فَكَتَبَ لَهَا رُقْعَةً بِخَطِّهِ: بِاسْمِ اللهِ، وَفَاتِحَةَ الكِتَابِ، وَالمُعَوِّذَتَيْنِ، وَآيَةَ الكُرْسِيِّ.
وَقَالَ: كَتَبَ أَبُو عَبْدِ اللهِ مِنَ الحُمَّى: بِسْمِ اللهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ بِاسْمِ اللهِ وَبِاللهِ، وَمُحَمَّدٌ رَسُولُ اللهِ: {قُلْنَا يَا نَارُ كُونِى بَرْدًا وَسَلامًا عَلَى إبْرَاهِيمَ (69) وَأَرَادُواْ بِهِ كَيْدًا فَجَعَلْنَاهُمُ الأَخْسَرِينَ (70)} [الأنبياء: 69، 70] اللهُمَّ رَبَّ جِبْرِيلَ وَمِيكَائِيلَ وَإِسْرَافِيلَ اشْفِ صَاحِبَ هَذَا الكِتَابِ بِحَوْلِكَ وَقُوَّتِكَ وَجَبَرُوتِكَ إلَهَ الحَقِّ آمِينَ.
وَرَوَى أَحْمَدُ أَنَّ يُونُسَ بْنَ حبابٍ كَانَ يَكْتُبُ هَذَا مِنْ حُمَّى الرِّبْعِ).
[الآداب الشرعية:3/]









رد مع اقتباس
  #36  
قديم 4 جمادى الأولى 1435هـ/5-03-2014م, 06:56 PM
أروى المطيري أروى المطيري غير متواجد حالياً
فريق تنسيق النصوص
 
تاريخ التسجيل: Sep 2013
المشاركات: 405
افتراضي


العزائم

قالَ أَحْمَدُ بنُ عبدِ الحَليمِ ابنُ تَيْمِيَّةَ الحَرَّانِيُّ (ت:728هـ): (وَأَهْلُ العَزَائِمِ وَالأَقْسَامِ يُقْسِمُونَ عَلَى بَعْضِهِمْ لِيُعِينَهُمْ عَلَى بَعْضٍ تَارَةً يَبَرُّونَ قَسَمَهُ وَكَثِيرًا لا يَفْعَلُونَ ذَلِكَ بِأَنْ يَكُونَ ذَلِكَ الجِنِّيُّ مُعَظَّمًا عِنْدَهُمْ وَلَيْسَ لِلْمُعَزِّمِ وَعَزِيمَتِهِ مِنَ الحُرْمَةِ مَا يَقْتَضِي إعَانَتَهُمْ عَلَى ذَلِكَ إذ كَانَ المُعَزِّمُ قَدْ يَكُونُ بِمَنْزِلَةِ الَّذِي يُحَلِّفُ غَيْرَهُ وَيُقْسِمُ عَلَيْهِ بِمَنْ يُعَظِّمُهُ، وَهَذَا تَخْتَلِفُ أَحْوَالُهُ فَمَنْ أَقْسَمَ عَلَى النَّاسِ لِيُؤْذُوا مَنْ هُوَ عَظِيمٌ عِنْدَهُمْ لَمْ يَلْتَفِتُوا إلَيْهِ.
وَقَدْ يَكُونُ ذَاكَ مَنِيعًا فَأَحْوَالُهُمْ شَبِيهَةٌ بِأَحْوَالِ الإِنْسِ لَكِنَّ الإِنْسَ أَعْقَلُ وَأَصْدَقُ وَأَعْدَلُ وَأَوْفَى بِالعَهْدِ؛ وَالجِنُّ أَجْهَلُ وَأَكْذَبُ وَأَظْلَمُ وَأَغْدَرُ.
وَالمَقْصُودُ أَنَّ أَرْبَابَ العَزَائِمِ مَعَ كَوْنِ عَزَائِمِهِمْ تَشْتَمِلُ عَلَى شِرْكٍ وَكُفْرٍ لا تَجُوزُ العَزِيمَةُ وَالقَسَمُ بِهِ فَهُمْ كَثِيرًا مَا يَعْجِزُونَ عَنْ دَفْعِ الجِنِّيِّ وَكَثِيرًا مَا تَسْخَرُ مِنْهُمُ الجِنُّ إذَا طَلَبُوا مِنْهُمْ قَتْلَ الجِنِّيِّ الصَّارِعِ لِلْإِنْسِ أَوْ حَبْسَهُ فَيُخَيِّلُوا إلَيْهِمْ أَنَّهُمْ قَتَلُوهُ أَوْ حَبَسُوهُ وَيَكُونُ ذَلِكَ تَخْيِيلاً وَكَذِبًا، هَذَا إذَا كَانَ الَّذِي يَرَى مَا يُخَيِّلُونَهُ صَادِقًا فِي الرُّؤْيَةِ؛ فَإِنَّ عَامَّةَ مَا يَعْرِفُونَهُ لِمَنْ يُرِيدُونَ تَعْرِيفَهُ إمَّا بِالمُكَاشَفَةِ وَالمُخَاطَبَةِ إنْ كَانَ مِنْ جِنْسِ عِبَادِ المُشْرِكِينَ وَأَهْلِ الكِتَابِ وَمُبْتَدِعَةِ المُسْلِمِينَ الَّذِينَ تُضِلُّهُمُ الجِنُّ وَالشَّيَاطِينُ، وَأَمَّا مَا يُظْهِرُونَهُ لأَهْلِ العَزَائِمِ وَالأَقْسَامِ أَنَّهُمْ يُمَثِّلُونَ مَا يُرِيدُونَ تَعْرِيفَهُ؛ فَإِذَا رَأَى المِثَالَ أَخْبَرَ عَنْ ذَلِكَ وَقَدْ يَعْرِفُ أَنَّهُ مِثَالٌ وَقَدْ يُوهِمُونَهُ أَنَّهُ نَفْسُ المَرْئِيِّ، وَإِذَا أَرَادُوا سَمَاعَ كَلامِ مَنْ يُنَادِيهِ مِنْ مَكَانٍ بَعِيدٍ مِثْلَ مَنْ يَسْتَغِيثُ بِبَعْضِ العِبَادِ الضَّالِّينَ مِنَ المُشْرِكِينَ وَأَهْلِ الكِتَابِ وَأَهْلِ الجَهْلِ مِنْ عُبَّادِ المُسْلِمِينَ إذَا اسْتَغَاثَ بِهِ بَعْضُ مُحِبِّيهِ فَقَالَ: يَا سَيِّدِي فُلانُ فَإِنَّ الجِنِّيَّ يُخَاطِبُهُ بِمِثْلِ صَوْتِ ذَلِكَ الإِنْسِيِّ فَإِذَا رَدَّ الشَّيْخُ عَلَيْهِ الخِطَابَ أَجَابَ ذَلِكَ الإِنْسِيُّ بِمِثْلِ ذَلِكَ الصَّوْتِ وَهَذَا وَقَعَ لِعَدَدٍ كَثِيرٍ أَعْرِفُ مِنْهُمْ طَائِفَةً). [مجموع الفتاوى:19/49-50]

رد مع اقتباس
  #37  
قديم 2 صفر 1438هـ/2-11-2016م, 08:33 PM
عمار عمار غير متواجد حالياً
عضو جديد
 
تاريخ التسجيل: Nov 2016
المشاركات: 5
افتراضي

جزاك الله خيرا


التوقيع :
القرآن الكريم ربيع قلوب المؤمنين
رد مع اقتباس
إضافة رد

مواقع النشر (المفضلة)


الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1)
 
أدوات الموضوع إبحث في الموضوع
إبحث في الموضوع:

البحث المتقدم
انواع عرض الموضوع

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع


الساعة الآن 09:54 AM


Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd. TranZ By Almuhajir
جميع الحقوق محفوظة