قوله تعالى: {قَدْ سَمِعَ اللَّهُ قَوْلَ الَّتِي تُجَادِلُكَ فِي زَوْجِهَا وَتَشْتَكِي إِلَى اللَّهِ وَاللَّهُ يَسْمَعُ تَحَاوُرَكُمَا إِنَّ اللَّهَ سَمِيعٌ بَصِيرٌ (1) الَّذِينَ يُظَاهِرُونَ مِنْكُمْ مِنْ نِسَائِهِمْ مَا هُنَّ أُمَّهَاتِهِمْ إِنْ أُمَّهَاتُهُمْ إِلَّا اللَّائِي وَلَدْنَهُمْ وَإِنَّهُمْ لَيَقُولُونَ مُنْكَرًا مِنَ الْقَوْلِ وَزُورًا وَإِنَّ اللَّهَ لَعَفُوٌّ غَفُورٌ (2) وَالَّذِينَ يُظَاهِرُونَ مِنْ نِسَائِهِمْ ثُمَّ يَعُودُونَ لِمَا قَالُوا فَتَحْرِيرُ رَقَبَةٍ مِنْ قَبْلِ أَنْ يَتَمَاسَّا ذَلِكُمْ تُوعَظُونَ بِهِ وَاللَّهُ بِمَا تَعْمَلُونَ خَبِيرٌ (3) فَمَنْ لَمْ يَجِدْ فَصِيَامُ شَهْرَيْنِ مُتَتَابِعَيْنِ مِنْ قَبْلِ أَنْ يَتَمَاسَّا فَمَنْ لَمْ يَسْتَطِعْ فَإِطْعَامُ سِتِّينَ مِسْكِينًا ذَلِكَ لِتُؤْمِنُوا بِاللَّهِ وَرَسُولِهِ وَتِلْكَ حُدُودُ اللَّهِ وَلِلْكَافِرِينَ عَذَابٌ أَلِيمٌ (4)}
قَالَ أبو بكر محمَّدُ بنُ القاسمِ بنِ بشَّار ابن الأَنباريِّ (ت:328هـ): ({وإنهم ليقولون منكرا من القول وزورا} [2] حسن. {وإن الله لعفو غفور} تام.
{من قبل أن يتماسا} [3] حسن، وأحسن منه: {ذلكم توعظون به}. {والله بما تعملون خبير} تام).[إيضاح الوقف والابتداء: 2/928]
قال أبو عمرو عثمانُ بنُ سَعيدٍ الدَّانِيُّ (ت:444هـ): ({من القول وزورًا} كاف. {لعفو غفورٌ} تام.
{من قبل أن يتماسا} كاف. {توعظون به} أكفى منه.
{خبيرٌ} تام. ومثله {أليم}). [المكتفى: 559]
قال أبو عبدِ الله محمدُ بنُ طَيْفُورَ الغزنويُّ السَّجَاوَنْدِيُّ (ت:560هـ): (بسم الله الرحمن الرحيم
{إلى الله- 1- ز} قد قيل على أن: {والله} مبتدأ، وجعل الواو للحال أولى.
{تحاوركما- 1- ط} {ما هن أمهاتهم- 2- ط} {ولدنهم- 2- ط} {وزورًا- 2- ط} [{يتماسًا- 3- ط}] {به- 3- ط} {يتماسًا- 4- ج} {مسكينًا- 4- ط} {ورسوله- 4- ط} {حدود الله- 4- ط}).[علل الوقوف: 3/1002]
قال أحمدُ بنُ عبد الكريمِ بنِ محمَّدٍ الأَشْمُونِيُّ (ت:ق11هـ): (في زوجها ليس بوقف لأنَّ وتشتكي عطف على تجادلك فهي صلة أو هي في موضع نصب على الحال أي تجادلك شاكية حالها إلى الله تعالى وهو أولى وحسن على أن تشتكي مبتدأ لا عطف على تجادلك
تحاوركما (كاف)
بصير (تام) ومثله هنَّ أمهاتهم الذين مبتدأ خبره ما هن أمهاتهم وما هي الحجازية التي ترفع الاسم وتنصب الخبر فهنَّ اسمها وأمهاتهم خبرها ومثله ما هذا بشرًا وكذا فما منكم من أحد عنه حاجزين على قراءة العامة أمهاتهم بالنصب وقرئ أمهاتهم بالرفع على لغة تميم وقرأ ابن مسعود بأمهاتهم بزيادة الباء وهي لا تزاد إلاَّ إذا كانت عاملة فلا تزاد في لغة تميم قال ابن خالويه ليس في كلام العرب لفظ جمع لغات ما النافية إلاَّ حرف واحد في القرآن جمع اللغات الثلاث غيرها
ولدنهم (كاف) ومثله وزورًا
غفور (تام) لأنَّ والذين مبتدأ وقوله فتحرير مبتدأ ثان وخبره مقدر أي فعليهم أو فاعل بفعل مقدر أي فيلزمهم تحرير أو خبر مبتدأ محذوف أي فالواجب عليهم تحرير وعلى التقادير الثلاثة فالجملة خبر المبتدأ ودخلت الفاء لما تضمنه المبتدأ من معنى الشرط
أن يتماسا (كاف) ومثله توعظون به وكذا خبير ومثله أن يتماسا ومسكينا ورسوله كلها وقوف كافية
وتلك حدود الله (أكفى) مما قبله
أليم (تام) لانتهاء القصة التي أنزلها الله تعالى في شأن خولة بنت ثعلبة).[منار الهدى: 386]
- أقوال المفسرين