العودة   جمهرة العلوم > جمهرة علوم القرآن الكريم > القراءات والإقراء

إضافة رد
 
أدوات الموضوع إبحث في الموضوع انواع عرض الموضوع
  #1  
قديم 13 صفر 1440هـ/23-10-2018م, 11:06 AM
جمهرة علوم القرآن جمهرة علوم القرآن غير متواجد حالياً
فريق الإشراف
 
تاريخ التسجيل: Oct 2017
المشاركات: 7,975
افتراضي القراءات في سورة النحل

القراءات في سورة النحل


رد مع اقتباس
  #2  
قديم 13 صفر 1440هـ/23-10-2018م, 11:07 AM
جمهرة علوم القرآن جمهرة علوم القرآن غير متواجد حالياً
فريق الإشراف
 
تاريخ التسجيل: Oct 2017
المشاركات: 7,975
افتراضي

مقدمات القراءات في سورة النحل
قال أبو بكر أحمد بن موسى ابن مجاهد التميمي البغدادي (ت: 324هـ): (سُورَة النَّحْل). [السبعة في القراءات: 369]
قال أبو بكر أحمد بن موسى ابن مجاهد التميمي البغدادي (ت: 324هـ): (ذكر اخْتلَافهمْ في سُورَة النَّحْل). [السبعة في القراءات: 370]
قال أبو بكر أحمد بن الحسين ابن مهران الأصبهاني (ت: 381هـ): (النحل). [الغاية في القراءات العشر: 296]
قال أبو الفضل محمد بن جعفر الخزاعي الجرجاني (ت: 408هـ): (سورة النحل). [المنتهى: 2/783]
قال مكي بن أبي طالب القَيْسِي (ت: 437هـ): (سورة النحل). [التبصرة: 251]
قال أبو عمرو عثمان بن سعيد الداني (ت: 444هـ): (سورة النحل). [التيسير في القراءات السبع: 336]
- قال محمد بن محمد بن محمد بن علي ابن الجزري (ت: 833هـ) :( (سورة النّحل) ). [تحبير التيسير: 430]
قال أبو القاسم يوسف بن علي بن جبارة الهذلي المغربي (ت: 465هـ): (سورة النحل). [الكامل في القراءات العشر: 583]
قال أحمد بن علي بن خلف ابن الباذش الأنصاري (ت: 540هـ): (سورة النحل). [الإقناع: 2/681]
قال القاسم بن فيرُّه بن خلف الشاطبي (ت: 590هـ): (سورة النحل). [الشاطبية: 64]
- قال علم الدين علي بن محمد السخاوي (ت: 643هـ): (سورة النحل). [فتح الوصيد: 2/1047]
- قال محمد بن أحمد الموصلي (شعلة) (ت: 656هـ): ([16] سورة النحل). [كنز المعاني: 2/368]
- قال أبو شامة عبد الرحمن بن إسماعيل الدمشقي (ت: 665هـ): (سورة النحل). [إبراز المعاني من حرز الأماني: 3/307]
- قال عبد الفتاح بن عبد الغني بن محمد القاضي (ت: 1403هـ): (باب فرش حروف سورة النحل). [الوافي في شرح الشاطبية: 305]
قال محمد بن محمد بن محمد بن علي ابن الجزري (ت: 833هـ): (سُورَةُ النَّحْلِ). [النشر في القراءات العشر: 2/302]
- قال محمد بن محمد بن محمد بن علي ابن الجزري (ت: 833هـ): (سورة النحل). [تقريب النشر في القراءات العشر: 571]
قال محمد بن محمد بن محمد بن علي ابن الجزري (ت: 833هـ) : (سورةٌ النّحل). [طيبة النشر: 81]
- قال محمد بن محمد بن محمد بن علي ابن الجزري (ت: 833هـ) : (سورة النحل). [شرح طيبة النشر لابن الجزري: 260]
- قال محب الدين محمد بن محمد بن محمد النُّوَيْري (ت: 857هـ): (سورة النحل). [شرح طيبة النشر للنويري: 2/411]
قال أحمد بن محمد بن البناء الدمياطي (ت: 1117هـ): (سورة النحل). [إتحاف فضلاء البشر: 2/180]
قال علي بن محمد الصفاقسي (ت: 1118هـ): (سورة النحل). [غيث النفع: 783]
- قال محمد بن الحسن بن محمد المنير السمنودي (ت: 1199هـ):(سورة النحل). [شرح الدرة المضيئة: 158]
قال د. عبد اللطيف الخطيب (م): (سورة النحل).[معجم القراءات: 4/587]

نزول السورة:
قال مكي بن أبي طالب القَيْسِي (ت: 437هـ): (مكية سوى ثلاث آيات من آخرها نزلن بالمدينة قوله تعالى (وإن عاقبتم فعاقبوا ...) إلى آخر السورة، وقال قتادة: من قوله عز وجل (ثم إن ربك للذين هاجروا من بعد ما فتنوا) إلى آخرها مدني وباقيها مكي). [التبصرة: 251]
- قال محب الدين محمد بن محمد بن محمد النُّوَيْري (ت: 857هـ): (مكية إلا وإن عاقبتم ... [النحل: 126] إلى آخرها فمدنية). [شرح طيبة النشر للنويري: 2/411]
قال أحمد بن محمد بن البناء الدمياطي (ت: 1117هـ): (مكية غير ثلاث: وإن عاقبتم إلى آخرها). [إتحاف فضلاء البشر: 2/180]
قال علي بن محمد الصفاقسي (ت: 1118هـ): (مكية إلا ثلاث آيات، وهي {وإن عاقبتم} [126] إلى آخرها، نزلت لما هم رسول الله صلى الله عليه وسلم أن يمثل بسبعين من قريش، لما مثلوا بعمه حمزة رضي الله عنه). [غيث النفع: 783]

عد الآي:
قال مكي بن أبي طالب القَيْسِي (ت: 437هـ): (وهي مائة آية وثمان وعشرون في المدني والكوفي). [التبصرة: 251]
- قال محب الدين محمد بن محمد بن محمد النُّوَيْري (ت: 857هـ): (وهي: مائة وثمانية وعشرون آية). [شرح طيبة النشر للنويري: 2/411]
قال أحمد بن محمد بن البناء الدمياطي (ت: 1117هـ): (الفواصل
وآيها مائة وعشرون وثمان آيات،
شبه الفاصلة اثنا عشر: قصد السبيل، وما يشعرون، ما تسرون، وما يعلنون، ما يشاؤن، طيبين، ما يكرهون، يؤمنون، هل يستوون، وباق قليل.
وعكسه خمسة: ما لا تعلمون، وما تعلنون، وهم مستكبرون، فيكون، لا يفلحون). [إتحاف فضلاء البشر: 2/180] (م)
قال علي بن محمد الصفاقسي (ت: 1118هـ): (وآيها مائة وعشرون وثمان بلا خلاف.
جلالاتها أربع وثمانون). [غيث النفع: 783]

الياءات
قال أبو الفضل محمد بن جعفر الخزاعي الجرجاني (ت: 408هـ): (الياءات
{فارهبون} [51]، و{فاتقون} [2]: بياء في الحالين سلام، ويعقوب، وافق على الوصل عباس.
[المنتهى: 2/789]
(باقٍ) [96]: بياء في الوقف مكي إلا الفليحي، والبخاري عن يعقوب). [المنتهى: 2/790]
قال مكي بن أبي طالب القَيْسِي (ت: 437هـ): (ليس فيها ياء إضافة ولا محذوفة مختلف فيها إلا ما ذكرنا). [التبصرة: 253]
قال أبو عمرو عثمان بن سعيد الداني (ت: 444هـ): (ليس فيها من الياءات شيء). [التيسير في القراءات السبع: 340]
- قال محمد بن محمد بن محمد بن علي ابن الجزري (ت: 833هـ) :(ليس فيها من الياءات المضافة شيء والله أعلم). [تحبير التيسير: 434]
- قال محمد بن الحسن بن محمد المنير السمنودي (ت: 1199هـ):(وليس فيها ياء إضافة). [شرح الدرة المضيئة: 161]

الياءات المحذوفة:
- قال محمد بن محمد بن محمد بن علي ابن الجزري (ت: 833هـ) :(قلت: وفيها محذوفتان: (فارهبون، فاتقون) أثبتهما في الحالين يعقوب وحذفهما الباقون والله الموفق). [تحبير التيسير: 434]

الياءات الزاوئد:
قال محمد بن محمد بن محمد بن علي ابن الجزري (ت: 833هـ): ( (وَفِيهَا مِنَ الزَّوَائِدِ ثِنْتَانِ) فَارْهَبُونِ فَاتَّقُونِ أَثْبَتَهُمَا فِي الْحَالَيْنِ يَعْقُوبُ). [النشر في القراءات العشر: 2/306]
- قال محمد بن محمد بن محمد بن علي ابن الجزري (ت: 833هـ): (والزوائد ثنتان:
{فارهبون} [51]، {فاتقون} [2] أثبتهما في الحالين يعقوب). [تقريب النشر في القراءات العشر: 575]
قال أحمد بن محمد بن البناء الدمياطي (ت: 1117هـ): (فيها زائدتان "فَارْهَبُون" [الآية: 2] "فَاتَّقُون" [الآية: 51] ومرا ليعقوب). [إتحاف فضلاء البشر: 2/191]
قال علي بن محمد الصفاقسي (ت: 1118هـ): (وليس فيها من ياءات الإضافة والزوائد شيء). [غيث النفع: 799] (م)
- قال محمد بن الحسن بن محمد المنير السمنودي (ت: 1199هـ):(ياءات الزوائد ثنتان:
{فاتقون} [2]، {فارهبون} [51] أثبتهما في الحالين يعقوب). [شرح الدرة المضيئة: 161]

ياءات الْإِضَافَة
قال أبو بكر أحمد بن موسى ابن مجاهد التميمي البغدادي (ت: 324هـ): (ياءات الْإِضَافَة
في هَذِه السُّورَة ثَلَاث ياءات إِضَافَة قَوْله {لَا إِلَه إِلَّا أَنا فاتقون} 2 {شركائي الَّذين} 27 {فإياي فارهبون} 51 لم يَخْتَلِفُوا فِيهِنَّ). [السبعة في القراءات: 376]
قال علي بن محمد الصفاقسي (ت: 1118هـ): (وليس فيها من ياءات الإضافة والزوائد شيء). [غيث النفع: 799] (م)

ذكر الإمالات
قال أبو بكر أحمد بن الحسين ابن مهران الأصبهاني (ت: 381هـ): (ذكر الإمالات
...
النحل
(ومنها جائر) (9) قليلا (كانوا كاذبين) (39) (فيه شفاء
[الغاية في القراءات العشر: 467]
للناس) (69) يميل الذال والنون قليلا (للشاربين) (66) (ومن أصوافها وأوبارها وأشعارها) (80) يميلاه كله قليلا، (من الجبال) (81)، (والإحسان) (90) قليلا، (كانت آمنة) (112) قليلا (لله حنيفا) (120) (شاكرا) (121) قليلا). [الغاية في القراءات العشر: 468]

الممال:
قال علي بن محمد الصفاقسي (ت: 1118هـ): (الممال
{أتى} [1] {وتعالى} [1 3] معًا، و{لهداكم} [9] {وألقى} [15] و{فأتى} [26] لدى الوقف عليه {وأتاهم} و{تتوفاهم} [28] و{بلى} و{مثوى} [29] لدى الوقف عليه لهم.
{شآء} [9] لحمزة وابن ذكوان.
{وترى} [14] لدى الوقف عليه لهم وبصري، ولدى الوصل لسوسي بخلف عنه {أوزار} [25].
و {الكافرين} لهما ودوري). [غيث النفع: 785]
قال علي بن محمد الصفاقسي (ت: 1118هـ): (الممال {الدنيا} [30 41] معًا، لهم وبصري.
{حسنة} [30 41] معًا، و{الضلالة} [36] و{دآبة} [49] لعلي لدى الوقف.
{تتوفاهم} [32] و{هدى الله} [36] لدى الوقف على {هدى} و{هداهم} [37] و{بلى} [38] و{نوحي} [43] لهم.
{وحاق} [34] لحمزة.
{شآء} [35] له وابن ذكوان.
{لا يهدي} [37] لورش، ولا يميله الأخوان لأن قراءتهما بكسر الدال.
{الناس} [38] و{للناس} [44] لدوري). [غيث النفع: 787]
قال علي بن محمد الصفاقسي (ت: 1118هـ): (الممال
{بالأنثى} [85] و{يتوارى} [59] و{الحسنى} [62] لهم وبصري.
{الأعلى} [60] و{مسمى} [61] {وهدى} [64] لدى الوقف عليهما {وأوحى} [68] و{يتوفاكم} [70] لهم.
{جآء} [61] جلي {فأحيا} [65] لورش وعلي {للناس} [69] لدوري). [غيث النفع: 790]
قال علي بن محمد الصفاقسي (ت: 1118هـ): (الممال
{مولاه} [76] {وهدى} [89] لدى الوقف عليه لهم.
{وأوبارها وأشعارها} [80] لهما ودوري.
[غيث النفع: 791]
{رءا الذين} [85 86] معًا، قرأ حمزة وشعبة ب إمالة الراء، والباقون بالفتح، وذكر الشاطبي الخلاف لشعبة في إمالة الهمزة، ولسوسي في إمالة الراء والهمزة خروج عن طريقه، فلا يقرأ به، وهذا كله حال الوصل، فإن وق فعلى {رءا} فحكمه حكم ما لا سكون بعده، وتقدم.
{وبشرى} [89] لهم وبصري). [غيث النفع: 792]
قال علي بن محمد الصفاقسي (ت: 1118هـ): (الممال
{القربى} [90] و{أنثى} [97] {وبشرى} [102] و{الدنيا} [107] لهم وبصري.
[غيث النفع: 796]
{وينهى} [90] و{أربى} [92] {وهدى} [102] لدى الوقف عليه و{توفى} [111] لهم.
{شآء} [93] لحمزة وابن ذكوان {الكافرين} {وأبصارهم} [108] لهما ودوري). [غيث النفع: 797]
قال علي بن محمد الصفاقسي (ت: 1118هـ): (الممال
{جآءهم} [113] جلي.
{اجتباه وهداه} [121] لهم.
{الدنيا} [122] وبصري). [غيث النفع: 798]

المدغم:
قال علي بن محمد الصفاقسي (ت: 1118هـ): (المدغم
{وسخر لكم} [12] و{والنجوم مسخرات} {يخلق كمن} [17] {يعلم ما} [19 23] معًا {قيل لهم} [24] {أنزل ربكم} [30] {الملائكة ظالمي} [28] {السلم ما}.
ولا إدغام في {والحمير لتركبوها} [8] ولا في {البحر لتأكلوا} [14] لفتح رائهما بعد ساكن). [غيث النفع: 785]
قال علي بن محمد الصفاقسي (ت: 1118هـ): (المدغم
{وقيل للذين} [30] {أنزل ربكم} {الأنهار لهم} [31] {الملائكة طيبين} [32] {أمر ربك كذلك} {ليبين لهم} [38] {نقول له} [40] {أكبر لو} [41] {لتبين للناس} [44] ولا إدغام في {الذكر لتبين} [44] لفتحها بعد ساكن). [غيث النفع: 787]
قال علي بن محمد الصفاقسي (ت: 1118هـ): (المدغم
{يعلمون نصيبًا} [56] {البنات سبحانه} [57] {القوم من سوء} [59] {فزين لهم} [63] {فهو وليهم} [63] {لتبين لهم} [64] {سبل ربك} [69] {خلقكم} [70] {العمر لكي لا} {يعلم بعد}.
ولا إدغام في {يشركون ليكفروا} {ويجعلون لما} [56] {ويجعلون لله} [57 62] معًا لوقوع النون بعد ساكن). [غيث النفع: 790]
قال علي بن محمد الصفاقسي (ت: 1118هـ): (المدغم
{يوحهه} [76] مما اجتمع فيه مثلان فلا خلاف بينهم في إدغامه.
(ك)
{جعل لكم} الثمانية {ورزقكم} [72] {الله هم} {هو ومن} [76] {يعرفون ن عمت} [83] {يؤذن للذين} [84] {العذاب بما} [88].
ولا إدغام في {والأرض شيئًا} [73] إذ لا تدغم الضاد إلا في شين {شأنهم} [النور: 62] ولا إخفاء في {الأنعام بيوتا} [80] لسكون ما قبل الميم). [غيث النفع: 792]
قال علي بن محمد الصفاقسي (ت: 1118هـ): (المدغم
{وقد جعلتم} [91] لبصري وهشام والأخوين.
(ك)
{والبغي يعظكم} [90] {بعد توكيدها} [91] {يعلم ما} {عند الله هو} [95] {أعلم بما} [101] ولا إدغام في {وليبينن لكم} [92] لتشديد النون، وكذا في {بعد ثبوتها} [94] لفتحها بعد ساكن، والمدغم فيه غير تاء). [غيث النفع: 797]
قال علي بن محمد الصفاقسي (ت: 1118هـ): (المدغم
{ولقد جآءهم} [113] لبصري وهشام والأخوين.
(ك)
{رزقكم} [114] {من بعد ذلك} [119] {ليحكم بينهم} [124] {إلى سبيل ربك} [125] {أعلم بمن} {أعلم بالمهتدين} ). [غيث النفع: 798]
قال علي بن محمد الصفاقسي (ت: 1118هـ): (ومدغمها: أربعة وخمسون، وقال الجعبري ومن قلده: «ثلاثة»، بإسقاط {هو ومن} [76].
إلا أنه في علم النصرة ذكره في المدغم، وتبع الجعبري في قوله «ثلاثة وخمسون» وكثيرًا ما يقع له هذا.
ولا أدري هل هو تحريف في نسختي، أو ذهول من الشيخ رحمه الله وجمعنا معه في زمرة العلماء العاملين، من غير سبق عذاب ولا توبيخ ولا معاتبة، آمين.
وصغيرها: اثنان). [غيث النفع: 799]

روابط مهمة:
- أقوال المفسرين


رد مع اقتباس
  #3  
قديم 13 صفر 1440هـ/23-10-2018م, 11:08 AM
جمهرة علوم القرآن جمهرة علوم القرآن غير متواجد حالياً
فريق الإشراف
 
تاريخ التسجيل: Oct 2017
المشاركات: 7,975
افتراضي

سورة النحل

[ من الآية (1) إلى الآية (4) ]
{أَتَى أَمْرُ اللَّهِ فَلَا تَسْتَعْجِلُوهُ سُبْحَانَهُ وَتَعَالَى عَمَّا يُشْرِكُونَ (1) يُنَزِّلُ الْمَلَائِكَةَ بِالرُّوحِ مِنْ أَمْرِهِ عَلَى مَنْ يَشَاءُ مِنْ عِبَادِهِ أَنْ أَنْذِرُوا أَنَّهُ لَا إِلَهَ إِلَّا أَنَا فَاتَّقُونِ (2) خَلَقَ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضَ بِالْحَقِّ تَعَالَى عَمَّا يُشْرِكُونَ (3) خَلَقَ الْإِنْسَانَ مِنْ نُطْفَةٍ فَإِذَا هُوَ خَصِيمٌ مُبِينٌ (4)}

قوله تعالى: {أَتَى أَمْرُ اللَّهِ فَلَا تَسْتَعْجِلُوهُ سُبْحَانَهُ وَتَعَالَى عَمَّا يُشْرِكُونَ (1)}
قال مكي بن أبي طالب القَيْسِي (ت: 437هـ): ( (عما تشركون) في موضعين قد ذكر، وكذلك ذكرنا (إلا أن يأتيهم) و(فيكون) و(نوحي) و(يعرشون) و(أمهاتكم)و(القدس) و(يلحدون) فأغنى ذلك عن إعادته، وإنما ننبه على هذه لئلا يغفل عنها). [التبصرة: 251]
قال أبو عمرو عثمان بن سعيد الداني (ت: 444هـ): (قرأ حمزة، والكسائي: {عما تشركون} (1، 3) في الموضعين: بالتاء.
والباقون: بالياء). [التيسير في القراءات السبع: 336] (م)
- قال محمد بن محمد بن محمد بن علي ابن الجزري (ت: 833هـ) : (قد ذكر (عمّا يشركون) في الموضعين في يونس). [تحبير التيسير: 430] (م)
قال محمد بن محمد بن محمد بن علي ابن الجزري (ت: 833هـ): (تَقَدَّمَ اخْتِلَافُهُمْ فِي إِمَالَةِ أَتَى أَمْرُ اللَّهِ فِي بَابِهَا). [النشر في القراءات العشر: 2/302]
قال محمد بن محمد بن محمد بن علي ابن الجزري (ت: 833هـ): (وَتَقَدَّمَ اخْتِلَافُهُمْ فِي عَمَّا يُشْرِكُونَ كِلَيْهِمَا فِي يُونُسَ). [النشر في القراءات العشر: 2/302] (م)
- قال محمد بن محمد بن محمد بن علي ابن الجزري (ت: 833هـ): (ذكر {أتى أمر الله} [1] في الإمالة). [تقريب النشر في القراءات العشر: 571]
- قال محمد بن محمد بن محمد بن علي ابن الجزري (ت: 833هـ): ({عما يشركون} [1، 3] كلاهما ذكر في يونس). [تقريب النشر في القراءات العشر: 571] (م)
- قال محب الدين محمد بن محمد بن محمد النُّوَيْري (ت: 857هـ): (وتقدم لابن ذكوان في أتى [النحل: 1] [الفتح والإمالة] ). [شرح طيبة النشر للنويري: 2/411]
- قال محب الدين محمد بن محمد بن محمد النُّوَيْري (ت: 857هـ): (تتمة:
تقدم عمّا يشركون [النحل: 1] معا أول يونس [الآية: 18] ). [شرح طيبة النشر للنويري: 2/411]
قال أحمد بن محمد بن البناء الدمياطي (ت: 1117هـ): (القراءات
أمال "أتى" ابن ذكوان في رواية الأكثرين عن الصوري عنه، وحمزة والكسائي وخلف، وقلله الأزرق بخلفه ومثله "سبحانه وتعالى" إلا أن ابن ذكوان بفتحه). [إتحاف فضلاء البشر: 2/180]
قال أحمد بن محمد بن البناء الدمياطي (ت: 1117هـ): (وقرأ "عَمَّا يُشْرِكُون" [الآية: 1، 3] معا بتاء الخطاب حمزة والكسائي وخلف وسبق بيونس). [إتحاف فضلاء البشر: 2/180] (م)
قال علي بن محمد الصفاقسي (ت: 1118هـ): ( {يشركون} [1- 3] معًا، قرأ الأخوان بالتاء الفوقية، والباقون بالياء التحتية). [غيث النفع: 783] (م)
قال د. عبد اللطيف الخطيب (م): ( {أَتَى أَمْرُ اللَّهِ فَلَا تَسْتَعْجِلُوهُ سُبْحَانَهُ وَتَعَالَى عَمَّا يُشْرِكُونَ (1)}
{أَتَى أَمْرُ اللَّهِ}
حكي الطبري عن أبي صادق أنه قرأ: (يا عبادي أتى أمر الله.....).
{أَتَى}
قراءة الإمالة فيه عن حمزة والكسائي وخلف والداجوني وابن ذكوان من طريق الصوري.
وقراءة الأزرق وورش الفتح والتقليل.
وقراءة الجماعة بالفتح وهي قراءة ابن ذكوان في وجهه الثاني.
{فَلَا تَسْتَعْجِلُوهُ}
قراءة الجماعة {فلا تستعجلون} بتاء الخطاب، وهو خطاب للمؤمنين، أو هو خطاب للكفار على معنى: قل لهم: فلا تستعجلوه.
وتقدم كسر حرف المضارعة في (نستعين) فارجع إليه، فهي قراءة المطوعي.
وقرأ سعيد بن جبير (فلا يستعجلوه) بالياء على صيغة نهي الغائب، وهو نهي للكفار.
[معجم القراءات: 4/587]
وروي عن سعيد أيضًا أنه قرأ (فلا تستعجله)، وهو خطاب للرسول صلى الله عليه وسلم.
{سُبْحَانَهُ وَتَعَالَى}
أمال (تعالى) حمزة والكسائي وخلف.
وقرأ الأزرق وورش بالفتح والتقليل.
والباقون بالفتح.
{يُشْرِكُونَ}
قرأ حمزة والكسائي وخلف والأعمش وأبو العالية وطلحة وعيسى بن عمر، وأبو عبد الرحمن وابن وثاب والربيع بن خثيم والجحدري (تشركون) بتاء الخطاب، وهو على نسق {فلا تستعجلوه}، فقد رد الخطاب الثاني هنا إلى الأول.
ورجح الطبري هذه القراءة.
وقرأ نافع وأبو عمرو وابن عامر وابن كثير وعاصم والأعرج وأبو جعفر وابن وضاح وأبو رجاء والحسن، «وذكر أبو حاتم أنها قراءة حميد وطلحة والأعمش»: وهي رواية من الربيع بن خثيم أيضًا {يشركون} بالياء، وهو التفات، وتنزيه لله تعالى عن شرك الكفار.
وفي حاشية الجمل: «وفيه التفات من الخطاب إلى الغيبة تحقيرًا لشأنهم وحطًا لدرجتهم عن رتبة الخطاب».
[معجم القراءات: 4/588]
ورجح معكي هذه القراءة قال: «وهو الاختيار لصحة معناه، ولأن الجماعة عليه».
وقال الفراء:
«... فمن قال بالتاء فكأنه خاطبهم، ومن قرأ بالياء فكأن القرآن نزل على محمد صلى الله عليه وسلم، ثم قال {سبحانه} يعجبه من كفرهم وإشراكهم».
وتقدم الحديث عن هاتين القراءتين في الآية/18 من سورة يونس).[معجم القراءات: 4/589]

قوله تعالى: {يُنَزِّلُ الْمَلَائِكَةَ بِالرُّوحِ مِنْ أَمْرِهِ عَلَى مَنْ يَشَاءُ مِنْ عِبَادِهِ أَنْ أَنْذِرُوا أَنَّهُ لَا إِلَهَ إِلَّا أَنَا فَاتَّقُونِ (2)}
قال أبو بكر أحمد بن موسى ابن مجاهد التميمي البغدادي (ت: 324هـ): (1 - اخْتلفُوا في الْيَاء وَالتَّاء وَالتَّشْدِيد وَالتَّخْفِيف من قَوْله {ينزل الْمَلَائِكَة} 2
فَقَرَأَ ابْن كثير وَنَافِع وَعَاصِم وَابْن عَامر وَأَبُو عَمْرو وَحَمْزَة {ينزل} بِالْيَاءِ غير أَن ابْن كثير وَأَبا عَمْرو أسكنا النُّون وخففا الزاي فقرآ {ينزل} وَقَرَأَ الْبَاقُونَ {ينزل} بِالتَّشْدِيدِ
وروى الكسائي عَن أَبي بكر عَن عَاصِم (تنزل الملئكة) بِالتَّاءِ و{الْمَلَائِكَة} رفعا). [السبعة في القراءات: 370]
قال أبو بكر أحمد بن الحسين ابن مهران الأصبهاني (ت: 381هـ): ((تنزل) بالتاء (الملائكة) رفع روح، وزيد، وسهل). [الغاية في القراءات العشر: 296]
قال أبو الفضل محمد بن جعفر الخزاعي الجرجاني (ت: 408هـ): ({تنزل} [2]: بفتح التاء، {الملائكة} [2]: رفع: المفضل، وأبو بكر طريق علي وابن جبير، وسلام، وسهل، وروحٌ، وزيد. بضم الياء وفتح الزاي، {الملائكة}: رفع: يعقوب طريق المنهال). [المنتهى: 2/783]
قال أبو القاسم يوسف بن علي بن جبارة الهذلي المغربي (ت: 465هـ): ( (تَنَزَّلُ) بالتاء وفتحها وفتح النون والزاي مع التشديد (الْمَلَائِكَةُ) رفع المفضل طريق جبلة، وأبو بكر طريق أبي الحسن، وابن جبير، وسلام، وسهل، وَرَوْحٌ، وزيد، والحسن، وأبو حيوة وبالتاء وضمها وفتح النون، والزاي على ما لم يسم فاعله المنهال عن يَعْقُوب وأبو الحسن عن أبي بكر، وهكذا إلا أنه أسكن النون الْجَحْدَرِيّ، والأصمعي عن أبي عمرو وبالياء ورفعها وإسكان النون وكسر الزاء مكي غير ابْن مِقْسَمٍ، وبصري غير من ذكرنا، وأيوب، الباقون كذلك غير أنه بفتح النون ويشدد الزاي، والاختيار ما عليه نافع، والمراد بالملائكة جبريل عليه السلام). [الكامل في القراءات العشر: 583]
قال محمد بن محمد بن محمد بن علي ابن الجزري (ت: 833هـ): (140- .... .... .... .... .... = .... .... يُنْزِلْ وَمَا بَعْدُ يُجْتَلَا
141 - كَمَا الْقِدْرُ .... .... .... = .... .... .... .... .... ). [الدرة المضية: 31]
- قال محمد بن الحسن بن محمد المنير السمنودي (ت: 1199هـ):(ثم شرع في سورة النحل فقال: ينزل وما بعد يجتلا كما القدر يعني قرأ المرموز له (بيا) يجتل وهو روح {ينزل الملائكة} [2] بتاء مثناة فوق ونون وزاي مفتوحتان مشددًا الزاي وبرفع {الملائكة} وهو المشار إليه بقوله: بعد وإلى هذه الترجمة أشار بقوله: كما القدر أي {تنزل الملائكة والروح} [القدر: 4] المتفق عليه في سورة القدر، وعلم من انفراده لمن بقي بياء الغيبة المضمومة وكسر الزاي وخفف الزاي منهم رويس كأصله من الإنزال ويلزم منه إسكان النون وشدده الآخران من التنزيل ويلزم منه تحريك النون). [شرح الدرة المضيئة: 158]
قال محمد بن محمد بن محمد بن علي ابن الجزري (ت: 833هـ): ( (وَاخْتَلَفُوا) فِي: يُنَزِّلُ الْمَلَائِكَةَ، فَرَوَى رَوْحٌ بِالتَّاءِ مَفْتُوحَةً وَفَتْحِ الزَّايِ مُشَدَّدَةً وَرَفْعِ الْمَلَائِكَةِ كَالْمُتَّفَقِ عَلَيْهِ فِي سُورَةِ الْقَدْرِ، وَقَرَأَ الْبَاقُونَ بِالْيَاءِ مَضْمُومَةً وَكَسْرِ الزَّايِ، وَنَصْبِ الْمَلَائِكَةَ وَهُمْ فِي تَشْدِيدِ الزَّايِ عَلَى أُصُولِهِمُ الْمُتَقَدِّمَةِ فِي الْبَقَرَةِ فَخَفَّفَهَا مِنْهُمُ ابْنُ كَثِيرٍ وَأَبُو عَمْرٍو وَرُوَيْسٌ). [النشر في القراءات العشر: 2/302]
- قال محمد بن محمد بن محمد بن علي ابن الجزري (ت: 833هـ): (روى روح {ينزل الملائكة} [2] بتاء مفتوحة وفتح الزاي المشددة {الملائكة} بالرفع، كالمجمع عليه في سورة القدر [4]، والباقون بياء مضمومة وكسر الزاي، ونصب {الملائكة}، وهم في تشديد الزاي على أصلهم في البقرة). [تقريب النشر في القراءات العشر: 571]
قال محمد بن محمد بن محمد بن علي ابن الجزري (ت: 833هـ) : (720 - ينزل مع ما بعد مثل القدر عن = روحٍ .... .... .... .... ). [طيبة النشر: 81]
- قال محمد بن محمد بن محمد بن علي ابن الجزري (ت: 833هـ) : (ينزل مع ما بعد مثل القدر عن = روح بشقّ فتح شينه (ث) من
أي قرأ روح عن يعقوب «تنزل الملائكة بالروح» بتاء مفتوحة وفتح الزاي مشددة مثل «تنزّل» المجمع عليه في سورة القدر على أنه مضارع تنزل ثم خفف بحذف التاء، والباقون بياء مضمومة وكسر الزاي، وهم في تشديد الزاي على أصولهم على أنه مضارع أنزل ونزل على القراءتين قوله: (مع ما بعد) أي ما بعد «تنزل» وهو «الملائكة» بالرفع فهم من إطلاقه، والباقون بالنصب). [شرح طيبة النشر لابن الجزري: 260]
- قال محب الدين محمد بن محمد بن محمد النُّوَيْري (ت: 857هـ): (ص:
ينزل مع ما بعد مثل القدر عن = روح بشقّ فتح شينه (ث) من
ش: أي: قرأ (روح) عن يعقوب تنزّل الملائكة بالروح [النحل: 2] بالتاء مفتوحة، وتشديد الزاي مفتوحة.
مثل: تنزّل في سورة القدر [الآية: 4] على أنه مضارع «تنزل».
ثم خفف بحذف التاء، والباقون بالياء مضمومة، وكسر الزاي، وهم في تشديد الزاي على أصولهم على أنه مضارع «أنزل» أو «نزّل» على القراءتين.
وقوله: (مع ما بعد)، أي: قرأ يعقوب: تنزّل هاهنا مع [الذي بعد وهو الملائكة] يعني: بالرفع [علم] من إطلاقه، والباقون بالنصب.
وقرأ ذو ثاء (ثمن) أبو جعفر إلا بشق الأنفس [النحل: 7] بفتح الشين على أنها مصدر، والباقون بكسرها). [شرح طيبة النشر للنويري: 2/411] (م)
- قال محمد بن محمد بن محمد بن علي ابن الجزري (ت: 833هـ) :(قلت: روح (تنزل) بالتّاء مفتوحة وفتح النّون والزّاي مشدّدة (الملائكة) بالرّفع، والباقون بالياء مضمومة وكسر الزّاي (الملائكة) بالنّصب وخفف الزّاي منهم ابن كثير وأبو عمرو ورويس، والباقون بالتّشديد على أصولهم). [تحبير التيسير: 430]
- قال محب الدين محمد بن محمد بن محمد النُّوَيْري (ت: 857هـ): (تتمة:
تقدم جعل لّكم [النحل: 72] كلاهما هنا لرويس وبطون أمّهتكم [النحل: 78] بالنساء [الآية:] ورءا الّذين ظلموا [النحل: 85] وأشركوا [النحل: 35]، وباقي [النحل: 96] لابن كثير.
وأثبت يعقوب في الحالين [ياء] فارهبوني [النحل: 51]، فاتقوني [النحل: 2] ). [شرح طيبة النشر للنويري: 2/417] (م)
قال أحمد بن محمد بن البناء الدمياطي (ت: 1117هـ): (واختلف في "يُنَزِّلُ الْمَلائِكَة" [الآية: 2] فروح بالتاء من فوق مفتوحة وفتح الزاي المشددة مثل "تنزل" في سورة القدر المتفق عليه "الملائكة" بالرفع على الفاعلية، وافقه الحسن
[إتحاف فضلاء البشر: 2/180]
والباقون بالياء مضمومة وكسر الزاي ونصب الملائكة، وهم في تشديد الزاي على أصولهم فابن كثير وأبو عمرو ورويس بسكون النون وتخفيف الزاي، والباقون بفتح النون مع التشديد للزاي). [إتحاف فضلاء البشر: 2/181]
قال أحمد بن محمد بن البناء الدمياطي (ت: 1117هـ): ("وأثبت" الياء في "فاتقون" في الحالين يعقوب). [إتحاف فضلاء البشر: 2/181]
قال علي بن محمد الصفاقسي (ت: 1118هـ): ( {ينزيل} [3] قرأ المكي والبصري بإسكان النون وتخفيف الزاي، والباقون بالتشديد وفتح النون). [غيث النفع: 783]
قال د. عبد اللطيف الخطيب (م): ( {يُنَزِّلُ الْمَلَائِكَةَ بِالرُّوحِ مِنْ أَمْرِهِ عَلَى مَنْ يَشَاءُ مِنْ عِبَادِهِ أَنْ أَنْذِرُوا أَنَّهُ لَا إِلَهَ إِلَّا أَنَا فَاتَّقُونِ (2)}
{يُنَزِّلُ الْمَلَائِكَةَ}
قرأ نافع وعاصم وحمزة والكسائي وابن عامر وأصحاب عبد الله بن مسعود وأبو جعفر {ينزل الملائكة} بضم الياء وفتح النون وتشديد الزاي، ونصب «الملائكة».
وقرأ ابن كثير وأبو عمرو ورويس عن يعقوب وورش وابن محيصن واليزيدي (ينزل الملائكة) مخففًا، وهو مضارع «أنزل» الرباعي، و«الملائكة» نصب على أنه مفعول به.
وقرأ زيد بن علي والأعمش والكسائي عن أبي بكر عن عاصم باختلاف عنه وجبلة عن المفضل عن عاصم ويونس وخالد كلاهما
[معجم القراءات: 4/589]
عن أبي عمرو والشيزري عن الكسائي (تنزل الملائكة) بالتاء، مشددًا مبنيًا للمفعول، و«الملائكة» بالرفع نائبًا عن الفاعل.
وقرأ عاصم الجحدري {تنزل الملائكة} بالتاء المضمومة وتخفيف الزاي وفتحها مبنيًا للمفعول، ورفع «الملائكة»، كذا جاء ضبط القراءة عند أبي حيان، وجاءت عند ابن عطية بالياء من تحت، ومثله عند الألوسي (ينزل الملائكة)، وستأتي ليعقوب.
وقرأ الحسن وأبو العالية والأعرج ويعقوب في رواية روح وزيد، وسلام وسهل، وأبو زيد عن المفضل عن عاصم (تنزل الملائكة) بفتح التاء مشدد الزاي مبنيًا للفاعل، وذلك على حذف إحدى التاءين، وأصله: تنزل، والملائكة: رفع به.
وقرأ الأعمش (تنزل الملائكة) بفتح أوله وكسر الزاي من «نزل»، والملائكة رفع به.
وقرأ المنهال عن يعقوب (ينزل الملائكة).
وقرأ حسين الجعفي عن أبي بكر عن عاصم وابن أبي عبلة (ننزل
[معجم القراءات: 4/590]
الملائكة) بالنون من «نزل» المضعف، و«الملائكة» نصب على المفعولية.
وقرأ قتادة (ننزل) بنون العظمة كالقراءة السابقة إلا أنه من «نزل» المخفف.
قال ابن عطية: «وفي هذه والتي قبلها شذوذ كبير».
وقال الزجاج:
«ويقرأ تنزل الملائكة، ويجوز فيها أوجه لا أعلمه قرئ بها: ينزل كذا الملائكة، وينزل الملائكة، وتنزل الملائكة».
كذا جاء النص وضبط الوجه الأول مما أجازه ليس بالصواب فهو مصحف!، أو أن المحقق أخطأ في الضبط، لأنه إن كان بضم الياء فهو قراءة عاصم ومن معه، وإن كان بتخفيفها فهو قراءة ابن كثير وغيره.
{الْمَلَائِكَةَ}
عن حمزة في الوقف تسهيل الهمزة بين بين.
{يَشَاءُ}
عن حمزة في الوقف تسهيل الهمز مع المد والتوسط والقصر.
انظر الآية/142 من سورة البقرة، وكذا الآية /213 من السورة نفسها.
{أَنْ أَنْذِرُوا}
قراءة الجماعة {أن أنذروا}، على تقدير «بأن أنذروا»، فهو نصب على تقدير حذف حرف الجر، أو هو على البدل من «الروح».
وقرأ الأعمش «(لينذروا) باللام.
وقرأ ورش والأزرق بترقيق الراء بخلاف عنهما.
[معجم القراءات: 4/591]
{فَاتَّقُونِ}
أثبت الياء في الحالين يعقوب (فاتقوني).
والجماعة على حذفها في الحالين: الوقف والوصل).[معجم القراءات: 4/592]

قوله تعالى: {خَلَقَ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضَ بِالْحَقِّ تَعَالَى عَمَّا يُشْرِكُونَ (3)}
قال أبو عمرو عثمان بن سعيد الداني (ت: 444هـ): (قرأ حمزة، والكسائي: {عما تشركون} (1، 3) في الموضعين: بالتاء.
والباقون: بالياء). [التيسير في القراءات السبع: 336] (م)
- قال محمد بن محمد بن محمد بن علي ابن الجزري (ت: 833هـ) : (قد ذكر (عمّا يشركون) في الموضعين في يونس). [تحبير التيسير: 430] (م)
قال محمد بن محمد بن محمد بن علي ابن الجزري (ت: 833هـ): (وَتَقَدَّمَ اخْتِلَافُهُمْ فِي عَمَّا يُشْرِكُونَ كِلَيْهِمَا فِي يُونُسَ). [النشر في القراءات العشر: 2/302] (م)
- قال محمد بن محمد بن محمد بن علي ابن الجزري (ت: 833هـ): ({عما يشركون} [1، 3] كلاهما ذكر في يونس). [تقريب النشر في القراءات العشر: 571] (م)
قال أحمد بن محمد بن البناء الدمياطي (ت: 1117هـ): (وقرأ "عَمَّا يُشْرِكُون" [الآية: 1، 3] معا بتاء الخطاب حمزة والكسائي وخلف وسبق بيونس). [إتحاف فضلاء البشر: 2/180] (م)
قال علي بن محمد الصفاقسي (ت: 1118هـ): ( {يشركون} [1- 3] معًا، قرأ الأخوان بالتاء الفوقية، والباقون بالياء التحتية). [غيث النفع: 783] (م)
قال د. عبد اللطيف الخطيب (م): ( {خَلَقَ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضَ بِالْحَقِّ تَعَالَى عَمَّا يُشْرِكُونَ (3)}
{تَعَالَى}
قراءة الجماعة {تعالى}.
وقرأ الأعمش (فتعالى) بزيادة الفاء على ما قرأه الجماعة.
وتقدمت إمالة الألف في الآية الأولى عن حمزة والكسائي وخلف، والفتح والتقليل عن الأزرق وورش.
{يُشْرِكُونَ}
تقدمت في الآية الأولى من هذه السورة قراءتان: بيان الغيبة، وتاء الخطاب، وأضيف إلى ما سبق ما يلي:
1- قراءة عيسى بن عمر في الموضع السابق بالتاء (تشركون) وأما هنا فهو بالياء (يشركون) صرح بهذا أبو حيان فقال: «وقرأ عيسى الأولى بالتاء من فوق والثانية بالياء».
2- عن الربيع بن خثيم روايتان:
الأولى: أنه قرأ في الموضعين بالتاء من فوق.
والثانية: أنه قرأ فيهما بالياء.
والدليل على هذا نصان:
الأول: قال الفراء: «عن الربيع بن خثيم إنه قرأ... الأولى والتي بعدها كلتاهما بالتاء...».
الثاني: قال ابن خالويه: «عما يشركون، في المكانين بالياء).[معجم القراءات: 4/592]

قوله تعالى: {خَلَقَ الْإِنْسَانَ مِنْ نُطْفَةٍ فَإِذَا هُوَ خَصِيمٌ مُبِينٌ (4)}

روابط مهمة:
- أقوال المفسرين


رد مع اقتباس
  #4  
قديم 13 صفر 1440هـ/23-10-2018م, 11:09 AM
جمهرة علوم القرآن جمهرة علوم القرآن غير متواجد حالياً
فريق الإشراف
 
تاريخ التسجيل: Oct 2017
المشاركات: 7,975
افتراضي

سورة النحل

[ من الآية (5) إلى الآية (9) ]
{وَالْأَنْعَامَ خَلَقَهَا لَكُمْ فِيهَا دِفْءٌ وَمَنَافِعُ وَمِنْهَا تَأْكُلُونَ (5) وَلَكُمْ فِيهَا جَمَالٌ حِينَ تُرِيحُونَ وَحِينَ تَسْرَحُونَ (6) وَتَحْمِلُ أَثْقَالَكُمْ إِلَى بَلَدٍ لَمْ تَكُونُوا بَالِغِيهِ إِلَّا بِشِقِّ الْأَنْفُسِ إِنَّ رَبَّكُمْ لَرَءُوفٌ رَحِيمٌ (7) وَالْخَيْلَ وَالْبِغَالَ وَالْحَمِيرَ لِتَرْكَبُوهَا وَزِينَةً وَيَخْلُقُ مَا لَا تَعْلَمُونَ (8) وَعَلَى اللَّهِ قَصْدُ السَّبِيلِ وَمِنْهَا جَائِرٌ وَلَوْ شَاءَ لَهَدَاكُمْ أَجْمَعِينَ (9)}

قوله تعالى: {وَالْأَنْعَامَ خَلَقَهَا لَكُمْ فِيهَا دِفْءٌ وَمَنَافِعُ وَمِنْهَا تَأْكُلُونَ (5)}
قال أحمد بن محمد بن البناء الدمياطي (ت: 1117هـ): (ووقف حمزة وهشام بخلفه على "دفء" بالنقل مع إسكان الفاء والروم والإشمام). [إتحاف فضلاء البشر: 2/181]
قال د. عبد اللطيف الخطيب (م): ( {وَالْأَنْعَامَ خَلَقَهَا لَكُمْ فِيهَا دِفْءٌ وَمَنَافِعُ وَمِنْهَا تَأْكُلُونَ (5)}
{وَالْأَنْعَامَ خَلَقَهَا}
قراءة الجماعة {والأنعام خلقها} بالنصب، بفعل محذوف، وما بعده (خلقها) مفسر له.
وقد يكون معطوفًا على «الإنسان» في الآية/4، في قوله تعالى: {خلق الإنسان من نطفة...}، وعلى هذا يكون «خلقها» مبينًا ومؤكدًا.
وقرئ (والأنعام خلقها) بالرفع، وهي قراءة شاذة، واضحة الإعراب.
ورجح الشهاب وجه النصب قال:
«وفي نصب الأنعام أوجه، نصبه على الاشتغال، وهو أرجح من الرفع لتقدم الفعلية... ».
{دِفْءٌ}
قراءة الجماعة {دفءٌ} بسكون الفاء، وبعدها همزة مضمومة.
وقرأ الزهري وأبو جعفر (دف) بضم الفاء وتشديدها وتنوينها.
ووجه ذلك أنه نقل الحركة من الهمزة إلى الفاء بعد حذفها، ثم شدد الفاء إجراءً للوصل مجرى الوقف، لأنه يجوز تشديدها في الوقف.
[معجم القراءات: 4/593]
وقرأ زيد بن علي والزهري أيضًا (دِفٌ) بنقل حركة الهمزة إلى الفاء ثم حذف الهمزة.
وقرأ حمزة وهشام بخلاف عنه في الوقف بالنقل مع سكون الفاء سكونة محضًا (دف).
وقد روي عنهما أيضًا الروم والإشمام.
قال الفراء:
«وكتبت بغير همز لأن الهمزة إذا سكن ما قبلها حذفت من الكتاب؛ وذلك لخفاء الهمزة إذا سكت عليها. فلما سكن ما قبلها ولم يقدروا على همزها في السكت كان سكوتهم كأنه على الفاء».
وذكر أبو حيان أن حمزة وقف على الفاء مشددة من غير همز بالسكون (دف).
ووجهه أن تشديد الفاء عوض عن الهمزة المحذوفة، مثل: «هذا فرج» في الوقف.
وفي اللوامح: «ومنهم من عوض من الهمز تشديد الفاء، وهو أحد
[معجم القراءات: 4/594]
وجهي حمزة بن حبيب وقفًا، واعترض عليه المعرب بأن التشديد وقفًا لغة مستقلة، وإن لم يكن ثمة حذف من الكلمة الموقوف عليها».
وعلق الشهاب على هذا بقوله:
«ويدفع بأنه إنما يكون إذا وقف على آخر حرف منها، أما إذا وقف على ما قبل الآخر كقاضٍ فلا».
{تَأْكُلُونَ}
قرأ أبو عمرو بخلاف وأبو جعفر وورش عن نافع والأصبهاني ومحمد بن حبيب الشموني عن الأعشى عن أبي بكر عن عاصم (تاكلون) بإبدال الهمزة ألفا.
وكذا جاءت قراءة حمزة في الوقف.
وقراءة الجماعة بالهمز).[معجم القراءات: 4/595]

قوله تعالى: {وَلَكُمْ فِيهَا جَمَالٌ حِينَ تُرِيحُونَ وَحِينَ تَسْرَحُونَ (6)}
قال د. عبد اللطيف الخطيب (م): ( {وَلَكُمْ فِيهَا جَمَالٌ حِينَ تُرِيحُونَ وَحِينَ تَسْرَحُونَ (6)}
{حِينَ تُرِيحُونَ وَحِينَ تَسْرَحُونَ}
قراءة الجماعة {حين.. حين...} بالنصب والإضافة في الموضعين.
وقرأ عكرمة والضحاك وعاصم الجحدري (حينًا تريحون وحينًا تسرحون) بالنصب والتنوين فيهما على فك الإضافة.
وعلى هذه القراءة يكون: تريحون، وتسرحون وصفًا للحين، والمعنى: تريحون فيه وتسرحون فيه.
قال ابن عطية: «وقرأت فرقة (حينًا تريحون) كذا جاء الضبط فيه، وهو تصحيف، أو خطأ من المحقق في الضبط).[معجم القراءات: 4/595]

قوله تعالى: {وَتَحْمِلُ أَثْقَالَكُمْ إِلَى بَلَدٍ لَمْ تَكُونُوا بَالِغِيهِ إِلَّا بِشِقِّ الْأَنْفُسِ إِنَّ رَبَّكُمْ لَرَءُوفٌ رَحِيمٌ (7)}
قال أبو بكر أحمد بن الحسين ابن مهران الأصبهاني (ت: 381هـ): ( (إلا بشق) بفتح الشين يزيد). [الغاية في القراءات العشر: 296]
قال أبو الفضل محمد بن جعفر الخزاعي الجرجاني (ت: 408هـ): ({بشق} [7]: بفتح الشين يزيد، وابن مسلم). [المنتهى: 2/783]
قال أبو القاسم يوسف بن علي بن جبارة الهذلي المغربي (ت: 465هـ): ((بِشِقِّ الْأَنْفُسِ) بفتح الشين أبو جعفر، وشيبة، وابن مسلم، والزَّعْفَرَانِيّ، والأصمعي، ويونس، ومحبوب، وخارجة عن أَبِي عَمْرٍو وهو الاختيار، لأنه مصدر، الباقون بكسر الشين). [الكامل في القراءات العشر: 583]
قال محمد بن محمد بن محمد بن علي ابن الجزري (ت: 833هـ): (141- .... .... شِقِّ افْتَحْ .... .... = .... .... .... .... .... ). [الدرة المضية: 31]
- قال محمد بن الحسن بن محمد المنير السمنودي (ت: 1199هـ):(ثم قال: شق افتح تشاقون نونه اتل أي قرأ مرموز (ألف) اتل وهو أبو جعفر {إلا بشق الأنفس} [7] بفتح الشين وعلم من انفراده للآخرين الكسر). [شرح الدرة المضيئة: 158]
قال محمد بن محمد بن محمد بن علي ابن الجزري (ت: 833هـ): ( (وَاخْتَلَفُوا) فِي: بِشِقِّ الْأَنْفُسِ فَقَرَأَ أَبُو جَعْفَرٍ بِفَتْحِ الشِّينِ، وَقَرَأَ الْبَاقُونَ بِكَسْرِهَا). [النشر في القراءات العشر: 2/302]
- قال محمد بن محمد بن محمد بن علي ابن الجزري (ت: 833هـ): (قرأ أبو جعفر {بشق} [7] بفتح الشين، والباقون بكسرها). [تقريب النشر في القراءات العشر: 571]
قال محمد بن محمد بن محمد بن علي ابن الجزري (ت: 833هـ) : (720- .... .... .... .... .... = .... بشقّ فتح شينه ثمن). [طيبة النشر: 81]
- قال محمد بن محمد بن محمد بن علي ابن الجزري (ت: 833هـ) : (قوله: (بشق) يريد قوله تعالى «إلا بشق الأنفس» قرأه بفتح الشين أبو جعفر على أنه مصدر، والباقون بكسرها). [شرح طيبة النشر لابن الجزري: 260]
- قال محب الدين محمد بن محمد بن محمد النُّوَيْري (ت: 857هـ): (ص:
ينزل مع ما بعد مثل القدر عن = روح بشقّ فتح شينه (ث) من
ش: أي: قرأ (روح) عن يعقوب تنزّل الملائكة بالروح [النحل: 2] بالتاء مفتوحة، وتشديد الزاي مفتوحة.
مثل: تنزّل في سورة القدر [الآية: 4] على أنه مضارع «تنزل».
ثم خفف بحذف التاء، والباقون بالياء مضمومة، وكسر الزاي، وهم في تشديد الزاي على أصولهم على أنه مضارع «أنزل» أو «نزّل» على القراءتين.
وقوله: (مع ما بعد)، أي: قرأ يعقوب: تنزّل هاهنا مع [الذي بعد وهو الملائكة] يعني: بالرفع [علم] من إطلاقه، والباقون بالنصب.
وقرأ ذو ثاء (ثمن) أبو جعفر إلا بشق الأنفس [النحل: 7] بفتح الشين على أنها مصدر، والباقون بكسرها). [شرح طيبة النشر للنويري: 2/411] (م)
- قال محمد بن محمد بن محمد بن علي ابن الجزري (ت: 833هـ) :(أبو جعفر: (بشق) بفتح الشين، والباقون بكسرها. والله الموفق). [تحبير التيسير: 430]
قال أحمد بن محمد بن البناء الدمياطي (ت: 1117هـ): (واختلف في "بِشِقِّ الْأَنْفُس" [الآية: 7] فأبو جعفر بفتح الشين وافقه اليزيدي، فخالف أبا عمرو، والباقون بكسرها مصدران بمعنى واحد المشقة، وقيل الأول مصدر والثاني اسم، وقيل بالكسر نصب الشيء قال القاضي: كأنه ذهب نصف قوته بالتعب). [إتحاف فضلاء البشر: 2/181]
قال أحمد بن محمد بن البناء الدمياطي (ت: 1117هـ): (وقرأ "رؤُوف" [الآية: 7] بقصر الهمز أبو عمرو وأبو بكر وحمزة والكسائي وخلف ويعقوب). [إتحاف فضلاء البشر: 2/181]
قال علي بن محمد الصفاقسي (ت: 1118هـ): ( {لرءوف} [7] قرأ البصري وشعبة والأخوان بقصر الهمزة، والباقون بإثبات واو بعدها، وورش على أصله من الثلاثة، وحمزة يسهلها إن وقف). [غيث النفع: 783]
قال د. عبد اللطيف الخطيب (م): ( {وَتَحْمِلُ أَثْقَالَكُمْ إِلَى بَلَدٍ لَمْ تَكُونُوا بَالِغِيهِ إِلَّا بِشِقِّ الْأَنْفُسِ إِنَّ رَبَّكُمْ لَرَءُوفٌ رَحِيمٌ (7)}
{بَالِغِيهِ}
قراءة ابن كثير في الوصل بوصل الهاء بياء (بالغيهي).
{إِلَّا بِشِقِّ}
قراءة الجمهور {... بشق....}بكسر الشين، ورجح الطبري هذه القراءة، وهو الأكثر في القراءة عند الفراء.
وقرأ مجاهد والأعرج وعمرو بن ميمون وابن أرقم واليزيدي، وأبو حفص عن نافع وأبو جعفر والوليد بن مسلم عن ابن عامر وخارجة ومحبوب والأصمعي عن أبي عمرو، واليزيدي في اختياره (بشق) بفتح الشين.
والفتح والكسر مصدران معناهما المشقة، وقيل الشق بالفتح المصدر، وبالكسر الاسم.
وفي فتح الباري: «قال أبو عبيدة هما بمعنى...
قال الأثرم صاحب أبي عبيدة: سمعته بالكسر والفتح».
{لَرَءُوفٌ}
قرأ أبو عمرو وأبو بكر عن عاصم وحمزة والكسائي وخلف ويعقوب واليزيدي والمطوعي والحسن {لرؤف} بقصر الهمزة.
[معجم القراءات: 4/596]
وقرأ ابن كثير ونافع وحفص عن عاصم، وكذا الكسائي عن أبي بكر عن عاصم، وابن عامر، والبرجمي (الرؤوف) بالمد مثقلة.
وقرأ أبو جعفر (لرؤوف) مثقلًا غير مهموز، وكذا في كل القرآن، قال الصاغاني: «بتليين همزه مشبعة».
وقراءة حمزة بالتسهيل بين بين على أصله.
وتقدمت هذه القراءة في الآية /143 من سورة البقرة).[معجم القراءات: 4/597]

قوله تعالى: {وَالْخَيْلَ وَالْبِغَالَ وَالْحَمِيرَ لِتَرْكَبُوهَا وَزِينَةً وَيَخْلُقُ مَا لَا تَعْلَمُونَ (8)}
قال أبو القاسم يوسف بن علي بن جبارة الهذلي المغربي (ت: 465هـ): ( (وَالْخَيْلَ) وما بعدها بالرفع ابن أبي عبلة، الباقون نصب، وهو الاختيار على معنى: وخلق الخيل). [الكامل في القراءات العشر: 583]
قال د. عبد اللطيف الخطيب (م): ( {وَالْخَيْلَ وَالْبِغَالَ وَالْحَمِيرَ لِتَرْكَبُوهَا وَزِينَةً وَيَخْلُقُ مَا لَا تَعْلَمُونَ (8)}
{وَالْخَيْلَ وَالْبِغَالَ وَالْحَمِيرَ}
قرأ الجمهور من القراء {والخيل والبغال والحمير} بالنصب عطفًا على الأنعام في الآية /5 مما تقدم {والأنعام خلقها لكم..}.
وقرأ ابن أبي عبلة (والخيل والبغال والحمير) بالرفع في الخيل، وكذا ما عطف عليه، على الاستئناف.
قال الفراء:
ولو رفعت «الخيل والبغال والحمير» كان صوابًا من وجهين:
1- أحدهما أن تقول: لما لم يكن الفعل معها ظاهرًا رفعته على الاستئناف.
2- والآخر أن يتوهم أن الرفع في الأنعام قد كان يصلح فتردها على ذلك كأنك قلت: والأنعام خلقها، والخيل والبغال على الرفع».
قلت: تقدمت القراءة بالرفع {والأنعام خلقها} انظر الآية/5 مما تقدم.
{وَالْحَمِيرَ}
قراءة الأزرق وورش بترقيق الراء.
[معجم القراءات: 4/597]
{لِتَرْكَبُوهَا وَزِينَةً}
قرأ ابن عباس وسعيد عن قتادة عن أبي عياض (لتركبوها زينة) بغير واو، وهو مفعول له، أي خلقها من أجل الزينة، أو بالنصب على الحال من الضمير في خلقها أو لتركبوها.
وقراءة الجماعة {لتركبوها وزينة} بواو، وهي منصوبة بفعل مقدر أي: وجعلها زينة، أو مفعول له، أي لزينة).[معجم القراءات: 4/598]

قوله تعالى: {وَعَلَى اللَّهِ قَصْدُ السَّبِيلِ وَمِنْهَا جَائِرٌ وَلَوْ شَاءَ لَهَدَاكُمْ أَجْمَعِينَ (9)}
قال أحمد بن محمد بن البناء الدمياطي (ت: 1117هـ): ("وأشم" قصد السبيل حمزة والكسائي وخلف ورويس بخلفه). [إتحاف فضلاء البشر: 2/181]
قال أحمد بن محمد بن البناء الدمياطي (ت: 1117هـ): (وأمال "شاء" حمزة وخلف وابن ذكوان وهشام بخلفه). [إتحاف فضلاء البشر: 2/181]
قال علي بن محمد الصفاقسي (ت: 1118هـ): ( {قصد} [9] إشمامه للأخوين لا يخفى). [غيث النفع: 783]
قال د. عبد اللطيف الخطيب (م): ( {وَعَلَى اللَّهِ قَصْدُ السَّبِيلِ وَمِنْهَا جَائِرٌ وَلَوْ شَاءَ لَهَدَاكُمْ أَجْمَعِينَ (9)}
{قَصْدُ السَّبِيلِ}
أشم الصاد من (قصد) الزاي حمزة والكسائي وخلف ورويس عن يعقوب وصورة القراءة (قصد).
وقراءة الجماعة {قصد} بالصاد الخالصة، وهي رواية أبي الطيب وابن مقسم عن رويس.
{وَمِنْهَا جَائِرٌ}
قراءة الجماعة {ومنها جائر}، وضمير المؤنث الغائب عن «منها» يعود على «السبيل».
وقرأ عبد الله بن مسعود، وهي كذلك في مصحفه، وعلي بن أبي طالب وعيسى (ومنكم جائر).
[معجم القراءات: 4/598]
وروي عن علي بن أبي طالب (فمنكم جائر)، بالفاء بدل الواو.
{جَائِرٌ}
قراءة حمزة في الوقف بتسهيل الهمز بين بين.
وقراءة الأزرق وورش بترقيق الراء بخلاف عنهما.
{شَاءَ}
قراءة الإمالة فيه عن حمزة وخلف وابن ذكوان.
وعن هشام الفتح والإمالة.
والباقون على الفتح.
وإذا وقف حمزة وهشام على «شاء» أبدلا الهمزة ألفًا مع المد والتوسط.
وتقدم الحديث عن هذا الفعل في مواضع منها الآية/۱۲ من سورة البقرة.
{لَهَدَاكُمْ}
أماله الكسائي وخلف.
والفتح والتقليل عن الأزرق وورش.
والباقون على الفتح).[معجم القراءات: 4/599]

روابط مهمة:
- أقوال المفسرين


رد مع اقتباس
  #5  
قديم 13 صفر 1440هـ/23-10-2018م, 12:54 PM
جمهرة علوم القرآن جمهرة علوم القرآن غير متواجد حالياً
فريق الإشراف
 
تاريخ التسجيل: Oct 2017
المشاركات: 7,975
افتراضي

سورة النحل

[ من الآية (10) إلى الآية (13) ]
{هُوَ الَّذِي أَنْزَلَ مِنَ السَّمَاءِ مَاءً لَكُمْ مِنْهُ شَرَابٌ وَمِنْهُ شَجَرٌ فِيهِ تُسِيمُونَ (10) يُنْبِتُ لَكُمْ بِهِ الزَّرْعَ وَالزَّيْتُونَ وَالنَّخِيلَ وَالْأَعْنَابَ وَمِنْ كُلِّ الثَّمَرَاتِ إِنَّ فِي ذَلِكَ لَآَيَةً لِقَوْمٍ يَتَفَكَّرُونَ (11) وَسَخَّرَ لَكُمُ اللَّيْلَ وَالنَّهَارَ وَالشَّمْسَ وَالْقَمَرَ وَالنُّجُومُ مُسَخَّرَاتٌ بِأَمْرِهِ إِنَّ فِي ذَلِكَ لَآَيَاتٍ لِقَوْمٍ يَعْقِلُونَ (12) وَمَا ذَرَأَ لَكُمْ فِي الْأَرْضِ مُخْتَلِفًا أَلْوَانُهُ إِنَّ فِي ذَلِكَ لَآَيَةً لِقَوْمٍ يَذَّكَّرُونَ (13)}

قوله تعالى: {هُوَ الَّذِي أَنْزَلَ مِنَ السَّمَاءِ مَاءً لَكُمْ مِنْهُ شَرَابٌ وَمِنْهُ شَجَرٌ فِيهِ تُسِيمُونَ (10)}
قال د. عبد اللطيف الخطيب (م): ( {هُوَ الَّذِي أَنْزَلَ مِنَ السَّمَاءِ مَاءً لَكُمْ مِنْهُ شَرَابٌ وَمِنْهُ شَجَرٌ فِيهِ تُسِيمُونَ (10)}
{السَّمَاءِ مَاءً}
قراءة حمزة في الوقف فيهما بتسهيل الهمز مع المد والتوسط والقصر.
{فِيهِ}
قراءة ابن كثير في الوصل بوصل الهاء بياء (فيهي).
{تُسِيمُونَ}
قراءة الجماعة {تسيمون} بضم أوله من «أسام».
[معجم القراءات: 4/599]
وقرأ زيد بن علي وابن عمير (تسيمون) بفتح أوله من «سام» الثلاثي.
والفرق بين القراءتين أنه يقال: أسام الماشية وسومها جعلها ترعى، وسامت بنفسها فهي سائمة، رقت حيث شاءت.
قال أبو حيان:
«وقرأ زيد بن علي (تسيمون) بفتح التاء. فإن سمع متعديًا كان هو وأسام بمعنى واحد، وإن كان لازمًا كان على حذف مضاف: تسيمون، أي تسيم مواشيكم».
وفي التاج: «يقال سامت السائمة وأسامها هو أي أرعاها، أو أخرجها إلى الرعي، ومنه قوله تعالى: {فيه تسيمون} وقال ثعلب: سمت الإبل إذا خليتها ترعى».
وقال الشهاب: «والقراءة المشهورة بضم التاء من الإسامة، وقرئ شاذًا بفتحها، بتقدير: لتسيم مواشيكم» ).[معجم القراءات: 4/600]

قوله تعالى: {يُنْبِتُ لَكُمْ بِهِ الزَّرْعَ وَالزَّيْتُونَ وَالنَّخِيلَ وَالْأَعْنَابَ وَمِنْ كُلِّ الثَّمَرَاتِ إِنَّ فِي ذَلِكَ لَآَيَةً لِقَوْمٍ يَتَفَكَّرُونَ (11)}
قال أبو بكر أحمد بن موسى ابن مجاهد التميمي البغدادي (ت: 324هـ): (2 - قَوْله {ينْبت لكم بِهِ الزَّرْع} 11
كلهم قَرَأَ {ينْبت} بِالْيَاءِ إِلَّا عَاصِمًا في رِوَايَة أَبي بكر فَإِنَّهُ قَرَأَ (ننبت) بالنُّون
وروى عَنهُ حَفْص بِالْيَاءِ). [السبعة في القراءات: 370]
قال أبو بكر أحمد بن الحسين ابن مهران الأصبهاني (ت: 381هـ): ( (ننبت لكم) بالنون حماد، ويحيى). [الغاية في القراءات العشر: 296]
قال أبو الفضل محمد بن جعفر الخزاعي الجرجاني (ت: 408هـ): ( (ننبت) [11]: بالنون المفضل، وأبو بكر إلا البرجمي وابن جبير والأعشى). [المنتهى: 2/783]
قال مكي بن أبي طالب القَيْسِي (ت: 437هـ): (قرأ أبو بكر (ننبت) بالنون، وقرأ الباقون بالياء). [التبصرة: 251]
قال أبو عمرو عثمان بن سعيد الداني (ت: 444هـ): (أبو بكر: {ننبت لكم} (11): بالنون.
والباقون: بالياء). [التيسير في القراءات السبع: 336]
- قال محمد بن محمد بن محمد بن علي ابن الجزري (ت: 833هـ) :(قرأ أبو بكر: (ننبت لكم) بالنّون، والباقون بالياء). [تحبير التيسير: 430]
قال أبو القاسم يوسف بن علي بن جبارة الهذلي المغربي (ت: 465هـ): ( (يُنْبِتُ) بالنون المفضل، وأبان، وأبو بكر غير علي، والْأَعْمَش، والبرجمي والاحتياطي في قول أبي علي وبالتاء الْأَعْمَش، الباقون بالياء، وهو الاختيار لقوله: (هُوَ الَّذِي) ). [الكامل في القراءات العشر: 583]
قال أحمد بن علي بن خلف ابن الباذش الأنصاري (ت: 540هـ): ([11]- {يُنْبِتُ} بالنون: أبو بكر). [الإقناع: 2/681]
قال القاسم بن فيرُّه بن خلف الشاطبي (ت: 590هـ): (808 - وَيُنْبِتُ نُونٌ صَحَّ .... .... = .... .... .... .... ). [الشاطبية: 64]
- قال علم الدين علي بن محمد السخاوي (ت: 643هـ): ([808] وينبت نون (صـ)ـح يدعون (عاصم) = وفي شركاي الخلف في الهمز (هـ)ـلهلا
{ينبت}، {والذين يدعون}: وجه ذلك معروف). [فتح الوصيد: 2/1047] (م)
- قال محمد بن أحمد الموصلي (شعلة) (ت: 656هـ): ([808] وينبت نونٌ صح يدعون عاصمٌ = وفي شركاي الخلف في الهمز هلهلا
ب: (هلهل النساج الثوب) إذا خفف نسجه، و(ثوبٌ هلهلٌ): خفيف النسج.
ح: (ينبتُ): مبتدأ، (نونٌ): خبر، أي: ذو نون، (صح):جملة مستأنفة، (يدعون عاصمٌ): مبتدأ وخبر، أي: قراءةُ عاصمٍ، (الخلف): مبتدأ، (هلهلا): فعل ماضٍ خبر المبتدأ، (في الهمز): متعلق به، (في شركاي): ظرف (الهمز)، أو (هلهلا): اسم وقع حالًا، و(في الهمز): خبر.
ص: قرأ أبو بكر: {ينبت لكم به الزرع} [11] بالنون للعظمة، والباقون: بالياء ردًا إلى الله تعالى في قوله: {أتى أمرُ الله} [1].
وقرأ عاصم: {والذين يدعون من دون الله} [20] بياء الغيبة، لأن قبله: {وبالنجم هم يهتدون} [16]، ويعلم الغيب من إطلاق اللفظ، والباقون: بتاء الخطاب: لأن قبله: {والله يعلم ما تسرون وما تعلنون}
[كنز المعاني: 2/368]
[19].
وقرأ البزي بخلافٍ عنه (أين شركاي) [27] بترك الهمز على قاعدة قصر الممدود، وإن كان ضعيفًا، وفي رواية عنه كقراءة الباقين بالمد على الأصل.
وأشار إلى ضعف ما ذكر أولًا بقوله: (هلهلا)؛ لأن النحويين مجمعون على أن الممدود لا يُقصر إلا ضرورة، لكن تابع الناظم في نقل ذلك صاحب التيسير رحمه الله تعالى -). [كنز المعاني: 2/369] (م)
- قال أبو شامة عبد الرحمن بن إسماعيل الدمشقي (ت: 665هـ): (808- وَيُنْبِتُ نُونٌ "صَـ"ـحَّ يَدْعُونَ عَاصِمٌ،.. وَفِي شُرَكَائِي الخُلْفُ فِي الهَمْزِ "هَـ"ـلْهَلا
أي: ذو نون يريد: {يُنْبِتُ لَكُمْ بِهِ الزَّرْعَ} النون للعظمة والياء رد إلى اسم الله تعالى في قوله تعالى: {أَتَى أَمْرُ اللَّهِ}، وما بعدها من ضمائر الغيبة إلى قوله: {وَعَلَى اللَّهِ قَصْدُ السَّبِيلِ}، {وَهُوَ الَّذِي أَنْزَلَ}، {يُنْبِتُ لَكُمْ} ). [إبراز المعاني من حرز الأماني: 3/307]
- قال عبد الفتاح بن عبد الغني بن محمد القاضي (ت: 1403هـ): (808 - وينبت نون صحّ يدعون عاصم = وفي شركاي الخلف في الهمز هلهلا
قرأ شعبة: ننبت لكم به الزّرع بالنون، وقرأ غيره بالياء). [الوافي في شرح الشاطبية: 305]
قال محمد بن محمد بن محمد بن علي ابن الجزري (ت: 833هـ): ( (وَاخْتَلَفُوا) فِي: يُنْبِتُ لَكُمْ، فَرَوَى أَبُو بَكْرٍ بِالنُّونِ، وَقَرَأَ الْبَاقُونَ بِالْيَاءِ). [النشر في القراءات العشر: 2/302]
- قال محمد بن محمد بن محمد بن علي ابن الجزري (ت: 833هـ): (روى أبو بكر {ينبت لكم} [11] بالنون، والباقون بالياء). [تقريب النشر في القراءات العشر: 571]
قال محمد بن محمد بن محمد بن علي ابن الجزري (ت: 833هـ) : (721 - ينبت نونٌ صحّ .... .... = .... .... .... .... .... ). [طيبة النشر: 81]
- قال محمد بن محمد بن محمد بن علي ابن الجزري (ت: 833هـ) : (ينبت نون (ص) حّ يدعون (ظ) با = (ن) ل وتشاقّون اكسر النّون (أ) با
أراد أن أبا بكر قرأ «ينبت لكم» بالنون مراعات للالتفات، والباقون بالياء على إسناده لضمير اسم الله تعالى المتقدم لمناسبة وهو قوله: (يدعون) ). [شرح طيبة النشر لابن الجزري: 260]
- قال محب الدين محمد بن محمد بن محمد النُّوَيْري (ت: 857هـ): (ص:
ينبت نون (ص) حّ يدعون (ظ) با = (ن) لـ وتشاقّون اكسر النّون (أ) با
ش: أي: قرأ ذو صاد (صح) أبو بكر ننبت لكم [النحل: 11] بنون على إسناده للمعظم على الالتفات؛ لمناسبة أنا [النحل: 2]، والباقون بالياء؛ على إسناده لضمير اسم الله تعالى المتقدم؛ لمناسبة هو [النحل: 10] ). [شرح طيبة النشر للنويري: 2/412]
قال أحمد بن محمد بن البناء الدمياطي (ت: 1117هـ): (واختلف في "يُنْبِت" [الآية: 11] فأبو بكر بالنون والباقون بياء الغيبة). [إتحاف فضلاء البشر: 2/181]
قال علي بن محمد الصفاقسي (ت: 1118هـ): ( {ينبت} [11] قرأ شعبة بالنون، والباقون بالياء التحتية). [غيث النفع: 783]
قال د. عبد اللطيف الخطيب (م): ( {يُنْبِتُ لَكُمْ بِهِ الزَّرْعَ وَالزَّيْتُونَ وَالنَّخِيلَ وَالْأَعْنَابَ وَمِنْ كُلِّ الثَّمَرَاتِ إِنَّ فِي ذَلِكَ لَآَيَةً لِقَوْمٍ يَتَفَكَّرُونَ (11)}
{يُنْبِتُ لَكُمْ بِهِ الزَّرْعَ وَالزَّيْتُونَ وَالنَّخِيلَ وَالْأَعْنَابَ}
قرأ أبو عمرو وابن عامر وابن كثير ونافع وحفص عن عاصم وحمزة والكسائي وأبو جعفر وخلف ويعقوب والأعشى عن أبي بكر في رواية محمد بن حبيب ومحمد بن غالب ومحمد بن عبد الله وعبد الحميد بن صالح (ينبت لكم به الزرع والزيتون والنخل
[معجم القراءات: 4/600]
والأعناب) بضم الياء من «أنبت»، والزرع: مفعول به، وما بعده بالنصب معطوف عليه.
وقرأ عاصم في رواية المفضل وحماد ويحيي عن أبي بكر (تنبت لكم به الزرع والزيتون والنخل والأعناب).
تنبت: بنون العظمة، والزرع: منصوب على المفعولية، وما بعده عطف عليه.
قال الواحدي: «والياء أشبه بما تقدم».
وقرأ عيسى بن عمر (ينبت لكم به الزرع...)
ينبت: بالياء، وتشديد الباء من «نبت»، والتشديد للتكثير.
والزرع: نصب، مفعول به، وما بعده عطف عليه.
وقرأ الزهري: (ينبت لكم به الزرع..» بنون العظمة، وتشديد الباء.
قال أبو حيان: «بالتشديد، قيل: للتكثير والتكرير، والذي يظهر أنه تضعيف للتعدية».
والزرع: بالنصب، وما بعده له حكمه.
وقرأ أبي بن كعب (ينبت لكم به الزرع والزيتون والنخل
[معجم القراءات: 4/601]
والأعناب) الفعل بالياء، من «نبت»، ورفع الزرع وما عطف عليه.
وذكر هذه القراءة ابن خالويه عن أبي بالتاء (تنبت لكم به الزرع...) ).[معجم القراءات: 4/602]

قوله تعالى: {وَسَخَّرَ لَكُمُ اللَّيْلَ وَالنَّهَارَ وَالشَّمْسَ وَالْقَمَرَ وَالنُّجُومُ مُسَخَّرَاتٌ بِأَمْرِهِ إِنَّ فِي ذَلِكَ لَآَيَاتٍ لِقَوْمٍ يَعْقِلُونَ (12)}
قال أبو بكر أحمد بن موسى ابن مجاهد التميمي البغدادي (ت: 324هـ): (3 - قَوْله {وسخر لكم اللَّيْل وَالنَّهَار وَالشَّمْس وَالْقَمَر والنجوم مسخرات بأَمْره} 12
قَرَأَ عبد الله بن عَامر (وَالشَّمْس وَالْقَمَر والنجوم مسخرات) رفعا
وَقَرَأَ الْبَاقُونَ بِنصب ذَلِك كُله وَأَبُو بكر عَن عَاصِم
وروى حَفْص عَن عَاصِم مثل قِرَاءَة عبد الله بن عَامر في (والنجوم مسخرات) وَحدهَا وَنصب الباقي). [السبعة في القراءات: 370]
قال أبو بكر أحمد بن الحسين ابن مهران الأصبهاني (ت: 381هـ): ( (والشمس والقمر) رفع شامي (والنجوم مسخرات) رفع شامي، وحفص). [الغاية في القراءات العشر: 296 - 297]
قال أبو الفضل محمد بن جعفر الخزاعي الجرجاني (ت: 408هـ): ( (والشمس) [12]، وما بعدها: رفع: دمشق، ورفع حفص الأخيرتين). [المنتهى: 2/784]
قال مكي بن أبي طالب القَيْسِي (ت: 437هـ): (قرأ ابن عامر (والشمس والقمر والنجوم مسخرات) بالرفع في الأربعة، ووافقه حفص على رفع (والنجوم مسخرات).
وقرأ الباقون بالنصب في الأربعة والتاء من (مسخرات) مكسورة لأنها غير أصلية). [التبصرة: 251]
قال أبو عمرو عثمان بن سعيد الداني (ت: 444هـ): (ابن عارم: {والشمس والقمر والنجوم مسخرات} (12): بالرفع في الأربعة.
وحفص: برفع: {والنجوم مسخرات} فقط.
والباقون: بالنصب، والتاء من {مسخرات} مكسورة). [التيسير في القراءات السبع: 336]
- قال محمد بن محمد بن محمد بن علي ابن الجزري (ت: 833هـ) :(ابن عامر: (والشّمس والقمر والنجوم مسخرات) بالرّفع في الأربعة، وحفص برفع (والنجوم مسخرات) فقط، والباقون بالنّصب، والتّاء من مسخرات مكسورة). [تحبير التيسير: 430]
قال أحمد بن علي بن خلف ابن الباذش الأنصاري (ت: 540هـ): ([12]- {وَالشَّمْسَ وَالْقَمَرَ وَالنُّجُومُ مُسَخَّرَاتٌ} رفع: ابن عامر.
وافق حفص في {وَالنُّجُومَ مُسَخَّرَاتٍ}). [الإقناع: 2/681]
قال محمد بن محمد بن محمد بن علي ابن الجزري (ت: 833هـ): ( (وَاخْتَلَفُوا) فِي: وَالشَّمْسَ وَالْقَمَرَ وَالنُّجُومَ مُسَخَّرَاتٍ فَقَرَأَ ابْنُ عَامِرٍ بِرَفْعِ الْأَسْمَاءِ الْأَرْبَعَةِ
[النشر في القراءات العشر: 2/302]
وَافَقَهُ حَفْصٌ فِي الْحَرْفَيْنِ الْأَخِيرَيْنِ، وَهُمَا وَالنُّجُومُ مُسَخَّرَاتٌ، وَقَرَأَ الْبَاقُونَ بِنَصْبِ الْأَرْبَعَةِ وَكَسْرِ تَاءِ مُسَخَّرَاتٍ). [النشر في القراءات العشر: 2/303]
- قال محمد بن محمد بن محمد بن علي ابن الجزري (ت: 833هـ): (قرأ ابن عامر {والشمس والقمر والنجوم مسخراتٌ} [12] برفع الأسماء الأربع، وافقه حفص في الأخيرين {والنجوم مسخراتٌ} [12]، والباقون بنصب الأربعة). [تقريب النشر في القراءات العشر: 571]
- قال محب الدين محمد بن محمد بن محمد النُّوَيْري (ت: 857هـ): ([تتمة:] تقدم والشّمس والقمر والنّجوم مسخّرات [النحل: 12] ومذهب حفص في الأخيرين وتأتيهم الملائكة بالأنعام [الآية: 158] ). [شرح طيبة النشر للنويري: 2/412] (م)
قال أحمد بن محمد بن البناء الدمياطي (ت: 1117هـ): (وقرأ "وَالشَّمْسُ وَالْقَمَرُ" [الآية: 12] برفعهما ابن عامر). [إتحاف فضلاء البشر: 2/181]
قال أحمد بن محمد بن البناء الدمياطي (ت: 1117هـ): (وقرأ هو وحفص "والنجومُ مسخراتُ" بالرفع فيهما ومر بالأعراف). [إتحاف فضلاء البشر: 2/181]
قال علي بن محمد الصفاقسي (ت: 1118هـ): ( {والشمس والقمر والنجوم مسخرات} [12] قرأ الشامي برفع آخر الأسماء الأربعة، وحفص بنصب الأولين {الشمس والقمر} ورفع الآخرين {النجوم} و{مسخرات} والباقون بالنصب في الأربعة، إلا أن {مسخرات} منصوب بالكسرة). [غيث النفع: 783]
قال د. عبد اللطيف الخطيب (م): ( {وَسَخَّرَ لَكُمُ اللَّيْلَ وَالنَّهَارَ وَالشَّمْسَ وَالْقَمَرَ وَالنُّجُومُ مُسَخَّرَاتٌ بِأَمْرِهِ إِنَّ فِي ذَلِكَ لَآَيَاتٍ لِقَوْمٍ يَعْقِلُونَ (12)}
{وَسَخَّرَ لَكُمُ}
قرأ أبو عمرو ويعقوب بإدغام الراء في اللام، وبالإظهار.
وقرأ ابن أبي عبلة (وسخر لكم...).
{وَالشَّمْسَ وَالْقَمَرَ وَالنُّجُومُ مُسَخَّرَاتٌ}
قرأ أبو عمرو وابن كثير ونافع وحمزة والكسائي وأبو بكر عن عاصم، وأبو جعفر ويعقوب (والشمس والقمر والنجوم مسخرات) بالنصب، ووجهه أنه عطف بالواو على أول الكلام وهو «الليل»، ومسخراتٍ: نصبه على الحال المؤكدة.
قال مكي: «والاختيار النصب؛ لأن الجماعة عليه».
وقرأ ابن عامر وأهل الشام وابن عباس (والشمس والقمر والنجوم مسخرات) بالرفع على الابتداء، ومسخرات: خبره، وهو قطع عما قبله.
[معجم القراءات: 4/602]
وقرأ حفص عن عاصم والمفضل {والشمس والقمر والنجوم مسخرات} الشمس والقمر بالنصب معطوفان على ما سبق.
والنجوم: رفع على الابتداء، ومسخرات: خبره.
قال مكي: «وهو وجه قوي، وقراءة حسنة».
ذكر القرطبي أنه قرئ: (والشمس والقمر والنجوم مسخرات) الثلاثة بالنصب عطفًا على الليل والنهار، ومسخرات: بالرفع، وهو خبر ابتداء محذوف، أي: هن مسخرات.
وقرأ عبد الله بن مسعود والأعمش وطلحة بن مصرف (والشمس والقمر والرياح مسخرات) بوضع «الرياح» في موضع «النجوم»، وهي قراءة مخالفة لسواد المصحف.
قال ابن خالويه: «يريد النجوم في قراءتنا».
وتقدمت مثل هذه القراءات في سورة الأعراف الآية / 54.
[معجم القراءات: 4/603]
{وَالنُّجُومُ مُسَخَّرَاتٌبِأَمْرِهِ}
قراءة أبي عمرو ويعقوب بإدغام الميم في الميم وبالإظهار.
قراءة حمزة في الوقف بإبدال الهمزة ياءً مفتوحة).[معجم القراءات: 4/604]

قوله تعالى: {وَمَا ذَرَأَ لَكُمْ فِي الْأَرْضِ مُخْتَلِفًا أَلْوَانُهُ إِنَّ فِي ذَلِكَ لَآَيَةً لِقَوْمٍ يَذَّكَّرُونَ (13)}
قال د. عبد اللطيف الخطيب (م): ( {وَمَا ذَرَأَ لَكُمْ فِي الْأَرْضِ مُخْتَلِفًا أَلْوَانُهُ إِنَّ فِي ذَلِكَ لَآَيَةً لِقَوْمٍ يَذَّكَّرُونَ (13)}
{وَمَا ذَرَأَ لَكُمْ}
قراءة الجماعة بالهمز {ذرأ}.
وقرأ العمري (ذرا) بألف من غير همز، وهو من تخفيف الهمز).[معجم القراءات: 4/604]

روابط مهمة:
- أقوال المفسرين


رد مع اقتباس
  #6  
قديم 13 صفر 1440هـ/23-10-2018م, 12:55 PM
جمهرة علوم القرآن جمهرة علوم القرآن غير متواجد حالياً
فريق الإشراف
 
تاريخ التسجيل: Oct 2017
المشاركات: 7,975
افتراضي

سورة النحل

[ من الآية (14) إلى الآية (16) ]
{وَهُوَ الَّذِي سَخَّرَ الْبَحْرَ لِتَأْكُلُوا مِنْهُ لَحْمًا طَرِيًّا وَتَسْتَخْرِجُوا مِنْهُ حِلْيَةً تَلْبَسُونَهَا وَتَرَى الْفُلْكَ مَوَاخِرَ فِيهِ وَلِتَبْتَغُوا مِنْ فَضْلِهِ وَلَعَلَّكُمْ تَشْكُرُونَ (14) وَأَلْقَى فِي الْأَرْضِ رَوَاسِيَ أَنْ تَمِيدَ بِكُمْ وَأَنْهَارًا وَسُبُلًا لَعَلَّكُمْ تَهْتَدُونَ (15) وَعَلَامَاتٍ وَبِالنَّجْمِ هُمْ يَهْتَدُونَ (16)}

قوله تعالى: {وَهُوَ الَّذِي سَخَّرَ الْبَحْرَ لِتَأْكُلُوا مِنْهُ لَحْمًا طَرِيًّا وَتَسْتَخْرِجُوا مِنْهُ حِلْيَةً تَلْبَسُونَهَا وَتَرَى الْفُلْكَ مَوَاخِرَ فِيهِ وَلِتَبْتَغُوا مِنْ فَضْلِهِ وَلَعَلَّكُمْ تَشْكُرُونَ (14)}
قال أحمد بن محمد بن البناء الدمياطي (ت: 1117هـ): (وأمال "وَتَرَى الْفُلْك" [الآية: 14] وصلا السوسي بخلفه). [إتحاف فضلاء البشر: 2/182]
قال د. عبد اللطيف الخطيب (م): ( {وَهُوَ الَّذِي سَخَّرَ الْبَحْرَ لِتَأْكُلُوا مِنْهُ لَحْمًا طَرِيًّا وَتَسْتَخْرِجُوا مِنْهُ حِلْيَةً تَلْبَسُونَهَا وَتَرَى الْفُلْكَ مَوَاخِرَ فِيهِ وَلِتَبْتَغُوا مِنْ فَضْلِهِ وَلَعَلَّكُمْ تَشْكُرُونَ (14)}
{وَهُوَ}
قرأ أبو عمرو والكسائي وقالون وأبو جعفر والحسن واليزيدي (وهو) بسكون الهاء.
وقراءة الباقين {وهو} بضمها.
{لِتَأْكُلُوا}
قرأ أبو عمرو بخلاف عنه وأبو جعفر والأزرق وورش والأصبهاني ومحمد بن حبيب الشموني عن الأعشى عن أبي بكر عن عاصم (لتاكلوا) بإبدال الهمزة ألفًا.
وكذا جاءت قراءة حمزة في الوقف بالإبدال.
والجماعة على تحقيق الهمز {لتأكلوا}.
[معجم القراءات: 4/604]
{وَتَرَى الْفُلْكَ}
قراءة السوسي بإمالة الألف في الوصل بخلاف عنه.
وقراءة الجماعة بالفتح.
وأما الوقف: فقد أمال الألف أبو عمرو وحمزة والكسائي وخلف، وابن ذكوان من طريق الصوري واليزيدي والأعمش.
والأزرق وورش بالتقليل.
والباقون بالفتح، وهي رواية الأخفش عن ابن ذكوان.
{مَوَاخِرَ}
ترقيق الراء الأزرق وورش.
{فِيهِ}
قراءة ابن كثير في الوصل بوصل الهاء بياء (فيهي) ).[معجم القراءات: 4/605]

قوله تعالى: {وَأَلْقَى فِي الْأَرْضِ رَوَاسِيَ أَنْ تَمِيدَ بِكُمْ وَأَنْهَارًا وَسُبُلًا لَعَلَّكُمْ تَهْتَدُونَ (15)}
قال د. عبد اللطيف الخطيب (م): ( {وَأَلْقَى فِي الْأَرْضِ رَوَاسِيَ أَنْ تَمِيدَ بِكُمْ وَأَنْهَارًا وَسُبُلًا لَعَلَّكُمْ تَهْتَدُونَ (15)}
{وَأَلْقَى}
أمال الألف حمزة والكسائي وخلف.
والفتح والتقليل عن الأزرق وورش.
وقراءة الباقين بالفتح).[معجم القراءات: 4/605]

قوله تعالى: {وَعَلَامَاتٍ وَبِالنَّجْمِ هُمْ يَهْتَدُونَ (16)}
قال أبو القاسم يوسف بن علي بن جبارة الهذلي المغربي (ت: 465هـ): ( (وَبِالنَّجْمِ) بضم النون والجيم الحسن، الباقون بفتح النون وإسكان الجيم، وهو الاختيار لقوله: (النَّجْمُ الثَّاقِبُ) ). [الكامل في القراءات العشر: 583]
قال أحمد بن محمد بن البناء الدمياطي (ت: 1117هـ): (وعن الحسن "وبالنُّجم" بضم النون وسكون الجيم هنا، وفي سورة النجم على أنها مخففة من قراءة ابن وثاب بضم النون والجيم، أو لغة مستقلة، والجمهور على فتح النون وسكون الجيم، فقيل المراد به كوكب بعينه كالجدي والثريا، وقيل هو اسم جنس). [إتحاف فضلاء البشر: 2/182]
قال د. عبد اللطيف الخطيب (م): ( {وَعَلَامَاتٍ وَبِالنَّجْمِ هُمْ يَهْتَدُونَ (16)}
{وَبِالنَّجْمِ}
قراءة الجمهور {وبالنجم}، اسم جنس.
وقرأ مجاهد وابن قطيب (وبالنجوم) بواو على الجمع.
[معجم القراءات: 4/605]
وقرأ ابن وثاب والحسن ومجاهد والجحدري (وبالنجم) بضم النون والجيم.
قال ابن خالويه: «قال ابن دريد: النجم تكون واحدة وجمعة، وذهب غيره إلى أنه جمع نجم.
وقرأ الحسن وابن وثاب والضحاك وأبو المتوكل (وبالنجم) بضم النون وسكون الجيم.
وهو تخفيف، وذهب بعضهم إلى أنه على حذف الواو من النجوم، فصارت النجم، وحملهم على هذا الحرص على التخفيف.
وذهب أبو حيان إلى أن جعله مما جمع على «فعل» أولى من حمله على أنه أراد النجوم فحذف الواو.
وقال أبو حيان بعد ذكر هذه القراءة:
«وفي اللوامح: الحسن: النجم بضمتين، وابن وثاب بضمة واحدة، وجاء كذلك عن ابن هشام الرفاعي، ولاشك في أنه يذكره عن أصحاب عاصم» انتهى.
وقال ابن جني: «... ساكنة الجيم كأنه مخفف من النجم كلغة تميم في قولهم: رسل وكتب» ).[معجم القراءات: 4/606]

روابط مهمة:
- أقوال المفسرين


رد مع اقتباس
  #7  
قديم 13 صفر 1440هـ/23-10-2018م, 12:58 PM
جمهرة علوم القرآن جمهرة علوم القرآن غير متواجد حالياً
فريق الإشراف
 
تاريخ التسجيل: Oct 2017
المشاركات: 7,975
افتراضي

سورة النحل

[ من الآية (17) إلى الآية (23) ]
{أَفَمَنْ يَخْلُقُ كَمَنْ لَا يَخْلُقُ أَفَلَا تَذَكَّرُونَ (17) وَإِنْ تَعُدُّوا نِعْمَةَ اللَّهِ لَا تُحْصُوهَا إِنَّ اللَّهَ لَغَفُورٌ رَحِيمٌ (18) وَاللَّهُ يَعْلَمُ مَا تُسِرُّونَ وَمَا تُعْلِنُونَ (19)وَالَّذِينَ يَدْعُونَ مِنْ دُونِ اللَّهِ لَا يَخْلُقُونَ شَيْئًا وَهُمْ يُخْلَقُونَ (20) أَمْوَاتٌ غَيْرُ أَحْيَاءٍ وَمَا يَشْعُرُونَ أَيَّانَ يُبْعَثُونَ (21) إِلَهُكُمْ إِلَهٌ وَاحِدٌ فَالَّذِينَ لَا يُؤْمِنُونَ بِالْآَخِرَةِ قُلُوبُهُمْ مُنْكِرَةٌ وَهُمْ مُسْتَكْبِرُونَ (22) لَا جَرَمَ أَنَّ اللَّهَ يَعْلَمُ مَا يُسِرُّونَ وَمَا يُعْلِنُونَ إِنَّهُ لَا يُحِبُّ الْمُسْتَكْبِرِينَ (23)}

قوله تعالى: {أَفَمَنْ يَخْلُقُ كَمَنْ لَا يَخْلُقُ أَفَلَا تَذَكَّرُونَ (17)}
قال أحمد بن محمد بن البناء الدمياطي (ت: 1117هـ): (وقرأ "أَفَلا تَذَكَّرُون" [الآية: 17] بتخفيف الذال حفص وحمزة والكسائي وخلف ومر بالأنعام). [إتحاف فضلاء البشر: 2/182]
قال علي بن محمد الصفاقسي (ت: 1118هـ): ( {أفلا تذكرون} قرأ حفص والأخوان بتخفيف الذال، والباقون بالتشديد). [غيث النفع: 783]
قال د. عبد اللطيف الخطيب (م): ( {أَفَمَنْ يَخْلُقُ كَمَنْ لَا يَخْلُقُ أَفَلَا تَذَكَّرُونَ (17)}
{يَخْلُقُ كَمَنْ}
إدغام القاف في الكاف وإظهارها عن أبي عمرو ويعقوب.
[معجم القراءات: 4/606]
{أَفَلَا تَذَكَّرُونَ}
قرأ حفص عن عاصم وحمزة والكسائي وخلف والأعمش، وهي رواية علي بن نصر عن أبيه عن أبان عن عاصم {.. تذكرون} بتخفيف الذال.
وذلك على حذف إحدى التاءين، والأصل: تتذكرون.
وقرأ أبو عمرو وابن عامر ونافع وابن كثير وأبو بكر عن عاصم وأبو جعفر ويعقوب (... تذكرون) بتشديد الذال، وهو من إدغام التاء الثانية بالذال، وأصله: تتذكرون.
وتقدم هذا في الآية /152 من سورة الأنعام).[معجم القراءات: 4/607]

قوله تعالى: {وَإِنْ تَعُدُّوا نِعْمَةَ اللَّهِ لَا تُحْصُوهَا إِنَّ اللَّهَ لَغَفُورٌ رَحِيمٌ (18)}

قوله تعالى: {وَاللَّهُ يَعْلَمُ مَا تُسِرُّونَ وَمَا تُعْلِنُونَ (19)}
قال أبو بكر أحمد بن موسى ابن مجاهد التميمي البغدادي (ت: 324هـ): (4 - وَاخْتلفُوا في قَوْله {وَالله يعلم مَا تسرون وَمَا تعلنون (19) وَالَّذين يدعونَ من دون الله لَا يخلقون شَيْئا} 19 20
فَقَرَأَ ابْن كثير وَأَبُو عَمْرو وَنَافِع وَابْن عَامر وَحَمْزَة والكسائي (وَالله يعلم مَا تسرون وَمَا تعلنون وَالَّذين تدعون) بِالتَّاءِ كُلهنَّ
وَقَرَأَ عَاصِم {وَالله يعلم مَا تسرون وَمَا تعلنون} بِالتَّاءِ {وَالَّذين يدعونَ} بِالْيَاءِ
وأخبرني الخزاز عَن هُبَيْرَة عَن حَفْص عَن عَاصِم أَنه قَرَأَ ثلاثهن بِالْيَاءِ
وَقَالَ ابْن الْيَتِيم عَن أَبي حَفْص عَمْرو بن الصَّباح عَن حَفْص عَن عَاصِم مثل أَبي بكر عَن عَاصِم
وروى الكسائي عَن أَبي بكر عَن عَاصِم ذَلِك كُله بِالتَّاءِ في الثَّلَاثَة). [السبعة في القراءات: 371]
قال أبو الفضل محمد بن جعفر الخزاعي الجرجاني (ت: 408هـ): ( (يسرون) [19]، و(يعلنون) [19]: بالياء فيهما الخزاز، وابن زربي، وأبو بشر). [المنتهى: 2/784]
قال أبو القاسم يوسف بن علي بن جبارة الهذلي المغربي (ت: 465هـ): ((تُسِرُّونَ وَمَا تُعْلِنُونَ) بالتاء فيهما يونس، ومحبوب عن أَبِي عَمْرٍو، والخزاز في قول أبي علي وهو غلط إن لم يتابع عليه، الباقون بالياء وهو الاختيار لقوله: (قُلُوبُهُمْ مُنْكِرَةٌ وَهُمْ مُسْتَكْبِرُونَ) ). [الكامل في القراءات العشر: 584]
قال د. عبد اللطيف الخطيب (م): ( {وَاللَّهُ يَعْلَمُ مَا تُسِرُّونَ وَمَا تُعْلِنُونَ (19)}
{يَعْلَمُ مَا}
أدغم الميم في الميم أبو عمرو ويعقوب.
{تُسِرُّونَ وَمَا تُعْلِنُونَ}
قرأ ابن كثير وأبو عمرو ونافع وابن عامر وحمزة والكسائي وأبو بكر عن عاصم، وكذا البرجمي والأعرج وشيبة وأبو جعفر ومجاهد: (تسيرون وتعلنون) بالتاء فيهما، على معنى: قل يا محمد للكفار...
[معجم القراءات: 4/607]
وذكر الخزاز عن هبيرة عن حفص عن عاصم، وكذا المفضل وأبو بكر عنه وعبد الوارث عن أبي عمرو، ونعيم والقاضي كلاهما عن حمزة والوليد بن مسلم عن ابن عامر (يسرون ويعلنون) بالياء فيهما.
وقرأ الأعمش وأصحاب عبد الله بن مسعود (يعلم الذي تبدون وما تكتمون).
وتحمل هذه القراءة على التفسير.
وقرأ طلحة (يعلم ما تخفون وما تعلنون).
وهذه القراءة مخالفة لسواد المصحف، فوجب حملها على التفسير لا على أنها قرآن).[معجم القراءات: 4/608]

قوله تعالى: {وَالَّذِينَ يَدْعُونَ مِنْ دُونِ اللَّهِ لَا يَخْلُقُونَ شَيْئًا وَهُمْ يُخْلَقُونَ (20)}
قال أبو بكر أحمد بن موسى ابن مجاهد التميمي البغدادي (ت: 324هـ): (4 - وَاخْتلفُوا في قَوْله {وَالله يعلم مَا تسرون وَمَا تعلنون (19) وَالَّذين يدعونَ من دون الله لَا يخلقون شَيْئا} 19 20
فَقَرَأَ ابْن كثير وَأَبُو عَمْرو وَنَافِع وَابْن عَامر وَحَمْزَة والكسائي (وَالله يعلم مَا تسرون وَمَا تعلنون وَالَّذين تدعون) بِالتَّاءِ كُلهنَّ
وَقَرَأَ عَاصِم {وَالله يعلم مَا تسرون وَمَا تعلنون} بِالتَّاءِ {وَالَّذين يدعونَ} بِالْيَاءِ
وأخبرني الخزاز عَن هُبَيْرَة عَن حَفْص عَن عَاصِم أَنه قَرَأَ ثلاثهن بِالْيَاءِ
وَقَالَ ابْن الْيَتِيم عَن أَبي حَفْص عَمْرو بن الصَّباح عَن حَفْص عَن عَاصِم مثل أَبي بكر عَن عَاصِم
وروى الكسائي عَن أَبي بكر عَن عَاصِم ذَلِك كُله بِالتَّاءِ في الثَّلَاثَة). [السبعة في القراءات: 371] (م)
قال أبو بكر أحمد بن الحسين ابن مهران الأصبهاني (ت: 381هـ): ( (والذين يدعون) بالياء عاصم - غير الأعشى والبرجمي - ويعقوب وسهل). [الغاية في القراءات العشر: 297]
قال أبو الفضل محمد بن جعفر الخزاعي الجرجاني (ت: 408هـ): ( (يدعون) [20]: بالياء عاصم غير على والبرجمي والأعشى، وسلام، ويعقوب، وسهل). [المنتهى: 2/784]
قال مكي بن أبي طالب القَيْسِي (ت: 437هـ): (قرأ عاصم (يدعون) بالياء، وقرأ الباقون بالتاء). [التبصرة: 251]
قال أبو عمرو عثمان بن سعيد الداني (ت: 444هـ): (عاصم: {والذين يدعون} (20): بالياء.
والباقون: بالتاء). [التيسير في القراءات السبع: 336]
- قال محمد بن محمد بن محمد بن علي ابن الجزري (ت: 833هـ) :(عاصم ويعقوب: (والّذين يدعون) بالياء، والباقون بالتّاء). [تحبير التيسير: 430]
قال أبو القاسم يوسف بن علي بن جبارة الهذلي المغربي (ت: 465هـ): ((يَدْعُونَ) بالياء بصري غير أيوب، وأَبِي عَمْرٍو إلا أبا زيد في قول أبي علي وهو غلط بخلاف المفرد، وعَاصِم غير أبان، وأبي الحسن، وابن جبير، والأعشى، والبرجمي، وأبي عمارة عن حفص، والاحتياطي، والأزرق عن أبي بكر، الباقون بالتاء، وهو الاختيار، لما ذكرت غير الزَّعْفَرَانِيّ قرأ بضم الياء وفتح العين حيث وقع). [الكامل في القراءات العشر: 583]
قال أحمد بن علي بن خلف ابن الباذش الأنصاري (ت: 540هـ): ([20]- {وَالَّذِينَ يَدْعُونَ} بالياء: عاصم). [الإقناع: 2/681]
قال القاسم بن فيرُّه بن خلف الشاطبي (ت: 590هـ): (808- .... .... يَدْعُونَ عَاصِمٌ = .... .... .... .... ). [الشاطبية: 64]
- قال علم الدين علي بن محمد السخاوي (ت: 643هـ): ([808] وينبت نون (صـ)ـح يدعون (عاصم) = وفي شركاي الخلف في الهمز (هـ)ـلهلا
{ينبت}، {والذين يدعون}: وجه ذلك معروف). [فتح الوصيد: 2/1047] (م)
- قال محمد بن أحمد الموصلي (شعلة) (ت: 656هـ): ([808] وينبت نونٌ صح يدعون عاصمٌ = وفي شركاي الخلف في الهمز هلهلا
ب: (هلهل النساج الثوب) إذا خفف نسجه، و(ثوبٌ هلهلٌ): خفيف النسج.
ح: (ينبتُ): مبتدأ، (نونٌ): خبر، أي: ذو نون، (صح):جملة مستأنفة، (يدعون عاصمٌ): مبتدأ وخبر، أي: قراءةُ عاصمٍ، (الخلف): مبتدأ، (هلهلا): فعل ماضٍ خبر المبتدأ، (في الهمز): متعلق به، (في شركاي): ظرف (الهمز)، أو (هلهلا): اسم وقع حالًا، و(في الهمز): خبر.
ص: قرأ أبو بكر: {ينبت لكم به الزرع} [11] بالنون للعظمة، والباقون: بالياء ردًا إلى الله تعالى في قوله: {أتى أمرُ الله} [1].
وقرأ عاصم: {والذين يدعون من دون الله} [20] بياء الغيبة، لأن قبله: {وبالنجم هم يهتدون} [16]، ويعلم الغيب من إطلاق اللفظ، والباقون: بتاء الخطاب: لأن قبله: {والله يعلم ما تسرون وما تعلنون}
[كنز المعاني: 2/368]
[19].
وقرأ البزي بخلافٍ عنه (أين شركاي) [27] بترك الهمز على قاعدة قصر الممدود، وإن كان ضعيفًا، وفي رواية عنه كقراءة الباقين بالمد على الأصل.
وأشار إلى ضعف ما ذكر أولًا بقوله: (هلهلا)؛ لأن النحويين مجمعون على أن الممدود لا يُقصر إلا ضرورة، لكن تابع الناظم في نقل ذلك صاحب التيسير رحمه الله تعالى -). [كنز المعاني: 2/369] (م)
- قال أبو شامة عبد الرحمن بن إسماعيل الدمشقي (ت: 665هـ): (ثم قال الناظم: يدعون عاصم؛ أي: قرأه عاصم بالياء على الغيبة يريد: {وَالَّذِينَ يَدْعُونَ مِنْ دُونِ اللَّهِ}؛ لأن قبله: {وَبِالنَّجْمِ هُمْ يَهْتَدُونَ} بالغيبة والباقون قرءوا بالتاء على الخطاب، ووجهه ما قبله من قوله: {وَاللَّهُ يَعْلَمُ مَا تُسِرُّونَ وَمَا تُعْلِنُونَ}،
فإن قلتُ: من أين علمت أن قراءة عاصم بالغيب؟
قلتُ: لعدم التقييد فهو أحد الأمور الثلاثة التي إطلاقه يغني عن قيدها وهي الرفع والتذكير والغيب.
فإن قلتَ: لِمَ لَمْ يحمل هذا الإطلاق على القيد السابق في "وتنبت" نون فيكون كما تقدم في "سكرت" و"قدرنا".
قلت: لا يستقيم لفظ النون في يدعون ولولا ذلك لاتجه هذا الاحتمال). [إبراز المعاني من حرز الأماني: 3/308]
- قال عبد الفتاح بن عبد الغني بن محمد القاضي (ت: 1403هـ): (808 - .... .... .... يدعون عاصم = .... .... .... .... ....
....
وقرأ عاصم: وَالَّذِينَ يَدْعُونَ مِنْ دُونِ اللَّهِ بياء الغيب كما لفظ به، وقرأ غيره بتاء الخطاب). [الوافي في شرح الشاطبية: 305]
قال محمد بن محمد بن محمد بن علي ابن الجزري (ت: 833هـ): (141- .... .... .... .... .... = .... يَدْعُونَ حِفْظٌ .... .... .... ). [الدرة المضية: 31]
- قال محمد بن الحسن بن محمد المنير السمنودي (ت: 1199هـ):(ثم قال: يدعون حفظ أي قرأ المرموز له (بحا) حفظ وهو يعقوب {والذين يدعون} [20] بالغيبة كما نطق به وعلم من الوفاق بالخطاب للآخرين، فالغيب لمناسبة {هم يهتدون} [16] والخطاب مناسبة {تسرون} [19] و{تعلنون} [19] ). [شرح الدرة المضيئة: 159]
قال محمد بن محمد بن محمد بن علي ابن الجزري (ت: 833هـ): ( (وَاخْتُلِفَ) فِي وَالَّذِينَ تَدْعُونَ فَقَرَأَ يَعْقُوبُ، وَعَاصِمٌ بِالْغَيْبِ، وَقَرَأَ الْبَاقُونَ بِالْخِطَابِ). [النشر في القراءات العشر: 2/303]
- قال محمد بن محمد بن محمد بن علي ابن الجزري (ت: 833هـ): (قرأ يعقوب وعاصم {والذين يدعون } [20] بالغيب، والباقون بالخطاب). [تقريب النشر في القراءات العشر: 571]
قال محمد بن محمد بن محمد بن علي ابن الجزري (ت: 833هـ) : (721- .... .... .... يدعون ظبا = نل .... .... .... .... ). [طيبة النشر: 81]
- قال محمد بن محمد بن محمد بن علي ابن الجزري (ت: 833هـ) : (قوله: (يدعون) يريد قوله تعالى «والذين يدعون» بالغيب، قرأه يعقوب وعاصم مراعاة لقوله تعالى «وبالنجم هم يهتدون» والباقون بالخطاب مراعاة لقوله تعالى «والله يعلم ما تسرون وما
[شرح طيبة النشر لابن الجزري: 260]
تعلنون» ). [شرح طيبة النشر لابن الجزري: 261]
- قال محب الدين محمد بن محمد بن محمد النُّوَيْري (ت: 857هـ): (وقرأ ذو ظاء (ظبا) يعقوب ونون (نل) عاصم والّذين يدعون [النحل: 20] بياء الغيب
[شرح طيبة النشر للنويري: 2/411]
على الالتفات عن خطاب عام للمؤمنين إلى غيب خاص للكافرين أي: يدعونهم، وفهم الغيب من الإطلاق، والباقون بتاء [الخطاب] على الالتفات من الخطاب العام إلى الخاص.
أي: تدعون أنتم، أو جرى على سنن واحد). [شرح طيبة النشر للنويري: 2/412]

قال أحمد بن محمد بن البناء الدمياطي (ت: 1117هـ): (واختلف في "وَالَّذِينَ تَدْعُون" [الآية: 20] فعاصم ويعقوب بياء الغيبة على الالتفات من خطاب عام للمؤمنين إلى غيب خاص للكافرين، وافقهما الحسن، والباقون بتاء الخطاب، مناسبة لتسرون التفاتا من الخطاب العام إلى الخاص). [إتحاف فضلاء البشر: 2/182]
قال علي بن محمد الصفاقسي (ت: 1118هـ): ( {تدعون} [20] قرأ عاصم بالغيب، والباقون بالخطاب). [غيث النفع: 783]
قال د. عبد اللطيف الخطيب (م): ( {وَالَّذِينَ يَدْعُونَ مِنْ دُونِ اللَّهِ لَا يَخْلُقُونَ شَيْئًا وَهُمْ يُخْلَقُونَ (20)}
{يَدْعُونَ}
قرأ عاصم في رواية حماد ويحيى عن أبي بكر، وهبيرة عن حفص عن عاصم أيضًا، ويعقوب والأعمش والحسين وأصحاب عبد الله بن مسعود (يدعون) بالياء على الغيبة.
وقرأ ابن كثير وأبو عمرو ونافع وابن عامر وحمزة والكسائي وأبو بكر عن عاصم ومجاهد والأعرج وشيبة وأبو جعفر وطلحة وابن مسعود والأعمش (تدعون) بالتاء من فوق على الخطاب.
[معجم القراءات: 4/608]
وإليك هذا النص من حاشية الشهاب:
وقراءة حفص ثلاثتها بالياء مخالف لما في كتب القراءات، فلعلها رواية شاذة عنه...، وفي كتاب الزوائد المفيدة في الزيادة على القصيدة، للإربلي: وعن حفص أيضًا قراءة الثلاثة بناء الخطاب» انتهى.
قلت: قول الشهاب: «قراءة الثلاثة بالياء عن حفص مخالف لما في كتب القراءات»، غير صحيح، بل هو الثابت فيها.
وقرأ محمد بن السميفع اليماني من طريق المعدل (يدعون) بضم الياء وفتح العين مبنيًا للمفعول.
{شَيْئًا}
تقدمت القراءات فيه، انظر الآية / 123 من سورة البقرة).[معجم القراءات: 4/609]

قوله تعالى: {أَمْوَاتٌ غَيْرُ أَحْيَاءٍ وَمَا يَشْعُرُونَ أَيَّانَ يُبْعَثُونَ (21)}
قال د. عبد اللطيف الخطيب (م): ( {أَمْوَاتٌ غَيْرُ أَحْيَاءٍ وَمَا يَشْعُرُونَ أَيَّانَ يُبْعَثُونَ (21)}
{غَيْرُ}
ترقيق الراء بخلاف عن الأزرق وورش.
{أَيَّانَ}
قراءة الجماعة {أيان} بفتح الهمزة.
وقرأ أبو عبد الرحمن السلمي (إيان) بكسر الهمزة، وهي لغة قومه: سليم.
قال ابن جني:
«فيه لغتان: أيان وإيان بالفتح والكسر، وقد مضى فيما قبل».
قلت: ذكر هذا ابن جني في قوله تعالى {أيان مرساها} الأعراف/187، وقد ذكر قراءة السلمي بالكسر في ذلك الموضع أيضًا.
[معجم القراءات: 4/609]
وقال الفراء:
«.. بكسر ألف (إيان)، وهي لغة لسليم، وقد سمعت بعض العرب يقول: متى إيوان ذاك، والكلام متى أوان ذلك» ).[معجم القراءات: 4/610]

قوله تعالى: {إِلَهُكُمْ إِلَهٌ وَاحِدٌ فَالَّذِينَ لَا يُؤْمِنُونَ بِالْآَخِرَةِ قُلُوبُهُمْ مُنْكِرَةٌ وَهُمْ مُسْتَكْبِرُونَ (22)}
قال د. عبد اللطيف الخطيب (م): ( {إِلَهُكُمْ إِلَهٌ وَاحِدٌ فَالَّذِينَ لَا يُؤْمِنُونَ بِالْآَخِرَةِ قُلُوبُهُمْ مُنْكِرَةٌ وَهُمْ مُسْتَكْبِرُونَ (22)}
{لَا يُؤْمِنُونَ}
قرأ أبو عمرو بخلاف عنه وأبو جعفر والأزرق وورش والأصبهاني ومحمد بن حبيب الشموني عن الأعشى عن أبي بكر عن عاصم (لا يومنون) بإبدال الهمزة واوًا.
وعلى الإبدال جاءت قراءة حمزة في الوقف.
وقراءة الجماعة بالهمز {لا يؤمنون}.
{بِالْآَخِرَةِ}
تقدمت القراءات فيه في الآية /4 من سورة البقرة وفيها: تحقيق الهمز، نقل الحركة والحذف، السكت، ترقيق الراء، إمالة الهاء وما قبلها.
{مُنْكِرَةٌ}
ترقيق الراء عن الأزرق وورش بخلاف عنه.
{مُسْتَكْبِرُونَ}
ترقيق الراء عن الأزرق وورش بخلاف).[معجم القراءات: 4/610]

قوله تعالى: {لَا جَرَمَ أَنَّ اللَّهَ يَعْلَمُ مَا يُسِرُّونَ وَمَا يُعْلِنُونَ إِنَّهُ لَا يُحِبُّ الْمُسْتَكْبِرِينَ (23)}
قال أبو القاسم يوسف بن علي بن جبارة الهذلي المغربي (ت: 465هـ): ( (يُسِرُّونَ)، و(يُعْلِنُونَ) بالياء أبو بشر، وابن زرحي عن حَمْزَة، والخزاز عن حفص وابن معاذ عن عَاصِم، وعبد الوارث، والخفاف، وعبيد، ومحبوب، واللؤلؤي عن أَبِي عَمْرٍو قال الرَّازِيّ: الجريري عن يَعْقُوب بالوجهين، الباقون بالتاء فيهما، وهو الاختيار لقوله: (تَذَكَّرُونَ) ). [الكامل في القراءات العشر: 583]
قال أبو القاسم يوسف بن علي بن جبارة الهذلي المغربي (ت: 465هـ): ( (لَا جَرَمَ) بفتح الهمزة وإسكان الجيم هارون عن أَبِي عَمْرٍو، الباقون بغير همز مع فتح الجيم، وهو الاختيار على أن جرم مع لا مبنى). [الكامل في القراءات العشر: 584]
قال د. عبد اللطيف الخطيب (م): ( {لَا جَرَمَ أَنَّ اللَّهَ يَعْلَمُ مَا يُسِرُّونَ وَمَا يُعْلِنُونَ إِنَّهُ لَا يُحِبُّ الْمُسْتَكْبِرِينَ (23)}
{لَا جَرَمَ}
قراءة الجماعة {لا جرم}.
وقرأ هارون عن أبي عمرو (لأجرم) بهمز الألف. كذا جاءت القراءة عند ابن خالويه والصفراوي وتقدمته في الآية /21 من هود.
[معجم القراءات: 4/610]
{لَا جَرَمَ أَنَّ}
قراءة الجمهور {لا جرم أن الله...} بفتح الهمزة.
وتخريج هذا عند الخليل وسيبويه أن «لا» و«جرم» ركبا معًا وبنيا، والمعنى: حق، وما بعده رفع به على الفاعلية، أي حق خسرانهم.
وقيل: إن المعنى لا محالة خسرانهم، فيكون في موضع رفع، وفيها أقوال أخرى.
وقرأ عيسى بن عمر الثقفي (لا جرم إن الله...) بكسر همزة «إن» على الاستئناف والقطع مما قبله.
{يَعْلَمُ مَا}
تقدم إدغام الميم في الميم في الآية/19 من هذه السورة.
{يُسِرُّونَ}
قراءة الجماعة بالياء {يسرون}.
وقراءة الحسن وأبي الدرداء (تسرون) بالتاء.
{يُسِرُّونَ وَمَا يُعْلِنُونَ}
قرأ شيبان عن عاصم وكذا هبيرة عن حفص عنه، ويونس ومحبوب كلاهما عن أبي عمرو (تسرون، تعلنون) بالتاء فيهما).[معجم القراءات: 4/611]

روابط مهمة:
- أقوال المفسرين


رد مع اقتباس
  #8  
قديم 13 صفر 1440هـ/23-10-2018م, 01:00 PM
جمهرة علوم القرآن جمهرة علوم القرآن غير متواجد حالياً
فريق الإشراف
 
تاريخ التسجيل: Oct 2017
المشاركات: 7,975
افتراضي

سورة النحل
[ من الآية (24) إلى الآية (29) ]
{وَإِذَا قِيلَ لَهُمْ مَاذَا أَنْزَلَ رَبُّكُمْ قَالُوا أَسَاطِيرُ الْأَوَّلِينَ (24) لِيَحْمِلُوا أَوْزَارَهُمْ كَامِلَةً يَوْمَ الْقِيَامَةِ وَمِنْ أَوْزَارِ الَّذِينَ يُضِلُّونَهُمْ بِغَيْرِ عِلْمٍ أَلَا سَاءَ مَا يَزِرُونَ (25) قَدْ مَكَرَ الَّذِينَ مِنْ قَبْلِهِمْ فَأَتَى اللَّهُ بُنْيَانَهُمْ مِنَ الْقَوَاعِدِ فَخَرَّ عَلَيْهِمُ السَّقْفُ مِنْ فَوْقِهِمْ وَأَتَاهُمُ الْعَذَابُ مِنْ حَيْثُ لَا يَشْعُرُونَ (26) ثُمَّ يَوْمَ الْقِيَامَةِ يُخْزِيهِمْ وَيَقُولُ أَيْنَ شُرَكَائِيَ الَّذِينَ كُنْتُمْ تُشَاقُّونَ فِيهِمْ قَالَ الَّذِينَ أُوتُوا الْعِلْمَ إِنَّ الْخِزْيَ الْيَوْمَ وَالسُّوءَ عَلَى الْكَافِرِينَ (27) الَّذِينَ تَتَوَفَّاهُمُ الْمَلَائِكَةُ ظَالِمِي أَنْفُسِهِمْ فَأَلْقَوُا السَّلَمَ مَا كُنَّا نَعْمَلُ مِنْ سُوءٍ بَلَى إِنَّ اللَّهَ عَلِيمٌ بِمَا كُنْتُمْ تَعْمَلُونَ (28) فَادْخُلُوا أَبْوَابَ جَهَنَّمَ خَالِدِينَ فِيهَا فَلَبِئْسَ مَثْوَى الْمُتَكَبِّرِينَ (29) }

قوله تعالى: {وَإِذَا قِيلَ لَهُمْ مَاذَا أَنْزَلَ رَبُّكُمْ قَالُوا أَسَاطِيرُ الْأَوَّلِينَ (24)}
قال أحمد بن محمد بن البناء الدمياطي (ت: 1117هـ): ("وأشم" قاف "قيل" هشام والكسائي ورويس). [إتحاف فضلاء البشر: 2/182]
قال علي بن محمد الصفاقسي (ت: 1118هـ): ( {قيل} [24] لا يخفى {عليهم السقف} [26] كذلك). [غيث النفع: 784] (م)
قال د. عبد اللطيف الخطيب (م): ( {وَإِذَا قِيلَ لَهُمْ مَاذَا أَنْزَلَ رَبُّكُمْ قَالُوا أَسَاطِيرُ الْأَوَّلِينَ (24)}
{قِيلَ لَهُمْ}
قرأ هشام والكسائي ورويس والحسن والشنبوذي بإشمام القاف الضم، وهي لغة قيس وعقيل (قُيل).
وقراءة الجماعة بإخلاص كسر القاف {قيل}.
{قِيلَ لَهُم}
إدغام اللام في اللام وإظهارها عن أبي عمرو ويعقوب.
[معجم القراءات: 4/611]
{أَنْزَلَ رَبُّكُمْ}
أدغم اللام في الراء أبو عمرو ويعقوب، وعنهما الإظهار.
{أَسَاطِيرُ}
قراءة الجماعة: {أساطير} بالرفع، على تقدير المنزل أساطير، أو هو..
وقرأ عباس عن أبي عمرو (أساطير) بالنصب، على معنى: ذكرتم أساطير، أو أنزل أساطير، على سبيل التهكم والسخرية.
وترقيق الراء عن الأزرق وورش).[معجم القراءات: 4/612]

قوله تعالى: {لِيَحْمِلُوا أَوْزَارَهُمْ كَامِلَةً يَوْمَ الْقِيَامَةِ وَمِنْ أَوْزَارِ الَّذِينَ يُضِلُّونَهُمْ بِغَيْرِ عِلْمٍ أَلَا سَاءَ مَا يَزِرُونَ (25)}
قال أحمد بن محمد بن البناء الدمياطي (ت: 1117هـ): (وأمال "أوزار" أبو عمرو وابن ذكوان من طريق الصوري والدوري عن الكسائي، وقلله الأزرق). [إتحاف فضلاء البشر: 2/182]
قال د. عبد اللطيف الخطيب (م): ( {لِيَحْمِلُوا أَوْزَارَهُمْ كَامِلَةً يَوْمَ الْقِيَامَةِ وَمِنْ أَوْزَارِ الَّذِينَ يُضِلُّونَهُمْ بِغَيْرِ عِلْمٍ أَلَا سَاءَ مَا يَزِرُونَ (25)}
{وَمِنْ أَوْزَارِ}
أمال الألف أبو عمرو والدوري عن الكسائي، وابن ذكوان من طريق الصوري.
والأزرق وورش بالتقليل.
والباقون بالفتح، وهي رواية الأخفش عن أبن ذكوان.
{يَزِرُونَ}
ترقيق الراء عن الأزرق وورش بخلاف).[معجم القراءات: 4/612]

قوله تعالى: {قَدْ مَكَرَ الَّذِينَ مِنْ قَبْلِهِمْ فَأَتَى اللَّهُ بُنْيَانَهُمْ مِنَ الْقَوَاعِدِ فَخَرَّ عَلَيْهِمُ السَّقْفُ مِنْ فَوْقِهِمْ وَأَتَاهُمُ الْعَذَابُ مِنْ حَيْثُ لَا يَشْعُرُونَ (26)}
قال أبو القاسم يوسف بن علي بن جبارة الهذلي المغربي (ت: 465هـ): ( (السَّقْفُ) بضمتين الزَّعْفَرَانِيّ، وابن مُحَيْصِن، الباقون بفتح السين وإسكان القاف، وهو الاختيار؛ لأنه
[الكامل في القراءات العشر: 583]
جنس، وقيل: إن المراد به صرح نمرود في قصة فيها طول مجاهد بضم السين وإسكان القاف أما في الزخرف (سَقْفًا) بفتح السين وإسكان القاف مكي غير ابْن مِقْسَمٍ وأبي جعفر، وشيبة وأبو بشر، وأَبُو عَمْرٍو غير أبي زيد في قول أبي علي وهو سهو؛ إذ الجماعة بخلافه، الباقون بضمتين، وهو الاختيار لقوله: (وَمَعَارِجَ) ). [الكامل في القراءات العشر: 584]
قال أحمد بن محمد بن البناء الدمياطي (ت: 1117هـ): (وعن ابن محيصن السقف بضم السين والقاف على الجمع). [إتحاف فضلاء البشر: 2/182]
قال أحمد بن محمد بن البناء الدمياطي (ت: 1117هـ): (وتقدم نظير "عليهم السقف" ). [إتحاف فضلاء البشر: 2/182]
قال علي بن محمد الصفاقسي (ت: 1118هـ): ( {قيل} [24] لا يخفى {عليهم السقف} [26] كذلك). [غيث النفع: 784] (م)
قال د. عبد اللطيف الخطيب (م): ( {قَدْ مَكَرَ الَّذِينَ مِنْ قَبْلِهِمْ فَأَتَى اللَّهُ بُنْيَانَهُمْ مِنَ الْقَوَاعِدِ فَخَرَّ عَلَيْهِمُ السَّقْفُ مِنْ فَوْقِهِمْ وَأَتَاهُمُ الْعَذَابُ مِنْ حَيْثُ لَا يَشْعُرُونَ (26)}
{فَأَتَى}
أمال الألف حمزة والكسائي وخلف.
والأزرق وورش بالفتح والتقليل.
والباقون على الفتح.
{بُنْيَانَهُمْ}
قراءة الجماعة {بنيانهم}.
وقرأت فرقة (بنيتهم)، وذكرها الطبري لأهل البيت.
وقرأ جعفر (بنيتهم).
وجاءت عند ابن عطية (بنيتهم).
وقرأ الضحاك: (بيوتهم) على الجمع من «بيت».
وقرأ أبو جعفر محمد بن علي (فأتى الله بينهم) من البين وهو الفراق. ذكر هذا ابن خالويه.
{عَلَيْهِمُ السَّقْفُ}
قرأ أبو عمرو واليزيدي والحسن ويعقوب (عليهم السقف) بكسر الهاء والميم.
وقرأ حمزة والكسائي وخلف والأعمش (عليهم السقف) بضم الهاء والميم.
[معجم القراءات: 4/613]
وقرأ ابن كثير وابن عامر وعاصم ونافع وأبو جعفر {عليهم السقف} بضم الميم وكسر الهاء.
وأما في الوقف:
فجميعهم على إسكان الميم، وهم على أصولهم في الهاء، فحمزة ويعقوب والمطوعي والشنبوذي على الضم على الأصل، والباقون على الكسر.
{السَّقْفُ}
قرأ الجمهور {السقف} مفردًا.
وقرأ ابن هرمز الأعرج، ومجاهد وابن محيصن بخلاف عنه وأبو هريرة (السقف) بضمتين جمع سقف.
قال ابن خالويه: «قال ابن مجاهد: ما كان من السماء فهو سقف، وما كان من البيوت فهو سقف».
وقرأ زيد بن علي ومجاهد (السقف) بضم السين وسكون القاف، وهو مخفف من (السقف) لكثرة الاستعمال، وهي لغة تميم، يقولون في رجل: رجل.
وقرأت فرقة: (السقف) بفتح السين وضم القاف، وقالوا: هو لغة في السقف.
{وَأَتَاهُمُ}
تقدمت إمالة (أتي) في أول هذه الآية، وكذا في الآية/1 من هذه السورة).[معجم القراءات: 4/614]

قوله تعالى: {ثُمَّ يَوْمَ الْقِيَامَةِ يُخْزِيهِمْ وَيَقُولُ أَيْنَ شُرَكَائِيَ الَّذِينَ كُنْتُمْ تُشَاقُّونَ فِيهِمْ قَالَ الَّذِينَ أُوتُوا الْعِلْمَ إِنَّ الْخِزْيَ الْيَوْمَ وَالسُّوءَ عَلَى الْكَافِرِينَ (27)}
قال أبو بكر أحمد بن موسى ابن مجاهد التميمي البغدادي (ت: 324هـ): (5 - وَاخْتلفُوا في الْهَمْز وَتَركه من قَوْله {أَيْن شركائي الَّذين} 27
فَقَرَأَ أَبُو عَمْرو وَنَافِع وَعَاصِم وَابْن عَامر إِن شَاءَ الله وَحَمْزَة والكسائي (شركآءي الَّذين) بِهَمْزَة في كل الْقُرْآن وَفتح الْيَاء
وَقَالَ البزي عَن ابْن كثير (شركاي) بِغَيْر همز وبفتح الْيَاء مثل هداي الْبَقَرَة 38
وروى القواس عَن ابْن كثير (شركآءي) مَهْمُوزَة مثل حَمْزَة). [السبعة في القراءات: 371]
قال أبو بكر أحمد بن موسى ابن مجاهد التميمي البغدادي (ت: 324هـ): (6 - وَاخْتلفُوا في فتح النُّون وَكسرهَا من قَوْله {تشاقون فيهم} 27
فَقَرَأَ نَافِع وَحده (تشقون) مَكْسُورَة النُّون خَفِيفَة
وَقَرَأَ الْبَاقُونَ (تشاقون) بِفَتْح النُّون). [السبعة في القراءات: 371 - 372]
قال أبو بكر أحمد بن الحسين ابن مهران الأصبهاني (ت: 381هـ): ( (تشاقون) بكسر النون نافع). [الغاية في القراءات العشر: 297]
قال أبو الفضل محمد بن جعفر الخزاعي الجرجاني (ت: 408هـ): ( (تشاقون) [27]: بكسر النون نافع). [المنتهى: 2/784]
قال أبو الفضل محمد بن جعفر الخزاعي الجرجاني (ت: 408هـ): ( (أين شركاءي) [27]: ساكنه الياء: الخزاز). [المنتهى: 2/785]
قال مكي بن أبي طالب القَيْسِي (ت: 437هـ): (قرأ البزي (شركاي) بياء مفتوحة من غير مد ولا همز، وقرأ الباقون بالمد والهمز والياء مفتوحة، ولا اختلاف في غيره). [التبصرة: 252]
قال مكي بن أبي طالب القَيْسِي (ت: 437هـ): (قرأ نافع (تشاقون) بكسر النون، وفتحها الباقون). [التبصرة: 252]
قال أبو عمرو عثمان بن سعيد الداني (ت: 444هـ): (البزي، بخلاف عنه: {أين شركاي الذين} (27): بغير همز.
والباقون: بالهمز). [التيسير في القراءات السبع: 336]
قال أبو عمرو عثمان بن سعيد الداني (ت: 444هـ): (نافع : {تشاقون فيهم} (27): بكسر النون.
والباقون: بفتحها). [التيسير في القراءات السبع: 337]
- قال محمد بن محمد بن محمد بن علي ابن الجزري (ت: 833هـ) :(البزي بخلاف عنه (أين شركاي الّذين) بغير همز.
[تحبير التيسير: 430]
[وليس من طريق الكتاب] والباقون بالهمز.
نافع: (تشاقون فيهم) بكسر النّون والباقون بفتحها). [تحبير التيسير: 431]
قال أحمد بن علي بن خلف ابن الباذش الأنصاري (ت: 540هـ): ([27]- {شُرَكَائِيَ} بحذف الهمزة: البزي.
فيما قرأت به على أبي -رضي الله عنه- عن قراءته على أصحاب عثمان بن سعيد من طريق ابن غلبون. وبه قرأت على أبي القاسم من طريق ابن فرح عن البزي، وهي رواية مضر بن محمد عن البزي. وقال لنا أبو علي الصدفي، عن أبي طاهر بن سوار، عن أبي علي العطار، عن أبي الفرج النهرواني، عن زيد بن
[الإقناع: 2/681]
أبي بلال، عن ابن فرح، عن البزي بحذف الهمزة من قوله: {آبَائِي} في [يوسف: 38]، و{شُرَكَائِيَ} في النحل، و[الكهف: 52، والقصص: 62، وحم السجدة: 47]، و{وَرَائِي وَكَانَتِ} [مريم: 5]، و{دُعَائِي إِلَّا فِرَارًا} [نوح: 6].
[27]- {تُشَاقُّونَ} بكسر النون: نافع). [الإقناع: 2/682]
قال القاسم بن فيرُّه بن خلف الشاطبي (ت: 590هـ): (808- .... .... .... .... = وَفِي شُرَكَائِيَ الْخُلْفُ فِي الْهَمْزِ هَلْهَلاَ
809 - وَمِنْ قَبْلِ فِيهِمْ يَكْسِرُ النُّونَ نَافِع = مَعًا .... .... .... ). [الشاطبية: 64]
- قال علم الدين علي بن محمد السخاوي (ت: 643هـ): ([808] وينبت نون (صـ)ـح يدعون (عاصم) = وفي شركاي الخلف في الهمز (هـ)ـلهلا
...
قال أبو عمرو: (أین شركاي) من غير همز هنا خاصة؛ -يعي مثل: {هداي} و{عصاي} - من قراءتي على أبي الحسن».
قال: «وبذلك حدثني محمد بن علي عن ابن مجاهد عن أصحابه عن البزي عن ابن كثير. وكذلك رواه النقاش عن أصحابه عن البزي. وقرأت على الفارسي وعلى فارس بالهمز».
قال: «وقد روى مضر بن محمد عنه الهمز في القصص.والعمل علی
الهمز فيه».
[فتح الوصيد: 2/1047]
ومعنى (هلهل)، لم يتقن؛ من قولهم: هلهل التوب النساج، إذا خفف نسجه.
ومن ذلك قول الشاعر:
أتاك بقول هلهل النسج كاذبا = ولم يأت بالحق الذي هو ساطع
يعني أن النحويين قالوا: هذا ممدود، فلا يقصر إلا في ضرورة الشعر.
[809] ومن قبل فيهم يكسر النون (نافع) = معا يتوفاهم لـ(حمزة) وصلا
(من قبل فيهم)، يعني: {تشقون فيهم}. وهذا كما قرأ: {تبشرون} ). [فتح الوصيد: 2/1048]
- قال محمد بن أحمد الموصلي (شعلة) (ت: 656هـ): ([808] وينبت نونٌ صح يدعون عاصمٌ = وفي شركاي الخلف في الهمز هلهلا
ب: (هلهل النساج الثوب) إذا خفف نسجه، و(ثوبٌ هلهلٌ): خفيف النسج.
ح: (ينبتُ): مبتدأ، (نونٌ): خبر، أي: ذو نون، (صح):جملة مستأنفة، (يدعون عاصمٌ): مبتدأ وخبر، أي: قراءةُ عاصمٍ، (الخلف): مبتدأ، (هلهلا): فعل ماضٍ خبر المبتدأ، (في الهمز): متعلق به، (في شركاي): ظرف (الهمز)، أو (هلهلا): اسم وقع حالًا، و(في الهمز): خبر.
ص: قرأ أبو بكر: {ينبت لكم به الزرع} [11] بالنون للعظمة، والباقون: بالياء ردًا إلى الله تعالى في قوله: {أتى أمرُ الله} [1].
وقرأ عاصم: {والذين يدعون من دون الله} [20] بياء الغيبة، لأن قبله: {وبالنجم هم يهتدون} [16]، ويعلم الغيب من إطلاق اللفظ، والباقون: بتاء الخطاب: لأن قبله: {والله يعلم ما تسرون وما تعلنون}
[كنز المعاني: 2/368]
[19].
وقرأ البزي بخلافٍ عنه (أين شركاي) [27] بترك الهمز على قاعدة قصر الممدود، وإن كان ضعيفًا، وفي رواية عنه كقراءة الباقين بالمد على الأصل.
وأشار إلى ضعف ما ذكر أولًا بقوله: (هلهلا)؛ لأن النحويين مجمعون على أن الممدود لا يُقصر إلا ضرورة، لكن تابع الناظم في نقل ذلك صاحب التيسير رحمه الله تعالى -.
[809] ومن قبل فيهم يكسر النون نافعٌ = معا يتوفاهم لحمزة وصلا
ح: (من قبل فيهم) بكسر اللام -: ظرف (يكسر) أضيف إلى لفظ (فيهم)، أي: اللفظ الذي وقع قبل لفظ (فيهم)، (يتوفاهم): مبتدأ، (معًا): حال، (وُصلا): خبره، والألف: للتثنية.
[كنز المعاني: 2/369]
ص: قرأ نافع {تشاقون فيهم} [27] بكسر النون، ولم يقل بهذه العبارة، إذ لا يستقيم في النظم، والباقون: بالفتح، ووجههما، ما مر في {تبشرون} [الحجر: 54].
وقرأ حمزة: (الذين يتوفيهم الملائكة ظالمي أنفسهم) [28]، (الذين يتوفيهم الملائكة طيبين) [32] في الموضعين بياء التذكير؛ لأن تأنيث {الملائكة} غير حقيقي، والباقون: بتاء التأنيث على الأصل). [كنز المعاني: 2/370]
- قال أبو شامة عبد الرحمن بن إسماعيل الدمشقي (ت: 665هـ): (وروى البزي ترك الهمز في قوله: {أَيْنَ شُرَكَائِيَ الَّذِينَ كُنْتُمْ}، ولزم من ذلك عدم المد الزائد على الألف لأجل الهمزة، وهذا معنى قول بعض المصنفين بغير همز ولا مد قطعا لوهم من عداه أن يظن أن المد يبقى وإن سقطت الهمزة، وإنما قرأ كذلك قصرا للمدود ولم يفعل ذلك في الذي في القصص وغيرها، ولا يلزم الناظم الاحتراز عن ذلك؛ لما ذكرناه مرارا أن الإطلاق لا يتناول إلا ما في السورة التي هو فيها وما شذ عن ذلك كالتوراة و"كائن" فهو الذي يعتذر عنه وقصر الممدود ضعيف لا يجيزه النحويون إلا في ضرورة الشعر فهذه قراءة ضعيفة أيضًا، فلم يكن لصاحب التيسير حاجة إلى تضمين
[إبراز المعاني من حرز الأماني: 3/308]
كتابه مثل هذه القراءات الضعاف، وعن قارئها فيها خلاف، وترك ذكر ما ذكره ابن مجاهد وغيره عن أبي بكر عن عاصم: "تنزل الملائكة بالروح من أمره" بالتاء المضمومة وفتح الزاي ورفع الملائكة على ما لم يسمَّ فاعله، فهذه قراءة واضحة من جهة العربية، وقد دونها الأئمة في كتبهم ولم يذكر قصر: "شُرَكَائِيَ" إلا قليل منهم، فترى من قلَّت معرفته ولم يطلع إلا على كتاب التيسير ونحوه يعقد أن قصر: {شُرَكَائِيَ} من القراءات السبع وتنزل الملائكة ليس منها وكذا: {إِلَّا بِشِقِّ الْأَنْفُسِ}، ذكر أبو علي الأهوازي وغيره عن أبي عمرو وابن عامر أنه بفتح الشين ولهذا نظائر كثيرة وقول الناظم هلهل من قولهم: هلهل النساج الثوب إذا خفف نسجه، وثوب هلهل وشعر هلهل من ذلك فإن كان فعلا فمعناه لم يتيقن الخلاف فيه وإن كان اسما وهو منصوب على الحال؛ أي: استقر الخلف فيه في الهمز "هلهلا" يشير إلى ضعف الرواية بترك الهمز وضعف القراءة.
فإن قلت: من أين تعلم قراءة الجماعة أنها بالهمز.
قلت: لأن تقدير كلامه
[إبراز المعاني من حرز الأماني: 3/309]
الخلف في الهمز للبزي هلهلا قصده لا خلف في الهمز عن غير البزي وهو المراد والله أعلم.
809- وَمِنْ قَبْلِ فِيهِمْ يَكْسِرُ النُّونَ نَافِعٌ،.. مَعًا يَتَوَفَّاهُمْ لِحَمْزَةَ وُصِّلا
يعني نون: {تُشَاقُّونَ فِيهِمْ}، وإنما لم يقله بهذه العبارة؛ لأنها لا تستقيم في النظم إلا مخففة القاف ولم يقرأ أحد بذلك، وكسر نافع وحده النون وفتحها الباقون، والكلام في ذلك كما سبق في: "تُبَشِّرُونَ" في الحجر، ولم يشدد أحد النون هنا، وقوله: معا هو حال من: "يتَوَفَّاهُمُ"، أراد {الَّذِينَ تَتَوَفَّاهُمُ الْمَلَائِكَةُ طَيِّبِينَ}). [إبراز المعاني من حرز الأماني: 3/310]
- قال عبد الفتاح بن عبد الغني بن محمد القاضي (ت: 1403هـ): (808 - .... .... .... .... .... = وفي شركاي الخلف في الهمز هلهلا
....
واختلف عن البزي في: أَيْنَ شُرَكائِيَ الَّذِينَ فروي عنه حذف الهمز والنطق بياء مفتوحة بعد الألف وروي عنه إثبات الهمز كقراءة غيره من القراء. والوجه الأول ضعيف لا يقرأ به، وأشار الناظم إلى ضعفه بقوله (هلهلا) قال في النشر: والحق أن هذه الرواية لم تثبت عن البزي من طريق التيسير والشاطبية ولا من طريق كتابنا وهو وجه ذكره الداني حكاية لا دراية .. انتهى.
809 - ومن قبل فيهم يكسر النّون نافع = معا يتوفّاهم لحمزة وصّلا
قرأ نافع بكسر النون في الكلمة التي قبل كلمة فِيهِمْ وهي: تُشَاقُّونَ. وعبر عنها بذلك لضيق النظم وقرأ غيره بفتحها). [الوافي في شرح الشاطبية: 305]
قال محمد بن محمد بن محمد بن علي ابن الجزري (ت: 833هـ): (141- .... .... .... تُشَاقُّونِ نُوْنَهُ اتْـ = ـلُ .... .... .... .... ). [الدرة المضية: 31]
- قال محمد بن الحسن بن محمد المنير السمنودي (ت: 1199هـ):(وقوله: تشاقون نونه أي قرأ أبو جعفر أيضًا {تشاقون فيهم} [27] بفتح النون علم ذلك من عطفه على المفتوح كالآخرين فاتفقوا). [شرح الدرة المضيئة: 158]
قال محمد بن محمد بن محمد بن علي ابن الجزري (ت: 833هـ): ( (وَاتَّفَقُوا) عَلَى: شُرَكَائِيَ الَّذِينَ بِالْهَمْزِ، وَانْفَرَدَ الدَّانِيُّ عَنِ النَّقَّاشِ عَنْ أَصْحَابِهِ عَنِ الْبَزِّيِّ بِحِكَايَةِ تَرْكِ الْهَمْزِ فِيهِ، وَهُوَ وَجْهٌ ذَكَرَهُ حِكَايَةً لَا رِوَايَةً، وَذَلِكَ أَنَّ الَّذِينَ قَرَأَ عَلَيْهِمُ الدَّانِيُّ هَذِهِ الرَّاوِيَةَ مِنْ هَذِهِ الطَّرِيقِ، وَهُمْ عَبْدُ الْعَزِيزِ الْفَارِسِيُّ وَفَارِسُ بْنُ أَحْمَدَ؛ لَمْ يُقْرِئُوهُ إِلَّا بِالْهَمْزِ حَسْبَمَا نَصَّهُ فِي كُتُبِهِ، نَعَمْ قَرَأَ بِتَرْكِ الْهَمْزِ فِيهِ عَلَى أَبِي الْحَسَنِ وَلَكِنْ مِنْ طَرِيقِ مُضَرَ وَالْجَنَدِيِّ عَنِ الْبَزِّيِّ، وَقَالَ فِي مُفْرَدَاتِهِ: وَالْعَمَلُ عَلَى الْهَمْزِ، وَبِهِ آخُذُ. وَنَصَّ عَلَى عَدَمِ الْهَمْزِ فِيهِ أَيْضًا وَجْهًا وَاحِدًا ابْنُ شُرَيْحٍ وَالْمَهْدَوِيُّ وَابْنُ سُفْيَانَ وَابْنَا غَلْبُونَ، وَغَيْرُهُمْ، وَكُلُّهُمْ لَمْ يَرْوِهِ مِنْ طَرِيقِ أَبِي رَبِيعَةَ، وَلَا ابْنِ الْحُبَابِ، وَقَدْ رَوَى تَرْكَ الْهَمْزِ فِيهِ وَمَا هُوَ مِنْ لَفْظِهِ، وَكَذَا دُعَائِي وَوَرَائِي فِي كُلِّ الْقُرْآنِ أَيْضًا - ابْنُ فَرَحٍ عَنِ الْبَزِّيِّ، وَلَيْسَ فِي ذَلِكَ شَيْءٌ يُؤْخَذُ بِهِ مِنْ طُرُقِ كِتَابِنَا، وَلَوْلَا حِكَايَةُ الدَّانِيِّ لَهُ عَنِ النَّقَّاشِ لَمْ نَذْكُرْهُ، وَكَذَلِكَ لَمْ يَذْكُرْهُ الشَّاطِبِيُّ إِلَّا تَبَعًا لِقَوْلِ التَّيْسِيرِ: الْبَزِّيُّ بِخِلَافٍ عَنْهُ، وَهُوَ خُرُوجٌ مِنْ صَاحِبِ التَّيْسِيرِ، وَمِنَ الشَّاطِبِيِّ عَنْ طُرُقِهِمَا الْمَبْنِيِّ عَلَيْهَا كِتَابُهُمَا، وَقَدْ طَعَنَ النُّحَاةُ فِي هَذِهِ الرَّاوِيَةِ بِالضَّعْفِ مِنْ حَيْثُ إِنَّ الْمَمْدُودَ لَا يُقْصَرُ إِلَّا فِي ضَرُورَةِ الشِّعْرِ، وَالْحَقُّ أَنَّ هَذِهِ الْقِرَاءَةَ ثَبَتَتْ عَنِ الْبَزِّيِّ مِنَ الطُّرُقِ الْمُتَقَدِّمَةِ لَا مِنْ طُرُقِ التَّيْسِيرِ، وَلَا الشَّاطِبِيَّةِ، وَلَا مِنْ طُرُقِنَا فَيَنْبَغِي أَنْ يَكُونَ قَصْرُ الْمَمْدُودِ جَائِزًا فِي الْكَلَامِ عَلَى قِلِّتِهِ كَمَا قَالَ بَعْضُ أَئِمَّةِ النَّحْوِ، وَرَوَى سَائِرُ الرُّوَاةِ عَنِ الْبَزِّيِّ، وَعَنِ ابْنِ كَثِيرٍ إِثْبَاتَ الْهَمْزِ فِيهَا، وَهُوَ الَّذِي لَا يَجُوزُ مِنْ طُرُقِ كِتَابِنَا غَيْرُهُ، وَبِذَلِكَ قَرَأَ الْبَاقُونَ). [النشر في القراءات العشر: 2/303]
قال محمد بن محمد بن محمد بن علي ابن الجزري (ت: 833هـ): ( (وَاخْتَلَفُوا) فِي: تُشَاقُّونَ فِيهِمْ فَقَرَأَ نَافِعٌ بِكَسْرِ النُّونِ، وَقَرَأَ الْبَاقُونَ بِفَتْحِهَا). [النشر في القراءات العشر: 2/303]
- قال محمد بن محمد بن محمد بن علي ابن الجزري (ت: 833هـ): (وانفرد الداني بحكاية ترك الهزة في {شركاءي الذين} [27] عن النقاش عن البزي هنا خاصة، وليس ذلك من طرق كتابه، ولا من طرقنا على ما
[تقريب النشر في القراءات العشر: 571]
فيه من الضعف). [تقريب النشر في القراءات العشر: 572]
- قال محمد بن محمد بن محمد بن علي ابن الجزري (ت: 833هـ): (قرأ نافع {تشاقون فيهم} [27] بكسر النون والباقون بالفتح). [تقريب النشر في القراءات العشر: 572]
قال محمد بن محمد بن محمد بن علي ابن الجزري (ت: 833هـ) : (721- .... .... .... .... .... = .... وتشاقّون اكسر النّون أبا). [طيبة النشر: 81]
- قال محمد بن محمد بن محمد بن علي ابن الجزري (ت: 833هـ) : (ثم أراد أن نافعا كسر النون من قوله تعالى «تشاقون فيهم» وفتحها الباقون). [شرح طيبة النشر لابن الجزري: 261]
- قال محب الدين محمد بن محمد بن محمد النُّوَيْري (ت: 857هـ): (وقرأ ذو همزة (أبا) نافع تشاقّون فيهم [النحل: 27] بكسر (النون)، والباقون بفتحها.
ووجههما ما تقدم في تبشرون [الحجر: 54] ). [شرح طيبة النشر للنويري: 2/412]
قال أحمد بن محمد بن البناء الدمياطي (ت: 1117هـ): (واختلف في "شُرَكَائِيَ الَّذِين" [الآية: 27] فالبزي بخلف عنه بحذف الهمزة على لغة قصر الممدود ذكره الداني في التيسير واتبعه الشاطبي لكن، قال في النشر: وهو وجه ذكره الداني حكاية لا رواية وبين ذلك، وأنه ثبت من طرق أخرى عن البزي، ثم قال: وليس في ذلك شيء يؤخذ به من طرق كتابنا، أي: فضلا عن طرق الشاطبية، وأصلها ولذا لم يعرج عليه في طيبته قال: ولولا حكاية الداني له عن النقاش لم
[إتحاف فضلاء البشر: 2/182]
نذكره، وكذلك لم يذكره الشاطبي إلا تبعا لقول التيسير للبزي بخلف عنه، وهو خروج منهما عن طرقهما المبني عليهما كتابهما، وقد طعن في هذه الرواية من حيث إن قصر الممدود لا يكون إلا في ضرورة الشعر، والحق أنها ثبتت عن البزي من الطرق المتقدمة لا من طرق التيسير ولا الشاطبية ولا من طرقنا، فينبغي أن يكون قصر الممدود جائز في الكلام على قلته كما قال بعض أئمة النحو انتهى ملخصا، والباقون بإثبات الهمزة قال في النشر: وهو الذي لا يجوز من طرق كتابنا غيره، وعن الحسن بالحذف كهذه الرواية عن البزي، إلا أنه عم كلما كان مثله، وعن ابن محيصن إسكان يائه هنا من المبهج وفتحها من المفردة كالباقين). [إتحاف فضلاء البشر: 2/183]
قال أحمد بن محمد بن البناء الدمياطي (ت: 1117هـ): (واختلف في "تُشاقون" [الآية: 27] فنافع بكسر النون مخففة والأصل "تشاقونني" فحذف مجتزيا بالكسر كما تقدم في "تبشرون" والباقون بفتحها مخففة أيضا والمفعول محذوف أي: المؤمنين أو الله). [إتحاف فضلاء البشر: 2/183]
قال أحمد بن محمد بن البناء الدمياطي (ت: 1117هـ): (وأمال "الكافرين" أبو عمرو وابن ذكوان بخلفه، والدوري عن الكسائي
[إتحاف فضلاء البشر: 2/183]
ورويس، وقلله الأزرق). [إتحاف فضلاء البشر: 2/184]
قال علي بن محمد الصفاقسي (ت: 1118هـ): ( {شركآءي الذين} [27] قرأ البزي فيه كالجماعة بالهمز، ولا يجوز فيه من طريق كتابنا له غيره، وهو القياس المطرد، إذ لا يجوز قصر الممدود إلا في ضرورة، أو على قلة، كما قاله بعض النحويين.
وذكر الداني في التيسير له ترك الهمزة أيضًا، وتبعه الشاطبي على ذلك، إلا أنه أشار إلى ضعفه بقوله: هلهلا من قولهم: (هلهل النساج الثوب) إذا لم يحكم نسجه.
قال المحقق: «والحق أن هذه الرواية لم تثبت عن البزي من طريق التيسير والشاطبية، ولا من طريق كتابنا» اهـ.
فعلى هذا ذكر الداني له حكاية لا رواية، ويدل عليه قوله في المفردات: «والعمل على الهمز، وبه آخذ» ). [غيث النفع: 784]
قال علي بن محمد الصفاقسي (ت: 1118هـ): ( {تشاقون} قرأ نافع بكسر النون، والباقون بفتحها). [غيث النفع: 784]
قال د. عبد اللطيف الخطيب (م): ( {ثُمَّ يَوْمَ الْقِيَامَةِ يُخْزِيهِمْ وَيَقُولُ أَيْنَ شُرَكَائِيَ الَّذِينَ كُنْتُمْ تُشَاقُّونَ فِيهِمْ قَالَ الَّذِينَ أُوتُوا الْعِلْمَ إِنَّ الْخِزْيَ الْيَوْمَ وَالسُّوءَ عَلَى الْكَافِرِينَ (27)}
{يُخْزِيهِمْ}
قراءة يعقوب ورويس (يخزيهم) بضم الهاء على الأصل.
وقراءة الجماعة {يخزيهم} بكسرها لمراعاة الياء.
{شُرَكَائِيَ الَّذِينَ}
قرأ أبو عمرو وابن عامر ونافع وابن كثير من رواية القواس والكسائي وحمزة وعاصم وأبو جعفر ويعقوب {شركائي...} بهمزة في كل القرآن مع فتح الياء، وهو جمع شريك، وباب فعيل يجمع على «فعلاء»، وهو الأصل عند مكي، وهو الاختيار.
وقرأ الخزاعي عن الخزاز عن حمزة، وابن محيصن بخلاف عنه (شركائي) كقراءة الجماعة غير أنهم سكنوا الياء، ثم حذفت في الوصل هذه الياء لفظة لالتقاء الساكنين، فصارت صورة القراءة: (شركاء الذين)، ولكن الياء تثبت في الخط.
وقرأ البزي عن ابن كثير بخلاف عنه، وزمعة والخزاعي، وابن محيصن من طريق الأهوازي (شركاي) مقصورًا مفتوح الياء، وهو على لغة من قصر الممدود.
[معجم القراءات: 4/615]
وطعن في هذه القراءة لأن قصر الممدود لا يكون إلا في ضرورة شعر.
قال أبو حيان: «ولا ينبغي ذلك لثبوته في هذه القراءة، فيجوز قليلًا في الكلام».
وقال الشهاب: «وقرأ البزي بخلاف عنه بقصره مفتوح الياء، وقد أنكره جماعة، وزعموا أن هذه القراءة غير مأخوذ بها؛ لأن قصر الممدود لا يجوز إلا ضرورة.
وليس كما قالوا فإنه يجوز في السعة، وقد يوجه بأن الهمزة المكسورة قبل الياء حذفت للتخفيف، وليس كقصر الممدود مطلقًا، مع أنه قد روي عن ابن كثير قصر التي في القصص.
وروي عنه أيضًا قصر {ورائي} في مريم / آية 5، وعن قنبل قصر {أن رآه استغنى} في العلق / آية/ 7 فكيف يتم ذلك ضرورة فاعرفه، فإن كثيرًا من النحاة غفلوا عنه».
وقرأ الخزاز عن هبيرة، وهبيرة عن حفص، وابن محيصن في رواية (شركاي) بياء ساكنة من غير همز.
وقرأ الحسن (شركاي الذين) بكسر الياء من غير همز.
[معجم القراءات: 4/616]
{تُشَاقُّونَ}
قراءة الجمهور {تشاقون} بفتح النون، خفيفة، والمفعول محذوف أي: تشاقون المؤمنين، أو تشاقون الله.
والنون هنا نون الإعراب الدالة على الرفع.
وقرأ نافع والحسن في رواية (تشاقون)، بكسر النون خفيفة، والأصل: «تشاقونني»، فحذفت إحدى النونين تخفيفًا، وحذفت الياء كذلك للتخفيف، واجتزئ عنها بالكسرة على النون الباقية. وتقدم مثل هذا في سورة الحجر/54 {فبم تبشرون}، وضعف أبو حاتم هذه القراءة، قال أبو حيان: «ولا يلتفت إلى تضعيف أبي حاتم هذه القراءة».
قال مكي: «والفتح الاختيار؛ لضعف الكسر، ولأن الجماعة عليه».
وقرأ فرقة (تشاقوني) بشد النون وكسرها وياء بعدها.
وقرأ فرقة (تشاقون) بنون مشددة مكسورة، وهذا على إدغام نون الرفع نون الوقاية، ثم حذفت الياء تخفيفًا، والأصل: تشاقونني».
وتقدم مثل هذه القراءة في الآية/54 من سورة الحجر، {فبم تبشرون} وعزيت هناك إلى أبن كثير وابن محيصن، وجاءت صورة
[معجم القراءات: 4/617]
القراءة هنا نفسها كما ترى، ولم تعز إلى أحد من القراء، فلعلها تكون لابن كثير جريًا على مذهبه في الموضع السابق!!
هذا مع أني أؤمن بأن نسبة القراءة إلى قارئ لا تقوم على الظن، فلعل باحثًا يهتدي إلى الصواب في هذا.
{فِيهِمْ}
قراءة يعقوب (فيهم) بضم الهاء على الأصل.
{عَلَى الْكَافِرِينَ}
أماله أبو عمرو والدوري عن الكسائي ورويس عن يعقوب، وابن ذكوان من طريق الصوري، واليزيدي.
والأزرق عن ورش بالتقليل.
والباقون على الفتح، وهي رواية الأخفش عن ابن ذكوان.
وتقدم مثل هذا، انظر الآيات /19، 34، 89 من سورة البقرة).[معجم القراءات: 4/618]

قوله تعالى: {الَّذِينَ تَتَوَفَّاهُمُ الْمَلَائِكَةُ ظَالِمِي أَنْفُسِهِمْ فَأَلْقَوُا السَّلَمَ مَا كُنَّا نَعْمَلُ مِنْ سُوءٍ بَلَى إِنَّ اللَّهَ عَلِيمٌ بِمَا كُنْتُمْ تَعْمَلُونَ (28)}
قال أبو بكر أحمد بن موسى ابن مجاهد التميمي البغدادي (ت: 324هـ): (7 - وَاخْتلفُوا في الْيَاء وَالتَّاء من قَوْله {تتوفاهم الْمَلَائِكَة} 28 32
فَقَرَأَ حَمْزَة وَحده (يتوفهم الملئكة) بياء وبالإمالة
وَقَرَأَ الْبَاقُونَ بتاءين في الْمَوْضِعَيْنِ
وروى أَبُو عمَارَة عَن حَفْص عَن عَاصِم مثل حَمْزَة
وروى هبيرة عَن حَفْص وَابْن الْيَتِيم عَن عَمْرو بن الصَّباح عَن حَفْص عَن عَاصِم بِالتَّاءِ مثل أَبي بكر). [السبعة في القراءات: 372]
قال أبو بكر أحمد بن الحسين ابن مهران الأصبهاني (ت: 381هـ): ((يتوفيهم) بالياء في الحرفين حمزة، وخلف). [الغاية في القراءات العشر: 297]
قال أبو الفضل محمد بن جعفر الخزاعي الجرجاني (ت: 408هـ): ( (يتوفاهم) [28، 32]: بالياء فيهما حمزة، وقاسم، وخلف). [المنتهى: 2/785] (م)
قال مكي بن أبي طالب القَيْسِي (ت: 437هـ): (قرأ حمزة (يتوفاهم) في موضعين هنا بالياء، وقرأهما الباقون بالتاء، وأمالهما حمزة والكسائي، وفتح الباقون). [التبصرة: 252] (م)
قال أبو عمرو عثمان بن سعيد الداني (ت: 444هـ): (حمزة: {الذين يتوفاهم الملائكة} (28، 32)، في الموضعين: بالياء.
والباقون: بالتاء). [التيسير في القراءات السبع: 337] (م)
- قال محمد بن محمد بن محمد بن علي ابن الجزري (ت: 833هـ) :(حمزة وخلف: (الّذين يتوفاهم) في الموضعين بالياء، والباقون بالتّاء). [تحبير التيسير: 431] (م)
قال أبو القاسم يوسف بن علي بن جبارة الهذلي المغربي (ت: 465هـ): ( (يَتَوَفَّاهُمُ) بالياء فيهما الْأَعْمَش، وحَمْزَة غير ابْن سَعْدَانَ، وحفص في رواية أبي عمارة، وقاسم، ونصير في رواية الجلاء، وقُتَيْبَة في رواية ابن نوح، والثغري، والقرشي في قول الرَّازِيّ، ويونس عن أبي عمرو، وابْن مِقْسَمٍ، الباقون بالتاء، وهو الاختيار لعدم الحائل). [الكامل في القراءات العشر: 584]
قال أحمد بن علي بن خلف ابن الباذش الأنصاري (ت: 540هـ): ([28]- {تَتَوَفَّاهُمُ} بالياء فيهما [28، 32]: حمزة). [الإقناع: 2/682]
قال القاسم بن فيرُّه بن خلف الشاطبي (ت: 590هـ): (809- .... .... .... .... = .... يَتَوَفَّاهُمْ لِحَمْزَةَ وُصِّلاَ). [الشاطبية: 64] (م)
- قال علم الدين علي بن محمد السخاوي (ت: 643هـ): ([809] ومن قبل فيهم يكسر النون (نافع) = معا يتوفاهم لـ(حمزة) وصلا
...
وقد سبق مثل {يتوفيهم}.
وقوله: (لحمزة وصلا)، يعني وصل الحرفان؛ أي وصل أحدهما بالآخر، يعني حرفي (يتوفاهم).
والألف في (وصلا)، ضميرهما). [فتح الوصيد: 2/1048] (م)
- قال محمد بن أحمد الموصلي (شعلة) (ت: 656هـ): ([809] ومن قبل فيهم يكسر النون نافعٌ = معا يتوفاهم لحمزة وصلا
ح: (من قبل فيهم) بكسر اللام -: ظرف (يكسر) أضيف إلى لفظ (فيهم)، أي: اللفظ الذي وقع قبل لفظ (فيهم)، (يتوفاهم): مبتدأ، (معًا): حال، (وُصلا): خبره، والألف: للتثنية.
[كنز المعاني: 2/369]
ص: قرأ نافع {تشاقون فيهم} [27] بكسر النون، ولم يقل بهذه العبارة، إذ لا يستقيم في النظم، والباقون: بالفتح، ووجههما، ما مر في {تبشرون} [الحجر: 54].
وقرأ حمزة: (الذين يتوفيهم الملائكة ظالمي أنفسهم) [28]، (الذين يتوفيهم الملائكة طيبين) [32] في الموضعين بياء التذكير؛ لأن تأنيث {الملائكة} غير حقيقي، والباقون: بتاء التأنيث على الأصل). [كنز المعاني: 2/370] (م)
- قال أبو شامة عبد الرحمن بن إسماعيل الدمشقي (ت: 665هـ): ({الَّذِينَ تَتَوَفَّاهُمُ الْمَلَائِكَةُ طَيِّبِينَ} قرأهما حمزة بالياء على التذكير وإطلاقه دل على ذلك، والباقون قرءوهما بالتأنيث، ووجههما ظاهر وفي وصلا ضمير تثنية). [إبراز المعاني من حرز الأماني: 3/310] (م)
- قال عبد الفتاح بن عبد الغني بن محمد القاضي (ت: 1403هـ): (809 - .... .... .... .... .... = .... يتوفّاهم لحمزة وصّلا
....
وقرأ حمزة: الّذين يتوفّاهم الملائكة ظالمي أنفسهم، الّذين يتوفّاهم الملائكة طيّبين. بياء التذكير في الموضعين كما لفظ به، وقرأ غيره بتاء التأنيث فيهما). [الوافي في شرح الشاطبية: 305] (م)
قال محمد بن محمد بن محمد بن علي ابن الجزري (ت: 833هـ): ( (وَاخْتَلَفُوا) فِي: تَتَوَفَّاهُمُ الْمَلَائِكَةُ فِي الْمَوْضِعَيْنِ فَقَرَأَ حَمْزَةُ وَخَلَفٌ بِالْيَاءِ فِيهِمَا عَلَى التَّذْكِيرِ، وَقَرَأَهُمَا الْبَاقُونَ بِالتَّاءِ عَلَى التَّأْنِيثِ). [النشر في القراءات العشر: 2/303] (م)
- قال محمد بن محمد بن محمد بن علي ابن الجزري (ت: 833هـ): (قرأ حمزة وخلف {تتوفاهم} في الموضعين [28، 32] بالتذكير، والباقون بالتأنيث فيهما). [تقريب النشر في القراءات العشر: 572] (م)
قال محمد بن محمد بن محمد بن علي ابن الجزري (ت: 833هـ) : (722 - ويتوفّاهم معًا فتىً .... = .... .... .... .... .... ). [طيبة النشر: 81]
- قال محمد بن محمد بن محمد بن علي ابن الجزري (ت: 833هـ) : (ويتوفّاهم معا (فتى) وضم = وفتح يهدي (ك) م (سما) تروا (ف) عم
يريد قوله تعالى «تتوفاهم الملائكة ظالمي أنفسهم، وتتوفاهم الملائكة طيبين» قرأه بالتذكير حمزة وخلف، والباقون بالتأنيث). [شرح طيبة النشر لابن الجزري: 261]
- قال محب الدين محمد بن محمد بن محمد النُّوَيْري (ت: 857هـ): (ص:
ويتوفّاهم معا (فتى) وضمّ = وفتح يهدي (ك) م (سما) يروا (ف) عمّ
(روى) الخطاب والأخير (ك) م (ظ) رف = (فتى) تروا كيف (شفا) والخلف (ص) ف
ش: أي: قرأ مدلول (فتى) حمزة، وخلف يتوفّاهم الملائكة ظالمي [النحل: 28] ويتوفاهم الملائكة طيبين [النحل: 32] بياء التذكير، والباقون بتاء التأنيث.
ووجههما وجه إلّا أن تأتيهم الملئكة [النحل: 33] ). [شرح طيبة النشر للنويري: 2/412] (م)

قال أحمد بن محمد بن البناء الدمياطي (ت: 1117هـ): (واختلف في "تتوفيهم الملائكة" [الآية: 28، 32] في الموضعين هنا فحمزة وخلف بالياء فيهما على التذكير، وافقهما الأعمش، والباقون بالتاء على التأنيث، وهم في الفتح والإمالة على أصولهم). [إتحاف فضلاء البشر: 2/184] (م)
قال علي بن محمد الصفاقسي (ت: 1118هـ): ( {تتوفاهم} [28 32] معًا، قرأ حمزة بالياء فيهما، على التذكير، والباقون بالتاء، على التأنيث). [غيث النفع: 784] (م)
قال د. عبد اللطيف الخطيب (م): ( {الَّذِينَ تَتَوَفَّاهُمُ الْمَلَائِكَةُ ظَالِمِي أَنْفُسِهِمْ فَأَلْقَوُا السَّلَمَ مَا كُنَّا نَعْمَلُ مِنْ سُوءٍ بَلَى إِنَّ اللَّهَ عَلِيمٌ بِمَا كُنْتُمْ تَعْمَلُونَ (28)}
{تَتَوَفَّاهُمُ}
قرأ أبو عمرو وأبن عامر وابن كثير ونافع والكسائي وأبو بكر عن عاصم، وهي رواية هبيرة عن حفص وابن الهيثم عن عمرو بن الصباح عن حفص عن عاصم {تتوفاهم} بالتاء على تأنيث الملائكة؛ لأنه جمع هنا، ولفظ الجمع مؤنث.
[معجم القراءات: 4/618]
وقرأ حمزة والأعمش، وأبو عمارة عن حفص عن عاصم {يتوفاهم} بالياء على التذكير، لأن الملائكة ذكور.
واختار هذه القراءة أبو عبيد.
وقرئ (توفاهم) بإدغام تاء المضارعة في التاء التي بعدها، ذكر هذا أبو حيان، وتبع فيه الزمخشري، ولم يذكر لهذه القراءة
قارئًا.
قلت: المعروف عن مثل هذه القراءة أنها قراءة ابن كثير من رواية البزي وابن فليح.
ولقد تتبعت «تاءات البزي» في كتب القراءات، فوجدتها قد حصرت المواضع التي رويت عن ابن كثير واحد وثلاثين موضعًا، وليس هذا الموضع منها، بل ذكروا هذا في الآية /97 من سورة النساء {إن الذين توفاهم الملائكة...}، ولم يذكروا هذا في موضعي سورة النحل: 28، 32.
وذكر ابن خالويه في مختصره مثل هذا في الآية/32 من هذه السورة ولم يذكره في هذا الموضع الآية /28 هذه.
وفي قراءة عبد الله بن مسعود ومصحفه (توفاهم) بتاء واحدة.
[معجم القراءات: 4/619]
الإمالة:
قرأ حمزة وخلف (يتوفاهم) بإمالة الألف، وأول الفعل بالياء.
وأمال الكسائي الألف (تتوفاهم) وأول الفعل بالتاء.
فقد أمال كل من الفريقين الألف، وبقي الخلاف في حرف المضارعة على ما كان.
وقرأ الأزرق وورش (تتوفاهم) بالفتح والتقليل.
{الْمَلَائِكَةُ}
قراءة حمزة في الوقف بتسهيل الهمز.
{الْمَلَائِكَةُ ظَالِمِي}
إدغام التاء في الظاء عن أبي عمرو ويعقوب بخلاف.
{السَّلَمَ مَا}
إدغام الميم في الميم عن أبي عمرو ويعقوب بخلاف.
{مِنْ سُوءٍ}
تقدم حكم الهمز، انظر الآية /30 من سورة آل عمران، وكذا الآية / 174 من السورة نفسها.
{بَلَى}
أماله حمزة والكسائي وخلف.
وبالفتح والتقليل أبو عمرو والأزرق وورش.
والفتح والإمالة عن شعبة.
وقراءة الباقين بالفتح).[معجم القراءات: 4/620]

قوله تعالى: {فَادْخُلُوا أَبْوَابَ جَهَنَّمَ خَالِدِينَ فِيهَا فَلَبِئْسَ مَثْوَى الْمُتَكَبِّرِينَ (29)}
قال علي بن محمد الصفاقسي (ت: 1118هـ): ( {فلبئس} [29] إبداله لورش وسوسي لا يخفى). [غيث النفع: 784]
قال علي بن محمد الصفاقسي (ت: 1118هـ): ( {المتكبرين} تام وفاصلة ومنتهى الربع عند جميع المغاربة {الكافرين}
[غيث النفع: 784]
قبله لجميع المشارقه، واقتصر عليه في اللطائف و{يزرون} قبله وادعى عليه في المسعف الإجماع). [غيث النفع: 785]
قال د. عبد اللطيف الخطيب (م): ( {فَادْخُلُوا أَبْوَابَ جَهَنَّمَ خَالِدِينَ فِيهَا فَلَبِئْسَ مَثْوَى الْمُتَكَبِّرِينَ (29)}
{فَلَبِئْسَ}
قراءة الجماعة {فلبئس} بتحقيق الهمز.
وقرأ أبو جعفر وورش من طريق الأصبهاني وأبو عمرو بخلاف عنه واليزيدي (فلبيس) بإبدال الهمزة ياءً.
أماله في الوقف حمزة والكسائي وخلف.
والأزرق وورش بالفتح والتقليل.
والباقون على الفتح).[معجم القراءات: 4/621]

روابط مهمة:
- أقوال المفسرين


رد مع اقتباس
  #9  
قديم 13 صفر 1440هـ/23-10-2018م, 02:05 PM
جمهرة علوم القرآن جمهرة علوم القرآن غير متواجد حالياً
فريق الإشراف
 
تاريخ التسجيل: Oct 2017
المشاركات: 7,975
افتراضي

سورة النحل
[ من الآية (30) إلى الآية (32) ]
{وَقِيلَ لِلَّذِينَ اتَّقَوْا مَاذَا أَنْزَلَ رَبُّكُمْ قَالُوا خَيْرًا لِلَّذِينَ أَحْسَنُوا فِي هَذِهِ الدُّنْيَا حَسَنَةٌ وَلَدَارُ الْآَخِرَةِ خَيْرٌ وَلَنِعْمَ دَارُ الْمُتَّقِينَ (30) جَنَّاتُ عَدْنٍ يَدْخُلُونَهَا تَجْرِي مِنْ تَحْتِهَا الْأَنْهَارُ لَهُمْ فِيهَا مَا يَشَاءُونَ كَذَلِكَ يَجْزِي اللَّهُ الْمُتَّقِينَ (31) الَّذِينَ تَتَوَفَّاهُمُ الْمَلَائِكَةُ طَيِّبِينَ يَقُولُونَ سَلَامٌ عَلَيْكُمُ ادْخُلُوا الْجَنَّةَ بِمَا كُنْتُمْ تَعْمَلُونَ (32) }

قوله تعالى: {وَقِيلَ لِلَّذِينَ اتَّقَوْا مَاذَا أَنْزَلَ رَبُّكُمْ قَالُوا خَيْرًا لِلَّذِينَ أَحْسَنُوا فِي هَذِهِ الدُّنْيَا حَسَنَةٌ وَلَدَارُ الْآَخِرَةِ خَيْرٌ وَلَنِعْمَ دَارُ الْمُتَّقِينَ (30)}
قال علي بن محمد الصفاقسي (ت: 1118هـ): ( {وقيل للذين اتقوا}
{وقيل} [30] لا يخفى). [غيث النفع: 786]
قال د. عبد اللطيف الخطيب (م): ( {وَقِيلَ لِلَّذِينَ اتَّقَوْا مَاذَا أَنْزَلَ رَبُّكُمْ قَالُوا خَيْرًا لِلَّذِينَ أَحْسَنُوا فِي هَذِهِ الدُّنْيَا حَسَنَةٌ وَلَدَارُ الْآَخِرَةِ خَيْرٌ وَلَنِعْمَ دَارُ الْمُتَّقِينَ (30)}
{قِيلَ}
تقدم إشمام القاف الضم (قيل)، انظر الآية / 24 من هذه السورة.
{قِيلَ لِلَّذِينَ}
إدغام اللام في اللام عن أبي عمرو ويعقوب.
{أَنْزَلَ رَبُّكُمْ}
إدغام اللام في الراء عن أبي عمرو ويعقوب بخلاف.
{قَالُوا خَيْرًا}
قراءة الجمهور.... {خيرًا} بالنصب، على تقدير: أنزل خيرًا.
وقرأ زيد بن علي (... خير) بالرفع على تقدير: هو خيرٌ، أو المنزل خيرٌ.
{خَيْرًا}
ترقيق الراء عن الأزرق وورش.
{الدُّنْيَا}
سبقت الإمالة فيه في مواضع، وانظر الآيتين: 85 و 114 من سورة البقرة.
[معجم القراءات: 4/621]
{حَسَنَةٌ}
قراءة الكسائي في الوقف بإمالة ما قبل الهاء (حسنة).
{الْآَخِرَةِ}
تقدمت القراءات فيه في الآية /4 من سورة البقرة السكت، تخفيف الهمز، نقل حركة الهمزة والحذف، ترقيق الراء. الإمالة.
{خَيْرٌ}
ترقيق الراء عن الأزرق وورش بخلاف.
{وَلَنِعْمَ دَارُ الْمُتَّقِينَ}
قراءة الجماعة {ولنعم دار المتقين}. نعم: فعل للمدح، دار: فاعل، المخصوص محذوف.
وقرأ زيد بن علي (ولنعمة دار المتقين) بتاء مضمومة على أنه اسم مضاف، وهو مبتدأ.
دار: مخفوض بالإضافة، و(جناتعدن) في الآية / 31 خبر هذا المبتدأ).[معجم القراءات: 4/622]

قوله تعالى: {جَنَّاتُ عَدْنٍ يَدْخُلُونَهَا تَجْرِي مِنْ تَحْتِهَا الْأَنْهَارُ لَهُمْ فِيهَا مَا يَشَاءُونَ كَذَلِكَ يَجْزِي اللَّهُ الْمُتَّقِينَ (31)}
قال أبو الفضل محمد بن جعفر الخزاعي الجرجاني (ت: 408هـ): ( (يدخلونها) [31]: بضم الياء وفتح الخاء أبو بشر). [المنتهى: 2/785]
قال علي بن محمد الصفاقسي (ت: 1118هـ): ( {الأنهار} [31] و{يشآءون} [31] و{ءابآؤنا} [35] و{شيء} وقفها مما لا يخفى). [غيث النفع: 786] (م)
قال د. عبد اللطيف الخطيب (م): ( {جَنَّاتُ عَدْنٍ يَدْخُلُونَهَا تَجْرِي مِنْ تَحْتِهَا الْأَنْهَارُ لَهُمْ فِيهَا مَا يَشَاءُونَ كَذَلِكَ يَجْزِي اللَّهُ الْمُتَّقِينَ (31)}
{جَنَّاتُ عَدْنٍ}
قراءة الجماعة {جنات عدن} بالرفع، وفي تخريجه وجوه:
1- الرفع على الاستئناف فهو مبتدأ، خبره «يدخلونها»، أو خبره مقدر أي: لهم جنات عدن.
2- أن يكون المخصوص بالمدح، وهو مبتدأ والتقدير: لنعم دار المتقين جنات عدن.
[معجم القراءات: 4/622]
أو هو مبتدأ خبره ما قبله وهو «نعم دار المتقين».
3- هو خبر تبدأ محذوف، والتقدير: هي جنات عدنٍ.
قرأ زيد بن ثابت وأبو عبد الرحمن السلمي (جنات عدن) بالنصب على الاشتغال، والتقدير: يدخلون جنات عدن يدخلونها.
وتقدم مثل هذا في الآية/23 من سورة الرعد، ولم تغز قراءة النصب إلى قارئ.
{يَدْخُلُونَهَا}
قراءة الجماعة {يدخلونها} بالياء.
وقرأ السلمي (تدخلونها) بتاء الخطاب.
وقرأ إسماعيل بن جعفر عن نافع، وهي رواية الطرسوسي عن أبي جعفر وشيبة وزيد بن ثابت وعباس ويونس كلاهما عن أبي عمرو والوليد بن مسلم عن ابن عامر (يدخلونها) بالياء على الغيبة، والفعل مبني للمفعول.
{الْأَنْهَارُ لَهُمْ}
إدغام الراء في اللام عن أبي عمرو ويعقوب بخلاف).[معجم القراءات: 4/623]

قوله تعالى: {الَّذِينَ تَتَوَفَّاهُمُ الْمَلَائِكَةُ طَيِّبِينَ يَقُولُونَ سَلَامٌ عَلَيْكُمُ ادْخُلُوا الْجَنَّةَ بِمَا كُنْتُمْ تَعْمَلُونَ (32)}
قال أبو بكر أحمد بن موسى ابن مجاهد التميمي البغدادي (ت: 324هـ): (7 - وَاخْتلفُوا في الْيَاء وَالتَّاء من قَوْله {تتوفاهم الْمَلَائِكَة} 28 32
فَقَرَأَ حَمْزَة وَحده (يتوفهم الملئكة) بياء وبالإمالة
وَقَرَأَ الْبَاقُونَ بتاءين في الْمَوْضِعَيْنِ
وروى أَبُو عمَارَة عَن حَفْص عَن عَاصِم مثل حَمْزَة
وروى هبيرة عَن حَفْص وَابْن الْيَتِيم عَن عَمْرو بن الصَّباح عَن حَفْص عَن عَاصِم بِالتَّاءِ مثل أَبي بكر). [السبعة في القراءات: 372] (م)
قال أبو بكر أحمد بن الحسين ابن مهران الأصبهاني (ت: 381هـ): ( (يتوفيهم) بالياء في الحرفين حمزة، وخلف). [الغاية في القراءات العشر: 297] (م)
قال أبو الفضل محمد بن جعفر الخزاعي الجرجاني (ت: 408هـ): ( (يتوفاهم) [28، 32]: بالياء فيهما حمزة، وقاسم، وخلف). [المنتهى: 2/785] (م)
قال مكي بن أبي طالب القَيْسِي (ت: 437هـ): (قرأ حمزة (يتوفاهم) في موضعين هنا بالياء، وقرأهما الباقون بالتاء، وأمالهما حمزة والكسائي، وفتح الباقون). [التبصرة: 252] (م)
قال أبو عمرو عثمان بن سعيد الداني (ت: 444هـ): (حمزة: {الذين يتوفاهم الملائكة} (28، 32)، في الموضعين: بالياء.
والباقون: بالتاء). [التيسير في القراءات السبع: 337] (م)
- قال محمد بن محمد بن محمد بن علي ابن الجزري (ت: 833هـ) :(حمزة وخلف: (الّذين يتوفاهم) في الموضعين بالياء، والباقون بالتّاء). [تحبير التيسير: 431] (م)
قال القاسم بن فيرُّه بن خلف الشاطبي (ت: 590هـ): (809- .... .... .... .... = .... يَتَوَفَّاهُمْ لِحَمْزَةَ وُصِّلاَ). [الشاطبية: 64] (م)
- قال علم الدين علي بن محمد السخاوي (ت: 643هـ): ([809] ومن قبل فيهم يكسر النون (نافع) = معا يتوفاهم لـ(حمزة) وصلا
...
وقد سبق مثل {یتوفيهم}.
وقوله: (لحمزة وصلا)، يعني وصل الحرفان؛ أي وصل أحدهما بالآخر، يعني حرفي (يتوفاهم).
والألف في (وصلا)، ضميرهما). [فتح الوصيد: 2/1048] (م)
- قال محمد بن أحمد الموصلي (شعلة) (ت: 656هـ): ([809] ومن قبل فيهم يكسر النون نافعٌ = معا يتوفاهم لحمزة وصلا
ح: (من قبل فيهم) بكسر اللام -: ظرف (يكسر) أضيف إلى لفظ (فيهم)، أي: اللفظ الذي وقع قبل لفظ (فيهم)، (يتوفاهم): مبتدأ، (معًا): حال، (وُصلا): خبره، والألف: للتثنية.
[كنز المعاني: 2/369]
ص: قرأ نافع {تشاقون فيهم} [27] بكسر النون، ولم يقل بهذه العبارة، إذ لا يستقيم في النظم، والباقون: بالفتح، ووجههما، ما مر في {تبشرون} [الحجر: 54].
وقرأ حمزة: (الذين يتوفيهم الملائكة ظالمي أنفسهم) [28]، (الذين يتوفيهم الملائكة طيبين) [32] في الموضعين بياء التذكير؛ لأن تأنيث {الملائكة} غير حقيقي، والباقون: بتاء التأنيث على الأصل). [كنز المعاني: 2/370] (م)
- قال أبو شامة عبد الرحمن بن إسماعيل الدمشقي (ت: 665هـ): ({الَّذِينَ تَتَوَفَّاهُمُ الْمَلَائِكَةُ طَيِّبِينَ} قرأهما حمزة بالياء على التذكير وإطلاقه دل على ذلك، والباقون قرءوهما بالتأنيث، ووجههما ظاهر وفي وصلا ضمير تثنية). [إبراز المعاني من حرز الأماني: 3/310] (م)
- قال عبد الفتاح بن عبد الغني بن محمد القاضي (ت: 1403هـ): (809 - .... .... .... .... .... = .... يتوفّاهم لحمزة وصّلا
....
وقرأ حمزة: الّذين يتوفّاهم الملائكة ظالمي أنفسهم، الّذين يتوفّاهم الملائكة طيّبين. بياء التذكير في الموضعين كما لفظ به، وقرأ غيره بتاء التأنيث فيهما). [الوافي في شرح الشاطبية: 305] (م)
قال محمد بن محمد بن محمد بن علي ابن الجزري (ت: 833هـ): ( (وَاخْتَلَفُوا) فِي: تَتَوَفَّاهُمُ الْمَلَائِكَةُ فِي الْمَوْضِعَيْنِ فَقَرَأَ حَمْزَةُ وَخَلَفٌ بِالْيَاءِ فِيهِمَا عَلَى التَّذْكِيرِ، وَقَرَأَهُمَا الْبَاقُونَ بِالتَّاءِ عَلَى التَّأْنِيثِ). [النشر في القراءات العشر: 2/303] (م)
- قال محمد بن محمد بن محمد بن علي ابن الجزري (ت: 833هـ): (قرأ حمزة وخلف {تتوفاهم} في الموضعين [28، 32] بالتذكير، والباقون بالتأنيث فيهما). [تقريب النشر في القراءات العشر: 572] (م)
- قال محب الدين محمد بن محمد بن محمد النُّوَيْري (ت: 857هـ): (ص:
ويتوفّاهم معا (فتى) وضمّ = وفتح يهدي (ك) م (سما) يروا (ف) عمّ
(روى) الخطاب والأخير (ك) م (ظ) رف = (فتى) تروا كيف (شفا) والخلف (ص) ف
ش: أي: قرأ مدلول (فتى) حمزة، وخلف يتوفّاهم الملائكة ظالمي [النحل: 28] ويتوفاهم الملائكة طيبين [النحل: 32] بياء التذكير، والباقون بتاء التأنيث.
ووجههما وجه إلّا أن تأتيهم الملائكة [النحل: 33] ). [شرح طيبة النشر للنويري: 2/412] (م)
قال علي بن محمد الصفاقسي (ت: 1118هـ): ( {تتوفاهم} [28 32] معًا، قرأ حمزة بالياء فيهما، على التذكير، والباقون بالتاء، على التأنيث). [غيث النفع: 784] (م)
قال علي بن محمد الصفاقسي (ت: 1118هـ): ({تتوفاهم} [32] تقدم). [غيث النفع: 786] (م)
قال د. عبد اللطيف الخطيب (م):
( {الَّذِينَ تَتَوَفَّاهُمُ الْمَلَائِكَةُ طَيِّبِينَ يَقُولُونَ سَلَامٌ عَلَيْكُمُ ادْخُلُوا الْجَنَّةَ بِمَا كُنْتُمْ تَعْمَلُونَ (32)}
{تَتَوَفَّاهُمُ}
تقدمت قراءة حمزة ومن معه بالياء من أسفل (يتوفاهم).
وقراءة الجماعة بالتاء {تتوفاهم}.
وذكر ابن خالويه أن ابن كثير قرأ (الذين توفاهم) بتشديد التاء في الوصل، ولم يذكر هذا الموضع أحد غيره، وقد ناقشت هذا الموضع السابق/28.
[معجم القراءات: 4/623]
وقرأ ابن مسعود (توفاهم) بتاء واحدة.
وتقدم فيه حكم الإمالة:
حمزة وخلف: (يتوفاهم) بالياء والإمالة.
والكسائي (تتوفاهم) بالتاء والإمالة.
وانظر تفصيل هذه القراءات في الموضع السابق في الآية/28 من هذه السورة.
{الْمَلَائِكَةُ}
تقدم حكم الهمزة في الوقف عند حمزة في الموضع السابق/28.
{الْمَلَائِكَةُ طَيِّبِينَ}
إدغام التاء في الطاء عن أبي عمرو ويعقوب بخلاف).[معجم القراءات: 4/624]

روابط مهمة:
- أقوال المفسرين


رد مع اقتباس
  #10  
قديم 13 صفر 1440هـ/23-10-2018م, 02:08 PM
جمهرة علوم القرآن جمهرة علوم القرآن غير متواجد حالياً
فريق الإشراف
 
تاريخ التسجيل: Oct 2017
المشاركات: 7,975
افتراضي

سورة النحل
[ من الآية (33) إلى الآية (35) ]
{هَلْ يَنْظُرُونَ إِلَّا أَنْ تَأْتِيَهُمُ الْمَلَائِكَةُ أَوْ يَأْتِيَ أَمْرُ رَبِّكَ كَذَلِكَ فَعَلَ الَّذِينَ مِنْ قَبْلِهِمْ وَمَا ظَلَمَهُمُ اللَّهُ وَلَكِنْ كَانُوا أَنْفُسَهُمْ يَظْلِمُونَ (33) فَأَصَابَهُمْ سَيِّئَاتُ مَا عَمِلُوا وَحَاقَ بِهِمْ مَا كَانُوا بِهِ يَسْتَهْزِئُونَ (34) وَقَالَ الَّذِينَ أَشْرَكُوا لَوْ شَاءَ اللَّهُ مَا عَبَدْنَا مِنْ دُونِهِ مِنْ شَيْءٍ نَحْنُ وَلَا آَبَاؤُنَا وَلَا حَرَّمْنَا مِنْ دُونِهِ مِنْ شَيْءٍ كَذَلِكَ فَعَلَ الَّذِينَ مِنْ قَبْلِهِمْ فَهَلْ عَلَى الرُّسُلِ إِلَّا الْبَلَاغُ الْمُبِينُ (35)}

قوله تعالى: {هَلْ يَنْظُرُونَ إِلَّا أَنْ تَأْتِيَهُمُ الْمَلَائِكَةُ أَوْ يَأْتِيَ أَمْرُ رَبِّكَ كَذَلِكَ فَعَلَ الَّذِينَ مِنْ قَبْلِهِمْ وَمَا ظَلَمَهُمُ اللَّهُ وَلَكِنْ كَانُوا أَنْفُسَهُمْ يَظْلِمُونَ (33)}
قال أبو بكر أحمد بن موسى ابن مجاهد التميمي البغدادي (ت: 324هـ): (8 - وَاخْتلفُوا في الْيَاء وَالتَّاء من قَوْله {إِلَّا أَن تأتيهم الْمَلَائِكَة} 33
فَقَرَأَ حَمْزَة والكسائي (إِلَّا أَن يَأْتِيهم الملئكة) بِالْيَاءِ
وَقَرَأَ ابْن كثير وَعَاصِم وَنَافِع وَأَبُو عَمْرو وَابْن عَامر {تأتيهم} بِالتَّاءِ). [السبعة في القراءات: 372]
قال أبو عمرو عثمان بن سعيد الداني (ت: 444هـ): (حمزة: {إلا أن يأتيهم الملائكة} (33): بالياء.
والباقون: بالتاء). [التيسير في القراءات السبع: 337]
- قال محمد بن محمد بن محمد بن علي ابن الجزري (ت: 833هـ) : ( (إلّا أن تأتيهم الملائكة) قد ذكر في الأنعام في آخره). [تحبير التيسير: 431]
قال محمد بن محمد بن محمد بن علي ابن الجزري (ت: 833هـ): ( (وَاخْتَلَفُوا) فِي: تَأْتِيَهُمُ الْمَلَائِكَةُ فَقَرَأَ حَمْزَةُ وَالْكِسَائِيُّ وَخَلَفٌ بِالْيَاءِ مُذَكَّرًا، وَقَرَأَ الْبَاقُونَ
[النشر في القراءات العشر: 2/303]
بِالتَّاءِ مُؤَنَّثًا كَمَا تَقَدَّمَ فِي الْأَنْعَامِ). [النشر في القراءات العشر: 2/304]
- قال محمد بن محمد بن محمد بن علي ابن الجزري (ت: 833هـ): ({تأتيهم الملائكة} [33] ذكر في الأنعام). [تقريب النشر في القراءات العشر: 572]
- قال محب الدين محمد بن محمد بن محمد النُّوَيْري (ت: 857هـ): ([تتمة:] تقدم والشّمس والقمر والنّجوم مسخّرات [النحل: 12] ومذهب حفص في الأخيرين وتأتيهم الملائكة بالأنعام [الآية: 158] ). [شرح طيبة النشر للنويري: 2/412] (م)
قال أحمد بن محمد بن البناء الدمياطي (ت: 1117هـ): (واختلف في "تتوفيهم الملائكة" [الآية: 28، 32] في الموضعين هنا فحمزة وخلف بالياء فيهما على التذكير، وافقهما الأعمش، والباقون بالتاء على التأنيث، وهم في الفتح والإمالة على أصولهم). [إتحاف فضلاء البشر: 2/184] (م)
قال أحمد بن محمد بن البناء الدمياطي (ت: 1117هـ): (وقرأ "تَأْتِيَهُمُ الْمَلائِكَة" [الآية: 33] حمزة والكسائي وخلف بالياء على التذكير، والباقون بالتأنيث كما مر بالأنعام). [إتحاف فضلاء البشر: 2/184]
قال علي بن محمد الصفاقسي (ت: 1118هـ): ( {تأتيهم} [33] قرأ الأخوان بالتحتية، والباقون بالفوقية). [غيث النفع: 786]
قال د. عبد اللطيف الخطيب (م): ( {هَلْ يَنْظُرُونَ إِلَّا أَنْ تَأْتِيَهُمُ الْمَلَائِكَةُ أَوْ يَأْتِيَ أَمْرُ رَبِّكَ كَذَلِكَ فَعَلَ الَّذِينَ مِنْ قَبْلِهِمْ وَمَا ظَلَمَهُمُ اللَّهُ وَلَكِنْ كَانُوا أَنْفُسَهُمْ يَظْلِمُونَ (33)}
{أَنْ تَأْتِيَهُمُ}
قرأ ابن كثير ونافع وأبو عمرو وابن عامر وعاصم وأبو جعفر ويعقوب {... أن تأتيهم} بالتاء، واختاره ابن قتيبة.
وقرأ حمزة والكسائي وخلف وابن وثاب وطلحة والأعمش (... أن يأتيهم) بالياء، واختاره أبو عبيد، لقول ابن مسعود: «ذكروا الملائكة»، وتعقبه ابن قتيبة، وتقدم مثل هذا في الآية/58 من سورة الأنعام.
[معجم القراءات: 4/624]
{أَنْ تَأْتِيَهُمُ..... يَأْتِيَ}
قرأ أبو عمرو بخلاف عنه وأبو جعفر والأزرق ورش والأصبهاني بإبدال الهمزة ألفًا فيهما (أن تاتيهم... ياتي).
وكذا جاءت قراءة حمزة في الوقف.
{أَمْرُ رَبِّكَ}
أدغم أبو عمرو ويعقوب الراء في الراء.
{ظَلَمَهُمُ}
قرأ الأزرق عن ورش بتغليظ اللام).[معجم القراءات: 4/625]

قوله تعالى: {فَأَصَابَهُمْ سَيِّئَاتُ مَا عَمِلُوا وَحَاقَ بِهِمْ مَا كَانُوا بِهِ يَسْتَهْزِئُونَ (34)}
قال أحمد بن محمد بن البناء الدمياطي (ت: 1117هـ): (وأمال "وحاق" حمزة وحده). [إتحاف فضلاء البشر: 2/184]
قال علي بن محمد الصفاقسي (ت: 1118هـ): ( {يستهزءون} لا يخفى، وإن خفى فراجع ما تقدم في البقرة). [غيث النفع: 786]
قال د. عبد اللطيف الخطيب (م): ( {فَأَصَابَهُمْ سَيِّئَاتُ مَا عَمِلُوا وَحَاقَ بِهِمْ مَا كَانُوا بِهِ يَسْتَهْزِئُونَ (34)}
{حَاقَ}
أمال الألف فيه حمزة.
والباقون على الفتح.
{يَسْتَهْزِئُونَ}
تقدمت القراءة فيه في مواضع وهي الأنعام/آية: 5، وهود الآية/ 8، وسورة البقرة الآية /15.
ومختصر ما سبق:
ا- يستهزون: قراءة أبي جعفر في الحالين.
2- أ - بالتسهيل بين الهمزة والواو في الوقف عن حمزة.
ب - بإبدال الهمزة ياء عن حمزة في الوقف (يستهزيون).
وانظر مراجع هذه القراءات فيما سلف).[معجم القراءات: 4/625]

قوله تعالى: {وَقَالَ الَّذِينَ أَشْرَكُوا لَوْ شَاءَ اللَّهُ مَا عَبَدْنَا مِنْ دُونِهِ مِنْ شَيْءٍ نَحْنُ وَلَا آَبَاؤُنَا وَلَا حَرَّمْنَا مِنْ دُونِهِ مِنْ شَيْءٍ كَذَلِكَ فَعَلَ الَّذِينَ مِنْ قَبْلِهِمْ فَهَلْ عَلَى الرُّسُلِ إِلَّا الْبَلَاغُ الْمُبِينُ (35)}
- قال محب الدين محمد بن محمد بن محمد النُّوَيْري (ت: 857هـ): (تتمة:
تقدم جعل لّكم [النحل: 72] كلاهما هنا لرويس وبطون أمّهتكم [النحل: 78] بالنساء [الآية:] ورءا الّذين ظلموا [النحل: 85] وأشركوا [النحل: 35]، وباقي [النحل: 96] لابن كثير.
وأثبت يعقوب في الحالين [ياء] فارهبوني [النحل: 51]، فاتقوني [النحل: 2] ). [شرح طيبة النشر للنويري: 2/417] (م)
قال علي بن محمد الصفاقسي (ت: 1118هـ): ( {الأنهار} [31] و{يشآءون} [31] و{ءابآؤنا} [35] و{شيء} وقفها مما لا يخفى). [غيث النفع: 786] (م)
قال د. عبد اللطيف الخطيب (م): ( {وَقَالَ الَّذِينَ أَشْرَكُوا لَوْ شَاءَ اللَّهُ مَا عَبَدْنَا مِنْ دُونِهِ مِنْ شَيْءٍ نَحْنُ وَلَا آَبَاؤُنَا وَلَا حَرَّمْنَا مِنْ دُونِهِ مِنْ شَيْءٍ كَذَلِكَ فَعَلَ الَّذِينَ مِنْ قَبْلِهِمْ فَهَلْ عَلَى الرُّسُلِ إِلَّا الْبَلَاغُ الْمُبِينُ (35)}
{شَاءَ}
أماله حمزة وابن ذكوان وخلف.
والفتح والإمالة لهشام.
وتقدم مثل هذا في الآية / 20 من سورة البقرة.
{مِنْ شَيْءٍ.... مِنْ شَيْءٍ}
تقدم حكم الهمزين الوقف في الآيتين / 20 و106 من سورة البقرة.
{الرُّسُلِ}
قراءة المطوعي (الرسل) بسكون السين.
وقراءة الجماعة بالضم {الرسل} ).[معجم القراءات: 4/626]

روابط مهمة:
- أقوال المفسرين


رد مع اقتباس
  #11  
قديم 13 صفر 1440هـ/23-10-2018م, 02:09 PM
جمهرة علوم القرآن جمهرة علوم القرآن غير متواجد حالياً
فريق الإشراف
 
تاريخ التسجيل: Oct 2017
المشاركات: 7,975
افتراضي

سورة النحل
[ من الآية (36) إلى الآية (40) ]
{وَلَقَدْ بَعَثْنَا فِي كُلِّ أُمَّةٍ رَسُولًا أَنِ اُعْبُدُوا اللَّهَ وَاجْتَنِبُوا الطَّاغُوتَ فَمِنْهُمْ مَنْ هَدَى اللَّهُ وَمِنْهُمْ مَنْ حَقَّتْ عَلَيْهِ الضَّلَالَةُ فَسِيرُوا فِي الْأَرْضِ فَانْظُرُوا كَيْفَ كَانَ عَاقِبَةُ الْمُكَذِّبِينَ (36) إِنْ تَحْرِصْ عَلَى هُدَاهُمْ فَإِنَّ اللَّهَ لَا يَهْدِي مَنْ يُضِلُّ وَمَا لَهُمْ مِنْ نَاصِرِينَ (37) وَأَقْسَمُوا بِاللَّهِ جَهْدَ أَيْمَانِهِمْ لَا يَبْعَثُ اللَّهُ مَنْ يَمُوتُ بَلَى وَعْدًا عَلَيْهِ حَقًّا وَلَكِنَّ أَكْثَرَ النَّاسِ لَا يَعْلَمُونَ (38) لِيُبَيِّنَ لَهُمُ الَّذِي يَخْتَلِفُونَ فِيهِ وَلِيَعْلَمَ الَّذِينَ كَفَرُوا أَنَّهُمْ كَانُوا كَاذِبِينَ (39) إِنَّمَا قَوْلُنَا لِشَيْءٍ إِذَا أَرَدْنَاهُ أَنْ نَقُولَ لَهُ كُنْ فَيَكُونُ (40)}

قوله تعالى: {وَلَقَدْ بَعَثْنَا فِي كُلِّ أُمَّةٍ رَسُولًا أَنِ اُعْبُدُوا اللَّهَ وَاجْتَنِبُوا الطَّاغُوتَ فَمِنْهُمْ مَنْ هَدَى اللَّهُ وَمِنْهُمْ مَنْ حَقَّتْ عَلَيْهِ الضَّلَالَةُ فَسِيرُوا فِي الْأَرْضِ فَانْظُرُوا كَيْفَ كَانَ عَاقِبَةُ الْمُكَذِّبِينَ (36)}
قال أحمد بن محمد بن البناء الدمياطي (ت: 1117هـ): ("وكسر نون" "أن اعبدوا الله" أبو عمرو وعاصم وحمزة ويعقوب). [إتحاف فضلاء البشر: 2/184]
قال علي بن محمد الصفاقسي (ت: 1118هـ): ( {أن اعبدوا} [36] قرأ البصري وعاصم وحمزة بكسر النون، والباقون بالضم). [غيث النفع: 786]
قال د. عبد اللطيف الخطيب (م): ( {وَلَقَدْ بَعَثْنَا فِي كُلِّ أُمَّةٍ رَسُولًا أَنِ اُعْبُدُوا اللَّهَ وَاجْتَنِبُوا الطَّاغُوتَ فَمِنْهُمْ مَنْ هَدَى اللَّهُ وَمِنْهُمْ مَنْ حَقَّتْ عَلَيْهِ الضَّلَالَةُ فَسِيرُوا فِي الْأَرْضِ فَانْظُرُوا كَيْفَ كَانَ عَاقِبَةُ الْمُكَذِّبِينَ (36)}
{أَنِ اُعْبُدُوا}
قرأ أبو عمرو وعاصم وحمزة ويعقوب والمطوعي والحسن واليزيدي (أن عبدوا) بكسر النون في الوصل لالتقاء الساكنين.
وقرأ نافع وابن عامر وابن كثير والكسائي وأبو جعفر (أن عبدوا) بضم النون على الإتباع للحرف الثالث بعده.
{هَدَى}
أماله في الوقف حمزة والكسائي وخلف.
[معجم القراءات: 4/626]
والأزرق وورش بالفتح والتقليل.
والباقون على الفتح.
{فَسِيرُوا}
قرأ الأزرق وورش بتفخيم الراء بخلاف عنهما).[معجم القراءات: 4/627]

قوله تعالى: {إِنْ تَحْرِصْ عَلَى هُدَاهُمْ فَإِنَّ اللَّهَ لَا يَهْدِي مَنْ يُضِلُّ وَمَا لَهُمْ مِنْ نَاصِرِينَ (37)}
قال أبو بكر أحمد بن موسى ابن مجاهد التميمي البغدادي (ت: 324هـ): (9 - وَاخْتلفُوا في فتح الْيَاء وَضمّهَا من قَوْله {لَا يهدي من يضل} 37
فَقَرَأَ ابْن كثير وَأَبُو عَمْرو وَنَافِع وَابْن عَامر {لَا يهدي} بِرَفْع الْيَاء وَفتح الدَّال
وَقَرَأَ عَاصِم وَحَمْزَة والكسائي {لَا يهدي} بِفَتْح الْيَاء وَكسر الدَّال
وَلم يَخْتَلِفُوا في {يضل} أَنَّهَا مَرْفُوعَة الْيَاء مَكْسُورَة الضَّاد). [السبعة في القراءات: 372]
قال أبو بكر أحمد بن الحسين ابن مهران الأصبهاني (ت: 381هـ): ( (لا يهدي) بفتح الياء كوفي). [الغاية في القراءات العشر: 297]
قال أبو الفضل محمد بن جعفر الخزاعي الجرجاني (ت: 408هـ): ( (لا يهدي) [37]: بفتح الياء كوفي غير أبي عبيد). [المنتهى: 2/785]
قال مكي بن أبي طالب القَيْسِي (ت: 437هـ): (قرأ الكوفيون (لا يهدي) بفتح الياء وكسر الدال، وقرأ الباقون بضم الياء وفتح الدال). [التبصرة: 252]
قال أبو عمرو عثمان بن سعيد الداني (ت: 444هـ): (الكوفيون: {فإن الله لا يهدي من} (37): بفتح الياء، وكسر الدال.
والباقون: بضم الياء، وفتح الدال.
ولا خلاف في {يضل} أن الياء مضمومة للكل). [التيسير في القراءات السبع: 337]
- قال محمد بن محمد بن محمد بن علي ابن الجزري (ت: 833هـ) :(الكوفيّون: (لا يهدي من) بفتح الياء وكسر الدّال، والباقون بضم الياء وفتح الدّال). [تحبير التيسير: 431]
قال أبو القاسم يوسف بن علي بن جبارة الهذلي المغربي (ت: 465هـ): ( (إِنْ تَحْرِصْ) بفتح الراء أبو حيوة، الباقون بكسرهما وهو الاختيار؛ لأنه أشهر، (لَا يَهْدِي) بفتح الياء وكسر الدال كوفي غير قاسم، الباقون بضم الياء وفتح الدال، وهو الاختيار لئلا يؤدي إلى التكرار؛ لأن قوله: (مَنْ يُضِلُّ) إذا كانت الضلالة بقصاية فيعلم أن من يضله لا يهديه). [الكامل في القراءات العشر: 584]
قال أحمد بن علي بن خلف ابن الباذش الأنصاري (ت: 540هـ): ([37]- {لا يَهْدِي} بفتح الياء: الكوفيون). [الإقناع: 2/682]
قال القاسم بن فيرُّه بن خلف الشاطبي (ت: 590هـ): (810 - سَمَا كامِلاً يَهْدِي بِضَمٍّ وَفَتْحَةٍ = .... .... .... .... ). [الشاطبية: 64]
- قال علم الدين علي بن محمد السخاوي (ت: 643هـ): ([810] (سما) (كـ)ـاملا يهدي بضم وفتحة = وخاطب تروا (شـ)ـرعا والآخر (فـ)ـي (كـ)ـلا
{لا يهدی}، مثل قوله: {من يضلل الله فلا هادي له}.
و{لا يهدي}، بمعنى لا يهتدی؛ يقال: هداه الله، فهدی.
ويعضد هذا، قراءة عبد الله (لا يهدّي).
ويعضد الأولى، قراءة أبي (فإن الله لا هادي لمن يضل) ). [فتح الوصيد: 2/1049]
- قال محمد بن أحمد الموصلي (شعلة) (ت: 656هـ): ( [810] سما كاملا يهدي بضم وفتحة = وخاطب تروا شرعا والآخر في كلا
ب: (الكلاء)- بالكسر والمد: الحفظ، قصر ههنا ضرورة.
ح: (يهدي): فاعل (سما)، (كاملًا): حال منه، (بضم): متعلق بـ (سما)، (يروا): مفعول (خاطب)، لما فيه من الخطاب، (شرعًا): حال من الفاعل بمعنى (شارعًا)، أو المفعول بمعنى: (مشروعًا)، و(الآخر في كلا): مبتدأ وخبر، أي: خطاب الآخر.
ص: قرأ نافع وابن كثير وأبو عمرو وابن عامر: (فإن الله لا يهدي
[كنز المعاني: 2/370]
من يضل) [37] بضم الياء وفتح الدال على بناء المجهول، نحو قوله تعالى: {من يضلل الله فلا هادي له} [الأعراف: 186]، والباقون: بفتح الياء وكسر الدال على أن الفعل لله، أو {يهدي} بمعنى (يهتدي) والفعل للعبد.
وقرأ حمزة والكسائي: {أولم تروا إلى ما خلق الله من شيء} [48]، وحمزة وابن عامر في الحرف الآخر بالكسر-: {ألم تروا إلى الطير مسخراتٍ} [79]بالخطاب فيهما، والباقون: بالغيبة، والوجهان ظاهران.
ومدح قراءة الخطاب بأنها في كلاءة وحفظٍ من الحجج والدلائل عليها). [كنز المعاني: 2/371] (م)
- قال أبو شامة عبد الرحمن بن إسماعيل الدمشقي (ت: 665هـ): (810- سَمَا "كـ"ـامِلًا يَهْدِي بِضَمٍّ وَفَتْحَةٍ،.. وَخَاطِبْ تَرَوْا "شَـ"ـرْعًا وَالَاخِرُ "فِـ"ـي "كِـ"ـلا
يريد: {فَإِنَّ اللَّهَ لَا يَهْدِي مَنْ يُضِلُّ} كما قال في موضع آخر: {مَنْ يُضْلِلِ اللَّهُ فَلا هَادِيَ لَهُ}؛ أي: من يضلله فلا يُهدَى، فالفعل مبني لما لم يسم فاعله، فقوله: يهدي فاعل سما وكاملا حال منه، وقرأ الكوفيون
[إبراز المعاني من حرز الأماني: 3/310]
بفتح الياء وكسر الدال على إسناد الفعل إلى الفاعل؛ أي: لا يهدي الله من يضله أو يكون يهدي بمعنى يهتدي كما تقدم في يونس). [إبراز المعاني من حرز الأماني: 3/311]
- قال عبد الفتاح بن عبد الغني بن محمد القاضي (ت: 1403هـ): (810 - سما كاملا يهدي بضمّ وفتحة = وخاطب تروا شرعا والآخر في كلا
قرأ نافع وابن كثير وأبو عمرو وابن عامر: فَإِنَّ اللَّهَ لا يَهْدِي مَنْ يُضِلُّ. بضم الياء وفتح الدال وألف بعدها، وقرأ الكوفيون بفتح الياء وكسر الدال وياء بعدها). [الوافي في شرح الشاطبية: 305]
قال محمد بن محمد بن محمد بن علي ابن الجزري (ت: 833هـ): ( (وَاخْتَلَفُوا) فِي: لَا يَهْدِي مَنْ يُضِلُّ فَقَرَأَ الْكُوفِيُّونَ بِفَتْحِ الْيَاءِ وَكَسْرِ الدَّالِ، وَقَرَأَ الْبَاقُونَ بِضَمِّ الْيَاءِ وَفَتْحِ الدَّالِ.
(وَاتَّفَقُوا) عَلَى ضَمِّ الْيَاءِ وَكَسْرِ الضَّادِ مِنْ يُضِلُّ لِأَنَّ الْمَعْنَى أَنَّ مَنْ أَضَلَّهُ اللَّهُ لَا يَهْتَدِي، وَلَا هَادِيَ لَهُ عَلَى الْقِرَاءَتَيْنِ). [النشر في القراءات العشر: 2/304]
- قال محمد بن محمد بن محمد بن علي ابن الجزري (ت: 833هـ): (قرأ الكوفيون {لا يهدي من يضل} [37] بفتح الياء وكسر الدال، والباقون بضم الياء وفتح الدال). [تقريب النشر في القراءات العشر: 572]
قال محمد بن محمد بن محمد بن علي ابن الجزري (ت: 833هـ) : (722- .... .... .... وضم = وفتح يهدي كم سما .... ). [طيبة النشر: 81]
- قال محمد بن محمد بن محمد بن علي ابن الجزري (ت: 833هـ) : (ثم أراد أن ابن عامر والمدنيين والبصريين وابن كثير ضموا الياء وفتحوا الدال من قوله تعالى «فإن الله لا يهدى من يضل» على ما لم يسم فاعله، والباقون بفتح الياء وكسر الدال على ما سمي فاعله). [شرح طيبة النشر لابن الجزري: 261]
- قال محب الدين محمد بن محمد بن محمد النُّوَيْري (ت: 857هـ): (وقرأ ذو كاف (كم) ابن عامر و(سما) فإن الله لا يهدي من يضل [النحل: 37] بضم الأول وفتح الثالث بالبناء للمفعول، فمن رفع بالنيابة، أي لا يهدي الله الذي يضله.
والباقون بفتح الأول وكسر الثالث ف من مفعول ويهدى على بابه، أو بمعنى يهتدي ف من فاعله). [شرح طيبة النشر للنويري: 2/412]
قال أحمد بن محمد بن البناء الدمياطي (ت: 1117هـ): (واختلف في "لا يَهْدِي مَنْ يَضِل" [الآية: 37] فعاصم وحمزة والكسائي وخلف بفتح الياء وكسر الدال على البناء للفاعل أي: لا يهدي الله من يضله فمن مفعول بيهدي، ويجوز أن يكون يهدي بمعنى يهتدي فمن فاعله، وافقهم الحسن والأعمش، والباقون بضم الياء وفتح الدال على البناء للمفعول، ومن نائب الفاعل والعائد محذوف). [إتحاف فضلاء البشر: 2/184]
قال علي بن محمد الصفاقسي (ت: 1118هـ): ( {لا يهدي من يضل} [37] قرأ الكوفيون بفتح الياء، وكسر الدال، والباقون بضم الياء، وفتح الدال، ولا خلاف بينهم في ضم الياء، وكسر الضاد من {يضل} لأن المعنى على الأول: من أضله الله لا يهديه أبدًا، وعلى الثاني: من اضله الله فلا هادي له). [غيث النفع: 786]
قال د. عبد اللطيف الخطيب (م): ( {إِنْ تَحْرِصْ عَلَى هُدَاهُمْ فَإِنَّ اللَّهَ لَا يَهْدِي مَنْ يُضِلُّ وَمَا لَهُمْ مِنْ نَاصِرِينَ (37)}
{إِنْ تَحْرِصْ}
قراءة الجماعة {إن تحرص} بكسر الراء، مضارع حرص بفتح الراء، وهي لغة الحجاز، وهي اللغة العالية.
وقرأ النخعي والحسن وأبو حيوة وأبو البرهسم وابن خير (إن تحرص) بفتح الراء مضارع «حرص»، بكسرها في الماضي، وهي لغة.
وقرأ النخعي (وإن تحرص) بزيادة واو.
وضبطت الفعل بفتح الراء لأنها قراءته على ما تقدم.
{عَلَى هُدَاهُمْ}
أماله حمزة والكسائي وخلف.
وبالفتح والتقليل الأزرق وورش.
وقراءة الباقين بالفتح.
{فَإِنَّ اللَّهَ لَا يَهْدِي مَنْ يُضِلُّ}
قرأ عاصم وحمزة والكسائي وخلف والحسن والأعمش وابن
[معجم القراءات: 4/627]
مسعود وابن المسيب والشعبي وعلقمة وقيس بن الربيع {لا يهد} بفتح الياء وكسر الدال مبنيًا للفاعل.
وقرأ نافع وابن كثير وأبو عمرو وابن عامر والحسن والأعرج ومجاهد وشيبة ومزاحم الخراساني وأبو جعفر ويعقوب والعطاردي وابن سيرين (لا يهدى) بضم أوله وفتح الدال مبنيًا للمفعول، وهو عند الفراء وجه جيد، وأختاره أبو عبيد وأبو حاتم.
وقرأ الأزرق وورش بالتقليل والفتح (يهدى).
ولا إمالة فيه لأحد من الأصحاب؛ لأن قراءتهم (يهدي) بكسر الدال وياء بعدها كما تقدم.
وقرأت فرقة منهم عبد الله بن مسعود (لا يهدي) بفتح الياء وكسر الهاء والدال مشددة مكسورة، وأصله يهتدي، فأدغم
التاء في الدال، كما قالوا في يختصم: يخصم.
وقرأ فرقة (لا يهدي) بضم الياء وكسر الدال من «أهدى».
قال ابن عطية «وهي ضعيفة»، قال الشهاب: «يعني لعدم اشتهار «أهدى» المزيد».
قال أبو حيان: «وإذا ثبت أن «هدى» لازم بمعنى «اهتدى» لم تكن
[معجم القراءات: 4/628]
ضعيفة؛ لأنه أدخل على اللازم همزة التعدية.
وفي مصحف أبي بن كعب: (.. لا هادي لمن أضل).
ووردت عنه قراءات أخرى:
(... لا هادي لمن أضل الله).
ونقل أنه قرأ (لا هادي لمن أضله الله).
(لا هادي لمن يضل).
وحكى عنه أبو حاتم:
(فإنه لا هادي لمن أضل).
{يُضِلُّ}
قراءة الجماعة {يضل} بضم أوله وكسر الضاد من «أضل».
ولم تذكر كتب القراءات خلافا في هذا.
وقال الطوسي: «ولم يختلفوا في ضم ياء «يضل» وكسر الضاد».
وقال ابن الجزري:
«واتفقوا على ضم الياء وكسر الضاد من «يضل»، لأن المعنى: أن من أضله الله لا يهتدي، ولا هادي له على القراءتين».
وقال ابن مجاهد: «ولم يختلفوا في «يضل» أنها مرفوعة الياء مكسورة الضاد».
وذكر الزمخشري، وتبعه على ذلك أبو حيان، أنه قرئ (يضل) بفتح الياء). [معجم القراءات: 4/629]

قوله تعالى: {وَأَقْسَمُوا بِاللَّهِ جَهْدَ أَيْمَانِهِمْ لَا يَبْعَثُ اللَّهُ مَنْ يَمُوتُ بَلَى وَعْدًا عَلَيْهِ حَقًّا وَلَكِنَّ أَكْثَرَ النَّاسِ لَا يَعْلَمُونَ (38)}
قال د. عبد اللطيف الخطيب (م): ( {وَأَقْسَمُوا بِاللَّهِ جَهْدَ أَيْمَانِهِمْ لَا يَبْعَثُ اللَّهُ مَنْ يَمُوتُ بَلَى وَعْدًا عَلَيْهِ حَقًّا وَلَكِنَّ أَكْثَرَ النَّاسِ لَا يَعْلَمُونَ (38)}
{بَلَى}
تقدمت الإمالة فيه، وانظر الآية/28 من هذه السورة.
{بَلَى وَعْدًا عَلَيْهِ حَقًّا}
قراءة الجماعة {بلى وعدًا عليه حقًا} بالنصب، وهو مصدر مؤكد لنفسه، وحقًا مثله.
قال أبو حيان: (وانتصب «وعدًا، وحقًا»، على أنهما مصدران مؤكدان لما دل عليه «بلى» من تقدير المحذوف الذي هو «يبعثه»، وقال الحوفي: «حقًا» نعت لـ «وعدًا».
وقرأ الضحاك: 0بلى وعد عليه حق) بالرفع.
قال أبو حيان: «والتقدير: بعثهم وعد عليه حق، وحق: صفة لوعد»، فوعد خبر «بعثهم» المبتدأ المقدر عند أبي حيان، وعند غيره على تقدير: هو وعد.
وقال الفراء: «ولو كان رفعًا على قوله: بلى ذلك وعد عليه حق كان صوابا».
{النَّاسِ}
تقدمت الإمالة فيه، انظر الآيات /8، 94، 96 من سورة البقرة).[معجم القراءات: 4/630]

قوله تعالى: {لِيُبَيِّنَ لَهُمُ الَّذِي يَخْتَلِفُونَ فِيهِ وَلِيَعْلَمَ الَّذِينَ كَفَرُوا أَنَّهُمْ كَانُوا كَاذِبِينَ (39)}
قال د. عبد اللطيف الخطيب (م): ( {لِيُبَيِّنَ لَهُمُ الَّذِي يَخْتَلِفُونَ فِيهِ وَلِيَعْلَمَ الَّذِينَ كَفَرُوا أَنَّهُمْ كَانُوا كَاذِبِينَ (39)}
{لِيُبَيِّنَ لَهُمُ}
إدغام النون في اللام عن أبي عمرو ويعقوب بخلاف.
{فِيهِ}
قراءة ابن كثيرة في الوصل (فيهي) بوصل الهاء بياء).[معجم القراءات: 4/630]

قوله تعالى: {إِنَّمَا قَوْلُنَا لِشَيْءٍ إِذَا أَرَدْنَاهُ أَنْ نَقُولَ لَهُ كُنْ فَيَكُونُ (40)}
قال أبو بكر أحمد بن موسى ابن مجاهد التميمي البغدادي (ت: 324هـ): (10 - وَاخْتلفُوا في فتح النُّون وَضمّهَا من قَوْله {كن فَيكون} 40
فَقَرَأَ ابْن كثير وَنَافِع وَعَاصِم وَأَبُو عَمْرو وَحَمْزَة {كن فَيكون} رفعا وَكَذَلِكَ في كل الْقُرْآن
وَقَرَأَ ابْن عَامر والكسائي {فَيكون} نصبا وفي سُورَة يس {كن فَيكون} 82 مثله). [السبعة في القراءات: 372 - 373]
قال أبو عمرو عثمان بن سعيد الداني (ت: 444هـ): (ابن عامر والكسائي: {فيكون} (40)، هنا، وفي يس (82): بالنصب.
والباقون: بالرفع). [التيسير في القراءات السبع: 337]
- قال محمد بن محمد بن محمد بن علي ابن الجزري (ت: 833هـ) : (ابن عامر والكسائيّ: (كن فيكون) هنا وفي يس بالنّصب، والباقون بالرّفع). [تحبير التيسير: 431]
قال محمد بن محمد بن محمد بن علي ابن الجزري (ت: 833هـ): (وَتَقَدَّمَ كُنْ فَيَكُونُ لِابْنِ عَامِرٍ وَالْكِسَائِيِّ فِي الْبَقَرَةِ). [النشر في القراءات العشر: 2/304]
- قال محمد بن محمد بن محمد بن علي ابن الجزري (ت: 833هـ): ({كن فيكون} [40] ذكر في البقرة). [تقريب النشر في القراءات العشر: 572]
- قال محب الدين محمد بن محمد بن محمد النُّوَيْري (ت: 857هـ): (تتمة:
تقدم كن فيكون [النحل: 40] لابن عامر والكسائي ولنبوينّهم [النحل: 41] لأبي جعفر ونوحي إليهم [النحل: 43] لحفص وأفأمن [النحل: 45] للأصبهاني). [شرح طيبة النشر للنويري: 2/413] (م)
قال أحمد بن محمد بن البناء الدمياطي (ت: 1117هـ): (وقرأ فيكون والذين [الآية: 40] بالنصب ابن عامر والكسائي). [إتحاف فضلاء البشر: 2/184]
قال علي بن محمد الصفاقسي (ت: 1118هـ): ( {فيكون} قرأ الشامي وعلي بنصب النون، والباقون بالرفع). [غيث النفع: 786]
قال د. عبد اللطيف الخطيب (م): ( {إِنَّمَا قَوْلُنَا لِشَيْءٍ إِذَا أَرَدْنَاهُ أَنْ نَقُولَ لَهُ كُنْ فَيَكُونُ (40)}
{لِشَيْءٍ}
تقدم حكم الهمزة في الوقف، انظر الآيتين /20 و106 من سورة البقرة.
{أَرَدْنَاهُ}
قراءة ابن كثير في الوصل (أردناهو) بوصل الهاء بواو.
{أَنْ نَقُولَ لَهُ}
قراءة أبي عمرو ويعقوب بإدغام اللام في اللام وبالإظهار.
{كُنْ فَيَكُونُ}
قرأ ابن كثير ونافع وأبو عمرو وحمزة وأبو جعفر ويعقوب (كن فيكون) بالرفع، وهو قطع مما قبله: أي: فهو يكون، فهو استئناف، وهو تقدير سيبويه، وهو أحب الوجهين إلى الفراء.
وقرأ ابن عامر والكسائي وابن محيصن وابن عباس (كن فيكون) بالنصب.
وفيه تخريجان:
الأول: أن النصب على جواب ما هو في حكم الأمر، وهو بعيد.
الثاني: أنه عطف على (أن نقول)، ولا يجيز غير هذا الكسائي، فهو يرد الرفع.
وضعف العلماء قراءة ابن عامر بالنصب على جواب الطلب؛ لأنه ليس بأمر حقيقة، وذكر أبن عطية عن أحمد بن موسى أنها
[معجم القراءات: 4/631]
لحن، وتعقبه أبو حيان، فذكر أنها قراءة متواترة، وهي لابن عامر، ولم يكن ليلحن، وقراءة الكسائي وهو إمام الكوفيين، فالقول بأنها لحن من أقبح الخطأ الذي يجر صاحبه إلى الكفر.
وتقدم الحديث مستوفى في الآية /117 من سورة البقرة في الجزء الأول من هذا المعجم في (كن فيكون) ).[معجم القراءات: 4/632]

روابط مهمة:
- أقوال المفسرين


رد مع اقتباس
  #12  
قديم 13 صفر 1440هـ/23-10-2018م, 02:12 PM
جمهرة علوم القرآن جمهرة علوم القرآن غير متواجد حالياً
فريق الإشراف
 
تاريخ التسجيل: Oct 2017
المشاركات: 7,975
افتراضي

سورة النحل

[ من الآية (41) إلى الآية (44) ]
{وَالَّذِينَ هَاجَرُوا فِي اللَّهِ مِنْ بَعْدِ مَا ظُلِمُوا لَنُبَوِّئَنَّهُمْ فِي الدُّنْيَا حَسَنَةً وَلَأَجْرُ الْآَخِرَةِ أَكْبَرُ لَوْ كَانُوا يَعْلَمُونَ (41) الَّذِينَ صَبَرُوا وَعَلَى رَبِّهِمْ يَتَوَكَّلُونَ (42) وَمَا أَرْسَلْنَا مِنْ قَبْلِكَ إِلَّا رِجَالًا نُوحِي إِلَيْهِمْ فَاسْأَلُوا أَهْلَ الذِّكْرِ إِنْ كُنْتُمْ لَا تَعْلَمُونَ (43) بِالْبَيِّنَاتِ وَالزُّبُرِ وَأَنْزَلْنَا إِلَيْكَ الذِّكْرَ لِتُبَيِّنَ لِلنَّاسِ مَا نُزِّلَ إِلَيْهِمْ وَلَعَلَّهُمْ يَتَفَكَّرُونَ (44)}

قوله تعالى: {وَالَّذِينَ هَاجَرُوا فِي اللَّهِ مِنْ بَعْدِ مَا ظُلِمُوا لَنُبَوِّئَنَّهُمْ فِي الدُّنْيَا حَسَنَةً وَلَأَجْرُ الْآَخِرَةِ أَكْبَرُ لَوْ كَانُوا يَعْلَمُونَ (41)}
قال أبو الفضل محمد بن جعفر الخزاعي الجرجاني (ت: 408هـ): ( (لنبوينهم) [41، العنكبوت: 58]، حيث جاء: بلا همز الأعشى، ويزيد، وورش طريق الأسدي). [المنتهى: 2/786]
قال محمد بن محمد بن محمد بن علي ابن الجزري (ت: 833هـ): (وَتَقَدَّمَ لِأَبِي جَعْفَرٍ لَنُبَوِّئَنَّهُمْ فِي بَابِ الْهَمْزِ الْمُفْرَدِ). [النشر في القراءات العشر: 2/304]
- قال محمد بن محمد بن محمد بن علي ابن الجزري (ت: 833هـ): ({لنبوئنهم} [41] ذكر في الهمز المفرد). [تقريب النشر في القراءات العشر: 573]
- قال محب الدين محمد بن محمد بن محمد النُّوَيْري (ت: 857هـ): (تتمة:
تقدم كن فيكون [النحل: 40] لابن عامر والكسائي ولنبوينّهم [النحل: 41] لأبي جعفر ونوحي إليهم [النحل: 43] لحفص وأفأمن [النحل: 45] للأصبهاني). [شرح طيبة النشر للنويري: 2/413] (م)
قال أحمد بن محمد بن البناء الدمياطي (ت: 1117هـ): ("وأبدل" همز "لنبوئنهم" ياء مفتوحة أبو جعفر كوقف حمزة عليه). [إتحاف فضلاء البشر: 2/184]
قال د. عبد اللطيف الخطيب (م): ( {وَالَّذِينَ هَاجَرُوا فِي اللَّهِ مِنْ بَعْدِ مَا ظُلِمُوا لَنُبَوِّئَنَّهُمْ فِي الدُّنْيَا حَسَنَةً وَلَأَجْرُ الْآَخِرَةِ أَكْبَرُ لَوْ كَانُوا يَعْلَمُونَ (41)}
{لَنُبَوِّئَنَّهُمْ}
قراءة الجمهور {لنبوئنهم}.
وقرأ أبو جعفر وعاصم رواية الأعشى عن أبي بكر بإبدال الهمزة ياء مفتوحة في الحالين (لنبوينهم).
وكذا جاءت قراءة حمزة في الوقف.
وقرأ علي وعبد الله بن مسعود ونعيم بن ميسرة والربيع بن خثيم والأخفش وابن موسي وابن زكريا وسليم عن حمزة وورش عن نافع والأعشى عن أبي بكر عن عاصم، وأبو جعفر (لنثويهم) بالثاء المثلثة.
مضارع «أثوى» المنقول بهمزة التعدية، من «ثوى» بالمكان أقام فيه.
[معجم القراءات: 4/632]
قال ابن مهران في المبسوط عند حديثه عن الآية/58 من سورة العنكبوت: «ولم يختلفوا في النحل {لنبوئنهم في الدنيا حسنة) أنه بالباء».
قلت: لعله عنى أنه لم يقع الاختلاف عند السبعة أو العشرة كما وقع في آية العنكبوت، ولذا لم يذكر هذه القراءة من سورة النحل في موضعها، وأشار إلى هذا هنا، وإلى مثل هذا أشار صاحب الإتحاف في آية العنكبوت، وصرح بالاتفاق ابن الجزري أيضًا على الذي في النحل أنه بالباء.
{فِي الدُّنْيَا}
تقدمت الإمالة فيه مرارًا، انظر الآيتين /85 و 114 من سورة البقرة.
{حَسَنَةً}
إمالة النون في الوقف عن الكسائي، وتقدم مثل هذا في الآية /30 من هذه السورة.
{الْآَخِرَةِ}
تقدمت القراءات فيه، في الآية /4 من سورة البقرة، سكت، نقل حركة الهمزة والحذف، ترقيق الراء،........
{أَكْبَرُ لَوْ}
إدغام اللام في اللام والإظهار عن أبي عمرو ويعقوب).[معجم القراءات: 4/633]

قوله تعالى: {الَّذِينَ صَبَرُوا وَعَلَى رَبِّهِمْ يَتَوَكَّلُونَ (42)}

قوله تعالى: {وَمَا أَرْسَلْنَا مِنْ قَبْلِكَ إِلَّا رِجَالًا نُوحِي إِلَيْهِمْ فَاسْأَلُوا أَهْلَ الذِّكْرِ إِنْ كُنْتُمْ لَا تَعْلَمُونَ (43)}
قال أبو بكر أحمد بن موسى ابن مجاهد التميمي البغدادي (ت: 324هـ): (11 - قَوْله {إِلَّا رجَالًا نوحي إِلَيْهِم} 43
كلهم قَرَأَ (إِلَّا رجَالًا يُوحي إِلَيْهِم) إِلَّا عَاصِمًا في رِوَايَة حَفْص فَإِنَّهُ قَرَأَ {نوحي} بالنُّون وَكسر الْحَاء). [السبعة في القراءات: 373]
قال أبو عمرو عثمان بن سعيد الداني (ت: 444هـ): (حفص: {نوحي إليهم} (43): بالنون، وكسر الحاء.
والباقون: بالياء، وفتح الحاء.
[التيسير في القراءات السبع: 337]
وحمزة، والكسائي: يميلانها على أصلهما). [التيسير في القراءات السبع: 338]
- قال محمد بن محمد بن محمد بن علي ابن الجزري (ت: 833هـ) : ( (نوحي إليهم) قد ذكر في آخر يوسف). [تحبير التيسير: 431]
قال محمد بن محمد بن محمد بن علي ابن الجزري (ت: 833هـ): (وَتَقَدَّمَ نُوحِي إِلَيْهِمْ لِحَفْصٍ فِي يُوسُفَ). [النشر في القراءات العشر: 2/304]
قال محمد بن محمد بن محمد بن علي ابن الجزري (ت: 833هـ): (وَتَقَدَّمَ فَسَلُوا فِي بَابِ النَّقْلِ). [النشر في القراءات العشر: 2/304]
- قال محمد بن محمد بن محمد بن علي ابن الجزري (ت: 833هـ): ({نوحي إليهم} [43] ذكر في يوسف). [تقريب النشر في القراءات العشر: 573]
- قال محمد بن محمد بن محمد بن علي ابن الجزري (ت: 833هـ): ({فسئلوا} [43] ذكر في النقل). [تقريب النشر في القراءات العشر: 573]
- قال محب الدين محمد بن محمد بن محمد النُّوَيْري (ت: 857هـ): (تتمة:
تقدم كن فيكون [النحل: 40] لابن عامر والكسائي ولنبوينّهم [النحل: 41] لأبي جعفر ونوحي إليهم [النحل: 43] لحفص وأفأمن [النحل: 45] للأصبهاني). [شرح طيبة النشر للنويري: 2/413] (م)
قال أحمد بن محمد بن البناء الدمياطي (ت: 1117هـ): (وقرأ "يوحي إليهم" بالنون مبنيا للفاعل حفص). [إتحاف فضلاء البشر: 2/184]
قال أحمد بن محمد بن البناء الدمياطي (ت: 1117هـ): (وتقدم بيوسف كنقل "فسئلوا" لابن كثير والكسائي، وكذا خلف). [إتحاف فضلاء البشر: 2/184]
قال علي بن محمد الصفاقسي (ت: 1118هـ): ( {يوحي} [43] قرأ حفص بالنون، وكسر الحاء، والباقون بالتحتية، وفتح الحاء). [غيث النفع: 786]
قال علي بن محمد الصفاقسي (ت: 1118هـ): ( {فسئلوا} نقله لمكي وعلي لا يخفى). [غيث النفع: 786]
قال د. عبد اللطيف الخطيب (م): ( {وَمَا أَرْسَلْنَا مِنْ قَبْلِكَ إِلَّا رِجَالًا نُوحِي إِلَيْهِمْ فَاسْأَلُوا أَهْلَ الذِّكْرِ إِنْ كُنْتُمْ لَا تَعْلَمُونَ (43)}
{نُوحِي إِلَيْهِمْ}
قرأ حفص عن عاصم وعبد الله بن مسعود وأبو عبد الرحمن السلمي وطلحة (نوحي...) بضم النون وكسر الحاء وياء بعدها مبنيًا للفاعل.
[معجم القراءات: 4/633]
وقرأ أبو عمرو وابن عامر ونافع وابن كثير وحمزة والكسائي وأبو بكر عن عاصم وأبو جعفر ويعقوب وخلف (يوحى...) بضم الياء وفتح الحاء وألف بعدها، على ما لم يسم فاعله، «وإليهم» نائب عن الفاعل.
وهاتان القراءتان جيدتان عند الزجاج.
وأمال الألف من (يوحى): حمزة والكسائي وخلف.
وبالفتح والتقليل قرأ الأزرق وورش.
والباقون على الفتح.
وتقدم مثل هذه القراءات في الآية/109 من سورة يوسف.
وقرأت فرقة (يوحي) بالياء المضمومة وكسر الحاء من «أوحى»، وهي ضعيفة عند الزجاج.
{إِلَيْهِمْ}
قرأ حمزة ويعقوب والمطوعي (إليهم) بضم الهاء على الأصل.
وقراءة الجماعة {إليهم} بكسر الهاء لمجاورة الياء.
{فَاسْأَلُوا}
قرأ ابن كثير والكسائي وخلف وسهل وابن محيصن (فسلوا) بحذف الهمزة وإلقاء حركتها على السين، وذلك إذا كان أمرًا للمخاطب، وقبل السين واوٌ أو فاء.
وكذا جاءت قراءة حمزة في الوقف بالنقل والحذف.
وقرأ أبو عمرو وابن عامر ونافع وحمزة وعاصم في الأصل {فاسألوا} بالهمز.
[معجم القراءات: 4/634]
وكذا حكم الوقف عندهم ماعدا حمزة.
وتقدم مثل هذا في الآية /32 من سورة النساء).[معجم القراءات: 4/635]

قوله تعالى: {بِالْبَيِّنَاتِ وَالزُّبُرِ وَأَنْزَلْنَا إِلَيْكَ الذِّكْرَ لِتُبَيِّنَ لِلنَّاسِ مَا نُزِّلَ إِلَيْهِمْ وَلَعَلَّهُمْ يَتَفَكَّرُونَ (44)}
قال علي بن محمد الصفاقسي (ت: 1118هـ): ( {إليهم} [44] و{بهم الأرض} [45] و{لرءوف} كله جلي). [غيث النفع: 786] (م)
قال د. عبد اللطيف الخطيب (م): ( {بِالْبَيِّنَاتِ وَالزُّبُرِ وَأَنْزَلْنَا إِلَيْكَ الذِّكْرَ لِتُبَيِّنَ لِلنَّاسِ مَا نُزِّلَ إِلَيْهِمْ وَلَعَلَّهُمْ يَتَفَكَّرُونَ (44)}
{الذِّكْرَ}
ترقيق الراء عن الأزرق وورش.
{لِتُبَيِّنَ لِلنَّاسِ}
قرأ أبو عمرو ويعقوب بإدغام النون في اللام، وبالإظهار.
{لِلنَّاسِ}
تقدمت الإمالة فيه، وانظر الآية/ 8 من سورة البقرة.
{مَا إِلَيْهِمْ}
تقدم في الآية السابقة ضم الهاء وكسرها).[معجم القراءات: 4/635]

روابط مهمة:
- أقوال المفسرين


رد مع اقتباس
  #13  
قديم 13 صفر 1440هـ/23-10-2018م, 02:13 PM
جمهرة علوم القرآن جمهرة علوم القرآن غير متواجد حالياً
فريق الإشراف
 
تاريخ التسجيل: Oct 2017
المشاركات: 7,975
افتراضي

سورة النحل

[ من الآية (45) إلى الآية (50) ]
{أَفَأَمِنَ الَّذِينَ مَكَرُوا السَّيِّئَاتِ أَنْ يَخْسِفَ اللَّهُ بِهِمُ الْأَرْضَ أَوْ يَأْتِيَهُمُ الْعَذَابُ مِنْ حَيْثُ لَا يَشْعُرُونَ (45) أَوْ يَأْخُذَهُمْ فِي تَقَلُّبِهِمْ فَمَا هُمْ بِمُعْجِزِينَ (46) أَوْ يَأْخُذَهُمْ عَلَى تَخَوُّفٍ فَإِنَّ رَبَّكُمْ لَرَءُوفٌ رَحِيمٌ (47) أَوَلَمْ يَرَوْا إِلَى مَا خَلَقَ اللَّهُ مِنْ شَيْءٍ يَتَفَيَّأُ ظِلَالُهُ عَنِ الْيَمِينِ وَالشَّمَائِلِ سُجَّدًا لِلَّهِ وَهُمْ دَاخِرُونَ (48) وَلِلَّهِ يَسْجُدُ مَا فِي السَّمَاوَاتِ وَمَا فِي الْأَرْضِ مِنْ دَابَّةٍ وَالْمَلَائِكَةُ وَهُمْ لَا يَسْتَكْبِرُونَ (49) يَخَافُونَ رَبَّهُمْ مِنْ فَوْقِهِمْ وَيَفْعَلُونَ مَا يُؤْمَرُونَ (50)}

قوله تعالى: {أَفَأَمِنَ الَّذِينَ مَكَرُوا السَّيِّئَاتِ أَنْ يَخْسِفَ اللَّهُ بِهِمُ الْأَرْضَ أَوْ يَأْتِيَهُمُ الْعَذَابُ مِنْ حَيْثُ لَا يَشْعُرُونَ (45)}
- قال محمد بن محمد بن محمد بن علي ابن الجزري (ت: 833هـ): ({أفأمن} [45] ذكر في الهمز المفرد). [تقريب النشر في القراءات العشر: 573]
قال محمد بن محمد بن محمد بن علي ابن الجزري (ت: 833هـ): (وَتَقَدَّمَ أَفَأَمِنَ لِلْأَصْبَهَانِيِّ فِي بَابِ الْهَمْزِ الْمُفْرَدِ). [النشر في القراءات العشر: 2/304]
- قال محب الدين محمد بن محمد بن محمد النُّوَيْري (ت: 857هـ): (تتمة:
تقدم كن فيكون [النحل: 40] لابن عامر والكسائي ولنبوينّهم [النحل: 41] لأبي جعفر ونوحي إليهم [النحل: 43] لحفص وأفأمن [النحل: 45] للأصبهاني). [شرح طيبة النشر للنويري: 2/413] (م)
قال أحمد بن محمد بن البناء الدمياطي (ت: 1117هـ): (وتسهيل الأصبهاني همزة "أفأمن" الثانية). [إتحاف فضلاء البشر: 2/184]
قال أحمد بن محمد بن البناء الدمياطي (ت: 1117هـ): (ومر حكم "بهم الأرض" "وقصر" همز "لرؤف" أبو عمرو وأبو بكر وحمزة والكسائي وخلف ويعقوب). [إتحاف فضلاء البشر: 2/184]
قال علي بن محمد الصفاقسي (ت: 1118هـ): ( {إليهم} [44] و{بهم الأرض} [45] و{لرءوف} كله جلي). [غيث النفع: 786] (م)
قال د. عبد اللطيف الخطيب (م): ( {أَفَأَمِنَ الَّذِينَ مَكَرُوا السَّيِّئَاتِ أَنْ يَخْسِفَ اللَّهُ بِهِمُ الْأَرْضَ أَوْ يَأْتِيَهُمُ الْعَذَابُ مِنْ حَيْثُ لَا يَشْعُرُونَ (45)}
{أَفَأَمِنَ}
قرأ الأصبهاني عن ورش بتسهيل الهمزة الثانية إذا وقعت بعد همزة استفهام كهذا الموضع.
وكذا بالتسهيل قرأ حمزة في الوقف.
{بِهِمُ الْأَرْضَ}
قرأ أبو عمرو ويعقوب واليزيدي والحسن (بهم الأرض) بكسر الهاء والميم.
وأما كسر الهاء فلمجاورة كسر الباء، وأما كسر الميم فلالتقاء الساكنين.
وقرأ نافع وابن كثير وابن عامر وعاصم وأبو جعفر {بهم الأرض}
[معجم القراءات: 4/635]
بضم الميم وكسر الهاء، وهي لغة بني أسد وأهل الحرمين.
وقرأ حمزة والكسائي وخلف والأعمش (بهم الأرض) بضم الهاء والميم جميعًا.
{أَوْ يَأْتِيَهُمُ}
تقدم إبدال الهمزة ألفًا، في الوقف والوصل.
انظر الآية / 33 من هذه السورة).[معجم القراءات: 4/636]

قوله تعالى: {أَوْ يَأْخُذَهُمْ فِي تَقَلُّبِهِمْ فَمَا هُمْ بِمُعْجِزِينَ (46)}
قال د. عبد اللطيف الخطيب (م): ( {أَوْ يَأْخُذَهُمْ فِي تَقَلُّبِهِمْ فَمَا هُمْ بِمُعْجِزِينَ (46)}
{أَوْ يَأْخُذَهُمْ}
قرأ أبو عمرو بخلاف عنه وأبو جعفر والأزرق وورش والأصبهاني (أو ياخذهم) بإبدال الهمزة ألفًا.
وكذا بالإبدال جاءت قراءة حمزة في الوقف.
والباقون على القراءة بالهمز).[معجم القراءات: 4/636]

قوله تعالى: {أَوْ يَأْخُذَهُمْ عَلَى تَخَوُّفٍ فَإِنَّ رَبَّكُمْ لَرَءُوفٌ رَحِيمٌ (47)}
قال علي بن محمد الصفاقسي (ت: 1118هـ): ( {إليهم} [44] و{بهم الأرض} [45] و{لرءوف} كله جلي). [غيث النفع: 786] (م)
قال د. عبد اللطيف الخطيب (م): ( {أَوْ يَأْخُذَهُمْ عَلَى تَخَوُّفٍ فَإِنَّ رَبَّكُمْ لَرَءُوفٌ رَحِيمٌ (47)}
{أَوْ يَأْخُذَهُمْ}
انظر حكم الهمزة في هذا الفعل في الآية السابقة.
{لَرَءُوفٌ}
تقدم في الآية/7 من هذه السورة قصر الهمزة عن أبي عمرو وحمزة والكسائي وأبي بكر عن عاصم وخلف ويعقوب {لرؤف}.
والباقون على المد (لرؤوف).
وانظر حديثًا مفصلًا في الآية /143 من سورة البقرة).[معجم القراءات: 4/636]

قوله تعالى: {أَوَلَمْ يَرَوْا إِلَى مَا خَلَقَ اللَّهُ مِنْ شَيْءٍ يَتَفَيَّأُ ظِلَالُهُ عَنِ الْيَمِينِ وَالشَّمَائِلِ سُجَّدًا لِلَّهِ وَهُمْ دَاخِرُونَ (48)}
قال أبو بكر أحمد بن موسى ابن مجاهد التميمي البغدادي (ت: 324هـ): (12 - وَاخْتلفُوا في الْيَاء وَالتَّاء من قَوْله {أَو لم يرَوا إِلَى مَا خلق الله من شَيْء} 48
فَقَرَأَ ابْن كثير وَنَافِع وَأَبُو عَمْرو وَابْن عَامر {أَو لم يرَوا إِلَى مَا خلق الله من شَيْء} وَكَذَلِكَ {أَو لم يرَوا كَيفَ يبدئ الله الْخلق} في العنكبوت 19 جَمِيعًا بِالْيَاءِ
وَقَرَأَ حَمْزَة والكسائي {أَو لم يرَوا كَيفَ يبدئ الله الْخلق} (أَو لم تروا كَيفَ يبدي الله) بِالتَّاءِ جَمِيعًا
وَاخْتلف عَن عَاصِم فروى يحيى بن آدم عَن أَبي بكر وَابْن الْمُنْذر عَن أَبي بكر وَابْن أَبي أُميَّة عَن أَبي بكر عَن عَاصِم في العنكبوت (أَو لم تروا) بِالتَّاءِ
وروى حُسَيْن الجعفي والكسائي والأعشى وَعبد الْجَبَّار بن مُحَمَّد عَن أَبي بكر وَحَفْص عَن عَاصِم في العنكبوت بِالْيَاءِ
وَلم يَخْتَلِفُوا عَن عَاصِم في سُورَة النَّحْل أَنَّهَا بِالْيَاءِ). [السبعة في القراءات: 373]
قال أبو بكر أحمد بن موسى ابن مجاهد التميمي البغدادي (ت: 324هـ): (13 - قَوْله {يتفيأ ظلاله} 48
كلهم قَرَأَ (يتفيوأ) بِالْيَاءِ غير أَبي عَمْرو فَإِنَّهُ قَرَأَ (تتفيوأ) بِالتَّاءِ). [السبعة في القراءات: 374]
قال أبو بكر أحمد بن الحسين ابن مهران الأصبهاني (ت: 381هـ): ( (أو لم يروا) وفي العنكبوت بالتاء كوفي - غير عاصم -). [الغاية في القراءات العشر: 297]
قال أبو بكر أحمد بن الحسين ابن مهران الأصبهاني (ت: 381هـ): ((تتفيوا) بالتاء بصري). [الغاية في القراءات العشر: 298]
قال أبو الفضل محمد بن جعفر الخزاعي الجرجاني (ت: 408هـ): ( (أو لم تروا) [48]، وفي العنكبوت [19]: بالتاء هما، وخلف، وهشامٌ طريق الحلواني وافق المفضل، وأبو بكر إلا عليًا وحمادًا والبرجمي والأعشى هناك، واختلف عن شعيب.
[المنتهى: 2/785]
(تتفيؤا) [48]: بالتاء أبو عمرو، ويعقوب. سهل: مخير). [المنتهى: 2/786]
قال مكي بن أبي طالب القَيْسِي (ت: 437هـ): (قرأ حمزة والكسائي (أو لم تروا) بالتاء، وقرأ الباقون بالياء). [التبصرة: 252]
قال مكي بن أبي طالب القَيْسِي (ت: 437هـ): (قرأ أبو عمرو (تتفيؤا) بتاءين، وقرأ الباقون بياء وتاء). [التبصرة: 252]
قال أبو عمرو عثمان بن سعيد الداني (ت: 444هـ): (حمزة، والكسائي: {أو لم تروا إلى ما } (48): بالتاء.
والباقون: بالياء). [التيسير في القراءات السبع: 338]
- قال محمد بن محمد بن محمد بن علي ابن الجزري (ت: 833هـ) :(حمزة والكسائيّ وخلف: (أو لم تروا إلى ما) بالتّاء، والباقون بالياء.
أبو عمرو ويعقوب: (تتفيئوا ظلاله) بالتّاء والباقون بالياء). [تحبير التيسير: 431]
قال أبو القاسم يوسف بن علي بن جبارة الهذلي المغربي (ت: 465هـ): ( (أَوَلَم يَرَوْ)، وفي العنكبوت التاء حَمْزَة غير ابْن سَعْدَانَ، وعلي، ومحمد، والْأَعْمَش، وطَلْحَة، وهشام طريق الحلواني، والخفاف عن أَبِي عَمْرٍو، وأبو عمارة عن حفص وأفق المفضل، وأبان، وأبو بكر إلا أبا الحسن، والأعشى، والبرجمي، وحمادًا هناك الحلواني بالتاء في العنكبوت، الباقون بالياء فيهما وهو الاختيار لقوله: (فِي تَقَلُّبِهِمْ)، والاختيار في العنكبوت التاء لقوله: (مِنْ قَبْلِكُمْ)، وقوله: (أَلَمْ يَرَوْا إِلَى الطَّيْرِ) بالتاء الحسن، وقَتَادَة، وسهل، ويَعْقُوب، والزَّعْفَرَانِيّ، وابن عامر غير ابن مسلم، والْأَعْمَش، والجوهري عن علي، وحَمْزَة غير ابن سعدان، الباقون بالياء، والاختيار التاء لقوله: (لَعَلَّكُمْ تَشْكُرُونَ)، ولقوله: (مِنْ بُيُوتِكُمْ) ). [الكامل في القراءات العشر: 584]
قال أبو القاسم يوسف بن علي بن جبارة الهذلي المغربي (ت: 465هـ): ((يَتَفَيَّأُ) بتاءين أَبُو عَمْرٍو، ويَعْقُوب، والزَّعْفَرَانِيّ، وسهل إلا في قول أبي الحسين، والصحيح عنه بالتاء للمفرد، الباقون بالياء، وهو الاختيار؛ لأن الظلال ليس بتأنيث حقيقي). [الكامل في القراءات العشر: 584]
قال أحمد بن علي بن خلف ابن الباذش الأنصاري (ت: 540هـ): ([48]- {أَوَلَمْ يَرَوْا} بالتاء هنا، وفي [العنكبوت: 19]: حمزة والكسائي. وافق أبو بكر هناك.
[48]- {يَتَفَيَّأُ} بالتاء: أبو عمرو). [الإقناع: 2/682]
قال القاسم بن فيرُّه بن خلف الشاطبي (ت: 590هـ): (810- .... .... .... .... = وَخَاطِبْ تَرَوْا شَرْعاً وَاْلآخِرُ فِي كِلاَ). [الشاطبية: 64] (م)
قال القاسم بن فيرُّه بن خلف الشاطبي (ت: 590هـ): (811- .... .... .... يَتَفَيَّؤاُ الْـ = ـمُؤَنَّثُ لِلْبَصْرِيِّ قَبْلُ تُقُبِّلاَ). [الشاطبية: 64]
- قال علم الدين علي بن محمد السخاوي (ت: 643هـ): ([810] (سما) (كـ)ـاملا يهدي بضم وفتحة = وخاطب تروا (شـ)ـرعا والآخر (فـ)ـي (كـ)ـلا
...
و{تروا} و{يروا}، معروف.
(والآخر)، قوله: {ألم يروا إلى الطير} ). [فتح الوصيد: 2/1049] (م)
- قال علم الدين علي بن محمد السخاوي (ت: 643هـ): ([811] ورا مفرطون اكسر (أ)ضا يتفيؤا الـ = ـمؤنث لـ(لبصري) قبل تقبلا
...
والتأنيث في {تتفيؤا}، على تأويل الجماعة.
والتذكير على تأويل الجمع.
وقوله (قبل تقبلا)، لأنه قبل: {مفرطون} ). [فتح الوصيد: 2/1050]
- قال محمد بن أحمد الموصلي (شعلة) (ت: 656هـ): ( [810] سما كاملا يهدي بضم وفتحة = وخاطب تروا شرعا والآخر في كلا
ب: (الكلاء)- بالكسر والمد: الحفظ، قصر ههنا ضرورة.
ح: (يهدي): فاعل (سما)، (كاملًا): حال منه، (بضم): متعلق بـ (سما)، (يروا): مفعول (خاطب)، لما فيه من الخطاب، (شرعًا): حال من الفاعل بمعنى (شارعًا)، أو المفعول بمعنى: (مشروعًا)، و(الآخر في كلا): مبتدأ وخبر، أي: خطاب الآخر.
ص: قرأ نافع وابن كثير وأبو عمرو وابن عامر: (فإن الله لا يهدي
[كنز المعاني: 2/370]
من يضل) [37] بضم الياء وفتح الدال على بناء المجهول، نحو قوله تعالى: {من يضلل الله فلا هادي له} [الأعراف: 186]، والباقون: بفتح الياء وكسر الدال على أن الفعل لله، أو {يهدي} بمعنى (يهتدي) والفعل للعبد.
وقرأ حمزة والكسائي: {أولم تروا إلى ما خلق الله من شيء} [48]، وحمزة وابن عامر في الحرف الآخر بالكسر-: {ألم تروا إلى الطير مسخراتٍ} [79]بالخطاب فيهما، والباقون: بالغيبة، والوجهان ظاهران.
ومدح قراءة الخطاب بأنها في كلاءة وحفظٍ من الحجج والدلائل عليها). [كنز المعاني: 2/371] (م)
- قال محمد بن أحمد الموصلي (شعلة) (ت: 656هـ): ([811] ورا مفرطون اكسر أضا يتفيؤا الـ = ـمؤنث للبصري قبل تقبلا
ب: (أضا) بالفتح والقصر كـ (عصًا)، أو الكسر والمد كـ (إكام) جمع (أضاة)، وهي الغدير من الماء.
[كنز المعاني: 2/371]
ح: (را): مفعول (اكسر) قصرت ضرورة، أضيف إلى (مفرطون)، (أضًا): حال من فاعل (اكسر)، أي: مشبهًا غدرانًا في كثرة النفع بعلمك، (تتفيؤا): مبتدأ، (المؤنث): صفته، (تقبلا): خبر، (قبل): ظرفه قطع عن الإضافة، أي: قبل (مفرطون): لأن (تتفيأ) وقع في القرآن قبله، ولما لم يقدمه الناظم في البحث عنه اعتذر بذلك، (للبصري): حال من ضمير (تقبلا).
ص: قرأ نافع: {وأنهم مفرطون} [62] بكسر الراء من (أفرط في المعصية): إذا تغلغل فيها، والباقون بالفتح بمعنى: (مقدمون إلى النار) من (أفرطته): إذا قدمته، أو منسيون من رحمة الله من (أفرطتُ فلانًا خلفي): إذا تركته ونسيته.
وقرأ أبو عمرو البصري: (تتفيؤا ظلاله) [48] بتاء التأنيث على الأصل، والباقون: بياء التذكير لأن تأنيث الظلال غير حقيقي). [كنز المعاني: 2/372] (م)
- قال أبو شامة عبد الرحمن بن إسماعيل الدمشقي (ت: 665هـ): (ثم قال الناظم: وخاطب يروا، يريد: "أَوَلَمْ تَرَوْا إِلَى مَا خَلَقَ اللَّهُ مِنْ شَيْءٍ"؛ أي: اقرأه بالخطاب جعله مخاطبا لما كان الخطاب فيه، وشرعا مفعول مطلق؛ أي: شرع ذلك شرعا أو في موضع الحال؛ أي: ذا شرع فإن كان حالا من المفعول، فتقديره مشروعًا وإن كان من فاعل خاطب فتقدير ناطقا بما هو مشروع، ثم قال: والآخِر بكسر الخاء يريد: "ألم تروا إلى الطير مسخرات" الخطاب فيه لحمزة وابن عامر والأول لحمزة والكسائي، ولو فتحت الخاء من الآخر لم يتضح الأمر؛ لإبهامه فلم يعلم الذي قرأ الكسائي من الذي قرأه ابن عامر إلا بقرينة تقدم الذكر، وذلك قد يخفى، وقد ترك الناظم الترتيب في مواضع وقوله: في كلا؛ أي: في لفظ وحراسة وهو ممدود ووجه القراءتين في الموضعين ظاهر والله أعلم). [إبراز المعاني من حرز الأماني: 3/311] (م)
- قال أبو شامة عبد الرحمن بن إسماعيل الدمشقي (ت: 665هـ): (أما يتفيؤ ظلاله فهو في التلاوة قبل مفرطون أخره ضرورة النظم فلهذا قال: قبل؛ أي: قبل مفرطون، ووجه التأنيث والتذكير فيه ظاهر؛ لأن تأنيث الظلال غير حقيقي والله أعلم). [إبراز المعاني من حرز الأماني: 3/312]
- قال عبد الفتاح بن عبد الغني بن محمد القاضي (ت: 1403هـ): (810 - .... .... .... .... .... = وخاطب تروا شرعا والآخر في كلا
....
وقرأ حمزة والكسائي: أولم تروا إلى ما خلق الله من شيء. بتاء الخطاب، وقرأ غيرهما بياء الغيب. وقرأ حمزة وابن عامر بتاء الخطاب في الموضع الأخير وهو: الم تروا إلى الطّير مسخّرات. وقرأ غيرهما بياء الغيب فيه. و(كلا) بكسر الكاف والمد وقصر
[الوافي في شرح الشاطبية: 305]
لضرورة الحفظ والحراسة). [الوافي في شرح الشاطبية: 306] (م)
- قال عبد الفتاح بن عبد الغني بن محمد القاضي (ت: 1403هـ): (811 - .... .... .... .... يتفيّؤا الـ = ـمؤنّث للبصريّ قبل تقبّلا
....
وقوله (قبل) يعني أن يَتَفَيَّؤُا وقع في التلاوة قبل مُفْرَطُونَ). [الوافي في شرح الشاطبية: 306]
قال محمد بن محمد بن محمد بن علي ابن الجزري (ت: 833هـ): ( (وَاخْتَلَفُوا) فِي: أَوَلَمْ يَرَوْا إِلَى مَا فَقَرَأَ حَمْزَةُ وَالْكِسَائِيُّ وَخَلَفٌ بِالْخِطَابِ، وَقَرَأَ الْبَاقُونَ بِالْغَيْبِ). [النشر في القراءات العشر: 2/304]
قال محمد بن محمد بن محمد بن علي ابن الجزري (ت: 833هـ): ( (وَاخْتَلَفُوا) فِي: يَتَفَيَّأُ ظِلَالُهُ عَنِ فَقَرَأَ الْبَصْرِيَّانِ بِالتَّاءِ عَلَى التَّأْنِيثِ، وَقَرَأَ الْبَاقُونَ بِالْيَاءِ عَلَى التَّذْكِيرِ). [النشر في القراءات العشر: 2/304]
- قال محمد بن محمد بن محمد بن علي ابن الجزري (ت: 833هـ): (قرأ حمزة والكسائي وخلف {أولم يروا إلى ما } [48] بالخطاب، والباقون بالغيب). [تقريب النشر في القراءات العشر: 573]
- قال محمد بن محمد بن محمد بن علي ابن الجزري (ت: 833هـ): (قرأ البصريان {يتفيؤا} [48] بالتأنيث، والباقون بالتذكير). [تقريب النشر في القراءات العشر: 573]
قال محمد بن محمد بن محمد بن علي ابن الجزري (ت: 833هـ) :(722- .... .... .... .... = .... .... .... .... تروا فعم
[طيبة النشر: 81]
723 - روى الخطاب والأخير كم ظرف = فتًى تروا كيف شفا والخلف صف
724 - ويتفيّؤا سوى البصري .... = .... .... .... .... .... ). [طيبة النشر: 82]
- قال محمد بن محمد بن محمد بن علي ابن الجزري (ت: 833هـ) : (قوله: (تروا) يريد قوله تعالى «أو لم تروا إلى ما خلق الله من شيء» قرأه بالخطاب حمزة والكسائي وخلف كما في البيت الآتي، والباقون بالغيب.
(روى) الخطاب والأخير (ك) م (ظ) رف = (فتى) تروا كيف (شفا) والخلف (ص) ف
يريد قوله تعالى «ألم تروا إلى الطير» قرأه بالخطاب ابن عامر ويعقوب وحمزة وخلف حملا على قوله «وإن ربكم لرؤوف رحيم، والله أخرجكم» الآية، والباقون بالغيب فيهما حملا على «أو يأخذهم على تخوّف» وسابقه «ويعبدون من دون الله» قوله: (تروا) أي قرأ حمزة والكسائي وخلف وأبو بكر بخلاف عنه «أو لم تروا كيف يبدئ الله الخلق» في العنكبوت بالخطاب المراعاة خطاب إبراهيم لهم في قوله «أعبدوا الله واتقوه» والباقون بالغيب لمراعاة «فقد كذب أمم».
ويتفيّؤا سوى البصري ورا = مفرّطون اكسر (مدا) واشدد (ث) را
أي قرأ القراء العشرة «يتفيؤا ظلاله» بالتذكير ما عدا البصريين، فقرأ بالتأنيث). [شرح طيبة النشر لابن الجزري: 261]
- قال محب الدين محمد بن محمد بن محمد النُّوَيْري (ت: 857هـ): ([وقرأ ذو فاء (فعم)، حمزة]، و(روى)؛ الكسائي وخلف أو لم تروا إلى ما خلق
[شرح طيبة النشر للنويري: 2/412]
الله [النحل: 48] بتاء الخطاب؛ حملا لها على قوله تعالى: فإنّ ربّكم لرءوف رّحيم [النحل: 47].
وقرأ ذو كاف (كم): ابن عامر، وظاء (ظرف): يعقوب، و(فتى): حمزة وخلف- ألم تروا إلى الطير مسخرات [النحل: 79] بتاء الخطاب؛ حملا لها [على:] والله أخرجكم ... الآية [النحل: 78].
والباقون بياء الغيب فيهما؛ حملا [على] أو يأخذهم على تخوّف [النحل: 47]، وسابقه ويعبدون من دون الله [النحل: 73].
ومن فرق بينهما جمع.
وقرأ ذو كاف (كم) ابن عامر و(شفا) حمزة والكسائي وخلف أو لم تروا كيف يبدئ الله بالعنكبوت [الآية: 19] بتاء الخطاب، علم من العطف مخاطبة إبراهيم لقومه أو خطاب من الله تعالى.
والباقون بياء الغيب على إسناده إلى ضمير أمم [العنكبوت: 18].
واختلف فيه عن ذي صاد (صف) أبو بكر:
فروى عنه يحيى بن آدم بالخطاب وكذا يحيى بن أبي أمية.
وروى عنه العليمي بالغيب، وكذا روى الأعشى عنه والبرجمي والكسائي وغيرهم). [شرح طيبة النشر للنويري: 2/413] (م)
- قال محب الدين محمد بن محمد بن محمد النُّوَيْري (ت: 857هـ): (ص:
ويتفيّأ سوى البصري ورا = مفرّطون اكسر (مدا) واشدد (ث) را
ش: أي: قرأ العشرة ما عدا يعقوب وأبا عمرو يتفيّؤا ظلله [النحل: 48] بياء
[شرح طيبة النشر للنويري: 2/413]
التذكير، وهما بتاء التأنيث.
ووجههما: تقدير جماعة، واعتبار اللفظ والمعنى.
وقرأ (مدا) نافع وأبو جعفر وأنهم مفرطون [النحل: 62] بكسر الراء: اسم فاعل «أفرط» في المعية بالغ فيها وأعجل.
والباقون بفتحها اسم مفعول «أفرطه»: قدمه لطلب الماء، أو من «أفرطه» تركه خلفه، أي: مقدمون إلى العذاب والنار ومنسيون من [رحمة] الله.
[و] شدد ذو ثاء (ثرا) أبو جعفر الراء فقرأ [بتشديدها وكسرها] اسم فاعل «فرّطنا» بالتشديد). [شرح طيبة النشر للنويري: 2/414] (م)
قال أحمد بن محمد بن البناء الدمياطي (ت: 1117هـ): (واختلف في "أو لم يروا إلى ما خلق الله" [الآية: 71]
[إتحاف فضلاء البشر: 2/184]
فحمزة والكسائي وخلف بالخطاب لقوله: فإن ربكم، وافقهم الأعمش، والباقون بالغيب لقوله أفأمن الذين). [إتحاف فضلاء البشر: 2/185]
قال أحمد بن محمد بن البناء الدمياطي (ت: 1117هـ): (واختلف في "يتفيؤا" [الآية: 76] فأبو عمرو ويعقوب بالتأنيث لتأنيث الجمع، وافقهما اليزيدي والباقون بالتذكير؛ لأن تأنيثه مجازي ويوقف عليه لحمزة وهشام بخلفه بإبدال الهمزة ألفا، لكونها بعد فتح على القياسي، وبتخفيفها بحركة نفسها فتبدل واوا مضمومة، ثم تسكن للوقف ويتحد مع الرسم، ويجوز الروم والإشمام فهذه أربعة ويجوز خامس وهو بين بين على تقدير روم حركة الهمزة). [إتحاف فضلاء البشر: 2/185]
قال أحمد بن محمد بن البناء الدمياطي (ت: 1117هـ): (المرسوم
يوم تأتي بالياء وإيتاي ذي بياء بعد الألف يتفيوا بواو ألف بعدها). [إتحاف فضلاء البشر: 2/191] (م)
قال علي بن محمد الصفاقسي (ت: 1118هـ): ( {يروا} [48] قرأ الأخوان بالخطاب، والباقون بالغيب). [غيث النفع: 786]
قال علي بن محمد الصفاقسي (ت: 1118هـ): ( {يتفيؤا} قرأ البصري بالتاء الفوقية، على التأنيث، والباقون بالياء، على التذكير). [غيث النفع: 786]
قال د. عبد اللطيف الخطيب (م): ( {أَوَلَمْ يَرَوْا إِلَى مَا خَلَقَ اللَّهُ مِنْ شَيْءٍ يَتَفَيَّأُ ظِلَالُهُ عَنِ الْيَمِينِ وَالشَّمَائِلِ سُجَّدًا لِلَّهِ وَهُمْ دَاخِرُونَ (48)}
قرأ نافع وابن كثير وأبو عمرو وابن عامر، وحفص وأبو بكر كلاهما عن عاصم، وأبو جعفر ويعقوب {أولم يروا} بالياء على الغيبة لقوله تعالى قبل: {أفأمن الذين مكروا} آية / 45 فجاءت القراءة هنا على سياق ما تقدم.
وهي اختيار أبي عبيد ومكي، ورجحها الطبري على غيرها.
وقرأ حمزة والكسائي والأعرج وخلف ويحيى والأعمش وأبو عبد الرحمن السلمي والحسن (أولم تروا) بتاء الخطاب مناسبًا لقوله تعالى: {فإن ربكم لرؤوف رحيم} آية / 47، فجاء الخطاب هنا على نسق الخطاب في الآية السابقة.
{مِنْ شَيْءٍ}
تقدم حكم الهمز، انظر الآيتين / 20، 106، من سورة البقرة.
{يَتَفَيَّأُ}
قرأ نافع وابن عامر وابن كثير وعاصم وحمزة والكسائي وأبو جعفر {يتفيأ} بالياء.
[معجم القراءات: 4/637]
واختار هذا الوجه أبو عبيد، وكذا الأمر عند مكي، لأن أكثر القراء عليه.
وقرأ أبو عمرو وسهل وعيسى ويعقوب واليزيدي والجحدري (تتفيأ) بالتاء.
وجاز التذكير والتأنيث في هاتين القراءتين على تأنيث لفظ الجمع، وعلى تذكير معناه، وتأنيث هذا الجمع غير حقيقي.
وقرأ ابن محيصن (تفيأ) بإدغام التاء في التاء، وكذا ذكر ابن خالويه، ومثل هذا مذهب ابن كثير أيضًا، ولكنه لم يصرح به، ولم تذكره كتب القراءات فيما ذكرت من المواضع المروية عن ابن كثير من روايات البزي عنه.
حكم الهمز:
روي في الوقف عن حمزة وهشام بخلاف عنه خمسة أوجه:
1- إبدال الهمزة ألفًا لكونها بعد فتح، وهذا على القياس (يتفيا).
2- تخفيفها بحركة نفسها وهي الضمة فتبدل واوًا مضمومة، ثم تسكن للوقف. وهو الموافق للرسم، (يتفيو).
3-4 -ويجوز لهما الروم، والإشمام.
قال الأخفش: «وإن شئت أشممتها الرفع، ورمته».
5- والوجه الخامس الوقف عليها بالتسهيل بين بين على تقدير روم حركة الهمزة.
{ظِلَالُهُ}
قراءة الجماعة {ظلاله} بالألف، جمع «ظل مثل شغب وشعاب،
[معجم القراءات: 4/638]
وقد يكون جمع ظله.
وقرأ عيسى بن عمر الثقفي (تتفيأ ظلله) جمع «ظله».
وهو مثل حُلة وحلل.
{الشَّمَائِلِ}
قراءة حمزة في الوقف بتسهيل الهمزة بين بين.
{دَاخِرُونَ}
ترقيق الراء عن الأزرق وورش بخلاف).[معجم القراءات: 4/639]

قوله تعالى: {وَلِلَّهِ يَسْجُدُ مَا فِي السَّمَاوَاتِ وَمَا فِي الْأَرْضِ مِنْ دَابَّةٍ وَالْمَلَائِكَةُ وَهُمْ لَا يَسْتَكْبِرُونَ (49)}
قال د. عبد اللطيف الخطيب (م): ( {وَلِلَّهِ يَسْجُدُ مَا فِي السَّمَاوَاتِ وَمَا فِي الْأَرْضِ مِنْ دَابَّةٍ وَالْمَلَائِكَةُ وَهُمْ لَا يَسْتَكْبِرُونَ (49)}
{مِنْ دَابَّةٍ}
قرأ الكسائي، وحمزة بخلاف عنه بإمالة الباء في الوقف.
{وَالْمَلَائِكَةُ}
عن حمزة في الوقف تسهيل الهمزة بين بين.
{يَسْتَكْبِرُونَ}
ترقيق الراء بخلاف عن الأزرق وورش).[معجم القراءات: 4/639]

قوله تعالى: {يَخَافُونَ رَبَّهُمْ مِنْ فَوْقِهِمْ وَيَفْعَلُونَ مَا يُؤْمَرُونَ (50)}
قال علي بن محمد الصفاقسي (ت: 1118هـ): ( {يؤمرون} كذلك، تام وفاصلة ومنتهى الحزب السابع والعشرين بلا خلاف). [غيث النفع: 786]
قال د. عبد اللطيف الخطيب (م): ( {يَخَافُونَ رَبَّهُمْ مِنْ فَوْقِهِمْ وَيَفْعَلُونَ مَا يُؤْمَرُونَ (50)}
{يُؤْمَرُونَ}
قرأ أبو عمرو بخلاف عنه وأبو جعفر والأزرق وورش والأصبهاني ومحمد بن حبيب الشموني عن الأعشى عن أبي بكر عن عاصم (يومرون) بإبدال الهمزة واوًا.
وكذا جاءت قراءة حمزة في الوقف بالإبدال.
والجماعة على الهمز {يؤمرون} ).[معجم القراءات: 4/639]

روابط مهمة:
- أقوال المفسرين


رد مع اقتباس
  #14  
قديم 13 صفر 1440هـ/23-10-2018م, 02:15 PM
جمهرة علوم القرآن جمهرة علوم القرآن غير متواجد حالياً
فريق الإشراف
 
تاريخ التسجيل: Oct 2017
المشاركات: 7,975
افتراضي

سورة النحل

[ من الآية (51) إلى الآية (55) ]
{وَقَالَ اللَّهُ لَا تَتَّخِذُوا إِلَهَيْنِ اثْنَيْنِ إِنَّمَا هُوَ إِلَهٌ وَاحِدٌ فَإِيَّايَ فَارْهَبُونِ (51) وَلَهُ مَا فِي السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ وَلَهُ الدِّينُ وَاصِبًا أَفَغَيْرَ اللَّهِ تَتَّقُونَ (52) وَمَا بِكُمْ مِنْ نِعْمَةٍ فَمِنَ اللَّهِ ثُمَّ إِذَا مَسَّكُمُ الضُّرُّ فَإِلَيْهِ تَجْأَرُونَ (53) ثُمَّ إِذَا كَشَفَ الضُّرَّ عَنْكُمْ إِذَا فَرِيقٌ مِنْكُمْ بِرَبِّهِمْ يُشْرِكُونَ (54) لِيَكْفُرُوا بِمَا آَتَيْنَاهُمْ فَتَمَتَّعُوا فَسَوْفَ تَعْلَمُونَ (55)}

قوله تعالى: {وَقَالَ اللَّهُ لَا تَتَّخِذُوا إِلَهَيْنِ اثْنَيْنِ إِنَّمَا هُوَ إِلَهٌ وَاحِدٌ فَإِيَّايَ فَارْهَبُونِ (51)}
- قال محب الدين محمد بن محمد بن محمد النُّوَيْري (ت: 857هـ): (تتمة:
تقدم جعل لّكم [النحل: 72] كلاهما هنا لرويس وبطون أمّهتكم [النحل: 78] بالنساء [الآية:] ورءا الّذين ظلموا [النحل: 85] وأشركوا [النحل: 35]، وباقي [النحل: 96] لابن كثير.
وأثبت يعقوب في الحالين [ياء] فارهبوني [النحل: 51]، فاتقوني [النحل: 2] ). [شرح طيبة النشر للنويري: 2/417] (م)
قال أحمد بن محمد بن البناء الدمياطي (ت: 1117هـ): (وأثبت ياء "فارهبون" في الحالين ويعقوب). [إتحاف فضلاء البشر: 2/185]
قال د. عبد اللطيف الخطيب (م): ( {وَقَالَ اللَّهُ لَا تَتَّخِذُوا إِلَهَيْنِ اثْنَيْنِ إِنَّمَا هُوَ إِلَهٌ وَاحِدٌ فَإِيَّايَ فَارْهَبُونِ (51)}
{فَارْهَبُونِ}
قراءة الجماعة {فارهبون} بنون مكسورة على حذف الياء في الحالين، وهو الموافق للرسم.
وقرأ يعقوب الحضرمي بإثبات الياء في الحالين (فارهبوني) ).[معجم القراءات: 4/640]

قوله تعالى: {وَلَهُ مَا فِي السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ وَلَهُ الدِّينُ وَاصِبًا أَفَغَيْرَ اللَّهِ تَتَّقُونَ (52)}
قال د. عبد اللطيف الخطيب (م): ( {وَلَهُ مَا فِي السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ وَلَهُ الدِّينُ وَاصِبًا أَفَغَيْرَ اللَّهِ تَتَّقُونَ (52)}
{أَفَغَيْرَ}
ترقيق الراء عن الأزرق وورش).[معجم القراءات: 4/640]

قوله تعالى: {وَمَا بِكُمْ مِنْ نِعْمَةٍ فَمِنَ اللَّهِ ثُمَّ إِذَا مَسَّكُمُ الضُّرُّ فَإِلَيْهِ تَجْأَرُونَ (53)}
قال أحمد بن محمد بن البناء الدمياطي (ت: 1117هـ): ("وبوقف" لحمزة على "تجأرون" بالنقل فقط). [إتحاف فضلاء البشر: 2/185]
قال علي بن محمد الصفاقسي (ت: 1118هـ): ( {وقال الله لا تتخذوا...}
{تجئرون} فيه لحمزة لدى الوقف وجه واحد، وهو حذف الهمزة ونقل حركتها إلى الجيم). [غيث النفع: 788]
قال د. عبد اللطيف الخطيب (م): ( {وَمَا بِكُمْ مِنْ نِعْمَةٍ فَمِنَ اللَّهِ ثُمَّ إِذَا مَسَّكُمُ الضُّرُّ فَإِلَيْهِ تَجْأَرُونَ (53)}
{نِعْمَةٍ}
وقراءة الكسائي بإمالة ما قبل الهاء في الوقف.
{فَمِنَ اللَّهِ}
وقرأ ابن أبي عبلة (فمن الله) بتشديد النون.
{تَجْأَرُونَ}
قراءة الزهري (تجرون) بحذف الهمزة وإلقاء حركتها على الجيم.
وجاءت قراءة حمزة في الوقف كقراءة الزهري (تجرون).
وقراءة الجماعة بالهمز {تجأرون} ).[معجم القراءات: 4/640]

قوله تعالى: {ثُمَّ إِذَا كَشَفَ الضُّرَّ عَنْكُمْ إِذَا فَرِيقٌ مِنْكُمْ بِرَبِّهِمْ يُشْرِكُونَ (54)}
قال د. عبد اللطيف الخطيب (م): ( {ثُمَّ إِذَا كَشَفَ الضُّرَّ عَنْكُمْ إِذَا فَرِيقٌ مِنْكُمْ بِرَبِّهِمْ يُشْرِكُونَ (54)}
{كَشَفَ}
قراءة الجماعة {... كشف}.
[معجم القراءات: 4/640]
وقرأ قتادة والزهري (... كاشف).
وفاعل هنا بمعنى فعل، وذهب الزمخشري إلى أنه أقوى من «كشف»، لأن بناء المغالبة يدل على المبالغة.
{كَشَفَ الضُّرَّ}
وذكر ابن خالويه عن قتادة (كاشف الضير..) بياء بعد الضاد).[معجم القراءات: 4/641]

قوله تعالى: {لِيَكْفُرُوا بِمَا آَتَيْنَاهُمْ فَتَمَتَّعُوا فَسَوْفَ تَعْلَمُونَ (55)}
قال د. عبد اللطيف الخطيب (م): ( {لِيَكْفُرُوا بِمَا آَتَيْنَاهُمْ فَتَمَتَّعُوا فَسَوْفَ تَعْلَمُونَ (55)}
{فَتَمَتَّعُوا}
قراءة الجماعة {فتمتعوا} بالتاء على الأمر لجماعة المخاطبين على سبيل التهديد والوعيد، وهي قراءة الحسن.
وقرأ أبو العالية، وهي رواية مكحول عن أبي رافع عن النبي صلى الله عليه وسلم (فيمتعوا) بالياء المضمومة، مبنيًا للمفعول، ساكن الميم، وهو مضارع «متع» مخففًا.
والفعل معطوف على {ليكفروا}، وحذفت النون إما للنصب على العطف إذا كان {ليكفروا} منصوبًا، وإما للجزم إذا كان {ليكفروا} مجزومًا باللام، وقد يكون النصب على جواب الطلب.
وقال ابن جني: «ومن ذلك قراءة مكحول عن أبي رافع قال: حفظت عن رسول الله صلى الله عليه وسلم (فيمتعوا) بالياء.
وجاء الضبط فيه بتشديد التاء، وجاء مثل هذا عند ابن خالويه في مختصره، وذكر رواية أبي رافع.
[معجم القراءات: 4/641]
وتعقب الشهاب من ذكر هذه القراءة بالتشديد، فقد ذكر قراءة التخفيف ثم قال: «فلا يلتفت إلى ما قيل إنه صح في بعض النسخ المعتمدة بضم الياء وفتح الميم وتشديد التاء من التفعيل، فإن القراءة أو نقلي لا يعول فيه على النسخ».
وقرأ ابن مسعود (قل تمتعوا).
{فَسَوْفَ تَعْلَمُونَ}
قراءة الجماعة {.. تعلمون} بناء الخطاب على نسق (فتمتعوا).
وقرأ أبو العالية ومكحول الشامي عن أبي رافع، عن النبي صلى الله عليه وسلم (فيمتعوا فسوف يعلمون) بالياء.
قال أبو رافع: «حفظته عن رسول الله صلى الله عليه وسلم، كذلك».
والقراءة بالياء مناسبة لقوله (ليكفروا).
وذكر ابن عطية عن الحسن أنه قرأ (فتمتعوا فسوف يعلمون) بالياء على ذكر الغائب كقراءة أبي رافع، و{فتمتعوا} كالجماعة على الأمر).[معجم القراءات: 4/642]

روابط مهمة:
- أقوال المفسرين


رد مع اقتباس
  #15  
قديم 13 صفر 1440هـ/23-10-2018م, 02:17 PM
جمهرة علوم القرآن جمهرة علوم القرآن غير متواجد حالياً
فريق الإشراف
 
تاريخ التسجيل: Oct 2017
المشاركات: 7,975
افتراضي

سورة النحل

[ من الآية (56) إلى الآية (60) ]
{وَيَجْعَلُونَ لِمَا لَا يَعْلَمُونَ نَصِيبًا مِمَّا رَزَقْنَاهُمْ تَاللَّهِ لَتُسْأَلُنَّ عَمَّا كُنْتُمْ تَفْتَرُونَ (56) وَيَجْعَلُونَ لِلَّهِ الْبَنَاتِ سُبْحَانَهُ وَلَهُمْ مَا يَشْتَهُونَ (57) وَإِذَا بُشِّرَ أَحَدُهُمْ بِالْأُنْثَى ظَلَّ وَجْهُهُ مُسْوَدًّا وَهُوَ كَظِيمٌ (58) يَتَوَارَى مِنَ الْقَوْمِ مِنْ سُوءِ مَا بُشِّرَ بِهِ أَيُمْسِكُهُ عَلَى هُونٍ أَمْ يَدُسُّهُ فِي التُّرَابِ أَلَا سَاءَ مَا يَحْكُمُونَ (59)لِلَّذِينَ لَا يُؤْمِنُونَ بِالْآَخِرَةِ مَثَلُ السَّوْءِ وَلِلَّهِ الْمَثَلُ الْأَعْلَى وَهُوَ الْعَزِيزُ الْحَكِيمُ (60)}

قوله تعالى: {وَيَجْعَلُونَ لِمَا لَا يَعْلَمُونَ نَصِيبًا مِمَّا رَزَقْنَاهُمْ تَاللَّهِ لَتُسْأَلُنَّ عَمَّا كُنْتُمْ تَفْتَرُونَ (56)}
قال د. عبد اللطيف الخطيب (م): ( {وَيَجْعَلُونَ لِمَا لَا يَعْلَمُونَ نَصِيبًا مِمَّا رَزَقْنَاهُمْ تَاللَّهِ لَتُسْأَلُنَّ عَمَّا كُنْتُمْ تَفْتَرُونَ (56)}
{لِمَا لَا يَعْلَمُونَ نَصِيبًا}
إدغام النون في النون وإظهارها عن أبي عمرو ويعقوب.
{تَاللَّهِ}
تقدمت قراءة ابن محيصن (بالله)، حيث وقع. وانظر الآية / 33 من يوسف).[معجم القراءات: 4/642]

قوله تعالى: {وَيَجْعَلُونَ لِلَّهِ الْبَنَاتِ سُبْحَانَهُ وَلَهُمْ مَا يَشْتَهُونَ (57)}
قال د. عبد اللطيف الخطيب (م): ( {وَيَجْعَلُونَ لِلَّهِ الْبَنَاتِ سُبْحَانَهُ وَلَهُمْ مَا يَشْتَهُونَ (57)}
{الْبَنَاتِ}
قرئ {البنات} بالفتحة، شاذًا.
{الْبَنَاتِ سُبْحَانَهُ}
إدغام التاء في السين وإظهارها عن أبي عمرو ويعقوب).[معجم القراءات: 4/643]

قوله تعالى: {وَإِذَا بُشِّرَ أَحَدُهُمْ بِالْأُنْثَى ظَلَّ وَجْهُهُ مُسْوَدًّا وَهُوَ كَظِيمٌ (58)}
قال أحمد بن محمد بن البناء الدمياطي (ت: 1117هـ): ("وغلظ" الأزرق لام "ظل" وصلا واختلف عنه في الوقف، وكذا حكي عنه الخلاف وصلا، والأرجح التغليظ فيهما). [إتحاف فضلاء البشر: 2/185]
قال علي بن محمد الصفاقسي (ت: 1118هـ): ( {ظل} [58] بمعنى صار أو دام بالظاء المشالة، فيفخم ورش لامه على أصله في الوصل، ويختلف عنه في الوقف، والتفخيم أرجع). [غيث النفع: 788]
قال د. عبد اللطيف الخطيب (م): ( {وَإِذَا بُشِّرَ أَحَدُهُمْ بِالْأُنْثَى ظَلَّ وَجْهُهُ مُسْوَدًّا وَهُوَ كَظِيمٌ (58)}
{بُشِّرَ}
ترقيق الراء عن الأزرق وورش.
{بِالْأُنْثَى}
أمال الألف حمزة والكسائي وخلف.
وبالفتح والتقليل الأزرق وورش وأبو عمرو.
والباقون بالفتح.
{ظَلَّ}
قرأ الأزرق وورش بتغليظ اللام في الوصل، وروي عنهما الخلاف في الوقف والوصل أيضًا، والأرجح التغليظ في الحالين.
{مُسْوَدًّا}
قرأ الضحاك (مسوادًا) بالألف.
{وَهُوَ}
تقدم الخلاف في إسكان الهاء وضمها مرارًا، انظر الآيتين: 29، و85 من سورة البقرة).[معجم القراءات: 4/643]

قوله تعالى: {يَتَوَارَى مِنَ الْقَوْمِ مِنْ سُوءِ مَا بُشِّرَ بِهِ أَيُمْسِكُهُ عَلَى هُونٍ أَمْ يَدُسُّهُ فِي التُّرَابِ أَلَا سَاءَ مَا يَحْكُمُونَ (59)}
قال أبو القاسم يوسف بن علي بن جبارة الهذلي المغربي (ت: 465هـ): (" على هوان " بفتح الهاء والواو مع الألف الْجَحْدَرِيّ، وابن أبي عبلة، والزَّعْفَرَانِيّ
[الكامل في القراءات العشر: 584]
حيث وقع، الباقون بضم الهاء وإسكان للواو من غير ألف، وهو الاختيار؛ لموافقة المصحف (مِنْ سُوءِ مَا بُشِّرَ بِهِ) منون ابْن مِقْسَمٍ، الباقون مضاف، وهو الاختيار للتعريف). [الكامل في القراءات العشر: 585]
قال أحمد بن محمد بن البناء الدمياطي (ت: 1117هـ): (وأمال "يتوارى" أبو عمرو وابن ذكوان بخلف وحمزة والكسائي وخلف، وقلله الأزرق). [إتحاف فضلاء البشر: 2/185]
قال د. عبد اللطيف الخطيب (م): ( {يَتَوَارَى مِنَ الْقَوْمِ مِنْ سُوءِ مَا بُشِّرَ بِهِ أَيُمْسِكُهُ عَلَى هُونٍ أَمْ يَدُسُّهُ فِي التُّرَابِ أَلَا سَاءَ مَا يَحْكُمُونَ (59)}
{يَتَوَارَى}
أمال الألف أبو عمرو وحمزة والكسائي وخلف واليزيدي والأعمش، وابن ذكوان من طريق الصوري.
والتقليل عن الأزرق وورش.
وقراءة الفتح عن الجماعة، وهي رواية الأخفش عن ابن ذكوان.
{بُشِّرَ}
تقدم ترقيق الراء عن الأزرق وورش في الآية السابقة.
{أَيُمْسِكُهُ... أَمْ يَدُسُّهُ فِي التُّرَابِ}
قراءة الجماعة: {أيمسكه... أم يدسه في التراب}، بضمير المذكر ملاحظًا لفظ «ما» في: (من سوء ما بشر به).
وقرأ عاصم الجحدري: (أيمسكها.... أم يدسها في التراب) بضمير المؤنث عودًا على قوله: {بالأنثى}، أو على معنى: {ما بشر به}.
قال القرطبي: «وقرأ الجحدري» أم يدسها في التراب يرده على قوله: «بالأنثى»، ويلزمه أن يقرأ (أيمسكها)...».
وقرأ الجحدري وفرقة (أيمسكه... أم يدسها) الفعل الأول ضميره للمذكر، والثاني بضمير المؤنث.
قال الشوكاني: «ويلزمه أن يقرأ: أيمسكها».
[معجم القراءات: 4/644]
{عَلَى هُونٍ}
قراءة الجماعة {على هون} بضم الهاء، ومعناه: على هوان، بلغة قريش، ذكر هذا اليزيدي، وحكاه أبو عبيد عن الكسائي.
وقال الفراء: «الهون في لغة قريش: الهوان، وبعض بني تميم يجعل الهون مصدرًا للشيء الهين.....».
وقرأ عاصم الجحدري وعيسى بن عمر الثقفي وابن مسعود وابن أبي عبلة (على هوان).
وذكر ابن خالويه وجهين عن الجحدري:
الأول: على هوان.
الثاني: (أيمسكها على هون أم تدسها) كذا، فالوجه الثاني كقراءة الجماعة.
وقرأت فرقة (على هون) بفتح الهاء، وذكر ابن خالويه أنه حكى هذا الأخفش.
قال الشهاب: «... بضم الهاء الهوان والذل، وبفتحها بمعناه، ويكون بمعنى الرفق واللين، وليس مرادًا في القراءة به».
وقرأ الأعمش (على سوء).
قال أبو حيان: «وهي عندي تفسير لا قراءة لمخالفتها السواد المجمع عليه» ).[معجم القراءات: 4/645]

قوله تعالى: {لِلَّذِينَ لَا يُؤْمِنُونَ بِالْآَخِرَةِ مَثَلُ السَّوْءِ وَلِلَّهِ الْمَثَلُ الْأَعْلَى وَهُوَ الْعَزِيزُ الْحَكِيمُ (60)}
قال أحمد بن محمد بن البناء الدمياطي (ت: 1117هـ): (وأمال "الأعلى" حمزة والكسائي وخلف، وقلله الأزرق فيهما بخلفه). [إتحاف فضلاء البشر: 2/185]
قال علي بن محمد الصفاقسي (ت: 1118هـ): ( {للذين لا يؤمنون بالأخرة مثل السوء} [60] {السوء} كـــ {شيء} [البقرة: 20] فيه لورش التوسط والطويل، فإن وقفت، وهو كاف، ففيه له مع {بالأخرة} [60] أربعة أوجه، فيأتي على القصر في {بالأخرة} التوسط فيه، وعلى التوسط التوسط، وعلى الطويل التوسط والطويل.
فإن وقفت على {الأعلى} [60] وهو كاف، أو على {الحكيم} وهو تام في أنهى درجاته، فيأتي لورش اثنا عشر وجهًا على ما يقتضيه الضرب، والمحرر منها ستة أوجه،
القصر في {بالأخرة} مع التوسط في {السوء} وفتح {الأعلى} والتوسط في {بالأخرة} مع التوسط في {السوء} وتقليل {الأعلى} والطويل في {بالأخرة} مع التوسط والطويل في {السوء} وعلى كل منهما الفتح والتقليل في {الأعلى} هذا ما نقرأ به فيها.
وأما ما ذكره شيخ شيخنا سلطان بن أحمد المزاحي من منع بعض هذه الوجوه ففيه مخالفة لما ذكره هو نفسه في نظائرها، فيتأمل، والله الموفق). [غيث النفع: 788]
قال علي بن محمد الصفاقسي (ت: 1118هـ): ( {والأرض} [73] و{السوء} [60] و{الأعلى} و{عذاب أليم} و{يؤمنون} و{شيئا} [70] وقوفها لا تخفى، إلا أن أوجه {السوء} ربما تخفى فنذكرها، فهي أربعة: الأول النقل، وهو القياس المطرد، الثاني الإدغام، ويجوز مع كل منهما الإشارة بالروم). [غيث النفع: 789] (م)
قال د. عبد اللطيف الخطيب (م): ( {لِلَّذِينَ لَا يُؤْمِنُونَ بِالْآَخِرَةِ مَثَلُ السَّوْءِ وَلِلَّهِ الْمَثَلُ الْأَعْلَى وَهُوَ الْعَزِيزُ الْحَكِيمُ (60)}
{لَا يُؤْمِنُونَ}
تقدم حكم الهمزة في الوقف والوصل، انظر الآية/22 من هذهالسورة
[معجم القراءات: 4/645]
{بِالْآَخِرَةِ}
تقدمت القراءات فيه في الآية /4 من سورة البقرة.
{ بِالْآَخِرَةِ مَثَلُ السَّوْءِ}
للأزرق وورش فيهما ما يلي:
قصر «الآخرة» مع توسط «السوء».
توسط «الآخرة» و «السوء».
مد «الآخرة» مع توسط «السوء».
مد «السوء».
{السَّوْءِ}
لحمزة وهشام في الوقف على (السوء) النقل، والإدغام.
وكل من النقل والإدغام مع السكون المحض والروم.
{الْأَعْلَى}
أمال الألف حمزة والكسائي وخلف.
والأزرق وورش بالفتح والتقليل.
والباقون بالفتح.
{وَهُوَ}
تقدم ضم الهاء وإسكانها، وانظر الآيتين: 29 و85 من سورة البقرة).[معجم القراءات: 4/646]

روابط مهمة:
- أقوال المفسرين


رد مع اقتباس
  #16  
قديم 13 صفر 1440هـ/23-10-2018م, 02:18 PM
جمهرة علوم القرآن جمهرة علوم القرآن غير متواجد حالياً
فريق الإشراف
 
تاريخ التسجيل: Oct 2017
المشاركات: 7,975
افتراضي

سورة النحل

[ من الآية (61) إلى الآية (64) ]
{وَلَوْ يُؤَاخِذُ اللَّهُ النَّاسَ بِظُلْمِهِمْ مَا تَرَكَ عَلَيْهَا مِنْ دَابَّةٍ وَلَكِنْ يُؤَخِّرُهُمْ إِلَى أَجَلٍ مُسَمًّى فَإِذَا جَاءَ أَجَلُهُمْ لَا يَسْتَأْخِرُونَ سَاعَةً وَلَا يَسْتَقْدِمُونَ (61) وَيَجْعَلُونَ لِلَّهِ مَا يَكْرَهُونَ وَتَصِفُ أَلْسِنَتُهُمُ الْكَذِبَ أَنَّ لَهُمُ الْحُسْنَى لَا جَرَمَ أَنَّ لَهُمُ النَّارَ وَأَنَّهُمْ مُفْرَطُونَ (62) تَاللَّهِ لَقَدْ أَرْسَلْنَا إِلَى أُمَمٍ مِنْ قَبْلِكَ فَزَيَّنَ لَهُمُ الشَّيْطَانُ أَعْمَالَهُمْ فَهُوَ وَلِيُّهُمُ الْيَوْمَ وَلَهُمْ عَذَابٌ أَلِيمٌ (63) وَمَا أَنْزَلْنَا عَلَيْكَ الْكِتَابَ إِلَّا لِتُبَيِّنَ لَهُمُ الَّذِي اخْتَلَفُوا فِيهِ وَهُدًى وَرَحْمَةً لِقَوْمٍ يُؤْمِنُونَ (64)}

قوله تعالى: {وَلَوْ يُؤَاخِذُ اللَّهُ النَّاسَ بِظُلْمِهِمْ مَا تَرَكَ عَلَيْهَا مِنْ دَابَّةٍ وَلَكِنْ يُؤَخِّرُهُمْ إِلَى أَجَلٍ مُسَمًّى فَإِذَا جَاءَ أَجَلُهُمْ لَا يَسْتَأْخِرُونَ سَاعَةً وَلَا يَسْتَقْدِمُونَ (61)}
قال أحمد بن محمد بن البناء الدمياطي (ت: 1117هـ): ("وأما" "جاء أجلهم" من حيث الهمزتان فتقدم حكمه غير مرة، ونظيره جاء أحد بالنساء). [إتحاف فضلاء البشر: 2/185]
قال علي بن محمد الصفاقسي (ت: 1118هـ): ( {يؤاخذ} [61] و{يؤخرهم} الإبدال فيهما لورش لا يخفى، وكذا ترقيق راء {يؤخرهم} له). [غيث النفع: 789]
قال علي بن محمد الصفاقسي (ت: 1118هـ): ( {جا أجلهم} قرأ قالون والبصري والبزي بإسقاط الأولى مع القصر والمد، وورش وقنبل بتحقيق الأولى وتسهيل الثانية، وعنهما أيضًا جعل الثانية ألفًا، والباقون بتحقيقهما، ومراتبهم في المد لا تخفى). [غيث النفع: 789]
قال د. عبد اللطيف الخطيب (م): ( {وَلَوْ يُؤَاخِذُ اللَّهُ النَّاسَ بِظُلْمِهِمْ مَا تَرَكَ عَلَيْهَا مِنْ دَابَّةٍ وَلَكِنْ يُؤَخِّرُهُمْ إِلَى أَجَلٍ مُسَمًّى فَإِذَا جَاءَ أَجَلُهُمْ لَا يَسْتَأْخِرُونَ سَاعَةً وَلَا يَسْتَقْدِمُونَ (61)}
{يُؤَاخِذُ}
قرأ أبو جعفر وورش بإبدال الهمزة واوا خالصة في الحالين (يواخذ).
وبالإبدال جاءت قراءة حمزة في الوقف.
والباقون بالهمز {يؤاخذ}.
[معجم القراءات: 4/646]
{مِنْ دَابَّةٍ}
قراءة الإمالة في الوقف عن الكسائي وحمزة بخلاف عنه.
وتقدم مثل هذا في الآية /49 من هذه السورة.
{يُؤَخِّرُهُمْ}
قرأ أبو جعفر وورش بإبدال الهمزة واوًا (يوخرهم).
وعلى هذا جاءت قراءة حمزة في الوقف.
وقراءة الجماعة بالهمز {يؤخرهم}.
وقرأ ورش والأزرق بترقيق الراء بخلاف عنهما.
وقراءة الجماعة {يؤخرهم} بضم الراء.
وقرأ ابن محيصن (يؤخرهم) بإسكان الراء واختلاس الحركة.
{مُسَمًّى}
أماله في الوقف حمزة والكسائي وخلف.
وعن الأزرق وورش الفتح والتقليل.
وقراءة الباقين بالفتح.
{جَاءَ أَجَلُهُمْ}
قرأ قالون والبزي وقنبل وأبو عمرو واليزيدي وابن محيصن بخلاف عنه بإسقاط الهمزة الأولى مع المد.
وقرأ ورش وقنبل والأصبهاني وأبو جعفر ورويس بتحقيق الأولى وتسهيل الهمزة الثانية.
وقرأ ورش وقنبل بتحقيق الأولى وإبدال الثانية حرف مد.
وقراءة الجماعة بتحقيق الهمزتين.
{جَاءَ}
أمال الألف حمزة وخلف وابن ذكوان.
وبالفتح والإمالة عن هشام.
[معجم القراءات: 4/647]
والباقون بالفتح.
وحمزة وهشام يقفان على «جاء» بإبدال الهمزة ألفًا مع المد والتوسط والقصر.
وتقدم هذا مفصلًا في مواضع، وانظر الآية /34 من سورة الأعراف.
{لَا يَسْتَأْخِرُونَ}
قرأ أبو عمرو بخلاف عنه وأبو جعفر والأزرق وورش والأصبهاني ومحمد بن حبيب الشموني عن الأعشى عن أبي بكر عن عاصم (لا يستاخرون) بإبدال الهمزة ألفًا.
وبالإبدال جاءت قراءة حمزة في الوقف.
وقراءة الجماعة بالهمز {يستأخرون}.
وترقيق الراء عن الأزرق وورش بخلاف).[معجم القراءات: 4/648]

قوله تعالى: {وَيَجْعَلُونَ لِلَّهِ مَا يَكْرَهُونَ وَتَصِفُ أَلْسِنَتُهُمُ الْكَذِبَ أَنَّ لَهُمُ الْحُسْنَى لَا جَرَمَ أَنَّ لَهُمُ النَّارَ وَأَنَّهُمْ مُفْرَطُونَ (62)}
قال أبو بكر أحمد بن موسى ابن مجاهد التميمي البغدادي (ت: 324هـ): (14 - قَوْله {وَأَنَّهُمْ مفرطون} 62
قَرَأَ نَافِع وَحده {وَأَنَّهُمْ مفرطون} بِكَسْر الرَّاء خَفِيفَة من أفرطت
وَقَرَأَ الْبَاقُونَ {مفرطون} بِفَتْح الرَّاء من أفرطوا فهم مفرطون). [السبعة في القراءات: 374]
قال أبو بكر أحمد بن الحسين ابن مهران الأصبهاني (ت: 381هـ): ( (مفرطون) بكسر الراء مدني، وقتيبة، يزيد يشدده). [الغاية في القراءات العشر: 298]
قال أبو الفضل محمد بن جعفر الخزاعي الجرجاني (ت: 408هـ): ( (مفرطون) [62]: بكسر الراء مدني، وأبو بشر، والنهاوندي، وشدده يزيد، وأبو بشر). [المنتهى: 2/786]
قال مكي بن أبي طالب القَيْسِي (ت: 437هـ): (قرأ نافع (مفرطون) بكسر الراء، وفتحها الباقون). [التبصرة: 252]
قال أبو عمرو عثمان بن سعيد الداني (ت: 444هـ): (نافع: {مفرطون} (62): بكسر الراء.
والباقون: بفتحها). [التيسير في القراءات السبع: 338]
- قال محمد بن محمد بن محمد بن علي ابن الجزري (ت: 833هـ) :(نافع وأبو جعفر: (مفرطون) بكسر الرّاء وشدّدها أبو جعفر، والباقون بفتحها مخفّفة). [تحبير التيسير: 432]
قال أبو القاسم يوسف بن علي بن جبارة الهذلي المغربي (ت: 465هـ): ( (أَلْسِنَتُهُمُ الْكَذِبَ) جمع برفع الباء والكاف والذال ابن أبي عبلة، والزَّعْفَرَانِيّ، وهو الاختيار نعت للألسنة، وهكذا حيث وقع، الباقون بفتح الكاف والباء وكسر الذال، (مُفْرَطُونَ) بكسر الراء مشدد أبو جعفر، وابن أبي عبلة وابن مسلم باقي أهل المدينة، والنهاوندي، وفورك، وعدي عن علي، ومحبوب عن أَبِي عَمْرٍو بكسر الراء خفيف، الباقون بفتح الراء خفيف، وهو الاختيار، إذ معناه: معجلون أو مقدمون إلى النار). [الكامل في القراءات العشر: 585]
قال أحمد بن علي بن خلف ابن الباذش الأنصاري (ت: 540هـ): ([62]- {مُفْرَطُونَ} بكسر الراء: نافع). [الإقناع: 2/682]
قال القاسم بن فيرُّه بن خلف الشاطبي (ت: 590هـ): (811 - وَرَا مُفْرَطُونَ اكْسِرْ أَضاَ .... = .... .... .... .... ). [الشاطبية: 64]
- قال علم الدين علي بن محمد السخاوي (ت: 643هـ): ([811] ورا مفرطون اكسر (أ)ضا يتفيؤا الـ = ـمؤنث لـ(لبصري) قبل تقبلا
الأضاة: الغدير، والجمع: أضىً، مثل: فتاة وفتًى. وإضاءُ، مثل إكامٍ.
ومعنى {مفرطون}، من أفرط في المعصية، إذا تغلغل فيها.
[فتح الوصيد: 2/1049]
و{مفرطون} بفتح الراء: مقدمون إلى النار، معجلون إليها.
يقال: أفرطته وفرطته، إذا قدمته في طلب الماء.
ويجوز أن يكون من أفرطت فلانًا خلفي، إذا تركته خلفك ونسيته؛ أي منسيون من رحمة الله، متروكون). [فتح الوصيد: 2/1050]
- قال محمد بن أحمد الموصلي (شعلة) (ت: 656هـ): ([811] ورا مفرطون اكسر أضا يتفيؤا الـ = ـمؤنث للبصري قبل تقبلا
ب: (أضا) بالفتح والقصر كـ (عصًا)، أو الكسر والمد كـ (إكام) جمع (أضاة)، وهي الغدير من الماء.
[كنز المعاني: 2/371]
ح: (را): مفعول (اكسر) قصرت ضرورة، أضيف إلى (مفرطون)، (أضًا): حال من فاعل (اكسر)، أي: مشبهًا غدرانًا في كثرة النفع بعلمك، (تتفيؤا): مبتدأ، (المؤنث): صفته، (تقبلا): خبر، (قبل): ظرفه قطع عن الإضافة، أي: قبل (مفرطون): لأن (تتفيأ) وقع في القرآن قبله، ولما لم يقدمه الناظم في البحث عنه اعتذر بذلك، (للبصري): حال من ضمير (تقبلا).
ص: قرأ نافع: {وأنهم مفرطون} [62] بكسر الراء من (أفرط في المعصية): إذا تغلغل فيها، والباقون بالفتح بمعنى: (مقدمون إلى النار) من (أفرطته): إذا قدمته، أو منسيون من رحمة الله من (أفرطتُ فلانًا خلفي): إذا تركته ونسيته.
وقرأ أبو عمرو البصري: (تتفيؤا ظلاله) [48] بتاء التأنيث على الأصل، والباقون: بياء التذكير لأن تأنيث الظلال غير حقيقي). [كنز المعاني: 2/372] (م)
- قال أبو شامة عبد الرحمن بن إسماعيل الدمشقي (ت: 665هـ): (811- وَرَا مُفْرَطُونَ اكْسِرْ "أَ"ضا يَتَفَيَّؤاُ الْ،.. مُؤَنَّثُ لِلْبَصْرِيِّ قَبْلُ تُقُبِّلا
أي: ذا أضاء أو مشبها أضاء في الانتفاع بعلمك كما ينتفع بمائه والإضاء جمع أضاة بفتح الهمزة وهو الغدير والجمع بكسر الهمزة والمد كأكام وبفتحها والقصر كفتى و(مفرطون) بالكسر من أفرط في
[إبراز المعاني من حرز الأماني: 3/311]
المعصية إذا تغلغل فيها، وبالفتح؛ أي: مقدمون إلى النار من أفرطته إذا قدمته في طلب الماء أو هم منسيون من رحمة الله من أفرطت فلانا خلفي إذا تركته ونسبته). [إبراز المعاني من حرز الأماني: 3/312]
- قال عبد الفتاح بن عبد الغني بن محمد القاضي (ت: 1403هـ): (811 - ورا مفرطون اكسر أضا يتفيّؤا الـ = ـمؤنّث للبصريّ قبل تقبّلا
قرأ نافع: وَأَنَّهُمْ مُفْرَطُونَ بكسر الراء. وقرأ غيره بفتحها. وقرأ أبو عمرو: تتفيّؤا ظلاله بتاء التأنيث. وقرأ غيره بياء التذكير. و(أضى) بفتح الهمزة والقصر جمع أضاة بفتح الهمزة وهو الغدير). [الوافي في شرح الشاطبية: 306]
قال محمد بن محمد بن محمد بن علي ابن الجزري (ت: 833هـ): (141- .... .... .... .... .... = .... .... مُفْرِطُونَ اشْدُدِ الْعُلَا). [الدرة المضية: 31]
- قال محمد بن الحسن بن محمد المنير السمنودي (ت: 1199هـ):(ثم قال: مفرطون اشدد العلا أي قرأ المرموز له (بألف) العلا وهو أبو جعفر {مفرطون} [62] بتشديد الراء من التفريط فيلزم فتح الفاء ولهذا اكتفى بالتشديد وعلم من الوفاق للآخرين بتخفيف الراء مفتوحة اسم مفعول من الإفراط فيلزم سكون الفاء). [شرح الدرة المضيئة: 159]
قال محمد بن محمد بن محمد بن علي ابن الجزري (ت: 833هـ): ( (وَاخْتَلَفُوا) فِي: مُفْرَطُونَ فَقَرَأَ الْمَدَنِيَّانِ بِكَسْرِ الرَّاءِ، وَقَرَأَ الْبَاقُونَ بِفَتْحِهَا وَشَدَّدَهَا أَبُو جَعْفَرٍ وَخَفَّفَهَا الْبَاقُونَ). [النشر في القراءات العشر: 2/304]
- قال محمد بن محمد بن محمد بن علي ابن الجزري (ت: 833هـ): (قرأ المدنيان {مفرطون} [62] بكسر الراء، والباقون بفتحها، وشددها أبو جعفر، وخففها الباقون). [تقريب النشر في القراءات العشر: 573]
قال محمد بن محمد بن محمد بن علي ابن الجزري (ت: 833هـ) : (724- .... .... .... ورا = مفرّطون اكسر مدًا واشدد ثرا). [طيبة النشر: 82]
- قال محمد بن محمد بن محمد بن علي ابن الجزري (ت: 833هـ) : (ورا: أي كسر الراء من قوله تعالى «وأنهم مفرطون» المدنيان على أنه اسم فاعل، من أفرط في المعصية: إذا بالغ فيها، والباقون بفتحها اسم مفعول، من أفرطت الرجل: إذا قدمته لطلب الماء قوله: (واشدد) أي شدد الراء أبو جعفر وكسرها اسم فاعل من فرط بالتشديد). [شرح طيبة النشر لابن الجزري: 261]
- قال محب الدين محمد بن محمد بن محمد النُّوَيْري (ت: 857هـ): (ص:
ويتفيّأ سوى البصري ورا = مفرّطون اكسر (مدا) واشدد (ث) را
ش: أي: قرأ العشرة ما عدا يعقوب وأبا عمرو يتفيّؤا ظلله [النحل: 48] بياء
[شرح طيبة النشر للنويري: 2/413]
التذكير، وهما بتاء التأنيث.
ووجههما: تقدير جماعة، واعتبار اللفظ والمعنى.
وقرأ (مدا) نافع وأبو جعفر وأنهم مفرطون [النحل: 62] بكسر الراء: اسم فاعل «أفرط» في المعية بالغ فيها وأعجل.
والباقون بفتحها اسم مفعول «أفرطه»: قدمه لطلب الماء، أو من «أفرطه» تركه خلفه، أي: مقدمون إلى العذاب والنار ومنسيون من [رحمة] الله.
[و] شدد ذو ثاء (ثرا) أبو جعفر الراء فقرأ [بتشديدها وكسرها] اسم فاعل «فرّطنا» بالتشديد). [شرح طيبة النشر للنويري: 2/414] (م)

قال أحمد بن محمد بن البناء الدمياطي (ت: 1117هـ): (وقرأ "لا جرم" بمد لا متوسطا حمزة بخلف عنه). [إتحاف فضلاء البشر: 2/185]
قال أحمد بن محمد بن البناء الدمياطي (ت: 1117هـ): (واختلف في "مُفْرَطُون" [الآية: 62] فنافع بكسر الراء مخففة اسم فاعل من أفرط إذا تجاوز، وقرأ أبو جعفر بكسرها مشددة من فرط قصر،
[إتحاف فضلاء البشر: 2/185]
والباقون بالفتح مع التخفيف اسم مفعول من أفرطته خلفي أي: تركته ونسيته). [إتحاف فضلاء البشر: 2/186]
قال علي بن محمد الصفاقسي (ت: 1118هـ): ( {مفرطون} قرأ نافع بكسر الراء، والباقون بفتحها). [غيث النفع: 789]
قال د. عبد اللطيف الخطيب (م): ( {وَيَجْعَلُونَ لِلَّهِ مَا يَكْرَهُونَ وَتَصِفُ أَلْسِنَتُهُمُ الْكَذِبَ أَنَّ لَهُمُ الْحُسْنَى لَا جَرَمَ أَنَّ لَهُمُ النَّارَ وَأَنَّهُمْ مُفْرَطُونَ (62)}
{أَلْسِنَتُهُمُ}
قراءة الجماعة {ألسنتهم} بضم التاء فاعل «تصيف»، وهو جمع لسان.
وقرأ الحسن ومجاهد اختلاف (ألسنتهم) بإسكان التاء للتخفيف، وهي لغة تميم.
[معجم القراءات: 4/648]
{الْكَذِبَ}
قراءة الجماعة {الكذب} بفتح الكاف وكسر الذال وفتح الباء، والنصب على أنه مفعول «تصف».
قال الفراء: «والنصب فيه وجه الكلام، وبه قرأت العوام».
وقرأ معاذ بن جبل وابن عباس وأبو العالية ومجاهد وابن محيصن وابن أبي عبلة ومسلمة بن محارب والنخعي (الكذب) بضم الثلاثة، وهو صفة للألسن، جمع كذوب كشارف وشرف، ولا ينقاس.
قال أبو حيان: «وعلى هذه القراءة (أن لهم..) مفعول «تصف».
وقال ابن جني:
«وهو وصف الألسنة، جمع كاذب أو كذوب، ومفعول تصف قوله تعالى: {أن لهم الحسنى}.
وهو على قراءة الجماعة {الكذب} مفعول «تصف»، و{أن لهم الحسنى} بدل من الكذب، لأنه في معنى «كذب».
{الْحُسْنَى}
أمال الألف حمزة والكسائي وخلف.
وبالفتح والتقليل قرأ الأزرق وورش وأبو عمرو.
وقراءة الباقين بالفتح.
[معجم القراءات: 4/649]
{لَا جَرَمَ}
قرأ بمد «لا» مدًا متوسطة حمزة بخلاف عنه.
وقراءة الباقين بالقصر، وهو الوجه الثاني لحمزة.
وتقدم مثل هذا، وانظر أول سورة البقرة: {لاريب}، والآية/22 من سورة هود {لا جرم}. وانظر الآية/21 من سورة هود والآية/23 من سورة النحل.
{لَا جَرَمَ أَنَّ لَهُمُ النَّارَ}
قراءة الجماعة {لا جرم...} بفتح الهمزة من «أن»، و «أن» وما بعدها في موضع رفع بـ «جرم»، على معنى: وجب ذلك لهم، أو هي وما بعدها في موضع نصب، بمعنى: كسبهم أن لهم النار، وأصل معنى جرم: كسب.
وقرأ الحسن وعيسى بن عمر الثقفي (لا جرم إن...) بكسر الهمزة، و «إن...» جواب قسم أغنى عنه «لا جرم».
{وَأَنَّهُمْ مُفْرَطُونَ}
وقراءة الجماعة؛ {وأنهم..} بفتح الهمزة عطفًا على ما تقدم من قوله تعالى: {... أن لهم النار}.
وقرأ الحسن وعيسى بن عمر الثقفي (... وإنهم..) بكسر الهمزة على أنه جواب قسم أغنت عنه «لا جرم» كالموضع السابق.
{مُفْرَطُونَ}
قرأ أبو عمرو وابن عامر وابن كثير ونافع في رواية وعاصم وحمزة والكسائي والحسن والأعرج وأصحاب ابن عباس وأبو
[معجم القراءات: 4/650]
العالية وسعيد بن جبير ومجاهد (فمرطون) بفتح الراء، اسم مفعول، أي: متروكون منسيون في النار.
وقرأ نافع في رواية ورش وابن عباس وابن مسعود وأبو رجاء وشيبة والنهاوندي عن قتيبة عن الكسائي، وأبو جعفر وهي قراءة أكثر أهل المدينة ومحبوب عن أبي عمرو «مفرطون» بكسر الراء من أفرط، أي: متجاوزون الحد في معاصي الله، فهو اسم فاعل.
قال مكي:
«والاختيار ما عليه الجماعة أي الفتح»، وكذلك كل ماسكتنا عن ذكر الاختيار، فما عليه الجماعة هو الاختيار»..
وقرأ أبو جعفر وابن أبي عبلة والوليد بن مسلم عن ابن عامر (مفطون) مشددًا، اسم فاعل من «فرط»، أي: مقصرون مضيعون
[معجم القراءات: 4/651]
وقرأ أبو جعفر، وهي رواية أبي حاتم عنه، والأعرج والوليد بن مسلم عن ابن عامر (مفرطون)، بفتح الراء وتشديدها اسم مفعول من «فرط».
وقرئ (مفرطين) بالياء، وجعله العكبري مثل «غسلين» وحركة الإعراب على النون مع ثبات الياء على كل حال، وعزيت
إلى أبي جعفر).[معجم القراءات: 4/652]

قوله تعالى: {تَاللَّهِ لَقَدْ أَرْسَلْنَا إِلَى أُمَمٍ مِنْ قَبْلِكَ فَزَيَّنَ لَهُمُ الشَّيْطَانُ أَعْمَالَهُمْ فَهُوَ وَلِيُّهُمُ الْيَوْمَ وَلَهُمْ عَذَابٌ أَلِيمٌ (63)}
قال علي بن محمد الصفاقسي (ت: 1118هـ): ( {فهو} [63] جلي). [غيث النفع: 789]
قال د. عبد اللطيف الخطيب (م): ( {تَاللَّهِ لَقَدْ أَرْسَلْنَا إِلَى أُمَمٍ مِنْ قَبْلِكَ فَزَيَّنَ لَهُمُ الشَّيْطَانُ أَعْمَالَهُمْ فَهُوَ وَلِيُّهُمُ الْيَوْمَ وَلَهُمْ عَذَابٌ أَلِيمٌ (63)}
{فَزَيَّنَ لَهُمُ}
إدغام النون في اللام وإظهارها عن أبي عمرو ويعقوب.
{فَهُوَ}
قرأ أبو عمرو والكسائي وأبو جعفر وقالون والحسن واليزيدي «فهو...» بإسكان الهاء.
وقراءة الباقين بضمها {فهو).
وتقدم مثل هذا في مواضع منها الآيتان: 29 و 85 من سورة البقرة.
{وَلِيُّهُمُ الْيَوْمَ}
إدغام الواو في الواو وإظهارها عن أبي عمرو ويعقوب).[معجم القراءات: 4/652]

قوله تعالى: {وَمَا أَنْزَلْنَا عَلَيْكَ الْكِتَابَ إِلَّا لِتُبَيِّنَ لَهُمُ الَّذِي اخْتَلَفُوا فِيهِ وَهُدًى وَرَحْمَةً لِقَوْمٍ يُؤْمِنُونَ (64)}
قال د. عبد اللطيف الخطيب (م): ( {وَمَا أَنْزَلْنَا عَلَيْكَ الْكِتَابَ إِلَّا لِتُبَيِّنَ لَهُمُ الَّذِي اخْتَلَفُوا فِيهِ وَهُدًى وَرَحْمَةً لِقَوْمٍ يُؤْمِنُونَ (64)}
{لِتُبَيِّنَ لَهُمُ}
إدغام النون في اللام وإظهارها عن أبي عمرو ويعقوب.
{فِيهِ}
قراءة ابن كثير في الوصل بوصل الهاء بياء (فيهي..).
{وَهُدًى}
أمال الألف في الوقف حمزة والكسائي وخلف.
وبالفتح والتقليل قرأ الأزرق وورش.
وقراءة الجماعة بالفتح.
وتقدم مثل هذا في سورة البقرة في الآيتين: 2 و5.
{يُؤْمِنُونَ}
تقدمت القراءة فيه بإبدال الهمزة واوًا (يومنون).
انظر الآية/22 من هذه السورة، والآية / 185 من سورة الأعراف).[معجم القراءات: 4/653]

روابط مهمة:
- أقوال المفسرين


رد مع اقتباس
  #17  
قديم 13 صفر 1440هـ/23-10-2018م, 02:20 PM
جمهرة علوم القرآن جمهرة علوم القرآن غير متواجد حالياً
فريق الإشراف
 
تاريخ التسجيل: Oct 2017
المشاركات: 7,975
افتراضي

سورة النحل

[ من الآية (65) إلى الآية (69) ]
{وَاللَّهُ أَنْزَلَ مِنَ السَّمَاءِ مَاءً فَأَحْيَا بِهِ الْأَرْضَ بَعْدَ مَوْتِهَا إِنَّ فِي ذَلِكَ لَآَيَةً لِقَوْمٍ يَسْمَعُونَ (65) وَإِنَّ لَكُمْ فِي الْأَنْعَامِ لَعِبْرَةً نُسْقِيكُمْ مِمَّا فِي بُطُونِهِ مِنْ بَيْنِ فَرْثٍ وَدَمٍ لَبَنًا خَالِصًا سَائِغًا لِلشَّارِبِينَ (66) وَمِنْ ثَمَرَاتِ النَّخِيلِ وَالْأَعْنَابِ تَتَّخِذُونَ مِنْهُ سَكَرًا وَرِزْقًا حَسَنًا إِنَّ فِي ذَلِكَ لَآَيَةً لِقَوْمٍ يَعْقِلُونَ (67) وَأَوْحَى رَبُّكَ إِلَى النَّحْلِ أَنِ اتَّخِذِي مِنَ الْجِبَالِ بُيُوتًا وَمِنَ الشَّجَرِ وَمِمَّا يَعْرِشُونَ (68) ثُمَّ كُلِي مِنْ كُلِّ الثَّمَرَاتِ فَاسْلُكِي سُبُلَ رَبِّكِ ذُلُلًا يَخْرُجُ مِنْ بُطُونِهَا شَرَابٌ مُخْتَلِفٌ أَلْوَانُهُ فِيهِ شِفَاءٌ لِلنَّاسِ إِنَّ فِي ذَلِكَ لَآَيَةً لِقَوْمٍ يَتَفَكَّرُونَ (69)}

قوله تعالى: {وَاللَّهُ أَنْزَلَ مِنَ السَّمَاءِ مَاءً فَأَحْيَا بِهِ الْأَرْضَ بَعْدَ مَوْتِهَا إِنَّ فِي ذَلِكَ لَآَيَةً لِقَوْمٍ يَسْمَعُونَ (65)}
قال أحمد بن محمد بن البناء الدمياطي (ت: 1117هـ): (وأمال "فأحيا به" الكسائي، وقلله الأزرق بخلفه). [إتحاف فضلاء البشر: 2/186]
قال د. عبد اللطيف الخطيب (م): ( {وَاللَّهُ أَنْزَلَ مِنَ السَّمَاءِ مَاءً فَأَحْيَا بِهِ الْأَرْضَ بَعْدَ مَوْتِهَا إِنَّ فِي ذَلِكَ لَآَيَةً لِقَوْمٍ يَسْمَعُونَ (65)}
{مِنَ السَّمَاءِ مَاءً}
قراءة حمزة في الوقف بإبدال الهمزة ألفًا ثم حذف إحداهما، ويجوز إبقاؤهما مع المد والتوسط والقصر.
{فَأَحْيَا}
أمال الألف الكسائي.
وبالفتح والتقليل قرأ الأزرق وورش.
والباقون بالفتح.
{بِهِ الْأَرْضَ}
قرأ ابن محيصن (به الأرض) بضم هاء الضمير.
وقراءة الجماعة بكسر {به الأرض} ).[معجم القراءات: 4/653]

قوله تعالى: {وَإِنَّ لَكُمْ فِي الْأَنْعَامِ لَعِبْرَةً نُسْقِيكُمْ مِمَّا فِي بُطُونِهِ مِنْ بَيْنِ فَرْثٍ وَدَمٍ لَبَنًا خَالِصًا سَائِغًا لِلشَّارِبِينَ (66)}
قال أبو بكر أحمد بن موسى ابن مجاهد التميمي البغدادي (ت: 324هـ): (15 - وَاخْتلفُوا في فتح النُّون وَضمّهَا من قَوْله {نسقيكم مِمَّا فِي بطونه} 66
فَقَرَأَ ابْن كثير وَأَبُو عَمْرو وَحَمْزَة والكسائي {نسقيكم} بِضَم النُّون وفي الْمُؤمنِينَ 21 مثله
وَقَرَأَ ابْن عَامر وَنَافِع وَعَاصِم في رِوَايَة أَبي بكر {نسقيكم} بِفَتْح النُّون هَهُنَا وفي الْمُؤمنِينَ جَمِيعًا
وروى حَفْص عَن عَاصِم {نسقيكم} بِضَم النُّون وفي الْمُؤمنِينَ مثله). [السبعة في القراءات: 374]
قال أبو بكر أحمد بن الحسين ابن مهران الأصبهاني (ت: 381هـ): (و (نسقيكم) وفي المؤمنون بفتح النون شامي، ونافع، وأبو بكر، ويعقوب، وسهل، ويزيد هناك وفتحه). [الغاية في القراءات العشر: 298]
قال أبو الفضل محمد بن جعفر الخزاعي الجرجاني (ت: 408هـ): ( (نسقيكم) [66]، وفي {قد أفلح} [21]: بفتح النون دمشقي، وبصري غير أبي عمرو، ونافع، وأبو بكر، والمفضل. بالتاء وفتحها فيهما: يزيد، هكذا في تعليقي عنهما، واختلف عنه هنا). [المنتهى: 2/786]
قال مكي بن أبي طالب القَيْسِي (ت: 437هـ): (قرأ نافع وابن عامر وأبو بكر (نسقيكم) بفتح النون هنا وفي المؤمنين، وقرأ الباقون بالضم فيهما، وكلهم قرؤا (ونسقيه) في الفرقان بالضم، وكلهم فتحوا
[التبصرة: 252]
في القصص (قالتا لا نسقي) ). [التبصرة: 253]
قال أبو عمرو عثمان بن سعيد الداني (ت: 444هـ): (نافع، وابن عامر، وأبو بكر: {نسقيكم} (66)، هنا، وفي المؤمنين (21): بفتح النون.
والباقون: بضمها). [التيسير في القراءات السبع: 338]
- قال محمد بن محمد بن محمد بن علي ابن الجزري (ت: 833هـ) : (نافع وابن عامر وأبو بكر ويعقوب: (نسقيكم) هنا وفي [المؤمنين] بفتح النّون والباقون بضمها إلّا أبا جعفر فبالتاء مفتوحة). [تحبير التيسير: 432]
قال أبو القاسم يوسف بن علي بن جبارة الهذلي المغربي (ت: 465هـ): ( (نُسْقِيكُمْ)، وفي المؤمنين بفتح النون دمشقي وبصري غير أَبِي عَمْرٍو إلا الجعفي، وعَاصِم غير حفص، وأبان، وابْن سَعْدَانَ، ومدني غير أبي جعفر، أبو جعفر ها هنا بالتاء، زاد المفضل في المؤمنين هكذا قال أبو الحسين، والْخُزَاعِيّ. قال العراقي: المفضل بضم النون وهو غلط، لأنه خلاف المفرد والجماعة دون البرجمي، وجبلة (وَنُسْقِيَهُ) في الفرقان بفتح النون، الباقون بالضم في الكل، والاختيار ما عليه نافع لقوله: (وَسَقَاهُمْ رَبُّهُمْ) ). [الكامل في القراءات العشر: 585]
قال أحمد بن علي بن خلف ابن الباذش الأنصاري (ت: 540هـ): ([66]- {نُسْقِيكُمْ} هنا، وفي [قد أفلح: 21] بفتح النون: نافع وابن عامر وأبو بكر). [الإقناع: 2/682]
قال القاسم بن فيرُّه بن خلف الشاطبي (ت: 590هـ): (812 - وَحَقُّ صِحَاب ضَمَّ نَسْقِيكُمُو مَعَا = .... .... .... .... ). [الشاطبية: 64]
- قال علم الدين علي بن محمد السخاوي (ت: 643هـ): ([812] و(حق) (صحاب) ضم نسقيكمو معًا = لـ(شعبة) خاطب يجحدون معللا
سقى وأشقی، بمعنى: جعل له سقيًا.
قال لبيد:
سقى قومي، بني مجد وأسقى = نميرًا والقبائل من هلال
أي جعل للجميع سقيًا وخصبًا. وسقاه أيضًا: ناوله الإناء ليشرب. فلسقی معنیان). [فتح الوصيد: 2/1050]
- قال محمد بن أحمد الموصلي (شعلة) (ت: 656هـ): ([812] وحق صحابٍ ضم نسقيكمو معًا = لشعبة خاطب يجحدون معللا
ح: (حق): مبتدأ، (ضم): خبره، (معًا): حال، (يجحدون): مفعول (خاطب)، (لشعبة): متعلق به، (معللًا) بالفتح أو الكسر -: حال.
[كنز المعاني: 2/372]
ص: قرأ أبو عمرو وابن كثير وحمزة والكسائي وحفص: {نسقيكم مما} ههنا [66]، وفي المؤمنون [21] بضم النون من (أسقى)، والباقون: بالفتح من (سقى)، و (أسقى) و (سقى) لغتان، قال الله تعالى: {وأسقيناكم ماءًا فراتًا} [المرسلات: 27]،وقال: {وسقاهم ربهم شرابًا طهورًا} [الإنسان: 21]، وجمعهما الشاعر في قوله:
سقى قومي بني مجدٍ وأسقى = نميرًا والقبائل من هلال
وقرأ شعبة: {أفبنعمة الله تجحدون} [71] بالخطاب؛ لأن قبله {والله فضل بعضكم} [71]، والباقون: بالغيبة؛ لأن قبله: {فما الذين فضلوا} [71]). [كنز المعاني: 2/373] (م)
- قال أبو شامة عبد الرحمن بن إسماعيل الدمشقي (ت: 665هـ): (812- وَ"حَقُّ صِحَـ"ـاب ضَمَّ نَسْقِيكُمُو مَمَا،.. لِشُعْبَةَ خَاطِبَ يَجْحَدُونَ مُعَلَّلا
معا؛ يعني: هنا وفي: {قَدْ أَفْلَحَ} ضم النون وفتحها لغتان فالضم من أسقى والفتح من سقى قال الشاعر فجمع بينهما:
سقى قومي بني مجد وأسقى،.. نميرًا والقبائل من هلال
دعاء للجميع بما يخصب بلادهم، وفي التنزيل: {وَسَقَاهُمْ رَبُّهُمْ شَرَابًا طَهُورًا} {وَسُقُوا مَاءً حَمِيمًا} {وَأَرْسَلْنَا الرِّيَاحَ لَوَاقِحَ فَأَنْزَلْنَا مِنَ السَّمَاءِ مَاءً فَأَسْقَيْنَاكُمُوهُ} {وَأَسْقَيْنَاكُمْ مَاءً فُرَاتًا}.
وقيل:
[إبراز المعاني من حرز الأماني: 3/312]
الأصل في "أسقى": جعل له سقيا، وفي "سقى": رواه من العطش، ثم استعمل في المعنى الواحد لنقارب المعنيين وأجمعوا على الضم في الفرقان في قوله تعالى: {لِنُحْيِيَ بِهِ بَلْدَةً مَيْتًا وَنُسْقِيَهُ}.
وحكي فيه الفتح عن الأعمش وعاصم من رواية المفضل عنهما). [إبراز المعاني من حرز الأماني: 3/313]
- قال عبد الفتاح بن عبد الغني بن محمد القاضي (ت: 1403هـ): (812 - وحقّ صحاب ضمّ نسقيكمو معا = لشعبة خاطب يجحدون معلّلا
قرأ ابن كثير وأبو عمرو وحفص وحمزة والكسائي: نُسْقِيكُمْ هنا وفي سورة المؤمنين بضم النون، وقرأ غيرهم بفتحها في الموضعين). [الوافي في شرح الشاطبية: 306]
قال محمد بن محمد بن محمد بن علي ابن الجزري (ت: 833هـ): (142 - وَنُسْقِيْكُمُ افْتَحْ حُمْ وَأَنِّثْ إِذًا .... = .... .... .... .... .... ). [الدرة المضية: 31]
- قال محمد بن الحسن بن محمد المنير السمنودي (ت: 1199هـ): (ثم قال:
ص ونسقيكم افتح (حـ)ـم وأنث (إ)ذًا ويجـ = ـحدون فخاطب (طـ)ـب كذاك يروا (حـ)ـلا
ينزل عنه اشدد ليجزى نون (ا)ذ = ويتخذوا خاطب (حـ)ـلا يخرج (ا)نجلا
(حـ)ـوى اليا وضم افتح (أ)افتح وضم (حـ)ـط = و(حـ)ـز مد آمرنا يلقاه (أ)وصلا
ش۔ يعني قرأ المرموز له (بحا) حم وهو يعقوب {نسقيكم} [66] هنا وفي المؤمنون [21] بفتح النون، وقوله: أنت إذا أي قرأ مرموز (ألف) إذا وهو أبو جعفر في السورتين بتاء التأنيث المفتوحة وعلم من الوفاق لخلف
[شرح الدرة المضيئة: 159]
بضم النون). [شرح الدرة المضيئة: 160]
قال محمد بن محمد بن محمد بن علي ابن الجزري (ت: 833هـ): ( (وَاخْتَلَفُوا) فِي: نُسْقِيكُمْ هُنَا وَالْمُؤْمِنُونَ فَقَرَأَ أَبُو جَعْفَرٍ بِالتَّاءِ مَفْتُوحَةً فِي الْمَوْضِعَيْنِ، وَقَرَأَ الْبَاقُونَ بِالنُّونِ، وَفَتَحَهَا نَافِعٌ وَابْنُ عَامِرٍ وَيَعْقُوبُ وَأَبُو بَكْرٍ فِيهَا وَضَمَّهَا الْبَاقُونَ مِنْهُمَا.
(وَاتَّفَقُوا) عَلَى ضَمِّ حَرْفِ الْفُرْقَانِ، وَهُوَ وَنُسْقِيَهُ مِمَّا خَلَقْنَا أَنْعَامًا وَأَنَاسِيَّ كَثِيرًا عَلَى أَنَّهُ مِنَ الرُّبَاعِيِّ مُنَاسَبَةً لِمَا عُطِفَ عَلَيْهِ، وَهُوَ قَوْلُهُ لِنُحْيِيَ بِهِ بَلْدَةً مَيْتًا - وَاللَّهُ أَعْلَمُ -). [النشر في القراءات العشر: 2/304]
قال محمد بن محمد بن محمد بن علي ابن الجزري (ت: 833هـ): (وَتَقَدَّمَ لِلشَّارِبِينَ فِي الْإِمَالَةِ). [النشر في القراءات العشر: 2/304]
- قال محمد بن محمد بن محمد بن علي ابن الجزري (ت: 833هـ): (قرأ أبو جعفر {نسقيكم} هنا [66]، وفي المؤمنين [21] بالتاء مفتوحة، والباقون بالنون، وفتحها نافع وابن عامر ويعقوب وأبو بكر، والباقون بضمها). [تقريب النشر في القراءات العشر: 573]
- قال محمد بن محمد بن محمد بن علي ابن الجزري (ت: 833هـ): ({للشاربين} [66] ذكر في الإمالة). [تقريب النشر في القراءات العشر: 573]
قال محمد بن محمد بن محمد بن علي ابن الجزري (ت: 833هـ) : (725 - ونون نسقيكم معًا أنّث ثنا = وضمّ صحبٌ حبر .... .... ). [طيبة النشر: 82]
- قال محمد بن محمد بن محمد بن علي ابن الجزري (ت: 833هـ) : (ونون نسقيكم معا أنّث (ث) نا = وضمّ (صحب حبر) يجحدوا (غ) نا
يريد قوله تعالى «نسقيكم» هنا وفي المؤمنين، قرأه بتأنيث النون أبو جعفر على إسناد الفعل إلى الأنعام، والباقون بالنون على إسناده للمعظم، وضم النون
[شرح طيبة النشر لابن الجزري: 261]
منه حمزة والكسائي وخلف وحفص وابن كثير وأبو عمرو، وفتحها الباقون على جعله مضارع أسقى أو سقى). [شرح طيبة النشر لابن الجزري: 262]
- قال محب الدين محمد بن محمد بن محمد النُّوَيْري (ت: 857هـ): (ص:
ونون نسقيكم معا أنّث (ث) نا = وضمّ (صحب) (حبر) يجحدوا (غ) نا
ش: أي: قرأ ذو ثاء (ثنا) أبو جعفر لعبرة تسقيكم هنا [النحل: 66] وتسقيكم مما في بطونها في المؤمنين [الآية: 21]- بتاء التأنيث؛ على إسناد الفعل للأنعام.
والباقون بالنون على إسناده للمعظم.
وضم النون [ذو] (صحب) حمزة، والكسائي، وحفص، وخلف، و(حبر) ابن كثير وأبو عمرو.
وفتحها الباقون على جعله [مضارع] «أسقى» أو «سقى».
واتفقوا على ضم ونسقيه ممّا خلقنا بالفرقان [الآية: 49]؛ مناسبة للرباعي قبله وهو لنحي به [الفرقان: 49] ). [شرح طيبة النشر للنويري: 2/414]
- قال محب الدين محمد بن محمد بن محمد النُّوَيْري (ت: 857هـ): (تتمة:
تقدم للشاربين [النحل: 66] في الإمالة ويعرشون [النحل: 68] بالأعراف [الآية: 137] ). [شرح طيبة النشر للنويري: 2/414] (م)
قال أحمد بن محمد بن البناء الدمياطي (ت: 1117هـ): (واختلف في "نُسْقِيكُم" [الآية: 66] هنا و"قَدْ أَفْلَح" [الآية: 21] فنافع وابن عامر وأبو بكر ويعقوب بالنون المفتوحة فيهما مضارع سقي، وعليه قوله تعالى: "وسقيهم ربهم"، وافقهم اليزيدي والحسن والشنبوذي، وقرأ ابن كثير وأبو عمرو وحفص وحمزة والكسائي وخلف بالنون المضمومة من أسقى، ومنه قوله تعالى: "فأسقيناكموه"، وافقهم ابن محيصن، وقرأ أبو جعفر بالتاء المفتوحة على التأنيث مسندا للأنعام، ولا ضعف فيها من حيث إنه أنث نسقيكم، وذكر بطونه؛ لأن التذكير والتأنيث باعتبارين، قاله أبو حيان واتفقوا على ضم "وَنُسْقِيَهُ مِمَّا خَلَقْنَا" [بالفرقان الآية: 49] إلا ما يأتي عن المطوعي في فتحه). [إتحاف فضلاء البشر: 2/186]
قال أحمد بن محمد بن البناء الدمياطي (ت: 1117هـ): ("وللشاربين" ذكر خلفه في الإمالة لابن ذكوان). [إتحاف فضلاء البشر: 2/186]
قال علي بن محمد الصفاقسي (ت: 1118هـ): ( {نسقيكم} [66] قرأ نافع والشامي وشعبة بفتح النون، والباقون بالضم). [غيث النفع: 789]
قال د. عبد اللطيف الخطيب (م): ( {وَإِنَّ لَكُمْ فِي الْأَنْعَامِ لَعِبْرَةً نُسْقِيكُمْ مِمَّا فِي بُطُونِهِ مِنْ بَيْنِ فَرْثٍ وَدَمٍ لَبَنًا خَالِصًا سَائِغًا لِلشَّارِبِينَ (66)}
{لَعِبْرَةً}
ترقيق الراء عن الأزرق وورش.
{نُسْقِيكُمْ}
قرأ ابن كثير وأبو عمرو وحفص عن عاصم وحمزة والكسائي وخلف وابن محيصن وأبو جعفر (نسقيكم) مضمومة مضارع «أسقي»، وضم النون لغة حمير، كذا عند القرطبي، واختار أبو عبيد الضم قال: «لأنه شرب دائم» وهي أعجب القراءتين إلى الطبري.
وقرأ نافع وابن عامر، وأبو بكر والمفضل عن عاصم، وابن مسعود بخلاف عنه وزيد بن علي وسهل ويعقوب وحماد واليزيدي والحسن والشنبوذي (نسقيكم) بالنون المفتوحة، مضارع «سقى»، وفتح النون لغة قريش، ذكر هذا القرطبي.
قال الزجاج:
«ويقال سقيته وأسقيته في معنى واحد، قال سيبويه والخليل: سقيته كما تقول: ناولته فشرب، وأسقيته له سقيًا..».
وقال القرطبي: «والقراء على القراءتين المتقدمتين، ففتح النون لغة قريش، وضمها لغة حمير».
[معجم القراءات: 4/654]
وقال الشهاب:
«واختلف فيه: هل سقى وأسقى لغتان بمعنى واحد أم بينهما فرق؟ فقيل: هما بمعنى، وقيل: بينهما فرق، فسقى للشفة وأسقي للأرض والشجر، وقيل سقاه بمعنى رواه بالماء، وأسقاه بمعنى جعله شربًا معدًا له، وفيه تفصيل في اللغة».
وفي التاج: «وريما قالوا لما في بطون الأنعام: سقى وأسقى وبهما، قرئ...».
وقرأ أبو رجاء: (يسقيكم) بياء مضمومة، والضمير عائد على «الله سبحانه وتعالى».
وذكر القرطبي أنه قرئ بالياء (يسقيكم) ولم يضبط هذه الياء، أهي بالفتح (يسقيكم) فتكون قراءة جديدة، أو هي بالضم (يسقيكم) فتكون قراءة أبي رجاء المتقدمة.
وقرأ أبو جعفر من طريق الحلواني وفرقة (تسقيكم) بالتاء المفتوحة، وضعف هذه القراءة بعض العلماء.
قال أبو حيان بعد نقل تضعيفها عن ابن عطية:
«وضعفها عنده. والله أعلم. من حيث أنث في «تسقيكم»، وذكر في قوله: {مما في بطونه}؛ ولا ضعف في ذلك من هذه الجهة؛ لأن التأنيث والتذكير باعتبار وجهين، وأعاد الضمير مذكرًا مراعاة للجنس...».
ثم ساق شاهدًا على هذا قوله تعالى: {إن هذه تذكرة فمن شاء
[معجم القراءات: 4/655]
ذكره} أي ذكر هذا الشيء.
وقال القرطبي: «وقرأت فرقة: (تسقيكم) بالتاء، وهي ضعيفة، يعني: الأنعام».
وروي عن أبي جعفر (نسقيكم) بضم التاء.
{لَبَنًا خَالِصًا}
أخفي أبو جعفر التنوين في الخاء، مع الغنة.
{سَائِغًا}
قراءة الجماعة {سائغًا} بألف وبعده همز، اسم فاعل من «ساغ».
وقرأ عيسى بن عمر (سيغًا) بياء مشددة من غير ألف وهمزة، وهو مثل سيد وميت، وأصله من الواو.
وعن عيسى بن عمر أنه قرأ (سيغًا) بياء ساكنة، وهو مخفف من المشدد «سيغ».
قال ابن جني:
«ينبغي أن يكون «سيغ» هذا محذوفًا من سيغ كمْيت وميّت، وهيْن وهيّن، وذلك أنه من الواو، لقولهم: ساغ شرابهم يسوغ........».
وذكر ابن خالويه عن عيسى أنه قرأ (سيغ) كذا بالتخفيف والرفع، ولعله على تقدير: هو سيغ.
وقد تكون القراءة محترفه عن النصب!.
وقراءة حمزة في الوقف، تسهيل الهمزة بين بين من (سائغًا).
[معجم القراءات: 4/656]
{لِلشَّارِبِينَ}
اختلف في إمالته عن ابن ذكوان: فروى الإمالة الصوري عنه، ورواها الداجوني أيضًا، وكذا المطوعي.
وروى الفتح الأخفش.
والوجهان صحيحان عن ابن ذكوان).[معجم القراءات: 4/657]

قوله تعالى: {وَمِنْ ثَمَرَاتِ النَّخِيلِ وَالْأَعْنَابِ تَتَّخِذُونَ مِنْهُ سَكَرًا وَرِزْقًا حَسَنًا إِنَّ فِي ذَلِكَ لَآَيَةً لِقَوْمٍ يَعْقِلُونَ (67)}

قوله تعالى: {وَأَوْحَى رَبُّكَ إِلَى النَّحْلِ أَنِ اتَّخِذِي مِنَ الْجِبَالِ بُيُوتًا وَمِنَ الشَّجَرِ وَمِمَّا يَعْرِشُونَ (68)}
قال أبو بكر أحمد بن موسى ابن مجاهد التميمي البغدادي (ت: 324هـ): (16 - قَوْله {وَمِمَّا يعرشون} 68
قَرَأَ ابْن عَامر وَعَاصِم في رِوَايَة أَبي بكر {يعرشون} بِضَم الرَّاء
وَقَرَأَ الْبَاقُونَ {يعرشون} بِكَسْر الرَّاء
وروى حَفْص عَن عَاصِم {يعرشون} بِكَسْر الرَّاء). [السبعة في القراءات: 374]
قال أبو عمرو عثمان بن سعيد الداني (ت: 444هـ): (ابن عامر، وأبو بكر: {يعرشون} (68): بضم الراء.
والباقون: بكسرها). [التيسير في القراءات السبع: 338]
- قال محمد بن محمد بن محمد بن علي ابن الجزري (ت: 833هـ) : ( (يعرشون) قد ذكر في الأعراف). [تحبير التيسير: 432]
قال محمد بن محمد بن محمد بن علي ابن الجزري (ت: 833هـ): (وَتَقَدَّمَ يَعْرِشُونَ فِي الْأَعْرَافِ). [النشر في القراءات العشر: 2/304]
- قال محمد بن محمد بن محمد بن علي ابن الجزري (ت: 833هـ): ({يعرشون} [68] ذكر في الأعراف). [تقريب النشر في القراءات العشر: 573]
- قال محب الدين محمد بن محمد بن محمد النُّوَيْري (ت: 857هـ): (تتمة:
تقدم للشاربين [النحل: 66] في الإمالة ويعرشون [النحل: 68] بالأعراف [الآية: 137] ). [شرح طيبة النشر للنويري: 2/414] (م)
قال أحمد بن محمد بن البناء الدمياطي (ت: 1117هـ): (وقرأ "بُيُوتًا" [الآية: 68] بكسر أوله قالون وابن كثير وابن عامر وأبو بكر وحمزة والكسائي وخلف). [إتحاف فضلاء البشر: 2/186]
قال أحمد بن محمد بن البناء الدمياطي (ت: 1117هـ): ("وضم" راء "يعرشون" ابن عامر وأبو بكر ومر بالأعراف). [إتحاف فضلاء البشر: 2/186]
قال علي بن محمد الصفاقسي (ت: 1118هـ): ( {بيوتًا} [68] قرأ ورش والبصري وحفص بضم الباء، والباقون بالكسر). [غيث النفع: 789]
قال علي بن محمد الصفاقسي (ت: 1118هـ): ( {يعرشون} قرأ الشامي وشعبة بضم الراء، والباقون بالكسر). [غيث النفع: 789]
قال د. عبد اللطيف الخطيب (م): ( {وَأَوْحَى رَبُّكَ إِلَى النَّحْلِ أَنِ اتَّخِذِي مِنَ الْجِبَالِ بُيُوتًا وَمِنَ الشَّجَرِ وَمِمَّا يَعْرِشُونَ (68)}
{وَأَوْحَى}
أمال الألف حمزة والكسائي وخلف.
والفتح والتقليل عن الأزرق وورش.
والباقون على الفتح.
{إِلَى النَّحْلِ}
قراءة الجماعة {إلى النحل}، بفتح فسكون.
وقرأ يحيى بن وثاب (إلى النحل) بفتح النون والحاء.
وقد يكون هذا من إتباع حركة العين لحركة الفاء قبله.
قال الشهاب: «وهو يحتمل أن يكون لغة، وأن يكون إتباعًا الحركة النون........».
{بُيُوتًا}
قرأ أبو عمرو وحفص عن عاصم ونافع في رواية ورش وابن جماز وأبو جعفر وورش ويعقوب وابن محيصن واليزيدي والحسن، وهي قراءة ابن مهران في رواية البرجمي عن أبي بكر عن عاصم
[معجم القراءات: 4/657]
(بيوتًا) بضم أوله.
وقرأ ابن كثير وابن عامر وأبو بكر عن عاصم وحمزة والكسائي وخلف والأعمش، وهي قراءة نافع في رواية قالون والمسيبي، وخلف {بيوتًا} بكسر أوله.
وتقدم هذا في الآية /74 من سورة الأعراف، ومثله في سورة البقرة/189.
{وَمِمَّا يَعْرِشُونَ}
قرأ ابن عامر وأبو بكر عن عاصم وأبو عبد الرحمن السلمي وعبيد بن نضلة (يعرشون) بضم الراء، وهي لغة تميم.
وقرأ أبو عمرو وابن كثير ونافع وحفص عن عاصم وحمزة والكسائي وأبو جعفر ويعقوب {يعرشون} بكسر الراء، وهي لغة الحجاز، والكسر أفصح اللغتين.
قال مكي: «وهما لغتان مشهورتان في الكلمتين، يقال:... عرش يعرِش ويعرُش بمعنى بنى».
وانظر ما تقدم في الآية/137 من سورة الأعراف، فقد تقدمت قراءتان أخريان هناك لم تذكرهما المراجع هنا، فارجع إليهما إن شئت.
وقرأ أبو البرهسم (يعرشون) من أعرش، إذا اتخذ عرشًا).[معجم القراءات: 4/658]

قوله تعالى: {ثُمَّ كُلِي مِنْ كُلِّ الثَّمَرَاتِ فَاسْلُكِي سُبُلَ رَبِّكِ ذُلُلًا يَخْرُجُ مِنْ بُطُونِهَا شَرَابٌ مُخْتَلِفٌ أَلْوَانُهُ فِيهِ شِفَاءٌ لِلنَّاسِ إِنَّ فِي ذَلِكَ لَآَيَةً لِقَوْمٍ يَتَفَكَّرُونَ (69)}
قال د. عبد اللطيف الخطيب (م): ( {ثُمَّ كُلِي مِنْ كُلِّ الثَّمَرَاتِ فَاسْلُكِي سُبُلَ رَبِّكِ ذُلُلًا يَخْرُجُ مِنْ بُطُونِهَا شَرَابٌ مُخْتَلِفٌ أَلْوَانُهُ فِيهِ شِفَاءٌ لِلنَّاسِ إِنَّ فِي ذَلِكَ لَآَيَةً لِقَوْمٍ يَتَفَكَّرُونَ (69)}
{سُبُلَ رَبِّكِ}
إدغام اللام في الراء عن أبي عمرو ويعقوب بخلاف.
{فِيهِ}
قراءة ابن كثير في الوصل بوصل الهاء بياء (فيهي...).
{شِفَاءٌ}
قراءة حمزة في الوقف بتسهيل الهمزة مع المد والتوسط والقصر.
{لِلنَّاسِ}
تقدمت الإمالة فيه، انظر الآيتين/8، 14 من سورة البقرة).[معجم القراءات: 4/659]

روابط مهمة:
- أقوال المفسرين


رد مع اقتباس
  #18  
قديم 13 صفر 1440هـ/23-10-2018م, 02:21 PM
جمهرة علوم القرآن جمهرة علوم القرآن غير متواجد حالياً
فريق الإشراف
 
تاريخ التسجيل: Oct 2017
المشاركات: 7,975
افتراضي

سورة النحل

[ من الآية (70) إلى الآية (74) ]
{وَاللَّهُ خَلَقَكُمْ ثُمَّ يَتَوَفَّاكُمْ وَمِنْكُمْ مَنْ يُرَدُّ إِلَى أَرْذَلِ الْعُمُرِ لِكَيْ لَا يَعْلَمَ بَعْدَ عِلْمٍ شَيْئًا إِنَّ اللَّهَ عَلِيمٌ قَدِيرٌ (70) وَاللَّهُ فَضَّلَ بَعْضَكُمْ عَلَى بَعْضٍ فِي الرِّزْقِ فَمَا الَّذِينَ فُضِّلُوا بِرَادِّي رِزْقِهِمْ عَلَى مَا مَلَكَتْ أَيْمَانُهُمْ فَهُمْ فِيهِ سَوَاءٌ أَفَبِنِعْمَةِ اللَّهِ يَجْحَدُونَ (71) وَاللَّهُ جَعَلَ لَكُمْ مِنْ أَنْفُسِكُمْ أَزْوَاجًا وَجَعَلَ لَكُمْ مِنْ أَزْوَاجِكُمْ بَنِينَ وَحَفَدَةً وَرَزَقَكُمْ مِنَ الطَّيِّبَاتِ أَفَبِالْبَاطِلِ يُؤْمِنُونَ وَبِنِعْمَةِ اللَّهِ هُمْ يَكْفُرُونَ (72) وَيَعْبُدُونَ مِنْ دُونِ اللَّهِ مَا لَا يَمْلِكُ لَهُمْ رِزْقًا مِنَ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ شَيْئًا وَلَا يَسْتَطِيعُونَ (73) فَلَا تَضْرِبُوا لِلَّهِ الْأَمْثَالَ إِنَّ اللَّهَ يَعْلَمُ وَأَنْتُمْ لَا تَعْلَمُونَ (74)}

قوله تعالى: {وَاللَّهُ خَلَقَكُمْ ثُمَّ يَتَوَفَّاكُمْ وَمِنْكُمْ مَنْ يُرَدُّ إِلَى أَرْذَلِ الْعُمُرِ لِكَيْ لَا يَعْلَمَ بَعْدَ عِلْمٍ شَيْئًا إِنَّ اللَّهَ عَلِيمٌ قَدِيرٌ (70)}
قال علي بن محمد الصفاقسي (ت: 1118هـ): ( {والأرض} [73] و{السوء} [60] و{الأعلى} و{عذاب أليم} و{يؤمنون} و{شيئا} [70] وقوفها لا تخفى، إلا أن أوجه {السوء} ربما تخفى فنذكرها، فهي أربعة: الأول النقل، وهو القياس المطرد، الثاني الإدغام، ويجوز مع كل منهما الإشارة بالروم). [غيث النفع: 789] (م)
قال علي بن محمد الصفاقسي (ت: 1118هـ): ( {قدير} تام، وفاصلة، بلا خلاف، ومنتهى الربع على المشهور، وقيل {تعلمون} بعده). [غيث النفع: 789]
قال د. عبد اللطيف الخطيب (م): ( {وَاللَّهُ خَلَقَكُمْ ثُمَّ يَتَوَفَّاكُمْ وَمِنْكُمْ مَنْ يُرَدُّ إِلَى أَرْذَلِ الْعُمُرِ لِكَيْ لَا يَعْلَمَ بَعْدَ عِلْمٍ شَيْئًا إِنَّ اللَّهَ عَلِيمٌ قَدِيرٌ (70)}
{خَلَقَكُمْ}
إدغام القاف في الكاف وإظهارها عن أبي عمرو ويعقوب.
{يَتَوَفَّاكُمْ}
أماله حمزة والكسائي وخلف.
والفتح والتقليل عن الأزرق وورش.
والباقون بالفتح.
{الْعُمُرِ لِكَيْ لَا}
قرأ أبو عمرو ويعقوب بإدغام الراء في اللام، وبالإظهار.
{لَا يَعْلَمَ بَعْدَ}
عن أبي عمرو ويعقوب إدغام الميم في الباء، كذا ذكر كثير من المتقدمين، والصواب أنه إخفاء، والفرق بينهما أن الحرف
[معجم القراءات: 4/659]
المخفي يسكن ثم يخفى، وأما في الإدغام فإنه يقلب ويشدد الثاني، فتأمل!.
{شَيْئًا}
تقدم حكم الهمز في الوقف، انظر الآية / 123 من سورة البقرة).[معجم القراءات: 4/660]

قوله تعالى: {وَاللَّهُ فَضَّلَ بَعْضَكُمْ عَلَى بَعْضٍ فِي الرِّزْقِ فَمَا الَّذِينَ فُضِّلُوا بِرَادِّي رِزْقِهِمْ عَلَى مَا مَلَكَتْ أَيْمَانُهُمْ فَهُمْ فِيهِ سَوَاءٌ أَفَبِنِعْمَةِ اللَّهِ يَجْحَدُونَ (71)}
قال أبو بكر أحمد بن موسى ابن مجاهد التميمي البغدادي (ت: 324هـ): (17 - قَوْله {أفبنعمة الله يجحدون} 71
كلهم قَرَأَ (أفبنعمت الله يجحدون) بِالْيَاءِ غير عَاصِم في رِوَايَة أَبي بكر فَإِنَّهُ قَرَأَ بِالتَّاءِ وروى حَفْص عَن عَاصِم بِالْيَاءِ). [السبعة في القراءات: 374]
قال أبو بكر أحمد بن الحسين ابن مهران الأصبهاني (ت: 381هـ): ( (تجحدون) بالتاء أبو بكر). [الغاية في القراءات العشر: 298]
قال أبو الفضل محمد بن جعفر الخزاعي الجرجاني (ت: 408هـ): ( (تجحدون) [71]: بالتاء: أبو بكر، والمفضل، ورويس). [المنتهى: 2/787]
قال مكي بن أبي طالب القَيْسِي (ت: 437هـ): (قرأ أبو بكر (تجحدون) بالتاء، وقرأ الباقون بالياء). [التبصرة: 253]
قال أبو عمرو عثمان بن سعيد الداني (ت: 444هـ): (أبو بكر: {تجحدون} (71): بالتاء.
والباقون: بالياء). [التيسير في القراءات السبع: 338]
- قال محمد بن محمد بن محمد بن علي ابن الجزري (ت: 833هـ) : (أبو بكر ورويس: (تجحدون) بالتّاء والباقون بالياء). [تحبير التيسير: 432]
قال أبو القاسم يوسف بن علي بن جبارة الهذلي المغربي (ت: 465هـ): ( (يَجْحَدُونَ) بالتاء رُوَيْس وابن حسان، وعَاصِم إلا حفصا غير أبي عمارة عنه، الباقون بالياء، وهو الاختيار لقوله: (هُم يَكفُرُونَ) ولقوله: (فَهُمْ فِيهِ سَوَاءٌ) ). [الكامل في القراءات العشر: 585]
قال أحمد بن علي بن خلف ابن الباذش الأنصاري (ت: 540هـ): ([71]- {يَجْحَدُونَ} بالتاء: أبو بكر). [الإقناع: 2/683]
قال القاسم بن فيرُّه بن خلف الشاطبي (ت: 590هـ): (812- .... .... .... .... = لِشُعْبَةَ خَاطِبَ يَجْحَدُونَ مُعَلَّلاَ). [الشاطبية: 64]
- قال علم الدين علي بن محمد السخاوي (ت: 643هـ): ([812] و(حق) (صحاب) ضم نسقيكمو معًا = لـ(شعبة) خاطب يجحدون معللا
...
وقوله: (معللا)، أجاز فيه كسر اللام وفتحها.
فهو على الكسر حالٌ من الضمير في (خاطب).
وعلى الفتح، حال من (يجحدون).
[فتح الوصيد: 2/1050]
والعلة المشار إليها في الخطاب، هي رجوعه إلى الخطاب قبله في قوله عز وجل: {فضل بعضكم}.
ومن قرأ بالياء، فلأن قبله: {فما الذين فضلوا}، فهو مردود إليه). [فتح الوصيد: 2/1051]
- قال محمد بن أحمد الموصلي (شعلة) (ت: 656هـ): ([812] وحق صحابٍ ضم نسقيكمو معًا = لشعبة خاطب يجحدون معللا
ح: (حق): مبتدأ، (ضم): خبره، (معًا): حال، (يجحدون): مفعول (خاطب)، (لشعبة): متعلق به، (معللًا) بالفتح أو الكسر -: حال.
[كنز المعاني: 2/372]
ص: قرأ أبو عمرو وابن كثير وحمزة والكسائي وحفص: {نسقيكم مما} ههنا [66]، وفي المؤمنون [21] بضم النون من (أسقى)، والباقون: بالفتح من (سقى)، و (أسقى) و (سقى) لغتان، قال الله تعالى: {وأسقيناكم ماءًا فراتًا} [المرسلات: 27]،وقال: {وسقاهم ربهم شرابًا طهورًا} [الإنسان: 21]، وجمعهما الشاعر في قوله:
سقى قومي بني مجدٍ وأسقى = نميرًا والقبائل من هلال
وقرأ شعبة: {أفبنعمة الله تجحدون} [71] بالخطاب؛ لأن قبله {والله فضل بعضكم} [71]، والباقون: بالغيبة؛ لأن قبله: {فما الذين فضلوا} [71]). [كنز المعاني: 2/373] (م)
- قال أبو شامة عبد الرحمن بن إسماعيل الدمشقي (ت: 665هـ): (ثم قال الناظم لشعبة خاطب يجحدون يريد: {أَفَبِنِعْمَةِ اللَّهِ يَجْحَدُونَ} وجه الخطاب أن قبله: {وَاللَّهُ فَضَّلَ بَعْضَكُمْ عَلَى بَعْضٍ} ووجه الغيب أن قبله: {فَمَا الَّذِينَ فُضِّلُوا}، وأجاز معللا بفتح اللام وكسرها، ووجه الجمع ظاهر). [إبراز المعاني من حرز الأماني: 3/313]
- قال عبد الفتاح بن عبد الغني بن محمد القاضي (ت: 1403هـ): (812 - .... .... .... .... .... = لشعبة خاطب يجحدون معلّلا
....
وقرأ شعبة: أفبنعمة الله تجحدون بتاء الخطاب، وقرأ غيره بياء الغيب. ويروي (معللا) بفتح اللام وكسرها أي حال هذا اللفظ معللا أو حال كون شعبة معللا وموجّها قراءته بالخطاب في هذا الموضع). [الوافي في شرح الشاطبية: 306]
قال محمد بن محمد بن محمد بن علي ابن الجزري (ت: 833هـ): (142- .... .... .... .... وَيَجْـ = ـحَدُونَ فَخَاطِبْ طِبْ .... .... ). [الدرة المضية: 31]
- قال محمد بن الحسن بن محمد المنير السمنودي (ت: 1199هـ): (ثم قال: ويجحدون فخاطب طب أي روى مرموز (ط) طب وهو رويس {أفبنعمة الله يجحدون} [71] بالخطاب وعلم من الوفاق لمن بقى لمناسبة {فما الذين فضلوا} ). [شرح الدرة المضيئة: 160]
قال محمد بن محمد بن محمد بن علي ابن الجزري (ت: 833هـ): ( (وَاخْتَلَفُوا) فِي: يَجْحَدُونَ، فَرَوَى أَبُو بَكْرٍ وَرُوَيْسٌ بِالْخِطَابِ، وَقَرَأَ الْبَاقُونَ بِالْغَيْبِ). [النشر في القراءات العشر: 2/304]
- قال محمد بن محمد بن محمد بن علي ابن الجزري (ت: 833هـ): (روى أبو بكر ورويس {يجحدون} [71] بالخطاب، والباقون بالغيب). [تقريب النشر في القراءات العشر: 574]
قال محمد بن محمد بن محمد بن علي ابن الجزري (ت: 833هـ) : (725- .... .... .... .... .... = .... .... .... يجحدوا غنا
726 - صبا الخطاب .... .... .... = .... .... .... .... .... ). [طيبة النشر: 82]
- قال محمد بن محمد بن محمد بن علي ابن الجزري (ت: 833هـ) : (قوله: (ويجحدوا) أي قرأ رويس وأبو بكر «أفبنعمة الله يحجدون» بالخطاب كما في أول البيت الآتي حملا على «والله فضل بعضكم» والباقون بالغيب حملا على «والذين فضلوا» ). [شرح طيبة النشر لابن الجزري: 262]
- قال محب الدين محمد بن محمد بن محمد النُّوَيْري (ت: 857هـ): (ثم كمل فقال:
ص:
(ص) با الخطاب ظعنكم حرّك (سما) = ليجزينّ النّون (ك) م خلف (ن) ما
[شرح طيبة النشر للنويري: 2/414]
(د) م (ث) ق وضمّ فتنوا واكسرسوى = شام وضيق كسرها معا (د) وى
ش: أي: قرأ ذو ثاء (ثنا) أبو جعفر آخر الأول وصاد (صبا) أبو بكر أفبنعمة الله تجحدون [النحل: 71] بتاء الخطاب؛ لمناسبة والله فضّل بعضكم = [النحل: 71] بفتح، الآية.
والباقون بياء الغيب؛ لمناسبة فما الّذين فضّلوا ... الآية [النحل: 71] ). [شرح طيبة النشر للنويري: 2/415]
قال أحمد بن محمد بن البناء الدمياطي (ت: 1117هـ): (واختلف في "يَجْحَدُون" [الآية: 71] فأبو بكر ورويس بالخطاب والباقون بالغيبة). [إتحاف فضلاء البشر: 2/186]
قال علي بن محمد الصفاقسي (ت: 1118هـ): ( {و الله فضل بعضكم}
{يجحدون} قرأ شعبة بتاء الخطاب، والباقون بياء الغيب). [غيث النفع: 791]
قال د. عبد اللطيف الخطيب (م): ( {وَاللَّهُ فَضَّلَ بَعْضَكُمْ عَلَى بَعْضٍ فِي الرِّزْقِ فَمَا الَّذِينَ فُضِّلُوا بِرَادِّي رِزْقِهِمْ عَلَى مَا مَلَكَتْ أَيْمَانُهُمْ فَهُمْ فِيهِ سَوَاءٌ أَفَبِنِعْمَةِ اللَّهِ يَجْحَدُونَ (71)}
{فِيهِ}
تقدمت قراءة ابن كثير بإشباع كسرة الهاء قبل قليل في الآية/99 (فيهي).
{يَجْحَدُونَ}
قرأ أبو عمرو وابن عامر وابن كثير ونافع وحفص عن عاصم وحمزة والكسائي وأبو جعفر ويعقوب {يجحدون} بالياء؛ لسبق الغيبة في قوله: {فما الذين}، وهو اختيار أبي عبيدة وأبي حاتم.
وقرأ أبو بكر والمفضل عن عاصم، وأبو عبد الرحمن السلمي والأعرج بخلاف عنه ورويس وحماد (تجحدون) بالتاء؛ لسبق
الخطاب في قوله {بعضكم}.
{بِرَادِّي رِزْقِهِمْ}
قراءة الجماعة {برادي رزقهم} على الإضافة.
وقرئ (برادين رزقهم) بإثبات النون، ورزقهم بالنصب وهو الأصل). [معجم القراءات: 4/660]

قوله تعالى: {وَاللَّهُ جَعَلَ لَكُمْ مِنْ أَنْفُسِكُمْ أَزْوَاجًا وَجَعَلَ لَكُمْ مِنْ أَزْوَاجِكُمْ بَنِينَ وَحَفَدَةً وَرَزَقَكُمْ مِنَ الطَّيِّبَاتِ أَفَبِالْبَاطِلِ يُؤْمِنُونَ وَبِنِعْمَةِ اللَّهِ هُمْ يَكْفُرُونَ (72)}
قال محمد بن محمد بن محمد بن علي ابن الجزري (ت: 833هـ): (وَتَقَدَّمَ إِدْغَامُ جَعَلَ لَكُمُ كُلَّ مَا فِي هَذِهِ السُّورَةِ لِرُوَيْسٍ وِفَاقًا لِأَبِي عَمْرٍو فِي الْإِدْغَامِ الْكَبِيرِ). [النشر في القراءات العشر: 2/304] (م)
- قال محمد بن محمد بن محمد بن علي ابن الجزري (ت: 833هـ): ({جعل لكم} [72] ذكر إدغامه لرويس مع أبي عمرو). [تقريب النشر في القراءات العشر: 574]
- قال محب الدين محمد بن محمد بن محمد النُّوَيْري (ت: 857هـ): (تتمة:
تقدم جعل لّكم [النحل: 72] كلاهما هنا لرويس وبطون أمّهتكم [النحل: 78] بالنساء [الآية:] ورءا الّذين ظلموا [النحل: 85] وأشركوا [النحل: 35]، وباقي [النحل: 96] لابن كثير.
وأثبت يعقوب في الحالين [ياء] فارهبوني [النحل: 51]، فاتقوني [النحل: 2] ). [شرح طيبة النشر للنويري: 2/417] (م)
قال أحمد بن محمد بن البناء الدمياطي (ت: 1117هـ): (الهاء
"بنعمت الله، هم يعرفون نعمت الله، واشكروا نعمت الله" بالتاء). [إتحاف فضلاء البشر: 2/191] (م)
قال د. عبد اللطيف الخطيب (م): ( {وَاللَّهُ جَعَلَ لَكُمْ مِنْ أَنْفُسِكُمْ أَزْوَاجًا وَجَعَلَ لَكُمْ مِنْ أَزْوَاجِكُمْ بَنِينَ وَحَفَدَةً وَرَزَقَكُمْ مِنَ الطَّيِّبَاتِ أَفَبِالْبَاطِلِ يُؤْمِنُونَ وَبِنِعْمَةِ اللَّهِ هُمْ يَكْفُرُونَ (72)}
{وَجَعَلَ لَكُمْ}
أدغم أبو عمرو ويعقوب، ورويس بخلاف عنه اللام في اللام، وكذا كل ما ورد في هذه السورة، وهي ثمانية مواضع.
{رَزَقَكُمْ}
إدغام القاف في الكاف عن أبي عمرو يعقوب بخلاف.
{يُؤْمِنُونَ}
قرأ السبعة وأبو جعفر ويعقوب وأبو معاذ {يؤمنون} بالياء.
قال أبو حيان:
«وهو توقيف للرسول صلى الله عليه وسلم على إيمانهم بالباطل...».
وقرأ السلمي، وهي رواية حسين المعلم عن قتادة، وعاصم في رواية (تؤمنون) بتاء الخطاب، على وزان الخطاب فيما تقدم، وهو خطاب إنكار وتقريع لهم.
وتقدمت قراءة (يومنون) بإبدال الهمزة واوا عن أبي عمرو وغيره انظر الآية/22 من هذه السورة.
{وَبِنِعْمَةِ اللَّهِ}
قرأ نافع وابن عامر وحمزة وعاصم وأبو جعفر في الوقف (بنعمت..) بالتاء موافقة للرسم، وهي لغة طيء.
وقرأ ابن كثير وأبو عمرو والكسائي ويعقوب واليزيدي وابن محيصن والحسن في الوقف {بنعمة...} بالهاء، وهي لغة قريش، وهي خلاف الرسم.
[معجم القراءات: 4/661]
وقراءة الكسائي في الوقف بإمالة ما قبل الهاء (بنعمة).
وأما في الوصل فكلهم قرأ بالتاء.
{اللَّهِ هُمْ}
قرأ أبو عمرو ويعقوب بإدغام الهاء في الهاء بخلاف).[معجم القراءات: 4/662]

قوله تعالى: {وَيَعْبُدُونَ مِنْ دُونِ اللَّهِ مَا لَا يَمْلِكُ لَهُمْ رِزْقًا مِنَ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ شَيْئًا وَلَا يَسْتَطِيعُونَ (73)}
قال علي بن محمد الصفاقسي (ت: 1118هـ): ( {والأرض} [73] و{السوء} [60] و{الأعلى} و{عذاب أليم} و{يؤمنون} و{شيئا} [70] وقوفها لا تخفى، إلا أن أوجه {السوء} ربما تخفى فنذكرها، فهي أربعة: الأول النقل، وهو القياس المطرد، الثاني الإدغام، ويجوز مع كل منهما الإشارة بالروم). [غيث النفع: 789] (م)
قال د. عبد اللطيف الخطيب (م): ( {وَيَعْبُدُونَ مِنْ دُونِ اللَّهِ مَا لَا يَمْلِكُ لَهُمْ رِزْقًا مِنَ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ شَيْئًا وَلَا يَسْتَطِيعُونَ (73)}
{الْأَرْضِ شَيْئًا}
إدغام الضاد في الشين قراءة أبي عمرو.
{شَيْئًا}
تقدمت القراءة فيه وحكم الهمز في الوقف انظر الآية / 123 من سورة البقرة).[معجم القراءات: 4/662]

قوله تعالى: {فَلَا تَضْرِبُوا لِلَّهِ الْأَمْثَالَ إِنَّ اللَّهَ يَعْلَمُ وَأَنْتُمْ لَا تَعْلَمُونَ (74)}

روابط مهمة:
- أقوال المفسرين


رد مع اقتباس
  #19  
قديم 13 صفر 1440هـ/23-10-2018م, 02:23 PM
جمهرة علوم القرآن جمهرة علوم القرآن غير متواجد حالياً
فريق الإشراف
 
تاريخ التسجيل: Oct 2017
المشاركات: 7,975
افتراضي

سورة النحل

[ من الآية (75) إلى الآية (76) ]
{ضَرَبَ اللَّهُ مَثَلًا عَبْدًا مَمْلُوكًا لَا يَقْدِرُ عَلَى شَيْءٍ وَمَنْ رَزَقْنَاهُ مِنَّا رِزْقًا حَسَنًا فَهُوَ يُنْفِقُ مِنْهُ سِرًّا وَجَهْرًا هَلْ يَسْتَوُونَ الْحَمْدُ لِلَّهِ بَلْ أَكْثَرُهُمْ لَا يَعْلَمُونَ (75) وَضَرَبَ اللَّهُ مَثَلًا رَجُلَيْنِ أَحَدُهُمَا أَبْكَمُ لَا يَقْدِرُ عَلَى شَيْءٍ وَهُوَ كَلٌّ عَلَى مَوْلَاهُ أَيْنَمَا يُوَجِّهْهُ لَا يَأْتِ بِخَيْرٍ هَلْ يَسْتَوِي هُوَ وَمَنْ يَأْمُرُ بِالْعَدْلِ وَهُوَ عَلَى صِرَاطٍ مُسْتَقِيمٍ (76)}

قوله تعالى: {ضَرَبَ اللَّهُ مَثَلًا عَبْدًا مَمْلُوكًا لَا يَقْدِرُ عَلَى شَيْءٍ وَمَنْ رَزَقْنَاهُ مِنَّا رِزْقًا حَسَنًا فَهُوَ يُنْفِقُ مِنْهُ سِرًّا وَجَهْرًا هَلْ يَسْتَوُونَ الْحَمْدُ لِلَّهِ بَلْ أَكْثَرُهُمْ لَا يَعْلَمُونَ (75)}
قال د. عبد اللطيف الخطيب (م): ( {ضَرَبَ اللَّهُ مَثَلًا عَبْدًا مَمْلُوكًا لَا يَقْدِرُ عَلَى شَيْءٍ وَمَنْ رَزَقْنَاهُ مِنَّا رِزْقًا حَسَنًا فَهُوَ يُنْفِقُ مِنْهُ سِرًّا وَجَهْرًا هَلْ يَسْتَوُونَ الْحَمْدُ لِلَّهِ بَلْ أَكْثَرُهُمْ لَا يَعْلَمُونَ (75)}
{لَا يَقْدِرُ}
قرأ الأزرق وورش بترقيق الراء وتفخيمها.
وقراءة الباقين بالتفخيم.
{عَلَى شَيْءٍ}
تقدم حكم الهمز في الوقف، أنظر الآيتين: 20 و106 من سورة البقرة.
{رَزَقْنَاهُ}
قراءة ابن كثير في الوصل الهاء بواو (رزقناهو).
وقراءة الباقين بهاء مضمومة من غير وصل.
{فَهُوَ}
تقدمت قراءة ضم الهاء وسكونها مرارًا، انظر الآية /63 من هذه
[معجم القراءات: 4/662]
السورة، وانظر الآيتين: 29 و85 من سورة البقرة.
{سِرًّا}
قراءة الأزرق وورش بترقيق الراء.
وقراءة الجماعة بالتفخيم).[معجم القراءات: 4/663]

قوله تعالى: {وَضَرَبَ اللَّهُ مَثَلًا رَجُلَيْنِ أَحَدُهُمَا أَبْكَمُ لَا يَقْدِرُ عَلَى شَيْءٍ وَهُوَ كَلٌّ عَلَى مَوْلَاهُ أَيْنَمَا يُوَجِّهْهُ لَا يَأْتِ بِخَيْرٍ هَلْ يَسْتَوِي هُوَ وَمَنْ يَأْمُرُ بِالْعَدْلِ وَهُوَ عَلَى صِرَاطٍ مُسْتَقِيمٍ (76)}
قال أحمد بن محمد بن البناء الدمياطي (ت: 1117هـ): ("وعن" ابن محيصن بخلفه توجهه بالخطاب). [إتحاف فضلاء البشر: 2/187]
قال أحمد بن محمد بن البناء الدمياطي (ت: 1117هـ): (وقرأ "صِرَاط" [الآية: 76] بالسين قنبل من طريق ابن مجاهد ورويس، وأشم الصاد زايا خلف عن حمزة). [إتحاف فضلاء البشر: 2/187]
قال أحمد بن محمد بن البناء الدمياطي (ت: 1117هـ): (المقطوع والموصول
اختلف في قطع "إِنَّمَا عِنْدَ اللَّه" واتفقوا على وصل "أَيْنَمَا يُوَجِّهْه" ). [إتحاف فضلاء البشر: 2/191] (م)
قال علي بن محمد الصفاقسي (ت: 1118هـ): ( {صراط} [76] جلي). [غيث النفع: 791]
قال د. عبد اللطيف الخطيب (م): ( {وَضَرَبَ اللَّهُ مَثَلًا رَجُلَيْنِ أَحَدُهُمَا أَبْكَمُ لَا يَقْدِرُ عَلَى شَيْءٍ وَهُوَ كَلٌّ عَلَى مَوْلَاهُ أَيْنَمَا يُوَجِّهْهُ لَا يَأْتِ بِخَيْرٍ هَلْ يَسْتَوِي هُوَ وَمَنْ يَأْمُرُ بِالْعَدْلِ وَهُوَ عَلَى صِرَاطٍ مُسْتَقِيمٍ (76)}
{يَقْدِرُ}
تقدم حكم الراء تفخيمًا وترقيقًا في الآية السابقة.
{عَلَى شَيْءٍ}
تقدم حكم الهمز، انظر الآيتين 20 و106 من سورة البقرة.
{وَهُوَ}
تقدم الحديث عن القراءتين بضم الهاء وسكونها، انظر الآية /63 من هذه السورة.
{مَوْلَاهُ}
أمال الألف حمزة والكسائي وخلف.
وبالفتح والتقليل قرأ الأزرق وورش.
والجماعة على الفتح.
{يُوَجِّهْهُ}
قراءة الجماعة {يوجهه} بالياء، وهاءين، وجيم مكسورة مشددة، وهذا هو خط المصحف. أي: يوجهه مولاه.
وقرأ عبد الله بن مسعود وعلقمة ويحيى بن وثاب ومجاهد وطلحة (يوجه) بهاء واحدة ساكنة، والفاعل ضمير مستتر يعود على مولاه، وضمير المفعول محذوف لدلالة المعنى عليه، ويجوز أن
[معجم القراءات: 4/663]
يكون ضمير الفاعل عائدًا على (الأبكم)، ويكون الفعل لازمًا ووجه بمعنى توجه، ويكون المعنى أينما يتوجه.
وقرأ عبد الله بن مسعود والبزي عن ابن محيصن (توجه) بتاء الخطاب، وهاءين بعدها، واحدة من أصل الفعل، والثانية ضمير المفعول.
وعن ابن مسعود (توجه) على الخطاب. كذا ورد النص عن القرطبي، وجاء الضبط بفتح التاء والواو، والجيم مشددة من غير قيد بحركة، وكذا الهاء، ويغلب على ظني أن المحقق لم يصيب في ضبط هذه القراءة، وأن الصواب (توجه) بضم ففتح ثم جيم مشددة مكسورة، ويؤيد هذا قوله بعده «على الخطاب» وعلى هذا يكون المفعول محذوفًا لمعرفته من سياق الكلام، أي: أينما توجهه، والله أعلم.
وقرأ ابن مسعود وابن وثاب (توجه) بهاء واحدة، وبالتاء، وفتح الجيم، وذلك على لفظ الماضي.
وقرأ مجاهد وابن مسعود وابن وثاب (يوجه) بضم الياء وفتح الجيم، مبنيًا للمفعول، وبهاء واحدة مضمومة.
وقرئ (يوجه) على ما لم يسم فاعله مع تخفيف الواو، كذا ذكر العكبري.
وعلى ما ذكره بعد قراءة ابن مسعود المتقدمة فإن الواو ينبغي أن تكون مفتوحة (يوجه). ولا أرى له وجهًا.
[معجم القراءات: 4/664]
وعن علقمة وابن وثاب وطلحة وابن مسعود (يوجه) بهاء واحدة ساكنة، والفعل مبني للمفعول، والضمير محذوف، أي: أينما يرسل أو يبعث لا يأت بخير.
وعن علقمة وطلحة (يوجه) بهاء واحدة مضمومة وبكسر الجيم.
قال أبو حاتم: «هذه القراءة ضعيفة، لأن الجزم لازم».
وتعقبه أبو حيان في البحر فقال: «والذي توجه عليه هذه القراءة - إن صحت. أن «أينما، شرط حملت على «إذا» لجامع ما اشتركا فيه من الشرطية، ثم حذفت الياء من «لا يأت» تخفيفًا، أو جزمه على توهم أنه نطق بأينما المهملة معملة كقراءة من قرأ: {إنه من يتقي ويصبر} في أحد الوجهين، ويكون معنى يوجه يتوجه، فهو فعل لازم لا متعد».
وقرئ (يوجه) على ما لم يسم فاعله من (أوجه)، بمعنى وجه، ورواها البزي عن ابن محيصن.
{لَا يَأْتِ}
القراءة (لا يات) بإبدال الهمزة ألفًا عن أبي عمرو وغيره في الوقف والوصل، وكذا حمزة في الوقف، وتقدمت مرارًا.
انظر الآية / 33 من هذه السورة، وكذا الآية/8 من سورة هود.
{يَأْمُرُ}
قرأ أبو عمرو بخلاف عنه والأزرق وورش والأصبهاني وأبو جعفر
[معجم القراءات: 4/665]
(يامر) بإبدال الهمزة ألفًا.
وكذا جاءت قراءة حمزة في الوقف.
والجماعة على القراءة بالهمز {يأمر}.
{وَهُوَ}
تقدمت القراءتان: ضم الهاء، وسكونها، وانظر الآية/63 من هذه السورة.
{صِرَاطٍ}
قراءة الجماعة {صراط} بالصاد الخالصة، وهي لغة قريش.
وأشم الصاد زايًا خلف عن حمزة، والمطوعي (صراط).
وقرأ قنبل من طريق ابن مجاهد، ورويس عن يعقوب وابن محيصن والشنبوذي وأبو حمدون عن الكسائي (سراط) بالسين على الأصل، وهو مشتق من السرط وهو البلع، وهي لغة عامة العرب).[معجم القراءات: 4/666]

روابط مهمة:
- أقوال المفسرين


رد مع اقتباس
  #20  
قديم 13 صفر 1440هـ/23-10-2018م, 02:29 PM
جمهرة علوم القرآن جمهرة علوم القرآن غير متواجد حالياً
فريق الإشراف
 
تاريخ التسجيل: Oct 2017
المشاركات: 7,975
افتراضي

سور النحل

[ من الآية (77) إلى الآية (79) ]
{وَلِلَّهِ غَيْبُ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ وَمَا أَمْرُ السَّاعَةِ إِلَّا كَلَمْحِ الْبَصَرِ أَوْ هُوَ أَقْرَبُ إِنَّ اللَّهَ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ (77) وَاللَّهُ أَخْرَجَكُمْ مِنْ بُطُونِ أُمَّهَاتِكُمْ لَا تَعْلَمُونَ شَيْئًا وَجَعَلَ لَكُمُ السَّمْعَ وَالْأَبْصَارَ وَالْأَفْئِدَةَ لَعَلَّكُمْ تَشْكُرُونَ (78) أَلَمْ يَرَوْا إِلَى الطَّيْرِ مُسَخَّرَاتٍ فِي جَوِّ السَّمَاءِ مَا يُمْسِكُهُنَّ إِلَّا اللَّهُ إِنَّ فِي ذَلِكَ لَآَيَاتٍ لِقَوْمٍ يُؤْمِنُونَ (79)}

قوله تعالى: {وَلِلَّهِ غَيْبُ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ وَمَا أَمْرُ السَّاعَةِ إِلَّا كَلَمْحِ الْبَصَرِ أَوْ هُوَ أَقْرَبُ إِنَّ اللَّهَ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ (77)}

قوله تعالى: {وَاللَّهُ أَخْرَجَكُمْ مِنْ بُطُونِ أُمَّهَاتِكُمْ لَا تَعْلَمُونَ شَيْئًا وَجَعَلَ لَكُمُ السَّمْعَ وَالْأَبْصَارَ وَالْأَفْئِدَةَ لَعَلَّكُمْ تَشْكُرُونَ (78)}
قال أبو الفضل محمد بن جعفر الخزاعي الجرجاني (ت: 408هـ): ( (إمهاتكم) [78]: بكسر الألف، وفتح الميم علي. بكسرتين حمزة، هذا إذا كان قبل الألف كسرة). [المنتهى: 2/787]
قال أبو عمرو عثمان بن سعيد الداني (ت: 444هـ): (حمزة: {من بطون إمهاتكم} (78): بكسر الهمزة والميم في الوصل.
[التيسير في القراءات السبع: 338]
والكسائي: بكسر الهمزة في الوصل، ويفتح الميم.
والباقون: يضمون الهمزة، ويفتحون الميم، في الحالين). [التيسير في القراءات السبع: 339]
- قال محمد بن محمد بن محمد بن علي ابن الجزري (ت: 833هـ) : ( (من بطون أمّهاتكم) قد ذكر في النّساء). [تحبير التيسير: 432]
قال أحمد بن علي بن خلف ابن الباذش الأنصاري (ت: 540هـ): ([78]- {أُمَّهَاتِكُمْ} بفتح الميم وكسر الألف: الكسائي.
بكسرهما: حمزة، وهذا إذا كان قبل الألف كسرة.
والابتداء للجميع بضم الهمزة وفتح الميم). [الإقناع: 2/683]
قال محمد بن محمد بن محمد بن علي ابن الجزري (ت: 833هـ): (وَتَقَدَّمَ فِي: بُطُونِ أُمَّهَاتِكُمْ لِحَمْزَةَ وَالْكِسَائِيِّ فِي النِّسَاءِ). [النشر في القراءات العشر: 2/304]
- قال محمد بن محمد بن محمد بن علي ابن الجزري (ت: 833هـ): ({بطون أمهاتكم} [78] ذكر في النساء). [تقريب النشر في القراءات العشر: 574]
- قال محب الدين محمد بن محمد بن محمد النُّوَيْري (ت: 857هـ): (تتمة:
تقدم جعل لّكم [النحل: 72] كلاهما هنا لرويس وبطون أمّهتكم [النحل: 78] بالنساء [الآية:] ورءا الّذين ظلموا [النحل: 85] وأشركوا [النحل: 35]، وباقي [النحل: 96] لابن كثير.
وأثبت يعقوب في الحالين [ياء] فارهبوني [النحل: 51]، فاتقوني [النحل: 2] ). [شرح طيبة النشر للنويري: 2/417] (م)
قال أحمد بن محمد بن البناء الدمياطي (ت: 1117هـ): ("وأدغم" رويس "جعل لكم" كل ما في هذه السورة وهو ثمانية بخلف عنه، كأبي عمرو ويعقوب بكماله من المصباح). [إتحاف فضلاء البشر: 2/187]
قال أحمد بن محمد بن البناء الدمياطي (ت: 1117هـ): ("وكسر" حمزة الهمز والميم "من بطون أمهاتكم" وصلا والكسائي الهمزة فقط). [إتحاف فضلاء البشر: 2/187]
قال علي بن محمد الصفاقسي (ت: 1118هـ): ( {بطون أمهاتكم} [78] قرأ حمزة بكسر الهمزة والميم، أتبع حركة الهمزة حركة النون، وحركة الميم حركة الهمزة، وعلي بكسر الهمزة فقط، وهذا كله حاصل الوصل، فإن وقفا على {بطون} رجعا إلى الأصل، وهو ضم الهمزة وفتح الميم، لزوال الموجب وهو قراءة الباقين). [غيث النفع: 791]
قال د. عبد اللطيف الخطيب (م): ( {وَاللَّهُ أَخْرَجَكُمْ مِنْ بُطُونِ أُمَّهَاتِكُمْ لَا تَعْلَمُونَ شَيْئًا وَجَعَلَ لَكُمُ السَّمْعَ وَالْأَبْصَارَ وَالْأَفْئِدَةَ لَعَلَّكُمْ تَشْكُرُونَ (78)}
{مِنْ بُطُونِ}
قراءة الجماعة {... بطون}، بطاء ثم نون بعدها.
وذكر الراغب الأصفهاني في مفرداته أنه قرئ (..بظور) بالظاء والراء، ولم يذكر لها قارئًا.
قال: «قرئ في بعض القراءات: (... والله أخرجكم من بظور أمهاتكم).
وذلك جمع البظارة، وهي اللحمة المتدلية من ضرع الشاة، والهنة الناتئة
[معجم القراءات: 4/666]
من الشفة العليا، فعبر بها عن الهن، كما عبر عنه بالبضع».
{مِنْ بُطُونِ أُمَّهَاتِكُمْ}
قراءة الجماعة {من بطون أمهاتكم} بضم الهمزة وفتح الميم على الأصل، وهو الاختيار عند مكي، لأنه الأصل، ولأن الجماعة عليه، ولاتفاقهم على الضم في الابتداء، فجرى الوصل على ذلك.
وقرأ حمزة والأعمش وابن وثاب (من بطون إمهاتكم) بكسر الهمزة والميم معًا في الوصل، والكسر جاء هنا على الإتباع الحركة النون قبلهما.
قال العكبري:
«فأما كسرة الهمزة فاعلة لكذا، ولعل صوابه فلغة»، وقيل أتبعت كسرة النون قبلها، وكسرة الميم إتباعًا لكسرة الهمزة».
وقال النحاس: «ومن كسر الهمزة أتبع الكسرة الكسرة وكسر الميم بعيد».
وفي الإتحاف: «أتبع حركة الميم حركة الهمزة، فكسرت الميم تبع التبع كالإمالة للإمالة، ولذا إذا ابتدأ بها ضم الهمزة وفتح الميم».
[معجم القراءات: 4/667]
وقرأ الكسائي (من بطون إمهاتكم) بكسر الهمزة وفتح الميم في الوصل، أما كسر الهمزة فهو على الإتباع لكسرة النون، وأما الفتح في الميم فهو على الأصل.
وقرأ الأعمش (من بطون مهاتكم) بحذف الهمزة من «أمهات»، وكسر الميم في الوصل.
وقرأ ابن أبي ليلى (من بطون مهاتكم) بحذف الهمزة وفتح الميم في الوصل.
قال أبو حاتم: «حذف الهمزة رديء، ولكن قراءة ابن أبي ليلى أصوب» انتهى.
أي: أصوب من قراءة الأعمش.
قال أبو حيان:
«وإنما كانت أصوب لأن كسر الميم إنما هو لإتباعها حركة الهمزة، فإذا كانت الهمزة محذوفة زال الإتباع، بخلاف قراءة ابن أبي ليلى فإنه أقر الميم على حركتها». أي الفتحة.
ولم يختلف هؤلاء القراء في الابتداء أنه بضم الهمزة وفتح الميم.
{شَيْئًا}
تقدمت القراءة فيه وحكم الهمزة، انظر الآية/123 من سورة البقرة.
{جَعَلَ لَكُمُ}
تقدم إدغام اللام في اللام، انظر الآية/72 من هذه السورة.
[معجم القراءات: 4/668]
{وَالْأَفْئِدَةَ}
قرأ ورش بنقل حركة الهمزة إلى اللام.
وإذا وقف حمزة نقل حركة الهمزة المكسورة إلى الفاء (والأفدة)، مع السكت على اللام وعدمه، ونقل حركة الهمزة
الأولى إلى اللام).[معجم القراءات: 4/669]

قوله تعالى: {أَلَمْ يَرَوْا إِلَى الطَّيْرِ مُسَخَّرَاتٍ فِي جَوِّ السَّمَاءِ مَا يُمْسِكُهُنَّ إِلَّا اللَّهُ إِنَّ فِي ذَلِكَ لَآَيَاتٍ لِقَوْمٍ يُؤْمِنُونَ (79)}
قال أبو بكر أحمد بن الحسين ابن مهران الأصبهاني (ت: 381هـ): ( (ألم تروا) بالتاء شامي، وحمزة، ويعقوب، وسهل وخلف). [الغاية في القراءات العشر: 298]
قال أبو الفضل محمد بن جعفر الخزاعي الجرجاني (ت: 408هـ): ( (ألم تروا) [79]: بالتاء دمشقي غير أبي بشر، وحمزة، وخلف، والجوهري عن علي، ويعقوب، وسهل). [المنتهى: 2/787]
قال مكي بن أبي طالب القَيْسِي (ت: 437هـ): (قرأ حمزة وابن عامر (ألم تروا إلى الطير) بالتاء، وقرأ الباقون بالياء). [التبصرة: 253]
قال أبو عمرو عثمان بن سعيد الداني (ت: 444هـ): (ابن عامر، وحمزة: {ألم تروا إلى الطير} (79): بالتاء.
والباقون: بالياء). [التيسير في القراءات السبع: 339]
- قال محمد بن محمد بن محمد بن علي ابن الجزري (ت: 833هـ) :(ابن عامر وحمزة ويعقوب وخلف: (ألم تروا إلى الطير) بالتّاء والباقون بالياء). [تحبير التيسير: 433]
قال أحمد بن علي بن خلف ابن الباذش الأنصاري (ت: 540هـ): ([79]- {أَلَمْ يَرَوْا} بالتاء: ابن عامر وحمزة). [الإقناع: 2/683]
قال القاسم بن فيرُّه بن خلف الشاطبي (ت: 590هـ): (810- .... .... .... .... = وَخَاطِبْ تَرَوْا شَرْعاً وَاْلآخِرُ فِي كِلاَ). [الشاطبية: 64] (م)
- قال علم الدين علي بن محمد السخاوي (ت: 643هـ): ([810] (سما) (كـ)ـاملا يهدي بضم وفتحة = وخاطب تروا (شـ)ـرعا والآخر (فـ)ـي (كـ)ـلا
...
و{تروا} و{یروا}، معروف.
(والآخر)، قوله: {ألم يروا إلى الطير} ). [فتح الوصيد: 2/1049] (م)
- قال محمد بن أحمد الموصلي (شعلة) (ت: 656هـ): ( [810] سما كاملا يهدي بضم وفتحة = وخاطب تروا شرعا والآخر في كلا
ب: (الكلاء)- بالكسر والمد: الحفظ، قصر ههنا ضرورة.
ح: (يهدي): فاعل (سما)، (كاملًا): حال منه، (بضم): متعلق بـ (سما)، (يروا): مفعول (خاطب)، لما فيه من الخطاب، (شرعًا): حال من الفاعل بمعنى (شارعًا)، أو المفعول بمعنى: (مشروعًا)، و(الآخر في كلا): مبتدأ وخبر، أي: خطاب الآخر.
ص: قرأ نافع وابن كثير وأبو عمرو وابن عامر: (فإن الله لا يهدي
[كنز المعاني: 2/370]
من يضل) [37] بضم الياء وفتح الدال على بناء المجهول، نحو قوله تعالى: {من يضلل الله فلا هادي له} [الأعراف: 186]، والباقون: بفتح الياء وكسر الدال على أن الفعل لله، أو {يهدي} بمعنى (يهتدي) والفعل للعبد.
وقرأ حمزة والكسائي: {أولم تروا إلى ما خلق الله من شيء} [48]، وحمزة وابن عامر في الحرف الآخر بالكسر-: {ألم تروا إلى الطير مسخراتٍ} [79]بالخطاب فيهما، والباقون: بالغيبة، والوجهان ظاهران.
ومدح قراءة الخطاب بأنها في كلاءة وحفظٍ من الحجج والدلائل عليها). [كنز المعاني: 2/371] (م)
- قال أبو شامة عبد الرحمن بن إسماعيل الدمشقي (ت: 665هـ): (ثم قال الناظم: وخاطب يروا، يريد: "أَوَلَمْ تَرَوْا إِلَى مَا خَلَقَ اللَّهُ مِنْ شَيْءٍ"؛ أي: اقرأه بالخطاب جعله مخاطبا لما كان الخطاب فيه، وشرعا مفعول مطلق؛ أي: شرع ذلك شرعا أو في موضع الحال؛ أي: ذا شرع فإن كان حالا من المفعول، فتقديره مشروعًا وإن كان من فاعل خاطب فتقدير ناطقا بما هو مشروع، ثم قال: والآخِر بكسر الخاء يريد: "ألم تروا إلى الطير مسخرات" الخطاب فيه لحمزة وابن عامر والأول لحمزة والكسائي، ولو فتحت الخاء من الآخر لم يتضح الأمر؛ لإبهامه فلم يعلم الذي قرأ الكسائي من الذي قرأه ابن عامر إلا بقرينة تقدم الذكر، وذلك قد يخفى، وقد ترك الناظم الترتيب في مواضع وقوله: في كلا؛ أي: في لفظ وحراسة وهو ممدود ووجه القراءتين في الموضعين ظاهر والله أعلم). [إبراز المعاني من حرز الأماني: 3/311] (م)
- قال عبد الفتاح بن عبد الغني بن محمد القاضي (ت: 1403هـ): (810 - .... .... .... .... .... = وخاطب تروا شرعا والآخر في كلا
....
وقرأ حمزة والكسائي: أولم تروا إلى ما خلق الله من شيء. بتاء الخطاب، وقرأ غيرهما بياء الغيب. وقرأ حمزة وابن عامر بتاء الخطاب في الموضع الأخير وهو: الم تروا إلى الطّير مسخّرات. وقرأ غيرهما بياء الغيب فيه. و(كلا) بكسر الكاف والمد وقصر
[الوافي في شرح الشاطبية: 305]
لضرورة الحفظ والحراسة). [الوافي في شرح الشاطبية: 306] (م)
قال محمد بن محمد بن محمد بن علي ابن الجزري (ت: 833هـ): (142- .... .... .... .... .... = .... .... .... كَذَاكَ يَرَوْا حُلَا). [الدرة المضية: 31]
- قال محمد بن الحسن بن محمد المنير السمنودي (ت: 1199هـ):(ثم قال: كذاك يروا حلا ينزل عنه اشدد، قوله: كذاك إشارة إلى الخطاب أي قرأ المرموز له (بحا) حلا وهو يعقوب {ألم يروا إلى الطير} [79] بالخطاب كخلف ولأبي جعفر بالغيب، وأما {أولم يروا إلى ما خلق الله} [48] قبله فهو فيه كأصحابهم فلخلف الخطاب وللآخرين بالغيب). [شرح الدرة المضيئة: 160]
قال محمد بن محمد بن محمد بن علي ابن الجزري (ت: 833هـ): ( (وَاخْتَلَفُوا) فِي: أَلَمْ يَرَوْا إِلَى الطَّيْرِ فَقَرَأَ ابْنُ عَامِرٍ وَيَعْقُوبُ وَحَمْزَةُ وَخَلَفٌ بِالْخِطَابِ، وَقَرَأَ الْبَاقُونَ بِالْغَيْبِ). [النشر في القراءات العشر: 2/304]
- قال محمد بن محمد بن محمد بن علي ابن الجزري (ت: 833هـ): (قرأ ابن عامر ويعقوب وحمزة وخلف {أولم يروا إلى الطير} [79] بالخطاب، والباقون بالغيب). [تقريب النشر في القراءات العشر: 574]
- قال محب الدين محمد بن محمد بن محمد النُّوَيْري (ت: 857هـ): ([وقرأ ذو فاء (فعم)، حمزة]، و(روى)؛ الكسائي وخلف أو لم تروا إلى ما خلق
[شرح طيبة النشر للنويري: 2/412]
الله [النحل: 48] بتاء الخطاب؛ حملا لها على قوله تعالى: فإنّ ربّكم لرءوف رّحيم [النحل: 47].
وقرأ ذو كاف (كم): ابن عامر، وظاء (ظرف): يعقوب، و(فتى): حمزة وخلف- ألم تروا إلى الطير مسخرات [النحل: 79] بتاء الخطاب؛ حملا لها [على:] والله أخرجكم ... الآية [النحل: 78].
والباقون بياء الغيب فيهما؛ حملا [على] أو يأخذهم على تخوّف [النحل: 47]، وسابقه ويعبدون من دون الله [النحل: 73].
ومن فرق بينهما جمع.
وقرأ ذو كاف (كم) ابن عامر و(شفا) حمزة والكسائي وخلف أو لم تروا كيف يبدئ الله بالعنكبوت [الآية: 19] بتاء الخطاب، علم من العطف مخاطبة إبراهيم لقومه أو خطاب من الله تعالى.
والباقون بياء الغيب على إسناده إلى ضمير أمم [العنكبوت: 18].
واختلف فيه عن ذي صاد (صف) أبو بكر:
فروى عنه يحيى بن آدم بالخطاب وكذا يحيى بن أبي أمية.
وروى عنه العليمي بالغيب، وكذا روى الأعشى عنه والبرجمي والكسائي وغيرهم). [شرح طيبة النشر للنويري: 2/413] (م)
قال أحمد بن محمد بن البناء الدمياطي (ت: 1117هـ): (واختلف في "أَلَمْ يَرَوْا إِلَى الطَّيْر" [الآية: 79] فابن عامر وحمزة ويعقوب وخلف بالخطاب لقوله: والله أخرجكم، وافقهم الحسن والأعمش، والباقون بالغيب قوله: ويعبدون إلخ "ومر" قريبا حكم "بيوتكم" ). [إتحاف فضلاء البشر: 2/187]
قال علي بن محمد الصفاقسي (ت: 1118هـ): ( {يروا} [79] قرأ الشامي وحمزة بتاء الخطاب، والباقون بياء الغيب). [غيث النفع: 791]
قال د. عبد اللطيف الخطيب (م): ( {أَلَمْ يَرَوْا إِلَى الطَّيْرِ مُسَخَّرَاتٍ فِي جَوِّ السَّمَاءِ مَا يُمْسِكُهُنَّ إِلَّا اللَّهُ إِنَّ فِي ذَلِكَ لَآَيَاتٍ لِقَوْمٍ يُؤْمِنُونَ (79)}
{أَلَمْ يَرَوْا إِلَى الطَّيْرِ مُسَخَّرَاتٍ فِي جَوِّ السَّمَاءِ مَا يُمْسِكُهُنَّ إِلَّا اللَّهُ إِنَّ فِي ذَلِكَ لَآَيَاتٍ لِقَوْمٍ يُؤْمِنُونَ}
{أَلَمْ يَرَوْا}
قرأ ابن عامر وحمزة، وأبو عمرو وعاصم وفي رواية عنهما، وطلحة والأعمش وابن هرمز ويحيى بن وثاب، والحسن وعيسى بن عمر بخلاف عنهما (ألم تروا) بتاء الخطاب.
واختار هذه القراءة أبو عبيد، ومكي، والخطاب مناسب لقوله تعالى: {والله أخرجكم...} في الآية السابقة.
وقرأ نافع وابن كثير وأبو عمرو وعاصم والكسائي وأبو جعفر، والحسن وعيسى الثقفي بخلاف عنهما {ألم يروا} بالياء على الالتفات.
قال أبو حيان:
«قال ابن عطية: واختلف عن الحسن وعيسى بن عمر الثقفي وعاصم وأبي عمرو» انتهى، أي في روايتي التاء والياء.
[معجم القراءات: 4/669]
{مَا يُمْسِكُهُنَّ}
قرأ يعقوب في الوقف بهاء السكت بخلاف عنه (ما يمسكهنه).
قال ابن الجزري: «الوجهان ثابتان عنه، بهما قرأت، وبهما آخذ».
وقراءة الجماعة في الحالين بالنون من غير هاء (ما يمسكهن).
تقدمت القراءة بإبدال الهمزة واوُا (يومنون)، انظر الآية/22 من هذه السورة).[معجم القراءات: 4/670]

روابط مهمة:
- أقوال المفسرين


رد مع اقتباس
  #21  
قديم 13 صفر 1440هـ/23-10-2018م, 02:33 PM
جمهرة علوم القرآن جمهرة علوم القرآن غير متواجد حالياً
فريق الإشراف
 
تاريخ التسجيل: Oct 2017
المشاركات: 7,975
افتراضي

سورة النحل

[ من الآية (80) إلى الآية (83) ]
{وَاللَّهُ جَعَلَ لَكُمْ مِنْ بُيُوتِكُمْ سَكَنًا وَجَعَلَ لَكُمْ مِنْ جُلُودِ الْأَنْعَامِ بُيُوتًا تَسْتَخِفُّونَهَا يَوْمَ ظَعْنِكُمْ وَيَوْمَ إِقَامَتِكُمْ وَمِنْ أَصْوَافِهَا وَأَوْبَارِهَا وَأَشْعَارِهَا أَثَاثًا وَمَتَاعًا إِلَى حِينٍ (80) وَاللَّهُ جَعَلَ لَكُمْ مِمَّا خَلَقَ ظِلَالًا وَجَعَلَ لَكُمْ مِنَ الْجِبَالِ أَكْنَانًا وَجَعَلَ لَكُمْ سَرَابِيلَ تَقِيكُمُ الْحَرَّ وَسَرَابِيلَ تَقِيكُمْ بَأْسَكُمْ كَذَلِكَ يُتِمُّ نِعْمَتَهُ عَلَيْكُمْ لَعَلَّكُمْ تُسْلِمُونَ (81) فَإِنْ تَوَلَّوْا فَإِنَّمَا عَلَيْكَ الْبَلَاغُ الْمُبِينُ (82) يَعْرِفُونَ نِعْمَةَ اللَّهِ ثُمَّ يُنْكِرُونَهَا وَأَكْثَرُهُمُ الْكَافِرُونَ (83) }

قوله تعالى: {وَاللَّهُ جَعَلَ لَكُمْ مِنْ بُيُوتِكُمْ سَكَنًا وَجَعَلَ لَكُمْ مِنْ جُلُودِ الْأَنْعَامِ بُيُوتًا تَسْتَخِفُّونَهَا يَوْمَ ظَعْنِكُمْ وَيَوْمَ إِقَامَتِكُمْ وَمِنْ أَصْوَافِهَا وَأَوْبَارِهَا وَأَشْعَارِهَا أَثَاثًا وَمَتَاعًا إِلَى حِينٍ (80)}
قال أبو بكر أحمد بن موسى ابن مجاهد التميمي البغدادي (ت: 324هـ): (18 - وَاخْتلفُوا في فتح الْعين وإسكانها من قَوْله {يَوْم ظعنكم} 80
فَقَرَأَ ابْن كثير وَنَافِع وَأَبُو عَمْرو {ظعنكم} بِفَتْح الْعين
وَقَرَأَ عَاصِم وَحَمْزَة والكسائي وَابْن عَامر {ظعنكم} سَاكِنة الْعين). [السبعة في القراءات: 375]
قال أبو بكر أحمد بن الحسين ابن مهران الأصبهاني (ت: 381هـ): ((يوم ظعنكم) ساكنة العين شامي كوفي). [الغاية في القراءات العشر: 298]
قال أبو الفضل محمد بن جعفر الخزاعي الجرجاني (ت: 408هـ): ( (ظعنكم) [80]: بفتح العين حجازي، وبصري، وقاسم). [المنتهى: 2/788]
قال مكي بن أبي طالب القَيْسِي (ت: 437هـ): (قرأ الكوفيون وابن عامر (ظعنكم) بإسكان العين، وفتح الباقون). [التبصرة: 253]
قال أبو عمرو عثمان بن سعيد الداني (ت: 444هـ): (الكوفيون، وابن عامر: {يوم ظعنكم} (80): بإسكان العين.
والباقون: بفتحها). [التيسير في القراءات السبع: 339]
- قال محمد بن محمد بن محمد بن علي ابن الجزري (ت: 833هـ) : (الكوفيّون وابن عامر: (يوم ظعنكم) بإسكان العين والباقون بفتحها). [تحبير التيسير: 433]
قال أبو القاسم يوسف بن علي بن جبارة الهذلي المغربي (ت: 465هـ): ( (ظَعْنِكُمْ) بفتح الغين حجازي بصري، وقاسم، ومحمد، وطَلْحَة، وهو الاختيار، لأن الاسم أولى في مثل هذا وتحريك عين الفعل في مثل هذه الأسماء أكثر كالنهر والشعر والمعز، الباقون بإِسكان العين). [الكامل في القراءات العشر: 585]
قال أحمد بن علي بن خلف ابن الباذش الأنصاري (ت: 540هـ): ([80]- {ظَعْنِكُمْ} مسكن العين: الكوفيون وابن عامر). [الإقناع: 2/683]
قال القاسم بن فيرُّه بن خلف الشاطبي (ت: 590هـ): (813 - وَظَعْنِكُمْ إِسْكَانُهُ ذَائِعٌ .... = .... .... .... .... ). [الشاطبية: 64]
- قال علم الدين علي بن محمد السخاوي (ت: 643هـ): ([813] وظعنكم إسكانه (ذ)ائع ونجـ = ـزين الذين النون (د)اعيه (نـ)ـولا
[814] (مـ)ـلكت وعنه نص الاخفش ياءه = وعنه روى النقاش نونا موهلا
الظعن والظعن لغتان، كالنهر والنهر.
وقد مضى مثله). [فتح الوصيد: 2/1051]
- قال محمد بن أحمد الموصلي (شعلة) (ت: 656هـ): ([813] وظعنكم إسكانه ذائعٌ ونجـ = ـزين الذين النون داعيه نولا
[814] ملكت وعنه نص الاخفش ياءه = وعنه روى النقاش نونا موهلا
[كنز المعاني: 2/373]
ب: (الذائع): المشتهر، (التنويل): العطاء، (الموهل): المنسوب إلى الوهل، من (وهلت إليه بالفتح أهل): إذا ذهب وهمك إليه، أو المغلط من (وهل عنه) بالكسر: إذا غلط.
ح: (ظعنكم): مبتدأ، (إسكانه): بدل البعض منه، (ذائعٌ): خبر، (نجزين): مبتدأ، (النون) بالرفع- مبتدأ ثانٍ، (داعيه نولا): جملة خبر المبتدأ الثاني، والجملة الكبر، خبر المبتدأ الأول، والعائد فيها محذوف، أي: النون فيه، (ملكت): جملة مستأنفة، الهاء في (عنه): لمدلول (ملكت)، وفي (ياءه): لـ (نجزين)، وفي (عنه) الثاني: للأخفش، (موهلا): حال من (النقاش).
ص: قرأ الكوفيون وابن عامر: {يوم ظعنكم} [80] بإسكان العين، والباقون: بفتحها، لغتان، كما مر في (النهْر) و (النهَر)، و(الشحْم) و (الشحَم).
وقرأ ابن كثير وعاصم وابن ذكوان: {ولنجزين الذين صبروا [96] بالنون، والباقون: بالياء، والوجهان ظاهران، وقيد بـ (الذين)
[كنز المعاني: 2/374]
ليخرج: {ولنجزينهم أجرهم} [97].
ثم بين أن الصحيح عن ابن ذكوان القراء بالياء؛ لأن الأخفش هرون بن موسى الدمشقي تلميذ ابن ذكوان نص على ذلك عنه.
ثم قال: روى النقاش محمد بن الحسن بن زياد البغدادي المفسر عن الأخفش عن ابن ذكوان النون أيضًا، لكنه منسوب في ذلك إلى الوهم، نسبه إليه صاحب التيسير، حيث: نقل ذلك عنه، وقال: وهو عندي وهمٌ؛ لأن الأخفش ذكر الياء عن ابن ذكوان في كتابه). [كنز المعاني: 2/375] (م)
- قال أبو شامة عبد الرحمن بن إسماعيل الدمشقي (ت: 665هـ): (813- وَظَعْنِكُمْ إِسْكَانُهُ "ذَ"ائِعٌ وَنَجْ،.. زِيَنَّ الَّذِينَ النُّونُ "دَ"اعِيهِ "نُـ"ـوِّلا
إسكان العين في ظعن وفتحها لغتان كمعز ومعز ونهر ونهر وشعر وشعر فلهذا قال: ذائع؛ أي: مشتهر مستفيض). [إبراز المعاني من حرز الأماني: 3/313]
- قال عبد الفتاح بن عبد الغني بن محمد القاضي (ت: 1403هـ): (813 - وظعنكموا إسكانه ذائع ونج = زينّ الّذين النّون داعيه نوّلا
814 - ملكت وعنه نصّ الاخفش ياءه = وعنه روى النّقاش نونا موهّلا
قرأ ابن عامر والكوفيون بإسكان عين: يَوْمَ ظَعْنِكُمْ. وقرأ غيرهم بفتحها). [الوافي في شرح الشاطبية: 306]
قال محمد بن محمد بن محمد بن علي ابن الجزري (ت: 833هـ): ( (وَاخْتَلَفُوا) فِي: يَوْمَ ظَعْنِكُمْ فَقَرَأَ ابْنُ عَامِرٍ، وَالْكُوفِيُّونَ بِإِسْكَانِ الْعَيْنِ، وَقَرَأَ الْبَاقُونَ بِفَتْحِهَا). [النشر في القراءات العشر: 2/304]
قال محمد بن محمد بن محمد بن علي ابن الجزري (ت: 833هـ): (وَتَقَدَّمَ إِدْغَامُ جَعَلَ لَكُمُ كُلَّ مَا فِي هَذِهِ السُّورَةِ لِرُوَيْسٍ وِفَاقًا لِأَبِي عَمْرٍو فِي الْإِدْغَامِ الْكَبِيرِ). [النشر في القراءات العشر: 2/304] (م)
- قال محمد بن محمد بن محمد بن علي ابن الجزري (ت: 833هـ): (قرأ ابن عامر والكوفيون {ظعنكم} [80] بإسكان العين، والباقون بفتها). [تقريب النشر في القراءات العشر: 574]
قال محمد بن محمد بن محمد بن علي ابن الجزري (ت: 833هـ) : (726- .... .... ظعنكم حرّك سما = .... .... .... .... .... ). [طيبة النشر: 82]
- قال محمد بن محمد بن محمد بن علي ابن الجزري (ت: 833هـ) : ( (ص) با الخطاب ظعنكم حرّك (سما) = ليجزينّ النّون (ك) م خلف (ن) ما
أي قرأ المدنيان والبصريان وابن كثير «يوم ظعنكم» بتحريك العين الذي هو الفتح، والباقون بإسكانها وهما لغتان). [شرح طيبة النشر لابن الجزري: 262]
- قال محب الدين محمد بن محمد بن محمد النُّوَيْري (ت: 857هـ): (وقرأ [ذو] (سما) يوم ظعنكم [النحل: 80] بفتح العين، والباقون بإسكانها.
ووجههما ما تقدم في المعز [الأنعام: 143] ). [شرح طيبة النشر للنويري: 2/415]
قال أحمد بن محمد بن البناء الدمياطي (ت: 1117هـ): (واختلف في "ظَعْنِكُم" [الآية: 80] فابن عامر وعاصم وحمزة والكسائي وخلف بإسكان العين، وافقهم الأعمش، والباقون بفتحها، وهما لغتان بمعنى كالنهْر والنهَر). [إتحاف فضلاء البشر: 2/187]
قال أحمد بن محمد بن البناء الدمياطي (ت: 1117هـ): (وأمال "وأوبارها وأشعارها" أبو عمرو وابن ذكوان بخلفه والدوري عن الكسائي وبالصغرى الأزرق). [إتحاف فضلاء البشر: 2/187]
قال أحمد بن محمد بن البناء الدمياطي (ت: 1117هـ): (ووقف حمزة على "وأشعارها أثاثا" بتخفيف الهمزة في الكلمتين وبتسهيل الأولى بين بين مع تخفيف الثانية، وتسهيلها بين بين مع المد
[إتحاف فضلاء البشر: 2/187]
والقصر، وله السكت على حرف المد مع التخفيف فقط، فمد الثانية في وجهي التحقيق فهي ستة أوجه وكلاهما متوسط بغيره، غير أن الثاني منفصل). [إتحاف فضلاء البشر: 2/188]
قال علي بن محمد الصفاقسي (ت: 1118هـ): ( {بيوتكم} [80] و{بيوتا} جلي). [غيث النفع: 791]
قال علي بن محمد الصفاقسي (ت: 1118هـ): ( {ظعنكم} قرأ الحرميان وبصري بفتح العين، والباقون بإسكانها، وظاؤه مشالة، ولم يأت الظعن في القرآن إلا هنا). [غيث النفع: 791]
قال د. عبد اللطيف الخطيب (م): ( {وَاللَّهُ جَعَلَ لَكُمْ مِنْ بُيُوتِكُمْ سَكَنًا وَجَعَلَ لَكُمْ مِنْ جُلُودِ الْأَنْعَامِ بُيُوتًا تَسْتَخِفُّونَهَا يَوْمَ ظَعْنِكُمْ وَيَوْمَ إِقَامَتِكُمْ وَمِنْ أَصْوَافِهَا وَأَوْبَارِهَا وَأَشْعَارِهَا أَثَاثًا وَمَتَاعًا إِلَى حِينٍ (80)}
{جَعَلَ لَكُمْ}
تقدم إدغام اللام في اللام، انظر الآية / 72 من هذه السورة.
{بُيُوتِكُمْ.... بُيُوتًا}
تقدم الحديث فيهما من حيث كسر الباء وضمها، وانظر الآية /68 من هذه السورة.
{يَوْمَ ظَعْنِكُمْ وَيَوْمَ}
في مصحف عبد الله بن مسعود (حين...) بدلا من {يوم}.
{ظَعْنِكُمْ}
قرأ ابن عامر وعاصم وحمزة والكسائي وخلف والأعمش وابن مسعود (ظعنكم) بسكون العين.
وقرأ ابن كثير ونافع وأبو عمرو ويعقوب وأبو جعفر (ظعنكم)
[معجم القراءات: 4/670]
بفتح العين.
وهما لغتان كالشمْع والشمَع، والنهْر والنهَر.
قال الشهاب: «والفتح أجزل اللغتين، وقيل: الأصح الفتح، والسكون تخفيف لأجل حرف الحلق، كالشعْر والشعَر».
قال أبو حيان: «هما لغتان، وليس السكون بتخفيف كما جاء في نحو الشعر والشعر لمكان حرف الحلق».
وقال الفراء: «والظعن يثقل في القراءة ويخفف، لأن ثانيه عين، والعرب تفعل ذلك بما كان ثانيه أحد الستة الأحرف، أي أحرف الحلق، مثل الشعر والبحر والنهر».
{وَأَوْبَارِهَا}
أمال الألف أبو عمرو والدوري عن الكسائي، وابن ذكوان من طريق الصوري.
والأزرق وورش بالتقليل.
والجماعة على الفتح، وهي رواية الأخفش عن ابن ذكوان.
{وَأَشْعَارِهَا}
الإمالة فيه كالذي تقدم في (أوربارها).
{وَأَشْعَارِهَا أَثَاثًا}
عن حمزة في الوقف ما يأتي:
تخفيف الهمزة في الكلمتين.
تسهيل الأولى بين بين مع تخفيف الثانية.
تسهيل الهمزة الثانية بين تين مع المد والقصر.
السكت على حرف المد مع التخفيف).[معجم القراءات: 4/671]

قوله تعالى: {وَاللَّهُ جَعَلَ لَكُمْ مِمَّا خَلَقَ ظِلَالًا وَجَعَلَ لَكُمْ مِنَ الْجِبَالِ أَكْنَانًا وَجَعَلَ لَكُمْ سَرَابِيلَ تَقِيكُمُ الْحَرَّ وَسَرَابِيلَ تَقِيكُمْ بَأْسَكُمْ كَذَلِكَ يُتِمُّ نِعْمَتَهُ عَلَيْكُمْ لَعَلَّكُمْ تُسْلِمُونَ (81)}
قال محمد بن محمد بن محمد بن علي ابن الجزري (ت: 833هـ): (وَتَقَدَّمَ إِدْغَامُ جَعَلَ لَكُمُ كُلَّ مَا فِي هَذِهِ السُّورَةِ لِرُوَيْسٍ وِفَاقًا لِأَبِي عَمْرٍو فِي الْإِدْغَامِ الْكَبِيرِ). [النشر في القراءات العشر: 2/304] (م)
قال أحمد بن محمد بن البناء الدمياطي (ت: 1117هـ): (وعلى "من الجبال أكنانا" بوجهين أولهما التحقيق، وثانيهما إبدال الهمزة ياء مفتوحة). [إتحاف فضلاء البشر: 2/188]
قال د. عبد اللطيف الخطيب (م): ( {وَاللَّهُ جَعَلَ لَكُمْ مِمَّا خَلَقَ ظِلَالًا وَجَعَلَ لَكُمْ مِنَ الْجِبَالِ أَكْنَانًا وَجَعَلَ لَكُمْ سَرَابِيلَ تَقِيكُمُ الْحَرَّ وَسَرَابِيلَ تَقِيكُمْ بَأْسَكُمْ كَذَلِكَ يُتِمُّ نِعْمَتَهُ عَلَيْكُمْ لَعَلَّكُمْ تُسْلِمُونَ (81)}
{جَعَلَ لَكُمْ}
تقدم إدغام اللام في اللام، وانظر الآية / 72 من هذه السورة.
{مِنَ الْجِبَالِ أَكْنَانًا}
عن حمزة في الوقف وجهان:
1- تحقيق الهمز كالجماعة.
2- إبدالها ياءً مفتوحة، وصورة القراءة: (من الجبال يكنانًا).
{بَأْسَكُمْ}
قرأ أبو عمرو بخلاف عنه وأبو جعفر واليزيدي (باسكم) بإبدال الهمزة حرف مد.
وهي قراءة حمزة في الوقف.
والجماعة على الهمز {بأسكم}.
{يُتِمُّ نِعْمَتَهُ}
قراءة الجماعة {يتم نعمته}. وهي إحدى الروايتين عن ابن محيصن.
يتم: بالياء على الغيبة، والفاعل هو الله تعالى، نعمته: بالنصب على المفعولية.
واختار هذه القراءة أبو عبيد.
وقرأ ابن عباس وابن محيصن وحميد (تتم نعمته).
تتم: بتائين، ونعمته: بالرفع فاعل، فقد أسند التمام إلى النعمة اتساعًا.
[معجم القراءات: 4/672]
وقرئ (تتم نعمته) الفعل بتاءين، ونعمته بالنصب، وجعل العكبري هذا الفعل لازمًا ومتعديًا، فيكون الفاعل مضمرة، أي: كذلك تتم هذه الأشياء من البيوت والظلال نعمته أي تكملها.
وعن ابن عباس أنه قرأ (تتم نعمه) جمعًا.
{لَعَلَّكُمْ تُسْلِمُونَ}
قراءة الجماعة {... تسلمون} بضم التاء من «أسلم»، ومعناه تستسلمون وتنقادون إلى معرفة الله وطاعته.
وقرأ ابن عباس وعكرمة وسعيد بن جبير (... تسلمون) بفتح التاء واللام من السلامة، أي تسلمون من الجراح فهو من «سلم».
قال الزجاج:
«أكثر القراء سلمون، ويقرأ (لعلكم تسلمون)، أي لعلكم إذا لبستم الدروع في الحرب سلمتم من الجراح».
قال القرطبي:
«... «قال أبو عبيد: والاختيار قراءة العامة؛ لأن ما أنعم الله به علينا من الإسلام أفضل مما أنعم به من السلامة من الجراح» ).[معجم القراءات: 4/673]

قوله تعالى: {فَإِنْ تَوَلَّوْا فَإِنَّمَا عَلَيْكَ الْبَلَاغُ الْمُبِينُ (82)}

قوله تعالى: {يَعْرِفُونَ نِعْمَةَ اللَّهِ ثُمَّ يُنْكِرُونَهَا وَأَكْثَرُهُمُ الْكَافِرُونَ (83)}
قال أحمد بن محمد بن البناء الدمياطي (ت: 1117هـ): ("ويوقف" بالهاء على "يعرفون نعمت" لابن كثير وأبي عمرو والكسائي ويعقوب ومثلها وبنعمت الله المتقدمة). [إتحاف فضلاء البشر: 2/188]
قال د. عبد اللطيف الخطيب (م): ( {يَعْرِفُونَ نِعْمَةَ اللَّهِ ثُمَّ يُنْكِرُونَهَا وَأَكْثَرُهُمُ الْكَافِرُونَ (83)}
{يَعْرِفُونَ نِعْمَةَ}
إدغام النون في النون عن أبي عمرو ويعقوب بخلاف.
[معجم القراءات: 4/673]
{نِعْمَةَ}
تقدم في الآية/72 من هذه السورة قراءتان:
1- الوقف على التاء (نعمت)، وهو الموافق للرسم، وهي لغة طيء.
2- الوقف بالهاء (نعمه) وهي لغة قريش.
وتقدمت إمالة حمزة للميم في حالة الوقف.
فانظر هذا مفصلًا فيما تقدم فهو يغنيك.
{يُنْكِرُونَهَا}
عن الأزرق وورش ترقيق الراء بخلاف.
{الْكَافِرُونَ}
عن الأزرق وورش ترقيق الراء بخلاف).[معجم القراءات: 4/674]

روابط مهمة:
- أقوال المفسرين


رد مع اقتباس
  #22  
قديم 13 صفر 1440هـ/23-10-2018م, 02:35 PM
جمهرة علوم القرآن جمهرة علوم القرآن غير متواجد حالياً
فريق الإشراف
 
تاريخ التسجيل: Oct 2017
المشاركات: 7,975
افتراضي

سورة النحل

[ من الآية (84) إلى الآية (89) ]
{وَيَوْمَ نَبْعَثُ مِنْ كُلِّ أُمَّةٍ شَهِيدًا ثُمَّ لَا يُؤْذَنُ لِلَّذِينَ كَفَرُوا وَلَا هُمْ يُسْتَعْتَبُونَ (84) وَإِذَا رَأَى الَّذِينَ ظَلَمُوا الْعَذَابَ فَلَا يُخَفَّفُ عَنْهُمْ وَلَا هُمْ يُنْظَرُونَ (85) وَإِذَا رَأَى الَّذِينَ أَشْرَكُوا شُرَكَاءَهُمْ قَالُوا رَبَّنَا هَؤُلَاءِ شُرَكَاؤُنَا الَّذِينَ كُنَّا نَدْعُوا مِنْ دُونِكَ فَأَلْقَوْا إِلَيْهِمُ الْقَوْلَ إِنَّكُمْ لَكَاذِبُونَ (86) وَأَلْقَوْا إِلَى اللَّهِ يَوْمَئِذٍ السَّلَمَ وَضَلَّ عَنْهُمْ مَا كَانُوا يَفْتَرُونَ (87) الَّذِينَ كَفَرُوا وَصَدُّوا عَنْ سَبِيلِ اللَّهِ زِدْنَاهُمْ عَذَابًا فَوْقَ الْعَذَابِ بِمَا كَانُوا يُفْسِدُونَ (88) وَيَوْمَ نَبْعَثُ فِي كُلِّ أُمَّةٍ شَهِيدًا عَلَيْهِمْ مِنْ أَنْفُسِهِمْ وَجِئْنَا بِكَ شَهِيدًا عَلَى هَؤُلَاءِ وَنَزَّلْنَا عَلَيْكَ الْكِتَابَ تِبْيَانًا لِكُلِّ شَيْءٍ وَهُدًى وَرَحْمَةً وَبُشْرَى لِلْمُسْلِمِينَ (89) }

قوله تعالى: {وَيَوْمَ نَبْعَثُ مِنْ كُلِّ أُمَّةٍ شَهِيدًا ثُمَّ لَا يُؤْذَنُ لِلَّذِينَ كَفَرُوا وَلَا هُمْ يُسْتَعْتَبُونَ (84)}
قال د. عبد اللطيف الخطيب (م): ( {وَيَوْمَ نَبْعَثُ مِنْ كُلِّ أُمَّةٍ شَهِيدًا ثُمَّ لَا يُؤْذَنُ لِلَّذِينَ كَفَرُوا وَلَا هُمْ يُسْتَعْتَبُونَ (84)}
{وَيَوْمَ نَبْعَثُ مِنْ كُلِّ أُمَّةٍ شَهِيدًا}
قراءة الجماعة {نبعث من كل أمةٍ شهيدًا} بنون العظمة، والفاعل الله سبحانه وتعالى.
وقرأ أبي بن كعب (يبعث من كل أمة شهيدًا) بالياء على الغيبة، والفاعل هو، أي الله سبحانه وتعالى.
وقرأ جناح بن حبیش (يبعث من كل أمةٍ شهيدٌ) الفعل مبني لما لم يسم فاعله، و «شهيد» بالرفع نائب عن الفاعل.
{لَا يُؤْذَنُ}
قرأ أبو عمرو بخلاف عنه وأبو جعفر والأزرق وورش والأصبهاني (لايوذون) بإبدال الهمزة واوًا.
[معجم القراءات: 4/674]
وكذا جاءت قراءة حمزة في الوقف.
وقراءة الجماعة بالهمز.
{لَا يُؤْذَنُ}
إدغام النون في اللام بخلاف عن أبي عمرو ويعقوب). [معجم القراءات: 4/675]

قوله تعالى: {وَإِذَا رَأَى الَّذِينَ ظَلَمُوا الْعَذَابَ فَلَا يُخَفَّفُ عَنْهُمْ وَلَا هُمْ يُنْظَرُونَ (85)}
قال محمد بن محمد بن محمد بن علي ابن الجزري (ت: 833هـ): (وَتَقَدَّمَ رَأَى الَّذِينَ ظَلَمُوا، وَرَأَى الَّذِينَ أَشْرَكُوا فِي بَابِ الْإِمَالَةِ). [النشر في القراءات العشر: 2/304] (م)
- قال محمد بن محمد بن محمد بن علي ابن الجزري (ت: 833هـ): ({رءا الذين} [85] ذكر في الإمالة). [تقريب النشر في القراءات العشر: 574]
- قال محب الدين محمد بن محمد بن محمد النُّوَيْري (ت: 857هـ): (تتمة:
تقدم جعل لّكم [النحل: 72] كلاهما هنا لرويس وبطون أمّهتكم [النحل: 78] بالنساء [الآية:] ورءا الّذين ظلموا [النحل: 85] وأشركوا [النحل: 35]، وباقي [النحل: 96] لابن كثير.
وأثبت يعقوب في الحالين [ياء] فارهبوني [النحل: 51]، فاتقوني [النحل: 2] ). [شرح طيبة النشر للنويري: 2/417] (م)
قال أحمد بن محمد بن البناء الدمياطي (ت: 1117هـ): (وأمال الراء وفتح الهمزة من "رأ الذين ظلموا" و"رأ الذين أشركوا" أبو بكر وحمزة وخلف والباقون بالفتح هذا هو المقروء به، وما حكاه الشاطبي رحمه الله تعالى من الخلاف في الهمز عن أبي بكر وفيها وفي الراء عن السوسي متعقب كما تقدم في الأنعام). [إتحاف فضلاء البشر: 2/188] (م)
قال د. عبد اللطيف الخطيب (م): ( {وَإِذَا رَأَى الَّذِينَ ظَلَمُوا الْعَذَابَ فَلَا يُخَفَّفُ عَنْهُمْ وَلَا هُمْ يُنْظَرُونَ (85)}
{رَأَى}
إمالة الراء عن أبي بكر عن عاصم وحمزة وخلف.
والسوسي يميل الهمزة والراء بخلاف عنه.
والباقون على الفتح.
وأما في الوقف:
فورش يميل الراء والهمزة بين بين، وله في الهمزة المد والتوسط والقصر.
والدوري عن أبي عمرو يميل الهمزة بلا خلاف، ويميل الراء بخلاف عنه.
وابن ذكوان وشعبة عن عاصم وحمزة والكسائي بالإمالة في الراء والهمزة.
والباقون على الفتح.
وتقدم الحديث في هذا مفصلًا (رأي) في الآية /76 من سورة الأنعام، وذكرت هذا المختصر هنا لبعد المسافة بين الموضعين، ولأن المراجع حرصت على تكرار هذا هنا مرة أخرى، ففعلت ما فعلت، وهو خير.
{ظَلَمُوا}
تقدمت القراءة بتغليظ اللام وترقيقها، وانظر الآية / 25 من سورة الأنفال). [معجم القراءات: 4/675]

قوله تعالى: {وَإِذَا رَأَى الَّذِينَ أَشْرَكُوا شُرَكَاءَهُمْ قَالُوا رَبَّنَا هَؤُلَاءِ شُرَكَاؤُنَا الَّذِينَ كُنَّا نَدْعُوا مِنْ دُونِكَ فَأَلْقَوْا إِلَيْهِمُ الْقَوْلَ إِنَّكُمْ لَكَاذِبُونَ (86)}
قال محمد بن محمد بن محمد بن علي ابن الجزري (ت: 833هـ): (وَتَقَدَّمَ رَأَى الَّذِينَ ظَلَمُوا، وَرَأَى الَّذِينَ أَشْرَكُوا فِي بَابِ الْإِمَالَةِ). [النشر في القراءات العشر: 2/304] (م)
قال أحمد بن محمد بن البناء الدمياطي (ت: 1117هـ): (وأمال الراء وفتح الهمزة من "رأ الذين ظلموا" و"رأ الذين أشركوا" أبو بكر وحمزة وخلف والباقون بالفتح هذا هو المقروء به، وما حكاه الشاطبي رحمه الله تعالى من الخلاف في الهمز عن أبي بكر وفيها وفي الراء عن السوسي متعقب كما تقدم في الأنعام). [إتحاف فضلاء البشر: 2/188] (م)
قال أحمد بن محمد بن البناء الدمياطي (ت: 1117هـ): ("ومر" حكم نظير "إليهم القول" ). [إتحاف فضلاء البشر: 2/188]
قال علي بن محمد الصفاقسي (ت: 1118هـ): ( {إليهم القول} [86] ظاهر). [غيث النفع: 791]
قال د. عبد اللطيف الخطيب (م): ( {وَإِذَا رَأَى الَّذِينَ أَشْرَكُوا شُرَكَاءَهُمْ قَالُوا رَبَّنَا هَؤُلَاءِ شُرَكَاؤُنَا الَّذِينَ كُنَّا نَدْعُوا مِنْ دُونِكَ فَأَلْقَوْا إِلَيْهِمُ الْقَوْلَ إِنَّكُمْ لَكَاذِبُونَ (86)}
{رَأَى}
تقدم حكم الهمزة والراء من قبل في الآية / 85 من هذه السورة، والآية /76 من سورة الأنعام.
{شُرَكَاءَهُمْ.... شُرَكَاؤُنَا}
قراءة حمزة في الوقف بتسهيل الهمزة بين بين.
{إِلَيْهِمُ الْقَوْلَ}
قرأ أبو عمرو ويعقوب (إليهم القول) بكسر الهاء والميم.
وقرأ حمزة والكسائي وخلف والأعمش (إليهم القول) بضم الهاء والميم.
والباقون {إليهم القول} بكسر الهاء وضم الميم.
وما تقدم إنما هو في الوصل، وأما في الوقف على {إليهم} فجميع القراء على كسر الهاء.
وخرج على ذلك حمزة ويعقوب والمطوعي فقرأوا (إليهم) بضم الهاء.
وتقدم مثل هذا مفصلا في الآية/45 من هذه السورة في {بهم الأرض} ).[معجم القراءات: 4/676]

قوله تعالى: {وَأَلْقَوْا إِلَى اللَّهِ يَوْمَئِذٍ السَّلَمَ وَضَلَّ عَنْهُمْ مَا كَانُوا يَفْتَرُونَ (87)}
قال د. عبد اللطيف الخطيب (م): ( {وَأَلْقَوْا إِلَى اللَّهِ يَوْمَئِذٍ السَّلَمَ وَضَلَّ عَنْهُمْ مَا كَانُوا يَفْتَرُونَ (87)}
{السَّلَمَ}
قراءة الجماعة {السلم}، بفتح السين واللام.
وقرأ يعقوب عن أبي عمرو (السلم) بفتح السين وسكون اللام.
وقرأ مجاهد (السلم)، بضم السين واللام). [معجم القراءات: 4/676]

قوله تعالى: {الَّذِينَ كَفَرُوا وَصَدُّوا عَنْ سَبِيلِ اللَّهِ زِدْنَاهُمْ عَذَابًا فَوْقَ الْعَذَابِ بِمَا كَانُوا يُفْسِدُونَ (88)}
قال د. عبد اللطيف الخطيب (م): ( {الَّذِينَ كَفَرُوا وَصَدُّوا عَنْ سَبِيلِ اللَّهِ زِدْنَاهُمْ عَذَابًا فَوْقَ الْعَذَابِ بِمَا كَانُوا يُفْسِدُونَ (88)}
{الْعَذَابِ بِمَا}
قراءة أبي عمرو ويعقوب بإدغام الباء في الباء، وبالإظهار).[معجم القراءات: 4/677]

قوله تعالى: {وَيَوْمَ نَبْعَثُ فِي كُلِّ أُمَّةٍ شَهِيدًا عَلَيْهِمْ مِنْ أَنْفُسِهِمْ وَجِئْنَا بِكَ شَهِيدًا عَلَى هَؤُلَاءِ وَنَزَّلْنَا عَلَيْكَ الْكِتَابَ تِبْيَانًا لِكُلِّ شَيْءٍ وَهُدًى وَرَحْمَةً وَبُشْرَى لِلْمُسْلِمِينَ (89)}
قال علي بن محمد الصفاقسي (ت: 1118هـ): ( {للمسلمين} تم وفاصلة باتفاق، ومنتهى النصف عند جميع المغاربة وجمهور المشارقة، وشذ بعضهم فجعله {تذكرون} بعده). [غيث النفع: 791]
قال د. عبد اللطيف الخطيب (م): ( {وَيَوْمَ نَبْعَثُ فِي كُلِّ أُمَّةٍ شَهِيدًا عَلَيْهِمْ مِنْ أَنْفُسِهِمْ وَجِئْنَا بِكَ شَهِيدًا عَلَى هَؤُلَاءِ وَنَزَّلْنَا عَلَيْكَ الْكِتَابَ تِبْيَانًا لِكُلِّ شَيْءٍ وَهُدًى وَرَحْمَةً وَبُشْرَى لِلْمُسْلِمِينَ (89)}
{عَلَيْهِمْ}
تقدمت قراءة حمزة ويعقوب والمطوعي والشنبوذي بضم الهاء، والباقون بكسرها.
انظر آية /7 من سورة الفاتحة.
{جِئْنَا}
قرأ أبو عمرو بخلاف عنه وأبو جعفر (جينا) بإبدال الهمزة ياءً.
وكذا جاءت قراءة حمزة في الوقف.
والجماعة على الهمز {جئنا}.
{شَيْءٍ}
تقدمت القراءة فيه وحكم الهمز، انظر الآيتين /20 و106 من سورة البقرة.
{وَهُدًى}
تقدمت الإمالة فيه مرارًا، وانظر الآيتين /2 و5 من سورة البقرة.
{بُشْرَى}
أمال الألف حمزة والكسائي وخلف، وابن ذكوان من طريق الصوري.
والأزرق وورش بالتقليل.
والباقون على الفتح، وهي رواية الأخفش عن ابن ذكوان.
[معجم القراءات: 4/677]
وتقدم مثل هذا في الآية /125 من سورة آل عمران).[معجم القراءات: 4/678]

روابط مهمة:
- أقوال المفسرين


رد مع اقتباس
  #23  
قديم 13 صفر 1440هـ/23-10-2018م, 02:38 PM
جمهرة علوم القرآن جمهرة علوم القرآن غير متواجد حالياً
فريق الإشراف
 
تاريخ التسجيل: Oct 2017
المشاركات: 7,975
افتراضي

سورة النحل

[ من الآية (90) إلى الآية (91) ]
{إِنَّ اللَّهَ يَأْمُرُ بِالْعَدْلِ وَالْإِحْسَانِ وَإِيتَاءِ ذِي الْقُرْبَى وَيَنْهَى عَنِ الْفَحْشَاءِ وَالْمُنْكَرِ وَالْبَغْيِ يَعِظُكُمْ لَعَلَّكُمْ تَذَكَّرُونَ (90) وَأَوْفُوا بِعَهْدِ اللَّهِ إِذَا عَاهَدْتُمْ وَلَا تَنْقُضُوا الْأَيْمَانَ بَعْدَ تَوْكِيدِهَا وَقَدْ جَعَلْتُمُ اللَّهَ عَلَيْكُمْ كَفِيلًا إِنَّ اللَّهَ يَعْلَمُ مَا تَفْعَلُونَ (91)}

قوله تعالى: {إِنَّ اللَّهَ يَأْمُرُ بِالْعَدْلِ وَالْإِحْسَانِ وَإِيتَاءِ ذِي الْقُرْبَى وَيَنْهَى عَنِ الْفَحْشَاءِ وَالْمُنْكَرِ وَالْبَغْيِ يَعِظُكُمْ لَعَلَّكُمْ تَذَكَّرُونَ (90)}
قال أحمد بن محمد بن البناء الدمياطي (ت: 1117هـ): ("ووقف" حمزة وهشام بخلفه على "وإيتاي" ونحوه مما رسم بياء بعد الألف بإبدال الهمزة الثانية ألفا مع المد والقصر والتوسط، وبالتسهيل كالياء مع المد والقصر فهي خمسة، وإذا أبدلته ياء على الرسمي فالمد والتوسط والقصر مع سكون الياء والقصر مع روم حركتها فتصير تسعة، وفي الهمزة الأولى التحقيق وبين بين لتوسطها بزائد فصارت ثمانية عشر). [إتحاف فضلاء البشر: 2/188]
قال أحمد بن محمد بن البناء الدمياطي (ت: 1117هـ): (وأمال "وينهى" و"أربى" حمزه والكسائي وخلف وبالفتح والصغرى الأزرق). [إتحاف فضلاء البشر: 2/188]
قال أحمد بن محمد بن البناء الدمياطي (ت: 1117هـ): (وقرأ "تَذَكَّرُون" [الآية: 90] بالتخفيف حفص وحمزة والكسائي وخلف). [إتحاف فضلاء البشر: 2/188]
قال أحمد بن محمد بن البناء الدمياطي (ت: 1117هـ): (المرسوم
يوم تأتي بالياء وإيتاي ذي بياء بعد الألف يتفيوا بواو ألف بعدها). [إتحاف فضلاء البشر: 2/191] (م)
قال علي بن محمد الصفاقسي (ت: 1118هـ): ( {إن الله يأمر بالعدل والإحسان}
{وإيتآءي} [90] هذا مما زيد فيه الياء للتقوية بعد الهمزة المكسورة، وفيه لحمزة إن وقف عليه وليس محل وقف ثمانية عشر وجهًا، بدل الهمزة مع المد والتوسط والقصر، والتسهيل مع المد والقصر، وإسكان الياء مع الثلاثة، وروم حركتها مع القصر، فهذه تسعة، تأتي على كل من تسهيل الهمزة الأولى وتحقيقها، لتوسطها بزائد وهو واو ال عطف، ولا يخفى أن هشامًا لا يسهل الأولى إذ لا حكم له في متوسط، ولا سيما إن كان بزائد، فتسقط له تسعة التسهيل، وتبقى له تسعة فقط.
وليس لورش في همزه الثاني مد البدل، كما يتوهمه المصحفون، لأن حرف المد وإن وجد بعد الهمزة فهو غير ملفوظ به، والقراءة مبنية على اللفظ لا على الرسم.
فإن وجد حرف المد في اللفظ اعتبرناه، وإن لم يكن موجودًا في خط المصحف، كما في {دعاء} [إبراهيم] في رواية ورش.
وإن لم يوجد في اللفظ فلا نعتبره، ولو وجد في الخط، كما هنا، وثلاثة الأول له لوجود الياء بعده خطًا ولفظًا جلية، والله أعلم). [غيث النفع: 793]
قال علي بن محمد الصفاقسي (ت: 1118هـ): ( {تذكرون} قرأ حفص والأخوان بتخفيف الذال، والباقون بتشديدها). [غيث النفع: 794]
قال د. عبد اللطيف الخطيب (م): ( {إِنَّ اللَّهَ يَأْمُرُ بِالْعَدْلِ وَالْإِحْسَانِ وَإِيتَاءِ ذِي الْقُرْبَى وَيَنْهَى عَنِ الْفَحْشَاءِ وَالْمُنْكَرِ وَالْبَغْيِ يَعِظُكُمْ لَعَلَّكُمْ تَذَكَّرُونَ (90)}
{يَأْمُرُ}
قرأ أبو عمرو بخلاف عنه وأبو جعفر والأزرق وورش والأصبهاني (يامر) بإبدال الهمزة ألفًا.
وكذا جاءت قراءة حمزة في الوقف.
وقراءة الجماعة بالهمز {يأمر}.
{وَإِيتَاءِ ذِي}
قرأ حمزة وهشام بخلاف عنه، في الوقف على (إيتاء) ونحوه مما رسم في المصحف بياء بعد الألف (إيتاى):
1- بإبدال الهمزة الثانية ألفا مع المد والتوسط والقصر.
2- وقرأ بالتسهيل كالياء مع المد والقصر.
فهذه خمسة أوجه عنهما.
وإذا أبدلته ياءً على الرسم فالمد والتوسط والقصر مع سكون الياء، والقصر مع روم حركتها. فتصير جملة القراءات تسعًا.
أما الهمزة الأولى:
فلحمزة فيها وجهان:
أ- التحقيق.
ب- التسهيل بين بين لتوسطها بزائد.
وأما هشام فلم يقرأ بغير التحقيق.
{الْقُرْبَى}
أماله حمزة والكسائي وخلف.
[معجم القراءات: 4/678]
وبالتقليل قرأ الأزرق وورش بخلاف عنه وأبو عمرو.
والباقون على الفتح.
وتقدم مثل هذا في الآية/83 من سورة البقرة.
{يَنْهَى}
أماله حمزة والكسائي وخلف.
وبالفتح والتقليل قرأ الأزرق وورش.
والباقون على الفتح.
{وَالْبَغْيِ يَعِظُكُمْ}
عن أبي عمرو ويعقوب إدغام الياء في الياء والإظهار.
وذكر الفراء أنه قرئ بحذف الياء عند الياء، وسياق النص عنده يدل على أنه حذفت الياء الثانية للتخفيف، وعلى هذا تكون صورة القراءة:
و(البغي عظكم) كذا!.
وإليك نص الفراء:
قال: «... كما قرأ بعض القراء (والبغي يعظكم) بحذف الياء عند الياء، أنشدني الكسائي.
وأشمت العداة بنا فأضحوا = لدي تباشرون بمالقينا
معناه: لدي يتباشرون، فحذف لاجتماع الياءات...».
ونقل هذا عن الفراء أبو جعفر الطوسي في التبيان، قال: «... ثم تخفف، كما قرأ بعض القراء (والبغي يعظكم)، فحذف إحدى الياءين ذكره الفراء».
قلت: أنت ترى أنه خير في الحذف، والنص عند الفراء لا يصرح
[معجم القراءات: 4/679]
بحذف الثانية، لكن الشاهد الذي ذكره يدل على أنه أراد هذا. غير أن ما مثل به الفراء لا يصلح نظيرًا للآية؛ ففي البيت ثلاث ياءات: اثنتان مدغمتان أولًا ثم الثالثة في أول الفعل، وفي الآية ياءان وتكرار ثلاثة يقتضي الحذف، غير أن تكرار اثنتين يقتضي الإدغام، فتأمله!!.
{يَعِظُكُمْ}
قراءة الجماعة {يعظكم} بضم الظاء، على تقدير: فهو يعظكم.
وذكر ابن خالويه أن الفراء حكى عن بعضهم أنه قرأ (يعظكم) بسكون الظاء.
ولم أهتد إلى هذا في معاني القرآن للفراء.
وذكر قراءة الإسكان والاختلاس صاحب الإتحاف لابن محيصن.
ويعظكم: فيها وجهان: يجوز أن يكون حالًا من الضمير في «ينهى»، وأن يكون مستأنفًا، ومن ثم فلا مساغ للسكون هنا إلا التخفيف، وهذا من مشهور مذهب أبي عمرو بن العلاء فقد قرأ: يأمركم، ينصركم يشعركم.. فلعلها قراءته هنا في «يعظكم»!!
{تَذَكَّرُونَ}
قرأ حفص عن عاصم، وهي رواية علي بن نصر عن أبيه عن أبان عن عاصم، وحمزة والكسائي وخلف والأعمش (تذكرون) على حذف التاء، وأصله تتذكرون.
وقرأ أبو عمرو وابن عامر ونافع وابن كثير وأبو بكر عن عاصم وأبو جعفر ويعقوب {تذكرون} بتشديد الذال على إدغام التاء فيه، وأصله: تتذكرون.
[معجم القراءات: 4/680]
وتقدم مثل هذا في الآية/ 152 من سورة الأنعام).[معجم القراءات: 4/681]

قوله تعالى: {وَأَوْفُوا بِعَهْدِ اللَّهِ إِذَا عَاهَدْتُمْ وَلَا تَنْقُضُوا الْأَيْمَانَ بَعْدَ تَوْكِيدِهَا وَقَدْ جَعَلْتُمُ اللَّهَ عَلَيْكُمْ كَفِيلًا إِنَّ اللَّهَ يَعْلَمُ مَا تَفْعَلُونَ (91)}
قال أحمد بن محمد بن البناء الدمياطي (ت: 1117هـ): ("وأدغم" دال "وقد جعلتم" أبو عمرو وهشام وحمزة والكسائي وخلف). [إتحاف فضلاء البشر: 2/189]
قال د. عبد اللطيف الخطيب (م): ( {وَأَوْفُوا بِعَهْدِ اللَّهِ إِذَا عَاهَدْتُمْ وَلَا تَنْقُضُوا الْأَيْمَانَ بَعْدَ تَوْكِيدِهَا وَقَدْ جَعَلْتُمُ اللَّهَ عَلَيْكُمْ كَفِيلًا إِنَّ اللَّهَ يَعْلَمُ مَا تَفْعَلُونَ (91)}
{بَعْدَ تَوْكِيدِهَا}
قرأ أبو عمرو ويعقوب بإدغام الدال في التاء وبالإظهار.
وقال ابن عصفور في الممتع: «قرأ أبو عمرو بإدغام الدال في التاء، وينبغي أن يحمل على الإخفاء».
قال السمين: «ولا ثاني له في القرآن، أعني أنه لم يدغم دال مفتوحة بعد ساكن إلا في هذا الحرف».
{وَقَدْ جَعَلْتُمُ}
أدغم الدال في الجيم أبو عمرو وحمزة والكسائي وهشام وخلف ورويس.
وإظهار الدال قراءة ابن كثير ونافع وابن عامر وعاصم وأبي جعفر ويعقوب وقالون وابن ذكوان.
{يَعْلَمُ مَا}
إدغام الميم في الميم وإظهارها عن أبي عمرو ويعقوب).[معجم القراءات: 4/681]

روابط مهمة:
- أقوال المفسرين


رد مع اقتباس
  #24  
قديم 13 صفر 1440هـ/23-10-2018م, 02:40 PM
جمهرة علوم القرآن جمهرة علوم القرآن غير متواجد حالياً
فريق الإشراف
 
تاريخ التسجيل: Oct 2017
المشاركات: 7,975
افتراضي

سورة النحل

[ من الآية (92) إلى الآية (94) ]
{وَلَا تَكُونُوا كَالَّتِي نَقَضَتْ غَزْلَهَا مِنْ بَعْدِ قُوَّةٍ أَنْكَاثًا تَتَّخِذُونَ أَيْمَانَكُمْ دَخَلًا بَيْنَكُمْ أَنْ تَكُونَ أُمَّةٌ هِيَ أَرْبَى مِنْ أُمَّةٍ إِنَّمَا يَبْلُوكُمُ اللَّهُ بِهِ وَلَيُبَيِّنَنَّ لَكُمْ يَوْمَ الْقِيَامَةِ مَا كُنْتُمْ فِيهِ تَخْتَلِفُونَ (92) وَلَوْ شَاءَ اللَّهُ لَجَعَلَكُمْ أُمَّةً وَاحِدَةً وَلَكِنْ يُضِلُّ مَنْ يَشَاءُ وَيَهْدِي مَنْ يَشَاءُ وَلَتُسْأَلُنَّ عَمَّا كُنْتُمْ تَعْمَلُونَ (93) وَلَا تَتَّخِذُوا أَيْمَانَكُمْ دَخَلًا بَيْنَكُمْ فَتَزِلَّ قَدَمٌ بَعْدَ ثُبُوتِهَا وَتَذُوقُوا السُّوءَ بِمَا صَدَدْتُمْ عَنْ سَبِيلِ اللَّهِ وَلَكُمْ عَذَابٌ عَظِيمٌ (94) }

قوله تعالى: {وَلَا تَكُونُوا كَالَّتِي نَقَضَتْ غَزْلَهَا مِنْ بَعْدِ قُوَّةٍ أَنْكَاثًا تَتَّخِذُونَ أَيْمَانَكُمْ دَخَلًا بَيْنَكُمْ أَنْ تَكُونَ أُمَّةٌ هِيَ أَرْبَى مِنْ أُمَّةٍ إِنَّمَا يَبْلُوكُمُ اللَّهُ بِهِ وَلَيُبَيِّنَنَّ لَكُمْ يَوْمَ الْقِيَامَةِ مَا كُنْتُمْ فِيهِ تَخْتَلِفُونَ (92)}
قال د. عبد اللطيف الخطيب (م): ( {وَلَا تَكُونُوا كَالَّتِي نَقَضَتْ غَزْلَهَا مِنْ بَعْدِ قُوَّةٍ أَنْكَاثًا تَتَّخِذُونَ أَيْمَانَكُمْ دَخَلًا بَيْنَكُمْ أَنْ تَكُونَ أُمَّةٌ هِيَ أَرْبَى مِنْ أُمَّةٍ إِنَّمَا يَبْلُوكُمُ اللَّهُ بِهِ وَلَيُبَيِّنَنَّ لَكُمْ يَوْمَ الْقِيَامَةِ مَا كُنْتُمْ فِيهِ تَخْتَلِفُونَ (92)}
{أَرْبَى}
أمال الألف حمزة والكسائي وخلف.
وبالفتح والتقليل قرأ الأزرق وورش.
والباقون على الفتح.
{فِيهِ}
قراءة ابن كثير في الوصل (فيهي) بوصل الهاء بياء).[معجم القراءات: 4/682]

قوله تعالى: {وَلَوْ شَاءَ اللَّهُ لَجَعَلَكُمْ أُمَّةً وَاحِدَةً وَلَكِنْ يُضِلُّ مَنْ يَشَاءُ وَيَهْدِي مَنْ يَشَاءُ وَلَتُسْأَلُنَّ عَمَّا كُنْتُمْ تَعْمَلُونَ (93)}
قال د. عبد اللطيف الخطيب (م): ( {وَلَوْ شَاءَ اللَّهُ لَجَعَلَكُمْ أُمَّةً وَاحِدَةً وَلَكِنْ يُضِلُّ مَنْ يَشَاءُ وَيَهْدِي مَنْ يَشَاءُ وَلَتُسْأَلُنَّ عَمَّا كُنْتُمْ تَعْمَلُونَ (93)}
{شَاءَ}
تقدمت الإمالة فيه لحمزة وخلف وابن ذكوان.
انظر الآية / 20 من سورة البقرة.
{يَشَاءُ}
تقدم حكم الهمز فيه في الوقف.
انظر الآيتين /152 و 213 من سورة البقرة).[معجم القراءات: 4/682]

قوله تعالى: {وَلَا تَتَّخِذُوا أَيْمَانَكُمْ دَخَلًا بَيْنَكُمْ فَتَزِلَّ قَدَمٌ بَعْدَ ثُبُوتِهَا وَتَذُوقُوا السُّوءَ بِمَا صَدَدْتُمْ عَنْ سَبِيلِ اللَّهِ وَلَكُمْ عَذَابٌ عَظِيمٌ (94)}
قال د. عبد اللطيف الخطيب (م): ( {وَلَا تَتَّخِذُوا أَيْمَانَكُمْ دَخَلًا بَيْنَكُمْ فَتَزِلَّ قَدَمٌ بَعْدَ ثُبُوتِهَا وَتَذُوقُوا السُّوءَ بِمَا صَدَدْتُمْ عَنْ سَبِيلِ اللَّهِ وَلَكُمْ عَذَابٌ عَظِيمٌ (94)}
{بَعْدَ ثُبُوتِهَا}
جاء في التلخيص: وجاء إدغام (بعد ثبوتها) ولست آخذ به» ). [معجم القراءات: 4/682]

روابط مهمة:
- أقوال المفسرين


رد مع اقتباس
  #25  
قديم 13 صفر 1440هـ/23-10-2018م, 02:42 PM
جمهرة علوم القرآن جمهرة علوم القرآن غير متواجد حالياً
فريق الإشراف
 
تاريخ التسجيل: Oct 2017
المشاركات: 7,975
افتراضي

سورة النحل

[ من الآية (95) إلى الآية (100) ]
{وَلَا تَشْتَرُوا بِعَهْدِ اللَّهِ ثَمَنًا قَلِيلًا إِنَّمَا عِنْدَ اللَّهِ هُوَ خَيْرٌ لَكُمْ إِنْ كُنْتُمْ تَعْلَمُونَ (95) مَا عِنْدَكُمْ يَنْفَدُ وَمَا عِنْدَ اللَّهِ بَاقٍ وَلَنَجْزِيَنَّ الَّذِينَ صَبَرُوا أَجْرَهُمْ بِأَحْسَنِ مَا كَانُوا يَعْمَلُونَ (96)مَنْ عَمِلَ صَالِحًا مِنْ ذَكَرٍ أَوْ أُنْثَى وَهُوَ مُؤْمِنٌ فَلَنُحْيِيَنَّهُ حَيَاةً طَيِّبَةً وَلَنَجْزِيَنَّهُمْ أَجْرَهُمْ بِأَحْسَنِ مَا كَانُوا يَعْمَلُونَ (97) فَإِذَا قَرَأْتَ الْقُرْآَنَ فَاسْتَعِذْ بِاللَّهِ مِنَ الشَّيْطَانِ الرَّجِيمِ (98) إِنَّهُ لَيْسَ لَهُ سُلْطَانٌ عَلَى الَّذِينَ آَمَنُوا وَعَلَى رَبِّهِمْ يَتَوَكَّلُونَ (99) إِنَّمَا سُلْطَانُهُ عَلَى الَّذِينَ يَتَوَلَّوْنَهُ وَالَّذِينَ هُمْ بِهِ مُشْرِكُونَ (100)}

قوله تعالى: {وَلَا تَشْتَرُوا بِعَهْدِ اللَّهِ ثَمَنًا قَلِيلًا إِنَّمَا عِنْدَ اللَّهِ هُوَ خَيْرٌ لَكُمْ إِنْ كُنْتُمْ تَعْلَمُونَ (95)}
قال أحمد بن محمد بن البناء الدمياطي (ت: 1117هـ): (المقطوع والموصول
اختلف في قطع "إِنَّمَا عِنْدَ اللَّه" واتفقوا على وصل "أَيْنَمَا يُوَجِّهْه" ). [إتحاف فضلاء البشر: 2/191] (م)
قال د. عبد اللطيف الخطيب (م): ( {وَلَا تَشْتَرُوا بِعَهْدِ اللَّهِ ثَمَنًا قَلِيلًا إِنَّمَا عِنْدَ اللَّهِ هُوَ خَيْرٌ لَكُمْ إِنْ كُنْتُمْ تَعْلَمُونَ (95)}
{اللَّهِ}
إدغام الهاء في الهاء عن أبي عمرو ويعقوب، وعنهما الإظهار.
{خَيْرٌ}
ترقيق الراء عن الأزرق وورش بخلاف.
والجماعة على التفخيم).[معجم القراءات: 4/683]

قوله تعالى: {مَا عِنْدَكُمْ يَنْفَدُ وَمَا عِنْدَ اللَّهِ بَاقٍ وَلَنَجْزِيَنَّ الَّذِينَ صَبَرُوا أَجْرَهُمْ بِأَحْسَنِ مَا كَانُوا يَعْمَلُونَ (96)}
قال أبو بكر أحمد بن موسى ابن مجاهد التميمي البغدادي (ت: 324هـ): (19 - وَاخْتلفُوا في الْيَاء وَالنُّون من قَوْله {ولنجزين الَّذين صَبَرُوا} 96
فَقَرَأَ ابْن كثير وَعَاصِم {ولنجزين} بالنُّون
وَقَرَأَ نَافِع وَأَبُو عَمْرو وَابْن عَامر وَحَمْزَة والكسائي (وليجزين) بِالْيَاءِ
وروى علي بن نصر عَن أَبي عَمْرو {ولنجزين} بالنُّون مثل عَاصِم
وَلم يَخْتَلِفُوا في قَوْله {ولنجزينهم أجرهم} 97 أَنَّهَا بالنُّون). [السبعة في القراءات: 375]
قال أبو بكر أحمد بن الحسين ابن مهران الأصبهاني (ت: 381هـ): ( (ولنجزين) بالنون مكي ويزيد، وعاصم، وعباس). [الغاية في القراءات العشر: 299]
قال أبو الفضل محمد بن جعفر الخزاعي الجرجاني (ت: 408هـ): ( (ولنجزين) [96]: بالنون مكي، ويزيد، وعباس، وعاصم إلا البختري، والأخفش طريق البلخي). [المنتهى: 2/788]
قال مكي بن أبي طالب القَيْسِي (ت: 437هـ): (قرأ ابن كثير وعاصم (ولنجزين) بالنون، وقرأ الباقون بالياء.
وكلهم قرأوا (ولنجزينهم) بالنون). [التبصرة: 253]
قال أبو عمرو عثمان بن سعيد الداني (ت: 444هـ): (ابن كثير، وعاصم: {ولنجزين الذين صبروا} (96): بالنون.
وكذلك قال النقاش عن الأخفش عن ابن ذكوان، وهو عندي وهم؛ لأن الأخفش ذكر ذلك في كتابه عنه بالياء.
والباقون: بالياء). [التيسير في القراءات السبع: 339]
- قال محمد بن محمد بن محمد بن علي ابن الجزري (ت: 833هـ) : (ابن كثير وعاصم وأبو جعفر: (ولنجزين الّذين) بالنّون وكذلك قال النقاش عن الأخفش عن ابن ذكوان وهو عندي وهم، لأن [الأخفش] ذكر ذلك في كتابه عنه بالياء، والباقون بالياء). [تحبير التيسير: 433]
قال أبو القاسم يوسف بن علي بن جبارة الهذلي المغربي (ت: 465هـ): ( (وَلَنَجْزِيَنَّ الَّذِينَ) بالنون مكي غير ابْن مِقْسَمٍ، وأبو جعفر، وشيبة، وعَاصِم إلا البحتري، والجهضمي، وعلي بن نصر، واللؤلؤي، وعباس كلهم عن أَبِي عَمْرٍو، وعبد الرزاق عن أيرب، وابْن ذَكْوَانَ، والْأَخْفَش طريق الْبَلْخِيّ، والنَّقَّاش، والمخزمي عن ابن موسى، والحلواني عن هشام في قول أبي الحسين، وأيوب، والْمُطَّوِّعِيّ، الباقون بالياء، وهو الاختيار لقوله: (وَمَا عِندَ اللَّهِ بَاقٍ) ). [الكامل في القراءات العشر: 585]
قال أحمد بن علي بن خلف ابن الباذش الأنصاري (ت: 540هـ): ([96]- {وَلَنَجْزِيَنَّ} بالنون: ابن كثير وعاصم، والنقاش عن الأخفش.
وذكر ابن أشتة أنه قرأه على النقاش بالياء.
وقال الأهوازي: قال النقاش: أشك كيف قرأته على الأخفش، قال: وبالنون قرأته أنا عنه فعنه.
وتابع النقاش على روايته عن الأخفش بالنون عبد الله بن أحمد البلخي، وعبد الله بن جعفر، ولم يشكا، وهي رواية الصوري عن ابن ذكوان، وهي رواية الحسن بن العباس الجمال والحسين بن علي الجمال عن
[الإقناع: 2/683]
الحلواني عن هشام، وهي رواية عبد الرزاق بن الحسن عن أيوب بن تميم. حكى ذلك الأهوازي.
وخطأ أبو عمرو قول من قال عن الأخفش بالنون، قال: لأن الأخفش قد ذكر ذلك عنه في كتابيه بالياء. وذكر لأبي ولأبي القاسم -رضي الله عنهما- إنكار أبي عمرو لرواية من روى بالنون عن الأخفش عن ابن ذكوان، فلم يرضياه، والله أعلم). [الإقناع: 2/684]
قال القاسم بن فيرُّه بن خلف الشاطبي (ت: 590هـ): (813- .... .... .... .... وَنَجْـ = ـزِيَنَّ الَّذِينَ النُّونُ دَاعِيهِ نُوِّلاَ
814 - مَلَكْتُ وَعَنْهُ نَصَّ الاخْفَشُ يَاءهُ = وَعَنْهُ رَوَى النَّقَّاشُ نُوناً مُوَهَّلاَ). [الشاطبية: 64]
- قال علم الدين علي بن محمد السخاوي (ت: 643هـ): ([813] وظعنكم إسكانه (ذ)ائع ونجـ = ـزين الذين النون (د)اعيه (نـ)ـولا
[814] (مـ)ـلكت وعنه نص الاخفش ياءه = وعنه روى النقاش نونا موهلا
...
ووجه (لنجزين) معروف.
و(مؤهلا)، من قولهم: وهله فتوهل، أي: وهمه توهم، فهو منصوب على الحال من النقاش، أي منسوبًا إلى الوهم في ما نقل؛ يريد ما قال صاحب التيسير.
قال: «وكذلك قال النقاش عن الأخفش عن ابن ذكوان، وهو عندي وهمٌ، لأن الأخفش قد ذكر ذلك في كتابيه عنه بالياء» ). [فتح الوصيد: 2/1051]
- قال محمد بن أحمد الموصلي (شعلة) (ت: 656هـ): ([813] وظعنكم إسكانه ذائعٌ ونجـ = ـزين الذين النون داعيه نولا
[814] ملكت وعنه نص الاخفش ياءه = وعنه روى النقاش نونا موهلا
[كنز المعاني: 2/373]
ب: (الذائع): المشتهر، (التنويل): العطاء، (الموهل): المنسوب إلى الوهل، من (وهلت إليه بالفتح أهل): إذا ذهب وهمك إليه، أو المغلط من (وهل عنه) بالكسر: إذا غلط.
ح: (ظعنكم): مبتدأ، (إسكانه): بدل البعض منه، (ذائعٌ): خبر، (نجزين): مبتدأ، (النون) بالرفع- مبتدأ ثانٍ، (داعيه نولا): جملة خبر المبتدأ الثاني، والجملة الكبر، خبر المبتدأ الأول، والعائد فيها محذوف، أي: النون فيه، (ملكت): جملة مستأنفة، الهاء في (عنه): لمدلول (ملكت)، وفي (ياءه): لـ (نجزين)، وفي (عنه) الثاني: للأخفش، (موهلا): حال من (النقاش).
ص: قرأ الكوفيون وابن عامر: {يوم ظعنكم} [80] بإسكان العين، والباقون: بفتحها، لغتان، كما مر في (النهْر) و (النهَر)، و(الشحْم) و (الشحَم).
وقرأ ابن كثير وعاصم وابن ذكوان: {ولنجزين الذين صبروا [96] بالنون، والباقون: بالياء، والوجهان ظاهران، وقيد بـ (الذين)
[كنز المعاني: 2/374]
ليخرج: {ولنجزينهم أجرهم} [97].
ثم بين أن الصحيح عن ابن ذكوان القراء بالياء؛ لأن الأخفش هرون بن موسى الدمشقي تلميذ ابن ذكوان نص على ذلك عنه.
ثم قال: روى النقاش محمد بن الحسن بن زياد البغدادي المفسر عن الأخفش عن ابن ذكوان النون أيضًا، لكنه منسوب في ذلك إلى الوهم، نسبه إليه صاحب التيسير، حيث: نقل ذلك عنه، وقال: وهو عندي وهمٌ؛ لأن الأخفش ذكر الياء عن ابن ذكوان في كتابه). [كنز المعاني: 2/375] (م)
- قال أبو شامة عبد الرحمن بن إسماعيل الدمشقي (ت: 665هـ): (والنون في: {وَلَنَجْزِيَنَّ الَّذِينَ صَبَرُوا} والياء ظاهران، ولا خلاف في التي بعدها: {وَلَنَجْزِيَنَّهُمْ} أنه بالنون فلهذا قيد موضع الخلاف بقوله: الذين، ويجوز النون بالرفع على أنه مبتدأ ثانٍ، وبالنصب على أنه مفعول نول؛ أي: داعي نجزين نول النون فيه، والله أعلم.
[إبراز المعاني من حرز الأماني: 3/313]
814- "مَـ"ـلَكْتُ وَعَنْهُ نَصَّ الَاخْفَشُ يَاءهُ،.. وَعَنْهُ رَوَى النَّقَّاشُ نُونًا مُوَهَّلا
الميم في "ملكت" رمز ابن ذكوان؛ أي: أنه في جملة من روى عنه النون، ثم بين أن الصحيح عنه القراءة بالياء فقال عنه؛ يعني: عن ابن ذكوان نص الأخفش على الياء، وهو هارون بن موسى بن شريك الدمشقي تلميذ ابن ذكوان، وكان يعرف بأخفش باب الجابية والهاء في ياءه ترجع إلى لفظ "نجزين" المختلف فيه ثم قال وعنه؛ يعني: عن الأخفش روى النقاش وهو محمد بن الحسن بن محمد بن زياد بن هارون بن جعفر ابن سند البغدادي المفسر وهو ضعيف عند أهل النقل، روي عن شيخه الأخفش في قراءة ابن ذكوان لهذا الحرف نونا، قال صاحب التيسير: ابن كثير وعاصم: {لَنَجْزِيَنَّ الَّذِينَ} بالنون وكذلك روى النقاش عن الأخفش عن ابن ذكوان قال وهو عندي وهم؛ لأن الأخفش ذكر ذلك في كتابه عنه بالياء.
وذكر الأهوازي في كتاب الإيضاح النون عن ابن ذكوان وعن هشام أيضا وعن ابن عامر وأبي عمرو من بعض الطرق، وقال: قال النقاش: أشك كيف قرأته على الأخفش عن ابن ذكوان، وقول الناظم موهلا هو حال من النقاش أو صفة للنون؛ أي: مغلطا، يقال: وهل في الشيء وعنه بكسر الهاء إذا غلط وسهى، وهل وهلا ووهلت إليه بالفتح أهل وهلا ساكن الهاء إذا ذهب وهمل إليه فأنت تريد غيره مثل وهمت هكذا في صحاح
[إبراز المعاني من حرز الأماني: 3/314]
الجوهري، قال الشيخ: موهلا من قولهم وهله فتوهل؛ أي: وهمه فتوهم وهو منصوب على الحال من النقاش؛ أي: منسوبا إلى الوهم فيما نقل يريد ما قال صاحب التيسير هو عندي وهم وقد ذكرناه والله أعلم). [إبراز المعاني من حرز الأماني: 3/315]
- قال عبد الفتاح بن عبد الغني بن محمد القاضي (ت: 1403هـ): (813 - .... .... .... .... ونجـ = ـزينّ الّذين النّون داعيه نوّلا
814 - ملكت وعنه نصّ الاخفش ياءه = وعنه روى النّقاش نونا موهّلا
....
وقرأ ابن كثير وعاصم: وَلَنَجْزِيَنَّ الَّذِينَ صَبَرُوا بالنون، وروي عن ابن ذكوان فيه وجهان الياء ونص عليها الأخفش عن ابن ذكوان، والنون ورواها عنه النقاش. وأشار الناظم إلى ضعف وجه النون عن ابن ذكوان بقوله (موهّلا) منسوبا إلى الوهل وهو الضعف ولكن المحقق ابن الجزري صحح في النشر الوجهين عن ابن ذكوان فيقرأ له بهما). [الوافي في شرح الشاطبية: 306]
قال محمد بن محمد بن محمد بن علي ابن الجزري (ت: 833هـ): (143- .... .... .... لِيَجْزِيَ نُونٌ اِذْ = .... .... .... .... .... ). [الدرة المضية: 31] (م)
- قال محمد بن الحسن بن محمد المنير السمنودي (ت: 1199هـ): (ثم قال: ليجزي نون اد أي قرأ مرموز (ألف) أد وهو أبو جعفر {ولنجزين الذين} [96] بنون المتكلم فالذين مفعول، وعلم للآخرين بياء الغيبة وخرج {ولنجزينهم} [97] متفق النون فأطلقه اعتمادًا على
[شرح الدرة المضيئة: 160]
الشهرة). [شرح الدرة المضيئة: 161] (م)
قال محمد بن محمد بن محمد بن علي ابن الجزري (ت: 833هـ): ( (وَاخْتَلَفُوا) فِي: (لَيَجْزِيَنَّ الَّذِينَ) فَقَرَأَ
[النشر في القراءات العشر: 2/304]
ابْنُ كَثِيرٍ وَأَبُو جَعْفَرٍ وَعَاصِمٌ بِالنُّونِ، وَاخْتُلِفَ عَنِ ابْنِ عَامِرٍ فَرَوَاهُ النَّقَّاشُ عَنِ الْأَخْفَشِ وَالْمُطَّوِّعِيُّ عَنِ الصُّورِيِّ كِلَاهُمَا عَنِ ابْنِ ذَكْوَانَ كَذَلِكَ، وَكَذَلِكَ رَوَاهُ الرَّمْلِيُّ عَنِ الصُّورِيِّ مِنْ غَيْرِ طَرِيقِ الْكَارَزِينِيِّ، وَهِيَ رِوَايَةُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ أَحْمَدَ بْنِ الْهَيْثَمِ الْمَعْرُوفِ بِدُلْبَةَ عَنِ الْأَخْفَشِ، وَبِذَلِكَ قَرَأَ الدَّانِيُّ عَلَى شَيْخِهِ عَبْدِ الْعَزِيزِ الْفَارِسِيِّ عَنِ النَّقَّاشِ، وَكَذَلِكَ رَوَى الدَّاجُونِيُّ عَنْ أَصْحَابِهِ عَنْ هِشَامٍ، وَبِهِ نَصَّ سِبْطُ الْخَيَّاطِ صَاحِبُ الْمُبْهِجِ عَنْ هِشَامٍ مِنْ جَمِيعِ طُرُقِهِ، وَهَذَا مِمَّا انْفَرَدَ بِهِ، فَإِنَّا لَا نَعْرِفُ النُّونَ عَنْ هِشَامٍ مِنْ غَيْرِ طَرِيقِ الدَّاجُونِيِّ وَرَأَيْتُ فِي مُفْرَدِهِ قِرَاءَةَ ابْنِ عَامِرٍ لِلشَّيْخِ الشَّرِيفِ أَبِي الْفَضْلِ الْعَبَّاسِيِّ شَيْخِ سِبْطِ الْخَيَّاطِ مَا نَصُّهُ:
وَلَيَجْزِيَنَّ بِالْيَاءِ، وَاخْتُلِفَ عَنْهُ، وَالْمَشْهُورُ عَنْهُ بِالْيَاءِ، وَهَذَا خِلَافُ قَوْلِ السِّبْطِ، وَقَدْ قَطَعَ الْحَافِظُ أَبُو عَمْرٍو بِتَوْهِيمِ مَنْ رَوَى النُّونَ عَنِ ابْنِ ذَكْوَانَ، وَقَالَ: لَا شَكَّ فِي ذَلِكَ لِأَنَّ الْأَخْفَشَ ذَكَرَ ذَلِكَ فِي كِتَابِهِ بِالْيَاءِ، وَكَذَلِكَ رَوَاهُ عَنْهُ ابْنُ شَنَبُوذَ وَابْنُ الْأَخْرَمِ وَابْنُ أَبِي حَمْزَةَ وَابْنُ أَبِي دَاوُدَ وَابْنُ مُرْشِدٍ وَابْنُ عَبْدِ الرَّزَّاقِ وَعَامَّةُ الشَّامِيِّينَ، وَكَذَا ذَكَرَهُ ابْنُ ذَكْوَانَ فِي كِتَابِهِ بِإِسْنَادِهِ.
(قُلْتُ): وَلَا شَكَّ فِي صِلَةِ النُّونِ عَنْ هِشَامٍ وَابْنِ ذَكْوَانَ جَمِيعًا مِنْ طُرُقِ الْعِرَاقِيِّينَ قَاطِبَةً، فَقَدْ قَطَعَ بِذَلِكَ عَنْهُمَا الْحَافِظُ الْكَبِيرُ أَبُو الْعَلَاءِ الْهَمْدَانِيُّ كَمَا رَوَاهُ سَائِرُ الْمَشَارِقَةِ، نَعَمْ نَصَّ الْمَغَارِبَةُ قَاطِبَةً مِنْ جَمِيعِ طُرُقِهِمْ عَنْ هِشَامٍ وَابْنِ ذَكْوَانَ جَمِيعًا بِالْبَاءِ وَجْهًا وَاحِدًا، وَكَذَا هُوَ فِي الْعُنْوَانِ وَالْمُجْتَبَى لِعَبْدِ الْجَبَّارِ وَالْإِرْشَادِ وَالتَّذْكِرَةِ، لِابْنِ غَلْبُونَ، وَبِذَلِكَ قَرَأَ الْبَاقُونَ.
(وَاتَّفَقُوا) عَلَى النُّونِ وَلَنَجْزِيَنَّهُمْ أَجْرَهُمْ لِأَجْلِ فَلَنُحْيِيَنَّهُ قَبْلَهُ). [النشر في القراءات العشر: 2/305]
قال محمد بن محمد بن محمد بن علي ابن الجزري (ت: 833هـ): (وَتَقَدَّمَ بَاقٍ لِابْنِ كَثِيرٍ فِي بَابِ الْوَقْفِ). [النشر في القراءات العشر: 2/304]
- قال محمد بن محمد بن محمد بن علي ابن الجزري (ت: 833هـ): (قرأ ابن كثير وأبو جعفر وعاصم وابن عامر بخلاف عنه {ولنجزين} [96] بالنون، والباقون بالياء). [تقريب النشر في القراءات العشر: 574]
- قال محمد بن محمد بن محمد بن علي ابن الجزري (ت: 833هـ): ({باقٍ} [96] ذكر في الوقف). [تقريب النشر في القراءات العشر: 574]
قال محمد بن محمد بن محمد بن علي ابن الجزري (ت: 833هـ) : (726- .... .... .... .... .... = ليجزينّ النّون كم خلفٌ نما
727 - دم ثق .... .... .... = .... .... .... .... .... ). [طيبة النشر: 82]
- قال محمد بن محمد بن محمد بن علي ابن الجزري (ت: 833هـ) : (قوله: (ليجزين الذين صبروا) قرأه بالنون ابن عامر بخلاف عنه وعاصم وابن كثير وأبو جعفر المرموز لهما في أول البيت الآتي بعد، والباقون بالياء، فوجه النون الالتفات إلى نون العظمة، ووجه الياء حمله على قوله تعالى «وما عند الله باق» ). [شرح طيبة النشر لابن الجزري: 262]
- قال محب الدين محمد بن محمد بن محمد النُّوَيْري (ت: 857هـ): (وقرأ ذو نون (نما) عاصم ودال (دم) ابن كثير وثاء (ثق) أبو جعفر ولنجزينّ الّذين صبروا [النحل: 96]- بالنون على الالتفات إلى نون العظمة؛ على حد ولقآئه أولئك يئسوا من رّحمتي [العنكبوت: 23].
والباقون بالياء على إسناده إلى ضمير [اسم] الله تعالى في وما عند الله باق [النحل: 96].
واختلف فيه عن ذي كاف (كم) ابن عامر:
فرواه النقاش عن الأخفش والمطوعي عن الصوري، كلاهما عن ابن ذكوان بالنون.
وكذلك رواه الرملي عن الصوري من غير طريق الكارزيني، وهي رواية ابن الهيثم المعروف بـ «دلبة» عن الأخفش.
وبذلك قرأ الداني على الفارسي عن النقاش.
وكذلك روى الداجوني عن أصحابه عن هشام من جميع طرقه.
قال الناظم: وهذا مما انفرد به؛ فإنا لا نعرف النون عن هشام من [غير] طريق
[شرح طيبة النشر للنويري: 2/415]
الداجوني.
قال: ورأيت مفردة ابن عامر للشريف شيخ السبط ما نصه ليجزين [النحل: 96] بالياء.
واختلف عنه، والمشهور عنه بالياء، [وهذا] بخلاف قول السبط، وقد قطع الداني بوهم من روى النون عن ابن ذكوان.
وقال: لا شك في ذلك؛ لأن الأخفش ذكر ذلك في كتابه بالياء.
وكذلك رواه ابن شنبوذ، وابن الأخرم، وابن أبي حمزة، وابن أبي داود، وابن مرشد وابن عبد الرزاق، وعامة الشاميين.
وكذلك رواه ابن ذكوان في كتابه بإسناده.
قال المصنف: ولا شك في صحة النون عن هشام، وابن ذكوان معا من طرق العراقيين قاطبة من جميع طرقهم عن هشام وابن ذكوان معا بالياء وجها واحدا، واتفقوا على النون في ولنجزينّهم أجرهم [النحل: 97] لأجل فلنحيينّه [النحل: 97] قبله). [شرح طيبة النشر للنويري: 2/416]
- قال محب الدين محمد بن محمد بن محمد النُّوَيْري (ت: 857هـ): (تتمة:
تقدم جعل لّكم [النحل: 72] كلاهما هنا لرويس وبطون أمّهتكم [النحل: 78] بالنساء [الآية:] ورءا الّذين ظلموا [النحل: 85] وأشركوا [النحل: 35]، وباقي [النحل: 96] لابن كثير.
وأثبت يعقوب في الحالين [ياء] فارهبوني [النحل: 51]، فاتقوني [النحل: 2] ). [شرح طيبة النشر للنويري: 2/417] (م)
قال أحمد بن محمد بن البناء الدمياطي (ت: 1117هـ): ("ووقف" ابن كثير على "باق" بالياء). [إتحاف فضلاء البشر: 2/189]
قال أحمد بن محمد بن البناء الدمياطي (ت: 1117هـ): (واختلف في "وليجزين الذين" [الآية: 127] فابن كثير وابن عامر بخلف عنه وعاصم وأبو جعفر بنون العظمة مراعاة لما قبله، وافقهم ابن محيصن وهي رواية النقاش عن الأخفش والمطوعي عن الصوري، كلاهما عن ابن ذكوان، وكذا رواه الرملي عن الصوري من غير طريق الكارزيني، وكذا رواه الداجوني عن أصحابه عن هشام، وقد قطع الداني بوهم من روى النون عن ابن ذكوان، وتعقبه الجعبري وغيره، قال في النشر: قلت ولا شك في صحة النون عن هشام وابن ذكوان جميعا من طرق العراقيين قاطبة، فقد قطع بذلك عنهما أبو العلاء الهمداني كما رواه سائر المشارقة، والباقون بالياء على الغيب، وهو نص المغاربة قاطبة من جميع طرقهم عن هشام وابن ذكوان جميعا وجها واحدا، واتفقوا على النون في "ولنجزينهم" لأجل "فلنحيينه" قبله). [إتحاف فضلاء البشر: 2/189]
قال علي بن محمد الصفاقسي (ت: 1118هـ): ( {باق} [96] لا خلاف بينهم في تنوينه وصلاً، واختلفوا في الوقف عليه، فوقف المكي بزيادة ياء بعد القاف، والباقون بحذفها). [غيث النفع: 794]
قال علي بن محمد الصفاقسي (ت: 1118هـ): ( {وليجزين} قرأ المكي وعاصم وابن ذكوان بخلف عنه بنون العظمة، والباقون بالياء، وهو الطريق الثاني لابن ذكوان.
تنبيه: إن قلت: جزمت بثبوت الخلاف لابن ذكوان، وقد قطع الداني بتوهيم من روى عنه النون.
قال في التيسير: «وكذلك أي بالنون قال النقاش عن الأخفش عن ابن ذكوان، وهي عند وهم، لأن الأخفش ذكر ذلك في كتابه عنه بالياء».
فالجواب: أن عدم ثبوت ذلك عنده لا ينافي ثبوته عند غيره، وقد ثبت ذلك من جميع طرق العراقيين، وقطع به الحافظ الكبير أو العلاء الهمذاني وما احتج به الداني من نص كتاب الأخفش لا تثبت به حجة على النفي، إذ يحتمل أنه ذكر في كتابه أحد الوجهين وهو الياء، وكان يقرأ بالوجهين الياء والنون، والإقراء مقدم عند التعارض، وأولى مع إمكان الجمع.
[غيث النفع: 794]
واتفقوا على النون في {ولنجزينهم أجرهم} [97] لمناسبة {فلنحيينه} قبله). [غيث النفع: 795] (م)
قال د. عبد اللطيف الخطيب (م): ( {مَا عِنْدَكُمْ يَنْفَدُ وَمَا عِنْدَ اللَّهِ بَاقٍ وَلَنَجْزِيَنَّ الَّذِينَ صَبَرُوا أَجْرَهُمْ بِأَحْسَنِ مَا كَانُوا يَعْمَلُونَ (96)}
{بَاقٍ}
قرأ ابن كثير في رواية القواس والبزي، وابن شنبوذ ومجاهد كلاهما عن قنبل، ويعقوب (باقي) بإثبات الياء في الوقف.
وقراءة الباقين، وكذا ابن كثير من رواية ابن فليح بحذف الياء في الوقف (باق).
ولم يختلف هؤلاء القراء في الوصل أنه بحذف الياء وتنوين القاف، ولا يجوز غيره.
قال أبو حيان: «وفي الإقناع أبي جعفر بن الباذش عن ابن مجاهد الوقف على جميع الباب لابن كثير بالياء، وهذا لا يعرفه المكيون، وفيه عن أبي يعقوب الأزرق عن ورش أنه خيره في الوقف في جميع الباب بين أن يقف بالياء وبين أن يقف بحذفها، والباب هو كل منقوص منون..».
[معجم القراءات: 4/683]
وتقدم في سورة الرعد في الآيات /7، 11، 34، الحديث عن «هادٍ، والٍ، واقٍ».
{وَلَنَجْزِيَنَّ}
قرأ ابن كثير وابن عامر بخلاف عنه، وعاصم، وعلي بن نصر عن أبي عمرو، والنقاش عن الأخفش، والمطوعي عن الصوري، وكلاهما والداجوني عن ابن ذكوان، وهشام وأبو جعفر وابن محيصن (لنجزين) بنون العظمة على الالتفات من الغيبة إلى التكلم.
وقرأ نافع وأبو عمرو وابن عامر وحمزة والكسائي ويعقوب وهي رواية المغاربة عن هشام وابن ذكوان (ليجزين) بالياء.
قال مكي: «والاختيار الياء لأن أكثر القراء عليه».
وقرأ عبد الله بن مسعود (وليوفين...) وتحمل مثل هذه القراءة على التفسير؛ فهي في معنى قراءة الجماعة {ليجزين} بالياء أو بالنون.
{بِأَحْسَنِ}
قراءة حمزة في الوقف بإبدال الهمزة المفتوحة المكسور ما قبلها ياءً مفتوحة).[معجم القراءات: 4/684]

قوله تعالى: {مَنْ عَمِلَ صَالِحًا مِنْ ذَكَرٍ أَوْ أُنْثَى وَهُوَ مُؤْمِنٌ فَلَنُحْيِيَنَّهُ حَيَاةً طَيِّبَةً وَلَنَجْزِيَنَّهُمْ أَجْرَهُمْ بِأَحْسَنِ مَا كَانُوا يَعْمَلُونَ (97)}
قال أبو بكر أحمد بن موسى ابن مجاهد التميمي البغدادي (ت: 324هـ): (وَلم يَخْتَلِفُوا في قَوْله {ولنجزينهم أجرهم} 97 أَنَّهَا بالنُّون). [السبعة في القراءات: 375] (م)
قال أبو القاسم يوسف بن علي بن جبارة الهذلي المغربي (ت: 465هـ): ( (فَلَنُحْيِيَنَّهُ)، و(وَلَنَجْزِيَنَّهُمْ) بالياء فيهما ابن المنادي عن نافع، وابْن مِقْسَمٍ، وهو الاختيار لقوله في الأول (وَلَنَجْزِيَنَّ)، الباقون بالنون). [الكامل في القراءات العشر: 585]
قال محمد بن محمد بن محمد بن علي ابن الجزري (ت: 833هـ): (143- .... .... .... لِيَجْزِيَ نُونٌ اِذْ = .... .... .... .... .... ). [الدرة المضية: 31] (م)
- قال محمد بن الحسن بن محمد المنير السمنودي (ت: 1199هـ):(ثم قال: ليجزي نون اد أي قرأ مرموز (ألف) أد وهو أبو جعفر {ولنجزين الذين} [96] بنون المتكلم فالذين مفعول، وعلم للآخرين بياء الغيبة وخرج {ولنجزينهم} [97] متفق النون فأطلقه اعتمادًا على
[شرح الدرة المضيئة: 160]
الشهرة). [شرح الدرة المضيئة: 161] (م)
قال علي بن محمد الصفاقسي (ت: 1118هـ): ( {وليجزين} قرأ المكي وعاصم وابن ذكوان بخلف عنه بنون العظمة، والباقون بالياء، وهو الطريق الثاني لابن ذكوان.
تنبيه: إن قلت: جزمت بثبوت الخلاف لابن ذكوان، وقد قطع الداني بتوهيم من روى عنه النون.
قال في التيسير: «وكذلك أي بالنون قال النقاش عن الأخفش عن ابن ذكوان، وهي عند وهم، لأن الأخفش ذكر ذلك في كتابه عنه بالياء».
فالجواب: أن عدم ثبوت ذلك عنده لا ينافي ثبوته عند غيره، وقد ثبت ذلك من جميع طرق العراقيين، وقطع به الحافظ الكبير أو العلاء الهمذاني وما احتج به الداني من نص كتاب الأخفش لا تثبت به حجة على النفي، إذ يحتمل أنه ذكر في كتابه أحد الوجهين وهو الياء، وكان يقرأ بالوجهين الياء والنون، والإقراء مقدم عند التعارض، وأولى مع إمكان الجمع.
[غيث النفع: 794]
واتفقوا على النون في {ولنجزينهم أجرهم} [97] لمناسبة {فلنحيينه} قبله). [غيث النفع: 795] (م)
قال د. عبد اللطيف الخطيب (م): ( {مَنْ عَمِلَ صَالِحًا مِنْ ذَكَرٍ أَوْ أُنْثَى وَهُوَ مُؤْمِنٌ فَلَنُحْيِيَنَّهُ حَيَاةً طَيِّبَةً وَلَنَجْزِيَنَّهُمْ أَجْرَهُمْ بِأَحْسَنِ مَا كَانُوا يَعْمَلُونَ (97)}
{أُنْثَى}
أماله حمزة والكسائي وخلف.
وبالفتح والتقليل قرأ الأزرق وورش وأبو عمرو.
والباقون بالفتح.
{وَهُوَ}
تقدمت القراءة فيه بإسكان الهاء وضمها مرارًا، وانظر الآيتين / 29 و 85 من سورة البقرة.
{مُؤْمِنٌ}
تقدمت قراءة أبي جعفر وغيره (مومن) بإبدال الهمزة واوًا، انظر الآية /99 من سورة يونس (مؤمنين).
{وَلَنَجْزِيَنَّهُمْ}
ذكرت أغلب المراجع الاتفاق على قراءة الفعل في هذا الموضع بالنون، وحجة بعضهم أن قبلها (فلنحيينه).
غير أني وجدت روايتين تذكران القراءة بياء الغائب:
الأولى: قال أبو حيان: «روى عن نافع: «ليجزينهم» بالياء بدل النون، التفت من ضمير المتكلم إلى ضمير الغيبة».
الثانية: من حاشية الجمل فقد ذكر أنها رواية عن ابن عامر (ليجزينهم).
[معجم القراءات: 4/685]
وذكر هذا أيضًا السمين الحلبي.
وقرأ ابن مسعود (وليوفينهم) وهي على وزن قراءته في الآية السابقة، والأرجح أن يحمل مثل هذا على التفسير.
{بِأَحْسَنِ}
تقدم حكم الهمز في الوقف في الآية السابقة).[معجم القراءات: 4/686]

قوله تعالى: {فَإِذَا قَرَأْتَ الْقُرْآَنَ فَاسْتَعِذْ بِاللَّهِ مِنَ الشَّيْطَانِ الرَّجِيمِ (98)}
قال علي بن محمد الصفاقسي (ت: 1118هـ): ( {قرأت القرءان} [98] إبدال الأول لسوسي، ونقل حركة همزة {القرءان} إلى الراء وحذفها للمكي لا يخفى). [غيث النفع: 795]
قال د. عبد اللطيف الخطيب (م): ( {فَإِذَا قَرَأْتَ الْقُرْآَنَ فَاسْتَعِذْ بِاللَّهِ مِنَ الشَّيْطَانِ الرَّجِيمِ (98)}
{قَرَأْتَ}
قرأ أبو عمرو بخلاف عنه وأبو جعفر والسوسي بإبدال الهمزة ألفًا (قرات).
وجاءت قراءة حمزة في الوقف بالإبدال أيضًا.
وقراءة الجماعة بالهمز حيث وقع.
{الْقُرْآَنَ}
قرأ ابن كثير وابن محيصن (القران) بنقل حركة الهمزة إلى الراء قبلها مع حذف الهمزة في الحالين.
وكذا بالنقل والحذف قرأ حمزة في الوقف.
وقراءة الباقين {القرآن} بالهمز والمد؛ حيث جاء.
وتقدم مثل هذا في الآية / 185 من سورة البقرة).[معجم القراءات: 4/686]

قوله تعالى: {إِنَّهُ لَيْسَ لَهُ سُلْطَانٌ عَلَى الَّذِينَ آَمَنُوا وَعَلَى رَبِّهِمْ يَتَوَكَّلُونَ (99)}

قوله تعالى: {إِنَّمَا سُلْطَانُهُ عَلَى الَّذِينَ يَتَوَلَّوْنَهُ وَالَّذِينَ هُمْ بِهِ مُشْرِكُونَ (100)}

روابط مهمة:
- أقوال المفسرين


رد مع اقتباس
إضافة رد

مواقع النشر (المفضلة)

الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 4 ( الأعضاء 0 والزوار 4)
 

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع


الساعة الآن 05:45 PM


Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd. TranZ By Almuhajir
جميع الحقوق محفوظة