التفسير اللغوي
تفسير قوله تعالى: {وَلَوْ أَنَّ لِلَّذِينَ ظَلَمُوا مَا فِي الْأَرْضِ جَمِيعًا وَمِثْلَهُ مَعَهُ لَافْتَدَوْا بِهِ مِنْ سُوءِ الْعَذَابِ يَوْمَ الْقِيَامَةِ وَبَدَا لَهُمْ مِنَ اللَّهِ مَا لَمْ يَكُونُوا يَحْتَسِبُونَ (47) }
قَالَ عَبْدُ اللهِ بْنُ مُسْلِمِ بْنِ قُتَيْبَةَ الدِّينَوَرِيُّ (ت: 276هـ) : ( {وبدا لهم من اللّه ما لم يكونوا يحتسبون} : يقال: إنهم عملوا في الدنيا أعمالا كانوا يرون أنها تنفعهم، فلم تنفعهم مع شركهم).[تفسير غريب القرآن: 384]
قَالَ أَحْمَدُ بنُ مُحَمَّدِ بنِ إِسْمَاعِيلَ النحَّاسُ (ت: 338هـ) : (وقوله جل وعز: {وبدا لهم من الله ما لم يكونوا يحتسبون}
يروى : أنهم عملوا أعمالا توهموا أنها تنفعهم , فلم تنفعهم؛ لأنهم كانوا مشركين.). [معاني القرآن: 6/182]
تفسير قوله تعالى: {وَبَدَا لَهُمْ سَيِّئَاتُ مَا كَسَبُوا وَحَاقَ بِهِمْ مَا كَانُوا بِهِ يَسْتَهْزِئُونَ (48)}
قالَ أَبُو عُبَيْدَةَ مَعْمَرُ بْنُ الْمُثَنَّى التَّيْمِيُّ (ت:210هـ): ({وحاق بهم }: مثل أحاط بهم , ولزمهم.). [مجاز القرآن: 2/190]
تفسير قوله تعالى: {فَإِذَا مَسَّ الْإِنْسَانَ ضُرٌّ دَعَانَا ثُمَّ إِذَا خَوَّلْنَاهُ نِعْمَةً مِنَّا قَالَ إِنَّمَا أُوتِيتُهُ عَلَى عِلْمٍ بَلْ هِيَ فِتْنَةٌ وَلَكِنَّ أَكْثَرَهُمْ لَا يَعْلَمُونَ (49) }
قالَ يَحْيَى بْنُ زِيَادٍ الفَرَّاءُ: (ت: 207هـ): (وقوله: {بل هي فتنةٌ...}
خرجت (هي) بالتأنيث لتأنيث الفتنة, ولو قيل: بل هو فتنة لكان صواباً؛ كما قال {هذا رحمةٌ من ربّي} , ومثله كثير في القرآن, وكذلك قوله: {قد قالها الذين من قبلهم} أنثت إرادة الكلمة .
ولو قيل: قد قاله الذين من قبلهم كان صوابا, ومثله في الكلام أن تقول: قد فعلتها , وفعلت ذاك: ومثله, قوله: {وفعلت فعلتك التي فعلت}: يجوز مكانها لو أتى: وفعلت فعلك). [معاني القرآن: 2/420-421]
قَالَ عَبْدُ اللهِ بْنُ مُسْلِمِ بْنِ قُتَيْبَةَ الدِّينَوَرِيُّ (ت: 276هـ): (والضُّرّ: الشدة والبلاء ... ومنه المرض، كقول أيوب عليه السّلام: {أَنِّي مَسَّنِيَ الضُّرُّ}، {فَإِذَا مَسَّ الْإِنْسَانَ ضُرٌّ دَعَانَا}). [تأويل مشكل القرآن: 483] (م)
قَالَ إِبْرَاهِيمُ بْنُ السَّرِيِّ الزَّجَّاجُ (ت: 311هـ) : (وقوله عزّ وجلّ: {فإذا مسّ الإنسان ضرّ دعانا ثمّ إذا خوّلناه نعمة منّا قال إنّما أوتيته على علم بل هي فتنة ولكنّ أكثرهم لا يعلمون (49)}
{ثمّ إذا خوّلناه}: أعطيناه ذلك تفضلا، وكل من أعطى على غير جزاء , فقد خول.
{قال إنّما أوتيته على علم} : أي: أعطيته على شرف, وفضل يجب له به هذا الّذي أعطيت، فقد علمت أني سأعطى هدى، فأعلم اللّه أنه قد يعطى اختبارا , وابتلاء فقال:{بل هي فتنة}: أي : تلك العطيّة فتنة من الله, وبلوى يبتلى بها العبد ليشكر , أو يكفر). [معاني القرآن: 4/357]
قَالَ أَحْمَدُ بنُ مُحَمَّدِ بنِ إِسْمَاعِيلَ النحَّاسُ (ت: 338هـ) : ( وقوله جل وعز: {فإذا مس الإنسان ضر دعانا ثم إذا خولناه نعمة منا}
قال مجاهد :{خولناه}: (أعطيناه) .
قال أبو جعفر : يقال خولته كذا , أي: أعطيته إياه تفضلا من غير جزاء.
وقوله جل وعز: {قال إنما أوتيته على علم بل هي فتنة ولكن أكثرهم لا يعلمون}
قال مجاهد: (إنما أوتيته على علم , أي: على شرف) .
وقال قتادة: (أي على خير عندي)
قال أبو جعفر: المعنى إن لي علما بالكسب : إما بتجارة , أو غيرها , فقد علمت إني أوتي هذا.
ومن أحسن ما قيل فيه : أن المعنى : قد علمت إذا أوتيت هذا في الدنيا أن لي عند الله منزلة, فرد الله جل وعز ذا عليه , فقال : {أولم يعلم أن الله قد أهلك من قبله من القرون } الآية , فعرف الله جل وعز : أنه ليس يعطي المال كل من له منزلة .
ثم قال جل وعز: {بل هي فتنة} : أي بل العطية فتنة يمتحن بها العبد ليظهر منه أيشكر , أم يكفر). [معاني القرآن: 6/182-183]
تفسير قوله تعالى: {قَدْ قَالَهَا الَّذِينَ مِنْ قَبْلِهِمْ فَمَا أَغْنَى عَنْهُمْ مَا كَانُوا يَكْسِبُونَ (50)}
قَالَ إِبْرَاهِيمُ بْنُ السَّرِيِّ الزَّجَّاجُ (ت: 311هـ) : ({قد قالها الّذين من قبلهم فما أغنى عنهم ما كانوا يكسبون (50)}: يقول: فأحبطت أعمالهم.). [معاني القرآن: 4/357]
تفسير قوله تعالى: {فَأَصَابَهُمْ سَيِّئَاتُ مَا كَسَبُوا وَالَّذِينَ ظَلَمُوا مِنْ هَؤُلَاءِ سَيُصِيبُهُمْ سَيِّئَاتُ مَا كَسَبُوا وَمَا هُمْ بِمُعْجِزِينَ (51) }
قَالَ إِبْرَاهِيمُ بْنُ السَّرِيِّ الزَّجَّاجُ (ت: 311هـ) : ( {فأصابهم سيّئات ما كسبوا والّذين ظلموا من هؤلاء سيصيبهم سيّئات ما كسبوا وما هم بمعجزين (51)} : أي : إلى الله مرجعهم ؛ فيجازيهم بأعمالهم). [معاني القرآن: 4/357]
تفسير قوله تعالى: {أَوَلَمْ يَعْلَمُوا أَنَّ اللَّهَ يَبْسُطُ الرِّزْقَ لِمَنْ يَشَاءُ وَيَقْدِرُ إِنَّ فِي ذَلِكَ لَآَيَاتٍ لِقَوْمٍ يُؤْمِنُونَ (52) }