واو القسم
واو القسم مبدلة عن باء الإلصاق في أقسمت بالله، والتاء مبدلة عن الواو، والواو أكثر استعمالاً من أصلها وهو الباء، لا تستعمل في قسم السؤال، ولا تدخل على الضمير. [ابن يعيش: 8/ 32]، [الرضي: 2/ 310-311].
1- {فلا وربك لا يؤمنون حتى يحكموك فيما شجر بينهم } [4: 65].
في [الكشاف: 1/ 277] : (فلا وربك) معناه: فوربك كقوله تعالى: {فوربك لنسألنهم} [15: 92]. (ولا) مزيدة لتأكيد معنى القسم؛ كما زيدت في {لئلا يعلم} [57: 29]. لتأكيد وجوب العلم. (لا يؤمنون) جواب القسم.
في [البيان: 1/ 258]: «تقديره: فلا يؤمنون، وربك لا يؤمنون، فأخبر أولاً، وكرره بالقسم ثانيًا؛ فاستغنى بذكر الفعل في الثاني عن ذكره في الأول».
في [العكبري: 1/ 104]: «فيه وجهان: أحدهما: أن (لا) الأولى زائدة، والتقدير: فوربك لا يؤمنون. وقيل: الثانية زائدة، والقسم معترض بين النفي والمنفي.
والوجه الآخر: أن (لا) نفي لشيء محذوف تقديره: فلا يفعلون، ثم قال: وربك لا يؤمنون». [القرطبي: 2/ 1846]، [البحر: 3/ 284].
2- {والله ربنا ما كنا مشركين} [6: 23].
في [البيان: 1/ 317] : «ما كنا مشركين، جواب القسم. (ربنا) بالكسر وصف وبالفتح على النداء فهو اعتراض بين القسم وجوابه». [البحر: 4/ 95].
3- {يس والقرآن الحكيم إنك لمن المرسلين} [36: 1-3].
(إنك لمن المرسلين) جواب القسم. [المغني: 2/ 85].
4- {ص والقرآن ذي الذكر بل الذين كفروا في عزة وشقاق } [38: 1-2].
في [معاني القرآن: 2/ 397] : «وقد زعم قوم أن جواب (والقرآن) {إن ذلك لحق تخاصم أهل النار} [38: 64]. وذلك كلام قد تأخر تأخرًا كثيرًا عن قوله (والقرآن) وجرت بينهما قصص مختلفة، فلا نجد ذلك مستقيمًا في العربية والله أعلم».
في [الكشاف: 3/ 315] : «القسم محذوف الجواب: لدلالة التحدي عليه. تقديره: إنه لكلام معجز»:
في [البيان: 2/ 311-312]: «وجواب القسم فيه أربعة أوجه:
الأول: جوابه {إن كل إلا كذب الرسل} [38: 14]. والثاني: أن يكون جوابه {بل الذين كفروا} [38: 2]. والثالث: أن يكون جوابه {إن ذلك لحق} [38: 64]. والرابع: أن يكون جوابه (كم أهلكنا) وتقديره: لكم فحذفت اللام، كما حذفت من قوله تعالى: {قد أفلح من زكاها} [91: 9]. أي لقد أفلح. وهذا قول الفراء».
وفي [البحر: 7/ 383] : «ينبغي أن يقدر ما أثبت جوابا للقرآن حين أقسم به. وذلك في قوله تعالى: {يس والقرآن الحكيم إنك لمن المرسلين} [36: 1-2]. [العكبري: 2/ 108]، [المغني: 2/ 174] ».
5- {حم والكتاب المبين إنا جعلناه قرآنا عربيا} [43: 1-3].
جواب القسم (إنا جعلناه). [البحر: 8/ 5].
6- {حم والكتاب المبين إنا أنزلناه في ليلة مباركة} [44: 1-3].
جواب القسم (إنا أنزلناه) وقال ابن عطية: الجواب: {إنا كنا منذرين} [44: 3].
[البحر: 8/ 32]، [العكبري: 2/ 120].
7- {ق والقرآن المجيد بل عجبوا أن جاءهم منذر منهم} [50: 1-2].
جواب القسم محذوف يدل عليه ما بعده، تقديره: إنك جئتهم بالبعث منذرا. وقيل: ما ردوا أمرك بحق. وقيل لتبعثن. [البحر: 8/ 120]، [العكبري: 2/ 126]، [المغني: 2/ 174].
8- {والذاريات ذروا فالحاملات وقرا فالجاريات يسرا فالمقسمات أمرا إنما توعدون لصادق} [51: 1-5].
إن كان المدلول متغايرًا فتكون أقسامًا متعاقبة، وإذا كانت غير متغايرة فهو قسم واحد، وهو من عطف الصفات. جواب القسم: (إنما توعدون لصادق). [البحر: 8/ 133].
9- {والطور وكتاب مسطور في رق منشور والبيت المعمور والسقف المرفوع والبحر المسجور إن عذاب ربك لواقع} [52: 1-7].
الواو الأولى للقسم وما بعدها للعطف. [البحر: 8/ 147]، [العكبري: 2/ 129].
10- {والمرسلات عرفا فالعاصفات عصفا والناشرات نشرا فالفارقات فرقا فالملقيات ذكرا عذرا أو نذرا إنما توعدون لواقع} [77: 1-7].
الذي يظهر أن المقسم به شيئان، ولذلك جاء العطف بالواو (والناشرات). والعطف بالواو يشعر بالتغاير، وأما العطف بالفاء إذا كان في الصفات فيدل على أنها راجعة لموصوف واحد. جواب القسم: (إنما توعدون لواقع). [البحر: 8/ 403-404]، [المغني: 2/ 138].
11- {والنازعات غرقا والناشطات نشطا والسابحات سبحا فالسابقات سبقا فالمدبرات أمرا يوم ترجم الراجفة} [79: 1-6].
الذي يظهر أن ما عطف بالفاء هو من وصف المقسم به، والمعطوف بالواو مغاير لما قبله، على أنه يحتمل أن يكون من عطف الصفات.
المختار أن الجواب محذوف تقديره: لتبعثن. [البحر: 8/ 420]، [المغني: 2/ 138، 174].
12- {والسماء والطارق وما أدراك ما الطارق النجم الثاقب إن كل نفس لما عليها حافظ} [86: 1-4].
جواب القسم (إن كل نفس. . . ) وقيل: {إنه على رجعه لقادر} [86: 8]. [البحر: 8/ 454]، [الجمل: 4/ 509].
13- {والسماء ذات البروج واليوم الموعود وشاهد ومشهود قتل أصحاب الأخدود} [85: 1-4].
في [المقتضب: 2/ 337] : «وإنما وقع القسم على قوله: {إن بطش ربك لشديد} [85: 12]. وقد قال قوم: إنما وقع على {قتل أصحاب الأخدود} [85: 4]. وحذفت اللام لطول الكلام».
وفي [الكشاف: 44/ 199] : «جواب القسم محذوف يدل عليه قوله (قتل أصحاب الأخدود)».
وفي [البحر: 8/ 449] : «(وشاهد ومشهود) هذان منكران وينبغي حملهما على العموم: كقوله (علمت نفس ما أحضرت) وإن كان اللفظ لا يقتضيه، لكن المعنى يقتضيه، إذ لا يقسم بنكرة، ولا يدري من هي، فإذا لوحظ فيها معنى العموم اندرج فيها المعرفة فحسن القسم، وكذا ينبغي أن يحمل ما جاء من هذا النوع نكرة، كقوله: {والطور وكتاب مسطور} [52: 1-2]. ولأنه إذا حمل وكتاب مسطور على العموم دخل فيه معنيان: الكتب الإلهية كالتوراة والإنجيل والقرآن، فيحسن إذ ذاك القسم به».
14- {والفجر وليال عشر والشفع والوتر والليل إذا يسر هل في ذلك قسم لذي حجر} [89: 1-5].
في الجواب وجهان: أحدهما: أن يكون قوله تعالى: {إن ربك لبالمرصاد} [89: 14]. والثاني: أن يكون مقدرًا، وتقديره: لتبعثن. [البيان: 2/ 511]،[ البحر: 8/ 468]، [العكبري: 2/ 153].
15- {والشمس وضحاها والقمر إذا تلاها والنهار إذا جلاها والليل إذا يغشاها والسماء وما بناها} [91: 1-5].
في [المقتضب: 2/ 337]: «فأما قوله: {والشمس وضحاها} فإنما وقع القسم على قوله: {قد أفلح من زكاها} [91: 9]. وحذفت اللام لطول القصة، لأن الكلام إذا طال كان الحذف أجمل». إعراب ثلاثين سورة: 100، [التبيان لابن القيم: 18].
وفي [الكشاف: 4/ 116] : «جواب القسم محذوف تقديره: ليدمدمن الله عليهم كما دمدم على ثمود». [البحر: 8/ 481]، [العكبري: 2/ 155].
16- {والليل إذا يغشى والنهار إذا تجلى وما خلق الذكر والأنثى} [92: 1-3].
جواب القسم: {إن سعيكم لشتى} [92: 4]. [الجمل: 6/ 536].
17- {والعاديات ضبحا فالموريات قدحا فالمغيرات صبحا} [100: 1-3].
جواب القسم {إن الإنسان لربه لكنود} [100: 6]. [البحر: 8/ 504].
18- {والعصر إن الإنسان لفي خسر} [103: 1-2].
الجواب {إن الإنسان لفي خسر}. [البيان: 2/ 533].
19- {والضحى والليل إذا سجى ما ودعك ربك وما قلى} [93: 1-3].
جواب القسم (ما ودعك ربك). [البيان: 2/ 519].
وفي [المغني: 2/ 138] : «قيل في نحو (والضحى والليل) إن الواو الثانية تحتمل العاطفة والقسمية. والصواب الأول وإلا لاحتاج كل إلى الجواب».
20- {قالوا لن نؤثرك على ما جاءنا من البينات والذي فطرنا} [20: 72].
قيل: إن الواو للقسم، فعلى هذا دليل الجواب المحذوف جملة النفي السابقة، ويجب أن يقدر: والذي فطرنا لا نؤثرك؛ لأن القسم لا يجاب بلن إلا في الضرورة. [البيان: 2/ 148-149]، [البحر: 6/ 262]، [المغني: 2/ 162].