العودة   جمهرة العلوم > جمهرة علوم القرآن الكريم > توجيه القراءات

إضافة رد
 
أدوات الموضوع إبحث في الموضوع انواع عرض الموضوع
  #1  
قديم 15 صفر 1440هـ/25-10-2018م, 12:34 PM
جمهرة علوم القرآن جمهرة علوم القرآن غير متواجد حالياً
فريق الإشراف
 
تاريخ التسجيل: Oct 2017
المشاركات: 7,975
افتراضي

سورة المؤمنون

[من الآية (78) إلى الآية (83) ]
{ وَهُوَ الَّذِي أَنْشَأَ لَكُمُ السَّمْعَ وَالْأَبْصَارَ وَالْأَفْئِدَةَ قَلِيلًا مَا تَشْكُرُونَ (78) وَهُوَ الَّذِي ذَرَأَكُمْ فِي الْأَرْضِ وَإِلَيْهِ تُحْشَرُونَ (79) وَهُوَ الَّذِي يُحْيِي وَيُمِيتُ وَلَهُ اخْتِلَافُ اللَّيْلِ وَالنَّهَارِ أَفَلَا تَعْقِلُونَ (80) بَلْ قَالُوا مِثْلَ مَا قَالَ الْأَوَّلُونَ (81) قَالُوا أَئِذَا مِتْنَا وَكُنَّا تُرَابًا وَعِظَامًا أَئِنَّا لَمَبْعُوثُونَ (82) لَقَدْ وُعِدْنَا نَحْنُ وَآَبَاؤُنَا هَذَا مِنْ قَبْلُ إِنْ هَذَا إِلَّا أَسَاطِيرُ الْأَوَّلِينَ (83)}


قوله تعالى: {وَهُوَ الَّذِي أَنْشَأَ لَكُمُ السَّمْعَ وَالْأَبْصَارَ وَالْأَفْئِدَةَ قَلِيلًا مَا تَشْكُرُونَ (78)}
قوله تعالى: {وَهُوَ الَّذِي ذَرَأَكُمْ فِي الْأَرْضِ وَإِلَيْهِ تُحْشَرُونَ (79)}
قوله تعالى: {وَهُوَ الَّذِي يُحْيِي وَيُمِيتُ وَلَهُ اخْتِلَافُ اللَّيْلِ وَالنَّهَارِ أَفَلَا تَعْقِلُونَ (80)}
قوله تعالى: {بَلْ قَالُوا مِثْلَ مَا قَالَ الْأَوَّلُونَ (81)}
قوله تعالى: {قَالُوا أَئِذَا مِتْنَا وَكُنَّا تُرَابًا وَعِظَامًا أَئِنَّا لَمَبْعُوثُونَ (82)}
قوله تعالى: {لَقَدْ وُعِدْنَا نَحْنُ وَآَبَاؤُنَا هَذَا مِنْ قَبْلُ إِنْ هَذَا إِلَّا أَسَاطِيرُ الْأَوَّلِينَ (83)}

روابط مهمة:
- أقوال المفسرين


رد مع اقتباس
  #2  
قديم 15 صفر 1440هـ/25-10-2018م, 12:37 PM
جمهرة علوم القرآن جمهرة علوم القرآن غير متواجد حالياً
فريق الإشراف
 
تاريخ التسجيل: Oct 2017
المشاركات: 7,975
افتراضي

سورة المؤمنون

[من الآية (84) إلى الآية (92) ]
{قُلْ لِمَنِ الْأَرْضُ وَمَنْ فِيهَا إِنْ كُنْتُمْ تَعْلَمُونَ (84) سَيَقُولُونَ لِلَّهِ قُلْ أَفَلَا تَذَكَّرُونَ (85) قُلْ مَنْ رَبُّ السَّمَاوَاتِ السَّبْعِ وَرَبُّ الْعَرْشِ الْعَظِيمِ (86) سَيَقُولُونَ لِلَّهِ قُلْ أَفَلَا تَتَّقُونَ (87) قُلْ مَنْ بِيَدِهِ مَلَكُوتُ كُلِّ شَيْءٍ وَهُوَ يُجِيرُ وَلَا يُجَارُ عَلَيْهِ إِنْ كُنْتُمْ تَعْلَمُونَ (88) سَيَقُولُونَ لِلَّهِ قُلْ فَأَنَّى تُسْحَرُونَ (89) بَلْ أَتَيْنَاهُمْ بِالْحَقِّ وَإِنَّهُمْ لَكَاذِبُونَ (90) مَا اتَّخَذَ اللَّهُ مِنْ وَلَدٍ وَمَا كَانَ مَعَهُ مِنْ إِلَهٍ إِذًا لَذَهَبَ كُلُّ إِلَهٍ بِمَا خَلَقَ وَلَعَلَا بَعْضُهُمْ عَلَى بَعْضٍ سُبْحَانَ اللَّهِ عَمَّا يَصِفُونَ (91) عَالِمِ الْغَيْبِ وَالشَّهَادَةِ فَتَعَالَى عَمَّا يُشْرِكُونَ (92) }


قوله تعالى: {قُلْ لِمَنِ الْأَرْضُ وَمَنْ فِيهَا إِنْ كُنْتُمْ تَعْلَمُونَ (84)}
قوله تعالى: {سَيَقُولُونَ لِلَّهِ قُلْ أَفَلَا تَذَكَّرُونَ (85)}
قال أبو منصور محمد بن أحمد الأزهري (ت: 370هـ): (وقوله جلّ وعزّ: (سيقولون للّه (85)، 87، 89)
قرأ أبو عمرو ويعقوب الأول (سيقولون للّه)، والثاني والثالث (سيقولون اللّه) (اللّه).
وقرأ الباقون (للّه) (للّه) (للّه).
قال أبو منصور: أما الأولى فلم يختلف القراء فيها؛ لأن جواب الاستفهام في (لمن الأرض؟) (للّه) فرجعت في خبر المستفهم باللام أيضًا.
وأما الأخريان فإنّ أبا عمرو جعل خبر المستفهم (اللّه) (اللّه)، لأنه لا لام في قوله (قل من ربّ السّماوات)، وهذا الذي اختاره أبو عمرو في العربية أبين: لأنه مردود مرفوع، فجرى جوابه على مبتدأ به، وأما من قرأ الثانية والثالثة باللام فعلّته أن الجواب خرج على المعنى لا على اللفظ.
ألا ترى أنك لو قلت لرجل: من مولاك؟.
فقال: أنا لفلان. كفاك من أن يقول: مولاي فلان " فلما كان المعنيان واحد جرى ذلك في كلامهم، وقد جاء في الشعر مثله، أنشد الفراء لبعض العامريين:
وأعلم أنني سأكون رمسًا... إذا سار النواجع لا أسير
فقال السائلون لمن حفرتم... فقال المخبرون لهم وزير
[معاني القراءات وعللها: 2/194]
كان وجه الكلام أن يقول فقال المخبرون لهم: لوزير.
فرفعه، وأراد: الميت وزيرٌ.
النواجع: الذين يخرجون إلى البادية من المرتع). [معاني القراءات وعللها: 2/195] (م)
قال أبو عبد الله الحسين بن أحمد ابن خالويه الهمَذاني (ت: 370هـ): (17- وقوله تعالى: {سيقولون لله} [85، 87، 89]
قرأ أبو عمرو وحده (سيقولون الله) بألف في الحرفين الأخيرين، وكذلك في مصاحف أهل البصرة. وذلك أن القائل إذا قال لمن هذه الضيعة. جاز أن تقول: لفلان، أو صاحبها فلان، أنشدني ابن مجاهد:
وأعلم أني سأكون رمسا = إذا سار النواجع لا يسير
فقال السائلون لمن حفرتم = فقال المخبرون لهم وزير
فهذا حجة أبي عمرو.
[إعراب القراءات السبع وعللها: 2/93]
وقرأ الباقون: {الله}، {لله}، {لله} ثلاثها، واحتجوا بمصحف عثمان الذي يقال: إنه (الإمام) كذلك كتبت فيه، وكذلك مصاحف أهل الحجاز والكوفة، والأمر فيهما واحد، وهما صوابان ولله الحمد). [إعراب القراءات السبع وعللها: 2/94] (م)
قال أبو علي الحسن بن أحمد بن عبد الغفار الفارسيّ (ت: 377هـ): (اختلفوا في قوله عزّ وجلّ: سيقولون لله [المؤمنون/ 85، 87، 89] في الآيتين. ولم يختلفوا في الأول، فقرأ أبو عمرو وحده: (سيقولون الله) بألف في الحرفين. وقرأ الباقون: (لله... لله... لله) هذه الثلاثة المواضع.
أوّلها: قل لمن الأرض ومن فيها إن كنتم تعلمون، سيقولون لله
[الحجة للقراء السبعة: 5/300]
[المؤمنون/ 84 - 85] لا اختلاف فيها. الثاني: قل من رب السموات السبع ورب العرش العظيم، سيقولون لله [المؤمنون/ 86 - 87] و (سيقولون الله). والثالث: قل من بيده ملكوت كل شيء [المؤمنون/ 88] إلى آخرها سيقولون لله و (سيقولون الله) [المؤمنون/ 89].
أبو عمرو وحده يقول فيهما: (الله) والباقون: (لله) ولم يختلفوا في الأول، أما الآية الأولى فجوابها على القياس، كما يقال: لمن الدار؟ فنقول: لزيد، كأنك تقول: لزيد الدار، فاستغنيت عن ذكرها لتقدمها.
قرأ أبو عمرو وحده: (سيقولون الله) في الحرفين.
وقرأ الباقون: (لله... لله)، وأمّا قوله: قل من رب السموات السبع ورب العرش العظيم فجواب هذا: الله، على ما يوجبه اللفظ، وأما من قال: لله فعلى المعنى، وذلك أنه إذا قال: من مالك هذه الدار؟ فقال في جوابه: لزيد، فقد أجابه على المعنى دون ما يقتضيه اللفظ، والذي يقتضيه: من مالك هذه الدار؟ أن يقال في جوابه: زيد، ونحوه، فإذا قال: لزيد، فقد حمله على المعنى، وإنما استقام هذا لأن معنى من مالك هذه الدار؟ ولمن هذه الدار؟ واحد، فلذلك حملت تارة على اللفظ وتارة على المعنى، والجواب على اللفظ هو الوجه). [الحجة للقراء السبعة: 5/301] (م)
قال مكي بن أبي طالب القَيْسِي (ت: 437هـ): (15- قوله: {سيقولون لله} في الثاني والثالث قرأهما أبو عمرو «الله» بالألف، والرفع في الثاني والثالث، وقرأهما الباقون {لله} بلام من غير ألف مخفوضًا، وكلهم قرأ الأول {لله} بغير ألف مخفوضًا.
وحجة من قرأ بالألف أنه أتى بالجواب على ظاهر السؤال؛ لأنك إذا قلت: من رب الدار، فالجواب: فلان، وليس جوابه على ظاهره أن تقول: لفلان فقوله: {من رب السماوات} {قل من بيده ملكوت كل شيء} «88» جوابه على ظاهر السؤال الله، فهو خير من الشيء في السؤال.
16- وحجة من قرأ بغير ألف أنه حمل الجواب، على معنى الكلام دون ظاهر لفظه، لأنك إذا قلت: من رب الدار، فمعناه: لمن الدار، فالجواب في قولك: لمن الدار، لفلان، كذلك لما قالك من رب السماوات، كان معناه: لمن السماوات، ولما قال: قل من بيده ملكوت كل شيء، كان معناه: لمن ملكوت كل شيء، فالجواب في هذا لله، فحمل الجواب على معنى الكلام دون ظاهر لفظه، وهو الاختيار؛ لأن الجماعة عليه وكذلك هي بغير ألف في جميع المصاحف إلا في مصاحف أهل البصرة، فإن الثاني والثالث فيهما بالألف على قراءة
[الكشف عن وجوه القراءات السبع: 2/130]
أبي عمرو). [الكشف عن وجوه القراءات السبع: 2/131]
قال نصر بن علي بن أبي مريم (ت: بعد 565هـ) : (14- {سَيَقُولُونَ لِلَّهِ} [آية/ 85] بغير ألف في الأولى، و{اللهُ} [آية/ 87]، {اللهُ} [آية/ 89] بالألف في الأخريين:
قرأها أبو عمرو ويعقوب.
والوجه في الأجوبة جاءت في هذه القراءة على ما يقتضيه اللفظ؛ لأن قوله {قُلْ لِمَنِ الْأَرْضُ وَمَنْ فِيهَا إِنْ كُنْتُمْ تَعْلَمُونَ} فجوابه {لِلَّهِ}؛ لأنه جواب لمن، كما يقال لمن الدار؟ فنقول: لزيد، أي الدار لزيدٍ.
فأما قوله: {قُلْ مَنْ رَبُّ السَّمَاوَاتِ السَّبْعِ وَرَبُّ الْعَرْشِ الْعَظِيمِ} فإن جوابه {اللهُ} كما يقال: مَنْ صاحب الدار؟ فتقول: زيدٌ، أي صاحبها زيدٌ.
وأما قوله {قُلْ مَنْ بِيَدِهِ مَلَكُوتُ كُلِّ شَيْءٍ وَهُوَ يُجِيرُ وَلَا يُجَارُ عَلَيْهِ إِنْ كُنْتُمْ تَعْلَمُونَ}، فإن جوابه {اللهُ} أيضًا، كما يقال: من بيده الدار؟ فتقول: زيدٌ، كأنك قلت: الذي بيده الدار زيدٌ، فهذا كله مستقيمٌ.
وقرأ الباقون {لِلَّهِ} في الثلاثة بغير ألف.
والوجه أن الأول على ما يقتضيه اللفظ كما سبق.
وأما الأخريان فإنهما محمولتان على المعنى؛ لأن قولك: من مالك هذه الدار؟ ولمن هذه الدار؟ سواء في المعنى، فيجوز أن يجاب عن كل واحدٍ
[الموضح: 899]
منهما بجواب الآخر فيجوز في جواب: من مالك هذه الدار؟ أن يقال لزيدٍ، أي هي لزيدٍ، كما يجوز في جواب: لمن هذه الدار؟ أن يقال زيدٌ، أي مالكها زيد، فكذلك الأخريان تحملان على المعنى). [الموضح: 900]

قوله تعالى: {قُلْ مَنْ رَبُّ السَّمَاوَاتِ السَّبْعِ وَرَبُّ الْعَرْشِ الْعَظِيمِ (86)}
قوله تعالى: {سَيَقُولُونَ لِلَّهِ قُلْ أَفَلَا تَتَّقُونَ (87)}
قال أبو منصور محمد بن أحمد الأزهري (ت: 370هـ): (وقوله جلّ وعزّ: (سيقولون للّه (85)، 87، 89)
قرأ أبو عمرو ويعقوب الأول (سيقولون للّه)، والثاني والثالث (سيقولون اللّه) (اللّه).
وقرأ الباقون (للّه) (للّه) (للّه).
قال أبو منصور: أما الأولى فلم يختلف القراء فيها؛ لأن جواب الاستفهام في (لمن الأرض؟) (للّه) فرجعت في خبر المستفهم باللام أيضًا.
وأما الأخريان فإنّ أبا عمرو جعل خبر المستفهم (اللّه) (اللّه)، لأنه لا لام في قوله (قل من ربّ السّماوات)، وهذا الذي اختاره أبو عمرو في العربية أبين: لأنه مردود مرفوع، فجرى جوابه على مبتدأ به، وأما من قرأ الثانية والثالثة باللام فعلّته أن الجواب خرج على المعنى لا على اللفظ.
ألا ترى أنك لو قلت لرجل: من مولاك؟.
فقال: أنا لفلان. كفاك من أن يقول: مولاي فلان " فلما كان المعنيان واحد جرى ذلك في كلامهم، وقد جاء في الشعر مثله، أنشد الفراء لبعض العامريين:
وأعلم أنني سأكون رمسًا... إذا سار النواجع لا أسير
فقال السائلون لمن حفرتم... فقال المخبرون لهم وزير
[معاني القراءات وعللها: 2/194]
كان وجه الكلام أن يقول فقال المخبرون لهم: لوزير.
فرفعه، وأراد: الميت وزيرٌ.
النواجع: الذين يخرجون إلى البادية من المرتع). [معاني القراءات وعللها: 2/195] (م)
قال أبو عبد الله الحسين بن أحمد ابن خالويه الهمَذاني (ت: 370هـ): (17- وقوله تعالى: {سيقولون لله} [85، 87، 89]
قرأ أبو عمرو وحده (سيقولون الله) بألف في الحرفين الأخيرين، وكذلك في مصاحف أهل البصرة. وذلك أن القائل إذا قال لمن هذه الضيعة. جاز أن تقول: لفلان، أو صاحبها فلان، أنشدني ابن مجاهد:
وأعلم أني سأكون رمسا = إذا سار النواجع لا يسير
فقال السائلون لمن حفرتم = فقال المخبرون لهم وزير
فهذا حجة أبي عمرو.
[إعراب القراءات السبع وعللها: 2/93]
وقرأ الباقون: {الله}، {لله}، {لله} ثلاثها، واحتجوا بمصحف عثمان الذي يقال: إنه (الإمام) كذلك كتبت فيه، وكذلك مصاحف أهل الحجاز والكوفة، والأمر فيهما واحد، وهما صوابان ولله الحمد). [إعراب القراءات السبع وعللها: 2/94] (م)
قال أبو علي الحسن بن أحمد بن عبد الغفار الفارسيّ (ت: 377هـ): (اختلفوا في قوله عزّ وجلّ: سيقولون لله [المؤمنون/ 85، 87، 89] في الآيتين. ولم يختلفوا في الأول، فقرأ أبو عمرو وحده: (سيقولون الله) بألف في الحرفين. وقرأ الباقون: (لله... لله... لله) هذه الثلاثة المواضع.
أوّلها: قل لمن الأرض ومن فيها إن كنتم تعلمون، سيقولون لله
[الحجة للقراء السبعة: 5/300]
[المؤمنون/ 84 - 85] لا اختلاف فيها. الثاني: قل من رب السموات السبع ورب العرش العظيم، سيقولون لله [المؤمنون/ 86 - 87] و (سيقولون الله). والثالث: قل من بيده ملكوت كل شيء [المؤمنون/ 88] إلى آخرها سيقولون لله و (سيقولون الله) [المؤمنون/ 89].
أبو عمرو وحده يقول فيهما: (الله) والباقون: (لله) ولم يختلفوا في الأول، أما الآية الأولى فجوابها على القياس، كما يقال: لمن الدار؟ فنقول: لزيد، كأنك تقول: لزيد الدار، فاستغنيت عن ذكرها لتقدمها.
قرأ أبو عمرو وحده: (سيقولون الله) في الحرفين.
وقرأ الباقون: (لله... لله)، وأمّا قوله: قل من رب السموات السبع ورب العرش العظيم فجواب هذا: الله، على ما يوجبه اللفظ، وأما من قال: لله فعلى المعنى، وذلك أنه إذا قال: من مالك هذه الدار؟ فقال في جوابه: لزيد، فقد أجابه على المعنى دون ما يقتضيه اللفظ، والذي يقتضيه: من مالك هذه الدار؟ أن يقال في جوابه: زيد، ونحوه، فإذا قال: لزيد، فقد حمله على المعنى، وإنما استقام هذا لأن معنى من مالك هذه الدار؟ ولمن هذه الدار؟ واحد، فلذلك حملت تارة على اللفظ وتارة على المعنى، والجواب على اللفظ هو الوجه). [الحجة للقراء السبعة: 5/301] (م)
قال أبو زرعة عبد الرحمن بن محمد ابن زنجلة (ت: 403هـ) : ({سيقولون لله} 87 و89
قرأ أبو عمرو (سيقولون الله) (سيقولون الله) بالألف فيهما ولم يختلفوا في الأولى
وقرأ الباقون {لله} {لله}
من قرأ (سيقولون الله) فهو على جواب السّؤال إذ قال قبلها {من رب السّماوات السّبع} 86 فالجواب {الله} وأما من قال {لله} فعلى المعنى وذلك أنه إذا قال من مالك هذه الدّار فقال في جوابه لزيد فقد أجابه على المعنى دون ما يقتضيه اللّفظ والّذي يقتضيه من مالك هذه الدّار أن يقال في جوابه زيد وإذا قال لزيد فقد حمله على المعنى وإنّما استقام هذا لأن معنى من مالك هذه الدّار ولمن هذه الدّار واحد فلذلك حملت تارة على اللّفظ وتارة على المعنى والجواب على اللّفظ
[حجة القراءات: 490]
هو الوجه لأنّك إذا قلت من صاحب هذه الدّار فأجبت زيد لكان جوابا على لفظ السّؤال ولو قلت في جواب من صاحب هذه الدّار لزيد لجاز لأن معنى من صاحب هذه الدّار معنى لمن هذه الدّار). [حجة القراءات: 491] (م)

قوله تعالى: {قُلْ مَنْ بِيَدِهِ مَلَكُوتُ كُلِّ شَيْءٍ وَهُوَ يُجِيرُ وَلَا يُجَارُ عَلَيْهِ إِنْ كُنْتُمْ تَعْلَمُونَ (88)}
قوله تعالى: {سَيَقُولُونَ لِلَّهِ قُلْ فَأَنَّى تُسْحَرُونَ (89)}
قال أبو منصور محمد بن أحمد الأزهري (ت: 370هـ): (وقوله جلّ وعزّ: (سيقولون للّه (85)، 87، 89)
قرأ أبو عمرو ويعقوب الأول (سيقولون للّه)، والثاني والثالث (سيقولون اللّه) (اللّه).
وقرأ الباقون (للّه) (للّه) (للّه).
قال أبو منصور: أما الأولى فلم يختلف القراء فيها؛ لأن جواب الاستفهام في (لمن الأرض؟) (للّه) فرجعت في خبر المستفهم باللام أيضًا.
وأما الأخريان فإنّ أبا عمرو جعل خبر المستفهم (اللّه) (اللّه)، لأنه لا لام في قوله (قل من ربّ السّماوات)، وهذا الذي اختاره أبو عمرو في العربية أبين: لأنه مردود مرفوع، فجرى جوابه على مبتدأ به، وأما من قرأ الثانية والثالثة باللام فعلّته أن الجواب خرج على المعنى لا على اللفظ.
ألا ترى أنك لو قلت لرجل: من مولاك؟.
فقال: أنا لفلان. كفاك من أن يقول: مولاي فلان " فلما كان المعنيان واحد جرى ذلك في كلامهم، وقد جاء في الشعر مثله، أنشد الفراء لبعض العامريين:
وأعلم أنني سأكون رمسًا... إذا سار النواجع لا أسير
فقال السائلون لمن حفرتم... فقال المخبرون لهم وزير
[معاني القراءات وعللها: 2/194]
كان وجه الكلام أن يقول فقال المخبرون لهم: لوزير.
فرفعه، وأراد: الميت وزيرٌ.
النواجع: الذين يخرجون إلى البادية من المرتع). [معاني القراءات وعللها: 2/195] (م)
قال أبو عبد الله الحسين بن أحمد ابن خالويه الهمَذاني (ت: 370هـ): (17- وقوله تعالى: {سيقولون لله} [85، 87، 89]
قرأ أبو عمرو وحده (سيقولون الله) بألف في الحرفين الأخيرين، وكذلك في مصاحف أهل البصرة. وذلك أن القائل إذا قال لمن هذه الضيعة. جاز أن تقول: لفلان، أو صاحبها فلان، أنشدني ابن مجاهد:
وأعلم أني سأكون رمسا = إذا سار النواجع لا يسير
فقال السائلون لمن حفرتم = فقال المخبرون لهم وزير
فهذا حجة أبي عمرو.
[إعراب القراءات السبع وعللها: 2/93]
وقرأ الباقون: {الله}، {لله}، {لله} ثلاثها، واحتجوا بمصحف عثمان الذي يقال: إنه (الإمام) كذلك كتبت فيه، وكذلك مصاحف أهل الحجاز والكوفة، والأمر فيهما واحد، وهما صوابان ولله الحمد). [إعراب القراءات السبع وعللها: 2/94] (م)
قال أبو علي الحسن بن أحمد بن عبد الغفار الفارسيّ (ت: 377هـ): (اختلفوا في قوله عزّ وجلّ: سيقولون لله [المؤمنون/ 85، 87، 89] في الآيتين. ولم يختلفوا في الأول، فقرأ أبو عمرو وحده: (سيقولون الله) بألف في الحرفين. وقرأ الباقون: (لله... لله... لله) هذه الثلاثة المواضع.
أوّلها: قل لمن الأرض ومن فيها إن كنتم تعلمون، سيقولون لله
[الحجة للقراء السبعة: 5/300]
[المؤمنون/ 84 - 85] لا اختلاف فيها. الثاني: قل من رب السموات السبع ورب العرش العظيم، سيقولون لله [المؤمنون/ 86 - 87] و (سيقولون الله). والثالث: قل من بيده ملكوت كل شيء [المؤمنون/ 88] إلى آخرها سيقولون لله و (سيقولون الله) [المؤمنون/ 89].
أبو عمرو وحده يقول فيهما: (الله) والباقون: (لله) ولم يختلفوا في الأول، أما الآية الأولى فجوابها على القياس، كما يقال: لمن الدار؟ فنقول: لزيد، كأنك تقول: لزيد الدار، فاستغنيت عن ذكرها لتقدمها.
قرأ أبو عمرو وحده: (سيقولون الله) في الحرفين.
وقرأ الباقون: (لله... لله)، وأمّا قوله: قل من رب السموات السبع ورب العرش العظيم فجواب هذا: الله، على ما يوجبه اللفظ، وأما من قال: لله فعلى المعنى، وذلك أنه إذا قال: من مالك هذه الدار؟ فقال في جوابه: لزيد، فقد أجابه على المعنى دون ما يقتضيه اللفظ، والذي يقتضيه: من مالك هذه الدار؟ أن يقال في جوابه: زيد، ونحوه، فإذا قال: لزيد، فقد حمله على المعنى، وإنما استقام هذا لأن معنى من مالك هذه الدار؟ ولمن هذه الدار؟ واحد، فلذلك حملت تارة على اللفظ وتارة على المعنى، والجواب على اللفظ هو الوجه). [الحجة للقراء السبعة: 5/301] (م)
قال أبو زرعة عبد الرحمن بن محمد ابن زنجلة (ت: 403هـ) : ({سيقولون لله} 87 و89
قرأ أبو عمرو (سيقولون الله) (سيقولون الله) بالألف فيهما ولم يختلفوا في الأولى
وقرأ الباقون {لله} {لله}
من قرأ (سيقولون الله) فهو على جواب السّؤال إذ قال قبلها {من رب السّماوات السّبع} 86 فالجواب {الله} وأما من قال {لله} فعلى المعنى وذلك أنه إذا قال من مالك هذه الدّار فقال في جوابه لزيد فقد أجابه على المعنى دون ما يقتضيه اللّفظ والّذي يقتضيه من مالك هذه الدّار أن يقال في جوابه زيد وإذا قال لزيد فقد حمله على المعنى وإنّما استقام هذا لأن معنى من مالك هذه الدّار ولمن هذه الدّار واحد فلذلك حملت تارة على اللّفظ وتارة على المعنى والجواب على اللّفظ
[حجة القراءات: 490]
هو الوجه لأنّك إذا قلت من صاحب هذه الدّار فأجبت زيد لكان جوابا على لفظ السّؤال ولو قلت في جواب من صاحب هذه الدّار لزيد لجاز لأن معنى من صاحب هذه الدّار معنى لمن هذه الدّار). [حجة القراءات: 491] (م)

قوله تعالى: {بَلْ أَتَيْنَاهُمْ بِالْحَقِّ وَإِنَّهُمْ لَكَاذِبُونَ (90)}
قوله تعالى: {مَا اتَّخَذَ اللَّهُ مِنْ وَلَدٍ وَمَا كَانَ مَعَهُ مِنْ إِلَهٍ إِذًا لَذَهَبَ كُلُّ إِلَهٍ بِمَا خَلَقَ وَلَعَلَا بَعْضُهُمْ عَلَى بَعْضٍ سُبْحَانَ اللَّهِ عَمَّا يَصِفُونَ (91)}
قوله تعالى: {عَالِمِ الْغَيْبِ وَالشَّهَادَةِ فَتَعَالَى عَمَّا يُشْرِكُونَ (92)}
قال أبو منصور محمد بن أحمد الأزهري (ت: 370هـ): (وقوله جلّ وعزّ: (عالم الغيب والشّهادة (92)
قرأ ابن كثير وأبو عمرو وابن عامر وحفص (عالم الغيب) خفضا.
وقرأ الباقون (عالم الغيب) رفعًا.
قال أبو منصور: من قرأ (عالم الغيب) بالكسر ردة على قوله: (سبحان الله.. عالم الغيب).
ومن قرأ (عالم الغيب) فهو استئناف.
والدليل على ذلك دخول الفاء في قوله: (فتعالى عمّا يشركون) كأنه أراد: هو عالم الغيب والشهادة فتعالى). [معاني القراءات وعللها: 2/195]
قال أبو عبد الله الحسين بن أحمد ابن خالويه الهمَذاني (ت: 370هـ): (18- وقوله تعالى: {عالم الغيب} [92]
قال أبو عمرو، وابن كثير، وابن عامر، وحفص عن عاصم بالخفض، {سبحان الله ... عالم الغيب}.
وقرأ الباقون {عالم الغيب} بالرفع على الاستئناف، لأن بعد تمام أيه، وشبيه بهذا {إلى صراط العزيز الحميد * الله} و{الله} كذلك {عما يصفون علم} و{عالم} ). [إعراب القراءات السبع وعللها: 2/94]
قال أبو علي الحسن بن أحمد بن عبد الغفار الفارسيّ (ت: 377هـ): (اختلفوا في قوله تعالى: عالم الغيب والشهادة [المؤمنون/ 92] في الخفض والرفع.
فقرأ ابن كثير وأبو عمرو وحفص عن عاصم وابن عامر: عالم الغيب خفضا.
[الحجة للقراء السبعة: 5/301]
وقرأ عاصم في رواية أبي بكر ونافع وحمزة والكسائي: (عالم الغيب) رفعا.
قال أبو الحسن: الجر أجود ليكون الكلام من وجه واحد، وأما الرفع فعلى أن يكون خبر ابتداء محذوف. قال: ويقوّي ذلك أن الكلام الأول قد انقطع). [الحجة للقراء السبعة: 5/302]
قال أبو زرعة عبد الرحمن بن محمد ابن زنجلة (ت: 403هـ) : ({سبحان الله عمّا يصفون * عالم الغيب والشّهادة فتعالى عمّا يشركون} 91 و92
قرأ نافع وحمزة والكسائيّ وأبو بكر عالم بالرّفع وقرأ الباقون {عالم} بالخفض رد على قوله سبحان الله عالم الغيب فأما الرّفع فعلى أن يكون خبر ابتداء محذوف كأنّه قال هو عالم). [حجة القراءات: 491]
قال مكي بن أبي طالب القَيْسِي (ت: 437هـ): (17- قوله: {عالم الغيب} قرأه أبو بكر ونافع وحمزة والكسائي بالرفع في {عالم} جعلوه خبر ابتداء محذوف، وفيه معنى التأكيد، أي: هو عالم، وخفضه الباقون، جعلوه نعتًا لله في قوله: {سبحان الله} «91» وهو الاختيار، ليتصل بعض الكلام ببعض، ويكون كله جملة واحدة). [الكشف عن وجوه القراءات السبع: 2/131]
قال نصر بن علي بن أبي مريم (ت: بعد 565هـ) : (15- {عَالِمُ الْغَيْبِ وَالشَّهَادَةِ} [آية/ 92] بالرفع:
قرأها نافع وحمزة والكسائي و-ياش- عن عاصم.
الوجه أنه خبر مبتدأ محذوف، والتقدير: هو عالم الغيب، فيكون الكلام مستأنفًا مقطوعًا عما قبله.
وقرأ ابن كثير وأبو عمرو وابن عامر و-ص- عن عاصم ويعقوب ح- و-ان- {عَالِمِ} بالجر.
والوجه أنه على الصفة لله سبحانه الذي تقدم ذكره في قوله تعالى {سُبْحَانَ الله عَمَّا يَصِفُونَ} فيكون متصلًا بالكلام الأول غير مقطوع.
و-يس- عن يعقوب إذا ابتدأ رفع، وإذا وصل خفض؛ لما قدمناه من العلة). [الموضح: 900]



روابط مهمة:
- أقوال المفسرين


رد مع اقتباس
  #3  
قديم 15 صفر 1440هـ/25-10-2018م, 12:39 PM
جمهرة علوم القرآن جمهرة علوم القرآن غير متواجد حالياً
فريق الإشراف
 
تاريخ التسجيل: Oct 2017
المشاركات: 7,975
افتراضي

سورة المؤمنون

[من الآية (93) إلى الآية (100) ]
{ قُلْ رَبِّ إِمَّا تُرِيَنِّي مَا يُوعَدُونَ (93) رَبِّ فَلَا تَجْعَلْنِي فِي الْقَوْمِ الظَّالِمِينَ (94) وَإِنَّا عَلَى أَنْ نُرِيَكَ مَا نَعِدُهُمْ لَقَادِرُونَ (95) ادْفَعْ بِالَّتِي هِيَ أَحْسَنُ السَّيِّئَةَ نَحْنُ أَعْلَمُ بِمَا يَصِفُونَ (96) وَقُلْ رَبِّ أَعُوذُ بِكَ مِنْ هَمَزَاتِ الشَّيَاطِينِ (97) وَأَعُوذُ بِكَ رَبِّ أَنْ يَحْضُرُونِ (98) حَتَّى إِذَا جَاءَ أَحَدَهُمُ الْمَوْتُ قَالَ رَبِّ ارْجِعُونِ (99) لَعَلِّي أَعْمَلُ صَالِحًا فِيمَا تَرَكْتُ كَلَّا إِنَّهَا كَلِمَةٌ هُوَ قَائِلُهَا وَمِنْ وَرَائِهِمْ بَرْزَخٌ إِلَى يَوْمِ يُبْعَثُونَ (100)}


قوله تعالى: {قُلْ رَبِّ إِمَّا تُرِيَنِّي مَا يُوعَدُونَ (93)}
قوله تعالى: {رَبِّ فَلَا تَجْعَلْنِي فِي الْقَوْمِ الظَّالِمِينَ (94)}
قوله تعالى: {وَإِنَّا عَلَى أَنْ نُرِيَكَ مَا نَعِدُهُمْ لَقَادِرُونَ (95)}
قوله تعالى: {ادْفَعْ بِالَّتِي هِيَ أَحْسَنُ السَّيِّئَةَ نَحْنُ أَعْلَمُ بِمَا يَصِفُونَ (96)}
قوله تعالى: {وَقُلْ رَبِّ أَعُوذُ بِكَ مِنْ هَمَزَاتِ الشَّيَاطِينِ (97)}
قال أبو منصور محمد بن أحمد الأزهري (ت: 370هـ): (وقوله جلّ وعزّ: (قال كم لبثتم.. (112)، (قال إن لبثتم (114)
قرأ ابن كثيرا (قل كم لبثتم) على الأمر، (قال إن لبثتم) على الخبر.
وقرأ حمزة والكسائي (قل كم لبثتم)، (قل إن لبثتم) على الأمر جميعًا وقرأ الباقون (قال كم لبثتم)، (قال إن لبثتم) بالألف فيها جميعًا.
[معاني القراءات وعللها: 2/197]
قال أبو منصور:
(قال): فعل ماض، وهو خبر. و(قل) أمر لمن يأمره الله بسؤالهم إذا بعثوا.
وقوله: (إن لبثتم) معناه: ما لبثتم إلّا قليلاً.
وقوله: (كم لبثتئم) في موضع النصب بقوله (لبثتم) و(عدد سنين) منصوب بـ (كم).
واتفق القراء على إدغام اللام في الراء من قوله: (وقل رّب أعوذ بك... (97)، وترك الإظهار). [معاني القراءات وعللها: 2/198] (م)

قوله تعالى: {وَأَعُوذُ بِكَ رَبِّ أَنْ يَحْضُرُونِ (98)}
قوله تعالى: {حَتَّى إِذَا جَاءَ أَحَدَهُمُ الْمَوْتُ قَالَ رَبِّ ارْجِعُونِ (99)}
قوله تعالى: {لَعَلِّي أَعْمَلُ صَالِحًا فِيمَا تَرَكْتُ كَلَّا إِنَّهَا كَلِمَةٌ هُوَ قَائِلُهَا وَمِنْ وَرَائِهِمْ بَرْزَخٌ إِلَى يَوْمِ يُبْعَثُونَ (100)}
قال أبو منصور محمد بن أحمد الأزهري (ت: 370هـ): (وقوله جلّ وعزّ: (لعلّي أعمل صالحًا (100)
فتح الياء ابن كثير ونافع وأبو عمرو وابن عامر وأرسلها الباقون). [معاني القراءات وعللها: 2/195]

روابط مهمة:
- أقوال المفسرين


رد مع اقتباس
  #4  
قديم 15 صفر 1440هـ/25-10-2018م, 12:43 PM
جمهرة علوم القرآن جمهرة علوم القرآن غير متواجد حالياً
فريق الإشراف
 
تاريخ التسجيل: Oct 2017
المشاركات: 7,975
افتراضي

سورة المؤمنون

[من الآية (101) إلى الآية (111) ]
{ فَإِذَا نُفِخَ فِي الصُّورِ فَلَا أَنْسَابَ بَيْنَهُمْ يَوْمَئِذٍ وَلَا يَتَسَاءَلُونَ (101) فَمَنْ ثَقُلَتْ مَوَازِينُهُ فَأُولَئِكَ هُمُ الْمُفْلِحُونَ (102) وَمَنْ خَفَّتْ مَوَازِينُهُ فَأُولَئِكَ الَّذِينَ خَسِرُوا أَنْفُسَهُمْ فِي جَهَنَّمَ خَالِدُونَ (103) تَلْفَحُ وُجُوهَهُمُ النَّارُ وَهُمْ فِيهَا كَالِحُونَ (104) أَلَمْ تَكُنْ آَيَاتِي تُتْلَى عَلَيْكُمْ فَكُنْتُمْ بِهَا تُكَذِّبُونَ (105) قَالُوا رَبَّنَا غَلَبَتْ عَلَيْنَا شِقْوَتُنَا وَكُنَّا قَوْمًا ضَالِّينَ (106) رَبَّنَا أَخْرِجْنَا مِنْهَا فَإِنْ عُدْنَا فَإِنَّا ظَالِمُونَ (107) قَالَ اخْسَئُوا فِيهَا وَلَا تُكَلِّمُونِ (108) إِنَّهُ كَانَ فَرِيقٌ مِنْ عِبَادِي يَقُولُونَ رَبَّنَا آَمَنَّا فَاغْفِرْ لَنَا وَارْحَمْنَا وَأَنْتَ خَيْرُ الرَّاحِمِينَ (109) فَاتَّخَذْتُمُوهُمْ سِخْرِيًّا حَتَّى أَنْسَوْكُمْ ذِكْرِي وَكُنْتُمْ مِنْهُمْ تَضْحَكُونَ (110) إِنِّي جَزَيْتُهُمُ الْيَوْمَ بِمَا صَبَرُوا أَنَّهُمْ هُمُ الْفَائِزُونَ (111)}


قوله تعالى: {فَإِذَا نُفِخَ فِي الصُّورِ فَلَا أَنْسَابَ بَيْنَهُمْ يَوْمَئِذٍ وَلَا يَتَسَاءَلُونَ (101)}
قال أبو منصور محمد بن أحمد الأزهري (ت: 370هـ): (وقوله جلّ وعزّ: (فلا أنساب بينهم (101)
قرأ يعقوب وحده (فلا أنساب بّينهم) مدغمة.
وكذلك أدغم الباء من قوله (لذهب بّسمعهم) و(العذاب بّالمغفرة)، و(الصاحب بّالجنب) في هذه الأربعة المواضع، ويظهرها في غيرها.
[معاني القراءات وعللها: 2/198]
قال أبو منصور: اتفق القراء على إظهار الباءين في هذه الحروف؛ لأنهما من كلمتين). [معاني القراءات وعللها: 2/199]
قال نصر بن علي بن أبي مريم (ت: بعد 565هـ) : (16- {فَلَا أَنْسَاب بَّيْنَهُمْ} [آية/ 101] بالإدغام:
قرأها أبو عمرو ويعقوب يس-.
[الموضح: 900]
والوجه أن الإدغام يجوز لاجتماع المثلين وهما الباءان، وإن كانتا من كلمتين.
وقرأ الباقون {فَلَا أَنْسَابَ بَيْنَهُمْ} بالإظهار، وكذلك ح- عن يعقوب.
والوجه أن اجتماع المثلين إذا كانا من كلمتين، فانه لا يعتد اجتماعًا في الحقيقة؛ لأنهما بعرض الانفصال، فالنية فيهما التزايل). [الموضح: 901]

قوله تعالى: {فَمَنْ ثَقُلَتْ مَوَازِينُهُ فَأُولَئِكَ هُمُ الْمُفْلِحُونَ (102)}
قوله تعالى: {وَمَنْ خَفَّتْ مَوَازِينُهُ فَأُولَئِكَ الَّذِينَ خَسِرُوا أَنْفُسَهُمْ فِي جَهَنَّمَ خَالِدُونَ (103)}
قوله تعالى: {تَلْفَحُ وُجُوهَهُمُ النَّارُ وَهُمْ فِيهَا كَالِحُونَ (104)}
قوله تعالى: {أَلَمْ تَكُنْ آَيَاتِي تُتْلَى عَلَيْكُمْ فَكُنْتُمْ بِهَا تُكَذِّبُونَ (105)}
قوله تعالى: {قَالُوا رَبَّنَا غَلَبَتْ عَلَيْنَا شِقْوَتُنَا وَكُنَّا قَوْمًا ضَالِّينَ (106)}

قال أبو منصور محمد بن أحمد الأزهري (ت: 370هـ): (وقوله جلّ وعزّ: (شقاوتنا (106)
قرأ حمزة والكسائي (شقاوتنا) بفتح الشين، والألف.
وقرأ الباقون (شقوتنا) بكسر الشين.
وروى بكار عن أبان قال: سألت عاصمًا عن هذا الحرف فقال: إن شئت فاقرأ (شقاوتنا) وإن شئت (شقوتنا)
قال أبو منصور: أما (شقوتنا) بفتح الشين فهي قليلة في القراءة، وأما (شقوتنا) و(شقاوتنا) فلغتان قرى بهما. وأنشد الفراء:
كلّف من عنائه وشقوته... بنت ثماني عشرةٍ من حجّته). [معاني القراءات وعللها: 2/196]
قال أبو عبد الله الحسين بن أحمد ابن خالويه الهمَذاني (ت: 370هـ): (19- وقوله تعالى: {غلبت علينا شقوتنا} [106]
قرأ حمزة والكسائي {شقوتنا} بالألف.
والباقون: {شقوتنا} فيكونان مصدرين واسمين، قال الشاعر:
كلف من نائه وشقوته بنت ثمان عشرة من حجته
وما قرأ أحد {شقوتنا} بفتح الشين، وكان بعضهم لا يجيزه البتة في قراءة، ولا عربته. وهو عندى جائز؛ لأنه تجعله المرة الواحدة من المصدر
[إعراب القراءات السبع وعللها: 2/94]
شقي، شقوة، ونام نومة، وزقا الديك زقوة. وقام زيد قومة. إلا أن القراءة سنة لا يقرأ إلا بما قد قرئ). [إعراب القراءات السبع وعللها: 2/95]
قال أبو علي الحسن بن أحمد بن عبد الغفار الفارسيّ (ت: 377هـ): (اختلفوا في قوله تعالى: شقوتنا [المؤمنون/ 106] في كسر الشين وفتحها والألف.
فقرأ حمزة والكسائي: (شقاوتنا) بفتح الشين وبالألف.
وقرأ الباقون: شقوتنا بكسر الشين بغير ألف. حدثني أبو علي محمد بن عيسى العباسي وأحمد بن علي الخزّاز قالا: حدثنا بشر بن هلال قال: حدّثنا بكار عن أبان قال: سألت عاصما فقال: إن شئت فاقرأ: شقوتنا وإن شئت فاقرأ (شقاوتنا).
الشقوة: مصدر كالردّة، والفطنة، والشقاوة: كالسعادة وإذا كان كذلك فالقراءة بهما جميعا سائغ كما روى عن عاصم). [الحجة للقراء السبعة: 5/302]
قال أبو زرعة عبد الرحمن بن محمد ابن زنجلة (ت: 403هـ) : ({قالوا ربنا غلبت علينا شقوتنا}
قرأ حمزة والكسائيّ (شقاوتنا) بالألف وفتح الشين وقرأ الباقون {شقوتنا} بكسر الشين من غير ألف وهما مصدران تقول شقي من الشقاوة والشقوة والشقوة كالفطنة والشقاوة كالسعادة). [حجة القراءات: 491]
قال مكي بن أبي طالب القَيْسِي (ت: 437هـ): (18- قوله: {شقوتنا} قرأه حمزة والكسائي بفتح الشين، وبألف بعد القاف، وقرأ الباقون بكسر الشين من غير ألف، وهما مصدران: الشقوة كالفطنة والردة، والشقاوة كالسعادة والقساوة). [الكشف عن وجوه القراءات السبع: 2/131]
قال نصر بن علي بن أبي مريم (ت: بعد 565هـ) : (17- {شَقَاوَتُنَا} [آية/ 106] بالألف وفتح الشين:
قرأها حمزة والكسائي.
والوجه أن الشقاوة مصدر على فعالةٍ كالسعادة.
وقرأ الباقون {شِقْوَتُنَا} بكسر الشين من غير ألف.
والوجه أن مصدر أيضًا كالردة والفتنة). [الموضح: 901]

قوله تعالى: {رَبَّنَا أَخْرِجْنَا مِنْهَا فَإِنْ عُدْنَا فَإِنَّا ظَالِمُونَ (107)}
قوله تعالى: {قَالَ اخْسَئُوا فِيهَا وَلَا تُكَلِّمُونِ (108)}
قال أبو الفتح عثمان بن جني الموصلي (ت: 392هـ): (ومن ذلك قراءة أُبي: [وَلا تكَلِّمُونِ أَنَّهُ]، بفتح الألف.
قال هارون: كيف شئت {إنَّه}، و[أنِّه].
وفي قراءة ابن مسعود: [وَلا تُكَلِّمُونِ كَانَ فَرِيقٌ]، بغير "أنه".
وقال يونس عن هارون في حرف أُبي: [وَلا تُكَلِّمُونِ أنْ كَانَ فَرِيقٌ].
قال أبو الفتح: قراءة ابن مسعود: [كان فَرِيقٌ] بغير "أنه" تشهد للكسر؛ لأنه موضع استئناف، والكسر أحق بذلك. والقراءة "أَنْ كَانَ فَرِيقٌ" تشهد لـ "أنه"، ألا ترى أن معناه: ولا تكلمون لأنه كان فريقٌ كذا). [المحتسب: 2/98]

قوله تعالى: {إِنَّهُ كَانَ فَرِيقٌ مِنْ عِبَادِي يَقُولُونَ رَبَّنَا آَمَنَّا فَاغْفِرْ لَنَا وَارْحَمْنَا وَأَنْتَ خَيْرُ الرَّاحِمِينَ (109)}
قوله تعالى: {فَاتَّخَذْتُمُوهُمْ سِخْرِيًّا حَتَّى أَنْسَوْكُمْ ذِكْرِي وَكُنْتُمْ مِنْهُمْ تَضْحَكُونَ (110)}

قال أبو منصور محمد بن أحمد الأزهري (ت: 370هـ): (وقوله جلّ وعزّ: (فاتّخذتموهم سخريًّا (110)
قرأ نافع وحمزة والكسائي (سخريًّا) بضم السين ها هنا وفي (ص) وكذلك قال هبيرة عن حفص عن عاصم.
وقرأ الباقون (سخريًّا) بكسر السين في السورتين.
واتفقوا على ضم السين في الزخرف، في قوله: (سخريًّا).
وأخبرني المنذري عن ابن فهم عن ابن معاذ عن يونس قال: من قرأ (سخريًّا) فهو من السّخرة.
ومن قرأ (سخريًّا) فهو من الهزؤ.
[معاني القراءات وعللها: 2/196]
قال أبو منصور: وروي عن الكسائي والخليل وسيبويه أنهما بمعنىً واحد
كقول العرب: بحر لجي، ولجي - وكوكب دريّ، ودريّ.
منسوب إلى الدّرّ - والعصي والعصي، جع العصا). [معاني القراءات وعللها: 2/197]
قال أبو عبد الله الحسين بن أحمد ابن خالويه الهمَذاني (ت: 370هـ): (20- وقوله تعالى: {فاتخذتموهم سخريًا} [110].
قرأ نافع، وحمزة، والكسائي بالضم ها هنا وفي (ص)
والباقون بالكسر، فمن كسر جعله من الهزء والسخرية. ومن ضم جعله من السخر.
وقال بعض العلماء: الأختيار الضم لا تفاق الجميع على التي في (الزخرف) {ليتخذ بعضهم بعضًا سخريًا}.
قال أبو عبد الله: وقد قرأ التي في (الزخرف) بالكسر ابن محيصن المكي فيما حدثني عنه أحمد بن عبدان عن على عن أبي عبيد.
وحدثني ابن عرفة عن ثعلب قال: تقول العرب: رجل سخرة: إذا كان الناس يسخرون منه. ورجل سخرة بفتح الخاء إذا كان يسخر من الناء. فالمفعول ساكن، والفاعل متحرك. وكذلك رجل هزأة وهزأة وضحكة، وضحكة. وامرأة طلعة قبعة إذا كانت كثيرة الاطلاع، فإذا أبصرها إنسان قبعت أي: أدخلت رأسها. ورجل نكحة: إذا كان كثير النكاح). [إعراب القراءات السبع وعللها: 2/95]
قال أبو علي الحسن بن أحمد بن عبد الغفار الفارسيّ (ت: 377هـ): (اختلفوا في قوله تعالى: سخريا في كسر السين في المؤمنين [110] وفي صاد [63]، ولم يختلفوا في الزخرف [32].
فقرأ ابن كثير وأبو عمرو وابن عامر سخريا بكسر السين، وكذلك في صاد. هبيرة عن حفص عن عاصم (سخريا) رفعا، وهو غلط، والمعروف عن حفص سخريا بكسر السين.
[الحجة للقراء السبعة: 5/302]
وقرأ نافع وحمزة والكسائي (سخريا) رفعا في السورتين.
قال أبو زيد: اتخذت فلانا سخريا وسخرة: إذا هزئت منه، وقد سخرت به وبه أسخر سخريا وسخرا، أبو عبيدة: اتخذتموهم سخريا: تسخرون منهم، وسخريا: تسخّرونهم. وقال ابن سلام:
قال يونس: ليتخذ بعضهم بعضا سخريا [الزخرف/ 32] قال: من السّخرة، والسّخريّ من الهزء قال: وقد يقال: سخريّ، فأما تلك الأخرى، يعني: السّخري، فواحدة مضمومة لا غير، ويقال من الهزء: سخري وسخري ومن السخرة مضمومة. أبو عبد الرحمن بن اليزيدي: سخريا من السّخرية، و (سخريّا) بالضم من السّخرة.
وحكى غيره أن الحسن وقتادة قالا: ما كان من العبودية فهو سخريّ بالضم، وما كان من الهزء فبالكسر. قراءة ابن كثير وأبي عمرو وعاصم وابن عامر: فاتخذتموهم سخريا حتى أنسوكم ذكري [المؤمنون/ 110] بكسر السين أرجح من قراءة من ضم فقال:
(سخريا) لأنه من الهزء، والأكثر من الهزء، كسر السين فيما حكوه، وترى أنه إنما كان الأكثر لأن السّخر مصدر سخرت بدلالة حكاية أبي زيد لذلك، ولقول الشاعر:
من علو لا كذب فيه ولا سخر
[الحجة للقراء السبعة: 5/303]
وقولهم في مصدر سخرت: سخريا وسخرا، إنما جاء ذلك لأن فعل وفعل قد يكونان بمعنى، نحو: المثل والمثل، والشّبه والشبه وحروف أخر على هذا، فكذلك السّخر والسّخر، إلا أن المكسورة ألزمت ياء النسب دون المفتوحة، كما اتفقوا في القسم على الفتح في: لعمر الله، ولم يخرج مع إلحاق ياء النسب عن حكم المصدر، ولم يخرج إلى الصفة بلحاق الياءين له، كما يخرج سائر ما لحقته الياء، يدلّك على ذلك قولهم: فاتخذتموهم سخريا فأفرد، وقد جرى على الجمع كما تفرد المصادر، فكأن ياء النسب لم يقع به اعتداد في المعنى كما لم يعتدّ به، ولم يكن للنسب في نحو أحمر وأحمري ودوّار ودوّارى، ومثل ذلك في أن ياء النسب لما كان كالتي في قمري ونحوه لم يعتد به قول الشماخ:
خضرانيات.
ألا ترى أنه لو أعتدّ به وأريد به معنى النسب لردّ إلى الواحد، كما يردّ سائر ما لحقه ياء النسب وأريد به النسب إلى الواحد، إذا لم يكن المنسوب مسمّى بالجمع، وأن لم يرد: خضرانيات إلى الواحد دلالة على أنه لم يعتدّ بها وكان في حكم الزيادة. ك (لا) في قوله: لئلا يعلم أهل الكتاب [الحديد/ 29]. وأمّا قراءة من ضم في قوله:
(فاتخذتموهم سخريّا) وفي صاد في قوله: (وقالوا ما لنا لا نرى رجالا كنا نعدهم من الأشرار أتخذناهم سخريا) ص/ 62 - 63]
[الحجة للقراء السبعة: 5/304]
فالكسر في معنى السخرية أفشى وأكثر إذا كان السخريّ في معنى الهزء، وهذان الموضعان يراد بهما، الهزء يقوّي ذلك قوله في المؤمنين:
وكنتم منهم تضحكون [المؤمنون/ 110] والضحك بالسّخر والهزء أشبه، وجه ذلك في صاد: (اتخذناهم سخريا). ووجه الضم أن يونس قال فيما حكى عنه ابن سلّام: أن السّخري قد يقال بالضم بمعنى الهزء، وقوله: فأما الأخرى فواحدة، يعني التي يراد بها السّخرة. وقال أبو الحسن: سخري إذا أردت من سخرت به ففيه لغتان يعني الضم والكسر، ومن ثمّ اتفق هؤلاء القرّاء على الضم في التي في الزخرف في قوله: ورفعنا بعضهم فوق بعض درجات ليتخذ بعضهم بعضا سخريا فهذا من السّخرة وانقياد بعضهم لبعض في الأمور التي [إنّ] لم ينقد بعضهم لبعض فيها، لم يلتئم قوام أمر العالم. فأما سخري فإفراده يجوز أن يكون لإفراد بعضهم في اللفظ وإن كان المعنى على الكثرة، ويجوز أن يكون كسخري- بكسر السين- لم يخرج بلحاق الياء له من أن يكون مصدرا، ووجه الضم في سخري إذا كان من الهزء أن السّخر على فعل، وفعل وفعل يتعاقبان على الكلمة كالحزن والحزن، والبخل والبخل، كما كان فعل وفعل كذلك، إلا أن المضموم خصّ بالنسب كما خصّ المكسور به، وبقي على حكم المصدر كما بقي عليه المكسور، فأمّا ما حكاه أبو زيد من قوله: اتخذت فلانا سخريا وسخرة، فإن قوله: سخري وصف بالمصدر، وقولهم: سخرة ليس بمصدر من الهزء، فيكون النسب إليه، ولكن سخرة كقولهم: ضحكة، وهزأة- بتسكين العين- إذا كان يضحك منه. والفاعل في هذا بفتح
[الحجة للقراء السبعة: 5/305]
العين نحو: هزأة ونكحة، وجمل خجأة). [الحجة للقراء السبعة: 5/306]
قال أبو زرعة عبد الرحمن بن محمد ابن زنجلة (ت: 403هـ) : ({فاتخذتموهم سخريا}
قرأ نافع وحمزة والكسائيّ {سخريا} بالضّمّ وفي ص
[حجة القراءات: 491]
مثله وقرأ الباقون بالكسر
وقال الخليل هما لغتان وقال آخرون بل ما كان في الاستهزاء فهو بالكسر وما كان من جهة السخري فهو بالضّمّ والكسر أحسن لاتباع الكسرة ويقوّي الكسرة قوله بعدها {وكنتم منهم تضحكون} والضحك بالهزء أشبه وحجّة الرّفع إجماع الجميع على الرّفع في سورة الزخرف {ليتّخذ بعضهم بعضًا سخريا} 32 فرد ما اختلفوا فيه إلى ما أجمعوا عليه أولى). [حجة القراءات: 492]
قال مكي بن أبي طالب القَيْسِي (ت: 437هـ): (19- قوله: {سخريًا} قرأه نافع وحمزة والكسائي بضم السين، وقرأ الباقون بالكسر، ومثله في «ص» وكلهم ضم السين في الزخرف.
وحجة من ضم أنه جعله من «التسخير » وهو الخدمة، وقيل: هو بمعنى الهزؤ، والمعروف في التسخير ضم السين.
20- وحجة من كسر أنه جعله من «السخرية» وهو الاستهزاء ودليله قوله بعده: {وكنتم منهم تضحكون} فالضحك بالشيء نظير الاستهزاء به، وهو في القراءتين مصدر، فلذلك وحّد، وقبله جماعة، والكسر الاختيار، لصحة معناه، ولشبهه بما بعده، ولأن الأكثر عليه). [الكشف عن وجوه القراءات السبع: 2/131]
قال نصر بن علي بن أبي مريم (ت: بعد 565هـ) : (18- {سُخْرِيًّا} [آية/ 110] بضم السين:
قرأها نافع وحمزة والكسائي، وكذلك في سورة: ص
وقرأ الباقون {سِخْرِيًّا} بكسر السين في السورتين.
وكلهم قرأ في الزخرف بضم السين.
والوجه أن السخري والسخري بالضم والكسر لغتان، وكلاهما مصدر
[الموضح: 901]
سخرت منه. والتي في هذه الآية هي بمعنى الهزء، بدليل قوله تعالى {وَكُنْتُمْ مِنْهُمْ تَضْحَكُونَ}. فأما السخري الذي بمعنى التسخر والانقياد فهو بالضم لا غير، ولهذا اتفقوا على الضم في التي في الزخرف). [الموضح: 902]

قوله تعالى: {إِنِّي جَزَيْتُهُمُ الْيَوْمَ بِمَا صَبَرُوا أَنَّهُمْ هُمُ الْفَائِزُونَ (111)}
قال أبو منصور محمد بن أحمد الأزهري (ت: 370هـ): (وقوله جلّ وعزّ: (إنّهم هم الفائزون (111)
قرأ حمزة والكسائي (إنّهم) بكسر الألف، وكذلك روى خارجة عن نافع.
وقرأ الباقون (أنّهم) بفتح الألف.
قال أبو منصور: من قرأ (إنّهم) فهو استئناف كأنه قال: (إني جزيتهم اليوم بما صبروا) فقال: (إنّهم هم الفائزون).
ومن قرأ (أنّهم) فالمعنى: أني جزيتهم اليوم بصبرهم الفوز). [معاني القراءات وعللها: 2/197]
قال أبو عبد الله الحسين بن أحمد ابن خالويه الهمَذاني (ت: 370هـ): (21- وقوله تعالى: {أنهم هم الفآئزون} [111]
قرأ حمزة والكسائي: {أنهم} بالكسر على الابتداء و«إن» إذا كانت
[إعراب القراءات السبع وعللها: 2/95]
مبتدأة كانت مكسورة، والكلام قد تم عند قوله: {إني جزيتهم اليوم بما صبروا} تلخيصه: إني جزيتهم اليوم: الفوز بصبرهم، كما يقال: اليوم أجزيك بصنيعك حيث أحسنت إلي.
وقرأ الباقون بالفتح على تقدير: أني جزيتهم اليوم بما صبروا بأنهم هم الفائزون. ولأنهم. وروي خارجة عن نافع مثل حمزة). [إعراب القراءات السبع وعللها: 2/96]
قال أبو علي الحسن بن أحمد بن عبد الغفار الفارسيّ (ت: 377هـ): (اختلفوا في قوله تعالى: (إنهم هم الفائزون) [المؤمنون/ 111] في كسر الألف وفتحها.
فقرأ ابن كثير ونافع وأبو عمرو وعاصم وابن عامر: أنهم فتحا.
وقرأ حمزة والكسائي: (إنّهم) كسرا. خارجة عن نافع:
(صبروا... إنّهم) كسرا، مثل حمزة.
من فتح كان على قوله: جزيتهم لأنهم هم الفائزون، ويجوز أن يكون أنهم في موضع المفعول الثاني لأن جزيت يتعدّى إلى مفعولين، قال: وجزاهم بما صبروا جنة وحريرا [الإنسان/ 12] تقديره: جزيتهم اليوم بصبرهم الفوز، وفاز الرجل إذا نال ما أراد، وقالوا: فوّز الرجل إذا مات. ويشبه أن يكون ذلك على التفاؤل له، أى: صار إلى ما أحب، والمفازة للمهلكة على وجه التفاؤل أيضا، وقيل: إنه مفعلة من فوّز إذا هلك، فكان فوز في الأصل على التفاؤل أيضا، ومن كسر استأنف وقطعه مما قبله، ومثل ذلك في الكسر والاستئناف والإتباع لما قبله: لبّيك إن الحمد والنعمة لك، وأنّ الحمد... ). [الحجة للقراء السبعة: 5/306]
قال أبو زرعة عبد الرحمن بن محمد ابن زنجلة (ت: 403هـ) : ({إنّي جزيتهم اليوم بما صبروا أنهم هم الفائزون}
قرأ حمزة والكسائيّ {أنهم هم الفائزون} بكسر الألف وقرأ الباقون بالفتح
والفتح على وجهين أحدهما أن يكون أنهم في موضع المفعول الثّاني لأن جزيت تتعدى إلى مفعولين قال الله جلّ الله وعز {وجزاهم بما صبروا جنّة وحريرًا} ويجعل {إنّهم} في موضع نصب على تأويل إنّي جزيتهم اليوم بما صبروا الفوز يعني الجنّة وإن شئت لم تأت بالمفعول الثّاني في جزيت فكان معناه أثبتهم ولم تذكر ما أثبتهم ثمّ قلت لأنهم هم الفائزون بأعمالهم السّابقة
[حجة القراءات: 492]
قال محمّد بن يزيد التّفسير الأول أجود لأن الفوز هو الجزاء وليس بعلة للجزاء ومن كسر إن يقول إن الكلام متناه عند قوله {بما صبروا} ثمّ أخبر فقال {أنهم هم الفائزون} قال أبو عبيد هذا مدح من الله لهم). [حجة القراءات: 493]
قال مكي بن أبي طالب القَيْسِي (ت: 437هـ): (21- قوله: {أنهم هم} قرأه حمزة والكسائي بكسر الهمزة، على
[الكشف عن وجوه القراءات السبع: 2/131]
الاستئناف، لأن الكلام تم عند قوله: {بما صبروا} ويكون الجزاء محذوفًا لم يذكر ما هو، والفعل عامل فيه في المعنى، وهو المفعول الثاني لـ «جزيت» وفتح الباقون على تقدير حذف اللام، أي: لأنهم، ويجوز أني عمل في {إن جزيتهم} مفعولًا ثانيًا، تقديره: إني جزيتهم الفوز، يكون «أن والفعل» مصدرًا، ويكون الجزاء مذكورًا، وهو الفوز، والفوز النجاة من النار، وهو المفعول لـ «جزيت»). [الكشف عن وجوه القراءات السبع: 2/132]
قال نصر بن علي بن أبي مريم (ت: بعد 565هـ) : (19- {إنَّهُمْ هُمُ الْفَائِزُونَ} [آية/ 111] بكسر الألف:
قرأها حمزة والكسائي.
والوجه أنه على الاستئناف والقطع مما قبله.
وقرأ الباقون {أَنَّهُمْ} بفتح الألف.
والوجه أنه على إضمار اللام، والتقدير: جزيتهم لأنهم هم الفائزون.
ويجوز أن يكون {أَنَّهُمْ} وما بعده مفعولًا ثانيًا لجزيت، والمفعول الأول: هم من جزيتهم؛ لأن جزيت يتعدى إلى مفعولين، والتقدير: جزيتهم الفوز). [الموضح: 902]


روابط مهمة:
- أقوال المفسرين


رد مع اقتباس
  #5  
قديم 15 صفر 1440هـ/25-10-2018م, 12:45 PM
جمهرة علوم القرآن جمهرة علوم القرآن غير متواجد حالياً
فريق الإشراف
 
تاريخ التسجيل: Oct 2017
المشاركات: 7,975
افتراضي

سورة المؤمنون

[من الآية (112) إلى الآية (118) ]
{قَالَ كَمْ لَبِثْتُمْ فِي الْأَرْضِ عَدَدَ سِنِينَ (112) قَالُوا لَبِثْنَا يَوْمًا أَوْ بَعْضَ يَوْمٍ فَاسْأَلِ الْعَادِّينَ (113) قَالَ إِنْ لَبِثْتُمْ إِلَّا قَلِيلًا لَوْ أَنَّكُمْ كُنْتُمْ تَعْلَمُونَ (114) أَفَحَسِبْتُمْ أَنَّمَا خَلَقْنَاكُمْ عَبَثًا وَأَنَّكُمْ إِلَيْنَا لَا تُرْجَعُونَ (115) فَتَعَالَى اللَّهُ الْمَلِكُ الْحَقُّ لَا إِلَهَ إِلَّا هُوَ رَبُّ الْعَرْشِ الْكَرِيمِ (116) وَمَنْ يَدْعُ مَعَ اللَّهِ إِلَهًا آَخَرَ لَا بُرْهَانَ لَهُ بِهِ فَإِنَّمَا حِسَابُهُ عِنْدَ رَبِّهِ إِنَّهُ لَا يُفْلِحُ الْكَافِرُونَ (117) وَقُلْ رَبِّ اغْفِرْ وَارْحَمْ وَأَنْتَ خَيْرُ الرَّاحِمِينَ (118)}


قوله تعالى: {قَالَ كَمْ لَبِثْتُمْ فِي الْأَرْضِ عَدَدَ سِنِينَ (112)}
قال أبو منصور محمد بن أحمد الأزهري (ت: 370هـ): (وقوله جلّ وعزّ: (قال كم لبثتم.. (112)، (قال إن لبثتم (114)
قرأ ابن كثيرا (قل كم لبثتم) على الأمر، (قال إن لبثتم) على الخبر.
وقرأ حمزة والكسائي (قل كم لبثتم)، (قل إن لبثتم) على الأمر جميعًا وقرأ الباقون (قال كم لبثتم)، (قال إن لبثتم) بالألف فيها جميعًا.
[معاني القراءات وعللها: 2/197]
قال أبو منصور:
(قال): فعل ماض، وهو خبر. و(قل) أمر لمن يأمره الله بسؤالهم إذا بعثوا.
وقوله: (إن لبثتم) معناه: ما لبثتم إلّا قليلاً.
وقوله: (كم لبثتئم) في موضع النصب بقوله (لبثتم) و(عدد سنين) منصوب بـ (كم).
واتفق القراء على إدغام اللام في الراء من قوله: (وقل رّب أعوذ بك... (97)، وترك الإظهار). [معاني القراءات وعللها: 2/198] (م)
قال أبو عبد الله الحسين بن أحمد ابن خالويه الهمَذاني (ت: 370هـ): (22- وقوله تعالى: {كم لبثتم * قال إن لبثتم} [112، 114]
قرأها حمزة والكسائي {قل} {قل} على الأمر جميعًا.
وقرأ ابن كثير الأول على الأمر. والثاني على الخبر.
وقرأهما الباقون {قال} {قال} على الخبر.
وكان ابن كثير، ونافع، وعاصم يظهرون الثاء عند التاء في {كم لبثتم} إذ كانا غير متجانسين.
والباقون يدغمون لقرب التاء من الثاء). [إعراب القراءات السبع وعللها: 2/96] (م)
قال أبو علي الحسن بن أحمد بن عبد الغفار الفارسيّ (ت: 377هـ): (اختلفوا في قوله تعالى: قال كم لبثتم... قال إن لبثتم [المؤمنون/ 112، 114].
فقرأ ابن كثير: (قل كم لبثتم) على الأمر قال إن على الخبر
[الحجة للقراء السبعة: 5/306]
ولا يدغم لبثتم هذه رواية البزّي عن ابن كثير، وروى قنبل عن النبال عن أصحابه عن ابن كثير: (قل كم لبثتم... قل إن لبثتم) جميعا في الموضعين بغير ألف.
وقرأ نافع وعاصم وأبو عمرو وابن عامر: قال كم لبثتم وقال إن لبثتم بالألف فيهما على الخبر.
وقرأ حمزة والكسائي: (قل كم لبثتم) و (قل إن لبثتم) على الأمر جميعا.
وأبو عمرو وحمزة والكسائي يدغمون التاء، الباقون لا يدغمون.
من قرأ: (قل كم لبثتم) كان على: قل أيها السائل عن لبثتم.
وقال على الإخبار عنه. وزعموا أن في مصحف أهل الكوفة (قل) في الموضعين، فكأن حمزة والكسائي قرآ على مصاحف أهل الكوفة.
وأما وجه إدغام الثاء في التاء في لبثتم فلتقارب مخرجي الثاء والتاء واجتماعهما في الهمس، فحسن الإدغام لذلك، ووجه ترك ابن كثير للإدغام تباين الحرفين في المخرجين، ألا ترى أن التاء من حيّز الطاء والدال، والثاء من حيّز الظاء والذال، فلما تباين المخرجان وكانا بمنزلة المنفصل والمنفصل لا يلزم، فآثر البيان، ألا ترى أنهم بينوا المثلين في اقتتلوا لما لم يكن الحرف من اللازم). [الحجة للقراء السبعة: 5/307] (م)
قال أبو زرعة عبد الرحمن بن محمد ابن زنجلة (ت: 403هـ) : ({قال كم لبثتم في الأرض عدد سنين * قالوا لبثنا يومًا أو بعض يوم فاسأل العادين * قال إن لبثتم إلّا قليلا} 112 و114
قرأ حمزة والكسائيّ (قل كم لبثتم في الأرض) (قل إن لبثتم) بغير ألف فيهما على الأمر ودخل ابن كثير معهما في الأول
وقرأ الباقون {قال} {قال} على الخبر عمّا هو قائل أو من أحب من عباده أو ملائكته للمبعوثين يوم القيامة سائلًا لهم عن لبثهم بعد وفاتهم وهو فعل منتظر وجرى بمعنى المضيّ لأن أخبار القيامة وإن كانت لم تأت بعد فهي بمنزلة ما قد مضى إذ ليس فيما مضى شكّ في كونه ووجوبه فجعلت أخبار القيامة في التّحقيق كما قد مضى
وحجّة من قرأ {قل} أن المعنى في ذلك أن أهل النّار قيل لهم قولوا {كم لبثتم في الأرض عدد سنين} على الأمر لهم بأن يقولوا ذلك فأخرج الكلام على وجه الأمر به للواحد والمراد الجماعة إذ كان المعنى مفهوما والعرب تخاطب الواحد ومرادهم خطاب جماعة إذا عرف المعنى كقوله يا أيها الإنسان ما غرّك بربّك الكريم و{إنّك كادح} والمعنى مخاطبة جميع النّاس). [حجة القراءات: 493] (م)
قال مكي بن أبي طالب القَيْسِي (ت: 437هـ): (22- قوله: {قال كم لبثتم} قرأ ابن كثير وحمزة والكسائي: {قل كم} على الأمر بغير ألف، وقرأ حمزة والكسائي {قل إن لبثتم} على الخبر وقرأ الباقون {قال} بألف على الخبر، وقد تقدم ذكر الإدغام والإظهار في {لبثتم} وعلة ذلك). [الكشف عن وجوه القراءات السبع: 2/132]
قال نصر بن علي بن أبي مريم (ت: بعد 565هـ) : (20- {قُلْ كَمْ لَبِثْتُمْ} [آية/ 112]، {قُلْ إِنْ لَبِثْتُمْ} [آية/ 114] بغير ألف فيهما:
قرأهما حمزة والكسائي.
والوجه أنه على الأمر، والمعنى يا من يسأل عن لبثهم قل لهم: كم
[الموضح: 902]
لبثتم، وهو على خطاب من يأمره الله تعالى بسؤالهم، وقيل: هو كما تقول قل كم أقمت عندنا، أي كم ترى أقمت عندنا، وهو على خطاب الواحد منهم.
وقرأ ابن كثير {قُلْ كَمْ لَبِثْتُمْ} بغير ألف، {قَالَ إِنْ لَبِثْتُمْ} بالألف.
والوجه أن الأول على أمر من يؤمر بسؤالهم، والثاني على الإخبار عنه؛ لأنه قال: ما لبثتم إلا قليلًا.
وقرأ الباقون {قَالَ كَمْ لَبِثْتُمْ} {قَالَ إِنْ لَبِثْتُمْ} على الخبر في الحرفين.
والوجه أنه على الإخبار عن السائل في الكلامين كليهما). [الموضح: 903] (م)

قوله تعالى: {قَالُوا لَبِثْنَا يَوْمًا أَوْ بَعْضَ يَوْمٍ فَاسْأَلِ الْعَادِّينَ (113)}

قوله تعالى: {قَالَ إِنْ لَبِثْتُمْ إِلَّا قَلِيلًا لَوْ أَنَّكُمْ كُنْتُمْ تَعْلَمُونَ (114)}
قال أبو منصور محمد بن أحمد الأزهري (ت: 370هـ): (وقوله جلّ وعزّ: (قال كم لبثتم.. (112)، (قال إن لبثتم (114)
قرأ ابن كثيرا (قل كم لبثتم) على الأمر، (قال إن لبثتم) على الخبر.
وقرأ حمزة والكسائي (قل كم لبثتم)، (قل إن لبثتم) على الأمر جميعًا وقرأ الباقون (قال كم لبثتم)، (قال إن لبثتم) بالألف فيها جميعًا.
[معاني القراءات وعللها: 2/197]
قال أبو منصور:
(قال): فعل ماض، وهو خبر. و(قل) أمر لمن يأمره الله بسؤالهم إذا بعثوا.
وقوله: (إن لبثتم) معناه: ما لبثتم إلّا قليلاً.
وقوله: (كم لبثتئم) في موضع النصب بقوله (لبثتم) و(عدد سنين) منصوب بـ (كم).
واتفق القراء على إدغام اللام في الراء من قوله: (وقل رّب أعوذ بك... (97)، وترك الإظهار). [معاني القراءات وعللها: 2/198] (م)
قال أبو عبد الله الحسين بن أحمد ابن خالويه الهمَذاني (ت: 370هـ): (22- وقوله تعالى: {كم لبثتم * قال إن لبثتم} [112، 114]
قرأها حمزة والكسائي {قل} {قل} على الأمر جميعًا.
وقرأ ابن كثير الأول على الأمر. والثاني على الخبر.
وقرأهما الباقون {قال} {قال} على الخبر.
وكان ابن كثير، ونافع، وعاصم يظهرون الثاء عند التاء في {كم لبثتم} إذ كانا غير متجانسين.
والباقون يدغمون لقرب التاء من الثاء). [إعراب القراءات السبع وعللها: 2/96] (م)
قال أبو علي الحسن بن أحمد بن عبد الغفار الفارسيّ (ت: 377هـ): (اختلفوا في قوله تعالى: قال كم لبثتم... قال إن لبثتم [المؤمنون/ 112، 114].
فقرأ ابن كثير: (قل كم لبثتم) على الأمر قال إن على الخبر
[الحجة للقراء السبعة: 5/306]
ولا يدغم لبثتم هذه رواية البزّي عن ابن كثير، وروى قنبل عن النبال عن أصحابه عن ابن كثير: (قل كم لبثتم... قل إن لبثتم) جميعا في الموضعين بغير ألف.
وقرأ نافع وعاصم وأبو عمرو وابن عامر: قال كم لبثتم وقال إن لبثتم بالألف فيهما على الخبر.
وقرأ حمزة والكسائي: (قل كم لبثتم) و (قل إن لبثتم) على الأمر جميعا.
وأبو عمرو وحمزة والكسائي يدغمون التاء، الباقون لا يدغمون.
من قرأ: (قل كم لبثتم) كان على: قل أيها السائل عن لبثتم.
وقال على الإخبار عنه. وزعموا أن في مصحف أهل الكوفة (قل) في الموضعين، فكأن حمزة والكسائي قرآ على مصاحف أهل الكوفة.
وأما وجه إدغام الثاء في التاء في لبثتم فلتقارب مخرجي الثاء والتاء واجتماعهما في الهمس، فحسن الإدغام لذلك، ووجه ترك ابن كثير للإدغام تباين الحرفين في المخرجين، ألا ترى أن التاء من حيّز الطاء والدال، والثاء من حيّز الظاء والذال، فلما تباين المخرجان وكانا بمنزلة المنفصل والمنفصل لا يلزم، فآثر البيان، ألا ترى أنهم بينوا المثلين في اقتتلوا لما لم يكن الحرف من اللازم). [الحجة للقراء السبعة: 5/307] (م)
قال أبو زرعة عبد الرحمن بن محمد ابن زنجلة (ت: 403هـ) : ({قال كم لبثتم في الأرض عدد سنين * قالوا لبثنا يومًا أو بعض يوم فاسأل العادين * قال إن لبثتم إلّا قليلا} 112 و114
قرأ حمزة والكسائيّ (قل كم لبثتم في الأرض) (قل إن لبثتم) بغير ألف فيهما على الأمر ودخل ابن كثير معهما في الأول
وقرأ الباقون {قال} {قال} على الخبر عمّا هو قائل أو من أحب من عباده أو ملائكته للمبعوثين يوم القيامة سائلًا لهم عن لبثهم بعد وفاتهم وهو فعل منتظر وجرى بمعنى المضيّ لأن أخبار القيامة وإن كانت لم تأت بعد فهي بمنزلة ما قد مضى إذ ليس فيما مضى شكّ في كونه ووجوبه فجعلت أخبار القيامة في التّحقيق كما قد مضى
وحجّة من قرأ {قل} أن المعنى في ذلك أن أهل النّار قيل لهم قولوا {كم لبثتم في الأرض عدد سنين} على الأمر لهم بأن يقولوا ذلك فأخرج الكلام على وجه الأمر به للواحد والمراد الجماعة إذ كان المعنى مفهوما والعرب تخاطب الواحد ومرادهم خطاب جماعة إذا عرف المعنى كقوله يا أيها الإنسان ما غرّك بربّك الكريم و{إنّك كادح} والمعنى مخاطبة جميع النّاس). [حجة القراءات: 493] (م)
قال نصر بن علي بن أبي مريم (ت: بعد 565هـ) : (20- {قُلْ كَمْ لَبِثْتُمْ} [آية/ 112]، {قُلْ إِنْ لَبِثْتُمْ} [آية/ 114] بغير ألف فيهما:
قرأهما حمزة والكسائي.
والوجه أنه على الأمر، والمعنى يا من يسأل عن لبثهم قل لهم: كم
[الموضح: 902]
لبثتم، وهو على خطاب من يأمره الله تعالى بسؤالهم، وقيل: هو كما تقول قل كم أقمت عندنا، أي كم ترى أقمت عندنا، وهو على خطاب الواحد منهم.
وقرأ ابن كثير {قُلْ كَمْ لَبِثْتُمْ} بغير ألف، {قَالَ إِنْ لَبِثْتُمْ} بالألف.
والوجه أن الأول على أمر من يؤمر بسؤالهم، والثاني على الإخبار عنه؛ لأنه قال: ما لبثتم إلا قليلًا.
وقرأ الباقون {قَالَ كَمْ لَبِثْتُمْ} {قَالَ إِنْ لَبِثْتُمْ} على الخبر في الحرفين.
والوجه أنه على الإخبار عن السائل في الكلامين كليهما). [الموضح: 903] (م)

قوله تعالى: {أَفَحَسِبْتُمْ أَنَّمَا خَلَقْنَاكُمْ عَبَثًا وَأَنَّكُمْ إِلَيْنَا لَا تُرْجَعُونَ (115)}
قال أبو منصور محمد بن أحمد الأزهري (ت: 370هـ): (وقوله جلّ وعزّ: (وأنّكم إلينا لا ترجعون (115)
قرأ حمزة والكسائي (وأنّكم إلينا لا ترجعون) بفتح التاء وكسر الجيم.
وقرأ الباقون (لا ترجعون) بضم التاء وفتح الجيم.
قال أبو منصور: من قرأ (لا ترجعون) فالفعل لهم.
ومن قرأ (لا ترجعون) فهم مفعولون.
يقال رجعته فرجع، ومثله نقصته فنقص). [معاني القراءات وعللها: 2/198]
قال أبو عبد الله الحسين بن أحمد ابن خالويه الهمَذاني (ت: 370هـ): (23- وقوله تعالى: {إلينا لا ترجعون} [115].
قرأ ابن كثير، وأبو عمرو ها هنا. وفي (القصص) {ترجعون}، و{يرجعون} بضم التاء، والياء.
وقرأ حمزة والكسائي بفتحهما فترجعون: تردون. وترجعون: يصيرون.
وقرأ نافع ها هنا بالضم. وفي (القصص) بالفتح). [إعراب القراءات السبع وعللها: 2/96]
قال أبو علي الحسن بن أحمد بن عبد الغفار الفارسيّ (ت: 377هـ): (اختلفوا في قوله عز وجل: لا ترجعون [المؤمنون/ 115 والقصص/ 39] في الياء والتاء.
[الحجة للقراء السبعة: 5/307]
فقرأ ابن كثير وأبو عمرو وعاصم هاهنا بالتاء مضمومة ترجعون وفي القصص: (لا يرجعون) بالياء مضمومة.
وقرأ نافع في المؤمنين ترجعون بضم التاء وفي القصص (يرجعون) بفتح الياء وكسر الجيم.
وقرأ حمزة والكسائي جميعا (ترجعون) و (يرجعون) بفتح الياء والتاء وكسر الجيم.
حجة من قال: ترجعون: وإنا إليه راجعون [البقرة/ 156] وإنا إلى ربنا لمنقلبون [الزخرف/ 14] وقوله: كل إلينا راجعون [الأنبياء/ 93] وقوله: إلي مرجعكم [العنكبوت/ 8] ألا ترى أن المصدر مضاف إلى الفاعل. فأما ما كان من الرجوع في الدنيا فإن الفعل فيه مسند إلى الفاعل نحو: فإن رجعك الله إلى طائفة منهم [التوبة/ 83] ولئن رجعنا إلى المدينة [المنافقون/ 8] ولا إلى أهلهم يرجعون [يس/ 50] ألم يروا كم أهلكنا قبلهم من القرون أنهم إليهم لا يرجعون [يس/ 31] وكذلك بما كان من أمور الآخرة التي لا يراد بها البعث كقوله: وإليه يرجع الأمر كله [هود/ 123] ألا إلى الله تصير الأمور [الشورى/ 53] وقد تقدم ذكر هذا النحو). [الحجة للقراء السبعة: 5/308]
قال أبو زرعة عبد الرحمن بن محمد ابن زنجلة (ت: 403هـ) : ({أفحسبتم أنما خلقناكم عبثا وأنكم إلينا لا ترجعون}
قرأ حمزة والكسائيّ {وأنكم إلينا لا ترجعون} بنصب التّاء وكسر الجيم وحجتهم قوله {وإنّا إليه راجعون}
وقرأ الباقون {ترجعون} بضم التّاء وحجتهم قوله {وإليه تقلبون} و{ثمّ إلى ربهم يحشرون}). [حجة القراءات: 494]
قال مكي بن أبي طالب القَيْسِي (ت: 437هـ): (23- قوله: {لا ترجعون} قرأه حمزة والكسائي بفتح التاء، وكسر الجيم، أضافا الفعل إلى المخاطبين، وقرأ الباقون بضم التاء، وفتح الجيم، على ما لم يسم فاعله؛ لأنهم لا يرجعون حتى يرجعوا، إذ لا يبعثون أنفسهم من القبور حتى يبعثوا، وهو الاختيار، لصحة معناه، ولأن الأكثر عليه، وقد تقدم الكلام على هذا بأشبع من هذا في سورة البقرة وفي غيرهما). [الكشف عن وجوه القراءات السبع: 2/132]
قال نصر بن علي بن أبي مريم (ت: بعد 565هـ) : (21- {وَأَنَّكُمْ إِلَيْنَا لَا تُرْجَعُونَ} [آية/ 115] بالتاء مضمومة، وفتح الجيم:
قرأها ابن كثير وأبو عمرو وابن عامر وعاصم، وكذلك في القصص {وَظَنُّوا أَنَّهُمْ إِلَيْنَا لَا يُرْجَعُونَ} بضم الياء وفتح الجيم.
والوجه في هذه الآية أن الفعل مبنى المفعول به للمفعول به وهو على خطاب الجمع، والمعنى لا ترون إلينا، كما قال {وَلَئِنْ رُدِدْتُ إِلَى رَبِّي}، وقال {وَلَئِنْ
[الموضح: 903]
رُجِعْتُ إِلَى رَبِّي}.
وقرأ حمزة والكسائي ويعقوب بفتح التاء وكسر الجيم وكذلك في القصص بفتح الياء وكسر الجيم.
والوجه أن الفعل مبني للفاعل، والمعنى: لا ترجعون بأنفسكم، وهو في معنى الأول؛ لأنهم إذا رُجِعوا رجَعُوا.
وقرأ نافع ههنا {لَا تُرْجَعُونَ} بضم التاء وفتح الجيم، وفي القصص بفتح الياء وكسر الجيم.
والوجه أنه أراد الأخذ بالمعنيين). [الموضح: 904]

قوله تعالى: {فَتَعَالَى اللَّهُ الْمَلِكُ الْحَقُّ لَا إِلَهَ إِلَّا هُوَ رَبُّ الْعَرْشِ الْكَرِيمِ (116)}

قوله تعالى: {وَمَنْ يَدْعُ مَعَ اللَّهِ إِلَهًا آَخَرَ لَا بُرْهَانَ لَهُ بِهِ فَإِنَّمَا حِسَابُهُ عِنْدَ رَبِّهِ إِنَّهُ لَا يُفْلِحُ الْكَافِرُونَ (117)}
قال أبو الفتح عثمان بن جني الموصلي (ت: 392هـ): (ومن ذلك قراءة الحسن وقتادة: [عِنْدَ رَبِّهِ أَنَّهُ لا يُفْلِحُ الْكَافِرُونَ]، بفتح الألف.
قال أبو الفتح: معناه -والله أعلم- أن حسابه يؤخر إلى أن يلقى ربه؛ فيحاسب حينئذ. وذلك أنه لا تنفع فيه الموعظة ولا التذكير في الدنيا؛ فيؤخر الحساب إلى أن يحاسب عند ربه لعدم انتفاعه بالوعظ له والتضييق عليه في الدنيا، وهذا كقوله "عز اسمه": {فَذَرْهُمْ حَتَّى يُلاقُوا يَوْمَهُمُ الَّذِي فِيهِ يُصْعَقُونَ} ). [المحتسب: 2/98]

قوله تعالى: {وَقُلْ رَبِّ اغْفِرْ وَارْحَمْ وَأَنْتَ خَيْرُ الرَّاحِمِينَ (118)}

روابط مهمة:
- أقوال المفسرين


رد مع اقتباس
إضافة رد

مواقع النشر (المفضلة)

الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1)
 

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع


الساعة الآن 06:12 PM


Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd. TranZ By Almuhajir
جميع الحقوق محفوظة