العودة   جمهرة العلوم > جمهرة علوم القرآن الكريم > تقريب دراسات عضيمة > معاني الحروف

إضافة رد
 
أدوات الموضوع إبحث في الموضوع انواع عرض الموضوع
  #1  
قديم 22 ربيع الأول 1432هـ/25-02-2011م, 02:21 AM
عبد العزيز بن داخل المطيري عبد العزيز بن داخل المطيري غير متواجد حالياً
المشرف العام
 
تاريخ التسجيل: Sep 2008
المشاركات: 2,179
افتراضي لمحات عن دراسة (إذن) في القرآن الكريم

لمحات عن دراسة (إذن) في القرآن الكريم

1- (إذن) الناصبة للمضارع المصدرة لم تقع في القرآن الكريم، والذي جاء من (إذن) الواقع بعدها المضارع جاء مسبوقًا بحرف العطف: مسبوقًا بالفاء في آية واحدة {فَإِذًا لَا يُؤْتُونَ النَّاسَ نَقِيرًا} [4: 53] ومسبوقًا بالواو في آيتين:
1- {وَإِذًا لَا يَلْبَثُونَ خِلَافَكَ إِلَّا قَلِيلًا} [17: 76].
2- {وَإِذًا لَا تُمَتَّعُونَ إِلَّا قَلِيلًا} [33: 16].
وقد قرئ في الشواذ بنصب المضارع في آيتين من الثلاث: في قوله تعالى: {فَإِذًا لَا يُؤْتُونَ النَّاسَ نَقِيرًا} قرئ: {فَإِذًا لَا يُؤْتُوا{وَإِذًا لَا يَلْبَثُون} قرئ: {وَإِذًا لَا يَلْبَثُوا}.
2- (إذن) المهملة غير العاملة جاءت في آيات كثيرة: جاءت واقعة في جواب (لو) في ثلاث آيات، وقدر الزمخشري وغيره (لو) و (إن) قبل (إذن) في آيات كثيرة.
وجاءت متوسطة بين اسم (إن) وخبرها في ثلاث عشرة آية، ومتوسطة بين اسم (كان) وخبرها في آية، ومتوسطة بين المبتدأ والخبر في آيتين.
3- جاءت اللام واقعة في جواب (إذن) في سبع آيات: ثلاث مع ذكر (لو) وأربع من غير ذكر (لو).
قال الفراء في [«معاني القرآن»:1/274]: وإذا رأيت في جواب إذن اللام فقد أضمرت لها (لأئن) أو يمينا أو (لو).
4- قال [سيبويه:2/312]: «وأما (إذن) فجواب وجزاء» واختلف النحويون في المراد من كلمتي الجواب والجزاء، وهل يكون ذلك في كل المواضع أو في غالبها؟


[دراسات عضيمة: ق1، ج1،ص154]


رد مع اقتباس
  #2  
قديم 22 ربيع الأول 1432هـ/25-02-2011م, 02:21 AM
عبد العزيز بن داخل المطيري عبد العزيز بن داخل المطيري غير متواجد حالياً
المشرف العام
 
تاريخ التسجيل: Sep 2008
المشاركات: 2,179
افتراضي

دراسة (إذن) في القرآن الكريم
(إذن) المسبوقة بالفاء أو الواو
في [سيبويه:1/411]: «واعلم أن (إذن) إذا كانت بين الفاء والواو وبين الفعل فإنك فيها بالخيار: إن شئت أعملتها كإعمالك أرى وحسبت إذا كانت واحدة منهما بين اسمين،... وإن شئت ألغيت (إذن)، كإلغائك (حسبت) إذا قلت: زيد حسبت أخوك...».
وفي [معاني القرآن للفراء:1/273]: «فإذا كان فيها فاء، أو واو أو ثم، أو (أو) حرف من حروف النسق، فإن شئت كان معناها معنى الاستئناف فنصبت بها أيضًا، وإن شئت جعلت الفاء أو الواو إذا كانتا منها منقولتين عنها إلى غيرها. والمعنى في قوله: {وَإِذَن لَا يُؤْتُونَ} على: فلا يؤتون الناس نقيرًا إذن».
وفي [«المقتضب»:2/11-12]: «واعلم أنها إذا وقعت بعد واو أو فاء صلح الإعمال فيها والإلغاء، لما أذكره لك:
وذلك قولك: إن تأتني آتك وإذن أكرمك، إن شئت رفعت، وإن شئت نصبت، وإن شئت جزمت.
أما الجزم فعلى العطف (آتك) وإلغاء (إذن)، والنصب على إعمال (إذن)، والرفع على قولك: وأنا أكرمك، ثم أدخلت (إذن) بين الابتداء والفعل؛ فلم تعمل شيئًا.
وهذه الآية في مصحف ابن مسعود {وَإِذَن لَا يَلْبَثُونَ خِلَافَكَ}».
وفي [شرح الكافية لابن مالك:2/244]: «إلغاؤها أجود، وهو لغة القرآن التي قرأ بها السبعة في قوله تعالى: {وَإِذًا لَا يَلْبَثُونَ خِلَافَكَ إِلَّا قَلِيلًا}. وفي بعض الشواذ {لَا يَلْبَثُوا}.
وفي حاشية يس على [الألفية:2/237]: «الحريري نص على أن الرفع هو المرجوح...».
وفي [الكشاف:3/171]: «فإن قلت: ما وجه القراءتين؟
قلت: أما الشائعة فقد عطف فيها الفعل على الفعل، وهو مرفوع لوقوعه خبر (كاد)... وأما قراءة أبي ففيها الجملة برأسها التي هي {إِذَن لَا يَلْبَثُوا} عطف على جملة قوله {وَإِنْ كَادُوا لَيَسْتَفِزُّونَكَ}». وانظر [البحر:6/66].


[دراسات عضيمة: ق1، ج1،ص155]


رد مع اقتباس
  #3  
قديم 22 ربيع الأول 1432هـ/25-02-2011م, 02:22 AM
عبد العزيز بن داخل المطيري عبد العزيز بن داخل المطيري غير متواجد حالياً
المشرف العام
 
تاريخ التسجيل: Sep 2008
المشاركات: 2,179
افتراضي

(إذن) المهملة

(إذن) المهملة كثيرة في القرآن، جاءت واقعة في جواب (لو) في قوله تعالى:
1- {قُلْ لَوْ كَانَ مَعَهُ آلِهَةٌ كَمَا يَقُولُونَ إِذًا لَابْتَغَوْا إِلَىٰ ذِي الْعَرْشِ سَبِيلًا} [17: 42].
2- {قُلْ لَوْ أَنْتُمْ تَمْلِكُونَ خَزَائِنَ رَحْمَةِ رَبِّي إِذًا لَأَمْسَكْتُمْ خَشْيَةَ الْإِنْفَاقِ} [17: 100].
وجاءت معطوفة على (لو) في قوله تعالى: {وَلَوْ أَنَّهُمْ فَعَلُوا مَا يُوعَظُونَ بِهِ لَكَانَ خَيْرًا لَهُمْ وَأَشَدَّ تَثْبِيتًا * وَإِذًا لَآَتَيْنَاهُمْ مِنْ لَدُنَّا أَجْرًا عَظِيمًا} [4: 66-67].
في [القرطبي:2/1840]: «وقيل: اللام لام الجواب، و(إذا) دالة على الجزاء والمعنى: لو فعلوا ما يوعظون به لآتيناهم».
وقدر الزمخشري وغيره (لو) مع (إذن) في آيات؛ كقوله تعالى:
1- {مَا نُنَزِّلُ الْمَلَائِكَةَ إِلَّا بِالْحَقِّ وَمَا كَانُوا إِذًا مُنْظَرِينَ} [15: 8].
في [الكشاف:2/311]: «جواب وجزاء لشرط مقدر تقديره: ولو نزلنا الملائكة ما كانوا منظرين».
في [القرطبي:4/3620]: «أي لو تنزلت الملائكة بإهلاكهم لما أمهلوا ولا قبلت لهم توبة».
وفي [البحر:5/446]: «قال الزمخشري: وإذن جواب وجزاء، لأنه جواب لهم وجزاء لشرط مقدر، تقديره: ولو نزلنا الملائكة ما كانوا منظرين».
2- {إِذًا لَأَذَقْنَاكَ ضِعْفَ الْحَيَاةِ وَضِعْفَ الْمَمَاتِ} [17: 75].
في [الكشاف:2/370]: «إذا لو قاربت تركن إليهم أدنى ركنة لأذقناك».
في [القرطبي:5/3917]: «أي لو ركنت لأذقناك مثلي عذاب الحياة في الدنيا، ومثلي عذاب الممات في الآخرة».
3- {إِذًا لَذَهَبَ كُلُّ إِلَٰهٍ بِمَا خَلَقَ} [23: 91].
في [الكشاف:3/54-55]: «الشرط محذوف تقديره: ولو كان معه آلهة، وإنما حذف لدلالة (وما كان معه من إله) عليه».
وفي [القرطبي:5/4538]: «وفي الكلام حذف؛ والمعنى: لو كانت معه آلهة لانفرد كل إله بخلقه».
4- {وَإِذًا لَآَتَيْنَاهُمْ مِنْ لَدُنَّا أَجْرًا عَظِيمًا} [4: 67].
في [الكشاف:1/279]: «و(إذن) جواب لسؤال مقدر، كأنه قيل، وماذا يكون لهم أيضًا بعد التثبيت؟ فقيل: وإذن لو ثبتوا لآتيناهم؛ لأن (إذن) جواب وجزاء».
وقدر الزمخشري (إن) الشرطية في قوله تعالى:
1- {قُلْ لَا أَتَّبِعُ أَهْوَاءَكُمْ قَدْ ضَلَلْتُ إِذًا وَمَا أَنَا مِنَ الْمُهْتَدِينَ} [6: 56].
في [الكشاف:2/18]: «أي إن اتبعت أهواءكم فأنا ضال».
2- {قَالَ مَعَاذَ اللَّهِ أَنْ نَأْخُذَ إِلَّا مَنْ وَجَدْنَا مَتَاعَنَا عِنْدَهُ إِنَّا إِذًا لَظَالِمُونَ} [12: 79].
في [الكشاف:2/269]: «(إذن) جواب وجزاء؛ لأن المعنى: إن أخذنا بدله ظلمنا».
جاءت (إذن) المهملة متوسطة بين اسم (إن) وخبرها في هذه الآيات:
1- {وَلَئِنِ اتَّبَعْتَ أَهْوَاءَهُمْ مِنْ بَعْدِ مَا جَاءَكَ مِنَ الْعِلْمِ إِنَّكَ إِذًا لَمِنَ الظَّالِمِينَ} [2: 145].
في [النهر:1/433]: «إذن هنا مؤكدة لجواب ارتبط بمتقدم، ولا عمل لها إذا كانت مؤكدة».
2- {حَتَّىٰ يَخُوضُوا فِي حَدِيثٍ غَيْرِهِ إِنَّكُمْ إِذًا مِثْلُهُمْ} [4: 140].
في [العكبري:1/111]: «إذن هاهنا ملغاة لوقوعها بين الاسم والخبر؛ ولذلك لم يذكر بعدها الفعل».
3- {وَلَا نَكْتُمُ شَهَادَةَ اللَّهِ إِنَّا إِذًا لَمِنَ الْآثِمِينَ} [5: 106].
في [النهر:4/43]: «إذن هاهنا تؤدي معنى الشرط، والمعنى: وإنا إن اشترينا أو كتمنا لمن الآثمين».
4- {وَمَا اعْتَدَيْنَا إِنَّا إِذًا لَمِنَ الظَّالِمِينَ} [5: 107].
في [البحر:4/47]: «(وإنا إذن) أي إن زللنا في الشهادة واعتدينا لمن الظالمين».
5- {لَئِنِ اتَّبَعْتُمْ شُعَيْبًا إِنَّكُمْ إِذًا لَخَاسِرُونَ} [7: 90].
في [البحر:4/345]: «وإذن هنا معناها التوكيد، وهي الحرف الذي هو جواب، ويكون معه الجزاء وقد لا يكون».
6- {فَإِنْ فَعَلْتَ فَإِنَّكَ إِذًا مِنَ الظَّالِمِينَ} [10: 106].
7- {اللَّهُ أَعْلَمُ بِمَا فِي أَنْفُسِهِمْ إِنِّي إِذًا لَمِنَ الظَّالِمِينَ} [11: 31].
8- {لَئِنْ أَكَلَهُ الذِّئْبُ وَنَحْنُ عُصْبَةٌ إِنَّا إِذًا لَخَاسِرُونَ} [12: 14].
9- {مَعَاذَ اللَّهِ أَنْ نَأْخُذَ إِلَّا مَنْ وَجَدْنَا مَتَاعَنَا عِنْدَهُ إِنَّا إِذًا لَظَالِمُونَ} [12: 79].
في [البحر:5/334]: «وإذن جواب وجزاء، أي إن أخذنا بدله ظلمنا».
10- {وَلَئِنْ أَطَعْتُمْ بَشَرًا مِثْلَكُمْ إِنَّكُمْ إِذًا لَخَاسِرُونَ} [23: 34].
11- {وَإِنَّكُمْ إِذًا لَمِنَ الْمُقَرَّبِينَ} [26: 42].
في [الكشاف:3/47]: «(إذن) وقع في جزاء الشرط، وجواب الذين قاولوهم من قومهم...».
وفي [البحر:6/404]: «ليس (إذن) واقعًا في جواب الشرط، بل واقع بين (إنكم) والخبر وإنكم والخبر ليس جزاء للشرط، بل ذلك جملة جواب القسم المحذوف».
12- {إِنِّي إِذًا لَفِي ضَلَالٍ مُبِينٍ} [36: 24].
13- {إِنَّا إِذًا لَفِي ضَلَالٍ وَسُعُرٍ} [54: 24].
وفي [البحر:1/434]: «دخلت (إذن) بين اسم (إن) وخبرها لتقريب النسبة التي بينهما».
وقال في [البحر أيضًا:5/196]: وتوسطت (إذن) بين اسم (إن) وخبرها، ورتبتها بعد الخبر، لكن روعي في ذلك الفاصلة.
وجاءت (إذن) متوسطة بين اسم (كان) وخبرها في قوله تعالى:
1- {مَا نُنَزِّلُ الْمَلَائِكَةَ إِلَّا بِالْحَقِّ وَمَا كَانُوا إِذًا مُنْظَرِينَ} [15: 8].
وجاءت (إذن) متوسطة بين المبتدأ والخبر في قوله تعالى:
2- {تِلْكَ إِذًا قِسْمَةٌ ضِيزَىٰ} [53: 22].
3- {تِلْكَ إِذًا كَرَّةٌ خَاسِرَةٌ} [79: 12].
في [البحر:1/434]: «ولما كانت في هذا الوجه غير معتمد عليها جاز دخولها على الجملة الاسمية الصريحة؛ نحو: أزورك فتقول: إذن أنا أكرمك، وجاز توسطها، نحو: أنا إذن أكرمك».
يرى بعض النحويين أن (إذن) في نحو قوله تعالى: {إِنَّكُمْ إِذًا لَخَاسِرُونَ} [23: 34].
هي (إذا) الظرفية التي للاستقبال حذفت الجملة بعدها، وعوض منها التنوين انظر [حاشية الخضري:2/12].
وقد رد على ذلك أبو حيان. قال في [البحر:4/345]: «(إذن) هنا معناها التوكيد، وهي الحرف الذي هو جواب ويكون معه الجزاء وقد لا يكون. وزعم بعض النحويين أن (إذن) في هذا الموضع ظرف العامل فيه {لَخَاسِرُونَ} والنون عوض من المحذوف. والتقدير: إنكم إذا اتبعتموهم لخاسرون، فلما حذف ما أضيف إليه عوض من ذلك النون، فصادفت الألف، فالتقى ساكنان، فحذفت الألف لالتقائهما والتعويض فيه مثل التعويض في (يومئذ) و (حينئذ) ونحوه.
وما ذهب إليه هذا الزاعم ليس بشيء، لأنه لم يثبت التعويض والحذف في (إذ) التي للاستقبال في موضع، فيحمل هذا عليه».
وفي [البرهان للزركشي:4/188]: «ولم يذكر النحاة حذف الجملة من (إذا) وتعويض التنوين عنها وقال الشيخ أبو حيان في التذكرة: ذكر لي علم الدين القمني أن القاضي تقي الدين بن رزين كان يذهب إلى أن (إذن) عوض من الجملة المحذوفة، وليس هذا بقول نحوي.
وقال القاضي ابن الجويني: وأنا أظن أنه يجوز أن تقول لمن قال لك: أنا آتيك: إذن أكرمك؛ بالرفع على معنى: إذا أتيتني أكرمك، فحذف (أتيتني) وعوض التنوين عن الجملة، فسقطت الألف لالتقاء الساكنين». وانظر [الاتقان:1/150]، [الهمع:2/6-7]. وقال الرضى في [شرح الكفاية:2/219-220]: «وكذا يتوسط (إذن) بين جزئي ما هو جزاؤه معنى. تقول: أنا إذن خارج وإن كان نحو ذلك لا يجوز في كلمة الشرط إلا ضرورة قال:
والمرء عند الرشا إن يلقها ذيب
وذلك لضعف معنى الشرط في (إذن)».


[دراسات عضيمة: ق1، ج1،ص156]


رد مع اقتباس
  #4  
قديم 22 ربيع الأول 1432هـ/25-02-2011م, 02:23 AM
عبد العزيز بن داخل المطيري عبد العزيز بن داخل المطيري غير متواجد حالياً
المشرف العام
 
تاريخ التسجيل: Sep 2008
المشاركات: 2,179
افتراضي

اللام في جواب (إذن)

جاءت اللام في جواب (إذن) في سبع آيات: ثلاث مع (لو) وهي:
1- {قُلْ لَوْ كَانَ مَعَهُ آلِهَةٌ كَمَا يَقُولُونَ إِذًا لَابْتَغَوْا إِلَىٰ ذِي الْعَرْشِ سَبِيلًا} [17: 42].
2- {قُلْ لَوْ أَنْتُمْ تَمْلِكُونَ خَزَائِنَ رَحْمَةِ رَبِّي إِذًا لَأَمْسَكْتُمْ خَشْيَةَ الْإِنْفَاقِ} [17: 100].
3- {وَلَوْ أَنَّهُمْ فَعَلُوا مَا يُوعَظُونَ بِهِ لَكَانَ خَيْرًا لَهُمْ وَأَشَدَّ تَثْبِيتًا * وَإِذًا لَآتَيْنَاهُمْ مِنْ لَدُنَّا أَجْرًا عَظِيمًا} [4: 66-67].
وأربع آيات من غير ذكر (لو) وهي:
1- {وَإِنْ كَادُوا لَيَفْتِنُونَكَ عَنِ الَّذِي أَوْحَيْنَا إِلَيْكَ لِتَفْتَرِيَ عَلَيْنَا غَيْرَهُ وَإِذًا لَاتَّخَذُوكَ خَلِيلًا} [17: 73].
2- {مَا اتَّخَذَ اللَّهُ مِنْ وَلَدٍ وَمَا كَانَ مَعَهُ مِنْ إِلَٰهٍ إِذًا لَذَهَبَ كُلُّ إِلَٰهٍ بِمَا خَلَقَ وَلَعَلَا بَعْضُهُمْ عَلَىٰ بَعْضٍ} [23: 91].
3- {وَمَا كُنْتَ تَتْلُو مِنْ قَبْلِهِ مِنْ كِتَابٍ وَلَا تَخُطُّهُ بِيَمِينِكَ إِذًا لَارْتَابَ الْمُبْطِلُونَ} [29: 48].
4- {وَلَوْلَا أَنْ ثَبَّتْنَاكَ لَقَدْ كِدْتَ تَرْكَنُ إِلَيْهِمْ شَيْئًا قَلِيلًا * إِذًا لَأَذَقْنَاكَ ضِعْفَ الْحَيَاةِ وَضِعْفَ الْمَمَاتِ} [17: 74-75].
يرى الفراء أن اللام جواب قسم مقدر، أو جواب (لو) مقدرة. قال في [«معاني القرآن»:1/274]: «وإذا رأيت في جواب (إذن) اللام فقد أضمرت لها (لئن) أو يمينا، أو (لو). من ذلك قول الله عز وجل: {مَا اتَّخَذَ اللَّهُ مِنْ وَلَدٍ وَمَا كَانَ مَعَهُ مِنْ إِلَهٍ إِذًا لَذَهَبَ كُلُّ إِلَهٍ بِمَا خَلَقَ} [23: 91] والمعنى – والله أعلم – لو كان معه فيهما إله لذهب كل إله بما خلق، ومثله: {وَإِنْ كَادُوا لَيَفْتِنُونَكَ عَنِ الَّذِي أَوْحَيْنَا إِلَيْكَ لِتَفْتَرِيَ عَلَيْنَا غَيْرَهُ وَإِذًا لَاتَّخَذُوكَ خَلِيلًا} [17: 73] ومعناه: لو فعلت لاتخذوك، وكذلك قوله: {كِدْتَ تَرْكَنُ إِلَيْهِمْ} [17: 74].
ثم قال: {إِذًا لَأَذَقْنَاكَ} معناه: لو ركنت لأذقناك إذا».
والرضي لا يرى أن تكون اللام جوابا لقسم مقدر قال في [شرح الكافية:2/219] عن إذن:
«وإذا كان للشرط جاز أن يكون للشرط في الماضي، نحو: لو جئتني إذن لأكرمتك، وفي المستقبل، نحو: إذن أكرمك، بنصب الفعل.
وإذا كان بمعنى الشرط في الماضي جاز إجراؤه مجرى (لو) في إدخال اللام في جوابه، كقوله تعالى: {إِذًا لَأَذَقْنَاكَ ضِعْفَ الْحَيَاةِ}، أي لو ركنت إليهم شيئًا قليلاً لأذقناك... وليس اللام جواب القسم المقدر، كما قال بعضهم.
وإذا كان بمعنى الشرط في المستقبل جاز دخول الفاء في جزائها، كما في جزاء (إن)».


[دراسات عضيمة: ق1، ج1،ص161]


رد مع اقتباس
  #5  
قديم 22 ربيع الأول 1432هـ/25-02-2011م, 03:16 AM
عبد العزيز بن داخل المطيري عبد العزيز بن داخل المطيري غير متواجد حالياً
المشرف العام
 
تاريخ التسجيل: Sep 2008
المشاركات: 2,179
افتراضي

استعمال (إذن) مع (لو) و (إن)

قال الرضي في [شرح الكافية:2/219] عن (إذن): «ثم قد تستعمل بعد (لو) و(إن) توكيدًا لهما؛ لأن (إذن) مع تنوينه الذي هو عوض من الفعل بمعنى حرفي الشرط المذكورين مع فعلي الشرط؛ نحو: لو زرتني إذن لأكرمتك، وإن جئتني إذن أزرك، فكأنك كررت كلمتي الشرط مع الشرطين للتوكيد».
وفي [المغني:1/19] عن إذن: «الأكثر أن تكون جوابًا لإن، أو (لو) ظاهرتين أو مقدرتين».
فسر الزمخشري (إذن) بلو مع شرطها في قوله تعالى: {وَإِذًا لَاتَّخَذُوكَ خَلِيلًا} [17: 37].
قال في [الكشاف:2/370]: «أي ولو اتبعت مرادهم لاتخذوك خليلا».
وقال أبو حيان في [البحر:6/65] عن تفسير الزمخشري: «وهو تفسير معنى، لا أن {لَاتَّخَذُوكَ} جواب (لو) محذوفة» واختار أن تكون اللام جواب قسم مقدر.
والزمخشري قال بعبارة صريحة لا تقبل التأويل في قوله تعالى: {إِذًا لَذَهَبَ كُلُّ إِلَهٍ بِمَا خَلَقَ}[23: 91] بأن الشرط محذوف تقديره: ولو كان معه آلهة، وإنما حذف لدلالة قوله: {وَمَا كَانَ مَعَهُ مِنْ إِلَهٍ} عليه. [الكشاف:3/54]. وانظر [البحر:6/419]. كذلك فسر الزمخشري (إذن) بلو مع شرطها في قوله تعالى: {إِذًا لَارْتَابَ الْمُبْطِلُونَ}[29: 48] قال في [الكشاف:3/193]: «(إذا) لو كان شيء من ذلك، أي من التلاوة والخط لارتاب المبطلون». وقال أبو حيان في [البحر:7/155] «{إِذًا لَارْتَابَ الْمُبْطِلُونَ}أي لو كان يقرأ كتبا قبل نزول القرآن عليه، أو يكتب لحصلت الريبة للمبطلين» وكذلك قال في [النهر:ص154].


[دراسات عضيمة: ق1، ج1،ص162]


رد مع اقتباس
  #6  
قديم 22 ربيع الأول 1432هـ/25-02-2011م, 03:18 AM
عبد العزيز بن داخل المطيري عبد العزيز بن داخل المطيري غير متواجد حالياً
المشرف العام
 
تاريخ التسجيل: Sep 2008
المشاركات: 2,179
افتراضي

(إذن) جواب وجزاء

في [سيبويه:ج2 ،ص312]: «وأما (إذن) فجواب وجزاء».
وفي [البحر:1/434]: «وتحرير معنى (إذن) صعب، وقد اضطرب الناس في معناها، وقد نص سيبويه على أن معناها الجواب والجزاء، واختلف النحويون في فهم كلام سيبويه...».
وفي [المغني:1/19] «قال سيبويه: معناها الجواب والجزاء؛ فقال الشلوبين: في كل موضع. وقال أبو علي الفارسي: في الأكثر، وقد تتمحض للجواب بدليل أنه يقال لك: أحبك، فتقول: إذن أظنك صادقًا؛ إذ لا مجازاة هنا».
وفي الدماميني على [المغني:1/41-42]: «وإنما المراد بكونها للجواب أنها تقع في كلام يجاب به كلام آخر ملفوظ به أو مقدر، سواء وقعت في صدره أو في حشوه، أو آخره، ولا تقع في مقتضب ابتداء ليس جوابًا عن شيء، فباعتبار ملابستها للجواب على هذا الوجه سميت حرف جواب».
«فسر الزجاج كلمة (جزاء) على أن المراد بها جزاء الشرط قال: تأويلها: إن كان الأمر كما ذكرت فإني أكرمك، [المفصل:2/216].
وكذلك حمله الرضي قال في [شرح الكافية:2/219]: «والغالب في المبنى على الفتح تضمن معنى الشرط، وهو المعنى بقول سيبويه: إذن جزاء، وإنما ضمن معنى الجزاء لكونه كإذما وحيثما... وإنما قلنا: الغالب في (إذن) تضمن معنى الشرط، ولم نقل بوجوبه فيه، كما أطلق النحاة، لأنه لا معنى للشرط في قوله تعالى: {فَعَلْتُهَا إِذًا وَأَنَا مِنَ الضَّالِّينَ} [26: 20]». وانظر [ص9، 220-221 من الرضي]
وفي [شرح جمع الجوامع للمحلي:1/336]، والمراد بالجزاء ما يكون جزاء الشرط».
وفسر الجزاء أحمد بن فارس بأنه من المجازاة قال في كتابه [الصاحبي:ص113]: «(إذن) مجازاة على فعل، يقول: أنا أقوم، فتقول: إذن أقوم معك» وكذلك قال الزمخشري في [المفصل:2/216]: «و(إذن) جواب وجزاء. يقول الرجل: أنا آتيك، فتقول: إذن أكرمك، فهذا الكلام قد أجبته به، وصيرت إكرامك جزاء له على إتيانه».
وفي [ابن يعيش:9/13]: «فقولك: إذن أكرمك جواب لقوله وجزاء لفعل الإتيان» وانظر [7/16].
وفي [جواهر الأدب للإربلي:ص169]: «وضعت (إذن) لتكون جزاء للفعل وجوابًا لكلام دال عليه».
وفي [شرح التصريح:2/234]: «والمراد بكونها للجزاء أن يكون مضمون الكلام الذي هي فيه جزاء لمضمون كلام آخر».

رأي الزمخشري
ظاهر كلامه في المفصل الذي ذكرناه قبل أنه يريد الجزاء معنى المجازاة، ولا يريد الجزاء الاصطلاحي الذي هو رأي الزجاج، ولو تتبعنا كلامه في الكشاف لوجدناه قد صرح في مواضع كثيرة بأن معنى الجزاء هو جزاء الشرط وإليك البيان:
1- {فَإِنْ فَعَلْتَ فَإِنَّكَ إِذًا مِنَ الظَّالِمِينَ} [10: 106].
في [الكشاف:2/205]: «(إذن) جزاء للشرط، وجواب لسؤال مقدر، كأن سائلاً سأل عن تبعة عبادة الأوثان».
2- {مَا نُنَزِّلُ الْمَلَائِكَةَ إِلَّا بِالْحَقِّ وَمَا كَانُوا إِذًا مُنْظَرِينَ} [15: 8].
في [الكشاف:2/311]: «(إذن) جواب وجزاء، لأنه جواب لهم، وجزاء لشرط مقدر، تقديره: ولو نزلنا الملائكة ما كانوا منظرين، وما أخر عذابهم».
3- {وَلَئِنْ أَطَعْتُمْ بَشَرًا مِثْلَكُمْ إِنَّكُمْ إِذًا لَخَاسِرُونَ} [23: 34].
في [الكشاف:3/47]: «(إذن) واقع في جزاء الشرط، وجواب الذين قاولوهم من قومهم».
في [البحر:6/404]: «وليس (إذن) واقعًا في جزاء جواب الشرط، بل واقع بين (إنكم) والخبر. وإنكم والخبر ليس جزاء للشرط، بل ذلك جملة جواب القسم المحذوف».
4- {أَئِنَّ لَنَا لَأَجْرًا إِنْ كُنَّا نَحْنُ الْغَالِبِينَ * قَالَ نَعَمْ وَإِنَّكُمْ إِذًا لَمِنَ الْمُقَرَّبِينَ} [26: 41-42].
في [الكشاف:3/114]: «ولما كان قوله: {إِنَّ لَنَا لَأَجْرًا} في معنى جزاء الشرط، لدلالته عليه، وكان قوله: {وَإِنَّكُمْ إِذًا لَمِنَ الْمُقَرَّبِينَ} معطوفًا عليه ومدخلاً في حكمه دخلت (إذن) قارة في مكانها الذي تقتضيه من الجواب والجزاء».
5- {وَلَوْ أَنَّهُمْ فَعَلُوا مَا يُوعَظُونَ بِهِ لَكَانَ خَيْرًا لَهُمْ وَأَشَدَّ تَثْبِيتًا * وَإِذًا لَآتَيْنَاهُمْ مِنْ لَدُنَّا أَجْرًا عَظِيمًا} [4: 66-67].
في [الكشاف:1/279]: «و(إذن) جواب لسؤال مقدر، كأنه قيل: وماذا يكون لهم بعد التثبيت؟ فقيل: وإذن لو ثبتوا لآتيناهم؛ لأن (إذن) جواب وجزاء».
وفي [البحر المحيط:3/286]: «وظاهر قول الزمخشري: لأن (إذن) جواب وجزاء يفهم منه أنها تكون للمعنيين في حال واحدة على كل حال، وهذه مسألة خلاف: ذهب الفارسي إلى أنها قد تكون جوابًا فقط في موضع، وجوابًا وجزاء في موضع، ففي مثل: إذن أظنك صادقًا لمن قال: أزورك هي جواب خاصة وفي مثل : إذن أكرمك لمن قال: أزورك هي جواب وجزاء. وذهب الأستاذ أبو علي إلى أنها تتقدر بالجواب والجزاء في كل موضع، وقوفًا مع ظاهر كلام سيبويه. والصحيح قول الفارسي».
6- {قُلْ لَا أَتَّبِعُ أَهْوَاءَكُمْ قَدْ ضَلَلْتُ إِذًا وَمَا أَنَا مِنَ الْمُهْتَدِينَ} [6: 56].
في [الكشاف:2/18]: {قَدْ ضَلَلْتُ إِذَنْ} أي إن اتبعت أهواءكم فأنا ضال، وما أنا من الهدى في شيء. وانظر [البحر:4/142].
7- {قَالَ مَعَاذَ اللَّهِ أَنْ نَأْخُذَ إِلَّا مَنْ وَجَدْنَا مَتَاعَنَا عِنْدَهُ إِنَّا إِذًا لَظَالِمُونَ} [12: 79].
في [الكشاف:2/269]: «(إذن) جواب لهم، وجزاء؛ لأن المعنى: إن أخذنا بدله ظلمنا». وانظر [البحر:5/334].
8- {وَلَوْلَا أَنْ ثَبَّتْنَاكَ لَقَدْ كِدْتَ تَرْكَنُ إِلَيْهِمْ شَيْئًا قَلِيلًا * إِذًا لَأَذَقْنَاكَ ضِعْفَ الْحَيَاةِ وَضِعْفَ الْمَمَاتِ} [17: 74-75].
في [الكشاف:2/270]: «(إذا) لو قاربت تركن إليهم أدنى ركنة لأذقناك ضعف الحياة وضعف الممات».
9- {مَا اتَّخَذَ اللَّهُ مِنْ وَلَدٍ وَمَا كَانَ مَعَهُ مِنْ إِلَٰهٍ إِذًا لَذَهَبَ كُلُّ إِلَٰهٍ بِمَا خَلَقَ وَلَعَلَا بَعْضُهُمْ عَلَىٰ بَعْضٍ}. [23: 91].
في [الكشاف:3/54-55]: «فإن قلت: (إذن) لا تدخل إلا على كلام هو جزاء وجواب فكيف وقع قوله: {لَذَهَبَ} جزاء وجوابًا ولم يتقدمه شرط ولا سؤال سائل؟
قلت: الشرط محذوف تقديره: ولو كان معه آلهة، وإنما حذف لدلالة {وَمَا كَانَ مَعَهُ مِنْ إِلَٰهٍ} عليه؛ وهو جواب لمن معه المحاجة من المشركين».
10- {وَمَا كُنْتَ تَتْلُو مِنْ قَبْلِهِ مِنْ كِتَابٍ وَلَا تَخُطُّهُ بِيَمِينِكَ إِذًا لَارْتَابَ الْمُبْطِلُونَ} [29: 48].
في [الكشاف:3/193]: «لو كان شيء من ذلك، أي من التلاوة والخط لارتاب المبطلون».
نقل معناه في [البحر:7/155].
ويحمل الزمخشري الجزاء على معنى المجازاة في قوله تعالى: {قَالَ فَعَلْتُهَا إِذًا وَأَنَا مِنَ الضَّالِّينَ} [26: 21].
وفي [الكشاف:3/111]: «فإن قلت: (إذن) جواب وجزاء معا؛ والكلام وقع جوابا لفرعون فكيف وقع جزاء؟
قلت: قول فرعون: وفعلت فعلتك فيه معنى أنك جازيت نعمتي بما فعلت فقال له موسى: نعم فعلتها مجازيًا لك، تسليمًا لقوله: لأن نعمته كانت عنده جديرة بأن تجازى بنحو ذلك الجزاء».
وفي [البحر:7/11]: «وهذا الذي ذكره من أن (إذن) جواب وجزاء معًا هو قول سيبويه، لكن الشراح فهموا أنها قد تكون جوابًا وجزاء معا وقد تكون جوابًا فقط دون جزاء فالمعنى اللازم لها هو الجواب، وقد يكون مع ذلك جزاء وجعلوا قوله: {فَعَلْتُهَا إِذَنْ} من المواضع التي جاءت فيها جوابًا لآخر، على أن بعض أئمتنا تكلف هنا كونها جوابًا وجزاء».

رأي أبي حيان
ظاهر كلامه أن المراد بالجزاء هو جزاء الشرط؛ ولذلك يتابع الزمخشري في تقدير الشرط. انظر [البحر:5/334، 446، 6/106].
وقال في [البحر:6/111]: «(إذن) حرف جزاء وجواب، وكثيرًا ما يتضح تقدير شرط وجزاء».


[دراسات عضيمة: ق1، ج1،ص163]


رد مع اقتباس
إضافة رد

مواقع النشر (المفضلة)

الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1)
 

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع


الساعة الآن 05:57 AM


Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd. TranZ By Almuhajir
جميع الحقوق محفوظة