سورة العنكبوت
[ من الآية (53) إلى الآية (59) ]
{وَيَسْتَعْجِلُونَكَ بِالْعَذَابِ وَلَوْلَا أَجَلٌ مُسَمًّى لَجَاءَهُمُ الْعَذَابُ وَلَيَأْتِيَنَّهُمْ بَغْتَةً وَهُمْ لَا يَشْعُرُونَ (53) يَسْتَعْجِلُونَكَ بِالْعَذَابِ وَإِنَّ جَهَنَّمَ لَمُحِيطَةٌ بِالْكَافِرِينَ (54) يَوْمَ يَغْشَاهُمُ الْعَذَابُ مِنْ فَوْقِهِمْ وَمِنْ تَحْتِ أَرْجُلِهِمْ وَيَقُولُ ذُوقُوا مَا كُنْتُمْ تَعْمَلُونَ (55)يَا عِبَادِيَ الَّذِينَ آَمَنُوا إِنَّ أَرْضِي وَاسِعَةٌ فَإِيَّايَ فَاعْبُدُونِ (56) كُلُّ نَفْسٍ ذَائِقَةُ الْمَوْتِ ثُمَّ إِلَيْنَا تُرْجَعُونَ (57) وَالَّذِينَ آَمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ لَنُبَوِّئَنَّهُمْ مِنَ الْجَنَّةِ غُرَفًا تَجْرِي مِنْ تَحْتِهَا الْأَنْهَارُ خَالِدِينَ فِيهَا نِعْمَ أَجْرُ الْعَامِلِينَ (58) الَّذِينَ صَبَرُوا وَعَلَى رَبِّهِمْ يَتَوَكَّلُونَ (59)}
قوله تعالى: {وَيَسْتَعْجِلُونَكَ بِالْعَذَابِ وَلَوْلَا أَجَلٌ مُسَمًّى لَجَاءَهُمُ الْعَذَابُ وَلَيَأْتِيَنَّهُمْ بَغْتَةً وَهُمْ لَا يَشْعُرُونَ (53)}
قال د. عبد اللطيف الخطيب (م): ( {وَيَسْتَعْجِلُونَكَ بِالْعَذَابِ وَلَوْلَا أَجَلٌ مُسَمًّى لَجَاءَهُمُ الْعَذَابُ وَلَيَأْتِيَنَّهُمْ بَغْتَةً وَهُمْ لَا يَشْعُرُونَ (53)}
{مُسَمًّى}
- الإمالة فيه عن حمزة والكسائي وخلف، وذلك في الوقف.
- والفتح والتقليل عن الأزرق وورش.
- والباقون على الفتح.
{لَجَاءَهُمُ}
- تقدمت الإمالة فيه مرارًا، وانظر الآية/87 من سورة البقرة (جاءكم).
{وَلَيَأْتِيَنَّهُمْ}
- تقدمت القراءة في مثله بإبدال الهمزة ألفًا عن أبي جعفر وغيره، وانظر الآية/5 من سورة الأنعام.
- وقرأ معاذ القارئ وأبو نهيك وابن أبي عبلة (ولتأتينهم) بالتاء، أي العقوبة أو الساعة.
- والجماعة على القراءة بالياء (وليأتينهم) ). [معجم القراءات: 7/120]
قوله تعالى: {يَسْتَعْجِلُونَكَ بِالْعَذَابِ وَإِنَّ جَهَنَّمَ لَمُحِيطَةٌ بِالْكَافِرِينَ (54)}
قال د. عبد اللطيف الخطيب (م): ( {يَسْتَعْجِلُونَكَ بِالْعَذَابِ وَإِنَّ جَهَنَّمَ لَمُحِيطَةٌ بِالْكَافِرِينَ (54)}
{بِالْكَافِرِينَ}
- تقدمت الإمالة فيه في مواضع كثيرة، وانظر الآيات/19، 34، 89 من سورة البقرة في الجزء الأول). [معجم القراءات: 7/120]
قوله تعالى: {يَوْمَ يَغْشَاهُمُ الْعَذَابُ مِنْ فَوْقِهِمْ وَمِنْ تَحْتِ أَرْجُلِهِمْ وَيَقُولُ ذُوقُوا مَا كُنْتُمْ تَعْمَلُونَ (55)}
قال أبو بكر أحمد بن موسى ابن مجاهد التميمي البغدادي (ت: 324هـ): (9 - وَاخْتلفُوا في الْيَاء وَالنُّون من قَوْله تَعَالَى {وَيَقُول ذوقوا} 55
فَقَرَأَ ابْن كثير وَأَبُو عَمْرو وَابْن عَامر {ونقول} بالنُّون
وَقَرَأَ نَافِع وَعَاصِم وَحَمْزَة والكسائي {وَيَقُول} بِالْيَاءِ). [السبعة في القراءات: 501]
قال أبو بكر أحمد بن الحسين ابن مهران الأصبهاني (ت: 381هـ): ( (ويقول ذوقوا) بالياء كوفي، ونافع). [الغاية في القراءات العشر: ٣56]
قال أبو الفضل محمد بن جعفر الخزاعي الجرجاني (ت: 408هـ): ( (ويقول) [55]: بالياء كوفي، وحمصي، ونافع، وأيوب). [المنتهى: 2/897]
قال مكي بن أبي طالب القَيْسِي (ت: 437هـ): (قرأ نافع وأهل الكوفة (ويقول) بالياء، وقرأ الباقون بالنون). [التبصرة: 301]
قال أبو عمرو عثمان بن سعيد الداني (ت: 444هـ): (الكوفيون، ونافع: {ويقول ذوقوا} (55): بالياء.
والباقون: بالنون). [التيسير في القراءات السبع: 407]
- قال محمد بن محمد بن محمد بن علي ابن الجزري (ت: 833هـ) :(الكوفيّون ونافع: (ويقول ذوقوا) بالياء والباقون بالنّون). [تحبير التيسير: 502]
قال أحمد بن علي بن خلف ابن الباذش الأنصاري (ت: 540هـ): ([55]- {وَيَقُولُ ذُوقُوا} بالياء: الكوفيون ونافع). [الإقناع: 2/727] قال القاسم بن فيرُّه بن خلف الشاطبي (ت: 590هـ): (955 - وَفِي وَنَقُولُ الْيَاءُ حِصْنٌ .... = .... .... .... .... .... ). [الشاطبية: 76]
- قال علم الدين علي بن محمد السخاوي (ت: 643هـ): ([955] وفي ونقول الياء (حصن) ويرجعو = ن (صـ)ـفو وحرف الروم (صـ)ـافيه (حـ)ـللا
(يقول) و (نقول) ظاهر). [فتح الوصيد: 2/1171]
- قال محمد بن أحمد الموصلي (شعلة) (ت: 656هـ): ( [955] وفي ونقول الياء حصنٌ ويرجعو = ن صفوٌ وحرف الروم صافيه حُللا
ب: (حلل): من التحليل، وهو الإنزال.
ح: (الياء حصن): مبتدأ وخبر، (في ويقول): ظرف الخبر، (يرجعون صفوٌ): مبتدأ وخبر، (حرف الروم): مبتدأ، (صافيه): مبتدأ ثانٍ، (حللا): خبره، والجملة: خبر الأول.
ص: قرأ الكوفيون ونافع: {ويقول ذوقوا} [55] بالياء، والفاعل هو الله تعالى، أو مالك، والباقون: بالنون على إخبار الله تعالى عن نفسه بالتعظيم.
وقرأ أبو بكر: {ثم إلينا يرجعون} [57] بالغيبة، لأن معنى: {كل نفسٍ} [57]: الغيبة، والباقون بالخطاب لقوله تعالى: {يا عبادي الذين آمنوا} [56].
[كنز المعاني: 2/521]
وقرأ أبو بكر مع أبي عمرو في حرف الروم: {ثم إليه يرجعون} [11] كذلك بالغيبة، لأن قبله {يبدؤا الخلق ثم يعيده} [الروم: 11]، والباقون: بالخطاب للخلق). [كنز المعاني: 2/522] (م)
- قال أبو شامة عبد الرحمن بن إسماعيل الدمشقي (ت: 665هـ): (955- وَفِي وَنَقُولُ اليَاءُ "حِصْنٌ" وَيُرْجَعُ،.. نَ "صَـ"ـفْوٌ وَحَرْفُ الرُّومِ "صَـ"ـافِيهِ "حُـ"ـلِّلا
يرد: {وَيَقُولُ ذُوقُوا مَا كُنْتُمْ تَعْمَلُونَ}، التاء والنون فيه ظاهرتان، وقد سبق لهما نظائر). [إبراز المعاني من حرز الأماني: 4/77]
- قال عبد الفتاح بن عبد الغني بن محمد القاضي (ت: 1403هـ): (955 - وفي ونقول الياء حصن .... = .... .... .... .... ....
قرأ نافع والكوفيون: وَيَقُولُ ذُوقُوا بالياء، وقرأ غيرهم بالنون). [الوافي في شرح الشاطبية: 339]
قال محمد بن محمد بن محمد بن علي ابن الجزري (ت: 833هـ): (178- .... .... .... .... .... = وَمَعْ وَيَقُولُ النُّوْنُ .... .... ). [الدرة المضية: 35]
- قال محمد بن الحسن بن محمد المنير السمنودي (ت: 1199هـ):(ثم قال: ومع ويقول النون ول كسره انقلا أي قرأ مرموز (ألف) انقلاوهو أبو جعفر {ويقول ذوقوا} [55] بالنون وعلم ليعقوب كذلك ولخلف بالغيبة والقائل هو الله أو مالك). [شرح الدرة المضيئة: 196]
قال محمد بن محمد بن محمد بن علي ابن الجزري (ت: 833هـ): ( (وَاخْتَلَفُوا) فِي: وَيَقُولُ ذُوقُوا فَقَرَأَ نَافِعٌ، وَالْكُوفِيُّونَ بِالْيَاءِ، وَقَرَأَ الْبَاقُونَ بِالنُّونِ). [النشر في القراءات العشر: 2/343]
- قال محمد بن محمد بن محمد بن علي ابن الجزري (ت: 833هـ): (قرأ نافع والكوفيون {ويقول} [55] بالياء، والباقون بالنون). [تقريب النشر في القراءات العشر: 637]
قال محمد بن محمد بن محمد بن علي ابن الجزري (ت: 833هـ) : (844 - نقول بعد اليا كفى اتل .... = .... .... .... .... .... ). [طيبة النشر: 90]
- قال محمد بن محمد بن محمد بن علي ابن الجزري (ت: 833هـ) : (يقول بعد اليا (فى ا) تل يرجعوا = (ص) در وتحت (ص) فو (ح) لو (ش) رعوا
يريد «ونقول ذوقوا ما كنتم تعملون» قرأه بالياء الكوفيون ونافع، والباقون بالنون قوله: (بعد) أي الذي بعد آيات). [شرح طيبة النشر لابن الجزري: 293]
- قال محب الدين محمد بن محمد بن محمد النُّوَيْري (ت: 857هـ): (ص:
نقول بعد اليا (كفا) (ا) تل يرجعوا = (ص) در وتحت (ص) فو (ح) لو (ش) رعوا
ش: أي: قرأ مدلول كفا الكوفيون وهمزة (اتل) نافع: ويقول ذوقوا [العنكبوت:
55] بياء الغيب على الإسناد لضمير اسم الله تعالى لتقدمه، أو الموكل بعذابهم، والباقون بالنون على إسناده إليه تعالى على جهة العظمة، أو الملك). [شرح طيبة النشر للنويري: 2/501]
قال أحمد بن محمد بن البناء الدمياطي (ت: 1117هـ): (وأمال "يتلى" و"كفى" و"يغشهم" حمزة والكسائي وخلف وبالفتح والصغرى الأزرق). [إتحاف فضلاء البشر: 2/351] (م) قال أحمد بن محمد بن البناء الدمياطي (ت: 1117هـ): (واختلف في "وَنَقُولُ ذُوقُوا" [الآية: 55] فنافع وعاصم وحمزة والكسائي وخلف بالياء من تحت، وافقهم الأعمش، والباقون بالنون للعظمة). [إتحاف فضلاء البشر: 2/351]
قال علي بن محمد الصفاقسي (ت: 1118هـ): ( {ويقول ذوقوا} [55] قرأ نافع والكوفيون بالياء التحتية، والباقون بالنون). [غيث النفع: 977]
قال د. عبد اللطيف الخطيب (م): ( {يَوْمَ يَغْشَاهُمُ الْعَذَابُ مِنْ فَوْقِهِمْ وَمِنْ تَحْتِ أَرْجُلِهِمْ وَيَقُولُ ذُوقُوا مَا كُنْتُمْ تَعْمَلُونَ (55)}
{يَغْشَاهُمُ}
- قرأه بالإمالة حمزة والكسائي وخلف.
- وقراءة الفتح والتقليل عن الأزرق وورش.
- والباقون على الفتح.
{وَيَقُولُ ذُوقُوا}
- قرأ عاصم وحمزة والكسائي ونافع وخلف والأعمش وابن مسعود (ويقول) بالياء، أي: الله، وهي اختيار أبي عبيد.
- وقرأ ابن كثير وأبو عمرو وابن عامر ويعقوب وأبو جعفر (ونقول...) بالنون، نون العظمة، أو نون جماعة الملائكة.
قال الطبري: (والقراءة التي هي القراءة عندنا بالياء لإجماع الحجة من القراء عليها).
- وقرأ أبو البرهسم (تقول...) بالتاء، أي: جهنم.
- وقرأ ابن مسعود وابن أبي عبلة (ويقال...) مبنيًا للمفعول، والذي وجدته في مصحف ابن مسعود أنه قرأ كقراءة الجماعة (ويقول ذوقوا) ). [معجم القراءات: 7/121]
قوله تعالى: {يَا عِبَادِيَ الَّذِينَ آَمَنُوا إِنَّ أَرْضِي وَاسِعَةٌ فَإِيَّايَ فَاعْبُدُونِ (56)}
قال أبو بكر أحمد بن موسى ابن مجاهد التميمي البغدادي (ت: 324هـ): (10 - وَاخْتلفُوا في تسكين الْيَاء وتحريكها من {يَا عبَادي الَّذين آمنُوا إِن أرضي وَاسِعَة} 56
فَقَرَأَ ابْن كثير وَنَافِع وَعَاصِم وَابْن عَامر {يَا عبَادي} هَهُنَا وفي
الزمر 53 بِنصب الْيَاء فيهمَا
وفي الزخرف {يَا عباد لَا خوف} 68 يأتي في مَوْضِعه إِن شَاءَ الله تَعَالَى
وَقَرَأَ أَبُو عَمْرو وَحَمْزَة والكسائي {يَا عبَادي} بوقف الْيَاء في الحرفين
وَقَرَأَ ابْن عَامر وَحده {إِن أرضي} بِفَتْح الْيَاء
وأسكنها الْبَاقُونَ). [السبعة في القراءات: 501 - 502]
قال أحمد بن محمد بن البناء الدمياطي (ت: 1117هـ): (وفتح ياء الإضافة من "يا عبادي الذين آمنوا" نافع وابن كثير وابن عامر وعاصم وأبو جعفر "وفتحها" من "أَرْضِي وَاسِعَة" ابن عامر فقط). [إتحاف فضلاء البشر: 2/352] قال أحمد بن محمد بن البناء الدمياطي (ت: 1117هـ): (وأثبت الياء في "فاعبدون" في الحالين يعقوب). [إتحاف فضلاء البشر: 2/352]
قال علي بن محمد الصفاقسي (ت: 1118هـ): ( {يا عبادي الذين} [56] قرأ الحرميان والشامي وعاصم بفتح ياء {عبادي} والباقون بالإسكان). [غيث النفع: 977]
قال علي بن محمد الصفاقسي (ت: 1118هـ): ( {أرضي واسعة} قرأ الشامي بفتح ياء {أرضي} والباقون بالإسكان). [غيث النفع: 977]
قال د. عبد اللطيف الخطيب (م): ( {يَا عِبَادِيَ الَّذِينَ آمَنُوا إِنَّ أَرْضِي وَاسِعَةٌ فَإِيَّايَ فَاعْبُدُونِ (56)}
{يَا عِبَادِيَ الَّذِينَ آمَنُوا}
- قرأ أبو جعفر ونافع وابن كثير وابن عامر وعاصم وابن محيصن، بخلف عنه (يا عبادي الذين) بفتح الياء.
- وقرأ أبو عمرو وحمزة والكسائي ويعقوب وخلف وسهل والجحدري وابن أبي إسحاق وابن محيصن والأعمش (يا عبادي الذين) بإسكان الياء.
قال الأصبهاني: (وكلهم يقفون بإثبات الياء: من فتح ومن لم يفتح؛ لأنها مثبتة في جميع المصاحف.
وقال الداني: (حذفها أبو عمرو وحمزة والكسائي في الوصل للنداء، وقياس قولهم في اتباع المرسوم عند الوقف يوجب إثباتها فيه لثبوتها في جميع المصاحف، وفتحها الباقون في الوصل، وأثبتوها ساكنة في الوقف).
- وقال مكي: (وكلهم وقفوا بالياء).
[معجم القراءات: 7/122]
{إِنَّ أَرْضِي وَاسِعَةٌ}
- قرأ ابن عامر: (إن أرضي...) بفتح الياء.
- وقراءة باقي القراء بإسكانها (إن أرصي...).
{فَاعْبُدُونِ}
- قرأ يعقوب وسلام (فاعبدوني) بإثبات الياء في الحالين، وكذا قراءة الحسن في الوصل.
- وقراءة الباقين بحذفها في الحالين (فاعبدون).
- وقرأ عباس عن أبي عمرو وابن سعدان عن اليزيدي عنه بحذف الياء وإسكان النون في الحالين). [معجم القراءات: 7/123]
قوله تعالى: {كُلُّ نَفْسٍ ذَائِقَةُ الْمَوْتِ ثُمَّ إِلَيْنَا تُرْجَعُونَ (57)}
قال أبو بكر أحمد بن موسى ابن مجاهد التميمي البغدادي (ت: 324هـ): (11 - قَوْله {ثمَّ إِلَيْنَا ترجعون} 57
قَرَأَ عَاصِم في رِوَايَة يحيى بن آدم وَابْن أَبي أُميَّة عَن أَبي بكر {يرجعُونَ} بِالْيَاءِ
وَقَرَأَ الْبَاقُونَ وَحَفْص عَن عَاصِم {ترجعون} بِالتَّاءِ). [السبعة في القراءات: 502]
قال أبو بكر أحمد بن الحسين ابن مهران الأصبهاني (ت: 381هـ): ( (يرجعون) بالياء يحي مختلف وهشام). [الغاية في القراءات العشر: 356]
قال أبو الفضل محمد بن جعفر الخزاعي الجرجاني (ت: 408هـ): ( (يرجعون) [57]: بالياء أبو بكر غير البرجمي والأعشى، والمفضل). [المنتهى: 2/897]
قال مكي بن أبي طالب القَيْسِي (ت: 437هـ): (قرأ أبو بكر (ثم إلينا يرجعون) بالياء، وقرأ الباقون بالتاء). [التبصرة: 301]
قال أبو عمرو عثمان بن سعيد الداني (ت: 444هـ): (أبو بكر: {إلينا يرجعون} (57): بالياء.
والباقون: بالتاء). [التيسير في القراءات السبع: 407]
- قال محمد بن محمد بن محمد بن علي ابن الجزري (ت: 833هـ) :(أبو بكر: (ثمّ إلينا يرجعون) بالياء والباقون بالتّاء). [تحبير التيسير: 502]
قال أبو القاسم يوسف بن علي بن جبارة الهذلي المغربي (ت: 465هـ): ( (يُرْجَعُونَ) بالياء المفضل، وأبو بكر غير الْأَعْمَش، والبرجمي، وعصمة وابن الْمُسَيَّبِيّ عن نافع كيَعْقُوب، أما في الروم (يُرَجَعُونَ) بالياء فالمفضل وحماد، وعصمة غير الضَّرِير ويحيى غير الاحتياطي، والرفاعي، ونفطويه عن شعيب، وأَبُو عَمْرٍو غير عباس، وأُوقِيَّة، والحلواني عن الدُّورِيّ عن الْيَزِيدِيّ، ويَعْقُوب غير المنهال، ورُوَيْس، وسهل عباس مخير، الباقون بالتاء، والاختيار الياء لقوله: (وَكَانُوا بِهَا يَسْتَهْزِئُونَ) ). [الكامل في القراءات العشر: 616] قال أحمد بن علي بن خلف ابن الباذش الأنصاري (ت: 540هـ): ([57]- {تُرْجَعُونَ} بالياء: أبو بكر). [الإقناع: 2/727]
قال القاسم بن فيرُّه بن خلف الشاطبي (ت: 590هـ): (955- .... .... .... .... وَيُرْجَعُو = نَ صَفْوٌ وَحَرْفُ الرُّومِ صَافِيهِ حُلِّلاَ). [الشاطبية: 76]
- قال علم الدين علي بن محمد السخاوي (ت: 643هـ): ([955] وفي ونقول الياء (حصن) ويرجعو = ن (صـ)ـفو وحرف الروم (صـ)ـافيه (حـ)ـللا
...
و{يرجعون} بالغيب، لقوله: {يستعجلونك} و{يوم يغشيهم العذاب من فوقهم ومن تحت أرجلهم}.
و{ترجعون} بالخطاب، لقوله: {يعبادي الذين}.
وحرف الروم: {ثم يعيده ثم إليه ترجعون} ). [فتح الوصيد: 2/1172]
- قال محمد بن أحمد الموصلي (شعلة) (ت: 656هـ): ( [955] وفي ونقول الياء حصنٌ ويرجعو = ن صفوٌ وحرف الروم صافيه حُللا
ب: (حلل): من التحليل، وهو الإنزال.
ح: (الياء حصن): مبتدأ وخبر، (في ويقول): ظرف الخبر، (يرجعون صفوٌ): مبتدأ وخبر، (حرف الروم): مبتدأ، (صافيه): مبتدأ ثانٍ، (حللا): خبره، والجملة: خبر الأول.
ص: قرأ الكوفيون ونافع: {ويقول ذوقوا} [55] بالياء، والفاعل هو الله تعالى، أو مالك، والباقون: بالنون على إخبار الله تعالى عن نفسه بالتعظيم.
وقرأ أبو بكر: {ثم إلينا يرجعون} [57] بالغيبة، لأن معنى: {كل نفسٍ} [57]: الغيبة، والباقون بالخطاب لقوله تعالى: {يا عبادي الذين آمنوا} [56].
[كنز المعاني: 2/521]
وقرأ أبو بكر مع أبي عمرو في حرف الروم: {ثم إليه يرجعون} [11] كذلك بالغيبة، لأن قبله {يبدؤا الخلق ثم يعيده} [الروم: 11]، والباقون: بالخطاب للخلق). [كنز المعاني: 2/522] (م)
- قال أبو شامة عبد الرحمن بن إسماعيل الدمشقي (ت: 665هـ): (والغيب في قوله: "ثم إلينا يرجعون"؛ لأن قبله: {يَوْمَ يَغْشَاهُمُ الْعَذَابُ}، والخطاب لقوله تعالى: {يَا عِبَادِيَ الَّذِينَ آمَنُوا} والذي في الروم: {ثُمَّ يُعِيدُهُ ثُمَّ إِلَيْهِ تُرْجَعُونَ}.
وقيد الناظم بقوله: الياء؛ لأن ضده النون، وأطلق يرجعون؛ لأن ضده الخطاب، ولا يجوز أن يكون استغنى عن تقييد يرجعون بالياء بتقييد يقول كما قال في سورة النساء ويا سوف يؤتيهم عزيز وحمزة سنؤتيهم؛ لأن الضد ثم في القراءتين متحد وهو النون وهنا اختلف الضد فالقراءة بالغيب لا يقيدها بالياء أبدا إنما بطلقها ويقول بالغيب، وهذا من دقاق ما اشتمل عليه هذا النظم فاعرفه وما أحسن قوله: صافيه حللا؛ أي: كثير الحلول فيه لأجل صفائه). [إبراز المعاني من حرز الأماني: 4/77]
- قال عبد الفتاح بن عبد الغني بن محمد القاضي (ت: 1403هـ): (955 - .... .... .... .... ويرجعو = ن صفو وحرف الرّوم صافيه حلّلا
....
وقرأ شعبة: ثم
[الوافي في شرح الشاطبية: 339]
إلينا يرجعون بياء الغيب هنا كما لفظ به، وقرأ غيره بتاء الخطاب. وقرأ شعبة وأبو عمرو: ثم إليه يرجعون في سورة الروم بياء الغيب، وقرأ غيرهما بتاء الخطاب). [الوافي في شرح الشاطبية: 340]
قال محمد بن محمد بن محمد بن علي ابن الجزري (ت: 833هـ): ( (وَاخْتَلَفُوا) فِي: يَرْجِعُونَ، فَرَوَى أَبُو بَكْرٍ بِالْغَيْبِ، وَقَرَأَ الْبَاقُونَ بِالْخِطَابِ، وَيَعْقُوبُ عَلَى أَصْلِهِ فِي فَتْحِ التَّاءِ وَكَسْرِ الْجِيمِ). [النشر في القراءات العشر: 2/343]
- قال محمد بن محمد بن محمد بن علي ابن الجزري (ت: 833هـ): (روى أبو بكر {ترجعون} [57] بالغيب، والباقون بالخطاب، ويعقوب على أصله). [تقريب النشر في القراءات العشر: 637]
قال محمد بن محمد بن محمد بن علي ابن الجزري (ت: 833هـ) : (844- .... .... .... .... يرجعوا = صدرٌ وتحت صفو حلوٍ شرعوا). [طيبة النشر: 90]
- قال محمد بن محمد بن محمد بن علي ابن الجزري (ت: 833هـ) : (قوله: (يرجعوا) يريد قوله تعالى «ثم إليه ترجعون» قوله: (الياء) كما لفظ به شعبة، والباقون بالتاء قوله: (وتحت) الذي تحت هذه السورة سورة الروم وهو قوله تعالى «ثم يعيده ثم إليه ترجعون» قرأه بالياء أبو بكر وأبو عمرو وروح عن يعقوب، والباقون بالتاء، والله أعلم). [شرح طيبة النشر لابن الجزري: 293]
- قال محب الدين محمد بن محمد بن محمد النُّوَيْري (ت: 857هـ): (وقرأ ذو صاد (صدر) أبو بكر: ثم إلينا يرجعون [57] بياء الغيب، وذو صاد (صف)، وحاء (حلو) وشين (شرعوا) روح: ثم إليه يرجعون في الروم [11] بالغيب أيضا؛ لمناسبة يستعجلونك [54] ويغشيهم [55].
والباقون بتاء الخطاب فيهما؛ لمناسبة يا عبادي الّذين ءامنوا [56] والالتفات ثمّ، ووجه الفرق لغير أبي بكر لعظمة الجهة هنا). [شرح طيبة النشر للنويري: 2/501]
- قال محب الدين محمد بن محمد بن محمد النُّوَيْري (ت: 857هـ): (وتقدم ترجعون ليعقوب [57] ). [شرح طيبة النشر للنويري: 2/500]
قال أحمد بن محمد بن البناء الدمياطي (ت: 1117هـ): (واختلف في "ترجعون" [الآية: 57] فأبو بكر بالغيب، والباقون بالخطاب، وقرأ يعقوب بالبناء للفاعل، وعن المطوعي بالغيب مبنيا للفاعل، ويأتي حرف الروم ثم إليه يرجعون في محله إن شاء الله تعالى). [إتحاف فضلاء البشر: 2/352] قال علي بن محمد الصفاقسي (ت: 1118هـ): ( {ترجعون} قرأ شعبة بالياء التحتية، والباقون بالتاء الفوقية). [غيث النفع: 977]
قال د. عبد اللطيف الخطيب (م): ( {كُلُّ نَفْسٍ ذَائِقَةُ الْمَوْتِ ثُمَّ إِلَيْنَا تُرْجَعُونَ (57)}
{ذَائِقَةُ الْمَوْتِ}
- قراءة الجمهور (ذائقة الموت) برفع ذائقة والإضافة إلى الموت، على إضافة اسم الفاعل إلى مفعوله.
- وقرأ أبو حيوة (ذائقة الموت) بتنوين (ذائقة) خبر (كل)، و(الموت) نصب باسم الفاعل على المفعولية.
وانظر الآية/185 من سورة آل عمران.
{الْمَوْتِ ثُمَّ}
- قرأ أبو عمرو ويعقوب بإدغام التاء في الثاء، وبالإظهار.
[معجم القراءات: 7/123]
{تُرْجَعُونَ}
- قراءة الجمهور (ترجعون) بالتاء، مبنيًا للمفعول، وهي قراءة حفص عن عاصم، وشعيب عن يحيى.
- وقرأ عاصم في رواية يحيى بن آدم وابن أبي أمية عن أبي بكر، وحماد، والسلمي، وهشام والعليمي وحاتم عن أبي عمرو (يرجعون) بالياء مبنيًا للمفعول.
- وقرأ علي بن أبي طالب ويعقوب وابن محيصن (ترجعون) بفتح التاء وكسر الجيم مبنيًا للفاعل، وهي قراءة يعقوب في سائر القرآن في هذا الفعل، دائمًا بالبناء للفاعل.
- وقرأ المطوعي (يرجعون) بالياء المفتوحة وكسر الجيم مبنيًا للفاعل). [معجم القراءات: 7/124]
قوله تعالى: {وَالَّذِينَ آَمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ لَنُبَوِّئَنَّهُمْ مِنَ الْجَنَّةِ غُرَفًا تَجْرِي مِنْ تَحْتِهَا الْأَنْهَارُ خَالِدِينَ فِيهَا نِعْمَ أَجْرُ الْعَامِلِينَ (58)}
قال أبو بكر أحمد بن موسى ابن مجاهد التميمي البغدادي (ت: 324هـ): (12 - وَاخْتلفُوا في الْبَاء والثاء من قَوْله تَعَالَى {لنبوئنهم} 58
فَقَرَأَ حَمْزَة والكسائي (لنثوينهم) بالثاء
وَقَرَأَ الْبَاقُونَ {لنبوئنهم} بِالْبَاء). [السبعة في القراءات: 502]
قال أبو بكر أحمد بن الحسين ابن مهران الأصبهاني (ت: 381هـ): ( (لنثوينهم) بالثاء والياء كوفي- غير
[الغاية في القراءات العشر: 356]
عاصم-). [الغاية في القراءات العشر: 356 - 357]
قال أبو الفضل محمد بن جعفر الخزاعي الجرجاني (ت: 408هـ): ( (لنثوينهم) [58]: بالثاء هما، وخلف). [المنتهى: 2/898]
قال مكي بن أبي طالب القَيْسِي (ت: 437هـ): (قرأ حمزة والكسائي (لنثوينهم) بثاء ساكنة بعد النون والتخفيف من غير همز من الثواء، وقرأ الباقون بباء مفتوحة بعد النون والهمز والتشديد من
[التبصرة: 301]
(بوأت) ). [التبصرة: 302]
قال أبو عمرو عثمان بن سعيد الداني (ت: 444هـ): (حمزة، والكسائي: {لنثوينهم} (58): بالثاء ساكنة، من غير همزة.
والباقون: بالباء مفتوحة، مع الهمز). [التيسير في القراءات السبع: 407]
- قال محمد بن محمد بن محمد بن علي ابن الجزري (ت: 833هـ) :(حمزة والكسائيّ وخلف: (لنثوينهم) بالثاء ساكنة من غير همز والباقون بالباء مفتوحة مع الهمز). [تحبير التيسير: 502]
قال أبو القاسم يوسف بن علي بن جبارة الهذلي المغربي (ت: 465هـ): ( (لَنُبَوِّئَنَّهُمْ) بالثاء كوفي غير عَاصِم، وقاسم، الباقون بالياء، والاختيار الثاء، لأنه أولى بالإقامة). [الكامل في القراءات العشر: 616] قال أحمد بن علي بن خلف ابن الباذش الأنصاري (ت: 540هـ): ([58]- {لَنُبَوِّئَنَّهُمْ} بالثاء: حمزة والكسائي). [الإقناع: 2/727]
قال القاسم بن فيرُّه بن خلف الشاطبي (ت: 590هـ): (956 - وَذَاتُ ثَلاَثٍ سُكَّنَتْ بَا نُبُوِّئَنْـ = ـنَ مَعْ خِفِّهِ وَالْهَمْزُ بِالْيَاءِ شَمْلَلاَ). [الشاطبية: 76]
- قال علم الدين علي بن محمد السخاوي (ت: 643هـ): ([956] وذات ثلاث سكنت با نبوئنـ = ن مع خفه والهمز بالياء (شـ)ـمللا
يعني أن (باء نبوئن)، أبدل منه ذات ثلاث، وهي الثاء، وأسكنت، وخففت الواو، وأبدلت الهمزة بالياء، فصار: (لنثوينهم).
والثواء: الإقامة. وأثويته: أنزلته. وثوى: نزل: {وما كنت ثاويًا في أهل مدين}.
ويقال أيضًا: أثوى، إذا نزل؛ مثل: ثوی.
وأما قول اليزيدي: «لو كان لنثوينهم لكان: (في غرف)»، فقد قال الفراء: «يقال: بوأته منزلًا، وأثويتة منزلًا»، إذا أنزلته.
[فتح الوصيد: 2/1172]
وقال غير الفراء: «أثويته أنا، إذا أنزلته منزلًا يقيم فيه؛ وبوأته: أسكنته».
وقيل: «معناه: لنعطينهم منازل يثوون فيها» ). [فتح الوصيد: 2/1173]
- قال محمد بن أحمد الموصلي (شعلة) (ت: 656هـ): ( [956] وذات ثلاثٍ سكنت با نبوئنـ = ـن مع خفه والهمز بالياء شمللا
ب: (شمللا): أسرع.
ح: (با): مبتدأ، أضيف إلى (نبوئن)، وقصر ضرورةً، (ذات ثلاثٍ): خبر، (سكنت): صفته، (مع خفه): حال، والهاء: لـ (نبوئن)، أي: خف واوه، و(الهمز): مبتدأ، (شمللا): خبر، (بالياء): متعلق به، والجملة: في محل الحال من ضمير (سكنت).
ص: قرأ حمزة والكسائي (لنثوينهم) [58] بالثاء الساكنة في موضع الباء وتخفيف الواو، وياء في موضع الهمز من (أثوى)، إذا أنزل، والباقون: {لنبوئنهم} بالباء المتحركة بالفتح وتشديد الواو والهمز من (بوأ) إذا أحل وأنزل، وقيل: إن (أثوى) متعد إلى مفعول واحد، فيكون
[كنز المعاني: 2/522]
{غرقًا} [58]: منصوبًا بنزع الخافض). [كنز المعاني: 2/523]
- قال أبو شامة عبد الرحمن بن إسماعيل الدمشقي (ت: 665هـ): (956- وَذَاتُ ثَلاثٍ سُكَّنَتْ بَا نُبُوِّئَنْـ،.. ـنَ مَعْ خِفِّهِ وَالْهَمْزُ بِاليَاءِ "شَـ"ـمْلَلا
[إبراز المعاني من حرز الأماني: 4/77]
أي: باء قوله تعالى: {لَنُبَوِّئَنَّهُمْ مِنَ الْجَنَّةِ غُرَفًا} فقصر لفظ "با" ضرورة وهو مبتدأ وذات ثلاث خبره مقدم عليه أي صارت ذات ثلاث نقط وإذا نقطت صورة الباء بثلاث صارت ثاء وقوله: سكنت صفة لذات ثلاث كما تقول: هند امرأة حسنة؛ أي: هذه الباء ثاء ساكنة والهاء في خفة تعود على لفظ نبوئن أراد تخفيف الواو وهو مشكل فإن في لفظ نبوئن حرفين مشددين؛ الواو والنون وليس في تشديد النون خلاف والواو في قوله: والهمز واو الحال؛ أي: صار ثاء ساكنة مع خفة الواو في حال كون الهمزة أسرع بالياء؛ أي: أتى بالياء في مكانه؛ أي: أبدل الهمز ياء فصارت القراءة؛ لنثوينهم من الثواء وهو الإقامة قال الزجاج: يقال ثوى الرجل إذا أقام وأثويته إذا أنزلته منزلا يقيم فيه، قال الفراء: وكل حسن بوأته وأثويته منزلا سواء معناه أنزلته، قال الزمخشري: ثوى غير متعدٍّ فإذا تعدى بزيادة همزة النقل لم يتجاوز مفعولا واحدًا نحو ذهب وأذهبته، والوجه في تعديته إلى ضمير المؤمنين، وإلى الغرف إما إجراؤه مجرى لننزلهم ونبوئنهم أو حذف الجار واتصال الفعل أو تشبيه الظرف المؤقت بالمبهم:
قلت: فهذا جواب ما روي عن اليزيدي أنه قال: لو كان لنثوينهم لكان في غرف، واختار أبو عبيد القراءة الأخرى لإجماعهم على التي في النحل: {لَنُبَوِّئَنَّهُمْ فِي الدُّنْيَا حَسَنَةً}.
قال: لا نعلم الناس يختلفون فيه فهذا مثله وإن كان ذاك في الدنيا وهذا في الآخرة، فالمعنى فيهما واحد، قال:
[إبراز المعاني من حرز الأماني: 4/78]
ورأيت هذا الحرف الذي هو في العنكبوت في الذي يقال له الإمام مصحف عثمان بالياء معجمة.
قلت: وهذا بعد ما نقطت المصاحف، وكثر هذا اللفظ في القرآن نحو: {وَلَقَدْ بَوَّأْنَا بَنِي إِسْرائيلَ مُبَوَّأَ صِدْقٍ}، {وَإِذْ بَوَّأْنَا لِإِبْرَاهِيمَ مَكَانَ الْبَيْتِ}، وقال: {يَتَبَوَّأُ مِنْهَا حَيْثُ يَشَاءُ}، وقال: {نَتَبَوَّأُ مِنَ الْجَنَّةِ حَيْثُ نَشَاءُ}، وقال: {أَنْ تَبَوَّءا لِقَوْمِكُمَا بِمِصْرَ بُيُوتًا}.
وقيل: لفظ الثواء لائق بأهل الآخرة هي دار القرار وروي عن الربيع بن خيثم أنه قرأها كذلك، وقال: الثواء في الآخرة والتبوة في الدنيا، وقد قال الله تعالى في حق الكفرة: {أَلَيْسَ فِي جَهَنَّمَ مَثْوىً لِلْكَافِرِينَ}، وهو في آخر هذه السورة فناسب أن يقال للمؤمنين نحو ذلك في الجنة وقال سبحانه وتعالى: {وَمَا كُنْتَ ثَاوِيًا فِي أَهْلِ مَدْيَنَ}.
أي: مقيما عندهم مستمرا بين أظهرهم والله أعلم). [إبراز المعاني من حرز الأماني: 4/79]
- قال عبد الفتاح بن عبد الغني بن محمد القاضي (ت: 1403هـ): (956 - وذات ثلاث سكّنت با نبوّئن = ن مع خفّه والهمز بالياء شمللا
قرأ حمزة والكسائي: لنثوينّهم بإبدال الباء الموحدة المفتوحة ثاء مثلثة ساكنة مع تخفيف الواو وإبدال الهمزة المفتوحة فيصير النطق بثاء مثلثة ساكنة بعد النون المضمومة وبعد الثاء واو مكسورة مخففة وبعدها ياء مفتوحة، وقرأ الباقون بياء موحدة مفتوحة بعد النون وبعد الباء واو مكسورة مشددة وبعدها همزة مفتوحة). [الوافي في شرح الشاطبية: 340]
قال محمد بن محمد بن محمد بن علي ابن الجزري (ت: 833هـ): ( (وَاخْتَلَفُوا) فِي: لَنُبَوِّئَنَّهُمْ مِنَ الْجَنَّةِ
[النشر في القراءات العشر: 2/343]
فَقَرَأَ حَمْزَةُ وَالْكِسَائِيُّ وَخَلَفٌ بِالثَّاءِ الْمُثَلَّثَةِ سَاكِنَةً بَعْدَ النُّونِ وَإِبْدَالِ الْهَمْزَةِ يَاءً مِنَ الثَّوَاءِ، وَهُوَ الْإِقَامَةُ، وَقَرَأَ الْبَاقُونَ بِالْبَاءِ الْمُوَحَّدَةِ وَالْهَمْزِ مِنَ (التَّبَوُّءِ) وَهُوَ الْمَنْزِلُ، وَتَقَدَّمَ إِبْدَالُ هَمْزَتِهِ لِأَبِي جَعْفَرٍ فِي الْهَمْزِ الْمُفْرَدِ.
(وَاتَّفَقُوا) عَلَى الَّذِي فِي سُورَةِ النَّحْلِ أَنَّهُ كَذَا، إِذِ الْمَعْنَى: لَنُسْكِنَنَّهُمْ مَسْكَنًا صَالِحًا، وَهُوَ الْمَدِينَةُ). [النشر في القراءات العشر: 2/344]
- قال محمد بن محمد بن محمد بن علي ابن الجزري (ت: 833هـ): (قرأ حمزة والكسائي وخلف {لنبوئنهم} [58] بالثاء المثلثة ساكنة بعد النون وإبدال الهمزة ياء، والباقون بالباء موحدة، وتشديد الواو مع الهمز، وأبو جعفر يبدلها على أصله). [تقريب النشر في القراءات العشر: 637]
قال محمد بن محمد بن محمد بن علي ابن الجزري (ت: 833هـ) : (845 - لنثوينّ الباء ثلّث مبدلا = شفا .... .... .... .... ). [طيبة النشر: 90]
- قال محمد بن محمد بن محمد بن علي ابن الجزري (ت: 833هـ) : (لنثوينّ الباء ثلّث مبدلا = (شفا) وسكّن كسرول (شفا ب) لا
يريد قوله تعالى «لنبوئنهم من الجنة غرفا» أي أبدل باءه ثاء مثلثة بعد النون وأبدل الهمزة ياء حمزة والكسائي وخلف مدلول شفا، والباقون بالباء موحدة وتشديد الواو مع الهمزة، وأبو جعفر يبدلها على أصله). [شرح طيبة النشر لابن الجزري: 294]
- قال محب الدين محمد بن محمد بن محمد النُّوَيْري (ت: 857هـ): (ص:
لنثوينّ الباء ثلّث مبدلا = (شفا) وسكّن كسر ول (شفا) (ب) لا
[شرح طيبة النشر للنويري: 2/501]
(د) م ... ... ... ... = ... ... ... ...
ش: أي: قرأ [ذو] (شفا) حمزة، وعلى، وخلف: لنثوينّهم من الجنة [58] هنا بثاء مثلثة ساكنة بعد النون الأولى وتخفيف الواو وياء بعدها مضارع من «أثواه»:
أنزله، معدى «ثوى»: أقام ونصب غرفا [58] بحذف «في» أو لتضمّنه معنى: أنزلته.
والباقون بياء موحدة تحت وتشديد الواو وهمزة بعدها وهو بمعنى الأول فيترادفان، أو بمعنى: [«لنعطينهم» فيتقاربان] وكل يتعدى إلى اثنين، والثاني «غرفا»، فلام بوّأنا لإبراهيم [الحج: 26] زائدة). [شرح طيبة النشر للنويري: 2/502]
قال أحمد بن محمد بن البناء الدمياطي (ت: 1117هـ): (واختلف في "لَنُبَوِّئَنَّهُم" [الآية: 58] فحمزة والكسائي وخلف بمثلثة ساكنة بعد النون الأولى وياء مفتوحة بعد الواو المخففة، يقال ثوى أقام وأثويته أنزلته موضع الإقامة، قال الزمخشري: ثوى أقام فتعديه الهمزة إلى واحد فنصب غرفا لتضمنه معنى أنزلته، أو على حذف في أو شبه الظرف المكاني المختص بالمبهم فوصل إليه الفعل فيكون مفعولا فيه، وافقهم الأعمش، والباقون بموحدة مفتوحة بعد النون وتشديد الواو وهمزة مفتوحة بعدها، وهو إما بمعنى الأول أو بمعنى لنعطينهم، وكل يتعدى لاثنين والثاني غرفا ومن ثم حكم بزيادة لام بوأنا لإبراهيم، وأبدل همز لنبوئنهم ياء مفتوحة أبو جعفر كوقف حمزة عليه، ومر ذلك بالهمز المفرد كالنمل). [إتحاف فضلاء البشر: 2/352] قال علي بن محمد الصفاقسي (ت: 1118هـ): ( {لنبوئنهم} [58] قرأ الأخوان بثاء مثلثة ساكنة بعد النون، وبعد الواو المخففة ياء تحتية مفتوحة من (الثوا) وهو: الإقامة، والباقون بالباء الموحدة المفتوحة موضع الثاء، وتشديد الواو بعد همزة مفتوحة من (التبوء) وهو: النزول، يقال: بوأه منزلا، إذا أنزله إياه، والمعنى: لنزلنهم من الجنة علالي، لا حرمنا الله وجميع محبينا من ذلك). [غيث النفع: 977]
قال د. عبد اللطيف الخطيب (م): ( {وَالَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ لَنُبَوِّئَنَّهُمْ مِنَ الْجَنَّةِ غُرَفًا تَجْرِي مِنْ تَحْتِهَا الْأَنْهَارُ خَالِدِينَ فِيهَا نِعْمَ أَجْرُ الْعَامِلِينَ (58)}
{لَنُبَوِّئَنَّهُمْ}
- قراءة الجمهور (لنبوئنهم) من المباءة.
- وقرأ أبو جعفر ويعقوب (لنبوينهم) بإبدال الهمزة ياء مفتوحة في
[معجم القراءات: 7/124]
الوقف والوصل.
- وكذا قرأ حمزة في الوقف.
وتقدم مثل هذا في الآية/41 من سورة النحل.
- وقرأ رويس عن يعقوب والجحدري والسلمي (ليبوئنهم) بالياء مكان النون.
- وقرأ علي بن أبي طالب وعبد الله بن مسعود والربيع بن خثيم ويحيى بن وثاب وطلحة بن مصرف، وزيد بن علي وحمزة والكسائي والأعمش وخلف (لنثوينهم) بمثلثة ساكنة بعد النون الأولى، وياء مفتوحة بعد الواو المخففة، من (أثوى).
يقال: ثوى أقام، وأثويته: أنزلته موضع الإقامة، وتقدم هذا في الآية/41 من سورة النحل.
- وقرئ (لنثوينهم) مشددًا من (ثوى) على تضمين ثوى معنى بوأ، فهو معدي بالتضعيف، كما عدي بالهمزة.
{غُرَفًا}
- قراءة الجماعة بفتح الراء (غرفًا).
[معجم القراءات: 7/125]
- وروى ابن بكار عن ابن عامر أنه قرأ (غرفًا) بضم الراء.
{نِعْمَ}
- قراءة الجماعة (نعم).
- وقرأ ابن وثاب (فنعم) بالفاء في أوله.
- وذكر ابن خالويه قراءة ابن وثاب (فنعم) بفتح النون وكسر العين). [معجم القراءات: 7/126]
قوله تعالى: {الَّذِينَ صَبَرُوا وَعَلَى رَبِّهِمْ يَتَوَكَّلُونَ (59)}