العودة   جمهرة العلوم > جمهرة علوم القرآن الكريم > توجيه القراءات

إضافة رد
 
أدوات الموضوع إبحث في الموضوع انواع عرض الموضوع
  #1  
قديم 18 صفر 1440هـ/28-10-2018م, 03:04 PM
جمهرة علوم القرآن جمهرة علوم القرآن غير متواجد حالياً
فريق الإشراف
 
تاريخ التسجيل: Oct 2017
المشاركات: 7,975
افتراضي توجيه القراءات في سورة الصافات

توجيه القراءات في سورة الصافات


رد مع اقتباس
  #2  
قديم 18 صفر 1440هـ/28-10-2018م, 03:05 PM
جمهرة علوم القرآن جمهرة علوم القرآن غير متواجد حالياً
فريق الإشراف
 
تاريخ التسجيل: Oct 2017
المشاركات: 7,975
افتراضي مقدمات سورة الصافات

مقدمات توجيه القراءات في سورة الصافات
قال أبو منصور محمد بن أحمد الأزهري (ت: 370هـ): (سورة الصّافّات). [معاني القراءات وعللها: 2/315]
قال أبو عبد الله الحسين بن أحمد ابن خالويه الهمَذاني (ت: 370هـ): ( (ومن سورة الصافات) ). [إعراب القراءات السبع وعللها: 2/242]
قال أبو علي الحسن بن أحمد بن عبد الغفار الفارسيّ (ت: 377هـ): (ذكر اختلافهم في سورة الصّافّات). [الحجة للقراء السبعة: 6/48]
قال أبو الفتح عثمان بن جني الموصلي (ت: 392هـ): (سورة الصافات). [المحتسب: 2/219]
قال أبو زرعة عبد الرحمن بن محمد ابن زنجلة (ت: 403هـ) : (37 - سورة الصافات). [حجة القراءات: 604]
قال مكي بن أبي طالب القَيْسِي (ت: 437هـ): (سورة والصافات). [الكشف عن وجوه القراءات السبع: 2/221]
قال نصر بن علي بن أبي مريم (ت: بعد 565هـ) : (سورة الصافات). [الموضح: 1083]

نزول السورة:
قال مكي بن أبي طالب القَيْسِي (ت: 437هـ): (مكية). [الكشف عن وجوه القراءات السبع: 2/221]

عد الآي:
قال مكي بن أبي طالب القَيْسِي (ت: 437هـ): (وهي مائة آية واثنتان وثمانون آية في المدني والكوفي). [الكشف عن وجوه القراءات السبع: 2/221]

الياءات الزوائد:
قال مكي بن أبي طالب القَيْسِي (ت: 437هـ): (فيها ياء من الزوائد قوله: {لتردين} «56» قرأها ورش بياء في الوصل). [الكشف عن وجوه القراءات السبع: 2/229]

الياءات المحذوفة:
قال أبو منصور محمد بن أحمد الأزهري (ت: 370هـ): (قال أبو منصور: حذف من هذه السورة ثلاث ياءات:
(إن كدت لتردين (56)، (إلى ربّي سيهدين (99)، (إلّا من هو صال الجحيم (163).
وكان يعقوب يثبتهن في الوقف، وكان يحذف الياء من (صال الجحيم) في الوصل ويثبت الياءين في الوصل والوقف.
والقراءة في قوله (صال الجحيم) بكسر اللام، على معنى: صالي، فالوقف عليها ينبغي أن يكون، ولكنها محذوفة في الكتاب، وكان في الأصل: إلا من هو صالي.
فسقط الإعراب بالضم؛ لاجتماع الساكنين، وأضيف إلى (الجحيم) بكسر اللام). [معاني القراءات وعللها: 2/324]
قال نصر بن علي بن أبي مريم (ت: بعد 565هـ) : (فيها: ثلاث ياءات حُذفن من الخط وهن قوله {لَتُرْدِينِي}، {سَيَهْدِينِي}.
أثبتهما يعقوب في الوصل والوقف.
والثالثة قوله {صَالِي الْجَحِيمِ}. وقف عليها (يعقوب) بالياء، وهي تندرج في الوصل، وكُتبَ بغير ياء.
وأثبت ناع ش- {لَتُرْدِينِي} في الوصل دون الوقف.
وحذفهن جميعًا الباقون في الحالين.
وقد مضى الكلام في مثله). [الموضح: 1096]

الياءات المختلف فيها:
قال أبو عبد الله الحسين بن أحمد ابن خالويه الهمَذاني (ت: 370هـ): ( (واختلفوا في هذه السورة في ثلاث ياءات):
{أني أرى} [102]، {أني أذبحك} [102] فتحهما نافع وابن كثير وأبو عمرو.
والثالث {ستجدني إن شاء الله} [102] فتحها نافع. وأسكنها الباقون). [إعراب القراءات السبع وعللها: 2/254]
قال مكي بن أبي طالب القَيْسِي (ت: 437هـ): (19- فيها ثلاث ياءات إضافة قوله تعالى: {إني أرى أني أذبحك} «102» قرأها الحرميان وابو عمرو بالفتح.
قوله: {ستجدني إن شاء الله} «102» قرأها نافع بالفتح).
[الكشف عن وجوه القراءات السبع: 2/229]
قال نصر بن علي بن أبي مريم (ت: بعد 565هـ) : (فيها: ثلاث ياءات للمتكلم اختلفوا فيها وهي {إِنِّي أَرَى}، {أَنِّي أَذْبَحُكَ}، {سَتَجِدُنِي}.
ففتحهن نافعٌ، وأسكن ابن كثير وأبو عمرو واحدةً وهي {سَتَجِدُنِي} وفتحا الأخريين.
ولم يفتح الباقون منهن شيئًا.
والوجه في الفتح أنه الأصل، والإسكان، تخفيفٌ، وقد مضى). [الموضح: 1096]


روابط مهمة:
- أقوال المفسرين


رد مع اقتباس
  #3  
قديم 18 صفر 1440هـ/28-10-2018م, 03:07 PM
جمهرة علوم القرآن جمهرة علوم القرآن غير متواجد حالياً
فريق الإشراف
 
تاريخ التسجيل: Oct 2017
المشاركات: 7,975
افتراضي

سورة الصافات
[ من الآية (1) إلى الآية (10) ]

{وَالصَّافَّاتِ صَفًّا (1) فَالزَّاجِرَاتِ زَجْرًا (2) فَالتَّالِيَاتِ ذِكْرًا (3) إِنَّ إِلَهَكُمْ لَوَاحِدٌ (4) رَبُّ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ وَمَا بَيْنَهُمَا وَرَبُّ الْمَشَارِقِ (5) إِنَّا زَيَّنَّا السَّمَاء الدُّنْيَا بِزِينَةٍ الْكَوَاكِبِ (6) وَحِفْظًا مِّن كُلِّ شَيْطَانٍ مَّارِدٍ (7) لَا يَسَّمَّعُونَ إِلَى الْمَلَإِ الْأَعْلَى وَيُقْذَفُونَ مِن كُلِّ جَانِبٍ (8) دُحُورًا وَلَهُمْ عَذَابٌ وَاصِبٌ (9) إِلَّا مَنْ خَطِفَ الْخَطْفَةَ فَأَتْبَعَهُ شِهَابٌ ثَاقِبٌ (10)}


قوله تعالى: {وَالصَّافَّاتِ صَفًّا (1)}
قال أبو منصور محمد بن أحمد الأزهري (ت: 370هـ): (بسم اللّه الرّحمن الرّحيم
قوله جلّ وعز: (والصّافّات صفًّا (1)
قرأ أبو عمرو إذا أدغم وحمزة (والصّافّات صفًّا (1) فالزّاجرات زجرًا (2) فالتّاليات ذكرًا (3)
(والذّاريات ذروًا) مدغمة، وأدغم أبو عمرو وحده (فالملقيات ذّكرًا)، (والسابحات سّبحًا)
و (فالسّابقات سّبقًا) - والعاديات ضّبحًا) - (فالمغيرات صّبحًا (3).
وقال عباس: لا يدغم أبو عمرو في شيء من هذا.
وسائر القراء لم يدغموا هذه الحروف.
قال أبو منصور: القراءة المختارة ترك الإدغام، والتبيين للتاءات). [معاني القراءات وعللها: 2/315]
قال أبو عبد الله الحسين بن أحمد ابن خالويه الهمَذاني (ت: 370هـ): (1- قرأ أبو عمرو وحمزة: {والصافات صفا * فالزاجرت زجرا* فالتاليات ذكرًا} [1، 2، 3] {والذاريات ذروا} مدغما كل ذلك لقرب التاء من الصاد والزاي والذال.
وقرأ الباقون بالإظهار؛ لأن التاء قبلها حرف ساكن، وهو الألف، ولأن التاء متحركة لا ساكنة نحو: {قالت طائفة} ألا ترى أنها لما تحركت كان الاختيار الإظهار نحو: {بيت طائفة} على أن أبا عمرو وحمزة قد أدغما، وجرت ذلك بواو القسم والنسق، وجواب القسم: {إن إلاهكم لواحد} والتقدير: ورب الصافات ورب هذه المذكورات: {إن إلاهكم لواحد} والصافات: الملائكة؛ لأنها مصطفة بين السماء والأرض طاعة لله لا يفترون عن عبادته كما قال: {وإنا لنحن الصافون} [165]. {وإنا لنحن المسبحون} [166] يعني المصلون.
وقال أبو عبيدة: كل مصطف لا ينظم قطراه أي: جانباه فهو صاف {والزاجرت زجرًا} [2] الملائكة، وقيل: كل شيء زجر عن معاصي الله فهو زاجرات {والتاليات ذكرًا} التاليات القرآن.
[إعراب القراءات السبع وعللها: 2/242]
فإن سأل سائل فقال: لم لم يقل فالتاليات تلوا كما قال {والزاجرت زجرًا}؟
فالجواب في ذلك: أن التالي يكون التابع يقال: تلوت فلانًا: إذا تبعته أي: جئت بعده، كما قال: {والقمر إذا تلاها} ويكون التالي: القارئ فلما التبس بينه الله عز وجل أن التاليات ها هنا- القارئات ذكرًا، لا التابعات.
فإن قيل: لم أنث؟
فقل: على تقدير الطائفة التاليات، والجماعة الصافات كما قال: {فنادته الملائكة}.
ولو قال قائل::إن التاليات وإن كانت على لفظ الجماعة يريد به جبريل صلى الله عليه وسلم وحده لكان جائزًا؛ لأن قوله: {فنادته الملائكة} يراد به جبريل وحده.
وزاد أبو عمرو على حمزة: {فالملقيات ذكرًا} {والعاديات ضبحًا} {فالسابقات سبقًا} {والسابحات سبحًا} ). [إعراب القراءات السبع وعللها: 2/243]
قال أبو علي الحسن بن أحمد بن عبد الغفار الفارسيّ (ت: 377هـ): (قرأ أبو عمرو إذا أدغم، وحمزة على كلّ حال: والصافات صفا، فالزاجرات زجرا، فالتاليات ذكرا [1 - 2 - 3] والذاريات ذروا [الذاريات/ 1]، وقرأ أبو عمرو وحده: والعاديات ضبحا [العاديات/ 1] مدغما، والمغيرات صبحا [العاديات/ 2]، فالتاليات ذكرا [الصّافّات/ 3]، والسابحات سبحا، فالسابقات سبقا [النازعات/ 3 - 4]، مدغما.
عبّاس عن أبي عمرو لا يدغم شيئا من ذلك، وفالملقيات ذكرا [الذاريات/ 5] والسابحات سبحا، فالسابقات سبقا [النازعات/ 3 - 4].
وقرأ ابن كثير ونافع وعاصم وابن عامر والكسائي بإظهار التاء في ذلك كله.
[الحجة للقراء السبعة: 6/48]
قتادة: الصّافّات صفّا: الملائكة صفوف في السماء، والزاجرات زجرا: ما زجر اللّه عنه في آي القرآن، والتاليات ذكرا: ما يتلى من آي القرآن.
أبو عبيدة: كلّ شيء في السماء والأرض ممّا لم يضمّ قتريه فهو صافّ، والتالي: القارئ.
قال أبو علي: إدغام التاء في الصّاد حسن لمقاربة الحرفين، ألا ترى أنّهما من طرف اللسان، وأصول الثنايا، ويجتمعان في الهمس؟
والمدغم فيه يزيد على المدغم بخلّتين هما: الإطباق، والصّفير، وحسن أن يدغم الأنقص في الأزيد، ولا يجوز أن يدغم الأزيد صوتا في الأنقص، ألا ترى أن الطّاء والدّال، والتاء والظاء، والذال والثاء يدغمن في الصّاد والسّين والزّاي، ولا تدغم الصّاد وأختاها فيهنّ لزيادة الصّاد وأختيها عليهنّ في الصّفير؟ وكذلك يدغم اللّام في الرّاء، ولا تدغم الرّاء في اللّام لزيادة التكرير في الرّاء، فقد علمت- فيما ذكر- حسن إدغام التّاء في الصّاد، وإدغام التاء في الزّاي في قوله: فالزاجرات زجرا حسن. لأنّ التاء مهموسة، والزّاي مجهورة، وفيها زيادة صفير، كما كان في الصّاد، وكذلك حسن إدغام التاء في الذال في قوله: والتاليات ذكرا، والذاريات ذروا، لاتفاقهما في أنّهما من طرف اللسان، وأصول الثنايا، فأمّا إدغام التاء في الضاد من قوله: والعاديات ضبحا، فإنّ التاء أقرب إلى الذّال والزّاي منها إلى الضاد.
لأنّ الذّال والزّاي والصّاد من حروف طرف اللّسان، وأصول الثنايا، والضّاد أبعد منهنّ لأنها من وسط اللّسان.
[الحجة للقراء السبعة: 6/49]
ولكن حمل حسن الإدغام التاء فيها، لأنّ الصّاد تفشّى الصوت بها، واتّسع واستطال حتّى اتّصل صوتها بأصول الثنايا وطرف اللسان، فأدغم التاء فيها وسائر حروف طرف اللّسان، وأصول الثنايا إلّا حروف الصّفير، فإنّها لم تدغم في الصاد، ولم تدغم الصّاد في شيء من هذه الحروف لما فيها من زيادة الصوت فكره إدغامها فيما أدغم فيها من هذه الحروف، لما فيها من التّفشّي والاستطالة، حتى اتّصلت بأصول الثنايا مع أنّها من وسط اللّسان.
قال: وسمعناهم ينشدون:
ثار فضجّت ضجّة ركائبه فأمّا الإدغام في السّابحات سبحا، والسّابقات سبقا، فحسن لمقاربة الحروف، وأمّا من قرأ بالإظهار في هذه، وترك إدغامها، فذلك لاختلاف المخارج، وإنّ المدغم فيه ليس بلازم، فلم يدغموا لتباين المخارج، وانتفاء الرفع، ألا ترى أنّهم بيّنوا نحو أفعل؟ وإن كان من كلمة واحدة، لما لم تلزم التاء- هذه- البناء، فما كان من كلمتين منفصلتين أجدر بالبيان). [الحجة للقراء السبعة: 6/50]
قال مكي بن أبي طالب القَيْسِي (ت: 437هـ): (قد ذكرنا الإدغام في والصافات صفا وما بعدها). [الكشف عن وجوه القراءات السبع: 2/221]
قال نصر بن علي بن أبي مريم (ت: بعد 565هـ) : (1- {وَالصَّافَّاتِ صَفًّا * فَالزَّاجِرَاتِ زَجْرًا * فَالتَّالِيَاتِ ذِكْرًا} [آية/ 1 و2 و3] بالإدغام فيهن:
قرأها أبو عمرو وحمزة وكذلك {وَالذَّارِيَاتِ ذَرْوًا} أربعة أحرفٍ، وافترقا في غير هذه الأحرف، فكان أبو عمرو يُدغم ما أشبه هذه الحروف نحو {وَالْعَادِيَاتِ ضَبْحًا} {فَالْمُغِيرَاتِ صُبْحًا} ونحوهما، هذا عند الإدراج والتخفيف وترك الهمزات السواكن، فإذا همز أو حقق لم يدغم من الحروف المتحركة شيئًا إلا قوله {بَيَّت طَائِفَةٌ}.
والوجه أن التاء إنما أُدغمت في هذه الحروف لمقاربتها إياها في كونها من طرف اللسان وأصول الثنايا، وأما إدغام التاء في الضاد فإنه وإن لم يكن الضاد من طرف اللسان وأصول الثنايا بل من وسط اللسان فإن فيها تفشيًّا يتصل الصوت لأجله بطرف اللسان وأصول الثنايا، فتصير الضاد لذلك مقاربة
[الموضح: 1083]
للتاء، كما قاربتها الدال والسين والصاد والزاي، فجاز لذلك إدغامها فيها.
وقرأ الباقون بالإظهار في هذه الحروف كلها.
والوجه أن مخارج هذه الحروف مختلفة، وأن الحرف المدغم فيه التاء ليس بلازمٍ، فاختاروا ترك الإدغام لتباين المخارج وعدم اللزوم، ألا ترى أنهم قالوا اقتتلوا فلم يُدغموا التاء في التاء لما لم يلزم التاء في البناء؛ لأنها تاء افتعل، فإذا كان هذا مع كونه من كلمةٍ واحدةٍ لم يُدغَم، فما كان من كلمتين أولى). [الموضح: 1084]

قوله تعالى: {فَالزَّاجِرَاتِ زَجْرًا (2)}
قوله تعالى: {فَالتَّالِيَاتِ ذِكْرًا (3) }
قوله تعالى: {إِنَّ إِلَهَكُمْ لَوَاحِدٌ (4)}
قوله تعالى: {رَبُّ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ وَمَا بَيْنَهُمَا وَرَبُّ الْمَشَارِقِ (5)}
قوله تعالى: {إِنَّا زَيَّنَّا السَّمَاء الدُّنْيَا بِزِينَةٍ الْكَوَاكِبِ (6)}

قال أبو منصور محمد بن أحمد الأزهري (ت: 370هـ): (وقوله جلّ وعزّ: (بزينة الكواكب (6)
قرأ حفص وحمزة (بزينةٍ الكواكب) خفضًا.
وقرأ عاصم في رواية أبي بكر، (بزينةٍ الكواكب) نصبًا.
وقرأ الباقون (بزينة الكواكب) مضافًا.
[معاني القراءات وعللها: 2/315]
قال أبو منصور: من قرأ (بزينةٍ الكواكب) جعل الكواكب بدلاً من الزينة، المعنى: إنا زينا السماء الدنيا بالكواكب.
ومن قرأ (بزينةٍ الكواكب) أقام الزينة مقام التزيين فنصبت (الكواكب) بها، المعنى: بتزييننا الكواكب.
ومن قرأ (بزينة الكواكب) فهو على إضافة الزينة إلى الكواكب، وعلى هذه القراءة أكثر القراء). [معاني القراءات وعللها: 2/316]
قال أبو عبد الله الحسين بن أحمد ابن خالويه الهمَذاني (ت: 370هـ): (2- وقوله تعالى: {بزينة الكواكب} [6].
[إعراب القراءات السبع وعللها: 2/243]
قرأ حمزة وحفص: {بزينة} منونًا و{الكواكب} خفضًا، جعلا الكواكب هي الزينة وبدلاً منها.
وقرأ عاصم في رواية أبي بكر {بزينة} منونًا أيضًا، {الكواكب} نصب مفعول أي: بزينتنا الكواكب فعند البصريين ينصب {بزينة} لأن المصدر يعمل عمل الفعل وعند الكوفيين لا يشق من المصدر.
وقرأ الباقون: {بزينة الكواكب} مضافًا {وحفظًا من كل شيطان} [7] نصب على المصدر، أي: وحفظناها حفظًا من كل شيطان مارد). [إعراب القراءات السبع وعللها: 2/244]
قال أبو علي الحسن بن أحمد بن عبد الغفار الفارسيّ (ت: 377هـ): (اختلفوا في قوله عزّ وجلّ: بزينة الكواكب [الصافات/ 6] فقرأ حمزة وعاصم في رواية حفص: بزينة، خفض منوّنة الكواكب بكسر الباء.
وقرأ عاصم في رواية في أبي بكر بزينة خفض الكواكب* بفتح الباء.
[الحجة للقراء السبعة: 6/50]
وقرأ الباقون: بزينة الكواكب مضافا.
قال أبو علي: من قال: بزينة الكواكب جعل الكواكب بدلا من الزينة، لأنّها هي، كما تقول: مررت بأبي عبد اللّه زيد.
ومن قال: بزينة الكواكب، أعمل الزينة في الكواكب، والمعنى: بأن زينا الكواكب فيها، ومثل ذلك قوله: أو إطعام في يوم ذي مسغبة يتيما [البلد/ 14، 15] ومثله: ولا يملك لهم رزقا من السموات والأرض شيئا [النحل/ 73] تقديره: ما لا يملك أن يرزق شيئا.
فأمّا قوله: قد أنزل الله إليكم ذكرا رسولا [الطلاق/ 10، 11] فيجوز أن يكون الرّسول بدلا من الذكر، كما كان الكواكب بدلا من الزينة، والمعنى ذا ذكر رسولا، ويجوز أن يكون كقوله: أو إطعام في يوم ذي مسغبة يتيما [البلد/ 14، 15] فأمّا قوله: ألم نجعل الأرض كفاتا أحياء وأمواتا [المرسلات/ 25، 26] فإن كان الكفات مصدرا لكفت، كما أنّ الكتاب مصدر لكتب، فقد انتصب «أحياء» به، والمعنى: نكفت أحياء، كما أنّ قوله: أو إطعام في يوم ذي مسغبة يتيما تقديره: أو أن تطعم مسكينا، وقد قيل: إنّ الكفات جمع الكافتة، فأحياء على هذا منتصب بالجمع كقوله:
... أنّهم في قومهم غفر ذنبهم...
[الحجة للقراء السبعة: 6/51]
ومن قال: بزينة الكواكب أضاف المصدر إلى المفعول به كقوله: من دعاء الخير [فصلت/ 49] وسؤال نعجتك [ص/ 24] ولو جاء إطعام يتيم في يوم ذي مسغبة جاز في القياس، والمعنى: بأن زينّا الكواكب فيها). [الحجة للقراء السبعة: 6/52]
قال أبو زرعة عبد الرحمن بن محمد ابن زنجلة (ت: 403هـ) : ({إنّا زينا السّماء الدّنيا بزينة الكواكب}
قرأ حمزة وحفص {بزينة} منون {الكواكب} جر جعلا الكواكب هي الزّينة وهي بدل منها لأنّها هي هي كما تقول مررت بأبي عبد الله زيد المعنى أنا زينا السّماء بالكواكب وبدل المعرفة من النكرة جيد ونظير هذا في القرآن {وإنّك لتهدي إلى صراط مستقيم صراط الله} فأبدل المعرفة من النكرة
وقرأ أبو بكر عن عاصم {بزينة} بالتّنوين {الكواكب} نصب مفعول بها أعمل {الزّينة} في {الكواكب} المعنى أنا زينا الكواكب فيها كقولك عجبت لعمرو من ضرب زيد أي من أن يضرب زيدا فهذا مجرى المصادر كما قال {أو إطعام في يوم ذي مسغبة يتيما} ومثله {ما لا يملك لهم رزقا من السّماوات} تقديره ما لا يملك أن يرزق شيئا وقرأ الباقون {بزينة الكواكب} مضافا أضافوا المصدر إلى المفعول به كقوله {من دعاء الخير} و{بسؤال نعجتك} المعنى بأن زينا الكواكب). [حجة القراءات: 604]
قال مكي بن أبي طالب القَيْسِي (ت: 437هـ): (1- قوله: {بزينةٍ الكواكب} قرأ عاصم وحمزة {بزينة} بالتنوين وقرأ الباقون بغير تنوين، وقرأ أبو بكر «الكواكب» بالنصب، وقرأ الباقون بالخفض.
وحجة من نون {بزينةٍ} وخفض {الكواكب} أنه عدل عن الإضافة، فأثبت التنوين عند عدم الإضافة، وجعل «الكواكب» بدلًا من {زينة}؛ لأنها هي الزينة للسماء، فكأنه قال: إنا زينا السماء الدنيا بالكواكب، فالدنيا نعت للسماء، أي: زينا السماء القريبة منكم بالكواكب.
2- وحجة من نون ونصب {الكواكب} أنه أعمل الزينة في الكواكب على تقدير: بأن زينا الكواكب فيها.
3- وحجة من أضاف {زينة} إلى {الكواكب} أن {الزينة} مصدر، و{الكواكب} مفعول بها، فأضاف المصدر إلى المفعول به، كقوله تعالى: {من دعاء الخير} «فصلت 49» و{بسؤال نعجتك} «ص 24» ويجوز أن يكون أبدل {الكواكب} من {زينة} وحذف التنوين من {زينة} لالتقاء الساكنين، لسكونه وسكون اللام من {الكواكب} ). [الكشف عن وجوه القراءات السبع: 2/221]
قال نصر بن علي بن أبي مريم (ت: بعد 565هـ) : (2- {بِزِينَةٍ} منونةً {الْكَوَاكِبَ} نصبًا [آية/ 6]:
قرأها عاصم ياش-.
والوجه أنه أعمل الزينة في الكواكب، فإن الزينة مصدرٌ، والمصادر تعمل عمل الأفعال، والتقدير: بأن زينا الكواكب فيها.
وقرأ حمزة و-ص- عن عاصم {بِزِينَةٍ} منونةً {الْكَوَاكِبِ} بالجر، وكذلك (-ان-) عن يعقوب.
والوجه أن الكواكب بدلٌ من الزينة؛ لأنها هي الزينة، فلما كانت إياها أُبدلت منها، فأُعربت بإعرابها، وهو الجر، كما تقول: مررت بأبي عبد الله زيدٍ.
[الموضح: 1084]
وقرأ الباقون {بِزِينَةِ الْكَوَاكِبِ} مضافًا غير منونٍ، و{الْكَوَاكِبِ} خفضٌ.
والوجه أنه أُضيف الزينة إلى الكواكب إضافة المصدر إلى المفعول، كما تقول: أعجبني أكل التمر ومنه قوله تعالى {لَا يَسْأَمُ الْإِنْسَانُ مِنْ دُعَاءِ الْخَيْرِ} وقوله أيضًا {بِسُؤَالِ نَعْجَتِكَ}، والمعنى بأن زيّنّا الكواكب، فهو كالقراءة الأولى). [الموضح: 1085]

قوله تعالى: {وَحِفْظًا مِّن كُلِّ شَيْطَانٍ مَّارِدٍ (7)}
قوله تعالى: {لَا يَسَّمَّعُونَ إِلَى الْمَلَإِ الْأَعْلَى وَيُقْذَفُونَ مِن كُلِّ جَانِبٍ (8)}
قال أبو منصور محمد بن أحمد الأزهري (ت: 370هـ): (وقوله جلّ وعزّ: (لا يسّمّعون إلى الملإ الأعلى.. (8)
قرأ حفص وحمزة والكسائي (لا يسّمّعون) مشددة وقرأ الباقون (لا يسمعون) خفيفة
قال أبو منصور: من قرأ (لا يسّمّعون) بتشديد السين والميم فالأصل: يتسمّعون، أدغمت التاء في السين فشددت ومن قرأ (لا يسمعون) خفيفة فهو بمعنى: لا يستمعون.
يقال: سمع إلى الشيء، واسّمّع إليه، وسمعت الصوت، إذا وصل حسّه إلى سمعك). [معاني القراءات وعللها: 2/316]
قال أبو عبد الله الحسين بن أحمد ابن خالويه الهمَذاني (ت: 370هـ): (3- وقوله تعالى: {لا يسمعون إلى الملأ الأعلى} [8].
قرأ حمزة والكسائي وحفص عن عاصم: {لا يسمعون} مشدد السين والميم أرادوا: لا يستمعون فأدغموا التاء في السين؛ وذلك أن الله تعالى منعهم من الاستماع ورجمهم بالنجوم فقال: {إنهم عن السمع لمعزولون} ولكنهم كانوا يتسمعون، كما قال: {وإنا كنا نقعد منها مقاعد للسمع} قبل مولد رسول الله صلى الله عليه وسلم: {فمن يستمع الآن يجد له شهابًا رصدًا}.
وقرأ الباقون: {لا يسمعون} مخففًا؛ وذلك أنك تقول تسمعت إلى فلان، وسمعت إليه بمعنى، كقول العرب: ألم تسمع إلى فلان، ومثله {وأمرت أن أكون من المسلمين} وإنما أنكر بعضهم التخفيف. قال: لأني لا أقول سمعت إلى فلان، وإنما سمعت فلانًا، وهذا وإن كان الأكثر فإن ذلك
[إعراب القراءات السبع وعللها: 2/244]
جائز عربي {يقذفون} بضم الياء لا غير؛ لأنهم مفعولون؛ لأن الشياطين ترجم، ولا ترجم. يقال قذفته بالحجر، وحذفته بالخشب، وخذفته بالحصي.
{من كل جانب دحورًا} [8] بضم الدال لا غير، إلا السلمي والحسن، فإنهما قرآ: {دحورًا} أو أحدهما، وقد ذكرت علته فيما مضي. {ولهم عذاب واصب} [9] أي: دائم.
وحدثنا ابن مجاهد، قال: حدثنا ابن حبان عن محمد بن يزيد، عن ابن مهدي، عن سفيان، عن الأعمش، عن مجاهد، عن ابن عباس أنه قرأ {لا يسمعون} بالتخفيف). [إعراب القراءات السبع وعللها: 2/245]
قال أبو علي الحسن بن أحمد بن عبد الغفار الفارسيّ (ت: 377هـ): (اختلفوا في التّشديد والتّخفيف من قوله عزّ وجلّ: لا يسمعون* [الصافات/ 8].
فقرأ حمزة والكسائي وعاصم في رواية حفص: لا يسمعون مشدّدة.
وقرأ الباقون وعاصم في رواية أبي بكر: لا يسمعون* خفيفة.
قال أبو علي: يسمعون إنّما هو: لا يتسمعون، فأدغم التاء في السّين، وقد تقدّم حسن إدغام التاء في السّين، وقد يتسمع، ولا يسمع، فإذا نفى التسمع عنهم فقد نفى سمعه من جهة التسمّع، ومن جهة غيره، فهو أبلغ. ويقال: سمعت الشيء واستمعته كما تقول: حفرته واحتفرته، وشويته واشتويته. وقد قال: وإذا قرئ القرآن فاستمعوا له وأنصتوا [الأعراف/ 204] وقال: ومنهم من يسستمع إليك [الأنعام/ 25] فتعدّى الفعل مرّة بإلى، ومرّة باللّام، كقوله: وهديناهم إلى صراط مستقيم [الأنعام/ 87] والحمد لله الذي هدانا لهذا [الأعراف/ 43] وقال: وأوحى ربك إلى النحل
[الحجة للقراء السبعة: 6/52]
[النحل/ 68] وقال: بأن ربك أوحى لها [الزلزلة/ 5] فتعدّى الفعل مرّة بإلى، ومرّة باللّام، ولا فصل بين فعلت وافتعلت في ذلك لاتفاقهما في التّعدّي.
ومن حجّة من قرأ يسمعون* قوله: إنهم عن السمع لمعزولون [الشعراء/ 212] والسّمع: مصدر يسمع). [الحجة للقراء السبعة: 6/53]
قال أبو زرعة عبد الرحمن بن محمد ابن زنجلة (ت: 403هـ) : ({وحفظا من كل شيطان مارد * لا يسمعون إلى الملإ الأعلى ويقذفون من كل جانب} 7 و8
قرأ حمزة والكسائيّ وحفص {لا يسمعون} بالتّشديد وقرأ الباقون بالتّخفيف وحجتهم ما روي عن ابن عبّاس أنه قرأ {لا يسمعون} وقال هم يسمعون ولكن لا يسمعون والدّليل على صحة قول ابن عبّاس أنهم يسمعون ولكن لا يسمعون قوله {وأنا كنّا نقعد منها مقاعد للسمع فمن يستمع الآن يجد له شهابا رصدا} وقوله بعدها {إلّا من خطف الخطفة} فعلم بذلك أنهم يقصدون للاستماع ومن حجتهم أيضا إجماع الجميع على قوله {إنّهم عن السّمع لمعزولون} وهو مصدر سمع والقصة واحدة وتأويل الكلام وحفظا من كل شيطان مارد لئلّا يسمعوا بمعنى أنهم ممنوعون بالحفظ عن السّمع فكفت لا من أن كما قال {كذلك سلكناه في قلوب المجرمين لا يؤمنون به} بمعنى لئلّا يؤمنوا به فكفت لا من أن كما كفت أن من لا في قوله تعالى {يبين الله لكم أن تضلوا} فإن قال قائل فلو كان هذا هو الوجه لم يكن في الكلام إلى ولكان الوجه أن يقال لا يسمعون الملأ الأعلى قلت العرب تقول سمعت زيدا وسمعت إلى زيد فكذلك قوله {لا يسمعون إلى الملإ الأعلى} وقد قال جلّ وعز {وإذا قرئ القرآن فاستمعوا له وأنصتوا} وقال {ومنهم من يستمع إليك} فيعدي الفعل مرّة ب إلى ومرّة باللّام
[حجة القراءات: 605]
كقوله {وهداه إلى صراط مستقيم} و{الحمد لله الّذي هدانا لهذا} {وأوحى ربك إلى النّحل} وقال {بأن ربك أوحى لها}
ومن قرأ {يسمعون} الأصل يتسمعون فأدغم التّاء في السّين لقرب المخرجين وحجتهم في أنهم منعوا من التسمع الأخبار الّتي وردت عن أهل التّأويل بأنّهم كانوا يتسمعون الوحي فلمّا بعث رسول الله صلى الله عليه رموا بالشّهب ومنعوا فإذا كانوا عن التسمع ممنوعين كانوا عن السّمع أشد منعا وأبعد منه لأن المتسمع يجوز أن يكون غير سامع والسّامع قد حصل له الفعل قالوا فكان هذا الوجه أبلغ في زجرهم لأن الإنسان قد يتسمع ولا يسمع فإذا نفي التسمع عنه فقد نفى سمعهم من جهة التسمع ومن جهة غيره فهو أبلغ). [حجة القراءات: 606]
قال مكي بن أبي طالب القَيْسِي (ت: 437هـ): (4- قوله: {لا يسمعون} قرأه حفص وحمزة والكسائي بالتشديد في السين والميم، وخففه الباقون.
وحجة من شدد أنه قدر أن الأصل «يتسمعون» مستقبل «تسمع»
[الكشف عن وجوه القراءات السبع: 2/221]
الذي هو مطاوع «سمع» ثم أدغم التاء في السين لقرب المخرجين، وحسن الإدغام، لأنه ينقل حرفا ضعيفًا، وهو التاء إلى ما هو أقوى منه، وهو السين، لأنها من حروف الصغير، وحسن حمله على «تسمع»، لأن «التسمع» قد يكون، ولا يكون معه إدراك سمع، وإذا نفي التسمع عنهم فقد نُفي سمعهم من جهة التسمع ومن غيره، فذلك أبلغ في نفي السمع عنهم، ويقال: سمعت الكلام وأسمعته، كما تقول: شويته وأشويته بمعنى، وقد قرأ ابن عباس «يُسمَّعون» بضم الياء والتشديد، وقال: يستمعون ولكن لا يسمعون، وقد قال تعالى: {وإذا قرئ القرآن فاستمعوا له} «الأعراف 204» وقال: {ومنهم من يستعمون إليك} «يونس 42» فهو فعل يتعدى باللام وبإلى، فإتيان «إلى» بعده يدل على أنه «يتسمعون» لأن «يسمع» لا يتعدى بـ «إلى» إلا على حيلة وإضمار.
5- وحجة من خفه أنه حمله على أنه نفى عنهم السمع بدلالة قوله تعالى: {إنهم عن السمع لمعزولون} «الشعراء 212» ولم يقل عن التسمع، فهم يتسمعون ولكن لا يسمعون شيئًا، ودليله قوله تعالى عن قول الجن: {فمن يستمع الآن يجد له شهابًا رصدا} «الجن 9» فدل ذلك على أنهم يتسمعون الآن فيطردون بالشهب ولا يسمعون شيئًا، فيبعد على هذا النص أن ينفي عنهم السمع، إذ قد أخبر عنهم أنهم يتسمعون فيطردون بالشهب، وهو الاختيار، لصحة معناه، ولأن الأكثر عليه، فأما إتيان «إلى» بعده فهو على معنى «لا يميلون أسماعهم إلى الملأ»). [الكشف عن وجوه القراءات السبع: 2/222]
قال نصر بن علي بن أبي مريم (ت: بعد 565هـ) : (3- {لَا يَسَّمَّعُونَ} [آية/ 8] بتشديد السين والميم:
قرأها حمزة والكسائي و-ص- عن عاصم.
والوجه أن أصله يتسمّعون على يتفعَّلون من التسميع، وهو طلب الاستماع، فأُدغم التاء في السين فبقي يسَّمَّعون، وإنما صاروا إلى التسميع؛ لأنه إذا كان التسميع منفيًّا عنهم، فالسماع مُنْتَفٍ لا محالة؛ لأنهم إذا لم يتسمَّعوا فكيف يقع استماعهم، فهذا أبلغ في المعنى.
وقرأ الباقون {لَا يَسْمَعُونَ} بإسكان السين وفتح الميم مخففة.
والوجه أنه يقال: سمعت الشيء واستمعته، كما يقال حقرته واحتقرته، ويقولون: سمعت إليه وله واستمعت إليه وله، قال الله تعالى {وَمِنْهُمْ مَنْ يَسْتَمِعُ إِلَيْكَ} وقال {فَاسْتَمِعُوا لَهُ}، والمعنى هو أن الغرض من التسمّع
[الموضح: 1085]
السماع، فإذا نفى السماع عنهم فقد نفى ما هو المقصود). [الموضح: 1086]

قوله تعالى: {دُحُورًا وَلَهُمْ عَذَابٌ وَاصِبٌ (9)}
قال أبو عبد الله الحسين بن أحمد ابن خالويه الهمَذاني (ت: 370هـ): ({من كل جانب دحورًا} [8] بضم الدال لا غير، إلا السلمي والحسن، فإنهما قرآ: {دحورًا} أو أحدهما، وقد ذكرت علته فيما مضي .{ولهم عذاب واصب} [9] أي: دائم). [إعراب القراءات السبع وعللها: 2/245] (م)
قال أبو الفتح عثمان بن جني الموصلي (ت: 392هـ): (قرأ: [مِنْ كُلِّ جَانِبٍ * دَحُورًا]. السلمي.
قال أبو الفتح: في فتح هذه الدال وجهان:
إن شئت على ما جاء من المصادر على فَعُول -بفتح الفاء- على ما فيه من خلاف أبي بكر فيه، وقد بيناه فيما مضى من هذا الكتاب وغيره.
وإن شئت: أراد وَيُقْذَفُونَ مِنْ كُلِّ جَانِبٍ بِدَاحِرٍ، أو بِما يَدْحَرُ، وهذا كأنه الثاني من الوجهين، لما فيه من حذف حرف الجر وإرادته. وأكثر ما يأتي في الشعر، كما قال:
نُغَالِي اللَّحْمَ لِلأضْيافِ نِيئًا ... ونُرْخِصُه إذا نَضِجَ القَدِيرُ
أي: باللحم، ومثله {إِنَّ رَبَّكَ هُوَ أَعْلَمُ مَنْ يَضِلُّ عَنْ سَبِيلِهِ} أي: أعلم به، فيمن قدر ذلك). [المحتسب: 2/219]

قوله تعالى: {إِلَّا مَنْ خَطِفَ الْخَطْفَةَ فَأَتْبَعَهُ شِهَابٌ ثَاقِبٌ (10)}

روابط مهمة:
- أقوال المفسرين


رد مع اقتباس
  #4  
قديم 18 صفر 1440هـ/28-10-2018م, 03:09 PM
جمهرة علوم القرآن جمهرة علوم القرآن غير متواجد حالياً
فريق الإشراف
 
تاريخ التسجيل: Oct 2017
المشاركات: 7,975
افتراضي

سورة الصافات
[ من الآية (11) إلى الآية (26) ]

{فَاسْتَفْتِهِمْ أَهُمْ أَشَدُّ خَلْقًا أَم مَّنْ خَلَقْنَا إِنَّا خَلَقْنَاهُم مِّن طِينٍ لَّازِبٍ (11) بَلْ عَجِبْتَ وَيَسْخَرُونَ (12) وَإِذَا ذُكِّرُوا لَا يَذْكُرُونَ (13) وَإِذَا رَأَوْا آيَةً يَسْتَسْخِرُونَ (14) وَقَالُوا إِنْ هَذَا إِلَّا سِحْرٌ مُّبِينٌ (15) أَئِذَا مِتْنَا وَكُنَّا تُرَابًا وَعِظَامًا أَئِنَّا لَمَبْعُوثُونَ (16) أَوَآبَاؤُنَا الْأَوَّلُونَ (17) قُلْ نَعَمْ وَأَنتُمْ دَاخِرُونَ (18) فَإِنَّمَا هِيَ زَجْرَةٌ وَاحِدَةٌ فَإِذَا هُمْ يَنظُرُونَ (19) وَقَالُوا يَا وَيْلَنَا هَذَا يَوْمُ الدِّينِ (20) هَذَا يَوْمُ الْفَصْلِ الَّذِي كُنتُمْ بِهِ تُكَذِّبُونَ (21) احْشُرُوا الَّذِينَ ظَلَمُوا وَأَزْوَاجَهُمْ وَمَا كَانُوا يَعْبُدُونَ (22) مِن دُونِ اللَّهِ فَاهْدُوهُمْ إِلَى صِرَاطِ الْجَحِيمِ (23) وَقِفُوهُمْ إِنَّهُم مَّسْئُولُونَ (24) مَا لَكُمْ لَا تَنَاصَرُونَ (25) بَلْ هُمُ الْيَوْمَ مُسْتَسْلِمُونَ (26)}


قوله تعالى: {فَاسْتَفْتِهِمْ أَهُمْ أَشَدُّ خَلْقًا أَم مَّنْ خَلَقْنَا إِنَّا خَلَقْنَاهُم مِّن طِينٍ لَّازِبٍ (11)}
قوله تعالى: {بَلْ عَجِبْتَ وَيَسْخَرُونَ (12)}
قال أبو منصور محمد بن أحمد الأزهري (ت: 370هـ): (وقوله جلّ وعزّ: (بل عجبت ويسخرون (12)
[معاني القراءات وعللها: 2/316]
قرأ حمزة والكسائي (بل عجبت ويسخرون) بضم التاء وقرأ الباقون (بل عجبت ويسخرون) بفتح التاء.
قال أبو منصور: من قرأ (بل عجبت) بفتح التاء فالمعنى بل عجبت يا محمد من نزول الوحي عليك، والكافرون يسخرون مكذبين لك.
ومن قرأ (بل عجبت) بضم التاء فالفعل لله جلّ وعزّ، والمراد به مجازاته الكفار على عجبهم من إنذار الرسول إياهم، كما قال جلّ وعزّ: (بل عجبوا أن جاءهم منذرٌ منهم) أي: عجبوا مكذبين.
وقد رويت هذه القراءات عن على وابن عباس.
ولعل بعض الملحدين ينكر هذه القراءة لإضافة العجب إلى الله، وليس العجب وإن أسند إلى الله معناه كمعنى عجب الآدميين؛ لأن معناه: بل عظم حلمي عنهم لهزئهم وتكذيبهم لما أنزلته عليك، وأصل العجب في كلام العرب: أن الإنسان إذ أحسّ ما يقل عرفه قال قد عجبت من كذا وكذا، وإذا فعل الآدميون ما ينكره الله جاز أن يقال فيه: عجب الله، والله قد علم الشيء قبل كونه، ولكن العلم الذي يلزم به الحجة يقع عند وقوع الشيء، وقد ذكر النبي - صلى الله عليه وسلم - عجب الربّ فقال:
[معاني القراءات وعللها: 2/317]
"عجب ربكم من ألّكم وقنوطكم وسرعة إجابته إياكم" وهذه القراءة صحيحة بحمد الله لا لبس فيها ولا دخل). [معاني القراءات وعللها: 2/318]
قال أبو عبد الله الحسين بن أحمد ابن خالويه الهمَذاني (ت: 370هـ): (3- وقوله تعالى: {بل عجبت ويسخرون} [12].
قرأ حمزة والكسائي بضم التاء، والفعل لله تعالى, وذلك لأن الله تعالى قد عجب من فتي لا صبوة له، و«عجب ربكم من ألكم وقنوطكم»، وقال لمحمد صلى الله عليه وسلم {وإن تعجب} يا محمد {فعجب قولهم} غير أن العجب من الله تعالى على خلاف ما يكون من المخلوقين. فالعجب من المخلوقين: أن ينظر إلى شيء لم يكن في حسابه، وفي علمه فيبهره وينكره. فيتعجب من ذلك، والله تعالى [يعلم] الأشياء قبل كونها، فلا تعجب على هذه الجهة، ولكن القوم لما هربوا من رسول الله صلى الله عليه وسلم وأنكروا البعث والنشور، أنكر الله تعالى عليهم فعلهم إذا أتوا بنكر، وأعجوبة لجرأتهم وتمردهم.
[إعراب القراءات السبع وعللها: 2/245]
وقرأ الباقون: {بل عجبت} بفتح التاء أي: عجبت يا محمد من وحي الله تعالى ويسخرون هم منك. قالوا: وإنما اخترنا هذا؛ لأن الله تعالى لا يعجب، وإنما يعجب من لا يعلم وقوله تعالى: {وإن تعجب فعجب قولهم} أي: عجب عندكم فأما عندنا فلا. والقراءتان جائزتان لما خبرتك، لأن الله تعالى قال: {ومكروا ومكر الله} وقال: {نسوا الله فنسيهم} {الله يستهزئ بهم} {فاتبعوني يحببك الله} ونحوه في القرآن كثير. فالمحبة من الله، والمكر والخديعة والاستهزاء: كل ذلك على خلاف ما يكون من المخلوقين، وهو أن يجازيهم جزاء خداعهم ومكرهم، والمحبة من العبد لزوم الطاعة والمحبة من الله إكرامه أهل طاعته بالثواب الجزيل). [إعراب القراءات السبع وعللها: 2/246]
قال أبو علي الحسن بن أحمد بن عبد الغفار الفارسيّ (ت: 377هـ): (اختلفوا في قوله عزّ وجلّ: بل عجبت [الصافّات/ 12]، في ضمّ التاء وفتحها.
فقرأ حمزة والكسائي بل عجبت، بضم التاء.
وقرأ الباقون بل عجبت بنصب التاء.
قال أبو علي: من فتح فالمعنى: بل عجبت من إنكارهم البعث وهم يسخرون، أو عجبت من نزول الوحي عليك وهم يسخرون.
والضّمّ فيما زعموا قراءة عليّ، وعبد الله، وابن عباس، وروي عن شريح إنكاره له، وأنّه قال: إنّ الله لا يعجب، وقد احتجّ بعضهم للضّمّ بقوله: وإن تعجب فعجب قولهم
[الرعد/ 5]، وليس في هذا دلالة على أنّ الله سبحانه أضاف العجب إلى نفسه، ولكن المعنى: وإن تعجب فعجب قولهم عندكم.
والمعنى في الضّمّ أنّ إنكار البعث والنّشر مع ثبات القدرة على الابتداء والإنشاء، ويبيّن ذلك عند من استدل: عجب عندكم، ومما يقولون فيه هذا النحو من الكلام إذا ورد عليكم مثله.
[الحجة للقراء السبعة: 6/53]
كما أنّ قوله: أسمع بهم وأبصر [مريم/ 38] معناه: أنّ هؤلاء ممّن تقولون أنتم فيه هذا النحو، وكذلك قوله: فما أصبرهم على النار [البقرة/ 175] عند من لم يجعل اللّفظ على الاستفهام، وعلى هذا النحو قوله: ويل للمطففين [المطففين/ 1] وويل يومئذ للمكذبين [المرسلات/ 15] وقوله: لعله يتذكر أو يخشى [طه/ 44] ولا يجوز أن يكون الوصف بالعجب في وصف القديم سبحانه، كما يكون في وصف الإنسان، لأنّ العجب فينا إنّما يكون إذا شاهدنا ما لم نشاهد مثله، ولم نعرف سببه، وهذا منتف عن القديم سبحانه). [الحجة للقراء السبعة: 6/54]
قال أبو زرعة عبد الرحمن بن محمد ابن زنجلة (ت: 403هـ) : ({بل عجبت ويسخرون}
قرأ حمزة والكسائيّ {بل عجبت ويسخرون} بضم التّاء وقرأ الباقون بفتح التّاء أي بل عجبت يا محمّد من نزول الوحي عليك ويسخرون ويجوز أن يكون بل عجبت من إنكارهم البعث وحجتهم قوله {وإن تعجب فعجب قولهم} أي إن تعجب يا محمّد من قولهم فعجب قولهم عند من سمعه ولم يرد فإنّه عجب عندي
[حجة القراءات: 606]
قال أبو عبيد قوله {بل عجبت} بالنّصب بل عجبت يا محمّد من جهلهم وتكذيبهم وهم يسخرون منك ومن قرأ {عجبت} فهو إخبار عن الله جلّ وعز وحجتهم ما روي في الحديث
إن الله قد عجب من فتى لا صبوة له وقال صلى الله عليه
عجب ربكم من إلّكم وقنوطكم وسرعة إجابته إيّاكم
قال أبو عبيد والشّاهد لها مع هذه الأخبار قوله تعالى {وإن تعجب فعجب قولهم} فأخبر جلّ جلاله أنه عجيب وممّا يزيده تصديقًا الحديث المرفوع عجب الله البارحة من فلان وفلانة قال الزّجاج وقد أنكر قوم هذه القراءة وقالوا إن الله جلّ وعز لا يعجب وإنكار هذا غلط لأن القراءة والرّواية كثيرة فالعجب من الله خلاف العجب من الآدميّين هذا كما قال جلّ وعز {ويمكر الله} ومثل قوله {سخر الله منهم} و{وهو خادعهم} فالمكر
[حجة القراءات: 607]
من الله والخداع خلافه من الآدميّين وأصل العجب في اللّغة أن الإنسان إذا رأى ما ينكره ويقل مثله قال قد عجبت من كذا وكذا فكذلك إذا فعل الآدميون ما ينكره الله جاز أن يقول فيه عجبت والله قد علم الشّيء قبل كونه ولكن الإنكار إنّما يقع والعجب الّذي تلزم به الحجّة عند وقوع الشّيء). [حجة القراءات: 608]
قال مكي بن أبي طالب القَيْسِي (ت: 437هـ): (6- قوله: {بل عجبت} قرأ حمزة والكسائي بضم التاء، وقرأ الباقون بفتح التاء.
وحجة من ضم التاء أنه رد العجب إلى كل من بلغه إنكار المشركين للبعث من المقرين بالبعث، وعلى ذلك أتى قوله تعالى: {وإن تعجب فعجب قولهم} «الرعد 5» أي: فعجب قولهم عندكم وفيما تفعلون وقد أنكر شريح هذه القراءة وتأولها على رد الإعجاب إلى الله فأنكرها، وليس الأمر على ذلك، إنما الإعجاب، في القراءة بضم التاء، إلى المؤمنين مضاف إلى كل واحد منهم.
7- وحجة من فتح التاء أنه جعله مخاطبة للنبي صلى الله عليه وسلم فالإعجاب مضاف إليه، على معنى: بل عجبت يا محمد من إنكارهم للبعث، مع إقرارهم بأن الله خلقهم ولم يكونوا شيئًا، وقد تقدم ذكر الاستفهامين في الرعد، وقد تقدم ذكر «نعم، ويا أبت، ويا بني» وشبهه). [الكشف عن وجوه القراءات السبع: 2/223]
قال نصر بن علي بن أبي مريم (ت: بعد 565هـ) : (4- {بَلْ عَجِبْتُ} [آية/ 12] بضم التاء:
قرأها حمزة والكسائي.
والوجه أن العجب ههنا مسندٌ إلى ضمير الرب سبحانه، وليس العجب منه تعالى مثل العجب منا، بل هو محمول على معنى الحلم عنهم، والإنكار لعظيم فعلهم، كأنه قال: عظم حلمي عنهم وإنكاري لما يفعلونه من السخرية بك وتكذيب ما أتيتهم به من الآيات.
وقرأ الباقون {بَلْ عَجِبْتَ} بفتح التاء.
والوجه أنه على مخاطبة النبي صلى الله عليه وسلم، والمعنى: بل عجبت يا محمد من إنكارهم البعث مع الواضحات من الدلائل وهم يسخرون، أو عجبت من
[الموضح: 1086]
نزول الوحي عليك وهم يسخرون). [الموضح: 1087]

قوله تعالى: {وَإِذَا ذُكِّرُوا لَا يَذْكُرُونَ (13)}
قوله تعالى: {وَإِذَا رَأَوْا آيَةً يَسْتَسْخِرُونَ (14)}
قوله تعالى: {وَقَالُوا إِنْ هَذَا إِلَّا سِحْرٌ مُّبِينٌ (15)}
قوله تعالى: {أَئِذَا مِتْنَا وَكُنَّا تُرَابًا وَعِظَامًا أَئِنَّا لَمَبْعُوثُونَ (16)}
قال نصر بن علي بن أبي مريم (ت: بعد 565هـ) : (5- {أَئِذَا مِتْنَا وَكُنَّا تُرَابًا وَعِظَامًا أَئِنَّا} [آية/ 16] بالاستفهام فيهما:
قرأها ابن كثير وأبو عمرو وعاصم وحمزة.
وقرأ نافع والكسائي ويعقوب {أَئِذَا} على الاستفهام، {إِنَّا} مكسورة الهمزة على الخبر.
وقر ابن عامر {إِذَا} على الخبر، {أَئِنَّا} على الاستفهام.
وقد تقدم وجه ذلك عند ذكر الاستفهامين في سورة الأعراف وغيرها). [الموضح: 1087]



قوله تعالى: {أَوَآبَاؤُنَا الْأَوَّلُونَ (17)}
قال أبو عبد الله الحسين بن أحمد ابن خالويه الهمَذاني (ت: 370هـ): (4- وقوله تعالى: {أو ءاباؤنا} [17].
وقرأ ابن عامر وقالون: {أو ءاباؤنا} بإسكان الواو.
والباقون بالتحريك). [إعراب القراءات السبع وعللها: 2/246]
قال أبو زرعة عبد الرحمن بن محمد ابن زنجلة (ت: 403هـ) : ({أو آباؤنا الأولون} 17
قرأ نافع وابن عامر (أوآباؤنا الأولون) بإسكان الواو وقرأ الباقون بفتح الواو وهي واو نسق دخلت عليها همزة الاستفهام كما يقال فلان ينظر في النّحو فتقول أو هو ممّن ينظر في النّحو معناه كنظره في غيره ومن سكن الواو فكأنّه شكّ منه فيقولون أنحن نبعث أوآباؤنا الأولون وهم منكرون للبعث أي لا نبعث نحن ولا آباؤنا). [حجة القراءات: 608]
قال مكي بن أبي طالب القَيْسِي (ت: 437هـ): (8- قوله: {أو آباؤنا} قرأه ابن عامر وقالون بواو ساكنة قبلها همزة مفتوحة، ومثله في الواقعة، وقرأ الباقون بواو مفتوحة قبلها همزة مفتوحة.
وحجة من أسكن الواو وأثبت قبلها همزة أنه جعلها «أو» التي للإباحة
[الكشف عن وجوه القراءات السبع: 2/223]
في الإنكار، أي: أنكروا بعثهم وبعث آبائهم بعد الموت.
9- وحجة من فتح الواو وقبلها همزة أنه جعلها واو العطف، دخلت عليها ألف الاستفهام التي معناها الإنكار للبعث بعد الموت، وهو وجه الكلام، وهو الاختيار، لأن الجماعة عليه). [الكشف عن وجوه القراءات السبع: 2/224]
قال نصر بن علي بن أبي مريم (ت: بعد 565هـ) : (6- {أَوْ آَبَاؤُنَا} [آية/ 17] بسكون الواو:
قرأها نافع وابن عامر، وكان ش- عن نافع يحذف الهمزة ويرد حركتها إلى الواو، فيحركها بحركة الهمزة.
والوجه في تسكين الواو أن {أَوْ} للعطف، وقوله {آَبَاؤُنَا} معطوفٌ على الضمير في {لَمَبْعُوثُونَ}، والتقدير: إنا لمبعوثون نحن أو آباؤنا.
ويجوز أن يكون معطوفًا على ضمير {كُنَّا تُرَابًا}، والتقدير: أئذا كنا نحن أو آباؤنا ترابًا.
وفي كلا التقديرين يلزم تأكيد الضمير بنحن، فإن العطف على الضمير المرفوع المستكن لا يجوز في سعة الكلام إلا بأن يؤكد ذلك الضمير، تقول: قمت أنا وزيدٌ، ولا تقول: قمت وزيدٌ، إلا في الشعر. قال الشاعر:
[الموضح: 1087]
141- ورجا الأُخيطل من سفاهة رأيه = ما لم يكن وأبٌ له لينالا
إلا أن الفصل ههنا بين المعطوف والمعطوف عليه بكلام أو كلمةٍ واحدةٍ أغنى عن تأكيد الضمير بنحن.
وقرأ الباقون {أَوَ آَبَاؤُنَا} بفتح الواو وتحقيق الهمزة.
والوجه أنه واو العطف، دخلت عليه همزة الاستفهام على معنى الإنكار، والتقدير: أوَ آباؤنا الأولون مبعوثون؟
وأما وجه رواية ش- عن نافع فإنه على تخفيف الهمزة من قوله {آَبَاؤُنَا}، وتخفيفها ههنا بأن تُنقل حركتها إلى الساكن قبلها، فتُحذف الهمزة فيبقى أوَ اباؤنا). [الموضح: 1088]

قوله تعالى: {قُلْ نَعَمْ وَأَنتُمْ دَاخِرُونَ (18)}
قوله تعالى: {فَإِنَّمَا هِيَ زَجْرَةٌ وَاحِدَةٌ فَإِذَا هُمْ يَنظُرُونَ (19)}
قوله تعالى: {وَقَالُوا يَا وَيْلَنَا هَذَا يَوْمُ الدِّينِ (20)}
قوله تعالى: {هَذَا يَوْمُ الْفَصْلِ الَّذِي كُنتُمْ بِهِ تُكَذِّبُونَ (21)}
قوله تعالى: {احْشُرُوا الَّذِينَ ظَلَمُوا وَأَزْوَاجَهُمْ وَمَا كَانُوا يَعْبُدُونَ (22)}
قوله تعالى: {مِن دُونِ اللَّهِ فَاهْدُوهُمْ إِلَى صِرَاطِ الْجَحِيمِ (23)}
قوله تعالى: {وَقِفُوهُمْ إِنَّهُم مَّسْئُولُونَ (24)}
قوله تعالى: {مَا لَكُمْ لَا تَنَاصَرُونَ (25)}
قوله تعالى: {بَلْ هُمُ الْيَوْمَ مُسْتَسْلِمُونَ (26)}

روابط مهمة:
- أقوال المفسرين


رد مع اقتباس
  #5  
قديم 18 صفر 1440هـ/28-10-2018م, 03:11 PM
جمهرة علوم القرآن جمهرة علوم القرآن غير متواجد حالياً
فريق الإشراف
 
تاريخ التسجيل: Oct 2017
المشاركات: 7,975
افتراضي

سورة الصافات
[ من الآية (27) إلى الآية (39) ]

{وَأَقْبَلَ بَعْضُهُمْ عَلَى بَعْضٍ يَتَسَاءلُونَ (27) قَالُوا إِنَّكُمْ كُنتُمْ تَأْتُونَنَا عَنِ الْيَمِينِ (28) قَالُوا بَل لَّمْ تَكُونُوا مُؤْمِنِينَ (29) وَمَا كَانَ لَنَا عَلَيْكُم مِّن سُلْطَانٍ بَلْ كُنتُمْ قَوْمًا طَاغِينَ (30) فَحَقَّ عَلَيْنَا قَوْلُ رَبِّنَا إِنَّا لَذَائِقُونَ (31) فَأَغْوَيْنَاكُمْ إِنَّا كُنَّا غَاوِينَ (32) فَإِنَّهُمْ يَوْمَئِذٍ فِي الْعَذَابِ مُشْتَرِكُونَ (33) إِنَّا كَذَلِكَ نَفْعَلُ بِالْمُجْرِمِينَ (34) إِنَّهُمْ كَانُوا إِذَا قِيلَ لَهُمْ لَا إِلَهَ إِلَّا اللَّهُ يَسْتَكْبِرُونَ (35) وَيَقُولُونَ أَئِنَّا لَتَارِكُوا آلِهَتِنَا لِشَاعِرٍ مَّجْنُونٍ (36) بَلْ جَاء بِالْحَقِّ وَصَدَّقَ الْمُرْسَلِينَ (37) إِنَّكُمْ لَذَائِقُو الْعَذَابِ الْأَلِيمِ (38) وَمَا تُجْزَوْنَ إِلَّا مَا كُنتُمْ تَعْمَلُونَ (39)}


قوله تعالى: {وَأَقْبَلَ بَعْضُهُمْ عَلَى بَعْضٍ يَتَسَاءلُونَ (27)}
قوله تعالى: {قَالُوا إِنَّكُمْ كُنتُمْ تَأْتُونَنَا عَنِ الْيَمِينِ (28)}
قوله تعالى: {قَالُوا بَل لَّمْ تَكُونُوا مُؤْمِنِينَ (29)}
قوله تعالى: {وَمَا كَانَ لَنَا عَلَيْكُم مِّن سُلْطَانٍ بَلْ كُنتُمْ قَوْمًا طَاغِينَ (30)}
قوله تعالى: {فَحَقَّ عَلَيْنَا قَوْلُ رَبِّنَا إِنَّا لَذَائِقُونَ (31)}
قوله تعالى: {فَأَغْوَيْنَاكُمْ إِنَّا كُنَّا غَاوِينَ (32)}
قوله تعالى: {فَإِنَّهُمْ يَوْمَئِذٍ فِي الْعَذَابِ مُشْتَرِكُونَ (33)}
قوله تعالى: {إِنَّا كَذَلِكَ نَفْعَلُ بِالْمُجْرِمِينَ (34)}
قوله تعالى: {إِنَّهُمْ كَانُوا إِذَا قِيلَ لَهُمْ لَا إِلَهَ إِلَّا اللَّهُ يَسْتَكْبِرُونَ (35)}
قوله تعالى: {وَيَقُولُونَ أَئِنَّا لَتَارِكُوا آلِهَتِنَا لِشَاعِرٍ مَّجْنُونٍ (36)}
قوله تعالى: {بَلْ جَاء بِالْحَقِّ وَصَدَّقَ الْمُرْسَلِينَ (37)}
قوله تعالى: {إِنَّكُمْ لَذَائِقُو الْعَذَابِ الْأَلِيمِ (38)}
قوله تعالى: {وَمَا تُجْزَوْنَ إِلَّا مَا كُنتُمْ تَعْمَلُونَ (39)}

روابط مهمة:
- أقوال المفسرين


رد مع اقتباس
  #6  
قديم 18 صفر 1440هـ/28-10-2018م, 03:13 PM
جمهرة علوم القرآن جمهرة علوم القرآن غير متواجد حالياً
فريق الإشراف
 
تاريخ التسجيل: Oct 2017
المشاركات: 7,975
افتراضي

سورة الصافات
[ من الآية (40) إلى الآية (49) ]

{إِلَّا عِبَادَ اللَّهِ الْمُخْلَصِينَ (40) أُوْلَئِكَ لَهُمْ رِزْقٌ مَّعْلُومٌ (41) فَوَاكِهُ وَهُم مُّكْرَمُونَ (42) فِي جَنَّاتِ النَّعِيمِ (43) عَلَى سُرُرٍ مُّتَقَابِلِينَ (44) يُطَافُ عَلَيْهِم بِكَأْسٍ مِن مَّعِينٍ (45) بَيْضَاء لَذَّةٍ لِّلشَّارِبِينَ (46) لَا فِيهَا غَوْلٌ وَلَا هُمْ عَنْهَا يُنزَفُونَ (47) وَعِنْدَهُمْ قَاصِرَاتُ الطَّرْفِ عِينٌ (48) كَأَنَّهُنَّ بَيْضٌ مَّكْنُونٌ (49)}


قوله تعالى: {إِلَّا عِبَادَ اللَّهِ الْمُخْلَصِينَ (40)}
قوله تعالى: {أُوْلَئِكَ لَهُمْ رِزْقٌ مَّعْلُومٌ (41)}
قوله تعالى: {فَوَاكِهُ وَهُم مُّكْرَمُونَ (42)}
قوله تعالى: {فِي جَنَّاتِ النَّعِيمِ (43)}
قوله تعالى: {عَلَى سُرُرٍ مُّتَقَابِلِينَ (44)}
قوله تعالى: {يُطَافُ عَلَيْهِم بِكَأْسٍ مِن مَّعِينٍ (45)}
قوله تعالى: {بَيْضَاء لَذَّةٍ لِّلشَّارِبِينَ (46)}
قوله تعالى: {لَا فِيهَا غَوْلٌ وَلَا هُمْ عَنْهَا يُنزَفُونَ (47)}

قال أبو منصور محمد بن أحمد الأزهري (ت: 370هـ): (وقوله جلّ وعزّ: (لا فيها غولٌ ولا هم عنها ينزفون (47)
قرأ حمزة والكسائي (ينزفون) بكسر الزاي، ومثله في الواقعة.
وقرأ عاصم ها هنا (ينزفون) بفتح الزاي، وفي الواقعة (ينزفون) بكسر الزاي.
وقرأ الباقون (ينزفون) بفتح الزاي في السورتين.
قال أبو منصور: من قرأ (ينزفون) بفتح الزاي فالمعنى: لا تذهب عقولهم لشربها، يقال للسكران: نزيفٌ ومنزوفٌ، إذا زال عقله.
ومن قرأ (لا ينزفون) أي لا يسكرون، قال الشاعر:
لعمري لئن أنزفتم أو صحوتم... لبئس النّدامى أنتم آل أبجرا). [معاني القراءات وعللها: 2/318]
قال أبو عبد الله الحسين بن أحمد ابن خالويه الهمَذاني (ت: 370هـ): (5- وقوله تعالى: {ولا هم عنها ينزفون} [47].
قرأ ابن كثير ونافع وأبو عمرو وابن عامر: {ينزفون} بفتح الزاي. وكذلك في (الواقعة) ومعناه: لا تذهب عقولهم يقال: نزف الرجل: إذا ذهب عقله، ونزف: إذا ذهب دمه عند الموت، وأنزف ينزف: إذا ذهب
[إعراب القراءات السبع وعللها: 2/246]
شرابه ونفد قال الشاعر:
لعمري لئن أنزفتم أو صحوتم = لبئس الندامي كنتم آل أبجرا
وقرأ حمز والكسائي: {ينزفون} بكسر الزاي على هذه اللغة.
وأما عاصم فإنه قرأ في الواقعة: {ينزفون} بالكسر وفي (الصافات) {ينزفون} بالفتح جمع بين اللغتين تخفيفًا فصار يزف ويعد ويزن فإذا أمرت قلت: زف وعد وزن). [إعراب القراءات السبع وعللها: 2/247]
قال أبو علي الحسن بن أحمد بن عبد الغفار الفارسيّ (ت: 377هـ): (اختلفوا في قوله عزّ وجلّ: ولا هم عنها ينزفون [الصافّات/ 47]. في فتح الزّاي وكسرها، فقرأ ابن كثير ونافع وأبو عمرو وابن عامر ينزفون هاهنا بفتح الزاي، وفي الواقعة [19].
وقرأ عاصم هاهنا ينزفون بنصب الزاي، وفي الواقعة: ينزفون* بكسر الزاي.
وقرأ حمزة والكسائي: ينزفون* بكسر الزاي في الموضعين.
يقال: أنزف الرجل على معنيين: أحدهما: أنّه يراد به: سكر.
وأنشد أبو عبيدة وغيره:
لعمري لئن أنزفتم أو صحوتم لبئس النّدامى كنتم آل أبجرا
[الحجة للقراء السبعة: 6/54]
فمقابلته له بصحوتم يدلّك على إرادة سكرتم. والآخر: أنزف:
إذا نفد شرابه، ومعنى أنزف صادر ذا إنفاد لشرابه، كما أنّ الأول معناه النفاد من عقله، فقول حمزة والكسائي ينزفون*، يجوز أن يراد به:
ولا يسكرون عن شربها، ويجوز أن يراد: لا ينفد ذلك عندهم كما ينفد شراب أهل الدنيا، فإذا كان معنى لا فيها غول [الصافّات/ 47] لا تغتال عقولهم، حمل قول حمزة والكسائي: لا ينزفون في الصافّات على: لا ينفد شرابهم، لأنّك إن حملته على أنّهم لا يسكرون صرت كأنّك كررت يسكرون مرتين، وإن حملت لا فيها غول على لا تغتال صحتهم ولا يصيبهم عنها العلل التي تحدث عن شربها كما ترى أنّ عاصما ذهب إليه، حملت ينزفون في والصافات على أنّهم لا يكسرون، ويقال للسكران منزوف. وفي الواقعة قال: ينزفون* أي:
لا ينفد شرابهم، لأنّه قد تقدّم أنّهم لا يصيبهم فيها الصداع، فقوله:
لا يصدعون عنها [الواقعة/ 19] كتأويل قوله في الصّافات: لا تغتال من صحّتهم، فيصرف لا ينزفون في الصافّات إلى أنّه لا ينفد شرابهم.
وأمّا من قرأ: ولا ينزفون في الموضعين، فإنّه أراد: لا يسكرون، وهو مثل لا يضربون وليس يفعلون من أفعل، ألا ترى أنّ أنزف الذي معناه سكر وأنزف الذي يراد به نفد شرابه لا يتعدى واحد منهما إلى المفعول به، وإذا لم يتعدّ إلى المفعول به لم يجز أن يبنى له، فإذا لم يجز ذلك علمت أن ينزفون من نزف وهو منزوف إذا سكر). [الحجة للقراء السبعة: 6/55]
قال أبو زرعة عبد الرحمن بن محمد ابن زنجلة (ت: 403هـ) : ({لا فيها غول ولا هم عنها ينزفون}
قرأ حمزة والكسائيّ {ولا هم عنها ينزفون} بكسر الزّاي من أنزف ينزف إذا سكر ويجوز أن يكون من أنزف إذا أنفد شرابه فقوله {ينزفون} أي لا يسكرون من شربها ويجوز أن يراد لا ينفد شرابهم كما ينفد شراب أهل الدّنيا وإذا كان معنى {لا فيها غول} لا تغتال عقولهم حمل قوله لا {ينزفون} على لا ينفد شرابهم لأنّك إن حملته على أنهم لا يسكرون صرت كأنّك كررت يسكرون مرّتين وإن حملت {لا فيها غول} على لا تغتال صحتهم ولا
[حجة القراءات: 608]
تصيبهم عنها العلل الّتي تحدث من شربه في الدّنيا حملت {ينزفون} على أنهم لا يسكرون
وقرأ الباقون {ينزفون} بفتح الزّاي أي لا تذهب عقولهم لشربها يقال نزف الرجل إذا ذهب عقله ويقال للسكران نزيف). [حجة القراءات: 609]
قال مكي بن أبي طالب القَيْسِي (ت: 437هـ): (10- قوله: {يُنزفون} قرأه حمزة والكسائي بكسر الزاي، وقرأ الباقون بفتحها، وقرأ الكوفيون بكسر الزاي في الواقعة، وفتحها الباقون.
وحجة من كسر أنه جعله من «أنزف ينزف» إذا سكر، والمعنى: ولا هم عن الخمر يسكرون فتزول عقولهم، أي: تبعد عقولهم، كما تفعل خمر الدنيا، وقيل: هو من أنزف ينزف إذا فرغ شرابه، فالمعنى: ولا هم عن الخمر ينفد شرابهم كما ينفد شراب الدنيا، فالمعنى الأول من نفاد العقل، والثاني من نفاد الشراب، والأحسن أن يُحمل على نفاد الشراب؛ لأن نفاد العقل قد نفاه عن خمر الجنة في قوله: {لا فيها غول} أي: لا تغتال عقولهم فتذهبها، فلو حمل «ينزفون» على نفاد العقل لكان المعنى مكررًا، وحمله على معنيين أولى، وأما الذي في الواقعة فيحتمل وجهين، لأنه ليس قبله نفي عن نفاد العقل بالخمر، كما جاء في هذه السورة.
11- وحجة من فتح الزاي في الموضعين أنه جعله من «نزف» إذا سكر، ورده إلى ما لم يسم فاعله، لغة مشهورة فيه، وإن كان لا يتعدى في الأصل، ولم يستعمل «نزف» إذا سكر، إنما استعمل بالضم، على لفظ ما لم يسم فاعله، وهي أفعال معروفة، أتت على لفظ ما لم يسم فاعله، ولم تأت على لفظ ما سمي فاعله، فالمعنى: ولا هم عن خمر الجنة يسكرون، يقال: نزف الرجل، إذا سكر، ويجوز أن يكون من «أنزف» رده إلى ما لم يسم فاعله، ويضمر
[الكشف عن وجوه القراءات السبع: 2/224]
المصدر ويقيمه مقام الفاعل فتكون القراءتان بمعنى واحد على هذا الوجه). [الكشف عن وجوه القراءات السبع: 2/225]
قال نصر بن علي بن أبي مريم (ت: بعد 565هـ) : (7- {وَلَا هُمْ عَنْهَا يُنْزِفُونَ} [آية/ 47] بكسر الزاي وضم الياء:
قرأها حمزة والكسائي، وتابعهما عاصمٌ في الواقعة.
والوجه أنه جوز أن يكون المعنى: لا يَسْكَرون، يُقال أنزف الرجل إذا سَكِرَ، وأصل الكلمة من النفاد أي صار ذا نفادٍ من عقله.
[الموضح: 1088]
ويجوز أن يكون المعنى لا ينفدُ شرابُهم، وهو من أنزف إذا نَفِد شرابه، وهو من الصيرورة ايضًا أي صار ذا نفاذٍ لشرابه.
وقرأ الباقون {يُنْزَفُونَ} بفتح الزاي في السورتين، والياء مضمومة في القراءتين.
والوجه أن معناه لا يسكرون، يقال نُزف الرجل وهو منزوفٌ ونزيفٌ، إذا سَكِرَ، وهو من نزفت البئر إذا استخرجت ماءها؛ لأن السكران قد استخرج عقله). [الموضح: 1089]

قوله تعالى: {وَعِنْدَهُمْ قَاصِرَاتُ الطَّرْفِ عِينٌ (48)}
قوله تعالى: {كَأَنَّهُنَّ بَيْضٌ مَّكْنُونٌ (49)}

روابط مهمة:
- أقوال المفسرين


رد مع اقتباس
  #7  
قديم 18 صفر 1440هـ/28-10-2018م, 03:15 PM
جمهرة علوم القرآن جمهرة علوم القرآن غير متواجد حالياً
فريق الإشراف
 
تاريخ التسجيل: Oct 2017
المشاركات: 7,975
افتراضي

سورة الصافات
[ من الآية (50) إلى الآية (61) ]

{فَأَقْبَلَ بَعْضُهُمْ عَلَى بَعْضٍ يَتَسَاءلُونَ (50) قَالَ قَائِلٌ مِّنْهُمْ إِنِّي كَانَ لِي قَرِينٌ (51) يَقُولُ أَئِنَّكَ لَمِنْ الْمُصَدِّقِينَ (52) أَئِذَا مِتْنَا وَكُنَّا تُرَابًا وَعِظَامًا أَئِنَّا لَمَدِينُونَ (53) قَالَ هَلْ أَنتُم مُّطَّلِعُونَ (54) فَاطَّلَعَ فَرَآهُ فِي سَوَاء الْجَحِيمِ (55) قَالَ تَاللَّهِ إِنْ كِدتَّ لَتُرْدِينِ (56) وَلَوْلَا نِعْمَةُ رَبِّي لَكُنتُ مِنَ الْمُحْضَرِينَ (57) أَفَمَا نَحْنُ بِمَيِّتِينَ (58) إِلَّا مَوْتَتَنَا الْأُولَى وَمَا نَحْنُ بِمُعَذَّبِينَ (59) إِنَّ هَذَا لَهُوَ الْفَوْزُ الْعَظِيمُ (60) لِمِثْلِ هَذَا فَلْيَعْمَلْ الْعَامِلُونَ (61)}


قوله تعالى: {فَأَقْبَلَ بَعْضُهُمْ عَلَى بَعْضٍ يَتَسَاءلُونَ (50)}
قوله تعالى: {قَالَ قَائِلٌ مِّنْهُمْ إِنِّي كَانَ لِي قَرِينٌ (51)}
قوله تعالى: {يَقُولُ أَئِنَّكَ لَمِنْ الْمُصَدِّقِينَ (52)}
قوله تعالى: {أَئِذَا مِتْنَا وَكُنَّا تُرَابًا وَعِظَامًا أَئِنَّا لَمَدِينُونَ (53)}
قوله تعالى: {قَالَ هَلْ أَنتُم مُّطَّلِعُونَ (54)}

قال أبو منصور محمد بن أحمد الأزهري (ت: 370هـ): (وقوله جلّ وعزّ: (هل أنتم مطّلعون (54) فاطّلع)
[معاني القراءات وعللها: 2/318]
روى حسين الجعفي عن أبي عمرو (هل أنتم مطلعون) ساكنة الطاء مكسورة النون، (فأطلع) بضم الألف وكسر اللام على فـ (أفعل).
وقرأ سائر القراء (هل أنتم مطّلعون (54) فاطّلع) بفتح الطاء والعين واللام.
قال أبو منصور: القراءة (هل أنتم مطّلعون (54) فاطّلع)
يقال: طلعت عليهم، واطّلعت، وأطلعت بمعنًى واحد، وأما ما رواه الجعفي عن أبي عمرو (هل أنتم مطلعون فأطلع) فلو كانت النون مفتوحة كانت صحيحة في العربية، وأما كسر النون في (مطلعون) فهو شاذ ورديء عند النحويين، لأن وجه الكلام هل أنتم مطلعيّ؟.
وقد جاء مثله في الشعر قال الشاعر:
هم الفاعلون الخير والآمرونه... إذا ما خشوا من محدث الأمر معظما
وكان وجه الكلام: والآمرون به.
ومثله قول الآخر، وهو رديء:
فما أدري وظني كلّ ظنّ... أمسلمني إلى قومي شراحي
ووجه الكلام: أمسلمي إلى قومي.
وكل أسماء الفاعلين إذا ذكر بعدها المضمر لم يذكر النون فيه ولا التنوين، تقول: زيد ضاربي، وهما ضارباك،
[معاني القراءات وعللها: 2/319]
وهم ضاربوك، ولا يجوز: هو ضاربني، وهم ضاربونك، إلا في شاذ الشعر كما أعلمتك.
والقراءة في هذا الحرف على ما اجتمع عليه القراء). [معاني القراءات وعللها: 2/320]
قال أبو علي الحسن بن أحمد بن عبد الغفار الفارسيّ (ت: 377هـ): (قال: وكلّهم قرأ: مطلعون. فاطلع [الصافّات/ 54، 55] إلّا أنّ ابن حيّان أخبرنا عن أبي هشام عن حسين [الجعفي] عن أبي
[الحجة للقراء السبعة: 6/55]
عمرو أنّه قرأ هل أنتم مطلعون. فأطلع الألف مضمومة، والطاء ساكنة، واللّام مكسورة، والعين مفتوحة.
قال أبو علي: من قال: هل أنتم مطّلعون، فالمعنى: هل أنتم مشرفون لتنظروا، فاطّلع فرأى قرينة في سواء الجحيم. قال أبو الحسن: مطّلعون مثقلة أكثر في كلام العرب، وقال: واطّلعت- افتعلت- أكثر من أطلعت، قال: وهما عربيّتان.
قال أبو علي: المعنى في هل أنتم مطلعون: هل أنتم مطلعيّ فأطلع. تقديره: أفعل، تقول: طلع زيد، وأطلعه غيره). [الحجة للقراء السبعة: 6/56] (م)
قال نصر بن علي بن أبي مريم (ت: بعد 565هـ) : (10- {هَلْ أَنْتُمْ مُطْلِعُونِ} بإسكان الطاء وكسر اللام والنون {فَأُطْلِعَ} بضم الألف وإسكان الطاء وكسر اللام وفتح العين [آية/ 54 و55]:
رواهما الجُعفي عن أبي عمرو.
والوجه أن المعنى: قال هل أنتم تطلعونني على أهل النار لأرى قريني فيها، فأُطلع عليهم، فرأى قرينه في سواء الجحيم، والجيد في هذا أن يقال: هل أنتم مطلعي؛ لأنك تقول: هؤلاء ضاربي، ولا تقول: ضاربونني ولا ضاربوني، كما لا تقول هم ضاربونك ولا ضاربونه، إلا شاذًّا في الشر على إجرائه مجرى الفعل قال:
142- هم القائلون الخير والآمرونه = إذا ما خشوا من حادث الأمر مُعظما
لأنه حمله على يأمرونه، ومثله:
143- وما أدري وظني كل ظن = أمُسْلِمُنِي إلى قومي شراحي
[الموضح: 1091]
أراد: شراحيل، والوجه مُسْلِمِي، لكنه حمله على يُسْلِمُني، فكذلك ههنا أجرى مُطْلِعُوني مجرى يُطلعوني، وهو شاذٌّ لا ينبغي أن يُصار إليه في القرآن، فإنما بابه الشعر.
وقرأ الباقون {هَلْ أَنْتُمْ مُطَّلِعُونَ} بفتح الطاء وتشديدها وبفتح النون {فَاطَّلَعَ} بفتح الطاء وتشديدها وبفتح اللام والعين.
والوجه أن الفعل من افتعل يقال طَلَعْتُ على الشيء واطَّلعت عليه، والمعنى: قال الله لأهل الجنة: هل أنتم مُطَّلِعون على أهل النار فاطَّلَع صاحب القرين فرأى قرينه في سواء الجحيم). [الموضح: 1092] (م)

قوله تعالى: {فَاطَّلَعَ فَرَآهُ فِي سَوَاء الْجَحِيمِ (55)}
قال أبو علي الحسن بن أحمد بن عبد الغفار الفارسيّ (ت: 377هـ): (قال: وكلّهم قرأ: مطلعون. فاطلع [الصافّات/ 54، 55] إلّا أنّ ابن حيّان أخبرنا عن أبي هشام عن حسين [الجعفي] عن أبي
[الحجة للقراء السبعة: 6/55]
عمرو أنّه قرأ هل أنتم مطلعون. فأطلع الألف مضمومة، والطاء ساكنة، واللّام مكسورة، والعين مفتوحة.
قال أبو علي: من قال: هل أنتم مطّلعون، فالمعنى: هل أنتم مشرفون لتنظروا، فاطّلع فرأى قرينة في سواء الجحيم. قال أبو الحسن: مطّلعون مثقلة أكثر في كلام العرب، وقال: واطّلعت- افتعلت- أكثر من أطلعت، قال: وهما عربيّتان.
قال أبو علي: المعنى في هل أنتم مطلعون: هل أنتم مطلعيّ فأطلع. تقديره: أفعل، تقول: طلع زيد، وأطلعه غيره). [الحجة للقراء السبعة: 6/56] (م)
قال أبو الفتح عثمان بن جني الموصلي (ت: 392هـ): (ومن ذلك قراءة ابن عباس وأبي سراج وابن أبي عمار عبد الرحمن -ويقال عمار بن أبي عمار- وأبي عمرو - بخلاف- وابن محيصن: [هَلْ أَنْتُمْ مُطْلِعُونَ * فَأُطْلِعَ].
قال أبو الفتح: يقال طَلَع: إذا بدا، وأطْلَعَ: أقْبَلَ. فهو على هذا: هل أنتم مقبلون.
[المحتسب: 2/219]
فأقبل؟ فالفعل إذًا الذي هو [فَأُطْلِعَ] مسند إلى مصدره، أي: فَأُطْلِعَ الإطلاعُ، كقولك: قد قِيمَ، أي: قِيمَ القيامُ، وقد قُعِدَ، أي: قُعِدَ القعود.
قال أبو الفتح: قال أبو حاتم: لا يجوز إلا فتح النون من [مطلعونَ]، مشددة الطاء كانت، أو مخففة. قال: وقد شكلها بعض الجهال بالحضرة مكسورة النون، قال: وهذا خطأ. لو كان كذلك لكان مُطْلِعِيِّ، تقلب واو مُطْلِعُون ياء، يعني لوقوع ياء المتكلم بعدها، والأمر على ما ذهب إليه أبو حاتم، إلا أن يكون على لغة ضعيفة، وهو أن يُجري اسم الفاعل مجرى الفعل المضارع؛ لقربه منه، فيُجْرَى [مُطْلِعُونِ] مجرى يُطْلِعُونِ. وعليه قال بعضهم:
أَرَيْتَ إنْ جِئْتُ بِهِ أُمْلُودَا ... مُرَجَّلا وَيَلْبَسُ البُرُودَا
أَقَائِلُنَّ أَحْضِرِ الشِّهُودَا
فوكد اسم الفاعل بالنون، وإنما بابها الفعل، كقول الله تعالى : {لَتَرَوُنَّ الْجَحِيمَ}، وقوله تعالى : {لَتَرْكَبُنَّ طَبَقًا عَنْ طَبَقٍ}، ونحو ذلك. ومنه قول الآخر:
وما أدْرِي وَظَنِّي كُلّ ظَنٍّ ... أَمُسْلِمُنِي إلَى قَوْمِي شَرَاحِي
يريد: أمسلمًى، وهذا شاذ كما ترى، فلا حاجه للقياس عليه). [المحتسب: 2/220]
قال نصر بن علي بن أبي مريم (ت: بعد 565هـ) : (10- {هَلْ أَنْتُمْ مُطْلِعُونِ} بإسكان الطاء وكسر اللام والنون {فَأُطْلِعَ} بضم الألف وإسكان الطاء وكسر اللام وفتح العين [آية/ 54 و55]:
رواهما الجُعفي عن أبي عمرو.
والوجه أن المعنى: قال هل أنتم تطلعونني على أهل النار لأرى قريني فيها، فأُطلع عليهم، فرأى قرينه في سواء الجحيم، والجيد في هذا أن يقال: هل أنتم مطلعي؛ لأنك تقول: هؤلاء ضاربي، ولا تقول: ضاربونني ولا ضاربوني، كما لا تقول هم ضاربونك ولا ضاربونه، إلا شاذًّا في الشر على إجرائه مجرى الفعل قال:
142- هم القائلون الخير والآمرونه = إذا ما خشوا من حادث الأمر مُعظما
لأنه حمله على يأمرونه، ومثله:
143- وما أدري وظني كل ظن = أمُسْلِمُنِي إلى قومي شراحي
[الموضح: 1091]
أراد: شراحيل، والوجه مُسْلِمِي، لكنه حمله على يُسْلِمُني، فكذلك ههنا أجرى مُطْلِعُوني مجرى يُطلعوني، وهو شاذٌّ لا ينبغي أن يُصار إليه في القرآن، فإنما بابه الشعر.
وقرأ الباقون {هَلْ أَنْتُمْ مُطَّلِعُونَ} بفتح الطاء وتشديدها وبفتح النون {فَاطَّلَعَ} بفتح الطاء وتشديدها وبفتح اللام والعين.
والوجه أن الفعل من افتعل يقال طَلَعْتُ على الشيء واطَّلعت عليه، والمعنى: قال الله لأهل الجنة: هل أنتم مُطَّلِعون على أهل النار فاطَّلَع صاحب القرين فرأى قرينه في سواء الجحيم). [الموضح: 1092] (م)

قوله تعالى: {قَالَ تَاللَّهِ إِنْ كِدتَّ لَتُرْدِينِ (56)}
قوله تعالى: {وَلَوْلَا نِعْمَةُ رَبِّي لَكُنتُ مِنَ الْمُحْضَرِينَ (57)}
قوله تعالى: {أَفَمَا نَحْنُ بِمَيِّتِينَ (58)}
قوله تعالى: {إِلَّا مَوْتَتَنَا الْأُولَى وَمَا نَحْنُ بِمُعَذَّبِينَ (59)}
قوله تعالى: {إِنَّ هَذَا لَهُوَ الْفَوْزُ الْعَظِيمُ (60)}
قوله تعالى: {لِمِثْلِ هَذَا فَلْيَعْمَلْ الْعَامِلُونَ (61)}

روابط مهمة:
- أقوال المفسرين


رد مع اقتباس
  #8  
قديم 18 صفر 1440هـ/28-10-2018م, 03:17 PM
جمهرة علوم القرآن جمهرة علوم القرآن غير متواجد حالياً
فريق الإشراف
 
تاريخ التسجيل: Oct 2017
المشاركات: 7,975
افتراضي

سورة الصافات
[ من الآية (62) إلى الآية (74) ]

{أَذَلِكَ خَيْرٌ نُّزُلًا أَمْ شَجَرَةُ الزَّقُّومِ (62) إِنَّا جَعَلْنَاهَا فِتْنَةً لِّلظَّالِمِينَ (63) إِنَّهَا شَجَرَةٌ تَخْرُجُ فِي أَصْلِ الْجَحِيمِ (64) طَلْعُهَا كَأَنَّهُ رُؤُوسُ الشَّيَاطِينِ (65) فَإِنَّهُمْ لَآكِلُونَ مِنْهَا فَمَالِؤُونَ مِنْهَا الْبُطُونَ (66) ثُمَّ إِنَّ لَهُمْ عَلَيْهَا لَشَوْبًا مِّنْ حَمِيمٍ (67) ثُمَّ إِنَّ مَرْجِعَهُمْ لَإِلَى الْجَحِيمِ (68) إِنَّهُمْ أَلْفَوْا آبَاءهُمْ ضَالِّينَ (69) فَهُمْ عَلَى آثَارِهِمْ يُهْرَعُونَ (70) وَلَقَدْ ضَلَّ قَبْلَهُمْ أَكْثَرُ الْأَوَّلِينَ (71) وَلَقَدْ أَرْسَلْنَا فِيهِم مُّنذِرِينَ (72) فَانظُرْ كَيْفَ كَانَ عَاقِبَةُ الْمُنذَرِينَ (73) إِلَّا عِبَادَ اللَّهِ الْمُخْلَصِينَ (74)}


قوله تعالى: {أَذَلِكَ خَيْرٌ نُّزُلًا أَمْ شَجَرَةُ الزَّقُّومِ (62)}
قوله تعالى: {إِنَّا جَعَلْنَاهَا فِتْنَةً لِّلظَّالِمِينَ (63)}
قوله تعالى: {إِنَّهَا شَجَرَةٌ تَخْرُجُ فِي أَصْلِ الْجَحِيمِ (64)}
قوله تعالى: {طَلْعُهَا كَأَنَّهُ رُؤُوسُ الشَّيَاطِينِ (65)}
قوله تعالى: {فَإِنَّهُمْ لَآكِلُونَ مِنْهَا فَمَالِؤُونَ مِنْهَا الْبُطُونَ (66)}
قوله تعالى: {ثُمَّ إِنَّ لَهُمْ عَلَيْهَا لَشَوْبًا مِّنْ حَمِيمٍ (67)}

قال أبو الفتح عثمان بن جني الموصلي (ت: 392هـ): (ومن ذلك قراءة شيبان النحوي: [لَشُوبًا].
[المحتسب: 2/220]
قال أبو الفتح: الشَّوبُ: الخلط، بفتح الشين. ولم يمرر بنا الضم، ولعله لغة فيه كالفَقر والفُقر، والضَّر والضُّر، ونحو ذلك). [المحتسب: 2/221]

قوله تعالى: {ثُمَّ إِنَّ مَرْجِعَهُمْ لَإِلَى الْجَحِيمِ (68)}
قوله تعالى: {إِنَّهُمْ أَلْفَوْا آبَاءهُمْ ضَالِّينَ (69)}
قوله تعالى: {فَهُمْ عَلَى آثَارِهِمْ يُهْرَعُونَ (70)}
قوله تعالى: {وَلَقَدْ ضَلَّ قَبْلَهُمْ أَكْثَرُ الْأَوَّلِينَ (71)}
قوله تعالى: {وَلَقَدْ أَرْسَلْنَا فِيهِم مُّنذِرِينَ (72)}
قوله تعالى: {فَانظُرْ كَيْفَ كَانَ عَاقِبَةُ الْمُنذَرِينَ (73)}
قوله تعالى: {إِلَّا عِبَادَ اللَّهِ الْمُخْلَصِينَ (74)}

روابط مهمة:
- أقوال المفسرين


رد مع اقتباس
  #9  
قديم 18 صفر 1440هـ/28-10-2018م, 03:19 PM
جمهرة علوم القرآن جمهرة علوم القرآن غير متواجد حالياً
فريق الإشراف
 
تاريخ التسجيل: Oct 2017
المشاركات: 7,975
افتراضي

سورة الصافات
[ من الآية (75) إلى الآية (82) ]

{وَلَقَدْ نَادَانَا نُوحٌ فَلَنِعْمَ الْمُجِيبُونَ (75) وَنَجَّيْنَاهُ وَأَهْلَهُ مِنَ الْكَرْبِ الْعَظِيمِ (76) وَجَعَلْنَا ذُرِّيَّتَهُ هُمْ الْبَاقِينَ (77) وَتَرَكْنَا عَلَيْهِ فِي الْآخِرِينَ (78) سَلَامٌ عَلَى نُوحٍ فِي الْعَالَمِينَ (79) إِنَّا كَذَلِكَ نَجْزِي الْمُحْسِنِينَ (80) إِنَّهُ مِنْ عِبَادِنَا الْمُؤْمِنِينَ (81) ثُمَّ أَغْرَقْنَا الْآخَرِينَ (82)}


قوله تعالى: {وَلَقَدْ نَادَانَا نُوحٌ فَلَنِعْمَ الْمُجِيبُونَ (75)}
قوله تعالى: {وَنَجَّيْنَاهُ وَأَهْلَهُ مِنَ الْكَرْبِ الْعَظِيمِ (76)}
قوله تعالى: {وَجَعَلْنَا ذُرِّيَّتَهُ هُمْ الْبَاقِينَ (77)}
قوله تعالى: {وَتَرَكْنَا عَلَيْهِ فِي الْآخِرِينَ (78)}
قوله تعالى: {سَلَامٌ عَلَى نُوحٍ فِي الْعَالَمِينَ (79)}
قوله تعالى: {إِنَّا كَذَلِكَ نَجْزِي الْمُحْسِنِينَ (80)}
قوله تعالى: {إِنَّهُ مِنْ عِبَادِنَا الْمُؤْمِنِينَ (81)}
قوله تعالى: {ثُمَّ أَغْرَقْنَا الْآخَرِينَ (82)}

روابط مهمة:
- أقوال المفسرين


رد مع اقتباس
  #10  
قديم 18 صفر 1440هـ/28-10-2018م, 03:22 PM
جمهرة علوم القرآن جمهرة علوم القرآن غير متواجد حالياً
فريق الإشراف
 
تاريخ التسجيل: Oct 2017
المشاركات: 7,975
افتراضي

سورة الصافات
[ من الآية (83) إلى الآية (98) ]

{وَإِنَّ مِن شِيعَتِهِ لَإِبْرَاهِيمَ (83) إِذْ جَاء رَبَّهُ بِقَلْبٍ سَلِيمٍ (84) إِذْ قَالَ لِأَبِيهِ وَقَوْمِهِ مَاذَا تَعْبُدُونَ (85) أَئِفْكًا آلِهَةً دُونَ اللَّهِ تُرِيدُونَ (86) فَمَا ظَنُّكُم بِرَبِّ الْعَالَمِينَ (87) فَنَظَرَ نَظْرَةً فِي النُّجُومِ (88) فَقَالَ إِنِّي سَقِيمٌ (89) فَتَوَلَّوْا عَنْهُ مُدْبِرِينَ (90) فَرَاغَ إِلَى آلِهَتِهِمْ فَقَالَ أَلَا تَأْكُلُونَ (91) مَا لَكُمْ لَا تَنطِقُونَ (92) فَرَاغَ عَلَيْهِمْ ضَرْبًا بِالْيَمِينِ (93) فَأَقْبَلُوا إِلَيْهِ يَزِفُّونَ (94) قَالَ أَتَعْبُدُونَ مَا تَنْحِتُونَ (95) وَاللَّهُ خَلَقَكُمْ وَمَا تَعْمَلُونَ (96) قَالُوا ابْنُوا لَهُ بُنْيَانًا فَأَلْقُوهُ فِي الْجَحِيمِ (97) فَأَرَادُوا بِهِ كَيْدًا فَجَعَلْنَاهُمُ الْأَسْفَلِينَ (98)}


قوله تعالى: {وَإِنَّ مِن شِيعَتِهِ لَإِبْرَاهِيمَ (83)}
قوله تعالى: {إِذْ جَاء رَبَّهُ بِقَلْبٍ سَلِيمٍ (84)}
قوله تعالى: {إِذْ قَالَ لِأَبِيهِ وَقَوْمِهِ مَاذَا تَعْبُدُونَ (85)}
قوله تعالى: {أَئِفْكًا آلِهَةً دُونَ اللَّهِ تُرِيدُونَ (86)}
قوله تعالى: {فَمَا ظَنُّكُم بِرَبِّ الْعَالَمِينَ (87)}
قوله تعالى: {فَنَظَرَ نَظْرَةً فِي النُّجُومِ (88)}
قوله تعالى: {فَقَالَ إِنِّي سَقِيمٌ (89)}
قوله تعالى: {فَتَوَلَّوْا عَنْهُ مُدْبِرِينَ (90)}
قوله تعالى: {فَرَاغَ إِلَى آلِهَتِهِمْ فَقَالَ أَلَا تَأْكُلُونَ (91)}
قوله تعالى: {مَا لَكُمْ لَا تَنطِقُونَ (92)}
قوله تعالى: {فَرَاغَ عَلَيْهِمْ ضَرْبًا بِالْيَمِينِ (93)}

قال أبو الفتح عثمان بن جني الموصلي (ت: 392هـ): (ومن ذلك قراءة الحسن [فَرَاغَ عَلَيْهِمْ سَفْقًا بِالْيَمِينِ].
قال أبو الفتح: قد قالوا: صفقْتُ البابَ، وسفَقْتُه، والصاد أعلى. وقالوا أيضا: أَسْفَقْتُه إسْفاقًا، وقالوا في التَّصْفِيق: التَّصْفَاق، إذا كثر ذلك، كالتَّضْرَاب والتَّلْمَاح والتَّمْشَاء وروي عن الحسن, أيضا: [صَفْقًا] ). [المحتسب: 2/221]

قوله تعالى: {فَأَقْبَلُوا إِلَيْهِ يَزِفُّونَ (94)}
قال أبو منصور محمد بن أحمد الأزهري (ت: 370هـ): (وقوله جلّ وعزّ: (فأقبلوا إليه يزفّون (94)
قرأ حمزة، والمفضل عن عاصم (يزفّون) بضم الياء.
وقرأ الباقون (يزفّون) بفتح الياء، وتشديد الفاء.
قال أبو منصور: من قرأ (يزفّون) بفتح الياء فأصله من زفيف النّعام، وهو ابتداء عدوه. يقال: زف النعام يزف" زفيفًا.
ومن قرأ (يزفّون) بضم الياء فالمعنى: يصيرون إلى الزفيف.
والقراءة المختارة (يزفّون) ). [معاني القراءات وعللها: 2/320]
قال أبو علي الحسن بن أحمد بن عبد الغفار الفارسيّ (ت: 377هـ): (اختلفوا في قوله: يزفون [الصافّات/ 94] فقرأ حمزة وحده يزفون، برفع الياء وكسر الزاي، المفضل عن عاصم مثله.
وقرأها الباقون: يزفون بفتح الياء.
قال أبو علي: يقال: زفّت الإبل تزفّ: إذا أسرعت، وقال الهذلي:
وزفّت الشّول من برد العشيّ كما زفت النّعام إلى حفّانة الرّوح
[الحجة للقراء السبعة: 6/56]
الحفان: صغار النعام. والرّوح: جمع روحاء، وهي التي بين رجليها فرجة.
وقول حمزة: يزفون يحملون غيرهم على الزفيف، قال الأصمعي: أزففت الإبل: إذا حملتها على أن تزفّ، وهو سرعة الخطو، ومقاربة المشي، والمفعول محذوف على قراءته، كأنّهم حملوا ظهورهم على الإسراع والجدّ في المشي). [الحجة للقراء السبعة: 6/57]
قال أبو الفتح عثمان بن جني الموصلي (ت: 392هـ): (ومن ذلك قراءة عبد الله بن يزيد: [يَزِفُونَ]، خفيفة.
قال أبو الفتح: المسموع في هذا زَفَّ القومُ يَزِفُّونَ زَفِيفًا، وقالوا أيضا: أَزَفُّوا يُزِفُّونَ، كما قالوا: زَفَفْت العروس، وقالوا أَزْفَفْتُها أيضا. فأما [يَزِفُونَ] بالتخفيف فذهب قطرب إلى أنها تخفيف يَزِفُّونَ، كما قال الله تعالى: {وَقَرْنَ فِي بُيُوتِكُنَّ}، أي: اُقْرَرْنَ.
قال الهذلي:
وَزَفَّتِ الشَّوْلُ مِن بَرْدِ العَشِيِّ كَمَا ... زَفَّ النَّعَامُ إلى حَفَّانِهِ الرُّوحُ
إلا أن ظاهر [يَزِفُونَ] أن يكون من وَزَفَ، كيَعِدون من وعد. ويؤنِّس بذلك قربه من لفظ الوَفز، وهو واحد الأوْفَاز، من قولهم: أنا على أوْفَاز. إذا كان كذلك فهو
[المحتسب: 2/221]
قريب من لفظ وَزَفَ، أي: أسرع، وقريب من معناه. ولم يثبت الكسائي ولا الفراء: [وَزَفَ]، إلا أن ظاهر اللفظ مقتضٍ لها على ما مضى. وعلى أن أحمد بن يحيى قد أثبت وَزَفَ: إذا أسرع، وشاهده عنده هذه القراءة: [يَزِفُونَ] أي: يسرعون). [المحتسب: 2/222]
قال أبو زرعة عبد الرحمن بن محمد ابن زنجلة (ت: 403هـ) : ({فأقبلوا إليه يزفون}
قرأ حمزة {فأقبلوا إليه يزفون} بضم الياء وقرأ الباقون {يزفون} بفتح الياء من زففت وهو الاختيار والعرب تقول زف يزف زفيفا إذا أسرع ويقال زفت الإبل تزف إذا أسرعت وأما حمزة فإنّه جعله لغتين زف وأزف ويجوز أن يكون زف الرجل بنفسه وأزف غيره فيكون المعنى فأقبلوا إليه يزفون أنفسهم ويجوز أن يكون المعنى يحملون غيرهم على الزفيف). [حجة القراءات: 609]
قال مكي بن أبي طالب القَيْسِي (ت: 437هـ): (12- قوله: {إليه يزفون} قرأه حمزة وحده بضم الياء، وكسر الزاي، وقرأ الباقون بفتح الياء، وكسر الزاي.
وحجة من فتح أنه أخبر عنهم أنفسهم بالزفيف، وهو الإسراع، يقال: زفت الإبل تزف، إذا أسرعت.
13- وحجة من ضم أنه أخبر عنهم أنهم يحملون غيرهم على الإسراع، فالمفعول محذوف، والمعنى: فأقبلوا إليه يحملون غيرهم على الإسراع، أي: يحمل بعضهم بعضًا على الإسراع، قال الأصمعي: يقال أزفت الإبل إذا حملتها على أن تزف، أي: تسرع، والزفيف الإسراع في الخطو مع مقاربة المشيء). [الكشف عن وجوه القراءات السبع: 2/225]
قال نصر بن علي بن أبي مريم (ت: بعد 565هـ) : (8- {فَأَقْبَلُوا إِلَيْهِ يُزِفُّونَ} [آية/ 94] بضم الياء:
قرأها حمزة وحده.
والوجه أن معنى {يُزِفُّونَ} يحملون دوابّهم على الزفيف، وهو سرعة المشي مع مقاربة الخطو، وقال بعضهم: الزفيف: مشيٌ فيه اختيال كمشية العروس.
وقيل {يُزِفُّونَ} يُسرعون، فيقال زف وأزف إذا أسرع.
وقرأ الباقون {يَزِفُّونَ} بفتح الياء، وكلهم كسر الزاي.
والوجه أن المراد يُسرعون، يقال زفَّت الإبل إذا أسرعت، زفيفًا). [الموضح: 1089]

قوله تعالى: {قَالَ أَتَعْبُدُونَ مَا تَنْحِتُونَ (95)}
قوله تعالى: {وَاللَّهُ خَلَقَكُمْ وَمَا تَعْمَلُونَ (96)}
قوله تعالى: {قَالُوا ابْنُوا لَهُ بُنْيَانًا فَأَلْقُوهُ فِي الْجَحِيمِ (97)}
قوله تعالى: {فَأَرَادُوا بِهِ كَيْدًا فَجَعَلْنَاهُمُ الْأَسْفَلِينَ (98)}

روابط مهمة:
- أقوال المفسرين


رد مع اقتباس
  #11  
قديم 18 صفر 1440هـ/28-10-2018م, 03:44 PM
جمهرة علوم القرآن جمهرة علوم القرآن غير متواجد حالياً
فريق الإشراف
 
تاريخ التسجيل: Oct 2017
المشاركات: 7,975
افتراضي

سورة الصافات
[ من الآية (99) إلى الآية (113) ]

{وَقَالَ إِنِّي ذَاهِبٌ إِلَى رَبِّي سَيَهْدِينِ (99) رَبِّ هَبْ لِي مِنَ الصَّالِحِينَ (100) فَبَشَّرْنَاهُ بِغُلَامٍ حَلِيمٍ (101) فَلَمَّا بَلَغَ مَعَهُ السَّعْيَ قَالَ يَا بُنَيَّ إِنِّي أَرَى فِي الْمَنَامِ أَنِّي أَذْبَحُكَ فَانظُرْ مَاذَا تَرَى قَالَ يَا أَبَتِ افْعَلْ مَا تُؤْمَرُ سَتَجِدُنِي إِن شَاء اللَّهُ مِنَ الصَّابِرِينَ (102) فَلَمَّا أَسْلَمَا وَتَلَّهُ لِلْجَبِينِ (103) وَنَادَيْنَاهُ أَنْ يَا إِبْرَاهِيمُ (104) قَدْ صَدَّقْتَ الرُّؤْيَا إِنَّا كَذَلِكَ نَجْزِي الْمُحْسِنِينَ (105) إِنَّ هَذَا لَهُوَ الْبَلَاء الْمُبِينُ (106) وَفَدَيْنَاهُ بِذِبْحٍ عَظِيمٍ (107) وَتَرَكْنَا عَلَيْهِ فِي الْآخِرِينَ (108) سَلَامٌ عَلَى إِبْرَاهِيمَ (109) كَذَلِكَ نَجْزِي الْمُحْسِنِينَ (110) إِنَّهُ مِنْ عِبَادِنَا الْمُؤْمِنِينَ (111) وَبَشَّرْنَاهُ بِإِسْحَقَ نَبِيًّا مِّنَ الصَّالِحِينَ (112) وَبَارَكْنَا عَلَيْهِ وَعَلَى إِسْحَقَ وَمِن ذُرِّيَّتِهِمَا مُحْسِنٌ وَظَالِمٌ لِّنَفْسِهِ مُبِينٌ (113)}


قوله تعالى: {وَقَالَ إِنِّي ذَاهِبٌ إِلَى رَبِّي سَيَهْدِينِ (99)}
قوله تعالى: {رَبِّ هَبْ لِي مِنَ الصَّالِحِينَ (100)}
قوله تعالى: {فَبَشَّرْنَاهُ بِغُلَامٍ حَلِيمٍ (101)}
قوله تعالى: {فَلَمَّا بَلَغَ مَعَهُ السَّعْيَ قَالَ يَا بُنَيَّ إِنِّي أَرَى فِي الْمَنَامِ أَنِّي أَذْبَحُكَ فَانظُرْ مَاذَا تَرَى قَالَ يَا أَبَتِ افْعَلْ مَا تُؤْمَرُ سَتَجِدُنِي إِن شَاء اللَّهُ مِنَ الصَّابِرِينَ (102)}

قال أبو منصور محمد بن أحمد الأزهري (ت: 370هـ): (وقوله جلّ وعزّ: (فانظر ماذا ترى (102)
قرأ حمزة والكسائي (ماذا ترى) بضم التاء، وكسر الراء.
وقرأ الباقون (ماذا ترى) بفتح التاء.
وأمال أبو عمرو الراء من (ترى). وفتحها الباقون.
قال أبو منصور: من قرأ (ماذا ترى) فهو من الرأي، المعنى: ماذا ترى فيما أمر الله به؟
[معاني القراءات وعللها: 2/320]
ومن قرأ (ماذا ترى) فله وجهان:
أحدهما: ماذا تشير؟
وقال الفراء معناه: ماذا ترى من صبرك؟
والقراءة الأولى أجود القراءتين). [معاني القراءات وعللها: 2/321]
قال أبو منصور محمد بن أحمد الأزهري (ت: 370هـ): (وقوله جلّ وعزّ: (إنّي أرى في المنام أنّي أذبحك (102)
فتح الياء فيهما ابن كثير ونافع وأبو عمرو.
وأسكنها فيهما سائر القراء.
وكل ذلك جائز). [معاني القراءات وعللها: 2/321]
قال أبو عبد الله الحسين بن أحمد ابن خالويه الهمَذاني (ت: 370هـ): (6- وقوله تعالى: {فانظر ماذا ترى} [102].
قرأ حمزة والكسائي: {ترى} بضم التاء، وكسر الراء من أريت تري، أي: إذا ما تشير والأصل: ترأي فنقلوا كسرة الهمزة إلى الراء، وحذفوا الهمزة لسكونها، وسكون الياء.
[إعراب القراءات السبع وعللها: 2/247]
وقرأ الباقون: {ماذا تري} بالفتح. غير أن أبا عمرو كان يميل الراء من أجل الياء.
والباقون يفتحون جعلوه من الرأي والرؤية، لا من المشورة. وكان إبراهيم صلى الله عليه وسلم رأى في المنام فأمر بذبح ابنه. ورؤيا الأنبياء وحي، فلذلك قال ابنه: {يا أبت افعل ما تؤمر ستجدني إن شاء الله من الصابرين} [102] قال ذلك وهو ابن ثلاث عشرة سنة.
{فتله للجبين} [103] أي: صرعه وألقاه على وجهه لئلا يرى وجهه فيرحمه. فلما عرف الله طاعة إبراهيم صلى الله عليه وسلم إياه، وطاعة ابنه إياه شكر الله تعالى لهما بذلك، ففداه بذبح عظيم بكبش قد رعي في الجنة أربعين خريفًا.
واختلف الناس في الذبيح؟ فقال قوم: إسحق، وقال آخرون:
[إعراب القراءات السبع وعللها: 2/248]
إسماعيل عليهما السلام. واحتجوا بقول رسول الله صلى الله عليه وسلم: «أنا ابن الذبيحين»، وبقوله تعالى: {وبشرناه بإسحاق نبيا من الصالحين} [112]، قال: فكيف تكون البشارة مع الذبح؟!
واحتج الآخرون فقالوا: {وفديناه} [107] أي: وفدينا إسحاق، وبشرنا إبراهيم بنبوة إسحاق بعد أن فداه صلى الله عليه وسلم. فمن قال: إسحاق، فعلي وابن مسعود وكعب الأحبار. ومن قال إنه إسماعيل، فإنه عمر ومحمد بن كعب القرظي وسعيد بن المسيب. ومن قال: إنه إسحاق قال كان في إسحق بشارتان. فبشرناه بغلام حليم، وبشرناه بإسحاق نبيًا من الصالحين. ومعنى {تله}: صرعه كما أخبرتك. وأما حديث رسول الله صلى الله عليه وسلم: «إن جبريل عليه السلام أتاه بمفاتيح خزائن الأرض فتلها في يد رسول الله صلى الله عليه وسلم» فمعناه: صبها). [إعراب القراءات السبع وعللها: 2/249]
قال أبو علي الحسن بن أحمد بن عبد الغفار الفارسيّ (ت: 377هـ): (اختلفوا في ضمّ التاء وفتحها من قوله عزّ وجلّ: ماذا ترى [الصافّات/ 102].
فقرأ حمزة والكسائي: ماذا تري بضمّ التاء وكسر الراء.
وقرأ الباقون ماذا ترى بفتح التاء.
قال أبو علي: من فتح التاء فقال: ماذا ترى كان مفعول ترى أحد شيئين:
أحدهما أن يكون ما* مع ذا* بمنزلة اسم واحد فيكونان في موضع نصب بأنّه مفعول ترى.
والآخر: ذا* بمنزلة الذي* فيكون مفعول ترى، والهاء محذوفة من الصلة، وتكون ترى على هذا التي معناها: الرّأي، وليس إدراك الحاجة كما تقول: فلان يرى رأي أبي حنيفة، ومن هذا قوله عزّ وجلّ: لتحكم بين الناس بما أراك الله [النساء/ 106] فلا يخلوا أراك من أن يكون نقلها بالهمزة من التي هي رأيت، تريد رؤية البصر، أو رأيت التي تتعدّى إلى مفعولين، أو رأيت التي بمعنى: الرأي الذي هو
[الحجة للقراء السبعة: 6/57]
الاعتقاد والمذهب. فلا يجوز أن يكون من الرؤية التي معناه: أبصرت يعني لأنّ الحكم في الحوادث بين الناس ليس مما يدور بالبصر، فلا يجوز أن يكون هذا القسم، ولا يجوز أن يكون من رأيت التي تتعدّى إلى مفعولين، لأنّه كان يلزم بالنقل بالهمزة أن يتعدّى إلى ثلاثة مفعولين، وفي تعدية إلى مفعولين، أحدهما الكاف التي للخطاب، والآخر المفعول المقدّر حذفه من الصلة تقديره: بما أراكه الله، ولا مفعول ثالثا في الكلام، دلالة على أنّه من رأيت الّتي معناها الاعتقاد والرأي، وهي تتعدّى إلى مفعول واحد، فإذا نقل بالهمزة تعدّى إلى مفعولين كما جاء في قوله: بما أراك الله [النساء/ 106] فإذا جعلت قوله: ذا* من قوله ماذا ترى بمنزلة الذي، صار تقديره: ما الذي تراه، فيصير ما* في موضع ابتداء، ابتداء، والذي* في موضع خبره، ويكون المعنى: ما الذي تذهب إليه فيما ألقيت إليك؟ هل تستسلم له وتتلقاه بالقبول، أو تأتي غير ذلك؟ فهذا وجه قول من قال: ماذا ترى بفتح التاء، وقوله يا أبت افعل ما تؤمر [الصافّات/ 102] دلالة على الاستسلام والانقياد لأمر الله عزّ وجلّ.
فأمّا قول حمزة والكسائي: ماذا ترى، فإنّه يجوز أن يكون ما* مع ذا* بمنزلة اسم واحد، فيكونان في موضع نصب، والمعنى:
أجلدا تري على ما تحمل عليه أم خورا؟ ويجوز أن تجعل ما* مبتدأ وذا* بمنزلة الذي ويعود إليه الذكر المحذوف من الصلة، والفعل منقول من رأى زيد الشيء وأريته الشيء إلّا أنّه من باب أعطيت فيجوز أن يقتصر على أحد المفعولين دون الآخر، كما أن أعطيت كذلك، ولو ذكرت المفعول كان أريت زيدا جلدا، ولو قرأ قارئ: ماذا ترى
لم يجز لأن ترى* يتعدّى إلى مفعولين، وليس هنا إلّا مفعول واحد،
[الحجة للقراء السبعة: 6/58]
والمفعول الواحد إمّا أن يكون ماذا بمجموعه، وإمّا أن يكون الهاء التي تقدرها محذوفة من الصلة إذا قدرت ذا* بمنزلة الذي*، فإذا قدرتها محذوفة كانت العائدة إلى الموصول، فإذا عاد إلى الموصول اقتضى المفعول الثاني فيكون ذلك كقوله: أين شركائي الذين كنتم تزعمون [القصص/ 62] ألا ترى أن التقدير: أين شركائي الذين كنتم تزعمونهم إيّاهم، أي: تزعمونهم شركائي، فحذف المفعول الثاني لاقتضاء المفعول الأوّل الذي في تقدير الإثبات في الصلة إيّاه فهو قول، ويكون مثل هذه الآية، وكذلك إن قدّرت ما* وذا* بمنزلة اسم واحد صار ماذا في موضع نصب بكونه مفعولا لترى، ويكون المفعول الثاني محذوفا، كأنّه: ماذا تري كائنا منك، أو واقعا منك، ونحو ذلك، وأري بمنزلة زعمت وظننت ونحوه، ألا ترى أنّه ذكره في هذا الباب؟ وذلك أنّه منقول من أريت زيدا عمرا خير الناس، فإذا بنيته للمفعول أقمت المفعول الأوّل مقام الفاعل، فبقي المفعولان اللّذان كانا مفعولي ظننت، وخلت ونحوهما). [الحجة للقراء السبعة: 6/59]
قال أبو الفتح عثمان بن جني الموصلي (ت: 392هـ): (ومن ذلك قراءة الأعمش والضحاك: [فَانْظُرْ مَاذَا تُرَى]، بضم التاء.
قال أبو الفتح: رُوِّينا عن قطرب: [مَاذَا تُرَى]، و[تُرِي] بفتح الراء وكسرها.
فَتُرَى، أي: يُلْقَى إليك، ويُوقَعُ في خاطرك.
وأما [تُرِي] فتشير به، وتدعو إلى العمل بحسبه.
و{تَرَى} هذه ليست من معنى الرؤية بالبصر؛ لأن الرأي ليس مما تدركه حاسة البصر، ولا هي من معنى العلم أيضا؛ لأنه ليس يكلفه هنا أن يقطع له بصريح الحق وجَليّة اليقين، وإنما يسأله عما يُحضره إياه رأيُه، فهي إذًا من قولك: ما رأيك في هذا؟ وما الذي يَحْضُرُك في كذا؟
ومنه قول الله تعالى : {لِتَحْكُمَ بَيْنَ النَّاسِ بِمَا أَرَاكَ اللَّهُ}، أي: بما يُحْضِرُك إياه الرأي والخاطر. وفيه شاهد لجواز اجتهاد النبي صلى الله عليه وسلم. ومنه قولهم: فلان يرى رأي الخوارج، ويرى رأي أبي حنيفة، أي: يذهب مذهبه ويعتقد اعتقاده، ليس أنه يُبصر بصرَه، ولا يعلم يقينا علمَه، وإنما هو أن يعتقد رأيَه، صوابًا كان، أو خطأ). [المحتسب: 2/222]
قال أبو زرعة عبد الرحمن بن محمد ابن زنجلة (ت: 403هـ) : ( {فانظر ماذا ترى}
قرأ حمزة والكسائيّ {فانظر ماذا ترى} بضم التّاء وكسر الرّاء أي ما تشير كذا قال الزّجاج
قال الفراء معناه ما تريني من صبرك والأصل ترئي فنقلنا كسرة الهمزة إلى الرّاء فصار تري
وقرأ الباقون {ماذا ترى} أي ما الّذي عندك من الرّأي فيما أخبرتك به). [حجة القراءات: 609]
قال مكي بن أبي طالب القَيْسِي (ت: 437هـ): (14- قوله: {ماذا ترى} قرأه حمزة والكسائي بضم التاء، وكسر الراء، وقرأ الباقون بفتحهما جميعًا.
وحجة من فتح التاء أنه جعل الفعل من «الرأي» الذي هو الاعتقاد في القلب، فعداه إلى مفعول واحد، وهو ما في قوله: {ماذا ترى} فجعلهما اسمًا واحدًا في موضع نصب بـ «ترى» لأن «ما» استفهام، ولا يعمل فيها «انظر» لأن الاستفهام له صدر الكلام، فلا يعمل فيه ما قبله، إنما يعمل فيه ما بعده، وهو «ترى» في هذا الموضع، وليس «ترى» من رؤية العين، لأنه لم يأمره أن يبصر شيئًا ببصره، إنما أمره أن يدبر أمرًا عرضه عليه، يقول فيه برأيه
[الكشف عن وجوه القراءات السبع: 2/225]
وهو الذبح، وليس ذلك من إبراهيم على معنى الاستشارة له في أمر الله، إنما هو على الامتحان للذبيح، واستخراج صبره على الذبح، ولا يحسن أن يكون «ترى» من العلم لأنه يلزم أن يتعدى إلى مفعولين، وليس في الكلام غير مفعول واحد، وهو «ماذا» وإن شئت جعلت «ما» ابتداء استفهامًا و«ذا» بمعنى الذي خبر الابتداء، و«ترى» في صلة الذي واقعًا على هاء محذوفة من الصلة، تقديره: أي شيء الذي تراه، ولا يحسن إضمار الهاء مع نصب «ماذا» بـ «ترى» لأن الهاء لا تحذف من غير الصلة والصفة إلا في شعر، فلما امتنع أن يكون «ترى» في قراءة من فتح التاء والراء من النظر ومن العلم، لم يبق إلا أن يكون من الرأي على ما ذكرنا، ومثله قوله تعالى: {لتحكم بين الناس بما أراك الله} «النساء 105» أي: بما أظهر لك من الرأي الذي تعتقد مما أمرك الله به، وأوحى إليك فيه، ولو كانت «أراك» من البصر لتعدت إلى مفعولين؛ لأنها منقولة بالهمزة من «رأى»، ولا يحسن ذلك في المعنى؛ لأن الأحكام بين الناس لا تدرك بالبصر إنما تدرك بالنظر والرأي، فيما عدم فيه النص، فلما امتنع أن يكون من البصر ومن العلم لم يبق إلا أن يكون من الرأي على ما ذكرنا، ولو كانت من العلم لتعدت إلى ثلاثة مفعولين، لأنها أيضًا منقولة بالهمز من «رأى» من العلم الذي يتعدى إلى مفعولين، فالهمزة تزيد في التعدي أبدًا مفعولًا، وهو الاختيار؛ لأن الأكثر عليه، ولصحة معناه.
15- وحجة من ضم التاء وكسر الراء أنه جعله أيضًا من الرأي، إلا أنه نقله إلى الرباعي، فهو مستقبل، أريته الشيء، إذا جعلته يعتقده، فالمعنى:
[الكشف عن وجوه القراءات السبع: 2/226]
فانظر ماذا تحملني عليه من الرأي فيما قلت لك، هل تصبر أم تجزع. وقيل: جواب الذبيح في قوله: {ستجدني إن شاء الله من الصابرين} فهو يتعدى إلى مفعولين، يجوز الاقتصار على أحدهما، كـ «أعطى» فالمفعول الهاء المحذوفة إذا جعلت «ما» ابتداء و«ذا» بمعنى الذي خبر «ما» وإن شئت كان المفعول «ماذا» تجعلهما اسمًا واحدًا في موضع نصب بـ «ترى» والمفعول الثاني محذوف، أي: ماذا تريناه من الرأي، وقيل: معنى فتح التاء: ماذا تأمر به، ومعنى ضمها: ماذا تشير به، وهذا الحرف أماله أبو عمرو وحده، وقرأه ورش بين اللفظين، وفتحه عاصم وابن كثير وابن عامر وقالون). [الكشف عن وجوه القراءات السبع: 2/227]
قال نصر بن علي بن أبي مريم (ت: بعد 565هـ) : (9- {مَاذَا تُرِي} [آية/ 102] بضم التاء وكسر الراء مشبعةً:
قرأها حمزة والكسائي.
والوجه أنه مضارع أريته، يقال: رأى زيدٌ الشيء، وأريته إياه، وهي من رؤية البصر، ويجوز أن يقتصر في هذا على أحد المفعولين نحو أعطيته، والمفعول الأول ههنا محذوفٌ، والمفعول الثاني هو ما تقدم من قوله {ماذا}.
و{ماذا} يجوز أن يكون اسمًا واحدًا منزلة أيٍ، والمعنى أي شيءٍ تُرينا من تجلُّدك.
ويجوز أن يكون {ما} اسمًا مبتدأً، و{ذا} خبره، وهو اسم موصول بمنزلة الذي، و{تُرِي} صلته، والتقدير ما الذي تُرينا إياه، فيكون المفعولان محذوفين.
وقرأ الباقون {مَاذَا تَرَى} بفتح التاء.
والوجه أنه مضارع رأيت الرأي، وليس هو من الرؤية، بل من قولهم فلانٌ يرى رأي أبي حنيفة، والمعنى ما الذي تتخذه مذهبًا فيما ذكرت لك، هل تنقاد له وتقابله بالقبول، أم لا؟ وليس لهذا الفعل إلا مفعول واحد، فإن جعلت {ما} مع {ذا} اسمًا واحدًا فهو مفعول {تَرَى} تقدم عليه، وتقديره: أي شيءٍ ترى، وإن جعلت {ما} اسمًا مبتدأً، و{ذا} بمعنى الذي وهو خبره، و{تَرى} صلة ذا، فالمفعول به محذوف، والتقدير: ما الذي تراه، فحُذف ضمير المفعول به). [الموضح: 1090]
قال نصر بن علي بن أبي مريم (ت: بعد 565هـ) : (11- {يَا أَبَتَ افْعَلْ} [آية/ 102] بفتح التاء:
قرأها ابن عامر وحده.
وقرأ الباقون {يَا أَبَتِ} بكسر التاء.
وقد مضى وجه القراءتين في سورة يوسف). [الموضح: 1092]

قوله تعالى: {فَلَمَّا أَسْلَمَا وَتَلَّهُ لِلْجَبِينِ (103)}
قال أبو عبد الله الحسين بن أحمد ابن خالويه الهمَذاني (ت: 370هـ): ({فتله للجبين} [103] أي: صرعه وألقاه على وجهه لئلا يرى وجهه فيرحمه. فلما عرف الله طاعة إبراهيم صلى الله عليه وسلم إياه، وطاعة ابنه إياه شكر الله تعالى لهما بذلك، ففداه بذبح عظيم بكبش قد رعي في الجنة أربعين خريفًا.
واختلف الناس في الذبيح؟ فقال قوم: إسحق، وقال آخرون:
[إعراب القراءات السبع وعللها: 2/248]
إسماعيل عليهما السلام. واحتجوا بقول رسول الله صلى الله عليه وسلم: «أنا ابن الذبيحين»، وبقوله تعالى: {وبشرناه بإسحاق نبيا من الصالحين} [112]، قال: فكيف تكون البشارة مع الذبح؟!
واحتج الآخرون فقالوا: {وفديناه} [107] أي: وفدينا إسحاق، وبشرنا إبراهيم بنبوة إسحاق بعد أن فداه صلى الله عليه وسلم. فمن قال: إسحاق، فعلي وابن مسعود وكعب الأحبار. ومن قال إنه إسماعيل، فإنه عمر ومحمد بن كعب القرظي وسعيد بن المسيب. ومن قال: إنه إسحاق قال كان في إسحق بشارتان. فبشرناه بغلام حليم، وبشرناه بإسحاق نبيًا من الصالحين. ومعنى {تله}: صرعه كما أخبرتك. وأما حديث رسول الله صلى الله عليه وسلم: «إن جبريل عليه السلام أتاه بمفاتيح خزائن الأرض فتلها في يد رسول الله صلى الله عليه وسلم» فمعناه: صبها). [إعراب القراءات السبع وعللها: 2/249] (م)
قال أبو الفتح عثمان بن جني الموصلي (ت: 392هـ): (ومن ذلك قراءة علي بن أبي طالب وابن عباس وابن مسعود ومجاهد والضحاك والأعمش والثوري وجعفر بن محمد: [فَلَمَّا سَلَّمَا]، بغير ألف ولام مشددة.
قال أبو الفتح: أما {أَسْلَمَا} ففوضا وأطاعا، وأما [سَلَّمَا] فمن التسليم، أي: سلما أنفسهما وآراءهما كالتسليم باليد لما أُمِرَا به، ولم يخالفا ما أُرِيدَ منهما من إجماع إبراهيم عليه السلام الذبح، وإسحاقَ الصبر). [المحتسب: 2/222]

قوله تعالى: {وَنَادَيْنَاهُ أَنْ يَا إِبْرَاهِيمُ (104)}
قوله تعالى: {قَدْ صَدَّقْتَ الرُّؤْيَا إِنَّا كَذَلِكَ نَجْزِي الْمُحْسِنِينَ (105)}
قوله تعالى: {إِنَّ هَذَا لَهُوَ الْبَلَاء الْمُبِينُ (106)}
قوله تعالى: {وَفَدَيْنَاهُ بِذِبْحٍ عَظِيمٍ (107)}
قوله تعالى: {وَتَرَكْنَا عَلَيْهِ فِي الْآخِرِينَ (108)}
قوله تعالى: {سَلَامٌ عَلَى إِبْرَاهِيمَ (109)}
قوله تعالى: {كَذَلِكَ نَجْزِي الْمُحْسِنِينَ (110)}
قوله تعالى: {إِنَّهُ مِنْ عِبَادِنَا الْمُؤْمِنِينَ (111)}
قوله تعالى: {وَبَشَّرْنَاهُ بِإِسْحَقَ نَبِيًّا مِّنَ الصَّالِحِينَ (112)}
قوله تعالى: {وَبَارَكْنَا عَلَيْهِ وَعَلَى إِسْحَقَ وَمِن ذُرِّيَّتِهِمَا مُحْسِنٌ وَظَالِمٌ لِّنَفْسِهِ مُبِينٌ (113)}

روابط مهمة:
- أقوال المفسرين


رد مع اقتباس
  #12  
قديم 18 صفر 1440هـ/28-10-2018م, 03:45 PM
جمهرة علوم القرآن جمهرة علوم القرآن غير متواجد حالياً
فريق الإشراف
 
تاريخ التسجيل: Oct 2017
المشاركات: 7,975
افتراضي

سورة الصافات
[ من الآية (114) إلى الآية (122) ]

{وَلَقَدْ مَنَنَّا عَلَى مُوسَى وَهَارُونَ (114) وَنَجَّيْنَاهُمَا وَقَوْمَهُمَا مِنَ الْكَرْبِ الْعَظِيمِ (115) وَنَصَرْنَاهُمْ فَكَانُوا هُمُ الْغَالِبِينَ (116) وَآتَيْنَاهُمَا الْكِتَابَ الْمُسْتَبِينَ (117) وَهَدَيْنَاهُمَا الصِّرَاطَ الْمُسْتَقِيمَ (118) وَتَرَكْنَا عَلَيْهِمَا فِي الْآخِرِينَ (119) سَلَامٌ عَلَى مُوسَى وَهَارُونَ (120) إِنَّا كَذَلِكَ نَجْزِي الْمُحْسِنِينَ (121) إِنَّهُمَا مِنْ عِبَادِنَا الْمُؤْمِنِينَ (122)}


قوله تعالى: {وَلَقَدْ مَنَنَّا عَلَى مُوسَى وَهَارُونَ (114)}
قوله تعالى: {وَنَجَّيْنَاهُمَا وَقَوْمَهُمَا مِنَ الْكَرْبِ الْعَظِيمِ (115)}
قوله تعالى: {وَنَصَرْنَاهُمْ فَكَانُوا هُمُ الْغَالِبِينَ (116)}
قوله تعالى: {وَآتَيْنَاهُمَا الْكِتَابَ الْمُسْتَبِينَ (117)}
قوله تعالى: {وَهَدَيْنَاهُمَا الصِّرَاطَ الْمُسْتَقِيمَ (118)}
قوله تعالى: {وَتَرَكْنَا عَلَيْهِمَا فِي الْآخِرِينَ (119)}
قوله تعالى: {سَلَامٌ عَلَى مُوسَى وَهَارُونَ (120)}
قوله تعالى: {إِنَّا كَذَلِكَ نَجْزِي الْمُحْسِنِينَ (121)}
قوله تعالى: {إِنَّهُمَا مِنْ عِبَادِنَا الْمُؤْمِنِينَ (122)}

روابط مهمة:
- أقوال المفسرين


رد مع اقتباس
  #13  
قديم 18 صفر 1440هـ/28-10-2018م, 04:07 PM
جمهرة علوم القرآن جمهرة علوم القرآن غير متواجد حالياً
فريق الإشراف
 
تاريخ التسجيل: Oct 2017
المشاركات: 7,975
افتراضي

سورة الصافات
[ من الآية (123) إلى الآية (132) ]

{وَإِنَّ إِلْيَاسَ لَمِنْ الْمُرْسَلِينَ (123) إِذْ قَالَ لِقَوْمِهِ أَلَا تَتَّقُونَ (124) أَتَدْعُونَ بَعْلًا وَتَذَرُونَ أَحْسَنَ الْخَالِقِينَ (125) اللَّهَ رَبَّكُمْ وَرَبَّ آبَائِكُمُ الْأَوَّلِينَ (126) فَكَذَّبُوهُ فَإِنَّهُمْ لَمُحْضَرُونَ (127) إِلَّا عِبَادَ اللَّهِ الْمُخْلَصِينَ (128) وَتَرَكْنَا عَلَيْهِ فِي الْآخِرِينَ (129) سَلَامٌ عَلَى إِلْ يَاسِينَ (130) إِنَّا كَذَلِكَ نَجْزِي الْمُحْسِنِينَ (131) إِنَّهُ مِنْ عِبَادِنَا الْمُؤْمِنِينَ (132)}


قوله تعالى: {وَإِنَّ إِلْيَاسَ لَمِنْ الْمُرْسَلِينَ (123)}
قال أبو عبد الله الحسين بن أحمد ابن خالويه الهمَذاني (ت: 370هـ): (7- وقوله تعالى: {وإن إلياس لمن المرسلين} [123].
قرأ ابن عامر وحده برواية ابن ذكوان {وإن الياس} بوصل الألف.
والباقون بالقطع، وهو الاختيار، لأن الألف في أول الأسماء الأعجمية لا تكون إلا مقطوعة نحو إسرائيل وإبراهيم). [إعراب القراءات السبع وعللها: 2/249]
قال أبو علي الحسن بن أحمد بن عبد الغفار الفارسيّ (ت: 377هـ): (قال: قرأ ابن عامر وحده: وإن الياس [الصافّات/ 123] بغير همزة.
وقرأ الباقون: بالهمز.
وقرأ نافع وابن عامر: سلام على آل ياسين [الصافات/ 130].
وقرأ الباقون: سلام على إلياسين مكسورة الألف ساكنة اللام.
[الحجة للقراء السبعة: 6/59]
قول ابن عامر يحتمل وجهين:
احدهما: أن يكون حذف الهمزة من الياس* حذفا كما حذفها ابن كثير من قوله: إنها لحدى الكبر [المدّثر/ 35]. ألا ترى أن ياء ليا* بمنزلة لإحدى والمنفصل قد ينزّل منزلة المتّصل في كثير من الأمر.
والآخر: أن تكون الهمزة التي تصحب اللّام للتعريف كقوله:
واليسع [الأنعام/ 86، ص/ 48].
وأمّا قول من أثبت الهمزة مكسورة فيقويه قول من قال: سلام على آل ياسين، فهذا يدلّ على أن الهمزة ثابتة في إلياس ثبوتها في قوله: وإن إدريس لمن المرسلين [الصافّات/ 123] وفي بعض الحروف: سلام على إدراسين [الصافّات/ 130] ويقوّي ثبات الهمزة في إلياس أنّ هذا ليس بموضع تحذف فيه الهمزة، إنّما هو موضع تجعل فيه بين بين في التخفيف، كما يخفّف: سئم، وبئس، وإذ قال إبراهيم [البقرة/ 260].
وأمّا قراءة نافع وابن عامر: سلام على آل ياسين فحجّتهما أنّهم زعموا أنّها في المصحف مفصولة من ياسين، ولو كانت الألف واللّام التي للتعريف لوصلت في الخط ولم تفصل، ففي فصل ذلك في الكتاب دلالة على آل* الذي تصغيره أهيل، وليس بلام التعريف التي تصحبها الهمزة الموصولة.
[الحجة للقراء السبعة: 6/60]
وأمّا من قرأ سلام على إلياسين فهو جمع، معنى واحدة الإضافة بالياء. مثل: تميمي وبكري، والقول فيه أنّه لا يخلو من أن يراد بهذا الجمع الذي على حدّ: مسلم ومسلمون، وزيد وزيدون، أو الذي واحدة يراد به النسب، فمن البيّن أنّه لا يجوز أن يكون على حدّ: مسلم ومسلمون لأنّه ليس كلّ واحد منهم اسمه إلياس، وإنّما إلياس اسم نبيّهم، وإذا لم يكن على هذا علم أنّه على معنى إرادة النسب بالياء، إلّا أنّ الياءين حذفتا في جمع الاسم على التصحيح، كما حذف ياءً النسب والتكسير، وذلك نحو: المسامعة، والمهالبة، والمناذرة، فإنّما هذا على أن كلّ واحد منهم مسمعيّ ومهلّبي فحذف في التكسير الياءات كما حذف في التصحيح. ومما يدلّ على ذلك قولهم: فارسي وفرس، وليس الفرس جمع فارس، إنّما هو جمع فارسيّ، حذفت منه ياء النّسب ثم جمع الاسم بعد على حدّ: باذل، ولذلك جمع على حدّ الصّفة، وليس اسم الآحاد المجموعة فارس، ولكنّه فارسي، قال:
طافت به الفرس حتى بذّ ناهضها ومما يدلّ على أنّ جمع التصحيح على تقدير إرادة النصب به في المعنى وإن حذف الحرف في اللفظ قولهم: الأعجمون. ألا ترى أنّه ليس يخلو من أن يكون المجموع: أعجم أو أعجمي؟ فلا يجوز أن يكون المجموع بالياء والنون الأعجم، لأنّ هذا الضرب من الآحاد التي هي صفات لا تجمع بالواو والنون، كما أنّ مؤنثه لا يجمع بالألف
[الحجة للقراء السبعة: 6/61]
والتاء، لا يقال في الأحمر الأحمرون، فإذا لم يجز ذلك علم أنّه إنّما جمع على الأعجمي، وإذا قامت الدلالة من هذا على أنّ المجموع لا يكون الأعجم علمت أنّه الأعجمي، وعلى هذا قالوا: النميرون والهبيرات، إنّما هو الهبريّات، ويدلّ أيضا على أنّ المراد بجمع التصحيح هو ما فيه ياء الإضافة، فحذفتا منه قولهم: مقتوون. ألا ترى أنّه لولا إرادة الياء التي للنسب لم يجمع هذا الجمع؟ ولاعتلّت الواو التي هي لام من: القتوة، وانقلبت كما انقلبت في نحو هذا ممّا جاء على مفعل فثبات الواو في هذا دلالة على أنّ إرادة الياء التي للإضافة كما كان الجمع في الأعجمين دلالة على إرادة النسب، فمن ثمّ جاز:
الأعجمون، وجاز: مقتوون، والتكسير في هذا النحو كالتصحيح، وكذلك قوله: سلام على إلياسين [الصافّات/ 130] تقديره إرادة ياءي النسب، كما أنّ الأعجمون كذلك، والتقدير: إلياسيّين، فحذف كما حذف من سائر هذه الكلم التي يراد بها الصّفة، ومما يثبت ذلك قوله:
وإن إدريس لمن المرسلين [الصافّات/ 123] سلام على إدراسين [الصافّات/ 130]، فكما جاء إدراسين، والمراد به إدراسين كذلك المراد بإلياسين، فإن قلت: فكيف قال: إدراسين، وإنّما الواحد إدريس، والمجموع إدريسين في المعنى ليس بإدراس ولا إدراسيّ؟
فإن ذلك يجوز أن يكون كإبراهيم، وإبراهام، اختلاف لغة في الاسم، ومثل ذلك قوله:
قدني من نصر الخبيبين قدي
وأراد عبد الله ومن كان على رأيه، وكذلك إدراسين من كان من
[الحجة للقراء السبعة: 6/62]
شيعته وأهل دينه، والمعنى يدلّك على إرادة ياء النسب، وقال بعضهم: يجوز أن يكون إلياس وإلياسين كقوله: ميكال وميكائيل، وليس كذلك لأنّ ميكال وميكائيل لغتان في اسم واحد، وليس أحدهما مفردا والآخر جمعا كإدريس، وإدراسين وإلياسين، وزعموا أن إلياسين قراءة أهل البصرة والكوفة). [الحجة للقراء السبعة: 6/63]
قال أبو الفتح عثمان بن جني الموصلي (ت: 392هـ): (ومن ذلك قراءة ابن محيصن وعكرمة -بخلاف- والحسن -بخلاف- وأبي رجاء: [وَإِنَّ الْيَاسَ]، بغير همز. [سَلامٌ عَلَى الْيَاسِينَ]، بغير همز.
قال أبو الفتح: أما [الياسَ] موصول الألف فإن الاسم منه "يَاسٌ"، بمنزلة باب ودار، ثم لحقه لام التعريف، فصار "الياس"، بمنزلة الباب والدار.
و"الْيَاسِين" على هذا كأنه على إرادة ياء النسب، كأنه الياسيِّين، كما حكى عنهم صاحب الكتاب: الأشْعَرُون والنُّمَيْرُون، يريد الأشعرِيِّين والنُّمَيْرِيِّين. ورُوينا عن قطرب عنهم: هؤلاء زيدون, منسوبون إلى زيد بغير ياء النسبة. وقال أبو عمرو: هلك اليَزِيدُون، يريد ثلاثةً يزيديِّين.
وقد يجوز أن يكون جعل كل واحد من أهل "الياس" ياسًا، فقال: "الياسِين"، كقوله:
قَدْنِيَ مِنْ نَصْرِ الخُبَيْبِينَ قَدِي
يريد أبا خبيب وأصحابه، كأنه جعل كل واحد منهم خُبَيْبًا. ونحو منه قولهم: شابَتْ مَفَارِقُه، جعل كل جزء من مفرقِه مفرقًا، ثم جمعه على ذلك. وكذلك: امرأةٌ واضحةُ اللبّات، جعل كل جزء يجاور اللبة لبة. وقال:
يُطِفْنَ بِجَمَّاءِ المَرَافِقِ مِكسال
[المحتسب: 2/223]
جمع مرفقيها بما حولها، ومثله ما رويناه عن أبي علي من قوله:
مَرَّتْ بِنا أوَّلَ مِن أُمُوسِ ... تَمِيسُ لِينا مِشْيَةَ الْعَرُوسِ
فسَمَّى كل جزء من أمسِ أمسًا، ثم جمع عليه. ويشهد لوصل ألف الياس قوله:
أُمَّهَتِي خِنْدِفُ وَالْيَاسُ أَبِي
وتكون لام التعريف هنا -بمنزلتها في اليسع- زائدة؛ لأن الاسم علم وليس بصفة، فيجري مجرى العباس والحارث. قال أبو عثمان: سألت الأصمعي عن قول الشاعر:
وَلَقَدْ جَنيْتُكَ أَكْمُؤًا وَعَساقِلا ... وَلَقَدْ نَهَيْتُكَ عَن بَناتِ الأَوْبَرِ
فقال: الألف واللام هنا زيادة. ولذلك نظائر كثيرة، ولو قيل: إنها لحقت هنا لأنه مصدر، فَشُبِّهَ بالصفة، كالعلاء والفضل لكان وجها). [المحتسب: 2/224] (م)
قال أبو الفتح عثمان بن جني الموصلي (ت: 392هـ): (ومن ذلك قراءة ابن مسعود ويحيى والأعمش، والمنهال بن عمرو والحكم بن عتيبة: [وإنَّ إِدْرِيس]، [سَلامٌ عَلَى إِدْرَاسِينَ].
[المحتسب: 2/224]
قال أبو الفتح: روينا عن قطرب عن ابن مسعود: [وإنَّ إدْرَاسَ]، و[سَلامٌ عَلَى إدْراسِينَ]: قال: وجاء عنه: [إِدْرَسِينَ]، وكذلك عن قتادة. وقال: وفي بعض القراءة: [إِدْرِيسِينَ].
قال أبو الفتح: أما ما رواه ابن مجاهد عن ابن مسعود من [إدْرِيسَ] و[إدْرَاسِينَ] فيجب أن يكون من تحريف العرب الكلمَ الأعجمي لأنه ليس من لغتها، فَتُقِلُّ الحَفْل به، وقد ذكرنا مثله.
وقياسه سلام على إدْرِيسِينَ، كما حكاه قطرب، إلا أنه حكاه: [وإن إدْرِيسِينَ]، كما ترى.
وأما ما رواه قطرب من [إدْرَاسَ] و[إدْرَاسِينَ] فجمع الصحة، كالياس والياسين. ولو كان جمع تكسير لقال: سلام على الأَدَارِيس، كقولك في قرطاس: قَرَاطِيس، لكنه جمع صحة للتذكير، كالزيدين والقاسمين.
فأما [إِدْرِسِين] فيشبه أن يكون أراد [إِدْرَاسِينَ]، إلا أنه استطال الاسم، وجَفَتْ عليه أيضا عجمته؛ فحذف الألف تخفيفا. وإذا كانوا قد حذفوها للتخفيف من نفس كلامهم وسِرّ لغتهم في قولهم في اصْفَارَّ، واحْمَارَّ، واسْوَادَّ، وابْياضَّ: اصْفَرَّ، واحمَرَّ، واسوَدَّ، وابيضَّ، فهم بحذف هذه الألف فيما ليس من لغتهم، ولا ينصرف إليه محاماتهم عنه أجدر بجواز ذلك فيه. نعم، وقد يمكن مع هذا أن تكون هذه الألف في نحو احْمَارَّ واسْوَادَّ إنما حذفت لالتقاء الساكنين، كما زيد في مدها في أكثر اللغة لالتقائهما، وكما همزت في نحو قولهم:
إذَا مَا العَوَالِي بالْعَبِيطِ احْمَأَرَّتِ
فتارة يُسْتَرْوَح من اجتماعها إلى إطالةِ المدّ، وأُخرى إلى الحذف، وأُخرى إلى الهمز، وكل هذا تَفَادٍ من التقاء الساكنين.
وحكى أبو حاتم عن أُبَيّ: [وإن إِيلِيسَ]، و[على إِيلِيسِينَ].
[المحتسب: 2/225]
قال: وقال خارجة: بلغنا أن اسمه كان إيليسَ، وإدريس). [المحتسب: 2/226] (م)
قال أبو زرعة عبد الرحمن بن محمد ابن زنجلة (ت: 403هـ) : ({وإن إلياس لمن المرسلين}
قرأ ابن عامر {وإن إلياس} بغير همز قال الفراء من قرأ
[حجة القراءات: 609]
{وإن إلياس} بوصل الألف جعل اسمه ياسا ثمّ أدخل عله الألف واللّام للتعريف
وقرأ الباقون {وإن إلياس} بالهمز جعلوا أول الاسم على هذه القراءة الألف كأنّه من نفس الكلمة تقول {إلياس} كما تقول إسحاق وإبراهيم وحجته قوله بعدها {سلام على إل ياسين} ). [حجة القراءات: 610]
قال نصر بن علي بن أبي مريم (ت: بعد 565هـ) : (12- {وَإِنَّ الْيَاسَ} [آية/ 123] بوصل الألف غير مهموزةٍ:
قرأها ابن عامر وحده.
والوجه أنه يجوز أن تكون الكلمة إلياس على مثال إكرامٍ، ثم حُذفت المزة حذفًا كما حذفها ابن كثير من قوله {وإِنَّهَا لَحْدَى الْكُبَرِ}.
[الموضح: 1092]
ويجوز أن تكون الكلمة ياسا فدخلته الألف واللام، على حد ما دخلت في اليسع، وقد سبق ذكره.
وقرأ الباقون {وَإِنَّ إِلْيَاسَ} بقطع الألف وكسرها.
والوجه أنه هو الأصل في هذه الكلمة، والهمزة ثابتة فيها ثبوتها في نحو إدريس وإدراس، فإذا صح أن الأصل في الكلمة ثبوت الهمزة كان حذفها ضعيفًا؛ لأن تخفيفها ههنا إنما يكون بجعلها بين بين، نحو: {وَإِذْ قَالَ} لا بحذفها، فحذفها إذًا غير منقاسٍ). [الموضح: 1093]

قوله تعالى: {إِذْ قَالَ لِقَوْمِهِ أَلَا تَتَّقُونَ (124)}
قوله تعالى: {أَتَدْعُونَ بَعْلًا وَتَذَرُونَ أَحْسَنَ الْخَالِقِينَ (125)}
قوله تعالى: {اللَّهَ رَبَّكُمْ وَرَبَّ آبَائِكُمُ الْأَوَّلِينَ (126)}

قال أبو منصور محمد بن أحمد الأزهري (ت: 370هـ): (وقوله جلّ وعزّ: (اللّه ربّكم وربّ آبائكم الأوّلين (126)
قرأ ابن كثير، ونافع، وأبو عمرو، وابن عامر، وأبو بكر عن عاصم (اللّه ربّكم وربّ آبائكم) رفعا كله.
وقرأ الباقون ((اللّه ربّكم وربّ آبائكم) بالنصب.
قال أبو منصور: من قرأ بالرفع فهو على الاستئناف، كأنه قال: هو اللّه ربّكم.
ومن نصب ردّه على قوله: (وتذرون أحسن الخالقين (125) اللّه ربّكم) على صفة (أحسن) ). [معاني القراءات وعللها: 2/321]
قال أبو عبد الله الحسين بن أحمد ابن خالويه الهمَذاني (ت: 370هـ): (9- وقوله تعالى: {الله ربكم ورب ءابائكم الأولين} [126].
قرأ حمزة والكسائي وحفص عن عاصم: {الله} بالنصب بدلاً من قوله: {وتذرون أحسن الخالقين} [125] لأن {أحسن} مفعول {تذرون} واسم الله تعالى بدل منه إذ كان هو هو، لأن أحسن الخالقين هو {الله ربكم} عطف عليه، {ورب ءابآئكم}، وذلك أن الله عز وجل وبخهم وجهلهم حين عبدوا ما نحتوه بأيديهم، وهو البعل، فقال: {أتدعون بعلا} أي: صنمًا، {وتذرون أحسن الخالقين} أي: تذرون ربكم ورب آبائكم، لأنهم قالوا: {بل وجدنا ءابآءنا كذلك يفعلون} والبعل: أربعة أشياء؛ البعل: الزوج والبعل: السماء، تقول العرب: السماء بعل الأرض، والبعل من النخل، ما شرب بعروقه من غير سقى السماء. والبعل: الصنم.
[إعراب القراءات السبع وعللها: 2/251]
وقرأ الباقون: {الله ربكم ورب ءابآؤكم} بالرفع عن الاستئناف، كما قال الشارع:
فإن لها جارين لن يغدرا بها = ربيب النبي وابن خير الخلائف
فاستأنف فرفع {ربيب} على معنى هما ربيب وابن، وكذلك: {أحسن الخالقين الله}، أي: هو الله تعالى، وخلائف: جمع خليفة، وخليف بغير هاء يجمع خلفاء مثل كريم وكرماء، ويقال للرجل: هذا خليفة على المعنى، ويجوز هذه خليفة على اللفظ والتأنيث، قال الشاعر:
أبوك خليفة ولدته أخرى = وأنت خليفة ذاك الكمال
وقال أوس بن حجر وأتي باللغتين-:
إن من القوم موجودًا خليفته = وما خليف أبي وهب بموجود
[إعراب القراءات السبع وعللها: 2/252]
وقيل لأبي بكر الصديق رضوان الله عليه: يا خليفة رسول الله، فقال: لست خليفته، ولكن خالفته، والخالف: المستقي والخلف: الاستقا، والخوالف: النساء المغيبات، والخليفة من الإبل: الحامل، وربما قالوا: الخلف للحمل، قال الراجز:
مالك ترغين ولا ترغو الخلف
وتجزعين والمطي معترف). [إعراب القراءات السبع وعللها: 2/253]
قال أبو علي الحسن بن أحمد بن عبد الغفار الفارسيّ (ت: 377هـ): (اختلفوا في النصب والرفع من قوله عزّ وجلّ: الله ربكم ورب آبائكم الأولين [الصافّات/ 126].
فقرأ حمزة والكسائي وحفص عن عاصم الله ربكم ورب آبائكم نصبا.
وقرأ الباقون وأبو بكر عن عاصم: الله ربكم ورب آباؤكم رفعا.
حجّة من قرأ: الله بالنصب أن يكون الكلام فيه من وجه واحد وهو يدلّ على معنى الرفع، والمعنى: لم تعبدون ما لا ينفع ولا يضر، وتذرون عبادة أحسن الخالقين.
ومن رفع استأنف، وحسن الاستئناف لتمام الكلام الأوّل، والمعنى: الله ربكم وربّ آبائكم الأولين، أي: خالقكم ورازقكم فهو الذي تحقّ له العبادة دون من لا يسمع ولا يبصر ولا يغني عن أحد شيئا). [الحجة للقراء السبعة: 6/63]
قال أبو زرعة عبد الرحمن بن محمد ابن زنجلة (ت: 403هـ) : ({أتدعون بعلا وتذرون أحسن الخالقين * الله ربكم ورب آبائكم الأوّلين} 125 و126
قرأ حمزة والكسائيّ وحفص {الله ربكم ورب آبائكم} بفتح الهاء والباء على البدل المعنى وتذرون الله ربكم و{ربكم} صفة لله و{الله} نصب على البدل
وقرأ الباقون {الله ربكم ورب} بالرّفع على الابتداء والخبر وحسن الابتداء به لتمام الكلام الأول). [حجة القراءات: 610]
قال مكي بن أبي طالب القَيْسِي (ت: 437هـ): (18- قوله: {الله ربكم ورب آبائكم} قرأه حفص وحمزة والكسائي بنصب الثلاثة الأسماء، أبدل اسم الله جل ذكره من «أحسن»، ونُصب «ربكم» على النعت لـ «الله»، وعُطف عليه {ورب آبائكم}.
[الكشف عن وجوه القراءات السبع: 2/228]
وقرأ الباقون بالرفع على الاستئناف، على الابتداء، والخبر «ربكم»). [الكشف عن وجوه القراءات السبع: 2/229]
قال نصر بن علي بن أبي مريم (ت: بعد 565هـ) : (13- {الله رَبَّكُمْ وَرَبَّ آَبَائِكُمُ} [آية/ 126] بالنصب:
قرأها حمزة والكسائي وعاصم ص- ويعقوب.
والوجه أن نصب قوله {الله} على البدل من قوله {أَحْسَنَ الْخَالِقِينَ}، و{أَحْسَنَ} منصوب بتذرون على أنه مفعول به، و{رَبَّكُمْ} منصوبٌ على أنه صفة {اللهَ}، و{وَرَبَّ آَبَائِكُمُ} معطوفٌ عليه، والكلام على هذا من وجهٍ واحدٍ؛ لأن هذه الكلم جميعًا محمولةٌ على {أَحْسَنَ الْخَالِقِينَ} كأنه قال تذرون أحسن الخالقين الله الموصوف بهذه الصفات.
وقرأ الباقون {الله رَبُّكُمْ وَرَبُّ آَبَائِكُمُ} بالرفع فيهما.
[الموضح: 1093]
والوجه أنه على الاستئناف، وقوله {الله} مبتدأ و{رَبُّكُمْ} خبره.
ويجوز أن يكون على حذف المبتدأ، والتقدير: هو الله ربكم، وإنما حسن الاستئناف؛ لأن الكلام الذي قبله قد تم). [الموضح: 1094]

قوله تعالى: {فَكَذَّبُوهُ فَإِنَّهُمْ لَمُحْضَرُونَ (127)}
قوله تعالى: {إِلَّا عِبَادَ اللَّهِ الْمُخْلَصِينَ (128)}
قوله تعالى: {وَتَرَكْنَا عَلَيْهِ فِي الْآخِرِينَ (129)}
قوله تعالى: {سَلَامٌ عَلَى إِلْ يَاسِينَ (130)}

قال أبو منصور محمد بن أحمد الأزهري (ت: 370هـ): (وقوله جلّ وعزّ: (سلامٌ على آل ياسين (130)
قرأ نافع وابن عامر (سلامٌ على آل ياسين) بهمزة مفتوحة ممدودة، واللام مكسورة.
وقرأ الباقون (سلامٌ على إل ياسين) مكسورة الهمزة، ساكنة اللام.
قال أبو منصور: من قرأ (سلائم على آل ياسين) جعل (آل) اسمًا، و(ياسين) مضافا إليه.
وآل الرجل: أتباعه.
وقيل: آله: أهله.
ومن قرأ (سلامٌ على إل ياسين) فهو جمع إلياسٍ، ومعناه: إلياس وأمته المؤمنون.
وهذا كقولك: رأيت المحمدين، تريد: محمدًا وأمته.
وكان في الأصل: المحمديين. فخففت ياء النسبة، كما يقال: رأيت الأشعرين، تريد: الأشعريين.
قال أبو منصور: فيه وجه آخر، يجوز أن يكون اسم إلياس بلغتين: إلياس، وإلياسين. كما قالوا: ميكال، وميكائيل، وقد قيل: إلياس هو: إدريس.
وقد قرأ بعض القراء (سلام على إدراسين)، كأنها لغة في إدريس.
[معاني القراءات وعللها: 2/322]
وروى عن ابن مسعود أنه قرأ: (وإن إدريس لمن المرسلين) ). [معاني القراءات وعللها: 2/323]
قال أبو عبد الله الحسين بن أحمد ابن خالويه الهمَذاني (ت: 370هـ): (8- قوله [تعالى]: {سلام على إلياسين} [130].
بقطع الألف دلالة على قطعها هنا، واتفاق الجميع. وقوله تعالى: {سلام على إلياسين} قرأ نافع وابن عامر {سلام على آل ياسين}
[إعراب القراءات السبع وعللها: 2/249]
كأنه آل محمد كما قيل في: ياسين، يا محمد يا رجل. وآل محمد: كل من آل إليه بقرابة أو بحسب.
وقال آخرون: آل محمد كل من كان على دينه. كما قال: {أدخلوا ءال فرعون} وأجمع النحويون على أن آل أصله أهل فقلبوا الهاء همزة، وجعلوها مدة، لئلا يجتمع ساكنان، كما قال، والدليل على ذلك: أنك إذا صغرت آل قلت: أهيل، ولا يجوز أويل، ردوا إلى الأصل، لا إلى اللفظ، وكذلك تفعل العرب بأكثر المصغرات أن يردوه إلى أصله، ولا يبقي على لفظه. وربما ترك كقولك في تصغير عيد: عييد، ولم يقولوا: عويد، وأصله الواو، كما قالوا في جمعه: أعياد، ولم يقولوا أعواد، لئلا يشته بتصغير عود وجمعه، فاعرفه فإنه حسن جدًا.
على أن الكسائي قد حكي تارة على الأصل، وتارة على اللفظ أويلا وأهيلا.
وقرأ الباقون: {سلام على إلياسين} بكسر الألف وإلياس وإن كان جمعًا في اللفظ فإنه واحد، وهو إدريس النبي صلى الله عليه وسلم.
واحتج من قرأ بهذه القراءة أن في حرف ابن مسعود: {سالم على إدراسين} {وإن إدريس لمن المرسلين} فقال الحذاق من النحويين: إن المعروف اسم النبي صلى الله عليه وسلم إدريس، وإلياسين وإنما جمع فقيل: إدراسين وإلياسين؛ لأنه أريد النبي ومن معه من أهل دينه، كما يقال المسامعة والمهالبة: يريدون
[إعراب القراءات السبع وعللها: 2/250]
مسمعا ومهلبا ومن معهما، قال الشاعر:
قدني من نصر الخبيين قدي
قال: أراد أبا خبيب، وهو ابن الزبير ومن تابعه فجمع على ذلك. هذا قول أحمد بن يحيي. وقال محمد بن يزيد: (من نصر الخبيبين) على لفظ الاثنين أراد: ابني الزبير كما قال: سنة العمرين). [إعراب القراءات السبع وعللها: 2/251]
قال أبو الفتح عثمان بن جني الموصلي (ت: 392هـ): (ومن ذلك قراءة ابن محيصن وعكرمة -بخلاف- والحسن -بخلاف- وأبي رجاء: [وَإِنَّ الْيَاسَ]، بغير همز. [سَلامٌ عَلَى الْيَاسِينَ]، بغير همز.
قال أبو الفتح: أما [الياسَ] موصول الألف فإن الاسم منه "يَاسٌ"، بمنزلة باب ودار، ثم لحقه لام التعريف، فصار "الياس"، بمنزلة الباب والدار.
و"الْيَاسِين" على هذا كأنه على إرادة ياء النسب، كأنه الياسيِّين، كما حكى عنهم صاحب الكتاب: الأشْعَرُون والنُّمَيْرُون، يريد الأشعرِيِّين والنُّمَيْرِيِّين. ورُوينا عن قطرب عنهم: هؤلاء زيدون, منسوبون إلى زيد بغير ياء النسبة. وقال أبو عمرو: هلك اليَزِيدُون، يريد ثلاثةً يزيديِّين.
وقد يجوز أن يكون جعل كل واحد من أهل "الياس" ياسًا، فقال: "الياسِين"، كقوله:
قَدْنِيَ مِنْ نَصْرِ الخُبَيْبِينَ قَدِي
يريد أبا خبيب وأصحابه، كأنه جعل كل واحد منهم خُبَيْبًا. ونحو منه قولهم: شابَتْ مَفَارِقُه، جعل كل جزء من مفرقِه مفرقًا، ثم جمعه على ذلك. وكذلك: امرأةٌ واضحةُ اللبّات، جعل كل جزء يجاور اللبة لبة. وقال:
يُطِفْنَ بِجَمَّاءِ المَرَافِقِ مِكسال
[المحتسب: 2/223]
جمع مرفقيها بما حولها، ومثله ما رويناه عن أبي علي من قوله:
مَرَّتْ بِنا أوَّلَ مِن أُمُوسِ ... تَمِيسُ لِينا مِشْيَةَ الْعَرُوسِ
فسَمَّى كل جزء من أمسِ أمسًا، ثم جمع عليه. ويشهد لوصل ألف الياس قوله:
أُمَّهَتِي خِنْدِفُ وَالْيَاسُ أَبِي
وتكون لام التعريف هنا -بمنزلتها في اليسع- زائدة؛ لأن الاسم علم وليس بصفة، فيجري مجرى العباس والحارث. قال أبو عثمان: سألت الأصمعي عن قول الشاعر:
وَلَقَدْ جَنيْتُكَ أَكْمُؤًا وَعَساقِلا ... وَلَقَدْ نَهَيْتُكَ عَن بَناتِ الأَوْبَرِ
فقال: الألف واللام هنا زيادة. ولذلك نظائر كثيرة، ولو قيل: إنها لحقت هنا لأنه مصدر، فَشُبِّهَ بالصفة، كالعلاء والفضل لكان وجها). [المحتسب: 2/224] (م)
قال أبو الفتح عثمان بن جني الموصلي (ت: 392هـ): (ومن ذلك قراءة ابن مسعود ويحيى والأعمش، والمنهال بن عمرو والحكم بن عتيبة: [وإنَّ إِدْرِيس]، [سَلامٌ عَلَى إِدْرَاسِينَ].
[المحتسب: 2/224]
قال أبو الفتح: روينا عن قطرب عن ابن مسعود: [وإنَّ إدْرَاسَ]، و[سَلامٌ عَلَى إدْراسِينَ]: قال: وجاء عنه: [إِدْرَسِينَ]، وكذلك عن قتادة. وقال: وفي بعض القراءة: [إِدْرِيسِينَ].
قال أبو الفتح: أما ما رواه ابن مجاهد عن ابن مسعود من [إدْرِيسَ] و[إدْرَاسِينَ] فيجب أن يكون من تحريف العرب الكلمَ الأعجمي لأنه ليس من لغتها، فَتُقِلُّ الحَفْل به، وقد ذكرنا مثله.
وقياسه سلام على إدْرِيسِينَ، كما حكاه قطرب، إلا أنه حكاه: [وإن إدْرِيسِينَ]، كما ترى.
وأما ما رواه قطرب من [إدْرَاسَ] و[إدْرَاسِينَ] فجمع الصحة، كالياس والياسين. ولو كان جمع تكسير لقال: سلام على الأَدَارِيس، كقولك في قرطاس: قَرَاطِيس، لكنه جمع صحة للتذكير، كالزيدين والقاسمين.
فأما [إِدْرِسِين] فيشبه أن يكون أراد [إِدْرَاسِينَ]، إلا أنه استطال الاسم، وجَفَتْ عليه أيضا عجمته؛ فحذف الألف تخفيفا. وإذا كانوا قد حذفوها للتخفيف من نفس كلامهم وسِرّ لغتهم في قولهم في اصْفَارَّ، واحْمَارَّ، واسْوَادَّ، وابْياضَّ: اصْفَرَّ، واحمَرَّ، واسوَدَّ، وابيضَّ، فهم بحذف هذه الألف فيما ليس من لغتهم، ولا ينصرف إليه محاماتهم عنه أجدر بجواز ذلك فيه. نعم، وقد يمكن مع هذا أن تكون هذه الألف في نحو احْمَارَّ واسْوَادَّ إنما حذفت لالتقاء الساكنين، كما زيد في مدها في أكثر اللغة لالتقائهما، وكما همزت في نحو قولهم:
إذَا مَا العَوَالِي بالْعَبِيطِ احْمَأَرَّتِ
فتارة يُسْتَرْوَح من اجتماعها إلى إطالةِ المدّ، وأُخرى إلى الحذف، وأُخرى إلى الهمز، وكل هذا تَفَادٍ من التقاء الساكنين.
وحكى أبو حاتم عن أُبَيّ: [وإن إِيلِيسَ]، و[على إِيلِيسِينَ].
[المحتسب: 2/225]
قال: وقال خارجة: بلغنا أن اسمه كان إيليسَ، وإدريس). [المحتسب: 2/226] (م)
قال أبو زرعة عبد الرحمن بن محمد ابن زنجلة (ت: 403هـ) : ({سلام على إل ياسين} 130
قرأ نافع وابن عامر {سلام على إل ياسين} بفتح الألف وكسر اللّام قال ابن عبّاس {سلام على إل ياسين} أي على آل محمّد صلى الله عليه وآله كما قيل في ياسين يا محمّد وآل محمّد صلى الله عليه كل من آل إليه بحسب أو بقرابة وقال قوم آل محمّد
[حجة القراءات: 610]
كل من كان على دينه ومثله كما قال {أدخلوا آل فرعون أشد العذاب} يريد من كان على دينه وقال صلى الله عليه
آل محمّد كل تقيّ وأجمع النحويون على أن الآل أصله أهل فقلبوا الهاء همزة وجعلوها مدّة لئلّا تجتمع همزتان
وقرأ الباقون (سلام على إلياسين) بكسر الألف ساكنة اللّام قال الفراء إن شئت ذهبت ب إلياسين إلى أن تجعله جمعا فتجعل أصحابه داخلين في اسمه كما تقول لقوم رئيسهم المهلب جاءتكم المهالبة والمهلبون تريد المهلب ومن معه كما تقول رأيت المحمدين تريد محمّدًا وأمته صلى الله عليه وسلم قال الشّاعر:
قدني من نصر الخبيبين قدي
هكذا رواه ثعلب أراد أبا خبيب وهو ابن الزبير ومن تابعه فجمع على ذلك وفيها وجه آخر يكون لغتين إلياس وإلياسين كما قالوا ميكال وميكائيل وجبريل وجبرئيل وحجّة هذه القراءة أنه ذكره في صدر لآية فقال في آخر الآية {سلام على إل ياسين} كما ذكر نوحًا في صدر الآية ثمّ قال في آخر القصّة {سلام على نوح} وكذلك إبراهيم وموسى وهارون إنّما قال في آخر قصصهم سلام على فلان). [حجة القراءات: 611]
قال مكي بن أبي طالب القَيْسِي (ت: 437هـ): (16- قوله: {إل ياسين} قرأه نافع وابن عامر بالمد في {إل} وفتح الهمزة وكسر اللام، وقرأ الباقون بغير مد، وإسكان اللام، وكسر الهمزة.
وحجة من مده وفتح الهمزة أنه لما رآها في المصحف منفصلة من {ياسين} استدل على أن {إل} كلمة و{ياسين} كلمة، أضيف {إل} إلى {ياسين}، فـ {ياسين} اسم أضيف إليه {إل} فهو اسم نبي، فسلم على أهله لأجله، فهو داخل في السلام أي: من أجله سلم على أهله، وأهله أهل دينه، ومن اتبعه، ومن آمن به، وكذلك آل محمد صلى الله عليه وسلم.
17- وحجة من كسر الهمزة ولم يمد أنه جعله اسمًا واحدًا، جمعا منسوبًا إلى «إلياس» فيكون «السلام» واقعًا على من نسب إلى «إلياس» النبي عليه السلام، والسلام في القراءة الأولى واقع على النبي المرسل إليهم، الذي اسمه «ياسين» و«إلياس وإلياسين» بمعنى، تأتي الأسماء الأعجمية بلفظين وأكثر، ومنه قوله: {من طور سيناء} «المؤمنون 20»، وقال: {طور
[الكشف عن وجوه القراءات السبع: 2/227]
سينين} «التين 2» فهو كما قال: {ميكال} «البقرة 98» و{ميكائيل} فكان الأصل «سلام على إلياسين» فجمع المنسوب إلى «إلياس» بالياء والنون، فوقع السلام على من نُسب إليه من أمته المؤمنين، وهذه الياء تحذف كثيرًا من النسب في الجمع المسلم والمكسر، ولذلك قالوا: المهالبة والمسامعة، وأحدهم مِسمَعي ومُهَلَّبي، وقالوا: الأعجمون والنُميرون، والواحد أعجمي ونُميري، فحذفت ياء النسب في الجمعين استخفافًا، لثقل الياء وثقل الجمع، فكذلك «إلياسين» في قراءة من كسر الهمزة، إنما هو على النسب، وحذفت الياء من الجمع، على ما ذكرنا، ولو لم يكن ذلك على النسب لكان كل واحد من أمة النبي اسمه إلياس، وليس كذلك، إنما «إلياس» اسم نبيهم فنسبوا إليه). [الكشف عن وجوه القراءات السبع: 2/228]
قال نصر بن علي بن أبي مريم (ت: بعد 565هـ) : (14- {سَلَامٌ عَلَى آلِ يَاسِينَ} [آية/ 130] بفتح الألف ومدّها، مجرورة اللام، منفصلةً من {يَاسِينَ}.
قرأها نافع وابن عامر ويعقوب.
والوجه أنه آلٌ الذ هو بمعنى أهلٍ أُضيف إلى ياسين، كما يقال آل إبراهيم وآل محمد صلى الله عليهما، ويدل على ذلك أن {آلَ} في المصحف مفصولٌ من ياسين، ولو كانت الألف واللام للتعريف لوُصِلَت في الخط، وكذلك لو كانت الهمزة من الكلمة وكانت الكلمة على وزن إكرام لكانت موصولةً أيضًا.
وقرأ الباقون {إِلْيَاسِينَ} بكسر الألف نحو علياسين كلمةً واحدةً.
والوجه أنه جمع سلامةٍ، في واحده ياء النسب، وواحده إلياسيُّ، فجاء جمعه على إلياسين بحذف ياء النسب، كما قيل الأشعرون والمقتوُون والأعجمون، والواحد: أشعريٌّ ومقتويٌّ وأعجمي، فحُذف ياء النسب في الجمع، ألا ترى أنه ليس كل واحدٍ منهم اسمه إلياس، وقد جاء مثل هذا أعني حذف ياء النسب أيضًا في جمع التكسير، نحو المسامعة والمهالبة
[الموضح: 1094]
والمناذرة، والواحد منهم مسمعيٌّ ومهلبيٌّ ومنذريٌّ، فأُزيلت الياءات في الجمع). [الموضح: 1095]

قوله تعالى: {إِنَّا كَذَلِكَ نَجْزِي الْمُحْسِنِينَ (131)}
قوله تعالى: {إِنَّهُ مِنْ عِبَادِنَا الْمُؤْمِنِينَ (132)}

روابط مهمة:
- أقوال المفسرين


رد مع اقتباس
  #14  
قديم 18 صفر 1440هـ/28-10-2018م, 04:37 PM
جمهرة علوم القرآن جمهرة علوم القرآن غير متواجد حالياً
فريق الإشراف
 
تاريخ التسجيل: Oct 2017
المشاركات: 7,975
افتراضي

سورة الصافات
[ من الآية (133) إلى الآية (138) ]

{وَإِنَّ لُوطًا لَّمِنَ الْمُرْسَلِينَ (133) إِذْ نَجَّيْنَاهُ وَأَهْلَهُ أَجْمَعِينَ (134) إِلَّا عَجُوزًا فِي الْغَابِرِينَ (135) ثُمَّ دَمَّرْنَا الْآخَرِينَ (136) وَإِنَّكُمْ لَتَمُرُّونَ عَلَيْهِم مُّصْبِحِينَ (137) وَبِاللَّيْلِ أَفَلَا تَعْقِلُونَ (138)}


قوله تعالى: {وَإِنَّ لُوطًا لَّمِنَ الْمُرْسَلِينَ (133)}
قوله تعالى: {إِذْ نَجَّيْنَاهُ وَأَهْلَهُ أَجْمَعِينَ (134)}
قوله تعالى: {إِلَّا عَجُوزًا فِي الْغَابِرِينَ (135)}
قوله تعالى: {ثُمَّ دَمَّرْنَا الْآخَرِينَ (136)}
قوله تعالى: {وَإِنَّكُمْ لَتَمُرُّونَ عَلَيْهِم مُّصْبِحِينَ (137)}
قوله تعالى: {وَبِاللَّيْلِ أَفَلَا تَعْقِلُونَ (138)}

روابط مهمة:
- أقوال المفسرين


رد مع اقتباس
  #15  
قديم 18 صفر 1440هـ/28-10-2018م, 04:38 PM
جمهرة علوم القرآن جمهرة علوم القرآن غير متواجد حالياً
فريق الإشراف
 
تاريخ التسجيل: Oct 2017
المشاركات: 7,975
افتراضي

سورة الصافات
[ من الآية (139) إلى الآية (148) ]

{وَإِنَّ يُونُسَ لَمِنَ الْمُرْسَلِينَ (139) إِذْ أَبَقَ إِلَى الْفُلْكِ الْمَشْحُونِ (140) فَسَاهَمَ فَكَانَ مِنْ الْمُدْحَضِينَ (141) فَالْتَقَمَهُ الْحُوتُ وَهُوَ مُلِيمٌ (142) فَلَوْلَا أَنَّهُ كَانَ مِنْ الْمُسَبِّحِينَ (143) لَلَبِثَ فِي بَطْنِهِ إِلَى يَوْمِ يُبْعَثُونَ (144) فَنَبَذْنَاهُ بِالْعَرَاء وَهُوَ سَقِيمٌ (145) وَأَنبَتْنَا عَلَيْهِ شَجَرَةً مِّن يَقْطِينٍ (146) وَأَرْسَلْنَاهُ إِلَى مِئَةِ أَلْفٍ أَوْ يَزِيدُونَ (147) فَآمَنُوا فَمَتَّعْنَاهُمْ إِلَى حِينٍ (148)}


قوله تعالى: {وَإِنَّ يُونُسَ لَمِنَ الْمُرْسَلِينَ (139)}
قوله تعالى: {إِذْ أَبَقَ إِلَى الْفُلْكِ الْمَشْحُونِ (140)}
قوله تعالى: {فَسَاهَمَ فَكَانَ مِنْ الْمُدْحَضِينَ (141)}
قوله تعالى: {فَالْتَقَمَهُ الْحُوتُ وَهُوَ مُلِيمٌ (142)}
قوله تعالى: {فَلَوْلَا أَنَّهُ كَانَ مِنْ الْمُسَبِّحِينَ (143)}
قوله تعالى: {لَلَبِثَ فِي بَطْنِهِ إِلَى يَوْمِ يُبْعَثُونَ (144)}
قوله تعالى: {فَنَبَذْنَاهُ بِالْعَرَاء وَهُوَ سَقِيمٌ (145)}
قوله تعالى: {وَأَنبَتْنَا عَلَيْهِ شَجَرَةً مِّن يَقْطِينٍ (146)}
قوله تعالى: {وَأَرْسَلْنَاهُ إِلَى مِئَةِ أَلْفٍ أَوْ يَزِيدُونَ (147)}

قال أبو الفتح عثمان بن جني الموصلي (ت: 392هـ): (ومن ذلك قراءة جعفر بن محمد: [وَأَرْسَلْنَاهُ إِلَى مِائَةِ أَلْفٍ وَيَزِيدُون]، وهكذا هي، ليس فيها {أو}.
قال أبو الفتح: في هذه الآية إعراب حسن، وصنعة صالحة؛ وذلك أنْ يقال: هل لقوله: [ويزيدون] موضع من الإعراب، أو هو مرفوع اللفظ. لوقوعه موقع الاسم حَسْبُ، كقولك مبتدئا: يزيدون؟
والجواب أن له موضعا من الإعراب، وهو الرفع؛ لأنه خبر مبتدإ محذوف، أي: وهم يزيدون على المائة. والواو لعطف على جملة، فهو كقولك: مررت برجل مثل الأسد، وهو والله أشجعُ. ولقيت رجلا جوادا، وهو والله فوق الجواد.
فإن قلت: فقد تقول: لقيت من زيد رجلا كالأسد وأشجعَ منه، فهل يجوز على هذا أن يكون تقديره: وأرسلناه إلى مائة ألف ويزيدون، فيعطف يزيدون على المائة؟ قيل: يفسد هذا؛ لأن "إلى" لا تعمل في "يزيدون"، فلا يجوز أن يعطف على ما تعمل فيه "إلى" فكما لا تقول: مررت بيزيدون على المائة فكذلك لا تقول ذلك.
فإن قلت: فقد يجوز في المعطوف ما لا يجوز في المعطوف عليه، كقولنا: رب رجل وأخيه، وكلُّ شاةٍ وسَخْلتِهَا، ومررت برجل صالح أبوه لا طالِحَيْن، ومررت بزيد القائم أبواه لا القاعدين ونحو ذلك. قيل قَدْر المتجوَّز في هذا ونحوه لا يبلغ ما رُمْتَه من تقدير حرف الجر مباشرا للفعل. ألا تراك لا تجيز مررت بقائم يقعد وأنت تريد مررت بقائم وبقاعد؟
[المحتسب: 2/226]
فإن قيل: فقدِّر هناك موصوفا محذوفا مجرورا ليكون تقديره: وأرسلناه إلى مائة ألف وجمع يزيدون، على قول الراجز:
جَادَتْ بِكَفَّيْ كانَ مِنْ أَرْمَى الْبَشَرْ
أي: بِكَفَّيْ إنسان كان من أرمى البشر قيل: تقدير مباشرةِ حرف الجر للفعل أشد من تقدير الإضافة إليه. ألا ترى أنه على كل حال قد يضاف إلى الفعل ظروف الزمان وغيره، على كثرة ذلك في أسماء الزمان؟ وينضاف إلى ذلك إفساد المعنى وذلك أنه يصير معناه إلى أنه كأنه قال: وأرسلناه إلى جَمْعَيْن: أحدهما مائة ألف، والآخر زائد على مائة ألف. وليس الغرض والمراد هنا هذا، وإنما الغرض -والله أعلم- وأرسلناه إلى جمع لو رأيتموهم لقلتم أنتم: هؤلاء مائة ألف، وهم أيضا يزيدون. فالجمع إذًا واحد لا جمعان اثنان.
وكذلك قراءة الجماعة: {أَوْ يَزِيدُون}، وتقديره أو: هم يزيدون، فحذف المبتدأ لدلالة الموضع عليه كما مضى مع الواو، وأما قول الآخر:
ألا فَالْبَثَا شَهْرَيْنِ أو نِصْفَ ثَالِثٍ ... إلَى ذاكُما ما غَيَّبَتْنِي غَيَابِيَا
فقالوا: معناه أو شهرين ونصف ثالث؛ وذلك أن قوله: أو نصفَ ثالثٍ لا يكون ثالثا حتى يتقدمه شهران، إلا أنه هنا حَذف المعطوف عليه مع حرف العطف جميعا.
وفي قوله سبحانه: {أَوْ يَزِيدُون} وعلى قراءة جعفر بن محمد: {يَزِيدُون} إنما حُذف اسم مفرد، وهو هم. وعلى أنه قد جاء عنهم حَذف الاسم ومعه حرف العطف، وذلك قولهم فيما رُوِّيناه عن أبي بكر محمد بن الحسن عن أحمد بن يحيى: راكب الناقة طَلِيحَان، أي: راكب الناقة والناقة طليحان، فحذف الناقة وحرف العطف معهما. وعلى أنه قد يحتمل
[المحتسب: 2/227]
ذلك تأويلا آخر، وهو أن يكون أراد: راكب الناقة أحد طليحين، فحذف المضاف، وأقام المضاف إليه مقامه.
والذي عندي في قوله:
ألا فَالْبَثَا شَهْرَيْنِ أو نِصْفَ ثَالِثٍ
أن يكون على حذف المضاف، أي: ألا فالبثا شهرين أو شهرَيْ نصف ثالث، أي: والشهرين اللذين يتبعهما نصف ثالثهما؛ لأنه ليس كل شهرين يؤمر بلبثهما لابد أن يصحبهما نصف ثالثهما، لكن البثا أنتما شهرين، أو الشهرين اللذين يتبعهما في اللبث نصف ثالثهما. وصحت الإضافة فيهما هذا القدر من الوُصلة بينهما. وقد أضافت العرب الأول إلى الثاني لأقلَّ وأخفضَ من هذه الشبْكة بينهما. أنشدَنا أبو علي:
إذَا كَوْكَبُ الخَرْقَاءِ لَاحَ بِسُحْرَةٍ ... سُهَيْلٌ أذاعَتْ غَزْلَهَا فِي الغرائب
قال: فأضاف سهيلا إليها لجِدها في عملها عند طلوعه، وقريب من هذا قول الرجلين بحملان الخشبة -أحدهما لصاحبه-: خذ أنت طرفك، ولآخذ أنا طرفي. وإنما الطرف للخشبة، لا لحاملها، فاعرف كلام القوم تر العجب منه والحكمة البالغة فيه بإذن الله تعالى). [المحتسب: 2/228]

قوله تعالى: {فَآمَنُوا فَمَتَّعْنَاهُمْ إِلَى حِينٍ (148)}

روابط مهمة:
- أقوال المفسرين


رد مع اقتباس
  #16  
قديم 18 صفر 1440هـ/28-10-2018م, 04:40 PM
جمهرة علوم القرآن جمهرة علوم القرآن غير متواجد حالياً
فريق الإشراف
 
تاريخ التسجيل: Oct 2017
المشاركات: 7,975
افتراضي

سورة الصافات
[ من الآية (149) إلى الآية (157) ]

{فَاسْتَفْتِهِمْ أَلِرَبِّكَ الْبَنَاتُ وَلَهُمُ الْبَنُونَ (149) أَمْ خَلَقْنَا الْمَلَائِكَةَ إِنَاثًا وَهُمْ شَاهِدُونَ (150) أَلَا إِنَّهُم مِّنْ إِفْكِهِمْ لَيَقُولُونَ (151) وَلَدَ اللَّهُ وَإِنَّهُمْ لَكَاذِبُونَ (152) أَصْطَفَى الْبَنَاتِ عَلَى الْبَنِينَ (153) مَا لَكُمْ كَيْفَ تَحْكُمُونَ (154) أَفَلَا تَذَكَّرُونَ (155) أَمْ لَكُمْ سُلْطَانٌ مُّبِينٌ (156) فَأْتُوا بِكِتَابِكُمْ إِن كُنتُمْ صَادِقِينَ (157) }


قوله تعالى: {فَاسْتَفْتِهِمْ أَلِرَبِّكَ الْبَنَاتُ وَلَهُمُ الْبَنُونَ (149)}
قوله تعالى: {أَمْ خَلَقْنَا الْمَلَائِكَةَ إِنَاثًا وَهُمْ شَاهِدُونَ (150)}
قوله تعالى: {أَلَا إِنَّهُم مِّنْ إِفْكِهِمْ لَيَقُولُونَ (151)}
قوله تعالى: {وَلَدَ اللَّهُ وَإِنَّهُمْ لَكَاذِبُونَ (152)}

قوله تعالى: {أَصْطَفَى الْبَنَاتِ عَلَى الْبَنِينَ (153)}
قال أبو منصور محمد بن أحمد الأزهري (ت: 370هـ): (وقوله جلّ وعزّ: (لكاذبون (152) أصطفى البنات (153)
روى عن نافع (لكاذبون اصطفى) بإسقاط الألف في الوصل، كسرها في الابتداء.
وروى ذلك إسماعيل بن جعفر وابن جماز عن نافع.
وقرأ سائر القراء ونافع معهم (لكاذبون (152) أصطفى) بقطع الألف.
قال أبو منصور: من قرأ (اصطفى) بإسقاط الألف وكسرها فالابتداء، فهي ألف وصل، وليس فيها استفهام.
ومعناها: أن الله جلّ وعزّ حكى عن كفار قريش أنهم زعموا أن الملائكة بنات الله، وأنهم من إفكهم ليقولون: اصطفى الله البنات على البنين. وهم كاذبون.
فهذا وجه هذه القراءة وليست بالجيدة، والقراءة التي اتفق عليها القراء (أصطفى) بقطع الألف على الاستفهام. والدليل على ذلك قوله: (أم لكم سلطان مبينٌ).
[معاني القراءات وعللها: 2/323]
وكان في الأصل: أأصطفى. ثم تحذف ألف الوصل، وعلى هذا كلام العرب إذا اجتمعت هاتان الألفان، أن يحذفوا ألف الوصل، ويدعوا ألف الاستفهام مفتوحة). [معاني القراءات وعللها: 2/324]
قال أبو عبد الله الحسين بن أحمد ابن خالويه الهمَذاني (ت: 370هـ): (10- وقوله تعالى: {وإنهم لكاذبون * أصطفى} [152، 153].
أجمع القراء على قطع هذه الألف، لأنها ألف توبيخ على لفظ الاستفهام دخلت على ألف الوصل، والتقدير: أأصطفي فسقطت ألف الوصل، وكذلك: {أطلع الغيب} {أفترى على الله كذبًا} {اتخذتم عند الله عهدً} {أتخذناهم سخريا} و{بيدي أستكبرت} فإنما ذكرته لأن إسماعيل بن جعفر روى عن نافع {لكاذبون اصطفى} موصولا بحذف الألف ويجعله كلفظ الخبر، وذلك ردئ، لأن ألف الاستفهام لا تحذف إذا لم يكن عليها دليل.
[إعراب القراءات السبع وعللها: 2/253]
وقال بعضهم: لما أتي بألف بعده في قوله: {أفلا تعقلون} أجزئ بها عن ذلك). [إعراب القراءات السبع وعللها: 2/254]
قال أبو علي الحسن بن أحمد بن عبد الغفار الفارسيّ (ت: 377هـ): (قال: كلّهم قرأ: لكاذبون. أصطفى [الصافّات/ 152، 153] مهموزا.
واختلف عن نافع فروى المسيبي وقالون وأبو بكر بن أبي
[الحجة للقراء السبعة: 6/63]
أويس: لكاذبون أصطفى مهموز، وروى ابن جماز وإسماعيل عن نافع وأبي جعفر وشيبة لكاذبون اصطفى غير مهموز ولا ممدود ورأيت من أصحاب ورش من يرويه: لكاذبون اصطفى غير مهموز ممدود مثل رواية إسماعيل. أخبرني بذلك محمد بن عبد الرحيم الأصفهاني عن أصحابه عن ورش فإذا ابتدأت في قراءة نافع في رواية إسماعيل وابن جماز فبالكسر.
الوجه الهمز على وجه التقريع لهم بذلك والتوبيخ، ويقوّي ذلك قوله: أم اتخذ مما يخلق بنات [الزخرف/ 16] وقوله: أم له البنات ولكم البنون [الطور/ 39] ألكم الذكر وله الأنثى تلك إذا [النجم/ 21، 22] فكما أنّ هذه المواضع كلّها استفهام كذلك قوله: أصطفى البنات وغير الاستفهام ليس باتجاه الاستفهام.
ووجه ما روي عن نافع أنّه على وجه الخبر، كأنّه: اصطفى البنات فيما يقولون، كقوله: ذق إنك أنت العزيز الكريم [الدخان/ 49] أي عند نفسك وفيما كنت تقوله، وتذهب إليه ومثله قوله: وقالوا يا أيها الذي نزل عليه الذكر [الحجر/ 6] أي فيما يقول هو ومن يتّبعه، ويجوز أن يكون المعنى: وإنّهم لكاذبون، قالوا اصطفى البنات، فحذف: قالوا، وقوله بعد: ما لكم كيف تحكمون [الصافّات/ 154] توبيخ لهم على قولهم الكذب. ويجوز أن يكون قوله: اصطفى البنات بدلا من قوله: ولد الله [الصافّات/ 152]، لأنّ
ولادة البنات واتخاذهنّ اصطفاء لهنّ، فيصير اصطفى بدلا من المثال الماضي، كما أنّ قوله: يضاعف له العذاب [الفرقان/ 69]
[الحجة للقراء السبعة: 6/64]
بدل من قوله: يلق أثاما [الفرقان/ 68]، ويجوز أن يكون اصطفى* في رواية من كسر الهمزة عن نافع: تفسيرا لكذبهم الذي نسب إليهم في قولهم، ولد الله وإنهم لكاذبون [الصافّات/ 152]، كما أن لهم مغفرة [المائدة/ 9] تفسير للوعد ويجوز أن يكون قوله: اصطفى متعلقا بالقول على أنه أريد حرف العطف فلم يذكر، واستغنى بما في الجملة الثانية من الاتصال بالأولى عن حرف العطف، كقوله: سيقولون ثلاثة رابعهم كلبهم [الكهف/ 22] ونحو ذلك مما حذف حرف العطف فيه لالتباس الثانية بالأولى). [الحجة للقراء السبعة: 6/65]
قال أبو زرعة عبد الرحمن بن محمد ابن زنجلة (ت: 403هـ) : ({ولد الله وإنّهم لكاذبون * أصطفى البنات على البنين} 152 و153
قرأ إسماعيل {لكاذبون * أصطفى البنات} بوصل الألف على أن يكون حكاية عن قولهم ليقولون اصطفى ويجوز أن يكون المعنى {وإنّهم لكاذبون} قالوا اصطفى البنات فحذف قالوا
وقرأ الباقون {اصطفى} بفتح الألف وهو الاختيار لأن المعنى سلهم هل اصطفى البنات على البنين فالألف ألف استفهام ومعناها التوبيخ دخلت على ألف وصل والأصل أاصطفى فسقطت ألف الوصل). [حجة القراءات: 612]
قال نصر بن علي بن أبي مريم (ت: بعد 565هـ) : (15- {لَكَاذِبُونَ * اصْطَفَى} [آية/ 152 و153] بوصل الألف:
رواها يل- عن نافع.
والوجه أنه على الخبر، والمعنى: اصطفى البنات بزعمهم وفي اعتقادهم، كما قال تعالى: {ذُقْ إِنَّكَ أَنْتَ الْعَزِيزُ الْكَرِيمُ}، والمراد عندك وفي زعمك.
ويجوز أن يكون بدلًا من قوله {وَلَدَ الله} فيكون فعلًا ماضيًا بدلًا من فعل ماضٍ، إذ المعنى فيهما واحدٌ؛ لأن ولادة البنات واصطفاءَهُن واحدٌ ههنا، ومثل هذا البدل قوله تعالى {وَمَنْ يَفْعَلْ ذَلِكَ يَلْقَ أَثَامًا يُضَاعَفْ}.
ويجوز أن لا يكون على البدل لكنه على إضمار القول، والتقدير: وإنهم لكاذبون قالوا اصطفى البنات.
وقرأ الباقون ونافع ش- و-ن- {لَكَاذِبُونَ أَصْطَفَى} بقطع الألف.
والوجه أن ألف الاستفهام دخلت على {اصْطَفَى} فسقطت ألف الوصل لمكان المتحرك، وهو ألف الاستفهام، والاستفهام ههنا بمعنى التوبيخ والإنكار، كما قال الله تعالى {أَلَكُمُ الذَّكَرُ وَلَهُ الْأُنْثَى} ). [الموضح: 1095]

قوله تعالى: {مَا لَكُمْ كَيْفَ تَحْكُمُونَ (154)}
قوله تعالى: {أَفَلَا تَذَكَّرُونَ (155)}
قوله تعالى: {أَمْ لَكُمْ سُلْطَانٌ مُّبِينٌ (156)}
قوله تعالى: {فَأْتُوا بِكِتَابِكُمْ إِن كُنتُمْ صَادِقِينَ (157)}

روابط مهمة:
- أقوال المفسرين


رد مع اقتباس
  #17  
قديم 18 صفر 1440هـ/28-10-2018م, 04:41 PM
جمهرة علوم القرآن جمهرة علوم القرآن غير متواجد حالياً
فريق الإشراف
 
تاريخ التسجيل: Oct 2017
المشاركات: 7,975
افتراضي

سورة الصافات
[ من الآية (158) إلى الآية (170) ]

{وَجَعَلُوا بَيْنَهُ وَبَيْنَ الْجِنَّةِ نَسَبًا وَلَقَدْ عَلِمَتِ الْجِنَّةُ إِنَّهُمْ لَمُحْضَرُونَ (158) سُبْحَانَ اللَّهِ عَمَّا يَصِفُونَ (159) إِلَّا عِبَادَ اللَّهِ الْمُخْلَصِينَ (160) فَإِنَّكُمْ وَمَا تَعْبُدُونَ (161) مَا أَنتُمْ عَلَيْهِ بِفَاتِنِينَ (162) إِلَّا مَنْ هُوَ صَالِ الْجَحِيمِ (163) وَمَا مِنَّا إِلَّا لَهُ مَقَامٌ مَّعْلُومٌ (164) وَإِنَّا لَنَحْنُ الصَّافُّونَ (165) وَإِنَّا لَنَحْنُ الْمُسَبِّحُونَ (166) وَإِنْ كَانُوا لَيَقُولُونَ (167) لَوْ أَنَّ عِندَنَا ذِكْرًا مِّنْ الْأَوَّلِينَ (168) لَكُنَّا عِبَادَ اللَّهِ الْمُخْلَصِينَ (169) فَكَفَرُوا بِهِ فَسَوْفَ يَعْلَمُونَ (170)}


قوله تعالى: {وَجَعَلُوا بَيْنَهُ وَبَيْنَ الْجِنَّةِ نَسَبًا وَلَقَدْ عَلِمَتِ الْجِنَّةُ إِنَّهُمْ لَمُحْضَرُونَ (158)}
قوله تعالى: {سُبْحَانَ اللَّهِ عَمَّا يَصِفُونَ (159)}
قوله تعالى: {إِلَّا عِبَادَ اللَّهِ الْمُخْلَصِينَ (160)}
قوله تعالى: {فَإِنَّكُمْ وَمَا تَعْبُدُونَ (161)}
قوله تعالى: {مَا أَنتُمْ عَلَيْهِ بِفَاتِنِينَ (162)}
قوله تعالى: {إِلَّا مَنْ هُوَ صَالِ الْجَحِيمِ (163)}

قال أبو الفتح عثمان بن جني الموصلي (ت: 392هـ): (ومن ذلك قراءة الحسن: [إِلَّا مَنْ هُوَ صَالُ الْجَحِيمِ]، بضم اللام.
قال أبو الفتح: كان شيخنا أبو علي يحمله على أنه حذف لام [صال] تخفيفا، وأعرب اللام بالضم، كما حذفت لام البالة من قولهم: ما باليت به بالة، وهي البالية، كالعافية والعاقبة.
وذهب قطرب فيه إلى أنه أراد جمع [صال]، أي: صالون، فحذف النون للإضافة وبقي الواو في صالو، فحذفها من اللفظ لالتقاء الساكنين، وحمل على معنى "من" لأنه جمع، فهو كقوله: {وَمِنْهُمْ مَنْ يَسْتَمِعُونَ إِلَيْكَ}، وهذا حسن عندي، وقول أبي علي وجه مأخوذ به). [المحتسب: 2/228]

قوله تعالى: {وَمَا مِنَّا إِلَّا لَهُ مَقَامٌ مَّعْلُومٌ (164)}
قوله تعالى: {وَإِنَّا لَنَحْنُ الصَّافُّونَ (165)}
قوله تعالى: {وَإِنَّا لَنَحْنُ الْمُسَبِّحُونَ (166)}
قوله تعالى: {وَإِنْ كَانُوا لَيَقُولُونَ (167)}
قوله تعالى: {لَوْ أَنَّ عِندَنَا ذِكْرًا مِّنْ الْأَوَّلِينَ (168)}
قوله تعالى: {لَكُنَّا عِبَادَ اللَّهِ الْمُخْلَصِينَ (169)}
قوله تعالى: {فَكَفَرُوا بِهِ فَسَوْفَ يَعْلَمُونَ (170)}

روابط مهمة:
- أقوال المفسرين


رد مع اقتباس
  #18  
قديم 18 صفر 1440هـ/28-10-2018م, 04:43 PM
جمهرة علوم القرآن جمهرة علوم القرآن غير متواجد حالياً
فريق الإشراف
 
تاريخ التسجيل: Oct 2017
المشاركات: 7,975
افتراضي

سورة الصافات
[ من الآية (171) إلى الآية (182) ]

{وَلَقَدْ سَبَقَتْ كَلِمَتُنَا لِعِبَادِنَا الْمُرْسَلِينَ (171) إِنَّهُمْ لَهُمُ الْمَنصُورُونَ (172) وَإِنَّ جُندَنَا لَهُمُ الْغَالِبُونَ (173) فَتَوَلَّ عَنْهُمْ حَتَّى حِينٍ (174) وَأَبْصِرْهُمْ فَسَوْفَ يُبْصِرُونَ (175) أَفَبِعَذَابِنَا يَسْتَعْجِلُونَ (176) فَإِذَا نَزَلَ بِسَاحَتِهِمْ فَسَاء صَبَاحُ الْمُنذَرِينَ (177) وَتَوَلَّ عَنْهُمْ حَتَّى حِينٍ (178) وَأَبْصِرْ فَسَوْفَ يُبْصِرُونَ (179) سُبْحَانَ رَبِّكَ رَبِّ الْعِزَّةِ عَمَّا يَصِفُونَ (180) وَسَلَامٌ عَلَى الْمُرْسَلِينَ (181) وَالْحَمْدُ لِلَّهِ رَبِّ الْعَالَمِينَ (182)}


قوله تعالى: {وَلَقَدْ سَبَقَتْ كَلِمَتُنَا لِعِبَادِنَا الْمُرْسَلِينَ (171)}
قوله تعالى: {إِنَّهُمْ لَهُمُ الْمَنصُورُونَ (172)}
قوله تعالى: {وَإِنَّ جُندَنَا لَهُمُ الْغَالِبُونَ (173)}
قوله تعالى: {فَتَوَلَّ عَنْهُمْ حَتَّى حِينٍ (174)}
قوله تعالى: {وَأَبْصِرْهُمْ فَسَوْفَ يُبْصِرُونَ (175)}
قوله تعالى: {أَفَبِعَذَابِنَا يَسْتَعْجِلُونَ (176)}
قوله تعالى: {فَإِذَا نَزَلَ بِسَاحَتِهِمْ فَسَاء صَبَاحُ الْمُنذَرِينَ (177)}

قال أبو الفتح عثمان بن جني الموصلي (ت: 392هـ): (ومن ذلك قراءة ابن مسعود: [فَإِذَا نُزِلَ بِسَاحَتِهِم].
قال أبو الفتح: لفظ هذا الموضع على الاستفهام، ومعناه الوضوح والاختصاص؛ وذلك أن الغرض فيه إنما هو: فإذا نزل العذاب بساحتهم، يدل عليه قوله قبله معه: {أَفَبِعَذَابِنَا يَسْتَعْجِلُونَ}؟ فإذا قال: {فَإِذَا نُزِلَ بِسَاحَتِهِم} فلا محالة أن معناه: فإذا نزل عذابنا بساحتهم، فأبهم الفاعل واعتمد ذكر المكان المنزول فيه.
ومثله في المعنى قول الله سبحانه: {وَخُلِقَ الْإِنْسَانُ ضَعِيفًا}، ونحن نعلم أن الله تعالى خالقه. وكذلك {خُلِقَ الْأِنْسَانُ مِنْ عَجَل}، ألا ترى إلى قوله: {اقْرَأْ بِاسْمِ رَبِّكَ الَّذِي خَلَقَ، خَلَقَ الْأِنْسَانَ مِنْ عَلَقٍ}، وقوله "عز اسمه": {خَلَقَ الْأِنْسَانَ عَلَّمَهُ الْبَيَان}، وقول: {وَلَقَدْ خَلَقْنَا الْأِنْسَانَ وَنَعْلَمُ مَا تُوَسْوِسُ بِهِ نَفْسُهُ}، ونظائره كثيرة:
فكذلك قوله تعالى : {فَإِذَا نُزِلَ بِسَاحَتِهِم} على ما شرحناه من حاله، وهذا أحد ما يدلك على أن إسناد الفعل إلى المفعول نحو: ضرب زيد، لم يكن لجهل المتكلم بالفاعل من هو؟ البتة، لكن قد يسند إلى المفعول، ويطرح ذكر الفاعل لأن الغرض إنما هو الإعلام بوقوع الضرب بزيد، ولا غرض معه في إبانة الفاعل من هو؟ فاعرفه). [المحتسب: 2/229]

قوله تعالى: {وَتَوَلَّ عَنْهُمْ حَتَّى حِينٍ (178)}
قوله تعالى: {وَأَبْصِرْ فَسَوْفَ يُبْصِرُونَ (179)}
قوله تعالى: {سُبْحَانَ رَبِّكَ رَبِّ الْعِزَّةِ عَمَّا يَصِفُونَ (180)}
قوله تعالى: {وَسَلَامٌ عَلَى الْمُرْسَلِينَ (181)}
قوله تعالى: {وَالْحَمْدُ لِلَّهِ رَبِّ الْعَالَمِينَ (182)}

روابط مهمة:
- أقوال المفسرين


رد مع اقتباس
إضافة رد

مواقع النشر (المفضلة)

الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1)
 

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع


الساعة الآن 05:34 PM


Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd. TranZ By Almuhajir
جميع الحقوق محفوظة