التفسير اللغوي
تفسير قوله تعالى: {بَلْ هُمْ فِي شَكٍّ يَلْعَبُونَ (9)}
تفسير قوله تعالى: {فَارْتَقِبْ يَوْمَ تَأْتِي السَّمَاءُ بِدُخَانٍ مُبِينٍ (10)}
قالَ يَحْيَى بْنُ زِيَادٍ الفَرَّاءُ: (ت: 207هـ): (وقوله: {تأتي السّماء بدخانٍ مّبينٍ... يغشى النّاس هذا عذابٌ...}
كان النبي صلى الله عليه دعا عليهم، فقال: ((اللهم اشدد وطأتك على مضر، اللهم كسني يوسف)), فأصابهم جوعٌ، حتّى أكلوا العظام والميتة، فكانوا يرون فيما بينهم وبين السماء دخانا). [معاني القرآن: 3/39]
قَالَ عَبْدُ اللهِ بنُ يَحْيَى بْنِ المُبَارَكِ اليَزِيدِيُّ (ت: 237هـ) : ( {الدخان}: قال بعض الناس: الدخان والجدب والسنون التي دعا فيها النبي صلى الله عليه وسلم على مضر فقال فيها ((اللهم اشدد وطأتك على مضر)) وقال بعضهم لم تكن بعد).[غريب القرآن وتفسيره: 335]
قَالَ عَبْدُ اللهِ بْنُ مُسْلِمِ بْنِ قُتَيْبَةَ الدِّينَوَرِيُّ (ت: 276هـ) : ( {يوم تأتي السّماء بدخانٍ مبينٍ} : أي بجدب، يقال: إن الجائع فيه كان يرى بينه وبين السماء دخانا، من شدة الجوع.
ويقال: بل قيل للجوع: دخان ليبس الأرض في سنة الجدب، وانقطاع النبات، وارتفاع الغبار, فشبه ما يرتفع منه بالدخان.
كما قيل لسنة المجاعة: غبراء، وقيل: جوع اغبر، وربما وضعت العرب الدخان موضع الشر إذا علا، فيقولون: كان بيننا أمر ارتفع له دخان). [تفسير غريب القرآن: 402]
قَالَ إِبْرَاهِيمُ بْنُ السَّرِيِّ الزَّجَّاجُ (ت: 311هـ) : (وقوله: {فارتقب يوم تأتي السّماء بدخان مبين (10)}
{فارتقب} : فانتظر، وفي أكثر التفسير أن الدخان قد مضى وذلك حين دعا رسول اللّه - صلى الله عليه وسلم - على مضر فقال:(( اللهم اشدد وطأتك على مضر , واجعلها عليهم سنين كسني يوسف)).
أي : اجعلهم سنوهم في الجدب كسني يوسف.
والعرب أيضا تسمي الجدب السّنة، فيكون المعنى اجعلها عليهم جدوبا, فارتفع القطر، وأجدبت الأرض , وصار بين السماء والأرض كالدخان). [معاني القرآن: 4/424]
قَالَ أَحْمَدُ بنُ مُحَمَّدِ بنِ إِسْمَاعِيلَ النحَّاسُ (ت: 338هـ) : (وقوله جل وعز: {فارتقب يوم تأتي السماء بدخان مبين}
روى إسرائيل , عن أبي إسحاق , عن الحارث , عن علي بن أبي طالب عليه السلام قال: آية الدخان لم تمض بعد , وستكون : يأتي دخان يصيب المؤمنين الزكام , وينقد الكافر.
وروى الأعمش , عن أبي الضحى , عن مسروق قال : جلس رجل فقال: إن الدخان لم يكن , وإنما يكون يوم القيامة , يأخذ المؤمنين منه مثل الزكام , ويشتد على الكافرين والمنافقين .
فدخلنا على عبد الله بن مسعود , وهو متكئ فحكينا له ما قال , فقام فجلس مغضبا , وقال:(( إ ذا سئل أحدكم عما لا يعلم , فليقل لا علم لي به , فإن الله جل وعز يقول لنبيه: {قل لا أسألكم عليه من أجر وما أنا من المتكلفين} , وسأخبركم عن الدخان , إن قريشا استعصت على رسول الله صلى الله عليه وسلم , وكفرت , فدعا الله جل وعز عليها أن يجوعها , فأصابها جوع شديد حتى كان الرجل يرى بين السماء والأرض دخانا من الجوع والحر .
فقالت قريش :{ ربنا اكشف عنا العذاب إنا مؤمنون}.
فكشفه الله عنهم, فعادوا , ثم بطش بهم البطشة الكبرى يوم بدر , ولو كان الدخان يوم القيامة ما كشف عنهم. )). ) [معاني القرآن: 6/398-399]
قَالَ مَكِّيُّ بْنُ أَبِي طَالِبٍ القَيْسِيُّ (ت: 437هـ): ({بِدُخَانٍ}: أي بجدب حتى يرى الجائع أن بينه وبين السماء دخاناً من الجوع .
وقيل: إنه إذا احتبس المطر صعد من الأرض الغبار فشبه ذلك بالدخان , ولذلك قيل لشدة المجاعة غبراء). [تفسير المشكل من غريب القرآن: 225]
قَالَ مَكِّيُّ بْنُ أَبِي طَالِبٍ القَيْسِيُّ (ت: 437هـ): ({الدُخَانٍ} : الجدب). [العمدة في غريب القرآن: 270]
تفسير قوله تعالى: {يَغْشَى النَّاسَ هَذَا عَذَابٌ أَلِيمٌ (11)}
قالَ يَحْيَى بْنُ زِيَادٍ الفَرَّاءُ: (ت: 207هـ): (وقوله: {تأتي السّماء بدخانٍ مّبينٍ... يغشى النّاس هذا عذابٌ...}.
كان النبي صلى الله عليه دعا عليهم، فقال: ((اللهم اشدد وطأتك على مضر، اللهم كسني يوسف)), فأصابهم جوعٌ، حتّى أكلوا العظام والميتة، فكانوا يرون فيما بينهم وبين السماء دخانا). [معاني القرآن: 3/39] (م)
قالَ يَحْيَى بْنُ زِيَادٍ الفَرَّاءُ: (ت: 207هـ): (وقوله: {يغشى النّاس هذا عذابٌ أليمٌ...}., يراد به ذلك عذاب، ويقال: إن الناس كانوا يقولون: هذا الدخان عذاب). [معاني القرآن: 3/40]
قَالَ إِبْرَاهِيمُ بْنُ السَّرِيِّ الزَّجَّاجُ (ت: 311هـ) : (وقوله: {يغشى النّاس هذا عذاب أليم (11)}
المعنى يقول الناس الذين يحل بهم الجدب:{هذا عذاب أليم}
وكذلك قوله :{ربّنا اكشف عنّا العذاب} ). [معاني القرآن: 4/424-425 ]
تفسير قوله تعالى: {رَبَّنَا اكْشِفْ عَنَّا الْعَذَابَ إِنَّا مُؤْمِنُونَ (12) }
قَالَ إِبْرَاهِيمُ بْنُ السَّرِيِّ الزَّجَّاجُ (ت: 311هـ) : (وقوله: {يغشى النّاس هذا عذاب أليم (11)}
المعنى يقول الناس الذين يحل بهم الجدب: {هذا عذاب أليم}, وكذلك قوله : { ربّنا اكشف عنّا العذاب} ).[معاني القرآن: 424 -4/425] (م)
تفسير قوله تعالى: {أَنَّى لَهُمُ الذِّكْرَى وَقَدْ جَاءَهُمْ رَسُولٌ مُبِينٌ (13)}
تفسير قوله تعالى: {ثُمَّ تَوَلَّوْا عَنْهُ وَقَالُوا مُعَلَّمٌ مَجْنُونٌ (14)}
تفسير قوله تعالى: {ِنَّا كَاشِفُو الْعَذَابِ قَلِيلًا إِنَّكُمْ عَائِدُونَ (15)}
قالَ يَحْيَى بْنُ زِيَادٍ الفَرَّاءُ: (ت: 207هـ): (وقوله: {إنّا كاشفو العذاب قليلاً إنّكم عائدون...}.
يقال: عائدون إلى شرككم، ويقال: عائدون إلى عذاب الآخرة). [معاني القرآن: 3/40]
قَالَ عَبْدُ اللهِ بْنُ مُسْلِمِ بْنِ قُتَيْبَةَ الدِّينَوَرِيُّ (ت: 276هـ) : ({إنّكم عائدون} : إلى شرككم. ويقال: إلى الآخرة). [تفسير غريب القرآن: 402]
قَالَ إِبْرَاهِيمُ بْنُ السَّرِيِّ الزَّجَّاجُ (ت: 311هـ) : (وقوله عزّ وجلّ : {إنّا كاشفو العذاب قليلا إنّكم عائدون (15)}
ويجوز: {أنّكم عائدون}
فمن قرأ: { أنكم عائدون}, فهو الوجه، والمعنى أنه يعلمهم أنهم لا يتعظون، وأنهم إذا زال عنهم المكروه عادوا في طغيانهم). [معاني القرآن: 4/425]
قَالَ أَحْمَدُ بنُ مُحَمَّدِ بنِ إِسْمَاعِيلَ النحَّاسُ (ت: 338هـ) : (وقوله جل وعز: {إنا كاشفوا العذاب قليلا إنكم عائدون} ]
يجوز أن يكون المعنى: إنكم عائدون في المعاصي
ويجوز أن يكون بمعنى : ميتين). [معاني القرآن: 6/399-400]
قَالَ مَكِّيُّ بْنُ أَبِي طَالِبٍ القَيْسِيُّ (ت: 437هـ): ({إِنَّكُمْ عَائِدُونَ}: قيل: إلى شرككم وقيل: إلى الآخرة). [تفسير المشكل من غريب القرآن: 225]
تفسير قوله تعالى:{يَوْمَ نَبْطِشُ الْبَطْشَةَ الْكُبْرَى إِنَّا مُنْتَقِمُونَ (16)}
قالَ يَحْيَى بْنُ زِيَادٍ الفَرَّاءُ: (ت: 207هـ): (وقوله: {يوم نبطش...}: يعني: يوم بدر، وهي البطشة الكبرى). [معاني القرآن: 3/40]
قالَ أَبُو عُبَيْدَةَ مَعْمَرُ بْنُ الْمُثَنَّى التَّيْمِيُّ (ت:210هـ): ({ يوم نبطش البطشة الكبرى }: يقال: إنها يوم بدر). [مجاز القرآن: 2/208]
قَالَ عَبْدُ اللهِ بنُ يَحْيَى بْنِ المُبَارَكِ اليَزِيدِيُّ (ت: 237هـ) : (16- {البطشة الكبرى}: يقال إنها يوم بدر فكانوا ينظرون إلى شبيه بالدخان بين السماء والأرض. وقال بعضهم يكون في يوم القيامة). [غريب القرآن وتفسيره: 336]
قَالَ عَبْدُ اللهِ بْنُ مُسْلِمِ بْنِ قُتَيْبَةَ الدِّينَوَرِيُّ (ت: 276هـ) : ( {يوم نبطش البطشة الكبرى} : يعني: يوم بدر). [تفسير غريب القرآن: 402]
قَالَ إِبْرَاهِيمُ بْنُ السَّرِيِّ الزَّجَّاجُ (ت: 311هـ) : (وقوله عزّ وجلّ: { يوم نبطش البطشة الكبرى إنّا منتقمون (16)}
يوم نبطش، ونبطش إنّا منتقمون.
هذا مثل: عكف , يعكف , ويعكف، وعرش يعرش , ويعرش , وهذا في اللغة كثير.
وقيل: إن البطشة الكبرى يوم بدر.
و{ يوم } لا يجوز أن يكون منصوبا بقوله:{ منتقمون}, لأن ما بعد { إنّا} لا يجوز أن يعمل فيما قبلها، , ولكنه منصوب بقوله: { واذكر يوم نبطش البطشة الكبرى} ). [معاني القرآن: 4/425]
قَالَ أَحْمَدُ بنُ مُحَمَّدِ بنِ إِسْمَاعِيلَ النحَّاسُ (ت: 338هـ) : (وقوله جل وعز: {يوم نبطش البطشة الكبرى إنا منتقمون}
قال أبي بن كعب , وابن مسعود في البطشة الكبرى: إنها يوم بدر
وروى عوف وقتادة , عن الحسن : { يوم نبطش البطشة الكبرى}, قال: يوم القيامة). [معاني القرآن: 6/400]
قَالَ مَكِّيُّ بْنُ أَبِي طَالِبٍ القَيْسِيُّ (ت: 437هـ): ({الْبَطْشَةَ الْكُبْرَى}: يوم بدر). [تفسير المشكل من غريب القرآن: 225]
قَالَ مَكِّيُّ بْنُ أَبِي طَالِبٍ القَيْسِيُّ (ت: 437هـ): ( {الْبَطْشَةَ}: يوم بدر , {الْكُبْرَى}: العظمي). [العمدة في غريب القرآن: 270]