{وَالنَّازِعَاتِ غَرْقًا (1) وَالنَّاشِطَاتِ نَشْطًا (2) وَالسَّابِحَاتِ سَبْحًا (3) فَالسَّابِقَاتِ سَبْقًا (4) فَالْمُدَبِّرَاتِ أَمْرًا (5) يَوْمَ تَرْجُفُ الرَّاجِفَةُ (6) تَتْبَعُهَا الرَّادِفَةُ (7) قُلُوبٌ يَوْمَئِذٍ وَاجِفَةٌ (8) أَبْصَارُهَا خَاشِعَةٌ (9) يَقُولُونَ أَئِنَّا لَمَرْدُودُونَ فِي الْحَافِرَةِ (10) أَئِذَا كُنَّا عِظَامًا نَخِرَةً (11) قَالُوا تِلْكَ إِذًا كَرَّةٌ خَاسِرَةٌ (12) فَإِنَّمَا هِيَ زَجْرَةٌ وَاحِدَةٌ (13) فَإِذَا هُمْ بِالسَّاهِرَةِ (14)}
تفسير قوله تعالى: {وَالنَّازِعَاتِ غَرْقًا (1) وَالنَّاشِطَاتِ نَشْطًا (2)}
قالَ يَحْيَى بْنُ زِيَادٍ الفَرَّاءُ (ت: 207هـ): (وقوله عز وجل: {والنّازعات غرقاً...} إلى آخر الآيات.. ذكر أنه الملائكة، وأنّ النزع نزع الأنفس من صدور الكفار، وهو كقولك: والنازعات إغراقا، كما يغرق النازع في القوس، ومثله: {والنّاشطات نشطاً...} يقال: إنها تقبض نفس المؤمن كما ينشط العقال من البعير، والذي سمعت من العرب أن يقولوا: أنشطت وكأنما أنشط من عقال، وربطها: نشطها، فإذا ربطت الحبل في يد البعير فأنت ناشط، وإذا حللته فقد أنشطته، وأنت منشط). [معاني القرآن: 3/230]
قالَ أَبُو عُبَيْدَةَ مَعْمَرُ بْنُ الْمُثَنَّى التَّيْمِيُّ (ت: 210هـ): ({والنّازعات غرقاً} النجوم تنزع تطلع ثم تغيب فيه وهي {النّاشطات نشطاً} كالحمار الناشط ينشط من بلد إلى بلد والهموم تنشط صاحبها قال هميان بن قحافة:
أمست همومي تنشط المناشطا = الشّام بي طوراً وطوراً واسطا).
[مجاز القرآن: 2/284]
قالَ الأَخْفَشُ سَعِيدُ بْنُ مَسْعَدَةَ الْبَلْخِيُّ (ت: 215هـ): ({والنّازعات غرقاً}
قال: {والنّازعات غرقاً} فأقسم -والله أعلم- على {إنّ في ذلك لعبرةً لّمن يخشى} [النازعات: 26] وإن شئت جعلته على {يوم ترجف الرّاجفة} [النازعات: 6] {قلوبٌ يومئذٍ واجفةٌ} [النازعات: 8] {والنّازعات}. وإن شئت جعلته على {والنّازعات} لـ{يوم ترجف الرّاجفة} {تتبعها الرّادفة} [النازعات: 7] فحذفت اللام وهو كما قال جل ذكره وشاء إن يكون في هذا وفي كل الأمور). [معاني القرآن: 4/44-45]
قَالَ عَبْدُ اللهِ بنُ يَحْيَى بْنِ المُبَارَكِ اليَزِيدِيُّ (ت: 237هـ): ({والنازعات غرقا}: تنزع يعني النجوم تطلع ثم تغرق أي تغيب). [غريب القرآن وتفسيره: 410]
قَالَ عَبْدُ اللهِ بنُ يَحْيَى بْنِ المُبَارَكِ اليَزِيدِيُّ (ت: 237هـ): (وهي {والناشطات نشطا}: كالحمار ينشط من بلد إلى بلد. أي يحور، والهموم تنشط صاحبها). [غريب القرآن وتفسيره: 410]
قَالَ عَبْدُ اللهِ بْنُ مُسْلِمِ بْنِ قُتَيْبَةَ الدِّينَوَرِيُّ (ت: 276هـ): ({والنّازعات غرقاً} يقال: هي الملائكة تنزع النفوس إغراقا، كما يغرق النازع في القوس). [تفسير غريب القرآن: 512]
قَالَ عَبْدُ اللهِ بْنُ مُسْلِمِ بْنِ قُتَيْبَةَ الدِّينَوَرِيُّ (ت: 276هـ) : ({والنّاشطات [نشطاً]} [هي]: الملائكة تقبض نفس المؤمن [وتنشطها] كما ينشط العقال، أي يربط). [تفسير غريب القرآن: 512]
قَالَ إِبْرَاهِيمُ بْنُ السَّرِيِّ الزَّجَّاجُ (ت: 311هـ): (قوله عزّ وجلّ: {والنّازعات غرقا (1) والنّاشطات نشطا (2)} قيل في التفسير يعنى به الملائكة تنزع روح الكافر وتنشطها فيشتد عليه أمر خروج نفسه). [معاني القرآن: 5/277]
قَالَ إِبْرَاهِيمُ بْنُ السَّرِيِّ الزَّجَّاجُ (ت: 311هـ): (وقيل: {والنّازعات غرقا} القسي، {والنّاشطات نشطا} الأوهاق). [معاني القرآن: 5/277]
قَالَ إِبْرَاهِيمُ بْنُ السَّرِيِّ الزَّجَّاجُ (ت: 311هـ): (وقيل: {والنّازعات غرقا}: النجوم تنزع من مكان إلى مكان وكذلك). [معاني القرآن: 5/277]
قَالَ مَكِّيُّ بْنُ أَبِي طَالِبٍ القَيْسِيُّ (ت: 437هـ): ({وَالنَّازِعَاتِ غَرْقاً} هي الملائكة تنزع النفوس إغراقاً، كما ينزِع النازعُ في القوس). [تفسير المشكل من غريب القرآن: 291]
قَالَ مَكِّيُّ بْنُ أَبِي طَالِبٍ القَيْسِيُّ (ت: 437هـ): ({وَالنَّاشِطَاتِ} الملائكة). [تفسير المشكل من غريب القرآن: 292]
قَالَ مَكِّيُّ بْنُ أَبِي طَالِبٍ القَيْسِيُّ (ت: 437هـ): ({غَرْقًا}: تغيب). [العمدة في غريب القرآن: 333]
قَالَ مَكِّيُّ بْنُ أَبِي طَالِبٍ القَيْسِيُّ (ت: 437هـ): ({النَّاشِطَاتِ}: النجوم). [العمدة في غريب القرآن: 333]
تفسير قوله تعالى: {وَالسَّابِحَاتِ سَبْحًا (3)}
قالَ يَحْيَى بْنُ زِيَادٍ الفَرَّاءُ (ت: 207هـ): (وقوله عز وجل: {والسّابحات سبحاً...} الملائكة أيضا، جعل نزولها من السماء كالسباحة. والعرب تقول للفرس الجواد إنه لسابح: إذا مرّ يتمطّى). [معاني القرآن: 3/230]
قالَ أَبُو عُبَيْدَةَ مَعْمَرُ بْنُ الْمُثَنَّى التَّيْمِيُّ (ت: 210هـ): ({والسّابحات سبحاً} هي أيضاً النجوم؛ {والشّمس والقمر كلٌّ في فلك يسبحون}). [مجاز القرآن: 2/284]
قَالَ عَبْدُ اللهِ بنُ يَحْيَى بْنِ المُبَارَكِ اليَزِيدِيُّ (ت: 237هـ): ({والسابحات}: النجوم والشمس والقمر {كل في فلك يسبحون}). [غريب القرآن وتفسيره: 411]
قَالَ عَبْدُ اللهِ بْنُ مُسْلِمِ بْنِ قُتَيْبَةَ الدِّينَوَرِيُّ (ت: 276هـ): ({والسّابحات سبحاً} أي الملائكة، جعل نزولها كالسّباحة.
و«السّبح» أيضا: التصرّف. كقوله: {إنّ لك في النّهار سبحاً طويلًا} [سورة المزمل آية: 7]). [تفسير غريب القرآن: 512]
قَالَ إِبْرَاهِيمُ بْنُ السَّرِيِّ الزَّجَّاجُ (ت: 311هـ): (وقوله: {والسّابحات سبحا (3) فالسّابقات سبقا (4)} أرواح المؤمنين تخرج بسهولة. وقيل: {والنّازعات غرقا} القسي، {والنّاشطات نشطا} الأوهاق، {والسّابحات سبحا} السّفن). [معاني القرآن: 5/277](م)
قَالَ إِبْرَاهِيمُ بْنُ السَّرِيِّ الزَّجَّاجُ (ت: 311هـ): (وقيل: {والنّازعات غرقا}: النجوم تنزع من مكان إلى مكان. وكذلك {والسّابحات سبحا} النجوم تسبح في الفلك، كما قال: {وكلّ في فلك يسبحون}). [معاني القرآن: 5/277-278](م)
قَالَ مَكِّيُّ بْنُ أَبِي طَالِبٍ القَيْسِيُّ (ت: 437هـ): ([{وَالسَّابِحَاتِ سَبْحاً} أي الملائكة] جعل نزولها كالسباحة. والسَّبح التصرّف). [تفسير المشكل من غريب القرآن: 292]
قَالَ مَكِّيُّ بْنُ أَبِي طَالِبٍ القَيْسِيُّ (ت: 437هـ): ({السَّابِحَاتِ}: النجوم). [العمدة في غريب القرآن: 333]
تفسير قوله تعالى: {فَالسَّابِقَاتِ سَبْقًا (4)}
قالَ يَحْيَى بْنُ زِيَادٍ الفَرَّاءُ (ت: 207هـ): (وقوله عز وجل: {فالسّابقات سبقاً...} وهي الملائكة تسبق الشياطين بالوحي إلى الأنبياء؛ إذ كانت الشياطين تسترق السمع). [معاني القرآن: 3/230]
قَالَ عَبْدُ اللهِ بْنُ مُسْلِمِ بْنِ قُتَيْبَةَ الدِّينَوَرِيُّ (ت: 276هـ): ({فالسّابقات سبقاً}: تسبق الشياطين بالوحي). [تفسير غريب القرآن: 512]
قَالَ إِبْرَاهِيمُ بْنُ السَّرِيِّ الزَّجَّاجُ (ت: 311هـ): (وقوله: {والسّابحات سبحا (3) فالسّابقات سبقا (4)} أرواح المؤمنين تخرج بسهولة.
وقيل: {والنّازعات غرقا}: القسي، {والنّاشطات نشطا}: الأوهاق، {والسّابحات سبحا}: السّفن، {فالسّابقات سبقا}: الخيل). [معاني القرآن: 5/277]
قَالَ إِبْرَاهِيمُ بْنُ السَّرِيِّ الزَّجَّاجُ (ت: 311هـ): (وقيل: {والنّازعات غرقا}: النجوم تنزع من مكان إلى مكان. وكذلك {والسّابحات سبحا} النجوم تسبح في الفلك كما قال: {وكلّ في فلكيسبحون}.
وكذلك {فالسّابقات سبقا} فأما {المدبرات أمرا} فالملائكة، وقيل {فالسّابقات سبقا} الملائكة تسبق الشياطين بالوحي إلى الأنبياء كل هذا جاء في التفسير. واللّه أعلم بحقيقة ذلك). [معاني القرآن: 5/277-278]
قَالَ مَكِّيُّ بْنُ أَبِي طَالِبٍ القَيْسِيُّ (ت: 437هـ): ({فَالسَّابِقَاتِ} الملائكة تسبق الشياطين بالوحي). [تفسير المشكل من غريب القرآن: 292]
قَالَ مَكِّيُّ بْنُ أَبِي طَالِبٍ القَيْسِيُّ (ت: 437هـ): ({السَّابِقَاتِ}: الملائكة). [العمدة في غريب القرآن: 333]
تفسير قوله تعالى: {فَالْمُدَبِّرَاتِ أَمْرًا (5)}
قالَ يَحْيَى بْنُ زِيَادٍ الفَرَّاءُ (ت: 207هـ): (وقوله عز وجل: {فالمدبّرات أمراً...} هي الملائكة أيضا، تنزل بالحلال والحرام فذلك تدبيرها، وهو إلى الله جل وعز، ولكن لما نزلت به سميت بذلك، كما قال عز وجل: {نزل به الرّوح الأمين}، وكما قال: {فإنّه نزّله على قلبك}، يعني: جبريل عليه السلام نزّله على قلب محمد صلى الله عليهما وسلم، والله الذي أنزله.
ويسأل السائل: أين جواب القسم في النازعات؟ فهو مما ترك جوابه لمعرفة السامعين، المعنى وكأنه لو ظهر كان: لتبعثنّ، ولتحاسبنّ؛ ويدل على ذلك قولهم: إذا كنا عظاما ناخرة ألا ترى أنه كالجواب لقوله: لتبعثن إذ قالوا: إذا كنا عظاما نخرة نبعث). [معاني القرآن: 3/230-231]
قالَ أَبُو عُبَيْدَةَ مَعْمَرُ بْنُ الْمُثَنَّى التَّيْمِيُّ (ت: 210هـ): ({فالمدبرّات أمراً}). [مجاز القرآن: 2/284]
قَالَ عَبْدُ اللهِ بْنُ مُسْلِمِ بْنِ قُتَيْبَةَ الدِّينَوَرِيُّ (ت: 276هـ): ({فالمدبّرات أمراً}: تنزل بالحلال والحرام.وقال الحسن: «هذه كلها: النجوم، خلا {فالمدبّرات أمراً}: فإنها الملائكة». وإلى هذا ذهب أبو عبيدة). [تفسير غريب القرآن: 512]
قَالَ إِبْرَاهِيمُ بْنُ السَّرِيِّ الزَّجَّاجُ (ت: 311هـ): ({فالمدبّرات أمرا (5)}
{فالمدبّرات أمرا}: الملائكة، جبريل وميكائيل وإسرافيل وملك الموت، فجبريل بالوحي والتنزيل، وميكائيل بالقطر والنبات، وإسرافيل للصور، وملك الموت لقبض الأرواح). [معاني القرآن: 5/278]
قَالَ إِبْرَاهِيمُ بْنُ السَّرِيِّ الزَّجَّاجُ (ت: 311هـ): (وقيل: {والنّازعات غرقا}: النجوم تنزع من مكان إلى مكان. وكذلك {والسّابحات سبحا} النجوم تسبح في الفلك كما قال: {وكلّ في فلكيسبحون}.
وكذلك {فالسّابقات سبقا} فأما {المدبرات أمرا} فالملائكة، وقيل {فالسّابقات سبقا} الملائكة تسبق الشياطين بالوحي إلى الأنبياء كل هذا جاء في التفسير. واللّه أعلم بحقيقة ذلك). [معاني القرآن: 5/277-278](م)
قَالَ مَكِّيُّ بْنُ أَبِي طَالِبٍ القَيْسِيُّ (ت: 437هـ): ({فَالْمُدَبِّرَاتِ أَمْراً} الملائكة تتنزّل بالحلال والحرام. قال الحسن: هذا كله النجوم، خلا {المدبّرات أمراً} فإنها الملائكة). [تفسير المشكل من غريب القرآن: 292]
تفسير قوله تعالى: {يَوْمَ تَرْجُفُ الرَّاجِفَةُ (6)}
قالَ يَحْيَى بْنُ زِيَادٍ الفَرَّاءُ (ت: 207هـ): (وقوله عز وجل: {يوم ترجف الرّاجفة...} وهي: النفخة الأولى). [معاني القرآن: 3/231]
قالَ أَبُو عُبَيْدَةَ مَعْمَرُ بْنُ الْمُثَنَّى التَّيْمِيُّ (ت: 210هـ): ({يوم ترجف الرّاجفة} أي القيامة). [مجاز القرآن: 2/284]
قَالَ عَبْدُ اللهِ بْنُ مُسْلِمِ بْنِ قُتَيْبَةَ الدِّينَوَرِيُّ (ت: 276هـ): ({يوم ترجف الرّاجفة}: الأرض. ويقال: «الرّجفة» و«الرّاجفة» هاهنا سواء). [تفسير غريب القرآن: 512]
قَالَ عَبْدُ اللهِ بْنُ مُسْلِمِ بْنِ قُتَيْبَةَ الدِّينَوَرِيُّ (ت: 276هـ): (وكذا قوله عز وجل: {وَالنَّازِعَاتِ غَرْقًا (1) وَالنَّاشِطَاتِ نَشْطًا (2) وَالسَّابِحَاتِ سَبْحًا (3) فَالسَّابِقَاتِ سَبْقًا (4) فَالْمُدَبِّرَاتِ أَمْرًا} [النازعات: 1- 5]. ثم قال: {يَوْمَ تَرْجُفُ الرَّاجِفَةُ} [النازعات: 6]. ولم يأت الجواب لعلم السامع به، إذ كان فيما تأخّر من قوله دليل عليه، كأنّه قال: والنّازعات وكذا وكذا، لتبعثنّ، فقالوا: {أَئِذَا كُنَّا عِظَامًا نَخِرَةً} [النازعات: 11] نبعث؟!). [تأويل مشكل القرآن: 224]
قَالَ إِبْرَاهِيمُ بْنُ السَّرِيِّ الزَّجَّاجُ (ت: 311هـ): (وقوله: {يوم ترجف الرّاجفة (6) تتبعها الرّادفة (7)} ترجف تتحرك حركة شديدة، وقيل: الراجفة النفخة الأولى التي تموت معها جميع الخلق). [معاني القرآن: 5/278]
قَالَ مَكِّيُّ بْنُ أَبِي طَالِبٍ القَيْسِيُّ (ت: 437هـ): ({الرَّاجِفَةُ}: النفخة الأولى). [العمدة في غريب القرآن: 333]
تفسير قوله تعالى: {تَتْبَعُهَا الرَّادِفَةُ (7)}
قالَ يَحْيَى بْنُ زِيَادٍ الفَرَّاءُ (ت: 207هـ): ({تتبعها الرّادفة...} وهي: النفخة الثانية). [معاني القرآن: 3/231]
قالَ أَبُو عُبَيْدَةَ مَعْمَرُ بْنُ الْمُثَنَّى التَّيْمِيُّ (ت: 210هـ): ({تتبعها الرّادفة} كل شيء بعد شيء يردفه فهو الرادفة الصيحة الثانية). [مجاز القرآن: 2/284]
قَالَ عَبْدُ اللهِ بنُ يَحْيَى بْنِ المُبَارَكِ اليَزِيدِيُّ (ت: 237هـ): ({الرادفة}: كل شيء جاء بعد شيء فهو يردفه). [غريب القرآن وتفسيره: 411]
قَالَ عَبْدُ اللهِ بْنُ مُسْلِمِ بْنِ قُتَيْبَةَ الدِّينَوَرِيُّ (ت: 276هـ): ({تتبعها الرّادفة} أي تردفها أخرى. يقال ردفته وأردفته، إذا جئت بعده). [تفسير غريب القرآن: 512]
قَالَ إِبْرَاهِيمُ بْنُ السَّرِيِّ الزَّجَّاجُ (ت: 311هـ): (وقوله: {تتبعها الرّادفة (7)} قيل النفخة الثانية التي تبعث معها الخلق، وهو كقوله تعالى: {ونفخ في الصّور فصعق من في السّماوات ومن في الأرض إلّا من شاء اللّه ثمّ نفخ فيه أخرى فإذا هم قيام ينظرون (68)}). [معاني القرآن: 5/278]
قَالَ مَكِّيُّ بْنُ أَبِي طَالِبٍ القَيْسِيُّ (ت: 437هـ): ({الرَّادِفَةُ}: النفخة الثانية). [العمدة في غريب القرآن: 334]
تفسير قوله تعالى: {قُلُوبٌ يَوْمَئِذٍ وَاجِفَةٌ (8)}
قَالَ عَبْدُ اللهِ بْنُ مُسْلِمِ بْنِ قُتَيْبَةَ الدِّينَوَرِيُّ (ت: 276هـ): ({قلوبٌ يومئذٍ واجفةٌ} أي [تجف و] تخفق وتجب). [تفسير غريب القرآن: 513]
قَالَ إِبْرَاهِيمُ بْنُ السَّرِيِّ الزَّجَّاجُ (ت: 311هـ): (و{يوم} منصوب على معنى قلوب يومئذ واجفة يوم ترجف الرّاجفة.
ومعنى {واجفة} شديدة الاضطراب). [معاني القرآن: 5/278]
قَالَ مَكِّيُّ بْنُ أَبِي طَالِبٍ القَيْسِيُّ (ت: 437هـ): ({وَاجِفَةٌ} أي تخفق). [تفسير المشكل من غريب القرآن: 292]
قَالَ مَكِّيُّ بْنُ أَبِي طَالِبٍ القَيْسِيُّ (ت: 437هـ): ({وَاجِفَةٌ}: خائفة مضطربة). [العمدة في غريب القرآن: 334]
تفسير قوله تعالى:{أَبْصَارُهَا خَاشِعَةٌ (9)}
قَالَ إِبْرَاهِيمُ بْنُ السَّرِيِّ الزَّجَّاجُ (ت: 311هـ): ({أبصارها خاشعة (9)} ذليلة). [معاني القرآن: 5/278]
قَالَ مَكِّيُّ بْنُ أَبِي طَالِبٍ القَيْسِيُّ (ت: 437هـ): ({خَاشِعَةٌ}: ذليلة خاضعة). [العمدة في غريب القرآن: 334]
تفسير قوله تعالى: {يَقُولُونَ أَئِنَّا لَمَرْدُودُونَ فِي الْحَافِرَةِ (10)}
قالَ يَحْيَى بْنُ زِيَادٍ الفَرَّاءُ (ت: 207هـ): (وقوله عز وجل: {الحافرة...} يقال: إلى أمرنا الأول إلى الحياة، والعرب تقول: أتيت فلاناً ثم رجعت على حافرتي، أي رجعت إلى حيث جئت.
ومن ذلك قول العرب: النقد عند الحافرة. معناه: إذا قال: قد بعتك رجعت عليه بالثمن، وهما في المعنى واحد. وبعضهم: النقد عن الحافر. قال: وسألت عنه بعض العرب، فقال: النقد عند الحافر، يريد: عند حافر الفرس، وكأن هذا المثل جرى في الخيل.
وقال بعضهم: {الحافرة}: الأرض التي تحفر فيها قبورهم، فسماها: الحافرة. والمعنى: المحفورة. كما قيل: ماء دافق، يريد: مدفوق). [معاني القرآن: 3/231]
قالَ أَبُو عُبَيْدَةَ مَعْمَرُ بْنُ الْمُثَنَّى التَّيْمِيُّ (ت: 210هـ): ({أئنّا لمردودون في الحافرة} من حيث جئنا، كما قال: رجع فلان في حافرته من حيث جاء وعلى حافرته من حيث جاء). [مجاز القرآن: 2/284]
قالَ الأَخْفَشُ سَعِيدُ بْنُ مَسْعَدَةَ الْبَلْخِيُّ (ت: 215هـ): ({يقولون أإنّا لمردودون في الحافرة * أإذا كنّا عظاماً نّخرةً} وقال: {أإنّا لمردودون في الحافرة} {أإذا كنّا عظاماً} كأنه أراد "أنردّ إذا كنّا عظاماً" وأما من قال: {أانا} و{أاإذا كنا} باجتماع الهمزتين ففصل بينهما بألف فإنما أضمر الكلام الذي جعل هذا ظرفا له لأنه قد قيل لهم "إنّكم تبعثون وتعادون" فقالوا {أإذا كنا ترابا} في هذا الوقت نعاد؟ وهو من كلام العرب بعضهم يقول {أينّا} و{أيذا} فيخفف الآخرة لأنه لا يجتمع همزتان.
والكوفيون يقولون "أإنا" و"أإذا" فيجمعون بين الهمزتين. وكان ابن أبي إسحاق يجمع بين الهمزتين في القراءة فيما بلغنا وقد يقول بعض العرب: " اللهمّ اغفر لي خطائئى" يهمزها جميعا. وهو قليل وهي في لغة قيس). [معاني القرآن: 4/45]
قَالَ عَبْدُ اللهِ بنُ يَحْيَى بْنِ المُبَارَكِ اليَزِيدِيُّ (ت: 237هـ): ({الحافرة}: قالوا: إلى الأرض وقالوا إلى الدنيا ويقال: رجع فلان في حافرته أي من حيث جاء على حافرته. وقالوا "النقد عند الحافرة" أي عند أول الكلام وعند أول المنطق والبيع). [غريب القرآن وتفسيره: 411]
قَالَ عَبْدُ اللهِ بْنُ مُسْلِمِ بْنِ قُتَيْبَةَ الدِّينَوَرِيُّ (ت: 276هـ): ({أإنّا لمردودون في الحافرة}؟ أي إلى أول أمرنا. يقال: رجع فلان في حافرته، وعلى حافرته. أي رجع من حيث جاء.
وأرادوا: {أإذا كنّا عظاماً نخرةً} نردّ أحياء؟! كما قال الشاعر:
أحافرة على صلع وشيب = معاذ اللّه من سفة وعار؟!
أي [أ] أرجع إلى أول أمري - أي في حداثتي - بعد الصلع والشيب؟!). [تفسير غريب القرآن: 513]
قَالَ إِبْرَاهِيمُ بْنُ السَّرِيِّ الزَّجَّاجُ (ت: 311هـ): (وجواب والنازعات -واللّه أعلم- محذوف، والمعنى كأنّه أقسم فقال: وهذه الأشياء لتبعثنّ، والدليل على ذلك قوله: {يقولون أإنّا لمردودون في الحافرة (10)} أي إنا نرد في الحياة بعد الموت إذا كنا عظاما نخرة، أي نردّ ونبعث. ويقال: رجع فلان في حافرته إذا رجع في الطريق الذي جاء فيه). [معاني القرآن: 5/278]
قَالَ غُلاَمُ ثَعْلَبٍ مُحَمَّدُ بنُ عَبْدِ الوَاحِدِ البَغْدَادِيُّ (ت: 345هـ): ({في الحافرة} أي: في الدنيا كما كنا). [ياقوتة الصراط: 553]
قَالَ مَكِّيُّ بْنُ أَبِي طَالِبٍ القَيْسِيُّ (ت: 437هـ): ({فِي الْحَافِرَةِ} أي نرجع إلى أمرنا الأوّل، ينكرون البعث). [تفسير المشكل من غريب القرآن: 292]
قَالَ مَكِّيُّ بْنُ أَبِي طَالِبٍ القَيْسِيُّ (ت: 437هـ): ({الْحَافِرَةِ}: أرض الدنيا). [العمدة في غريب القرآن: 334]
تفسير قوله تعالى: {أَئِذَا كُنَّا عِظَامًا نَخِرَةً (11)}
قالَ يَحْيَى بْنُ زِيَادٍ الفَرَّاءُ (ت: 207هـ): (وقوله: {أإذا كنّا عظاماً نّاخرةً...} ... حدثني قيس بن الربيع عن السدي عن عمرو بن ميمون قال: سمعت عمر بن الخطاب يقرأ: "إذا كنّا عظاماً ناخرةً".
... حدثني الكسائي عن محمد بن الفضل عن عطاء عن أبي عبد الرحمن عن عليّ رحمه الله أنه قرأ "نخرةً"، وزعم في إسناده هذا: أنّ ابن عباس قرأها "نخرة".
... وحدثني شريك بن عبد الله، ومحمد بن عبد العزيز التيمي أبو سعيد عن مغيرة عن مجاهد قال شريك: قرأ ابن عباس "عظاما ناخرة" وقال محمد بإسناده عن مغيرة عن مجاهد، قال: سمعت ابن الزبير يقول على المنبر: ما بال صبيان يقرءون: (نخرة)، وإنما هي (ناخرة).
... وحدثني مندل عن ليث عن مجاهد عن ابن عباس أنه قرأ: (ناخرة).
وقرأ أهل المدينة والحسن: (نخرة)، و(ناخرة). أجود الوجهين في القراءة، لأن الآيات بالألف. ألا ترى أن (ناخرة) مع (الحافرة) و(الساهرة) أشبه بمجيء التنزيل، و(الناخرة) و(النخرة) سواء في المعنى؛ بمنزلة الطامع والطمع، والباخل والبخل.
وقد فرق بعض المفسرين بينهما، فقال: (النخرة): البالية، و(الناخرة): العظم المجوف الذي تمر فيه الريح فينخر). [معاني القرآن: 3/231-232]
قالَ أَبُو عُبَيْدَةَ مَعْمَرُ بْنُ الْمُثَنَّى التَّيْمِيُّ (ت: 210هـ): ((ناخرةً) و{نخرة} سواء عظم نخرٌ بال). [مجاز القرآن: 2/284]
قالَ الأَخْفَشُ سَعِيدُ بْنُ مَسْعَدَةَ الْبَلْخِيُّ (ت: 215هـ): ({يقولون أإنّا لمردودون في الحافرة * أإذا كنّا عظاماً نّخرةً} وقال: {أإنّا لمردودون في الحافرة} {أإذا كنّا عظاماً} كأنه أراد "أنردّ إذا كنّا عظاماً" وأما من قال: {أانا} و{أاإذا كنا} باجتماع الهمزتين ففصل بينهما بألف فإنما أضمر الكلام الذي جعل هذا ظرفا له لأنه قد قيل لهم "إنّكم تبعثون وتعادون" فقالوا {أإذا كنا ترابا} في هذا الوقت نعاد؟ وهو من كلام العرب بعضهم يقول {أينّا} و{أيذا} فيخفف الآخرة لأنه لا يجتمع همزتان.
والكوفيون يقولون "أإنا" و"أإذا" فيجمعون بين الهمزتين. وكان ابن أبي إسحاق يجمع بين الهمزتين في القراءة فيما بلغنا وقد يقول بعض العرب: " اللهمّ اغفر لي خطائئى" يهمزها جميعا. وهو قليل وهي في لغة قيس). [معاني القرآن: 4/45](م)
قَالَ عَبْدُ اللهِ بنُ يَحْيَى بْنِ المُبَارَكِ اليَزِيدِيُّ (ت: 237هـ): ({عظاما نخزة}: وناخرة: بالية. قد يكون أن تنخر فيها الريح نخيرا بالأرض). [غريب القرآن وتفسيره: 411-412]
قَالَ عَبْدُ اللهِ بْنُ مُسْلِمِ بْنِ قُتَيْبَةَ الدِّينَوَرِيُّ (ت: 276هـ): ({أإنّا لمردودون في الحافرة}؟ أي إلى أول أمرنا. يقال: رجع فلان في حافرته، وعلى حافرته. أي رجع من حيث جاء.
وأرادوا: {أإذا كنّا عظاماً نخرةً} نردّ أحياء؟! كما قال الشاعر:
أحافرة على صلع وشيب معاذ اللّه من سفة وعار؟!
أي [أ] أرجع إلى أول أمري - أي في حداثتي - بعد الصلع والشيب؟!). [تفسير غريب القرآن: 513](م)
قَالَ عَبْدُ اللهِ بْنُ مُسْلِمِ بْنِ قُتَيْبَةَ الدِّينَوَرِيُّ (ت: 276هـ): (وكذا قوله عز وجل: {وَالنَّازِعَاتِ غَرْقًا (1) وَالنَّاشِطَاتِ نَشْطًا (2) وَالسَّابِحَاتِ سَبْحًا (3) فَالسَّابِقَاتِ سَبْقًا (4) فَالْمُدَبِّرَاتِ أَمْرًا} [النازعات: 1-5]. ثم قال: {يَوْمَ تَرْجُفُ الرَّاجِفَةُ} [النازعات: 6]. ولم يأت الجواب لعلم السامع به، إذ كان فيما تأخّر من قوله دليل عليه، كأنّه قال: والنّازعات وكذا وكذا، لتبعثنّ، فقالوا: {أَئِذَا كُنَّا عِظَامًا نَخِرَةً} [النازعات: 11] نبعث؟!). [تأويل مشكل القرآن: 224](م)
قَالَ إِبْرَاهِيمُ بْنُ السَّرِيِّ الزَّجَّاجُ (ت: 311هـ): ({أإذا كنّا عظاما نخرة (11)} وقرئت (نخرة)، و (ناخرة) أكثر في القراءة وأجود لشبه آخر الآي بعضها ببعض، الحافرة وناخرة وخاسرة. ونخرة جيدة أيضا، يقال: نخر العظم ينخر فهو نخر مثل عفن الشيء يعفن فهو عفن.
و(ناخرة) على معنى عظاما فارغة يصير فيها من هبوب الريح كالنخير، ويجوز (ناخرة) كما تقول: بلي الشيء وبليت العظام فهي بالية). [معاني القرآن: 5/278-279]
تفسير قوله تعالى: {قَالُوا تِلْكَ إِذًا كَرَّةٌ خَاسِرَةٌ (12)}
قَالَ عَبْدُ اللهِ بْنُ مُسْلِمِ بْنِ قُتَيْبَةَ الدِّينَوَرِيُّ (ت: 276هـ): ({تلك إذاً كرّةٌ خاسرةٌ} أي رجعة يخسر فيها). [تفسير غريب القرآن: 513]
قَالَ إِبْرَاهِيمُ بْنُ السَّرِيِّ الزَّجَّاجُ (ت: 311هـ): ({قالوا تلك إذا كرّة خاسرة (12)} أي هذه الكرة كرة خسران. والمعنى أهلها خاسرون). [معاني القرآن: 5/279]
قَالَ مَكِّيُّ بْنُ أَبِي طَالِبٍ القَيْسِيُّ (ت: 437هـ): ({كَرَّةٌ} أي رجعة. {خَاسِرَةٌ} أي الكافر يخْسر فيها، لأنّهم وُعدوا فيها بالنار). [تفسير المشكل من غريب القرآن: 292]
تفسير قوله تعالى: {فَإِنَّمَا هِيَ زَجْرَةٌ وَاحِدَةٌ (13)}
قَالَ إِبْرَاهِيمُ بْنُ السَّرِيِّ الزَّجَّاجُ (ت: 311هـ): (ثم أعلم عزّ وجل سهولة البعث عليه فقال: {فإنّما هي زجرة واحدة (13) فإذا هم بالسّاهرة (14)}والساهرة وجه الأرض). [معاني القرآن: 5/279]
تفسير قوله تعالى: {فَإِذَا هُمْ بِالسَّاهِرَةِ (14)}
قالَ يَحْيَى بْنُ زِيَادٍ الفَرَّاءُ (ت: 207هـ): (وقوله عز وجل: {فإذا هم بالسّاهرة...} وهو وجه الأرض، كأنها سميت بهذا الاسم، لأن فيها الحيوان: نومهم، وسهرهم.
... حدثني حبّان بن علي عن الكلبي عن أبي صالح عن ابن عباس أنه قال: (الساهرة): الأرض، وأنشد:
ففيها لحم ساهرةٍ وبحرٍ = وما فاهوا به لهم مقيم).
[معاني القرآن: 3/232]
قالَ أَبُو عُبَيْدَةَ مَعْمَرُ بْنُ الْمُثَنَّى التَّيْمِيُّ (ت: 210هـ): ({السّاهرة} الفلاة ووجه الأرض. قال أمية بن أبي الصلت:
وفيها لحم ساهرةٍ وبحر = وما فاهوا به لهم مقيمأي تكلموا).
[مجاز القرآن: 2/285]
قَالَ عَبْدُ اللهِ بنُ يَحْيَى بْنِ المُبَارَكِ اليَزِيدِيُّ (ت: 237هـ): ({بالساهرة}: الفلاة ووجه الأرض). [غريب القرآن وتفسيره: 412]
قَالَ عَبْدُ اللهِ بْنُ مُسْلِمِ بْنِ قُتَيْبَةَ الدِّينَوَرِيُّ (ت: 276هـ): (و{بالسّاهرة}: وجه الأرض). [تفسير غريب القرآن: 513]
قَالَ إِبْرَاهِيمُ بْنُ السَّرِيِّ الزَّجَّاجُ (ت: 311هـ): (ثم أعلم عزّ وجل سهولة البعث عليه فقال: {فإنّما هي زجرة واحدة (13) فإذا هم بالسّاهرة (14)}والساهرة وجه الأرض). [معاني القرآن: 5/279](م)
قَالَ مَكِّيُّ بْنُ أَبِي طَالِبٍ القَيْسِيُّ (ت: 437هـ): ({السَّاهِرَةِ} وجه الأرض). [تفسير المشكل من غريب القرآن: 292]
قَالَ مَكِّيُّ بْنُ أَبِي طَالِبٍ القَيْسِيُّ (ت: 437هـ): ({السَّاهِرَةِ}: أرض الآخرة). [العمدة في غريب القرآن: 334]