العودة   جمهرة العلوم > قسم التفسير > التفسير اللغوي > جمهرة التفسير اللغوي

إضافة رد
 
أدوات الموضوع إبحث في الموضوع انواع عرض الموضوع
  #1  
قديم 8 شعبان 1431هـ/19-07-2010م, 08:41 AM
عبد العزيز بن داخل المطيري عبد العزيز بن داخل المطيري غير متواجد حالياً
المشرف العام
 
تاريخ التسجيل: Sep 2008
المشاركات: 2,179
افتراضي التفسير اللغوي لسورة الحاقة

التفسير اللغوي لسورة الحاقة

رد مع اقتباس
  #2  
قديم 27 ذو القعدة 1431هـ/3-11-2010م, 05:10 PM
محمد أبو زيد محمد أبو زيد غير متواجد حالياً
إدارة الجمهرة
 
تاريخ التسجيل: Nov 2008
المشاركات: 25,303
افتراضي [الآيات من 1 إلى 8]


{الْحَاقَّةُ (1) مَا الْحَاقَّةُ (2) وَمَا أَدْرَاكَ مَا الْحَاقَّةُ (3) كَذَّبَتْ ثَمُودُ وَعَادٌ بِالْقَارِعَةِ (4) فَأَمَّا ثَمُودُ فَأُهْلِكُوا بِالطَّاغِيَةِ (5) وَأَمَّا عَادٌ فَأُهْلِكُوا بِرِيحٍ صَرْصَرٍ عَاتِيَةٍ (6) سَخَّرَهَا عَلَيْهِمْ سَبْعَ لَيَالٍ وَثَمَانِيَةَ أَيَّامٍ حُسُومًا فَتَرَى الْقَوْمَ فِيهَا صَرْعَى كَأَنَّهُمْ أَعْجَازُ نَخْلٍ خَاوِيَةٍ (7) فَهَلْ تَرَى لَهُمْ مِنْ بَاقِيَةٍ (8) }

تفسير قوله تعالى: {الْحَاقَّةُ (1) مَا الْحَاقَّةُ (2) وَمَا أَدْرَاكَ مَا الْحَاقَّةُ (3)}
قالَ يَحْيَى بْنُ زِيَادٍ الفَرَّاءُ: (ت: 207هـ): (قوله عز وجل: {الحاقّة... ما الحاقّة...}.والحاقة: القيامة، سميت بذلك لأن فيها الثواب والجزاء، والعرب تقول: لما عرفت الحقة مني هربت، والحاقة. وهما في معنى واحد. [معاني القرآن: 3/179]
والحاقة: مرفوعة بما تعجبت منه من ذكرها، كقولك: الحاقة ما هي؟ والثانية: راجعة على الأولى. وكذلك قوله: {وأصحاب اليمين ما أصحاب اليمين} و{القارعة، ما القارعة} معناه: أي شيء القارعة؟ فما في موضع رفع بالقارعة الثانية، والأولى مرفوعة بجملتها، والقارعة: القيامة أيضاً). [معاني القرآن: 3/180]
قَالَ عَبْدُ اللهِ بنُ يَحْيَى بْنِ المُبَارَكِ اليَزِيدِيُّ (ت: 237هـ): ({الحاقة}: قالوا الساعة ويقال والله أعلم من حق يحق أي وجب). [غريب القرآن وتفسيره: 386]
قَالَ عَبْدُ اللهِ بْنُ مُسْلِمِ بْنِ قُتَيْبَةَ الدِّينَوَرِيُّ (ت: 276هـ):
({الحاقّة}: القيامة، [لأنها] حقّت. فهي حاقة وحقّة.
قال الفراء: إنما قيل لها حاقة: لأن فيها حواق الأمور [والثواب. و«الحقة»: حقيقة الأمر. يقال: لما عرفت الحقة متى هربت. هي مثل الحاقة). [تفسير غريب القرآن: 483]
قَالَ إِبْرَاهِيمُ بْنُ السَّرِيِّ الزَّجَّاجُ (ت: 311هـ): (قوله تعالى: {الحاقّة (1) ما الحاقّة (2)} الأوّلة: مرفوع بالابتداء، و " ما " رفع بالابتداء أيضا.و (الحاقّة) الثانية خبر " ما " والعائد على " ما " (الحاقّة) الثانية.على تقدير ما هي، والمعنى تفخيم شأنها، واللفظ لفظ استفهام كما تقول: زيد ما هو، على تأويل التعظيم لشأنه في مدح كان أو ذمّ.
والحاقة: السّاعة والقيامة وسميت (الحاقّة) لأنها تحق كل شيء يعمله إنسان من خير أو شر.
وكذلك {وما أدراك ما الحاقّة} معناه أي شيء أعلمك ما الحاقة. و" ما " موضعها رفع، وأن كان بعد أدراك لأن ما كان في لفظ الاستفهام لا يعمل فيه ما قبله.المعنى ما أعلمك أي شيء الحاقة). [معاني القرآن: 5/213]
قَالَ مَكِّيُّ بْنُ أَبِي طَالِبٍ القَيْسِيُّ (ت: 437هـ): ({الْحَاقَّةُ}: القيامة. سمّيت بذلك لأن فيها حَوَاقَّ الأمور). [تفسير المشكل من غريب القرآن: 277]

تفسير قوله تعالى: {كَذَّبَتْ ثَمُودُ وَعَادٌ بِالْقَارِعَةِ (4)}
قَالَ إِبْرَاهِيمُ بْنُ السَّرِيِّ الزَّجَّاجُ (ت: 311هـ): (ثم ذكر اللّه - عزّ وجلّ - من كذب بالحاقة والساعة وأمر البعث والقيامة وما نزل بهم وعظا لأمّة محمد - صلى الله عليه وسلم - فقال:
(كذّبت ثمود وعاد بالقارعة (4)أي بالقيامة). [معاني القرآن: 5/213]
قَالَ مَكِّيُّ بْنُ أَبِي طَالِبٍ القَيْسِيُّ (ت: 437هـ): ( {الْقَارِعَةِ}: القيامة). [العمدة في غريب القرآن: 312]

تفسير قوله تعالى: {فَأَمَّا ثَمُودُ فَأُهْلِكُوا بِالطَّاغِيَةِ (5) }
قالَ أَبُو عُبَيْدَةَ مَعْمَرُ بْنُ الْمُثَنَّى التَّيْمِيُّ (ت:210هـ): ({فأهلكوا بالطّاغية} بطغيانهم وكفرهم). [مجاز القرآن: 2/267]
قَالَ عَبْدُ اللهِ بنُ يَحْيَى بْنِ المُبَارَكِ اليَزِيدِيُّ (ت: 237هـ): ({فأهلكوا بالطاغية}: بطغيانهم، وقالوا بالريح الطاغية). [غريب القرآن وتفسيره: 386]
قَالَ عَبْدُ اللهِ بْنُ مُسْلِمِ بْنِ قُتَيْبَةَ الدِّينَوَرِيُّ (ت: 276هـ):
( {فأهلكوا بالطّاغية} أي بالطغيان). [تفسير غريب القرآن: 483]

قَالَ إِبْرَاهِيمُ بْنُ السَّرِيِّ الزَّجَّاجُ (ت: 311هـ) : ({فأمّا ثمود فأهلكوا بالطّاغية (5)} ومعنى (بالطّاغية) عند أهل اللغة بطغيانهم، وفاعلة قد يأتي بمعنى المصادر نحو عافية وعاقبة.
والذي يدل عليه معنى الآية. - واللّه أعلم - أنهم أهلكوا بالرجفة الطاغية، كما قال: {وأمّا عاد فأهلكوا بريح صرصر عاتية (6)} ). [معاني القرآن: 5/213]
قَالَ مَكِّيُّ بْنُ أَبِي طَالِبٍ القَيْسِيُّ (ت: 437هـ): ({بِالطَّاغِيَةِ} أي بالطغيان). [تفسير المشكل من غريب القرآن: 278]
قَالَ مَكِّيُّ بْنُ أَبِي طَالِبٍ القَيْسِيُّ (ت: 437هـ): ({الطَّاغِيَةِ}: الريح). [العمدة في غريب القرآن: 312]

تفسير قوله تعالى: {وَأَمَّا عَادٌ فَأُهْلِكُوا بِرِيحٍ صَرْصَرٍ عَاتِيَةٍ (6)}
قَالَ إِبْرَاهِيمُ بْنُ السَّرِيِّ الزَّجَّاجُ (ت: 311هـ): ({وأمّا عاد فأهلكوا بريح صرصر عاتية (6)} يقال للشيء العظيم عات وعاتية، وكذلك أهلكوا بالطاغية، ودليل الوصف بالطغيان في الشيء العظيم قوله عزّ وجلّ: {إنّا لمّا طغى الماء حملناكم في الجارية} فوصف الماء بالطغيان لمجاوزته القدر في الكثرة، وكذلك أهلكوا بالطاغية، واللّه أعلم.
وقوله: {بريح صرصر عاتية} أي بريح شديدة البرد جدّا، والصّرصر شدة البرد، وصرصر متكرر فيها البرد، كما تقول قد قلقلت الشيء، وأقللت الشيء إذا رفعته من مكانه، إلا أن قلقلته رددته أي كررت رفعه، وأقللته رفعته. فليس فيه دليل تكرير، وكذلك صرصر وصر وصلصل، وصل.إذا سمعت صوت الصرير غير مكرر قلت قد صر وصل، فإذا أردت أن الصوت تكرر قلت: قد صلصل، وصرصر). [معاني القرآن: 5/214]

تفسير قوله تعالى: {سَخَّرَهَا عَلَيْهِمْ سَبْعَ لَيَالٍ وَثَمَانِيَةَ أَيَّامٍ حُسُومًا فَتَرَى الْقَوْمَ فِيهَا صَرْعَى كَأَنَّهُمْ أَعْجَازُ نَخْلٍ خَاوِيَةٍ (7)}
قالَ يَحْيَى بْنُ زِيَادٍ الفَرَّاءُ: (ت: 207هـ): (وقوله: {سخّرها عليهم سبع ليالٍ وثمانية أيّامٍ حسوماً...}
والحسوم: التّباع إذا تتابع الشيء فلم ينقطع أوله عن آخره، قيل فيه: حسوم، وإنما أخذ -والله أعلم- من حسم الداء إذا كوى صاحبه؛ لأنه يكوى بمكواةٍ، ثم يتابع ذلك عليه). [معاني القرآن: 3/180]
قالَ أَبُو عُبَيْدَةَ مَعْمَرُ بْنُ الْمُثَنَّى التَّيْمِيُّ (ت: 210هـ): ({سخّرها عليهم} أدامها عليهم ليس فيها فتور. {حسوماً} متتابعة). [مجاز القرآن: 2/267]
قالَ أَبُو عُبَيْدَةَ مَعْمَرُ بْنُ الْمُثَنَّى التَّيْمِيُّ (ت: 210هـ): ({أعجاز نخلٍ خاويةٍ} أصولها، مجازها لغة ممن أنث النخل). [مجاز القرآن: 2/267]
قَالَ عَبْدُ اللهِ بنُ يَحْيَى بْنِ المُبَارَكِ اليَزِيدِيُّ (ت: 237هـ): ({سخرها}: أدامها ويقال دائمة.
{حسوما}: متتابعة مشائيم، ولا يقال للواحد). [غرائب القرآن:386]
قَالَ عَبْدُ اللهِ بْنُ مُسْلِمِ بْنِ قُتَيْبَةَ الدِّينَوَرِيُّ (ت: 276هـ):
( {حسوماً}: تباعا. ويقال: هو من «حسم الداء» [إذا كوي صاحبه]: لأنه يكوي مرة بعد مرة، يتابع عليه الكيّ.
{أعجاز نخلٍ}: أصول نخل، {خاويةٍ}: بالية). [تفسير غريب القرآن: 483]
قَالَ إِبْرَاهِيمُ بْنُ السَّرِيِّ الزَّجَّاجُ (ت: 311هـ): (وقوله تعالى: {سخّرها عليهم سبع ليال وثمانية أيّام حسوما فترى القوم فيها صرعى كأنّهم أعجاز نخل خاوية (7)}
معنى (سخّرها عليهم) أقامها عليهم كما شاء، ومعنى {حسوما}: دائمة، وقالوا متابعة، فأمّا ما توجبه اللغة فعلى معنى تحسمهم حسوما؛ أي تذهبهم وتفنيهم. وقوله - عزّ وجلّ -: {كأنّهم أعجاز نخل خاوية}.
{أعجاز نخل} أصول نخل، وقيل خاوية للنخل لأن النخل تذكر وتؤنث.يقال: هذا نخل حسن، وهذه نخل حسنة، فخاوية على التأنيث. وقال في موضع آخر: {أعجاز نخل منقعر}). [معاني القرآن: 5/214]
قَالَ غُلاَمُ ثَعْلَبٍ مُحَمَّدُ بنُ عَبْدِ الوَاحِدِ البَغْدَادِيُّ (ت:345هـ): ({حسوما} أي: دائمة متتابعة). [ياقوتة الصراط: 527]
قَالَ مَكِّيُّ بْنُ أَبِي طَالِبٍ القَيْسِيُّ (ت: 437هـ): ({حُسُوماً} تباعاً، أي متتابعة. {أَعْجَازُ نَخْلٍ} أي أصول نخل{خَاوِيَةٍ} أي بالية). [تفسير المشكل من غريب القرآن: 278]
قَالَ مَكِّيُّ بْنُ أَبِي طَالِبٍ القَيْسِيُّ (ت: 437هـ): ({سَخَّرَهَا}: أدامها {حُسُومًا}: قاطعة). [العمدة في غريب القرآن: 312]

تفسير قوله تعالى: {فَهَلْ تَرَى لَهُمْ مِنْ بَاقِيَةٍ (8)}
قالَ يَحْيَى بْنُ زِيَادٍ الفَرَّاءُ (ت: 207هـ): (وقوله: {فهل ترى لهم مّن باقيةٍ...}. من بقاءٍ، ويقال: هل ترى منهم باقياً؟، وكل ذلك في العربية جائز حسن). [معاني القرآن: 3/180]
قالَ أَبُو عُبَيْدَةَ مَعْمَرُ بْنُ الْمُثَنَّى التَّيْمِيُّ (ت: 210هـ): ({فهل ترى لهم من باقية} من بقية ومجازها مجاز الطاغية مصدر. وقلما ما جاء المصدر في تقدير فاعل إلا أربعة أحرف وكذلك جاءت مصادر في مفعول أيضاً في حروف منها: اقبل ميسوره، ودع معسوره، ومعقوله). [مجاز القرآن: 2/267]
قَالَ عَبْدُ اللهِ بنُ يَحْيَى بْنِ المُبَارَكِ اليَزِيدِيُّ (ت: 237هـ): ({من باقية}: بقية). [غريب القرآن وتفسيره: 387]
قَالَ عَبْدُ اللهِ بْنُ مُسْلِمِ بْنِ قُتَيْبَةَ الدِّينَوَرِيُّ (ت: 276هـ):
({فهل ترى لهم من باقيةٍ}؟! أي أثر.
ويقال: هل ترى لهم من بقاء؟). [تفسير غريب القرآن: 483]
قَالَ مَكِّيُّ بْنُ أَبِي طَالِبٍ القَيْسِيُّ (ت: 437هـ): ({بَاقِيَةٍ}: بقية). [العمدة في غريب القرآن: 312]


رد مع اقتباس
  #3  
قديم 27 ذو القعدة 1431هـ/3-11-2010م, 05:13 PM
محمد أبو زيد محمد أبو زيد غير متواجد حالياً
إدارة الجمهرة
 
تاريخ التسجيل: Nov 2008
المشاركات: 25,303
افتراضي [الآيات من 9 إلى 17]


{وَجَاءَ فِرْعَوْنُ وَمَنْ قَبْلَهُ وَالْمُؤْتَفِكَاتُ بِالْخَاطِئَةِ (9) فَعَصَوْا رَسُولَ رَبِّهِمْ فَأَخَذَهُمْ أَخْذَةً رَابِيَةً (10) إِنَّا لَمَّا طَغَى الْمَاءُ حَمَلْنَاكُمْ فِي الْجَارِيَةِ (11) لِنَجْعَلَهَا لَكُمْ تَذْكِرَةً وَتَعِيَهَا أُذُنٌ وَاعِيَةٌ (12) فَإِذَا نُفِخَ فِي الصُّورِ نَفْخَةٌ وَاحِدَةٌ (13) وَحُمِلَتِ الْأَرْضُ وَالْجِبَالُ فَدُكَّتَا دَكَّةً وَاحِدَةً (14) فَيَوْمَئِذٍ وَقَعَتِ الْوَاقِعَةُ (15) وَانْشَقَّتِ السَّمَاءُ فَهِيَ يَوْمَئِذٍ وَاهِيَةٌ (16) وَالْمَلَكُ عَلَى أَرْجَائِهَا وَيَحْمِلُ عَرْشَ رَبِّكَ فَوْقَهُمْ يَوْمَئِذٍ ثَمَانِيَةٌ (17)}

تفسير قوله تعالى: {وَجَاءَ فِرْعَوْنُ وَمَنْ قَبْلَهُ وَالْمُؤْتَفِكَاتُ بِالْخَاطِئَةِ (9)}
قالَ يَحْيَى بْنُ زِيَادٍ الفَرَّاءُ: (ت: 207هـ): (وقوله: {وجاء فرعون ومن قبله...}.قرأها عاصم والأعمش وأهل المدينة: (ومن قبله)، وقرأ طلحة بن مصرّف والحسن، أو أبو عبد الرحمن ـ شكّ الفراء ـ: (ومن قبله)، بكسر القاف. وهي في قراءة أبيّ: (وجاء فرعون ومن معه)، وفي قراءة أبي موسى الأشعري: "ومن تلقاءه"، وهما شاهدان لمن كسر القاف؛ لأنهما كقولك: جاء فرعون وأصحابه.
ومن قال: ومن قبله: أراد الأمم العاصين قبله). [معاني القرآن: 3/180]
قالَ يَحْيَى بْنُ زِيَادٍ الفَرَّاءُ (ت: 207هـ): (وقوله: {والمؤتفكات بالخاطئة...}.الذين ائتفكوا بخطئهم). [معاني القرآن: 3/180]
قَالَ عَبْدُ اللهِ بنُ يَحْيَى بْنِ المُبَارَكِ اليَزِيدِيُّ (ت: 237هـ): ({بالخاطئة}: بالخطأ، وهو الإثم ومنه {ولا يأكله إلا الخاطئون}: أي الآثمون). [غريب القرآن وتفسيره: 387]
قَالَ عَبْدُ اللهِ بْنُ مُسْلِمِ بْنِ قُتَيْبَةَ الدِّينَوَرِيُّ (ت: 276هـ) :
({بالخاطئة} أي بالذنوب).
[تفسير غريب القرآن: 483]
قَالَ إِبْرَاهِيمُ بْنُ السَّرِيِّ الزَّجَّاجُ (ت: 311هـ) : (وقوله: {وجاء فرعون ومن قبله والمؤتفكات بالخاطئة (9)}
وقرئت ومن قبله فمن قال: ومن قبله فمعناه وتباعة، ومن قال ومن قبله فالمعنى من تقدّمه. {والمؤتفكات بالخاطئة}
{والمؤتفكات} الذين ائتفكوا بذنوبهم، أي أهلكوا بذنوبهم الّتي أعظمها الإفك، وهو الكذب في أمر الله بأنهم كفروا وكذبوا بالرسل فلذلك قيل لهم مؤتفكون، وكذلك الذين ائتفكت بهم الأرض، أي خسف بهم إنما معناه انقلبت بهم كما يقلب بهم الكذاب الحق إلى الباطل.
ومعنى (بالخاطئة) بالخطأ العظيم، والدليل على أن من عظيم آثامهم الكذب قوله:{فعصوا رسول ربّهم فأخذهم أخذة رابية}). [معاني القرآن: 5/214-215]
قَالَ مَكِّيُّ بْنُ أَبِي طَالِبٍ القَيْسِيُّ (ت: 437هـ): ({بِالْخَاطِئَةِ} أي بالذنوب). [تفسير المشكل من غريب القرآن: 278]

تفسير قوله تعالى: {فَعَصَوْا رَسُولَ رَبِّهِمْ فَأَخَذَهُمْ أَخْذَةً رَابِيَةً (10) }
قالَ يَحْيَى بْنُ زِيَادٍ الفَرَّاءُ: (ت: 207هـ): (وقوله: {فأخذهم أخذةً رّابيةً...}. [معاني القرآن: 3/180]
أخذة زائدة، كما تقول: أربيت إذا أخذ أكثر مما أعطاه من الذهب والفضة، فتقول: قد أربيت فربا رباك). [معاني القرآن: 3/181]
قالَ أَبُو عُبَيْدَةَ مَعْمَرُ بْنُ الْمُثَنَّى التَّيْمِيُّ (ت:210هـ): ({أخذةً رابية} نامية زائدة شديدة من الربا). [مجاز القرآن: 2/267]
قَالَ عَبْدُ اللهِ بنُ يَحْيَى بْنِ المُبَارَكِ اليَزِيدِيُّ (ت: 237هـ): ({أخذة رابية}: نامية زائدة من الربا). [غريب القرآن وتفسيره: 387]
قَالَ عَبْدُ اللهِ بْنُ مُسْلِمِ بْنِ قُتَيْبَةَ الدِّينَوَرِيُّ (ت: 276هـ):
( {أخذةً رابيةً}: عالية مذكورة).
[تفسير غريب القرآن: 484]
قَالَ إِبْرَاهِيمُ بْنُ السَّرِيِّ الزَّجَّاجُ (ت: 311هـ) : ({فعصوا رسول ربّهم فأخذهم أخذة رابية (10)} لأنهم كذبوا رسلهم.
(أخذة رابية): معنى (رابية) تزيد على الأحداث). [معاني القرآن: 5/215]
قَالَ مَكِّيُّ بْنُ أَبِي طَالِبٍ القَيْسِيُّ (ت: 437هـ): ({رَّابِيَةً} أي عالية مذكورة). [تفسير المشكل من غريب القرآن: 278]
قَالَ مَكِّيُّ بْنُ أَبِي طَالِبٍ القَيْسِيُّ (ت: 437هـ): ({رَّابِيَةً}: شديدة). [العمدة في غريب القرآن: 312]

تفسير قوله تعالى:{إِنَّا لَمَّا طَغَى الْمَاءُ حَمَلْنَاكُمْ فِي الْجَارِيَةِ (11)}
قَالَ إِبْرَاهِيمُ بْنُ السَّرِيِّ الزَّجَّاجُ (ت: 311هـ): (وقوله عزّ وجلّ: {إنّا لمّا طغى الماء حملناكم في الجارية (11)} معنى طغى الماء طما وارتفع، ومعنى الجارية، أي سفينة نوح عليه السلام واللّه أعلم). [معاني القرآن: 5/215]

تفسير قوله تعالى: {لِنَجْعَلَهَا لَكُمْ تَذْكِرَةً وَتَعِيَهَا أُذُنٌ وَاعِيَةٌ (12) }
قالَ يَحْيَى بْنُ زِيَادٍ الفَرَّاءُ: (ت: 207هـ): (وقوله: {لنجعلها لكم تذكرةً...} لنجعل السفينة لكم تذكرة: عظة). [معاني القرآن: 3/181]
قالَ يَحْيَى بْنُ زِيَادٍ الفَرَّاءُ: (ت: 207هـ): (وقوله: {وتعيها أذنٌ واعيةٌ...}.يقول: لتحفظها كل أذن؛ لتكون عظة لمن يأتي بعد). [معاني القرآن: 3/181]
قالَ أَبُو عُبَيْدَةَ مَعْمَرُ بْنُ الْمُثَنَّى التَّيْمِيُّ (ت:210هـ): (" وتعها أذنٌ واعيةٌ " من وعيت). [مجاز القرآن: 2/267]
قالَ الأَخْفَشُ سَعِيدُ بْنُ مَسْعَدَةَ الْبَلْخِيُّ (ت: 215هـ) : ({لنجعلها لكم تذكرةً وتعيها أذنٌ واعيةٌ} قال: {وتعيها أذنٌ واعيةٌ} لأنك تقول: "وعت ذاك أًذني" و"وعاه سمعي" و"أوعيت الزاد" و"أوعيت المتاع" كما قال الشاعر:
... ... ... ... = والشرّ أخبث ما أوعيت من زاد). [معاني القرآن: 4/34]
قَالَ عَبْدُ اللهِ بنُ يَحْيَى بْنِ المُبَارَكِ اليَزِيدِيُّ (ت: 237هـ): ({وتعيها أذن واعية}: من وعيت أي حفظت). [غريب القرآن وتفسيره: 387]
قَالَ عَبْدُ اللهِ بْنُ مُسْلِمِ بْنِ قُتَيْبَةَ الدِّينَوَرِيُّ (ت: 276هـ) :
({وتعيها} من «وعت الأذن»).
[تفسير غريب القرآن: 484]
قَالَ إِبْرَاهِيمُ بْنُ السَّرِيِّ الزَّجَّاجُ (ت: 311هـ) : (وقوله: {لنجعلها لكم تذكرة وتعيها أذن واعية (12)} معناه لنجعل هذه الفعلة لكم تذكرة، أي إغراق قوم نوح ونجاته والمؤمنين معه.
وقوله: {وتعيها أذن واعية}: معناه أذن تحفظ ما سمعت وتعمل به، أي ليحفظ السامع ما سمع ويعمل به.تقول لكل شيء حفظته في نفسك: قد وعيته، يقال: قد وعيت العلم ووعيت قلت، وتقول لما حفظته في غير نفسك: أوعيته، يقال أوعيت المتاع في الوعاء). [معاني القرآن: 5/215-216]
قَالَ مَكِّيُّ بْنُ أَبِي طَالِبٍ القَيْسِيُّ (ت: 437هـ): ({تَعِيَهَا}: تفهمها). [العمدة في غريب القرآن: 312]

تفسير قوله تعالى: {فَإِذَا نُفِخَ فِي الصُّورِ نَفْخَةٌ وَاحِدَةٌ (13)}
قالَ أَبُو عُبَيْدَةَ مَعْمَرُ بْنُ الْمُثَنَّى التَّيْمِيُّ (ت:210هـ): (" فإذا نفخ في الصّور نفخةٌ واحدةٌ " لما جاءت المصادر صفة جرى على مجرى الاسم الذي لم يذكر فاعله ولو جاء بغير صفة لقلت: ضرب ضرباً). [مجاز القرآن: 2/267]
قالَ الأَخْفَشُ سَعِيدُ بْنُ مَسْعَدَةَ الْبَلْخِيُّ (ت: 215هـ) : ({فإذا نفخ في الصّور نفخةٌ واحدةٌ} وقال: {فإذا نفخ في الصّور نفخةٌ واحدةٌ} لأن الفعل وقع على النفخة إذا لم يكن قبلها اسمٌ مرفوع). [معاني القرآن: 4/34]
قَالَ إِبْرَاهِيمُ بْنُ السَّرِيِّ الزَّجَّاجُ (ت: 311هـ): (وقوله: {فإذا نفخ في الصّور نفخة واحدة (13)} القراءة بالرفع في (نفخة) على ما لم يسم فاعله.
وذكر الأخفش (نفخة واحدة) بالنصب ولم يذكر قرئ بها أم لا، وهي في العربية جائزة على أن قولك في الصور يقوم مقام ما لم يسم فاعله، تقول: في الصور نفخا، ففي الصور على لفظ الجر، والمعنى نفخ الصور نفخة واحدة، وهذا على من نصب نفخة واحدة.ومن رفع فعلى معنى نفخ نفخة واحدة في الصور.
فأما تذكير نفخ فلو كان نفخت في الصور نفخة جاز لأنه تأنيث ليس بحقيقيّ، فتذكيره جائز، لأن النفخة والنفخ بمعنى واحد.ومثله {فمن جاءه موعظة من ربّه} المعنى معنى الوعظ.وقال في موضع آخر: {قد جاءتكم موعظة من ربّكم} ). [معاني القرآن: 5/216]

تفسير قوله تعالى: {وَحُمِلَتِ الْأَرْضُ وَالْجِبَالُ فَدُكَّتَا دَكَّةً وَاحِدَةً (14) }
قالَ يَحْيَى بْنُ زِيَادٍ الفَرَّاءُ: (ت: 207هـ): (وقوله: {وحملت الأرض والجبال فدكّتا...} ولم يقل: فدككن؛ لأنه جعل الجبال كالواحد وكما قال: {أنّ السّماوات والأرض كانتا رتقاً} ولم يقل: كنّ رتقا، ولو قيل في ذلك: وحملت الأرض والجبال فدكّت لكان صوابا؛ لأن الجبال والأرض كالشيء الواحد). [معاني القرآن: 3/181]
قالَ يَحْيَى بْنُ زِيَادٍ الفَرَّاءُ: (ت: 207هـ): (وقوله: {دكّةً واحدةً...}.ودكّها: زلزلتها). [معاني القرآن: 3/181]

تفسير قوله تعالى: {فَيَوْمَئِذٍ وَقَعَتِ الْوَاقِعَةُ (15) }

تفسير قوله تعالى: {وَانْشَقَّتِ السَّمَاءُ فَهِيَ يَوْمَئِذٍ وَاهِيَةٌ (16) }
قالَ يَحْيَى بْنُ زِيَادٍ الفَرَّاءُ: (ت: 207هـ): (وقوله: {وانشقّت السّماء فهي يومئذٍ واهيةٌ...} وهيها: تشققها). [معاني القرآن: 3/181]
قَالَ إِبْرَاهِيمُ بْنُ السَّرِيِّ الزَّجَّاجُ (ت: 311هـ) : (وقوله: {وانشقّت السّماء فهي يومئذ واهية (16)} يقال لكل ما ضعف جدّا قد وهى فهو واه، ويجوز واهية بإمالة الألف والواو لكسر الهاء). [معاني القرآن: 5/216]
قَالَ غُلاَمُ ثَعْلَبٍ مُحَمَّدُ بنُ عَبْدِ الوَاحِدِ البَغْدَادِيُّ (ت:345هـ) : ({واهية} أي: مخرقة). [ياقوتة الصراط: 527]

تفسير قوله تعالى: {وَالْمَلَكُ عَلَى أَرْجَائِهَا وَيَحْمِلُ عَرْشَ رَبِّكَ فَوْقَهُمْ يَوْمَئِذٍ ثَمَانِيَةٌ (17)}
قالَ يَحْيَى بْنُ زِيَادٍ الفَرَّاءُ: (ت: 207هـ): (وقوله: {ويحمل عرش ربّك فوقهم يومئذٍ ثمانيةٌ...} يقال: ثمانية أجزاء من تسعة أجزاء من الملائكة). [معاني القرآن: 3/181]
قالَ أَبُو عُبَيْدَةَ مَعْمَرُ بْنُ الْمُثَنَّى التَّيْمِيُّ (ت:210هـ): ({أرجائها} الأرجاء الجوانب والحروف يقال: رمي بفلان الرجوان، فهذا من الجوانب أي لا يستطيع أن يستمسك). [مجاز القرآن: 2/268]
قالَ الأَخْفَشُ سَعِيدُ بْنُ مَسْعَدَةَ الْبَلْخِيُّ (ت: 215هـ) : ({والملك على أرجائها ويحمل عرش ربّك فوقهم يومئذٍ ثمانيةٌ}وقال: {والملك على أرجائها} وواحدها "الرّجا" وهو مقصور). [معاني القرآن: 4/34]
قَالَ عَبْدُ اللهِ بنُ يَحْيَى بْنِ المُبَارَكِ اليَزِيدِيُّ (ت: 237هـ) : ({على أرجائها}: على جوانبها. الواحد رجا مقصور. ورجوان). [غريب القرآن وتفسيره: 387]
قَالَ عَبْدُ اللهِ بْنُ مُسْلِمِ بْنِ قُتَيْبَةَ الدِّينَوَرِيُّ (ت: 276هـ):
( {والملك على أرجائها} أي على جوانبها [ونواحيها] ).
[تفسير غريب القرآن: 484]
قَالَ إِبْرَاهِيمُ بْنُ السَّرِيِّ الزَّجَّاجُ (ت: 311هـ): (وقوله: {والملك على أرجائها ويحمل عرش ربّك فوقهم يومئذ ثمانية (17)} المعنى الملائكة على جوانبها، ورجا كل شيء ناحيته، مقصور، والتثنية رجوان والجمع أرجاء.
{ويحمل عرش ربّك فوقهم يومئذ ثمانية} يروى ثمانية أملاك أرجلهم في تخوم الأرض السابعة، والعرش فوق رؤوسهم وهم مطرقون يسبّحون). [معاني القرآن: 5/216]
قَالَ غُلاَمُ ثَعْلَبٍ مُحَمَّدُ بنُ عَبْدِ الوَاحِدِ البَغْدَادِيُّ (ت:345هـ): ({والملك}: واحد في معنى جمع، أي: والملائكة). [ياقوتة الصراط: 527]
قَالَ غُلاَمُ ثَعْلَبٍ مُحَمَّدُ بنُ عَبْدِ الوَاحِدِ البَغْدَادِيُّ (ت:345هـ): ({على أرجائها} أي: على نواحيها، واحدها: رجأ، ويكتب بالألف، لان تثنيته: رجوان). [ياقوتة الصراط: 528]
قَالَ مَكِّيُّ بْنُ أَبِي طَالِبٍ القَيْسِيُّ (ت: 437هـ): ( [{وَالْمَلَكُ عَلَى أَرْجَائِهَا} أي] على جوانبها). [تفسير المشكل من غريب القرآن: 278]
قَالَ مَكِّيُّ بْنُ أَبِي طَالِبٍ القَيْسِيُّ (ت: 437هـ): ( {أَرْجَائِهَا}: جوانبها). [العمدة في غريب القرآن: 313]


رد مع اقتباس
  #4  
قديم 27 ذو القعدة 1431هـ/3-11-2010م, 05:17 PM
محمد أبو زيد محمد أبو زيد غير متواجد حالياً
إدارة الجمهرة
 
تاريخ التسجيل: Nov 2008
المشاركات: 25,303
افتراضي [الآيات من 18 إلى آخر السورة]


{يَوْمَئِذٍ تُعْرَضُونَ لَا تَخْفَى مِنْكُمْ خَافِيَةٌ (18) فَأَمَّا مَنْ أُوتِيَ كِتَابَهُ بِيَمِينِهِ فَيَقُولُ هَاؤُمُ اقْرَءُوا كِتَابِيَهْ (19) إِنِّي ظَنَنْتُ أَنِّي مُلَاقٍ حِسَابِيَهْ (20) فَهُوَ فِي عِيشَةٍ رَاضِيَةٍ (21) فِي جَنَّةٍ عَالِيَةٍ (22) قُطُوفُهَا دَانِيَةٌ (23) كُلُوا وَاشْرَبُوا هَنِيئًا بِمَا أَسْلَفْتُمْ فِي الْأَيَّامِ الْخَالِيَةِ (24) وَأَمَّا مَنْ أُوتِيَ كِتَابَهُ بِشِمَالِهِ فَيَقُولُ يَا لَيْتَنِي لَمْ أُوتَ كِتَابِيَهْ (25) وَلَمْ أَدْرِ مَا حِسَابِيَهْ (26) يَا ‎لَيْتَهَا كَانَتِ الْقَاضِيَةَ (27) مَا أَغْنَى عَنِّي مَالِيَهْ (28) هَلَكَ عَنِّي سُلْطَانِيَهْ (29) خُذُوهُ فَغُلُّوهُ (30) ثُمَّ الْجَحِيمَ صَلُّوهُ (31) ثُمَّ فِي سِلْسِلَةٍ ذَرْعُهَا سَبْعُونَ ذِرَاعًا فَاسْلُكُوهُ (32) إِنّهُ كَانَ لَا يُؤْمِنُ بِاللَّهِ الْعَظِيمِ (33) وَلَا يَحُضُّ عَلَى طَعَامِ الْمِسْكِينِ (34) فَلَيْسَ لَهُ الْيَوْمَ هَاهُنَا حَمِيمٌ (35) وَلَا طَعَامٌ إِلَّا مِنْ غِسْلِينٍ (36) لَا يَأْكُلُهُ إِلَّا الْخَاطِئُونَ (37) فَلَا أُقْسِمُ بِمَا تُبْصِرُونَ (38) وَمَا لَا تُبْصِرُونَ (39) إِنَّهُ لَقَوْلُ رَسُولٍ كَرِيمٍ (40) وَمَا هُوَ بِقَوْلِ شَاعِرٍ قَلِيلًا مَا تُؤْمِنُونَ (41) وَلَا بِقَوْلِ كَاهِنٍ قَلِيلًا مَا تَذَكَّرُونَ (42) تَنْزِيلٌ مِنْ رَبِّ الْعَالَمِينَ (43) وَلَوْ تَقَوَّلَ عَلَيْنَا بَعْضَ الْأَقَاوِيلِ (44) لَأَخَذْنَا مِنْهُ بِالْيَمِينِ (45) ثُمَّ لَقَطَعْنَا مِنْهُ الْوَتِينَ (46) فَمَا مِنْكُمْ مِنْ أَحَدٍ عَنْهُ حَاجِزِينَ (47) وَإِنَّهُ لَتَذْكِرَةٌ لِلْمُتَّقِينَ (48) وَإِنَّا لَنَعْلَمُ أَنَّ مِنْكُمْ مُكَذِّبِينَ (49) وَإِنَّهُ لَحَسْرَةٌ عَلَى الْكَافِرِينَ (50) وَإِنَّهُ لَحَقُّ الْيَقِينِ (51) فَسَبِّحْ بِاسْمِ رَبِّكَ الْعَظِيمِ (52) }

تفسير قوله تعالى: {يَوْمَئِذٍ تُعْرَضُونَ لَا تَخْفَى مِنْكُمْ خَافِيَةٌ (18) }
قالَ يَحْيَى بْنُ زِيَادٍ الفَرَّاءُ: (ت: 207هـ): (وقوله: {لا يخفى منكم خافيةٌ...}.قرأها يحيى بن وثاب بالياء، وقرأها الناس بعد ـ بالتاء ـ (لا تخفى)، وكلٌّ صواب، وهو مثل قوله: {وأخذ الذين ظلموا الصّيحة}. وأخذت). [معاني القرآن: 3/181]

تفسير قوله تعالى: {فَأَمَّا مَنْ أُوتِيَ كِتَابَهُ بِيَمِينِهِ فَيَقُولُ هَاؤُمُ اقْرَءُوا كِتَابِيَهْ (19)}
قالَ يَحْيَى بْنُ زِيَادٍ الفَرَّاءُ: (ت: 207هـ): (وقوله: {فأمّا من أوتي كتابه بيمينه...}.نزلت في أبي سلمة بن عبد الأسد، كان مؤمنا، وكان أخوه الأسود كافرا، فنزل فيه: {وأمّا من أوتي كتابه بشماله...} ). [معاني القرآن: 3/182]
قَالَ عَبْدُ اللهِ بْنُ مُسْلِمِ بْنِ قُتَيْبَةَ الدِّينَوَرِيُّ (ت: 276هـ) : ( {فيقول هاؤم اقرؤا كتابيه}. يقال: «بمعنى هاكم اقرؤوا كتابيه»، أبدلت الهمزة من الكاف). [تفسير غريب القرآن: 484]
قَالَ عَبْدُ اللهِ بْنُ مُسْلِمِ بْنِ قُتَيْبَةَ الدِّينَوَرِيُّ (ت: 276هـ): ( (ها): بمنزلة خذ وتناول، تقول: ها يا رجل. وتأمر بها، ولا تنهى.
ومنها قول الله تعالى: {هاؤم اقرؤا كتابيه}، ويقال للاثنين: هاؤما اقرءا.
وفيها لغات، والأصل: هاكم اقرؤوا، فحذفوا الكاف، وأبدلوا الهمزة، وألقوا حركة الكاف عليها). [تأويل مشكل القرآن: 554]
قَالَ إِبْرَاهِيمُ بْنُ السَّرِيِّ الزَّجَّاجُ (ت: 311هـ):
({فأمّا من أوتي كتابه بيمينه فيقول هاؤم اقرءوا كتابيه} يروى إذا كان يوم القيامة عرض الخلق ثلاث عرضات في الاثنين منها الاحتجاج والاعتذار والتوبيخ، وفي الثالثة تنثر الكتب فيأخذ الفائز كتابه بيمينه والهالك كتابه بشماله.
و(هاؤم) أمر للجماعة بمنزلة هاكم، تقول للواحد هاء يا رجل وللاثنين)، وها يا رجلان، وللثلاثة هاؤم يا رجال، وللمرأة هاء يا امرأة - بكسر الهمزة - وللاثنين هاؤما وللجماعة النساء هاؤنّ.وفي هذه ثلاث لغات قد ذكرتها في غير كتاب القرآن). [معاني القرآن: 5/217]

تفسير قوله تعالى: {إِنِّي ظَنَنْتُ أَنِّي مُلَاقٍ حِسَابِيَهْ (20)}
قالَ يَحْيَى بْنُ زِيَادٍ الفَرَّاءُ (ت: 207هـ): (وقوله: {إنّي ظننت أنّي ملاقٍ حسابيه...} أي: علمت، وهو من علم ما لا يعاين، وقد فسّر ذلك في غير موضع). [معاني القرآن: 3/182]
قَالَ عَبْدُ اللهِ بنُ يَحْيَى بْنِ المُبَارَكِ اليَزِيدِيُّ (ت: 237هـ): ({إني ظننت أني ملاق حسابيه}: علمت). [غريب القرآن وتفسيره: 387]
قَالَ عَبْدُ اللهِ بْنُ مُسْلِمِ بْنِ قُتَيْبَةَ الدِّينَوَرِيُّ (ت: 276هـ): (ومنه قوله: {وَامْرَأَتُهُ حَمَّالَةَ الْحَطَبِ (4) فِي جِيدِهَا حَبْلٌ مِنْ مَسَدٍ}، قال ابن عباس: في رواية أبي صالح عنه: الحطب: النّميمة وكانت تنم وتؤرّش بين الناس.

ومن هذا قيل: (فلان يحطب عليّ) إذا أغرى به، شبّهوا النّميمة بالحطب، والعداوة والشحناء بالنار، لأنهما يقعان بالنميمة، كما تلتهب النار بالحطب.
ويقال: نار الحقد لا تخبو؛ فاستعاروا الحطب في موضع النميمة.
وقال الشاعر وذكر امرأة:
من البيض لم تصطد على حبلِ سَوْأَةٍ = ولم تمش بين الحيّ بالحظَرِ الرَّطْبِ
أي لم توجد على أمر قبيح، ولم تمش بالنمائم والكذب.
والحظر: الشّجر ذو الشّوك يُحْظَرُ به.
وقال آخر:
فلسنا كمن تُزْجِى المقالةُ شطرَه = بقَرْفِ العِضَاهِ الرَّطْبِ والعَبَلِ اليَبْسِ
وقال بعض المتقدمين: كانت تعيّر رسول الله صلّى الله عليه وسلم بالفقر كثيرا، وهي تحتطب على ظهرها بحبل من ليف في عنقها.
ولست أدري كيف هذا لأنّ الله عز وجل وصفه بالمال والولد، فقال: {مَا أَغْنَى عَنْهُ مَالُهُ وَمَا كَسَبَ}.
وأما المسَد، فهو عند كثير من الناس: اللّيف دون غيره.
وليس كذلك، إنما المسد: كلّ ما ضفر وفتل من اللّيف وغيره، يقال: مَسَدْتُ الحبلَ مَسْدًا إذا فَتَلْتَهُ، فهو مَسَدٌ؛ كما تقول: نفضت الشّجرة نَفْضًا وخبطتها خَبْطًا، واسْمُ ما يَسْقُطُ من ثمرها وورقها: نَفَضٌ وَخَبَطٌ، ومنه قيل: رجل ممسُود الخلق، إذا كان مجدولاً مفتولاً.
ويدلّك على أن المسد قد يكون من غير الليف، قول الرّاجز:
يا مسد الخوص تعوّذ منّي
إن تك لَدْنًا ليّناً فإنّي
ما شئت من أشمط مُقْسَئِنِّ
فجعله هذا من خوص.
وقال آخر:
وَمَسَدٍ أُمِرَّ من أَيَانِقِ
لَسْنَ بأَنْيَابٍ ولا حقائقِ
فجعله هذا من جلود الإبل.
وأراد الله، تبارك وتعالى، بهذا الحبل السلسلة التي ذكرها، فقال: {فِي سِلْسِلَةٍ ذَرْعُهَا سَبْعُونَ ذِرَاعًا فَاسْلُكُوهُ}. كذلك قال ابن عباس.
فيجوز أن يكون سمّاها مَسَدًا، وإن كانت حديدا أو نارا أو ما شاء الله أن تكون، بالضَّفْرِ وَالفَتْلِ). [تأويل مشكل القرآن: 159-162](م)
قَالَ عَبْدُ اللهِ بْنُ مُسْلِمِ بْنِ قُتَيْبَةَ الدِّينَوَرِيُّ (ت: 276هـ): (ومن ذلك أن يسمّى المتضادّان باسم واحد، والأصل واحد؛ فيقال للصبح: صريم، ولليل: صريم...
ولليقين: ظنّ، لأنّ في الظن طرفا من اليقين. قال الله عز وجل: {قَالَ الَّذِينَ يَظُنُّونَ أَنَّهُمْ مُلَاقُو اللَّهِ}، أي يستيقنون. وكذلك: {إِنِّي ظَنَنْتُ أَنِّي مُلَاقٍ حِسَابِيَهْ}، {وَرَأَى الْمُجْرِمُونَ النَّارَ فَظَنُّوا أَنَّهُمْ مُوَاقِعُوهَا}، و{إِنْ ظَنَّا أَنْ يُقِيمَا حُدُودَ اللَّهِ}، هذا كلّه في معنى (اليقين).
قال دريد بن الصّمة:
فقلتُ لهم: ظُنّوا بألفَي مُدجَّح = سراتهم في الفارسيِّ المسرَّد
أي تيقنوا بإتيانهم إيّاكم). [تأويل مشكل القرآن: 187-188](م)
قَالَ إِبْرَاهِيمُ بْنُ السَّرِيِّ الزَّجَّاجُ (ت: 311هـ):
(وقوله: {إنّي ظننت أنّي ملاق حسابيه} معناه إني أيقنت بأني أحاسب وأبعث.
فأمّا " كتابيه " و " حسابيه " فالوجه أن يوقف على هذه الهائات ولا توصل.لأنها أدخلت للوقف، وقد حذفها قوم في الوصل ولا أحب مخالفة المصحف، ولا أن أقرأ بإثبات الهاء في الوصل.وهذه رؤوس آيات فالوجه أن يوقف عندها.
وكذلك قوله: {وما أدراك ما هيه} ). [معاني القرآن: 5/217]
قَالَ غُلاَمُ ثَعْلَبٍ مُحَمَّدُ بنُ عَبْدِ الوَاحِدِ البَغْدَادِيُّ (ت:345هـ) : ({ظننت} أي: تيقنت). [ياقوتة الصراط: 528]

تفسير قوله تعالى: {فَهُوَ فِي عِيشَةٍ رَاضِيَةٍ (21) }
قالَ يَحْيَى بْنُ زِيَادٍ الفَرَّاءُ: (ت: 207هـ): (وقوله: {في عيشةٍ رّاضيةٍ...}فيها الرضاء، والعرب تقول: هذا ليل نائم، وسر كاتم، وماء دافق، فيجعلونه فاعلا، وهو مفعول في الأصل، وذلك: أنهم يريدون وجه المدح أو الذم، فيقولون ذلك لا على بناء الفعل، ولو كان فعلا مصرحا لم يقل ذلك فيه، لأنه لا يجوز أن تقول للضارب: مضروب، ولا للمضروب: ضارب؛ لأنه لا مدح فيه ولا ذم). [معاني القرآن: 3/182]
قالَ أَبُو عُبَيْدَةَ مَعْمَرُ بْنُ الْمُثَنَّى التَّيْمِيُّ (ت:210هـ): ({في عيشةٍ راضيةٍ} مجاز مرضية فخرج مخرج لفظ صفتها، والعرب تفعل ذلك إذا كان من السبب في شيء يقال: نام ليله وإنما ينام هو فيه). [مجاز القرآن: 2/268]
قَالَ عَبْدُ اللهِ بنُ يَحْيَى بْنِ المُبَارَكِ اليَزِيدِيُّ (ت: 237هـ): ({عيشة راضية}: مرضية). [غريب القرآن وتفسيره: 387]
قَالَ عَبْدُ اللهِ بْنُ مُسْلِمِ بْنِ قُتَيْبَةَ الدِّينَوَرِيُّ (ت: 276هـ): (ومنه أن يجيء المفعول به على لفظ الفاعل:
كقوله سبحانه: {لَا عَاصِمَ الْيَوْمَ مِنْ أَمْرِ اللَّهِ إِلَّا مَنْ رَحِمَ}، أي لا معصوم من أمره.
وقوله: {خُلِقَ مِنْ مَاءٍ دَافِقٍ}، أي مدفوق.
وقوله: {فِي عِيشَةٍ رَاضِيَةٍ}، أي مرضيّ بها). [تأويل مشكل القرآن: 296](م)

تفسير قوله تعالى: {فِي جَنَّةٍ عَالِيَةٍ (22)}

تفسير قوله تعالى: {قُطُوفُهَا دَانِيَةٌ (23)}
قَالَ عَبْدُ اللهِ بْنُ مُسْلِمِ بْنِ قُتَيْبَةَ الدِّينَوَرِيُّ (ت: 276هـ): ({قطوفها دانيةٌ}: ثمرها. واحدها: «قطف»). [تفسير غريب القرآن: 484]
قَالَ إِبْرَاهِيمُ بْنُ السَّرِيِّ الزَّجَّاجُ (ت: 311هـ): (وقوله: {قطوفها دانية} معناه تدنو من مريدها لا يمنعه من تناولها بعد ولا شوك). [معاني القرآن: 5/217]
قَالَ مَكِّيُّ بْنُ أَبِي طَالِبٍ القَيْسِيُّ (ت: 437هـ): ({قُطُوفُهَا} أي ثمرها، واحدها قِطْف). [تفسير المشكل من غريب القرآن: 278]

تفسير قوله تعالى: {كُلُوا وَاشْرَبُوا هَنِيئًا بِمَا أَسْلَفْتُمْ فِي الْأَيَّامِ الْخَالِيَةِ (24)}
قَالَ إِبْرَاهِيمُ بْنُ السَّرِيِّ الزَّجَّاجُ (ت: 311هـ): (وقوله: (في الأيّام الخالية). ومعناه في الأيام التي مضت لهم). [معاني القرآن: 5/217]

تفسير قوله تعالى: {وَأَمَّا مَنْ أُوتِيَ كِتَابَهُ بِشِمَالِهِ فَيَقُولُ يَا لَيْتَنِي لَمْ أُوتَ كِتَابِيَهْ (25)}

تفسير قوله تعالى: {وَلَمْ أَدْرِ مَا حِسَابِيَهْ (26)}

تفسير قوله تعالى: {يَا ‎لَيْتَهَا كَانَتِ الْقَاضِيَةَ (27) }
قالَ يَحْيَى بْنُ زِيَادٍ الفَرَّاءُ: (ت: 207هـ): (وقوله: {يا ليتها كانت القاضية...} يقول: ليت الموتة الأولى التي منها لم أحي بعدها). [معاني القرآن: 3/182]
قَالَ عَبْدُ اللهِ بْنُ مُسْلِمِ بْنِ قُتَيْبَةَ الدِّينَوَرِيُّ (ت: 276هـ): ( {يا ليتها كانت القاضية} أي المنية). [تفسير غريب القرآن: 484]

تفسير قوله تعالى:{مَا أَغْنَى عَنِّي مَالِيَهْ (28) }

تفسير قوله تعالى:{هَلَكَ عَنِّي سُلْطَانِيَهْ (29) }
قَالَ إِبْرَاهِيمُ بْنُ السَّرِيِّ الزَّجَّاجُ (ت: 311هـ) : (وقوله: {هلك عنّي سلطانيه} معناه ذهبت عني حجتيه، والسلطان الحجّة، وكذلك قيل للأمراء سلاطين لأنهم الذين تقام بهم الحجة والحقوق). [معاني القرآن: 5/217]

تفسير قوله تعالى: {خُذُوهُ فَغُلُّوهُ (30)}

تفسير قوله تعالى: {ثُمَّ الْجَحِيمَ صَلُّوهُ (31)}
قَالَ إِبْرَاهِيمُ بْنُ السَّرِيِّ الزَّجَّاجُ (ت: 311هـ): (قوله: {ثمّ الجحيم صلّوه} المعنى: اجعلوه يصلى النّار). [معاني القرآن: 5/218]

تفسير قوله تعالى: {ثُمَّ فِي سِلْسِلَةٍ ذَرْعُهَا سَبْعُونَ ذِرَاعًا فَاسْلُكُوهُ (32) }
قالَ يَحْيَى بْنُ زِيَادٍ الفَرَّاءُ: (ت: 207هـ): (وقوله: {ثمّ في سلسلةٍ ذرعها سبعون ذراعاً فاسلكوه...} ذكر أنها تدخل في دبر الكافر، فتخرج من رأسه، فذلك سلكه فيها. والمعنى: ثم اسلكوا فيه سلسلة، ولكن العرب تقول: أدخلت رأسي في القلنسوة، وأدخلتها في رأسي، والخاتم يقال: الخاتم لا يدخل في يدي، واليد هي التي فيه تدخل من قول الفراء). [معاني القرآن: 3/182]
قالَ مُحمدُ بنُ الجَهْمِ السُّمَّرِيُّ (ت: 277هـ): (قال أبو عبد الله [محمد بن الجهم]: والخف مثل ذلك، فاستجازوا ذلك؛ لأن معناه لا يشكل على أحد، فاستخفوا من ذلك ما جرى على ألسنتهم). [معاني القرآن للفراء: 3/182]

تفسير قوله تعالى: {إِنّهُ كَانَ لَا يُؤْمِنُ بِاللَّهِ الْعَظِيمِ (33) }

تفسير قوله تعالى: {وَلَا يَحُضُّ عَلَى طَعَامِ الْمِسْكِينِ (34) }

تفسير قوله تعالى: {فَلَيْسَ لَهُ الْيَوْمَ هَاهُنَا حَمِيمٌ (35) }
قَالَ مَكِّيُّ بْنُ أَبِي طَالِبٍ القَيْسِيُّ (ت: 437هـ): ({حَمِيمٌ}: قريب). [العمدة في غريب القرآن: 313]

تفسير قوله تعالى: {وَلَا طَعَامٌ إِلَّا مِنْ غِسْلِينٍ (36) }
قالَ يَحْيَى بْنُ زِيَادٍ الفَرَّاءُ: (ت: 207هـ): (وقوله: {ولا طعامٌ إلاّ من غسلينٍ...} يقال: إنه ما يسيل من صديد أهل النار). [معاني القرآن: 3/183]
قالَ أَبُو عُبَيْدَةَ مَعْمَرُ بْنُ الْمُثَنَّى التَّيْمِيُّ (ت:210هـ): ({من غسلينٍ} كل جرح غسلته فخرج منه شيء فهو غسلين، فعلين من الغسل من الجراح والوبر). [مجاز القرآن: 2/268]
قالَ الأَخْفَشُ سَعِيدُ بْنُ مَسْعَدَةَ الْبَلْخِيُّ (ت: 215هـ) : ({ولا طعامٌ إلاّ من غسلينٍ} وقال: {إلاّ من غسلينٍ} جعله - والله أعلم - من "الغسل" وزاد الياء والنون بمنزلة "عفرين" و"كفرين"). [معاني القرآن: 4/34]
قَالَ عَبْدُ اللهِ بنُ يَحْيَى بْنِ المُبَارَكِ اليَزِيدِيُّ (ت: 237هـ): ({غسلين}: كل شيء غسلته من جرح أو غيره فخرج منه شيء فهو غسلين). [غريب القرآن وتفسيره: 388]
قَالَ عَبْدُ اللهِ بْنُ مُسْلِمِ بْنِ قُتَيْبَةَ الدِّينَوَرِيُّ (ت: 276هـ):
( {إلّا من غسلينٍ} وهو «فعلين» من غسلت، كأنه غسالة.
ويقال: «هو: ما يسيل من صديد أجسام المعذّبين»). [تفسير غريب القرآن: 484]
قَالَ إِبْرَاهِيمُ بْنُ السَّرِيِّ الزَّجَّاجُ (ت: 311هـ) : (قوله {ولا طعام إلّا من غسلين} معناه من صديد أهل النار، واشتقاقه مما ينغسل من أبدانهم). [معاني القرآن: 5/218]
قَالَ مَكِّيُّ بْنُ أَبِي طَالِبٍ القَيْسِيُّ (ت: 437هـ): ({غِسْلِينٍ} هو (فِعْلين) من غسلت، وهو ما يسيل من صديد المعذبين في النار، أعاذنا الله منها). [تفسير المشكل من غريب القرآن: 278]
قَالَ مَكِّيُّ بْنُ أَبِي طَالِبٍ القَيْسِيُّ (ت: 437هـ): ({غِسْلِينٍ}: غسالة أهل النار). [العمدة في غريب القرآن: 313]

تفسير قوله تعالى: {لَا يَأْكُلُهُ إِلَّا الْخَاطِئُونَ (37) }
قَالَ مَكِّيُّ بْنُ أَبِي طَالِبٍ القَيْسِيُّ (ت: 437هـ): ({الْخَاطِؤُونَ}: من الخطأ). [العمدة في غريب القرآن: 313]

تفسير قوله تعالى: {فَلَا أُقْسِمُ بِمَا تُبْصِرُونَ (38)}

تفسير قوله تعالى: {وَمَا لَا تُبْصِرُونَ (39) }

تفسير قوله تعالى: {إِنَّهُ لَقَوْلُ رَسُولٍ كَرِيمٍ (40)}
قَالَ عَبْدُ اللهِ بْنُ مُسْلِمِ بْنِ قُتَيْبَةَ الدِّينَوَرِيُّ (ت: 276هـ): ({إنّه لقول رسولٍ كريمٍ} لم يرد انه قول الرسول، وإنما أراد: أنه قول رسول عن اللّه جل وعز. وفي «الرسول» ما دل على ذلك، فأكتفي به من أن يقول: عن اللّه). [تفسير غريب القرآن: 484]

تفسير قوله تعالى: {وَمَا هُوَ بِقَوْلِ شَاعِرٍ قَلِيلًا مَا تُؤْمِنُونَ (41)}
قَالَ إِبْرَاهِيمُ بْنُ السَّرِيِّ الزَّجَّاجُ (ت: 311هـ): (وقوله: {قليلا ما تؤمنون (41)}، و {قليلا ما تذكّرون (42)} "ما" مؤكدة، وهي لغو في باب الإعراب، والمعنى {قليلا ما تؤمنون} و{قليلا ما تذكّرون} ). [معاني القرآن: 5/218]

تفسير قوله تعالى: {وَلَا بِقَوْلِ كَاهِنٍ قَلِيلًا مَا تَذَكَّرُونَ (42)}
قَالَ إِبْرَاهِيمُ بْنُ السَّرِيِّ الزَّجَّاجُ (ت: 311هـ) : (وقوله: {قليلا ما تؤمنون (41)}، و {قليلا ما تذكّرون (42)} "ما" مؤكدة، وهي لغو في باب الإعراب، والمعنى {قليلا ما تؤمنون} و{قليلا ما تذكّرون} ). [معاني القرآن: 5/218] (م)

تفسير قوله تعالى: {تَنْزِيلٌ مِنْ رَبِّ الْعَالَمِينَ (43) }
قَالَ إِبْرَاهِيمُ بْنُ السَّرِيِّ الزَّجَّاجُ (ت: 311هـ): (وقوله: {تنزيل من ربّ العالمين} رفعه بـ (هو) مضمرة يدل عليها قوله: {وما هو بقول شاعر} أي هو تنزيل من ربّ العالمين). [معاني القرآن: 5/218]

تفسير قوله تعالى: {وَلَوْ تَقَوَّلَ عَلَيْنَا بَعْضَ الْأَقَاوِيلِ (44)}
قالَ يَحْيَى بْنُ زِيَادٍ الفَرَّاءُ: (ت: 207هـ): (وقوله: {ولو تقوّل علينا بعض الأقاويل...} يقول: لو أن محمدا صلى الله عليه تقوّل علينا ما لم يؤمر به). [معاني القرآن: 3/183]
قَالَ إِبْرَاهِيمُ بْنُ السَّرِيِّ الزَّجَّاجُ (ت: 311هـ): (وقوله: {ولو تقوّل علينا بعض الأقاويل} يعني به النبي صلى الله عليه وسلم). [معاني القرآن: 5/218]

تفسير قوله تعالى: {لَأَخَذْنَا مِنْهُ بِالْيَمِينِ (45) }
قالَ يَحْيَى بْنُ زِيَادٍ الفَرَّاءُ: (ت: 207هـ): ( {لأخذنا منه باليمين...}، بالقوة والقدرة). [معاني القرآن: 3/183]
قَالَ عَبْدُ اللهِ بْنُ مُسْلِمِ بْنِ قُتَيْبَةَ الدِّينَوَرِيُّ (ت: 276هـ) : ( {لأخذنا منه باليمين} مفسر في كتاب «تأويل المشكل»). [تفسير غريب القرآن: 484]
قَالَ عَبْدُ اللهِ بْنُ مُسْلِمِ بْنِ قُتَيْبَةَ الدِّينَوَرِيُّ (ت: 276هـ): (ومنه قوله تعالى: {وَلَوْ تَقَوَّلَ عَلَيْنَا بَعْضَ الْأَقَاوِيلِ (44) لَأَخَذْنَا مِنْهُ بِالْيَمِينِ (45) ثُمَّ لَقَطَعْنَا مِنْهُ الْوَتِينَ} قال ابن عباس: اليمين هاهنا: القوّة. وإنما أقام اليمين مقام القوّة، لأن قوة كل شيء في ميامنه.
ولأهل اللغة في هذا مذهب آخر قد جرى الناس على اعتيادِه: أن كان الله عز وجل أراده في هذا الموضع، وهو قولهم إذا أرادوا عقوبة رجل: خذ بيده وافعل به كذا وكذا.
وأكثر ما يقول السلطان والحاكم بعد وجوب الحكم: خذ بيده واسفع بيده.
ونحوه قول الله: {لَنَسْفَعَنْ بِالنَّاصِيَةِ (15) نَاصِيَةٍ كَاذِبَةٍ خَاطِئَةٍ} أي لنأخذنّ بها، ثم لنقيمنّه ولنذّلنّه إما في الدنيا وإما في الآخرة، كما قال تعالى: {فَيُؤْخَذُ بِالنَّوَاصِي وَالْأَقْدَامِ} أي يجرّون إلى النار بنواصيهم وأرجلهم. ثم قال: {نَاصِيَةٍ كَاذِبَةٍ خَاطِئَةٍ} وإنما يعني صاحبها. والناس يقولون: هو مشؤوم الناصية. لا يريدونها دون غيرها من البدن. ويقولون: قد مرّ على رأسي كذا. أي مر عليّ.
فكأنه تعالى قال: لو كذب علينا في شيء مما يلقيه إليكم عنّا، لأمرنا بالأخذ بيده، ثمّ عاقبناه بقطع الوتين.
وإلى هذا المعنى ذهب الحَسَنُ فقال في قوله تعالى: {لَأَخَذْنَا مِنْهُ بِالْيَمِينِ} أي بالميامن، ثم عاقبناه بقطع الوتين، وهو: عرق يتعلق به القلب، إذا انقطع مات صاحبه.
ولم يرد أنا نقطعه بعينه، فيما يرى أهل النظر، ولكنّه أراد: ولو كذب علينا لأمتناه أو قتلناه، فكان كمن قطع وتينه.
ومثله قول النبي صلّى الله عليه وسلم: «ما زالت أَكْلَةُ خيبرَ تعادُّني، فهذا أوانُ قَطَعَتْ أَبْهَرِي».
والأَبْهَرُ: عرق يتصل بالقلب إذا انقطع مات صاحبه؛ فكأنَّه قال: فهذا أوان قتلني السُّمُّ، فكنتُ كمن انقطع أَبْهَرَهُ). [تأويل مشكل القرآن: 154-156]
قَالَ إِبْرَاهِيمُ بْنُ السَّرِيِّ الزَّجَّاجُ (ت: 311هـ) :
({لأخذنا منه باليمين} أي بالقدرة والقؤة وقال الشماخ:إذا ما راية رفعت لمجد... تلقاها عرابة باليمين). [معاني القرآن: 5/218]
قَالَ مَكِّيُّ بْنُ أَبِي طَالِبٍ القَيْسِيُّ (ت: 437هـ): ( {لَأَخَذْنَا مِنْهُ بِالْيَمِينِ} أي بالقوّة). [تفسير المشكل من غريب القرآن: 278]

تفسير قوله تعالى: {ثُمَّ لَقَطَعْنَا مِنْهُ الْوَتِينَ (46) }
قالَ أَبُو عُبَيْدَةَ مَعْمَرُ بْنُ الْمُثَنَّى التَّيْمِيُّ (ت:210هـ): ({الوتين} نياط القلب. قال الشماخ:
إذا بلّغتني وحملت رحلي = عرابة فاشّرقى بدم الوتين). [مجاز القرآن: 2/268]
قَالَ عَبْدُ اللهِ بنُ يَحْيَى بْنِ المُبَارَكِ اليَزِيدِيُّ (ت: 237هـ) : ({الوتين}: نياط القلب). [غريب القرآن وتفسيره: 388]
قَالَ عَبْدُ اللهِ بْنُ مُسْلِمِ بْنِ قُتَيْبَةَ الدِّينَوَرِيُّ (ت: 276هـ) :
( و{الوتين}: نياط القلب ، وهو: عرق يتعلق به القلب، إذا انقطع مات صاحبه).
[تفسير غريب القرآن: 484]
قَالَ إِبْرَاهِيمُ بْنُ السَّرِيِّ الزَّجَّاجُ (ت: 311هـ) : (قوله: {ثمّ لقطعنا منه الوتين (46)} الوتين نياط القلب). [معاني القرآن: 5/218]
قَالَ مَكِّيُّ بْنُ أَبِي طَالِبٍ القَيْسِيُّ (ت: 437هـ):{الْوَتِينَ} نِياط القلب، وهو عرق يتعلّق بالقلب إذا انقطع مات صاحبه). [تفسير المشكل من غريب القرآن: 278]
قَالَ مَكِّيُّ بْنُ أَبِي طَالِبٍ القَيْسِيُّ (ت: 437هـ): ( {الْوَتِينَ}: عرق متصل بالقلب). [العمدة في غريب القرآن: 313]

تفسير قوله تعالى: {فَمَا مِنْكُمْ مِنْ أَحَدٍ عَنْهُ حَاجِزِينَ (47) }
قالَ يَحْيَى بْنُ زِيَادٍ الفَرَّاءُ: (ت: 207هـ): (وقوله: {فما منكم مّن أحدٍ عنه حاجزين...}.أحد يكون للجميع وللواحد، وذكر الأعمش في حديث عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال: ((ألم تحل الغنائم لأحد سود الرءوس إلاّ لنبيكم صلى الله عليه وسلم))، فجعل: أحداً في موضع جمع. وقال الله جل وعز: {لا نفرّق بين أحدٍ منهم} فهذا جمع؛ لأنّ بين ـ لا يقع إلاّ على اثنين فما زاد). [معاني القرآن: 3/183]
قالَ أَبُو عُبَيْدَةَ مَعْمَرُ بْنُ الْمُثَنَّى التَّيْمِيُّ (ت:210هـ): ({من أحدٍ عنه حاجزين} خرج صفته على صفة الجميع لأن أحداً يقع على الواحد وعلى الاثنين والجمع من الذكر والأنثى). [مجاز القرآن: 2/268]
قالَ الأَخْفَشُ سَعِيدُ بْنُ مَسْعَدَةَ الْبَلْخِيُّ (ت: 215هـ) : ({فما منكم مّن أحدٍ عنه حاجزين} وقال: {فما منكم مّن أحدٍ عنه حاجزين} على المعنى لأن معنى "أحد" معنى جماعة). [معاني القرآن: 4/34]
قَالَ عَبْدُ اللهِ بْنُ مُسْلِمِ بْنِ قُتَيْبَةَ الدِّينَوَرِيُّ (ت: 276هـ): (ومنه واحد يراد به جميع:
كقوله: {هَؤُلَاءِ ضَيْفِي فَلَا تَفْضَحُونِ}، وقوله: {إِنَّا رَسُولُ رَبِّ الْعَالَمِينَ}، وقوله: {نُخْرِجُكُمْ طِفْلًا}.
وقوله: {لَا نُفَرِّقُ بَيْنَ أَحَدٍ مِنْ رُسُلِهِ} والتفريق لا يكون إلا بين اثنين فصاعدا.
وقوله: {فَمَا مِنْكُمْ مِنْ أَحَدٍ عَنْهُ حَاجِزِينَ}.
والعرب تقول: فلان كثير الدرهم والدينار، يريدون الدراهم والدنانير.
وقال الشاعر:
هم المولى وإن جنفوا علينا = وإنّا من لقائهم لزور
وقال الله عز وجل: {هُمُ الْعَدُوُّ فَاحْذَرْهُمْ قَاتَلَهُمُ اللَّهُ}، أي الأعداء، {وَحَسُنَ أُولَئِكَ رَفِيقًا}، أي رفقاء.
وقال الشاعر:
فقلنا: أسلموا إنّا أخوكم = وقد برئت من الإحن الصّدور). [تأويل مشكل القرآن: 284-285](م)
قَالَ إِبْرَاهِيمُ بْنُ السَّرِيِّ الزَّجَّاجُ (ت: 311هـ) :
({فما منكم من أحد عنه حاجزين}
{حاجزين} من نعت {أحد}، و {أحد} في معنى جميع. المعنى: فما منكم قوم يحجزون عنه). [معاني القرآن: 5/218]

تفسير قوله تعالى: {وَإِنَّهُ لَتَذْكِرَةٌ لِلْمُتَّقِينَ (48)}
قالَ أَبُو عُبَيْدَةَ مَعْمَرُ بْنُ الْمُثَنَّى التَّيْمِيُّ (ت:210هـ): ({وإنّه لتذكرةٌ للمتّقين} الهاء من " أنه " كناية القرآن وتذكرة مصدر وصفه {حسرةٌ على الكافرين}). [مجاز القرآن: 2/268]
قَالَ عَبْدُ اللهِ بنُ يَحْيَى بْنِ المُبَارَكِ اليَزِيدِيُّ (ت: 237هـ): ({وإنه لتذكرة للمتقين}، {وإنه لحسرة على الكافرين}: يعني القرآن). [غريب القرآن وتفسيره: 388]

تفسير قوله تعالى: {وَإِنَّا لَنَعْلَمُ أَنَّ مِنْكُمْ مُكَذِّبِينَ (49) }

تفسير قوله تعالى: {وَإِنَّهُ لَحَسْرَةٌ عَلَى الْكَافِرِينَ (50) }
قَالَ عَبْدُ اللهِ بنُ يَحْيَى بْنِ المُبَارَكِ اليَزِيدِيُّ (ت: 237هـ): ({وإنه لتذكرة للمتقين}،{وإنه لحسرة على الكافرين}: يعني القرآن). [غريب القرآن وتفسيره: 388](م)

تفسير قوله تعالى: {وَإِنَّهُ لَحَقُّ الْيَقِينِ (51) }
قَالَ إِبْرَاهِيمُ بْنُ السَّرِيِّ الزَّجَّاجُ (ت: 311هـ): (وقوله: {وإنّه لحقّ اليقين} المعنى أن القرآن لليقين حق اليقين). [معاني القرآن: 5/218]

تفسير قوله تعالى: {فَسَبِّحْ بِاسْمِ رَبِّكَ الْعَظِيمِ (52) }
قَالَ إِبْرَاهِيمُ بْنُ السَّرِيِّ الزَّجَّاجُ (ت: 311هـ): (قوله: {فسبّح باسم ربّك العظيم} التسبيح معناه تنزيه اللّه من السوء وتنزيهه تعالى). [معاني القرآن: 5/218]


رد مع اقتباس
إضافة رد

مواقع النشر (المفضلة)

الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1)
 

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع


الساعة الآن 11:11 AM


Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd. TranZ By Almuhajir
جميع الحقوق محفوظة