التفسير اللغوي
تفسير قوله تعالى: {لَا يَسْأَمُ الْإِنْسَانُ مِنْ دُعَاءِ الْخَيْرِ وَإِنْ مَسَّهُ الشَّرُّ فَيَئُوسٌ قَنُوطٌ (49)}
قالَ يَحْيَى بْنُ زِيَادٍ الفَرَّاءُ: (ت: 207هـ): (وقوله: {لاّ يسأم الإنسان من دعاء الخير...}., وفي قراءة عبد الله: {من دعاء بالخير} ). [معاني القرآن: 3/20]
قالَ أَبُو عُبَيْدَةَ مَعْمَرُ بْنُ الْمُثَنَّى التَّيْمِيُّ (ت:210هـ): ({ يئوسٌ } : فعول: من يئست, {قنوطٌ } : فعول من قنط , ومجازهما واحد.). [مجاز القرآن: 2/198]
قَالَ إِبْرَاهِيمُ بْنُ السَّرِيِّ الزَّجَّاجُ (ت: 311هـ) : ( {لا يسأم الإنسان من دعاء الخير وإن مسّه الشّرّ فيئوس قنوط (49)} : لا يمل الخير الذي يصيبه، وإذا اختبر بشيء من الشر يئس وقنط). [معاني القرآن: 4/391]
قَالَ أَحْمَدُ بنُ مُحَمَّدِ بنِ إِسْمَاعِيلَ النحَّاسُ (ت: 338هـ) : (وقوله جل وعز: {لا يسأم الإنسان من دعاء الخير وإن مسه الشر فيؤوس قنوط} :أي: لا يمل من أن يصيبه الخير , وفي قراءة عبد الله :{من دعاء بالخير
وإن مسه الشر}: أي : إن مسه شيء يسير من الشر يئس ,وقنط.). [معاني القرآن: 6/284]
قَالَ مَكِّيُّ بْنُ أَبِي طَالِبٍ القَيْسِيُّ (ت: 437هـ): ({يَسْأَمُ}: يمل.). [العمدة في غريب القرآن: 265]
تفسير قوله تعالى: {وَلَئِنْ أَذَقْنَاهُ رَحْمَةً مِنَّا مِنْ بَعْدِ ضَرَّاءَ مَسَّتْهُ لَيَقُولَنَّ هَذَا لِي وَمَا أَظُنُّ السَّاعَةَ قَائِمَةً وَلَئِنْ رُجِعْتُ إِلَى رَبِّي إِنَّ لِي عِنْدَهُ لَلْحُسْنَى فَلَنُنَبِّئَنَّ الَّذِينَ كَفَرُوا بِمَا عَمِلُوا وَلَنُذِيقَنَّهُمْ مِنْ عَذَابٍ غَلِيظٍ (50)}
قَالَ إِبْرَاهِيمُ بْنُ السَّرِيِّ الزَّجَّاجُ (ت: 311هـ) : ( {ولئن أذقناه رحمة منّا من بعد ضرّاء مسّته ليقولنّ هذا لي وما أظنّ السّاعة قائمة ولئن رجعت إلى ربّي إنّ لي عنده للحسنى فلننبّئنّ الّذين كفروا بما عملوا ولنذيقنّهم من عذاب غليظ (50)}
{ولئن أذقناه رحمة منّا من بعد ضرّاء مسّته ليقولنّ هذا لي} : أي: هذا واجب لي، بعملي استحققته، وهذا يعني به الكافرون، ودليل ذلك قوله:{وما أظنّ السّاعة قائمة ولئن رجعت إلى ربّي إنّ لي عنده للحسنى}
يقول: إني لست أوقن بالبعث وقيام الساعة، فإن كان الأمر على ذلك إن لي عنده للحسنى). [معاني القرآن: 4/391]
قَالَ أَحْمَدُ بنُ مُحَمَّدِ بنِ إِسْمَاعِيلَ النحَّاسُ (ت: 338هـ) : (وقوله جل وعز: {ليقولن هذا لي وما أظن الساعة قائمة}
قال مجاهد :أي بعملي , وأنا حقيق بهذا , وهذا يراد به الكافر , ألا ترى أن بعده {وما أظن الساعة قائمة}.
وقوله تعالى: {ولئن رجعت إلى ربي} :أي: على قولك.).[معاني القرآن: 6/284]
تفسير قوله تعالى: {وَإِذَا أَنْعَمْنَا عَلَى الْإِنْسَانِ أَعْرَضَ وَنَأَى بِجَانِبِهِ وَإِذَا مَسَّهُ الشَّرُّ فَذُو دُعَاءٍ عَرِيضٍ (51)}
قالَ يَحْيَى بْنُ زِيَادٍ الفَرَّاءُ: (ت: 207هـ): (وقوله: {فذو دعاء عريضٍ...}: يقول: ذو دعاء كثير : إن وصفته بالطول , والعرض فصواب). [معاني القرآن: 3/20]
قالَ أَبُو عُبَيْدَةَ مَعْمَرُ بْنُ الْمُثَنَّى التَّيْمِيُّ (ت:210هـ): ({أعرض ونأى بجانبيه }: أي: تباعد عني.). [مجاز القرآن: 2/198]
قَالَ عَبْدُ اللهِ بْنُ مُسْلِمِ بْنِ قُتَيْبَةَ الدِّينَوَرِيُّ (ت: 276هـ) : ( {فذو دعاءٍ عريضٍ} :أي كثير, إن وصفته بالطول , أو بالعرض، جاز في الكلام).[تفسير غريب القرآن: 390]
قَالَ إِبْرَاهِيمُ بْنُ السَّرِيِّ الزَّجَّاجُ (ت: 311هـ) : ( {وإذا أنعمنا على الإنسان أعرض ونأى بجانبه وإذا مسّه الشّرّ فذو دعاء عريض (51)}
ويقرأ (ناء) , والمعنى متقارب، يقول: إذا كان في نعمة تباعد عن ذكر اللّه , ودعائه.
{وإذا مسّه الشّرّ فذو دعاء عريض} : وعريض ههنا كبير, وكذلك لو كان ذو دعاء طويل , كان معناه : كبير.). [معاني القرآن: 4/390-391]
قَالَ أَحْمَدُ بنُ مُحَمَّدِ بنِ إِسْمَاعِيلَ النحَّاسُ (ت: 338هـ) : ( وقوله جل وعز: {وإذا أنعمنا على الإنسان أعرض ونأى بجانبه}
أي: تباعد , ولم يدعن.ا
وقرأ أبو جعفر يزيد بن القعقاع:{ أعرض وناء بجانبه } الألف قبل الهمزة
فيجوز : أن يكون معناه : من ناء إذا نهض , ويجوز أن يكون على قلب الهمز بمعنى الأول .
وقوله جل وعز: {وإذا مسه الشر فذو دعاء عريض} أي: كبير.
يقال له : دعاء عريض , وطويل , بمعنى واحد.). [معاني القرآن: 6/285]