العودة   جمهرة العلوم > قسم التفسير > جمهرة التفاسير > تفسير سورة الجاثية

إضافة رد
 
أدوات الموضوع إبحث في الموضوع انواع عرض الموضوع
  #1  
قديم 29 جمادى الأولى 1434هـ/9-04-2013م, 01:13 AM
شيماء رأفت شيماء رأفت غير متواجد حالياً
عضو جديد
 
تاريخ التسجيل: Apr 2013
المشاركات: 1,618
افتراضي تفسير سورة الجاثية [من الآية(7)إلى الآية(11)]

{وَيْلٌ لِكُلِّ أَفَّاكٍ أَثِيمٍ (7) يَسْمَعُ آَيَاتِ اللَّهِ تُتْلَى عَلَيْهِ ثُمَّ يُصِرُّ مُسْتَكْبِرًا كَأَنْ لَمْ يَسْمَعْهَا فَبَشِّرْهُ بِعَذَابٍ أَلِيمٍ (8) وَإِذَا عَلِمَ مِنْ آَيَاتِنَا شَيْئًا اتَّخَذَهَا هُزُوًا أُولَئِكَ لَهُمْ عَذَابٌ مُهِينٌ (9) مِنْ وَرَائِهِمْ جَهَنَّمُ وَلَا يُغْنِي عَنْهُمْ مَا كَسَبُوا شَيْئًا وَلَا مَا اتَّخَذُوا مِنْ دُونِ اللَّهِ أَوْلِيَاءَ وَلَهُمْ عَذَابٌ عَظِيمٌ (10) هَذَا هُدًى وَالَّذِينَ كَفَرُوا بِآَيَاتِ رَبِّهِمْ لَهُمْ عَذَابٌ مِنْ رِجْزٍ أَلِيمٌ (11)}


رد مع اقتباس
  #2  
قديم 29 جمادى الأولى 1434هـ/9-04-2013م, 01:21 AM
شيماء رأفت شيماء رأفت غير متواجد حالياً
عضو جديد
 
تاريخ التسجيل: Apr 2013
المشاركات: 1,618
افتراضي تفسير السلف

تفسير السلف

تفسير قوله تعالى: (وَيْلٌ لِكُلِّ أَفَّاكٍ أَثِيمٍ (7) )

قالَ أبو جعفرٍ مُحَمَّدُ بْنُ جَرِيرٍ الطَّبَرِيُّ (ت: 310هـ) : (القول في تأويل قوله تعالى: {ويلٌ لكلّ أفّاكٍ أثيمٍ (7) يسمع آيات اللّه تتلى عليه ثمّ يصرّ مستكبرًا كأن لّم يسمعها فبشّره بعذابٍ أليمٍ}.
يقول تعالى ذكره: الوادي السّائل من صديد أهل جهنّم، لكلّ كذّابٍ ذي إثمٍ بربّه، مفترٍ عليه). [جامع البيان: 21/75-76]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأخرج ابن مردويه عن ابن عباس رضي الله عنهما في قوله {لكل أفاك أثيم} قال: المغيرة بن مخزوم). [الدر المنثور: 13/292]

تفسير قوله تعالى: (يَسْمَعُ آَيَاتِ اللَّهِ تُتْلَى عَلَيْهِ ثُمَّ يُصِرُّ مُسْتَكْبِرًا كَأَنْ لَمْ يَسْمَعْهَا فَبَشِّرْهُ بِعَذَابٍ أَلِيمٍ (8) )
قالَ أبو جعفرٍ مُحَمَّدُ بْنُ جَرِيرٍ الطَّبَرِيُّ (ت: 310هـ) : ( {يسمع آيات اللّه تتلى عليه} يقول: يسمع آيات كتاب اللّه تقرأ عليه {ثمّ يصرّ} على كفره وإثمه فيقيم عليه غير تائبٍ منه، ولا راجعٍ عنه {مستكبرًا} على ربّه أن يذعن لأمره ونهيه {كأن لم يسمعها} يقول: كأن لم يسمع ما تلي عليه من آيات اللّه بإصراره على كفره {فبشّره بعذابٍ أليمٍ} يقول: فبشّر يا محمّد هذا الأفّاك الأثيم الّذي هذه صفته بعذابٍ من اللّه له {أليمٍ} يعني موجعٍ في نار جهنّم يوم القيامة). [جامع البيان: 21/76]

تفسير قوله تعالى: (وَإِذَا عَلِمَ مِنْ آَيَاتِنَا شَيْئًا اتَّخَذَهَا هُزُوًا أُولَئِكَ لَهُمْ عَذَابٌ مُهِينٌ (9) )
قالَ أبو جعفرٍ مُحَمَّدُ بْنُ جَرِيرٍ الطَّبَرِيُّ (ت: 310هـ) : (القول في تأويل قوله تعالى: {وإذا علم من آياتنا شيئًا اتّخذها هزوًا أولئك لهم عذابٌ مهينٌ}.
يقول تعالى ذكره: {وإذا علم} هذا الأفّاك الأثيم {من} آيات اللّه {شيئًا اتّخذها هزوًا} يقول: اتّخذ تلك الآيات الّتي علمها هزوًا، يسخر منها، وذلك كفعل أبي جهلٍ حين نزلت {إنّ شجرة الزّقّوم طعام الأثيم} إذ دعا بتمرٍ وزبدٍ فقال: تزقّموا من هذا، ما يعدكم محمّدٌ إلاّ شهدًا، وما أشبه ذلك من أفعالهم.
وقوله: {أولئك لهم عذابٌ مهينٌ}.
يقول تعالى ذكره: هؤلاء الّذين يفعلون هذا الفعل، وهم الّذين يسمعون آيات اللّه تتلى عليهم ثمّ يصرّون على كفرهم استكبارًا، ويتّخذون آيات اللّه الّتي علموها هزوًا، لهم يوم القيامة من اللّه عذابٌ مهينٌ يهينهم ويذلّهم في نار جهنّم، بما كانوا في الدّنيا يستكبرون عن طاعة اللّه واتّباع آياته.
وإنّما قال تعالى ذكره: {أولئك} فجمع وقد جرى الكلام قبل ذلك ردًّا للكلام إلى معنى الكلّ في قوله: {ويلٌ لكلّ أفّاكٍ أثيمٍ} ). [جامع البيان: 21/76-77]

تفسير قوله تعالى: (مِنْ وَرَائِهِمْ جَهَنَّمُ وَلَا يُغْنِي عَنْهُمْ مَا كَسَبُوا شَيْئًا وَلَا مَا اتَّخَذُوا مِنْ دُونِ اللَّهِ أَوْلِيَاءَ وَلَهُمْ عَذَابٌ عَظِيمٌ (10) )
قالَ عَبْدُ الرَّزَّاقِ بْنُ هَمَّامٍ الصَّنْعَانِيُّ (ت: 211هـ): (وقال معمر وقال قتادة أمامهم ألا ترى أنه يقول {من ورائهم جهنم} وهي بين يديه وفي حرف ابن مسعود (وكان وراءهم ملك يأخذ كل سفينة صالحة غصبا) وأما الغلام فكان كافرا وفي حرف أبي بن كعب: وكان أبواه مؤمنين فأردنا أن يبدلهما ربهما خيرا منه زكاة وأقرب رحماً أبر بوالديه
{وأما الجدار فكان لغلامين يتيمين في المدينة وكان تحته كنزا لهما} قال مال لهما). [تفسير عبد الرزاق: 1/407] (م)
قالَ أبو جعفرٍ مُحَمَّدُ بْنُ جَرِيرٍ الطَّبَرِيُّ (ت: 310هـ) : (القول في تأويل قوله تعالى: {من ورائهم جهنّم ولا يغني عنهم ما كسبوا شيئًا ولا ما اتّخذوا من دون اللّه أولياء ولهم عذابٌ عظيمٌ}.
يقول تعالى ذكره: ومن وراء هؤلاء المستهزئين بآيات اللّه، يعني من بين أيديهم وقد بيّنّا العلّة الّتي من أجلها قيل لما أمامك، هو وراءك، فيما مضى بما أغنى عن إعادته؛ يقول: من بين أيديهم نار جهنّم هم واردوها، {ولا يغنيهم ما كسبوا شيئًا}: يقول: ولا يغني عنهم من عذاب جهنّم إذا هم عذّبوا به ما كسبوا في الدّنيا من مالٍ وولدٍ شيئًا.
وقوله: {ولا ما اتّخذوا من دون اللّه أولياء} يقول: ولا آلهتهم الّتي عبدوها من دون اللّه، ورؤساؤهم، وهم الّذين أطاعوهم في الكفر باللّه، واتّخذوهم نصراء في الدّنيا، تغني عنهم يومئذٍ من عذاب جهنّم شيئًا {ولهم عذابٌ عظيمٌ} يقول: ولهم من اللّه يومئذٍ عذابٌ في جهنّم عظيمٌ). [جامع البيان: 21/77]

تفسير قوله تعالى: (هَذَا هُدًى وَالَّذِينَ كَفَرُوا بِآَيَاتِ رَبِّهِمْ لَهُمْ عَذَابٌ مِنْ رِجْزٍ أَلِيمٌ (11) )
قالَ أبو جعفرٍ مُحَمَّدُ بْنُ جَرِيرٍ الطَّبَرِيُّ (ت: 310هـ) : (القول في تأويل قوله تعالى: {هذا هدًى والّذين كفروا بآيات ربّهم لهم عذابٌ من رجزٍ أليمٍ}.
يقول تعالى ذكره: هذا القرآن الّذي أنزلناه إلى محمّدٍ {هدًى}: يقول: بيانٌ ودليلٌ على الحقّ، يهدي إلى صراطٍ مستقيمٍ، من اتّبعه وعمل بما فيه {والّذين كفروا بآيات ربّهم} يقول: والّذين جحدوا ما في القرآن من الآيات الدّالاّت على الحقّ، ولم يصدّقوا بها، ويعملوا بها، لهم عذابٌ يوم القيامة من عذابٍ موجعٌ). [جامع البيان: 21/77-78]


رد مع اقتباس
  #3  
قديم 29 جمادى الأولى 1434هـ/9-04-2013م, 01:22 AM
شيماء رأفت شيماء رأفت غير متواجد حالياً
عضو جديد
 
تاريخ التسجيل: Apr 2013
المشاركات: 1,618
Post

التفسير اللغوي



تفسير قوله تعالى: {وَيْلٌ لِكُلِّ أَفَّاكٍ أَثِيمٍ (7)}
قَالَ أَحْمَدُ بنُ مُحَمَّدِ بنِ إِسْمَاعِيلَ النحَّاسُ (ت: 338هـ)
: (وقوله جل وعز: {ويل لكل أفاك أثيم}:الأفاك: الكذاب). [معاني القرآن: 6/422]

تفسير قوله تعالى: {وَإِذَا عَلِمَ مِنْ آَيَاتِنَا شَيْئًا اتَّخَذَهَا هُزُوًا أُولَئِكَ لَهُمْ عَذَابٌ مُهِينٌ (9)}
قالَ الأَخْفَشُ سَعِيدُ بْنُ مَسْعَدَةَ الْبَلْخِيُّ (ت: 215هـ) : ({وإذا علم من آياتنا شيئاً اتّخذها هزواً أولئك لهم عذابٌ مّهينٌ * مّن ورائهم جهنّم ولا يغني عنهم مّا كسبوا شيئاً ولا ما اتّخذوا من دون اللّه أولياء ولهم عذابٌ عظيمٌ}
وقال: {وإذا علم من آياتنا شيئاً} , ثم قال: {مّن ورائهم جهنّم ولا يغني عنهم مّا كسبوا شيئاً} , فجمع لأنه قد قال: {ويلٌ لّكلّ أفّاكٍ أثيمٍ} , فهو في معنى جماعة مثل الأشياء التي تجيء في لفظ واحد , ومعناها معنى جماعة , وقد جعل {الذي} بمنزلة {من} , وقال: {والّذي جاء بالصّدق وصدّق به أولئك هم المتّقون} , فـ"الذي" في لفظ واحد, ثم قال: {أولئك هم المتّقون}). [معاني القرآن: 4/15]

تفسير قوله تعالى: {(مِنْ وَرَائِهِمْ جَهَنَّمُ وَلَا يُغْنِي عَنْهُمْ مَا كَسَبُوا شَيْئًا وَلَا مَا اتَّخَذُوا مِنْ دُونِ اللَّهِ أَوْلِيَاءَ وَلَهُمْ عَذَابٌ عَظِيمٌ (10)}
قالَ أَبُو عُبَيْدَةَ مَعْمَرُ بْنُ الْمُثَنَّى التَّيْمِيُّ (ت:210هـ): ({ من ورائهم جهنّم }: أي : من بين أيديهم). [مجاز القرآن: 2/210]
قالَ الأَخْفَشُ سَعِيدُ بْنُ مَسْعَدَةَ الْبَلْخِيُّ (ت: 215هـ) : ({وإذا علم من آياتنا شيئاً اتّخذها هزواً أولئك لهم عذابٌ مّهينٌ * مّن ورائهم جهنّم ولا يغني عنهم مّا كسبوا شيئاً ولا ما اتّخذوا من دون اللّه أولياء ولهم عذابٌ عظيمٌ}
وقال: {وإذا علم من آياتنا شيئاً} , ثم قال: {مّن ورائهم جهنّم ولا يغني عنهم مّا كسبوا شيئاً} , فجمع : لأنه قد قال: {ويلٌ لّكلّ أفّاكٍ أثيمٍ} , فهو في معنى جماعة مثل الأشياء التي تجيء في لفظ واحد ومعناها معنى جماعة وقد جعل {الذي} بمنزلة {من} , وقال: {والّذي جاء بالصّدق وصدّق به أولئك هم المتّقون} , فـ"الذي" في لفظ واحد, ثم قال: {أولئك هم المتّقون}). [معاني القرآن: 4/15] (م)
قَالَ عَبْدُ اللهِ بْنُ مُسْلِمِ بْنِ قُتَيْبَةَ الدِّينَوَرِيُّ (ت: 276هـ) : ({من ورائهم جهنّم} : أي : أمامهم). [تفسير غريب القرآن: 405]
قَالَ عَبْدُ اللهِ بْنُ مُسْلِمِ بْنِ قُتَيْبَةَ الدِّينَوَرِيُّ (ت: 276هـ): (و(وراء) تكون بمعنى (خلف) وبمعنى (قدّام).
ومنها المواراة والتّواري. فكلّ ما غاب عن عينك فهو وراء، كان قدّامك أو خلفك.
قال الله عز وجل: {وَكَانَ وَرَاءَهُمْ مَلِكٌ يَأْخُذُ كُلَّ سَفِينَةٍ غَصْبًا} [الكهف: 79]، أي أمامهم.
وقال: {مِنْ وَرَائِهِمْ جَهَنَّمُ} [الجاثية: 10]، أي أمامهم). [تأويل مشكل القرآن: 189] (م)
قَالَ مَكِّيُّ بْنُ أَبِي طَالِبٍ القَيْسِيُّ (ت: 437هـ)
: ({مِن وَرَائِهِمْ جَهَنَّمُ}: أي أمامهم). [تفسير المشكل من غريب القرآن: 227]

تفسير قوله تعالى: {هَذَا هُدًى وَالَّذِينَ كَفَرُوا بِآَيَاتِ رَبِّهِمْ لَهُمْ عَذَابٌ مِنْ رِجْزٍ أَلِيمٌ (11)}
قَالَ مَكِّيُّ بْنُ أَبِي طَالِبٍ القَيْسِيُّ (ت: 437هـ): ({رِّجْزٍ}: عذاب). [العمدة في غريب القرآن: 271]

رد مع اقتباس
  #4  
قديم 29 جمادى الأولى 1434هـ/9-04-2013م, 01:24 AM
شيماء رأفت شيماء رأفت غير متواجد حالياً
عضو جديد
 
تاريخ التسجيل: Apr 2013
المشاركات: 1,618
Post

التفسير اللغوي المجموع
[ما استخلص من كتب علماء اللغة مما له صلة بهذا الدرس]


تفسير قوله تعالى: {وَيْلٌ لِكُلِّ أَفَّاكٍ أَثِيمٍ (7) }

تفسير قوله تعالى: {يَسْمَعُ آَيَاتِ اللَّهِ تُتْلَى عَلَيْهِ ثُمَّ يُصِرُّ مُسْتَكْبِرًا كَأَنْ لَمْ يَسْمَعْهَا فَبَشِّرْهُ بِعَذَابٍ أَلِيمٍ (8) }

تفسير قوله تعالى: {وَإِذَا عَلِمَ مِنْ آَيَاتِنَا شَيْئًا اتَّخَذَهَا هُزُوًا أُولَئِكَ لَهُمْ عَذَابٌ مُهِينٌ (9) }

تفسير قوله تعالى: {مِنْ وَرَائِهِمْ جَهَنَّمُ وَلَا يُغْنِي عَنْهُمْ مَا كَسَبُوا شَيْئًا وَلَا مَا اتَّخَذُوا مِنْ دُونِ اللَّهِ أَوْلِيَاءَ وَلَهُمْ عَذَابٌ عَظِيمٌ (10) }
قالَ محمَّدُ بنُ القاسمِ بنِ بَشَّارٍ الأَنْبَارِيُّ: (ت: 328 هـ): ( ووراء من الأضداد. يقال للرجل: وراءك، أي خلفك، ووراءك أي أمامك، قال الله عز وجل: {من ورائهم جهنم}، فمعناه (من أمامهم). وقال تعالى: {وكان وراءهم ملك يأخذ كل سفينة غصبا}، فمعناه (وكان أمامهم). وقال الشاعر:
ليس على طول الحياة ندم = ومن وراء المرء ما يعلم
أي من أمامه، وقال الآخر:
أترجو بنوا مروان سمعي وطاعتي = وقومي تميم والفلاة ورائيا
أراد قدامي. وقال الآخر:

أليس ورائي إن تراخت منيتي = لزوم العصا تحنى عليها الأصابع
وقال الآخر:
أليس ورائي أن أدب على العصا = فيأمن أعدائي ويسأمني أهلي
والوراء ولد الولد، قال حيان بن أبجر: كنت عند ابن عباس، فجاءه رجل من هذيل، فقال له: ما فعل فلان؟ لرجل منهم، فقال: مات وترك كذا وكذا من الولد، وثلاثة من الوراء؛ يريد من لود الولد.
وحكى الفراء عن بعض المشيخة، قال: أقبل الشعبي ومعه ابن ابن له، فقيل له: أهذا ابنك؟ فقال: هذا ابني من الوراء، يريد من ولد الولد.
وقال الله عز وجل: {ومن وراء إسحاق يعقوب}، يريد من ولد ولده. والورى مقصور: الخلق، يقال: ما أدري أي الورى هو؟ يراد: أي الناس هو؟ قال ذو الرمة:
وكائن ذعرنا من مهاة ورامح = بلاد الورى ليست له ببلاد
والورى داء يفسد الجوف، من قول النبي صلى الله عليه
وسلم: ((لأن يمتلئ جوف أحدكم قيحا حتى يريه خير من أن يمتلئ شعرا))، أي حتى يفسد جوفه منه، قال الشاعر:

هلم إلى أمية إن فيها = شفاء الواريات من الغليل
وقال الآخر:
وراهن ربي مثل ما قد ورينني = وأحمي على أكبادهن المكاويا
وقال آخر:
قالت له وريا إذا تنحنح = يا ليته يسقى على الذرحرح
الذرحرح: واحد الذراريح. ويقال في دعاء للعرب: به الورى، وحمى خيبري، وشر ما يرى، فإنه خيسرى.
وقال أبو العباس: الورى المصدر، بتسكين الراء، والورى، بفتح الراء الاسم، وأنشد قطرب للنابغة:
حلفت فلم أترك لنفسك ريبة = وليس وراء الله للمرء مذهب
أراد: وليس قدامه، ويقال: معناه وليس سواء الله؛ كما قال جل اسمه: {ويكفرون بما وراءه}، أي بما سواءه، ويقال للرجل إذا تكلم: ليس وراء هذا الكلام
شيء، أي ليس يحسن سواءه. وأنشد قطرب أيضا:
أتوعدني وراء بني رياح = كذبت لتقصرن بذاك عني).
[كتاب الأضداد: 68-71]

تفسير قوله تعالى: {هَذَا هُدًى وَالَّذِينَ كَفَرُوا بِآَيَاتِ رَبِّهِمْ لَهُمْ عَذَابٌ مِنْ رِجْزٍ أَلِيمٌ (11) }

رد مع اقتباس
  #5  
قديم 21 صفر 1440هـ/31-10-2018م, 09:08 PM
جمهرة التفاسير جمهرة التفاسير غير متواجد حالياً
فريق الإشراف
 
تاريخ التسجيل: Oct 2017
المشاركات: 2,953
افتراضي

تفاسير القرن الرابع الهجري
...

رد مع اقتباس
  #6  
قديم 21 صفر 1440هـ/31-10-2018م, 09:09 PM
جمهرة التفاسير جمهرة التفاسير غير متواجد حالياً
فريق الإشراف
 
تاريخ التسجيل: Oct 2017
المشاركات: 2,953
افتراضي

تفاسير القرن الخامس الهجري
...

رد مع اقتباس
  #7  
قديم 21 صفر 1440هـ/31-10-2018م, 09:14 PM
جمهرة التفاسير جمهرة التفاسير غير متواجد حالياً
فريق الإشراف
 
تاريخ التسجيل: Oct 2017
المشاركات: 2,953
افتراضي

تفاسير القرن السادس الهجري

تفسير قوله تعالى: {وَيْلٌ لِكُلِّ أَفَّاكٍ أَثِيمٍ (7) }
قال عبد الحق بن غالب بن عطية الأندلسي (ت:546هـ) : (قوله عز وجل: {ويل لكل أفاك أثيم * يسمع آيات الله تتلى عليه ثم يصر مستكبرا كأن لم يسمعها فبشره بعذاب أليم * وإذا علم من آياتنا شيئا اتخذها هزوا أولئك لهم عذاب مهين * من ورائهم جهنم ولا يغني عنهم ما كسبوا شيئا ولا ما اتخذوا من دون الله أولياء ولهم عذاب عظيم * هذا هدى والذين كفروا بآيات ربهم لهم عذاب من رجز أليم}
"الويل" في كلام العرب: المصائب والحزن والهم والشدة من هذه المعاني، وهي لفظة تستعمل في الدعاء على الإنسان. وروي في بعض الآثار أن في جهنم واديا اسمه: ويل، وذهب الطبري إلى أن المراد بالآية ومقتضى اللغة أنه الدعاء على أهل الإفك والإثم بالمعاني المتقدمة، والأفاك: الكذاب الذي يقع منه الإفك مرارا، و"الأثيم": بناء مبالغة، اسم فاعل من: أثم يأثم.
وروي أن سبب هذه الآية أبو جهل، وقيل: النضر بن الحارث، والصواب أن سببها ما كان المذكوران -وغيرهما- يفعلان، وأنها تعم كل من دخل تحت الأوصاف المذكورة إلى يوم القيامة). [المحرر الوجيز: 7/ 591]

تفسير قوله تعالى: {يَسْمَعُ آَيَاتِ اللَّهِ تُتْلَى عَلَيْهِ ثُمَّ يُصِرُّ مُسْتَكْبِرًا كَأَنْ لَمْ يَسْمَعْهَا فَبَشِّرْهُ بِعَذَابٍ أَلِيمٍ (8) }
قال عبد الحق بن غالب بن عطية الأندلسي (ت:546هـ) : (و"يصر" معناه: يثبت على عقيدته من الكفر، وقوله تعالى: {فبشره بعذاب أليم}، حسن ذلك لما أفصح عن العذاب، ولو كانت البشارة غير مقيدة بشيء لما حصلت إلا على المحاب). [المحرر الوجيز: 7/ 591]

تفسير قوله تعالى: {وَإِذَا عَلِمَ مِنْ آَيَاتِنَا شَيْئًا اتَّخَذَهَا هُزُوًا أُولَئِكَ لَهُمْ عَذَابٌ مُهِينٌ (9) }
قال عبد الحق بن غالب بن عطية الأندلسي (ت:546هـ) : (وقرأ جمهور الناس: "وإذا علم" بفتح العين وتخفيف اللام، والمعنى: وإذا أخبر بشيء من آياتنا، فعلم نفس الخبر لا المعنى الذي تضمنه الخبر، ولو علم المعاني التي تتضمنها أخبار الشرع وعرف حقائقها، لكان مؤمنا، وقرأ قتادة، ومطر الوراق: "وإذا علم" بضم العين وشد اللام، وقوله تعالى: "أولئك" رد على لفظ "كل أفاك"، لأنه اسم جنس له الصفات المذكورة بعد). [المحرر الوجيز: 7/ 591-592]

تفسير قوله تعالى: {مِنْ وَرَائِهِمْ جَهَنَّمُ وَلَا يُغْنِي عَنْهُمْ مَا كَسَبُوا شَيْئًا وَلَا مَا اتَّخَذُوا مِنْ دُونِ اللَّهِ أَوْلِيَاءَ وَلَهُمْ عَذَابٌ عَظِيمٌ (10) }
قال عبد الحق بن غالب بن عطية الأندلسي (ت:546هـ) : (وقوله تعالى: {من ورائهم جهنم} قال فيه بعض المفسرين: معناه: من أمامهم، وهذا كالخلاف الذي في قوله تعالى: {وكان وراءهم ملك}، ولحظ قائل هذه المقالة الأمر من حيث تأول أن الإنسان كأنه من عمره يسير إلى جنة أو نار، فهما أمامه، وليس لفظ "الوراء" في اللغة كذلك، وإنما هو ما يأتي خلف الإنسان، وإذا اعتبر الأمر بالتقدم أو التأخر في الوجود على أن الزمان كالطريق للأشياء استقام الأمر، فما يأتي بعد الشيء في الزمان فهو وراءه، فكأن الملك وأخذه السفينة وراء ركوب أولئك إياها، وجهنم وإحراقها للكفار يأتي بعد كفرهم وأفعالهم، وهذا كما تقول: افعل كذا وأنا من ورائك عضدا، وكما تقول ذلك على التهديد: أنا من وراء التقصي عليك، ونحو هذا. وقوله تعالى: "ولا ما اتخذوا" يعني بذلك الأوثان). [المحرر الوجيز: 7/ 592]

تفسير قوله تعالى: {هَذَا هُدًى وَالَّذِينَ كَفَرُوا بِآَيَاتِ رَبِّهِمْ لَهُمْ عَذَابٌ مِنْ رِجْزٍ أَلِيمٌ (11) }
قال عبد الحق بن غالب بن عطية الأندلسي (ت:546هـ) : (وقوله تعالى: {هذا هدى} إشارة إلى القرآن، وقرأ ابن كثير، وعاصم -في رواية حفص -: "أليم" على النعت لـ "عذاب"، وهي قراءة ابن محيصن، وابن مطرف، وأهل مكة، وقرأ الباقون: "أليم" على النعت لـ "رجز"، وهي قراءة الحسن، وأبي جعفر، وشيبة، وعيسى، والأعمش. و"الرجز": أشد العذاب، وقوله تبارك وتعالى: {ولهم عذاب} بمنزلة قولك: لهم حظ، فمن هذه الجهة ومن جهة تغاير اللفظتين حسن قوله تعالى: {عذاب من رجز} إذ الرجز هو العذاب). [المحرر الوجيز: 7/ 592]

رد مع اقتباس
  #8  
قديم 21 صفر 1440هـ/31-10-2018م, 10:29 PM
جمهرة التفاسير جمهرة التفاسير غير متواجد حالياً
فريق الإشراف
 
تاريخ التسجيل: Oct 2017
المشاركات: 2,953
افتراضي

تفاسير القرن السابع الهجري
...

رد مع اقتباس
  #9  
قديم 21 صفر 1440هـ/31-10-2018م, 10:32 PM
جمهرة التفاسير جمهرة التفاسير غير متواجد حالياً
فريق الإشراف
 
تاريخ التسجيل: Oct 2017
المشاركات: 2,953
افتراضي

تفاسير القرن الثامن الهجري

تفسير قوله تعالى: {وَيْلٌ لِكُلِّ أَفَّاكٍ أَثِيمٍ (7) يَسْمَعُ آَيَاتِ اللَّهِ تُتْلَى عَلَيْهِ ثُمَّ يُصِرُّ مُسْتَكْبِرًا كَأَنْ لَمْ يَسْمَعْهَا فَبَشِّرْهُ بِعَذَابٍ أَلِيمٍ (8) }
قالَ إِسْمَاعِيلُ بْنُ عُمَرَ بْنِ كَثِيرٍ القُرَشِيُّ (ت: 774 هـ) :(ثمّ قال: {ويلٌ لكلّ أفّاكٍ أثيمٍ} أي: أفّاكٍ في قوله كذّابٍ، حلّافٍ مهينٍ أثيمٍ في فعله وقيله كافرٍ بآيات اللّه؛ ولهذا قال: {يسمع آيات اللّه تتلى عليه} أي: تقرأ عليه {ثمّ يصرّ} أي: على كفره وجحوده استكبارًا وعنادًا {كأن لم يسمعها} أي: كأنّه ما سمعها، {فبشّره بعذابٍ أليمٍ} [أي] فأخبره أنّ له عند اللّه يوم القيامة عذابًا أليمًا موجعًا). [تفسير ابن كثير: 7/ 265]

تفسير قوله تعالى: {وَإِذَا عَلِمَ مِنْ آَيَاتِنَا شَيْئًا اتَّخَذَهَا هُزُوًا أُولَئِكَ لَهُمْ عَذَابٌ مُهِينٌ (9) مِنْ وَرَائِهِمْ جَهَنَّمُ وَلَا يُغْنِي عَنْهُمْ مَا كَسَبُوا شَيْئًا وَلَا مَا اتَّخَذُوا مِنْ دُونِ اللَّهِ أَوْلِيَاءَ وَلَهُمْ عَذَابٌ عَظِيمٌ (10) }
قالَ إِسْمَاعِيلُ بْنُ عُمَرَ بْنِ كَثِيرٍ القُرَشِيُّ (ت: 774 هـ) : ({وإذا علم من آياتنا شيئًا اتّخذها هزوًا} أي: إذا حفظ شيئًا من القرآن كفر به واتّخذه سخريًّا وهزوًا، {أولئك لهم عذابٌ مهينٌ} أي: في مقابلة ما استهان بالقرآن واستهزأ به؛ ولهذا روى مسلمٌ في صحيحه عن ابن عمر قال: نهى رسول اللّه صلّى اللّه عليه وسلم أن يسافر بالقرآن إلى أرض العدوّ مخافة أن يناله العدوّ.
ثمّ فسّر العذاب الحاصل له يوم معاده فقال: {من ورائهم جهنّم} أي: كلّ من اتّصف بذلك سيصيرون إلى جهنّم يوم القيامة، {ولا يغني عنهم ما كسبوا شيئًا} أي: لا تنفعهم أموالهم ولا أولادهم، {ولا ما اتّخذوا من دون اللّه أولياء} أي: ولا تغني عنهم الآلهة الّتي عبدوها من دون اللّه شيئًا، {ولهم عذابٌ عظيمٌ}).[تفسير ابن كثير: 7/ 265]

تفسير قوله تعالى: {هَذَا هُدًى وَالَّذِينَ كَفَرُوا بِآَيَاتِ رَبِّهِمْ لَهُمْ عَذَابٌ مِنْ رِجْزٍ أَلِيمٌ (11) }
قالَ إِسْمَاعِيلُ بْنُ عُمَرَ بْنِ كَثِيرٍ القُرَشِيُّ (ت: 774 هـ) :(ثمّ قال تعالى: {هذا هدًى} يعني القرآن {والّذين كفروا بآيات ربّهم لهم عذابٌ من رجزٍ أليمٌ} وهو المؤلم الموجع). [تفسير ابن كثير: 7/ 265]

رد مع اقتباس
إضافة رد

مواقع النشر (المفضلة)

الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1)
 

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع


الساعة الآن 04:26 PM


Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd. TranZ By Almuhajir
جميع الحقوق محفوظة