لمحات عن دراسة نعم وبئس في القرآن الكريم
1- أصل "نعم" و"بئس" (فعل) بكسر "العين"، وقد قرئ بهذا الأصل في السبع، كما قرئ "نعم" بفتح "النون" وسكون "العين"، وقرئ في الشواذ "نعم" بكسر "النون" و"العين"، وهذه التفريعات لغة بني تميم.
وقال الرضي [290:2]: «لم تأت "بئس" في القرآن إلا ساكنة العين».
2- فاعل "نعم" و"بئس" جاء مقروناً "بأل" في القرآن كثيراً= 36، وجاء مضافاً إلى ما فيه "أل"= 10، وجاء "بئسما" في تسعة مواضع، و"نعما" في موضعين.
وكان الفاعل ضميراً مبهماً مفسراً بنكرة في قوله تعالى:
{بئس للظالمين بدلاً} [50:18]
3- قد يوصف فاعل "نعم" و"بئس" خلافاً لابن السراج والفارسي.
التسهيل: [127]، الرضي [295:2]
وعلى الوصف ظاهر قوله تعالى:
(أ) {بئس الرفد المرفود} [99:11]
(ب) {وبئس الورد المورود} [98:11]
البحر [259:5]، الكشاف [426:2]
4- المخصوص بالمدح أو الذم يعرب خبر المبتدأ محذوف، أو مبتدأ خبره الجملة قبله. سيبويه [300:1]، المقتضب [141:2- 143]
وضعف أبو حيان إعراب المخصوص خبر المبتدأ محذوف، أو مبتدأ خبره محذوف بأن حذف المخصوص يبطل ذلك الإعراب، لما يلزم عليه من حذف الجملة بأسرها، من غير أن ينوب عنها شيء، فالأولى أن يعرب مبتدأ خبره الجملة قبله، حتى يكون في الكلام ما يدل عليه؛ ثم إن حذف المفرد أسهل من حذف الجملة. البحر [118:2]، [293]
5- المخصوص بالمدح أو بالذم جاء في القرآن محذوفاً في جميع مواقع "نعم" و"بئس" إلا ثلاث آيات وقع فيها الخلاف:
1- {ولدار الآخرة خير ولنعم دار المتقين. جنات عدن يدخلونها}. [30:16، 31]
قال أبو حيان: الظاهر أن المخصوص بالمدح (جنات عدن) وجعله الزمخشري محذوفاً، أي دار الآخرة؛ كما جوز أن تكون (جنات عدن) مبتدأ خبره ما بعده، ويقوى ذلك قراءة نصب (جنات عدن) البحر [588:5]، الكشاف [603:2]
2- {بئس مثل القوم الذين كذبوا بآيات الله} [5:62]
المخصوص بالذم (الذين) على حذف مضاف، أي مثل الذين، أو هي صفة للقوم، والمخصوص محذوف. البيان [438:2]، الرضي [294:2]، البحر [267:8]
3- {ولا تنابزوا بالألقاب بئس الاسم الفسوق بعد الإيمان} [11:49]
{الفسوق}: بدل من الاسم، ولو جعل المخصوص بالذم كان أحسن. الجمل [178:4]
6- "بئسما": "ما" اسم موصول عند الفراء وأبي علي، وهي الفاعل، ويضعفه قلة وقوع (الذي) فاعلاً في كلام العرب "لنعم" و"بئس".
وهي معرفة تامة عند سيبويه فاعل أيضاً. وقال الأخفش: هي تمييز.
الرضي[ 294:2]، الهمع [86:2]، البحر [304:1]، الأشموني
{نعما هي}: "ما" تمييز والضمير (هي) المخصوص بالمدح مبتدأ. البحر[ 323:2- 324]
{نعما يعظكم}: "ما" معرفة تامة عند سيبويه فاعل، (يعظكم) صفة للمخصوص المحذوف، أي شيء وهي موصولة عند الفارسي، فاعل والمخصوص محذوف، وقال الأخفش: هي تمييز. البحر [277:3- 278]
7- الفاعل إذا كان ضميراً مبهماً فسر بنكرة تمييزاً. الضمير لا يثنى ولا يجمع، ويجب أن يطابق التمييز الضمير إفراداً وتثنية وجمعاً، ولا يفصل بينهما إلا بالظرف قوله تعالى: {بئس للظالمين بدلا} ومنع ابن أبي الربيع الفصل بينهما بالظرف.
ولا يتبع الضمير بتابع. الرضي[ 293:2- 294]، الهمع [86:2]
8- (فعل) المراد به المدح أو الذم: مذهب الفارسي وأكثر النحويين أنه يجوز أن يلحق بباب "نعم" و"بئس" فقط، فلا يكون فاعله إلا ما يكون فاعلاً "لنعم" و"بئس" .
وذهب الأخفش والمبرد إلى جواز إلحاقه بباب "نعم" و"بئس" ، فيجعل فاعله كفاعلهما، وإلى جواز إلحاقه بفعل التعجب، فلا يجري مجرى "نعم" و"بئس" في الفاعل ولا في بقية الأحكام، بل يكون فاعله ما يكون مفعولاً لفعل التعجب، تقول: لضربت يدك، ولضربت اليد. البحر [789:3]
وكل فعل على (فعل) في الأصل أو محولاً من فعل، أو من (فعل) استوفى شروط التعجب يصلح لذلك. التسهيل: [128]، الرضي [296:2]، الهمع [87:2- 88]
(ب) الفعل المعتل "بالعين" المحول إلى (فعل) تقلب عينه "ألفاً"، نحو: قال الرجل زيد، وباع الرجل زيد، والمعتل "اللام" "الياء" فيه ولوا نحو: رمو الرجل زيد.
وإذا أريد به التعجب لا يلزم في الفاعل "الألف" و"اللام".
المقرب لابن عصفور [69:1، 77- 78]