سورة الحجر

[منى بكري]

الناسخ والمنسوخ في سورة الحجر

عناصر الموضوع

● عدد الآيات المنسوخة في سورة الحجر
● مواضع النسخ في سورة الحجر
...- الموضع الأول : قوله تعالى {ذَرْهُمْ يَأْكُلُوا وَيَتَمَتَّعُوا وَيُلْهِهِمُ الْأَمَلُ ۖ فَسَوْفَ يَعْلَمُونَ (3)}
...- الموضع الثانى : قوله تعالى {وَمَا خَلَقْنَا السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضَ وَمَا بَيْنَهُمَا إِلَّا بِالْحَقِّ ۗ وَإِنَّ السَّاعَةَ لَآتِيَةٌ ۖ فَاصْفَحِ الصَّفْحَ الْجَمِيلَ (85)}
...- الموضع الثالث : قوله تعالى {لَا تَمُدَّنَّ عَيْنَيْكَ إِلَىٰ مَا مَتَّعْنَا بِهِ أَزْوَاجًا مِنْهُمْ وَلَا تَحْزَنْ عَلَيْهِمْ وَاخْفِضْ جَنَاحَكَ لِلْمُؤْمِنِين (88)}
...- الموضع الرابع : قوله تعالى: {وَقُلْ إِنِّي أَنَا النَّذِيرُ الْمُبِينُ (89)}
...- الموضع الخامس : قوله تعالى: {فَاصْدَعْ بِمَا تُؤْمَرُ وَأَعْرِضْ عَنِ الْمُشْرِكِين (94)}

[أسماء الشامسي]

عدد الآيات المنسوخة في سورة الحجر

قال الوليد بن محمد الموقّري الأموي (ت:182هـ): حدثني محمد بن مسلم ابن شِهَاب الزهري (ت: 124هـ) قال: (وقال تعالى: {فاصدع بما تؤمر وأعرض عن المشركين. إنا كفيناك المستهزئين}.
قوله: {فاصدع بما تؤمر} هذا محكم، وهذه الآية نصفها منسوخ، فالمنسوخ قوله تعالى: {وأعرض عن المشركين} نسخ بآية السيف]. ). [الناسخ والمنسوخ للزهري:30- 31]
قَالَ أَبو عَبْدِ اللهِ مُحَمَّدُ بْنُ حَزْمٍ الأَنْدَلُسِيُّ (ت: 320 هـ): (سورة الحجر: مكية وفيها من المنسوخ خمس آيات
الآية الأولى: قوله تعالى: {ذرهم يأكلوا ويتمتعوا..}...
الآية الثانية: قوله تعالى: {فاصفح الصفح الجميل..}...
الآية الثالثة: قوله تعالى: {لا تمدن عينيك إلى ما متعنا به أزواجا منهم..}...
الآية الرابعة: قوله تعالى: {وقل إني أنا النذير المبين..}...
الآية الخامسة: قوله تعالى: {فاصدع بما تؤمر وأعرض عن المشركين..} .).[الناسخ والمنسوخ لابن حزم: 42-43])
قالَ أَحْمَدُ بنُ مُحَمَّدِ بنِ إِسْمَاعِيلَ النَّحَّاسُ (ت: 338 هـ): (سورة الحجر.
- حدّثنا يموتٌ بإسناده عن ابن عبّاسٍ، قال: «نزلت سورة الحجر بمكّة فهي مكّيّةٌ»
قال أبو جعفرٍ: لم نجد فيها ممّا يدخل في هذا الكتاب إلّا حرفينقوله تعالى: {فاصفح الصّفح الجميل} [الحجر: 85]
قال سعيدٌ عن، قتادة، " نسخته: {واقتلوهم حيث ثقفتموهم} [البقرة: 191] والحرف الآخر {وأعرض عن المشركين} [الحجر: 94] "
روي، عن، ابن عبّاسٍ: «نسخته براءةٌ، والأمر بالقتال» ). [الناسخ والمنسوخ للنحاس: 2/482-483]
قَالَ هِبَةُ اللهِ بنُ سَلامَةَ بنِ نَصْرٍ المُقْرِي (ت: 410 هـ): (سورة الحجر. نزلت بمكّة تحتوي من المنسوخ على خمس آيات
الآية الأولى قوله تعالى {ذرهم يأكلوا ويتمتّعوا}...
الآية الثّانية قوله تعالى {وما خلقنا السّماوات والأرض} إلى قوله {فاصفح}...
الآية الثّالثة قوله تعالى {لا تمدّنّ عينيك إلى ما متعنا به أزواجًا منهم}...
الآية الرّابعة قوله تعالى {وقل إنّي أنا النذير المبين}...
الآية الخامسة قوله تعالى {فاصدع بما تؤمر} ).[الناسخ والمنسوخ لابن سلامة: 111-112]
قَالَ مَكِّيُّ بنُ أبِي طَالِبٍ القَيْسِيُّ (ت: 437هـ) : (سورة الحجر (مكية)
قوله تعالى: {فاصفح الصّفح الجميل}: روى ابن جبير عن قتادة أن هذا منسوخٌ لقوله {فاقتلوا المشركين حيث وجدتموهم}، وكذلك روي عن ابن عباسٍ في قوله: {وأعرض عن المشركين} [الحجر: 94]، قال: نسخها الأمر بالقتال.). [الإيضاح لناسخ القرآن ومنسوخه: 329]
قَالَ أبو الفَرَجِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ عَلِيٍّ ابْنُ الجَوْزِيِّ (ت: 597هـ): (باب: ذكر الآيات اللّواتي ادّعي عليهنّ النّسخ في سورة الحجر
ذكر الآية الأولى: قوله تعالى: {ذرهم يأكلوا ويتمتّعوا ويلههم الأمل فسوف يعلمون}...
ذكر الآية الثّانية: قوله تعالى: {فاصفح الصّفح الجميل}...
ذكر الآية الثّالثة: قوله تعالى: {لا تمدّنّ عينيك إلى ما متّعنا به أزواجاً منهم ولا تحزن}...
ذكر الآية الرّابعة: قوله تعالى: {وقل إنّي أنا النّذير المبين}...
ذكر الآية الخامسة: قوله تعالى: {وأعرض عن المشركين}).[نواسخ القرآن: 379-382]
قالَ أبو الفَرَجِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ عَلِيٍّ ابْنِ الْجَوْزِيِّ (ت:597هـ): (سورة [الحجر]
الأولى: {ذرهم يأكلوا ويتمتّعوا ويلههم الأمل فسوف يعلمون} قالوا نسخت بآية السيف والتحقيق أنها وعيد وذلك لا ينافي قتالهم.
الثانية: {فاصفح الصّفح الجميل} قالوا نسخ بآية السيف.
الثالثة: {وأعرض عن المشركين} قالوا نسخ بآية السيف.). [المصَفَّى بأكُفِّ أهلِ الرسوخ: 41]
قالَ عَلَمُ الدِّينِ عليُّ بنُ محمَّدٍ السَّخَاوِيُّ (ت:643هـ): (سورة الحجر: ليس فيها منسوخ ولا ناسخ، وزعموا أن قوله عز وجل: {ذرهم يأكلوا} الآية [الحجر: 3]، منسوخ بآية السيف، وهذا وعيد وتهديد، وآية السيف لا تنسخ الموعظة والتهديد.

قوله عز وجل: {فاصفح الصفح الجميل} الآية [الحجر: 85] قالوا: نسخ بآية السيف، وهو أمر من الله عز وجل لنبيه صلى الله عليه وسلم بالصبر في حال لم يكن فيها مطيقا لقتالهم، فليس بمنسوخ بآية السيف.
وقوله عز وجل: {لا تمدن عينيك إلى ما متعنا به أزواجا منهم}...
وقالوا في قوله عز وجل: {وقل إني أنا النذير المبين}...
وقالوا في قوله عز وجل: {فاصدع بما تؤمر}). [جمال القراء:1/324-326]

[أسماء الشامسي]

قوله تعالى {ذَرْهُمْ يَأْكُلُوا وَيَتَمَتَّعُوا وَيُلْهِهِمُ الْأَمَلُ ۖ فَسَوْفَ يَعْلَمُونَ (3)}

قَالَ أَبو عَبْدِ اللهِ مُحَمَّدُ بْنُ حَزْمٍ الأَنْدَلُسِيُّ (ت: 320 هـ): (الآية الأولى: قوله تعالى: {ذرهم يأكلوا ويتمتعوا...} الآية [3 مكية / الحجر / 15] نسخت بآية السيف).[الناسخ والمنسوخ لابن حزم: 42]
قَالَ هِبَةُ اللهِ بنُ سَلامَةَ بنِ نَصْرٍ المُقْرِي (ت: 410 هـ): (الآية الأولى قوله تعالى {ذرهم يأكلوا ويتمتّعوا} نسخت بآية السّيف).[الناسخ والمنسوخ لابن سلامة: 111]
قَالَ أبو الفَرَجِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ عَلِيٍّ ابْنُ الجَوْزِيِّ (ت: 597هـ): (ذكر الآية الأولى: قوله تعالى: {ذرهم يأكلوا ويتمتّعوا ويلههم الأمل فسوف يعلمون}.
قد زعم كثيرٌ من المفسّرين: أنّها منسوخةٌ بآية السّيف. والتّحقيق أنّها وعيدٌ وتهديدٌ، وذلك لا ينافي قتالهم فلا وجه للنّسخ).[نواسخ القرآن: 379-380]
قالَ أبو الفَرَجِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ عَلِيٍّ ابْنِ الْجَوْزِيِّ (ت:597هـ): (الأولى: {ذرهم يأكلوا ويتمتّعوا ويلههم الأمل فسوف يعلمون} قالوا نسخت بآية السيف والتحقيق أنها وعيد وذلك لا ينافي قتالهم). [المصَفَّى بأكُفِّ أهلِ الرسوخ: 41]
قالَ عَلَمُ الدِّينِ عليُّ بنُ محمَّدٍ السَّخَاوِيُّ (ت:643هـ): (سورة الحجر: ليس فيها منسوخ ولا ناسخ، وزعموا أن قوله عز وجل: {ذرهم يأكلوا} الآية [الحجر: 3]، منسوخ بآية السيف، وهذا وعيد وتهديد، وآية السيف لا تنسخ الموعظة والتهديد). [جمال القراء:1/324]

روابط ذات صلة:
- أقوال المفسرين

[أسماء الشامسي]

قوله تعالى {وَمَا خَلَقْنَا السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضَ وَمَا بَيْنَهُمَا إِلَّا بِالْحَقِّ ۗ وَإِنَّ السَّاعَةَ لَآتِيَةٌ ۖ فَاصْفَحِ الصَّفْحَ الْجَمِيلَ (85)}

قَالَ أَبو عَبْدِ اللهِ مُحَمَّدُ بْنُ حَزْمٍ الأَنْدَلُسِيُّ (ت: 320 هـ): (الآية الثانية: قوله تعالى: {فاصفح الصفح الجميل...} الآية [85مكية / الحجر / 15] نسخت بآية السيف).[الناسخ والمنسوخ لابن حزم: 42]
قالَ أَحْمَدُ بنُ مُحَمَّدِ بنِ إِسْمَاعِيلَ النَّحَّاسُ (ت: 338 هـ): (قوله تعالى: {فاصفح الصّفح الجميل} [الحجر: 85]
قال سعيدٌ عن، قتادة، " نسخته: {واقتلوهم حيث ثقفتموهم} [البقرة: 191] ). [الناسخ والمنسوخ للنحاس: 2/482-483]
قَالَ هِبَةُ اللهِ بنُ سَلامَةَ بنِ نَصْرٍ المُقْرِي (ت: 410 هـ): (الآية الثّانية قوله تعالى {وما خلقنا السّماوات والأرض} إلى قوله {فاصفح} محكم
وقوله {فاصفح الصفح الجميل} نسخت بآية السّيف وأول الآية محكم).[الناسخ والمنسوخ لابن سلامة: 111-112]
قَالَ مَكِّيُّ بنُ أبِي طَالِبٍ القَيْسِيُّ (ت: 437هـ) : (قوله تعالى: {فاصفح الصّفح الجميل}: روى ابن جبير عن قتادة أن هذا منسوخٌ لقوله {فاقتلوا المشركين حيث وجدتموهم}.). [الإيضاح لناسخ القرآن ومنسوخه: 329]
قَالَ أبو الفَرَجِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ عَلِيٍّ ابْنُ الجَوْزِيِّ (ت: 597هـ): (ذكر الآية الثّانية: قوله تعالى: {فاصفح الصّفح الجميل}.
أخبرنا المبارك بن عليٍّ، قال: أبنا أحمد بن الحسين بن قريشٍ قال: أبنا البرمكيّ قال: أبنا محمّد بن إسماعيل بن العبّاس، قال: أبنا أبو بكر بن أبي داود، قال: بنا عبد اللّه بن سعيدٍ، قال: بنا عقبة، عن
إسرائيل عن جابرٍ عن مجاهدٍ، وعكرمة {فاصفح الصّفح الجميل} قال: هذا قبل القتال.
قال أبو بكر: وبنا موسى بن هارون، قال: بنا الحسين، قال: بنا شيبان عن قتادة {فاصفح الصّفح الجميل} قال: نسخ هذا بعد، فقال: {واقتلوهم حيث ثقفتموهم}).[نواسخ القرآن: 380-381]
قالَ أبو الفَرَجِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ عَلِيٍّ ابْنِ الْجَوْزِيِّ (ت:597هـ): (الثانية: {فاصفح الصّفح الجميل} قالوا نسخ بآية السيف). [المصَفَّى بأكُفِّ أهلِ الرسوخ: 41]
قالَ عَلَمُ الدِّينِ عليُّ بنُ محمَّدٍ السَّخَاوِيُّ (ت:643هـ): (قوله عز وجل: {فاصفح الصفح الجميل} الآية [الحجر: 85] قالوا: نسخ بآية السيف، وهو أمر من الله عز وجل لنبيه صلى الله عليه وسلم بالصبر في حال لم يكن فيها مطيقا لقتالهم، فليس بمنسوخ بآية السيف). [جمال القراء:1/324]

روابط ذات صلة:
- أقوال المفسرين

[أسماء الشامسي]

قوله تعالى {لَا تَمُدَّنَّ عَيْنَيْكَ إِلَىٰ مَا مَتَّعْنَا بِهِ أَزْوَاجًا مِنْهُمْ وَلَا تَحْزَنْ عَلَيْهِمْ وَاخْفِضْ جَنَاحَكَ لِلْمُؤْمِنِين (88)}

قَالَ أَبو عَبْدِ اللهِ مُحَمَّدُ بْنُ حَزْمٍ الأَنْدَلُسِيُّ (ت: 320 هـ): (الآية الثالثة: قوله تعالى: {لا تمدن عينيك إلى ما متعنا به أزواجا منهم...} الآية [88 مكية / الحجر / 15] نسخت بآية السيف).[الناسخ والمنسوخ لابن حزم: 42-43]
قَالَ هِبَةُ اللهِ بنُ سَلامَةَ بنِ نَصْرٍ المُقْرِي (ت: 410 هـ): (الآية الثّالثة قوله تعالى {لا تمدّنّ عينيك إلى ما متعنا به أزواجًا منهم} الآية
كان هذا قبل أن يؤمر بقتالهم ثمّ صار ذلك منسوخا بآية السّيف).[الناسخ والمنسوخ لابن سلامة: 112]
قَالَ أبو الفَرَجِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ عَلِيٍّ ابْنُ الجَوْزِيِّ (ت: 597هـ): (ذكر الآية الثّالثة: قوله تعالى: {لا تمدّنّ عينيك إلى ما متّعنا به أزواجاً منهم ولا تحزن}.
قد زعم قومٌ: أنّ هذا كان قبل أن يؤمر بقتالهم ثمّ نسخ بآية السّيف. وهذا ليس بشيءٍ، لأنّ المعنى: لا تحزن عليهم إن لم يؤمنوا، وقيل: لا تحزن بما أنعمت عليهم في الدّنيا، ولا وجه للنسخ، وكذلك قال: أبو الوفاء ابن عقيلٍ، قد ذهب بعضهم إلى أنّ هذه الآية منسوخةٌ بآية السّيف وليس بصحيحٍ).[نواسخ القرآن: 381]
قالَ عَلَمُ الدِّينِ عليُّ بنُ محمَّدٍ السَّخَاوِيُّ (ت:643هـ): (وقوله عز وجل: {لا تمدن عينيك إلى ما متعنا به أزواجا منهم} الآية [الحجر: 88] قالوا: نسخ بآية السيف، وإنما المعنى: إنا أعطيناك المثاني والقرآن العظيم، فالذي أعطيناك أفضل من كل عطية، فلا تمدن عينيك إلى دنياهم واستغن بما أعطيناك كما متعنا به صنوفا منهم). [جمال القراء:1/324-325]

روابط ذات صلة:
- أقوال المفسرين

[أسماء الشامسي]

قوله تعالى: {وَقُلْ إِنِّي أَنَا النَّذِيرُ الْمُبِينُ (89)}

قَالَ أَبو عَبْدِ اللهِ مُحَمَّدُ بْنُ حَزْمٍ الأَنْدَلُسِيُّ (ت: 320 هـ): (الآية الرابعة: قوله تعالى: {وقل إني أنا النذير المبين...} الآية [89 مكية / الحجر / 19] نسخ معناها أو لفظها بآية السيف).[الناسخ والمنسوخ لابن حزم: 43]
قَالَ هِبَةُ اللهِ بنُ سَلامَةَ بنِ نَصْرٍ المُقْرِي (ت: 410 هـ): (الآية الرّابعة قوله تعالى {وقل إنّي أنا النذير المبين} نسخ معناها لا لفظها بآية السّيف
الآية الخامسة قوله تعالى {فاصدع بما تؤمر} هذا محكم وهذه الآية نصفان نصفها محكم ونصفها منسوخ وهو قوله تعالى {وأعرض عن المشركين} نسخ بآية السّيف).[الناسخ والمنسوخ لابن سلامة: 112]
قَالَ أبو الفَرَجِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ عَلِيٍّ ابْنُ الجَوْزِيِّ (ت: 597هـ): (ذكر الآية الرّابعة: قوله تعالى: {وقل إنّي أنا النّذير المبين}.
زعم بعضهم أنّ معناها نسخ بآية السّيف. لأنّ المعنى عنده: اقتصر على الإنذار، وهذا خيالٌ فاسدٌ، لأنّه ليس في الآية ما يتضمّن هذا، ثمّ هي خبر فلا وجه للنسخ).[نواسخ القرآن: 381-382]
قالَ عَلَمُ الدِّينِ عليُّ بنُ محمَّدٍ السَّخَاوِيُّ (ت:643هـ): (وقالوا في قوله عز وجل: {وقل إني أنا النذير المبين} الآية [الحجر: 89] نسخ معناه بآية السيف دون لفظه، وليس كما قالوا: وذلك محكم لفظا ومعنى). [جمال القراء:1/325]

روابط ذات صلة:
- أقوال المفسرين

[أسماء الشامسي]

قوله تعالى: {فَاصْدَعْ بِمَا تُؤْمَرُ وَأَعْرِضْ عَنِ الْمُشْرِكِين (94)}

قال الوليد بن محمد الموقّري الأموي (ت:182هـ): حدثني محمد بن مسلم بن عبد الله بن شِهَاب الزهري (ت: 124هـ): (وقال تعالى: {فاصدع بما تؤمر وأعرض عن المشركين. إنا كفيناك المستهزئين}.
قوله: {فاصدع بما تؤمر} هذا محكم، وهذه الآية نصفها
منسوخ، فالمنسوخ قوله تعالى: {وأعرض عن المشركين} نسخ بآية السيف]. ). [الناسخ والمنسوخ للزهري:30- 31]
قَالَ أَبو عَبْدِ اللهِ مُحَمَّدُ بْنُ حَزْمٍ الأَنْدَلُسِيُّ (ت: 320 هـ): (الآية الخامسة: قوله تعالى: {فاصدع بما تؤمر وأعرض عن المشركين...} الآية [94 مكية / الحجر / 15] نصفها محكم ونصفها منسوخ بآية السيف.).[الناسخ والمنسوخ لابن حزم: 43]
قالَ أَحْمَدُ بنُ مُحَمَّدِ بنِ إِسْمَاعِيلَ النَّحَّاسُ (ت: 338 هـ): (والحرف الآخر {وأعرض عن المشركين} [الحجر: 94] "
روي، عن، ابن عبّاسٍ: «نسخته براءةٌ، والأمر بالقتال» ). [الناسخ والمنسوخ للنحاس: 2/483]
قَالَ هِبَةُ اللهِ بنُ سَلامَةَ بنِ نَصْرٍ المُقْرِي (ت: 410 هـ): (الآية الخامسة قوله تعالى {فاصدع بما تؤمر} هذا محكم وهذه الآية نصفان نصفها محكم ونصفها منسوخ وهو قوله تعالى {وأعرض عن المشركين} نسخ بآية السّيف).[الناسخ والمنسوخ لابن سلامة: 111-112]
قَالَ مَكِّيُّ بنُ أبِي طَالِبٍ القَيْسِيُّ (ت: 437هـ) : (وكذلك روي عن ابن عباسٍ في قوله: {وأعرض عن المشركين} [الحجر: 94]، قال: نسخها الأمر بالقتال.). [الإيضاح لناسخ القرآن ومنسوخه: 329]
قَالَ أبو الفَرَجِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ عَلِيٍّ ابْنُ الجَوْزِيِّ (ت: 597هـ): (ذكر الآية الخامسة: قوله تعالى: {وأعرض عن المشركين}.
أخبرنا ابن ناصرٍ، قال: أبنا ابن أيّوب، قال: أبنا ابن شاذان، قال: أبنا أبو بكرٍ النجاد، قال: بنا أبو داود السجستاني، قال: بنا أحمد بن محمّدٍ، قال: حدّثت عن معاوية بنا صالحٍ عن عليّ بن أبي طلحة، عن ابن عبّاسٍ رضي اللّه عنهما {وأعرض عن المشركين} قال: نسختها: {فاقتلوا المشركين حيث وجدتموهم}.
أخبرنا المبارك بن عليٍّ، قال: بنا أحمد بن الحسين، قال: أبنا البرمكيّ، قال: أبنا محمّد بن إسماعيل، قال: أبنا أبو بكر بن أبي داود، قال: بنا محمّد بن سعدٍ، قال: حدّثني أبي عن الحسين بن الحسن بن عطيّة عن أبيه عن عطيّة عن ابن عبّاسٍ رضي اللّه عنهما {وأعرض عن المشركين}، قال: هذا من المنسوخ.).[نواسخ القرآن: 382]

قالَ أبو الفَرَجِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ عَلِيٍّ ابْنِ الْجَوْزِيِّ (ت:597هـ): (الثالثة: {وأعرض عن المشركين} قالوا نسخ بآية السيف.). [المصَفَّى بأكُفِّ أهلِ الرسوخ: 41]
قالَ عَلَمُ الدِّينِ عليُّ بنُ محمَّدٍ السَّخَاوِيُّ (ت:643هـ): (وقالوا في قوله عز وجل: {فاصدع بما تؤمر} الآية [الحجر: 94] هذه الآية نصفها محكم ونصفها منسوخ، وهو قوله عز وجل: {وأعرض عن المشركين} الآية [الحجر: 94] وهذا كأنه نوع من اللعب، وإنما المعنى: بلغ ما أمرت بتبليغه، واصدع به ولا تخش المشركين فإنا قد كفيناك المستهزئين.
وكان النبي صلى الله عليه وسلم يخفي أمره مخافتهم، فأمره الله بإظهار أمره وإظهار القرآن الذي يوحى إليه، وقيل: لم يزل النبي صلى الله عليه وسلم بمكة مستخفيا حتى نزلت فخرج هو وأصحابه.
وعن ابن عباس: (المستهزئون: الوليد بن المغيرة، والعاص بن وائل السهمي، وعدي بن قيس، والأسود بن عبد يغوث الزهري، وهو ابن خال رسول الله صلى الله عليه وسلم وأبو زمعة الأسود بن عبد المطلب كانوا يستهزءون برسول الله صلى الله عليه وسلم، فبينما النبي صلى الله عليه وسلم ومعه جبريل عليه السلام، إذ مروا به واحدا بعد واحد، فإذا مر واحد منهم قال له جبريل: كيف تجد هذا؟ فيقول النبي صلى الله عليه وسلم: ((بئس عبد الله))، فيقول جبريل عليه السلام: كفيناك هو، فهلكوا في ليلة واحدة، أما الوليد فتعلق بردائه سهم فقعد ليخلصه فقطع أكحله فنزف فمات.
وأما الأسود بن عبد يغوث فأتى بغصن فيه شوك فضرب به وجهه فسالت حدقتاه على وجهه.
وأما العاص بن وائل فوطيء شوكة فتساقط لحمه عن عظمه.
وأما الأسود بن عبد المطلب وعدي بن قيس، فأحدهما لدغته حية فمات، والآخر شرب من جرة، فما زال يشرب حتى انشق بطنه. أي: إنا كفيناك الساخرين منك، الجاعلين مع الله إلها آخر)، قال عكرمة: هم قوم من المشركين كانوا يقولون: سورة البقرة، سورة العنكبوت، يستهزئون بالقرآن وأسمائه). [جمال القراء:1/325-326]

روابط ذات صلة:
- أقوال المفسرين