التفسير اللغوي
تفسير قوله تعالى: {أَلَمْ تَرَ أَنَّ اللَّهَ أَنْزَلَ مِنَ السَّمَاءِ مَاءً فَأَخْرَجْنَا بِهِ ثَمَرَاتٍ مُخْتَلِفًا أَلْوَانُهَا وَمِنَ الْجِبَالِ جُدَدٌ بِيضٌ وَحُمْرٌ مُخْتَلِفٌ أَلْوَانُهَا وَغَرَابِيبُ سُودٌ (27)} قال يَحيى بن سلاَّم بن أبي ثعلبة البصري (ت: 200هـ): (قوله عزّ وجلّ: {ألم تر أنّ اللّه أنزل من السّماء ماءً فأخرجنا به ثمراتٍ مختلفًا ألوانها} [فاطر: 27] وطعمها في الإضمار.
قال: {ومن الجبال جددٌ} [فاطر: 27]، أي: طرائق.
{بيضٌ وحمرٌ مختلفٌ ألوانها وغرابيب سودٌ} [فاطر: 27] والغريب الشّديد السّواد). [تفسير القرآن العظيم: 2/786]
قالَ يَحْيَى بْنُ زِيَادٍ الفَرَّاءُ: (ت: 207هـ): (وقوله: {جددٌ بيضٌ...}
الخطط , والطرق تكون في الجبال كالعروق، بيض , وسود , وحمر، واحدها: جدّة.). [معاني القرآن: 2/369]
قالَ أَبُو عُبَيْدَةَ مَعْمَرُ بْنُ الْمُثَنَّى التَّيْمِيُّ (ت:210هـ): ({وغرابيب سودٌ }:مقدم ومؤخر ؛ لأنه يقال: أسود غربيب). [مجاز القرآن: 2/154]
قالَ الأَخْفَشُ سَعِيدُ بْنُ مَسْعَدَةَ الْبَلْخِيُّ (ت: 215هـ) : ({ألم تر أنّ اللّه أنزل من السّماء ماء فأخرجنا به ثمراتٍ مّختلفاً ألوانها ومن الجبال جددٌ بيضٌ وحمرٌ مّختلفٌ ألوانها وغرابيب سودٌ}
وقال: {ومن الجبال جددٌ بيضٌ} , و"الجدد" : واحدتها "جدّةٌ" , و"الجدد" : هي ألوان الطرائق التي فيها مثل "الغدّة" , وجماعتها "الغدد" ولو كانت جماعة "الجديد" لكانت "الجدد", وإنما قرئت: {مختلفاً ألوانها} لأن كل صفة مقدمة فهي تجري على الذي قبلها إذا كانت من سببه , فالثمرات في موضع نصب.
وقال: {وحمرٌ مّختلفٌ ألوانها} , فرفع "المختلف" لأن الذي قبلها مرفوع.). [معاني القرآن: 3/36]
قَالَ عَبْدُ اللهِ بنُ يَحْيَى بْنِ المُبَارَكِ اليَزِيدِيُّ (ت: 237هـ) : ({ومن الجبال جدد بيض}: طرائق واحدها جدة.
{و غرابيب سود}: واحدها غربيب وهو أشد السواد). [غريب القرآن وتفسيره: 309]
قَالَ عَبْدُ اللهِ بْنُ مُسْلِمِ بْنِ قُتَيْبَةَ الدِّينَوَرِيُّ (ت: 276هـ): ({ومن الجبال جددٌ بيضٌ وحمرٌ مختلفٌ ألوانها وغرابيب سودٌ}
و«الجدد» : الخطوط , والطرائق تكون في الجبال، فبعضها بيض، وبعضها حمر , وبعضها غرابيب سود. وغرابيب جمع غربيب، وهو: الشديد السواد, يقال: أسود غربيب.
وتمام الكلام عند قوله: {كذلك}, يقول: من الجبال مختلف ألوانها.). [تفسير غريب القرآن: 361]
قَالَ إِبْرَاهِيمُ بْنُ السَّرِيِّ الزَّجَّاجُ (ت: 311هـ) : ({ألم تر أنّ اللّه أنزل من السّماء ماء فأخرجنا به ثمرات مختلفا ألوانها ومن الجبال جدد بيض وحمر مختلف ألوانها وغرابيب سود (27)}
{ومن الجبال جدد بيض وحمر مختلف ألوانها}:جدد: جمع جدّة، وهي: الخطّة والطريقة، قال امرؤ القيس:
كأن سراته وجدّة متنه= كنائن يجري فوقهنّ دليص
" جدّة متنه " : الخطّة السوداء التي تراها في ظهر حمار الوحش.
وكل طريقة جادّة , وجدّة.
{وغرابيب سود}: أي: ومن الجبال غرابيب , وهي الحرار، الجبال التي هي ذات صخور سود, والغربيب الشديد السواد.).[معاني القرآن: 4/269]
قَالَ أَحْمَدُ بنُ مُحَمَّدِ بنِ إِسْمَاعِيلَ النحَّاسُ (ت: 338هـ) : (وقوله جل وعز: {ومن الجبال جدد بيض وحمر مختلف ألوانه وغرابيب سود}
قال الضحاك: (أي: ألوان مختلفة , أي: أبيض , وأحمر , وأسود , قال: والجدد: الطرائق) .
قال أبو جعفر : قال أبو عبيدة : الغريب: الشديد السواد.). [معاني القرآن: 5/453]
قَالَ مَكِّيُّ بْنُ أَبِي طَالِبٍ القَيْسِيُّ (ت: 437هـ): ((الجدد): الطرائق تكون في الجبال.). [تفسير المشكل من غريب القرآن: 200]
قَالَ مَكِّيُّ بْنُ أَبِي طَالِبٍ القَيْسِيُّ (ت: 437هـ): ( {جُدَدٌ}: طرائق , {غَرَابِيبُ}: سود.). [العمدة في غريب القرآن: 249]
تفسير قوله تعالى: {وَمِنَ النَّاسِ وَالدَّوَابِّ وَالْأَنْعَامِ مُخْتَلِفٌ أَلْوَانُهُ كَذَلِكَ إِنَّمَا يَخْشَى اللَّهَ مِنْ عِبَادِهِ الْعُلَمَاءُ إِنَّ اللَّهَ عَزِيزٌ غَفُورٌ (28)} قال يَحيى بن سلاَّم بن أبي ثعلبة البصري (ت: 200هـ): (قال: {ومن النّاس والدّوابّ والأنعام مختلفٌ ألوانه كذلك} [فاطر: 28]، أي: كما اختلفت ألوان ما ذكر من الثّمار والجبال، ثمّ انقطع الكلام، ثمّ استأنف فقال: {إنّما يخشى اللّه من عباده العلماء} [فاطر: 28] وهم المؤمنون.
وبلغني أنّ ابن عبّاسٍ، قال: يعلمون أنّ اللّه على كلّ شيءٍ قديرٌ.
- وحدّثني قرّة بن خالدٍ، عن عون بن عبد اللّه بن عتبة، عن عبد اللّه بن مسعودٍ قال: ليس العلم رواية الحديث ولكنّ العلم الخشية.
قال يحيى: نراه أنّه، يعني: أنّه من خشي اللّه فهو عالمٌ.
قال: {إنّ اللّه عزيزٌ غفورٌ} [فاطر: 28] ). [تفسير القرآن العظيم: 2/786]
قالَ يَحْيَى بْنُ زِيَادٍ الفَرَّاءُ: (ت: 207هـ): (وقوله: {كذلك...}
من صلة الثمرات, واختلاف ألوانها, أي : من الناس , وغيرهم كالأوّل, ثم استأنف فقال: {إنّما يخشى اللّه من عباده العلماء} .). [معاني القرآن: 2/369]
قالَ أَبُو عُبَيْدَةَ مَعْمَرُ بْنُ الْمُثَنَّى التَّيْمِيُّ (ت:210هـ): ({ومن النّاس والدّوابّ والأنعام مختلف ألوانه }, مجازه: من هؤلاء جميع مختلف ألوانه , ومن أولئك جميع، كذاك : وقد جاءت الدواب جملة لجميع الناس والحيوان في آية أخرى , قال: { وما من دابّة في الأرض إلاّ على الله رزقها }, ثم هذه الآية ملخصة مفرقة , فجاءت الدواب ما خلا الناس والإبل.). [مجاز القرآن: 2/154]
قَالَ عَبْدُ اللهِ بْنُ مُسْلِمِ بْنِ قُتَيْبَةَ الدِّينَوَرِيُّ (ت: 276هـ) : ({ومن النّاس والدّوابّ والأنعام مختلفٌ ألوانه كذلك}: أي : كاختلاف الثمرات, ثم يبتدئ: {إنّما يخشى اللّه من عباده العلماء}.). [تفسير غريب القرآن: 361]
قَالَ إِبْرَاهِيمُ بْنُ السَّرِيِّ الزَّجَّاجُ (ت: 311هـ) : ( {ومن النّاس والدّوابّ والأنعام مختلف ألوانه كذلك إنّما يخشى اللّه من عباده العلماء إنّ اللّه عزيز غفور (28)}
المعنى: وفيما خلقنا مختلف ألوانه، ومن الناس والدواب والأنعام كذلك , أي: كاختلاف الثمرات والجبال.
{إنّما يخشى اللّه من عباده العلماء}:أي: من كان عالما باللّه اشتدت خشيته له.
وجاء في التفسير : كفى بخشية الله علماً، وبالاغترار باللّه جهلاً.). [معاني القرآن: 4/269]
قَالَ أَحْمَدُ بنُ مُحَمَّدِ بنِ إِسْمَاعِيلَ النحَّاسُ (ت: 338هـ) : (ثم قال جل وعز: {ومن الناس والدواب والأنعام مختلف ألوانه كذلك}
قال الضحاك : (أي : من الناس : الأبيض , والأحمر , والأسود).
ثم قال جل وعز: {إنما يخشى الله من عباده العلماء}
أي: العلماء بقدرته على ما يشاء , فمن علم ذلك , أيقن بمعاقبته على المعصية , فخاف, ه كما روى علي بن أبي طلحة , عن ابن عباس :{إنما يخشى الله من عباده العلماء }, قال :(الذين يعلمون أن الله على كل شيء قدير) .
وفي الحديث : ((كفى بخشية الله علما , وبالغرة به جهلا.)).). [معاني القرآن: 5/453-454]