العودة   جمهرة العلوم > جمهرة علوم القرآن الكريم > توجيه القراءات

إضافة رد
 
أدوات الموضوع إبحث في الموضوع انواع عرض الموضوع
  #1  
قديم 23 صفر 1440هـ/2-11-2018م, 02:30 PM
جمهرة علوم القرآن جمهرة علوم القرآن غير متواجد حالياً
فريق الإشراف
 
تاريخ التسجيل: Oct 2017
المشاركات: 7,975
افتراضي توجيه القراءات في سورة الواقعة

توجيه القراءات في سورة الواقعة


رد مع اقتباس
  #2  
قديم 23 صفر 1440هـ/2-11-2018م, 02:30 PM
جمهرة علوم القرآن جمهرة علوم القرآن غير متواجد حالياً
فريق الإشراف
 
تاريخ التسجيل: Oct 2017
المشاركات: 7,975
افتراضي مقدمات سورة الواقعة

مقدمات توجيه القراءات في سورة الواقعة

قال أبو منصور محمد بن أحمد الأزهري (ت: 370هـ): (سورة الواقعة). [معاني القراءات وعللها: 3/49]
قال أبو عبد الله الحسين بن أحمد ابن خالويه الهمَذاني (ت: 370هـ): ( (ومن سورة الواقعة) ). [إعراب القراءات السبع وعللها: 2/342]
قال أبو علي الحسن بن أحمد بن عبد الغفار الفارسيّ (ت: 377هـ): (ذكر اختلافهم في سورة الواقعة). [الحجة للقراء السبعة: 6/255]
قال أبو الفتح عثمان بن جني الموصلي (ت: 392هـ): (سورة الواقعة). [المحتسب: 2/307]
قال أبو زرعة عبد الرحمن بن محمد ابن زنجلة (ت: 403هـ) : (56 - سورة الواقعة). [حجة القراءات: 694]
قال مكي بن أبي طالب القَيْسِي (ت: 437هـ): (سورة الواقعة). [الكشف عن وجوه القراءات السبع: 2/304]
قال نصر بن علي بن أبي مريم (ت: بعد 565هـ) : (سورة الواقعة). [الموضح: 1237]

نزول السورة:
قال مكي بن أبي طالب القَيْسِي (ت: 437هـ): (مكية). [الكشف عن وجوه القراءات السبع: 2/304]

عد الآي:
قال مكي بن أبي طالب القَيْسِي (ت: 437هـ): (وهي تسع وتسعون آية في المدني، وست في الكوفي). [الكشف عن وجوه القراءات السبع: 2/304]

ياءات الإضافة والمحذوفة:
قال مكي بن أبي طالب القَيْسِي (ت: 437هـ): (8- ليس فيها ياء إضافة ولا محذوفة، وكذلك كل ما سكتنا في آخره من ذكر ياءات الإضافة والمحذوفات في باقي القرآن، فليس فيها ياء إضافة ولا محذوفة، فيستغنى بهذا عن تكرير ذلك). [الكشف عن وجوه القراءات السبع: 2/306]

روابط مهمة:
- أقوال المفسرين


رد مع اقتباس
  #3  
قديم 23 صفر 1440هـ/2-11-2018م, 02:32 PM
جمهرة علوم القرآن جمهرة علوم القرآن غير متواجد حالياً
فريق الإشراف
 
تاريخ التسجيل: Oct 2017
المشاركات: 7,975
افتراضي

سورة الواقعة

[ من الآية (1) إلى الآية (6) ]
{إِذَا وَقَعَتِ الْوَاقِعَةُ (1) لَيْسَ لِوَقْعَتِهَا كَاذِبَةٌ (2) خَافِضَةٌ رَّافِعَةٌ (3) إِذَا رُجَّتِ الأَرْضُ رَجًّا (4) وَبُسَّتِ الْجِبَالُ بَسًّا (5) فَكَانَتْ هَبَاء مُّنبَثًّا (6)}

قوله تعالى: {إِذَا وَقَعَتِ الْوَاقِعَةُ (1)}
قال أبو عبد الله الحسين بن أحمد ابن خالويه الهمَذاني (ت: 370هـ): (1- قوله تعالى: {إذا وقعت الواقعة} [1]. يعني القيامة). [إعراب القراءات السبع وعللها: 2/342]

قوله تعالى: {لَيْسَ لِوَقْعَتِهَا كَاذِبَةٌ (2)}
قال أبو عبد الله الحسين بن أحمد ابن خالويه الهمَذاني (ت: 370هـ): ({ليس لوقعتها كاذبة} [2]. اتفق القراء السبعة على رفعها، وإنما ذكرته لأن أبا محمد اليزيدي خالف أبا عمرو فنصبها على الحال
{كاذبة * خافضة}. [3] ومعنى رافعة أي: رافعة أهل الجنة إلى عليين. وخافضة أهل النار إلى أسفل السافلين.
وحدثني ابن مجاهد عن محمد بن هرون عن الفراء قال: {كاذبة} مصدر، وإنما أتت على فاعلة نحو عافية). [إعراب القراءات السبع وعللها: 2/342]

قوله تعالى: {خَافِضَةٌ رَّافِعَةٌ (3)}
قال أبو عبد الله الحسين بن أحمد ابن خالويه الهمَذاني (ت: 370هـ): ({كاذبة * خافضة}. [3] ومعنى رافعة أي: رافعة أهل الجنة إلى عليين. وخافضة أهل النار إلى أسفل السافلين). [إعراب القراءات السبع وعللها: 2/342] (م)
قال أبو الفتح عثمان بن جني الموصلي (ت: 392هـ): (قرأ الحسن واليزيدي والثقفي وأبو حيوة: [خَافِضَةً رَافِعَةً]، بالنصب.
قال أبو الفتح: هذا منصوب على الحال، وقوله: {لَيْسَ لِوَقْعَتِهَا كَاذِبَةٌ} حينئذ حال أخرى قبلها، أي: إذا وقعت الواقعة، صادقة الواقعة، خافضة، رافعة. فهذه الثلاث أحوال، أولاهن الجملة التي هي قوله: {لَيْسَ لِوَقْعَتِهَا كَاذِبَةٌ}، ومثله: مررت بزيد، جالسا، متكئا، ضاحكا. وإن شئت أن تأتي بعشر أحوال إلى أضعاف ذلك لجاز وحسن، كما لك أن تأتي للمبتدأ من الأخبار بما شئت، كقولك: زيد عالم، جميل، جواد، فارس، بصري، بزاز، ونحو ذلك.
ألا ترى أن الحال زيادة في الخير، وضرب منه؟ وعلى ذلك امتنع أبو الحسن أن يقول: لولا هند جالسة لقمت ونحو ذلك، قال: لأن هذا موضع قد امتنعت العرب أن تستعمل فيه الخبر، والحال ضرب من الخبر. فلا يجوز استعمالها في لذلك.
والعامل في "إذا" محذوف لدلالة المكان عليه، كأنه قال: إذا وقعت الواقعة كذلك فاز المؤمنون وخاب الكافرون، ونحو ذلك ويجوز أن تكون "إذا" الثانية، وهي قوله: {إِذَا رُجَّتِ الْأَرْضُ رَجًّا} خبرا عن "إذا" الأولى، ونظيره: إذا تزورني إلا يقوم زيد، أي: وقت زيارتك
[المحتسب: 2/307]
إياي وقت قيام زيد. وجاز لـ"إذا" أن تفارق الظرفية وترتفع بالابتداء، كما جاز لها أن تخرج بحرف جر عن الظرفية كقوله:
حتى إذا ألقت يدا في كافر ... وأجن عورات الثغور ظلامها
وقال الله سبحانه: {حَتَّى إِذَا كُنْتُمْ فِي الْفُلْكِ}، إذا مجرورة عند أبي الحسن بحتى، وذلك يخرجها من الظرفية، كما ترى). [المحتسب: 2/308]

قوله تعالى: {إِذَا رُجَّتِ الأَرْضُ رَجًّا (4)}
قوله تعالى: {وَبُسَّتِ الْجِبَالُ بَسًّا (5)}
قوله تعالى: {فَكَانَتْ هَبَاء مُّنبَثًّا (6)}

روابط مهمة:
- أقوال المفسرين


رد مع اقتباس
  #4  
قديم 23 صفر 1440هـ/2-11-2018م, 02:58 PM
جمهرة علوم القرآن جمهرة علوم القرآن غير متواجد حالياً
فريق الإشراف
 
تاريخ التسجيل: Oct 2017
المشاركات: 7,975
افتراضي

سورة الواقعة

[ من الآية (7) إلى الآية (26) ]
{وَكُنتُمْ أَزْوَاجًا ثَلاثَةً (7) فَأَصْحَابُ الْمَيْمَنَةِ مَا أَصْحَابُ الْمَيْمَنَةِ (8) وَأَصْحَابُ الْمَشْأَمَةِ مَا أَصْحَابُ الْمَشْأَمَةِ (9) وَالسَّابِقُونَ السَّابِقُونَ (10) أُوْلَئِكَ الْمُقَرَّبُونَ (11) فِي جَنَّاتِ النَّعِيمِ (12) ثُلَّةٌ مِّنَ الأَوَّلِينَ (13) وَقَلِيلٌ مِّنَ الآخِرِينَ (14) عَلَى سُرُرٍ مَّوْضُونَةٍ (15) مُتَّكِئِينَ عَلَيْهَا مُتَقَابِلِينَ (16) يَطُوفُ عَلَيْهِمْ وِلْدَانٌ مُّخَلَّدُونَ (17) بِأَكْوَابٍ وَأَبَارِيقَ وَكَأْسٍ مِّن مَّعِينٍ (18) لا يُصَدَّعُونَ عَنْهَا وَلا يُنزِفُونَ (19) وَفَاكِهَةٍ مِّمَّا يَتَخَيَّرُونَ (20) وَلَحْمِ طَيْرٍ مِّمَّا يَشْتَهُونَ (21) وَحُورٌ عِينٌ (22) كَأَمْثَالِ اللُّؤْلُؤِ الْمَكْنُونِ (23) جَزَاء بِمَا كَانُوا يَعْمَلُونَ (24) لا يَسْمَعُونَ فِيهَا لَغْوًا وَلا تَأْثِيمًا (25) إِلاَّ قِيلاً سَلامًا سَلامًا (26)}

قوله تعالى: {وَكُنتُمْ أَزْوَاجًا ثَلاثَةً (7)}
فَأَصْحَابُ الْمَيْمَنَةِ مَا أَصْحَابُ الْمَيْمَنَةِ (8)}
قوله تعالى: {وَأَصْحَابُ الْمَشْأَمَةِ مَا أَصْحَابُ الْمَشْأَمَةِ (9)}
قوله تعالى: {وَالسَّابِقُونَ السَّابِقُونَ (10)}
قوله تعالى: {أُوْلَئِكَ الْمُقَرَّبُونَ (11) }
قوله تعالى: {فِي جَنَّاتِ النَّعِيمِ (12)}
قوله تعالى: {ثُلَّةٌ مِّنَ الأَوَّلِينَ (13)}
قوله تعالى: {وَقَلِيلٌ مِّنَ الآخِرِينَ (14)}
قوله تعالى: {عَلَى سُرُرٍ مَّوْضُونَةٍ (15)}
قوله تعالى: {مُتَّكِئِينَ عَلَيْهَا مُتَقَابِلِينَ (16)}
قوله تعالى: {يَطُوفُ عَلَيْهِمْ وِلْدَانٌ مُّخَلَّدُونَ (17)}
قوله تعالى: {بِأَكْوَابٍ وَأَبَارِيقَ وَكَأْسٍ مِّن مَّعِينٍ (18)}
قوله تعالى: {لا يُصَدَّعُونَ عَنْهَا وَلا يُنزِفُونَ (19)}

قال أبو الفتح عثمان بن جني الموصلي (ت: 392هـ): (ومن ذلك قراءة ابن أبي إسحاق: [وَلا يَنْزِفُونَ]، بفتح الياء، وكسر الزاي.
قال أبو الفتح: يقال: أنزف عبرته: إذا أفنى دمعه بالبكاء، ونزف البئر - ينزفها نزفا: إذا استقى ماءها، وأنزفت الشيء: إذا أفنيته، قال:
لعمري لئن أنزفتم أو صحوتم ... لبئس الندامى كنتم آل أبجرا
وقال العجاج:
وأنزف العبرة من لا في العبر
وقال:
أيام لا أحسب شيئا منزفا
أي: فانيا، فكأنه سبحانه قال: "لا يُصَدَّعُونَ عَنْهَا وَلا يُنْزِفُونَ عقولهم" كما ينزف ماء البئر. والنزيف: السكران، وكله راجع إلى معنى واحد). [المحتسب: 2/308]
قال أبو زرعة عبد الرحمن بن محمد ابن زنجلة (ت: 403هـ) : ({لا يصدعون عنها ولا ينزفون}
قرأ عاصم وحمزة والكسائيّ {لا يصدعون عنها ولا ينزفون} بكسر الزّاي أي لا ينفد شرابهم كما ينفد شراب أهل الدّنيا والعرب تقول للقوم إذا فني زادهم قد أنزفوا وقال مجاهد {ولا ينزفون} لا يسكرون عن شربها
وقرأ الباقون {ولا ينزفون} بفتح الزّاي يقول لا تذهب عقولهم بشربها يقال للرجل إذا سكر أنزف عقله وللسكران نزيف). [حجة القراءات: 694]
قال مكي بن أبي طالب القَيْسِي (ت: 437هـ): (قد تقدم ذكر {ينزفون} في والصافات). [الكشف عن وجوه القراءات السبع: 2/304]
قال نصر بن علي بن أبي مريم (ت: بعد 565هـ) : (1- {يُنْزَفُونَ} [آية/ 19] بكسر الزاي:-
قرأها الكوفيون.
وقرأ الباقون {يُنْزَفُونَ} بفتح الزاي.
وقد سبق القول في وجهه). [الموضح: 1237]

قوله تعالى: {وَفَاكِهَةٍ مِّمَّا يَتَخَيَّرُونَ (20)}
قوله تعالى: {وَلَحْمِ طَيْرٍ مِّمَّا يَشْتَهُونَ (21)}
قوله تعالى: {وَحُورٌ عِينٌ (22)}

قال أبو منصور محمد بن أحمد الأزهري (ت: 370هـ): (بسم اللّه الرّحمن الرّحيم
قوله جلّ وعزّ: (وحورٌ عينٌ (22).
قرأ حمزة والكسائي (وحورٍ عينٍ) خافضًا.
وقرأ رفعا الباقون (وحورٌ عينٌ)
قال أبو منصور: من قرأ بالرفع فالمعنى: يطوف عليهم ولدان مخلدون بهذه الأشياء بما قد ثبت لهم، فكأنه قال: ولهم (حورٌ عينٌ).
ومن قرأ (وحورٍ عينٍ) عطفه على قوله (بأكواب وأباريق...... وحورٍ عين).
فإن قيل: إن الحور ليس مما يطاف به، قيل له: هو مخفوض على غير ما ذهبت إليه، وإنما المعنى: يطوف عليهم ولدان..... بأكوابٍ ينعمون، وكذلك ينعمون بلحم طير، وكذلك ينعمون بحورٍ عين). [معاني القراءات وعللها: 3/49]
قال أبو عبد الله الحسين بن أحمد ابن خالويه الهمَذاني (ت: 370هـ): (2- وقوله تعالى: {وحور عين} [22].
قرأ حمزة والكسائي: {وحور عين} بالخفض نسقًا على {بأكواب} والأكواب: الأباريق التي لا خراطيم لها. والمخلدون مسورون. مقرطون، وقيل: مخلدون لا يشيبون، يقال: رجل مخلد: إذا بقي زمانا أسود اللحية، ولا يشيب. والمعين: الخمر الجاري.
وقرأ الباقون: {وحور عين} بالرفع. وحجتهم: أن الحور لا يطاف وإنما يطاف بالخمر. فرفعوا على تقدير: يطاف عليهم ولدان مخلدون بأكواب وأباريق ولهم مع ذلك حور عين. وفي حرف أبي: {وحورًا عينًا} بهن
[إعراب القراءات السبع وعللها: 2/342]
بالنصب على تقدير أعطاهم مع ذلك حورًا عينًا، والحور جمع حوراء. والعين: جمع عيناء، وهي الواسعة العينين، والحور في العين: شدة بياض المقلة مع شدة سواد الحدقة.
فإن قيل لك: لم ضممت الحاء في {حور} وكسرت العين في {عين}؟
فقل: إنما كسروا العين لتصح الياء، كما قيل: أبيض وبيض و{تلك إذا قسمة ضيزي} والأصل: أيدي، فقلبوا من الضمة كسرة لئلا تصير الياء واوًاز
ومن العرب من يقول: حير عين على الإتباع، وينشد:
أزمان عيناء سرور المسرور = عيناء حوراء من العين الحير). [إعراب القراءات السبع وعللها: 2/343]
قال أبو علي الحسن بن أحمد بن عبد الغفار الفارسيّ (ت: 377هـ): (قرأ ابن كثير ونافع وعاصم وأبو عمرو وابن عامر: وحور عين [22] بالرفع، المفضل عن عاصم وحمزة والكسائي: وحور عين خفض.
قال أبو علي: وجه الرفع، على أنه لمّا قال: يطوف عليهم ولدان مخلدون بأكواب وأباريق [الواقعة/ 17، 18] دلّ هذا الكلام على ما ذكر بعد على: لهم فيها كذا، ولهم حور عين، وكذلك من نصب من غير السبعة، حمل على المعنى، لأن الكلام دلّ على يمنحون وعلى يملّكون. وهذا مذهب سيبويه، ومثل ذلك:
[الحجة للقراء السبعة: 6/255]
فلم يجدا إلّا مناخ مطيّة تجافى بها زور نبيل وكلكل وسمر ظماء واترتهنّ بعد ما مضت هجعة من آخر الليل ذبّل لأن معنى لم يجدا إلا مناخ مطيّة: ثمّ مناخ مطيّة، فحمل سمر على ذلك، كما أن معنى: يطوف عليهم ولدان... بأكواب: لهم أكواب، فحمل الرفع على المعنى، وكذلك قوله:
بادت وغيّر آيهنّ مع البلى إلّا رواكد... لما كان معنى الحديث: بها رواكد، حمل قوله:
ومشجّج أمّا سواء قذاله فبدا...
[الحجة للقراء السبعة: 6/256]
على: بها رواكد، ومشجّج.
ويجوز أن يحمل الرفع على قوله: على سرر موضونة [الواقعة/ 15] يريد: وعلى سرر موضونة حور عين، أو: وحور عين على سرر موضونة، لأن الوصف قد جرى عليهنّ فاختصصن، فجاز أن يرفع بالابتداء، ولم يكن كالنكرة إذا لم توصف نحو فيها عين [الغاشية/ 12] وقوله: على سرر موضونة [الواقعة/ 15] خبر لقوله: ثلة من الأولين وقليل من الآخرين [الواقعة/ 13، 14]، فكذلك يجوز أن يكون خبرا عنهنّ، ويجوز في ارتفاع، وحور عين أن يكون عطفا على الضمير في: متكئين، ولم يؤكّد لكون طول الكلام بدلا من التأكيد. ويجوز أيضا أن تعطفه على الضمير في متقابلين، ولم يؤكد لطول الكلام أيضا. وقد جاء: ما أشركنا ولا آباؤنا [الأنعام/ 148] فهذا أجدر.
ووجه الجرّ: أن تحمله على قوله: أولئك المقربون في جنات النعيم [الواقعة/ 12]، التقدير: أولئك المقرّبون في جنّات النعيم، وفي حور عين، أي: في مقارنة حور عين ومعاشرة حور عين، فحذفت المضاف، فإن قلت: فلم لا تحمله على الجار في قوله: يطوف عليهم ولدان بكذا، وبحور عين، فإن هذا يمكن أن يقال: إلا أن أبا الحسن قال: في هذا بعض الوحشة.
قال أبو عبيد: الحوراء: الشديدة بياض العين الشديدة سوادها). [الحجة للقراء السبعة: 6/257]
قال أبو الفتح عثمان بن جني الموصلي (ت: 392هـ): (ومن ذلك قراءة أبي بن كعب وابن مسعود: [وَحُورًا عِينًا].
قال أبو الفتح: هذا على فعل مضمر، أي: ويؤتون، أو يزوجون حورا عينا، كما قال: {وَزَوَّجْنَاهُمْ بِحُورٍ عِينٍ}، وهو كثير في القرآن والشعر). [المحتسب: 2/309]
قال أبو زرعة عبد الرحمن بن محمد ابن زنجلة (ت: 403هـ) : ({يطوف عليهم ولدان مخلدون بأكواب} {وحور عين} 17 و18 و22
[حجة القراءات: 694]
قرأ حمزة والكسائيّ {وحور عين} بالخفض وقرأ الباقون بالرّفع وحجتهم في ذلك أن الحور لا يطاف بهن وإنّما يطاف بالخمر فرفعوه على الابتداء قال الفراء الرّفع على قولك ولهم حور عين وقال أبوعبيد وعندهم حور عين ووجه الجرّ تحمله على قوله {أولئك المقربون في جنّات النّعيم} 11 و12 التّقدير أولئك المقربون في جنّات النّعيم وفي حور عين أي في مقارنة حور عين أو مباشرة حور عين فحذفت المضاف
وقال الفراء والخفض أن تتبع آخر الكلام أوله وإن لم يحسن في آخره ما حسن في أوله أنشدني بعض العرب:
إذا ما الغانيات برزن يومًا ... وزججن الحواجب والعيونا
فالعين لا تزجج وإنّما تكحل فردها على الحواجب لأن المعنى يعرف وقال:
علفتها تبنا وماء باردًا
والماء لا يعلف فجعله تابعا للتبن). [حجة القراءات: 695]
قال مكي بن أبي طالب القَيْسِي (ت: 437هـ): (1- قوله: {وحورٌ عين} قرأهما حمزة والكسائي بالخفض، وقرأ الباقون برفعهما.
وحجة من رفعهما أنه حمل الكلام على العطف على {ولدان} «17» أي: يطوف عليهم ولدانٌ ويطوف عليهم حورٌ عين، ويجوز أن ترفع «حورا» حملًا على المعنى؛ لأنه لما علم أنه لا يطاف بالحور عليهم، وكان معنى {يطوف عليهم ولدان مخلدون بأكواب} فيها أكواب، أو عندهم أكواب، أو لهم أكواب، أو ثم أكواب، فعطف {وحور عين} على هذا المعنى، كأنه قال: وثم حور عين، أو فيها حور عين، أو عندهم حور عين أو لهم حور عين، فحمل ذلك على المعنى، ولا يحمل الكلام على لفظ {يطاف} إذ «الحور» لا يطاف بهن عليهم.
2- وحجة من خفض أنه عطفه على {جنات النعيم} «12»، والتقدير: أولئك المقربون في جنات النعيم وفي حور عين، أي: وفي متقاربة حور، ثم حذف المضاف، وأجاز قطرب أن يكون معطوفًا على «الأكواب والأباريق» فجعل «الحور» يطاف بهن عليهم، ولا ينكر أن يكون لأهل الجنة لذة في الطواف عليهم بالحور، والرفع أحب إلي؛ لأن الأكثر عليه ولصحة وجهه). [الكشف عن وجوه القراءات السبع: 2/304]
قال نصر بن علي بن أبي مريم (ت: بعد 565هـ) : (2- {وَحُورٍ عِينٍ} [آية/ 22] بالجر فيهما:-
قرأها حمزة والكسائي.
والوجه أنه معطوف على قوله تعالى {أُولَئِكَ الْمُقَرَّبُونَ (11) فِي جَنَّاتِ النَّعِيمِ} والتقدير: في جنات النعيم وفي حور، أي في مقارنة حور أو مصاحبة حور، فحذف المضاف.
ويجوز أن يكون معطوفًا على المجرور بالباء في قوله تعالى {يَطُوفُ عَلَيْهِمْ وِلْدَانٌ مُخَلَّدُونَ بِأَكْوَابٍ} وبحور، فيكون محمولاً على المعنى؛ لأن
[الموضح: 1237]
قوله {يَطُوفُ عَلَيْهِمْ وِلْدَانٌ} {بِأَكْوَابٍ} يدل على أنهم ينعمون، كأنه قال: وينعمون بحور عين ويحيون بحور عين.
وقرأ الباقون {وَحُورٌ عِينٌ} بالرفع فيهما.
والوجه أنه محمول على المعنى أيضًا؛ لأن قوله تعالى {يَطُوفُ عَلَيْهِمْ وِلْدَانٌ مُخَلَّدُونَ بِأَكْوَابٍ} دل على أن هذه الأكواب وغيرها لهم، فعطف {حُورٌ عِينٌ} على المعنى، وقدر تقدير المبتدأ والخبر عطفًا للجملة على الجملة، فكأنه قال: ولهم حور عين.
وروي في حرف ابن مسعود {وَحُورًا عِينًا} بالنصب، على أنهم يزوجون أو يملكون أو يمنحون حورًا عينًا، وهذا أيضًا من الحمل على المعنى). [الموضح: 1238]

قوله تعالى: {كَأَمْثَالِ اللُّؤْلُؤِ الْمَكْنُونِ (23)}
قوله تعالى: {جَزَاء بِمَا كَانُوا يَعْمَلُونَ (24)}
قوله تعالى: {لا يَسْمَعُونَ فِيهَا لَغْوًا وَلا تَأْثِيمًا (25)}
قوله تعالى: {إِلاَّ قِيلاً سَلامًا سَلامًا (26)}


روابط مهمة:
- أقوال المفسرين


رد مع اقتباس
  #5  
قديم 23 صفر 1440هـ/2-11-2018م, 03:00 PM
جمهرة علوم القرآن جمهرة علوم القرآن غير متواجد حالياً
فريق الإشراف
 
تاريخ التسجيل: Oct 2017
المشاركات: 7,975
افتراضي

سورة الواقعة

[ من الآية (27) إلى الآية (40) ]
{وَأَصْحَابُ الْيَمِينِ مَا أَصْحَابُ الْيَمِينِ (27) فِي سِدْرٍ مَّخْضُودٍ (28) وَطَلْحٍ مَّنضُودٍ (29) وَظِلٍّ مَّمْدُودٍ (30) وَمَاء مَّسْكُوبٍ (31) وَفَاكِهَةٍ كَثِيرَةٍ (32) لاَّ مَقْطُوعَةٍ وَلا مَمْنُوعَةٍ (33) وَفُرُشٍ مَّرْفُوعَةٍ (34) إِنَّا أَنشَأْنَاهُنَّ إِنشَاء (35) فَجَعَلْنَاهُنَّ أَبْكَارًا (36) عُرُبًا أَتْرَابًا (37) لِّأَصْحَابِ الْيَمِينِ (38) ثُلَّةٌ مِّنَ الأَوَّلِينَ (39) وَثُلَّةٌ مِّنَ الآخِرِينَ (40)}

قوله تعالى: {وَأَصْحَابُ الْيَمِينِ مَا أَصْحَابُ الْيَمِينِ (27)}
قوله تعالى: {فِي سِدْرٍ مَّخْضُودٍ (28)}
قوله تعالى: {وَطَلْحٍ مَّنضُودٍ (29)}
قوله تعالى: {وَظِلٍّ مَّمْدُودٍ (30)}
قوله تعالى: {وَمَاء مَّسْكُوبٍ (31)}
قوله تعالى: {وَفَاكِهَةٍ كَثِيرَةٍ (32)}
قوله تعالى: {لاَّ مَقْطُوعَةٍ وَلا مَمْنُوعَةٍ (33)}
قوله تعالى: {وَفُرُشٍ مَّرْفُوعَةٍ (34)}
قوله تعالى: {إِنَّا أَنشَأْنَاهُنَّ إِنشَاء (35)}
قوله تعالى: {فَجَعَلْنَاهُنَّ أَبْكَارًا (36)}
قوله تعالى: {عُرُبًا أَتْرَابًا (37)}

قال أبو منصور محمد بن أحمد الأزهري (ت: 370هـ): (وقوله جلّ وعزّ: (عربًا أترابًا (37).
قرأ حمزة " (عربًا) ساكنة الراء. وكذلك روى يحيى عن أبي بكر عن عاصم (عربًا) خفيفة.
[معاني القراءات وعللها: 3/49]
وقرأ إسماعيل بن جعفر عن نافع " عربا " خفيفة، وكذلك أبو زيد
عن أبي عمرو (عربا) بالتخفيف أيضا.
وقرأ الباقون (عربًا) بضمتين.
قال أبو منصور: العرب، والعرب: جماعة العروب من النساء، وهي: المتحببّة إلى زوجها.
العروب؟ الغنجة.
وقيل: هي المغتلمة.
وقال الراجز:
والعرب في عفافةٍ وإعراب
أراد: أنهنّ جمعن عفافًا عند غير الأزواج.
وإعرابًا، أي: إفحاشًا عند الأزواج.
ومثل عروب وعرب وعرب: رسول ورسل ورسل). [معاني القراءات وعللها: 3/50]
قال أبو عبد الله الحسين بن أحمد ابن خالويه الهمَذاني (ت: 370هـ): (3- وقوله تعالى: {عربًا أترابًا} [37].
قرأ الكسائي وابن عمر: {عربًا} بضمتين وهو الأصل؛ لأنه جمع عروب، وفعول يجمع على فعل، كقولك: صبور وصبر، ورسول ورسل، وعزوب وعزب.
[إعراب القراءات السبع وعللها: 2/343]
وقرأ حمزة: {عربًا} ساكنة الراء تخفيفًا، كما تقول رسل في من خفف.
والباقون اختلف عنهم، وأبو بكر عن عاضم مثل حمرة، مثل ابن كثير، وقالون عن نافع مثل حفص، وإسماعيل مثل حمزة، واليزيدي عن أبي عمرو يثقل، وشجاع عن أبي عمرو يخفف. ومعنى امرأة عروب: هي المتغنجة المتعشقة لزوجها، والعربة: النفس، تقول العرب: أصبحت طيب العربة.
وقوله: {أترابًا} أي: أقرانا. حدثني ابن عبيد الحافظ، قال: حدثني أحمد بن زهير، عن موسى بن إسماعيل عن حماد بن سلمة عن على بن يزيد، عن سعيد بن المسيب، أن النبي عليه السلام قال: «يدخل أهل الجنة الجنة جردًا مردًا مكحلين على بدء خلق آدم ثلاث وثلاثون في سبع». وفي غير هذا الحديث «أبناء ثلاث وثلاثين سنة على خلق آدم سبعين باعًا في سبع أذرع».
وحدثنا إبراهيم بن عرفة، قال: حدثنا أبو يحيي القسطاني، قال: حدثنا مبارك الطبري عن الحسن البصري في قوله تعالى: {عربًا أترابًا} قال: العروب: المتعشقة لزوجها وقال أبو عبيدة: العروب الحسنة التبعل، وأنشد:
وفي الحدوج عروب غير فاحشة = زباء خود يغشي دونها البصر). [إعراب القراءات السبع وعللها: 2/344]
قال أبو علي الحسن بن أحمد بن عبد الغفار الفارسيّ (ت: 377هـ): (قال: قرأ ابن عامر وابن كثير والكسائي: عربا [الواقعة/ 37]
[الحجة للقراء السبعة: 6/257]
مثل. وقرأ حمزة: عربا خفيف. واختلف عن نافع وأبي عمرو وعاصم، فروى يحيى عن أبي بكر عن عاصم عربا خفيف، وروى حفص عن عاصم: عربا مثقّل، وروى ابن جماز والقاضي عن قالون، وورش وإسحاق عن نافع عربا مثقل. وروى إسماعيل بن جعفر: عربا خفيف، وروى عبد الوارث واليزيدي عن أبي عمرو عربا مثقّل.
وروى أبو زيد وشجاع ابن أبي نصر عن أبي عمرو عربا خفيف، وقال عباس: سألت أبا عمرو فقرأ: عربا مثقّل، قال:
وسألته عن عربا فقال: تميم تقولها ساكنة الراء.
قال أبو عبيدة: العروب: الحسنة التبعّل، قال لبيد:
وفي الحدوج عروب غير فاحشة ريّا الرّوادف يعشى دونها البصر قال أبو علي: الفعول: تجمع على فعل وفعل، فمن التثقيل قوله:
فاصبري إنّك من قوم صبر وقال:
[الحجة للقراء السبعة: 6/258]
أنّهم غفر ذنبهم....
والتخفيف في ذلك سائغ مطّرد، وليس في هذا ما في قول الآخر:
وما بدّلت من أمّ عمران سلفع من السّواد ورهاء العنان عروب ومما جاء مسكّنا في جميع عروب قول رؤبة:
العرب في عرابة وإعراب وذكر عن ابن عباس: العرابة والإعرابة: التعريض بالنكاح). [الحجة للقراء السبعة: 6/259]
قال أبو زرعة عبد الرحمن بن محمد ابن زنجلة (ت: 403هـ) : ({عربا أترابًا}
[حجة القراءات: 695]
قرأ نافع في رواية إسماعيل وحمزة وأبو بكر {عربا أترابًا} ساكنة الرّاء وقرأ الباقون {عربا أترابًا} بضم الرّاء على الأصل لأنّه جمع عروب كما تقول صبور وصبر ورسول ورسل والتّخفيف في ذلك سائغ كما تقول رسل). [حجة القراءات: 696]
قال مكي بن أبي طالب القَيْسِي (ت: 437هـ): (3- قوله: {عربًا} قرأه أبو بكر وحمزة بإسكان الراء،
[الكشف عن وجوه القراءات السبع: 2/304]
وضمها الباقون، والضم هو الأصل؛ لأنه جمع عروب، والإسكان على التخفيف كـ «رُسُل ورسْل» والعروب الحسنة، وقيل: هي المتحببة إلى زوجها، وقيل: هي الغنجة). [الكشف عن وجوه القراءات السبع: 2/305]
قال نصر بن علي بن أبي مريم (ت: بعد 565هـ) : (3- {عُرُبًا أَتْرَابًا} [آية/ 37] بسكون الراء:-
قرأها نافع يل- وعاصم- ياش- وحمزة.
والوجه أنه مخفف من عرب بضم الراء؛ لأن جمع عروب عرب بضمتين كرسول ورسل، لكن فعلاً بضمتين قد يخفف بتسكين عينه، سواء كان جمعًا أو واحدًا، كرسل ورسل وطنب وطنب.
وقرأ الباقون {عُرُبًا} بضمتين.
والوجه أنه جمع عروب غير مخفف.
[الموضح: 1238]
وهي المتحببة إلى الزوج، وقيل: العاشقة للزوج، وقيل: الغنجة، وقيل: المغتلمة للزوج). [الموضح: 1239]

قوله تعالى: {لِّأَصْحَابِ الْيَمِينِ (38)}
قوله تعالى: {ثُلَّةٌ مِّنَ الأَوَّلِينَ (39)}
قوله تعالى: {وَثُلَّةٌ مِّنَ الآخِرِينَ (40)}

روابط مهمة:
- أقوال المفسرين


رد مع اقتباس
  #6  
قديم 23 صفر 1440هـ/2-11-2018م, 04:39 PM
جمهرة علوم القرآن جمهرة علوم القرآن غير متواجد حالياً
فريق الإشراف
 
تاريخ التسجيل: Oct 2017
المشاركات: 7,975
افتراضي

سورة الواقعة

[ من الآية (41) إلى الآية (56) ]
{وَأَصْحَابُ الشِّمَالِ مَا أَصْحَابُ الشِّمَالِ (41) فِي سَمُومٍ وَحَمِيمٍ (42) وَظِلٍّ مِّن يَحْمُومٍ (43) لاَّ بَارِدٍ وَلا كَرِيمٍ (44) إِنَّهُمْ كَانُوا قَبْلَ ذَلِكَ مُتْرَفِينَ (45) وَكَانُوا يُصِرُّونَ عَلَى الْحِنثِ الْعَظِيمِ (46) وَكَانُوا يَقُولُونَ أَئِذَا مِتْنَا وَكُنَّا تُرَابًا وَعِظَامًا أَئِنَّا لَمَبْعُوثُونَ (47) أَوَ آبَاؤُنَا الأَوَّلُونَ (48) قُلْ إِنَّ الأَوَّلِينَ وَالآخِرِينَ (49) لَمَجْمُوعُونَ إِلَى مِيقَاتِ يَوْمٍ مَّعْلُومٍ (50) ثُمَّ إِنَّكُمْ أَيُّهَا الضَّالُّونَ الْمُكَذِّبُونَ (51) لآكِلُونَ مِن شَجَرٍ مِّن زَقُّومٍ (52) فَمَالِؤُونَ مِنْهَا الْبُطُونَ (53) فَشَارِبُونَ عَلَيْهِ مِنَ الْحَمِيمِ (54) فَشَارِبُونَ شُرْبَ الْهِيمِ (55) هَذَا نُزُلُهُمْ يَوْمَ الدِّينِ (56)}

قوله تعالى: {وَأَصْحَابُ الشِّمَالِ مَا أَصْحَابُ الشِّمَالِ (41)}
قوله تعالى: {فِي سَمُومٍ وَحَمِيمٍ (42)}
قوله تعالى: {وَظِلٍّ مِّن يَحْمُومٍ (43)}
قوله تعالى: {لاَّ بَارِدٍ وَلا كَرِيمٍ (44)}
قوله تعالى: {إِنَّهُمْ كَانُوا قَبْلَ ذَلِكَ مُتْرَفِينَ (45)}
قوله تعالى: {وَكَانُوا يُصِرُّونَ عَلَى الْحِنثِ الْعَظِيمِ (46)}
قوله تعالى: {وَكَانُوا يَقُولُونَ أَئِذَا مِتْنَا وَكُنَّا تُرَابًا وَعِظَامًا أَئِنَّا لَمَبْعُوثُونَ (47)}

قال أبو عبد الله الحسين بن أحمد ابن خالويه الهمَذاني (ت: 370هـ): (4- وقوله تعالى: {يقولون أئذا ... أءنا} [47].
قرأ ابن عامر: {أئذا ... أءنا} بهمزتين أيضًا خلاف ما قرأ في سائر القرآن، ولم يجمع بين استفهامية ابن عامر إلا في هذا الموضع.
وقرأ الباقون على ما أملينا). [إعراب القراءات السبع وعللها: 2/345]
قال أبو علي الحسن بن أحمد بن عبد الغفار الفارسيّ (ت: 377هـ): (قال: وقال ابن عامر: أإذا متنا وكنا ترابا بهمزتين، أإنا لمبعوثون [الواقعة/ 47] بهمزتين أيضا، خلاف ما في سائر القرآن، ولم يقرأ ابن عامر بالجمع بين الاستفهامين في سائر القرآن، إلا في هذا الموضع.
[الحجة للقراء السبعة: 6/259]
قال أبو علي: إن ألحق حرف الاستفهام في قوله: أئنا أولم يلحق، كان إذا متعلّقا بشيء دل عليه: أئنا لمبعوثون وكذلك لو لم يلحق فقال: إنا لمبعوثون*. ألا ترى أن إذا: ظرف من الزمان فلا بدّ له من فعل، أو معنى فعل يتعلّق به، ولا يجوز أن يتعلّق بقوله: متنا، لأن إذا* مضاف إليه، والمضاف إليه لا يعمل في المضاف، وليس الفعل في موضع جزم، كما يكون في موضع جزم في الشعر، فإذا لم يجز حمله على هذا الفعل، ولا على ما بعد إنّ، من حيث لم يعمل ما بعد إنّ فيما قبلها، كما لم يعمل ما بعد لا، فكذلك لا يجوز أن يعمل ما بعد الاستفهام فيما قبله، علمت أنه متعلق بشيء دلّ عليه قوله: إنا لمبعوثون* أو: أإنا لمبعوثون، وذلك: نحشر، أو نبعث، ونحو هذا مما يدلّ عليه الكلام). [الحجة للقراء السبعة: 6/260]
قال أبو الفتح عثمان بن جني الموصلي (ت: 392هـ): (ومن ذلك قرأ: [إِذَا مُتْنَا وَكُنَّا تُرَابًا وَعِظَامًا إنَّا]، على الخبر كلاهما بلا استفهام.
قال أبو الفتح: مخرج هذا منهم على الهزء، وهذا كما تقول لمن تهزأ به، إذا نظرت إلي مت منك فرقا، وإذا سألتك جممت لي بحرا، أي: الأمر بخلاف ذلك، وإنما أقوله هازئا. ويدل على هذا شاهد الحال حينئذ، ولولا شهود الحال لكان حقيقة لا عبثا، فكأنه قال: إذا متنا وكنا ترابا بعثنا. ودل قوله: {إِنَّا لَمَبْعُوثُون} على بعثنا ولا يجوز أن يعمل فيه "مبعوثون" لأن ما بعد إن لا يعمل فيما قبلها). [المحتسب: 2/309]
قال نصر بن علي بن أبي مريم (ت: بعد 565هـ) : (4- {أَئِذَا مِتْنَا} بالاستفهام، {إِنَّا} على الخبر [آية/ 47]:-
قرأها نافع والكسائي ويعقوب.
وقرأ الباقون {أَئِذَا} {أَئِنّا} بالاستفهام فيهما.
وقد مضى الكلام عليهما فيما تقدم). [الموضح: 1239]

قوله تعالى: {أَوَ آبَاؤُنَا الأَوَّلُونَ (48)}
قال أبو منصور محمد بن أحمد الأزهري (ت: 370هـ): (وقول الله جلّ وعزّ (وكانوا يقولون أئذا متنا وكنّا ترابًا وعظامًا أإنّا لمبعوثون (47) أوآباؤنا الأوّلون (48).
(أو) مجزوم ها هنا، كذلك قرأ نافع وابن عامر ها هنا، والباقون فتحوا الواو). [معاني القراءات وعللها: 3/51]
قال أبو زرعة عبد الرحمن بن محمد ابن زنجلة (ت: 403هـ) : ({أو آباؤنا الأولون} 48
قرأ نافع وابن عامر (أو آباؤنا الأولون) بإسكان الواو وقرأ الباقون بالفتح وهي واو نسق دخلت عليها ألف الاستفهام ومن سكن فكأنّه شكّ فهم يقولون أنحن نبعث أو آباؤنا الأولون). [حجة القراءات: 696]
قال نصر بن علي بن أبي مريم (ت: بعد 565هـ) : (5- {أَوْ آَبَاؤُنَا} [آية/ 48] ساكنة الواو:-
قرأها نافع وابن عامر.
وكان ش- عن نافع يحذف الهمزة ويرد حركتها إلى الواو، فيحركها بحركة الهمزة، فيقرأ {أَوَآَبَاؤُنَا}.
وقرأ الباقون {أَوَآَبَاؤُنَا} بفتح الواو وتحريك الهمزة.
وقد سبق الكلام في مثل ذلك). [الموضح: 1239]

قوله تعالى: {قُلْ إِنَّ الأَوَّلِينَ وَالآخِرِينَ (49)}
قوله تعالى: {لَمَجْمُوعُونَ إِلَى مِيقَاتِ يَوْمٍ مَّعْلُومٍ (50)}
قوله تعالى: {ثُمَّ إِنَّكُمْ أَيُّهَا الضَّالُّونَ الْمُكَذِّبُونَ (51)}
قوله تعالى: {لآكِلُونَ مِن شَجَرٍ مِّن زَقُّومٍ (52)}
قوله تعالى: {فَمَالِؤُونَ مِنْهَا الْبُطُونَ (53)}
قوله تعالى: {فَشَارِبُونَ عَلَيْهِ مِنَ الْحَمِيمِ (54)}
قوله تعالى: {فَشَارِبُونَ شُرْبَ الْهِيمِ (55)}

قال أبو منصور محمد بن أحمد الأزهري (ت: 370هـ): (وقوله جلّ وعزّ: (فشاربون شرب الهيم (55).
قرأ نافع وحمزة وعاصم " شرب " بضم الشين.
وقرأ الباقون " شرب الهيم " بالفتح على المصدر.
وقال الكسائي: شربت شربا وشربا.
وقيل: الشّرب: الإناء، والشرب: المصدر، والشرب - أيضا -: جمع الشارب). [معاني القراءات وعللها: 3/50]
قال أبو عبد الله الحسين بن أحمد ابن خالويه الهمَذاني (ت: 370هـ): (5- وقوله تعالى: {شرب الهيم} [55].
قرأ عاصم وحمزة ونافع: {شرب} بالضم.
وقرا الباقون بالفتح، وهما لغتان.
وحكي الكسائي لغة ثالثة: {شرب} بالكسر، وقال: الشرب والشرب والشرب لغات.
وقال آخرون: الشرب: الاسم، والشرب: المصدر، والشرب أيضًا بالفتح: جمع شارب مثل تاجر وتجر، واحتج من فتح بالخبر: «إنها أيام أكل وشرب وبعال» يعني أيام التشريق. والبعال: المجامعة. هكذا يروي هذا الحرف بالفتح. وقال من ضم: إن منادي رسول الله عليه السلام نادي إن رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: إنها أيام أكل وشرب وبعال قالوا: فاللفظ لرسول رسول الله صلى الله عليه، وليست اللفظ للنبي عليه السلام فيكون حجة.
سمعت ابن مجاهد يقول: قال ابن جريح: قلت لجعفر بن محمد أن
[إعراب القراءات السبع وعللها: 2/345]
يحيي بن سعيد الأموي يقرأ: {شرب الهيم} فقال: قد أحسن، أو ما بلغك أن رسول الله بعث بديل بن ورقاء الخزاعي فنادي: «إنها أيام أكل وشرب وبعال».
وفي غير هذا الحديث أن عليا هو الذي نادي بأمر رسول الله صلى الله عليه وسلم فإذا كان هكذا فالاختيار الفتح؛ لأن لفظ على كرم الله وجهه حجة، والشرب بالكسر: النصيب {لها شرب ولكم شرب يوم معلوم}.
وسمعت أبا عمر يقول: عن ثعلب عن ابن الأعرابي: شرب زيد يشرب إذا فهم، ويقال: احلب ثم أشرب، أي: أكتب ثم أفهم ومعنى {شرب الهيم} جمع جمل أهيم، وناقة هيماء والجمع هيم، وهي العطاش مثل أبيض، وبيضاء، والجمع بيض.
وحدثني ابن مجاهد عن السمر عن الفراء قال: الهيم: السهلة من الرمل بكسر السين، وذلك أنها تشرب الماء كله). [إعراب القراءات السبع وعللها: 2/346]
قال أبو علي الحسن بن أحمد بن عبد الغفار الفارسيّ (ت: 377هـ): (وقرأ ابن كثير وابن عامر وأبو عمرو والكسائي: شرب* [الواقعة/ 55] بفتح الشين.
وقرأ نافع وعاصم وحمزة: شرب بضمّ الشين.
شرب شربا وشربا جميعا، فالشّرب: كالأكل والضّرب، والشّرب: كالشّغل والذكر، فأما الشّرب: فالمشروب، كما أن الطّحن: المطحون، وقال: لها شرب ولكم شرب يوم معلوم [الشعراء/ 155]، إنما هو ما كانت شربة من الماء، وقد يكون الشّرب جمع شارب، مثل: راكب وركب، وراجل ورجل، وتاجر وتجر، فأما قول الشاعر:
[الحجة للقراء السبعة: 6/260]
وعنس قد براها لذة المركب والشّرب فيمكن أن يعني بالشّرب المصدر، ويمكن أن يعني به جمع شارب، والمصدر أشبه ليكون معطوفا على مثله، ويقوّي المصدر أيضا قول الآخر:
كشراب قيل عن مطيّته ولكلّ أمر واقع قدر فإن جعلت في البيت الشّرب مصدرا فالمعنى إدمان الشّرب، وإن جعلته جمعا فالمعنى استعمال الشرب). [الحجة للقراء السبعة: 6/261]
قال أبو زرعة عبد الرحمن بن محمد ابن زنجلة (ت: 403هـ) : ({فشاربون شرب الهيم}
قرأ نافع وعاصم وحمزة {فشاربون شرب الهيم} بضم الشين وقرأ الباقون بالفتح وهما لغتان العرب تقول أريد شرب الماء وشرب الماء وقال آخرون الشّرب المصدر والشرب بالضّمّ الاسم واحتج من فتح بالخبر قال صلى الله عليه
لأنّها أيّام أكل وشرب وبعال). [حجة القراءات: 696]
قال مكي بن أبي طالب القَيْسِي (ت: 437هـ): (4- قوله: {شرب الهيم} قرأه نافع وحمزة وعاصم بضم الشين، جعلوه اسمًا للمشروب، وقيل: هو مصدر كـ «الشغل»، وقرأ الباقون بفتح الشين، جعلوه مصدر «شرب شربًا» كـ «الضرب»، و«الشرب» بالكسر اسم المشروب بلا اختلاف، كما قال الله جل ذكره: {لها شربٌ ولكم شرب يوم} «الشعراء 155»، فهذا اسم المشروب، وروي عن ابن عمر أن النبي صلى الله عليه وسلم كان يقرأ {شرب} بالفتح). [الكشف عن وجوه القراءات السبع: 2/305]
قال نصر بن علي بن أبي مريم (ت: بعد 565هـ) : (6- {شُرْبَ الْهِيمِ} [آية/ 55] بضم الشين:-
قرأها نافع وعاصم وحمزة.
[الموضح: 1239]
وقرأ الباقون {شَرْبَ} بفتح الشين.
والوجه أنهما لغتان، يقال: شرب يشرب شربًًا كضرب وشربًا كشغل، وهما مصدران لفعل بالكسر.
والهيم: الإبل العطاش، وقيل: الإبل الضوال تهيم في الأرض. فلا تجد ماء، فإذا وجدت فلا شيء أكثر منها شربًا، وقيل: الهيم: الرمل). [الموضح: 1240]

قوله تعالى: {هَذَا نُزُلُهُمْ يَوْمَ الدِّينِ (56)}
قال أبو منصور محمد بن أحمد الأزهري (ت: 370هـ): (وقوله جلّ وعزّ: (هذا نزلهم يوم الدّين (56).
روى عبّاس عن أبي عمرو) " هذا نزلهم يوم الدّين " مخففًا.
وقرأ الباقون "نزلهم" مثقلا.
قال أبو منصور: هما لغتان، قال الله: (خيرٌ نزلاً).
ومعنى قوله: (هذا نزلهم) أي هذا غذاؤهم وطعامهم). [معاني القراءات وعللها: 3/52]
قال أبو عبد الله الحسين بن أحمد ابن خالويه الهمَذاني (ت: 370هـ): (6- وقوله تعالى: {هذا نزلهم يوم الدين} [56].
[إعراب القراءات السبع وعللها: 2/346]
قرأ أبو عمرو في رواية العباس: {هذا نزلهم} بجزم الزاي، والنزل، والنزل كالرعب، والرعب، والسحق، والسحق وجمعه إنزال، ويقال مكان نزل: إذا وقع عليه المطر سال سريعًا لانحداره. ورجل نزل: إذا كان خفيفًا أحمق. ويقال: رجل نزل أيضًا: إذا كانت الضيفان تنزل به، وهذا طعام له نزل بالفتح أي: له ريع ونماء، و{يوم الدين} يعني: يوم الجزاء والحساب. وذلك أن الضيف إذ نزل بالرجل الكريم فما يطعمه فهو نزله. فجعل الله تعالى نزل الكافر يوم الحساب. الجزاء ظلا من يحموم وسمومًا، وحميمًا لا باردًا ولا كريمًا. ومن كان نزله هذا فلا نزل له). [إعراب القراءات السبع وعللها: 2/347]
قال أبو علي الحسن بن أحمد بن عبد الغفار الفارسيّ (ت: 377هـ): (قال عباس سألت أبا عمرو فقرأ: هذا نزلهم [الواقعة/ 56] ساكنة الزاي.
وقرأ الباقون واليزيدي عن أبي عمرو: نزلهم مثقّل.
والنّزل والنزل بمعنى، مثل: الشّغل والشّغل، والعنق والعنق، والطنب والطنب، فأما قوله: ولكم فيها ما تدعون، نزلا من غفور رحيم [فصّلت/ 31، 32] فنزل: يحتمل ضربين يجوز أن يكون
[الحجة للقراء السبعة: 6/263]
جمع نازل كقوله:
أو تنزلون فإنّا معشر نزل والحال من الضمير في يدعون أي: ما يدّعون من غفور رحيم نازلين، ويجوز أن يكون، نزلا يراد به القوت الذي يقام للنازل أو الضيف.
ويكون حالا من قوله: ما يدعون والعامل في الحال معنى الفعل في لهم وذو الحال ما يدعون أي: لهم ما يدّعون نزلا، ومن غفور رحيم صفة نزل، وفيه ضمير يعود إليه، وقوله: كانت لهم جنات الفردوس نزلا [الكهف/ 107]، ويجوز أن يكون المعنى: لهم ثمر جنّات الفردوس نزلا، فيكون النزل: القوت، ويجوز أن يكون النزل: جمع نازل، ويدلّ على الوجه الأول: كلما رزقوا منها من ثمرة رزقا [البقرة/ 25] ). [الحجة للقراء السبعة: 6/264]
قال نصر بن علي بن أبي مريم (ت: بعد 565هـ) : (11- {هَذَا نُزُلُهُمْ} [آية/ 56] بالتخفيف:-
روي عن أبي عمرو.
وقرأ الباقون {نُزُلُهُمْ} بضم الزاي.
وقد تقدم في هذه الكلمة، وأن النزل بضمتين أصل، والنزل بتسكين الزاي مخفف عنه، ومثله كثير، وقد سبق). [الموضح: 1242]

روابط مهمة:
- أقوال المفسرين


رد مع اقتباس
  #7  
قديم 23 صفر 1440هـ/2-11-2018م, 04:43 PM
جمهرة علوم القرآن جمهرة علوم القرآن غير متواجد حالياً
فريق الإشراف
 
تاريخ التسجيل: Oct 2017
المشاركات: 7,975
افتراضي

سورة الواقعة

[ من الآية (57) إلى الآية (74) ]
{نَحْنُ خَلَقْنَاكُمْ فَلَوْلا تُصَدِّقُونَ (57) أَفَرَأَيْتُم مَّا تُمْنُونَ (58) أَأَنتُمْ تَخْلُقُونَهُ أَمْ نَحْنُ الْخَالِقُونَ (59) نَحْنُ قَدَّرْنَا بَيْنَكُمُ الْمَوْتَ وَمَا نَحْنُ بِمَسْبُوقِينَ (60) عَلَى أَن نُّبَدِّلَ أَمْثَالَكُمْ وَنُنشِئَكُمْ فِي مَا لا تَعْلَمُونَ (61) وَلَقَدْ عَلِمْتُمُ النَّشْأَةَ الأُولَى فَلَوْلا تَذكَّرُونَ (62) أَفَرَأَيْتُم مَّا تَحْرُثُونَ (63) أَأَنتُمْ تَزْرَعُونَهُ أَمْ نَحْنُ الزَّارِعُونَ (64) لَوْ نَشَاء لَجَعَلْنَاهُ حُطَامًا فَظَلَلْتُمْ تَفَكَّهُونَ (65) إِنَّا لَمُغْرَمُونَ (66) بَلْ نَحْنُ مَحْرُومُونَ (67) أَفَرَأَيْتُمُ الْمَاء الَّذِي تَشْرَبُونَ (68) أَأَنتُمْ أَنزَلْتُمُوهُ مِنَ الْمُزْنِ أَمْ نَحْنُ الْمُنزِلُونَ (69) لَوْ نَشَاء جَعَلْنَاهُ أُجَاجًا فَلَوْلا تَشْكُرُونَ (70) أَفَرَأَيْتُمُ النَّارَ الَّتِي تُورُونَ (71) أَأَنتُمْ أَنشَأْتُمْ شَجَرَتَهَا أَمْ نَحْنُ الْمُنشِؤُونَ (72) نَحْنُ جَعَلْنَاهَا تَذْكِرَةً وَمَتَاعًا لِّلْمُقْوِينَ (73) فَسَبِّحْ بِاسْمِ رَبِّكَ الْعَظِيمِ (74)}

قوله تعالى: {نَحْنُ خَلَقْنَاكُمْ فَلَوْلا تُصَدِّقُونَ (57)}
قوله تعالى: {أَفَرَأَيْتُم مَّا تُمْنُونَ (58)}
قوله تعالى: {أَأَنتُمْ تَخْلُقُونَهُ أَمْ نَحْنُ الْخَالِقُونَ (59)}
قوله تعالى: {نَحْنُ قَدَّرْنَا بَيْنَكُمُ الْمَوْتَ وَمَا نَحْنُ بِمَسْبُوقِينَ (60)}

قال أبو عبد الله الحسين بن أحمد ابن خالويه الهمَذاني (ت: 370هـ): (7- وقوله تعالى: {نحن قدرنا بينكم الموت} [60].
قرأ ابن كثير وحده: {نحن قدرنا} خفيفة.
وقرأ الباقون: {قدرنا} مشددًا، وهما لغتان قدرت وقدرت، وقد ذكرت الفرق بينهما فيما سلف). [إعراب القراءات السبع وعللها: 2/347]
قال أبو عبد الله الحسين بن أحمد ابن خالويه الهمَذاني (ت: 370هـ): (8- وقوله تعالى: {وما نحن بمسبوقين (60) على أن نبدل أمثالكم وننشئكم} [60].
أي: لو أردنا أن نخلق خلقًا غيركم لم يسبقنا سابقة ولا يفوتنا ذلك وننشئكم فيما لا تعلمون، أي: أردنا أن نجعل منكم القردة والخنازير، ولم يفتنا ذلك، ولا يسبقنا سابق). [إعراب القراءات السبع وعللها: 2/347] (م)
قال أبو علي الحسن بن أحمد بن عبد الغفار الفارسيّ (ت: 377هـ): (قال: وكلّهم قرأ: نحن قدرنا [الواقعة/ 60] بالتشديد، غير ابن كثير فإنه قرأ: قدرنا* خفيفة.
قال أبو علي: قد قالوا: قدرنا* في معنى قدرنا، وقد تقدّم ذكر ذلك، ويدلّ عليه قوله:
ومفرهة عنس قدرت لساقها فخرّت كما تتايع الريح بالقفل
[الحجة للقراء السبعة: 6/261]
المعنى: قدرت ضربتي لساقها فضربتها، ومثله في المعنى:
فإن تعتذر بالمحل من ذي ضروعها على الضيف يجرح في عراقيبها نصلي ومثله قول لبيد:
مدمنا يمسح في شحم الذّرى دنس الأسؤق من عضب أفلّ). [الحجة للقراء السبعة: 6/262]
قال أبو زرعة عبد الرحمن بن محمد ابن زنجلة (ت: 403هـ) : ({نحن قدرنا بينكم الموت وما نحن بمسبوقين}
قرأ ابن كثير {نحن قدرنا بينكم الموت} بالتّخفيف وقرأ الباقون بالتّشديد وهما لغتان قدرت وقدرت). [حجة القراءات: 696]
قال مكي بن أبي طالب القَيْسِي (ت: 437هـ): (5- قوله: {نحن قدرنا} قرأه ابن كثير بالتخفيف، وقرأ الباقون بالتشديد، وهما لغتان بمعنى التقدير وهو القضاء). [الكشف عن وجوه القراءات السبع: 2/305]
قال نصر بن علي بن أبي مريم (ت: بعد 565هـ) : (7- {نَحْنُ قَدَّرْنَا بَيْنَكُمُ} [آية/ 60] بالتخفيف:-
قرأها ابن كثير وحده.
وقرأ الباقون {قَدَّرْنَا} بتشديد الدال.
والوجه أنهما لغتان: قدر وقدر، بالتخفيف والتشديد، وهما بمعنى واحد. ودليل المخفف قول أبي ذؤيب:-
169- ومفرهة عنس قدرت لساقها
والمعنى: قدرت سيفي أو ضربتي لساقها). [الموضح: 1240]

قوله تعالى: {عَلَى أَن نُّبَدِّلَ أَمْثَالَكُمْ وَنُنشِئَكُمْ فِي مَا لا تَعْلَمُونَ (61)}
قال أبو عبد الله الحسين بن أحمد ابن خالويه الهمَذاني (ت: 370هـ): (8- وقوله تعالى: {وما نحن بمسبوقين (60) على أن نبدل أمثالكم وننشئكم} [60]. أي: لو أردنا أن نخلق خلقًا غيركم لم يسبقنا سابقة ولا يفوتنا ذلك وننشئكم فيما لا تعلمون، أي: أردنا أن نجعل منكم القردة والخنازير، ولم يفتنا ذلك، ولا يسبقنا سابق). [إعراب القراءات السبع وعللها: 2/347] (م)

قوله تعالى: {وَلَقَدْ عَلِمْتُمُ النَّشْأَةَ الأُولَى فَلَوْلا تَذكَّرُونَ (62)}
قال نصر بن علي بن أبي مريم (ت: بعد 565هـ) : (8- {النَّشْاءَةَ} [آية/ 62] بفتح الشين وبالمد:-
قرأها ابن كثير وأبو عمرو.
وقرأ الباقون {النَّشْأَةَ} بسكون الشين من غير مد.
والوجه فيهما قد سبق). [الموضح: 1241]

قوله تعالى: {أَفَرَأَيْتُم مَّا تَحْرُثُونَ (63)}
قوله تعالى: {أَأَنتُمْ تَزْرَعُونَهُ أَمْ نَحْنُ الزَّارِعُونَ (64)}
قوله تعالى: {لَوْ نَشَاء لَجَعَلْنَاهُ حُطَامًا فَظَلَلْتُمْ تَفَكَّهُونَ (65)}
قال أبو منصور محمد بن أحمد الأزهري (ت: 370هـ): (وقوله جلّ وعزّ: (نحن قدّرنا بينكم الموت (65)
[معاني القراءات وعللها: 3/50]
قرأ ابن كثير وحده "نحن قدرنا بينكم " مخففة.
وقرأ الباقون " قدّرنا " مثقلا.
قال أبو منصور: العرب تقول: قدرت أقدر، وأقدر، أي: قدّرت.
قال الله: (فقدرنا فنعم القادرون) وقرئ " فقدّرنا).
و(القادرون): من قدر مخفف). [معاني القراءات وعللها: 3/51]

قوله تعالى: {إِنَّا لَمُغْرَمُونَ (66)}
قال أبو منصور محمد بن أحمد الأزهري (ت: 370هـ): (قوله جلّ وعزّ: (إنّا لمغرمون (66).
قرأ أبو بكر عن عاصم " أئنّا لمغرمون " يهمز بهمزتين.
وقرأ الباقون (إنّا لمغرمون) بألف مكسورة.
قال أبو منصور: من قرأ (أئنا) فهو استفهام.
والمغرمون: الذين قد غرموا وذهبت غلاّتهم وزروعهم.
والغرم: النّقص والخسر.
ومن قرأ (إنّا) فهو استئناف، و(إنّا): جمع أنا). [معاني القراءات وعللها: 3/51]
قال أبو علي الحسن بن أحمد بن عبد الغفار الفارسيّ (ت: 377هـ): (قال عاصم في رواية أبي بكر: أإنا لمغرمون [الواقعة/ 66] استفهام بهمزتين.
حفص عن عاصم، والباقون: إنا على لفظ الخبر.
قال أبو علي: قد تقدم القول في ذلك). [الحجة للقراء السبعة: 6/262]
قال أبو زرعة عبد الرحمن بن محمد ابن زنجلة (ت: 403هـ) : ({إنّا لمغرمون}
[حجة القراءات: 696]
قرأ أبو بكر (أإنا لمغرمون) بهمزتين على الاستفهام وقرأ الباقون {إنّا لمغرمون} على لفظ الخبر واستئناف كلام يقول الجماعة إنّا أصبنا بالغرم). [حجة القراءات: 697]
قال مكي بن أبي طالب القَيْسِي (ت: 437هـ): (6- قوله: {إنا لمغرمون} قرأه أبو بكر بهمزتين محققين على الاستفهام الذي معناه الإنكار والجحود للعذاب والهلاك، الذي ينزل بهم لكفرهم، وقرأ الباقون بهمزة واحدة على لفظ الخبر، والقول مضمر في القراءتين، والمعنى: فظلتم تفكهون تقولون: إنما لمغرمون، فالتفسير تندمون على ما سلف من ذنوبكم، تقولون إنا لمعذبون، وقيل: مهلكون، وهو من قوله تعالى: {إن عذابها كان غراما} «الفرقان 65» أي: مهلكة، وقيل: دائمًا لازمًا لا يفارق من حل به، ما يلازم الغريم غريمه، وقيل: معنى «تفكهون»
[الكشف عن وجوه القراءات السبع: 2/305]
تعجبون، وقيل: تلاومون. وفي القراءة على لفظ الخبر معنى الجحود كالاستفهام، وهو الاختيار لأن الجماعة عليه). [الكشف عن وجوه القراءات السبع: 2/306]
قال نصر بن علي بن أبي مريم (ت: بعد 565هـ) : (9- {أَئِنَّا لَمُغْرَمُونَ} [آية/ 66] بهمزتين:-
قرأها عاصم ياش-.
وقرأ الباقون {إِنَّا} بالكسر، وبهمزة واحدة على الخبر.
وقد مضى الكلام في مثله). [الموضح: 1241]

قوله تعالى: {بَلْ نَحْنُ مَحْرُومُونَ (67)}
قوله تعالى: {أَفَرَأَيْتُمُ الْمَاء الَّذِي تَشْرَبُونَ (68)}
قوله تعالى: {أَأَنتُمْ أَنزَلْتُمُوهُ مِنَ الْمُزْنِ أَمْ نَحْنُ الْمُنزِلُونَ (69)}
قوله تعالى: {لَوْ نَشَاء جَعَلْنَاهُ أُجَاجًا فَلَوْلا تَشْكُرُونَ (70)}
قوله تعالى: {أَفَرَأَيْتُمُ النَّارَ الَّتِي تُورُونَ (71)}
قوله تعالى: {أَأَنتُمْ أَنشَأْتُمْ شَجَرَتَهَا أَمْ نَحْنُ الْمُنشِؤُونَ (72)}
قوله تعالى: {نَحْنُ جَعَلْنَاهَا تَذْكِرَةً وَمَتَاعًا لِّلْمُقْوِينَ (73)}
قوله تعالى: {فَسَبِّحْ بِاسْمِ رَبِّكَ الْعَظِيمِ (74)}

روابط مهمة:
- أقوال المفسرين


رد مع اقتباس
  #8  
قديم 23 صفر 1440هـ/2-11-2018م, 04:49 PM
جمهرة علوم القرآن جمهرة علوم القرآن غير متواجد حالياً
فريق الإشراف
 
تاريخ التسجيل: Oct 2017
المشاركات: 7,975
افتراضي

سورة الواقعة

[ من الآية (75) إلى الآية (80) ]
{فَلا أُقْسِمُ بِمَوَاقِعِ النُّجُومِ (75) وَإِنَّهُ لَقَسَمٌ لَّوْ تَعْلَمُونَ عَظِيمٌ (76) إِنَّهُ لَقُرْآنٌ كَرِيمٌ (77) فِي كِتَابٍ مَّكْنُونٍ (78) لاَّ يَمَسُّهُ إِلاَّ الْمُطَهَّرُونَ (79) تَنزِيلٌ مِّن رَّبِّ الْعَالَمِينَ (80)}


قوله تعالى: {فَلا أُقْسِمُ بِمَوَاقِعِ النُّجُومِ (75)}
قال أبو منصور محمد بن أحمد الأزهري (ت: 370هـ): (وقوله جلّ وعزّ: (فلا أقسم بمواقع النّجوم (75).
قرأ حمزة والكسائي "بموقع النّجوم " موحدا.
وقرأ الباقون " بمواقع " جماعة.
[معاني القراءات وعللها: 3/51]
قال أبو منصور: من قرأ (بموقع) فاللفظ موحد، ومعناه الجمع.
ومن قرأ " بمواقع، فإن لكل نجم موقعًا على حدة.
واختلف المفسرون في مواقع النجوم، فقال بعضهم: هي مساقطها في أنوائها.
وقيل: عنى بها: نجوم القرآن؛ لأنه أنزل إلى السماء الدنيا ثم كان ينزل منه الشيء بعد الشيء نجومًا في أوقات الحاجة إليها، الدليل على ذلك: قوله (وإنّه لقسمٌ لو تعلمون عظيمٌ (76) إنّه لقرآنٌ كريمٌ (77) ). [معاني القراءات وعللها: 3/52]
قال أبو عبد الله الحسين بن أحمد ابن خالويه الهمَذاني (ت: 370هـ): (9- وقوله تعالى: {فلا أقسم بمواقع النجوم} [75].
قرأ حمزة والكسائي: {موقع} موقع على التوحيد.
وقرأ الباقون بالجمع، وهو الاختيار؛ لأن مواقع النجوم ها هنا يعني بها
[إعراب القراءات السبع وعللها: 2/347]
ونجوم القرآن ونزلها من السماء الدنيا على محمد عليه السلام وكان ينزل نجومًا). [إعراب القراءات السبع وعللها: 2/348]
قال أبو علي الحسن بن أحمد بن عبد الغفار الفارسيّ (ت: 377هـ): (قال: قرأ حمزة والكسائي: بموقع النجوم [الواقعة/ 75] واحدا، وقرأ الباقون: بمواقع النجوم جماعة.
أبو عبيدة: فلا أقسم بمواقع النجوم أي: فأقسم، قال:
[الحجة للقراء السبعة: 6/262]
ومواقعها: مساقطها حيث تغيب، هذا قول أبي عبيدة وقيل: إنه مواقع القرآن حين نزل على النبي صلى اللّه عليه وآله وسلم نجوما، ويحتمل قوله: والنجم إذا هوى [النجم/ 1] هذين الوجهين، فأمّا الجمع في ذلك، وإن كان مصدرا فلاختلافه، وذلك أن المصادر وسائر أسماء الأجناس إذا اختلفت، جاز جمعها، وعلى هذا قالوا: نمور ونمران، وقال: إن أنكر الأصوات لصوت الحمير [لقمان/ 19] فجمع للاختلاف وقال: لصوت الحمير، فأفرد لما كان الجميع ضربا واحدا.
فمن قال: بموقع فأفرد، فلأنه اسم جنس، ومن جمع، فلاختلاف ذلك. فأما قوله:
كأنّ متنيّ من النقيّ مواقع الطّير على الصّفيّ فليس اسم المصدر إنما هو موضع، فجمع، لأن المعنى على الجمع، وإنما شبّه مواضع بمواضع). [الحجة للقراء السبعة: 6/263]
قال أبو الفتح عثمان بن جني الموصلي (ت: 392هـ): (ومن ذلك قراءة الحسن والثقفي: [فَلأقْسِم]، بغير ألف.
قال أبو الفتح: هذا فعل الحال، وهناك مبتدأ محذوف، أي: لأنا أقسم، فدل على ذلك أن جميع ما في القرآن من الأقسام إنما هو على حاضر الحال، لا وعد الأقسام، كقوله سبحانه: {وَالتِّينِ وَالزَّيْتُونِ}، و{وَالشَّمْسِ وَضُحَاهَا}، وكذلك حملت "لا" على الزيادة في قوله: {فَلا أُقْسِمُ بِمَوَاقِعِ النُّجُومِ}، ونحوه. نعم، ولو أريد الفعل المستقبل للزمت فيه النون، فقيل: لأقسمن، وحذف هذه النون هنا ضعيف جدا). [المحتسب: 2/309]
قال أبو زرعة عبد الرحمن بن محمد ابن زنجلة (ت: 403هـ) : ({فلا أقسم بمواقع النّجوم}
قرأ حمزة والكسائيّ (فلا أقسم بموقع النّجوم) على واحد وقرأ الباقون {بمواقع} جماعة أي بمساقطها قالوا فالجمع أولى لأنّه مضاف إلى جمع وروي عن الحسن أنه قال انتشارها يوم القيامة وعنه أيضا قال مغايبها وعن ابن عبّاس قال مواقع النّجوم نزول القرآن كان ينزل نجوما شيئا بعد شيء
فهذا دليل على معنى الجمع لأن القرآن نزل في زمان طويل وحجّة من قرأ بموقع النّجوم أن الموقع في معنى المصدر وهو يصلح للقليل والكثير لأن معناه بوقوع ويجري مجرى قول الرجل عملت عمل الرّجال وأخرى وهي ما روي عن عبد الله قال (فلا أقسم بموقع النّجوم) أي بمحكم القرآن). [حجة القراءات: 697]
قال مكي بن أبي طالب القَيْسِي (ت: 437هـ): (7- قوله: {بمواقع النجوم} قرأ حمزة والكسائي «بموقع» بالتوحيد، من غير ألف؛ لأنه مصدر يدل على القليل والكثير، فلم يحتج إلى جمعه، وقد مضى له نظار، وقرأ الباقون بالجمع على المعنى؛ لأن مواقع النجوم كثيرة، وذلك حيث يغيب كل نجم، فجمع على المعنى، وهو الاختيار، وقيل: معناه مواقع القرآن حيث نزل على النبي عليه السلام نجومًا، شيئًا بعد شيء فهي كثيرة أيضًا، ومثله الاختلاف في قوله: {والنجم إذا هوى} «النجم 1»). [الكشف عن وجوه القراءات السبع: 2/306]
قال نصر بن علي بن أبي مريم (ت: بعد 565هـ) : (10- {بِمَوَقِعِ النُّجُومِ} [آية/ 75] بغير ألف:-
قرأها حمزة والكسائي.
والوجه أنه واحد يراد به الجمع، والمعنى مسقط النجوم، وقد اكتفي بجمع النجوم عن جمع ما أضيف إليه، وقد سبق مثله.
وقرأ الباقون {بِمَوَاقِعِ النُّجُومِ} بالألف على الجمع.
والوجه أنه جمع موقع؛ لأن لكل نجم موقعًا، وأراد مساقط النجوم في
[الموضح: 1241]
أنوائها، وقيل أراد نجوم القرآن). [الموضح: 1242]

قوله تعالى: {وَإِنَّهُ لَقَسَمٌ لَّوْ تَعْلَمُونَ عَظِيمٌ (76)}
قوله تعالى: {إِنَّهُ لَقُرْآنٌ كَرِيمٌ (77)}
قوله تعالى: {فِي كِتَابٍ مَّكْنُونٍ (78)}
قوله تعالى: {لاَّ يَمَسُّهُ إِلاَّ الْمُطَهَّرُونَ (79)}
قوله تعالى: {تَنزِيلٌ مِّن رَّبِّ الْعَالَمِينَ (80)}

روابط مهمة:
- أقوال المفسرين


رد مع اقتباس
  #9  
قديم 23 صفر 1440هـ/2-11-2018م, 04:52 PM
جمهرة علوم القرآن جمهرة علوم القرآن غير متواجد حالياً
فريق الإشراف
 
تاريخ التسجيل: Oct 2017
المشاركات: 7,975
افتراضي

سورة الواقعة

[ من الآية (81) إلى الآية (96) ]
{أَفَبِهَذَا الْحَدِيثِ أَنتُم مُّدْهِنُونَ (81) وَتَجْعَلُونَ رِزْقَكُمْ أَنَّكُمْ تُكَذِّبُونَ (82) فَلَوْلا إِذَا بَلَغَتِ الْحُلْقُومَ (83) وَأَنتُمْ حِينَئِذٍ تَنظُرُونَ (84) وَنَحْنُ أَقْرَبُ إِلَيْهِ مِنكُمْ وَلَكِن لاَّ تُبْصِرُونَ (85) فَلَوْلا إِن كُنتُمْ غَيْرَ مَدِينِينَ (86) تَرْجِعُونَهَا إِن كُنتُمْ صَادِقِينَ (87) فَأَمَّا إِن كَانَ مِنَ الْمُقَرَّبِينَ (88) فَرَوْحٌ وَرَيْحَانٌ وَجَنَّةُ نَعِيمٍ (89) وَأَمَّا إِن كَانَ مِنَ أَصْحَابِ الْيَمِينِ (90) فَسَلامٌ لَّكَ مِنْ أَصْحَابِ الْيَمِينِ (91) وَأَمَّا إِن كَانَ مِنَ الْمُكَذِّبِينَ الضَّالِّينَ (92) فَنُزُلٌ مِّنْ حَمِيمٍ (93) وَتَصْلِيَةُ جَحِيمٍ (94) إِنَّ هَذَا لَهُوَ حَقُّ الْيَقِينِ (95) فَسَبِّحْ بِاسْمِ رَبِّكَ الْعَظِيمِ (96)}

قوله تعالى: {أَفَبِهَذَا الْحَدِيثِ أَنتُم مُّدْهِنُونَ (81)}
قوله تعالى: {وَتَجْعَلُونَ رِزْقَكُمْ أَنَّكُمْ تُكَذِّبُونَ (82)}
قال أبو منصور محمد بن أحمد الأزهري (ت: 370هـ): (قوله جلّ وعزّ: (وتجعلون رزقكم أنّكم تكذّبون (82)
روى المفضّل عن عاصم " أنكم تكذبون " بفتح التاء خفيفة.
وقرأ سائر القراء " أنّكم تكذّبون " بالتشديد.
قال أبو منصور: من قرأ بالتشديد فالمعنى: أتجعلون شكر ما رزقتم من الماء الذي هو قوام عيشكم التكذيب، فتقولون مطرنا بنوء كذا، ولا تشكرون الله
[معاني القراءات وعللها: 3/52]
على إنعامه عليكم به، ورزقه إياكم.
ومن قرأ (تكذبون) فمعناه: تجعلون شكر رزقكم الكذب حين تقولون: مطرنا بالنوء. وأنتم كاذبون في ذلكم.
و (أنّ) دخلت مع الفعل بمعنى المصدر في قوله: (أنّكم تكذّبون) ). [معاني القراءات وعللها: 3/53]
قال أبو عبد الله الحسين بن أحمد ابن خالويه الهمَذاني (ت: 370هـ): (10- قوله تعالى: {وتجعلون رزقكم أنكم تكذبون} [82].
روي المفضل عن عاصم: {تكذبون} بفتح التاء.
والباقون: {تكذبون} مشددًا ومعناه: إن الله تعالى كان إذا أغاثهم ومطرهم وكثر خصبهم نسبوا ذلك المطر إلى الأنواء من النجوم فيقولون: مطرنا بنو المحدج ونوء السماكين، ونحو ذلك فقال الله تعالى: {وتجعلون رزقكم أنكم تكذبون} أي: شكر رزقكم.
حدثنا الشيخان الصالحان عبد الرحمن السراج وابن مخلد العطار قالا: حدثنا العباس بن يزيد، قال: حدثنا سفيان بن عيينة عن عمرو بن عتاب بن جبير عن أبي سعيد الخدري، قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «لو أمسك الله القطر عن الناس سبع سنين ثم أرسله عليهم لأصبحت طائفة منهم به كافرين يقولون: مطرنا بنوء المحدج».
وقرأ علي رضي الله عنه: {وتجعلون شكركم أنكم تكذبون} ). [إعراب القراءات السبع وعللها: 2/248]
قال أبو علي الحسن بن أحمد بن عبد الغفار الفارسيّ (ت: 377هـ): (قال: روى المفضل عن عاصم: وتجعلون رزقكم أنكم تكذبون خفيفة منصوبة التاء [الواقعة/ 82].
وروى غيره عن عاصم: تكذبون مشدّدة، وكذلك الباقون.
وتجعلون رزقكم أنكم تكذبون: أي تجعلون رزقكم الذي رزقكموه اللّه فيما قاله: وأنزلنا من السماء ماء مباركا إلى قوله: رزقا للعباد [ق/ 11]، وقوله: وأنزل من السماء ماء فأخرج به من الثمرات
[الحجة للقراء السبعة: 6/264]
رزقا لكم [البقرة/ 22]، أي: تكذبون في أن تنسبوا هذا الرزق إلى غير اللّه، فتقولون: مطرنا بنوء كذا، فهذا وجه التخفيف.
ومن قال: تكذبون فالمعنى: إنكم تكذبون بالقرآن، لأن اللّه عزّ وجلّ هو الذي رزقكم ذلك، على ما جاء في قوله: رزقا للعباد [ق/ 11] فتنسبونه أنتم إلى غيره، فهذا تكذيبهم لما جاء التنزيل به، وروي عن ابن عباس أنه قرأ: وتجعلون شكركم أنكم تكذبون [الواقعة/ 82]، أي تجعلون مكان الشكر الذي يجب عليكم التكذيب. وقد يكون المعنى: تجعلون شكر رزقكم التكذيب، فحذف المضاف). [الحجة للقراء السبعة: 6/265]
قال أبو الفتح عثمان بن جني الموصلي (ت: 392هـ): (ومن ذلك قراءة علي وابن عباس -ورويت عن النبي صلى الله عليه وسلم-: [وَتَجْعَلُونَ شُكْرَكُم أَنَّكُمْ تُكَذِّبُونَ].
قال أبو الفتح: هو على حذف المضاف، أي: تفعلون بدل شكركم ومكان شكركم التكذيب ومثله قول العجاج:
ربيته حتى إذا تمعددا ... كان جزائي بالعصا أن أجلدا
أي: كان مكان جزائي الجلد بالعصا). [المحتسب: 2/310]
قال نصر بن علي بن أبي مريم (ت: بعد 565هـ) : (12- {وَتَجْعَلُونَ رِزْقَكُمْ أَنَّكُمْ تُكَذِّبُونَ} [آية/ 82] بفتح التاء وإسكان الكاف وتخفيف الذال:-
رواها المفضل عن عاصم.
والوجه أنه من الكذب لا من التكذيب، والمراد: وتجعلون شكر رزقكم كذبكم، وذاك الكذب هو قولهم: مطرنا بنوء كذا، فهذا كذب؛ لأن الرب تعالى هو الذي ينزل المطر.
[الموضح: 1242]
وقوله {أَنَّكُمْ تُكَذِّبُونَ} بمعنى المصدر، وهو مفعول ثان لتجعلون والمفعول الأول هو قوله {رِزْقَكُمْ} وهو على حذف المضاف، كأنه قال: وتجعلون شكر زرقكم كذبكم.
وقرأ الباقون {أَنَّكُمْ تُكَذِّبُونَ} بضم التاء وفتح الكاف وتشديد الذال.
والوجه أنه من التكذيب، وتأويل قوله {أَنَّكُمْ تُكَذِّبُونَ} المصدر أيضًا، كأنه قال: وتجعلون شكر رزقكم التكذيب، يعني تكذيب القرآن؛ لأنه تعالى قد ذكر في القرآن أنه هو الرازق والمنزل للغيث، فإذا نسبوه إلى الأنواء فقد كذبوه). [الموضح: 1243]

قوله تعالى: {فَلَوْلا إِذَا بَلَغَتِ الْحُلْقُومَ (83)}
قوله تعالى: {وَأَنتُمْ حِينَئِذٍ تَنظُرُونَ (84)}
قوله تعالى: {وَنَحْنُ أَقْرَبُ إِلَيْهِ مِنكُمْ وَلَكِن لاَّ تُبْصِرُونَ (85)}
قوله تعالى: {فَلَوْلا إِن كُنتُمْ غَيْرَ مَدِينِينَ (86) }
قوله تعالى: {تَرْجِعُونَهَا إِن كُنتُمْ صَادِقِينَ (87)}
قوله تعالى: {فَأَمَّا إِن كَانَ مِنَ الْمُقَرَّبِينَ (88)}
قوله تعالى: {فَرَوْحٌ وَرَيْحَانٌ وَجَنَّةُ نَعِيمٍ (89) }
قال أبو منصور محمد بن أحمد الأزهري (ت: 370هـ): (وقوله جلّ وعزّ: (فروحٌ وريحانٌ (89).
قرأ يعقوب وحده (فروحٌ وريحان).
وقرأ الباقون " فروحٌ " بفتح الراء.
قال أبو منصور: من قرأ (فروحٌ وريحان) فمعناه: فحياةٌ دائمةٌ لا موت
فيها.
(وريحان)، أي: رزق دارٌّ عليكم.
ومن قرأ (فروح وريحان) فالرّوح: الفرج، كأنه قال: فأما إن كان من المقربين فله روح وريحان.
وقد يكون الرّوح، بمعنى؛ الاستراحة والبرد.
حدثنا عبد الملك عن إبراهيم بن مرزوق عن مسلم عن هارون النحوي عن بديل بن ميسرة عن عبد الله بن شقيق عن عائشة أنّ رسول الله صلى الله عليه قرأ: (فروحٌ وريحان) ). [معاني القراءات وعللها: 3/53]
قال أبو الفتح عثمان بن جني الموصلي (ت: 392هـ): (ومن ذلك قراءة النبي "صلى الله عليه وسلم وابن عباس وقتادة والحسن والضحاك والأشهب ونوح القارئ وبديل وشعيب بن الحارث وسليمان التيمي والربيع بن خثيم وأبي عمران الجوني وأبي جعفر محمد بن على والضحاك وفياض: [فَرُوْحٌ]، بضم الراء.
قال أبو الفتح: هو راجع إلى معنى الروح، فكأنه قال: فمسك روح، وممسكها هو الروح، كما تقول: هذا الهواء هو الحياة، وهذا السماع هو العيش، وهو الروح). [المحتسب: 2/310]
قال نصر بن علي بن أبي مريم (ت: بعد 565هـ) : (13- {فَرَوْحٌ وَرَيْحَانٌ} [آية/ 89] بضم الراء:-
رواها يس- عن يعقوب.
والوجه أن الروح ههنا يراد به الحياة الدائمة التي لا موت فيها، كذا ذكره المفسرون.
وقرأ الباقون {فَرَوْحٌ} بفتح الراء.
والوجه أن الروح الفرح، وقيل الروح: الاستراحة، والريحان: الرزق). [الموضح: 1243]

قوله تعالى: {وَأَمَّا إِن كَانَ مِنَ أَصْحَابِ الْيَمِينِ (90)}
قوله تعالى: {فَسَلامٌ لَّكَ مِنْ أَصْحَابِ الْيَمِينِ (91)}
قوله تعالى: {وَأَمَّا إِن كَانَ مِنَ الْمُكَذِّبِينَ الضَّالِّينَ (92)}
قوله تعالى: {فَنُزُلٌ مِّنْ حَمِيمٍ (93)}
قوله تعالى: {وَتَصْلِيَةُ جَحِيمٍ (94)}
قوله تعالى: {إِنَّ هَذَا لَهُوَ حَقُّ الْيَقِينِ (95)}
قوله تعالى: {فَسَبِّحْ بِاسْمِ رَبِّكَ الْعَظِيمِ (96)}

روابط مهمة:
- أقوال المفسرين


رد مع اقتباس
إضافة رد

مواقع النشر (المفضلة)

الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1)
 

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع


الساعة الآن 02:20 AM


Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd. TranZ By Almuhajir
جميع الحقوق محفوظة