قوله تعالى: {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آَمَنُوا قُوا أَنْفُسَكُمْ وَأَهْلِيكُمْ نَارًا وَقُودُهَا النَّاسُ وَالْحِجَارَةُ عَلَيْهَا مَلَائِكَةٌ غِلَاظٌ شِدَادٌ لَا يَعْصُونَ اللَّهَ مَا أَمَرَهُمْ وَيَفْعَلُونَ مَا يُؤْمَرُونَ (6) يَا أَيُّهَا الَّذِينَ كَفَرُوا لَا تَعْتَذِرُوا الْيَوْمَ إِنَّمَا تُجْزَوْنَ مَا كُنْتُمْ تَعْمَلُونَ (7) يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آَمَنُوا تُوبُوا إِلَى اللَّهِ تَوْبَةً نَصُوحًا عَسَى رَبُّكُمْ أَنْ يُكَفِّرَ عَنْكُمْ سَيِّئَاتِكُمْ وَيُدْخِلَكُمْ جَنَّاتٍ تَجْرِي مِنْ تَحْتِهَا الْأَنْهَارُ يَوْمَ لَا يُخْزِي اللَّهُ النَّبِيَّ وَالَّذِينَ آَمَنُوا مَعَهُ نُورُهُمْ يَسْعَى بَيْنَ أَيْدِيهِمْ وَبِأَيْمَانِهِمْ يَقُولُونَ رَبَّنَا أَتْمِمْ لَنَا نُورَنَا وَاغْفِرْ لَنَا إِنَّكَ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ (8) يَا أَيُّهَا النَّبِيُّ جَاهِدِ الْكُفَّارَ وَالْمُنَافِقِينَ وَاغْلُظْ عَلَيْهِمْ وَمَأْوَاهُمْ جَهَنَّمُ وَبِئْسَ الْمَصِيرُ (9)}
قَالَ أبو بكر محمَّدُ بنُ القاسمِ بنِ بشَّار ابن الأَنباريِّ (ت:328هـ): ((يوم لا يخزي الله النبي والذين آمنوا معه) [8]، ؟؟؟
(بين أيديهم وبأيمانهم)، (واغفر لنا). ؟؟؟
(واغلظ عليهم) [9]، (ومأواهم جهنم). ؟؟؟).[إيضاح الوقف والابتداء: 2/941]
قال أبو عمرو عثمانُ بنُ سَعيدٍ الدَّانِيُّ (ت:444هـ): ({والحجارة} كاف. {تعملون} تام. {يوم لا يخزي الله النبي} قيل: هو تام. وعلى ذلك يكون {والذين آمنوا} مبتدأ، ويكون (النور) لـ (المؤمنين). وقيل: التمام {والذين آمنوا معه}، وعلى هذا يعطفون على (النبي)، والمعنى: لا يخزي الله النبي والذين آمنوا معه لا يخزون. وهذا أوجه.
{بين أيديهم وبأيمانهم} كاف. والمعنى: نور النبي والمؤمنين. وقال قائل: (بين أيديهم) هنا وكذا في الحديد التمام، ثم يبتدأ (وبأيمانهم) أي: وبأيمانهم يعطون كتبهم. وقد جاء التفسير بذلك:
حدثنا محمد بن عبد الله المري قال: حدثنا أبي قال: حدثنا علي بن الحسن قال: حدثنا أحمد بن موسى قال: حدثنا يحيى بن سلام قال في قوله: {نورهم يسعى بين أيديهم} أي: يقودهم إلى الجنة، {وبأيمانهم} يعطون كتبهم هي بشراهم بالجنة، {يقولون ربنا أتمم لنا نورنا}. قال: قال مجاهد: يقولونه حين يطفأ نور المنافقين.
{واغفر لنا} كاف. {على كل شيء قدير} تام. {ومأواهم جهنم} كاف. {وبئس المصير} تام، ورؤوس الآي بعد تامة). [المكتفى: 577-578]
قال أبو عبدِ الله محمدُ بنُ طَيْفُورَ الغزنويُّ السَّجَاوَنْدِيُّ (ت:560هـ): ([{لا تعتذروا اليوم- 7- ط}].
{نصوحًا- 8-ط}. {الأنهار- 8- لا} لأن قوله: {يوم} قد يتعلق بقوله: {ويدخلكم}.
{معه- 8- ج} لأن {نورهم} مبتدأ، و: {يقولون} حال، أي: [وهم يقولون]، وقد يتعلق {يوم} بقوله: {يسعى} فلا يوقف على: {معه- 8-}.
{واغفر لنا- 8- ج} للابتداء بإن، مع احتمال اللام أو الفاء.
{عليهم- 9- ط} {جهنم- 9- ط}).
[علل الوقوف: 1027-1029/3]
قال أحمدُ بنُ عبد الكريمِ بنِ محمَّدٍ الأَشْمُونِيُّ (ت:ق11هـ):( ... ويجوز الوقف على وأهليكم وعلى نارًا وفي ذلك نظر لأنَّ قو يتعدَّى لمفعولين الأول أنفسكم والثاني نارًا فأهليكم عطف على أنفسكم ومعنى وقايتهم حملهم على الطاعة فيكون ذلك وقاية بينهن وبين النار لأنَّ ربَّ المنزل راعٍ ومسؤول عن رعيته
والحجارة (حسن) ومثله شداد وقيل في قوله عليها تسعة عشر هؤلاء الرؤساء ما بين منكبي أحدكم مسيرة سنة وقوَّته أن يضرب بالمقمعة فيدفع بتلك الضربة سبعين ألفًا فيهوون في النار لكل واحد تسع عشرة يدًا أصابعها بعدد من في النار
ما أمرهم (جائز) وانتصب ما أمرهم على البدل أي لا يعصون أمره
ما يؤمرون (تام)
اليوم (جائز) وقال نافع تام
تعلمون (تام)
نصوحًا (كاف) على استئناف ما بعده وقيل لا يجوز لأنَّ قوله عسى في موضع الجواب لتوبوا
الأنهار (جائز) وقيل لا يجوز لأنَّ
قوله يوم لا يخزي الله النبي ظرف لما قبله والمعنى ويدخلكم جنات تجري من تحتها الأنهار في هذا اليوم
يوم لا يخزي الله النبي قيل تام على أنَّ قوله والذين آمنوا في موضع رفع على الابتداء والخبر قوله نورهم يسعى ويكون النور للمؤمنين خاصة وقيل الوقف على يوم لا يخزي الله النبيّ والذين أمنوا معه (تام) قال يحيى بن نصير النحوي تم الكلام هنا ويكون قوله والذين آمنوا معه معطوفًا على النبي أو مبتدأ والخبر محذوف والمعنى يوم لا يخزي الله النبي والذين آمنوا معه لا يخزون فعلى هذا يكون نورهم مستأنفًا وهذا أوجه من الأول وإن جعل والذين آمنوا معه مبتدأ والخبر نورهم يسعى فلا يوقف على معه
وبأيمانهم (حسن)
واغفر لنا (كاف)
قدير (تام)
والمنافقين (جائز) ومثله واغلظ عليهم
جهنم (كاف) عند أبي حاتم
المصير (تام) ). [منار الهدى: 397 - 398]
- أقوال المفسرين