سورة الكافرون
[ من الآية (1) إلى آخر السورة ]
{قُلْ يَا أَيُّهَا الْكَافِرُونَ (1) لَا أَعْبُدُ مَا تَعْبُدُونَ (2) وَلَا أَنْتُمْ عَابِدُونَ مَا أَعْبُدُ (3) وَلَا أَنَا عَابِدٌ مَا عَبَدْتُمْ (4) وَلَا أَنْتُمْ عَابِدُونَ مَا أَعْبُدُ (5) لَكُمْ دِينُكُمْ وَلِيَ دِينِ (6)}
قوله تعالى: {قُلْ يَا أَيُّهَا الْكَافِرُونَ (1)}
قوله تعالى: {لَا أَعْبُدُ مَا تَعْبُدُونَ (2)}
قال أبو منصور محمد بن أحمد الأزهري (ت: 370هـ): (بسم اللّه الرّحمن الرّحيم
2
قرأ ابن كثير ويعقوب (لا أعبد) بغير مد، وكذلك قوله (ولا أنتم عابدون ما أعبد) وكذلك نظائرها من القرآن.
وقرأ عاصم وحمزة بالمد التام في هذه الحروف.
وأما الكسائي فقراءته لهذه الحروف متوسطة). [معاني القراءات وعللها: 3/169]
قوله تعالى: {وَلَا أَنْتُمْ عَابِدُونَ مَا أَعْبُدُ (3)}
قال نصر بن علي بن أبي مريم (ت: بعد 565هـ) : (3- وَأَمَّا مَا رَوَى هِشَامُ بْنُ عَمَّارٍ عَنِ ابْنِ عَامِرٍ، وَعَبْدِ الْوَارِثِ عَنْ أَبِي عَمْرٍو مِنَ الإِمَالَةِ فِي {عَابِدُونَ} [آيَةُ/ 3، 5] وَ{عَابِدٌ} [آيَةُ/ 4] فَإِنَّهُ جَائِزٌ؛ لأَنَّ كَسْرَةَ مَا بَعْدَ الأَلِفِ وَهُوَ الْبَاءُ فِي {عَابِدٌ} جَالِبَةٌ لِلإِمَالَةِ، فَالإِمَالَةُ حَسَنَةٌ فِيهِمَا لِذَلِكَ). [الموضح: 1407] (م)
قوله تعالى: {وَلَا أَنَا عَابِدٌ مَا عَبَدْتُمْ (4)}
قال أبو علي الحسن بن أحمد بن عبد الغفار الفارسيّ (ت: 377هـ): (وروى الحلواني عن هشام بن عمّار عن ابن عامر: ولا أنا عابد [الكافرون/ 4]، ولا أنتم عابدون [الكافرون/ 3، 5] بكسر العين فيهنّ كلهنّ، الحواني عن أبي معمر عن عبد الوارث عن أبي عمرو بكسر العين، وقرأ الباقون بفتح العين.
القول في إسكان الياء وفتحها من ولي دين أنهما جميعا حسنان سائغان، وأما إجماعهم على حذف الياء من قوله: ولي دين فحسن، وهو كثير سائغ في كلامهم، وزعم
سيبويه أن إثبات الياء في نحو ذلك قياس، وقد تقدّم القول في ذلك.
وأما إمالة الفتحة من عين عابد وتفخيمها، فهما أيضا حسنان وكثيران فاشيان). [الحجة للقراء السبعة: 6/450] (م)
قال نصر بن علي بن أبي مريم (ت: بعد 565هـ) : (3- وَأَمَّا مَا رَوَى هِشَامُ بْنُ عَمَّارٍ عَنِ ابْنِ عَامِرٍ، وَعَبْدِ الْوَارِثِ عَنْ أَبِي عَمْرٍو مِنَ الإِمَالَةِ فِي {عَابِدُونَ} [آيَةُ/ 3، 5] وَ{عَابِدٌ} [آيَةُ/ 4] فَإِنَّهُ جَائِزٌ؛ لأَنَّ كَسْرَةَ مَا بَعْدَ الأَلِفِ وَهُوَ الْبَاءُ فِي {عَابِدٌ} جَالِبَةٌ لِلإِمَالَةِ، فَالإِمَالَةُ حَسَنَةٌ فِيهِمَا لِذَلِكَ). [الموضح: 1407] (م)
قوله تعالى: {وَلَا أَنْتُمْ عَابِدُونَ مَا أَعْبُدُ (5)}
قال أبو عبد الله الحسين بن أحمد ابن خالويه الهمَذاني (ت: 370هـ): (1- قوله تعالى: {ولا أنتم عابدون ما أعبد} [5].
قرأ القراء بفتح العين؛ لأنه فاعل من عبد يعبد، وإنما ذكرته لأن عبد الوارث روي عن ابن عامر: {عابدون} بالإمالة لكسرة الباء، وكل فاعل يجوز فيه الإمالة لكسرة عين الفعل إلا أن يأتي حرف مانع. وقد ذكرته في مواضع). [إعراب القراءات السبع وعللها: 2/539]
قال أبو علي الحسن بن أحمد بن عبد الغفار الفارسيّ (ت: 377هـ): (وروى الحلواني عن هشام بن عمّار عن ابن عامر: ولا أنا عابد [الكافرون/ 4]، ولا أنتم عابدون [الكافرون/ 3، 5] بكسر العين فيهنّ كلهنّ، الحواني عن أبي معمر عن عبد الوارث عن أبي عمرو بكسر العين، وقرأ الباقون بفتح العين.
القول في إسكان الياء وفتحها من ولي دين أنهما جميعا حسنان سائغان، وأما إجماعهم على حذف الياء من قوله: ولي دين فحسن، وهو كثير سائغ في كلامهم، وزعم
سيبويه أن إثبات الياء في نحو ذلك قياس، وقد تقدّم القول في ذلك.
وأما إمالة الفتحة من عين عابد وتفخيمها، فهما أيضا حسنان وكثيران فاشيان). [الحجة للقراء السبعة: 6/450] (م)
قال نصر بن علي بن أبي مريم (ت: بعد 565هـ) : (3- وَأَمَّا مَا رَوَى هِشَامُ بْنُ عَمَّارٍ عَنِ ابْنِ عَامِرٍ، وَعَبْدِ الْوَارِثِ عَنْ أَبِي عَمْرٍو مِنَ الإِمَالَةِ فِي {عَابِدُونَ} [آيَةُ/ 3، 5] وَ{عَابِدٌ} [آيَةُ/ 4] فَإِنَّهُ جَائِزٌ؛ لأَنَّ كَسْرَةَ مَا بَعْدَ الأَلِفِ وَهُوَ الْبَاءُ فِي {عَابِدٌ} جَالِبَةٌ لِلإِمَالَةِ، فَالإِمَالَةُ حَسَنَةٌ فِيهِمَا لِذَلِكَ). [الموضح: 1407] (م)
قوله تعالى: {لَكُمْ دِينُكُمْ وَلِيَ دِينِ (6)}
قال أبو منصور محمد بن أحمد الأزهري (ت: 370هـ): (وقوله جلّ وعزّ: (ولي دين (6).
قرأ نافع، وحفص عن عاصم (ولي دين) مفتوحة الياء، وكذلك روى شبل عن ابن كثير.
وروى إسماعيل بن جعفر، وأخوه يعقوب عن نافع (ولي دين) ساكنة. وكذلك قرأ الباقون بسكون الياء.
وقرأ يعقوب وحده (ولي ديني) بياء في الوصل). [معاني القراءات وعللها: 3/169]
قال أبو عبد الله الحسين بن أحمد ابن خالويه الهمَذاني (ت: 370هـ): (2- وقوله تعالى: {لكم دينكم ولي دين} [6].
قرأ أبو عمرو وحمزة والكسائي وابن عامر: {ولي دين} بإسكان الياء.
وروي عن ابن عامر برواية هشام {ولي} بسكون الياء وتحركها واختلف عن ابن كثير ونافع وعاصم فروي عنهم {ولي دين} ساكنًا، {ولي دين} محركًا، وقد ذكرت عليته، غير أن من اختار فتح الياء ها هنا، وأسكن في نظيره، قال: لأن الياء اسم، وهو على كلمة واحدة فقويتها بالحركة). [إعراب القراءات السبع وعللها: 2/539]
قال أبو علي الحسن بن أحمد بن عبد الغفار الفارسيّ (ت: 377هـ): (قرأ ابن كثير في رواية محمد بن صالح عن شبل وابن سعدان عن عبيد عن شبل عن ابن كثير لا ينصب الياء: ولي دين [6]، وكذلك قرأت على قنبل عن القواس عن أصحابه عن ابن كثير، وكذلك المخزومي عن البزّي والخزاعي عن ابن فليح بالتسكين.
أبو عمرو وحمزة والكسائي: ولي ديني ساكنة.
وحدّثني محمد بن الجهم عن الهيثم وخلف عن عبيد، وأبو الربيع عن عبيد عن شبل عن ابن كثير: ولي دين نصبا محرّكة وخبّرني مضر عن البزّي عن ابن كثير: ولي دين.
حدّثني الدباغ عن أبي الربيع عن عبيد عن شبل عن ابن كثير: ولي دين ينصب، وقرأ عاصم في رواية أبي بكر: ولي دين ساكنة، وروى عنه حفص ولي دين نصبا. وقرأ نافع: ولي دين نصبا في رواية قالون والمسيّبي وابن جمّاز وورش وخارجة وأبي خليد وأبي قرّة.
وروى إسماعيل بن جعفر، وأخوه ويعقوب بن جعفر: ولي دين ساكنة، ولم يختلفوا في كسر النون من غير ياء، وقرأ ابن عامر
[الحجة للقراء السبعة: 6/449]
في رواية هشام: ولي دين نصبا، وفي رواية ابن ذكوان: ولي دين ساكنة). [الحجة للقراء السبعة: 6/450]
قال أبو علي الحسن بن أحمد بن عبد الغفار الفارسيّ (ت: 377هـ): (القول في إسكان الياء وفتحها من ولي دين أنهما جميعا حسنان سائغان، وأما إجماعهم على حذف الياء من قوله: ولي دين فحسن، وهو كثير سائغ في كلامهم، وزعم سيبويه أن إثبات الياء في نحو ذلك قياس، وقد تقدّم القول في ذلك.
وأما إمالة الفتحة من عين عابد وتفخيمها، فهما أيضا حسنان وكثيران فاشيان). [الحجة للقراء السبعة: 6/450] (م)
قال مكي بن أبي طالب القَيْسِي (ت: 437هـ): («4» وَمِنْ ذَلِكَ قَوْلُهُ: {وَلِيَ دِينِ} «الْكَافِرُونَ 6» فَتَحَهَا نَافِعٌ وَحَفْصٌ وَهِشَامٌ، وَعَنِ الْبَزِّيِّ الْوَجْهَانِ، وَقَدْ تَقَدَّمَ ذِكْرُ إِمَالَةِ {عَابِدٌ، وَعَابِدُونَ} فِي هَذِهِ السُّورَةِ خَاصَّةً، وَعِلَّتُهُ). [الكشف عن وجوه القراءات السبع: 2/390]
قال نصر بن علي بن أبي مريم (ت: بعد 565هـ) : (1- {وَلِيَ دِينٌ} [آيَةُ/ 6] بِفَتْحِ الْيَاءِ: -
قَرَأَهَا نَافِعٌ- ش- و- ن-، وَعَاصِمٌ - ص- وَاخْتُلِفَ فِيهَا عَنِ الْبَزِّيِّ عَنِ ابْنِ كَثِيرٍ.
وَالْوَجْهُ فِي فَتْحِ الْيَاءِ مِنْ {لِيَ} أَنَّ هَذِهِ الْيَاءَ يَاءُ ضَمِيرٍ، فَأَصْلُهَا أَنْ تَكُونَ مَفْتُوحَةً قِيَاسًا عَلَى الْكَافِ فِي لَكَ وَنَحْوِهِ؛ لأَنَّهَا اسْمٌ عَلَى حَرْفٍ وَاحِدٍ، فَحَقُّهَا الْفَتْحُ الَّذِي هُوَ أَخَفُّ الْحَرَكَاتِ، وَقَدْ سَبَقَ مِثْلُهَا.
وَقَرَأَ الْبَاقُونَ (وَلِي دِينٌ) بِإِسْكَانِ الْيَاءِ مِنْ (وَلِي).
وَالْوَجْهُ أَنَّ هَذِهِ الْيَاءَ قَدْ تُسَكَّنُ تَخْفِيفًا، وَإِنْ كَانَ أَصْلُهَا الْفَتْحَ؛ لأَنَّ الْحَرَكَةَ فِي الْجُمْلَةِ مُسْتَثْقَلَةٌ عَلَى الْيَاءِ). [الموضح: 1406]
قال نصر بن علي بن أبي مريم (ت: بعد 565هـ) : (2- (دِينِي) [آيَةُ/ 6] بِالْيَاءِ فِي الْوَصْلِ وَالْوَقْفِ: -
قَرَأَهَا يَعْقُوبُ وَحْدَهُ.
وَالْوَجْهُ أَنَّ إِثْبَاتَ الْيَاءِ هُوَ الأَصْلُ؛ لأَنَّ دِينًا مُضَافٌ إِلَى ضَمِيرِ الْمُتَكَلِّمِ، فَالأَصْلُ إِثْبَاتُ الْيَاءِ.
وَقَرَأَ الْبَاقُونَ {دِينِ} بِغَيْرِِ يَاءٍ فِي الْحَالَيْنِ.
وَالْوَجْهُ أَنَّهُ عَلَى حَذْفِ الْيَاءِ وَالاكْتِفَاءِ بِالْكَسْرَةِ؛ لأَنَّهَا فَاصِلَةٌ، وَقَدْ سَبَقَ مِثْلُهُ). [الموضح: 1407]
روابط مهمة:
- أقوال المفسرين