تفسير قوله تعالى: {وَلَقَدْ آَتَيْنَا لُقْمَانَ الْحِكْمَةَ أَنِ اشْكُرْ لِلَّهِ وَمَنْ يَشْكُرْ فَإِنَّمَا يَشْكُرُ لِنَفْسِهِ وَمَنْ كَفَرَ فَإِنَّ اللَّهَ غَنِيٌّ حَمِيدٌ (12)}
قال يَحيى بن سلاَّم بن أبي ثعلبة البصري (ت: 200هـ): (قوله عزّ وجلّ: {ولقد آتينا لقمان الحكمة} [لقمان: 12]، يعني: الفهم والعقل، تفسير السّدّيّ.
ابن مجاهدٍ، عن أبيه قال: الفقه، والعقل، والإصابة في القول في غير نبوّةٍ.
وحدّثني أبو الأشهب، عن خالدٍ الرّبعيّ قال: كان لقمان رجلا حبشيًّا نجّارًا، فأمره سيّده أن يذبح له شاةً، فذبح له شاةً، فقال له: ائتني بأطيبها مضغتين، فأتاه باللّسان والقلب، فقال: أما كان فيها شيءٌ أطيب من هاتين؟ قال: لا، فسكت عنه ما سكت، ثمّ أمره فذبح له شاةً، فقال له: ألق أخبثها مضغتين، فألقى اللّسان والقلب، فقال له: أمرتك أن تأتيني بأطيبها مضغتين،
[تفسير القرآن العظيم: 2/672]
فأتيتني باللّسان والقلب، وأمرتك أن تلقي أخبثها مضغتين، فألقيت اللّسان والقلب، فقال: إنّه ليس أطيب منهما إذا طابا ولا شيء أخبث منهما إذا خبثا.
قوله: {أن اشكر للّه} [لقمان: 12] النّعمة.
قال: {ومن يشكر} [لقمان: 12] النّعمة.
{فإنّما يشكر لنفسه} [لقمان: 12] وهو المؤمن.
قال: {ومن كفر} [لقمان: 12]، يعني: من كفر النّعمة.
{فإنّ اللّه غنيٌّ} [لقمان: 12] عن خلقه.
{حميدٌ} [لقمان: 12] استحمد إلى خلقه، استوجب عليهم أن يحمدوه). [تفسير القرآن العظيم: 2/673]
قالَ يَحْيَى بْنُ زِيَادٍ الفَرَّاءُ: (ت: 207هـ)
: (وقوله: {ولقد آتينا لقمان الحكمة...}...
- حدثني حبّان عن بعض من حدّثه قال: كان لقمان حبشياً مجدّعاً ذا مشفر.). [معاني القرآن: 2/327]
قالَ الأَخْفَشُ سَعِيدُ بْنُ مَسْعَدَةَ الْبَلْخِيُّ (ت: 215هـ) : ({ولقد آتينا لقمان الحكمة أن اشكر للّه ومن يشكر فإنّما يشكر لنفسه ومن كفر فإنّ اللّه غنيٌّ حميدٌ} وقال: {أن اشكر للّه} : وهي "بأن اشكر الله".). [معاني القرآن: 3/28]
قَالَ إِبْرَاهِيمُ بْنُ السَّرِيِّ الزَّجَّاجُ (ت: 311هـ) : (وقوله: {ولقد آتينا لقمان الحكمة أن اشكر للّه ومن يشكر فإنّما يشكر لنفسه ومن كفر فإنّ اللّه غنيّ حميد (12)} معناه : لأن تشكر للّه، ويجوز أن تكون " أن " مفسّرة، فيكون المعنى : أي : اشكر للّه تبارك وتعالى: وتأويل " أن اشكر للّه " , قلنا له: اشكر للّه على ما آتاك. وقد اختلف في التفسير في لقمان : فقيل: كان نبيّا، وقيل: كان حكيما، وقيل كان رجلا صالحا، وقيل: كان حبشيا , غليظ المشافر , مشقّق الرجلين , ولكن اللّه آتاه الحكمة، فلسنا نشك أنه كان حكيما لقول الله عزّ وجلّ:{ولقد آتينا لقمان الحكمة} وقيل : كان نجّارا , وقيل: كان خياطا، وقيل : كان راعيا. وروي في التفسير : أن إنسانا وقف عليه , وهو في مجلسه , فقال له: ألست الّذي كنت ترعى معي في موضع كذا وكذا؟. قال: بلى، قال فما بلغ بك ما أرى؟ فقال: صدق الحديث والصّمت عمّا لا يعنيني.). [معاني القرآن: 4/195]
قَالَ أَحْمَدُ بنُ مُحَمَّدِ بنِ إِسْمَاعِيلَ النحَّاسُ (ت: 338هـ) : (ثم أعلم أنهم في ضلال فقال سبحانه: {بل الظالمون في ضلال مبين}. ثم قال جل وعز: {ولقد آتينا لقمان الحكمة} روى سليمان بن بلال , عن يحيى بن سعيد , عن سعيد بن المسيب قال : (كان لقمان من سودان مصر ).
وقال غيره : كان في وقت داود النبي صلى الله عليه وسلم
قال وهب بن منبه : (قرأت من حكمته أرجح من عشرة آلاف باب).
قال مجاهد : (الحكمة التي أوتيها العقل , والفقه , والصواب في الكلام من غير نبوة) .
قال زيد بن أسلم : (الحكمة : العقل في دين الله عز وجل)). [معاني القرآن: 5/282-283]
تفسير قوله تعالى: {وَإِذْ قَالَ لُقْمَانُ لِابْنِهِ وَهُوَ يَعِظُهُ يَا بُنَيَّ لَا تُشْرِكْ بِاللَّهِ إِنَّ الشِّرْكَ لَظُلْمٌ عَظِيمٌ (13)}
قال يَحيى بن سلاَّم بن أبي ثعلبة البصري (ت: 200هـ): (قوله عزّ وجلّ: {وإذ قال لقمان لابنه وهو يعظه يا بنيّ لا تشرك باللّه إنّ الشّرك لظلمٌ عظيمٌ} [لقمان: 13] يظلم المشرك به نفسه ويضرّ به نفسه.
وقال الحسن: ينقص به نفسه.
وقال السّدّيّ: {لظلمٌ عظيمٌ} [لقمان: 13] لذنبٌ عظيمٌ.
- عاصم بن حكيمٍ، عن الأعمش، عن إبراهيم، عن علقمة عن ابن مسعودٍ، قال: لمّا نزلت هذه الآية: {الّذين آمنوا ولم يلبسوا إيمانهم بظلمٍ} [الأنعام: 82] قال أصحاب النّبيّ صلّى اللّه عليه وسلّم: وأيّنا لم يظلم؟ فنزلت هذه الآية: {إنّ الشّرك لظلمٌ عظيمٌ} [لقمان: 13].
وقال السّدّيّ: {لظلمٌ عظيمٌ} [لقمان: 13] لذنبٌ عظيمٌ.
- الرّبيع بن صبيحٍ، عن الحسن، قال: قال النّبيّ صلّى اللّه عليه وسلّم: " الظّلم ثلاثةٌ: فظلمٌ لا يغفره اللّه تبارك وتعالى، وظلمٌ يغفره اللّه، وظلمٌ لا يدعه اللّه، فأمّا الظّلم الّذي لا يغفره اللّه فالإشراك، وأمّا الظّلم الّذي
[تفسير القرآن العظيم: 2/673]
يغفره اللّه فذنوب العباد فيما بينهم وبين اللّه، وأمّا الظّلم الّذي لا يدعه اللّه فظلم العباد بعضهم بعضًا، لا يدعه اللّه حتّى يقصّ بعضهم
من بعضٍ "). [تفسير القرآن العظيم: 2/674]
قَالَ عَبْدُ اللهِ بْنُ مُسْلِمِ بْنِ قُتَيْبَةَ الدِّينَوَرِيُّ (ت: 276هـ):
(و(إذ) قد تزاد، كقوله: {وَإِذْ قَالَ رَبُّكَ لِلْمَلَائِكَةِ} [البقرة: 30].
{وَإِذْ قَالَ لُقْمَانُ لِابْنِهِ} [لقمان: 13]. أي: وقال.
وقال ابن ميّادة: إذ لا يزال قائل أَبِن أَبِن). [تأويل مشكل القرآن: 252] (م)
قَالَ عَبْدُ اللهِ بْنُ مُسْلِمِ بْنِ قُتَيْبَةَ الدِّينَوَرِيُّ (ت: 276هـ): (أصل الظلم في كلام العرب: وضع الشيء في غير موضعه. ويقال: (من أشبه أباه فما ظلم)، أي: فما وضع الشّبه غير موضعه. وظلم السّقاء: هو أن يشرب قبل إدراكه. وظلم الجزور: أن يعتبط، أي ينحر، من غير علّة. وأرض مظلومة: أي حفرت وليست موضع حفر. ويقال: الزم الطريق ولا تظلمه، أي: لا تعدل عنه. ثم قد يصير الظلم بمعنى الشّرك؛ لأنّ من جعل لله شريكا: فقد وضع الرّبوبيّة غير موضعها. يقول الله سبحانه: {إِنَّ الشِّرْكَ لَظُلْمٌ عَظِيمٌ}، وقال: {وَلَمْ يَلْبِسُوا إِيمَانَهُمْ بِظُلْمٍ}، أي: يشرك). [تأويل مشكل القرآن: 467] (م)
قَالَ إِبْرَاهِيمُ بْنُ السَّرِيِّ الزَّجَّاجُ (ت: 311هـ) : (وقوله: {وإذ قال لقمان لابنه وهو يعظه يا بنيّ لا تشرك باللّه إنّ الشّرك لظلم عظيم (13)} موضع " إذ " نصب بقوله: {ولقد آتينا لقمان الحكمة}, أي : ولقد آتينا لقمان الحكمة إذ قال؛ لأن هذه الموعظة حكمة. وقوله: {إنّ الشّرك لظلم عظيم} يعني : أنّ اللّه هو المحيي المميت الرازق المنعم وحده لا شريك له فإذا أشرك به أحد غيره , فذلك أعظم الظلم؛ لأنه جعل النعمة لغير ربّها. وأصل الظلم في اللغة : وضع الشيء في غير موضعه, وقد بيّنّا ذلك فيما سلف من الكتاب.). [معاني القرآن: 4/195-196]
قَالَ أَحْمَدُ بنُ مُحَمَّدِ بنِ إِسْمَاعِيلَ النحَّاسُ (ت: 338هـ) : (قال زيد بن أسلم : (الحكمة: العقل في دين الله عز وجل) , ويقال: إن ابنه اسمه ثاران , وقوله جل وعز: {يا بني لا تشرك بالله إن الشرك لظلم عظيم} . قال الأصمعي : الظلم وضع الشيء في غير موضعه . قال أبو جعفر : الشرك : نسب نعمة الله جل وعز إلى غيره ؛ لأن الله جل وعز الرزاق , والمحيي , والمميت , وقال: هو ظالم لنفسه.). [معاني القرآن: 3-2844]
تفسير قوله تعالى: {وَوَصَّيْنَا الْإِنْسَانَ بِوَالِدَيْهِ حَمَلَتْهُ أُمُّهُ وَهْنًا عَلَى وَهْنٍ وَفِصَالُهُ فِي عَامَيْنِ أَنِ اشْكُرْ لِي وَلِوَالِدَيْكَ إِلَيَّ الْمَصِيرُ (14) }
قال يَحيى بن سلاَّم بن أبي ثعلبة البصري (ت: 200هـ): (قوله عزّ وجلّ: {ووصّينا الإنسان بوالديه} [لقمان: 14]، يعني: برًّا بوالديه، تفسير السّدّيّ.
{حملته أمّه وهنًا على وهنٍ} [لقمان: 14] ضعفًا على ضعفٍ، في تفسير الحسن.
وقال ابن مجاهدٍ، عن أبيه: الولد وهن الوالدة وضعفها.
وتفسير مجاهدٍ في حديث عاصم بن حكيمٍ: وهن الولد على وهن الولد.
والوهن الضّعف.
وفي تفسير قتادة: جهدٌ على جهدٍ.
قال: {وفصاله} [لقمان: 14]، أي: وفطامه.
{في عامين} [لقمان: 14]
- قال: حدّثنا عثمان، عن عمرٍو، عن الحسن، قال: قال رسول اللّه صلّى اللّه عليه وسلّم: «لا رضاع بعد الفطام».
- وحدّثني ابن لهيعة، عن عيسى بن عبد الرّحمن، عن الزّهريّ أنّ ابن عمر، وابن عبّاسٍ كانا لا يريان الرّضاع بعد الحولين شيئًا.
قوله عزّ وجلّ: {أن اشكر لي ولوالديك إليّ المصير} [لقمان: 14] البعث.
- حدّثني أشعث، عن يعلى بن عطاءٍ، عن أبيه، عن عبد اللّه بن عمرٍو قال: قال رسول اللّه صلّى اللّه عليه وسلّم: «رضى الرّبّ مع رضى الوالد، وسخط
[تفسير القرآن العظيم: 2/674]
الرّبّ مع سخط الوالد».
- وحدّثني المعلّى، عن أبان بن أبي عيّاشٍ، عن محمّد بن المنكدر، عن ابن عبّاسٍ، قال: قال رسول اللّه صلّى اللّه عليه وسلّم: «من أصبح مرضيًا لأبويه أصبح له بابان مفتوحان من الجنّة، ومن أمسى مثل ذلك، وإن كان واحدًا فواحدٌ، ومن أصبح مسخطًا لأبويه أصبح له بابان مفتوحان من النّار ومن أمسى مثل ذلك، وإن كان واحدًا فواحدٌ، وإن ظلماه، وإن ظلماه، وإن
ظلماه».
- خالدٌ، عن الحسن، قال: قال رسول اللّه صلّى اللّه عليه وسلّم: «إنّ فوق كلّ برٍّ برًّا حتّى إنّ الرّجل ليهريق دمه اللّه، وإنّ فوق كلّ فجورٍ فجورًا حتّى إنّ الرّجل ليعقّ والديه»). [تفسير القرآن العظيم: 2/675]
قالَ أَبُو عُبَيْدَةَ مَعْمَرُ بْنُ الْمُثَنَّى التَّيْمِيُّ (ت:210هـ)
: ({ حملته أمّه وهناً على وهنٍ }: مجازه: ضعفاً إلى ضعفها , وفي آية أخرى " وهن العظم منّي ".
وقال زهير:
فلن يقولوا بحبل واهنٍ خلق= لو كان قومك في أمثاله هلكوا
{ وفصاله } : أي : فطامه.). [مجاز القرآن: 2/126-127]
قالَ الأَخْفَشُ سَعِيدُ بْنُ مَسْعَدَةَ الْبَلْخِيُّ (ت: 215هـ) : ({ووصّينا الإنسان بوالديه حملته أمّه وهناً على وهنٍ وفصاله في عامين أن اشكر لي ولوالديك إليّ المصير} وقال: {وفصاله في عامين}: أي : في انقضاء عامين ولم يذكر الانقضاء كما قال: {وسئل القرية} , يعني : أهل القرية.). [معاني القرآن: 3/28]
قَالَ عَبْدُ اللهِ بنُ يَحْيَى بْنِ المُبَارَكِ اليَزِيدِيُّ (ت: 237هـ) : ({وهنا على وهن}: ضعفا على ضعف. {فصاله في عامين}: فطامه). [غريب القرآن وتفسيره: 298]
قَالَ عَبْدُ اللهِ بْنُ مُسْلِمِ بْنِ قُتَيْبَةَ الدِّينَوَرِيُّ (ت: 276هـ) : ({وهناً على وهنٍ}, أي: ضعفا على ضعف, {فصاله}: فطامه.). [تفسير غريب القرآن: 344]
قَالَ إِبْرَاهِيمُ بْنُ السَّرِيِّ الزَّجَّاجُ (ت: 311هـ) : (وقوله عزّ وجلّ: {ووصّينا الإنسان بوالديه حملته أمّه وهنا على وهن وفصاله في عامين أن اشكر لي ولوالديك إليّ المصير (14)} جاء في التفسير :{وهنا على وهن}: ضعفا على ضعف، أي : لزمها لحملها إياه أن ضعفت مرة بعد مرة. وموضع " أن " نصب بـ (وصّينا). المعنى : وصينا الإنسان أن اشكره لي , ولوالديك، أي : وصّيناه بشكرنا , وبشكر والديه.). [معاني القرآن: 4/196]
قَالَ أَحْمَدُ بنُ مُحَمَّدِ بنِ إِسْمَاعِيلَ النحَّاسُ (ت: 338هـ) : (ثم قال جل وعز: {ووصينا الإنسان بوالديه حملته أمه وهنا على وهن} وقرأ عيسى : وهنا على وهن
قال الضحاك : (الوهن : الضعف) , وكذلك هو في اللغة يقال: وهن يهن , ووهن يوهن, ووهن يهن مثل ورم يرم إذا ضعف , يعني : ضعف الحمل , وضعف الطلق ", وضعف النفاس
ثم قال جل وعز: {وفصاله في عامين أن اشكر لي ولوالديك} وفصاله في عامين : أي : فطامه في عامين . أن اشكر لي ولوالديك على التقديم والتأخير , والمعنى : {ووصينا الإنسان أن اشكر لي ولوالديك}.). [معاني القرآن: 5/284-385]
قَالَ مَكِّيُّ بْنُ أَبِي طَالِبٍ القَيْسِيُّ (ت: 437هـ): ({وَهْنًا عَلَى وَهْنٍ}: أي: ضعفا على ضعف.). [تفسير المشكل من غريب القرآن: 189]
قَالَ مَكِّيُّ بْنُ أَبِي طَالِبٍ القَيْسِيُّ (ت: 437هـ): ( {وَهْنًا}: ضعفاً , {على وهن}: ضعف.). [العمدة في غريب القرآن: 240]
تفسير قوله تعالى:{وَإِنْ جَاهَدَاكَ عَلى أَنْ تُشْرِكَ بِي مَا لَيْسَ لَكَ بِهِ عِلْمٌ فَلَا تُطِعْهُمَا وَصَاحِبْهُمَا فِي الدُّنْيَا مَعْرُوفًا وَاتَّبِعْ سَبِيلَ مَنْ أَنَابَ إِلَيَّ ثُمَّ إِلَيَّ مَرْجِعُكُمْ فَأُنَبِّئُكُمْ بِمَا كُنْتُمْ تَعْمَلُونَ (15)}
قال يَحيى بن سلاَّم بن أبي ثعلبة البصري (ت: 200هـ): (قوله عزّ وجلّ: {وإن جاهداك} [لقمان: 15]، يعني: أراداك.
{على أن تشرك بي ما ليس لك به علمٌ} [لقمان: 15]، أي: أنّك لا تعلم أنّ لي شريكًا، يعني: المؤمن.
قال: {فلا تطعهما وصاحبهما في الدّنيا معروفًا واتّبع سبيل من أناب إليّ} [لقمان: 15]، أي: طريق {من أناب إليّ} [لقمان: 15] من أقبل إليّ بقلبه مخلصًا، يعني: النّبيّ صلّى اللّه عليه وسلّم والمؤمنين.
قال: {ثمّ إليّ مرجعكم} [لقمان: 15] يوم القيامة.
{فأنبّئكم بما كنتم تعملون} [لقمان: 15] ). [تفسير القرآن العظيم: 2/675]
قالَ يَحْيَى بْنُ زِيَادٍ الفَرَّاءُ: (ت: 207هـ)
: (وقوله: {وصاحبهما في الدّنيا معروفاً...}
أي : أحسن صحبتهما.). [معاني القرآن: 2/328]
قالَ أَبُو عُبَيْدَةَ مَعْمَرُ بْنُ الْمُثَنَّى التَّيْمِيُّ (ت:210هـ): ({واتّبع سبيل من أناب إليّ }: أي : طريق من رجع وتاب إلى الله , وهذا مما وصى الله به.). [مجاز القرآن: 2/127]
قَالَ إِبْرَاهِيمُ بْنُ السَّرِيِّ الزَّجَّاجُ (ت: 311هـ) : (وقوله عزّ وجلّ: {وإن جاهداك على أن تشرك بي ما ليس لك به علم فلا تطعهما وصاحبهما في الدّنيا معروفا واتّبع سبيل من أناب إليّ ثمّ إليّ مرجعكم فأنبّئكم بما كنتم تعملون (15)} يروى أن سعد بن أبي وقاص ذكر أن هذه الآية نزلت بسببه, وذلك أنه كان أسلم , فحلفت أمّه ألا تأكل طعاماً، ولا تشرب شرابًا حتى يرتدّ إلى الكفر، فمكثت ثلاثا لا تطعم ولا تشرب حتى شجروا فاها - أي فتحوه - بعود حتى أكلت وشربت، ويروى أنه قال: (لو كانت لها سبعون نفسا فخرجت لما ارتددت عن الإسلام). وقوله عزّ وجلّ: {وصاحبهما في الدّنيا معروفا}
يقال: صاحبته , صاحبا , ومصاحبة.
ومعنى المعروف: ما يستحسن من الأفعال.
{واتّبع سبيل من أناب إلي}: أي : اتبع سبيل من رجع إليّ.). [معاني القرآن: 4/196-197]
قَالَ أَحْمَدُ بنُ مُحَمَّدِ بنِ إِسْمَاعِيلَ النحَّاسُ (ت: 338هـ) : (ثم قال جل وعز: {وإن جاهداك على أن تشرك بي ما ليس لك به علم فلا تطعهما}
يروى : أنها نزلت في سعد بن أبي وقاص . ثم قال جل وعز: {وصاحبهما في الدنيا معروفا}
أي: مصاحبا معروفا , يقال : صاحبته مصاحبة, ومصاحبا , ومعروفا , أي : ما يحسن ثم رجع إلى الإخبار عن لقمان , فقال: { يا بني إنها إن تك مثقال حبة من خردل فتكن في صخرة أو في السموات أو في الأرض يأت بها الله}
وهذا على التمثيل كما قال سبحانه: {فمن يعمل مثقال ذرة خيرا يره}
قال سفيان : (بلغني أنه الصخرة التي عليها الأرضون ).
وروى : أن ابن لقمان سأله عن حبة وقعت في مقل البحر , أي : في مغاصه , فأجابه بهذا .
قال أبو مالك : {يأت بها الله}: (أي : يعلمها الله)). [معاني القرآن: 5/285-287]