العودة   جمهرة العلوم > قسم التفسير > جمهرة التفاسير > تفسير سورة الزمر

إضافة رد
 
أدوات الموضوع إبحث في الموضوع انواع عرض الموضوع
  #1  
قديم 16 جمادى الأولى 1434هـ/27-03-2013م, 09:58 AM
أم القاسم أم القاسم غير متواجد حالياً
إدارة الجمهرة
 
تاريخ التسجيل: Jul 2010
المشاركات: 1,449
افتراضي تفسير سورة الزمر الآيات من [42-46]

سورة الزمر

اللَّهُ يَتَوَفَّى الْأَنْفُسَ حِينَ مَوْتِهَا وَالَّتِي لَمْ تَمُتْ فِي مَنَامِهَا فَيُمْسِكُ الَّتِي قَضَى عَلَيْهَا الْمَوْتَ وَيُرْسِلُ الْأُخْرَى إِلَى أَجَلٍ مُسَمًّى إِنَّ فِي ذَلِكَ لَآَيَاتٍ لِقَوْمٍ يَتَفَكَّرُونَ (42) أَمِ اتَّخَذُوا مِنْ دُونِ اللَّهِ شُفَعَاءَ قُلْ أَوَلَوْ كَانُوا لَا يَمْلِكُونَ شَيْئًا وَلَا يَعْقِلُونَ (43) قُلْ لِلَّهِ الشَّفَاعَةُ جَمِيعًا لَهُ مُلْكُ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ ثُمَّ إِلَيْهِ تُرْجَعُونَ (44) وَإِذَا ذُكِرَ اللَّهُ وَحْدَهُ اشْمَأَزَّتْ قُلُوبُ الَّذِينَ لَا يُؤْمِنُونَ بِالْآَخِرَةِ وَإِذَا ذُكِرَ الَّذِينَ مِنْ دُونِهِ إِذَا هُمْ يَسْتَبْشِرُونَ (45) قُلِ اللَّهُمَّ فَاطِرَ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ عَالِمَ الْغَيْبِ وَالشَّهَادَةِ أَنْتَ تَحْكُمُ بَيْنَ عِبَادِكَ فِي مَا كَانُوا فِيهِ يَخْتَلِفُونَ (46)



رد مع اقتباس
  #2  
قديم 16 جمادى الأولى 1434هـ/27-03-2013م, 10:28 AM
أم القاسم أم القاسم غير متواجد حالياً
إدارة الجمهرة
 
تاريخ التسجيل: Jul 2010
المشاركات: 1,449
افتراضي جمهرة تفاسير السلف

جمهرة تفاسير السلف

تفسير قوله تعالى: (اللَّهُ يَتَوَفَّى الْأَنْفُسَ حِينَ مَوْتِهَا وَالَّتِي لَمْ تَمُتْ فِي مَنَامِهَا فَيُمْسِكُ الَّتِي قَضَى عَلَيْهَا الْمَوْتَ وَيُرْسِلُ الْأُخْرَى إِلَى أَجَلٍ مُسَمًّى إِنَّ فِي ذَلِكَ لَآَيَاتٍ لِقَوْمٍ يَتَفَكَّرُونَ (42) )
قالَ أَحْمَدُ بْنُ شُعَيْبٍ النَّسَائِيُّ (ت: 303هـ): (قوله عزّ وجلّ: {الله يتوفّى الأنفس حين موتها}
- أخبرنا محمّد بن كاملٍ، قال: أخبرنا هشيمٌ، عن حصين بن عبد الرّحمن، عن عبد الله بن أبي قتادة، عن أبيه، قال: سرنا مع رسول الله صلّى الله عليه وسلّم، ونحن في سفرٍ ذات ليلةٍ، قلنا: يا رسول الله، لو عرّست بنا؟، قال: «إنّي أخاف أن تناموا، فمن يوقظنا للصّلاة»، فقال بلالٌ: أنا يا رسول الله، فعرّس القوم فاضطجعوا، واستند بلالٌ إلى راحلته، فغلبته عيناه، فاستيقظ رسول الله وقد طلع حاجب الشّمس، فقال: «يا بلال، أين ما قلت؟»، قال: يا رسول الله، والّذي بعثك بالحقّ ما ألقيت عليّ نومةٌ مثلها، فقال رسول الله صلّى الله عليه وسلّم: «إنّ الله قبض أرواحكم حين شاء، وردّها عليكم حين شاء»، ثمّ أمرهم فانتشروا لحاجتهم، فتوضّئوا وقد ارتفعت الشّمس، فصلّى بهم الفجر). [السنن الكبرى للنسائي: 10/238]
قالَ أبو جعفرٍ مُحَمَّدُ بْنُ جَرِيرٍ الطَّبَرِيُّ (ت: 310هـ) : (القول في تأويل قوله تعالى: {اللّه يتوفّى الأنفس حين موتها والّتي لم تمت في منامها فيمسك الّتي قضى عليها الموت ويرسل الأخرى إلى أجلٍ مسمًّى إنّ في ذلك لآياتٍ لقومٍ يتفكّرون}.
يقول تعالى ذكره: ومن الدّلالة على أنّ الألوهة للّه الواحد القهّار خالصةً دون كلّ ما سواه، أنّه يميت ويحيي، ويفعل ما يشاء، ولا يقدر على شيءٍ من ذلك سواه؛ فجعل ذلك خبرًا نبّههم به على عظيم قدّرته، فقال: {اللّه يتوفّى الأنفس حين موتها} فيقبضها عند فناء أجلها، وانقضاء مدّة حياتها، ويتوفّى أيضًا الّتي لم تمت في منامها، كما الّتي ماتت عند مماتها {فيمسك الّتي قضى عليها الموت} ذكر أنّ أرواح الأحياء والأموات تلتقي في المنام، فيتعارف ما شاء اللّه منها، فإذا أراد جميعها الرّجوع إلى أجسادها أمسك اللّه أرواح الأموات عنده وحبسها، وأرسل أرواح الأحياء حتّى ترجع إلى أجسادها إلى أجلٍ مسمًّى وذلك إلى انقضاء مدّة حياتها.
وبنحو الّذي قلنا في ذلك قال أهل التّأويل.
ذكر من قال ذلك:
- حدّثنا ابن حميدٍ، قال: حدّثنا يعقوب، عن جعفرٍ، عن سعيد بن جبيرٍ، في قوله: {اللّه يتوفّى الأنفس حين موتها} الآية، قال: يجمع بين أرواح الأحياء، وأرواح الأموات، فيتعارف منها ما شاء اللّه أن يتعارف، فيمسك الّتي قضى عليها الموت، ويرسل الأخرى إلى أجسادها.
- حدّثنا محمّد بن الحسين، قال: حدّثنا أحمد بن المفضّل، قال: حدّثنا أسباطٌ، عن السّدّيّ، في قوله: {اللّه يتوفّى الأنفس حين موتها} قال: تقبض الأرواح عند نيام النّائم، فتقبض روحه في منامه، فتلقى الأرواح بعضها بعضًا أرواح الموتى وأرواح النيام، فتلتقي فتساءل، قال: فيخلى عن أرواح الأحياء، فترجع إلى أجسادها، وتريد الأخرى أن ترجع، فيحبس الّتي قضى عليها الموت، ويرسل الأخرى إلى أجلٍ مسمًّى، قال: إلى بقيّة آجالها.
- حدّثني يونس، قال: أخبرنا ابن وهبٍ، قال: قال ابن زيدٍ، في قوله: {اللّه يتوفّى الأنفس حين موتها والّتي لم تمت في منامها} قال: فالنّوم وفاةٌ {فيمسك الّتي قضى عليها الموت ويرسل الأخرى} الّتي لم يقبضها {إلى أجلٍ مسمًّى}.
وقوله: {إنّ في ذلك لآياتٍ لقومٍ يتفكّرون} يقول تعالى ذكره: إنّ في قبض اللّه نفس النّائم والميّت وإرساله بعد نفس هذا ترجع إلى جسمها، وحبسه لغيرها عن جسمها لعبرةٍ وعظةٍ لمن تفكّر وتدبّر، وبيانًا له أنّ اللّه يحيي من يشاء من خلقه إذا شاء، ويميت من شاء إذا شاء). [جامع البيان: 20/215-216]
قال عليُّ بنُ أبي بكرٍ بن سُليمَان الهَيْثَميُّ (ت: 807هـ) : (قوله تعالى: {اللّه يتوفّى الأنفس حين موتها} [الزمر: 42].
- عن ابن عبّاسٍ {اللّه يتوفّى الأنفس حين موتها} [الزمر: 42] قال: تلتقي أرواح الأحياء والأموات [في المنام] فيتساءلون بينهم، فيمسك اللّه أرواح الموتى ويرسل أرواح الأحياء إلى أجسادها.
رواه الطّبرانيّ في الأوسط، ورجاله رجال الصّحيح). [مجمع الزوائد: 7/100]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (الآية 42.
أخرج ابن المنذر، وابن أبي حاتم عن ابن عباس في قوله {الله يتوفى الأنفس} الآية، قال: نفس وروح بينهما شعاع الشمس فيتوفى الله النفس في منامه ويدع الروح في جسده وجوفه يتقلب ويعيش فإن بدا لله أن يقبضه قبض الروح فمات أو أخر أجله رد النفس إلى مكانها من جوفه). [الدر المنثور: 12/664]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأخرج عبد بن حميد، وابن جرير، وابن المنذر والطبراني في الأوسط وأبو الشيخ في العظمة والضياء في المختارة عن ابن عباس في قوله {الله يتوفى الأنفس حين موتها} الآية قال: يلتقي أرواح الأحياء وأرواح الأموات في المنام فيتساءلون بينهم ما شاء الله تعالى ثم يمسك الله أرواح الأموات ويرسل أرواح الأحياء إلى أجسادها {إلى أجل مسمى} لا يغلط بشيء من ذلك، فذلك قوله {إن في ذلك لآيات لقوم يتفكرون} ). [الدر المنثور: 12/664-665]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأخرج عبد بن حميد عن ابن عباس في قوله {الله يتوفى الأنفس حين موتها} قال: كل نفس لها سبب تجري فيه فإذا قضى عليها الموت نامت حتى ينقطع السبب {والتي لم تمت} تترك). [الدر المنثور: 12/665]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأخرج جويبر عن ابن عباس في الآية قال: سبب ممدود بين السماء والأرض فأرواح الموتى وأرواح الأحياء إلى ذلك السبب فتعلق النفس الميتة بالنفس الحية فإذا أذن لهذه الحية بالأنصراف إلى جسدها لتستكمل رزقها أمسكت النفس الميتة وأرسلت الأخرى). [الدر المنثور: 12/665]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأخرج عبد بن حميد، وابن المنذر عن فرقد قال: ما من ليلة من ليالي الدنيا إلا والرب تبارك وتعالى يقبض الأرواح كلها مؤمنها وكافرها، فيسأل كل نفس ما عمل صاحبها من النهار وهو أعلم ثم يدعو ملك الموت فيقول: اقبض هذا واقبض هذا من قضى عليه الموت {ويرسل الأخرى إلى أجل مسمى} ). [الدر المنثور: 12/665]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأخرج ابن أبي حاتم، وابن مردويه عن سليم بن عامر أن عمر بن الخطاب قال: العجب من رؤيا الرجل أنه يبيت فيرى الشيء لم يخطر له على باله فتكون رؤياه كأخذ باليد ويرى الرجل الرؤيا فلا تكون رؤياه شيئا فقال علي بن أبي طالب: أفلا أخبرك بذلك يا أمير المؤمنين يقول الله تعالى {الله يتوفى الأنفس حين موتها والتي لم تمت في منامها فيمسك التي قضى عليها الموت ويرسل الأخرى إلى أجل مسمى} فالله يتوفى الأنفس كلها فما رأت وهي عنده في السماء فهي الرؤيا الصادقة وما رأت إذا أرسلت إلى أجسادها تلقتها الشياطين في الهواء فكذبتها وأخبرتها بالأباطيل فكذبت فيها، فعجب عمر من قوله). [الدر المنثور: 12/665-666]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأخرج ابن أبي حاتم عن أبي أيوب، أنه سمع رسول الله صلى الله عليه وسلم حين كان نازلا عليه في بيته حين أراد أن يرقد قال كلاما لم نفهمه قال: فسألته عن ذلك فقال اللهم أنت تتوفى الأنفس حين موتها والتي لم تمت في منامها فتمسك التي قضي عليها الموت وترسل الأخرى إلى أجل مسمى أنت خلقتني وأنت تتوفاني فإن أنت توفيتني فاغفر لي وأن أنت أخرتني فاحفظني). [الدر المنثور: 12/666]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأخرج البخاري ومسلم عن أبي هريرة رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: إذا أوى أحدكم إلى فراشه فلينفضه بداخلة إزاره فإنه لا يدري ما خلفه عليه ثم ليقل: اللهم باسمك ربي وضعت جنبي وباسمك أرفعه أن أمسكت نفسي فارحمها وإن أرسلتها فاحفظها بما تحفظ به الصالحين من عبادك). [الدر المنثور: 12/666-667]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأخرج ابن أبي شيبة عن أبي جحيفة رضي الله عنه قال: كان رسول الله صلى الله عليه وسلم في سفره الذي ناموا فيه حتى طلعت الشمس ثم قال: إنكم كنتم أمواتا فرد الله إليكم أرواحكم). [الدر المنثور: 12/667]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأخرج ابن أبي شيبة وأحمد والبخاري وأبو داود والنسائي عن أبي قتادة رضي الله عنه، أن النّبيّ صلى الله عليه وسلم قال لهم ليلة الوادي: إن الله قبض أرواحكم حين شاء وردها عليكم حين شاء). [الدر المنثور: 12/667]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأخرج ابن مردويه عن أنس بن مالك رضي الله عنه قال: كنت مع النّبيّ صلى الله عليه وسلم في سفر فقال: من يكلؤنا الليلة فقلت: أنا، فنام ونام الناس ونمت فلم نستيقظ إلا بحر الشمس، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: أيها الناس إن هذه الأرواح عارية في أجساد العباد فيقبضها إذا شاء ويرسلها إذا شاء). [الدر المنثور: 12/667-668]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأخرج الطبراني عن أبي أمامة رضي الله عنه قال: كنا مع رسول الله صلى الله عليه وسلم في سفر فلم يستيقظ حتى طلعت الشمس فأقام الصلاة ثم صلى بهم، ثم قال: إذا رقد أحدكم فغلبته عيناه فليفعل هكذا، فإن الله سبحانه وتعالى {يتوفى الأنفس حين موتها والتي لم تمت في منامها} ). [الدر المنثور: 12/668]

تفسير قوله تعالى: (أَمِ اتَّخَذُوا مِنْ دُونِ اللَّهِ شُفَعَاءَ قُلْ أَوَلَوْ كَانُوا لَا يَمْلِكُونَ شَيْئًا وَلَا يَعْقِلُونَ (43) )
قالَ عَبْدُ الرَّزَّاقِ بْنُ هَمَّامٍ الصَّنْعَانِيُّ (ت: 211هـ): (عن معمر عن قتادة في قوله تعالى أم اتخذوا من دون الله شفعاء قال هي في الآلهة قالوا اتخذناها لتشفع لنا). [تفسير عبد الرزاق: 2/174]
قالَ أبو جعفرٍ مُحَمَّدُ بْنُ جَرِيرٍ الطَّبَرِيُّ (ت: 310هـ) : (القول في تأويل قوله تعالى: {أم اتّخذوا من دون اللّه شفعاء قل أولو كانوا لا يملكون شيئًا ولا يعقلون (43) قل للّه الشّفاعة جميعًا له ملك السّموات والأرض ثمّ إليه ترجعون}.
يقول تعالى ذكره: أم اتّخذ هؤلاء المشركون باللّه من دونه آلهتهم الّتي يعبدونها شفعاء تشفع لهم عند اللّه في حاجاتهم؟!
وقوله: {قل أولو كانوا لا يملكون شيئًا ولا يعقلون} يقول تعالى ذكره لنبيّه محمّدٍ صلّى اللّه عليه وسلّم: قل يا محمّد لهم: أتتّخذون هذه الآلهة شفعاء كما تزعمون ولو كانوا لا يملكون لكم نفعًا ولا ضرًّا، ولا يعقلون شيئًا، قل لهم: إن تكونوا تعبدونها لذلك، وتشفع لكم عند اللّه، فأخلصوا عبادتكم للّه، وأفردوه بالألوهة، فإنّ الشّفاعة جميعًا له، لا يشفع عنده إلاّ من أذن له، ورضي له قولاً.
قل لهم: إن تكونوا تعبدونها لذلك، وتشفع لكم عند اللّه، فأخلصوا عبادتكم للّه، وأفردوه بالألوهة، فإنّ الشّفاعة جميعًا له، لا يشفع عنده إلاّ من أذن له، ورضي له قولاً، وأنتم متى أخلصتم له العبادة، فدعوتموه، وشفّعكم {له ملك السّموات والأرض}، يقول: له سلطان السّموات والأرض وملكها، وما تعبدون أيّها المشركون من دونه له؛ يقول: فاعبدوا الملك لا المملوك الّذي لا يملك شيئًا {ثمّ إليه ترجعون} يقول: ثمّ إلى اللّه مصيركم، وهو معاقبكم على إشراككم به، إن متّم على شرككم.
ومعنى الكلام: للّه الشّفاعة جميعًا، له ملك السّموات والأرض، فاعبدوا المالك الّذي له ملك السّموات والأرض، الّذي يقدر على نفعكم في الدّنيا، وعلى ضرّكم فيها، وعند مرجعكم إليه بعد مماتكم، فإنّكم إليه ترجعون.
وبنحو الّذي قلنا في ذلك قال أهل التّأويل.
ذكر من قال ذلك:
- حدّثنا بشرٌ، قال: حدّثنا يزيد، قال: حدّثنا سعيدٌ، عن قتادة، {أم اتّخذوا من دون اللّه شفعاء} الآلهة {قل أولو كانوا لا يملكون شيئًا} الشّفاعة.
- حدّثني محمّد بن عمرٍو، قال: حدّثنا أبو عاصمٍ، قال: حدّثنا عيسى، وحدّثني الحارث، قال: حدّثنا الحسن، قال: حدّثنا ورقاء، جميعًا عن ابن أبي نجيحٍ، عن مجاهدٍ، قوله: {قل للّه الشّفاعة جميعًا} قال: لا يشفع عنده أحدٌ إلاّ بإذنه). [جامع البيان: 20/216-217]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (الآيات 43 - 45
أخرج عبد بن حميد، وابن جرير عن قتادة رضي الله عنه في قوله {أم اتخذوا من دون الله شفعاء} قال: الآلهة). [الدر المنثور: 12/668]

تفسير قوله تعالى: (قُلْ لِلَّهِ الشَّفَاعَةُ جَمِيعًا لَهُ مُلْكُ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ ثُمَّ إِلَيْهِ تُرْجَعُونَ (44) )
قالَ أبو جعفرٍ مُحَمَّدُ بْنُ جَرِيرٍ الطَّبَرِيُّ (ت: 310هـ) : (قل لهم: إن تكونوا تعبدونها لذلك، وتشفع لكم عند اللّه، فأخلصوا عبادتكم للّه، وأفردوه بالألوهة، فإنّ الشّفاعة جميعًا له، لا يشفع عنده إلاّ من أذن له، ورضي له قولاً، وأنتم متى أخلصتم له العبادة، فدعوتموه، وشفّعكم {له ملك السّموات والأرض}، يقول: له سلطان السّموات والأرض وملكها، وما تعبدون أيّها المشركون من دونه له؛ يقول: فاعبدوا الملك لا المملوك الّذي لا يملك شيئًا {ثمّ إليه ترجعون} يقول: ثمّ إلى اللّه مصيركم، وهو معاقبكم على إشراككم به، إن متّم على شرككم.
ومعنى الكلام: للّه الشّفاعة جميعًا، له ملك السّموات والأرض، فاعبدوا المالك الّذي له ملك السّموات والأرض، الّذي يقدر على نفعكم في الدّنيا، وعلى ضرّكم فيها، وعند مرجعكم إليه بعد مماتكم، فإنّكم إليه ترجعون.
وبنحو الّذي قلنا في ذلك قال أهل التّأويل.
ذكر من قال ذلك:
- حدّثنا بشرٌ، قال: حدّثنا يزيد، قال: حدّثنا سعيدٌ، عن قتادة، {أم اتّخذوا من دون اللّه شفعاء} الآلهة {قل أولو كانوا لا يملكون شيئًا} الشّفاعة.
- حدّثني محمّد بن عمرٍو، قال: حدّثنا أبو عاصمٍ، قال: حدّثنا عيسى، وحدّثني الحارث، قال: حدّثنا الحسن، قال: حدّثنا ورقاء، جميعًا عن ابن أبي نجيحٍ، عن مجاهدٍ، قوله: {قل للّه الشّفاعة جميعًا} قال: لا يشفع عنده أحدٌ إلاّ بإذنه). [جامع البيان: 20/217] (م)
قَالَ عَبْدُ الرَّحْمنِ بنُ الحَسَنِ الهَمَذَانِيُّ (ت: 352هـ): (نا إبراهيم قال نا آدم قال ثنا ورقاء عن ابن أبي نجيح عن مجاهد في قوله قل لله الشفاعة جميعا يقول لا يشفع عنده أحد إلا بإذنه). [تفسير مجاهد: 558]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأخرج عبد بن حميد، وابن جرير، وابن المنذر والبيهقي في البعث والنشور عن مجاهد رضي الله عنه في قوله {قل لله الشفاعة جميعا} قال: لا يشفع عنده أحد إلا بإذنه). [الدر المنثور: 12/668]

تفسير قوله تعالى: (وَإِذَا ذُكِرَ اللَّهُ وَحْدَهُ اشْمَأَزَّتْ قُلُوبُ الَّذِينَ لَا يُؤْمِنُونَ بِالْآَخِرَةِ وَإِذَا ذُكِرَ الَّذِينَ مِنْ دُونِهِ إِذَا هُمْ يَسْتَبْشِرُونَ (45) )
قالَ عَبْدُ الرَّزَّاقِ بْنُ هَمَّامٍ الصَّنْعَانِيُّ (ت: 211هـ): (عن معمر عن قتادة في قوله تعالى اشمأزت قلوب الذين لا يؤمنون بالآخرة قال استكبرت وكفرت). [تفسير عبد الرزاق: 2/174]
قال محمدُ بنُ إسماعيلَ بن إبراهيم البخاريُّ (ت: 256هـ) : ( {اشمأزّت} [الزمر: 45] : «نفرت» ). [صحيح البخاري: 6/125]
- قال أحمدُ بنُ عَلَيِّ بنِ حجرٍ العَسْقَلانيُّ (ت: 852هـ): (قوله اشمأزّت نفرت قال أبو عبيدة في قوله تعالى وإذا ذكر اللّه وحده اشمأزّت قلوب الّذين لا يؤمنون تقول العرب اشمأزّ قلبي عن فلانٍ أي نفر وروى الطّبريّ من طريق السّدّيّ قال اشمأزّت أي نفرت ومن طريق مجاهدٍ قال انقبضت). [فتح الباري: 8/549]
- قال محمودُ بنُ أحمدَ بنِ موسى العَيْنِيُّ (ت: 855هـ) : (اشمأزّت نفرت
أشار به إلى قوله تعالى: {وإذا ذكر الله وحده اشمأزت قلوب الّذين لا يؤمنون بالآخرة} (الزمر: 45) الآية، وفسره بقوله: نفرت وكذا رواه الطّبرانيّ عن محمّد: حدثنا أحمد حدثنا أسباط عن السّديّ وعن مجاهد، قال: انقبضت، وعن قتادة أي: كفرت قلوبهم واستكبرت). [عمدة القاري: 19/142]
- قال أحمدُ بنُ محمدِ بن أبي بكرٍ القَسْطَلاَّنيُّ (ت: 923هـ) : ( ({اشمأزت}) في قوله: {وإذا ذكر الله وحده اشمأزت قلوب الذين لا يؤمنون بالآخرة وإذا ذكر الذين من دونه إذا هم يستبشرون} [الزمر: 45] قال مجاهد فيما وصله الطبري أي (نفرت) وقال أبو زيد الاشمئزاز الذعر اشمأز فلان ذعر ووزنه افعلل كاقشعرّ قال الزمخشري ولقد تقابل الاستبشار والاشمئزاز إذ كل واحد منهما غاية في بابه لأن الاستبشار أن يمتلئ قلبه سرورًا حتى يظهر ذلك السرور في أسرّة وجهه ويتهلّل والاشمئزاز أن يمتلئ غيظًا وغمًّا حتى يظهر الانقباض في أديم وجهه). [إرشاد الساري: 7/318-319]
قالَ أبو جعفرٍ مُحَمَّدُ بْنُ جَرِيرٍ الطَّبَرِيُّ (ت: 310هـ) : (القول في تأويل قوله تعالى: {وإذا ذكر اللّه وحده اشمأزّت قلوب الّذين لا يؤمنون بالآخرة وإذا ذكر الّذين من دونه إذا هم يستبشرون}.
يقول تعالى ذكره: وإذا أفرد اللّه جلّ ثناؤه بالذّكر، فدعي وحده، وقيل لا إله إلاّ اللّه، اشمأزّت قلوب الّذين لا يؤمنون بالمعاد والبعث بعد الممات وعني بقوله: {اشمأزّت}: نفرت من توحيد اللّه {وإذا ذكر الّذين من دونه} يقول: وإذا ذكر الآلهة الّتي يدعونها من دون اللّه مع اللّه، فقيل: تلك الغرانيق العلى، وإنّ شفاعتها لترتجى، إذ الّذين لا يؤمنون بالآخرة يستبشرون بذلك ويفرحون
- كما حدّثنا بشرٌ، قال: حدّثنا يزيد، قال: حدّثنا سعيدٌ، عن قتادة، قوله: {وإذا ذكر اللّه وحده اشمأزّت قلوب الّذين لا يؤمنون بالآخرة}: أي كفرت قلوبهم واستكبرت {وإذا ذكر الّذين من دونه} الآلهة {إذا هم يستبشرون}.
- حدّثني محمّد بن عمرٍو، قال: حدّثنا أبو عاصمٍ، قال: حدّثنا عيسى، وحدّثني الحارث، قال: حدّثنا الحسن، قال: حدّثنا ورقاء، جميعًا عن ابن أبي نجيحٍ، عن مجاهدٍ، قوله: {اشمأزّت} قال: انقبضت، قال: وذلك يوم قرأ عليهم النّجم عند باب الكعبة.
- حدّثنا محمّدٌ، قال: حدّثنا أحمد، قال: حدّثنا أسباطٌ، عن السّدّيّ، قوله: {اشمأزّت} قال: نفرت {وإذا ذكر الّذين من دونه} أوثانهم). [جامع البيان: 20/218-219]
قَالَ عَبْدُ الرَّحْمنِ بنُ الحَسَنِ الهَمَذَانِيُّ (ت: 352هـ): (ثنا إبراهيم قال ثنا آدم قال ثنا ورقاء عن ابن أبي نجيح عن مجاهد في قوله وإذا ذكر الله وحده اشمأزت يعني انقبضت قلوب الذين لا يؤمنون بالآخرة وذلك يوم قرأ رسول الله صلى الله عليه وسلم النجم عند باب الكعبة). [تفسير مجاهد: 558-559]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأخرج عبد بن حميد، وابن جرير، وابن المنذر عن مجاهد رضي الله عنه في قوله {وإذا ذكر الله وحده اشمأزت} قال: انقبضت قال: هو يوم قرأ النّبيّ صلى الله عليه وسلم عليهم {والنجم} عند باب الكعبة). [الدر المنثور: 12/668-669]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأخرج ابن مردويه عن ابن عباس رضي الله عنهما {وإذا ذكر الله وحده اشمأزت قلوب الذين لا يؤمنون بالآخرة} قال: قست ونفرت قلوب هؤلاء الأربعة الذين لا يؤمنون بالآخرة: أبو جهل بن هشام والوليد بن عتبة وصفوان وأبي بن خلف {وإذا ذكر الذين من دونه} اللات والعزى {إذا هم يستبشرون} ). [الدر المنثور: 12/669]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأخرج الطستي عن ابن عباس رضي الله عنهما أن نافع بن الأزرق قال له: أخبرني عن قوله عز وجل {اشمأزت قلوب الذين لا يؤمنون بالآخرة} قال: نفرت قلوب الكافرين من ذكر الله سبحانه وتعالى قال: وهل تعرف العرب ذلك قال: نعم، أما سمعت عمرو بن كلثوم الثعلبي وهو يقول:
إذا غض النفاق لها اشمأزت * وولته عشورته زبونا). [الدر المنثور: 12/669]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأخرج عبد الرزاق، وعبد بن حميد، وابن جرير عن قتادة رضي الله عنه في قوله {وإذا ذكر الله وحده اشمأزت قلوب الذين لا يؤمنون بالآخرة} قال: استكبرت ونفرت {وإذا ذكر الذين من دونه} قال: الآلهة). [الدر المنثور: 12/670]

تفسير قوله تعالى: (قُلِ اللَّهُمَّ فَاطِرَ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ عَالِمَ الْغَيْبِ وَالشَّهَادَةِ أَنْتَ تَحْكُمُ بَيْنَ عِبَادِكَ فِي مَا كَانُوا فِيهِ يَخْتَلِفُونَ (46) )
قال عبد الله بن المبارك بن واضح المروزي (ت: 181هـ): (أخبرنا سفيان، عن أبي طعمة، عن رجل من الحي، وربما قال هبيرة بن خزيمة، قال: أتيت الربيع بن خثيم بنعي الحسين، وقالوا: اليوم يتكلم، فقال: قتلوه، ومد بها سفيان، {قل اللهم فاطر السموات والأرض عالم الغيب والشهادة أنت تحكم بين عبادك في ما كانوا فيه يختلفون} [سورة: الزمر: 46] ). [الزهد لابن المبارك: 2/198]
قالَ أبو جعفرٍ مُحَمَّدُ بْنُ جَرِيرٍ الطَّبَرِيُّ (ت: 310هـ) : (القول في تأويل قوله تعالى: {قل اللّهمّ فاطر السّموات والأرض عالم الغيب والشّهادة أنت تحكم بين عبادك في ما كانوا فيه يختلفون}.
يقول تعالى ذكره لنبيّه محمّدٍ صلّى اللّه عليه وسلّم: قل يا محمّد، اللّهم خالق السّموات والأرض {عالم الغيب والشّهادة} الّذي لا تراه الأبصار، ولا تحسّه العيون، والشّهادة الّذي تشهده أبصار خلقه، وتراه أعينهم {أنت تحكم بين عبادك} فتفصل بينهم بالحقّ يوم تجمعهم لفصل القضاء بينهم {فيما كانوا فيه} في الدّنيا {يختلفون} من القول فيك، وفي عظمتك وسلطانك، وغير ذلك من اختلافهم بينهم، فتقضي يومئذٍ بيننا وبين هؤلاء المشركين الّذين إذا ذكرت وحدك اشمأزّت قلوبهم، إذا ذكر من دونك استبشروا بالحقّ.
وبنحو الّذي قلنا في ذلك قال أهل التّأويل.
ذكر من قال ذلك:
- حدّثنا محمّدٌ، قال: حدّثنا أحمد، قال: حدّثنا أسباطٌ، عن السّدّيّ، في قوله: {فاطر} قال: خالق، وفي قوله: {عالم الغيب} قال: ما غاب عن العباد فهو يعلمه {والشّهادة}: ما عرف العباد وشهدوا، فهو يعلمه). [جامع البيان: 20/219]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (الآيات 46 - 48
أخرج مسلم وأبو داود والبيهقي في الأسماء والصفات عن عائشة رضي الله عنها قالت: كان رسول الله صلى الله عليه وسلم إذا قام من الليل افتتح صلاته اللهم رب جبريل وميكائيل وإسرافيل {فاطر السماوات والأرض} عالم الغيب والشهادة أنت تحكم بين عبادك فيما كانوا فيه يختلفون، اهدني لما اختلفت من الحق بإذنك أنك تهدي من تشاء إلى صراط مستقيم). [الدر المنثور: 12/670]


رد مع اقتباس
  #3  
قديم 16 جمادى الأولى 1434هـ/27-03-2013م, 10:29 AM
أم القاسم أم القاسم غير متواجد حالياً
إدارة الجمهرة
 
تاريخ التسجيل: Jul 2010
المشاركات: 1,449
افتراضي



التفسير اللغوي


تفسير قوله تعالى: {اللَّهُ يَتَوَفَّى الْأَنْفُسَ حِينَ مَوْتِهَا وَالَّتِي لَمْ تَمُتْ فِي مَنَامِهَا فَيُمْسِكُ الَّتِي قَضَى عَلَيْهَا الْمَوْتَ وَيُرْسِلُ الْأُخْرَى إِلَى أَجَلٍ مُسَمًّى إِنَّ فِي ذَلِكَ لَآَيَاتٍ لِقَوْمٍ يَتَفَكَّرُونَ (42) }
قالَ يَحْيَى بْنُ زِيَادٍ الفَرَّاءُ: (ت: 207هـ): (وقوله: {اللّه يتوفّى الأنفس حين موتها والّتي لم تمت في منامها...}
والمعنى : فيه يتوفّى الأنفس حين موتها، ويتوفّى التي لم تمت في منامها عند انقضاء أجلها, ويقال: إن توفّيها نومها, وهو أحبّ الوجهين إليّ لقوله: {فيمسك الّتي قضى عليها الموت}.
ولقوله: {وهو الذي يتوفّاكم بالليل} , وتقرأ: {قضى عليها الموت} , {وقضي عليها الموت} ). [معاني القرآن: 2/420]
قالَ أَبُو عُبَيْدَةَ مَعْمَرُ بْنُ الْمُثَنَّى التَّيْمِيُّ (ت:210هـ): ({ الله يتوفى الأنفس حين موتها والّتي لم تمت في منامها فيمسك التي قضى عليها الموت ويرسل الأخرى إلى أجلٍ مسمًّى }: فجعل النائم متوفى أيضاً إلا أنه يرده إلى الدنيا). [مجاز القرآن: 2/190]
قَالَ عَبْدُ اللهِ بْنُ مُسْلِمِ بْنِ قُتَيْبَةَ الدِّينَوَرِيُّ (ت: 276هـ): (أصل قضى: حتم، كقول الله عز وجل: {فَيُمْسِكُ الَّتِي قَضَى عَلَيْهَا الْمَوْتَ} أي حتمه عليها.
ثم يصير الحتم بمعان، كقوله: {وَقَضَى رَبُّكَ أَلَّا تَعْبُدُوا إِلَّا إِيَّاهُ} أي أمر؛ لأنه لما أمر حتم بالأمر). [تأويل مشكل القرآن: 441] (م)
قَالَ إِبْرَاهِيمُ بْنُ السَّرِيِّ الزَّجَّاجُ (ت: 311هـ) : (ثم أخبر بأنه الحفيظ عليهم القدير فقال: {اللّه يتوفّى الأنفس حين موتها والّتي لم تمت في منامها فيمسك الّتي قضى عليها الموت ويرسل الأخرى إلى أجل مسمّى إنّ في ذلك لآيات لقوم يتفكّرون (42)}
أي : ويتوفى الأنفس التي لم تمت في منامها، فالميتة المتوفاة -وفاة الموت - , التي قد فارقتها النفس التي يكون بها الحياة, والحركة، والنفس التي تميز بها, والتي تتوفى في النوم نفس التمييز لا نفس الحياة، لأن نفس الحياة إذا زالت زال معها النفس، والنائم يتنفس, فهذا الفرق بين توفّي نفس النائم في النوم , ونفس الحي.ّ). [معاني القرآن: 4/356]
قَالَ أَحْمَدُ بنُ مُحَمَّدِ بنِ إِسْمَاعِيلَ النحَّاسُ (ت: 338هـ) : (وقوله جل وعز: {الله يتوفى الأنفس حين موتها والتي لم تمت في منامها}
روى جعفر بن أبي المغيرة , عن سعيد بن جبير قال: (تجمع أرواح الأحياء , وأرواح الأموات , فتعارف بينهما ما شاء الله , فيمسك التي قضى عليها الموت , ويرسل الأخرى إلى أجسادها) .
قال الفراء : المعنى : والتي لم تمت في منامها عند انقضاء أجلها , قال : وقد يكون توفاها نومها .
قال أبو جعفر : وقيل المعنى الله يتوفى الأنفس حين موتها بإزالة أنفسها , وتمييزها , ثم أضمر للثاني فعل لأنه مخالف للأول .
فالمعنى : ويتوفى التي لم تمت في منامها , بإزالة تمييزها فقط , لأن النائم يتنفس
قال أبو جعفر : أحسن ما قيل في هذا أن المعنى يتوفى , ويستوفي واحد إذا انقضى الشيء , كما يقال تبينت , واستبنت , وتيقن , واستيقن , فالميت , والنائم في هذا واحد , ويدل عليه قوله: {فيمسك التي قضى عليها الموت ويرسل الأخرى إلى أجل مسمى} ).[معاني القرآن: 6/178-180]

تفسير قوله تعالى: {أَمِ اتَّخَذُوا مِنْ دُونِ اللَّهِ شُفَعَاءَ قُلْ أَوَلَوْ كَانُوا لَا يَمْلِكُونَ شَيْئًا وَلَا يَعْقِلُونَ (43) }
قَالَ أَحْمَدُ بنُ مُحَمَّدِ بنِ إِسْمَاعِيلَ النحَّاسُ (ت: 338هـ) : (وقوله جل وعز: {أم اتخذوا من دونه شفعاء قل أولو كانوا لا يملكون شيئا ولا يعقلون}
قال قتادة: قالوا : إنما عبدناها حتى تشفع لنا .
ثم قال جل وعز: {أولو كانوا لا يملكون شيئا ولا يعقلون}
قال سيبويه : هذا باب الواو , إذا دخلت عليها ألف الاستفهام , وذلك قولك : أفلان عند فلان ؟, فيقول: أهو ممن يكون عند فلان ؟.
قال أبو العباس: هذا على الاسترشاد أو على الإنكار , وما جاء منه في القرآن , فمعناه : الإنكار , والتقرير ووقوع الشيء). [معاني القرآن: 6/180]


تفسير قوله تعالى: {قُلْ لِلَّهِ الشَّفَاعَةُ جَمِيعًا لَهُ مُلْكُ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ ثُمَّ إِلَيْهِ تُرْجَعُونَ (44) }
قَالَ أَحْمَدُ بنُ مُحَمَّدِ بنِ إِسْمَاعِيلَ النحَّاسُ (ت: 338هـ) : ( ثم قال جل وعز: {قل لله الشفاعة جميعا}
كما قال تعالى: {من ذا الذي يشفع عنده إلا بإذنه} ). [معاني القرآن: 6/181]

تفسير قوله تعالى: {وَإِذَا ذُكِرَ اللَّهُ وَحْدَهُ اشْمَأَزَّتْ قُلُوبُ الَّذِينَ لَا يُؤْمِنُونَ بِالْآَخِرَةِ وَإِذَا ذُكِرَ الَّذِينَ مِنْ دُونِهِ إِذَا هُمْ يَسْتَبْشِرُونَ (45)}
قالَ أَبُو عُبَيْدَةَ مَعْمَرُ بْنُ الْمُثَنَّى التَّيْمِيُّ (ت:210هـ): ({اشمأزّت قلوب }, تقول العرب: اشمأزّ قلبي عن فلان , أي: نفر). [مجاز القرآن: 2/190]
قَالَ إِبْرَاهِيمُ بْنُ السَّرِيِّ الزَّجَّاجُ (ت: 311هـ) : ({وإذا ذكر اللّه وحده اشمأزّت قلوب الّذين لا يؤمنون بالآخرة وإذا ذكر الّذين من دونه إذا هم يستبشرون (45)}
معنى (اشمأزّت) : نفرت، وكانوا - أعني المشركين - إذا ذكر اللّه , فقيل: " لا إله إلا اللّه " نفروا من هذا، ؛ لأنهم كانوا يقولون: اللات والعزى، وهذه الأوثان آلهة). [معاني القرآن: 4/356]
قَالَ أَحْمَدُ بنُ مُحَمَّدِ بنِ إِسْمَاعِيلَ النحَّاسُ (ت: 338هـ) : (وقوله جل وعز: {وإذا ذكر الله وحده اشمأزت قلوب الذين لا يؤمنون بالآخرة}
روى معمر , عن قتادة قال: (اشمأزت: استكبرت , وكفرت) .
وروى ابن أبي نجيح , عن مجاهد قال: (انقبضت) .
قال أبو جعفر يقال : اشمأز من كذا , إذا نفر منه .
ويروى أنهم كانوا إذا سمعوا من يقول: لا إله إلا الله وحده , نفروا , وقالوا: لم تذكر آلهتنا.). [معاني القرآن: 6/181]
قَالَ غُلاَمُ ثَعْلَبٍ مُحَمَّدُ بنُ عَبْدِ الوَاحِدِ البَغْدَادِيُّ (ت:345 هـ) : ( {اشمأزت}: أي: اقشعرت). [ياقوتة الصراط: 447]
قَالَ مَكِّيُّ بْنُ أَبِي طَالِبٍ القَيْسِيُّ (ت: 437هـ): ({اشْمَأَزَّتْ}: نفرت.). [العمدة في غريب القرآن: 262]

رد مع اقتباس
  #4  
قديم 16 جمادى الأولى 1434هـ/27-03-2013م, 10:30 AM
أم القاسم أم القاسم غير متواجد حالياً
إدارة الجمهرة
 
تاريخ التسجيل: Jul 2010
المشاركات: 1,449
افتراضي


التفسير اللغوي المجموع
[ما استخلص من كتب علماء اللغة مما له صلة بهذا الدرس]


تفسير قوله تعالى: {اللَّهُ يَتَوَفَّى الْأَنْفُسَ حِينَ مَوْتِهَا وَالَّتِي لَمْ تَمُتْ فِي مَنَامِهَا فَيُمْسِكُ الَّتِي قَضَى عَلَيْهَا الْمَوْتَ وَيُرْسِلُ الْأُخْرَى إِلَى أَجَلٍ مُسَمًّى إِنَّ فِي ذَلِكَ لَآَيَاتٍ لِقَوْمٍ يَتَفَكَّرُونَ (42) }
قَالَ عَبْدُ اللهِ بْنُ مُسْلِمِ بْنِ قُتَيْبَةَ الدِّينَوَرِيُّ (ت: 276هـ): (قال الله عز وجل: {الله يتوفى الأنفس حين موتها والتي لم تمت في منامها فيمسك التي قضى عليها الموت ويرسل الأخرى إلى أجل مسمى} فأخبرنا أنه يتوفى نفس النائم عند المنام، ثم يرسلها عند اليقظة، ويتوفى نفس الميت فيمسكها عنده.
والتوفي هو مثل الاستيفاء؛ تقول: توفيت العدد، واستوفيته بمعنى واحد.
قال: حدثني حسين بن حسن المروزي، قال: أخبرنا عبد الله بن المبارك، قال: قال الحسن:
أنبئت أن العبد إذا نام وهو ساجد، يقول ربنا تبارك وتعالى: انظروا إلى عبدي، روحه عندي، وجسده في طاعتي.
قال: وأخبرني حسين، عن ابن المبارك، عن ابن لهيعة، عن عمرو بن نعيم الرعيني، عن أبي عثمان الأصبحي، عن أبي الدرداء، قال:
إذا نام الإنسان، عرج بنفسه، حتى يؤتى بها العرش؛ فإذا كان طاهرًا أذن لها بالسجود، وإن كان جنبا لم يؤذن لها بالسجود.
وقد اختلف الناس في النفس والروح، فقال بعضهم: هما شيء واحد يسمى باسمين، كما يقال: إنسان ورجل؛ وهما الدم أو متصلان بالدم، يبطلان بذهابه؛ والدليل على ذلك أن الميت لا يفقد من جسمه إلا دمه. واحتجوا لذلك أيضا من اللغة بقول العرب: نفست المرأة، إذا حاضت، ونفست من النفاس؛ وبقولهم إبراهيم النخعي: كل شيء ليست له نفس سائلة، لا ينجس الماء إذا سقط فيه؛ أي دم سائل.
وبقول الشاعر من الطويل

أظــــــل نـــهـــاري مـسـتـهــامــا وتـلــتــقــيمن الليل روحي في المنام وروحها

ولم يزل يسمع على ألسنة الناس في الرجلين لا يأتلفان: لا يتفق روحاهما. وروحي لا توافق روحه.
ولا أرى ما يتوفاه الله عز وجل في المنام من الأنفس، إلا بما يرسله من الروح في حال نوم النائم.
والعرب تضع النفس موضع الروح، والروح موضع النفس، فيقولون: خرجت نفسه وفاضت، وخرجت روحه منه؛ إما لأنهما شيء واحد، أو لأنهما شيئان متصلان، لا يقوم أحدهما إلا بالآخر.
وكذلك يسمو الجسد نفسا، لأنه محل النفس؛ قال ذو الرمة حين احتضر:

يا قابض الروح من نفسي إذا احتضرتوغـــافـــر الـــذنـــب، رحــزحــنــي مــــــن الـــنــــار

ويسمون الدم جسدا، لأن الجسد محله؛ قال النابغة الذبياني:

فـلا لعـمـر الــذي قــد زرتــه حجـجـاوما أريق على الأنصاب من جسد

والمهجة عندهم: الدم؛ قال الأصمعي: سمعت أعرابية تقول لأخرى: دفقت مهجتك، أي دمك.
فإذا توفى الله الأنفس عند الممات، استغرقها كلها، ثم أصارها إلى حيث شاء.
وقد أعلمنا رسول الله صلى الله عليه وسلم، أن أرواح الشهداء في حوصل طير خضر، تعلق في الجنه؛ والله يقول: {ولا تحسبن الذين قتلوا في سبيل الله أمواتا بل أحياء عند ربهم يرزقون}.
وفي الحديث: ((إن الأرواح تصير في الصور، فإذا كان يوم القيامة، أرسل الله مطرا ينبت الجثث، ثم نفخ في الصور، فعادت الأرواح في الأجساد، فقاموا ينظرون)).
وأرواح أهل النار، ببئر في حضرموت يقال لها: برهوت). [تعبير الرؤيا: 27-30]
قَالَ عَبْدُ اللهِ بْنُ مُسْلِمِ بْنِ قُتَيْبَةَ الدِّينَوَرِيُّ (ت: 276هـ): (حماد بن زيد عن غالب أنه سأل ابن سيرين عن هشام بن حسان قال: توفي البارحة، أما شعرت؟ فجزع واسترجع، فلما رأى ابن سيرين جزعه قرأ {الله يتوفى الأنفس حين موتها والتي لم تمت في منامها} ). [عيون الأخبار: 3/316]

تفسير قوله تعالى: {أَمِ اتَّخَذُوا مِنْ دُونِ اللَّهِ شُفَعَاءَ قُلْ أَوَلَوْ كَانُوا لَا يَمْلِكُونَ شَيْئًا وَلَا يَعْقِلُونَ (43) }

تفسير قوله تعالى: {قُلْ لِلَّهِ الشَّفَاعَةُ جَمِيعًا لَهُ مُلْكُ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ ثُمَّ إِلَيْهِ تُرْجَعُونَ (44) }

تفسير قوله تعالى: {وَإِذَا ذُكِرَ اللَّهُ وَحْدَهُ اشْمَأَزَّتْ قُلُوبُ الَّذِينَ لَا يُؤْمِنُونَ بِالْآَخِرَةِ وَإِذَا ذُكِرَ الَّذِينَ مِنْ دُونِهِ إِذَا هُمْ يَسْتَبْشِرُونَ (45) }

تفسير قوله تعالى: {قُلِ اللَّهُمَّ فَاطِرَ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ عَالِمَ الْغَيْبِ وَالشَّهَادَةِ أَنْتَ تَحْكُمُ بَيْنَ عِبَادِكَ فِي مَا كَانُوا فِيهِ يَخْتَلِفُونَ (46) }
قَالَ سِيبَوَيْهِ عَمْرُو بْنُ عُثْمَانَ بْنِ قُنْبُرٍ (ت: 180هـ): (وقال الخليل رحمه الله اللهم نداء والميم ها هنا بدل من يا فهي ها هنا فيما زعم الخليل رحمه الله آخر الكلمة بمنزلة يا في أولها إلا أن الميم ها هنا في الكلمة كما أن نون المسلمين في الكلمة بنيت عليها. فالميم في هذا الاسم حرفان أولهما مجزوم والهاء مرتفعة لأنه وقع عليها الإعراب.
وإذا ألحقت الميم لم تصف الاسم من قبل أنه صار مع الميم عندهم بمنزلة صوت كقولك يا هناه.
وأما قوله عز وجل: {اللهم فاطر السماوات والأرض} فعلى يا
فقد صرفوا هذا الاسم على وجوه لكثرته في كلامهم ولأن له حالا ليست لغيره). [الكتاب: 2/196-197]

رد مع اقتباس
  #5  
قديم 12 صفر 1440هـ/22-10-2018م, 10:34 AM
جمهرة التفاسير جمهرة التفاسير غير متواجد حالياً
فريق الإشراف
 
تاريخ التسجيل: Oct 2017
المشاركات: 2,953
افتراضي

تفاسير القرن الرابع الهجري
...

رد مع اقتباس
  #6  
قديم 12 صفر 1440هـ/22-10-2018م, 10:34 AM
جمهرة التفاسير جمهرة التفاسير غير متواجد حالياً
فريق الإشراف
 
تاريخ التسجيل: Oct 2017
المشاركات: 2,953
افتراضي

تفاسير القرن الخامس الهجري
...

رد مع اقتباس
  #7  
قديم 12 صفر 1440هـ/22-10-2018م, 10:38 AM
جمهرة التفاسير جمهرة التفاسير غير متواجد حالياً
فريق الإشراف
 
تاريخ التسجيل: Oct 2017
المشاركات: 2,953
افتراضي

تفاسير القرن السادس الهجري

تفسير قوله تعالى: {اللَّهُ يَتَوَفَّى الْأَنْفُسَ حِينَ مَوْتِهَا وَالَّتِي لَمْ تَمُتْ فِي مَنَامِهَا فَيُمْسِكُ الَّتِي قَضَى عَلَيْهَا الْمَوْتَ وَيُرْسِلُ الْأُخْرَى إِلَى أَجَلٍ مُسَمًّى إِنَّ فِي ذَلِكَ لَآَيَاتٍ لِقَوْمٍ يَتَفَكَّرُونَ (42) }
قال عبد الحق بن غالب بن عطية الأندلسي (ت:546هـ) : (ثم نبه تعالى على آية من آياته الكبرى تدل الناظر على الوحدانية، وأن ذلك لا شرك فيه لصنم، وهي حالة التوفي، وذلك أن الله تعالى ما توفاه على الكمال فهو الذي يموت، وما توفاه توفيا غير مكمل فهو الذي يكون في النوم، قال ابن زيد: النوم وفاة، والموت وفاة، وكثرت فرقة في هذه الآية وهذا المعنى، ففرقت بين النفس والروح، وفرق قوم أيضا بين نفس التمييز ونفس التخيل، إلى غير ذلك من الأقوال التي هي غلبة ظن، وحقيقة الأمر في هذا هي مما استأثر الله تبارك وتعالى به وغيبه عن عباده في قوله سبحانه: {قل الروح من أمر ربي}، ويكفيك أن في هذه الآية "يتوفى الأنفس"، وفي الحديث الصحيح إن الله قبض أرواحنا حين شاء، وردها علينا حين شاء، في حديث بلال في الوادي، فقد نطقت الشريعة بقبض الروح والنفس في النوم، وقد قال الله تعالى: {قل الروح من أمر ربي}، فظاهر أن التفصيل والخوض في هذا كله عناء، وإن كان قد تعرض للقول في هذا ونحوه الأئمة، ذكره الثعلبي وغيره، عن ابن عباس رضي الله عنهما أنه قال: في ابن آدم نفس بها العقل والتمييز، وفيه روح بها التنفس والتحرك، فإذا نام العبد قبض الله نفسه ولم يقبض روحه. و"الأجل المسمى" في هذه الآية: هو عمر كل إنسان.
وقرأ جمهور القراء: قضى عليها بفتح القاف والضاد، وقرأ حمزة، والكسائي: [قضي عليها] بضم القاف وكسر الضاد، وهي قراءة ابن وثاب، وطلحة، والأعمش، وعيسى.
ثم أحال أهل الفكرة على النظر في هذا ونحوه، فإنه من البين أن هذه القدرة لا يملكها إلا الواحد الصمد).[المحرر الوجيز: 7/ 398-399]

تفسير قوله تعالى: {أَمِ اتَّخَذُوا مِنْ دُونِ اللَّهِ شُفَعَاءَ قُلْ أَوَلَوْ كَانُوا لَا يَمْلِكُونَ شَيْئًا وَلَا يَعْقِلُونَ (43) }
قال عبد الحق بن غالب بن عطية الأندلسي (ت:546هـ) : (قوله عز وجل: {أم اتخذوا من دون الله شفعاء قل أولو كانوا لا يملكون شيئا ولا يعقلون * قل لله الشفاعة جميعا له ملك السماوات والأرض ثم إليه ترجعون * وإذا ذكر الله وحده اشمأزت قلوب الذين لا يؤمنون بالآخرة وإذا ذكر الذين من دونه إذا هم يستبشرون}
[أم] هنا مقطوعة مما قبلها، وهي مقدرة بالألف وبل، وهذا تقرير وتوبيخ، فأمر الله تعالى نبيه عليه الصلاة والسلام أن يوقفهم على الأمر، وعلى أنهم يرضون بهذا مع كون الأصنام بصورة كذا وكذا من عدم الملك والعقل.
والواو في قوله تعالى: "أولو" واو عطف دخلت عليها ألف الاستفهام، ومتى دخلت ألف الاستفهام على واو العطف أو فائه أحدثت معنى التقرير). [المحرر الوجيز: 7/ 399]

تفسير قوله تعالى: {قُلْ لِلَّهِ الشَّفَاعَةُ جَمِيعًا لَهُ مُلْكُ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ ثُمَّ إِلَيْهِ تُرْجَعُونَ (44) }
قال عبد الحق بن غالب بن عطية الأندلسي (ت:546هـ) : (ثم أمره بأن يخبر بأن جميع الشفاعة إنما هي لله تعالى، و"جميعا" نصب على الحال، والمعنى أن الله تعالى يشفع ثم لا يشفع أحد قبل شفاعته إلا بإذنه، فمن حيث شفاعة غيره موقوفة على إذنه فالشفاعة كلها له ومن عنده). [المحرر الوجيز: 7/ 399]

تفسير قوله تعالى: {وَإِذَا ذُكِرَ اللَّهُ وَحْدَهُ اشْمَأَزَّتْ قُلُوبُ الَّذِينَ لَا يُؤْمِنُونَ بِالْآَخِرَةِ وَإِذَا ذُكِرَ الَّذِينَ مِنْ دُونِهِ إِذَا هُمْ يَسْتَبْشِرُونَ (45) }
قال عبد الحق بن غالب بن عطية الأندلسي (ت:546هـ) : (وقوله تعالى: {وإذا ذكر الله وحده} الآية، قال مجاهد وغيره: نزلت في قراءة النبي صلى الله عليه وسلم سورة النجم عند الكعبة بمحضر من الكفار، وعند ذلك ألقى الشيطان في أمنيته، فقال: "إنهن الغرانيق العلى، وإن شفاعتهم لترتجى"، فاستبشر الكفار بذلك وسروا، فلما أذهب الله ما ألقى الشيطان أنفوا واستكبروا واشمأزت نفوسهم، ومعناه: تقبضت كبرا وأنفة وكراهية ونفورا، ومنه قول عمرو بن كلثوم:
إذا عض الثقاف بها اشمأزت ... وولتهم عشوزنة زبونا
و الذين من دونه يريد الذين يعبدون من دونه، وجاءت العبارة في هذه الآيات عن الأصنام كما تجيء عمن يفعل، من حيث صارت في حيز من يعقل، ونسب إليها الضر والنفع والألوهية، ونفي ذلك عنها، فعوملت معاملة من يعقل. و"وحده" منصوب عند سيبويه على المصدر، وعند الفراء على الحال). [المحرر الوجيز: 7/ 399-400]

تفسير قوله تعالى: {قُلِ اللَّهُمَّ فَاطِرَ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ عَالِمَ الْغَيْبِ وَالشَّهَادَةِ أَنْتَ تَحْكُمُ بَيْنَ عِبَادِكَ فِي مَا كَانُوا فِيهِ يَخْتَلِفُونَ (46) }
قال عبد الحق بن غالب بن عطية الأندلسي (ت:546هـ) : (قوله عز وجل: {قل اللهم فاطر السماوات والأرض عالم الغيب والشهادة أنت تحكم بين عبادك في ما كانوا فيه يختلفون * ولو أن للذين ظلموا ما في الأرض جميعا ومثله معه لافتدوا به من سوء العذاب يوم القيامة وبدا لهم من الله ما لم يكونوا يحتسبون * وبدا لهم سيئات ما كسبوا وحاق بهم ما كانوا به يستهزئون}
أمر الله تعالى نبيه صلى الله عليه وسلم بالدعاء إليه، ورد الحكم إلى عدله، ومعنى هذا الأمر تضمن إجابة، و"اللهم" عند سيبويه منادى، وكذلك عند الكوفيين، إلا أنه خالفهم في هذه الميم المشددة، فقال سيبويه: هي عوض من حرف النداء المحذوف إيجازا، وهي دلالة على أن ثم ما حذف، وقال الكوفيون: بل هو فعل اتصل بالمكتوبة، وهو "أم" ثم حذفت الهمزة تخفيفا، فكأن معنى اللهم: يا الله أم برحمتك وفضلك و"فاطر" منادى مضاف، أي: يا فاطر السماوات، و"الغيب": ما غاب عن البشر، و"الشهادة"; ما شاهدوه). [المحرر الوجيز: 7/ 400-401]

رد مع اقتباس
  #8  
قديم 12 صفر 1440هـ/22-10-2018م, 01:48 PM
جمهرة التفاسير جمهرة التفاسير غير متواجد حالياً
فريق الإشراف
 
تاريخ التسجيل: Oct 2017
المشاركات: 2,953
افتراضي

تفاسير القرن السابع الهجري
...

رد مع اقتباس
  #9  
قديم 12 صفر 1440هـ/22-10-2018م, 01:51 PM
جمهرة التفاسير جمهرة التفاسير غير متواجد حالياً
فريق الإشراف
 
تاريخ التسجيل: Oct 2017
المشاركات: 2,953
افتراضي

تفاسير القرن الثامن الهجري

تفسير قوله تعالى: {اللَّهُ يَتَوَفَّى الْأَنْفُسَ حِينَ مَوْتِهَا وَالَّتِي لَمْ تَمُتْ فِي مَنَامِهَا فَيُمْسِكُ الَّتِي قَضَى عَلَيْهَا الْمَوْتَ وَيُرْسِلُ الْأُخْرَى إِلَى أَجَلٍ مُسَمًّى إِنَّ فِي ذَلِكَ لَآَيَاتٍ لِقَوْمٍ يَتَفَكَّرُونَ (42) }
قالَ إِسْمَاعِيلُ بْنُ عُمَرَ بْنِ كَثِيرٍ القُرَشِيُّ (ت: 774 هـ) :(ثمّ قال تعالى مخبرًا عن نفسه الكريمة بأنّه المتصرّف في الوجود بما يشاء، وأنّه يتوفّى الأنفس الوفاة الكبرى، بما يرسل من الحفظة الّذين يقبضونها من الأبدان، والوفاة الصّغرى عند المنام، كما قال تعالى: {وهو الّذي يتوفّاكم باللّيل ويعلم ما جرحتم بالنّهار ثمّ يبعثكم فيه ليقضى أجلٌ مسمًّى ثمّ إليه مرجعكم ثمّ ينبّئكم بما كنتم تعملون وهو القاهر فوق عباده ويرسل عليكم حفظةً حتّى إذا جاء أحدكم الموت توفّته رسلنا وهم لا يفرّطون} [الأنعام:61، 60]، فذكر الوفاتين: الصّغرى ثمّ الكبرى. وفي هذه الآية ذكر الكبرى ثمّ الصّغرى؛ ولهذا قال: {اللّه يتوفّى الأنفس حين موتها والّتي لم تمت في منامها فيمسك الّتي قضى عليها الموت ويرسل الأخرى إلى أجلٍ مسمًّى} فيه دلالةٌ على أنّها تجتمع في الملأ الأعلى، كما ورد بذلك الحديث المرفوع الّذي رواه ابن منده وغيره. وفي صحيحي البخاريّ ومسلمٍ من حديث عبيد اللّه بن عمر، عن سعيد بن أبي سعيدٍ، عن أبيه، عن أبي هريرة، رضي اللّه عنه، قال: قال رسول اللّه صلّى اللّه عليه وسلّم: "إذا أوى أحدكم إلى فراشه فلينفضه بداخلة إزاره، فإنّه لا يدري ما خلفه عليه، ثمّ ليقل: باسمك ربّي وضعت جنبي، وبك أرفعه، إن أمسكت نفسي فارحمها، وإن أرسلتها فاحفظها بما تحفظ به عبادك الصّالحين".
وقال بعض السّلف [رحمهم اللّه] يقبض أرواح الأموات إذا ماتوا، وأرواح الأحياء إذا ناموا، فتتعارف ما شاء اللّه تعالى أن تتعارف {فيمسك الّتي قضى عليها الموت} الّتي قد ماتت ويرسل الأخرى إلى أجلٍ مسمّى.
قال السّدّيّ: إلى بقيّة أجلها. وقال ابن عبّاسٍ: يمسك أنفس الأموات، ويرسل أنفس الأحياء، ولا يغلط. {إنّ في ذلك لآياتٍ لقومٍ يتفكّرون}). [تفسير ابن كثير: 7/ 101-102]

تفسير قوله تعالى: {أَمِ اتَّخَذُوا مِنْ دُونِ اللَّهِ شُفَعَاءَ قُلْ أَوَلَوْ كَانُوا لَا يَمْلِكُونَ شَيْئًا وَلَا يَعْقِلُونَ (43) قُلْ لِلَّهِ الشَّفَاعَةُ جَمِيعًا لَهُ مُلْكُ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ ثُمَّ إِلَيْهِ تُرْجَعُونَ (44) }
قالَ إِسْمَاعِيلُ بْنُ عُمَرَ بْنِ كَثِيرٍ القُرَشِيُّ (ت: 774 هـ) : ({أم اتّخذوا من دون اللّه شفعاء قل أولو كانوا لا يملكون شيئًا ولا يعقلون (43) قل للّه الشّفاعة جميعًا له ملك السّموات والأرض ثمّ إليه ترجعون (44) وإذا ذكر اللّه وحده اشمأزّت قلوب الّذين لا يؤمنون بالآخرة وإذا ذكر الّذين من دونه إذا هم يستبشرون (45)}.
يقول تعالى ذامًّا للمشركين في اتّخاذهم شفعاء من دون اللّه، وهم الأصنام والأنداد، الّتي اتّخذوها من تلقاء أنفسهم بلا دليلٍ ولا برهانٍ حداهم على ذلك، وهي لا تملك شيئًا من الأمر، بل وليس لها عقلٌ تعقل به، ولا سمعٌ تسمع به، ولا بصرٌ تبصر به، بل هي جماداتٌ أسوأ حالًا من الحيوان بكثيرٍ.
ثمّ قال: قل: أي يا محمّد لهؤلاء الزّاعمين أنّ ما اتّخذوه شفعاء لهم عند اللّه، أخبرهم أنّ الشّفاعة لا تنفع عند اللّه إلّا لمن ارتضاه وأذن له، فمرجعها كلّها إليه، {من ذا الّذي يشفع عنده إلا بإذنه} [البقرة:255].
{له ملك السّموات والأرض} أي: هو المتصرّف في جميع ذلك. {ثمّ إليه ترجعون} أي: يوم القيامة، فيحكم بينكم بعدله، ويجزي كلًّا بعمله). [تفسير ابن كثير: 7/ 102]

تفسير قوله تعالى: {وَإِذَا ذُكِرَ اللَّهُ وَحْدَهُ اشْمَأَزَّتْ قُلُوبُ الَّذِينَ لَا يُؤْمِنُونَ بِالْآَخِرَةِ وَإِذَا ذُكِرَ الَّذِينَ مِنْ دُونِهِ إِذَا هُمْ يَسْتَبْشِرُونَ (45) }
قالَ إِسْمَاعِيلُ بْنُ عُمَرَ بْنِ كَثِيرٍ القُرَشِيُّ (ت: 774 هـ) :(ثمّ قال تعالى ذامًّا للمشركين أيضًا: {وإذا ذكر اللّه وحده} أي: إذا قيل: لا إله إلّا اللّه {اشمأزّت قلوب الّذين لا يؤمنون بالآخرة} قال مجاهدٌ: {اشمأزّت} انقبضت.
وقال السّدّيّ: نفرت. وقال قتادة: كفرت واستكبرت. وقال مالكٌ، عن زيد بن أسلم: استكبرت. كما قال تعالى: {إنّهم كانوا إذا قيل لهم لا إله إلا اللّه يستكبرون} [الصّافّات:35]، أي: عن المتابعة والانقياد لها. فقلوبهم لا تقبل الخير، ومن لم يقبل الخير يقبل الشّرّ؛ ولهذا قال: {وإذا ذكر الّذين من دونه} أي: من الأصنام والأنداد، قاله مجاهدٌ، {إذا هم يستبشرون} أي: يفرحون ويسرون). [تفسير ابن كثير: 7/ 102]

تفسير قوله تعالى: {قُلِ اللَّهُمَّ فَاطِرَ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ عَالِمَ الْغَيْبِ وَالشَّهَادَةِ أَنْتَ تَحْكُمُ بَيْنَ عِبَادِكَ فِي مَا كَانُوا فِيهِ يَخْتَلِفُونَ (46) }
قالَ إِسْمَاعِيلُ بْنُ عُمَرَ بْنِ كَثِيرٍ القُرَشِيُّ (ت: 774 هـ) : ({قل اللّهمّ فاطر السّموات والأرض عالم الغيب والشّهادة أنت تحكم بين عبادك في ما كانوا فيه يختلفون (46) ولو أنّ للّذين ظلموا ما في الأرض جميعًا ومثله معه لافتدوا به من سوء العذاب يوم القيامة وبدا لهم من اللّه ما لم يكونوا يحتسبون (47) وبدا لهم سيّئات ما كسبوا وحاق بهم ما كانوا به يستهزئون (48)}.
يقول تعالى بعد ما ذكر عن المشركين ما ذكر من المذمّة، لهم في حبّهم الشّرك، ونفرتهم عن التوحيد {قل اللّهمّ فاطر السّموات والأرض عالم الغيب والشّهادة} أي: ادع أنت اللّه وحده لا شريك له، الّذي خلق السموات والأرض وفطرها، أي: جعلها على غير مثالٍ سبق، {عالم الغيب والشّهادة} أي: السّرّ والعلانية، {أنت تحكم بين عبادك في ما كانوا فيه يختلفون} أي: في دنياهم، ستفصل بينهم يوم معادهم ونشورهم، وقيامهم من قبورهم.
وقال مسلمٌ في صحيحه: حدّثنا عبد بن حميدٍ، حدّثنا عمر بن يونس، حدّثنا عكرمة بن عمّارٍ، حدّثنا يحيى بن أبي كثيرٍ، حدّثني أبو سلمة بن عبد الرّحمن قال: سألت عائشة [رضي اللّه عنها] بأيّ شيءٍ كان رسول اللّه صلّى اللّه عليه وسلّم يفتتح صلاته إذا قام من اللّيل؟ قالت: كان إذا قام من اللّيل افتتح صلاته: "اللّهمّ رب جبريل وميكائيل وإسرافيل، فاطر السموات والأرض، عالم الغيب والشّهادة، أنت تحكم بين عبادك فيما كانوا فيه يختلفون، اهدني لما اختلف فيه من الحقّ بإذنك، إنّك تهدي من تشاء إلى صراطٍ مستقيمٍ" وقال الإمام أحمد: حدّثنا عفّان، حدّثنا حمّاد بن سلمة، وأخبرنا سهيل بن أبي صالحٍ وعبد اللّه بن عثمان بن خثيم، عن عون بن عبد اللّه بن عتبة بن مسعودٍ، عن عبد اللّه بن مسعودٍ أنّ رسول اللّه صلّى اللّه عليه وسلّم قال: "من قال: اللّهمّ فاطر السّموات والأرض، عالم الغيب والشّهادة، إنّي أعهد إليك في هذه الدّنيا أنّي أشهد أن لا إله إلّا أنت وحدك لا شريك لك، وأنّ محمّدًا عبدك ورسولك، فإنّك إن تكلني إلى نفسي تقرّبني من الشّرّ وتباعدني من الخير، وإنّي لا أثق إلّا برحمتك، فاجعل لي عندك عهدًا توفّينيه يوم القيامة، إنّك لا تخلف الميعاد، إلّا قال اللّه، عزّ وجلّ، لملائكته يوم القيامة: إنّ عبدي قد عهد إليّ عهدًا فأوفوه إيّاه، فيدخله اللّه الجنّة".
قال سهيلٌ: فأخبرت القاسم بن عبد الرّحمن أنّ عونًا أخبر بكذا وكذا؟ فقال: ما في أهلنا جاريةٌ إلّا وهي تقول هذا في خدرها. انفرد به الإمام أحمد.
وقال الإمام أحمد: حدّثنا حسنٌ، حدّثنا ابن لهيعة، حدّثني حييّ بن عبد اللّه؛ أنّ أبا عبد الرّحمن حدّثه قال: أخرج لنا عبد اللّه بن عمرٍو قرطاسًا وقال: كان رسول اللّه صلّى اللّه عليه وسلّم يعلّمنا يقول: "اللّهمّ فاطر السّموات والأرض، عالم الغيب والشّهادة، أنت ربّ كلّ شيءٍ، وإله كلّ شيءٍ، أشهد أن لا إله إلّا أنت، وحدك لا شريك لك، وأنّ محمّدًا عبدك ورسولك، والملائكة يشهدون، أعوذ بك من الشّيطان وشركه، وأعوذ بك أن أقترف على نفسي إثمًا، أو أجرّه إلى مسلمٍ".
قال أبو عبد الرّحمن: كان رسول اللّه صلّى اللّه عليه وسلّم يعلّمه عبد اللّه بن عمرٍو أن يقول ذلك حين يريد أن ينام. تفرّد به أحمد أيضًا.
وقال [الإمام] أحمد أيضًا: حدّثنا خلف بن الوليد، حدّثنا ابن عيّاشٍ، عن محمّد بن زيادٍ الألهانيّ، عن أبي راشدٍ الحبراني قال: أتيت عبد اللّه بن عمرٍو فقلت له: حدّثنا ما سمعت من رسول اللّه صلّى اللّه عليه وسلّم. فألقى بين يدي صحيفةً فقال: هذا ما كتب لي رسول اللّه صلّى اللّه عليه وسلّم، فنظرت فيها فإذا فيها أنّ أبا بكرٍ الصّدّيق قال: يا رسول اللّه، علّمني ما أقول إذا أصبحت وإذا أمسيت. فقال له رسول اللّه صلّى اللّه عليه وسلّم: "يا أبا بكرٍ، قل اللّهمّ فاطر السّموات والأرض، عالم الغيب والشّهادة، لا إله إلّا أنت، ربّ كلّ شيٍّ ومليكه، أعوذ بك من شرّ نفسي، وشرّ الشّيطان وشركه، أو أقترف على نفسي سوءًا، أو أجرّه إلى مسلمٍ".
ورواه التّرمذيّ، عن الحسن بن عرفة، عن إسماعيل بن عيّاشٍ، به، وقال: حسنٌ غريبٌ من هذا الوجه.
وقال الإمام أحمد: حدّثنا هاشمٌ، حدّثنا شيبان، عن ليثٍ، عن مجاهدٍ قال: قال أبو بكرٍ الصّدّيق: أمرني رسول اللّه صلّى اللّه عليه وسلّم إن أقول إذا أصبحت وإذا أمسيت، وإذا أخذت مضجعي من الليل: "اللهم فاطر السموات والأرض" إلى آخره). [تفسير ابن كثير: 7/ 103-104]

رد مع اقتباس
إضافة رد

مواقع النشر (المفضلة)

الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1)
 

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع


الساعة الآن 01:21 PM


Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd. TranZ By Almuhajir
جميع الحقوق محفوظة