تفسير سورة الكهف
[ من الآية (92) إلى الآية (98) ]
{ثُمَّ أَتْبَعَ سَبَبًا (92) حَتَّىٰ إِذَا بَلَغَ بَيْنَ السَّدَّيْنِ وَجَدَ مِنْ دُونِهِمَا قَوْمًا لَا يَكَادُونَ يَفْقَهُونَ قَوْلًا (93) قَالُوا يَا ذَا الْقَرْنَيْنِ إِنَّ يَأْجُوجَ وَمَأْجُوجَ مُفْسِدُونَ فِي الْأَرْضِ فَهَلْ نَجْعَلُ لَكَ خَرْجًا عَلَىٰ أَنْ تَجْعَلَ بَيْنَنَا وَبَيْنَهُمْ سَدًّا (94) قَالَ مَا مَكَّنِّي فِيهِ رَبِّي خَيْرٌ فَأَعِينُونِي بِقُوَّةٍ أَجْعَلْ بَيْنَكُمْ وَبَيْنَهُمْ رَدْمًا (95) آتُونِي زُبَرَ الْحَدِيدِ ۖ حَتَّىٰ إِذَا سَاوَىٰ بَيْنَ الصَّدَفَيْنِ قَالَ انْفُخُوا ۖ حَتَّىٰ إِذَا جَعَلَهُ نَارًا قَالَ آتُونِي أُفْرِغْ عَلَيْهِ قِطْرًا (96) فَمَا اسْطَاعُوا أَنْ يَظْهَرُوهُ وَمَا اسْتَطَاعُوا لَهُ نَقْبًا (97) قَالَ هَٰذَا رَحْمَةٌ مِنْ رَبِّي ۖ فَإِذَا جَاءَ وَعْدُ رَبِّي جَعَلَهُ دَكَّاءَ ۖ وَكَانَ وَعْدُ رَبِّي حَقًّا (98)}
قوله تعالى: {ثُمَّ أَتْبَعَ سَبَبًا (92)}
قال أبو بكر أحمد بن الحسين ابن مهران الأصبهاني (ت: 381هـ): ((فأتبع) (ثم أتبع) بالقطع الشامي، كوفي). [الغاية في القراءات العشر: 311] (م)
قال أبو الفضل محمد بن جعفر الخزاعي الجرجاني (ت: 408هـ): ( (فاتبع) [85]، (ثم اتبع) [89، 92]: وصل: حجازي، بصري، وقاسم، وحمصي، وابن ذكوان طريق الداجوني). [المنتهى: 2/811] (م)
قال مكي بن أبي طالب القَيْسِي (ت: 437هـ): (قرأ الكوفيون وابن عامر (فأتبع ثم أتبع ثم أتبع) بالقطع في الثلاثة والتخفيف، وقرأ الباقون بالوصل والتشديد من غير هم). [التبصرة: 263] (م)
قال أبو عمرو عثمان بن سعيد الداني (ت: 444هـ): (الكوفيون، وابن عامر: {فأتبع} (85)، {ثم أتبع} (89)، {ثم أتبع سببا} (92)، في الثلاثة المواضع: بقطع الألف، مخففة التاء.
والباقون: بوصل الألف، مشددة التاء). [التيسير في القراءات السبع: 352] (م)
- قال محمد بن محمد بن محمد بن علي ابن الجزري (ت: 833هـ) :(الكوفيّون وابن عامر: (فأتبع ثمّ أتبع ثمّ أتبع) في الثّلاثة بقطع الألف مخفّفة التّاء، والباقون بوصل الألف مشدّدة التّاء). [تحبير التيسير: 448] (م)
قال أحمد بن علي بن خلف ابن الباذش الأنصاري (ت: 540هـ): ([85]- {فَأَتْبَعَ}، و{ثُمَّ أَتْبَعَ} [89]، و{ثُمَّ أَتْبَعَ} [92] فيهن، [الإقناع: 2/691]
قطع: الكوفيون وابن عامر). [الإقناع: 2/692] (م)
قال القاسم بن فيرُّه بن خلف الشاطبي (ت: 590هـ): (849 - فَأَتْبَعَ خَفِّفْ فِي الثَّلاَثَةِ ذَاكِراً = .... .... .... .... ). [الشاطبية: 67] (م)
- قال علم الدين علي بن محمد السخاوي (ت: 643هـ): ([849] فأتبع خفف في الثلاثة (ذ)اكرا = وحامية بالمد (صحبتـ)ـه (كـ)ـلا
[850] وفي الهمز ياء عنهم و(صحابـ)ـهم = جزاء فنون وانصب الرفع وأقبلا
[851] (عـ)ـلى (حق) السدين سدا (صحاب) (حقـ) = ـق الضم مفتوح وياسين (شـ)ـد (عـ)ـلا
معنى ذاكرًا، ذاكرًا ما قيل فيه.
[فتح الوصيد: 2/1077]
قال أبو زيد: «أتبعت زيدًا، إذا سبقك فأسرعت في طلبه.
وتبعته واتبعته، إذا ذهبت معه ولم يسبقك».
أبو علي: «فأتبع سببا، إنما هو مطاوع، يتعدى إلى واحد مثل: شويته واشتويته، {وجرحتم} و{اجترحوا}، وفديته وافتديته. وهو كثير.
فإذا نقلته بالهمزة تعدى إلى مفعولين. و{أتبعنهم في هذه الدنيا لعنة} و{فأتبعوهم مشرقين} و{فغأتبعهم فرعون وجنوده}، محذوف المفعول؛ أي أتبعهم فرعون جنوده، وجنوده أتباعهم، فأتبعوهم وهم مشرقين، فحذف إحدى المفعولين، كما حذف من قرأ {يفقهون قولا}؛ أي: أحدًا قولًا.{لينذر بأسًا} أي: الناس بأسًا.
وكذلك قراءة من قرأ: {فأتبع سببا}، أي أتبع سببًا سببًا، أو أمره. وما هو عليه سببًا».انتهى كلامه موجزًا.
وقال الأخفش: «تبعته وأتبعته سواء، مثل ردفته وأردفته»؛ قال الله تعالى: {فأتبعه شهاب}؛ ومنه الإتباع نحو: حسنٍ بسنٍ.
[فتح الوصيد: 2/1078]
واختار أبو عبيد {فأتبع سببًا}.
قال: «لأنها من المسير، إنما هي (افتعل)، من قولك: تبعت القوم. فأما الإتباع بهمز الألف، فمعناه اللحاق كقوله تعالى: {فأتبعوهم مشرقين}، {فأتبعه شهاب}».
الفراء: « (أتبع)، أحسن من (اتبع)، لأن اتبعه: سار وراءه؛ وأتبعه: قفاه» ). [فتح الوصيد: 2/1079] (م)
- قال محمد بن أحمد الموصلي (شعلة) (ت: 656هـ): ([849] فأتبع خفف في الثلاثة ذاكرًا = وحاميةٍ بالمد صحبته كلا
[850] وفي الهمز ياءٌ عنهم وصحابهم = جزاءً فنون وانصب الرفع وأقبلا
[كنز المعاني: 2/404]
ح: (أتبع): مفعول (خفف)، والفاء: للتعقيب لا لفظ القرآن، لأن في موضع {فأتبع}، وفي موضعين: {ثم أتبع} والثلاثة مخففة، و (ذاكرًا): حال من فاعل (خفف)، (حامية): مبتدأ، (صحبته): مبتدأ ثانٍ، (كلا): خبره، والضمير: للفظ (صحبته)، والهاء: عائد إلى لفظ (حامية)، أو إلى (المد)، (ياءٌ): مبتدأ، (عنهم): نعته، (في الهمز): خبره، (صحابهم): مبتدأ، (جزاءً)- بالنصب والتنوين: خبر، أي: قرأوا {جزاءً}، (فنون وانصب الرفع): بيان (جزاءً)، وألف (اقبلا): بدل من النون الخفيفة للتأكيد.
ص: قرأ الكوفيون وابن عامر: {فأتبع سببًا، حتى إذا بلغ مغرب} [85- 86]، {ثم أتبع سببًا، حتى إذا بلغ مطلع} [89- 90]، {ثم أتبع سببًا، حتى إذا بلغ بين السدين} [92- 93] بالتخفيف من باب الإفعال، والباقون: بالتشديد من باب الافتعال، لغتان بمعنى (تبع)، كما قال الله تعالى في البقرة: {فمن تبع هداي} [38]، وفي طه: {فمن اتبع هداي} [123]، وقيل: (أتبع) يتعدى إلى مفعولين، نحو: {وأتبعناهم في هذه الدنيا لعنةً} [القصص: 42]، والتقدير: أتبع أمره أو جنوده سببًا.
[كنز المعاني: 2/405]
وقرأ حمزة والكسائي وأبو بكر وابن عامر: (في عينٍ حامية) [86] بالألف بعد الحاء، والياء بعد الميم على (فاعلة)، وهي الحارة، والباقون: {حمئة} بترك الألف والهمز بعد الميم، أي: ذات حمأ، وهي الطينة السوداء، ويقوي ذلك قول تُبع في ذي القرنين:
فرأى مغار الشمس عند طلوعها = في عين ذي خُلب وثأطٍ حرمد
والخُلب: الطين، والثأط: الحمأة، والحرمد: الأسود.
وسئل كعب: أين تغرب الشمس؟ فقال أجدها في التوراة تغرب في
[كنز المعاني: 2/406]
ماء وطين.
ومن الجائز أن تكون العين حارة ذات حمأة، فلا تتنافي بينهما.
وقرأ مدلول (صحابهم) حمزة والكسائي وحفص: {فله جزاءً الحسنى} [88] بنصب الهمز والتنوين، على أن {الحسنى} مبتدأ، بمعنى الجنة، و {له}: خبر، و{جزاءً}: حال، أي: مجزيًا بها، والباقون، بالرفع من غير تنوين على الإضافة، و{الحسنى} بمعنى الحسنة، أي: جزاء الأعمال الصالحة، ويجوز أن تكون بمعنى الجنة بدلًا من {جزاءٌ} المرفوع حذف التنوين فيه لالتقاء الساكنين). [كنز المعاني: 2/407] (م)
- قال أبو شامة عبد الرحمن بن إسماعيل الدمشقي (ت: 665هـ): (849- فَأَتْبَعَ خَفِّفْ فِي الثَّلاثَةِ "ذَ"اكِرًا،.. وَحَامِيَةً بِالْمَدِّ "صُحْبَتُـ"ـهُ "كَـ"ـلا
أي: خفف الباء من: {فَأَتْبَعَ سَبَبًا، حَتَّى إِذَا بَلَغَ مَغْرِبَ الشَّمْسِ}، {ثُمَّ أَتْبَعَ سَبَبًا، حَتَّى إِذَا بَلَغَ مَطْلِعَ الشَّمْسِ}، {ثُمَّ أَتْبَعَ سَبَبًا، حَتَّى إِذَا بَلَغَ بَيْنَ السَّدَّيْنِ} فهذا معنى قوله: في الثلاثة، والأولى أن يقرأ أول بيت الشاطبي: وأتبع خفف بالواو وتكون الواو للعطف أتت
[إبراز المعاني من حرز الأماني: 3/343]
للفصل، ويقع في كثير من النسخ فأتبع بالفاء وليس جيدا؛ إذ ليس الجميع بلفظ فأتبع بالفاء إنما الأول وحده بالفاء والآخران خاليان منهما، ولم ينبه على قطع الهمزة ولا بد منه، فليته قال: وأتبع كل اقطع هنا خفف ذاكر؛ أي: كله وذهب التنوين؛ لالتقاء الساكنين والتخفيف والتشديد لغتان وهما بمعنى تبع كعلم قال الله تعالى: {فَمَنْ تَبِعَ هُدَايَ}.
في البقرة وقال في طه: {فَمَنِ اتَّبَعَ} وقال: {فَأَتْبَعَهُ شِهَابٌ ثَاقِبٌ}، {فَأَتْبَعُوهُمْ مُشْرِقِينَ}، وهذه المواضع مجمع عليها، واختلف هنا وفي الذي في آخر الأعراف والشعراء، وقيل: "أتبَعَ" يتعدى إلى لمفعولين بدليل: {وَأَتْبَعْنَاهُمْ فِي هَذِهِ الدُّنْيَا لَعْنَةً}.
فالتقدير: أتبع أمره سببا وقيل: اتبع الحق واتبع بمعنى، واختار أبو عبيد قراءة التشديد، قال: لأنها من المسير إنما هي افتعل من قولك: تبعت القوم، أما الإتباع بهمز الألف فإنما معناه اللحاق كقولك: {فَأَتْبَعُوهُمْ مُشْرِقِينَ}، {فَأَتْبَعَهُ شِهَابٌ}، ونحوه، واختار الفراء قراءة التخفيف فقال: "أتبع" أحسن من "اتبع"؛ لأن اتبعت الرجل إذا كان يسير وأنت تسير وراءه فإذا قلت: أتبعته فكأنك قفوته، قال أبو جعفر النحاس: وغيره الحق أنهما لغتان بمعنى السير، فيجوز أن يكون معه اللحاق وأن لا يكون.
قلت: ومعنى الآية: {وَآتَيْنَاهُ مِنْ كُلِّ شَيْءٍ}؛ أي: من أسباب كل شيء أراده من أغراضه ومقاصده في ملكه سببا طريقا موصلا إليه، والسبب ما يتوصل به إلى المقصود من علم أو قدرة، وآلة: فأراد بلوغ
[إبراز المعاني من حرز الأماني: 3/344]
المغرب، {فَأَتْبَعَ سَبَبًا} يوصله إليه: "حتى بلغ"، وكذلك أراد بلوغ المشرق، {فَأَتْبَعَ سَبَبًا}، وأراد بلوغ السدين {فَأَتْبَعَ سَبَبًا}،
هذه عبارة الزمخشري في ذلك، وقال أبو علي: {وَآتَيْنَاهُ مِنْ كُلِّ شَيْءٍ} بالخلق إليه حاجة سببا؛ أي: علما ومعونة له على ما مكناه فيه فاتجه في كل وجه وجهناه له، وأمرناه به للسبب الذي ينال به صلاح ما مكن منه). [إبراز المعاني من حرز الأماني: 3/345] (م)
- قال عبد الفتاح بن عبد الغني بن محمد القاضي (ت: 1403هـ): (849 - فأتبع خفّف في الثلاثة ذاكرا = وحامية بالمدّ صحبته كلا
850 - وفي الهمز ياء عنهمو وصحابهم = جزاء فنوّن وانصب الرّفع واقبلا
قرأ ابن عامر والكوفيون: فَأَتْبَعَ سَبَباً، ثُمَّ أَتْبَعَ سَبَباً معا بقطع الهمزة مفتوحة مع تخفيف التاء ساكنة في المواضع الثلاثة، وقرأ أهل سما بوصل الهمزة وتشديد التاء مفتوحة في المواضع المذكورة). [الوافي في شرح الشاطبية: 314] (م)
قال محمد بن محمد بن محمد بن علي ابن الجزري (ت: 833هـ): ( (وَاخْتَلَفُوا) فِي: فَأَتْبَعَ سَبَبًا ثُمَّ أَتْبَعَ سَبَبًا فِي الْمَوَاضِعِ الثَّلَاثَةِ فَقَرَأَ ابْنُ عَامِرٍ، وَالْكُوفِيُّونَ بِقَطْعِ الْهَمْزَةِ، وَإِسْكَانِ التَّاءِ فِيهِنَّ، وَقَرَأَ الْبَاقُونَ بِوَصْلِ الْهَمْزَةِ وَتَشْدِيدِ التَّاءِ فِي الثَّلَاثَةِ، وَانْفَرَدَ بِذَلِكَ الشَّذَائِيُّ عَنِ الرَّمْلِيِّ عَنِ الصُّورِيِّ عَنِ ابْنِ ذَكْوَانَ لَمْ يَرْوِهِ غَيْرُهُ). [النشر في القراءات العشر: 2/314] (م)
- قال محمد بن محمد بن محمد بن علي ابن الجزري (ت: 833هـ): (قرأ ابن عامر والكوفيون {فأتبع سببًا} [85] {ثم أتبع سببًا} الثلاثة [85، 89، 92] بقطع الهمزة وإسكان التاء مخففة، والباقون بوصل الهمزة وتشديد التاء في الثلاثة.
وانفرد به الشذائي عن الصوري عن ابن ذكوان). [تقريب النشر في القراءات العشر: 587] (م)
قال محمد بن محمد بن محمد بن علي ابن الجزري (ت: 833هـ) : (755- .... أتبع الثّلاث كم كفى = .... .... .... .... ). [طيبة النشر: 84] (م)
- قال محمد بن محمد بن محمد بن علي ابن الجزري (ت: 833هـ) : ( (ص) ف (ظ) نّ اتبع الثّلاث (ك) م (كفى) = حامية حمئة واهمز (أ) فا
أراد أن ابن عامر والكوفيين قرءوا «اتّبع» في الثلاثة التي في هذه السورة بقطع
[شرح طيبة النشر لابن الجزري: 269]
الهمزة وإسكان التاء كلفظه، والباقون بوصل الهمزة وتشديد التاء في الثلاثة وهما لغتان). [شرح طيبة النشر لابن الجزري: 270] (م)
- قال محب الدين محمد بن محمد بن محمد النُّوَيْري (ت: 857هـ): (وقرأ ذو كاف (كم) ابن عامر و(كفا) الكوفيون: فأتبع سببا [85] ثمّ أتبع [89] ثمّ أتبع [92] بقطع الهمزة وتخفيف التاء.
والباقون بوصل الهمزة وفتح التاء وتشديدها في الثلاثة.
تنبيه:
علم قطع الهمزة وسكون التاء من لفظه، وعلم وصلها، وفتح التاء المشددة من الجمع، وتبعت الشيء: قفوته، تحقيقا أو تقديرا، واتبعه: (افتعل) منه على حد (اقتدى) أو (اكتسب)، ومن ثم قرن أصل النجاة بـ (اتبع) وعدم الخوف بـ (يتّبع)، (وأتبع) بمعناه أو معدى بالهمزة إلى ثان نحو وأتبعنهم في هذه الدّنيا لعنة [القصص: 42] أي: جعلناها لاحقة لهم.
وقال الفراء: اتّبعه: سار معه، وأتبعه: سار خلفه. فوجه التخفيف جعله (أتبع) بأحد المعاني، وأحد المفعولين محذوف، أي: أتبع أمره أو سببا سببا. ووجه التشديد جعله (افتعل)، فأدغم [أولى التاءين في الأخرى] ). [شرح طيبة النشر للنويري: 2/435] (م)
قال أحمد بن محمد بن البناء الدمياطي (ت: 1117هـ): (واختلف في "فأتبع سببا، ثم أتبع سببا" [الآية: 85، 89، 92] في الثلاثة فابن عامر وعاصم وحمزة والكسائي وخلف بقطع الهمزة وإسكان التاء في الكل، وافقهم الأعمش، والباقون بوصل الهمزة وتشديد التاء مفتوحة والقراءتان بمعنى واحد، والفعل متعد لواحد، وقيل أتبع بالقطع متعد لاثنين حذف أحدهما أي: أتبع أمره سببا). [إتحاف فضلاء البشر: 2/223] (م)
قال علي بن محمد الصفاقسي (ت: 1118هـ): ( {فاتبع سببا} و{ثم اتبع سببا} [89 – 92] معًا، قرأ الشامي والكوفيون بقطع الهمزة، وإسكان التاء في الثلاثة، والباقون بوصل الهمزة، وتشديد التاء في الثلاثة). [غيث النفع: 829] (م)
قال د. عبد اللطيف الخطيب (م): ( {ثُمَّ أَتْبَعَ سَبَبًا (92)}
{أَتْبَعَ}
- تقدم في الآيتين/85 و89 قراءتان:
- أتبع: بالتخفيف وقطع الهمز.
- واتبع: بتشديد التاء والوصل). [معجم القراءات: 5/297]
قوله تعالى: {حَتَّىٰ إِذَا بَلَغَ بَيْنَ السَّدَّيْنِ وَجَدَ مِنْ دُونِهِمَا قَوْمًا لَا يَكَادُونَ يَفْقَهُونَ قَوْلًا (93)}
قال أبو بكر أحمد بن موسى ابن مجاهد التميمي البغدادي (ت: 324هـ): (34 - وَاخْتلفُوا في ضم السِّين وَفتحهَا من قَوْله {بَين السدين} 93 {وَبينهمْ سدا} 94
فَقَرَأَ ابْن كثير وَأَبُو عَمْرو {بَين السدين} {وَبينهمْ سدا} بِفَتْح السِّين
وقرآ في يس {من بَين أَيْديهم سدا وَمن خَلفهم سدا} 9 بِضَم السِّين
وَحَفْص عَن عَاصِم ينصب ذَلِك كُله وَقَرَأَ نَافِع وَعَاصِم في رِوَايَة أَبي بكر بِضَم السِّين في ذَلِك كُله وَكَذَلِكَ ابْن عَامر
وَقَرَأَ حَمْزَة والكسائي بِضَم {بَين السدين} وَحدهَا وبفتح {وَبينهمْ سدا} و{من بَين أَيْديهم سدا وَمن خَلفهم سدا}). [السبعة في القراءات: 399]
قال أبو بكر أحمد بن موسى ابن مجاهد التميمي البغدادي (ت: 324هـ): (35 - وَاخْتلفُوا في فتح الْيَاء وَضمّهَا من قَوْله {يفقهُونَ قولا} 93
فَقَرَأَ ابْن كثير وَنَافِع وَأَبُو عَمْرو وَعَاصِم وَابْن عَامر {يفقهُونَ قولا} بِفَتْح الْيَاء
وَقَرَأَ حَمْزَة والكسائي {يفقهُونَ} بِضَم الْيَاء). [السبعة في القراءات: 399]
قال أبو بكر أحمد بن الحسين ابن مهران الأصبهاني (ت: 381هـ): ( (سدا والسدين) بالفتح وفي (يس) بالضم مكي، وأبو عمرو (والسدين) بالضم فقط كوفي، - غير عاصم - حفص كله بالفتح). [الغاية في القراءات العشر: 311] (م)
قال أبو بكر أحمد بن الحسين ابن مهران الأصبهاني (ت: 381هـ): ( (يفقهون) بضم الياء كوفي - غير عاصم –). [الغاية في القراءات العشر: 311]
قال أبو الفضل محمد بن جعفر الخزاعي الجرجاني (ت: 408هـ): ( (بين السدين) [93]: بفتح السين مكي، وأبو عمرو، وحفص.
[المنتهى: 2/811]
(يفقهون) [93]: بضم الياء هما، وخلف). [المنتهى: 2/812]
قال مكي بن أبي طالب القَيْسِي (ت: 437هـ): (قرأ ابن كثير وأبو عمرو وحفص (السدين) بفتح السين، وضمها الباقون، قرأ نافع وابن عامر وأبو بكر (سدًا) بضم السين، وفتحها الباقون). [التبصرة: 263]
قال مكي بن أبي طالب القَيْسِي (ت: 437هـ): (قرأ حمزة والكسائي (يفقهون) بضم الياء وكسر القاف، وقرأ الباقون بفتح الياء والقاف). [التبصرة: 263]
قال أبو عمرو عثمان بن سعيد الداني (ت: 444هـ): (ابن كثير، وأبو عمرو، وحفص: {بين السدين} (93): بفتح السين.
والباقون: بضمها). [التيسير في القراءات السبع: 353]
قال أبو عمرو عثمان بن سعيد الداني (ت: 444هـ): (حمزة، والكسائي: {يفقهون قولا} (93): بضم الياء، وكسر القاف.
والباقون: بفتحهما). [التيسير في القراءات السبع: 353]
- قال محمد بن محمد بن محمد بن علي ابن الجزري (ت: 833هـ) :(ابن كثير وأبو عمرو وحفص: (بين السدين) بفتح السّين والباقون بضمها.
حمزة والكسائيّ وخلف: (يفقهون) بضم الياء وكسر القاف.
[تحبير التيسير: 448]
والباقون بفتحهما). [تحبير التيسير: 449]
قال أبو القاسم يوسف بن علي بن جبارة الهذلي المغربي (ت: 465هـ): ( (السَّدَّيْنِ)، و(سَدًّا) بالفتح فيهما حيث وقع الزَّعْفَرَانِيّ، وحفص، وهارون، ومحبوب عن أَبِي عَمْرٍو وافق مكي غير ابْن مِقْسَمٍ وأَبُو عَمْرٍو ها هنا وافق كوفي غير قاسم، وعَاصِم إلا حفصا في النكرة، الباقون بالرفع، وهو الاختيار؛ لموافقة أهل المدينة، واختلف عن الحسن، وقَتَادَة، والْجَحْدَرِيّ فروى عنهم الرفع والنصب جميعًا). [الكامل في القراءات العشر: 593] (م) قال أبو القاسم يوسف بن علي بن جبارة الهذلي المغربي (ت: 465هـ): ( (يَفْقَهُونَ) بضم الياء وكسر القاف كوفي غير قاسم، وعَاصِم، ومحمد بْن سَعْدَانَ، الباقون بفتحتين وهو الاختيار لقوله: (لَا يَكَادُونَ يَفْقَهُونَ حَدِيثًا) ). [الكامل في القراءات العشر: 593]
قال أحمد بن علي بن خلف ابن الباذش الأنصاري (ت: 540هـ): ([93]- {بَيْنَ السَّدَّيْنِ} بفتح السين: ابن كثير وأبو عمرو وحفص.
[93]- {يَفْقَهُونَ} بضم الياء: حمزة والكسائي). [الإقناع: 2/692]
قال القاسم بن فيرُّه بن خلف الشاطبي (ت: 590هـ): (851 - عَلَى حَقٍّ السُّدَّيْنِ سُدًّا صِحَابُ حَقْـ = ـقٍ الضَّمُّ مَفْتُوحٌ وَيس شِدْ عُلاَ). [الشاطبية: 67] (م)
قال القاسم بن فيرُّه بن خلف الشاطبي (ت: 590هـ): (852- .... .... .... .... = وَفِي يَفْقَهُونَ الضَّمُّ وَالْكَسْرُ شكِّلاَ). [الشاطبية: 67]
- قال علم الدين علي بن محمد السخاوي (ت: 643هـ): ([851] (عـ)ـلى (حق) السدين سدا (صحاب) (حقـ) = ـق الضم مفتوح وياسين (شـ)ـد (عـ)ـلا
...
وفتح حفص وابن كثير وأبو عمرو ضمة السين من {السدين}، وهو قوله: (على حق السدین).
ووافقهم على ذلك في {سدا} حمزة والكسائي، وهو قوله: (سدا صحاب حق).
وانفرد بذلك في يس، حفص وحمزة والكسائي في قوله تعالى: {سدًا ومن خلفهم سدًا}، وهو قوله: (وياسين شد علا).
الكسائي: «هما سواء».
أبو عبيدة: «ما هو من فعل الله تعالى بالضم، وما سده الآدمي بالفتح»). [فتح الوصيد: 2/1081] (م)
- قال علم الدين علي بن محمد السخاوي (ت: 643هـ): ([852] ويأجوج مأجوج اهمز الكل (نـ)ـاصرا = وفي يفقهون الضم والكسر (شـ)ـكلا
...
و{يفقهون} بالضم، لعجمة ألسنتهم.
وبالفتح، لجهلهم بلسان من يخاطبهم.
والألف في (شكلا)، للضم والكسر؛ أي جعلا شكلا في (يفقهون) ). [فتح الوصيد: 2/1083]
- قال محمد بن أحمد الموصلي (شعلة) (ت: 656هـ): ([851] على حق السدين سدًّا صحاب حق = ق الضم مفتوحٌ ويسن شد علا
ح: (على حق): جار ومجرور خبر (السدين)، (سدًا): مبتدأ، (صحاب حق): خبر، أي: قرأ: {سدًّا} صحاب حق، (الضم مفتوحٌ): مبتدأ وخبر، بيان القراءة، أي: مفتوح في: {السدين} و{سدًّا}، و(شُد): أمرٌ من (شاد
[كنز المعاني: 2/407]
البناء): إذا رفعه، (عُلا): مفعول، (يس): ظرفه بحذف الجار، والمراد: ارفع بناء عُلاك، أي: بفتح ضم {سدًّا} في يس.
ص: قرأ أبو عمرو وابن كثير وحفص: {بلغ بين السدي} [93]، وهم وحمزة والكسائي – المعبر عنهم بقوله: صحاب حق-: {بيننا وبينهم سدًا} [94] بفتح السين فيهما، والباقون بضم السين، لغتان، أو المفتوح مصدر، والمضموم اسم، أو المضموم ما كان خلقيًّا والمفتوح ما كان مصنوعًا.
وأما في يس: {من بين أيديهم سدًا ومن خلفهم سدًا} [9]، فحمزة والكسائي وحفص يفتحون السين، والباقون: يضمونها
[852] ويأجوج مأجوج اهمز الكل ناصرًا = وفي يفقهون الضم والكسر شكلا
[كنز المعاني: 2/408]
ب: (التشكيل): جعل الشكل.
ح: (يأجوج): مبتدأ، (مأجوج): عطف بحذف العاطف، (اهمز الكل): خبر، واللام: عوض عن العائد، (ناصرًا): حال من الفاعل، (الضم): مبتدأ، و(الكسر): عطف، (شكلا): بألف التثنية خبره، (في : يفقهون): ظرفه.
ص: قرأ عاصم: {إن يأجوج ومأجوج مفسدون} هنا [94]، و{حتى إذا فُتحت يأجوج ومأجوج} في الأنبياء [96]، والمراد بـ (الكل): الألفاظ الأربعة بهمزٍ على أنهما اسمان مشتقان من أجيج النار، أي: ضوءها، وووزنهما: (يفعول) و (مفعول) منعا من الصرف للتأنيث والعلمية؛ لأنهما اسما قبيلتين، والباقون: بلا همز؛ لأنهما أعجميان عندهم، منعا من الصرف للعجمة والعلمية، فوزنهما: (فاعلول)، كـ {طالوت} [البقرة: 247]، و{جالوت} [البقرة: 251]، أو عربيان مشتقان، خفف همزهما بالإبدال.
وقرأ حمزة والكسائي: {لا يكادون يفقهون} [83] بضم الياء وكسر القاف، أي: يفقهون غيرهم قولًا، والباقون: {يفقهون} بفتح الياء والقاف من الثلاثي، أي: لا يفقهون قول غيرهم). [كنز المعاني: 2/409] (م)
- قال أبو شامة عبد الرحمن بن إسماعيل الدمشقي (ت: 665هـ): (851- "عَلَى حَـ"ـقٍّ السُّدَّيْنِ سُدًّا "صِحَابُ حَقٍْ"،.. الضَّمُّ مَفْتُوحٌ وَيس "شِـ"ـدْ "عُـ"ـلا
[إبراز المعاني من حرز الأماني: 3/346]
رمز في المواضع الثلاثة لمن فتح السين فيها والفتح والضم لغتان فموضعان منها هنا: {حَتَّى إِذَا بَلَغَ بَيْنَ السَّدَّيْنِ}، {عَلَى أَنْ تَجْعَلَ بَيْنَنَا وَبَيْنَهُمْ سَدًّا} والذي في يس موضعان: {وَجَعَلْنَا مِنْ بَيْنِ أَيْدِيهِمْ سَدًّا وَمِنْ خَلْفِهِمْ سَدًّا}.
أي: الضم مفتوح فيهما وفي يس، ولولا أن الخلاف في السين واقع بين الضم والفتح دون الرفع والنصب لكان قوله: على حق السدين وهما أنه بالضم لإطلاقه ويكون قوله: الضم مفتوح مختصا بـ "سدّا"، ولكن ما ذكره في الخطبة من قوله: وفي الرفع والتذكير والغيب مختص بالرفع والرفع غير الضم على ما سبق بيانه هنالك وشد علا من شاد البناء إذا رفعه وطلاه بالشيد وهو الجص: وعلا: جمع عليا أو مفرد). [إبراز المعاني من حرز الأماني: 3/347] (م)
- قال أبو شامة عبد الرحمن بن إسماعيل الدمشقي (ت: 665هـ): (ويفقهون بفتح الياء والقاف؛ أي: لا يفقهون؛ لجهلهم بلسان من
[إبراز المعاني من حرز الأماني: 3/348]
يخاطبهم وبضم الياء وكسر القاف لا يفهمون غيرهم قولا لعجمة ألسنتهم فالمفعول الأول محذوف نحو: {لِيُنْذِرَ بَأْسًا شَدِيدًا} أو الألف في شكلا للضم والكسر أي: جعلا شكلا في يفقهون). [إبراز المعاني من حرز الأماني: 3/349]
- قال عبد الفتاح بن عبد الغني بن محمد القاضي (ت: 1403هـ): (851 - على حقّ السّدّين سدّا صحاب حق = ق الضّمّ مفتوح وياسين شد علا
قرأ حفص وابن كثير وأبو عمرو: بَيْنَ السَّدَّيْنِ. بفتح ضم السين. وقرأ ابن كثير وأبو عمرو وحفص وحمزة والكسائي: وَبَيْنَهُمْ سَدًّا هنا. بفتح ضم السين. وقرأ حفص وحمزة والكسائي: وَجَعَلْنا مِنْ بَيْنِ أَيْدِيهِمْ سَدًّا وَمِنْ خَلْفِهِمْ سَدًّا في يس بفتح ضم السين، وقرأ المسكوت عنهم في كل ترجمة بضم السين). [الوافي في شرح الشاطبية: 314] (م)
- قال عبد الفتاح بن عبد الغني بن محمد القاضي (ت: 1403هـ): (852 - .... .... .... .... .... = وفي يفقهون الضّمّ والكسر شكّلا
....
وقرأ حمزة والكسائي: لا يكادون يفقهون بضم الياء وكسر القاف، وقرأ غيرهما بفتح الياء والقاف.
قال محمد بن محمد بن محمد بن علي ابن الجزري (ت: 833هـ): (151- .... .... .... .... .... = .... .... ضَمُّ سَدَّيْنِ حُوِّلَا
152 - كَسَدًّا هُنَا .... .... .... = .... .... .... .... .... ). [الدرة المضية: 32] (م)
- قال محمد بن الحسن بن محمد المنير السمنودي (ت: 1199هـ): (وقوله: ضم سدين حولا أي قرأ يعقوب أيضًا {وبينهم سدا} [94] بضم السين وعلم من الوفاق لأبي جعفر كذلك ولخلف بالفتح، واحترز بقوله هنا عن موضعي يس فإنهم كأصحابهم فيهما فلخلف الفتح والآخرين الضم). [شرح الدرة المضيئة: 169] (م)
قال محمد بن محمد بن محمد بن علي ابن الجزري (ت: 833هـ): ( (وَاخْتَلَفُوا) فِي: بَيْنَ السَّدَّيْنِ فَقَرَأَ ابْنُ كَثِيرٍ وَأَبُو عَمْرٍو وَحَفْصٌ بِفَتْحِ السِّينِ، وَقَرَأَ الْبَاقُونَ بِضَمِّهَا). [النشر في القراءات العشر: 2/315]
قال محمد بن محمد بن محمد بن علي ابن الجزري (ت: 833هـ): ( (وَاخْتَلَفُوا) فِي: يَفْقَهُونَ فَقَرَأَ حَمْزَةُ وَالْكِسَائِيُّ وَخَلَفٌ بِضَمِّ الْيَاءِ وَكَسْرِ الْقَافِ، وَقَرَأَ الْبَاقُونَ بِفَتْحِ الْيَاءِ وَالْقَافِ). [النشر في القراءات العشر: 2/315]
- قال محمد بن محمد بن محمد بن علي ابن الجزري (ت: 833هـ): (قرأ ابن كثير وأبو عمرو وحفص {السدين} [93] بفتح السين، والباقون بضمها). [تقريب النشر في القراءات العشر: 588]
- قال محمد بن محمد بن محمد بن علي ابن الجزري (ت: 833هـ): (قرأ حمزة والكسائي وخلف {يفقهون} [93] بضم الياء وكسر القاف، والباقون بفتحهما). [تقريب النشر في القراءات العشر: 588]
قال محمد بن محمد بن محمد بن علي ابن الجزري (ت: 833هـ) : (756- .... .... .... .... .... = .... افتح ضمّ سدّين عزا
757 - حبرٌ وسدًّا حكم صحبٍ دبرا = ياسين صحبٌ .... .... .... ). [طيبة النشر: 84] (م)
قال محمد بن محمد بن محمد بن علي ابن الجزري (ت: 833هـ) : (757- .... .... .... .... .... = .... .... يفقهوا ضمّ اكسرا
758 - شفا .... .... .... .... = .... .... .... .... .... ). [طيبة النشر: 84]
- قال محمد بن محمد بن محمد بن علي ابن الجزري (ت: 833هـ) : (قوله: (افتح ضم سدين) أي قرأ حفص وابن كثير وأبو عمرو كما رمز لهم في أول البيت الآتي «حتى إذا بلغ بين السّدين» بفتح ضم السين، والباقون بضمها.
(حبر) وسدّا (ح) كم (صحب) (د) برا = ياسين (صحب) يفقهوا ضمّ اكسرا
أي وفتح السين من سدا كذلك أبو عمرو وحمزة والكسائي وخلف وحفص وابن كثير، وكذلك قرأ حمزة والكسائي وخلف وحفص «وجعلنا من بين أيديهم سدّا ومن خلفهم سدا» في يس، والباقون بالضم؛ فالمدنيان وابن عامر وأبو بكر ويعقوب ضموا الأربعة، وابن كثير وأبو عمرو فتحا لفظي الكهف وضما لفظي، يس وحفص بفتح الأربعة، وحمزة والكسائي وخلف فتحوا موضعي يس وسدا في الكهف، والضم والفتح لغتان). [شرح طيبة النشر لابن الجزري: 270] (م)
- قال محمد بن محمد بن محمد بن علي ابن الجزري (ت: 833هـ) : (قوله: (يفقهوا) يريد قوله تعالى «لا يكادون يفقهون» قرأه بضم الياء وكسر القاف حمزة والكسائي وخلف كما في أول البيت الآتي، من أفقهه كذا: جعله فاقها فأفهمه، منقول من أفقه المتعدي لواحد فالمفعول الأول محذوف: أي لا يفقهون غيرهم قولا، والباقون بفتح الياء والقاف أي لا يفقهون لسان غيرهم). [شرح طيبة النشر لابن الجزري: 270]
قال أحمد بن محمد بن البناء الدمياطي (ت: 1117هـ): (واختلف في "بَيْنَ السُّدَّيْن" [الآية: 93] فابن كثير وأبو عمرو وحفص بفتح السين وافقهم ابن محيصن واليزيدي، والباقون بضمها لغتان بمعنى واحد، وقيل: المضموم لما خلقه الله تعالى، والمفتوح لما عمله الناس وتعقب). [إتحاف فضلاء البشر: 2/225] قال أحمد بن محمد بن البناء الدمياطي (ت: 1117هـ): (واختلف في "يُفْقِهُون" [الآية: 93] فحمزة والكسائي وخلف بضم الياء وكسر القاف من أفقه غيره معدى بالهمزة، فالمفعول الأول محذوف قال في البحر: أي: لا يفقهون السامع كلامهم، وافقهم الأعمش، والباقون بفتح الباء والقاف من فقه الثلاثي فيتعدى إلى واحد، أي: لا يفقهون كلام غيرهم لجهلهم بلسان من يخاطبهم، وقلة فطنتهم). [إتحاف فضلاء البشر: 2/225]
قال علي بن محمد الصفاقسي (ت: 1118هـ): ( {السدين} [93] قرأ المكي وبصري وحفص بفتح السين، والباقون بالضم). [غيث النفع: 829]
قال علي بن محمد الصفاقسي (ت: 1118هـ): ( {يفقهون} قرأ الأخوان بضم الياء، وكسر القاف، والباقون بفتحهما). [غيث النفع: 830]
قال د. عبد اللطيف الخطيب (م): ( {حَتَّى إِذَا بَلَغَ بَيْنَ السَّدَّيْنِ وَجَدَ مِنْ دُونِهِمَا قَوْمًا لَا يَكَادُونَ يَفْقَهُونَ قَوْلًا (93)}
{السَّدَّيْنِ}
- قرأ ابن كثير وأبو عمرو وحفص عن عاصم وأبو زيد عن المفضل
[معجم القراءات: 5/297]
ومجاهد وعكرمة والنخعي وابن محيصن واليزيدي (السدين) بفتح السين.
- وقرأ نافع وابن عامر وحمزة والكسائي وأبو بكر عن عاصم وأبو جعفر ويعقوب وخلف (السدين) بضم السين.
قال الكسائي: (هما لغتان بمعنى واحد).
وقيل: المضموم لما خلقه الله تعالى، والمفتوح لما عمله الناس.
وقال الخليل وسيبويه: (بالضم الاسم، وبالفتح المصدر).
- وروي عن أبي عمرو أنه قرأ (السودين).
{يَفْقَهُونَ}
- قرأ ابن كثير ونافع وابن عامر وأبو عمرو وعاصم من طريق حفص وأبي بكر وأبو جعفر ويعقوب (يفقهون) بفتح الياء والقاف: من فقه يفقه، من باب علم.
[معجم القراءات: 5/298]
- وقرأ حمزة والكسائي والأعمش وابن أبي ليلى وخلف وابن عيسى الأصبهاني (يفقهون) بضم الياء وكسر القاف، من (أفقه)، أي لا يفهمون السامع كلامهم، وعلى هذا التقدير يكون المفعول الأول محذوفًا.
أي: لا يكادون يفقهون السامع كلامهم ولا يبينونه؛ لأن لغتهم غريبة مجهولة). [معجم القراءات: 5/299]
قوله تعالى: {قَالُوا يَا ذَا الْقَرْنَيْنِ إِنَّ يَأْجُوجَ وَمَأْجُوجَ مُفْسِدُونَ فِي الْأَرْضِ فَهَلْ نَجْعَلُ لَكَ خَرْجًا عَلَىٰ أَنْ تَجْعَلَ بَيْنَنَا وَبَيْنَهُمْ سَدًّا (94)}
قال أبو بكر أحمد بن موسى ابن مجاهد التميمي البغدادي (ت: 324هـ): (36 - وَاخْتلفُوا في همز {يَأْجُوج وَمَأْجُوج} 94
فَقَرَأَ عَاصِم وَحده {يَأْجُوج وَمَأْجُوج} مهموزين هَهُنَا وفي الْأَنْبِيَاء 96 وقرا الْبَاقُونَ بِغَيْر همز في الْمَوْضِعَيْنِ). [السبعة في القراءات: 399]
قال أبو بكر أحمد بن موسى ابن مجاهد التميمي البغدادي (ت: 324هـ): (37 - وَاخْتلفُوا في قَوْله {فَهَل نجْعَل لَك خرجا} 94 وَقَوله في الْمُؤمنِينَ {أم تَسْأَلهُمْ خرجا فخراج رَبك خير} الْمُؤْمِنُونَ 72
فَقَرَأَ ابْن كثير وَنَافِع وَعَاصِم وَأَبُو عَمْرو {لَك خرجا} بِغَيْر ألف وفي الْمُؤمنِينَ {خرجا} بِغَيْر ألف {فخراج رَبك} الْأَخير بِأَلف
وَقَرَأَ ابْن عَامر أَيْضا {خرجا} بِغَيْر ألف وفي الْمُؤمنِينَ {خرجا} بِغَيْر ألف (فَخرج رَبك) بِغَيْر ألف في الثَّلَاثَة
وَقَرَأَ حَمْزَة والكسائي ثلاثهن بِالْألف). [السبعة في القراءات: 400]
قال أبو بكر أحمد بن الحسين ابن مهران الأصبهاني (ت: 381هـ): ( (سدا والسدين) بالفتح وفي (يس) بالضم مكي، وأبو عمرو (والسدين) بالضم فقط كوفي، - غير عاصم - حفص كله بالفتح). [الغاية في القراءات العشر: 311] (م)
قال أبو بكر أحمد بن الحسين ابن مهران الأصبهاني (ت: 381هـ): ( (يأجوج ومأجوج) مهموز عاصم - غير الشموني –). [الغاية في القراءات العشر: 312]
قال أبو بكر أحمد بن الحسين ابن مهران الأصبهاني (ت: 381هـ): ( (خراجا) (وفي المؤمنين) (فخراج) (شامي) كله بألف كوفي - غير عاصم - الباقون (خرجا) (فخراج ربك) ). [الغاية في القراءات العشر: 312]
قال أبو الفضل محمد بن جعفر الخزاعي الجرجاني (ت: 408هـ): ( (يأجوج ومأجوج) [94]، وفي الأنبياء [96]: بالهمز عاصم إلا الشموني.
(خرجًا) [94]، وفي {قد أفلح} {خرجًا فخرج} [72]: بغير ألف فيهن دمشقي. بضده ها، وخلف. الباقون {فخراج} بألف فقط.
{وبينهم سدًا} [94]: بفتح السين أبو عمرو، ومكي، وكوفي غير أبي بكر، والمفضل). [المنتهى: 2/812]
قال مكي بن أبي طالب القَيْسِي (ت: 437هـ): (قرأ عاصم (يأجوج ومأجوج) هنا وفي الأنبياء بالهمز، وقرأهما الباقون بغير همز). [التبصرة: 264]
قال مكي بن أبي طالب القَيْسِي (ت: 437هـ): (قرأ حمزة والكسائي (خراجًا) بألف، وقرأ الباقون (خرجا) بغير ألف وإسكان الراء). [التبصرة: 264]
قال أبو عمرو عثمان بن سعيد الداني (ت: 444هـ): (عاصم: {إن يأجوج ومأجوج} (94)، هنا، وفي الأنبياء (96): بهمزهما.
والباقون: بغير همز). [التيسير في القراءات السبع: 353]
قال أبو عمرو عثمان بن سعيد الداني (ت: 444هـ): (حمزة، والكسائي: {لك خراجا} (94)، هنا، وفي المؤمنين (72): بألف.
والباقون: بغير ألف). [التيسير في القراءات السبع: 353]
قال أبو عمرو عثمان بن سعيد الداني (ت: 444هـ): (نافع، وابن عامر، وأبو بكر: {وبينهم سدا} (94): بضم السين.
والباقون: بفتحها). [التيسير في القراءات السبع: 353]
- قال محمد بن محمد بن محمد بن علي ابن الجزري (ت: 833هـ) : (عاصم: (إن يأجوج ومأجوج) هنا وفي الأنبياء بهمزهما، والباقون بغير همز.
حمزة والكسائيّ وخلف: (لك خراجا) هنا وفي المؤمنين بألف والباقون بغير ألف.
نافع وأبو جعفر وابن عامر ويعقوب وأبو بكر (وبينهم سدا) بضم السّين، والباقون بفتحها). [تحبير التيسير: 449]
قال أبو القاسم يوسف بن علي بن جبارة الهذلي المغربي (ت: 465هـ): ( (السَّدَّيْنِ)، و(سَدًّا) بالفتح فيهما حيث وقع الزَّعْفَرَانِيّ، وحفص، وهارون، ومحبوب عن أَبِي عَمْرٍو وافق مكي غير ابْن مِقْسَمٍ وأَبُو عَمْرٍو ها هنا وافق كوفي غير قاسم، وعَاصِم إلا حفصا في النكرة، الباقون بالرفع، وهو الاختيار؛ لموافقة أهل المدينة، واختلف عن الحسن، وقَتَادَة، والْجَحْدَرِيّ فروى عنهم الرفع والنصب جميعًا). [الكامل في القراءات العشر: 593] (م) قال أبو القاسم يوسف بن علي بن جبارة الهذلي المغربي (ت: 465هـ): (" خَرَاجًا "، وفي الموضعين بألف الحسن، والزَّعْفَرَانِيّ، وابْن مِقْسَمٍ، وكوفي غير عَاصِم، وقاسم، وابْن سَعْدَانَ وافق قاسم في المؤمنين ابن عامر في الكل بغير ألف، الباقون بالتوحيد إلا في (خَرَاجُ رَبِّكَ) فإنه بالألف،
[الكامل في القراءات العشر: 593]
وهو الاختيار ليفرق بين مال جعله الآدمي وبين ما وضعه اللَّه، مجاهد (خَرَاجًا) الأول في " قد أفلح " بالألف). [الكامل في القراءات العشر: 594]
قال أحمد بن علي بن خلف ابن الباذش الأنصاري (ت: 540هـ): ([94]- {خَرْجًا} هنا، وفي {قَدْ أَفْلَحَ}، و{خَرْجًا فَخَرَاجُ} [72] بغير ألفين فيهن: ابن عامر.
بضده: حمزة والكسائي.
الباقون {فَخَرَاجُ} بألف فقط.
[94]- {وَبَيْنَهُمْ سَدًّا} بضم السين: نافع وابن عامر وأبو بكر). [الإقناع: 2/692]
قال القاسم بن فيرُّه بن خلف الشاطبي (ت: 590هـ): (851 - عَلَى حَقٍّ السُّدَّيْنِ سُدًّا صِحَابُ حَقْـ = ـقٍ الضَّمُّ مَفْتُوحٌ وَيس شِدْ عُلاَ). [الشاطبية: 67] (م)
قال القاسم بن فيرُّه بن خلف الشاطبي (ت: 590هـ): (852 - وَيَأْجُوجَ مَأْجُوجَ اهْمِزِ الْكُلَّ نَاصِراً = .... .... .... .... ). [الشاطبية: 67]
قال القاسم بن فيرُّه بن خلف الشاطبي (ت: 590هـ): (853 - وَحَرِّكْ بِهاَ وَالمُؤْمِنينَ وَمُدَّهُ = خَرَاجاً شَفَا وَاعْكِسْ فَخَرْجُ لَهُ مُلاَ). [الشاطبية: 67]
- قال علم الدين علي بن محمد السخاوي (ت: 643هـ): ([851] (عـ)ـلى (حق) السدين سدا (صحاب) (حقـ) = ـق الضم مفتوح وياسين (شـ)ـد (عـ)ـلا ...
وفتح حفص وابن كثير وأبو عمرو ضمة السين من {السدين}، وهو قوله: (على حق السدین).
ووافقهم على ذلك في {سدا} حمزة والكسائي، وهو قوله: (سدا صحاب حق).
وانفرد بذلك في يس، حفص وحمزة والكسائي في قوله تعالى: {سدًا ومن خلفهم سدًا}، وهو قوله: (وياسين شد علا).
الكسائي: «هما سواء».
أبو عبيدة: «ما هو من فعل الله تعالى بالضم، وما سده الآدمي بالفتح»). [فتح الوصيد: 2/1081] (م)
- قال علم الدين علي بن محمد السخاوي (ت: 643هـ): ([852] ويأجوج مأجوج اهمز الكل (نـ)ـاصرا = وفي يفقهون الضم والكسر (شـ)ـكلا
إن جعلنا ياجوج وماجوج أعجميين، فلا كلام. والمانع من الصرف العجمة والتعريف. واستقام ذلك على قراءة من لم يهمز؛ فهما مثل: طالوت وجالوت.
فأما من همز، فالمانع من الصرف التأنيث والتعريف، لأنهما قبيلتان.
[فتح الوصيد: 2/1081]
قال الأخفش: «إن جعل ألفهما أصلية، فـ {يأجوج}: (یفعول)، و{مأجوج}: (مفعول)؛ كأنه من أجيج النار.
ومن لم يهمز، جعلها زائدة، فـ(یاجوج) من: (يحجت).
و(ماجوج) من: (مججت)».
قال أبو حاتم: {مأجوج}، مأخوذٌ من: ماج يموج، إذا اضطرب؛ ومنه الموج. وماج بهم الأمر: اضطرب».
وقال قطرب: «في من لم يهمز: (ماجوج): (فاعول)، كداود؛ ويكون من المج. وياجوج: فاعول يج».
قلت: «والظاهر أنه عربي، وأصله الهمز، وترك الهمز على التخفيف، وهو إما من الأجة، وهي الاختلاط، كما قال تعالى: {وتركنا بعضهم يومئذ يموج في بعض}، أو من الأج، وهو سرعة العدو؛ قال:
يؤج كما أج الظليم المنفر.
قال تعالى: {وهم من كل حدب ينسلون}.
أو من الأجة، وهي شدة الحر، أو من أج الماء يؤج أجوجًا، إذا كان ملحًا مرًّا».
والوجهان الأخيران، هما اللذان ذكرهما الناس كلهم.
[فتح الوصيد: 2/1082]
وما رأيت أحدًا ذكر أنه مأخوذ من الاختلاط ولا من السرعة. وهي أولى وأحسن.
قال الفراء: «بنو أسدٍ تهمز، وكل العرب بترك الهمز»). [فتح الوصيد: 2/1083]
- قال علم الدين علي بن محمد السخاوي (ت: 643هـ): ([853] وحرك بها والمؤمنين ومده = خراجا (شـ)ـفا واعكس فخرج (لـ)ـه (مـ)ـلا
والخرج والخراج واحد، كالنول والنوال؛ أي: جُعلًا نخرجه من أموالنا.
وكذلك في المؤمنين: (فخرَج ربك)، و (فخرْج ربك) واحد؛ أي ما نخرجه ونعطيه.
وقال الفراء: «الخراج: اسم لما جمعته، والحج: ما تخرجه».
قال: «فالخراج الاسم الأول، والخرْج كالمصدر؛ يقال: أد خرْج رأسك؛ كأنه الجُعل، كأنه خاص، والخراج عام».
[فتح الوصيد: 2/1083]
أبو علي: «الخراج: المضروب على الأرضين».
قال: «وقد يجوز في غير الضرائب على الأرضين، بدلالة قول العجاج: يوم خراجٍ يخرج السمرجا».
قال: «لأن الأول لا يكاد يضاف إلى وقت».
قال: «لأنه مؤبد دائم. والخرج: العطية».انتهى كلامه.
السمرج، فارسي معرب؛ وهو استخراج الخراج في ثلاث مرات.
ويقال: السمرجة أيضًا.
وقوله: (واعكس فخرج له ملا)، أي أسكن واقصر، لأن التحريك ضده الإسكان.
وهذا عكس ما قاله في (خراجا) من المد والتحريك.
وأشار بقوله: (له ملا)، إلى حجته. والملا، جمع ملاءة). [فتح الوصيد: 2/1084]
- قال محمد بن أحمد الموصلي (شعلة) (ت: 656هـ): ([851] على حق السدين سدًّا صحاب حق = ق الضم مفتوحٌ ويسن شد علا
ح: (على حق): جار ومجرور خبر (السدين)، (سدًا): مبتدأ، (صحاب حق): خبر، أي: قرأ: {سدًّا} صحاب حق، (الضم مفتوحٌ): مبتدأ وخبر، بيان القراءة، أي: مفتوح في: {السدين} و{سدًّا}، و(شُد): أمرٌ من (شاد
[كنز المعاني: 2/407]
البناء): إذا رفعه، (عُلا): مفعول، (يس): ظرفه بحذف الجار، والمراد: ارفع بناء عُلاك، أي: بفتح ضم {سدًّا} في يس.
ص: قرأ أبو عمرو وابن كثير وحفص: {بلغ بين السدي} [93]، وهم وحمزة والكسائي – المعبر عنهم بقوله: صحاب حق-: {بيننا وبينهم سدًا} [94] بفتح السين فيهما، والباقون بضم السين، لغتان، أو المفتوح مصدر، والمضموم اسم، أو المضموم ما كان خلقيًّا والمفتوح ما كان مصنوعًا.
وأما في يس: {من بين أيديهم سدًا ومن خلفهم سدًا} [9]، فحمزة والكسائي وحفص يفتحون السين، والباقون: يضمونها
[852] ويأجوج مأجوج اهمز الكل ناصرًا = وفي يفقهون الضم والكسر شكلا
[كنز المعاني: 2/408]
ب: (التشكيل): جعل الشكل.
ح: (يأجوج): مبتدأ، (مأجوج): عطف بحذف العاطف، (اهمز الكل): خبر، واللام: عوض عن العائد، (ناصرًا): حال من الفاعل، (الضم): مبتدأ، و(الكسر): عطف، (شكلا): بألف التثنية خبره، (في : يفقهون): ظرفه.
ص: قرأ عاصم: {إن يأجوج ومأجوج مفسدون} هنا [94]، و{حتى إذا فُتحت يأجوج ومأجوج} في الأنبياء [96]، والمراد بـ (الكل): الألفاظ الأربعة بهمزٍ على أنهما اسمان مشتقان من أجيج النار، أي: ضوءها، وووزنهما: (يفعول) و (مفعول) منعا من الصرف للتأنيث والعلمية؛ لأنهما اسما قبيلتين، والباقون: بلا همز؛ لأنهما أعجميان عندهم، منعا من الصرف للعجمة والعلمية، فوزنهما: (فاعلول)، كـ {طالوت} [البقرة: 247]، و{جالوت} [البقرة: 251]، أو عربيان مشتقان، خفف همزهما بالإبدال.
وقرأ حمزة والكسائي: {لا يكادون يفقهون} [83] بضم الياء وكسر القاف، أي: يفقهون غيرهم قولًا، والباقون: {يفقهون} بفتح الياء والقاف من الثلاثي، أي: لا يفقهون قول غيرهم). [كنز المعاني: 2/409] (م)
- قال محمد بن أحمد الموصلي (شعلة) (ت: 656هـ): ([853] وحرك بها والمؤمنين ومده = خراجا شفا واعكس فخرجٌ له ملا
ب: (الملا) – بالضم -: جمع (ملاءة)، وهي: الملحفة، كناية عن الحجج، لأنها سترةٌ وجنةٌ كالملحفة.
ح: (خراجًا): مفعول (حرك)، (بها): ظرفه، والهاء: للسورة، و (المؤمنين): عطف على الضمير المجرور من غير إعادة الجار، نحو: {تساءلون به والأرحام} [النساء: 1]، الهاء في (مده): راجع إلى (خراجًا) لتقدمه رتبة، (فخرجٌ): مفعول (اعكس)، (له ملا): جملة مستأنفة، والهاء: للعكس.
ص: قرأ حمزة والكسائي: {فهل نجعل لك خرجًا} في هذه السورة [94]، و{أم تسألهم خرجًا فخراج ربك} في المؤمنين [72] بتحريك الراء بالفتح فيهما، والألف بعد الراء، والباقون: {خرجًا} في الموضعين بسكون الراء وترك الألف.
وقرأ ابن عامر: {فخرج ربك} في ثاني المؤمنين [72] أيضًا كالموضعين بالسكون وترك الألف.
فيكون له: (أم تسألهم خرجًا فخر ربك خيرٌ)، ولحمزة والكسائي:
[كنز المعاني: 2/410]
{خرجًا فخراج}، وللباقين: {خرجًا فخراج}، وهما لغتان، كـ (النوال) و (النول) بمعنى الجعل). [كنز المعاني: 2/411]
- قال أبو شامة عبد الرحمن بن إسماعيل الدمشقي (ت: 665هـ): (851- "عَلَى حَـ"ـقٍّ السُّدَّيْنِ سُدًّا "صِحَابُ حَقٍْ"،.. الضَّمُّ مَفْتُوحٌ وَيس "شِـ"ـدْ "عُـ"ـلا
[إبراز المعاني من حرز الأماني: 3/346]
رمز في المواضع الثلاثة لمن فتح السين فيها والفتح والضم لغتان فموضعان منها هنا: {حَتَّى إِذَا بَلَغَ بَيْنَ السَّدَّيْنِ}، {عَلَى أَنْ تَجْعَلَ بَيْنَنَا وَبَيْنَهُمْ سَدًّا} والذي في يس موضعان: {وَجَعَلْنَا مِنْ بَيْنِ أَيْدِيهِمْ سَدًّا وَمِنْ خَلْفِهِمْ سَدًّا}.
أي: الضم مفتوح فيهما وفي يس، ولولا أن الخلاف في السين واقع بين الضم والفتح دون الرفع والنصب لكان قوله: على حق السدين وهما أنه بالضم لإطلاقه ويكون قوله: الضم مفتوح مختصا بـ "سدّا"، ولكن ما ذكره في الخطبة من قوله: وفي الرفع والتذكير والغيب مختص بالرفع والرفع غير الضم على ما سبق بيانه هنالك وشد علا من شاد البناء إذا رفعه وطلاه بالشيد وهو الجص: وعلا: جمع عليا أو مفرد). [إبراز المعاني من حرز الأماني: 3/347] (م)
- قال أبو شامة عبد الرحمن بن إسماعيل الدمشقي (ت: 665هـ): (852- وَيَأْجُوجَ مَأْجُوجَ اهْمِزِ الكُلَّ "نَـ"ـاصِرًا،.. وَفِي يَفْقَهُونَ الضَّمُّ وَالكَسْرُ "شـ"ـكِّلا
يعني بالكل: هنا وفي الأنبياء، وهما اسمان أعجميان لطائفتين عظيمتين قيل: لا يموت الواحد منهم حتى يخلف من صلبه ألفا،
[إبراز المعاني من حرز الأماني: 3/347]
ومصداق هذا من الحديث الصحيح لما ذكر نعت النار قال: "إن منكم واحدا ومن يأجوج ومأجوج ألفا"، وقيل: يأجوج اسم لذكرانهم ومأجوج اسم لإناثهم، وهما على أوزان كثير من أعلام العجمة، كطالوت وجالوت وداود وهاروت وماروت فالألف فيهما كالألف في هذه الأسماء، أما همز هذه الألف فلا وجه له عندي إلا اللغة المحكية عن العجاج أنه كان يهمز العالم والخاتم، وقد حاول جماعة من أئمة العربية لهما اشتقاقًا كما يفعلون ذلك في نحو: آدم ومريم وعيسى على وجه الرياضة في علم التصريف وإلا فلا خفاء أنها كلها أعجمية، وهذه طريقة الزمخشري وغيره من المحققين، وأقرب ما قيل في اشتقاقها أن يأجوج من الأج وهو الاختلاط وسرع العدو أو من أجيج النار فوزن يأجوج يفعول ومأجوج مفعول فيكون الهمز فيهما هو الأصل وتركه من باب تخفيف الهمز، وقيل: مأجوج من ماج يموج إذا اضطرب، ويشهد لهذه المعاني ما وصفهم الله تعالى به فإفسادهم في الأرض على وجه القهر والغلبة يشبه تأجج النار والتهابها عاصية على موقدها وكونهم: {مِنْ كُلِّ حَدَبٍ يَنْسِلُونَ} يناسب سرعة العدو، وكون: "بعضهم يموج في بعض" هو الاختلاط فالمانع لهما من الصرف هو العجمة مع العلمية، وإن قيل: هما عربيان فالتأنيث عوض العجمة؛ لأنهما اسمان لقبيلتين). [إبراز المعاني من حرز الأماني: 3/348]
- قال أبو شامة عبد الرحمن بن إسماعيل الدمشقي (ت: 665هـ): (853- وَحَرِّكْ بِها وَالمُؤْمِنينَ وَمُدَّهُ،.. خَرَاجًا "شَـ"ـفَا وَاعْكِسْ فَخَرْجُ "لَـ"ـهُ "مُـ"ـلا
خراجًا مفعول حرك؛ أي: بهذه السورة وبسورة المؤمنين أراد فتح الراء ومد ذلك الفتح فيصير ألفا والقراءة الأخرى بإسكان الراء؛ لأنه ضد التحريك، وإذا بطلت الحركة بطل مدها، والخرج والخراج واحد كالنول والنوال؛ أي: جعلا يخرج من الأموال فالذي هنا: {فَهَلْ نَجْعَلُ لَكَ خَرْجًا}، والذي في المؤمنين: {أَمْ تَسْأَلُهُمْ خَرْجًا}، وقوله: واعكس فخرج؛ يعني: الثاني في سورة المؤمنين: {فَخَرَاجُ رَبِّكَ خَيْرٌ}؛ أي: اقرأه لابن عامر وحده بالإسكان والقصر،؛ أي: ما يعطيه الله سبحانه خير مما يعطيه هؤلاء، فقد صار في حرفي المؤمنين ثلاث قراءات مدهما لحمزة والكسائي وقصرهما لابن عامر ومد الأول وقصر الثاني للباقين، أما مد الأول وقصر الثاني فلا والله أعلم وقد مضى معنى ملا وأنه جمع ملاءة وهي الملحفة ويمكن به الحجة؛ لأنها جبة وسترة). [إبراز المعاني من حرز الأماني: 3/349]
- قال عبد الفتاح بن عبد الغني بن محمد القاضي (ت: 1403هـ): (851 - على حقّ السّدّين سدّا صحاب حق = ق الضّمّ مفتوح وياسين شد علا
قرأ حفص وابن كثير وأبو عمرو: بَيْنَ السَّدَّيْنِ. بفتح ضم السين. وقرأ ابن كثير وأبو عمرو وحفص وحمزة والكسائي: وَبَيْنَهُمْ سَدًّا هنا. بفتح ضم السين. وقرأ حفص وحمزة والكسائي: وَجَعَلْنا مِنْ بَيْنِ أَيْدِيهِمْ سَدًّا وَمِنْ خَلْفِهِمْ سَدًّا في يس بفتح ضم السين، وقرأ المسكوت عنهم في كل ترجمة بضم السين). [الوافي في شرح الشاطبية: 314] (م)
- قال عبد الفتاح بن عبد الغني بن محمد القاضي (ت: 1403هـ): (852 - وياجوج ماجوج اهمز الكلّ ناصرا = وفي يفقهون الضّمّ والكسر شكّلا
[الوافي في شرح الشاطبية: 314]
قرأ عاصم: إِنَّ يَأْجُوجَ وَمَأْجُوجَ هنا، حَتَّى إِذا فُتِحَتْ يَأْجُوجُ وَمَأْجُوجُ في الأنبياء بهمزة ساكنة في المواضع الأربعة، وقرأ غيره بإبدال الهمزة ألفا فيما ذكر). [الوافي في شرح الشاطبية: 315]
- قال عبد الفتاح بن عبد الغني بن محمد القاضي (ت: 1403هـ): (853 - وحرّك بها والمؤمنين ومدّه = خراجا شفا واعكس فخرج له ملا
قرأ حمزة والكسائي: فَهَلْ نَجْعَلُ لَكَ خَرْجاً في هذه السورة، أَمْ تَسْأَلُهُمْ خَرْجاً في سورة المؤمنين بتحريك الراء أي فتحها ومد ذلك الفتح فيصير ألفا بعد الراء، وقرأ غيرهما بإسكان الراء وحذف الألف بعدها في الموضعين. وقرأ هشام وابن ذكوان عن ابن عامر: فخرج ربّك في المؤمنين بإسكان الراء وحذف الألف بعدها، فتكون قراءته في هذا الموضع عكس قراءة حمزة والكسائي في الموضعين المذكورين وقرأ الباقون فَخَراجُ بفتح الراء وألف بعدها). [الوافي في شرح الشاطبية: 315]
قال محمد بن محمد بن محمد بن علي ابن الجزري (ت: 833هـ): (151- .... .... .... .... .... = .... .... ضَمُّ سَدَّيْنِ حُوِّلَا
152 - كَسَدًّا هُنَا .... .... .... = .... .... .... .... .... ). [الدرة المضية: 32] (م)
- قال محمد بن الحسن بن محمد المنير السمنودي (ت: 1199هـ): (وقوله: ضم سدين حولا أي قرأ يعقوب أيضًا {وبينهم سدا} [94] بضم السين وعلم من الوفاق لأبي جعفر كذلك ولخلف بالفتح، واحترز بقوله هنا عن موضعي يس فإنهم كأصحابهم فيهما فلخلف الفتح والآخرين الضم). [شرح الدرة المضيئة: 169] (م)
قال محمد بن محمد بن محمد بن علي ابن الجزري (ت: 833هـ): ( (وَاخْتَلَفُوا) فِي: خَرْجًا هُنَا وَالْحَرْفِ الْأَوَّلِ مِنَ الْمُؤْمِنُونَ فَقَرَأَ حَمْزَةُ وَالْكِسَائِيُّ وَخَلَفٌ بِفَتْحِ الرَّاءِ وَأَلِفٍ بَعْدَهَا فِي الْمَوْضِعَيْنِ، وَقَرَأَ الْبَاقُونَ بِإِسْكَانِ الرَّاءِ مِنْ غَيْرِ أَلِفٍ فِيهِمَا، وَقَرَأَ ابْنُ عَامِرٍ فَخَرْجُ رَبِّكَ ثَانِيَ الْمُؤْمِنِينَ بِإِسْكَانِ الرَّاءِ، وَقَرَأَ الْبَاقُونَ بِالْأَلِفِ). [النشر في القراءات العشر: 2/315]
قال محمد بن محمد بن محمد بن علي ابن الجزري (ت: 833هـ): ( (وَاخْتَلَفُوا) فِي: سَدًّا هُنَا، وَفِي الْمَوْضِعَيْنِ مِنْ يس فَقَرَأَ حَمْزَةُ وَالْكِسَائِيُّ وَخَلَفٌ وَحَفْصٌ بِفَتْحِ السِّينِ فِي الثَّلَاثَةِ، وَافَقَهُمُ ابْنُ كَثِيرٍ وَأَبُو عَمْرٍو هُنَا، وَقَرَأَ الْبَاقُونَ بِضَمِّ السِّينِ فِي الثَّلَاثَةِ). [النشر في القراءات العشر: 2/315]
قال محمد بن محمد بن محمد بن علي ابن الجزري (ت: 833هـ): (وَتَقَدَّمَ اخْتِلَافُهُمْ فِي يَأْجُوجَ وَمَأْجُوجَ فِي بَابِ الْهَمْزِ الْمُفْرَدِ). [النشر في القراءات العشر: 2/315]
- قال محمد بن محمد بن محمد بن علي ابن الجزري (ت: 833هـ): (قرأ حمزة والكسائي وخلف {خرجًا} هنا [94]، وفي المؤمنون [72] {أم تسئلهم خرجًا} بفتح الراء وألف بعدها، والباقون بإسكان الراء من غير ألف فيهما). [تقريب النشر في القراءات العشر: 588]
- قال محمد بن محمد بن محمد بن علي ابن الجزري (ت: 833هـ): (قرأ حمزة والكسائي وخلف وحفص {سدًا} هنا [94]، وفي موضعي يس [9] بفتح السين، وافقهم ابن كثير وأبو عمرو هنا، والباقون بالضم في الثلاثة). [تقريب النشر في القراءات العشر: 588]
- قال محمد بن محمد بن محمد بن علي ابن الجزري (ت: 833هـ): ({يأجوج ومأجوج} [94] ذكرا لعاصم في الهمز المفرد). [تقريب النشر في القراءات العشر: 588]
قال محمد بن محمد بن محمد بن علي ابن الجزري (ت: 833هـ) : (756- .... .... .... .... .... = .... افتح ضمّ سدّين عزا
757 - حبرٌ وسدًّا حكم صحبٍ دبرا = ياسين صحبٌ .... .... .... ). [طيبة النشر: 84] (م)
قال محمد بن محمد بن محمد بن علي ابن الجزري (ت: 833هـ) : (758- .... وخرجًا قل خراجاً فيهما = لهم فخرج كم .... .... ). [طيبة النشر: 84]
- قال محمد بن محمد بن محمد بن علي ابن الجزري (ت: 833هـ) : (قوله: (افتح ضم سدين) أي قرأ حفص وابن كثير وأبو عمرو كما رمز لهم في أول البيت الآتي «حتى إذا بلغ بين السّدين» بفتح ضم السين، والباقون بضمها.
(حبر) وسدّا (ح) كم (صحب) (د) برا = ياسين (صحب) يفقهوا ضمّ اكسرا
أي وفتح السين من سدا كذلك أبو عمرو وحمزة والكسائي وخلف وحفص وابن كثير، وكذلك قرأ حمزة والكسائي وخلف وحفص «وجعلنا من بين أيديهم سدّا ومن خلفهم سدا» في يس، والباقون بالضم؛ فالمدنيان وابن عامر وأبو بكر ويعقوب ضموا الأربعة، وابن كثير وأبو عمرو فتحا لفظي الكهف وضما لفظي، يس وحفص بفتح الأربعة، وحمزة والكسائي وخلف فتحوا موضعي يس وسدا في الكهف، والضم والفتح لغتان). [شرح طيبة النشر لابن الجزري: 270] (م)
- قال محمد بن محمد بن محمد بن علي ابن الجزري (ت: 833هـ) : ( (شفا) وخرجا قل خراجا فيهما = لهم فخرج (ك) م وصدفين اضمما
أي قرأ حمزة والكسائي وخلف المشار إليهم بقوله: شفا خرجا موضع
[شرح طيبة النشر لابن الجزري: 270]
خرجا هنا، وفي المؤمنون بإسكان الراء كلفظه كما صرح بالقراءتين معا قوله: (فخرج كم) أي قرأ ابن عامر «فخرج ربك» في المؤمنون بإسكان الراء كلفظه، والباقون بالألف). [شرح طيبة النشر لابن الجزري: 271]
- قال محب الدين محمد بن محمد بن محمد النُّوَيْري (ت: 857هـ): (تتمة:
تقدم إظهار مكّنني [95] لابن كثير ويأجوج ومأجوج [94] لعاصم). [شرح طيبة النشر للنويري: 2/437] (م)
قال أحمد بن محمد بن البناء الدمياطي (ت: 1117هـ): (وقرأ "يَأْجُوجَ وَمَأْجُوج" [الآية: 94] هنا و[الأنبياء الآية: 96] بهمزة ساكنة فيهما عاصم لغة بني أسد، والباقون بألف خالصة بلا همز، وهما ممنوعان للعلمية والعجمة والتأنيث؛ لأنهما اسما قبيلة على أنهما عربيان "وأدغم" لام "فهل نجعل" الكسائي وافقه ابن محيصن بخلفه). [إتحاف فضلاء البشر: 2/225] قال أحمد بن محمد بن البناء الدمياطي (ت: 1117هـ): (واختلف في "خَرْجا" [الآية: 94] هنا والأول من "قَدْ أَفْلَح" [الآية: 72]
[إتحاف فضلاء البشر: 2/225]
فحمزة والكسائي وخلف بفتح الراء وألف بعدها فيهما، وافقهم الحسن والأعمش، والباقون بإسكان الراء بلا ألف فيهما، وقرأ ابن عامر ثاني: قد أفلح وهو فخراج ربك خير، بإسكان الراء، والباقون بالألف بعد الفتح، وهما بمعنى كالنول والنوال، أو بالألف ما ضرب على الأرض كل عام، وبغيرها بمعنى الجعل، وقيل الخرج المصدر والخراج اسم لما يعطى). [إتحاف فضلاء البشر: 2/226]
قال أحمد بن محمد بن البناء الدمياطي (ت: 1117هـ): (واختلف في "سدا" هنا وموضعي [يس الآية: 9] فحفص والكسائي وخلف بفتح السين في الثلاثة، وافقهم الأعمش، وقرأ أبن كثير وأبو عمرو كذلك في الكهف فقط، وافقهما ابن محيصن واليزيدي، والباقون بضمها في الثلاثة ومر توجيهه قريبا). [إتحاف فضلاء البشر: 2/226]
قال علي بن محمد الصفاقسي (ت: 1118هـ): ( {ياجوج وماجوج} [94] قرأ عاصم بالهمز فيهما، والباقون بالألف من غير همز). [غيث النفع: 830]
قال علي بن محمد الصفاقسي (ت: 1118هـ): ( {خرجا} قرأ الأخوان بفتح الراء، وألف بعدها، والباقون بإسكان الراء، ولا ألف). [غيث النفع: 830]
قال علي بن محمد الصفاقسي (ت: 1118هـ): ( {سدا} قرأ نافع والشامي وشعبة بضم السين، والباقون بالفتح). [غيث النفع: 830]
قال د. عبد اللطيف الخطيب (م): ( {قَالُوا يَا ذَا الْقَرْنَيْنِ إِنَّ يَأْجُوجَ وَمَأْجُوجَ مُفْسِدُونَ فِي الْأَرْضِ فَهَلْ نَجْعَلُ لَكَ خَرْجًا عَلَى أَنْ تَجْعَلَ بَيْنَنَا وَبَيْنَهُمْ سَدًّا (94)}
{قَالُوا يَا ذَا الْقَرْنَيْنِ}
- في مصحف عبد الله بن مسعود (قال الذين من دونهم).
{إِنَّ يَأْجُوجَ وَمَأْجُوجَ}
- قرأ عاصم والأعمش والأعرج ويعقوب في رواية (إن يأجوج ومأجوج) بالهمز، وهي لغة بني أسد، وقال الليث: (الهمز لغة رديئة).
- وقرأ أبو عمرو وابن عامر وابن كثير ونافع وحمزة والكسائي وخلف وأبو جعفر ويعقوب ومحمد بن حبيب عن الأعشى (إن ياجوج
[معجم القراءات: 5/299]
وماجوج) بغير همز، وهي لغة كل العرب غير بني أسد.
قال أبو زرعة: (قال النحويون: وهو الاختيار؛ لأن الأسماء الأعجمية سوى هذا الحرف غير مهموزة نحو طالوت وجالوت وهاروت وماروت).
وقال الأخفش: (وقال: يأجوج ومأجوج، فهمز، وجعل الألف من الأصل، وجعل (يأجوج) من (يفعول)، و(مأجوج) (مفعول)، والذي لا يهمز يجعل الألفين فيهما زائدتين، ويجعلهما من فعل مختلف، ويجعل (ياجوج) من يججت، و(ماجوج) من مججت).
وفي حاشية الجمل:
(قرأ عاصم بالهمزة الساكنة، والباقون بألف صريحة، واختلف في ذلك، فقيل: هما أعجميان لا اشتقاق لهما، ومنعا من الصرف للعملية والعجمة، ويحتمل أن تكون الهمزة أصلًا والألف بدلًا عنها، أو بالعكس، لأن العرب تتلاعب بالأسماء الأعجمية وقيل: بل هما عربيان، واختلف في اشتقاقهما، فقيل: اشتقاقهما من أجيج النار، وهو التهابها وشدة توقدها، وقيل من الأجة، وهي الاختلاط، أو شدة الحر، وقيل من الأج وهو سرعة العدو. اهـ سمين).
وقال الخليل: (ومن لم يهمز قال: هو مأخوذ من يج ومج على بناء فاعول).
- وقرأ العجاج وابنه رؤبة: (إن آجوج ومأجوج) بهمزة بدل الياء.
- وروي عنهما أنهما قرأا: (أن آجوج وماجوج)، بهمزة في الأول، وألف في الثاني.
[معجم القراءات: 5/300]
- وعن أبي معاذ أنه قرأ (إن يمجوج...) بقلب الألف الثانية من (آجوج) ميمًا.
{فَهَلْ نَجْعَلُ}
- أدغم اللام في النون الكسائي وهشام وابن محيصن بخلاف عنه.
{نَجْعَلُ لَكَ}
- أدغم اللام في اللام أبو عمرو ويعقوب، وعنهما الإظهار.
- وقراءة الجماعة بإظهار اللام.
{خَرْجًا}
- قرأ ابن كثير وابن عامر ونافع وأبو عمرو وعاصم وأبو جعفر ويعقوب (خرجًا) بسكون الراء.
- وقرأ حمزة والكسائي وخلف والحسن والأعمش وطلحة وابن سعدان وابن عيسى الأصبهاني وحماد وابن جبير الأنطاكي (خراجًا) بفتح الراء وألف بعدها.
قالوا: الخرج: مصدر، والخراج: اسم لما يعطى.
قال الزجاج:
(فمن قرأ خرجًا، فالخرج الفيء، والخراج: الضريبة، وقيل: الجزية، والخراج عند النحويين الاسم لما يخرج من الفرائض من
[معجم القراءات: 5/301]
الأموال، والخرج: المصدر).
قال مكي: (واختار أبو عبيد (خراجًا) بألف، وتعقب عليه ابن قتيبة، فاختار (خرجًا) بغير ألف، قال: لأن الخرج الجعل، فهم إنما عرضوا عليه جعلًا من أموالهم يعطونه إياه على بنيانه السد في مرة واحدة).
{سَدًّا}
- قرأ حفص عن عاصم وحمزة والكسائي وابن كثير وأبو عمرو وخلف والأعمش وابن محيصن وحميد والزهري وطلحة ويعقوب في رواية وابن جرير وابن عيسى الأصبهاني (سدًّا) بفتح السين.
- وقرأ نافع وابن عامر وأبو بكر عن عاصم ويعقوب والحسن وأبو جعفر (سدًّا) بضم السين). [معجم القراءات: 5/302]
قوله تعالى: {قَالَ مَا مَكَّنِّي فِيهِ رَبِّي خَيْرٌ فَأَعِينُونِي بِقُوَّةٍ أَجْعَلْ بَيْنَكُمْ وَبَيْنَهُمْ رَدْمًا (95)}
قال أبو بكر أحمد بن موسى ابن مجاهد التميمي البغدادي (ت: 324هـ): (38 - قَوْله {مَا مكني فِيهِ} 95
قَرَأَ ابْن كثير وَحده (مَا مكنني) بنونين وَكَذَلِكَ هي في مصاحف أهل مَكَّة
وَقَرَأَ الْبَاقُونَ {مَا مكني} مدغما). [السبعة في القراءات: 400]
قال أبو بكر أحمد بن موسى ابن مجاهد التميمي البغدادي (ت: 324هـ): (39 - قَوْله {ردما آتوني} 95 96
كلهم قَرَأَ (ردما ءاتوني) ممدودة غير عَاصِم في رِوَايَة أَبي بكر فِيمَا حَدَّثَني بِهِ إِبْرَاهِيم بن أَحْمد بن عمر الوكيعي عَن أَبِيه عَن يحيى عَن أَبي بكر عَن عَاصِم (ردما ائتوني) بِكَسْر التَّنْوِين وَوصل الْألف
وحدثني مُوسَى بن إِسْحَق عَن أَبي هِشَام عَن يحيى عَن أَبي بكر عَن عَاصِم أَنه قَرَأَ (ردما ائتوني) على معنى جيئوني
وحدثني مُوسَى بن إِسْحَق عَن هرون عَن حُسَيْن عَن أَبي بكر عَن عَاصِم (ردما ائتوني) مثله مَقْصُور على جيئوني
وروى حَفْص عَن عَاصِم (ردما ءاتوني) مثل أَبي عَمْرو). [السبعة في القراءات: 400 - 401]
قال أبو بكر أحمد بن الحسين ابن مهران الأصبهاني (ت: 381هـ): ( (مكنني) بنونين مكي). [الغاية في القراءات العشر: 312]
قال أبو الفضل محمد بن جعفر الخزاعي الجرجاني (ت: 408هـ): ( (مكنني) [95]: بنونين مكي). [المنتهى: 2/813]
قال أبو الفضل محمد بن جعفر الخزاعي الجرجاني (ت: 408هـ): ( (ردمًا * اءتوني) [95 – 96]: قصر: المفضل، وحماد طريق المطوعي، وأبو بكر طريق علي ابن جبير والاحتياطي، ويحيى غير خلفٍ وشعيب طريق الرزاز عن الجربي عنه). [المنتهى: 2/813]
قال مكي بن أبي طالب القَيْسِي (ت: 437هـ): (قرأ ابن كثير (ما مكنني) بنونين ظاهرتين، وقرأ الباقون بالإدغام). [التبصرة: 264]
قال أبو عمرو عثمان بن سعيد الداني (ت: 444هـ): (ابن كثير: {ما مكنني} (95): بنونين مخففتين، الأولى مفتوحة، والثانية مكسورة.
[التيسير في القراءات السبع: 353]
والباقون: بنون واحدة مكسورة مشددة). [التيسير في القراءات السبع: 354]
قال أبو عمرو عثمان بن سعيد الداني (ت: 444هـ): (أبو بكر: {ردما ائتوني} (95، 96): بكسر التنوين، وهمزة ساكنة بعده، من باب المجيء. وإذا ابتدأ كسر همزة الوصل وأبدل الهمزة الساكنة بعدها ياء.
والباقون: بقطع الهمزة، ومدة بعدها، في الحالين.
وورش: على أصله يلقي حركة الهمزة على التنوين قبلها). [التيسير في القراءات السبع: 354] (م)
- قال محمد بن محمد بن محمد بن علي ابن الجزري (ت: 833هـ) : (ابن كثير: (قال ما مكنني) بنونين مخففتين الأولى مفتوحة والثّانية مكسورة، والباقون بنون واحدة مكسورة مشدّدة). [تحبير التيسير: 449]
- قال محمد بن محمد بن محمد بن علي ابن الجزري (ت: 833هـ) :(أبو بكر: (ردما ائتوني) بكسر التّنوين وهمزة ساكنة بعده من باب المجيء، وإذا
[تحبير التيسير: 449]
ابتدأ كسر همزة الوصل وأبدل الهمزة الساكنة بعدها ياء، والباقون بقطع الهمزة ومدّة بعدها في الحالين وورش على أصله يلقى حركة الهمزة على التّنوين قبلها). [تحبير التيسير: 450] (م)
قال أبو القاسم يوسف بن علي بن جبارة الهذلي المغربي (ت: 465هـ): ( (مَكَّنِّي) بنونين، وهكذا (لَيَأْتِيَنِّي) في سورة النمل الزَّعْفَرَانِيّ، ومكي، الباقون بنون مشددة، وهو الاختيار؛ لموافقة أكثر المصاحف). [الكامل في القراءات العشر: 594] قال أحمد بن علي بن خلف ابن الباذش الأنصاري (ت: 540هـ): ([95]- {مَكَّنِّي} بنونين: ابن كثير). [الإقناع: 2/693]
قال القاسم بن فيرُّه بن خلف الشاطبي (ت: 590هـ): (854 - وَمَكَّنَنِي أَظْهِرْ دَلِيلاً .... = .... .... .... .... ). [الشاطبية: 67]
- قال علم الدين علي بن محمد السخاوي (ت: 643هـ): ([854] ومكنني أظهر (د)ليلًا وسكنوا = مع الضم في الصدفين عن (شعبة) الملا
[855] (كـ)ـما (حق)ـه ضماه واهمز مسكنا = لدى ردما ائتوني وقبل اكسر الولا
[856] لـ(شعبة) والثاني (فـ)ـشا (صـ)ـف بخلفه = ولا كسر وابدأ فيهما الياء مبدلا
[857] وزد قبل همز الوصل والغير فيهما = بقطعهما والمد بدءًا وموصلا
{مكنني} مرسوم في المكي بنونين، وفي غيره بنون واحدة.
فمن أدغم، فلإجتماع المثلين.
ومن أظهر، فلأنه الأصل؛ ولأن أول المثلين غير مسكن؛ ولأن الثاني من المثلين غير لازم، فلم يعتد به). [فتح الوصيد: 2/1085]
- قال محمد بن أحمد الموصلي (شعلة) (ت: 656هـ): ([854] ومكنني أظهر دليلا وسكنوا = مع الضم في الصدفين عن شعبة الملا
ب: (الملا) – بالفتح -: الأشراف.
ح: (مكنني): مفعول (أظهر)، (دليلًا): حال منه، أي: دليلًا على أن القراء الأخرى بالإدغام، أو من الفاعل، الواو في (سكنوا): لأهل الأداء، مفعول محذوف، أي: الدال، (عن شعبة): متعلق به، وأضيف (شعبة) إلى (الملا)، ولهذا كسر مع كونه غير منصرف، وإن لم يضف يكون (الملا): فاعل (سكنوا) على لغة من يجوز: (أكلوني البراغيث) .
ص: قرأ ابن كثير: (قال ما مكنني) [95] بإظهار النونين، والباقون: {مكني} بإدغام نون الكلمة في نون الوقاية.
[كنز المعاني: 2/411]
وقرأ أبو بكر شعبة: {بين الصدفين} [96] بضم الصاد وإسكان الدال). [كنز المعاني: 2/411] (م)
- قال أبو شامة عبد الرحمن بن إسماعيل الدمشقي (ت: 665هـ): (854- وَمَكَّنَنِي أَظْهِرْ "دَ"لِيلًا وَسَكَّنُوا،.. مَعَ الضَّمِّ فِي الصُّدْفَيْنِ عَنْ شُعْبَةَ الْمَلا
[إبراز المعاني من حرز الأماني: 3/349]
دليلا حال من مكنني؛ أي: أظهره دليلا على أن القراءة الأخرى بالإدغام هذا أصلها النون الأولى من أصل الفعل والثانية نون الوقاية، فلما اجتمع المثلان ساغ الإدغام والإظهار، ورسم في مصحف أهل مكة بنونين وفي غيره بنون واحدة فكل قراءة على موافقة خط مصحف، وقال الشيخ: دليلا حال من الضمير في أظهر المرفوع أو المنصوب أو على أنه مفعول). [إبراز المعاني من حرز الأماني: 3/350]
- قال عبد الفتاح بن عبد الغني بن محمد القاضي (ت: 1403هـ): (854 - ومكّنني أظهر دليلا .... = .... .... .... .... ....
....
قرأ ابن كثير: قال ما مكنني. بإظهار النون الأولى فيقرأ بنونين خفيفتين الأولى مفتوحة والثانية مكسورة، فتكون قراءة الباقين بإدغام النون الأولى في الثانية، فيصير النطق بنون واحدة مشددة مكسورة). [الوافي في شرح الشاطبية: 315]
قال محمد بن محمد بن محمد بن علي ابن الجزري (ت: 833هـ): ( (وَاخْتَلَفُوا) فِي: رَدْمًا آتُونِي زُبَرَ، وَقَالَ آتُونِي أُفْرِغْ، فَرَوَى ابْنُ حَمْدُونَ عَنْ يَحْيَى، وَرَوَى الْعُلَيْمِيُّ كِلَاهُمَا عَنْ أَبِي بَكْرٍ بِكَسْرِ التَّنْوِينِ فِي الْأَوَّلِ، وَهَمْزَةٍ سَاكِنَةٍ بَعْدَهُ، وَبَعْدَ اللَّامِ فِي الثَّانِي مِنَ الْمَجِيءِ، وَالِابْتِدَاءُ عَلَى هَذِهِ الرَّاوِيَةِ بِكَسْرِ هَمْزَةِ الْوَصْلِ وَإِبْدَالِ الْهَمْزَةِ السَّاكِنَةِ، بَعْدَهَا يَاءٌ، وَافَقَهُمَا حَمْزَةُ فِي الثَّانِي، وَبِذَلِكَ قَرَأَ الدَّانِيُّ أَعْنِي فِي رِوَايَةِ أَبِي بَكْرٍ عَلَى فَارِسِ بْنِ أَحْمَدَ، وَهُوَ الَّذِي اخْتَارَهُ فِي الْمُفْرَدَاتِ، وَلَمْ يَذْكُرْ صَاحِبُ الْعُنْوَانِ غَيْرَهُ، وَرَوَى شُعَيْبٌ الصَّرِيفِينِيُّ عَنْ يَحْيَى عَنْ أَبِي بَكْرٍ بِقَطْعِ الْهَمْزَةِ وَمَدِّهَا فِيهِمَا فِي الْحَالَيْنِ مِنَ (الْإِعْطَاءِ)، هَذَا الَّذِي قَطَعَ بِهِ الْعِرَاقِيُّونَ قَاطِبَةً، وَبِذَلِكَ قَرَأَ الْبَاقُونَ فِيهِمَا، وَكَذَا رَوَى خَلَفٌ عَنْ يَحْيَى، وَهِيَ رِوَايَةُ الْأَعْشَى وَالْبُرْجُمِيِّ وَهَارُونَ بْنِ حَاتِمٍ، وَغَيْرِهِمْ عَنْ أَبِي بَكْرٍ، وَرَوَى عَنْهُ بَعْضُهُمُ الْأَوَّلَ بِوَجْهَيْنِ، وَالثَّانِيَ بِالْقَطْعِ وَجْهًا وَاحِدًا، وَهُوَ الَّذِي فِي التَّذْكِرَةِ، وَبِهِ قَرَأَ الدَّانِيُّ عَلَى شَيْخِهِ أَبِي الْحَسَنِ وَبَعْضُهُمْ قَطَعَ لَهُ بِالْوَصْلِ فِي الْأَوَّلِ وَجْهًا وَاحِدًا، وَفِي الثَّانِي بِالْوَجْهَيْنِ، وَهُوَ الَّذِي
[النشر في القراءات العشر: 2/315]
ذَكَرَهُ فِي التَّيْسِيرِ وَتَبِعَهُ عَلَى ذَلِكَ الشَّاطِبِيُّ وَبَعْضُهُمْ أَطْلَقَ لَهُ الْوَجْهَيْنِ فِي الْحَرْفَيْنِ جَمِيعًا، وَهُوَ فِي الْكَافِي، وَغَيْرِهِ.
(قُلْتُ): وَالصَّوَابُ هُوَ الْأَوَّلُ وَاللَّهُ تَعَالَى أَعْلَمُ). [النشر في القراءات العشر: 2/316] (م)
قال محمد بن محمد بن محمد بن علي ابن الجزري (ت: 833هـ): (وَتَقَدَّمَ إِظْهَارُ (مَكَّنَنِي) لِابْنِ كَثِيرٍ فِي آخِرِ بَابِ الْإِدْغَامِ الْكَبِيرِ). [النشر في القراءات العشر: 2/315]
- قال محمد بن محمد بن محمد بن علي ابن الجزري (ت: 833هـ): (روى أبو بكر بخلاف عنه {ردمًا} [95] {آتوني} [96] بكسر التنوين
[تقريب النشر في القراءات العشر: 588]
وهمزة ساكنة بعده، و{قال آتوني} [96] بهمزة ساكنة بعد اللام من المجيء، والابتداء بهمزة مكسورة بعدها ياء، وافقه حمزة على ذا الوجه في {قال آتوني}، والباقون بقطع الهمزة ومدها فيهما من الإعطاء). [تقريب النشر في القراءات العشر: 589] (م)
- قال محمد بن محمد بن محمد بن علي ابن الجزري (ت: 833هـ): ({مكني} [95] ذكر لابن كثير). [تقريب النشر في القراءات العشر: 588]
- قال محب الدين محمد بن محمد بن محمد النُّوَيْري (ت: 857هـ): (تتمة:
تقدم إظهار مكّنني [95] لابن كثير ويأجوج ومأجوج [94] لعاصم). [شرح طيبة النشر للنويري: 2/437] (م)
قال أحمد بن محمد بن البناء الدمياطي (ت: 1117هـ): (وقرأ "مَكَّنِّي" [الآية: 95] ابن كثير وحده بنونين خفيفتين الأولى مفتوحة، والثانية مكسورة على الإظهار على الأصل، والباقون بنون واحدة مشددة مكسورة بإدغام النون التي هي لام الفعل في نون الوقاية). [إتحاف فضلاء البشر: 2/226]
قال أحمد بن محمد بن البناء الدمياطي (ت: 1117هـ): (واختلف في "رَدْما ائتُوني" و"قال ائتوني" [الآية: 95، 96] فأبو بكر من طريق العليمي وأبي حمدون عن يحيى عنه بهمزة ساكنة مع كسر التنوين قبلها في الأول وصلا وبهمزة ساكنة بعد اللام في الثاني وصلا أيضا، أمر من الثلاثي بمعنى المجيء، والابتداء حينئذ بكسر همزة الوصل وإبدال الهمزة التي هي فاء الكلمة ياء ساكنة في الكلمتين، وبذلك قرأ الداني على فارس بن أحمد واختاره في المفردات ولم يذكر في العنوان غيره، وروى شعيب عن يحيى عن أبي بكر بقطع الهمزة ومدها فيهما في الحالين، من آتى الرباعي بمعنى أعطى، وبه قطع العراقيون قاطبة، والابتداء حينئذ بهمزة مفتوحة كالوصل،
[إتحاف فضلاء البشر: 2/226]
وروى عنه بعضهم الأول بوجهين والثاني بالقطع وجها واحدا، وبه قرأ الداني على أبي الحسن، وقطع له بعضهم بالوصل في الأول، وفي الثاني بالوجهين وهو الذي في الشاطبية كأصلها، وأطلق بعضهم له الوجهين في الحرفين جميعا، والصواب هو الأول قاله في النشر، وقرأ حمزة الثاني بهمزة ساكنة بعد اللام من الإتيان كالوجه الأول لأبي بكر ويبتدئ مثله، وافقه المطوعي والباقون بقطع الهمزة ومدها فيهما في الحالين من الإعطاء كالوجه الثاني لأبي بكر). [إتحاف فضلاء البشر: 2/227] (م)
قال علي بن محمد الصفاقسي (ت: 1118هـ): ( {مكني} [95] قرأ المكي بنونين الأولى مفتوحة، والثانية مكسورة مخففة، والباقون بنون واحدة مشدد مكسورة). [غيث النفع: 830]
قال علي بن محمد الصفاقسي (ت: 1118هـ): ( {ردما * ءاتوني} قرأ شعبة بكسر تنوين {ردما} وهمزة ساكنة بعده في الوصل، فإن وقف على {ردما} - وهو كاف وقيل تام – وابتدأ بـــ {ءاتوني} [86] فيبتدئ بهمزة وصل مكسورة، وإبدال الهمزة الساكنة بعدها ياء.
والباقون بإسكان التنوين، وهمزة قطع مفتوحة، بعدها ألف، بعدها تاء فوقية مضمومة وصلاً ووقفًا، إلا أن {ردما} إذا وقف عليه يعوض من تنوينه ألف). [غيث النفع: 830]
قال د. عبد اللطيف الخطيب (م): ( {قَالَ مَا مَكَّنِّي فِيهِ رَبِّي خَيْرٌ فَأَعِينُونِي بِقُوَّةٍ أَجْعَلْ بَيْنَكُمْ وَبَيْنَهُمْ رَدْمًا (95)}
{مَا مَكَّنِّي}
- قراءة الجمهور (مكني) بنون واحدة مشددة مكسورة، بإدغام النون التي هي لام الفعل (مكن) في نون الوقاية، وجاء كذلك في المصاحف ما عدا مصاحف مكة.
- وقرأ ابن كثير ومجاهد وحميد (مكنني) بنونين متحركتين:
[معجم القراءات: 5/302]
الأولى مفتوحة، والثانية مكسورة، على الإظهار، وهو الأصل.
قال أبو عمرو الداني:
(وفي مصاحف مكة بنونين، وفي سائر المصاحف بنون واحدة).
وقال النحاس: (ما مكنني: فلم يدغم لأن النون الأولى من الفعل، والثانية ليست منه، والإدغام أحسن لاجتماع حرفين من جنس واحد).
وقال مكي:
(قرأه ابن كثير بنونين ظاهرتين على أصله، وخف عليه ذلك لتحركهما؛ ولأن الثاني من المثلين غير لازم، فحسن الإظهار، كما قالوا: اقتتلوا، وهي في مصاحف المكيين بنونين في الخط..، وقرأ الباقون بنون مشددة على الإدغام استخفافًا لاجتماع مثلين متحركين في كلمة، وكذلك هي في أكثر المصاحف بنون واحدة، وهو الاختيار لأن الجماعة عليه).
{خَيْرٌ}
- ترقيق الراء عن الأزرق وورش بخلاف.
{بِقُوَّةٍ أَجْعَلْ}
- قرأ ورش بنقل حركة الهمزة إلى التاء، ثم حذف الهمزة، وصورة القراءة (بقوتن اجعل).
- وكذا جاءت قراءة حمزة في الوقف.
- وقراءة الجماعة بتحقيق همزة القطع وصلًا وابتداءً). [معجم القراءات: 5/303]
قوله تعالى: {آتُونِي زُبَرَ الْحَدِيدِ ۖ حَتَّىٰ إِذَا سَاوَىٰ بَيْنَ الصَّدَفَيْنِ قَالَ انْفُخُوا ۖ حَتَّىٰ إِذَا جَعَلَهُ نَارًا قَالَ آتُونِي أُفْرِغْ عَلَيْهِ قِطْرًا (96)}
قال أبو بكر أحمد بن موسى ابن مجاهد التميمي البغدادي (ت: 324هـ): (40 - وَاخْتلفُوا في قَوْله {بَين الصدفين} 96
فَقَرَأَ ابْن كثير وَأَبُو عَمْرو وَابْن عَامر {بَين الصدفين} بِضَم الصَّاد وَالدَّال
وَقَرَأَ نَافِع وَحَمْزَة والكسائي {الصدفين} بِفَتْح الصَّاد وَالدَّال
وَقَرَأَ عَاصِم في رِوَايَة أَبي بكر {الصدفين} بِضَم الصَّاد وتسكين الدَّال
وروى حَفْص عَن عَاصِم {الصدفين} بفتحهما مثل حَمْزَة). [السبعة في القراءات: 401]
قال أبو بكر أحمد بن موسى ابن مجاهد التميمي البغدادي (ت: 324هـ): (41 - وَاخْتلفُوا في قَوْله {آتوني أفرغ} 96
فَقَرَأَ ابْن كثير وَنَافِع وَأَبُو عَمْرو وَابْن عَامر والكسائي (ءاتوني) ممدودا
وَقَرَأَ عَاصِم في رِوَايَة أَبي بكر وَحَمْزَة {قَالَ ائْتُونِي} قصرا
وروى عَن يحيى بن آدم عَن أَبي بكر قَالَ (ءاتوني) ممدودا
وَحَفْص عَن عَاصِم (ءاتوني) ممدودة). [السبعة في القراءات: 401]
قال أبو بكر أحمد بن الحسين ابن مهران الأصبهاني (ت: 381هـ): ( (ردما، آتوني) وصل يحيى (قال آتوني) وصل حمزة، ويحيى). [الغاية في القراءات العشر: 312 - 313]
قال أبو بكر أحمد بن الحسين ابن مهران الأصبهاني (ت: 381هـ): ( (الصدفين) بضمتين مكي، شامي، بصري، أبو بكر، يجزم الدال). [الغاية في القراءات العشر: 313]
قال أبو الفضل محمد بن جعفر الخزاعي الجرجاني (ت: 408هـ): ( (قال اءتوني) [96]: وصل: حمزة، والمفضل، وابن عتبة، وأبو بكر
[المنتهى: 2/813]
إلا البرجمي والأعشى ويحيى طريق خلف وشعيب طريق الرزاز. مختلف عن حماد، وفي تعليقي عن الضرير عنه كحمزة.
(الصدفين) [96]: بفتحتين مدني، كوفي غير أبي بكر، وأيوب، وأبو بشر. ساكنة الدال: أبو بكر). [المنتهى: 2/814]
قال مكي بن أبي طالب القَيْسِي (ت: 437هـ): (وكلهم قرأوا (ردمًا * اتوني) بالمد من العطاء إلا ما روي عن أبي بكر أنه قرأ بالقصر وهمزة ساكنة من المجيء وبكسر التنوين ويصل، روي عنه المد مثل الجماعة، وهو اختيار ابن مجاهد، وقد قرأت بالوجهين خاصة لأبي بكر، وورش فيه على أصله يلقي حركة الهمزة على التنوين ويمكن المد). [التبصرة: 264]
قال مكي بن أبي طالب القَيْسِي (ت: 437هـ): (قرأ أبو بكر (الصدفين) بإسكان الدال وضم الصاد، وقرأ أبو مرو وابن عامر وابن كثير بضم الصاد والدال، وقرأ الباقون بفتحهما جميعًا). [التبصرة: 264]
قال مكي بن أبي طالب القَيْسِي (ت: 437هـ): (قرأ حمزة (قال * ائتوني) بالوصل وهمزة ساكنة من المجيء، وقرأ الباقون
[التبصرة: 264]
بالمد وهمزة مفتوحة من العطاء، وقد روي عن أبي بكر مثل حمزة، وروي عنه بالمد مثل الجماعة، وهو اختيار ابن مجاهد وأبي الطيب شيخنا، وقد قرأت لأبي بكر بالوجهين، ومن مد في الكلمتين ابتدأ بالفتح، ومن قصر ابتدأ بالكسر). [التبصرة: 265]
قال أبو عمرو عثمان بن سعيد الداني (ت: 444هـ): (أبو بكر: {ردما ائتوني} (95، 96): بكسر التنوين، وهمزة ساكنة بعده، من باب المجيء. وإذا ابتدأ كسر همزة الوصل وأبدل الهمزة الساكنة بعدها ياء.
والباقون: بقطع الهمزة، ومدة بعدها، في الحالين.
وورش: على أصله يلقي حركة الهمزة على التنوين قبلها). [التيسير في القراءات السبع: 354] (م)
قال أبو عمرو عثمان بن سعيد الداني (ت: 444هـ): (ابن كثير، وأبو عمرو، وابن عامر: {بين الصدفين} (96): بضمتين.
وأبو بكر: بضم الصاد، وإسكان الدال.
والباقون: بفتحتين). [التيسير في القراءات السبع: 354]
قال أبو عمرو عثمان بن سعيد الداني (ت: 444هـ): (وحمزة، وأبو بكر بخلاف عنه: {قال ائتوني} (96): بهمزة ساكنة بعد اللام، من باب المجيء. وإذا ابتدآ كسرا همزة الوصل، وأبدلا الهمزة الساكنة ياء.
والباقون: بقطع الهمزة، ومدة بعدها، في الحالين). [التيسير في القراءات السبع: 354]
- قال محمد بن محمد بن محمد بن علي ابن الجزري (ت: 833هـ) :(أبو بكر: (ردما ائتوني) بكسر التّنوين وهمزة ساكنة بعده من باب المجيء، وإذا
[تحبير التيسير: 449]
ابتدأ كسر همزة الوصل وأبدل الهمزة الساكنة بعدها ياء، والباقون بقطع الهمزة ومدّة بعدها في الحالين وورش على أصله يلقى حركة الهمزة على التّنوين قبلها). [تحبير التيسير: 450] (م)
- قال محمد بن محمد بن محمد بن علي ابن الجزري (ت: 833هـ) :(ابن كثير وأبو عمرو وابن عامر ويعقوب: (بين الصدفين) بضمّتين، وأبو بكر بضم الصّاد وإسكان الدّال، والباقون بفتحتين.
حمزة وأبو بكر بخلاف عنه: (قال ائتوني) بهمزة ساكنة بعد اللّام من باب المجيء، وإذا ابتدءا كسرا همزة الوصل وأبدلا الهمزة الساكنة ياء، والباقون بقطع الهمزة ومدّة بعدها في الحالين). [تحبير التيسير: 450]
قال أبو القاسم يوسف بن علي بن جبارة الهذلي المغربي (ت: 465هـ): ( (الصَّدَفَيْنِ) بفتحتين ابْن مِقْسَمٍ، والزَّعْفَرَانِيّ، ومدني، وأبو بشر، وأيوب، وعبيد عن ابْن كَثِيرٍ، والجعفي عن أَبِي عَمْرٍو، وكوفي غير أبي بكر، والمفضل، وعصمة، وهو الاختيار للخبر إذا مر بصدف أو هدف أبو بكر، والمفضل، وعصمة، واللؤلؤي، ويونس عن ابن عمر، وبضم الصاد وإسكان الدال، الباقون بضمتين، (سَاوَى) بغير ألف مشدد قَتَادَة، الباقون بألف خفيف، وهو الاختيار؛ لموافقة المصحف). [الكامل في القراءات العشر: 594] قال أحمد بن علي بن خلف ابن الباذش الأنصاري (ت: 540هـ): ([95، 96]- {رَدْمًا، آتُونِي} وصل من باب المجيء: أبو بكر، ويبتدئ بتخفيف الثانية وبالكسر). [الإقناع: 2/693] (م)
قال أحمد بن علي بن خلف ابن الباذش الأنصاري (ت: 540هـ): ([96]- {قَالَ آتُونِي} وصل: حمزة وأبو بكر في رواية شعيب، والخلاف فيه عن أبي بكر كثير.
[96]- {الصَّدَفَيْنِ} بضمتين: ابن كثير وابن عامر وأبو عمرو.
بضم الصاد وإسكان الدال: أبو بكر). [الإقناع: 2/693]
قال القاسم بن فيرُّه بن خلف الشاطبي (ت: 590هـ): (854- .... .... .... وَسَكَّنُوا = مَعَ الضَّمِّ فِي الصُّدْفَيْنِ عَنْ شُعْبَةَ الْمَلاَ
855 - كَمَا حَقُّهُ ضماه .... .... = .... .... .... .... ). [الشاطبية: 67]
قال القاسم بن فيرُّه بن خلف الشاطبي (ت: 590هـ): (855- .... .... = وَاهْمِزْ مُسَكِّناً = لَدَى رَدْماً ائْتُونِي وَقَبْلَ اكْسِرِ الْوِلاَ
[الشاطبية: 67]
856 - لِشُعْبَةَ وَالثَّانِي فَشَا صِفْ بِخُلْفِهِ = وَلاَ كَسْرَ وَابْدَأْ فِيهِمَا الْيَاءَ مُبْدِلا
857 - وَزِدْ قَبْلَ هَمْزِ الْوَصْلِ وَالْغَيْرُ فِيهِمَا = بِقَطْعِهِمَا وَلِلْمِدِّ بَدْءاً وَمَوْصِلاَ). [الشاطبية: 68]
- قال علم الدين علي بن محمد السخاوي (ت: 643هـ): ([854] ومكنني أظهر (د)ليلًا وسكنوا = مع الضم في الصدفين عن (شعبة) الملا
[855] (كـ)ـما (حق)ـه ضماه واهمز مسكنا = لدى ردما ائتوني وقبل اكسر الولا
...
والصُّدُف والصَّدَف: ناحية الجبل المرتفع.
والصَّدفان، أن يتقابل جبلان مرتفعان وبينهما طريق.
فالناحيتان المتقابلتان صدفان، ومن ذلك صادفت فلانًا: قابلته.
[فتح الوصيد: 2/1085]
ومن أسكن، فللتخفيف، كالصحف والرسل في الصحف والرسل.
وأضاف شعبة إلى الملا، وهم الأشراف.
و(دليلًا)، منصوب على الحال من الضمير في (أظهر) المرفوع أو المنصوب، أو على أنه مفعول.
ومعنى (كما حقه ضماه)، أي: الضمان حقه في الأصل، وإنما خفف كالرسل والرسل). [فتح الوصيد: 2/1086]
- قال علم الدين علي بن محمد السخاوي (ت: 643هـ): ([855] (كـ)ـما (حق)ـه ضماه واهمز مسكنا = لدى ردما ائتوني وقبل اكسر الولا
[856] لـ(شعبة) والثاني (فـ)ـشا (صـ)ـف بخلفه = ولا كسر وابدأ فيهما الياء مبدلا
[857] وزد قبل همز الوصل والغير فيهما = بقطعهما والمد بدءًا وموصلا
...
(واهمز مسكنا لدى ردمًا ائتوني)، أي اهمز {ائتوني} عند {ردما}، مسكنًا للهمزة.
(وقبل اكسر الولا)، يعني التنوين، لسكونه وسكون الهمزة بعده، أي: واكسر ذا الولا؛ يقال: افعله على الولاء، أي المتابعة.
ووالی ولاء-وقد سبق-، وأصله القرب؛ يقال: تباعد بعد ولي، أي قرب.
وفي الحديث: «ليليني منكم أولوا الأحلام والنهی».
والثاني: {فلما جعله نارًا قال ءاتوني} ولا كسر، لأن اللام من {قال} قبله مفتوحة.
(وابدأ فيهما الياء مبدلًا) من الهمزة.
[فتح الوصيد: 2/1086]
(وزد قبل)، الهمز المبدلة، (همز الوصل)، فقل: (ائتوني)، على ما سبق في الهمز، فيكون من باب المحيء.
والقراءة الأخرى من الإيتاء، وهو الإعطاء، وهو بقطع الهمز والمد في الدرج والابتداء). [فتح الوصيد: 2/1087]
- قال محمد بن أحمد الموصلي (شعلة) (ت: 656هـ): ([854] ومكنني أظهر دليلا وسكنوا = مع الضم في الصدفين عن شعبة الملا
ب: (الملا) – بالفتح -: الأشراف.
ح: (مكنني): مفعول (أظهر)، (دليلًا): حال منه، أي: دليلًا على أن القراء الأخرى بالإدغام، أو من الفاعل، الواو في (سكنوا): لأهل الأداء، مفعول محذوف، أي: الدال، (عن شعبة): متعلق به، وأضيف (شعبة) إلى (الملا)، ولهذا كسر مع كونه غير منصرف، وإن لم يضف يكون (الملا): فاعل (سكنوا) على لغة من يجوز: (أكلوني البراغيث) .
ص: قرأ ابن كثير: (قال ما مكنني) [95] بإظهار النونين، والباقون: {مكني} بإدغام نون الكلمة في نون الوقاية.
[كنز المعاني: 2/411]
وقرأ أبو بكر شعبة: {بين الصدفين} [96] بضم الصاد وإسكان الدال، وبيّن قراءة الباقين قوله:
[855] كما حقه ضماه واهمز مسكنا = لدى ردمًا أئتوني وقبل اكسر الولا
[856] لشعبة والثاني فشا صف بخلفه = ولا كسر وابدأ فيهما الياء مبدلا
[857] وزد قبل همز الوصل والغير فيهما = بقطعهما والمد بدءًا وموصلا
ب: (الولا): من (الولي)، وهو القرب.
ح: (ضماه): مبتدأ، (كما حقه): خبر، و(ما): كافة، والهاءان: للفظ {الصدفين}، أي: ضما الصدفين على ما يستحقه لا تغيير عن الأصل فيهما، بخلاف الإسكان، فإنه تخفيف، (أئتوني): مفعول (اهمز)، (مسكنًا): حال منه، (لدى ردمًا): ظرفه، (قبل): مضمومٌ لقطع الإضافة، أي: قبل هذا الهمز، (الولا): مفعول (اكسر)، أي: اكسر ذا ولائه، يعني: ما وليه وقرب منه، (لشبعة): حال من المكسور، أي: حال كونها قراءة لشعبة، و (الثاني فشا): مبتدأ وخبر، (بخلفه): حال من (الثاني)، والهاء: له لفظًا، أو من مدلول (صف)، والهاء: له حقيقة، (لا كسر): خبره محذوف، أي: قبل الثاني، ضمير التثنية في (فيهما) لـ (أئتوني) الأول والثاني، (مبدلًا): حال من فاعل (ابدأ)، (قبل) – بالضم-: أي قبل هذا الهمز، (همز): مفعول (زد)، (الغير): مبتدأ، (بقطعهما): خبر، وضمير التثنية لهمزتي القطع، لأنهما في موضعين، و (المد): عطف على (القطع)، و (بدءًا وموصلًا): حالان من ضمير الغير، أي: بادئًا وواصلًا.
ص: قرأ ابن عامر وأبو عمرو وابن كثير من الباقين: {بين الصدفين}
[كنز المعاني: 2/412]
[96] بضم الصاد والدال، والباقون بعدهم: بفتح الصاد والدال.
أما الفتحتان والضمتان: فلغتان، وأما الإسكان في الدال: فاستخفاف، والصدفان، والصدفان: ناحيتا الجبلين المرتفعين المتقابلين.
ثم قال:
............ واهمز مسكنًا = لدى ردمًا أئتوني وقبل اكسر الولا
لشعبة ............ = ............
أي: قرأ شعبة (ائتوني) الذي بعد {ردمًا} [95]، يعني: (ائتوني زبر الحديد) [96] و(قال ائتوني أُفرغ) [96] بهمز مسكن وكسر التنوين قبله، يعني: في {ردمًا} لالتقاء الساكنين، أمرًا من (أتى يأتي) بمعنى المجيء لكن بخلاف عن أبي بكر في الحرف الثاني، وهو: (قال ائتوني أفرغ) [96]، ووافقه حمزة فيه، ولا كسر قبل الهمز المسكن
[كنز المعاني: 2/413]
فيه؛ لأن اللام من {قال} قبله مفتوحة.
ثم بيَّن أن الحرفين إذا بُدئ بهما يُبدل الهمز المسكن ياءً، وتزاد همزة الوصل قبلها على تلك القراءة، لتعذر الابتداء بالساكن، ووجوب قلب الهمز المسكن ياءً إذا كان قبله همزة مكسورة، نحو: (ائت) [يونس: 15].
وبيَّن أن قراءة الباقين: {ءاتوني} بقطع الهمزتين في أول الحرفين، ومدهما من الإيتاء بمعنى الإعطاء). [كنز المعاني: 2/414]
- قال أبو شامة عبد الرحمن بن إسماعيل الدمشقي (ت: 665هـ): (وقوله: وسكنوا؛ يعني: المشايخ والرواة سكنوا الدال وضموا الصاد ناقلين ذلك عن شعبة، ووجه الإسكان التخفيف لاجتماع ضمتين كما في قراءة غيره كما يأتي وأضاف شعبة إلى الملا وهم الأشراف فلهذا جره وإلا فشعبة غير منصرف كذا ذكره الشيخ في شرحه، ويجوز أن يكون غير منصرف ولم يصفه إلى الملا، ويكون الملا فاعل وسكنوا على لغة أكلوني البراغيث، فيكون فيه من البحث ما في قوله تعالى: {عَمُوا وَصَمُّوا كَثِيرٌ مِنْهُمْ}.
وقوله سبحانه: {وَأَسَرُّوا النَّجْوَى الَّذِينَ ظَلَمُوا}.
والملا ليس برمز مع شعبة؛ لأن الرمز لا يجتمع مع مصرح باسمه، ولكنه مشكل من جهة ما بعده فإن قوله: كما حقه رمز، ولا مانع من أن يكون الملا منضما إلى ذلك رمزا للقراءة الآتية إلا كونه أضاف شعبة إليه وفي ذلك نظر، وكان يمكنه أن يقول عن شعبة ولا والله أعلم.
855- "كَمَا حَقُّـ"ـهُ ضمَّاه وَاهْمِزْ مُسَكِّنًا،.. لَدَى رَدْمًا ائْتُونِي وَقَبْلَ اكْسِرِ الوِلا
[إبراز المعاني من حرز الأماني: 3/350]
الهاء في حقه وضماه للفظ الصدفين؛ أي: إنه يستحق في الأصل ضمين هذا معنى ظاهر اللفظ وباطنه أن ابن عامر وابن ثير وأبا عمرو قرءوا بضم الصاد والدال معا والكاف في كما نحو التي في قوله تعالى: {وَنُقَلِّبُ أَفْئِدَتَهُمْ وَأَبْصَارَهُمْ كَمَا لَمْ يُؤْمِنُوا بِهِ}.
فما بعدها علة لما قبلها في الموضعين والضمان علة الإسكان، وقرأ الباقون وهم نافع وحمزة والكسائي وحفص بفتحهما فالفتح فيهما والضم لغتان والإسكان لغة ثالثة، والمعنى بالصدفين ناحيتا الجبلين المرتفعين المتقابلين). [إبراز المعاني من حرز الأماني: 3/351]
- قال أبو شامة عبد الرحمن بن إسماعيل الدمشقي (ت: 665هـ): (وقوله: واهمز مسكنا؛ أي: ائت بهمزة ساكنة في لفظ "ردما، ائتوني"، وقد لفظ في نظمه بصورة القراءة المقصودة وكسر التنوين قبلها وهو المراد بقوله: وقبل اكسر؛ أي: وقبل هذا الهمز الساكن اكسر ما وليه ودنا منه وهو التنوين، وإنما كسره؛ لأنه التقى مع الهمز الساكن؛ أي: اكسر ذا الولاء يقال: والى ولاء وفعلته على الولاء؛ أي: شيئا بعد شيء، ووالى هذا هذا؛ أي: اتصل به، ويقع في بعض النسخ اكسروا بضمير الجمع ولا حاجة إليه، والإفراد أولى لقوله قبله: واهمز ويأتي وابدأ وزد في البيتين الباقيين، ووجه هذه القراءة أنها من أتى يأتي؛ أي: جيئوني بزبر الحديد وحذفت الباء فتعدى الفعل فنصب، قال أبو علي: "ايتوني" أشبه بقوله: {فَأَعِينُونِي بِقُوَّةٍ}؛ لأنه كلفهم المعونة على عمل السد ولم يقبل الخراج الذي بذلوه له فقوله: "ائتوني" الذي معناه جيئوني إنما هو معونة على ما كلفهم من قوله: فأعينوني بقوة ثم بين من له هذه القراءة فقال:
[إبراز المعاني من حرز الأماني: 3/351]
856- لِشُعْبَةَ وَالثَّانِي "فَـ"ـشَا "صِـ"ـفْ بِخُلْفِهِ،.. وَلا كَسْرَ وَابْدَأْ فِيهِمَا اليَاءَ مُبْدِلا
الثاني قوله: {قَالَ آتُونِي أُفْرِغْ عَلَيْهِ}، سكن الهمزة حمزة وعن شعبة خلاف، فكأنه في أحد الوجهين جمع بين القراءتين في الموضعين، وهذا الموضع الثاني ليس قبله تنوين ولا ساكن غيره، فلهذا قال: ولا كسر إنما قبله فتحة لام قال: والمعنى في الموضع الثاني كما سبق في الأول، والياء محذوفة من قطرا إن كان مفعوله، وإن كان قطرا مفعول أفرغ، فالتقدير: ائتوني بقطر أفرغه عليه فحذف الأول؛ لدلالة الثاني عليه ولم يحتج قطرا المذكور إلى باء؛ لأنه مفعول أفرغ فهذا بيان هذه القراءة في الموضعين في حال الوصل ثم شرع يبين الابتداء بالكلمتين على تقدير الوقف قبلها فقال: وابدأ فيهما؛ أي: في الموضعين بإبدال الباء من الهمزتين؛ لأن في كل موضع همزة ساكنة بعد كسر همزة الوصل، فوجب قلبها ياء كما يفعل في ائت بقرآن فهذا معنى قوله:
857- وَزِدْ قَبْلَ هَمْزِ الوَصْلِ وَالغَيْرُ فِيهِمَا،.. بِقَطْعِهِمَا وَالْمِدِّ بَدْءًا وَمَوْصِلا
أي: قبل هذه الياء المبدلة من الهمزة الساكنة زد همزة الوصل المكسورة؛ ليمكن النطق بالياء الساكنة قال الفراء: قول حمزة صواب من وجهين يكون مثل أخذت الخطام وأخذت بالخطام ويكون على ترك الهمزة الأولى في أتوني، فإذا سقطت الأولى همزت الثانية قلت: لهذا وجه آخر؛ لأن المقتضى لإبدال الثانية ألفا اجتماعها مع الأولى فإذا حذفت الأولى انهمزت
[إبراز المعاني من حرز الأماني: 3/352]
الثانية، وهو مثل ما قيل في قراءة قالون "عادا الُاولى" في أحد الوجهين وينبغي على هذا الوجه إذا ابتدأت أن تقيد الهمزة المفتوحة التي حذفت فهي أولى من اجتلاب همزة وصل والله أعلم، ثم بين قراءة باقي القراء فقال: والغير؛ يعني: غير حمزة وشعبة، فيهما؛ أي: في الموضعين بقطعهما؛ أي: بقطع الهمزتين ولم يبين فتحهما؛ لأن فعل الأمر لا يكون فيه همزة قطع إلا مفتوحة ثم قال: والمد أي وبالمد بعد همزة القطع وبدأ وموصلا حالان؛ أي: هذه قراءة غيرهما بادئا وواصلا لا يختلف الحال في ذلك، ومعنى هذه القراءة من الإيتاء وهو الإعطاء فمعنى آتوني أعطوني وهو يحتمل المناولة والاتهاب، وقام الدليل على أنه لم يرد الاتهاب؛ لامتناعه عن أخذ الخرج فتعينت الإعانة بالمناولة وتحصيل الأدلة والله أعلم). [إبراز المعاني من حرز الأماني: 3/353]
- قال عبد الفتاح بن عبد الغني بن محمد القاضي (ت: 1403هـ): (854 - .... .... .... .... وسكّنوا = مع الضّمّ في الصّدفين عن شعبة الملا
855 - كما حقّه ضمّاه .... .... = .... .... .... .... ....
....
وسكن الرواة الناقلون عن شعبة الدال مع ضم الصاد في قوله تعالى: حَتَّى إِذا ساوى بَيْنَ الصَّدَفَيْنِ وقرأ ابن عامر وأبو عمرو وابن كثير بضم الصاد والدال فتكون قراءة الباقين بفتحهما). [الوافي في شرح الشاطبية: 315]
- قال عبد الفتاح بن عبد الغني بن محمد القاضي (ت: 1403هـ): (855 - .... .... .... واهمز مسكّنا = لدى ردما ائتوني وقبل اكسر الولا
856 - لشعبة والثّاني فشا صف بخلفه = ولا كسر وابدأ فيهما الياء مبدلا
857 - وزد قبل همز الوصل والغير فيهما = بقطعهما والمدّ بدءا وموصلا
....
وقرأ شعبة: ردم أتوني بهمزة ساكنة وكسر الحرف الواقع قبل آتُونِي الموالي وهو تنوين رَدْماً لالتقاء الساكنين وهذا كله في حال وصل آتُونِي ب رَدْماً. وقرأ حمزة وشعبة بخلف
[الوافي في شرح الشاطبية: 315]
عنه: قال أتوني. بهمزة ساكنة مع بقاء فتحة اللام على حالها وهذا معنى قوله (ولا كسر) وهذا في حال وصل آتُونِي يقال: فإذا وقف على رَدْماً وقالَ ابتدئ بإبدال الهمزة الساكنة حرف مد ياء مع زيادة همزة وصل مكسورة قبلها ثم بين أن الباقين
يقرءون في الموضعين بقطع الهمزة مفتوحة ومدها في البدء والوصل وهو الوجه الثاني لشعبة في الموضع الثاني. ولم يبين الناظم حركة همزة القطع اعتمادا على ما هو مقرر من أن همزة فعل الأمر الرباعي تكون مفتوحة). [الوافي في شرح الشاطبية: 316]
قال محمد بن محمد بن محمد بن علي ابن الجزري (ت: 833هـ): (152- .... .... آتُوْنِ بِالْمَدِّ فَاخِرٌ = .... .... .... .... .... ). [الدرة المضية: 32]
قال محمد بن محمد بن محمد بن علي ابن الجزري (ت: 833هـ): ( (وَاخْتَلَفُوا) فِي: رَدْمًا آتُونِي زُبَرَ، وَقَالَ آتُونِي أُفْرِغْ، فَرَوَى ابْنُ حَمْدُونَ عَنْ يَحْيَى، وَرَوَى الْعُلَيْمِيُّ كِلَاهُمَا عَنْ أَبِي بَكْرٍ بِكَسْرِ التَّنْوِينِ فِي الْأَوَّلِ، وَهَمْزَةٍ سَاكِنَةٍ بَعْدَهُ، وَبَعْدَ اللَّامِ فِي الثَّانِي مِنَ الْمَجِيءِ، وَالِابْتِدَاءُ عَلَى هَذِهِ الرَّاوِيَةِ بِكَسْرِ هَمْزَةِ الْوَصْلِ وَإِبْدَالِ الْهَمْزَةِ السَّاكِنَةِ، بَعْدَهَا يَاءٌ، وَافَقَهُمَا حَمْزَةُ فِي الثَّانِي، وَبِذَلِكَ قَرَأَ الدَّانِيُّ أَعْنِي فِي رِوَايَةِ أَبِي بَكْرٍ عَلَى فَارِسِ بْنِ أَحْمَدَ، وَهُوَ الَّذِي اخْتَارَهُ فِي الْمُفْرَدَاتِ، وَلَمْ يَذْكُرْ صَاحِبُ الْعُنْوَانِ غَيْرَهُ، وَرَوَى شُعَيْبٌ الصَّرِيفِينِيُّ عَنْ يَحْيَى عَنْ أَبِي بَكْرٍ بِقَطْعِ الْهَمْزَةِ وَمَدِّهَا فِيهِمَا فِي الْحَالَيْنِ مِنَ (الْإِعْطَاءِ)، هَذَا الَّذِي قَطَعَ بِهِ الْعِرَاقِيُّونَ قَاطِبَةً، وَبِذَلِكَ قَرَأَ الْبَاقُونَ فِيهِمَا، وَكَذَا رَوَى خَلَفٌ عَنْ يَحْيَى، وَهِيَ رِوَايَةُ الْأَعْشَى وَالْبُرْجُمِيِّ وَهَارُونَ بْنِ حَاتِمٍ، وَغَيْرِهِمْ عَنْ أَبِي بَكْرٍ، وَرَوَى عَنْهُ بَعْضُهُمُ الْأَوَّلَ بِوَجْهَيْنِ، وَالثَّانِيَ بِالْقَطْعِ وَجْهًا وَاحِدًا، وَهُوَ الَّذِي فِي التَّذْكِرَةِ، وَبِهِ قَرَأَ الدَّانِيُّ عَلَى شَيْخِهِ أَبِي الْحَسَنِ وَبَعْضُهُمْ قَطَعَ لَهُ بِالْوَصْلِ فِي الْأَوَّلِ وَجْهًا وَاحِدًا، وَفِي الثَّانِي بِالْوَجْهَيْنِ، وَهُوَ الَّذِي
[النشر في القراءات العشر: 2/315]
ذَكَرَهُ فِي التَّيْسِيرِ وَتَبِعَهُ عَلَى ذَلِكَ الشَّاطِبِيُّ وَبَعْضُهُمْ أَطْلَقَ لَهُ الْوَجْهَيْنِ فِي الْحَرْفَيْنِ جَمِيعًا، وَهُوَ فِي الْكَافِي، وَغَيْرِهِ.
(قُلْتُ): وَالصَّوَابُ هُوَ الْأَوَّلُ وَاللَّهُ تَعَالَى أَعْلَمُ). [النشر في القراءات العشر: 2/316] (م)
قال محمد بن محمد بن محمد بن علي ابن الجزري (ت: 833هـ): ( (وَاخْتَلَفُوا) فِي: الصَّدَفَيْنِ فَقَرَأَ ابْنُ كَثِيرٍ، وَالْبَصْرِيَّانِ، وَابْنُ عَامِرٍ بِضَمِّ الصَّادِ وَالدَّالِ، وَرَوَى أَبُو بَكْرٍ بِضَمِّ الصَّادِ، وَإِسْكَانِ الدَّالِ، وَقَرَأَ الْبَاقُونَ بِفَتْحِهِمَا). [النشر في القراءات العشر: 2/316]
- قال محمد بن محمد بن محمد بن علي ابن الجزري (ت: 833هـ): (روى أبو بكر بخلاف عنه {ردمًا} [95] {آتوني} [96] بكسر التنوين
[تقريب النشر في القراءات العشر: 588]
وهمزة ساكنة بعده، و{قال آتوني} [96] بهمزة ساكنة بعد اللام من المجيء، والابتداء بهمزة مكسورة بعدها ياء، وافقه حمزة على ذا الوجه في {قال آتوني}، والباقون بقطع الهمزة ومدها فيهما من الإعطاء). [تقريب النشر في القراءات العشر: 589] (م)
- قال محمد بن محمد بن محمد بن علي ابن الجزري (ت: 833هـ): (قرأ ابن كثير والبصريان وابن عامر {الصدفين} [96] بضم الصاد والدال، وأبو بكر بضم الصاد وإسكان الدال، والباقون بفتحهما). [تقريب النشر في القراءات العشر: 589]
قال محمد بن محمد بن محمد بن علي ابن الجزري (ت: 833هـ) : (758- .... .... .... .... .... = .... .... .... وصدفين اضمما
759 - وسكّنن صف وبضمّي كلّ حق = آتون همز الوصل فيهما صدق
760 - خلفٌ وثانٍ فز .... .... = .... .... .... .... .... ). [طيبة النشر: 84]
- قال محمد بن محمد بن محمد بن علي ابن الجزري (ت: 833هـ) : (قوله: (وصدفين) يريد أن أبا بكر قرأ قوله تعالى «بين الصّدفين» بضم الصاد وإسكان الدال مثل ما في أول البيت الآتي:
وسكّنن (ص) ف وبضمّى (كلّ حق) = آتون همز الوصل فيهما (صد) ق
أراد أن أبا بكر ضم الصاد وسكن الدال من «الصّدفين»، وأن ابن عامر وابن كثير والبصريين قرءوا بضم الصاد والدال، والباقون بفتحهما فصار هاهنا ثلاث قراءات وهي ظاهرة والقراءة في هذه لغات قوله: (آتوني) يريد قوله تعالى «رد ما آتوني» وقال «آتوني أفرغ عليه» قرأه أبو بكر بهمزة الوصل فيهما مع كسر التنوين في سابق الأول بخلاف عنه كما أول البيت الآتي:
خلف وثان (ف) ر فما اسطاعوا اشددا = طاء (ف) شا و (ر) د (فتى) أن ينفدا
أي وافق حمزة أبا بكر على «آتوني» الثاني بهمزة وصل بعد اللام والباقون بقطع الهمزة ومدها فيهما من الإيتاء). [شرح طيبة النشر لابن الجزري: 271]
قال أحمد بن محمد بن البناء الدمياطي (ت: 1117هـ): (واختلف في "رَدْما ائتُوني" و"قال ائتوني" [الآية: 95، 96] فأبو بكر من طريق العليمي وأبي حمدون عن يحيى عنه بهمزة ساكنة مع كسر التنوين قبلها في الأول وصلا وبهمزة ساكنة بعد اللام في الثاني وصلا أيضا، أمر من الثلاثي بمعنى المجيء، والابتداء حينئذ بكسر همزة الوصل وإبدال الهمزة التي هي فاء الكلمة ياء ساكنة في الكلمتين، وبذلك قرأ الداني على فارس بن أحمد واختاره في المفردات ولم يذكر في العنوان غيره، وروى شعيب عن يحيى عن أبي بكر بقطع الهمزة ومدها فيهما في الحالين، من آتى الرباعي بمعنى أعطى، وبه قطع العراقيون قاطبة، والابتداء حينئذ بهمزة مفتوحة كالوصل، [إتحاف فضلاء البشر: 2/226]
وروى عنه بعضهم الأول بوجهين والثاني بالقطع وجها واحدا، وبه قرأ الداني على أبي الحسن، وقطع له بعضهم بالوصل في الأول، وفي الثاني بالوجهين وهو الذي في الشاطبية كأصلها، وأطلق بعضهم له الوجهين في الحرفين جميعا، والصواب هو الأول قاله في النشر، وقرأ حمزة الثاني بهمزة ساكنة بعد اللام من الإتيان كالوجه الأول لأبي بكر ويبتدئ مثله، وافقه المطوعي والباقون بقطع الهمزة ومدها فيهما في الحالين من الإعطاء كالوجه الثاني لأبي بكر). [إتحاف فضلاء البشر: 2/227] (م)
قال أحمد بن محمد بن البناء الدمياطي (ت: 1117هـ): (واختلف "في الصَّدَفين" [الآية: 96] فابن كثير وأبو عمرو وابن عامر ويعقوب بضم الصاد والدال لغة قريش، وافقهم اليزيدي وابن محيصن من المبهج والحسن، وقرأ أبو بكر بضم الصاد وإسكان الدال تخفيف من القراءة قبلها، وافقه ابن محيصن من المبهج أيضا، والمفردة والباقون بفتحهما لغة الحجاز). [إتحاف فضلاء البشر: 2/227]
قال علي بن محمد الصفاقسي (ت: 1118هـ): ( {الصدفين} قرأ شعبة بضم الصاد، وإسكان الدال، والابنان والبصري بضم الصاد والدال، والباقون بفتحهما). [غيث النفع: 830]
قال علي بن محمد الصفاقسي (ت: 1118هـ): ( {قال ءاتوني} قرأ حمزة وشعبة بخلاف عنه بهمزة ساكنة بعد اللام وصلاً، فإن وقف على {قال} - وليس محل وقف – فالابتداء في {ءاتوني} بهمزة وصل مكسورة، ثم ياء ساكنة بدلاً عن الهمزة التي هي فاء الكلمة، والباقون بهمزة قطع مفتوحة، بعدها ألف في الوصل والوقف، وهو الطريق الثاني لشعبة). [غيث النفع: 830]
قال علي بن محمد الصفاقسي (ت: 1118هـ): ( {قطرا} راؤه مفخم للجميع). [غيث النفع: 830]
قال د. عبد اللطيف الخطيب (م): ( {آتُونِي زُبَرَ الْحَدِيدِ حَتَّى إِذَا سَاوَى بَيْنَ الصَّدَفَيْنِ قَالَ انْفُخُوا حَتَّى إِذَا جَعَلَهُ نَارًا قَالَ آتُونِي أُفْرِغْ عَلَيْهِ قِطْرًا (96)}
{رَدْمًا (95)-آتُونِي (96)}
- قرأ ابن كثير ونافع وأبو عمرو وابن عامر والكسائي وحفص
[معجم القراءات: 5/303]
عن عاصم، وشعيب عن يحيى عن أبي بكر وأبو جعفر وشيبة ويعقوب (ردمًا، آتوني) بقطع الهمزة، ومدها من (آتى) الرباعي، بمعنى أعطى، وهي اختيار ابن مجاهد، وكذا تكون في الابتداء؛ لأنها ألف قطع، والدليل على ذلك أنك تقول: آتى يؤتي فأول المستقبل مضموم.
- وقرأ يحيى عن أبي بكر عن عاصم، وحمزة والأعمش والمطوعي وطلحة والمفضل في الوصل (ردمن ائتوني) بكسر التنوين لالتقاء الساكنين، ووصل الألف، وهو أمر من الثلاثي بمعنى المجيء من (أتى). والابتداء على هذه القراءة بهمزة مكسورة.
- وقرأ حمزة وأبو بكر عن عاصم في الابتداء (ايتوني) بكسر همزة الوصل، وإبدال الهمزة الأصلية التي هي فاء الكلمة ياءً ساكنة.
قال في حاشية الجمل:
(وإذا ابتدأت بكلمة (ائتوني) في قراءته [أبي بكر] وحمزة وتبدأ بهمزة مكسورة للوصل، ثم ياء صريحة، هي بدل عن همزة فاء الكلمة، وفي الدرج تسقط همزة الوصل، فتعود الهمزة لزوال موجب إبدالها).
[معجم القراءات: 5/304]
- وقرأ ورش (ردمن اتوني) وذلك بإلقاء حركة الهمزة وهي الفتحة على التنوين قبلها، ثم حذف الهمزة.
قال مكي:
(وورش فيه على أصله، يلقي حركة الهمزة على التنوين ويمكن المد).
وقال النشار:
(وورش على أصله في المد على الهمزة، والتوسط، والقصر مع النقل).
{زُبَرَ الْحَدِيدِ}
- قرأ الجمهور (زبر) بفتح الباء، جمع زبرة.
- وقرأ الحسن (زبر) بضم الباء، وهو جمع (زبرة)، أي القطعة العظيمة من الحديد، والمعنى على القراءتين واحد.
{سَاوَى}
- قراءة الجماعة (ساوى) بألف على وزن فاعل.
- وأمال الألف الأخيرة حمزة والكسائي وخلف.
- وبالفتح والتقليل قرأ الأزرق وورش.
- والباقون على الفتح.
- وعن قتادة، وأبان عن عاصم (سوى).
قال الفراء: (ساوى وسوى واحد).
- وقرأ قتادة وأبان عن عاصم (سو) كذا! بواو مشددة مفتوحة من غير ألف بعد الواو.
وقد ذكر هذه القراءة ابن خالويه في مختصره، ولا وجه لها على
[معجم القراءات: 5/305]
هذا، ولذا علق عليها المحقق بقوله: (لعل الصواب: سوى). وبقوله أقول، فهو ليس بالبعيد.
- وقرأ ابن أبي أمية عن أبي بكر عن عاصم (سووي)، مبنيًا للمفعول على فوعل.
{بَيْنَ الصَّدَفَيْنِ}
- قرأ نافع وحفص عن عاصم وحمزة والكسائي وأبو جعفر وخلف وشيبة وطلحة وابن ليلى ويعقوب وأبو عبيد وابن سعدان وعمر ابن الخطاب وعمر بن عبد العزيز (بين الصدفين) بفتح الصاد والدال، وهي لغة الحجاز وتميم، وهي اختيار أبي عبيد؛ لأنها أكثر اللغات.
والصدفان: جانب الجبل، لأنهما يتقابلان.
وسميت كل ناحيةٍ صدفًا لكونها مصادفة ومقابلًا للأخرى من قولك: صادفت الرجل أي لاقيته.
- وقرأ ابن كثير وابن عامر وأبو عمرو وأبو بكر عن عاصم والزهري ومجاهد والحسن ويعقوب وسهل وابن محيصن واليزيدي و(بين الصدفين) بضم الصاد والدال، وهي لغة قريش وحمير.
[معجم القراءات: 5/306]
- وقرأ أبو بكر عن عاصم وابن محيصن وأبو رجاء وزر بن حبيش وأبو عبد الرحمن السلمي، وابن ذكوان (الصدفين) بضم الصاد وسكون الدال، مثل: الجرف، والجرف.
- وقرأ ابن جندب وقتادة في رواية (الصدفين) بفتح الصاد وسكون الدال.
وجاءت هذه القراءة في حاشية الجمل عن أبي جعفر وشيبة وحميد، ولم أجد هذا في مرجع آخر.
- وقرأ الماجشون وابنه يعقوب وأبو مجلز وأبو رجاء وابن يعمر (الصدفين) بفتح الصاد وضم الدال.
- وقرأ قتادة وأبان عن عاصم والأعمش والخليل وأبو الجوزاء وأبو عمران والزهري والجحدري (الصدفين) بضم الصاد وفتح الدال.
{قَالَ آتُونِي}
- قرأ ابن كثير وابن عامر ونافع والكسائي، ويحيى بن آدم عن
[معجم القراءات: 5/307]
أبي بكر وحفص عن عاصم وأبو جعفر ويعقوب (قال آتوني) ممدودة أي أعطوني، وهي اختيار ابن مجاهد وأبي الطيب.
- وقرأ حمزة ويحيى عن أبي بكر عن عاصم والأعمش وطلحة والمطوعي (قال ائتوني) بهمزة ساكنة بعد اللام في الوصل، وهو أمر من الثلاثي، أي: جيئوني.
- وذكر مكي بن أبي طالب أنه قرأ بالوجهين لأبي بكر.
- وقرأ حمزة وعاصم برواية أبي بكر والمطوعي والأعمش وطلحة (... ايتوني) بكسر الهمزة في الابتداء، وإبدال الهمزة الأصلية التي هي فاء الكلمة ياء ساكنة.
ووجدت في إيضاح الوقف والابتداء النص التالي:
(... والحجة الأخرى لمن قرأ (قال أتوني) [كذا!!] بالقصر أن يكون أراد (قال آتوني) بالمد، فترك الهمزة الأولى فرجعت الهمزة الثانية.
فعلى هذا يكون المعنى: أعطوني قطرًا، ويكون الابتداء (آتوني) بالمد على مذهب القراءة الأولى).
قلت: لم يقرأ أحد على الإطلاق (أتوني) بهمزة قطع مقصورًا،
[معجم القراءات: 5/308]
وإنما قرئ بالمد (آتوني)، وبالقصر (ائتوني) أي بهمزة وصل من غير مد.
ويبدو أن قول المتقدمين (بالقصر) التبس على أبي بكر بن الأنباري فظن أنه بهمزة واحدة وليس كذلك، وهو سبق قلم منه، وخفي الأمر على المحقق فلم يعلق بشيء، بل ضبط القراءة على الشكل الذي ترى!!
{قِطْرًا}
اتفق القراء على تفخيم الراء في الحالين). [معجم القراءات: 5/309]
قوله تعالى: {فَمَا اسْطَاعُوا أَنْ يَظْهَرُوهُ وَمَا اسْتَطَاعُوا لَهُ نَقْبًا (97)}
قال أبو بكر أحمد بن موسى ابن مجاهد التميمي البغدادي (ت: 324هـ): (42 - قَوْله {فَمَا اسطاعوا} 97
كلهم قَرَأَ (فَمَا اسطاعوآ) بتَخْفِيف الطَّاء غير حَمْزَة فَإِنَّهُ قَرَأَ (فَمَا اسطعوآ) مُشَدّدَة الطَّاء يُرِيد فَمَا اسْتَطَاعُوا ثمَّ يدغم التَّاء في الطَّاء
وَهَذَا غير جَائِز لِأَنَّهُ قد جمع بَين السِّين وهي سَاكِنة وَالتَّاء المدغمة وهي سَاكِنة). [السبعة في القراءات: 401]
قال أبو بكر أحمد بن الحسين ابن مهران الأصبهاني (ت: 381هـ): ((فما اسطاعوا) مشددة الطاء حمزة، (غير خلاد) ). [الغاية في القراءات العشر: 313]
قال أبو الفضل محمد بن جعفر الخزاعي الجرجاني (ت: 408هـ): ( (فما اسطاعوا) [97]: بتشديد الطاء حمزة إلا الأبزاري والضبي، والشموني طريق ابن الصلت، والصفار عن حفص طريق ابن أيوب .
[المنتهى: 2/814]
بالصاد ابن حبيب غير ابن أبي أمية). [المنتهى: 2/815]
قال مكي بن أبي طالب القَيْسِي (ت: 437هـ): (قرأ حمزة (فما اسطاعوا) بتشديد الطاء، وقرأ الباقون بغير تشديد). [التبصرة: 265]
قال أبو عمرو عثمان بن سعيد الداني (ت: 444هـ): (حمزة: {فما اسطاعوا} (97): بتشديد الطاء.
والباقون: بتخفيفها). [التيسير في القراءات السبع: 354]
- قال محمد بن محمد بن محمد بن علي ابن الجزري (ت: 833هـ) :(حمزة: (فما اسطاعوا) بتشديد الطّاء، والباقون بتخفيفها). [تحبير التيسير: 450]
قال أبو القاسم يوسف بن علي بن جبارة الهذلي المغربي (ت: 465هـ): ( (فَمَا اسْطَاعُوا) بتشديد الطاء التيمي، وابْن شَنَبُوذَ عن الشمري، والزَّيَّات غير الضبي، والأبزاري، وأبي الحسن عنه، والصفار عن حفص طريق ابن أيوب، الباقون خفيف، وهو الاختيار؛ لموافقة الأكثر). [الكامل في القراءات العشر: 594] قال أحمد بن علي بن خلف ابن الباذش الأنصاري (ت: 540هـ): ([97]- {فَمَا اسْطَاعُوا} بتشديد الطاء: حمزة). [الإقناع: 2/693]
قال القاسم بن فيرُّه بن خلف الشاطبي (ت: 590هـ): (858 - وَطَاءَ فَمَا اسْطَاعُوا لِحَمْزَةَ شَدّدُوا = .... .... .... .... ). [الشاطبية: 68]
- قال علم الدين علي بن محمد السخاوي (ت: 643هـ): ([858] وطاء فما اسطاعوا لـ(حمزة) شددوا = وأن تنفد التذكير (شـ)ـاف تأولا
الأصل استطاعوا، فلما اجتمع التاء والطاء من مخرج واحد، ثقل، فخفف بالحذف. ولذلك يقول بعض العرب: (استاعوا)، فيحذف الطاء.
ومن شدد، أدغم التاء في الطاء.
قال الزجاج: «فأما من أدغم التاء في الطاء، فهو لاحن مخطئ. وكذلك قال الخليل ويونس وسیبویه في جميع من قال بقولهم».
قال: «وحجتهم في ذلك امتناع اجتماع الساكنين».
أبو علي: «لما لم يمكن إلقاء حركة التاء على السين، لئلا يحرك ما لا يتحرك، بمعنى أن سين (استفعل) لا تتحرك أبدًا، أدغم مع الساكن، وإن لم يكن حرف لين، وقد قرأت القراء غير حرف من هذا النحو.
وقد تقدم أن سيبويه أنشد فيه: ... ومسحى».
[فتح الوصيد: 2/1087]
يعني أنه أدغم الحاء في الماء بعد أن أبدلها حاء. والسين قبل ذلك ساكنة.
وقد مضى الكلام في باب الإدغام الكبير في أمثال هذا وفي قوله تعالى: {فنعما هي} ). [فتح الوصيد: 2/1088]
- قال محمد بن أحمد الموصلي (شعلة) (ت: 656هـ): ([858] وطاء فما اسطاعوا لحمزة شددوا = وأن تنفد التذكير شافٍ تأولا
ح: (طاء) – بالنصب-: مفعول (شددوا) أضيف إلى: (فما اسطاعوا)، (لحمزة): حال، (أي تنفد): مبتدأ، (التذكير): مبتدأ ثانٍ، (شافٍ): خبره، والعائد: محذوف، أي: فيه، (تأولا): مصدرًا نصب على التمييز، أو ماضيًا نعت (شافٍ).
ص: قرأ حمزة: (فما اسطعوا أن يظهروه) [97] بتشديد الطاء على أن الأصل: (استطاعوا)، أدغم التاء في الطاء، وأنكر عليه النحاة بأن قراءته جمعٌ بين الساكنين على غير حده، لكن سهل ذلك عليه عروض
[كنز المعاني: 2/414]
الإدغام، والباقون: خففوا، بحذف تاء الاستفعال.
وقيد الحرف بالفاء احترازًا من {وما استطاعوا له نقبًا} [97] إذ لا خلاف فيه.
وقرأ حمزة والكسائي: {أن ينفد} [109] بالتذكير، لأن تأنيث الكلمات غير حقيقي، والباقون: بالتأنيث على الأصل). [كنز المعاني: 2/415] (م)
- قال أبو شامة عبد الرحمن بن إسماعيل الدمشقي (ت: 665هـ): (858- وَطَاءَ فَمَا اسْطَاعُوا لِحَمْزَةَ شَدّدُوا،.. وَأَنْ يَنْفَدَ التَّذْكِيرُ "شَـ"ـافٍ تَأَوَّلا
يريد: {فَمَا اسْطَاعُوا أَنْ يَظْهَرُوهُ}، أي: طاء هذه اللفظة فقيده بالفاء؛ لأن الذي بعده بالواو وطاء منصوب؛ لأنه مفعول شددوا والأصل استطاعوا فقراءة الجماعة بحذف التاء، وروي عن حمزة إدغامها في الطاء. قال ابن مجاهد: هو رديء؛ لأنه جمع بين ساكنين، وقال الزجاج: من قرأ بإدغام التاء في الطاء فلاحن مخطئ، زعم ذلك النحويون الخليل
[إبراز المعاني من حرز الأماني: 3/353]
ويونس وسيبويه وجميع من قال بقولهم؛ لأن السين ساكنة، فإذا أدغمت التاء صارت طاء ساكنة، ولا يجمع بين ساكنين فإن قال: اطرح حركة التاء على السين فخطأ أيضا؛ لأن سين استفعل لم تحرك قط.
قلت: إنما قال ذلك؛ لأنه لا يتحقق محض الإدغام إلا بتحريك السين. قال أبو جعفر النحاس: حكى أبو عبيد أن حمزة كان يدغم التاء في الطاء، ويشدد الطاء، قال أبو جعفر النحاس: ولا يقدر أحد أن ينطق به؛ لأن السين ساكنة والتاء المدغمة ساكنة، قال سيبويه: هذا محال، وقال الجوهري في باب روم: من جمع بين الساكنين في موضع لا يصح فيه اختلاس الحركة فهو مخطئ كقراءة حمزة فما اسطاعوا؛ لأن سين الاستفعال لا يجوز تحريكها بوجه من الوجوه وأما: {وَمَا اسْتَطَاعُوا لَهُ نَقْبًا} فلم يختلفوا في إظهار التاء فيها). [إبراز المعاني من حرز الأماني: 3/354]
- قال عبد الفتاح بن عبد الغني بن محمد القاضي (ت: 1403هـ): (858 - وطاء فما اسطاعوا لحمزة شدّدوا = .... .... .... .... ....
....
قرأ حمزة: فَمَا اسْطاعُوا أَنْ يَظْهَرُوهُ. بتشديد الطاء وقيد لفظ اسْطاعُوا بوقوعه بعد فَمَا احترازا عن الواقع قبل وَمَا وهو: وَمَا اسْتَطاعُوا لَهُ نَقْباً فقد اتفق القراء على تخفيف طائه. وقرأ الباقون بتخفيف الطاء في الأول). [الوافي في شرح الشاطبية: 316]
قال محمد بن محمد بن محمد بن علي ابن الجزري (ت: 833هـ): (152- .... .... .... .... .... = وَعَنْهُ خلف فَمَا اسْطَاعُوا يُخَفِّفُ فَاقْبَلَا). [الدرة المضية: 32]
- قال محمد بن الحسن بن محمد المنير السمنودي (ت: 1199هـ):(وقوله: عنه فما اسطاعوا إلخ أي قرأ مرموز (فا) فاخر وهو الذي راجه إليه ضمير عنه بتخفيف طاء {فما اسطاعوا} [97] كالآخرين فاتفقوا وخرج بقيده {فما اسطاعوا} بالفاء الذي بالواو ويلزم من عود ضمير عنه إلى فاخر أن لا يكون فاء فاقبلا رمزا لئلا يتكرر). [شرح الدرة المضيئة: 169]
قال محمد بن محمد بن محمد بن علي ابن الجزري (ت: 833هـ): ( (وَاخْتَلَفُوا) فِي: فَمَا اسْتَطَاعُوا فَقَرَأَ حَمْزَةُ بِتَشْدِيدِ الطَّاءِ يُرِيدُ فَمَا اسْتَطَاعُوا فَأَدْغَمَ التَّاءَ فِي الطَّاءِ وَجَمَعَ بَيْنَ سَاكِنَيْنِ وَصْلًا، وَالْجَمْعُ بَيْنَهُمَا فِي مِثْلِ ذَلِكَ جَائِزٌ مَسْمُوعٌ، قَالَ الْحَافِظُ أَبُو عَمْرٍو: وَمِمَّا يُقَوِّي ذَلِكَ وَيُسَوِّغُهُ أَنَّ السَّاكِنَ الثَّانِيَ لَمَّا كَانَ اللِّسَانُ عِنْدَهُ يَرْتَفِعُ عَنْهُ وَعَنِ الْمُدْغَمِ ارْتِفَاعَةً وَاحِدَةً صَارَ بِمَنْزِلَةِ حَرْفٍ مُتَحَرِّكٍ فَكَأَنَّ السَّاكِنَ الْأَوَّلَ قَدْ وَلِيَ مُتَحَرِّكًا، وَقَدْ تَقَدَّمَ مِثْلُ ذَلِكَ فِي إِدْغَامِ أَبِي عَمْرٍو، وَقِرَاءَةِ أَبِي جَعْفَرٍ وَقَالُونَ وَالْبَزِّيِّ، وَغَيْرِهِمْ، فَلَا يَجُوزُ إِنْكَارُهُ). [النشر في القراءات العشر: 2/316]
- قال محمد بن محمد بن محمد بن علي ابن الجزري (ت: 833هـ): (قرأ حمزة {فما اسطاعوا} [97] بتشديد الطاء، والباقون بتخفيفها). [تقريب النشر في القراءات العشر: 589]
قال محمد بن محمد بن محمد بن علي ابن الجزري (ت: 833هـ) : (760- .... .... فما اسطاعوا اشددا = طاءً فشا .... .... .... ). [طيبة النشر: 84]
- قال محمد بن محمد بن محمد بن علي ابن الجزري (ت: 833هـ) : (ثم أراد أن حمزة شدد طاء «فما اسطّاعوا أن يظهروه» وخففها الباقون، وقول الناظم رحمه الله «فما اسطاعوا» ليخرج الثاني فإنه مجمع الإظهار فيه). [شرح طيبة النشر لابن الجزري: 271]
قال أحمد بن محمد بن البناء الدمياطي (ت: 1117هـ): (واختلف في "فما استطاعوا" [الآية: 97] فحمزة بتشديد الطاء أدغم التاء فيها لاتحاد المخرج، وطعن الزجاج وأبي علي فيها من حيث الجمع بين الساكنين مردود بأنها متواترة، والجمع بينهما في مثل ذلك سائغ جائز مسموع في مثله، كما سبق موضحا آخر باب الإدغام، ومما يقوي ذلك ويسوغه كما في النشر نقلا عن الداني أن الساكن الثاني لما كان اللسان عنده يرتفع عنه وعن المدغم ارتفاعة واحدة صار بمنزلة حرف متحرك، فكان الساكن الأول قد ولى متحركا ا. هـ. وقرأ الباقون بتخفيفها بحذف التاء مخففا وما استطاعوا المجمع على إظهاره). [إتحاف فضلاء البشر: 2/227] قال علي بن محمد الصفاقسي (ت: 1118هـ): ( {فما اسطاعوا} [87] قرأ حمزة بتشديد الطاء، والباقون بالتخفيف.
وطعن بعض النحاة في قراءة حمزة بأن فيها الجمع بين الساكنين، وتقدم الجواب عنه في {شهر رمضان} [البقرة: 185] و{فنعما} [البقرة: 271] فراجعه، ولا خلاف بينهم في تخفيف الثاني وهو {وما استطاعوا} ). [غيث النفع: 831]
قال د. عبد اللطيف الخطيب (م): ( {فَمَا اسْطَاعُوا أَنْ يَظْهَرُوهُ وَمَا اسْتَطَاعُوا لَهُ نَقْبًا (97)}
{فَمَا اسْطَاعُوا}
- قرأ أبو عمرو وابن عامر ونافع وابن كثير وعاصم والكسائي وأبو جعفر ويعقوب وهي رواية خلاد عن سليم عن حمزة (اسطاعوا) بحذف التاء تخفيفًا لقربها من الطاء، والأصل: استطاعوا وهي الاختيار عند مكي؛ لأن الجماعة عليه.
قال الزجاج:
(بغير تاء أصلها: استطاعوا بالتاء، ولكن التاء والطاء من مخرج واحد، فحذفت التاء لاجتماعهما، ويخف اللفظ).
وقال الأخفش:
(... لأن لغة للعرب تقول: اسطاع يسطيع، يريدون به: استطاع يستطيع، ولكن حذفوا التاء إذا جامعت الطاء؛ لأن مخرجهما واحد).
[معجم القراءات: 5/309]
- وقرأ الأعمش (استطاعوا) بالتاء في الموضعين في هذه الآية.
- وقرأ حمزة وطلحة والمطوعي (فما اسطاعوا) بتشديد الطاء، فقد أدغم التاء في الطاء، والأصل: استطاعوا، وقد رد هذه القراءة الزجاج وأبو علي ومكي.
قال الزجاج:
(فأما من قرأ (اسطاعوا) بإدغام السين في الطاء [كذا!] وصوابه التاء في الطاء] فلاحن مخطئ، زعم ذلك النحويون: الخليل ويونس وسيبويه، وجميع من قال بقولهم: وحجتهم في ذلك أن السين ساكنة، فإذا أدغمت التاء صارت طاء ساكنة ولا يجمع بين ساكنين...).
وفي الإتحاف:
(وطعن الزجاج وأبي عليّ فيها من حيث الجمع بين ساكنين مردود بأنها متواترة، والجمع في مثل ذلك سائغ جائز مسموع في مثله).
قلت: نقل نص الإتحاف هذا الزبيدي في التاج.
وفي إعراب النحاس:
(حكى أبو عبيد أن حمزة كان يدغم التاء في الطاء ويشدد الطاء.
[معجم القراءات: 5/310]
قال أبو جعفر: وهذا الذي حكاه أبو عبيد لا يقدر أحد أن ينطق به، لأن السين ساكنة والطاء المدغمة ساكنة، قال سيبويه: هذا محال).
وقال مكي: (وحجة من شدد أنه أدغم التاء في الطاء لقرب التاء من الطاء في المخرج؛ ولأنه أبدل من التاء إذا أدغمها حرفًا أقوى منها، وهو الطاء، لكن في هذه القراءة بعد وكراهة؛ لأنه جمع بين ساكنين، ليس الأول حرف لين، وهما السين وأول المشدد، وقد أجازه سيبويه في الشعر...).
- وقرأ الأعشى عن أبي بكر وأبو نشيط والشموني (وهو الصحيح من نقل ابن مهران) وهي قراءة قالون عن نافع من طريق الأهوازي (فما اصطاعوا) بإبدال السين صادًا لأجل الطاء.
{أَنْ يَظْهَرُوهُ}
- قراءة الأزرق وورش بترقيق الراء وتفخيمها.
- وقرأ ابن كثير في الوصل (أن يظهروهو...) بإشباع ضمة الهاء). [معجم القراءات: 5/311]
قوله تعالى: {قَالَ هَٰذَا رَحْمَةٌ مِنْ رَبِّي ۖ فَإِذَا جَاءَ وَعْدُ رَبِّي جَعَلَهُ دَكَّاءَ ۖ وَكَانَ وَعْدُ رَبِّي حَقًّا (98)}
قال أبو بكر أحمد بن موسى ابن مجاهد التميمي البغدادي (ت: 324هـ): (43 - وَاخْتلفُوا في قَوْله {جعله دكاء} 98
فَقَرَأَ ابْن كثير وَنَافِع وَأَبُو عَمْرو وَابْن عَامر {دكا} منونا غير مَهْمُوز وَلَا مَمْدُود
وَقَرَأَ حَمْزَة والكسائي {دكاء} ممدودا مهموزا بِلَا تَنْوِين
وهبيرة عَن حَفْص عَن عَاصِم {دكا} منونا غير مَمْدُود
وَقَالَ غير هُبَيْرَة عَن حَفْص عَن عَاصِم {دكاء} ممدودا). [السبعة في القراءات: 402]
قال أبو الفضل محمد بن جعفر الخزاعي الجرجاني (ت: 408هـ): ( (دكاء) [98]: بالمد كوفي غير المفضل والخزاز عن حفص والبختري والصفار طريق ابن أيوب). [المنتهى: 2/815]
قال مكي بن أبي طالب القَيْسِي (ت: 437هـ): (وذكر (الريح) و(دكاء) فيما تقدم). [التبصرة: 263]
قال أبو عمرو عثمان بن سعيد الداني (ت: 444هـ): (الكوفيون: {جعله دكاء} (98): بالمد، والهمز، من غير تنوين.
والباقون: بالتنوين، من غير همز). [التيسير في القراءات السبع: 354]
- قال محمد بن محمد بن محمد بن علي ابن الجزري (ت: 833هـ) : (الكوفيّون: (جعله دكاء) بالمدّ والهمز من غير تنوين، والباقون بالتّنوين من غير همز). [تحبير التيسير: 450]
قال أحمد بن علي بن خلف ابن الباذش الأنصاري (ت: 540هـ): ([98]- {دَكَّاءَ} بالمد: الكوفيون). [الإقناع: 2/693] قال محمد بن محمد بن محمد بن علي ابن الجزري (ت: 833هـ): (وَتَقَدَّمَ دَكًّا لِلْكُوفِيِّينَ فِي الْأَعْرَافِ). [النشر في القراءات العشر: 2/316]
- قال محمد بن محمد بن محمد بن علي ابن الجزري (ت: 833هـ): ({دكاء} [98] ذكر للكوفيين). [تقريب النشر في القراءات العشر: 589]
- قال محب الدين محمد بن محمد بن محمد النُّوَيْري (ت: 857هـ): (تتمة:
تقدم دكّاء [98] للكوفيين في الأعراف [143] ). [شرح طيبة النشر للنويري: 2/440]
قال أحمد بن محمد بن البناء الدمياطي (ت: 1117هـ): (وقرأ "دَكَّاء" [الآية: 98] بالمد والهمز ممنوع الصرف عاصم وحمزة والكسائي وخلف، والباقون بتنوين الكاف بلا همز دككته، قال في البحر: والظاهر أن جعله بمعنى صيره فدكا مفعول ثان، ومر بالأعراف). [إتحاف فضلاء البشر: 2/228]
قال علي بن محمد الصفاقسي (ت: 1118هـ): ( {دكا} [98] قرأ الكوفيون بحذف التنوين، وهمزة مفتوحة بعد الألف، ومده، والباقون بتنوينه، من غير همزة). [غيث النفع: 831]
قال علي بن محمد الصفاقسي (ت: 1118هـ): ( {حقا} تام وقيل كاف فاصلة بلا خلاف، ومنتهى الربع، على ما جرى عليه عملنا، وهو الظاهر، و{سمعا} بعده على المشهور، وقيل {نزلا} وقيل غير ذلك). [غيث النفع: 831]
قال د. عبد اللطيف الخطيب (م): ( {قَالَ هَذَا رَحْمَةٌ مِنْ رَبِّي فَإِذَا جَاءَ وَعْدُ رَبِّي جَعَلَهُ دَكَّاءَ وَكَانَ وَعْدُ رَبِّي حَقًّا (98)}
{هَذَا رَحْمَةٌ مِنْ رَبِّي}
- قراءة الجماعة (هذا رحمة..).
أي هذا الردم رحمة...، والقائل ذو القرنين.
- وقرأ ابن أبي عبلة (هذه رحمة...) بتأنيث اسم الإشارة، على تقديره: هذه النعمة رحمة...
{جَاءَ}
- تقدمت الإمالة فيه مرارًا، وانظر الآية/43 من سورة النساء.
[معجم القراءات: 5/311]
{دَكَّاءَ}
- قرأ ابن كثير ونافع وأبو عمرو وابن عامر وهبيرة عن حفص عن عاصم ويحيى بن وثاب وأبو جعفر ويعقوب (دكًا) منونًا بلا همز، وهو مصدر من (دك) في موضع الحال، أو هو مفعول ثان.
- وقرأ عاصم - وهي الرواية الثانية عنه من غير طريق حفص- وحمزة والكسائي وخلف والخزاز عن هبيرة، والأعمش (دكاء) بالمد، وهو ممنوع من الصرف، وهو نصب على الحال أيضًا، وهو مفعول ثانٍ، والدكاء كل ما انبسط من الأرض من مرتفع.
قال مكي:
(ومن مده قدر حذف مضاف، تقديره: جعله مثل دكاء، وإنما احتجت إلى هذا الإضمار لأن الجبل مذكر، فلا يحسن وصفه بدكاء وهو مؤنث، والدكاء: الناقة التي لا سنام لها، فالتقدير: فإذا جاء وعد ربي جعله مستويًا).
وتقدم مثل هذا في الآية/143 من سورة الأعراف.
- وقراءة حمزة في الوقف بإبدال الهمزة ألفًا مع المد والتوسط والقصر). [معجم القراءات: 5/312]
روابط مهمة:
- أقوال المفسرين