العودة   جمهرة العلوم > جمهرة علوم القرآن الكريم > توجيه القراءات

إضافة رد
 
أدوات الموضوع إبحث في الموضوع انواع عرض الموضوع
  #1  
قديم 15 صفر 1440هـ/25-10-2018م, 05:45 PM
جمهرة علوم القرآن جمهرة علوم القرآن غير متواجد حالياً
فريق الإشراف
 
تاريخ التسجيل: Oct 2017
المشاركات: 7,975
افتراضي توجيه القراءات في سورة الفرقان

توجيه القراءات في سورة الفرقان


رد مع اقتباس
  #2  
قديم 15 صفر 1440هـ/25-10-2018م, 05:49 PM
جمهرة علوم القرآن جمهرة علوم القرآن غير متواجد حالياً
فريق الإشراف
 
تاريخ التسجيل: Oct 2017
المشاركات: 7,975
افتراضي مقدمات سورة الفرقان

مقدمات توجيه القراءات في سورة الفرقان
قال أبو منصور محمد بن أحمد الأزهري (ت: 370هـ): (سورة الفرقان). [معاني القراءات وعللها: 2/213]
قال أبو عبد الله الحسين بن أحمد ابن خالويه الهمَذاني (ت: 370هـ): ( (ومن سورة الفرقان) ). [إعراب القراءات السبع وعللها: 2/116]
قال أبو علي الحسن بن أحمد بن عبد الغفار الفارسيّ (ت: 377هـ): (ذكر اختلافهم في سورة الفرقان). [الحجة للقراء السبعة: 5/335]
قال أبو الفتح عثمان بن جني الموصلي (ت: 392هـ): (سورة الفرقان). [المحتسب: 2/117]
قال أبو زرعة عبد الرحمن بن محمد ابن زنجلة (ت: 403هـ) : (25 - سورة الفرقان). [حجة القراءات: 507]
قال مكي بن أبي طالب القَيْسِي (ت: 437هـ): (سورة الفرقان). [الكشف عن وجوه القراءات السبع: 2/144]
قال نصر بن علي بن أبي مريم (ت: بعد 565هـ) : (سورة الفرقان). [الموضح: 925]

نزول السورة:
قال مكي بن أبي طالب القَيْسِي (ت: 437هـ): (مكية). [الكشف عن وجوه القراءات السبع: 2/144]

عد الآي:
قال مكي بن أبي طالب القَيْسِي (ت: 437هـ): (وهي سبع وسبعون آية في المدني والكوفي). [الكشف عن وجوه القراءات السبع: 2/144]

ياءات الإضافة:
قال مكي بن أبي طالب القَيْسِي (ت: 437هـ): (16- فيها ياء إضافة قوله: {يا ليتني اتخذت} «27» قرأها أبو عمرو بالفتح، وقوله: {إن قومي اتخذوا} «30» قرأ نافع وأبو عمرو والبزي بالفتح). [الكشف عن وجوه القراءات السبع: 2/149]
قال نصر بن علي بن أبي مريم (ت: بعد 565هـ) : (فيها ياءان للمتكلم وهما: {إِنَّ قَوْمِي اتَّخَذُوا} و{يَا لَيْتَنِي اتَّخَذْتُ}.
ففتحهما أبو عمرو.
وفتح البزي عن ابن كثير وكذلك نافع ويعقوب {إِنَّ قَوْمِي} وحدها.
والباقون أسكنوهما جميعًا.
وقد ذكرنا أن الفتح في هذه الياء أصلٌ، والإسكان تخفيفٌ). [الموضح: 937]

الياءات المحذوفة:
قال مكي بن أبي طالب القَيْسِي (ت: 437هـ): (ليس فيها ياء محذوفة). [الكشف عن وجوه القراءات السبع: 2/149]

روابط مهمة:
- أقوال المفسرين


رد مع اقتباس
  #3  
قديم 15 صفر 1440هـ/25-10-2018م, 05:50 PM
جمهرة علوم القرآن جمهرة علوم القرآن غير متواجد حالياً
فريق الإشراف
 
تاريخ التسجيل: Oct 2017
المشاركات: 7,975
افتراضي

سورة الفرقان

[ من الآية (1) إلى الآية (6) ]
{تَبَارَكَ الَّذِي نَزَّلَ الْفُرْقَانَ عَلَى عَبْدِهِ لِيَكُونَ لِلْعَالَمِينَ نَذِيرًا (1) الَّذِي لَهُ مُلْكُ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ وَلَمْ يَتَّخِذْ وَلَدًا وَلَمْ يَكُنْ لَهُ شَرِيكٌ فِي الْمُلْكِ وَخَلَقَ كُلَّ شَيْءٍ فَقَدَّرَهُ تَقْدِيرًا (2) وَاتَّخَذُوا مِنْ دُونِهِ آَلِهَةً لَا يَخْلُقُونَ شَيْئًا وَهُمْ يُخْلَقُونَ وَلَا يَمْلِكُونَ لِأَنْفُسِهِمْ ضَرًّا وَلَا نَفْعًا وَلَا يَمْلِكُونَ مَوْتًا وَلَا حَيَاةً وَلَا نُشُورًا (3) وَقَالَ الَّذِينَ كَفَرُوا إِنْ هَذَا إِلَّا إِفْكٌ افْتَرَاهُ وَأَعَانَهُ عَلَيْهِ قَوْمٌ آَخَرُونَ فَقَدْ جَاءُوا ظُلْمًا وَزُورًا (4) وَقَالُوا أَسَاطِيرُ الْأَوَّلِينَ اكْتَتَبَهَا فَهِيَ تُمْلَى عَلَيْهِ بُكْرَةً وَأَصِيلًا (5) قُلْ أَنْزَلَهُ الَّذِي يَعْلَمُ السِّرَّ فِي السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ إِنَّهُ كَانَ غَفُورًا رَحِيمًا (6)}


قوله تعالى: {تَبَارَكَ الَّذِي نَزَّلَ الْفُرْقَانَ عَلَى عَبْدِهِ لِيَكُونَ لِلْعَالَمِينَ نَذِيرًا (1)}
قال أبو الفتح عثمان بن جني الموصلي (ت: 392هـ): (قرأ ابن الزبير: [نَزَّلَ الْفُرْقَانَ عَلَى عَبْادِهِ].
قال أبو الفتح: وجه ذلك أنه وإن كان إنزاله على رسول الله صلى الله عليه وسلم فإنه لما كان عليه السلام موصلا له إلى العباد ومخاطبا به لهم صار كأنه منزل عليهم، ولذلك كثر فيه خطاب العباد بالأمر والنهي لهم، والترغيب والترهيب والمصروف اللفظ إليهم، ونحو ذلك مما يوجه فيه الخطاب نحوهم). [المحتسب: 2/117]

قوله تعالى: {الَّذِي لَهُ مُلْكُ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ وَلَمْ يَتَّخِذْ وَلَدًا وَلَمْ يَكُنْ لَهُ شَرِيكٌ فِي الْمُلْكِ وَخَلَقَ كُلَّ شَيْءٍ فَقَدَّرَهُ تَقْدِيرًا (2)}
قوله تعالى: {وَاتَّخَذُوا مِنْ دُونِهِ آَلِهَةً لَا يَخْلُقُونَ شَيْئًا وَهُمْ يُخْلَقُونَ وَلَا يَمْلِكُونَ لِأَنْفُسِهِمْ ضَرًّا وَلَا نَفْعًا وَلَا يَمْلِكُونَ مَوْتًا وَلَا حَيَاةً وَلَا نُشُورًا (3)}
قوله تعالى: {وَقَالَ الَّذِينَ كَفَرُوا إِنْ هَذَا إِلَّا إِفْكٌ افْتَرَاهُ وَأَعَانَهُ عَلَيْهِ قَوْمٌ آَخَرُونَ فَقَدْ جَاءُوا ظُلْمًا وَزُورًا (4)}
قوله تعالى: {وَقَالُوا أَسَاطِيرُ الْأَوَّلِينَ اكْتَتَبَهَا فَهِيَ تُمْلَى عَلَيْهِ بُكْرَةً وَأَصِيلًا (5)}

قال أبو الفتح عثمان بن جني الموصلي (ت: 392هـ): (ومن ذلك قراءة طلحة بن مصرف: [اكْتُتِبَهَا]، بضم الألف والتاء الأولى وكسر الثانية. قال أبو الفتح: قراءة العامة: {اكْتَتَبَهَا} معناه استكتبها، ولا يكون معناه كتبها، أي: كتبها بيده؛ لأنه عليه السلام كان أميا لا يكتب، وهو من تمام إعجازه، وأنه لم يكن يقرأ الكتب فيظن بما يورده من الأنباء المتقادمة الأزمان كان عن قراءته الكتب.
فـ {اكْتَتَبَهَا} معناه استكتبها؛ لأنه لم يكن أحد من المشركين يدعي أنه يقرأ الكتب وإذا كان كذلك فمعنى {اكْتَتَبَهَا} إنما هو استكتبها، وهو على القالب، أي: استكتبت له. ومثله في القلب قراءة من قرأ: [قُدِّرُوهَا تَقْدِيرًا]، أي: قدرت لهم، والقلب باب، وشواهده كثيرة، منها قولهم:
[المحتسب: 2/117]
مِثلُ القنافِذِ هَدّاجُونَ قدْ بَلَغَتْ ... نجرانَ أو بَلَغَتْ سَوْاءَتِهِمْ هَجَرُ
أراد: وبَلَغَتْ سوءاتُهُم هجرا، ومثله قولهم:
أسلَمُوها في دمشْقَ كَمَا ... أسلمَتْ وحشيَّةٌ وَهَقَا
أي: كما أسلم وهق وحشية، ومنه قوله:
ما أمسكَ الحبلَ حافِره
أي: ما أمسَكَ الحبْلُ حافِرَهُ.
وليس ممتنعا أن يكون قوله: {اكتَتَبَهَا} كتبها وإن لم يلِ ذلك بيده، إلا أنه لما كان عن رأيه أو أمره نسب ذلك إليه، كقولنا: ضرب الأمير اللص وإن لم يله بيده. وفي الحديث: "من اكتتب ضمنا كان له كذا"، أي: زمنا، يعني كتب اسمه في الفرض.
فعلى هذا يكون [اكْتُتِبهَا] أي: اكْتُتِبَتْ لَهُ). [المحتسب: 2/118]

قوله تعالى: {قُلْ أَنْزَلَهُ الَّذِي يَعْلَمُ السِّرَّ فِي السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ إِنَّهُ كَانَ غَفُورًا رَحِيمًا (6)}

روابط مهمة:
- أقوال المفسرين


رد مع اقتباس
  #4  
قديم 15 صفر 1440هـ/25-10-2018م, 05:52 PM
جمهرة علوم القرآن جمهرة علوم القرآن غير متواجد حالياً
فريق الإشراف
 
تاريخ التسجيل: Oct 2017
المشاركات: 7,975
افتراضي

سورة الفرقان

[ من الآية (7) إلى الآية (10) ]
{وَقَالُوا مَالِ هَذَا الرَّسُولِ يَأْكُلُ الطَّعَامَ وَيَمْشِي فِي الْأَسْوَاقِ لَوْلَا أُنْزِلَ إِلَيْهِ مَلَكٌ فَيَكُونَ مَعَهُ نَذِيرًا (7) أَوْ يُلْقَى إِلَيْهِ كَنْزٌ أَوْ تَكُونُ لَهُ جَنَّةٌ يَأْكُلُ مِنْهَا وَقَالَ الظَّالِمُونَ إِنْ تَتَّبِعُونَ إِلَّا رَجُلًا مَسْحُورًا (8) انْظُرْ كَيْفَ ضَرَبُوا لَكَ الْأَمْثَالَ فَضَلُّوا فَلَا يَسْتَطِيعُونَ سَبِيلًا (9) تَبَارَكَ الَّذِي إِنْ شَاءَ جَعَلَ لَكَ خَيْرًا مِنْ ذَلِكَ جَنَّاتٍ تَجْرِي مِنْ تَحْتِهَا الْأَنْهَارُ وَيَجْعَلْ لَكَ قُصُورًا (10)}


قوله تعالى: {وَقَالُوا مَالِ هَذَا الرَّسُولِ يَأْكُلُ الطَّعَامَ وَيَمْشِي فِي الْأَسْوَاقِ لَوْلَا أُنْزِلَ إِلَيْهِ مَلَكٌ فَيَكُونَ مَعَهُ نَذِيرًا (7)}
قوله تعالى: {أَوْ يُلْقَى إِلَيْهِ كَنْزٌ أَوْ تَكُونُ لَهُ جَنَّةٌ يَأْكُلُ مِنْهَا وَقَالَ الظَّالِمُونَ إِنْ تَتَّبِعُونَ إِلَّا رَجُلًا مَسْحُورًا (8)}
قال أبو منصور محمد بن أحمد الأزهري (ت: 370هـ): (بسم اللّه الرّحمن الرّحيم
قوله جلّ وعزّ: (يأكل منها)
قرأ حمزة والكسائي (نأكل منها) بالنون
وقرأ الباقون (يأكل منها) بالياء.
قال أبو منصور: من قرأ (يأكل منها) فمعناه: يأكل الرسول منها، فيبين فضله.
ومن قرأ (نأكل منها) أراد: أو تكون له جنة يطعمنا منها، فنأكل معه منها). [معاني القراءات وعللها: 2/213]
قال أبو عبد الله الحسين بن أحمد ابن خالويه الهمَذاني (ت: 370هـ): (1- قوله تعالى: {يأكل منها} [8]
قرأ حمزة والكسائي بالنون.
وقرأ الباقون بالياء. فمن قرأ بالنون أخبر لمتكلم عن نفسه مع جماعة.
ومن قرأ بالياء أخبر الله تعالى عن غائب مفرد، وهو الاختيار؛ لأن الله تعالى خص بالخطاب رجلاً فقال: {إن شاء جعل لك} [10]. ولم يقل: لكم. والقراءتان صحيحتان). [إعراب القراءات السبع وعللها: 2/116]
قال أبو علي الحسن بن أحمد بن عبد الغفار الفارسيّ (ت: 377هـ): (اختلفوا في الياء والنون من قوله تعالى: جنة يأكل منها [الفرقان/ 8]. فقرأ ابن كثير ونافع وأبو عمرو وعاصم وابن عامر:
يأكل منها بالياء.
وقرأ حمزة والكسائي: (نأكل منها) بالنون.
قال أبو علي: له جنة يأكل منها يعني النبيّ صلّى الله عليه وسلم، كأنّهم أنكروا أن يكون رسول الله لما رأوه بشرا مثلهم يأكل كما يأكلون فقالوا: لولا أنزل إليه ملك فيكون معه نذيرا [الفرقان/ 7]، فيبين منّا باقتران الملك به، وكونه معه نذيرا من جملتنا، فكذلك اقترحوا عليه إلقاء كنز إليه، أو كون جنّة يختصّ بما يأكل منها، حتى يتبين في مأكله أيضا منهم كما يبين باقتران الملك به وإلقاء الكنز إليه، وعلى هذا قالوا: ولئن أطعتم بشرا مثلكم إنكم إذا لخاسرون [المؤمنون/ 34]،
[الحجة للقراء السبعة: 5/335]
فقالوا أبشرا منا واحدا نتبعه [القمر/ 24]، وقد قال في ذلك سواهم من الكفار فقالوا فيما حكى الله تعالى عنهم: أبشر يهدوننا [التغابن/ 6] فأنكروا أن يكون لمن ساواهم في البشرية حال ليست لهم، وقد احتجّ الله سبحانه عليهم في ذلك، بقوله تعالى: ولو جعلناه ملكا لجعلناه رجلا وللبسنا عليهم ما يلبسون [الأنعام/ 9]، وما أرسلنا قبلك إلا رجالا نوحي إليهم فأسألوا أهل الذكر إن كنتم لا تعلمون [الأنبياء/ 7]. ومن قال: نأكل فكأنّه أراد أنّه يكون له بذلك مزيّة علينا في الفضل بأكلنا من جنّته). [الحجة للقراء السبعة: 5/336]
قال أبو زرعة عبد الرحمن بن محمد ابن زنجلة (ت: 403هـ) : ({أو تكون له جنّة يأكل منها} {تبارك الّذي إن شاء جعل لك خيرا من ذلك جنّات تجري من تحتها الأنهار ويجعل لك قصورا} 8 و10
قرأ حمزة والكسائيّ {نأكل منها} بالنّون وقرأ الباقون بالياء أي محمّد صلى الله عليه وحجتهم قوله {تبارك الّذي إن شاء جعل لك خيرا من ذلك} فخصه بالوصف ولم يقل جعل لكم فيدخلوا معه في الوصف ومن قرأ بالنّون أخبر المتكلّم عن نفسه مع جماعة كأنّهم أرادوا أن يكون للنّبي صلى الله عليه جنّة له دونهم يرونها ويأكلون منها حتّى يتيقنوا صحة ذلك بأكلهم منه نظير ما أخبر عنهم في قيلهم له {لن نؤمن لك حتّى تفجر لنا من الأرض ينبوعا} وقيلهم أيضا له {ولن نؤمن لرقيك حتّى تنزل علينا كتابا نقرؤه} ولم يقل تقرؤه
[حجة القراءات: 507]
أنت علينا حتّى تفجر لنفسك
قرأ ابن كثير وابن عامر وأبو بكر {ويجعل لك قصورا} برفع اللّام على الابتداء قطعوه عمّا قبله والمعنى وسيجعل لك قصورا أي سيعطيك الله في الآخرة أكثر ممّا قالوا
وقرأ الباقون {ويجعل لك} جزما عطفوا على موضع {إن شاء} المعنى إن يشأ يجعل لك جنّات ويجعل لك قصورا). [حجة القراءات: 508] (م)
قال مكي بن أبي طالب القَيْسِي (ت: 437هـ): (1- قوله: {يأكل منها} قرأ حمزة والكسائي بالنون، على معنى: إنهم اقترحوا جنة يأكلون هم منها، وقرأ الباقون بالياء على معنى أنهم اقترحوا جنة يأكل النبي منها، ودل على ذلك قوله عنهم: {لولا أنزل إليه ملك فيكون}، {أو يُلقى إليه كنز} والياء الاختيار، لأن الجماعة على ذلك، ولأن قبله لفظ غيبة خبر عن النبي صلى الله عليه وسلم في اقتراحهم). [الكشف عن وجوه القراءات السبع: 2/144]
قال نصر بن علي بن أبي مريم (ت: بعد 565هـ) : (1- {جَنَّةٌ نَأْكُلُ مِنْهَا} [آية/ 8] بالنون:
قرأها حمزة والكسائي.
والوجه أن فاعل الفعل الكفار الذين قالوا {لَوْلَا أُنْزِلَ إِلَيْهِ مَلَكٌ فَيَكُونَ مَعَهُ نَذِيرًا أَوْ يُلْقَى إِلَيْهِ كَنْزٌ أَوْ تَكُونُ لَهُ جَنَّةٌ نَأْكُلُ} نحن {مِنْهَا}، لتكون له علينا فضيلةٌ بأن نأكل من جنته.
وقيل: تظهر له جنةٌ في مكة مثمرةٌ نأكل من ثمرها فتكون بأكلنا منها أبعد من الريب.
وقرأ الباقون {يَأْكُلُ مِنْهَا} بالياء.
والوجه أن الضمير فيه يعود إلى النبي صلى الله عليه (وسلم)، أي يأكل منها هو فيختص بأكله منها، فيكون له تميزٌ في المأكل). [الموضح: 925]

قوله تعالى: {انْظُرْ كَيْفَ ضَرَبُوا لَكَ الْأَمْثَالَ فَضَلُّوا فَلَا يَسْتَطِيعُونَ سَبِيلًا (9)}
قوله تعالى: {تَبَارَكَ الَّذِي إِنْ شَاءَ جَعَلَ لَكَ خَيْرًا مِنْ ذَلِكَ جَنَّاتٍ تَجْرِي مِنْ تَحْتِهَا الْأَنْهَارُ وَيَجْعَلْ لَكَ قُصُورًا (10)}
قال أبو منصور محمد بن أحمد الأزهري (ت: 370هـ): (وقوله جلّ وعزّ: (ويجعل لك قصورًا (10)
[معاني القراءات وعللها: 2/213]
قرأ ابن كثير، وعاصم في رواية أبي بكر عنه، وابن عامر (ويجعل لك) رفعًا.
وقرأ الباقون (ويجعل لّك) وكذلك روى الكسائي عن أبي بكر بالجزم مثل حفص.
وقال الفراء: من جزم (ويجعل لك قصورًا) ردّه على قوله: (إن شاء جعل)
و (جعل) في معنى جزم، لأن المعنى: إن شاء يجعل.
قال الفراء: وقد يكون قوله: (ويجعل لك) رفعًا وهي في ذلك مجزومة؛ لأنها لام لقيت لامًا فسكنت.
قال: وإن رفعتها رفعًا بيّنًا فهو جائز.
قال أبو إسحاق: من رفع (ويجعل لك) فعلى الاستئناف، المعنى: وسيجعل لك قصورًا، أى: سيعطك الله في الآخرة أكثر مما قالوا). [معاني القراءات وعللها: 2/214]
قال أبو عبد الله الحسين بن أحمد ابن خالويه الهمَذاني (ت: 370هـ): (2- وقوله تعالى: {ويجعل لك قصورًا} [10].
قرأ ابن كثير وعاصم في رواية أبي بكر، وابن عامر: {ويجعل لك قصورًا} بالرفع على الاستئناف.
وقرأ الباقون: {ويجعل لك} جزمًا على الشرط الذي قبله نسق؛ لأن موضع {إن شاء} جزم على الشرك الذي قبله نسق؛ لأن موضع {إن شاء} جزم لو كان مستقبلاً، والتقدير: إن يشأ يجعل، فــ «أن» حرف شرط، و«شاء» فعل ماض لفظًا ومعناه الاستقبال، و{يجعل} جزم جواب الشرط، {جنت تجري من تحتها الأنهر} كلام تام، فمن رفع استأنف، ومن جزم عطف {ويجعل لك قصورًا} على يجعل لك جنات ولو قرأ قارئ {ويجعل لك} بالإدغام وإشمام الضم لكان جائزًا مثل: {لاتأمنا}
[إعراب القراءات السبع وعللها: 2/116]
فيدغم، لأنه يريد: يجعل لك وتأمننا فيدغم، ومن جزم لم يجز له الإظهار). [إعراب القراءات السبع وعللها: 2/117]
قال أبو علي الحسن بن أحمد بن عبد الغفار الفارسيّ (ت: 377هـ): (اختلفوا في رفع اللام وجزمها من قوله تعالى: ويجعل لك قصورا [الفرقان/ 10].
فقرأ ابن كثير وابن عامر وعاصم في رواية يحيى عن أبي بكر: ويجعل لك برفع اللّام.
الكسائي عن أبي بكر عن عاصم ونافع وأبو عمرو وحمزة والكسائي وحفص عن عاصم: (ويجعل لك قصورا) بجزم اللّام.
قال أبو علي: من جزم (ويجعل) عطفه على موضع جعل [لأنّ موضع جعل] جزم بأنّه جزاء الشرط، فإذا جزم (يجعل) حمله على ذلك، وإذا كانوا قد جزموا ما لم يله فعل لأنّه في موضع جزم، كقراءة من قرأ: (من يضلل الله فلا هادي له ويذرهم) [الأعراف/ 186]، وكقول
[الحجة للقراء السبعة: 5/336]
الشاعر:
أنّى سلكت فإنّنى لك كاشح... وعلى انتقاصك في الحياة وأزدد
وكلّ ذلك ليس بأفعال، وإنما هو في موضع الأفعال، فالفعل أولى أن يحمل عليه من حيث كان الفعل بالفعل أشبه منه بغير الفعل، وحكم المعطوف أن يكون مناسبا للمعطوف عليه، ومشابها له. ومن رفع فقال: ويجعل لك قطعه ممّا قبله واستأنف، والجزاء في هذا النحو موضع استئناف، ألا ترى أنّ الجمل التي من الابتداء والخبر تقع فيه. كقوله تعالى: من يضلل الله فلا هادى له [الأعراف/ 76].
وقوله تعالى: وإن تخفوها وتؤتوها الفقراء فهو خير لكم [البقرة/ 271] ). [الحجة للقراء السبعة: 5/337]
قال أبو الفتح عثمان بن جني الموصلي (ت: 392هـ): (ومن ذلك قراءة عبيد الله بن موسى وطلحة بن سليمان: [وَيَجْعَلَ لَكَ]، بالنصب.
قال أبو الفتح: نصبه على أنه جواب الجزاء بالواو، كقولك: إن تأتني آتك وأُحْسِنَ إليك. وجازت إجابته بالنصب لما لم يكن واجبا إلا بوقوع الشرط من قبله وليس قويا من ذلك، ألا تراه بمعنى قولك: أفعلُ كذا إن شاء الله؟). [المحتسب: 2/118]
قال أبو زرعة عبد الرحمن بن محمد ابن زنجلة (ت: 403هـ) : ({أو تكون له جنّة يأكل منها} {تبارك الّذي إن شاء جعل لك خيرا من ذلك جنّات تجري من تحتها الأنهار ويجعل لك قصورا} 8 و10
قرأ حمزة والكسائيّ {نأكل منها} بالنّون وقرأ الباقون بالياء أي محمّد صلى الله عليه وحجتهم قوله {تبارك الّذي إن شاء جعل لك خيرا من ذلك} فخصه بالوصف ولم يقل جعل لكم فيدخلوا معه في الوصف ومن قرأ بالنّون أخبر المتكلّم عن نفسه مع جماعة كأنّهم أرادوا أن يكون للنّبي صلى الله عليه جنّة له دونهم يرونها ويأكلون منها حتّى يتيقنوا صحة ذلك بأكلهم منه نظير ما أخبر عنهم في قيلهم له {لن نؤمن لك حتّى تفجر لنا من الأرض ينبوعا} وقيلهم أيضا له {ولن نؤمن لرقيك حتّى تنزل علينا كتابا نقرؤه} ولم يقل تقرؤه
[حجة القراءات: 507]
أنت علينا حتّى تفجر لنفسك
قرأ ابن كثير وابن عامر وأبو بكر {ويجعل لك قصورا} برفع اللّام على الابتداء قطعوه عمّا قبله والمعنى وسيجعل لك قصورا أي سيعطيك الله في الآخرة أكثر ممّا قالوا
وقرأ الباقون {ويجعل لك} جزما عطفوا على موضع {إن شاء} المعنى إن يشأ يجعل لك جنّات ويجعل لك قصورا). [حجة القراءات: 508] (م)
قال مكي بن أبي طالب القَيْسِي (ت: 437هـ): (2- قوله: {ويجعل لك قصورا} قرأه ابن كثير وابن عامر وأبو بكر بالرفع، على الاستئناف والقطع، وفيه معنى الحتم، ليس بموقوف على المشيئة، أي: لابد أن يجعل لك يا محمد قصورا، وقرأ الباقون بالجزم، عطفوه على موضع «جعل» لأنه جواب الشرط في موضع جزم، فيكون {ويجعل لك قصورا} داخلًا في المشيئة، أي: إن شاء الله فعل ذلك بك يا محمد، وهو فاعله بلا شك، ويجوز أن يكونوا قدروه على نية الرفع مثل الأول، لكن أدغموا اللام في اللام، فأسكنوا اللام من «يجعل» للإدغام لا للجزم، فتكون القراءتان بمعنى الحتم، أن الله فاعل ذلك لمحمد على كل حال). [الكشف عن وجوه القراءات السبع: 2/144]
قال نصر بن علي بن أبي مريم (ت: بعد 565هـ) : (2- {وَيَجْعَلُ لَكَ قُصُورًا} [آية/ 10] بالرفع:
قرأها ابن كثير وابن عامر وعاصم ياش-.
والوجه أنه على الاستئناف والقطع مما قبله، ولا يمتنع أن يكون ما يُعطف على جواب الشرط جملة مستأنفة؛ لأن الجمل التي تكون من الابتداء والخبر تقع في جواب الشرط نحو قوله تعالى {مَنْ يُضْلِلِ الله فَلَا هَادِيَ لَهُ} وقوله {وَإِنْ تُخْفُوهَا وَتُؤْتُوهَا الْفُقَرَاءَ فَهُوَ خَيْرٌ لَكُمْ}.
وقرأ الباقون و-ص- عن عاصم {وَيَجْعَلْ لَكَ} جزْمًا.
والوجه أنه عطف على موضع جعل، وهو جواب الشرط الذي هو قوله {إِنْ شَاءَ}، ومواضع جواب الشرط جزمٍ، فجزم المعطوف عليه حملًا على الموضع كأنه قال إن شاء يجعل لك خيرًا من ذلك ويجعل لك قصورًا). [الموضح: 926]


روابط مهمة:
- أقوال المفسرين


رد مع اقتباس
  #5  
قديم 15 صفر 1440هـ/25-10-2018م, 05:55 PM
جمهرة علوم القرآن جمهرة علوم القرآن غير متواجد حالياً
فريق الإشراف
 
تاريخ التسجيل: Oct 2017
المشاركات: 7,975
افتراضي

سورة الفرقان

[ من الآية (11) إلى الآية (16) ]
{بَلْ كَذَّبُوا بِالسَّاعَةِ وَأَعْتَدْنَا لِمَنْ كَذَّبَ بِالسَّاعَةِ سَعِيرًا (11) إِذَا رَأَتْهُمْ مِنْ مَكَانٍ بَعِيدٍ سَمِعُوا لَهَا تَغَيُّظًا وَزَفِيرًا (12) وَإِذَا أُلْقُوا مِنْهَا مَكَانًا ضَيِّقًا مُقَرَّنِينَ دَعَوْا هُنَالِكَ ثُبُورًا (13) لَا تَدْعُوا الْيَوْمَ ثُبُورًا وَاحِدًا وَادْعُوا ثُبُورًا كَثِيرًا (14) قُلْ أَذَلِكَ خَيْرٌ أَمْ جَنَّةُ الْخُلْدِ الَّتِي وُعِدَ الْمُتَّقُونَ كَانَتْ لَهُمْ جَزَاءً وَمَصِيرًا (15) لَهُمْ فِيهَا مَا يَشَاءُونَ خَالِدِينَ كَانَ عَلَى رَبِّكَ وَعْدًا مَسْئُولًا (16)}


قوله تعالى: {بَلْ كَذَّبُوا بِالسَّاعَةِ وَأَعْتَدْنَا لِمَنْ كَذَّبَ بِالسَّاعَةِ سَعِيرًا (11)}
قوله تعالى: {إِذَا رَأَتْهُمْ مِنْ مَكَانٍ بَعِيدٍ سَمِعُوا لَهَا تَغَيُّظًا وَزَفِيرًا (12)}
قوله تعالى: {وَإِذَا أُلْقُوا مِنْهَا مَكَانًا ضَيِّقًا مُقَرَّنِينَ دَعَوْا هُنَالِكَ ثُبُورًا (13)}

قال أبو منصور محمد بن أحمد الأزهري (ت: 370هـ): (وقوله جلّ وعزّ: (مكانًا ضيّقًا)
قرأ ابن كثير (مكانًا ضيقًا) مخففًا.
وروى بعضهم عن أبي عمرو أيضًا كذلك.
وشدد الباقون (ضيّقًا).
قال أبو منصور: الأصل (ضيّق)، بالتشديد، ثم يخفف فيقال: (ضيق)، مثل: هيّن وهين، وليّن ولين). [معاني القراءات وعللها: 2/213]
قال أبو عبد الله الحسين بن أحمد ابن خالويه الهمَذاني (ت: 370هـ): (4- وقوله تعالى: {مكانا ضيقا} [13]
قرأ ابن كثير برواية قنبل {ضيقًا}.
وقرأ الباقون {ضيقًا}.
فقال قوم: الضيق والضيق: لغتان.
[إعراب القراءات السبع وعللها: 2/118]
وقال آخرون: الضيق: فيما يرى له حد، والضيق: فيما لا يرى ولا يحد فتقول: بيت ضيق وفيه ضيق، وصدر ضيق.
وفيه قول آخر: يجوز أن يكون مكانًا ضيقًا بالتخفيف أراد ضيقًا، كما تقول: هين لين ميت، والأصل: هين لين ميت.
واتفقوا على {مقرنين} بالياء؛ لأنه نصب على الحال، إلا أبا شيبة المهرى فإنه قرأ {مقرنون} بالواو، أي هم مقرنون). [إعراب القراءات السبع وعللها: 2/119]
قال أبو علي الحسن بن أحمد بن عبد الغفار الفارسيّ (ت: 377هـ): (عبيد عن أبي عمرو: (مكانا ضيقا) [الفرقان/ 13] خفيف مثل ابن كثير، والباقون يشددون الياء من ضيقا غير ابن كثير.
[قال أبو علي]: ضيقا تقديره فيعل، وليس بمصدر، لأنّه قد جرى وصفا على المكان، ومن خفّف فكتخفيف اللّين والهين، والتخفيف في هذا النحو كثير، وما كان من هذا النحو من الواو نحو: سيّد وميّت
[الحجة للقراء السبعة: 5/338]
فالحذف فيه في القياس أشيع، لأنّ العين تعلّ فيه بالحذف، كما أعلّ بالقلب إلى الياء، والحذف في الياء أيضا كثير، لأنّ الياء قد تجري مجرى الواو في نحو: اتّسر، جعلوه بمنزلة اتّعد). [الحجة للقراء السبعة: 5/339]
قال أبو زرعة عبد الرحمن بن محمد ابن زنجلة (ت: 403هـ) : ({وإذا ألقوا منها مكانا ضيقا مقرنين دعوا هنالك ثبورا}
قرأ ابن كثير ضيقا بالتّخفيف ووزنه فعل وقرأ الباقون {ضيقا} بالتّشديد ووزنه فيعل وهما لغتان مثل هين ولين وهين ولين ومثله ميت وميت). [حجة القراءات: 508]
قال نصر بن علي بن أبي مريم (ت: بعد 565هـ) : (4- {ضَيْقًا} [آية/ 13] ساكنة الياء:
قرأها ابن كثير وحده.
والوجه أنه مخفف من ضيق بالتثقيل، كهينٍ ولينٍ إذ خففا من هينٍ ولينٍ، والتخفيف والتثقيل لغتان.
وقرأ الباقون {ضَيِّقًا} مشددة الياء.
والوجه أن ضيقًا فيعلٌ من الضيق، وهو وصفٌ للمكان، وهو الأصل الذي خفف منه ضيقٌ). [الموضح: 927]

قوله تعالى: {لَا تَدْعُوا الْيَوْمَ ثُبُورًا وَاحِدًا وَادْعُوا ثُبُورًا كَثِيرًا (14)}
قوله تعالى: {قُلْ أَذَلِكَ خَيْرٌ أَمْ جَنَّةُ الْخُلْدِ الَّتِي وُعِدَ الْمُتَّقُونَ كَانَتْ لَهُمْ جَزَاءً وَمَصِيرًا (15)}
قوله تعالى: {لَهُمْ فِيهَا مَا يَشَاءُونَ خَالِدِينَ كَانَ عَلَى رَبِّكَ وَعْدًا مَسْئُولًا (16)}

روابط مهمة:
- أقوال المفسرين


رد مع اقتباس
  #6  
قديم 15 صفر 1440هـ/25-10-2018م, 05:57 PM
جمهرة علوم القرآن جمهرة علوم القرآن غير متواجد حالياً
فريق الإشراف
 
تاريخ التسجيل: Oct 2017
المشاركات: 7,975
افتراضي

سورة الفرقان

[ من الآية (17) إلى الآية (20) ]
{وَيَوْمَ يَحْشُرُهُمْ وَمَا يَعْبُدُونَ مِنْ دُونِ اللَّهِ فَيَقُولُ أَأَنْتُمْ أَضْلَلْتُمْ عِبَادِي هَؤُلَاءِ أَمْ هُمْ ضَلُّوا السَّبِيلَ (17) قَالُوا سُبْحَانَكَ مَا كَانَ يَنْبَغِي لَنَا أَنْ نَتَّخِذَ مِنْ دُونِكَ مِنْ أَوْلِيَاءَ وَلَكِنْ مَتَّعْتَهُمْ وَآَبَاءَهُمْ حَتَّى نَسُوا الذِّكْرَ وَكَانُوا قَوْمًا بُورًا (18) فَقَدْ كَذَّبُوكُمْ بِمَا تَقُولُونَ فَمَا تَسْتَطِيعُونَ صَرْفًا وَلَا نَصْرًا وَمَنْ يَظْلِمْ مِنْكُمْ نُذِقْهُ عَذَابًا كَبِيرًا (19) وَمَا أَرْسَلْنَا قَبْلَكَ مِنَ الْمُرْسَلِينَ إِلَّا إِنَّهُمْ لَيَأْكُلُونَ الطَّعَامَ وَيَمْشُونَ فِي الْأَسْوَاقِ وَجَعَلْنَا بَعْضَكُمْ لِبَعْضٍ فِتْنَةً أَتَصْبِرُونَ وَكَانَ رَبُّكَ بَصِيرًا (20)}


قوله تعالى: {وَيَوْمَ يَحْشُرُهُمْ وَمَا يَعْبُدُونَ مِنْ دُونِ اللَّهِ فَيَقُولُ أَأَنْتُمْ أَضْلَلْتُمْ عِبَادِي هَؤُلَاءِ أَمْ هُمْ ضَلُّوا السَّبِيلَ (17)}
قال أبو منصور محمد بن أحمد الأزهري (ت: 370هـ): (وقوله جلّ وعزّ: (ويوم يحشرهم وما يعبدون من دون اللّه فيقول (17)
قرأ ابن كثير وحفص ويعقوب (ويوم يحشرهم.. فيقول) بالياء معًا، وكذلك روى عبيد وهارون عن أبي عمرو ومثل ابن كثير، وكذلك روى أبو زيد عن أبي عمرو، (ويوم يحشرهم وما يعبدون.. فيقول) كله بالياء.
وقرأ ابن عامر (ويوم نحشرهم... فنقول) بالنون.
وقرأ نافع وأبو عمرو في رواية اليزيدي وعبد الوارث، وأبو بكر عن عاصم، وحمزة، والكسائي (ويوم نحشرهم) بالنون، (فيقول) بالياء.
[معاني القراءات وعللها: 2/214]
قال الأزهري: المعنى واحد في: (نحشرهم) و(يحشرهم) الله حاشرهم، وهو القائل لهم، لا شريك له، وكله جائز). [معاني القراءات وعللها: 2/215]
قال أبو عبد الله الحسين بن أحمد ابن خالويه الهمَذاني (ت: 370هـ): (3- وقوله تعالى: {ويوم يحشرهم وما يعبدون} [17].
قرأ ابن كثير وحفص عن عاصم بالياء كليهما، أي: قل يا محمد: ويوم يحشرهم الله ويحشر الذي يعبدون، يعنى: الأصنام. قيل: حشرها: فناؤها. وقيل: يحشرها كما يحشر كل شيء ليبكت بها من جعلهاإلها من دون الله. فأما قوله: {إنكم وما تعبدون من دون الله حصب جهنم} فإن جماعة من المنافقين والكفار خاصموا رسول الله صلى الله عليه وسلم وقالوا قد ذكرت أن الله قد أنزل عليكم: {إنكم وما تعبدون من دون الله حصب جهنم} وقد عبد قوم عيسى وعزيزًا فأنزل الله تعالى: {إن الذين سبقت لهم منا الحسنى أولئك عنها مبعدون} فهذا في التفسير. وقال أهل النحو: هذا السؤال لا يلزم؛ لأن الله تعالى قال: {وما تعبدون} و«ما» لغير الإنس. ولو دخل عيسى وعزير فيمن عبد في هذه الآية لقيل: إنكم ومن تعبدون؛ لأن «من» للإنس خاصة.
وبلغ الفرزدق أن جريرً قال:
[إعراب القراءات السبع وعللها: 2/117]
يا حبذا جبل الريان من جبل = وحبذا ساكن الريان من كانا
فقال الفرزدق: لو كانوا قرودًا؟
فقال جرير: أخطا، ولو كانوا قرودًا لقلت: «ما»، و«إنما» قلت: «من».
وقرأ الباقون: {ويوم نحشرهم} بالنون، الله تعالى يخبر عن نفسه. {وما يعبدون} بالياء مثل الأولين.
وقرأ ابن عامر: {ويوم نحشرهم ........ فنقول} بالنون أيضًا). [إعراب القراءات السبع وعللها: 2/118]
قال أبو علي الحسن بن أحمد بن عبد الغفار الفارسيّ (ت: 377هـ): (واختلفوا في قوله تعالى: ويوم يحشرهم وما يعبدون فيقول [الفرقان/ 17]، فقرأ ابن كثير وعاصم في رواية حفص:
ويوم يحشرهم وما يعبدون فيقول بالياء جميعا. وقرأ نافع وأبو عمرو وحمزة والكسائي وعاصم في رواية أبي بكر: (ويوم نحشرهم) بالنون، فيقول بالياء. قال أبو بكر: ليس عندي عن أبي بكر عن عاصم في قوله فيقول شيء، وقال بعض أصحابه: روى الأعشى عن أبي بكر: فيقول بالياء وروى عباس، وعبيد بن عقيل عن هارون عن أبي عمرو [وعبيد عن أبى عمرو]. وأبو زيد والخفاف عن أبي
[الحجة للقراء السبعة: 5/337]
عمرو ويوم يحشرهم فيقول مثل ابن كثير بالياء، وقرأ ابن عامر: (ويوم نحشرهم) فيقول بالنون جميعا.
قال أبو علي: حجّة من قرأ بالياء: قوله تعالى: كان على ربك وعدا [الفرقان/ 16] ويوم يحشرهم... فيقول [الفرقان/ 17]، ويقوي ذلك قوله: عبادي. ومن قرأ: (ويوم نحشرهم) فيقول فإنّه على أنّه أفرد بعد أن جمع، كما أفرد بعد الجمع في قوله تعالى: وآتينا موسى الكتاب... أن لا تتخذوا من دوني [الإسراء/ 2] وقراءة ابن عامر: (ويوم نحشرهم فنقول) حسن لإجرائه المعطوف مجرى المعطوف عليه في لفظ الجمع، وقد قال: (ويوم نحشرهم جميعا، ثم نقول للملائكة) [سبأ/ 40]، ويوم نحشرهم جميعا ثم نقول للذين أشركوا [الأنعام/ 22]، وحشرناهم فلم نغادر [الكهف/ 47] ). [الحجة للقراء السبعة: 5/338]
قال أبو الفتح عثمان بن جني الموصلي (ت: 392هـ): (ومن ذلك قراءة الأعرج: [نَحْشِرُهُمْ]، بكسر الشين.
قال أبو الفتح: هذا وإن كان قليلا في الاستعمال فإنه قوي في القياس، وذلك أن "يَفْعِل" في المتعدي أقيس من "يَفْعُل"، فضرَب يضرِب إذًا أقيسُ من قتَل يقتُل؛ وذلك أن "يَفْعُل" إنما بابها الأقيس أن تأتي في مضارع فَعُلَ، كظرُف يظرُف، وكرُم، يكرُم، ثم نقلت إلى مضارع فعَل، نحو يقتُل ويدخُل؛ لتخالف حركة العين في المضارع حركتها في الماضي؛ إذ كان مبني الأفعال على اختلاف مُثُلِهَا، من حيث كان ذلك دليلا على اختلاف أزمنتها، فكلما خالف الماضي المضارع كان أقيس، وباب فَعَلَ إنما هو يَفْعُل، كما أن باب فَعِلَ إنما هو يَفْعَل. فكما انقاد عَلِمَ يَعْلَم فكذلك كان يجب أن ينقاد باب ضَرَبَ يضرِب.
فأما يفعُل فبابه -على ما تقدم- فعُل، كشرُف يشرُف. وباب فعُل غيرُ متعدٍ، فالأشبه ما أُخْرِجَ إليه من باب فَعَلَ أن يكون مما ليس متعديا كقَعَدَ يقعُد، فكما أن ضرَب يضرِب أقيسُ من قتَل يقتُل فكذلك قعَد يقعُد أقيسُ من جلَس يجلِس وقد شرَحْنا هذا في كتابنا الموسوم بالمنصف). [المحتسب: 2/119]
قال أبو زرعة عبد الرحمن بن محمد ابن زنجلة (ت: 403هـ) : ({ويوم يحشرهم وما يعبدون من دون الله فيقول أأنتم أضللتم عبادي هؤلاء} 17
قرأ ابن كثير وحفص {ويوم يحشرهم وما يعبدون من دون الله فيقول} بالياء جميعًا
[حجة القراءات: 508]
وقرأ ابن عامر جميعًا بالنّون وقرأ الباقون {نحشرهم} بالنّون {فيقول} بالياء
حجّة من قرأ جميعًا بالياء قوله قبلها {كان على ربك وعدا مسؤولا ويوم يحشرهم} أي ويوم يحشرهم ربك فيقول ويقوّي ذلك ما بعده {أضللتم عبادي} ولم يقل عبادنا
وحجّة من قرأ نحشرهم بالنّون {فيقول} بالياء فإنّه على أنه أفرد بعد الجمع مثل قوله {وآتينا موسى الكتاب وجعلناه هدى لبني إسرائيل ألا تتّخذوا من دوني وكيلا} وحجّة من قرأ {نحشرهم} بالنّون فالله أخبر عن نفسه أي نحن نحشرهم ثمّ عطف عليه (فنقول) بلفظ الجمع وحجته قوله في الأنعام (ويوم نحشرهم جميعًا ثمّ نقول للملائكة) وكما قال {وحشرناهم فلم نغادر منهم أحدا} ). [حجة القراءات: 509]
قال مكي بن أبي طالب القَيْسِي (ت: 437هـ): (3- قوله: {فيقول} قرأه ابن عامر بالنون، حمله على الإخبار من الله جل ذكره عن نفسه، كما قال بعد ذلك: {أضللتم عبادي} فأضاف «العبد» إلى نفسه، كذلك أضاف «القول» إلى نفسه، ويقوي ذلك أيضًا أنه حمله على {يحشرهم} لأنه قرأه بالنون، فحمل الفعلين على لفظ واحد، وقرأ الباقون
[الكشف عن وجوه القراءات السبع: 2/144]
بالياء، ردوه على لفظ الغيبة والإخبار عن الله جل ذكره في قوله: {من دون الله} وهو الاختيار، ويقوي ذلك أن قبله: {كان على ربك وعدًا مسؤولا} «16» فجرى {فيقول} على ذلك، أي: فيقول ربك، ويقوي ذلك أيضًا أن قبله: {ويوم يحشرهم} بالياء، في قراءة ابن كثير وحفص، رداه على ما قبله من لفظ الغيبة، ولأن بعده {فيقول} بالياء في قراءة أكثر القراء إلا ابن عامر، فحمل الفعلين على لفظ واحد، وقد ذكرنا {ضيقا} في النحل). [الكشف عن وجوه القراءات السبع: 2/145]
قال نصر بن علي بن أبي مريم (ت: بعد 565هـ) : (3- {وَيَوْمَ يَحْشُرُهُمْ}، {فَيَقُولُ} [آية/ 17] بالياء فيهما:
قرأها ابن كثير وعاصم ص- ويعقوب.
والوجه أن الضمير يعود إلى الرب في قوله تعالى {كَانَ عَلَى رَبِّكَ وَعْدًا مَسْئُولًا} فأفرد الضمير فيهما جميعًا حملًا على لفظ الرب الذي تقدم ذكره.
وقرأ ابن عامر {وَيَوْمَ نَحْشُرُهُمْ}، {فَنَقُولُ} بالنون فيها.
والوجه أنه على الإخبار عن النفس الوارد على لفظ الجمع المعبر عن
[الموضح: 926]
التعظيم، وهو في المعنى كالقراءة الأولى؛ لأن الحاشر والقائل هو الله سبحانه وتعالى.
وقرأ نافع وأبو عمرو وحمزة والكسائي وعاصم ياش- {نَحْشُرُهُمْ} بالنون و{يَقُولُ} بالياء.
والوجه أنهم أوردوا {نَحْشُرُهُمْ} على لفظ الجمع و{يَقُولُ} على لفظ الإفراد، والمعنى فيهما واحدٌ أخذًا بالوجهين.
ويجوز أن يكون إفرادهم الضمير في القول لأجل أن ما يتصل به مما بعده جاء على لفظ الإفراد، وهو قوله تعالى {أَأَنْتُمْ أَضْلَلْتُمْ عِبَادِي}؟ فاختاروا لفظ الإفراد في "يقول" إرادة التناسب.
وأما {نَحْشُرُهُمْ} فإنه منقطع عما قبله، وهو وما قبله كلامان، فيحسن أن يرد أحدهما بلفظ الإفراد، والآخر بلفظ الجمع). [الموضح: 927]

قوله تعالى: {قَالُوا سُبْحَانَكَ مَا كَانَ يَنْبَغِي لَنَا أَنْ نَتَّخِذَ مِنْ دُونِكَ مِنْ أَوْلِيَاءَ وَلَكِنْ مَتَّعْتَهُمْ وَآَبَاءَهُمْ حَتَّى نَسُوا الذِّكْرَ وَكَانُوا قَوْمًا بُورًا (18)}
قال أبو الفتح عثمان بن جني الموصلي (ت: 392هـ): (ومن ذلك قراءة زيد بن ثابت وأبي الدرداء وأبي جعفر ومجاهد -بخلاف- ونصر بن علقمة ومكحول وزيد بن علي وأبي رجاء والحسن -واختلف عنهما- وحفص بن حميد وأبي عبد الله محمد بن علي: [نُتَّخَذَ]، بضم النون.
[المحتسب: 2/119]
قال أبو الفتح: أما إذا ضمت النون فإن قوله: [مِن أَولياء] في موضع الحال، أي: ما كان ينبغي لنا أن نتخذ من دونك أولياء، ودخلت "من" زائدة لمكان النفي، كقولك: اتخذت زيدا وكيلا، فإن نفيت قلت: ما اتخذت زيدا من وكيل. وكذلك أعطيته درهما، وما أعطيته من درهم، وهذا في المفعول.
وأما في قراءة الجماعة: {مَا كَانَ يَنْبَغِي لَنَا أَنْ نَتَّخِذَ مِنْ دُونِكَ مِنْ أَوْلِيَاءَ} فإن قوله {مِنْ أَوْلِيَاءَ} في موضع المفعول به، أي: أولياء. فهو كقولك: ضربت رجلا، فإن نفيت قلت: ما ضربت من رجل.
وقوله: {مَا كَانَ يَنْبَغِي لَنَا أَنْ نَتَّخِذَ} أي: لسنا ندعي استحقاق الولاء ولا العبادة لنا). [المحتسب: 2/120]

قوله تعالى: {فَقَدْ كَذَّبُوكُمْ بِمَا تَقُولُونَ فَمَا تَسْتَطِيعُونَ صَرْفًا وَلَا نَصْرًا وَمَنْ يَظْلِمْ مِنْكُمْ نُذِقْهُ عَذَابًا كَبِيرًا (19)}
قال أبو منصور محمد بن أحمد الأزهري (ت: 370هـ): (وقوله جلّ وعزّ: (فقد كذّبوكم بما يقولون فما يستطيعون)
قرأ حفص وحده (فقد كذّبوكم بما تقولون فما تستطيعون) بالتاء فيهما. وقرأ الباقون (بما تقولون) بالتاء، (فما يستطيعون) بالياء.
قال أدو منصور: أما قراءة حفص (فقد كذّبوكم بما تقولون فما تستطيعون)
فمعناه: فقد كذبكم المعبودات من دونه.
(بما تقولون) أي بقولكم إنها شركاء الله، أقيمت (ما) مقام المصدر مع الفعل. ومن قرأ (بما يقولون) فالمعنى: فقد كذبكم معبوداتكم (بما يقولون) أي: بقولهم: (سبحانك ما كان ينبغي لنا أن نتّخذ من دونك من أولياء).
ومن قرأ (فما تستطيعون)، أي: فما تستطيعون يا عبدة الأوثان صرفًا، أي صرفًا لعذاب الله.
ومن قرأ بالياء فالمعنى أن الآلهة لا يستطيعون صرفًا لعذاب الله عنكم ولا نصرًا لكم). [معاني القراءات وعللها: 2/215]
قال أبو علي الحسن بن أحمد بن عبد الغفار الفارسيّ (ت: 377هـ): (قال: قرأ عاصم في رواية حفص: فقد كذبوكم بما تقولون فما تستطيعون [الفرقان/ 19] بالتاء جميعا. [ابن سعدان عن محمد بن يحيى عن أبي بكر عن عاصم (يقولون) بالياء]. الباقون وأبو بكر عن عاصم: فقد كذبوكم بما تقولون بالتاء، (فما يستطيعون) بالياء. وقال لي قنبل عن ابن أبي بزة عن ابن كثير بالياء جميعا، (يقولون، فما يستطيعون).
[قال أبو علي]: فقد كذبوكم بما تقولون [الفرقان/ 19] أي: كذبوكم بقولهم، وقولهم هو نحو ما قالوه من قولهم: وقال شركاؤهم ما كنتم إيانا تعبدون [يونس/ 28]، وقوله: فألقوا إليهم القول إنكم لكاذبون [النحل/ 86]، وكذلك الملائكة كذبوهم في قولهم في ما ادّعوا من عبادتهم لهم في قوله:
ويوم نحشرهم جميعا ثم نقول للملائكة أهؤلاء إياكم كانوا يعبدون قالوا سبحانك أنت ولينا من دونهم بل كانوا يعبدون الجن [سبأ/ 40/ 41]. ففي قولهم: أنت ولينا من دونهم دلالة على
[الحجة للقراء السبعة: 5/339]
أنّهم لم يعبدوهم، لأنّهم لو عبدوهم ورضوا بذلك لم يكن الله وليّا لهم. وقوله: فاليوم لا يملك بعضهم لبعض نفعا ولا ضرا [سبأ/ 42] مثل قوله: (فما يستطيعون صرفا ولا نصرا) [الفرقان/ 19] أي: لا يملكون أن يدفعوا العذاب عنهم وينصروهم من بأس الله.
فالمعنى في من قرأ بالتاء: فقد كذّبوكم بما كنتم تعبدون بقولهم: فما تستطيعون أنتم أيها المتّخذون الشّركاء من دونه صرفا ولا نصرا، أي: لا تستطيعون صرفا لعذاب الله ولا نصرا منه لأنفسكم، ومن قرأ: (يستطيعون) كان على الشّركاء، أي: فما يستطيع الشّركاء صرفا ولا نصرا لكم، وليس بالحسن أن تجعل (يستطيعون) للمتّخذين الشركاء على الانصراف من الخطاب إلى الغيبة، لأنّ قبله خطابا، وبعده خطابا، وذلك قوله تعالى: ومن يظلم منكم نذقه [الفرقان/ 19].
ومن قرأ بالتاء تقولون: فالمعنى: كذّبوكم في قولكم: إنّهم شركاء وإنّهم آلهة وذلك في قولهم، تبرأنا إليك، ما كانوا إيانا يعبدون [القصص/ 63] ). [الحجة للقراء السبعة: 5/340]
قال أبو زرعة عبد الرحمن بن محمد ابن زنجلة (ت: 403هـ) : ({فقد كذبوكم بما تقولون فما تستطيعون صرفا ولا نصرا}
قرأ ابن كثير في رواية قنبل (فقد كذبوكم بما يقولون) بالياء أي كذبوكم بقولهم وقولهم {سبحانك ما كان ينبغي لنا أن نتّخذ من دونك من أولياء} وقولهم أيضا {سبحانك ما كان ينبغي لنا أن نتّخذ من دونك من أولياء} وقولهم أيضا {سبحانك أنت ولينا من دونهم} ففي قوله {أنت ولينا من دونهم} دلالة على أنهم لم
[حجة القراءات: 509]
يعبدوهم لأنهم لو عبدوهم ورضوا بذلك لم يكن الله وليا لهم من دونهم وقرأ (فما يستطيعون) بالياء أي فما يستطيع الملائكة لهم صرفا ولا نصرا
وقرأ حفص {فقد كذبوكم بما تقولون} بالتّاء أي فقد كذبتكم الملائكة بما تقولون أي في قولكم إنّهم آلهة وقرأ {فما تستطيعون} بالياء أي فما يستطيع الشّركاء صرفا ولا نصرا لكم). [حجة القراءات: 510]
قال مكي بن أبي طالب القَيْسِي (ت: 437هـ): (4- قوله: {فما تستطيعون} قرأه حفص بالتاء، على الخطاب للمشركين، ردًا على قوله: {فقد كذبوكم}، أي: فقد كذبتم الآلهة فيما تقولون فما تستطيعون لأنفسكم صرفًا ولا نصرًا، أي: صرفًا للعذاب ولا نصرًا مما نزل بكم من العقاب، وقرأ الباقون بالياء، ردوه على الإخبار عن المعبودين من دون الله، أي: قد كذبكم من عبدتم فما يستطيعون صرفًا عنكم العذاب ولا نصرًا لكم، وهو الاختيار؛ لأن الجماعة عليه، وأخبروا عن الآلهة بالواو والنون في {يستطيعون} لأنها كانت عندهم ممن يعقل ويفهم، ولذلك عبدوها، ويجوز أن تكون الملائكة). [الكشف عن وجوه القراءات السبع: 2/145]
قال نصر بن علي بن أبي مريم (ت: بعد 565هـ) : (5- {فَقَدْ كَذَّبُوكُمْ بِمَا يَقُولُونَ فَمَا يَسْتَطِيعُونَ} [آية/ 19] بالياء فيهما:
رواها ل- عن ابن كثير.
والوجه أن الفعل للشركاء، والمعنى: كذبكم شركاؤكم الذين كنتم تعبدونهم بما يقولون أي بقولهم، وما مصدرية، وقولهم هو الذي أجابوا به الكفار وهو {مَا كُنْتُمْ إِيَّانَا تَعْبُدُونَ}، وقوله {فَمَا يَسْتَطِيعُونَ}، أي فما يستطيع الشركاء المعبودون صرفًا لعذاب الله ولا نصرًا لكم.
وقرأ الباقون و-ياش- عن عاصم {بِمَا تَقُولُونَ} بالتاء {فَمَا يَسْتَطِيعُونَ} بالياء.
والوجه في المعنى كذبوكم بقولكم أي في قولكم إنهم شركاء، وإنهم آلهةٌ، وقيل: في قولكم ربنا هؤلاء أضلونا.
وقوله {فَمَا يَسْتَطِيعُونَ} إخبارٌ عن المعبودين على ما سبق.
وروى ص- عن عاصم {بِمَا تَقُولُونَ فَمَا تَسْتَطِيعُونَ} بالتاء فيهما.
والوجه أن المعنى فقد كذبكم الشركاء فيما تقولونه أنتم أيها العابدون من أنهم شركاء وآلهةٌ على ما سبق بيانه.
ومعنى {فَمَا تَسْتَطِيعُونَ}: فما تقدرون أنتم أيها العابدون على صرف عذاب الله ولا نصر أنفسكم). [الموضح: 928]

قوله تعالى: {وَمَا أَرْسَلْنَا قَبْلَكَ مِنَ الْمُرْسَلِينَ إِلَّا إِنَّهُمْ لَيَأْكُلُونَ الطَّعَامَ وَيَمْشُونَ فِي الْأَسْوَاقِ وَجَعَلْنَا بَعْضَكُمْ لِبَعْضٍ فِتْنَةً أَتَصْبِرُونَ وَكَانَ رَبُّكَ بَصِيرًا (20)}
قال أبو الفتح عثمان بن جني الموصلي (ت: 392هـ): (ومن ذلك قراءة علي عليه السلام وعبد الرحمن بن عبد الله: [وَيُمْشَّونَ فِي الْأَسْوَاق]، بضم الياء، وفتح الشين مشددة.
قال أبو الفتح: [يُمشَّون] كقولك: يدعون إلى المشي، ويحملهم حامل إلى المشي، وجاء على فُعَّل لتكثير فعلهم، إذ هم "عليهم السلام" جماعة، ولو كانت [يُمشُّون] بضم الشين لكانت أوفق لقوله تعالى: {لَيَأْكُلُونَ الطَّعَام}، إلا أن معناه يكثرون المشي كما قال:
يُمَشِّي بَيْنَنا حانُوتُ خَمْر ... منَ الخُرْسِ الصَّراصِرَةِ القطاط). [المحتسب: 2/120]

روابط مهمة:
- أقوال المفسرين


رد مع اقتباس
  #7  
قديم 15 صفر 1440هـ/25-10-2018م, 06:14 PM
جمهرة علوم القرآن جمهرة علوم القرآن غير متواجد حالياً
فريق الإشراف
 
تاريخ التسجيل: Oct 2017
المشاركات: 7,975
افتراضي

سورة الفرقان

[ من الآية (21) إلى الآية (24) ]
{وَقَالَ الَّذِينَ لَا يَرْجُونَ لِقَاءَنَا لَوْلَا أُنْزِلَ عَلَيْنَا الْمَلَائِكَةُ أَوْ نَرَى رَبَّنَا لَقَدِ اسْتَكْبَرُوا فِي أَنْفُسِهِمْ وَعَتَوْا عُتُوًّا كَبِيرًا (21) يَوْمَ يَرَوْنَ الْمَلَائِكَةَ لَا بُشْرَى يَوْمَئِذٍ لِلْمُجْرِمِينَ وَيَقُولُونَ حِجْرًا مَحْجُورًا (22) وَقَدِمْنَا إِلَى مَا عَمِلُوا مِنْ عَمَلٍ فَجَعَلْنَاهُ هَبَاءً مَنْثُورًا (23) أَصْحَابُ الْجَنَّةِ يَوْمَئِذٍ خَيْرٌ مُسْتَقَرًّا وَأَحْسَنُ مَقِيلًا (24)}


قوله تعالى: {وَقَالَ الَّذِينَ لَا يَرْجُونَ لِقَاءَنَا لَوْلَا أُنْزِلَ عَلَيْنَا الْمَلَائِكَةُ أَوْ نَرَى رَبَّنَا لَقَدِ اسْتَكْبَرُوا فِي أَنْفُسِهِمْ وَعَتَوْا عُتُوًّا كَبِيرًا (21)}
قوله تعالى: {يَوْمَ يَرَوْنَ الْمَلَائِكَةَ لَا بُشْرَى يَوْمَئِذٍ لِلْمُجْرِمِينَ وَيَقُولُونَ حِجْرًا مَحْجُورًا (22)}
قوله تعالى: {وَقَدِمْنَا إِلَى مَا عَمِلُوا مِنْ عَمَلٍ فَجَعَلْنَاهُ هَبَاءً مَنْثُورًا (23)}
قوله تعالى: {أَصْحَابُ الْجَنَّةِ يَوْمَئِذٍ خَيْرٌ مُسْتَقَرًّا وَأَحْسَنُ مَقِيلًا (24)}

روابط مهمة:
- أقوال المفسرين


رد مع اقتباس
  #8  
قديم 15 صفر 1440هـ/25-10-2018م, 06:15 PM
جمهرة علوم القرآن جمهرة علوم القرآن غير متواجد حالياً
فريق الإشراف
 
تاريخ التسجيل: Oct 2017
المشاركات: 7,975
افتراضي

سورة الفرقان

[ من الآية (25) إلى الآية (29) ]
{وَيَوْمَ تَشَقَّقُ السَّمَاءُ بِالْغَمَامِ وَنُزِّلَ الْمَلَائِكَةُ تَنْزِيلًا (25) الْمُلْكُ يَوْمَئِذٍ الْحَقُّ لِلرَّحْمَنِ وَكَانَ يَوْمًا عَلَى الْكَافِرِينَ عَسِيرًا (26) وَيَوْمَ يَعَضُّ الظَّالِمُ عَلَى يَدَيْهِ يَقُولُ يَا لَيْتَنِي اتَّخَذْتُ مَعَ الرَّسُولِ سَبِيلًا (27) يَا وَيْلَتَى لَيْتَنِي لَمْ أَتَّخِذْ فُلَانًا خَلِيلًا (28) لَقَدْ أَضَلَّنِي عَنِ الذِّكْرِ بَعْدَ إِذْ جَاءَنِي وَكَانَ الشَّيْطَانُ لِلْإِنْسَانِ خَذُولًا (29) }


قوله تعالى: {وَيَوْمَ تَشَقَّقُ السَّمَاءُ بِالْغَمَامِ وَنُزِّلَ الْمَلَائِكَةُ تَنْزِيلًا (25)}
قال أبو منصور محمد بن أحمد الأزهري (ت: 370هـ): (وقوله جلّ وعزّ: (ويوم تشقّق السّماء بالغمام (25)
قرأ ابن كثير ونافع وابن عامر والحضرمي (تشّقّق) بتشديد الشين، وفي (ق) مثلها مشدد.
وخففها الباقون.
[معاني القراءات وعللها: 2/215]
قال أبو منصور: من قرأ (تشّقّق) أراد تتشقّق، فأدغم التاء في الشين، وشددت.
ومن قرأ (ويوم تشقّق) بتخفيف الشين، فإنه كان في الأصل (تتشقق) أيضًا، فحذفت إحدى التاءين). [معاني القراءات وعللها: 2/216]
قال أبو منصور محمد بن أحمد الأزهري (ت: 370هـ): (وقوله جلّ وعزّ: (ونزّل الملائكة تنزيلًا (25)
قرأ ابن كثير وحده (وننزل الملائكة) بنونين الثانية ساكنة، (الملائكة) نصبًا.
وقرأ الباقون (ونزّل الملائكة).
قال أبو منصور: من قرأ (ونزّل الملائكة) فهو على ما لم يسم فاعله.
ومن قرأ (وننزل الملائكة) فهو من قول الله، و(الملائكة) نصبٌ لأنه مفعول به.
قال: والقراءة المختارة: (ونزّل) بالتشديد؛ لأنه قيّده بقوله (تنزيلًا)
ومن أجاز (وننزل) قال: الإنزال، والتنزيل واحدٌ، وهو كقوله جلّ وعزّ: (وتبتّل إليه تبتيلًا (8) ). [معاني القراءات وعللها: 2/216]
قال أبو عبد الله الحسين بن أحمد ابن خالويه الهمَذاني (ت: 370هـ): (5- وقوله تعالى: {تشقق السماء بالغمام} [25].
قرأ ابن كثير ونافع وابن عامر {تشقق} مشددًا أرادوا: تشقق فأدغموا، ومعناه: تتشقق السماء عن الغمام الأبيض ، ثم تنزل منها الملائكة، فـ «عن» و«الباء» تتعاقبان كقولهم: سأل زيد بكذا يريدون: عن كذا. قال الله تعالى: {سأل سائل بعذاب واقع} أي: عن عذاب وأنشد:
دع المغمر لا تسأل بمصرعه = وآسأل بمصقلة البكرى ما فعلا
[إعراب القراءات السبع وعللها: 2/119]
وقرأ الباقون {تشقق} مخففًا أرادوا أيضًا -: التاءين فخزلوا واحدة). [إعراب القراءات السبع وعللها: 2/120]
قال أبو عبد الله الحسين بن أحمد ابن خالويه الهمَذاني (ت: 370هـ): (6- وقوله تعالى: {ونزل الملائكة تنزيلا} [25].
قرأ ابن كثير وحده {وننزل الملائكة} بالنصب و{ننزل} بنونين، الأولى علم الاستقبال. والثانية سنخية، الله تعالى يخبر عن نفسه أي: وننزل نحن الملائكة.
وقرأ الباقون {ونزل الملائكة} على ما لم يسم فاعله.
و{الملائكة} رفع، اسم ما لم يسم فاعله، وهو الاختيار؛ لأن {تنزيلا} لا يكون إلا مصدرًا لنزل، فلو قرأ ابن كثير وننزل بالتشديد لوافق تنزيلا). [إعراب القراءات السبع وعللها: 2/120]
قال أبو علي الحسن بن أحمد بن عبد الغفار الفارسيّ (ت: 377هـ): (وقرأ ابن كثير ونافع وابن عامر: (ويوم تشقق) [الفرقان/ 25] مشددة الشين، وقرأ الباقون خفيفة الشين.
[الحجة للقراء السبعة: 5/340]
قال أبو على: المعنى: تشقق السماء وعليها غمام، وقال: إذا السماء انشقت [الانشقاق/ 1]، فإذا انشقت السماء فكانت وردة كالدهان [الرحمن/ 37]، وجاء في التفسير فيما زعموا أنه تتشقق سماء سماء، ومعنى: ونزّل الملائكة إلى الأرض كما قال: وجاء ربك والملك صفا صفا [الفجر/ 22]. ويجوز في تشقق أمران: أحدهما أن يراد به الآتى، والآخر أن يكون حكاية حال تكون، كما أنّ قوله: ربما يود الذين كفروا [الحجر/ 2] كذلك، وكما أن قوله: وكلبهم باسط ذراعيه [الكهف/ 18]، في أنّه حكاية حال قد مضت، فكذلك قوله تعالى: هذا من شيعته وهذا من عدوه [القصص/ 15]، وتقدير تشّقّق: تتشقق، فأدغم التاء في الشين، لأنّ الصوت بالشين يلحق بمخارج هذه الحروف التي من طرف اللسان وأصول الثنايا، فأدغمن فيها كما أدغمن في الضاد لما كانت كذلك، وكما يدغم بعضهن في بعض.
ومن قال: تشقق بتخفيف الشين حذف التاء التي أدغمها من قال: تشّقّق. قال أبو الحسن: الخفيفة أكثر في الكلام نحو: تذكّر أمة الله، لأنّهم أرادوا الخفّة، فكان الحذف أخفّ عليهم من الإدغام). [الحجة للقراء السبعة: 5/341]
قال أبو علي الحسن بن أحمد بن عبد الغفار الفارسيّ (ت: 377هـ): (قال: قرأ ابن كثير وحده: (وننزل الملائكة) [الفرقان/ 25] نصبا تنزيلا منونا منصوبا وقرأ الباقون: ونزل الملائكة بنون لم يسمّ فاعله الملائكة رفعا.
قال أبو علي: التنزيل: مصدر نزّل، فكما أنّ في بعض الحروف: (ونزل الملائكة تنزيلا)، لأنّ أنزل مثل نزّل، كذلك قال
[الحجة للقراء السبعة: 5/341]
ابن كثير: (وننزل الملائكة تنزيلا) وفي التنزيل: وتبتل إليه تبتيلا [المزمل/ 8]، فجاء المصدر على فعّل، ولو كان على تبتّل لكان تبتّلا، وقال:
وقد تطوّيت انطواء الحضب حيث كان تطوّيت وانطويت يتقاربان حمل مصدر ذا على مصدر ذا. فأما: (ننزل الملائكة) نصبا، فالمعنى في (ننزل الملائكة) ونزل الملائكة واحدة. ومن قال: نزل الملائكة فبنى الفعل للمفعول، فمن الدّلالة عليه قوله: تنزل الملائكة والروح فيها [القدر/ 4] ف (تنزّل) مطاوع (نزّل) تقول: نزّلته فتنزّل). [الحجة للقراء السبعة: 5/342]
قال أبو الفتح عثمان بن جني الموصلي (ت: 392هـ): (ومن ذلك ما روي عن ابن كثير وأهل مكة: [وَنُزِّلُ الْمَلائِكَة]، وكذلك روى خارجة عن أبي عمرو.
قال أبو الفتح: ينبغي أن يكون محمولا على أنه أراد: ونُنَزِّلُ الملائكة، إلا أنه حذف النون الثانية التي هي فاء فِعل نزَّل؛ لالتقاء النونين استخفافا، وشبهها بما حذف من أحد المثلين
[المحتسب: 2/120]
الزائدين في نحو قولهم: أنتم تَفكرون وتَطهّرون، وأنت تريد: تتفكرون وتتطهرون ونحوه قراءة من قرأ: [وَكَذَلِكَ نُجِّي الْمُؤْمِنِين]، ألا تراه يريد: ننجِّي، فحذف النون الثانية وإن كانت أصلا لما ذكرنا؟ وقد تقدم القول على ذلك في سورة النور.
وروى عبد الوهاب عن أبي عمرو: [وَنُزِلَ الْمَلائِكَةُ]، خفيفة.
قال أبو الفتح: هذا غير معروف؛ لأن [نَزَلَ] لا يتعدى إلى مفعول به فيبنى هنا للملائكة؛ لأن هذا إنما يجيء على نَزَلتُ الملائكةَ، ونُزِل الملائكةُ. وَنَزَلْت غير متعدّ كما ترى.
فإن قلت: فقد جاء فُعِل مما لا يتعدى فَعَلَ منه، نحو زُكِمَ، ولا يقال زَكَمَه الله. وجُنّ، ولا يقال جنَّه الله. وإنما يقال: أزكمه الله، وأَجَنَّه الله- فإن هذا شاذ ومحفوظ، والقياس عليه مردود مرذول. فإما أن يكون ذلك لغة طارقة لم تقع إلينا، وإما أن يكون على حذف المضاف، يريد: ونُزِل نُزولُ الملائكة، ثم حُذف المضاف وأُقيم المضاف إليه مقامه على ما مضى، فأقام "الملائكة" مقام المصدر الذي كان مضافا إليها، كما فعل ذلك الأعشى في قوله:
أَلَمْ تَغْتَمِضْ عَيْنَاكَ ليلةَ أَرْمَدا
إنما يريد اغتماض ليلة أرمد فنصْبُ ليلة إذًا إنما هو على المصدر لا على الظرف؛ لأنه لم يُرد: ألم تغتمض عيناك في ليلة أرمد، وإنما أراد: ألم تغتمض عيناك من الشوق والأسف اغتماضا مثل اغتماض ليلة رَمِد العين. ومثله قول العجاج.
حَتَّى إذا صَفُّوا لَهُ جِدارا
"فجدارا" الآن منصوب نصب المصدر، وليس منصوبا على أنه مفعول به، كقولك: صففتَ قدمَك، إنما يريد: اصطفوا له اصطفاف جدار؛ فحذف الاصطفاف، وأقام "الجدار"
[المحتسب: 2/121]
مقامه، فنصبه على المصدر، كما ينصب الاصطفاف أو ظهر، وكذلك ما رويناه عن محمد بن الحسن عن ابن الأعرابي من قوله:
وطَعْنَةِ مُسْتَبْسِلٍ ثَائِرٍ ... يَرُدُّ الكَتِيبَةَ نِصْفَ النَّهارِ
أي ردّ نصف النهار ألا ترى أن ابن الأعرابي فسره فقال: يرد الكتيبة مقدار نصف يوم، فهذا يدلك على أنه أراد: يردُّ الكتيبة ردّ نصف النهار، أي: الرد الذي يمتد وقته بمقياس ما بين أول النهار إلى نصفه، وذلك نصف يوم. وليس يريد أنه يردها في هذا الوقت البتة، وإنما يريد أنه يردها مقدار نصف النهار، كان ابتداء ذلك في أول النهار أو غيره من نهار أو ليل، وكأنه قال: يرد الكتيبة ست ساعات، فهذا لا يخص نهارا من ليل، فبهذا يعلم أنه لا يريد: يردها في وقت انتصاف النهار دون ما سواه من الأوقات.
وكذلك: [وَنُزِل الْمَلائِكَةُ]، أي نزل نزول الملائكة. ولو سمى الفاعل على هذا التقدير لقيل: نَزَلَ النازلُ الملائكةَ، فنصب الملائكة انتصاب المصدر، كما نصب الجدار انتصاب المصدر، لأن كل مضاف إليه يحذف مِنْ قَبْله ما كان مضافا إليه فإنه يعرَب إعرابه، لا زيادة عليه ولا نقص منه.
فإن قيل: فما معنى: نُزِل نزولَ الملائكة، حتى يصح لك تقديره مثبتا ثم تحذفه؟ فإنه على قولك: هذا نُزولٌ منزول، وهذا صعودٌ مصعود، وهذا ضرب مضروب. وقريب منه قولهم: قد قيل فيه قول، وقد خيف منه خوف. فاعرف ذلك؛ فإنه أمثل ما يحتج به لقراءة من قرأ: [وَنُزِلَ الْمَلائِكَة]، بتخفيف الزاي، فاعرفه). [المحتسب: 2/122]
قال أبو زرعة عبد الرحمن بن محمد ابن زنجلة (ت: 403هـ) : ({ويوم تشقق السّماء بالغمام ونزل الملائكة تنزيلا}
قرأ نافع وابن كثير وابن عامر {ويوم تشقق السّماء} بالتّشديد أرادوا تتشق فأدغموا التّاء في الشين
وقرأ الباقون {تشقق} بالتّخفيف أرادوا أيضا (تتشقق) فحذفوا إحدى التّاءين المعنى تشقق السّماء بالغمام أي مع الغمام وقد قيل عن الغمام
قرأ ابن كثير {وننزل} بنونين الأولى مضمومة والثّانية ساكنة واللّام مرفوعة {الملائكة} نصب الله تعالى يخبر عن نفسه أي ننزل نحن الملائكة وحجته قراءة من قرأ {ما ننزل الملائكة إلّا بالحقّ وما كانوا إذا منظرين} وقوله {تنزيلا} مصدرا نزل تنزيلا ومن أنزل ينزل إنزالا لا يجيء إلّا أنه قد جاء في القرآن مثله وهو قوله {وتبتل إليه تبتيلا} ولم يقل تبتلا فكذلك قراءة ابن كثير
[حجة القراءات: 510]
وقرأ الباقون {ونزل الملائكة} على ما لم يسم فاعله وهو الاختيار لأن {تنزيلا} لا يكون إلّا مصدر نزل). [حجة القراءات: 511]
قال مكي بن أبي طالب القَيْسِي (ت: 437هـ): (5- قوله: {ويوم تشقق} قرأ الحرميان وابن عامر بالتشديد، على إدغام التاء الثانية في الشين إذ أصله «تتشقق» وحسن الإدغام وقوي لأن الشين أقوى من التاء فإذا أدغمت التاء في الشين نقلتها إلى حالة أقوى من حالتها قبل الإدغام، وقرأ الباقون بالتخفيف، على حذف التاء استخفافًا، لاجتماع المثلين، وهو مثل «تظاهرون وتساءلون» وقد مضى الكلام على ذلك بأشبع من هذا). [الكشف عن وجوه القراءات السبع: 2/145]
قال مكي بن أبي طالب القَيْسِي (ت: 437هـ): (6- قوله: {ونزل الملائكة} قرأ ابن كثير بنونين والرفع مخففا،
[الكشف عن وجوه القراءات السبع: 2/145]
ونصب {الملائكة} جعله من {أنزل} وأجراه على الإخبار من الله جل ذكره عن نفسه، فنصب {الملائكة} بوقوع الإنزال عليهم، وقرأ الباقون بنون واحدة والتشديد ورفع {الملائكة} على ما لم يسم فاعله، جعلوه فعلا لم يسم فاعله من «نزل» فرفعوا {الملائكة} به، إذ قامت مقام الفاعل، ودليله قوله: {تنزيلًا}، فهو مصدر «نزل» وقد تقدم ذكر {بشرا}، {وليذكروا} ). [الكشف عن وجوه القراءات السبع: 2/146]
قال نصر بن علي بن أبي مريم (ت: بعد 565هـ) : (6- {وَيَوْمَ تَشَقَّقُ السَّمَاءُ} [آية/ 25] بتشديد الشين:
قرأها ابن كثير ونافع وابن عامر ويعقوب، وكذلك في سورة: ق.
والوجه أن أصله تتشقق، فأدغم التاء الثانية في الشين؛ لأن في الشين تفشيًا يبلغ مخارج حروف طرف اللسان وأصول الثنايا وهي التاء وأمثاله، فأُدغمن في الشين كما أدغمن في الصاد بهذه العلة أيضًا؛ لأن الصاد لإطباقه يبلغ الصوت به مخارجها.
وقرأ أبو عمرو والكوفيون {تَشَقَّقُ} مخففة الشين في السورتين.
والوجه أن في هذه القراءة حذفت التاء التي أدغمت في القراءة الأولى والصنعتان كلتاهما للخفة، والحذف أخف من الإدغام، فلهذا كان الحذف في مثل هذه الكلمة أكثر من الإدغام). [الموضح: 929]
قال نصر بن علي بن أبي مريم (ت: بعد 565هـ) : (7- {وَنُنْزِلُ} [آية/ 25] بنونين وتخفيف الزاي ورفع اللام ونصب {الْمَلَائِكَةَ}:
قرأها ابن كثير وحده.
والوجه أنه مضارع أنزلنا، و{الْمَلَائِكَةَ} مفعول به، والمعنى: ننزل نحن الملائكة تنزيلًا، والتنزيل مصدر نزَّل بالتشديد، وليس بمصدر أنزل بالألف، ولكن لما كان نزل وأنزل بمعنى واحد وضع مصدر أحدهما موضع مصدر الآخر.
وقرأ الباقون {وَنُزِّلَ الْمَلَائِكَةُ} بنون واحدة وبتشديد الزاي وفتح اللام،
[الموضح: 929]
وبرفع {الْمَلَائِكَةَ}.
والوجه أن نُزِّل فعلٌ ماضٍ مبنيٌّ للمفعول به مسندٌ إلى {الْمَلَائِكَةِ}، و{تَنْزِيلًا} مصدره ينتصب به انتصاب المصادر). [الموضح: 930]

قوله تعالى: {الْمُلْكُ يَوْمَئِذٍ الْحَقُّ لِلرَّحْمَنِ وَكَانَ يَوْمًا عَلَى الْكَافِرِينَ عَسِيرًا (26)}
قوله تعالى: {وَيَوْمَ يَعَضُّ الظَّالِمُ عَلَى يَدَيْهِ يَقُولُ يَا لَيْتَنِي اتَّخَذْتُ مَعَ الرَّسُولِ سَبِيلًا (27)}
قال أبو منصور محمد بن أحمد الأزهري (ت: 370هـ): (وقوله جلّ وعزّ: (يا ليتني اتّخذت مع الرّسول سبيلًا (27)
حرك الياء أبو عمرو، وأبو خليد عن نافع). [معاني القراءات وعللها: 2/216]
قال أبو عبد الله الحسين بن أحمد ابن خالويه الهمَذاني (ت: 370هـ): (7- وقوله تعالى: {يا ليتني اتخذت} [27].
فتح الياء أبو عمرو. وأسكنها الباقون. وكذلك ابن خليد عن نافع فتحه. وهذا القول من الظالم يوم القيامة الذي ذكره الله تعالى فقال: {يوم يعض الظالم على يديه} وذلك أن رجلاً من سادات قريش اتخذ وليمة
[إعراب القراءات السبع وعللها: 2/120]
فدعا أشراف قومه ودعا النبي صلى الله عليه وسلم فدخل أبي بن خلف المنافق فقال: والله لا أجلس عندك حتى تخرج محمدًا وبصق في وجهه وقال: أتدعوا مثل هذا؟! فحزن رسول اله صلى الله عليه وسلم فأمره الله بالصبر وعرفه ما أعد للظالم في الآخرة، وإنما كان فعل ذلك تشفيا لآخر كان معه، وهو الذي كنى الله تعالى عن اسمه فقال: {ليتني لم أتخذ فلانا خليلاً} [28].
أخبرني ابن دريد، عن أبي حاتم، عن العرب إنما تكني عن كل مذكر بفلان، وفلانة عن مؤنثة، فإذا كنوا عن البهائم قالوا: الفلان والفلانة، كقولك: السرج للفلانة، تريد البغلة والدابة. وقيل: {لم أتخذ فلانًا خليلاً} يعنى: الشيطان). [إعراب القراءات السبع وعللها: 2/121]
قال أبو علي الحسن بن أحمد بن عبد الغفار الفارسيّ (ت: 377هـ): (قال: كلّهم قرأ: يا ليتني اتخذت [الفرقان/ 27] ساكنة الياء غير أبي عمرو، فإنّه قرأ: (يا ليتني اتّخذت) بفتح الياء، وكذلك قال أبو خليد عن نافع.
[قال أبو علي]: إسكان الياء وتحريكها جميعا حسنان، فالأصل التحريك، لأنّها بإزاء الكاف التي للمخاطب، إلّا أنّ حرف اللّين تكره فيه الحركة، فلذلك أسكن من أسكن). [الحجة للقراء السبعة: 5/342]

قوله تعالى: {يَا وَيْلَتَى لَيْتَنِي لَمْ أَتَّخِذْ فُلَانًا خَلِيلًا (28)}
قال أبو منصور محمد بن أحمد الأزهري (ت: 370هـ): (وقوله: (يا ويلتى ليتني لم أتّخذ فلانًا خليلًا (28)
أمال حمزة والكسائي التاء من (يا ويلتى).
وفخّمها الباقون.
قال أبو منصور: الإمالة في (يا ويلتى) والتفخيم لغتان جيدتان، والمعنى في (يا ويلتى): شيئان:
أحدهما أنه أراد (يا ويلتى) فلما سكنت الياء قلبت ألفًا.
ومثله: يا بابي، ويا بابا.
والوجه الآخر في (يا ويلتى) أنه بمعنى: يا ويلتاه، فحذفت هاء الندبة، ومثله: يا لهفى، ويا لهفتاه). [معاني القراءات وعللها: 2/217]
قال أبو عبد الله الحسين بن أحمد ابن خالويه الهمَذاني (ت: 370هـ): (8- وقوله تعالى: {يا ويلتى ليتني} [28].
فيه ثلاث قراءات:
قرأ حمزة والكسائي: {يا ويلتى} بالإمالة مثل: يا عجبى؛ وذلك أن العرب تميل نحو ذلك ولا تنون، وكان الأصمعي ينشد هذا البيت:
[إعراب القراءات السبع وعللها: 2/121]
فيا راكبا إما عرضت فبلغن = نداماي من نجران ألا تلاقيا
بالإمالة وترك التنوين، يجعلها معرفة.
والباقون ينشدون: «فيا راكبًا» بالتنوين، فقال ابن مجاهد: من أما ل{يا ويلنى} إنما وقعت الإمالة على الألف فمالت التاء بميل الألف.
قال أبو عبد الله: أكثر النحويين على أن الإمالة لا تكون إلا في الألف فقط.
وقرأ الباقون: {يا ويلتي} بالتفخيم.
والقراءة الثالثة {يا ويلتي} بالإضافة إلى النفس وكسر التاء، قرأ بذلك الحسن وقتادة). [إعراب القراءات السبع وعللها: 2/122]
قال أبو علي الحسن بن أحمد بن عبد الغفار الفارسيّ (ت: 377هـ): (قال: روى عبيد عن أبي عمرو: يا ويلتنا [الفرقان/ 28] بفتح التاء، وكذلك روى البزّيّ عن ابن كثير مثله، وأمال حمزة والكسائي الألف التي بعد التاء من (يا ويلتي)، فمالت التاء بميل الألف.
والباقون لا يميلون.
وقال بعض أصحاب أبي بكر: روى أبو عبد الرحمن بن اليزيدي عن أبيه عن أبي عمرو: يا ويلتا ويا أسفا [يوسف/ 84] ممالتين قال: وأبو عبد الرحمن ثبت فيما يرويه عن أبيه [قال أبو علي]: الإمالة وتركها حسنان، ولو قيل: إنّ ترك الإمالة أحسن لكان قولا، وذلك أن أصل هذه الألف الياء، وكان حكمها (يا ويلتي ويا حسرتي) فأبدل
من الكسرة فتحة، ومن الياء الألف، فإنّما أبدل الألف كراهة الياء، وفرارا منها، فإذا أمال كان عائدا إلى ما كان تركه وآخذا بما رفضه، ألا ترى أن الإمالة إنما هي تقريب الألف من الياء وانتحاء بها نحوها، والإمالة إنّما تكون في الألف بأن تنحو بالفتحة التي قبل الألف نحو الكسر، فتميل الألف لذلك نحو الياء، وذلك نحو عابد وعماد، فإذا كان قبل الألف هاء مفتوحة فمن العرب من يميل الحرف الذي قبل الهاء، وذلك لأنّ الهاء لمّا كانت خفية لم يعتد بها، كما لم يعتدّ بها في نحو: ردّها، ففتحها الجميع فيما يرويه من يسكن إليه، لأنّه لخفاء الهاء كأنّه قال ردّا، وذلك قولهم: «يريد أن ينزعها»، «ويريد أن يضربها» فيميل قبل الألف فتحتى الحرفين لخفاء الهاء). [الحجة للقراء السبعة: 5/343]

قوله تعالى: {لَقَدْ أَضَلَّنِي عَنِ الذِّكْرِ بَعْدَ إِذْ جَاءَنِي وَكَانَ الشَّيْطَانُ لِلْإِنْسَانِ خَذُولًا (29)}

روابط مهمة:
- أقوال المفسرين


رد مع اقتباس
  #9  
قديم 15 صفر 1440هـ/25-10-2018م, 06:17 PM
جمهرة علوم القرآن جمهرة علوم القرآن غير متواجد حالياً
فريق الإشراف
 
تاريخ التسجيل: Oct 2017
المشاركات: 7,975
افتراضي

سورة الفرقان

[ من الآية (30) إلى الآية (34) ]
{وَقَالَ الرَّسُولُ يَا رَبِّ إِنَّ قَوْمِي اتَّخَذُوا هَذَا الْقُرْآَنَ مَهْجُورًا (30) وَكَذَلِكَ جَعَلْنَا لِكُلِّ نَبِيٍّ عَدُوًّا مِنَ الْمُجْرِمِينَ وَكَفَى بِرَبِّكَ هَادِيًا وَنَصِيرًا (31) وَقَالَ الَّذِينَ كَفَرُوا لَوْلَا نُزِّلَ عَلَيْهِ الْقُرْآَنُ جُمْلَةً وَاحِدَةً كَذَلِكَ لِنُثَبِّتَ بِهِ فُؤَادَكَ وَرَتَّلْنَاهُ تَرْتِيلًا (32) وَلَا يَأْتُونَكَ بِمَثَلٍ إِلَّا جِئْنَاكَ بِالْحَقِّ وَأَحْسَنَ تَفْسِيرًا (33) الَّذِينَ يُحْشَرُونَ عَلَى وُجُوهِهِمْ إِلَى جَهَنَّمَ أُولَئِكَ شَرٌّ مَكَانًا وَأَضَلُّ سَبِيلًا (34) }


قوله تعالى: {وَقَالَ الرَّسُولُ يَا رَبِّ إِنَّ قَوْمِي اتَّخَذُوا هَذَا الْقُرْآَنَ مَهْجُورًا (30)}
قال أبو منصور محمد بن أحمد الأزهري (ت: 370هـ): (وقوله: (إنّ قومي اتّخذوا (30)
حرك الياء ابن كثير ونافع وأبو عمرو ويعقوب.
وأسكنها الباقون، وأسكنها قنبل عن ابن كثير. [معاني القراءات وعللها: 2/216]
قال أبو عبد الله الحسين بن أحمد ابن خالويه الهمَذاني (ت: 370هـ): (9- وقوله تعالى: {إن قومي اتخذوا} [30].
فتح الياء في {قومي} أبو عمرو ونافع وابن كثير في رواية البزي.
وأسكنها الباقون وقنبل، ومعنى هذه الآية أنهم تركوا القرآن وتلاوته والعمل به وهجروه فصار مهجورًا. وقال آخرون: بل جعلوه كالهذيان، كما يقال: أهجر المريض والنائم: إذا ردد الكلمة بعد الكلمة). [إعراب القراءات السبع وعللها: 2/122]
قال أبو علي الحسن بن أحمد بن عبد الغفار الفارسيّ (ت: 377هـ): (قال: وقرأ ابن كثير ونافع وأبو عمرو: إن قومي اتخذوا [الفرقان/ 30] محركة الياء، ابن أبي بزة عن ابن كثير: قومي
[الحجة للقراء السبعة: 5/343]
اتخذوا بفتح الياء، وقرأت على قنبل عن القوّاس عن أصحابه عن ابن كثير: (قومي اتّخذوا) بسكون الياء، وقال لي قنبل: كان البزّي ينصب الياء، فقال لي القوّاس: انظر في مصحف أبي الإخريط كيف هي في نقطها؟ فنظرت فإذا هو قد كان نقطها بالفتح ومحاه.
وقال عبيد عن شبل عن ابن كثير وأهل مكة: (إنّ قومي اتّخذوا) بسكون الياء. وقال محمد بن صالح عن شبل عن ابن كثير بالإسكان أيضا في قوله: (إن قومي اتخذوا). وقرأ عاصم وابن عامر وحمزة والكسائي: (إن قومي اتخذوا) بإسكان الياء.
قال أبو علي: الإسكان والتحريك في قياس العربية والاستعمال حسنان). [الحجة للقراء السبعة: 5/344]

قوله تعالى: {وَكَذَلِكَ جَعَلْنَا لِكُلِّ نَبِيٍّ عَدُوًّا مِنَ الْمُجْرِمِينَ وَكَفَى بِرَبِّكَ هَادِيًا وَنَصِيرًا (31)}
قوله تعالى: {وَقَالَ الَّذِينَ كَفَرُوا لَوْلَا نُزِّلَ عَلَيْهِ الْقُرْآَنُ جُمْلَةً وَاحِدَةً كَذَلِكَ لِنُثَبِّتَ بِهِ فُؤَادَكَ وَرَتَّلْنَاهُ تَرْتِيلًا (32)}
قوله تعالى: {وَلَا يَأْتُونَكَ بِمَثَلٍ إِلَّا جِئْنَاكَ بِالْحَقِّ وَأَحْسَنَ تَفْسِيرًا (33)}
قوله تعالى: {الَّذِينَ يُحْشَرُونَ عَلَى وُجُوهِهِمْ إِلَى جَهَنَّمَ أُولَئِكَ شَرٌّ مَكَانًا وَأَضَلُّ سَبِيلًا (34)}

روابط مهمة:
- أقوال المفسرين


رد مع اقتباس
  #10  
قديم 15 صفر 1440هـ/25-10-2018م, 06:18 PM
جمهرة علوم القرآن جمهرة علوم القرآن غير متواجد حالياً
فريق الإشراف
 
تاريخ التسجيل: Oct 2017
المشاركات: 7,975
افتراضي

سورة الفرقان

[ من الآية (35) إلى الآية (40) ]
{وَلَقَدْ آَتَيْنَا مُوسَى الْكِتَابَ وَجَعَلْنَا مَعَهُ أَخَاهُ هَارُونَ وَزِيرًا (35) فَقُلْنَا اذْهَبَا إِلَى الْقَوْمِ الَّذِينَ كَذَّبُوا بِآَيَاتِنَا فَدَمَّرْنَاهُمْ تَدْمِيرًا (36)وَقَوْمَ نُوحٍ لَمَّا كَذَّبُوا الرُّسُلَ أَغْرَقْنَاهُمْ وَجَعَلْنَاهُمْ لِلنَّاسِ آَيَةً وَأَعْتَدْنَا لِلظَّالِمِينَ عَذَابًا أَلِيمًا (37) وَعَادًا وَثَمُودَ وَأَصْحَابَ الرَّسِّ وَقُرُونًا بَيْنَ ذَلِكَ كَثِيرًا (38) وَكُلًّا ضَرَبْنَا لَهُ الْأَمْثَالَ وَكُلًّا تَبَّرْنَا تَتْبِيرًا (39) وَلَقَدْ أَتَوْا عَلَى الْقَرْيَةِ الَّتِي أُمْطِرَتْ مَطَرَ السَّوْءِ أَفَلَمْ يَكُونُوا يَرَوْنَهَا بَلْ كَانُوا لَا يَرْجُونَ نُشُورًا (40)}


قوله تعالى: {وَلَقَدْ آَتَيْنَا مُوسَى الْكِتَابَ وَجَعَلْنَا مَعَهُ أَخَاهُ هَارُونَ وَزِيرًا (35)}
قوله تعالى: {فَقُلْنَا اذْهَبَا إِلَى الْقَوْمِ الَّذِينَ كَذَّبُوا بِآَيَاتِنَا فَدَمَّرْنَاهُمْ تَدْمِيرًا (36)}
قال أبو الفتح عثمان بن جني الموصلي (ت: 392هـ): (ومن ذلك قراءة علي بن أبي طالب "كرم الله وجهه" ومسلمة بن محارب: [فَدَمِّرانِّهمْ تدْمِيرًا]. حكى أبو عمرو عن علي أنه قرأ: [فَدَمِرْناهم]، بكسر الميم مخففة، وحكى عنه أيضا: [فَدَمِّرا بهم]، بالباء على وجه الأمر.
قال أبو الفتح: الذي رويناه عن أبي حاتم أنه حكاها قراءة غيرَ معزُوَّة إلى أحد: [فَدَمِّرانِّهمْ تدْمِيرًا]، وقال: كأنه أمر موسى وهارون عليهما السلام أن يدمّراهم.
[المحتسب: 2/122]
قال أبو الفتح: ألحقَ نون التوكيد ألف التثنية، كما تقول: اضربانَّ زيدا، ولا تقتلانَّ جعفرا). [المحتسب: 2/123]

قوله تعالى: {وَقَوْمَ نُوحٍ لَمَّا كَذَّبُوا الرُّسُلَ أَغْرَقْنَاهُمْ وَجَعَلْنَاهُمْ لِلنَّاسِ آَيَةً وَأَعْتَدْنَا لِلظَّالِمِينَ عَذَابًا أَلِيمًا (37)}
قوله تعالى: {وَعَادًا وَثَمُودَ وَأَصْحَابَ الرَّسِّ وَقُرُونًا بَيْنَ ذَلِكَ كَثِيرًا (38)}
قوله تعالى: {وَكُلًّا ضَرَبْنَا لَهُ الْأَمْثَالَ وَكُلًّا تَبَّرْنَا تَتْبِيرًا (39)}
قوله تعالى: {وَلَقَدْ أَتَوْا عَلَى الْقَرْيَةِ الَّتِي أُمْطِرَتْ مَطَرَ السَّوْءِ أَفَلَمْ يَكُونُوا يَرَوْنَهَا بَلْ كَانُوا لَا يَرْجُونَ نُشُورًا (40)}

روابط مهمة:
- أقوال المفسرين


رد مع اقتباس
  #11  
قديم 15 صفر 1440هـ/25-10-2018م, 06:20 PM
جمهرة علوم القرآن جمهرة علوم القرآن غير متواجد حالياً
فريق الإشراف
 
تاريخ التسجيل: Oct 2017
المشاركات: 7,975
افتراضي

سورة الفرقان

[ من الآية (41) إلى الآية (44) ]
{وَإِذَا رَأَوْكَ إِنْ يَتَّخِذُونَكَ إِلَّا هُزُوًا أَهَذَا الَّذِي بَعَثَ اللَّهُ رَسُولًا (41) إِنْ كَادَ لَيُضِلُّنَا عَنْ آَلِهَتِنَا لَوْلَا أَنْ صَبَرْنَا عَلَيْهَا وَسَوْفَ يَعْلَمُونَ حِينَ يَرَوْنَ الْعَذَابَ مَنْ أَضَلُّ سَبِيلًا (42) أَرَأَيْتَ مَنِ اتَّخَذَ إِلَهَهُ هَوَاهُ أَفَأَنْتَ تَكُونُ عَلَيْهِ وَكِيلًا (43) أَمْ تَحْسَبُ أَنَّ أَكْثَرَهُمْ يَسْمَعُونَ أَوْ يَعْقِلُونَ إِنْ هُمْ إِلَّا كَالْأَنْعَامِ بَلْ هُمْ أَضَلُّ سَبِيلًا (44) }


قوله تعالى: {وَإِذَا رَأَوْكَ إِنْ يَتَّخِذُونَكَ إِلَّا هُزُوًا أَهَذَا الَّذِي بَعَثَ اللَّهُ رَسُولًا (41)}
قوله تعالى: {إِنْ كَادَ لَيُضِلُّنَا عَنْ آَلِهَتِنَا لَوْلَا أَنْ صَبَرْنَا عَلَيْهَا وَسَوْفَ يَعْلَمُونَ حِينَ يَرَوْنَ الْعَذَابَ مَنْ أَضَلُّ سَبِيلًا (42)}
قوله تعالى: {أَرَأَيْتَ مَنِ اتَّخَذَ إِلَهَهُ هَوَاهُ أَفَأَنْتَ تَكُونُ عَلَيْهِ وَكِيلًا (43)}

قال أبو الفتح عثمان بن جني الموصلي (ت: 392هـ): (ومن ذلك قراءة الأعرج: [مَنِ اتَّخَذَ إِلَاهَةً هَوَاهُ].
قال أبو الفتح: ذكر أبو حاتم أنها قراءة لبعض أهل مكة، ولم ينص على أحد. والإلاهةُ: الشمس، ويقال: إلاهةُ بالضم غير مصروفة، روينا عن أبي علي:
تَرَوَّحْنا مِنَ اللَّعْبَاء قَصْرًا ... فَأَعجَلْنا الإلاهة أنْ تَئُوبا
ويروى: فأعجلنا إلاهة، فتكون إلاهة هذه المقروءة منزوعا عنها حرف التعريف الذي في الإلاهة، فتنكرت، فانصرفت.
فأما قراءة من قرأ: [وَيَذَرَكَ وَإلِاهَتَكَ] فمعناه: وعبادتك، كذا قالوا عنه. وقد يجوز أن يكون أراد: إلاهة هذه المقروءة، فأضافها إليه لعبادته لها، فيكون كقوله: وَيَذَرَكَ وَشَمْسَكَ، أي الشمس التي تعبدها). [المحتسب: 2/123]

قوله تعالى: {أَمْ تَحْسَبُ أَنَّ أَكْثَرَهُمْ يَسْمَعُونَ أَوْ يَعْقِلُونَ إِنْ هُمْ إِلَّا كَالْأَنْعَامِ بَلْ هُمْ أَضَلُّ سَبِيلًا (44)}

روابط مهمة:
- أقوال المفسرين


رد مع اقتباس
  #12  
قديم 15 صفر 1440هـ/25-10-2018م, 06:50 PM
جمهرة علوم القرآن جمهرة علوم القرآن غير متواجد حالياً
فريق الإشراف
 
تاريخ التسجيل: Oct 2017
المشاركات: 7,975
افتراضي

سورة الفرقان

[ من الآية (45) إلى الآية (50) ]

{ أَلَمْ تَرَ إِلَى رَبِّكَ كَيْفَ مَدَّ الظِّلَّ وَلَوْ شَاءَ لَجَعَلَهُ سَاكِنًا ثُمَّ جَعَلْنَا الشَّمْسَ عَلَيْهِ دَلِيلًا (45) ثُمَّ قَبَضْنَاهُ إِلَيْنَا قَبْضًا يَسِيرًا (46) وَهُوَ الَّذِي جَعَلَ لَكُمُ اللَّيْلَ لِبَاسًا وَالنَّوْمَ سُبَاتًا وَجَعَلَ النَّهَارَ نُشُورًا (47) وَهُوَ الَّذِي أَرْسَلَ الرِّيَاحَ بُشْرًا بَيْنَ يَدَيْ رَحْمَتِهِ وَأَنْزَلْنَا مِنَ السَّمَاءِ مَاءً طَهُورًا (48) لِنُحْيِيَ بِهِ بَلْدَةً مَيْتًا وَنُسْقِيَهُ مِمَّا خَلَقْنَا أَنْعَامًا وَأَنَاسِيَّ كَثِيرًا (49) وَلَقَدْ صَرَّفْنَاهُ بَيْنَهُمْ لِيَذَّكَّرُوا فَأَبَى أَكْثَرُ النَّاسِ إِلَّا كُفُورًا (50) }


قوله تعالى: {أَلَمْ تَرَ إِلَى رَبِّكَ كَيْفَ مَدَّ الظِّلَّ وَلَوْ شَاءَ لَجَعَلَهُ سَاكِنًا ثُمَّ جَعَلْنَا الشَّمْسَ عَلَيْهِ دَلِيلًا (45)}
قوله تعالى: { ثُمَّ قَبَضْنَاهُ إِلَيْنَا قَبْضًا يَسِيرًا (46)}
قوله تعالى: {وَهُوَ الَّذِي جَعَلَ لَكُمُ اللَّيْلَ لِبَاسًا وَالنَّوْمَ سُبَاتًا وَجَعَلَ النَّهَارَ نُشُورًا (47)}
قوله تعالى: {وَهُوَ الَّذِي أَرْسَلَ الرِّيَاحَ بُشْرًا بَيْنَ يَدَيْ رَحْمَتِهِ وَأَنْزَلْنَا مِنَ السَّمَاءِ مَاءً طَهُورًا (48)}

قال أبو عبد الله الحسين بن أحمد ابن خالويه الهمَذاني (ت: 370هـ): (10- وقوله تعالى: {يرسل الرياح بشرًا} [48].
[إعراب القراءات السبع وعللها: 2/122]
قد ذكرت العلل والقراءة في (البقرة) و(الأعراف) بما أغني عن الإعادة ها هنا). [إعراب القراءات السبع وعللها: 2/123]
قال أبو علي الحسن بن أحمد بن عبد الغفار الفارسيّ (ت: 377هـ): (عبيد عن هارون عن أبي عمرو: (نشرا) و (نشرا) [الفرقان/ 48] بالتثقيل والتخفيف عاصم: بشرا بالباء ساكنة الشين والباء مضمومة. وقرأ نافع وأبو عمرو وابن كثير (نشرا) بضم النون والشين- وقرأ حمزة والكسائي: (نشرا) بفتح النون وسكون الشين.
[الحجة للقراء السبعة: 5/344]
(وهو الذي يرسل الرياح نشرا)، [الفرقان/ 48] فنشرا جمع ريح نشور، فالتخفيف في نشر، على قول من قال في كتب:
كتب، والتثقيل على قول من جاء به على الأصل، ولم يخفّف، ومعنى النشور: التي تحيا، من نشر الميّت. كأنّها تثير الغيم فيمطر فتجيء به البلاد الميتة، ويدلّ على وصفها بالحياة قول المرّار:
وهبت له ريح الجنوب وأحييت... له ريدة يحيي المياه نسيمها
وقول عاصم: بشرا بالباء كأنّها جمع ريح (بشور) أي تبشّر بالغياث في قوله: الرياح مبشرات أي: مبشرات بالغيث المحيي البلاد، وبشرا قد مرّ. وقول حمزة والكسائي: (نشرا) نشرا: مصدر واقع موقع الحال، تقديره: يرسل الرّياح حياة، أي: تحيا بها البلاد الميتة). [الحجة للقراء السبعة: 5/345]
قال أبو الفتح عثمان بن جني الموصلي (ت: 392هـ): (ومن ذلك قراءة ابن السميفع: [الرِّيَاحَ بُشْرَى]، مثل حبلى.
قال أبو الفتح: [بُشْرَى]، مصدر وقع موقع الحال، أي: مُبَشِّرَةً، فهو كقولهم: جاء زيد ركضا، أي: راكضا. وهلم جرا، أي جارا أو منجرا. ومنه قول الله تعالى: {ثُمَّ ادْعُهُنَّ يَأْتِينَكَ سَعْيًا}، أي: ساعيات. ومثله قوله:
[المحتسب: 2/123]
فأقبلْتُ زَحْفًا علَى الركبَتَيْنِ ... فَثَوْبًا نَسِيتُ وَثَوْبًا أَجُرُّ
أي: أقبلت زاحفا وما أكثر نظائره! ). [المحتسب: 2/124]
قال أبو زرعة عبد الرحمن بن محمد ابن زنجلة (ت: 403هـ) : ( (وهو الّذي أرسل الرّيح بشرا بين يدي رحمته 48)
قرأ ابن كثير (وهو الّذي يرسل الرّيح) بغير ألف وقرأ الباقون بالألف وقد ذكرنا الحجّة في سورة البقرة نشرا أيضا قد ذكرنا القراءات والحجج في الأعراف). [حجة القراءات: 511]
قال نصر بن علي بن أبي مريم (ت: بعد 565هـ) : (8- {أَرْسَلَ الرِّيحَ} [آية/ 48] على الوحدة:
قرأها ابن كثير وحده.
وقرأ الباقون {الرِّيَاحَ} على الجمع.
والوجه فيهما قد تقدم). [الموضح: 930]
قال نصر بن علي بن أبي مريم (ت: بعد 565هـ) : (9- {بُشْرًا} [آية/ 48] بالباء مضمومةً، والشين ساكنةً:
قرأها عاصم وحده.
وقرأ ابن عامر {نُشْرًا} بالنون مضمومةً، والشين ساكنةً.
وقرأ ابن كثير ونافع وأبو عمرو ويعقوب {نُشُرًا} بضم النون والشين جميعًا.
وقرأ حمزة والكسائي {نَشْرًا} بفتح النون وسكون الشين.
وقد سبق الكلام على هذه الكلمة في سورة الأعراف). [الموضح: 930]

قوله تعالى: {لِنُحْيِيَ بِهِ بَلْدَةً مَيْتًا وَنُسْقِيَهُ مِمَّا خَلَقْنَا أَنْعَامًا وَأَنَاسِيَّ كَثِيرًا (49)}

قوله تعالى: {وَلَقَدْ صَرَّفْنَاهُ بَيْنَهُمْ لِيَذَّكَّرُوا فَأَبَى أَكْثَرُ النَّاسِ إِلَّا كُفُورًا (50)}
قال أبو عبد الله الحسين بن أحمد ابن خالويه الهمَذاني (ت: 370هـ): (11- وقوله تعالى: {ولقد صرفناه بينهم ليذكروا} [50].
قرأ حمزة والكسائي {ليذكروا} خفيفًا.
وقرأ الباقون {ليذكروا} مشددًا، أرادوا: ليتذكروا فأدغموا، وهو الاختيار؛ لأن التذكر والإدكار في معنى الاتعاظ وليس الذكر كذلك). [إعراب القراءات السبع وعللها: 2/123]
قال أبو علي الحسن بن أحمد بن عبد الغفار الفارسيّ (ت: 377هـ): (وقرأ حمزة والكسائي (ولقد صرفناه بينهم ليذكروا) [الفرقان/ 50] خفيفة ساكنة الذّال، وقرأ الباقون: ليذكروا مشدّدة الذال.
قال أبو علي: (ليذكروا) أي: ليتفكّروا في قدرة الله تعالى، وموضع نعمته عليهم: بما أحيا به بلادهم من الغيث. وقول حمزة:
[الحجة للقراء السبعة: 5/345]
يذكر في معنى يتذكر وقد جاء إنها تذكرة، فمن شاء ذكره، [عبس/ 11/ 12] وهما بمعنى، إلّا أنّ التفعل في التذكر والنظر أكثر، ويدلّك على أنّهما بمعنى قوله تعالى: خذوا ما آتيناكم بقوة واذكروا ما فيه [البقرة/ 63] وزعموا أن في حرف عبد الله: (وتذكّروا ما فيه) ). [الحجة للقراء السبعة: 5/346]
قال أبو زرعة عبد الرحمن بن محمد ابن زنجلة (ت: 403هـ) : ({ولقد صرفناه بينهم ليذكروا}
قرأ حمزة والكسائيّ {ليذكروا} ساكنة الذّال من ذكر يذكر أي ليذكروا نعم الله عليهم
وقرأ الباقون {ليذكروا} بالتّشديد أرادوا ليتذكروا فأدغموا التّاء في الذّال والمعنى ليتعظوا). [حجة القراءات: 511]
قال نصر بن علي بن أبي مريم (ت: بعد 565هـ) : (10- {لِيَذْكُرُوا} [آية/ 50] بسكون الذال وضم الكاف مخففة:
قرأها حمزة والكسائي.
والوجه أنه مضارع ذكر يذكر بمعنى تذكَّر وهو من معنى التدبر، قال الله تعالى {كَلَّا إِنَّهُ تَذْكِرَةٌ فَمَنْ شَاءَ ذَكَرَهُ} أي تذكّره.
[الموضح: 930]
وقرأ الباقون {لِيَذَّكَّرُوا} بفتح الذال والكاف مشددة.
والوجه أن أصله ليتذكروا، فأُدغمت التاء في الذال، والمعنى ليتفكروا ويتدبروا، والتذكر أصلٌ في معنى التفكر والتدبر، وهو تكلف الذكر، والذكر يأتي بمعناه، قال الله تعالى {خُذُوا مَا آَتَيْنَاكُمْ بِقُوَّةٍ وَاذْكُرُوا مَا فِيهِ} أي تدبروا. وقد مضى الكلام فيه). [الموضح: 931]

روابط مهمة:
- أقوال المفسرين


رد مع اقتباس
  #13  
قديم 15 صفر 1440هـ/25-10-2018م, 06:51 PM
جمهرة علوم القرآن جمهرة علوم القرآن غير متواجد حالياً
فريق الإشراف
 
تاريخ التسجيل: Oct 2017
المشاركات: 7,975
افتراضي

سورة الفرقان
[ من الآية (51) إلى الآية (55) ]
{ وَلَوْ شِئْنَا لَبَعَثْنَا فِي كُلِّ قَرْيَةٍ نَذِيرًا (51) فَلَا تُطِعِ الْكَافِرِينَ وَجَاهِدْهُمْ بِهِ جِهَادًا كَبِيرًا (52) وَهُوَ الَّذِي مَرَجَ الْبَحْرَيْنِ هَذَا عَذْبٌ فُرَاتٌ وَهَذَا مِلْحٌ أُجَاجٌ وَجَعَلَ بَيْنَهُمَا بَرْزَخًا وَحِجْرًا مَحْجُورًا (53) وَهُوَ الَّذِي خَلَقَ مِنَ الْمَاءِ بَشَرًا فَجَعَلَهُ نَسَبًا وَصِهْرًا وَكَانَ رَبُّكَ قَدِيرًا (54) وَيَعْبُدُونَ مِنْ دُونِ اللَّهِ مَا لَا يَنْفَعُهُمْ وَلَا يَضُرُّهُمْ وَكَانَ الْكَافِرُ عَلَى رَبِّهِ ظَهِيرًا (55) }

قوله تعالى: {وَلَوْ شِئْنَا لَبَعَثْنَا فِي كُلِّ قَرْيَةٍ نَذِيرًا (51)}
قوله تعالى: {فَلَا تُطِعِ الْكَافِرِينَ وَجَاهِدْهُمْ بِهِ جِهَادًا كَبِيرًا (52)}
قوله تعالى: {وَهُوَ الَّذِي مَرَجَ الْبَحْرَيْنِ هَذَا عَذْبٌ فُرَاتٌ وَهَذَا مِلْحٌ أُجَاجٌ وَجَعَلَ بَيْنَهُمَا بَرْزَخًا وَحِجْرًا مَحْجُورًا (53)}

قال أبو الفتح عثمان بن جني الموصلي (ت: 392هـ): (ومن ذلك قراءة طلحة بن مصرف: [وَهَذَا مَلْحٌ أُجَاجٌ].
قال أبو الفتح: قال أبو حاتم: هذا منكر في القراءة، فقوله: هو منكر في القراءة يجوز أن يريد به أنه لم يُسمع في اللغة، وإن كان سُمِعَ فقليلٌ وخبيث، ويجوز أن يكون ذهب فيه إلى أنه أراد مالح، فحذف الألف تخفيفا كما ذكرنا قبل من قوله:
إلا عَرَادًا عَرِدَا ... وصلِّيَانًا بَرِدَا
وهو يريد عارِدا وبارِدا، وقد تقدم القول على هذا. وعلى أن "مالحا" ليست فصيحة صريحة؛ لأن الأقوى في ذلك: ماءٌ ملحٌ. ومثله من الأوصاف على فِعْل: نِضْوٌ، ونِقْضٌ، وهِرْطٌ، وحِلْفٌ. وقد أجاز ابن الأعرابي مالح، وأنشد:
وأنِّي لا أعِيجُ بِمَالِحٍ
وأنشدوا أيضا فيه:
بَصْرِيّةٌ تزوجَتْ بَصْرِيّا ... يطعمُها المالحَ والطريّا
[المحتسب: 2/124]
وفيما قرئ على أحمد بن يحيى فاعترف بصحته: سمَك مالح، وماءٌ مالح. وإنما يقال: سمَك مملوح ومليح، هذا أفصح الكلام، والأول يقال). [المحتسب: 2/125]

قوله تعالى: {وَهُوَ الَّذِي خَلَقَ مِنَ الْمَاءِ بَشَرًا فَجَعَلَهُ نَسَبًا وَصِهْرًا وَكَانَ رَبُّكَ قَدِيرًا (54)}
قوله تعالى: {وَيَعْبُدُونَ مِنْ دُونِ اللَّهِ مَا لَا يَنْفَعُهُمْ وَلَا يَضُرُّهُمْ وَكَانَ الْكَافِرُ عَلَى رَبِّهِ ظَهِيرًا (55)}

روابط مهمة:
- أقوال المفسرين


رد مع اقتباس
  #14  
قديم 15 صفر 1440هـ/25-10-2018م, 06:53 PM
جمهرة علوم القرآن جمهرة علوم القرآن غير متواجد حالياً
فريق الإشراف
 
تاريخ التسجيل: Oct 2017
المشاركات: 7,975
افتراضي

سورة الفرقان
[ من الآية (56) إلى الآية (60) ]
{وَمَا أَرْسَلْنَاكَ إِلَّا مُبَشِّرًا وَنَذِيرًا (56) قُلْ مَا أَسْأَلُكُمْ عَلَيْهِ مِنْ أَجْرٍ إِلَّا مَنْ شَاءَ أَنْ يَتَّخِذَ إِلَى رَبِّهِ سَبِيلًا (57) وَتَوَكَّلْ عَلَى الْحَيِّ الَّذِي لَا يَمُوتُ وَسَبِّحْ بِحَمْدِهِ وَكَفَى بِهِ بِذُنُوبِ عِبَادِهِ خَبِيرًا (58) الَّذِي خَلَقَ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضَ وَمَا بَيْنَهُمَا فِي سِتَّةِ أَيَّامٍ ثُمَّ اسْتَوَى عَلَى الْعَرْشِ الرَّحْمَنُ فَاسْأَلْ بِهِ خَبِيرًا (59) وَإِذَا قِيلَ لَهُمُ اسْجُدُوا لِلرَّحْمَنِ قَالُوا وَمَا الرَّحْمَنُ أَنَسْجُدُ لِمَا تَأْمُرُنَا وَزَادَهُمْ نُفُورًا (60)}

قوله تعالى: {وَمَا أَرْسَلْنَاكَ إِلَّا مُبَشِّرًا وَنَذِيرًا (56)}
قوله تعالى: {قُلْ مَا أَسْأَلُكُمْ عَلَيْهِ مِنْ أَجْرٍ إِلَّا مَنْ شَاءَ أَنْ يَتَّخِذَ إِلَى رَبِّهِ سَبِيلًا (57)}
قوله تعالى: {وَتَوَكَّلْ عَلَى الْحَيِّ الَّذِي لَا يَمُوتُ وَسَبِّحْ بِحَمْدِهِ وَكَفَى بِهِ بِذُنُوبِ عِبَادِهِ خَبِيرًا (58)}
قوله تعالى: {الَّذِي خَلَقَ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضَ وَمَا بَيْنَهُمَا فِي سِتَّةِ أَيَّامٍ ثُمَّ اسْتَوَى عَلَى الْعَرْشِ الرَّحْمَنُ فَاسْأَلْ بِهِ خَبِيرًا (59)}
قوله تعالى: {وَإِذَا قِيلَ لَهُمُ اسْجُدُوا لِلرَّحْمَنِ قَالُوا وَمَا الرَّحْمَنُ أَنَسْجُدُ لِمَا تَأْمُرُنَا وَزَادَهُمْ نُفُورًا (60)}
قال أبو منصور محمد بن أحمد الأزهري (ت: 370هـ): (وقوله جلّ وعزّ: (أنسجد لما تأمرنا (60)
قرأ حمزة والكسائي (لما يأمرنا) بالياء.
وقرأ الباقون بالتاء.
قال أبو منصور: من قرأ (أنسجد لما يأمرنا) بالياء فمعناه: أن الكفار قالوا: أنسجد لما يأمرنا محمد؟ ومعنى استفهامهم الإنكار، أي: لا نسجد للّه وحده دون الشركاء.
ويجوز أن يكون (ما) بمعنى (من).
ومن قرأ (أنسجد لما تأمرنا) فهو خطاب من الكفار للنبي - صلى الله عليه وسلم - أي: لا نسجد لما تأمرنا أن نسجد له وحده). [معاني القراءات وعللها: 2/217]
قال أبو عبد الله الحسين بن أحمد ابن خالويه الهمَذاني (ت: 370هـ): (12- وقوله تعالى: {أنسجد لما تأمرنا} [60].
قرأ حمزة والكسائي بالياء.
وقرأ الباقون بالتاء، فمن قرأ بالتاء جعل الفعل للنبي صلى الله عليه وسلم، ومن قرأ بالياء أراد: بمسيلمة الكذاب وذلك أنه سمى نفسه الرحمن فقالوا للنبي صلى الله عليه وسلم: إنا لا نعرف الرحمن إلا نبي اليمامة. فأنزل الله تعالى: {قل ادعوا الله أو ادعوا الرحمن أياما تدعو فله الأسماء الحسنى} وقال آخرون: التقدير المصدر: أي السجد لأمرك). [إعراب القراءات السبع وعللها: 2/123]
قال أبو علي الحسن بن أحمد بن عبد الغفار الفارسيّ (ت: 377هـ): (واختلفوا في الياء والتاء من قوله تعالى: لما تأمرنا [الفرقان/ 60]. فقرأ حمزة والكسائي: (لما يأمرنا) بالياء وقرأ الباقون: تأمرنا بالتاء.
قال أبو علي: قوله تعالى: أنسجد لما تأمرنا [الفرقان/ 60] كأنّهم تلقّوا أمر النبي صلّى الله عليه وآله وسلّم بالرّدّ، وزادهم أمره عليه السلام إياهم بالسجود نفورا عمّا أمروا به في ذلك. ومن قرأ بالياء فالمعنى: أنسجد لما يأمرنا محمد [صلّى الله عليه وآله وسلّم] بالسجود له على وجه الإنكار منهم لذلك، ولا يكون على: أنسجد لما يأمرنا الرحمن بالسجود له، لأنّهم أنكروا الرحمن تعالى بقولهم: وما الرّحمن؟ فإنّما المعنى: أنسجد لما يأمرنا محمد [صلّى الله عليه وآله وسلّم] بالسجود له). [الحجة للقراء السبعة: 5/346]
قال أبو زرعة عبد الرحمن بن محمد ابن زنجلة (ت: 403هـ) : ({وإذا قيل لهم اسجدوا للرحمن قالوا وما الرّحمن أنسجد لما تأمرنا وزادهم نفورا}
قرأ حمزة والكسائيّ (لما يأمرنا) بالياء وحجتهما أن التّفسير
[حجة القراءات: 511]
ورد بأن مسيلمة الكذّاب كان تسمى بالرحمن فلمّا قيل لهم {اسجدوا للرحمن} قالوا حينئذٍ أنسجد لما يأمرنا رحمن اليمامة تكبرا منهم واستهزاء فأنزل الله جلّ وعز من قيلهم هذه الآية وقد يجوز أن يقولوا له وما الرّحمن ثمّ يقول بعضهم لبعض أنسجد لما يأمرنا محمّد بالسّجود له على وجه الإنكار منهم لذلك ويجوز أيضا أن يعني أنهم قالوا لا نصدقك فنسجد لما تزعم أنه يأمرنا بذلك
وقرأ الباقون لما تأمرنا بالتّاء جعلوا الخطاب للنّبي صلى الله عليه وسلم أي أنسجد لما تأمرنا كأنّهم خاطبوه بالرّدّ {وزادهم نفورا} أي وزادهم أمره إيّاهم بالسّجود نفورا عمّا أمروا به). [حجة القراءات: 512]
قال مكي بن أبي طالب القَيْسِي (ت: 437هـ): (7- قوله: {لما تأمرنا} قرأه حمزة والكسائي بالياء، على الإخبار عن النبي صلى الله عليه وسلم على وجه الإنكار منهم أن يسجدوا لما يأمرهم به محمد، وقرأ الباقون بالتاء على الخطاب منهم للنبي عليه السلام، لأنهم أنكروا أمره لهم بالسجود لله، فقالوا: أنسجد لما تأمرنا يا محمد، وهو الاختيار، لأن الأكثر عليه). [الكشف عن وجوه القراءات السبع: 2/146]
قال نصر بن علي بن أبي مريم (ت: بعد 565هـ) : (11- {لِمَا يَأْمُرُنَا} [آية/ 60] بالياء:
قرأها حمزة والكسائي.
والوجه أنه على لفظ الغيبة إخبارًا عن النبي صلى الله عليه (وسلم)، والمعنى: أنسجد لما يـأمرنا محمدٌ بالسجود له؟ على وجه الإنكار منهم لذلك.
وقرأ الباقون {لِمَا تَأْمُرُنَا} بالتاء.
والوجه أنه على خطاب النبي صلى الله عليه (وسلم)، والمعنى: أنسجد لما تأمرنا أنت يا محمد بالسجود له؟ كـأنهم أنكروا أن يمتثلوا أمره فتلقوه بالرد، وزادهم أمره إياهم نفورًا). [الموضح: 931]


روابط مهمة:
- أقوال المفسرين


رد مع اقتباس
  #15  
قديم 15 صفر 1440هـ/25-10-2018م, 06:55 PM
جمهرة علوم القرآن جمهرة علوم القرآن غير متواجد حالياً
فريق الإشراف
 
تاريخ التسجيل: Oct 2017
المشاركات: 7,975
افتراضي

سورة الفرقان

[ من الآية (61) إلى الآية (67) ]
{تَبَارَكَ الَّذِي جَعَلَ فِي السَّمَاءِ بُرُوجًا وَجَعَلَ فِيهَا سِرَاجًا وَقَمَرًا مُنِيرًا (61) وَهُوَ الَّذِي جَعَلَ اللَّيْلَ وَالنَّهَارَ خِلْفَةً لِمَنْ أَرَادَ أَنْ يَذَّكَّرَ أَوْ أَرَادَ شُكُورًا (62) وَعِبَادُ الرَّحْمَنِ الَّذِينَ يَمْشُونَ عَلَى الْأَرْضِ هَوْنًا وَإِذَا خَاطَبَهُمُ الْجَاهِلُونَ قَالُوا سَلَامًا (63) وَالَّذِينَ يَبِيتُونَ لِرَبِّهِمْ سُجَّدًا وَقِيَامًا (64) وَالَّذِينَ يَقُولُونَ رَبَّنَا اصْرِفْ عَنَّا عَذَابَ جَهَنَّمَ إِنَّ عَذَابَهَا كَانَ غَرَامًا (65) إِنَّهَا سَاءَتْ مُسْتَقَرًّا وَمُقَامًا (66) وَالَّذِينَ إِذَا أَنْفَقُوا لَمْ يُسْرِفُوا وَلَمْ يَقْتُرُوا وَكَانَ بَيْنَ ذَلِكَ قَوَامًا (67) }


قوله تعالى: {تَبَارَكَ الَّذِي جَعَلَ فِي السَّمَاءِ بُرُوجًا وَجَعَلَ فِيهَا سِرَاجًا وَقَمَرًا مُنِيرًا (61)}
قال أبو عبد الله الحسين بن أحمد ابن خالويه الهمَذاني (ت: 370هـ): (13- وقوله تعالى: {سراجًا وقمرًا منيرًا} [61].
قرأ حمزة والكسائي: {سرجًا} بالجمع.
وقرأ الباقون {سراجاً} بالتوحيد، فمن وحد أراد بالسراج: الشمس، كما قال تعالى: {وجعل الشمس سرجًا} بالتوحيد، ومن جمع جاز أن يريد المصابيح من النجوم وهي المضيئة العظام الدراري. ويجوز أن يكون أراد النجوم
[إعراب القراءات السبع وعللها: 2/123]
الكبار مع الشمس والقر، واتفقوا على {وقمرًا} إلا الحسن فإنه قرأ {وقمر منيرًا} فيجوز أن يكون جعله جمعا، ويجوز أن يكون لغتين مثل ولد وولد. والقمر: جمعه الذي لا تعرف العرب غيره أقمار، أنشدني ابن عرفة:
دع الأقمار تخبوا أو تنير = لنا بدر تقر له البدور
وتصغيره: قمير، ويقال للقمر: هلال وزيرقان وبدر. والسواد الذي في القمر: المحو. وضوء القمر: الضحت. وظل القمر: السمر. وليلة عفراء: ليلة ثلاث عشرة. والساهرون: غلاف القمر. والدارة التي حول القمر: الهالة. وقد حجر القمر: إذا استدار. وليلة قمراء ومقمرة وبيضاء وأضحيان: بمعنى واحدة. والليلة المقمرة يقال لها: ابن نمير. والليلة المظلمة فحمة بن جمير). [إعراب القراءات السبع وعللها: 2/124]
قال أبو علي الحسن بن أحمد بن عبد الغفار الفارسيّ (ت: 377هـ): (اختلفوا في كسر السين وإثبات الألف وضمها وإسقاط الألف
[الحجة للقراء السبعة: 5/346]
من قوله تعالى: سراجا [الفرقان/ 61] فقرأ حمزة والكسائي: (سرجا) بضم السين وضم الراء وإسقاط الألف. وقرأ الباقون: سراجا بكسر السين وإثبات الألف.
قال أبو علي: حجّة قوله: سراجا والإفراد قوله تعالى: وجعل فيها سراجا وقمرا [الفرقان/ 61] وحجّة حمزة والكسائي: (سرجا)، قوله تعالى: ولقد زينا السماء الدنيا بمصابيح [الملك/ 5] فشبّهت الكواكب بالمصابيح، كما شبّهت المصابيح بالكواكب في قوله تعالى: الزجاجة كأنها كوكب دري [النور/ 35] وإنّما المعنى: مصباح الزجاجة كأنّه كوكب درّيّ، وكذلك قول الشاعر:
سموت إليها والنجوم كأنّها... مصابيح رهبان تشبّ لقفّال
فإن قلت: كيف يجوز أن تكون المصابيح زينة مع قوله تعالى: وجعلناها رجوما للشياطين [الملك/ 5] فالقول: إنّها إذا جعلت رجوما لهم لم تزل فتزول زينتها بزوالها، ولكن يجوز أن ينفصل منها نور يكون رجما للشياطين كما ينفصل من السّرج، وسائر ذوات الأنوار ما لا يزول بانفصاله منها صورتها كما لا تزول صورة ما ذكرنا). [الحجة للقراء السبعة: 5/347]
قال أبو زرعة عبد الرحمن بن محمد ابن زنجلة (ت: 403هـ) : ({تبارك الّذي جعل في السّماء بروجا وجعل فيها سراجًا وقمرا منيرا}
قرأ حمزة والكسائيّ (وجعل فيها سرجا) على الجمع وقرأ الباقون {سراجًا} على التّوحيد أرادوا الشّمس وحجتهم {وجعل الشّمس سراجًا} بالتّوحيد فردّوا ما اختلفوا فيه إلى ما أجمعوا عليه والهاء في {فيها} عائدة على السّماء وأرادوا بالبروج النّجوم الكبار ويجوز أن تكون الهاء عائدة على البروج فيكون حينئذٍ السراج يؤدّي عن معنى الجمع كما قال {يخرجكم طفلا} ويكون التّقدير وجعل في البروج سراجًا فيؤدّي السراج عن معنى الجمع ومن قرأ سرجا الشّمس والقمر والكواكب العظام معها والهاء في {فيها}
[حجة القراءات: 512]
عائدة على البروج ويكون تقدير الكلام جعل في البروج سرجا وقمرا منيرا وإذا وجهت القراءة على هذا الوجه أخذت المعنيين الجمع والتوحيد لأن البروج منازل الشّمس والقمر والنجوم فهي كلها في البروج والشّمس داخلة معها). [حجة القراءات: 513]
قال مكي بن أبي طالب القَيْسِي (ت: 437هـ): (8- قوله: {سراجا} قرأه حمزة والكسائي بالجمع على إرادة الكواكب؛ لأن كل كوكب سراج، وهي تطلع من القمر، فذكرها كما ذكر القمر، وأخبر عنها بالجمع لكثرة الكواكب، والقمر والكواكب من آيات الله، وقد قال: {زينا السماء الدنيا بمصابيح} «فصلت 12» يعني الكواكب، والمصابيح هي السروج، وقرأ الباقون بالتوحيد على إرادة الشمس، لأن القمر إذا ذكر في أكثر المواضع ذكرت الشمس معه، فحمل هذا على الأكثر أولى، وأيضًا فقد ذكر النجوم في قوله: {جعل في السماء بروجا} فهي النجوم والكواكب، فلم يحتج إلى تكرير ذلك في قوله: {سراجا}، وهو الاختيار؛ لأن الأكثر عليه). [الكشف عن وجوه القراءات السبع: 2/146]
قال نصر بن علي بن أبي مريم (ت: بعد 565هـ) : (12- {سُرُجًا} [آية/ 61] بضم السين والراء من غير ألف على الجمع:
قرأها حمزة والكسائي.
والوجه أنه جمع سراج، وأراد به الكواكب، فشبهها بالسرج، كما قال الله تعالى {وَلَقَدْ زَيَّنَّا السَّمَاءَ الدُّنْيَا بِمَصَابِيحَ}.
وقرأ الباقون {سِرَاجًا} بالألف على الوحدة.
والوجه أنه أراد بالسراج: الشمس، فوحده لذلك، وجعل الشمس سراجًا على التشبيه كما قال سبحانه {وَجَعَلَ الشَّمْسَ سِرَاجًا}). [الموضح: 932]

قوله تعالى: {وَهُوَ الَّذِي جَعَلَ اللَّيْلَ وَالنَّهَارَ خِلْفَةً لِمَنْ أَرَادَ أَنْ يَذَّكَّرَ أَوْ أَرَادَ شُكُورًا (62)}
قال أبو علي الحسن بن أحمد بن عبد الغفار الفارسيّ (ت: 377هـ): (وقرأ حمزة وحده: (لمن أراد أن يذكر) [الفرقان/ 62] خفيفة الذال مضمومة الكاف، وقرأ الباقون: يذكر مشددة الذال.
[قال أبو علي]: المعنى في قراءة حمزة: أن (يذكر): يتذكر، وقد تقدّم ذكر ذلك). [الحجة للقراء السبعة: 5/348]
قال أبو زرعة عبد الرحمن بن محمد ابن زنجلة (ت: 403هـ) : ({وهو الّذي جعل اللّيل والنّهار خلفة لمن أراد أن يذكر أو أراد شكورًا}
قرأ حمزة {لمن أراد أن يذكر} بإسكان الذّال وضم الكاف أي لمن أراد الذّكر قال الفراء يذكر ويتذكر بمعنى واحد يقال ذكرت حاجتك وتذكرتها وفي التّنزيل {إنّه تذكرة فمن شاء ذكره}
وقرأ الباقون {يذكر} بالتّشديد أي يتعظ ويتفكر ويعتبر في اختلافهما والأصل يتذكّر ثمّ أدغموا التّاء في الذّال وحجتهم قوله {إنّما يتذكّر أولوا الألباب} ). [حجة القراءات: 513]
قال مكي بن أبي طالب القَيْسِي (ت: 437هـ): (9- قوله: {أن يذكر} قرأه حمزة وحده بالتخفيف، وضم الكاف، على معنى: الذكر لله، وقرأ الباقون بالتشديد وفتح الكاف على معنى: التذكر والتدبر والاعتبار مرة بعد مرة، وهو الاختيار، وقد تقدم ذكر «الريح، وثمود»). [الكشف عن وجوه القراءات السبع: 2/147]
قال نصر بن علي بن أبي مريم (ت: بعد 565هـ) : (13- {أَرَادَ أَنْ يَذْكُرَ} [آية/ 62] بسكون الذال وضم الكاف مخففة:
قرأها حمزة وحده.
وقرأ الباقون {يَذَّكَّرَ} بفتح الذال والكاف مشددتين.
وقد تقدم القول في وجههما). [الموضح: 932]

قوله تعالى: {وَعِبَادُ الرَّحْمَنِ الَّذِينَ يَمْشُونَ عَلَى الْأَرْضِ هَوْنًا وَإِذَا خَاطَبَهُمُ الْجَاهِلُونَ قَالُوا سَلَامًا (63)}
قوله تعالى: {وَالَّذِينَ يَبِيتُونَ لِرَبِّهِمْ سُجَّدًا وَقِيَامًا (64)}
قوله تعالى: {وَالَّذِينَ يَقُولُونَ رَبَّنَا اصْرِفْ عَنَّا عَذَابَ جَهَنَّمَ إِنَّ عَذَابَهَا كَانَ غَرَامًا (65)}
قوله تعالى: {إِنَّهَا سَاءَتْ مُسْتَقَرًّا وَمُقَامًا (66)}
قوله تعالى: {وَالَّذِينَ إِذَا أَنْفَقُوا لَمْ يُسْرِفُوا وَلَمْ يَقْتُرُوا وَكَانَ بَيْنَ ذَلِكَ قَوَامًا (67)}
قال أبو منصور محمد بن أحمد الأزهري (ت: 370هـ): (وقوله جلّ وعزّ: (لم يسرفوا ولم يقتروا (67)
[معاني القراءات وعللها: 2/217]
قرأ ابن كثيرٍ وأبو عمرو والحضرمي (لم يقتروا) بفتح الياء وكسر التاء.
وقرأ نافع وابن عامر (لم يقتروا) وكذلك روى الكسائي عن أبي بكر عن عاصم.
وقرأ الكوفيون (لم يقتروا) بفتح الياء وضم التاء.
قال أبو منصور: وهي كلها لغات جائزة، قتر يقتر، ويقتر، وأقتر، يقتر إذا قتّر النفقة ولم يوسعها، وقتر وقتّر وأقتر إذا ضيّق النفقة، والمعنى: أن الله - عزّ وجلّ - وصفهم بأنهم ينفقون نفقة قصدًا لا إسراف فيه حتى يضطروا إلى تكفف الناس، ولا يضيقونها تضييقًا يضرّ بهم وبمن يعولون). [معاني القراءات وعللها: 2/218]
قال أبو عبد الله الحسين بن أحمد ابن خالويه الهمَذاني (ت: 370هـ): (14- وقوله تعالى: {لم يسرفوا ولم يقتروا} [67].
فيه ثلاث قراءات:
قرأ ابن كثير وأبو عمرو: {ولم يقتروا} من قتر يقتر مثل ضرب يضرب.
وقرأ وابن عامر: {يقتروا} من اقتر يقتر.
[إعراب القراءات السبع وعللها: 2/124]
وقرأ الباقون: {ولم يقتروا} بضم التاء من قتر يقتر فالأول مثل ضرب يضرب. والثاني مثل أكرم يكرم. والثالث مثل قتل يقتل. ولو قرئ: ولم يقتروا بالتشديد- جاز لأن كل ما جاز فيه فعل وأفعل صلح أن تعرض عليه يفعل، قال الشاعر حجة لنافع في الإقتار:
تالله لولا صبية صغار
كأنما وجهوههم أقمار
تضمهم من العتيك دار
أخاف أن يمسهم إقتار
أو لاطم بكفه أسوار
لما رآني ملك جبار
ببابه ما وضح النهار
واختلف الناس في السرف في النفقة، فقال قوم: الإسراف: كل ما أنفق في غير طاعة الله كقولة: {إن المبذرين كانوا إخوان الشياطين} وقال على رضي الله عنه: «ليس في المأكول والمشروب سرف وإن كان كثيرا».
وقال الآخرون: الإسراف في الحلال فقط؛ لأن الحرام لا يجوز منه الذرة
[إعراب القراءات السبع وعللها: 2/125]
فما فوقها، واحتجوا بحديث رسول الله صلى الله عليه وسلم: «أن جارية أتته وهو في منزله عليه السلام فقالت: إن أمي تقرأ عليك السلام يا رسول الله وتقول: أعطنا مما رزقك الله، فنظر رسول الله صلى الله عليه وسلم في بيته فلم يجد شيئًا، فقال: قولي لها: ليس عندنا شيء قالت: فإنها تقول لك: فأعطنا قميصك حتى نبيعه، فنزع رسول الله صلى الله عليه وسلم قميصه وجلس في البيت عريانًا. فأنزل الله تعالى: {ولا تجعل يدك مغلولة إلى عنقك ولا تبسطها كل البسط فتقعد ملومًا محسورًا} فأمره الله تعالى بالاقتصاد، وأن ينفق من فضل، وأخذ بأدب الله ثم أتته سائلة أخرى ففعل بها مثل ذلك فأنزل الله تعالى: {وإنك لعي خلق عظيم}»). [إعراب القراءات السبع وعللها: 2/126]
قال أبو علي الحسن بن أحمد بن عبد الغفار الفارسيّ (ت: 377هـ): (اختلفوا في ضم الياء وكسر التاء وفتح الياء وضم التاء من قوله تعالى: ولم يقتروا [الفرقان/ 67]. فقرأ ابن كثير وأبو عمرو: (ولم يقتروا) مفتوحة الياء مكسورة التاء. وقرأ عاصم وحمزة والكسائي: يقتروا بفتح الياء وضم التاء، وقرأ نافع وابن عامر: (يقتروا): بضم الياء وكسر التاء، روى الكسائي عن أبي بكر عن عاصم بضم الياء وكسر التاء مثله.
قال أبو علي: يقال: أقتر يقتر، خلاف أيسر، وفي التنزيل على الموسع قدره وعلى المقتر قدره [البقرة/ 236] وقال الشاعر:
لكم مسجدا الله المزوران والحصا... لكم قبصه من بين أثرى وأقترا
[الحجة للقراء السبعة: 5/348]
تقديره: من بين رجل أثرى ورجل أقتر، فأقام الصفة مقام الموصوف. وفي التنزيل: ومن أهل المدينة مردوا على النفاق [التوبة/ 101] فيجوز أن يكون على قبيل مردوا على النفاق مثل قوله تعالى: ومن آياته يريكم البرق [الروم/ 24] فأما قتر يقتر ويقتر فمثل: فسق يفسق ويفسق، وعكف يعكف ويعكف، وحشر يحشر ويحشر، فمعنى لم يسرقوا: لم يخرجوا من إنفاقهم من السّطة والاقتصاد، [ومنه:
وقد وسطت مالكا.
من التوسط بين الشيئين] ولم يقتروا: لم يمسكوا ولم ينقصوا عن الاقتصاد كما قال: ولا تجعل يدك مغلولة إلى عنقك ولا تبسطها كل البسط فتقعد ملوما محسورا [الإسراء/ 29].
فأمّا من ضمّ فقال: (لم يقتروا) فكأنّه أراد: لم يفتقروا في إنفاقهم، لأنّ المسرف مشف على الافتقار لسرفه في إنفاقه. فأمّا من قال: (لم يقتروا) أو لم يقتروا فمعناه: لم يضيّقوا في الإنفاق فيقصّروا عن التوسط، فمن كان في هذا الظرف فهو مذموم، كما أنّ من جاوز الاقتصاد كان كذلك، ويبين هذا قوله: وكان بين ذلك قواما [الفرقان/ 67] أي كان إنفاقهم بين ذلك لا إسرافا يدخل به في حدّ التبذير، ولا تضييقا يصير به في حدّ المانع لما يجب). [الحجة للقراء السبعة: 5/349]
قال أبو الفتح عثمان بن جني الموصلي (ت: 392هـ): (ومن ذلك قراءة حسان بن عبد الرحمن صاحب عائشة رضي الله عنه، وهو الذي يروى عنه قتادة: [وَكَانَ بَيْنَ ذَلِكَ قِوَامًا].
قال أبو الفتح: القَوَامُ، بفتح القاف: الاعتدال في الأمر، ومنه قولهم: جارية حسنة القوام: إذا كانت معتدلة الطول والخلق. وأما "القِوَام" بكسر القاف فإنه ملاك الأمر وعصامه، يقال: مِلَاك أمرك وقِوَامه أن تتقي الله في سرك وعلانيتك، فكذلك قوله: [كَانَ بَيْنَ ذَلِكَ قِوَامًا]، أي: مِلاكا للأمر ونظاما وعصاما.
ولو اقتُصر فيه على قوله: [وكَانَ بَيْنَ ذَلِكَ] لكان كافيا؛ لأنه كان بين الإسراف والتقتير فإنه قصد ونظام للأمر؛ "فَقِوَام" إذًا تأكيد وجارٍ مجرى الصفة، أي: توسطا مقيما للحال وناظما. ومعلوم أنه إذا كان متوسطا فإنه قوام ومساك، وأقل ما فيه أن يكون صفة مؤكدة، كقوله: {وَمَنَاةَ الثَّالِثَةَ الْأُخْرَى}، فالأخرى توكيد كما ترى). [المحتسب: 2/125]
قال أبو زرعة عبد الرحمن بن محمد ابن زنجلة (ت: 403هـ) : ({والّذين إذا أنفقوا لم يسرفوا ولم يقتروا}
قرأ نافع وابن عامر {ولم يقتروا} بضم الياء وكسر التّاء من أقتر يقتر مثل أكرم يكرم وحجتهما قوله {وعلى المقتر قدره}
وقرأ ابن كثير وأبو عمرو {يقتروا} بفتح الياء وكسر التّاء
[حجة القراءات: 513]
وقرأ أهل الكوفة {يقتروا} بضم التّاء من قتر يقتر وهما لغتان تقول قتر يقتر ويقتر مثل عرش يعرش ويعرش وعكف يعكف ويعكف وحجتهم قوله وكان الإنسان قتورا). [حجة القراءات: 514]
قال مكي بن أبي طالب القَيْسِي (ت: 437هـ): (10- قوله: {ولم يقتروا} قرأه نافع وابن عامر بضم الياء وكسر التاء، جعلاه من «أقتر الرجل» إذا أقتر، دليله: {وعلى المقتر قدره} «البقرة 236» فالمقتر من «أقتر» وقرأ أبو عمرو وابن كثير بفتح الياء وكسر التاء، وكذلك قرأ الباقون غير أنهم ضموا التاء، وهاتان القراءتان لغتان في الثلاثي منه، يقال: قتر يقتِر ويقتُر، كعكف يعكِف ويعكُف). [الكشف عن وجوه القراءات السبع: 2/147]
قال نصر بن علي بن أبي مريم (ت: بعد 565هـ) : (14- {وَلَمْ يُقْتِرُوا} [آية/ 67] بضم الياء وكسر التاء:
قرأها نافع وابن عامر.
والوجه أنه من أقتر يُقتر إذا افتقر، قال الله تعالى {عَلَى الْمُوسِعِ قَدَرُهُ وَعَلَى الْمُقْتِرِ قَدَرُهُ} والمعنى: لم يُقتروا في إنفاقهم؛ لأن المسرف في
[الموضح: 932]
الإنفاق مُشفٍ على الافتقار.
وقال بعض أهل اللغة أقتر في النفقة مثل قتر، والإقتار والتقتير واحدٌ، وهو التضييق في النفقة، فعلى هذا يكون مثل قراءة من قرأ بفتح الياء.
وقرأ ابن كثير وأبو عمرو ويعقوب {يَقْتِرُوا} بفتح الياء وكسر التاء.
وقرأ الكوفيون {يَقْتُرُوا} بفتح الياء وضم التاء.
والوجه أن قتر مضارعه يقتُر ويقتِر بضم التاء وكسرها، مثل فسَقَ يَفسُق ويفسِق وعكف يعكُف ويعكِف، والمعنى لم يضيقوا في الإنفاق، والقتر والتقتير تقليل النفقة وتضييقها، وهو من قُتْرة الصائد، وهو الحفرة الضيقة التي يستتر فيها). [الموضح: 933]


روابط مهمة:
- أقوال المفسرين


رد مع اقتباس
  #16  
قديم 15 صفر 1440هـ/25-10-2018م, 09:42 PM
جمهرة علوم القرآن جمهرة علوم القرآن غير متواجد حالياً
فريق الإشراف
 
تاريخ التسجيل: Oct 2017
المشاركات: 7,975
افتراضي

سورة الفرقان

[ من الآية (68) إلى الآية (71) ]
{وَالَّذِينَ لَا يَدْعُونَ مَعَ اللَّهِ إِلَهًا آَخَرَ وَلَا يَقْتُلُونَ النَّفْسَ الَّتِي حَرَّمَ اللَّهُ إِلَّا بِالْحَقِّ وَلَا يَزْنُونَ وَمَنْ يَفْعَلْ ذَلِكَ يَلْقَ أَثَامًا (68) يُضَاعَفْ لَهُ الْعَذَابُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ وَيَخْلُدْ فِيهِ مُهَانًا (69) إِلَّا مَنْ تَابَ وَآَمَنَ وَعَمِلَ عَمَلًا صَالِحًا فَأُولَئِكَ يُبَدِّلُ اللَّهُ سَيِّئَاتِهِمْ حَسَنَاتٍ وَكَانَ اللَّهُ غَفُورًا رَحِيمًا (70) وَمَنْ تَابَ وَعَمِلَ صَالِحًا فَإِنَّهُ يَتُوبُ إِلَى اللَّهِ مَتَابًا (71) }


قوله تعالى: {وَالَّذِينَ لَا يَدْعُونَ مَعَ اللَّهِ إِلَهًا آَخَرَ وَلَا يَقْتُلُونَ النَّفْسَ الَّتِي حَرَّمَ اللَّهُ إِلَّا بِالْحَقِّ وَلَا يَزْنُونَ وَمَنْ يَفْعَلْ ذَلِكَ يَلْقَ أَثَامًا (68)}
قال أبو زرعة عبد الرحمن بن محمد ابن زنجلة (ت: 403هـ) : ({ومن يفعل ذلك يلق أثاما * يضاعف له العذاب يوم القيامة ويخلد فيه مهانا} 68 و69
قرأ ابن كثير (يضعف له العذاب) بالتّشديد والجزم
وقرأ ابن عامر (يضعف) بالتّشديد والرّفع {ويخلد} بالرّفع أيضا
وقرأ أبو بكر {يضاعف} بالرّفع والألف {ويخلد} بالرّفع
وقرأ الباقون {يضاعف} {ويخلد} بالألف والجزم فيهما
فمن جزم جعله بدلا من جواب الشّرط والشّرط قوله {ومن يفعل ذلك} جوابه {يلق} وعلامة الجزم فيه سقوط الألف و{يضاعف} بدل من يلق و{ويخلد} نسق عليه قال الزّجاج وتأويل الأثام تأويل المجازاة على الشّيء قال أبو عمرو الشّيبانيّ يقال لقد لقي أثام ذلك أي جزاء ذلك وسيبويه والخليل يذهبان إلى أن معناه يلقى جزاء الأثام ومثله {مشفقين ممّا كسبوا} قال أبو عبيدة {يلق أثاما} أي عقوبة أي عقوبته
ومن رفع فقد استغنى الكلام وتمّ جواب الشّرط فاستأنف على تأويل تفسير يلق أثاما كأن قائلا قال ما لقي الآثم
[حجة القراءات: 514]
فقيل يضاعف للآثم العذاب ويخلد نسق عليه و(يضعف) جيد تقول ضاعفت الشّيء وضعفته). [حجة القراءات: 515] (م)

قوله تعالى: {يُضَاعَفْ لَهُ الْعَذَابُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ وَيَخْلُدْ فِيهِ مُهَانًا (69)}
قال أبو منصور محمد بن أحمد الأزهري (ت: 370هـ): (وقوله جلّ وعزّ: (يضاعف له العذاب يوم القيامة ويخلد فيه مهانًا (69)
قرأ ابن عامر (يضعف... ويخلد) بالرفع فيهما أيضًا.
وقرأ الباقون: (يضاعف... ويخلد) بالجزم فيهما.
قال أبو منصور: يقال: ضعّفت له الشيء، وضاعفته، بمعنى واحد،
كقولك: باعدته وبعدّته، وصعّر خذه وصاعره.
من جزم قوله (يضاعف... ويخلد) فعلى أنه جواب للشرط.
ومن قرأ (يضاعف... ويخلد) رفعًا
فعلى أنهما تفسير لقوله: (يلق أثامًا)، كأن قائلاً قال: ما يلق أثاما؟
فقيل: يضاعف
[معاني القراءات وعللها: 2/218]
للإثم العذاب.
وهذا قول أبي إسحاق النحوي.
وقال سيبويه: من جزم (يضاعف) فلأنّ مضاعفة العذاب لقيّ الأثام
وكذلك جزمت.
وقال الفراء: كل مجزوم فسرته ولم يكن فعلاً لما قبله فالوجه فيه الجزم، وما كان فعلاً لما قبله فالوجه فيه الرفع.
قال: والمفسّر للمجزوم ها هنا (ومن يفعل ذلك يلق أثامًا)
ثم فسر الأثام فقال: (يضاعف له العذاب) بالجزم.
قال: ومثله في الكلام: إن تكلمني توصني بالخير والبرّ أقبل منك، بالجزم، ألا ترى أنك فسرت الكلام بالبرّ ولم يكن فعلا له فلذلك جزمت؟.
ولو كان الثاني فعلاً للأول لرفعته كقولك: إن تأتنا تطلب الخير تجده.
ألا ترى أن (تطلب) فعل للإئيان، كقولك وإن تأتنا طالبًا للخير تجده - وأنشد قول الحطيئة:
متى تأته تعشوا إلى ضوء ناره... تجد خير نارٍ عندها خير موقد
فرفع (تعشوا)؛ لأنه أراد: متى تأته عاشيًا.
قال الفراء: ورفع عاصم (يضاعف له العذاب) على الاستئناف، كما تقول: إن تأتنا نكرمك نعطيك كلّ ما تريد، لا على الجزاء.
ولكن على الاستئناف.
[معاني القراءات وعللها: 2/219]
واتفق القراء على (يخلد) بفتح الياء وضم اللام). [معاني القراءات وعللها: 2/220]
قال أبو منصور محمد بن أحمد الأزهري (ت: 370هـ): (وقوله جلّ وعزّ: (فيه مهانًا (69)
قرأ ابن كثير وحفص عن عاصم: (فيه مهانًا) بياء في اللفظ.
وقرأ الباقون (فيه مهانًا) مختلسًا.
قال الأزهري: هما لغتان، وقد مرّ تفسيرهما). [معاني القراءات وعللها: 2/220]
قال أبو عبد الله الحسين بن أحمد ابن خالويه الهمَذاني (ت: 370هـ): (15- وقوله تعالى: {يضاعف له العذاب} [69].
قرأ ابن كثير: {يضعف} بالتشديد والجزم.
وقرأ ابن عامر: {يضعف} بالرفع والتشديد.
وقرأ عاصم برواية أبي بكر: {يضعف} بالرفع والألف.
وقرأ الباقون: {يضعف} بالجزم والألف، وقد ذكرت عله التخفيف والتشديد في (البقرة) وإنما أذكر عله الرفع والجزم ها هنا فمن جزم جعله بدلاً من جواب الشرط؛ لأن الشرط {ومن يفعل ذلك} وجوابه {يلق أثامًا} فـ{يلق} جزم، لأنه جواب الشرط، وسقط الألف من آخره علامة للجزم، و{يضعف} بدل من {يلق} و{يخلد} نسق عليه. ومن رفع فقد
[إعراب القراءات السبع وعللها: 2/126]
استغني بالكلام وتم جواب الشرط فاستأنف {يضعف}.
وقال آخرون: إذا جئت بعد جواب الشرط بأجوبة كنت مخيرًا فيها إن شئت استأنفت، وإن شئت أبدلت، وإن شئت عطفت إذا كان بالواو والفاء، وإن شئت نصبت على الظرف في قول الكوفيين، وبإضمار «إن» في قول البصريين، ولو قرأ قارئ {ويخلد فيه مهانًا} بالنصب لكان صوابًا في العربية، ولا أعلم أن أحدًا قرأ به، غير أن الرفع والجزم مقروآن فالرفع {ويخلد} عن عاصم وابن عامر والجزم عن الباقين.
وفيها قراءة ثالثة: روى حسين الجعفي عن أبي عمرو {ويخلد} بضم الياء وفتح اللام على ما لم يسم فاعله.
قال ابن مجاهد: وهو غلط). [إعراب القراءات السبع وعللها: 2/127]
قال أبو عبد الله الحسين بن أحمد ابن خالويه الهمَذاني (ت: 370هـ): (16- وقوله تعالى: {فيها مهانا} [69].
قرأ ابن كثير وحفص عن عاصم {فيهي مهانا} يصلان الهاء بياء.
والباقون: {فيه مهانًا} يختلسون كسرة الهاء وقد ذكرت عله ذلك في أو (البقرة) ). [إعراب القراءات السبع وعللها: 2/127]
قال أبو علي الحسن بن أحمد بن عبد الغفار الفارسيّ (ت: 377هـ): (اختلفوا في قوله تعالى: يضاعف له العذاب يوم القيامة ويخلد [الفرقان/ 69] فقرأ ابن كثير: (يضعّف- ويخلد فيه) جزما و (يضعّف) مشددة العين بغير ألف. وقرأ عاصم
في رواية أبي بكر وابن عامر بالرفع فيهما: يضاعف له العذاب. ويخلد غير أن ابن عامر قرأ بغير ألف وشدّد العين [وقرأ] حفص عن عاصم: ويخلد جزما مثل أبي عمرو. وقرأ حفص عن عاصم: (فيهي مهانا) يصل الهاء بياء وكذلك ابن كثير. وقرأ نافع وأبو عمرو وحمزة والكسائي:
يضاعف له ويخلد [الفرقان/ 69] جزما، والياء من يخلد مفتوحة.
وروى حسين الجعفي عن أبي عمرو (ويخلد) بضم الياء وفتح اللام وهو غلط.
[قال أبو علي]: من قال: يضاعف له ويخلد جعل قوله:
يضاعف، بدلا من الفعل الذي هو جزاء الشرط، وهو قوله: يلق أثاما [الفرقان/ 69] وذلك أن تضعيف العذاب لقي جزاء الآثام في المعنى، فلمّا كان إيّاه أبدله منه، كما أنّ البيعة لما كان ضربا من الأخذ أبدل الأخذ منها في قوله:
إنّ عليّ الله أن تبايعا... تؤخذ كرها أو تجيء طائعا
[الحجة للقراء السبعة: 5/350]
ومثل ذلك في البدل من جزاء الشرط قوله:
إن يجبنوا أو يغدروا... أو يبخلوا لا يحفلوا
يغدوا عليك مرجّلي... ن كأنّهم لم يفعلوا
فغدوهم مرجّلين في المعنى، ترك للاحتفال، فهذا مثل إبدال يضاعف من يلق أثاما. وقد أبدل من الشرط كما أبدل من جزائه وذلك قوله:
متى تأتنا تلمم بنا في ديارنا... تجد حطبا جزلا ونارا تأجّجا
فأبدل تلمم من تأتنا، لأنّ الإلمام إتيان في المعنى. ومثل حذف جزاء الذي هو مضاف في المعنى في قوله: يلق أثاما أي جزاء أثام قوله تعالى: ترى الظالمين مشفقين مما كسبوا وهو واقع بهم [الشورى/ 22] المعنى: على جزاء ما كسبوا. وقال أبو عبيدة: يلق أثاما، أي: عقوبة، وأنشد لمسافع العبسي:
[الحجة للقراء السبعة: 5/351]
جزى الله ابن عروة حيث أمسى... عقوقا والعقوق له أثام
قال: وابن عروة: رجل من بني ليث كان دلّ عليهم ملكا من غسّان فأغار عليهم.
قال أبو علي: ويمكن أن يكون من هذا قول بشر:
فكان مقامنا ندعو عليهم... بأبطح ذي المجاز له أثام
وحكى عن أبي عمرو الشيباني: لقي أثام ذلك، أي: جزاءه.
ومن رفع فقال: (يضاعف ويخلد) لم يبدل ولكنّه قطعه ممّا قبله واستأنف. وأمّا يضاعف و (يضعّف) فهما في المعنى سواء كما قال سيبويه، ويقال: خلد في المكان يخلد إذا عطن به أقام. وحكى أبو زيد: أخلد به، وما حكاه عن حسين الجعفي عن أبي عمرو:
(ويخلد) بضم الياء وفتح اللّام وأنّه غلط، فإنّه يشبه أن يكون غلطه من طريق الرواية، وأمّا من جهة المعنى فلا يمتنع، فيكون المعنى خلد هو، وأخلده الله، ويكون يخلد مثل يكرم ويعطى في أنّه مبني من أفعل، ويكون قد عطف فعلا مبنيا للمفعول على مثله إلّا أنّ الرّواية إذا لم تكن صحيحة لم يجز أن تنسب إلى الذي تروى عنه). [الحجة للقراء السبعة: 5/352]
قال أبو الفتح عثمان بن جني الموصلي (ت: 392هـ): (ومن ذلك قراءة طلحة بن سليمان: [نُضَعِّفْ له] -بالنون- [العَذَابَ] -نصب- [وتَخْلُدْ فيه]، وجزم.
[المحتسب: 2/125]
قال أبو الفتح: هو عندنا على ترك لفظ الغيبة إلى الخطاب، أي: وتخلد أيها المضعف له العذاب. وقد مضى القول على ترك الغيبة إلى الحضور، والحضور إلى الغيبة). [المحتسب: 2/126]
قال أبو زرعة عبد الرحمن بن محمد ابن زنجلة (ت: 403هـ) : ({ومن يفعل ذلك يلق أثاما * يضاعف له العذاب يوم القيامة ويخلد فيه مهانا} 68 و69
قرأ ابن كثير (يضعف له العذاب) بالتّشديد والجزم
وقرأ ابن عامر (يضعف) بالتّشديد والرّفع {ويخلد} بالرّفع أيضا
وقرأ أبو بكر {يضاعف} بالرّفع والألف {ويخلد} بالرّفع
وقرأ الباقون {يضاعف} {ويخلد} بالألف والجزم فيهما
فمن جزم جعله بدلا من جواب الشّرط والشّرط قوله {ومن يفعل ذلك} جوابه {يلق} وعلامة الجزم فيه سقوط الألف و{يضاعف} بدل من يلق و{ويخلد} نسق عليه قال الزّجاج وتأويل الأثام تأويل المجازاة على الشّيء قال أبو عمرو الشّيبانيّ يقال لقد لقي أثام ذلك أي جزاء ذلك وسيبويه والخليل يذهبان إلى أن معناه يلقى جزاء الأثام ومثله {مشفقين ممّا كسبوا} قال أبو عبيدة {يلق أثاما} أي عقوبة أي عقوبته
ومن رفع فقد استغنى الكلام وتمّ جواب الشّرط فاستأنف على تأويل تفسير يلق أثاما كأن قائلا قال ما لقي الآثم
[حجة القراءات: 514]
فقيل يضاعف للآثم العذاب ويخلد نسق عليه و(يضعف) جيد تقول ضاعفت الشّيء وضعفته). [حجة القراءات: 515] (م)
قال مكي بن أبي طالب القَيْسِي (ت: 437هـ): (11- قوله: {يضاعف} و{يخلد} قرأهما أبو بكر وابن عامر بالرفع، غير أن ابن عامر يحذف الألف من {يضاعف} ويشدد على أصله المذكور في البقرة، وقرأ الباقون بالجزم فيهما، غير أن ابن كثير يحذف الألف من {يضاعف} ويشدد مثل ابن عامر على ما ذكرنا.
وحجة من رفع أنه قطعه مما قبله، واستأنفه فرفعه.
12- وحجة من جزم أنه جعل {يضاعف} بدلًا منه: {يلق} «68»، لأن لقيه جزام الآثام تضعيف لعذابه، فلما كان إياه أبدله منه، وهو الاختيار، ليتصل بعض الكلام ببعض، ووافق حفص ابن كثير على «فيهي» في هذا الموضع فهما يصلان الهاء بياء، وقد تقدمت علل ذلك). [الكشف عن وجوه القراءات السبع: 2/147]
قال نصر بن علي بن أبي مريم (ت: بعد 565هـ) : (15- {يُضَعَّفْ لَهُ الْعَذَابُ} {وَيَخْلُدْ} [آية/ 69] بتشديد العين من {يُضَعَّفْ} وبجزم الفاء، وبضم اللام من {يَخْلُدْ} وبجزم الدال:
قرأها ابن كثير، وعن ابن عامر في رواية، (ويعقوب).
وقرأ نافع وأبو عمرو وحمزة والكسائي {يُضَاعَفْ} {ويَخْلُدْ} بالجزم فيهما، وضم لام {يَخْلُدْ}.
وقرأ ابن عامر في المشهور و-ياش- عن عاصم {يُضَاعَفُ} {وَيَخْلُدُ} بالألف من {يُضَاعَفُ} وضم لام {يَخْلُدُ} والرفع فيهما.
[الموضح: 933]
وروى الجعفي عن أبي عمرو {يُخْلَد} بضم الياء وتح اللام.
والوجه في {يُضَاعَفُ} و{يُضَعَّفُ} أنهما لغتان وقد سبق.
والوجه في جزم {يُضَاعَفْ} {ويَخْلُدْ} أن {يُضَاعَفْ} بدلٌ من قوله {يَلْقَ} الذي هو جزاء الشرط {وَيَلْقَ} مجزوم، فكذلك بدله مجزوم، وإنما أُبدل عنه؛ لأن تضعيف العذاب هو لقيان الآثام في المعنى، كما قال الشاعر:
107- متى تأتنا تلمم بنا في ديارنا = تجد حطبًا جزلًا ونارًا تأججا
فأبدل تُلمِم من تأتنا؛ لما كان الإلمام إتيانًا في المعنى.
وقوله {يخلُدْ} معطوف على {يضاعَفْ} فلذلك جُزم.
[الموضح: 934]
وأما وجه الرفع فيهما هو أنهما على الاستئناف والقطع بما قبلهما، والتقدير هو يضاعف ويخلد، برفع {يُضَاعَفُ} وعطف {يخْلُدُ} عليه.
وأما وجه {يَخْلُدْ} بفتح الياء وضم اللام فهو أنه من خلد يخلد خلودًا إذا بقي بقاء دائمًا، ويقال خلد بالمكان إذا قام به.
وأما وجه {يُخْلَد} بضم الياء وفتح اللام فهو أنه مضارع أخلد على بناء الفعل للمفعول به، تقول خلد فلانٌ وأخلده الله، ويُخلد مثل يُكرم، وهو فعل مبني للمعول به عُطف على مثله وهو {يُضاعف} ). [الموضح: 935]
قال نصر بن علي بن أبي مريم (ت: بعد 565هـ) : (16- {فِيِهِي مُهانًا} [آية/ 69] بياء بعد الهاء:
قرأها ابن كثير و-ص- عن عاصم.
والكلام في مثله قد تقدم، وأنه هو الأصل؛ لأن هاء الضمير إذا كان قبلها ياءٌ أو كسرةٌ فالأصل أن يلحق بالهاء ياءٌ بدلًا عن الواو التي من شأنها أن تصحب الهاء في نحو رأيتهو.
وقرأ الباقون و-ياش- عن عاصم {فِيهِ مُهَانًا} بهاء مختلسة.
والوجه أنها حُذفت منها الياء؛ لأن الهاء حرفٌ فيه خفاء، فلو أُلحقت الياء، وبعدها أيضًا ياء، لكان الساكنان كأنهما التقيا؛ لأن الهاء ليست بحاجز حصين). [الموضح: 935]

قوله تعالى: {إِلَّا مَنْ تَابَ وَآَمَنَ وَعَمِلَ عَمَلًا صَالِحًا فَأُولَئِكَ يُبَدِّلُ اللَّهُ سَيِّئَاتِهِمْ حَسَنَاتٍ وَكَانَ اللَّهُ غَفُورًا رَحِيمًا (70)}

قوله تعالى: {وَمَنْ تَابَ وَعَمِلَ صَالِحًا فَإِنَّهُ يَتُوبُ إِلَى اللَّهِ مَتَابًا (71)}

روابط مهمة:
- أقوال المفسرين


رد مع اقتباس
  #17  
قديم 15 صفر 1440هـ/25-10-2018م, 09:43 PM
جمهرة علوم القرآن جمهرة علوم القرآن غير متواجد حالياً
فريق الإشراف
 
تاريخ التسجيل: Oct 2017
المشاركات: 7,975
افتراضي

سورة الفرقان

[من الآية (72) إلى الآية (77)]
{ وَالَّذِينَ لَا يَشْهَدُونَ الزُّورَ وَإِذَا مَرُّوا بِاللَّغْوِ مَرُّوا كِرَامًا (72) وَالَّذِينَ إِذَا ذُكِّرُوا بِآَيَاتِ رَبِّهِمْ لَمْ يَخِرُّوا عَلَيْهَا صُمًّا وَعُمْيَانًا (73) وَالَّذِينَ يَقُولُونَ رَبَّنَا هَبْ لَنَا مِنْ أَزْوَاجِنَا وَذُرِّيَّاتِنَا قُرَّةَ أَعْيُنٍ وَاجْعَلْنَا لِلْمُتَّقِينَ إِمَامًا (74) أُولَئِكَ يُجْزَوْنَ الْغُرْفَةَ بِمَا صَبَرُوا وَيُلَقَّوْنَ فِيهَا تَحِيَّةً وَسَلَامًا (75) خَالِدِينَ فِيهَا حَسُنَتْ مُسْتَقَرًّا وَمُقَامًا (76) قُلْ مَا يَعْبَأُ بِكُمْ رَبِّي لَوْلَا دُعَاؤُكُمْ فَقَدْ كَذَّبْتُمْ فَسَوْفَ يَكُونُ لِزَامًا (77)}


قوله تعالى: {وَالَّذِينَ لَا يَشْهَدُونَ الزُّورَ وَإِذَا مَرُّوا بِاللَّغْوِ مَرُّوا كِرَامًا (72)}
قوله تعالى: {وَالَّذِينَ إِذَا ذُكِّرُوا بِآَيَاتِ رَبِّهِمْ لَمْ يَخِرُّوا عَلَيْهَا صُمًّا وَعُمْيَانًا (73)}
قوله تعالى: {وَالَّذِينَ يَقُولُونَ رَبَّنَا هَبْ لَنَا مِنْ أَزْوَاجِنَا وَذُرِّيَّاتِنَا قُرَّةَ أَعْيُنٍ وَاجْعَلْنَا لِلْمُتَّقِينَ إِمَامًا (74)}

قال أبو منصور محمد بن أحمد الأزهري (ت: 370هـ): (وقوله جلّ وعزّ: (ذرّيّاتنا قرّة أعينٍ (74)
قرأ أبو عمرو، وأبو بكر عن عاصم، وحمزة والكسائي (وذرّيّتنا) واحدة.
وقرأ الباقون (وذرّيّاتنا) جماعة.
قال أبو منصور: المعنى واحد في القراءتين؛ لأن الذريّة تنوب عن الذريات، فاقرأ كيف شئت). [معاني القراءات وعللها: 2/220]
قال أبو عبد الله الحسين بن أحمد ابن خالويه الهمَذاني (ت: 370هـ): (17- وقوله تعالى: {من أزواجنا وذرياتنا} [74].
قرأ ابن كثير ونافع وابن عامر وحفص عن عاصم: {وذريتنا} جماعًا.
وقرأ الباقون: {ذريتنا} واحدة.
فمن جمع قال: الجمع للأزواج. ومن وحد قال: الذرية معنى
[إعراب القراءات السبع وعللها: 2/127]
جمع. والزوج الواحد، فرد إلى قول الله تعالى: {ذرية من حملنا مع نوح} ). [إعراب القراءات السبع وعللها: 2/128]
قال أبو عبد الله الحسين بن أحمد ابن خالويه الهمَذاني (ت: 370هـ): (18- [وقوله تعالى]: {قرة أعين} [74].
كل ما تقر به عين الإنسان، ومعنى ذلك: أن الرجل إذا فرح بالشيء خرج من عينه ماء بارد، وهو القر، وإذا اغتم وبكي خرج من عينه ماء ساخن فيقال: «سخن الله عينه»: إذا دعوا عليه «وخنت عينه» وإذا دعوا له «أقر الله عينه» و«قرت عينه». ويقال: معنى أقر الله عينه: أي غنم، لأن قرة العين: ناقة تنحر قبل المقسم وقيل: أقر الله عينه أي: بلغه الله مراده حتى تقر عينه فلا تطمح إلى شيء وتستقر). [إعراب القراءات السبع وعللها: 2/128]
قال أبو علي الحسن بن أحمد بن عبد الغفار الفارسيّ (ت: 377هـ): (وقرأ ابن كثير ونافع وعاصم في رواية حفص وابن عامر: من أزواجنا وذرياتنا [الفرقان/ 74] جماعا وقرأ عاصم في رواية أبي بكر وأبو عمرو وحمزة والكسائي (وذرّيتنا) واحدة.
[الحجة للقراء السبعة: 5/352]
قال أبو علي: الذرية تكون واحدة وتكون جمعا فالدّليل على كونها للواحد قوله تعالى: قال رب هب لي من لدنك ذرية طيبة [آل عمران/ 38] فهذا كقوله: فهب لي من لدنك وليا يرثني [مريم/ 5] فأمّا جواز كونها للجمع فقوله: وليخش الذين لو تركوا من خلفهم ذرية ضعافا [النساء/ 9] فمن أفرد فقال: (من أزواجنا وذريتنا) [الفرقان/ 74] فإنّه أراد به الجمع فاستغنى عن جمعه لمّا كان جمعا، ومن جمع فكما تجمع هذه الأسماء التي تدلّ على الجمع نحو: قوم وأقوام، ونفر وأنفار، ورهط وأراهط. وقد جمعوا بالألف والتاء والواو والنون الجموع المكسرة كقولهم الجزرات والطّرقات والكلابات،
وجاء في الحديث: صواحبات يوسف
وقال العجاج:
جذب الصّراريّين بالكرور وإنّما الصراري جمع صرّاء. وهو مفرد نحو: حسّان، فكسّره ككلّاب وكلاليب، لأنّ الصفة تشبّه في التكسير بالأسماء. ويدلّ على أنّ الصرّاء واحد قول الفرزدق:
أشارب قهوة وخدين زير... وصرّاء لفسوته بخار). [الحجة للقراء السبعة: 5/353]
قال أبو زرعة عبد الرحمن بن محمد ابن زنجلة (ت: 403هـ) : ({ربنا هب لنا من أزواجنا وذرّيّاتنا قرّة أعين} 74
قرأ نافع وابن كثير وابن عامر وحفص {من أزواجنا} وذرّيّاتنا بالألف على الجمع وقرأ الباقون ذريتنا واحدة فمن جمع قال الجمع للأزواج ومن وحد قال الذّرّيّة في معنى الجمع قال الله تعالى {ذرّيّة من حملنا مع نوح} ). [حجة القراءات: 515]
قال مكي بن أبي طالب القَيْسِي (ت: 437هـ): (13- قوله: {وذرياتنا} قرأه الحرميان وابن عامر وحفص بالجمع، ووحدّه الباقون.
وحجة من جمع أنه حمله على المعنى؛ لأن لكل واحد ذرية، فجمع لأنهم جماعة لا تحصى، ويقوي ذلك قوله: {من أزواجنا} بالجمع، وأيضًا فإنه لما كانت الذرية تقع للواحد والجمع، وكان معنى الكلام الجمع، أتى بلفظ لا يحتمل إلا الجمع، ولأن المعنى على ذلك بني، وهو الاختيار.
14- وحجة من قرأ بالتوحيد أن الذرية تقع للجمع، فلما دلت على الجمع بلفظها استغنى عن جمعها، ويدل على وقوع «ذرية» للجمع قوله: {وليخش الذين لو تركوا من خلفهم ذرية ضعافا} «النساء 9» وقد علم أن لكل واحد ذرية، وقد تقع الذرية للواحد بدلالة قوله تعالى ذكره عن دعاء زكريا عليه السلام: {هب لي من لدنك ذرية طيبة} «آل عمران 38» وإنما سأل ولدا بدلالة قوله: {فهب لي من لدنك وليا} «مريم 5»، وقوله: {رب أنى يكون لي غلام} «آل عمران 40»). [الكشف عن وجوه القراءات السبع: 2/148]
قال نصر بن علي بن أبي مريم (ت: بعد 565هـ) : (17- {مِنْ أَزْوَاجِنَا وَذُرِّيَّاتِنَا} [آية/ 74] بالألف على الجمع:
قرأها ابن كثير ونافع وابن عامر وعاصم ص- ويعقوب.
[الموضح: 935]
والوجه أنها جمع ذرية، وقد تُجمع الأسماء التي مسمياتها جمع كأقوام وأنفار وأراهط، وقد تأتي الجموع المكسرة أيضًا مجموعة بالألف والتاء، نحو الطرقات والبيوتات والكلابات وصواحبات يوسف.
وقرأ الباقون {وَذُرِّيَّتِنَا} بغير ألف على الوحدة.
الوجه أنه جمع ههنا، فاستُغني عن جمعه، كما قال الله تعالى {لَوْ تَرَكُوا مِنْ خَلْفِهِمْ ذُرِّيَّةً ضِعَافًا} فهو ههنا جمع، وإن كان قد جاء واحدًا في غير هذا الموضع، وقد تقدم القول في ذلك في سورة الأعراف). [الموضح: 936]

قوله تعالى: {أُولَئِكَ يُجْزَوْنَ الْغُرْفَةَ بِمَا صَبَرُوا وَيُلَقَّوْنَ فِيهَا تَحِيَّةً وَسَلَامًا (75)}
قال أبو منصور محمد بن أحمد الأزهري (ت: 370هـ): (وقوله جلّ وعزّ: (ويلقّون فيها تحيّةً وسلامًا (75)
[معاني القراءات وعللها: 2/220]
قرأ أبو بكر وحمزة والكسائي (ويلقون فيها) مفتوحة الياء وساكنة اللام خفيفة، وكذلك قرأ ابن عامر فيما روى محمد بن الحسن، ورواه ابن ذكوان عن أيوب عنه، وقد روى عنه التشديد مثل أبي عمرو.
وقرأ الباقون (ويلقّون) بضم الياء، وفتح اللام، وتشديد القاف.
وقال الفراء (يلقون) أعجب إليّ في القراءة؛ لأن القراءة لو كانت على (يلقّون) كانت بالباء في العربية؛ لأنك تقول: نحن نتلقّى بالسلام، وفلان يتلقّى بالسلام وبالخير.
قال أبو منصور: وقال غيره: فلان يلقى الخير، ويلقى به. كما تقول: أخذت الزمام، وأخذت بالزمام.
والمعنى في (يلقّون): أن اللّه يلقّي أهل الجنة إذا دخلوها ملائكته بالتحية والسلام.
ومن قرأ (يلقون) فالفعل لأهل الجنة إنهم يلقون فيها التحية والسلام من ربهم جلّ وعزّ). [معاني القراءات وعللها: 2/221]
قال أبو عبد الله الحسين بن أحمد ابن خالويه الهمَذاني (ت: 370هـ): (19- وقوله تعالى: {ويلقون فيها} [75].
قرأ ابن كثير ونافع وحفص عن عاصم وابن عامر {ويلقون} مشددًا.
وقرأ الباقون مخففًا: {يلقون} بفتح الياء، فمن شدد وهو الاختيار- قال: يلقون في الجنة التحية والسلام مرة بعد مرة فالتشديد للتكثير، وشاهدهم قوله تعالى: {ولقهم نضرة وسرورًا} والنضرة عند أهل اللغة: الحسن والبهاء وإشراق الوجه من الفرح، كما قال: {وجوه يومئذ ناضرة}
[إعراب القراءات السبع وعللها: 2/128]
{إلى ربها ناظرة} والعرب تقول: كل لون إذا حسن: ناضر، فيقال: أخضر ناضرة، وأصفر ناضر، وأبيض ناضر. والنضار: الذهب. فأما المفسرون فقالوا: النضرة: ملك إذا نشر المؤمن يوم القيامة من قبره استقبله النضرة في أحسن صورة وبشره بالجنة). [إعراب القراءات السبع وعللها: 2/129]
قال أبو علي الحسن بن أحمد بن عبد الغفار الفارسيّ (ت: 377هـ): (اختلفوا في قوله سبحانه: ويلقون فيها [الفرقان/ 75] في ضمّ الياء وفتح اللّام وتشديد القاف، وسكون اللّام، وتخفيف القاف. فقرأ ابن كثير ونافع وأبو عمرو: ويلقون مضمومة الياء مفتوحة اللام مشددة القاف.
وقرأ ابن عامر وحمزة والكسائي: (ويلقون) مفتوحة الياء ساكنة اللّام خفيفة القاف.
وروى أبو بكر عن عاصم: (ويلقون) مثل حمزة. وقال حفص عنه: يلقون مشددة مثل أبي عمرو.
[قال أبو علي]: حجّة من قال: ويلقون، قوله تعالى ولقاهم نضرة وسرورا [الإنسان/ 11] فعلى «لقّاهم» «يلقّون».
وحجّة من خفّف قوله سبحانه: فسوف يلقون غيا [مريم/ 59] ولقي: فعل متعدّ إلى مفعول واحد، فإذا نقل بتضعيف العين تعدى إلى مفعولين فقوله: (تحيّة) المفعول الثاني من قولك لقّيت زيدا تحيّة، فلمّا بنيت الفعل للمفعول قام أحد المفعولين مقام الفاعل، فبقي الفعل متعديا إلى مفعول واحد). [الحجة للقراء السبعة: 5/354]
قال أبو زرعة عبد الرحمن بن محمد ابن زنجلة (ت: 403هـ) : ({أولئك يجزون الغرفة بما صبروا ويلقون فيها تحيّة وسلامًا} 75
قرأ حمزة والكسائيّ وأبو بكر {ويلقون فيها} بالتّخفيف أي يلقون أهل الجنّة فيها تحيّة وسلامًا من الله جعلنا الله منهم فالفعل لهم وحجتهم قوله {فسوف يلقون غيا} {ومن يفعل ذلك يلق أثاما} فجعلوا قوله {ويلقون فيها} بلفظ ما تقدم ليكون الكلام على نظم واحد
وقرأ الباقون {ويلقون} بالتّشديد أي يلقيهم الله أو ملائكته التّحيّة والسّلام إذا دخلوا الجنّة وحجتهم قوله {ولقاهم نضرة وسرورا} فعلى لقاهم يلقون
[حجة القراءات: 515]
واعلم أن لقي فعل متعدٍّ إلى مفعول واحد فإذا ثقل تعدى إلى مفعولين فقوله {تحيّة} المفعول الثّاني من لقيت زيدا تحيّة فلمّا بنيت الفعل للمفعول به قام أحد المفعولين مقام الفاعل فبقي الفعل متعدّيا إلى مفعول واحد). [حجة القراءات: 516]
قال مكي بن أبي طالب القَيْسِي (ت: 437هـ): (15- قوله: {ويلقون فيها} قرأه أبو بكر وحمزة والكسائي بالتخفيف، جعلوه ثلاثيًا من «لقي يلقى» فيتعدى إلى مفعول واحد، وهو {تحية} دليله قوله: {فسوف يلقون غيا} «مريم 59» وقرأ الباقون بالتشديد، جعلوه رباعيًا من «لقي» يتعدى إلى مفعولين، لكنه فعل لم يسم فاعله، فالمفعول الأول هو المضمر في {يلقون} الذي قام مقام الفاعل، وهو ضمير المخبر عنهم، ويقوي هذه القراءة قوله: {يجزون الغرفة}، على ما لم يسم فاعله، فجرى {يلقون} على ذلك، ليتفق لفظ الفعلين على ما لم
[الكشف عن وجوه القراءات السبع: 2/148]
يسم فاعله، و{تحية} المفعول الثاني، ودليل التشديد إجماعهم عليه في قوله: {ولقاهم نضرة} «الإنسان 11» والقراءتان ترجعان إلى معنى؛ لأنهم إذا تلقوا التحية فقد لقوها، وإذا ألقوها فقد تقوها، والتشديد الاختيار). [الكشف عن وجوه القراءات السبع: 2/149]
قال نصر بن علي بن أبي مريم (ت: بعد 565هـ) : (18- {وَيَلْقَوْنَ فِيهَا} [آية/ 75] بفتح الياء وتخفيف القاف:
قرأها حمزة والكسائي و-ياش- عن عاصم.
والوجه أنه من لقي يَلقى، وهو فعلٌ متعدٍ إلى مفعول واحد، يقال لقيت الشيء ألقاه، وانتصب {تَحيّةً} بأنه مفعول به.
وقرأ الباقون {وَيُلَقَّوْنَ} بضم الياء وتشديد القاف.
والوجه أنه من لقيته الشيء، وهو فعل منقول بالتضعيف من لقي يقال لقي الشيء لقيته إياه، فهو متعدٍ إلى مفعولين، والفعل ههنا مبني للمفعول به، وقد أسند إلى أحد المفعولين فارتفع بأنه مفعول ما لم يسم فاعله، وهو ضمير الجمع في {يُلقونَ}، و{تحيّةً} مفعول ثان ههنا، فانتصب لذلك). [الموضح: 936]

قوله تعالى: {خَالِدِينَ فِيهَا حَسُنَتْ مُسْتَقَرًّا وَمُقَامًا (76)}

قوله تعالى: {قُلْ مَا يَعْبَأُ بِكُمْ رَبِّي لَوْلَا دُعَاؤُكُمْ فَقَدْ كَذَّبْتُمْ فَسَوْفَ يَكُونُ لِزَامًا (77)}
قال أبو الفتح عثمان بن جني الموصلي (ت: 392هـ): (ومن ذلك قراءة ابن عباس وابن الزبير: [فَقَدْ كَذَّبَ الكَافِرُونَ].
قال أبو الفتح: وهذا أيضا مما ترك فيه لفظ الحضور إلى الغيبة، ألا ترى قبله: [قُلْ مَا يَعْبَأُ بِكُمْ رَبِّي لَوْلا دُعَاؤُكُمْ فَقَدْ كَذَّبَ الكافرون]؟). [المحتسب: 2/126]

روابط مهمة:
- أقوال المفسرين


رد مع اقتباس
إضافة رد

مواقع النشر (المفضلة)

الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1)
 

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع


الساعة الآن 06:44 PM


Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd. TranZ By Almuhajir
جميع الحقوق محفوظة