سورة التكاثر
[ من الآية (1) إلى آخر السورة ]
{أَلْهَاكُمُ التَّكَاثُرُ (1) حَتَّى زُرْتُمُ الْمَقَابِرَ (2) كَلَّا سَوْفَ تَعْلَمُونَ (3) ثُمَّ كَلَّا سَوْفَ تَعْلَمُونَ (4) كَلَّا لَوْ تَعْلَمُونَ عِلْمَ الْيَقِينِ (5) لَتَرَوُنَّ الْجَحِيمَ (6) ثُمَّ لَتَرَوُنَّهَا عَيْنَ الْيَقِينِ (7) ثُمَّ لَتُسْأَلُنَّ يَوْمَئِذٍ عَنِ النَّعِيمِ (8)}
قوله تعالى: {أَلْهَاكُمُ التَّكَاثُرُ (1)}
قال أحمد بن محمد بن البناء الدمياطي (ت: 1117هـ): (وَأَمَالَ {أَلْهَاكُمُ} حَمْزَةُ وَالْكِسَائِيُّ وَخَلَفٌ، وَقَلَّلَهُ الأَزْرَقُ بِخُلْفِهِ). [إتحاف فضلاء البشر: 2/626]
قال د. عبد اللطيف الخطيب (م): ({نَارٌ حَامِيَةٌ/ أَلْهَاكُمُ (التكاثر: 1)}
- قرأ ورش عن نافع بنقل حركة الهمزة إلى الهاء قبلها عند وصل السورتين، وتحذف الهمزة وصورة القراءة (حاميتن لهاكم).
وناقش هذا ابن هشام على النمط التالي، قال: (فصل: وأول ما يحترز منه المبتدئ في صناعة الإعراب ثلاثة أمور:
[معجم القراءات: 10/557]
أحدها أن يلتبس عليه الأصلي بالزائد…، ونظير هذا الوهم قراءة كثير من العوام (نارٌ حاميةٌ، الهاكم التكاثر)، بحذف الألف كما تحذف أول السورة في الوصل فيقال: (لخبيرٌ، لقارعة) …).
قلت: ما ذكره ابن هشام على أنه وهم وهو قراءة ورش عن نافع في الوصل عند نقل الحركة، فلا بد من حذف الهمزة وتحريك التنوين بحركتها، ولا يخفى على عالم كابن هشام مثل هذا!
وبعد التعلق السابق على نص ابن هشام وجدت نصين في المسألة: الأول عند الأمير في حاشيته على مغني اللبيب:
قال: (قوله -أي قول ابن هشام- كما تحذف في أول السورة) أي مع كسر التنوين، أما إن فتح فهو نقل ورش).
والنص الثاني عند الدسوقي في حاشيته على مغني اللبيب أيضًا، وهو كنص الأمير.
ومن هذا ترى أنهما صرفا نص ابن هشام إلى حذف همزة القطع من (ألهاكم) مع بقاء التنوين مكسورًا، وصورته: حاميتين لهاكم)، وهذا ما أخذه ابن هشام على بعض العوام!!). [معجم القراءات: 10/558] (م)
قال د. عبد اللطيف الخطيب (م): ({حَامِيَةٌ (القارعة: 11) أَلْهَاكُمُ}
- تقدم في آخر سورة القارعة حكم الهمز في الوصل وصورتها (حاميتن لهاكم) ). [معجم القراءات: 10/561] (م)
قال د. عبد اللطيف الخطيب (م): ({أَلْهَاكُمُ التَّكَاثُرُ (1)}
{أَلْهَاكُمُ}
- قرأ الجمهور (ألهاكم)، بهمزة واحدة على الخبر.
- وقرأ ابن عباس وعائشة ومعاوية وأبو عمران الجوني وأبو صالح ومالك بن دينار وأبو الجوزاء والكلبي ويعقوب، وهي مروية عن ابن عامر (آلهاكم) بالمد على الاستفهام.
قال ابن خالويه: (ومن قرأ (آلهاكم) على قراءة ابن عباس أدخل الألف توبيخًا على لفظ الاستفهام، فلما التقت همزتان: همزة التوبيخ، وهمزة القطع لينوا الثانية).
- وقرأ أبو بكر الصديق وابن عباس والشعبي وأبو العالية وابن أبي عبلة والكسائي في رواية، وأبو عمران الجوني (أألهاكم) بهمزتين ومعنى الاستفهام التوبيخ والتقرير.
[معجم القراءات: 10/561]
- وقرأه بالإمالة حمزة والكسائي وخلف والأعمش.
- وبالفتح والتقليل الأزرق وورش.
- والباقون على الفتح). [معجم القراءات: 10/562]
قوله تعالى: {حَتَّى زُرْتُمُ الْمَقَابِرَ (2)}
قال د. عبد اللطيف الخطيب (م): ({حَتَّى زُرْتُمُ الْمَقَابِرَ (2)}
{الْمَقَابِرَ}
- رقق الراء الأزرق وورش في الوقف والوصل، وغيرهما يرقق في الوقف ويفخم في الوصل). [معجم القراءات: 10/562]
قوله تعالى: {كَلَّا سَوْفَ تَعْلَمُونَ (3)}
قال علي بن محمد الصفاقسي (ت: 1118هـ): ( {كلا} الثلاثة الوقف على الأول راجح، وعلى الثاني مرجوح، وعلى الثالث لا يجوز). [غيث النفع: 1324] (م)
قال د. عبد اللطيف الخطيب (م): ({كَلَّا سَوْفَ تَعْلَمُونَ (3) ثُمَّ كَلَّا سَوْفَ تَعْلَمُونَ (4)}
{تَعْلَمُونَ، تَعْلَمُونَ}
- قراءة الجماعة (تعلمون… تعلمون) على الخطاب فيهما.
- وقرأ مالك بن دينار (يعلمون… يعلمون) بياء الغيبة فيهما.
- وقرأ مالك بن دينار (كلا سيعلمون… كلا سيعلمون) ). [معجم القراءات: 10/562] (م)
قوله تعالى: {ثُمَّ كَلَّا سَوْفَ تَعْلَمُونَ (4)}
قال علي بن محمد الصفاقسي (ت: 1118هـ): ( {كلا} الثلاثة الوقف على الأول راجح، وعلى الثاني مرجوح، وعلى الثالث لا يجوز). [غيث النفع: 1324] (م)
قال د. عبد اللطيف الخطيب (م): ({كَلَّا سَوْفَ تَعْلَمُونَ (3) ثُمَّ كَلَّا سَوْفَ تَعْلَمُونَ (4)}
{تَعْلَمُونَ، تَعْلَمُونَ}
- قراءة الجماعة (تعلمون… تعلمون) على الخطاب فيهما.
- وقرأ مالك بن دينار (يعلمون… يعلمون) بياء الغيبة فيهما.
- وقرأ مالك بن دينار (كلا سيعلمون… كلا سيعلمون) ). [معجم القراءات: 10/562] (م)
قوله تعالى: {كَلَّا لَوْ تَعْلَمُونَ عِلْمَ الْيَقِينِ (5)}
قال علي بن محمد الصفاقسي (ت: 1118هـ): ( {كلا} الثلاثة الوقف على الأول راجح، وعلى الثاني مرجوح، وعلى الثالث لا يجوز). [غيث النفع: 1324] (م)
قال د. عبد اللطيف الخطيب (م): ({كَلَّا لَوْ تَعْلَمُونَ عِلْمَ الْيَقِينِ (5)}
{تَعْلَمُونَ}
………). [معجم القراءات: 10/562]
قوله تعالى: {لَتَرَوُنَّ الْجَحِيمَ (6)}
قال أبو بكر أحمد بن موسى ابن مجاهد التميمي البغدادي (ت: 324هـ): (1 - قَوْله {لترون الْجَحِيم} 6 {ثمَّ لترونها} 7
قَرَأَ ابْن عَامر والكسائي {لترون} مَضْمُومَة التَّاء {ثمَّ لترونها} مَفْتُوحَة التَّاء
وَقَرَأَ الْبَاقُونَ {لترون} {ثمَّ لترونها} مفتوحتين جَمِيعًا). [السبعة في القراءات: 695] (م)
قال أبو بكر أحمد بن الحسين ابن مهران الأصبهاني (ت: 381هـ): ( (لَتُرَوُنَّ) بضم التاء شامي، وعليّ). [الغاية في القراءات العشر: 438]
قال أبو الفضل محمد بن جعفر الخزاعي الجرجاني (ت: 408هـ): ( (لترون) [التكاثر: 6]: بضم التاء دمشقي غير أبي بشر، وعلي). [المنتهى: 2/1045]
قال مكي بن أبي طالب القَيْسِي (ت: 437هـ): (قرأ الكسائي وابن عامر (لترون) بضم التاء، وقرأ الباقون بالفتح، وكلهم فتحوا (ثم لترونها) ). [التبصرة: 389] (م)
قال أبو عمرو عثمان بن سعيد الداني (ت: 444هـ): (قرأ ابن عامر، والكسائي: {لترون} (6): بضم التاء.
والباقون: بفتحها.
ولا خلاف في فتح تاء الثاني: {ثم لترونها} (7) ). [التيسير في القراءات السبع: 531] (م)
- قال محمد بن محمد بن محمد بن علي ابن الجزري (ت: 833هـ) :(قرأ ابن عامر والكسائيّ: (لترون) بضم التّاء، والباقون بفتحها ولا خلاف في قوله: (ثمّ لترونها) ). [تحبير التيسير: 617] (م)
قال أبو القاسم يوسف بن علي بن جبارة الهذلي المغربي (ت: 465هـ): ( (لَتَرَوُنَّ) بضم التاء قَتَادَة، ومجاهد، والزَّعْفَرَانِيّ، وابْن مِقْسَمٍ وعلي، وأبان وهارون عن أَبِي عَمْرٍو، وشامي غير أبي بشر، وهو الاختيار لقرأت الفعل للَّه بفتح التاء، زاد ابْن مِقْسَمٍ، وأبو حيوة، وحمصي، ومحبوب عن أَبِي عَمْرٍو). [الكامل في القراءات العشر: 662] قال أحمد بن علي بن خلف ابن الباذش الأنصاري (ت: 540هـ): ( {لَتَرَوُنَّ} [التكاثر: 6] بضمِّ التاءِ: ابنُ عامرٍ والكِسَائِيُّ). [الإقناع: 2/814]
قال القاسم بن فيرُّه بن خلف الشاطبي (ت: 590هـ): (1117 - وَتَا تَرَوُنَّ اضْمُمْ في الأُولَى كَمَا رَسَا = .... .... .... .... ....). [الشاطبية: 89] (م)
- قال علم الدين علي بن محمد السخاوي (ت: 643هـ): ([1117] وتا ترون اضمم في الاولى (كـ)ـما (ر)سا = وجمع بالتشديد (شـ)ـافيه (كـ)ـملا
{لترون الجحيم}، من أراه، وهو مبني للمفعول؛ وأصله: لترأيون مثل: تُضربون، فألقيت حركة الهمزة على الراء، وحذفت الهمزة، فصار: لتريون، فانقلبت الياء ألفا لتحركها وانفتاح ما قبلها، فاجتمع ساكنان: الألف وواو الجمع، فحذفت الألف، فصار: لترون، ثم دخلت النون الثقيلة لتأكيد القسم، فوجب بناء الفعل معها، فلزم حذف النون التي هي علامة رفع الفعل، ووجب تحريك الواو لالتقاء الساكنين و لم تحذف، لأنها علامة الجمع وقبلها فتحة.
[فتح الوصيد: 2/1326]
ولو كان قبلها ضمة تدل عليها، للحذفت نحو: {ولا صدنك} و{لتقولن لوليه}. ولم تحذف إذا كان قبلها فتحة، لأنه لا يبقى ما يدل عليها، مثل {اشتروا الضللة}، {ولا تنسوا الفضل}.
وأيضًا، فقد حذفت الألف قبلها، وهي لام الفعل، والهمزة وهي عينه. فلو حذفت الواو، لصار في الكلمة ثلاثة حروف.
وفي قراءة الفتح، الفعل ثلاثي، وهو رأي يرى، فتعدى إلى مفعول واحد). [فتح الوصيد: 2/1327] (م)
- قال محمد بن أحمد الموصلي (شعلة) (ت: 656هـ): (1117- وَتَا تَرَوُنَّ اضْمُمْ في الاولَى كَمَا رَسَا = وَجَمَّعَ بِالتَّشْدِيدِ شَافِيهِ كَمُلاَ
(ح) تا: مَفْعُولُ (اضْمُمْ) أُضِيفَ إِلَى (تَرَوُنَّ)، وَالأُولَى: صِفَةُ مَوْصُوفٍ مَحْذُوفٍ؛ أَيْ: فِي الْكَلِمَةِ الأُولَى، كَمَا رَسَا: نُصِبَ الْمَحَلُّ عَلَى الْمَصْدَرِ؛ أَيْ: مِثْلَ رَسَا رُسُوُّهُ وَثُبُوتُهُ فِي النَّقْلِ، جَمَّعَ: مُبْتَدَأٌ، شَافِيهِ: مُبْتَدَأٌ ثَانٍ، كَمُلا: خَبَرٌ، بِالتَّشْدِيدِ: مُتَعَلِّقٌ بِهِ، وَالْجُمْلَةُ خَبَرُ الأَوَّلِ.
(ص) أَيْ: قَرَأَ ابْنُ عَامِرٍ وَالْكِسَائِيُّ التَّاءَ مِنْ {لَتَرَوُنَّ} الأَوْلَى، يَعْنِي: {لَتَرَوُنَّ الْجَحِيمَ}، فِي (أَلْهَاكُمْ) بِالضَّمِّ عَلَى بِنَاءِ الْمَجْهُولِ، وَالْبَاقُونَ بِالْفَتْحِ عَلَى إِسْنَادِ الْفِعْلِ إِلَى الْفَاعِلِ.
وَقَيَّدَ بِالأُولَى لِيَخْرُجَ {لَتَرَوُنَّهَا} فَإِنَّهُ مُجْمَعٌ عَلَى الْفَتْحِ فيه). [كنز المعاني: 2/728] (م)
- قال أبو شامة عبد الرحمن بن إسماعيل الدمشقي (ت: 665هـ): (1117- [وَتَا تَرَوُنَّ اضْمُمْ في الأُولَى (كَـ)ـمَا (رَ)سَا،... وَجَمَّعَ بِالتَّشْدِيدِ (شَـ)ـافِيهِ (كَـ)ـلاَ
يَعْنِي {لَتَرَوُنَّ الْجَحِيمَ} فالضَمُّ من أُرِيَ والفَتْحُ من رَآى ولا خِلافَ في فَتْحِ الثَّانِي وهو {لتَرَوُنَّها} ). [إبراز المعاني من حرز الأماني: 4/267] (م)
- قال عبد الفتاح بن عبد الغني بن محمد القاضي (ت: 1403هـ): (1117- وَتَا تَرَوُنَّ اضْمُمْ في الاولَى كَمَا رَسَا = .... .... .... ....
قَرَأَ أَبُو عَامِرٍ وَالْكِسَائِيُّ: (لَتُرَوُنَّ الْجَحِيمَ) بِضَمِّ التَّاءِ وَقَرَأَ غَيْرُهُمَا بِفَتْحِهَا وَقَيَّدَ النَّاظِمُ مَوْضِعَ الْخِلافِ بِالْكَلِمَةِ الأُولَى احْتِرَازًا مِنَ الْكَلِمَةِ الثَّانِيَةِ وَهِيَ: {ثُمَّ لَتَرَوُنَّهَا} فَقَدِ اتَّفَقَ الْقُرَّاءُ عَلَى قِرَاءَتِهَا بِفَتْحِ التَّاءِ). [الوافي في شرح الشاطبية: 381] (م)
قال محمد بن محمد بن محمد بن علي ابن الجزري (ت: 833هـ): (واخْتَلَفُوا في {لَتَرَوُنَّ الْجَحِيمَ} [التكاثر 6]؛ فقَرَأَ ابنُ عَامِرٍ والكِسائِيُّ بضمِّ التاءِ، وقَرَأَ الباقونَ بفتحِها). [النشر في القراءات العشر: 2/403]
- قال محمد بن محمد بن محمد بن علي ابن الجزري (ت: 833هـ): (قَرَأَ ابْنُ عَامِرٍ والكِسَائِيُّ {لَتُرَوُنَّ الْجَحِيمَ} بضَمِّ التَّاءِ، والباقُونَ بالفَتْحِ). [تقريب النشر في القراءات العشر: 744]
قال محمد بن محمد بن محمد بن علي ابن الجزري (ت: 833هـ) : (996- .... .... .... اضمم أوّلا = تا ترونّ كم رسا .... ). [طيبة النشر: 101]
- قال محمد بن محمد بن محمد بن علي ابن الجزري (ت: 833هـ) : (قوله: (اضمم أولا إلى آخره) يريد أنه قرأ بضم التاء من «لترون الجحيم» في سورة التكاثر على البناء للمجهول ابن عامر والكسائي). [شرح طيبة النشر لابن الجزري: 330]
- قال محب الدين محمد بن محمد بن محمد النُّوَيْري (ت: 857هـ): (ص:
... ... ... ..... = تا ترون (ك) م (ر) سا ....
ش: قرأ ذو كاف (كم) ابن عامر، وراء [رسا] الكسائي لترونّ الجحيم [6] وهي الأولى بضم التاء على أنه فعل رباعي منقول من «رأى» من رؤية العين فيتعدى بالنقل لاثنين: فالأول النائب، والثاني الجحيم.
والباقون بفتحها على أنه ثلاثي غير منقول). [شرح طيبة النشر للنويري: 2/623]
قال أحمد بن محمد بن البناء الدمياطي (ت: 1117هـ): (وَاخْتُلِفَ فِي {لَتَرَوُنَّ الْجَحِيمَ}: فَابْنُ عَامِرٍ وَالْكِسَائِيُّ بِضَمِّ اَلتَّاءِ مَبْنِيًّا لِلْمَفْعُولِ مُضَارِعِ أَرَى، مُعَدَّى رَأَى الْبَصَرِيَّةِ بِالْهَمْزِ لاثْنَيْنِ، رُفِعَ اَلأَوَّلُ عَلَى اَلنِّيَابَةِ، وَبَقِيَ اَلثَّانِي وَهُوَ {الْجَحِيمَ} مَنْصُوبًا، وَأَصْلُهُ "لَتَرْأَيُونَ" كـ "تُكْرِمُونَ" نُقِلَتْ حَرَكَةُ الْهَمْزَةِ إِلَى اَلرَّاءِ، فَانْقَلَبَتِ الْيَاءُ أَلِفًا، لِتَحَرُّكِهَا وَانْفِتَاحِ مَا قَبْلَهَا ثُمَّ حُذِفَتْ لِلسَّاكِنَيْنِ، وَدَخَلَتِ اَلنُّونُ اَلثَّقِيلَةُ وَحُذِفَتْ نُونُ اَلرَّفْعِ، وَحُرِّكَتِ الْوَاوُ لِلسَّاكِنَيْنِ وَلَمْ تُحْذَفْ; لأنَّهَا عَلاَمَةُ جَمْعٍ وَقَبْلَهَا فَتْحَةٌ، وَلَوْ كَانَتْ ضَمَّةً لَحُذِفَتْ، نَحْوُ {وَلا يَصُدُّنَّكَ عَنْ آيَاتِ اللَّهِ} ). [إتحاف فضلاء البشر: 2/626] قال أحمد بن محمد بن البناء الدمياطي (ت: 1117هـ): (وَعَنِ الْحَسَنِ (لَتَرَؤُنَّ.... ثُمَّ لَتَرَؤُنَّهَا) بِهَمْزَةِ الْوَاوَيْنِ، اسْتَثْقَلَ اَلضَّمَّةَ عَلَى الْوَاوِ، فَهَمَزَ كَمَا هَمَزَ أُقِّتَتْ.
وَالْبَاقُونَ بِفَتْحِ اَلتَّاءِ مَبْنِيًّا لِلْفَاعِلِ، مُضَارِعِ "رَأَى"، وَخَرَجَ بِالْقَيْدِ {ثُمَّ لَتَرَوُنَّهَا} الْمُتَّفَقِ عَلَى فَتْحِ تَائِهِ; لأنَّ الْمَعْنَى فِيهِ أَنَّهُمْ يَرَوْنَهَا أَوَّلاً، ثُمَّ يَرَوْنَهَا بِأَنْفُسِهِمْ). [إتحاف فضلاء البشر: 2/627] (م)
قال علي بن محمد الصفاقسي (ت: 1118هـ): ( {لترون} [6] قرأ الشامي وعلي بضم التاء الفوقية، والباقون بالفتح، ولا خلاف في الفتح في {لترونها} [7] ). [غيث النفع: 1324] (م)
قال د. عبد اللطيف الخطيب (م): ({لَتَرَوُنَّ الْجَحِيمَ (6)}
{لترون}
- قرأ أبو عمرو وابن كثير وعاصم وحمزة ونافع وعليٌ (لترون) بفتح التاء مبنيًّا للفاعل مضارع (رأى).
- وقرأ ابن عامر والكسائي والسلمي عن عليٌّ بن أبي طالب وعكرمة وحميد ومجاهد والأشهب وابن أبي عبلة (لترون) بضم التاء مبنيًّا للمفعول مضارع (أرى)، وهي رواية أبي عبيد عن الكسائي.
- وقرأ أبو عمرو والحسن بخلاف عنهما (لترون) بهمز الواو، استثقلت الضمة على الواو فهمزت.
وذكر ابن خالويه في مختصره أن هذا عند أكثر النحويين لحن.
وقال في الإعراب: (وقد حكي في الشذوذ عن أبي عمرو همزه، وقد سمع الكسائي همزه…).
[معجم القراءات: 10/563]
قال أبو حيان: (همزا الواوين [أي هنا وفي لترونها] استثقلوا الضمة على الواو فهمزوا، كما همزوا في (وقتت)، وكان القياس ألا تهمز؛ لأنها حركة عارضة لالتقاء الساكنين، فلا يعتد بها، لكنها لما تمكنت من الكلمة، بحيث لا تزول أشبهت الحركة الأصلية فهمزوا…).
وقال الزمخشري: (وقرئ: لترؤن، بالهمز، وهي مستكرهة، فإن قلت: لم استكرهت والواو المضمومة قبلها همزة قياس مطرد؟ قلت: ذاك في الواو التي ضمتها لازمة، وهذه عارضة لالتقاء الساكنين) ). [معجم القراءات: 10/564]
قوله تعالى: {ثُمَّ لَتَرَوُنَّهَا عَيْنَ الْيَقِينِ (7)}
قال أبو بكر أحمد بن موسى ابن مجاهد التميمي البغدادي (ت: 324هـ): (1 - قَوْله {لترون الْجَحِيم} 6 {ثمَّ لترونها} 7
قَرَأَ ابْن عَامر والكسائي {لترون} مَضْمُومَة التَّاء {ثمَّ لترونها} مَفْتُوحَة التَّاء
وَقَرَأَ الْبَاقُونَ {لترون} {ثمَّ لترونها} مفتوحتين جَمِيعًا). [السبعة في القراءات: 695] (م)
قال أبو الفضل محمد بن جعفر الخزاعي الجرجاني (ت: 408هـ): ( (لترونها) [التكاثر: 7]: بالضم حمصي). [المنتهى: 2/1045]
قال مكي بن أبي طالب القَيْسِي (ت: 437هـ): (قرأ الكسائي وابن عامر (لترون) بضم التاء، وقرأ الباقون بالفتح، وكلهم فتحوا (ثم لترونها) ). [التبصرة: 389] (م)
قال أبو عمرو عثمان بن سعيد الداني (ت: 444هـ): (قرأ ابن عامر، والكسائي: {لترون} (6): بضم التاء.
والباقون: بفتحها.
ولا خلاف في فتح تاء الثاني: {ثم لترونها} (7) ). [التيسير في القراءات السبع: 531] (م)
- قال محمد بن محمد بن محمد بن علي ابن الجزري (ت: 833هـ) :(قرأ ابن عامر والكسائيّ: (لترون) بضم التّاء، والباقون بفتحها ولا خلاف في قوله: (ثمّ لترونها) ). [تحبير التيسير: 617] (م)
قال أبو القاسم يوسف بن علي بن جبارة الهذلي المغربي (ت: 465هـ): ((ثُمَّ لَتَرَوُنَّهَا) بضم التاء، وهو الاختيار؛ لما ذكرت وهمزة عباس طريق الرومي). [الكامل في القراءات العشر: 662] قال القاسم بن فيرُّه بن خلف الشاطبي (ت: 590هـ): (1117 - وَتَا تَرَوُنَّ اضْمُمْ في الأُولَى كَمَا رَسَا = .... .... .... .... ....). [الشاطبية: 89] (م)
- قال علم الدين علي بن محمد السخاوي (ت: 643هـ): ([1117] وتا ترون اضمم في الاولى (كـ)ـما (ر)سا = وجمع بالتشديد (شـ)ـافيه (كـ)ـملا
{لترون الجحيم}، من أراه، وهو مبني للمفعول؛ وأصله: لترأيون مثل: تُضربون، فألقيت حركة الهمزة على الراء، وحذفت الهمزة، فصار: لتريون، فانقلبت الياء ألفا لتحركها وانفتاح ما قبلها، فاجتمع ساكنان: الألف وواو الجمع، فحذفت الألف، فصار: لترون، ثم دخلت النون الثقيلة لتأكيد القسم، فوجب بناء الفعل معها، فلزم حذف النون التي هي علامة رفع الفعل، ووجب تحريك الواو لالتقاء الساكنين و لم تحذف، لأنها علامة الجمع وقبلها فتحة.
[فتح الوصيد: 2/1326]
ولو كان قبلها ضمة تدل عليها، للحذفت نحو: {ولا صدنك} و{لتقولن لوليه}. ولم تحذف إذا كان قبلها فتحة، لأنه لا يبقى ما يدل عليها، مثل {اشتروا الضللة}، {ولا تنسوا الفضل}.
وأيضًا، فقد حذفت الألف قبلها، وهي لام الفعل، والهمزة وهي عينه. فلو حذفت الواو، لصار في الكلمة ثلاثة حروف.
وفي قراءة الفتح، الفعل ثلاثي، وهو رأي يرى، فتعدى إلى مفعول واحد). [فتح الوصيد: 2/1327] (م)
- قال محمد بن أحمد الموصلي (شعلة) (ت: 656هـ): (1117- وَتَا تَرَوُنَّ اضْمُمْ في الاولَى كَمَا رَسَا = وَجَمَّعَ بِالتَّشْدِيدِ شَافِيهِ كَمُلاَ
(ح) تا: مَفْعُولُ (اضْمُمْ) أُضِيفَ إِلَى (تَرَوُنَّ)، وَالأُولَى: صِفَةُ مَوْصُوفٍ مَحْذُوفٍ؛ أَيْ: فِي الْكَلِمَةِ الأُولَى، كَمَا رَسَا: نُصِبَ الْمَحَلُّ عَلَى الْمَصْدَرِ؛ أَيْ: مِثْلَ رَسَا رُسُوُّهُ وَثُبُوتُهُ فِي النَّقْلِ، جَمَّعَ: مُبْتَدَأٌ، شَافِيهِ: مُبْتَدَأٌ ثَانٍ، كَمُلا: خَبَرٌ، بِالتَّشْدِيدِ: مُتَعَلِّقٌ بِهِ، وَالْجُمْلَةُ خَبَرُ الأَوَّلِ.
(ص) أَيْ: قَرَأَ ابْنُ عَامِرٍ وَالْكِسَائِيُّ التَّاءَ مِنْ {لَتَرَوُنَّ} الأَوْلَى، يَعْنِي: {لَتَرَوُنَّ الْجَحِيمَ}، فِي (أَلْهَاكُمْ) بِالضَّمِّ عَلَى بِنَاءِ الْمَجْهُولِ، وَالْبَاقُونَ بِالْفَتْحِ عَلَى إِسْنَادِ الْفِعْلِ إِلَى الْفَاعِلِ.
وَقَيَّدَ بِالأُولَى لِيَخْرُجَ {لَتَرَوُنَّهَا} فَإِنَّهُ مُجْمَعٌ عَلَى الْفَتْحِ فيه). [كنز المعاني: 2/728] (م)
- قال أبو شامة عبد الرحمن بن إسماعيل الدمشقي (ت: 665هـ): (1117- [وَتَا تَرَوُنَّ اضْمُمْ في الأُولَى (كَـ)ـمَا (رَ)سَا،... وَجَمَّعَ بِالتَّشْدِيدِ (شَـ)ـافِيهِ (كَـ)ـلاَ
يَعْنِي {لَتَرَوُنَّ الْجَحِيمَ} فالضَمُّ من أُرِيَ والفَتْحُ من رَآى ولا خِلافَ في فَتْحِ الثَّانِي وهو {لتَرَوُنَّها} ). [إبراز المعاني من حرز الأماني: 4/267] (م)
- قال عبد الفتاح بن عبد الغني بن محمد القاضي (ت: 1403هـ): (1117- وَتَا تَرَوُنَّ اضْمُمْ في الاولَى كَمَا رَسَا = .... .... .... ....
قَرَأَ أَبُو عَامِرٍ وَالْكِسَائِيُّ: (لَتُرَوُنَّ الْجَحِيمَ) بِضَمِّ التَّاءِ وَقَرَأَ غَيْرُهُمَا بِفَتْحِهَا وَقَيَّدَ النَّاظِمُ مَوْضِعَ الْخِلافِ بِالْكَلِمَةِ الأُولَى احْتِرَازًا مِنَ الْكَلِمَةِ الثَّانِيَةِ وَهِيَ: {ثُمَّ لَتَرَوُنَّهَا} فَقَدِ اتَّفَقَ الْقُرَّاءُ عَلَى قِرَاءَتِهَا بِفَتْحِ التَّاءِ). [الوافي في شرح الشاطبية: 381] (م)
قال محمد بن محمد بن محمد بن علي ابن الجزري (ت: 833هـ): (واتَّفَقُوا على فتحِ التاءِ في الثانيةِ، وهو قولُه تعالى: {ثُمَّ لَتَرَوُنَّهَا عَيْنَ الْيَقِينِ} [التكاثر:7]؛ لأن المعنَى فيه: أنهم يُرَوْنَهَا - أي: تُرِيهِمُ أوَّلاً الملائكةُ أو مَن شاءَ - ثُمَّ يَرَوْنَهَا بأنفسِهم؛ ولهذا قالَ الكِسائِيُّ: إنكَ لَتُرَى أولاً ثُمَّ تَرَى. واللَّهُ أَعْلَمُ). [النشر في القراءات العشر: 2/403]
- قال محب الدين محمد بن محمد بن محمد النُّوَيْري (ت: 857هـ): (واتفقوا على فتح لترونّها عين اليقين [7]؛ لأن المعنى فيه أنهم يرونها أي: يريهم
[شرح طيبة النشر للنويري: 2/623]
أولا الملائكة أو من شاء، ثم يرونها بأنفسهم؛ ولهذا قال الكسائي: إنك لترى أولا ثم ترى، [والله أعلم] ). [شرح طيبة النشر للنويري: 2/624]
قال أحمد بن محمد بن البناء الدمياطي (ت: 1117هـ): (وَعَنِ الْحَسَنِ (لَتَرَؤُنَّ.... ثُمَّ لَتَرَؤُنَّهَا) بِهَمْزَةِ الْوَاوَيْنِ، اسْتَثْقَلَ اَلضَّمَّةَ عَلَى الْوَاوِ، فَهَمَزَ كَمَا هَمَزَ أُقِّتَتْ. وَالْبَاقُونَ بِفَتْحِ اَلتَّاءِ مَبْنِيًّا لِلْفَاعِلِ، مُضَارِعِ "رَأَى"، وَخَرَجَ بِالْقَيْدِ {ثُمَّ لَتَرَوُنَّهَا} الْمُتَّفَقِ عَلَى فَتْحِ تَائِهِ; لأنَّ الْمَعْنَى فِيهِ أَنَّهُمْ يَرَوْنَهَا أَوَّلاً، ثُمَّ يَرَوْنَهَا بِأَنْفُسِهِمْ). [إتحاف فضلاء البشر: 2/627] (م)
قال علي بن محمد الصفاقسي (ت: 1118هـ): ( {لترون} [6] قرأ الشامي وعلي بضم التاء الفوقية، والباقون بالفتح، ولا خلاف في الفتح في {لترونها} [7] ). [غيث النفع: 1324] (م)
قال د. عبد اللطيف الخطيب (م): ({ثُمَّ لَتَرَوُنَّهَا عَيْنَ الْيَقِينِ (7)}
{لَتَرَوُنَّهَا}
- قرأ أبو عمرو وابن كثير وعاصم وحمزة والكسائي وابن عامر ونافع والسلمي عن علي بن أبي طالب (لترونها) بفتح التاء.
- وقرأ عليٌّ ومجاهد والأشهب وابن أبي عبلة والوليد بن مسلم عن ابن عامر وحماد بن سلمة والخليل كلاهما عن ابن كثير، وابن مجالد والضحاك وابن عمر وكلهم عن عاصم وكذا رواية أبي بكر وابن عقيل وابن حبيب وأبان عنه، ومحبوب عن أبي عمرو، وأبو بحرية (لترونها) بضم التاء.
[معجم القراءات: 10/564]
وقال ابن طاهر: (لا خلاف في (لترونها) أن التاء مفتوحة فيه)، وذهب إلى مثل هذا ابن مهران ومكي في التبصرة، وفي الكشف اقتصر على الفعل الأول، وفي النشر (اتفقوا على فتح التاء في الثانية).
وقال ابن غلبون: (لا خلاف في قوله: (ثم لترونها) أنه بفتح التاء).
- وقرأ الحسن وأبو عمرو بخلاف عنهما (لترؤنها) بهمز الواو.
وذكرت العلة فيما تقدم في (لترؤن)، وهي مروية عنهما). [معجم القراءات: 10/565]
قوله تعالى: {ثُمَّ لَتُسْأَلُنَّ يَوْمَئِذٍ عَنِ النَّعِيمِ (8)}
قال د. عبد اللطيف الخطيب (م): ({ثُمَّ لَتُسْأَلُنَّ يَوْمَئِذٍ عَنِ النَّعِيمِ (8)}
{لَتُسْأَلُنَّ}
- قراءة الجماعة (لتسألن).
- وقرئ (لتساءلن) بفتح السين وألف، بعدها همزة على تفاعلن من قولك: (ساءلته) وضبط المحقق النص على ما يلي: (لتسآلن) من قولك: (سآلته) كذا! وهو غير الصواب). [معجم القراءات: 10/565]
روابط مهمة:
- أقوال المفسرين