سورة الأنعام
[ من الآية (31) إلى الآية (34) ]
{قَدْ خَسِرَ الَّذِينَ كَذَّبُوا بِلِقَاءِ اللَّهِ حَتَّى إِذَا جَاءَتْهُمُ السَّاعَةُ بَغْتَةً قَالُوا يَا حَسْرَتَنَا عَلَى مَا فَرَّطْنَا فِيهَا وَهُمْ يَحْمِلُونَ أَوْزَارَهُمْ عَلَى ظُهُورِهِمْ أَلَا سَاءَ مَا يَزِرُونَ (31) وَمَا الْحَيَاةُ الدُّنْيَا إِلَّا لَعِبٌ وَلَهْوٌ وَلَلدَّارُ الْآَخِرَةُ خَيْرٌ لِلَّذِينَ يَتَّقُونَ أَفَلَا تَعْقِلُونَ (32) قَدْ نَعْلَمُ إِنَّهُ لَيَحْزُنُكَ الَّذِي يَقُولُونَ فَإِنَّهُمْ لَا يُكَذِّبُونَكَ وَلَكِنَّ الظَّالِمِينَ بِآَيَاتِ اللَّهِ يَجْحَدُونَ (33) وَلَقَدْ كُذِّبَتْ رُسُلٌ مِنْ قَبْلِكَ فَصَبَرُوا عَلَى مَا كُذِّبُوا وَأُوذُوا حَتَّى أَتَاهُمْ نَصْرُنَا وَلَا مُبَدِّلَ لِكَلِمَاتِ اللَّهِ وَلَقَدْ جَاءَكَ مِنْ نَبَإِ الْمُرْسَلِينَ (34)}
قوله تعالى: {قَدْ خَسِرَ الَّذِينَ كَذَّبُوا بِلِقَاءِ اللَّهِ حَتَّى إِذَا جَاءَتْهُمُ السَّاعَةُ بَغْتَةً قَالُوا يَا حَسْرَتَنَا عَلَى مَا فَرَّطْنَا فِيهَا وَهُمْ يَحْمِلُونَ أَوْزَارَهُمْ عَلَى ظُهُورِهِمْ أَلَا سَاءَ مَا يَزِرُونَ (31)}
قوله تعالى: {وَمَا الْحَيَاةُ الدُّنْيَا إِلَّا لَعِبٌ وَلَهْوٌ وَلَلدَّارُ الْآَخِرَةُ خَيْرٌ لِلَّذِينَ يَتَّقُونَ أَفَلَا تَعْقِلُونَ (32)}
قال أبو منصور محمد بن أحمد الأزهري (ت: 370هـ): (وقوله جلّ وعزّ: (للّذين يتّقون أفلا تعقلون (32)
ونظائره في الأعراف، ويوسف والقصص ويس.
قرأ ابن كثير وحمزة والكسائي في القصص بالتاء، والباقي بالياء.
وقرأ أبو عمرو خمسهن بالياء، وهما سيّان، وقد خيّر أبو عمرو في القصص فقال: إن شئت بالتاء، وإن شئت بالياء، وقال: وهما سيّان.
وقرأهن نافع وابن عامر كلهن بالتاء، وتابعهما حفص إلا في يس
[معاني القراءات وعللها: 1/350]
فإنه قرأ (يعقلون) بالياء، وقرأ أبو بكر في رواية الأعشى عنه في القصص بالتاء، والباقي بالياء مثل حمزة، وفي رواية يحيى عنه في يوسف وفي القصص بالتاء، والباقي بالياء.
وقرأ الأصم في الأنعام والقصص ويس (أفلا تعقلون) بالتاء، والباقي بالياء.
قال أبو منصور: من قرأ بالتاء فللمخاطب، ومن قرأ بالياء فللغيبة). [معاني القراءات وعللها: 1/351]
قال أبو منصور محمد بن أحمد الأزهري (ت: 370هـ): (وقوله جلّ وعزّ: (ولدار الآخرة خيرٌ (32)
قرأ ابن عامر وحده: (ولدار الآخرة خيرٌ) بلام واحد، وخفض الآخرة، وقرأ الباقون: (وللدّار الآخرة خيرٌ) بلامين، (الآخرة) رفع.
قال أبو منصور: من قرأ (وللدّار الآخرة) فالآخرة نعت للدار، وهي أجود القراءتين، ومن قرأ (ولدار الآخرة) فإنه أضاف الدار إلى الآخرة.
والعرب تضيف الشيء إلى نعته، كقول الله: (وحبّ الحصيد)،
[معاني القراءات وعللها: 1/351]
وكقوله: (وذلك دين القيّمة)، وكل ذلك فصيحٌ جيد). [معاني القراءات وعللها: 1/352]
قال أبو عبد الله الحسين بن أحمد ابن خالويه الهمَذاني (ت: 370هـ): (6- وقوله تعالى: {وللدار الآخرة} [32].
قرأ ابن عامر بحذف لامه الأولى {والآخرة} بالخفض والباقون بإثبات اللام و{الآخرة} بالرفع). [إعراب القراءات السبع وعللها: 1/155]
قال أبو عبد الله الحسين بن أحمد ابن خالويه الهمَذاني (ت: 370هـ): (7- وقوله تعالى: {للذين يتقون أفلا تعقلون} [32].
اختلفوا في خمس (؟ كذا) مواضع، في (الأنعام) و(الأعراف) و(يوسف) و(القصص) و(يس) فقرأهن كلهن نافع بالتاء إلا في سورة (يوسف). وروى [عن] حفص كل ذلك بالتاء إلا في (يس).
وقرأ ابن عامر وعاصم كل ذلك بالتاء إلا هشامًا في (يس) وقرأ الباقون كل ذلك بالياء إلا في (القصص) غير أنا أبا عمرو كان يخير في التاء والياء في (القصص) كما خير في (آل عمران). فمن قرأ بالتاء فالتقدير: قل يا محمد {أفلا تعقلون} يا كفرة، ومن قرأ بالياء فالله تعالى يخبر عنهم أنهم لا يعقلون). [إعراب القراءات السبع وعللها: 1/155]
قال أبو علي الحسن بن أحمد بن عبد الغفار الفارسيّ (ت: 377هـ): (اختلفوا في الياء والتاء من قوله: تتقون أفلا تعقلون [الأنعام/ 32] في خمسة مواضع في الأنعام والأعراف [169] ويوسف [109]، ويس [68]، والقصص [60].
فقرأ ابن كثير وأبو عمرو وحمزة والكسائي بالياء في أربعة مواضع وفي القصص بالتاء.
وقرأ نافع ذلك كلّه بالتاء.
وقرأ عاصم في رواية حفص ذلك بالتاء إلّا قوله في يس:
في الخلق أفلا يعقلون [الآية/ 68] بالياء.
وروى أبو بكر بن عياش: ذلك كلّه بالياء إلّا قوله في يوسف أفلا تعقلون فإنّه قرأه بالتاء وفي القصص أيضا: بالتاء.
وقرأ ابن عامر واحدا بالياء، وسائر ذلك بالتاء، وهو قوله في يس: ننكسه في الخلق أفلا يعقلون وكلّهم قرأ في القصص بالتاء إلّا أبا عمرو فإنّه يقرأ بالتاء والياء.
[الحجة للقراء السبعة: 3/295]
[قال أبو علي] العقل والحجا والنّهى كلم مختلفة الألفاظ متقاربة المعاني، قال الأصمعي: بالدّهناء خبراء، فالدهناء يقال لها: معقلة، قال: [أبو علي] ونراها سمّيت
معقلة لأنّها تمسك الماء، كما يمسك الدواء البطن، فالعقل: الإمساك، عن القبيح، وقصر النفس وحبسها على الحسن. والحج أيضا:
احتباس وتمكّث، قال:
فهنّ يعكفن به إذا حجا روى محمد بن السري، وأنشد الأصمعي:
حيث تحجّى مطرق بالفالق تحجّى: أقام، فكأنّ الحجا مصدر كالشبع. ومن هذا الباب، الحجيّا: للّغز، لتمكّث الّذي يلقى عليه حتى يستخرجها.
قال أبو زيد: حج حجيّاك فالحجيّا جاءت مصغّرة كالثّريّا، والحديّا، ويشبه أن يكون ما حكاه أبو زيد من قولهم: حج
[الحجة للقراء السبعة: 3/296]
حجيّاك، على القلب، تقديره: فع، وحذف اللام المقلوبة إلى موضع العين. وهذا يدلّ على أنّ الكلمة لامها واو. وكذلك النهى لا يخلو من أن يكون مصدرا كالهدى، أو جمعا كالظلم، وقوله تعالى: لأولي النهى [طه/ 128] يقوّي أنّه جمع لإضافة الجمع إليه، وإن كان المصدر يجوز أن يكون مفردا في موضع الجمع وهو في المعنى ثبات وحبس. ومنه النهي والنهي والتنهية: للمكان الذي ينتهي إليه الماء فيستنقع فيه لتسفّله، ويمنعه ارتفاع ما حوله من أن يسيح ويذهب على وجه الأرض.
ووجه القراءة بالياء في قوله: وللدار الآخرة خير للذين يتقون أفلا يعقلون أنه قد تقدّم ذكر الغيبة وهو قوله: للذين يتقون والمعنى: أفلا يعقل الذين يتّقون أنّ الدار الآخرة خير لهم من هذه الدار [فيعملوا لما ينالون] به الدرجة الرفيعة [والنعم الدائمة] فلا يفترون في طلب ما يوصل إلى ذلك.
وفي الأعراف: وإن يأتهم عرض مثله يأخذوه ألم يؤخذ عليهم ميثاق الكتاب أن لا يقولوا على الله إلا الحق ودرسوا ما فيه والدار الآخرة خير للذين يتقون أفلا يعقلون [الآية/ 169] [أفلا
[الحجة للقراء السبعة: 3/297]
يعقل] هؤلاء الذين ارتكبوا المحارم في أخذ عرض هذا الأدنى، وأخذ مثله مع أنّهم أخذ الميثاق عليهم في كتابهم، ومعرفتهم له بدرسهم ما في كتابهم أن لا يقولوا على الله إلّا الحقّ، فلا يستحلوا ما حرّم عليهم من تناول أموال غيرهم المحظورة عليهم، وفي يوسف: أفلم يسيروا في الأرض فينظروا كيف كان عاقبة الذين من قبلهم ولدار الآخرة خير للذين اتقوا أفلا تعقلون [الآية/ 109]، محمول على الغيبة التي قبله في قوله: أفلم يسيروا في الأرض أي: أفلا يعقلون أنّ من تقدّمك من الرسل كانوا رجالا، ولم يكونوا ملائكة، فلا يقترحوا إنزال الملائكة في قولهم: وقالوا لولا أنزل عليه ملك [الأنعام/ 8] وقولهم: لولا أنزل علينا الملائكة [الفرقان/ 21] وليعتبروا بما فيه عاقبة من كان قبلهم فيما نزل من ضروب العذاب.
ووجه القراءة في القصص بالتاء، أن قبله خطابا، وهو قوله تعالى: وما أوتيتم من شيء فمتاع الحياة الدنيا وزينتها وما عند الله خير وأبقى أفلا تعقلون [القصص/ 60] [أي أفلا
[الحجة للقراء السبعة: 3/298]
تعقلون] فتعملوا بما تستحقون به المنزلة في التي هي خير وأبقى، ولا تركنوا إلى العاجلة التي تفنى ولا تبقى.
وقراءة نافع ذلك كلّه بالتاء، أنّه يصلح أن يوجّه الخطاب في ذلك كلّه إلى الذين خوطبوا بذلك، ويجوز أن يراد الغيب والمخاطبون، فيغلّب الخطاب، وهكذا وجه رواية حفص عن عاصم في قراءته ذلك كلّه بالتاء، وقراءته في يس* بالياء أفلا يعقلون [الآية/ 68]. وجهه أن يحمله على أنّ فاعل يعقلون من تقدّم ذكره من الغيب في قوله: ومن نعمره ننكسه في الخلق [يس/ 68] أفلا يعقل من نعمره أنّه يصير إلى حالة لا يقدر فيها.
أن يعمل ما يعمله قبل الضعف للسن، فيقدّم قبل ذلك من القرب والأعمال الصالحة ما يرفع له، ويدّخر، ويجازى عليه الجزاء الأوفى.؟.
ورواية أبي بكر بن عياش ذلك كلّه بالياء، إلّا قوله في يوسف أفلا تعقلون [الآية/ 109] أي: أفلا تعقلون أيها
[الحجة للقراء السبعة: 3/299]
المخاطبون أن ذلك خير؟ أو على: قل لهم: أفلا تعقلون؟ وفي القصص أيضا بالتاء، فهذا لأنّ قبله خطابا، وقد تقدّم ذكر ذلك.
وقراءة ابن عامر من ذلك واحدا بالياء، وسائر ذلك بالتاء، فوجه التاء قد ذكر.
وأما وجه الياء في قوله: أفلا يعقلون فللغيبة التي قبل، وهو قوله: ومن نعمره ننكسه في الخلق [يس/ 68]، وجاء يعقلون على معنى من، لأنّ معناها الكثرة، وجاء في قوله:
نعمره وننكسه على لفظ من*، ولو جاء على معناها لكان حسنا أيضا، ومثل ذلك في المعنى قوله: ومنكم من يرد إلى أرذل العمر [النحل/ 70]، وقوله: لقد خلقنا الإنسان في أحسن تقويم، ثم رددناه أسفل سافلين [التين/ 5].
وقراءة أبي عمرو في القصص بالياء والتاء وتخييره في ذلك، فوجه التاء أبين للخطاب الذي قبله، وهو قوله: وما أوتيتم..
أفلا تعقلون والياء على قوله: أفلا يعقل المميّزون ذلك؟ أراد:
أفلا يعقل المخاطبون بذلك أنّ هذا هكذا). [الحجة للقراء السبعة: 3/300]
قال أبو علي الحسن بن أحمد بن عبد الغفار الفارسيّ (ت: 377هـ): (قال: وكلهم قرأ وللدار الآخرة [الأنعام/ 32] بلامين ورفع الآخرة غير ابن عامر فإنّه قرأ: ولدار الآخرة بلام واحدة وخفض الآخرة.
الحجة لقراءتهم قوله: وإن الدار الآخرة لهي الحيوان
[الحجة للقراء السبعة: 3/300]
[العنكبوت/ 64]، وقوله: تلك الدار الآخرة [القصص/ 83]، فالآخرة صفة للدار، وإذا كانت صفة لها وجب أن يجرى عليها في الإعراب، ولا يضاف إليها.
والدّليل على كونها صفة للدّار قوله: وللآخرة خير لك من الأولى [الضحى/ 4] فقد علمت بإقامتها مقامها أنّها هي، وليس غيرها، فيستقيم أن يضاف إليها. ووجه قول ابن عامر أنّه لم يجعل الآخرة صفة للدار، ولكنّه أضاف الآخرة إلى الدار، فلا تكون الآخرة على هذا صفة للدار، لأنّ الشيء لا يضاف إلى نفسه، ولكنّه جعلها صفة للساعة، فكأنّه قال: ولدار الساعة الآخرة، وجاز وصف الساعة بالآخرة، كما وصف اليوم بالآخر في قوله: وارجوا اليوم الآخر [العنكبوت/ 36] وحسن إضافة الدار إلى الآخرة ولم يقبح من حيث استقبحت إقامة الصفة مقام الموصوف لأنّ الآخرة صارت كالأبطح والأبرق، ألا ترى أنّه قد جاء: وللآخرة خير لك من الأولى؟ فاستعملت استعمال الأسماء، ولم تكن مثل الصفات التي لم تستعمل استعمال الأسماء، ومثل الآخرة في أنّها استعملت استعمال الأسماء قولهم:
الدنيا لمّا استعملت استعمال الأسماء حسن أن لا تلحق لام
[الحجة للقراء السبعة: 3/301]
التعريف في نحو قوله:
في سعي دنيا طال ما قد مدّت). [الحجة للقراء السبعة: 3/302]
قال أبو زرعة عبد الرحمن بن محمد ابن زنجلة (ت: 403هـ) : ({وللدار الآخرة خير للّذين يتّقون أفلا تعقلون} 32
قرأ ابن عامر {ولدار الآخرة} بلام واحدة {الآخرة} جر وحجته في ذلك إجماع الجمي على قوله في سورة يوسف {كيف كان عاقبة الّذين من قبلهم ولدار الآخرة} بلام واحدة فرد ابن عامر ما اختلفوا فيه إلى ما أجمعوا عليه
وقرأ الباقون {وللدار الآخرة} بلامين الآخرة رفع نعت وحجتهم ما في سورة الأعراف {والدّار الآخرة خير للّذين يتّقون}
قرأ نافع وابن عامر وحفص {أفلا تعقلون} بالتّاء أي قل لهم أفلا تعقلون
وقرأ الباقون بالياء وحجتهم أن صدر الآية خبر). [حجة القراءات: 246]
قال مكي بن أبي طالب القَيْسِي (ت: 437هـ): (11- قوله: {أفلا تعقلون} قرأ نافع وابن عامر وحفص بالتاء، ومثله في الأعراف ويوسف، غير أن أبا بكر يكون معهم في يوسف على التاء، وخير أبو عمرو في التاء والياء في سورة القصص، والأشهر عنه الياء، وقرأ نافع وابن ذكوان {أفلا تعقلون} في يس بالتاء، وقرأ الباقون بالياء في ذلك كله.
وحجة من قرأ بالياء أنه رده على ما قبله، من لفظ الغيبة، في قوله: {خير للذين يتقون}، وكذلك في الأعراف، ردوه على «يتقون» أيضًا، وكذلك في يوسف، ردوه على قوله: {فينظروا كيف كان عاقبة الذين من قبلهم} «109».
12- وحجة من قرأ بالتاء أنه جعله خطابًا للذين أخبر عنهم بما قبله). [الكشف عن وجوه القراءات السبع: 1/429]
قال مكي بن أبي طالب القَيْسِي (ت: 437هـ): (13- قوله: {وللدار الآخرة} قرأه ابن عامر بلام واحدة، وحفص «الآخرة»، وقرأ الباقون بلامين، ورفع «الآخرة».
وحجة من قرأ بلامين أنه أدخل لام الابتداء على الدال، ورفع «الدار» بالابتداء وجعل «الآخرة» نعتًا لها، والخبر {خير للذين} كما قال: {وإن الدار الآخرة لهي الحيوان} «العنكبوت 64» وقال: {تلك الدار الآخرة} «القصص 83» فأنّث «الآخرة» صفة لـ «الدار» فيهما، ولما كانت «الآخرة» صفة
[الكشف عن وجوه القراءات السبع: 1/429]
لم يصح أن تضيف الموصوف إليها، وقد اتسع في هذه الصفة فأقيمت مقام الموصوف، كما أقيمت الأولى مقام الموصوف، قال الله تعالى ذكره: {وللآخرة خير لك من الأولى} «الضحى 4» وهو الاختيار لإجماع القراء عليه ولصحة معناه في الصفة، والتعريف لـ «الدار».
14- وحجة من قرأ بلام واحدة أنه لم يجعل «الآخرة» صفة لـ «الدار» فأضاف «الدار» إليها، فلم يمكن دخول الألف واللام عليها للإضافة، و«الآخرة» في الأصل صفة للساعة، كأنه قال، ولدار الساعة الآخرة، فوصف الساعة بالآخرة، كما وصف اليوم بالآخر، في قوله: {وارجوا اليوم الآخر} «العنكبوت 36» لكن توسع فيها فاستعملت استعمال الأسماء، فجازت الإضافة إليها كما فعلوا ذلك في «الدنيا»، وأصلها الصفة من «الدنو»، وقد تقدم ذكر «ليحزنك» وبابه وعلته). [الكشف عن وجوه القراءات السبع: 1/430]
قال نصر بن علي بن أبي مريم (ت: بعد 565هـ) : (7- {وَلَدَّارُ الْآخِرَةُ} [آية/ 32] بلام واحدة، وجر {الْآخِرَةُ}:-
قرأها ابن عامر وحده.
[الموضح: 464]
والوجه أنه جعل الدار مضافة إلى الآخرة، وليس الآخرة صفة للدار، فإن الشيء لا يضاف إلى نفسه، ولكن في {الْآخِرَةُ} صفة موصوف محذوف، والتقدير دار الساعة الآخرة.
وقرأ الباقون {وَلَلدَّارُ} بلامين في {الْآخِرَةُ} رفع.
والوجه أن {الْآخِرَةُ} صفة للدار، كما قال تعالى {وَإِنَّ الدَّارَ الْآخِرَةَ لَهِيَ الْحَيَوَانُ} و{تِلْكَ الدَّارُ الْآخِرَةُ نَجْعَلُهَا} فالآخرة صفة للدار، وإذا كانت صفة لها كانت تابعة لها في الإعراب، ولا تكون مضافا إليها، واللام الأولى من {لَلدَّارُ} هي لام الابتداء دخلت على لام التعريف). [الموضح: 465]
قال نصر بن علي بن أبي مريم (ت: بعد 565هـ) : (8- {أَفَلا تَعْقِلُونَ} [آية/ 32] بالتاء:-
قرأها نافع وابن عامر ويعقوب، وكذلك في الأعراف ويوسف والقصص ويس.
وقرأ ابن كثير وحمزة والكسائي في القصص بالتاء، والباقي بالياء.
وقرأ عاصم -ياش- بالتاء في يوسف والقصص.
[الموضح: 465]
ووجه التاء أنها على خطاب الذين خوطبوا، أي أفلا تعقلون أيها المخاطبون؟.
ويجوز أن يكون على تقدير: قل لهم أفلا تعقلون؟.
ويجوز أن يكون المراد به الغائبون والحاضرون، فغلب الخطاب.
وقرأ أبو عمرو بالياء في الجميع.
والوجه أنه قد تقدم ذكر الغيبة، وهو قوله {لِلَّذِينَ يَتَّقُونَ}، والمعنى: أفلا يعقل الذين يتقون أن الدار الآخرة خير لهم من هذه الدار فيعملوا لها). [الموضح: 466]
قوله تعالى: {قَدْ نَعْلَمُ إِنَّهُ لَيَحْزُنُكَ الَّذِي يَقُولُونَ فَإِنَّهُمْ لَا يُكَذِّبُونَكَ وَلَكِنَّ الظَّالِمِينَ بِآَيَاتِ اللَّهِ يَجْحَدُونَ (33)}
قال أبو منصور محمد بن أحمد الأزهري (ت: 370هـ): (وقوله جلّ وعزّ: (فإنّهم لا يكذّبونك... (33)
قرأ نافع، والأعشى عن أبي بكر، والكسائي (فإنّهم لا يكذبونك) خفيفا. وشدد الباقون.
قال أبو منصور: من قرأ (لا يكذبونك) مخففا فمعناه: لا يقدرون أن يقولوا لك فيما أنبأت به مما في كتبهم: كذبت؛ لأن معنى: أكذبت الرجل: أريت أن ما أتى به كذب.
ومن قرأ (لا يكذّبونك) بالتشديد، فمعناه: لا يقولون لك: كذبت، يقال: كذبت الرجل، إذا نسبته إلى الكذب، وأكذبته، أي: وجدته كذابًا). [معاني القراءات وعللها: 1/352]
قال أبو عبد الله الحسين بن أحمد ابن خالويه الهمَذاني (ت: 370هـ): (8- وقوله تعالى: {فإنهم لا يكذبوك} [33].
قرأ نافع والكسائي {لا يكذبونك} بالتخفيف.
وقرأ الباقون بالتشديد {يكذبونك}.
فمن شدد فمعناه: إنهم يكذبونه في نفسه، ومن خفف فالتقدير: غنهم لا يصيبونك كاذبًا؛ لأن المشركين ما شكوا في صدق النبي صلى الله عليه وسلم قالوا: نكذب بما جئت به). [إعراب القراءات السبع وعللها: 1/155]
قال أبو عبد الله الحسين بن أحمد ابن خالويه الهمَذاني (ت: 370هـ): (9- وقوله تعالى: {إنه ليحزنك الذي يقولون} [33].
قرأ نافع وحده {يحزنك} بالضم. [وكسر الزاي}.
وقرأ الباقون بالفتح، وهو الاختيار واللغة الفصيحة لقولهم: محزون ولا يقال محزن؛ لأن من قال: أحزنت فلانًا وجب أن يكون الفاعل محزنًا والمفعول محزنًا، والاختيار حزنني الأمر، أنشدني ابن عرفة رضي الله عنه:
لا تحزنيني بالفراق فإنني = لا تستهل من الفراق شؤوني). [إعراب القراءات السبع وعللها: 1/156]
قال أبو علي الحسن بن أحمد بن عبد الغفار الفارسيّ (ت: 377هـ): (اختلفوا في التخفيف والتشديد من قوله تعالى: فإنهم لا يكذبونك [الأنعام/ 33].
فقرأ ابن كثير وأبو عمرو وحمزة وعاصم وابن عامر: فإنهم لا يكذبونك مشدّدة.
وقرأ نافع والكسائيّ يكذبونك خفيفة.
يجوز أن يكون المعنى في من ثقّل فقال: يكذبونك: قلت له: كذبت، مثل: زنّيته وفسّقته، نسبته إلى الزّنا والفسق، وفعّلت في هذا المعنى قد جاء في غير شيء نحو: خطّأته أي، نسبته إلى الخطأ، وسقّيته، ورعّيته، قلت له: سقاك الله، ورعاك الله، وقد جاء في هذا المعنى «أفعلته» قالوا: أسقيته، قلت له: سقاك الله، قال:
وأسقيه حتّى كاد ممّا أبثّه... تكلّمني أحجاره وملاعبه
فيجوز على هذا أن يكون معنى القراءتين واحدا، وإن
[الحجة للقراء السبعة: 3/302]
اختلف اللفظان، إلّا أنّ: فعّلت إذا أراد أن ينسبه إلى أمر أكثر من أفعلت. ويؤكّد أن القراءتين بمعنى، أنّهم قالوا: قلّلت وكثّرت، وأقللت وأكثرت بمعنى، حكاه سيبويه.
ومعنى لا يكذبونك: لا يقدرون أن ينسبوك إلى الكذب فيما أخبرت به ممّا جاء في كتبهم.
ويجوز لا يكذبونك لا يصادفونك كاذبا، كما تقول:
أحمدته، إذا أصبته محمودا، لأنّهم يعرفونك بالصّدق والأمانة، ولذلك سمي الأمين قال أبو طالب:
إنّ ابن آمنة الأمين محمّدا ولكن الظالمين بآيات الله يجحدون [الأنعام/ 33] أي يجحدون بألسنتهم ما يعلمونه يقينا لعنادهم، وما يؤثرونه من ترك الانقياد للحقّ، وقد قال في صفة قوم وجحدوا بها واستيقنتها أنفسهم ظلما وعلوا [النمل/ 14]، ويدلّ على أنّ يكذبونك في قول من خفّف [ينسبونك إلى الكذب] قول الشاعر.
فطائفة قد أكفرتني بحبّكم... وطائفة قالوا مسيء ومذنب
[الحجة للقراء السبعة: 3/303]
أي: قد نسبتني إلى الكفر.
قال أحمد بن يحيى: كان الكسائيّ يحكي عن العرب:
أكذبت الرجل، إذا أخبرت أنّه جاء بكذب، وكذّبته: إذا أخبرت أنّه كذّاب، فقوله: أكذبته: إذا أخبرت أنّه جاء بكذب كقولهم:
أكفرته، إذا نسبوه إلى الكفر، وكذّبته: أخبرت أنّه كذاب، مثل:
فسّقته، إذا أخبرت أنّه فاسق). [الحجة للقراء السبعة: 3/304]
قال أبو علي الحسن بن أحمد بن عبد الغفار الفارسيّ (ت: 377هـ): (قرأ نافع وحده: قد نعلم أنه ليحزنك الذي يقولون [الأنعام/ 33] بضم الياء وكسر الزاي.
وقرأ الباقون ليحزنك بفتح الياء وضمّ الزاي.
يقال: حزن يحزن حزنا وحزنا، قال: ولا تحزن عليهم [النمل/ 70]، ولا خوف عليهم ولا هم يحزنون [البقرة/ 62].
قال سيبويه: قالوا: حزن الرجل وحزنته، قال: وزعم الخليل أنّك حيث قلت حزنته لم ترد أن تقول: جعلته حزينا، كما أنّك حيث قلت: أدخلته، أردت جعلته داخلا، ولكنّك أردت أن تقول: جعلت فيه حزنا، كما قلت: كحلته، جعلت فيه كحلا.
ودهنته، جعلت فيه دهنا، ولم ترد بفعلته هاهنا. تغيير قوله:
حزن، ولو أردت ذلك لقلت: أحزنته.
ومثل ذلك شتر الرجل وشترت عينه، فإذا أردت تغيير شتر
[الحجة للقراء السبعة: 3/304]
الرجل، قلت: أشترت، كما تقول: فزع وأفزعته. انتهى كلام سيبويه.
فعل وفعلته جاء في حروف، واستعمال حزنته أكثر من أحزنته، فإلى كثرة الاستعمال ذهب عامة القراء.
وقال: إني ليحزنني أن تذهبوا به [يوسف/ 13] وحجّة نافع: أنّه أراد تغيير حزن فنقله بالهمز.
وقال الخليل: إذا أردت تغيير حزن قلت: أحزنته، فدلّ هذا من قوله على أنّ أحزنته مستعمل. وإن كان حزنته أكثر في الاستعمال.
ويقوّي قوله: أنّ أبا زيد حكى في كتاب «خبأة»: أحزنني الأمر إحزانا وهو يحزنني، ضمّوا الياء.
وقال سيبويه: قال بعض العرب: أفتنت الرجل، وأحزنته، وأرجعته، وأعورت عينه، أرادوا: جعلته حزينا وفاتنا، فغيّروا ذلك كما فعلوا ذلك بالباب الأوّل). [الحجة للقراء السبعة: 3/305]
قال أبو زرعة عبد الرحمن بن محمد ابن زنجلة (ت: 403هـ) : ({قد نعلم إنّه ليحزنك الّذي يقولون فإنّهم لا يكذبونك ولكن الظّالمين بآيات الله يجحدون}
قرأ نافع {ليحزنك} بضم الياء وكسر الزّاي في جميع القرآن إلّا في سورة الأنبياء فإنّه قرأ {لا يحزنهم} بفتح الياء وضم الزّاي فإن سأل سائل فقال لم خالف أصله الجواب عنه ما ذكره سيبويهٍ أن بين أحزنته وحزنته فرقانا وهو أن أحزنته أدخلته في الحزن وحزنته أوصلت إليه الحزن فقولهم {لا يحزنهم الفزع الأكبر} أي لا يصيبهم أدنى حزن فإذا قلت أحزنته أي أدخلته في الحزن أي أحاط به وما اهتدى إلى هذا الفرقان غير نافع
[حجة القراءات: 246]
قرأ نافع والكسائيّ {فإنّهم لا يكذبونك} بإسكان الكاف وتخفيف الذّال قال الكسائي معنى لا يكذبونك أنهم ليسوا يكذبون قولك فيما سوى ذلك قال والعرب تقول أكذبت الرجل إذا أخبرت أنه جاء بالكذب وكذبته أخبرت أنه كاذب فكان الكسائي يذهب إلى أن الإكذاب يكون في بعض حديث الرجل وأخباره الّتي يرويها والتكذيب يكون في كل ما أخبر أو حدث به وهذا معنى قول الفراء وذاك أنه قال معنى التّخفيف والله أعلم لا يجعلونك كذابا وإنّما يريدون أن ما جئت به باطل لأنهم لم يجربوا عليه كذبا فيكذبوه إنّما أكذبوه أي ما جئت به كذب لا نعرفه والتّفسير يصدق قولهم
روي عن عليّ بن أبي طالب كرم الله وجهه أنه قال إن أبا جهل قال للنّبي صلى الله عليه وآله إنّا لا نكذبك إنّك عندنا لصادق ولكن نكذب الّذي جئت به فأنزل الله الآية
وحجتهم في ذلك قوله جلّ وعز {وكذب به قومك وهو الحق} أي قالوا ما جئتنا به كذب إذ لم يقل وكذبك قومك وهو الحق كأنّهم قالوا هو كذب أخذته عن غيرك كما قال جلّ وعز {إنّما يعلمه بشر}
وقد اختلف في ذلك المتقدمون فقال محمّد بن كعب فإنّهم
[حجة القراءات: 247]
لا يكذبونك أي لا يبطلون ما في يديك وقال قطرب أكذبت الرجل إذا دللت على كذبه فكان تأويل ذلك لا يدلون على كذبك ببرهان يبطل ما جئتهم به وقال ابن مسلم {فإنّهم لا يكذبونك} أي لا يجدونك كاذبًا تقول أكذبت الرجل إذا وجدته كاذبًا كما تقول أحمدت الرجل إذا وجدته محمودًا
وكان قوم من أهل العربيّة يذهبون إلى أنّهما لغتان مثل أوفيت الرجل حقه ووفيته وأعظمته وعظمته
وقرأ الباقون {فإنّهم لا يكذبونك} بالتّشديد قال ابن عبّاس لا يسمونك كذابا ولكنهم ينكرون آيات الله بألسنتهم وقلوبهم موقنة بأنّها من عند الله وحجتهم ما وراه اليزيدي عن أبي عمرو فقال
[حجة القراءات: 248]
وتصديقها قوله بعدها {ولقد كذبت رسل من قبلك فصبروا على ما كذبوا} فتأويل ابي عمرو فإن الكفّار لا يكذبونك جهلا منهم بصدق قولك بل هم موقنون بأنك رسول من عند ربهم ولكنهم يكذبونك قولا
وقال الزّجاج وتفسير {لا يكذبونك} أي لا يقدرون أن يقولوا لك فيما أنبأت به ممّا في كتبهم كذبت ووجه آخر أنهم لا يكذبونك بقلوبهم أي يعلمون أنّك صادق والّذي يدل على هذا القول أنهم لا يكذبونك بقلوبهم قوله {ولكن الظّالمين بآيات الله يجحدون} والجحد أن تنكر بلسانك ما تستيقنه في نفسك ألا ترى أنّك تقول جحدني حقي قال الله جلّ وعز {وجحدوا بها واستيقنتها أنفسهم} وكان ابن عبّاس يحتج بهذا
وقد اختلف في ذلك أهل العربيّة فقال عبد الله ابن مسلم {فإنّهم لا يكذبونك} أي لا ينسبونك إلى الكذب تقول كذبت الرجل أي نسبته إلى الكذب وظلمته أي نسبته إلى الظّلم
وقال بعض أهل العربيّة {فإنّهم لا يكذبونك} أي لا يصححون عليك الكذب تقول كذبته أي صححت عليه الكذب). [حجة القراءات: 249]
قال مكي بن أبي طالب القَيْسِي (ت: 437هـ): (15- قوله: {لا يكذبونك} قرأن نافع والكسائي التخفيف، وشدد الباقون.
وحجة من خففه أنه حمله على معنى: لا يجدونك كاذبًا، لأنهم يعرفونك بالصدق، فهو من باب: أحمدت الرجل، وجدته محمودًا، ودل على صحة ذلك قوله: {ولكن الظالمين بآيات الله يجحدون} أي: يجحدون بأنفسهم ما يعلمون صحته يقينًا عيانًا عنادًا منهم، وحكى الكسائي عن العرب «أكذبت الرجل» إذا أخبرت أنه جاء بكذب، وكذبتَه إذا أخبرت أنه كذاب، وقيل: معنى التخفيف: فإنهم لا يجعلونك كذابًا، إذ لم يجربوا عليك الكذب، وحكى قطرب: أكذبت الرجل دللت على كذبه، وقيل: التخفيف والتشديد لغتان.
16- وحجة من شدد أنه حمله على معنى: فإنهم لا ينسبونك إلى الكذب،
[الكشف عن وجوه القراءات السبع: 1/430]
كما يقال: فسقته وخطأته، نسبته إلى الفسق وإلى الخطأ، فالمعنى: فإنهم لا يقدرون أن ينسبوك إلى الكذب، فيما جئتهم به، لأنه في كتبهم). [الكشف عن وجوه القراءات السبع: 1/431]
قال نصر بن علي بن أبي مريم (ت: بعد 565هـ) : (9- {فَإِنَّهُمْ لا يُكَذِّبُونَكَ} [آية/ 33] بتسكين الكاف وتخفيف الذال:-
قرأها نافع والكسائي.
والمعنى: لا يقدرون على أن ينسبوك إلى الكذب فيما أخبرت به، يقال: أكذب الرجل إذا نسبته إلى الكذب، مثل كذبته.
ويجوز أن يكون المعنى: لا يصادفونك كاذبًا، كما تقول: أحمدته إذا وجدته محمودًا.
وقرأ الباقون {لا يُكَذِّبُونَكَ} بفتح الكاف وتشديد الذال.
وهذا هو الأكثر الأشهر في معنى النسبة، يقال: زنيت الرجل وفسقته وكفرته كلها بالتشديد إذا نسبته إلى الزنى والفسق والكفر، وقد جاء في غير
[الموضح: 466]
شيء نحو: خطأته: نسبة إلى الخطأ، وهو أكثر من أن يحصى، فيجوز أن يكون معنى القراءتين واحدًا). [الموضح: 467]
قوله تعالى: {وَلَقَدْ كُذِّبَتْ رُسُلٌ مِنْ قَبْلِكَ فَصَبَرُوا عَلَى مَا كُذِّبُوا وَأُوذُوا حَتَّى أَتَاهُمْ نَصْرُنَا وَلَا مُبَدِّلَ لِكَلِمَاتِ اللَّهِ وَلَقَدْ جَاءَكَ مِنْ نَبَإِ الْمُرْسَلِينَ (34)}
روابط مهمة:
- أقوال المفسرين