سورة يونس
[ من الآية (1) إلى الآية (4) ]
{ الر تِلْكَ آَيَاتُ الْكِتَابِ الْحَكِيمِ (1) أَكَانَ لِلنَّاسِ عَجَبًا أَنْ أَوْحَيْنَا إِلَى رَجُلٍ مِنْهُمْ أَنْ أَنْذِرِ النَّاسَ وَبَشِّرِ الَّذِينَ آَمَنُوا أَنَّ لَهُمْ قَدَمَ صِدْقٍ عِنْدَ رَبِّهِمْ قَالَ الْكَافِرُونَ إِنَّ هَذَا لَسَاحِرٌ مُبِينٌ (2) إِنَّ رَبَّكُمُ اللَّهُ الَّذِي خَلَقَ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضَ فِي سِتَّةِ أَيَّامٍ ثُمَّ اسْتَوَى عَلَى الْعَرْشِ يُدَبِّرُ الْأَمْرَ مَا مِنْ شَفِيعٍ إِلَّا مِنْ بَعْدِ إِذْنِهِ ذَلِكُمُ اللَّهُ رَبُّكُمْ فَاعْبُدُوهُ أَفَلَا تَذَكَّرُونَ (3) إِلَيْهِ مَرْجِعُكُمْ جَمِيعًا وَعْدَ اللَّهِ حَقًّا إِنَّهُ يَبْدَأُ الْخَلْقَ ثُمَّ يُعِيدُهُ لِيَجْزِيَ الَّذِينَ آَمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ بِالْقِسْطِ وَالَّذِينَ كَفَرُوا لَهُمْ شَرَابٌ مِنْ حَمِيمٍ وَعَذَابٌ أَلِيمٌ بِمَا كَانُوا يَكْفُرُونَ (4) }
قوله تعالى: {الر تِلْكَ آَيَاتُ الْكِتَابِ الْحَكِيمِ (1)}
قال أبو بكر أحمد بن موسى ابن مجاهد التميمي البغدادي (ت: 324هـ): (1 - اخْتلفُوا في الإمالة والتفخيم من قَوْله {الر} 1
فَقَرَأَ ابْن كثير {الر} مَفْتُوحَة الرَّاء
وَقَالَ حَفْص عَن عَاصِم {الر} خَفِيف تَامّ لَا يمد الرَّاء في كل الْقُرْآن غير مكسور
وَقَالَ هُبَيْرَة عَن حَفْص عَن عَاصِم {الر} مَكْسُورَة
وَقَرَأَ نَافِع في رِوَايَة المسيبي {الر} مَفْتُوحَة وَلَيْسَت ممدودة
وَقَالَ أَحْمد بن صَالح عَن ورش وقالون {الر} لَا يفخم الرَّاء نَافِع
وَقَالَ ابْن جماز نَافِع يكسر الرَّاء
وَقَرَأَ أَبُو عَمْرو وَابْن عَامر وَحَمْزَة والكسائي {الر} على الهجاء مَكْسُورَة
وَقَالَ أَبُو بكر عَن عَاصِم في رِوَايَة خلف عَن يحيى بن آدم الرَّاء مكسوره مثل أَبي عَمْرو). [السبعة في القراءات: 322]
قال أبو بكر أحمد بن الحسين ابن مهران الأصبهاني (ت: 381هـ): ( (آلر) بكسر الراء، كوفي - غير عاصم - إلا يحيى، وأبو عمرو). [الغاية في القراءات العشر: 273]
قال أبو الفضل محمد بن جعفر الخزاعي الجرجاني (ت: 408هـ): ( (الر) [1]: مفصول: يزيد. بكسر الراء فيهن شامي إلا ابن عبدان، وهما، وخلف، والمفضل، وأبو بكر غير علي والبرجمي والأعشى، والخزاز، وأبو عمرو غير أبي أيوب وأبي زيد، وورش طريق ابن عيسى وابن الصلت.
والصحيح عن أصحاب ورش منزلة بين الفتح والكسر، وبه قرأت عن إسحاق طريق ابن سعدان). [المنتهى: 2/735]
قال مكي بن أبي طالب القَيْسِي (ت: 437هـ): (قرأ ابن كثير وقالون وحفص (الر والمر) حيث وقع بالفتح، وقرأ ورش بين اللفظين، وأمال الباقون، وذلك حيث وقع). [التبصرة: 230]
قال أبو عمرو عثمان بن سعيد الداني (ت: 444هـ): (قرأ ابن كثير، وقالون، وحفص: {الر}، و: {المر} (الرعد: 1): بالفتح.
وورش: بين اللفظين.
والباقون: بالإمالة). [التيسير في القراءات السبع: 307]
- قال محمد بن محمد بن محمد بن علي ابن الجزري (ت: 833هـ) : (قرأ ابن كثير وأبو جعفر وقالون ويعقوب وحفص ألر والمر، بالفتح، وورش بين اللّفظين، والباقون بالإمالة). [تحبير التيسير: 396]
قال القاسم بن فيرُّه بن خلف الشاطبي (ت: 590هـ): (738 - وَإِضْجَاعُ رَا كُلِّ الْفَوَاتِحِ ذِكْرُهُ = حِمًى غَيْرَ حَفْصٍ طَاوَيَا صُحْبَةٌ وَلاَ
739 - وَكَمْ صُحْبَةٍ يَا كَافِ والْخُلْفُ يَاسِرٌ = وَهَا صِفْ رِضًى حُلْوًا وَتَحْتَ جَنًى حَلاَ
[الشاطبية: 58]
740 - شَفَا صادِقًا حم مُخْتَارُ صُحْبَةٍ = وَبَصْرٍ وَهُمْ أَدْرى وَبِالْخُلْفِ مُثِّلاَ
741 - وَذو الرَّا لِوَرْشٍ بَيْنَ بَيْنَ وَناَفِع = لَدى مَرْيَمٍ هَايَا وَحَا جِيدُهُ حَلاَ). [الشاطبية: 59]
- قال علم الدين علي بن محمد السخاوي (ت: 643هـ): ([738] وإضجاع راكلٌ الفواتح (ذ) كره = (حـ)مى غير (حفصٍ) طاويًا (صحبة) ولا
من ترك إمالة الفواتح، لم يتركها لأنها لا تجوز، إنما فخمها كما يفخم سائر ما تجوز إمالته.
ومن أمالها، فللإشعار بأنها أسماءٌ، وليست كالحروف التي لا تجوز إمالتها نحو: (ما) و(لا).
وقال الزجاج والكوفيون: «هي مقصورةٌ، والمقصور تغلب عليه الإمالة».
وقال الفراء: «لأنها ترجع في التثنية إلى الياء نحو: طيان وحيان».
والمعول على ما قال سيبويه رحمه الله، من أنها أسماء لما يلفظ به من الأصوات المتقطعة من مخارج الحروف. فكاف، اسم (كه) من (كتب)، وكذلك سائرها.
والدليل على أنها أسماء، أنها تنعت وتُعرف وتنكر وتصمم وتضاف ويخبر عنها.
أبو علي: «وإذا أمالوا (يا) في النداء، نحو: يا زيد، وإن كانت حرفًا، فلأن يميلوا يس أجدر، ألا ترى أن هذه الحروف أسماء لما يلفظ به؟».
[فتح الوصيد: 2/967]
وقال سيبويه: «قال الخليل لأصحابه: كيف تلفظون بالكاف في لك والباء في ضرب؟ قيل: باء، كاف. قال: إنما جئتم بالاسم ولم تلفظوا بالحرف. وقال: أقول: كه به».
فهي أسماء لما يقطع من الأصوات، كما أن طيخ اسمٌ لصوت الضحك، وغاق، اسم لصوت الغراب، فأميلت لينبه على أنها أسماء، إذ كانت الحروف لا تمال.
فـ (ذكره حمی): لا يصل أحد إلى الطعن فيه.
والولاء بالكسر: المتابعة، وقد سبق تفسيره.
[739] و(كـ)م (صحبة) يا كاف والخلف (يـ)اسرٌ = وها (صـ)ف (ر)ضًى (حـ)لوًا وتحت (جـ)نى (حـ)لا
المعنى: وكم من صحبةٍ أمالوا (یا كاف)، أي الياء التي في {كهيعص}. والخلف عن السوسي.
[فتح الوصيد: 2/968]
قال أبو عمرو: «وقرأت على فارس بإمالة فتحة الهاء والياء جميعا للسوسي، وعلى أبي الحسن كأبي عمر بإمالة الهاء دون الياء».
(وتحت)، يعني الهاء من {طه}.
وقيل: أميلت الهاء للفرق بينها وبين (ها) التي للتنبيه، والياء للفرق بينها وبين التي للنداء.
[740] (شـ)فا (صـ)ادقًا حاميم (مـ)ختار (صحبة) = و(بصرٍ) وهم أدرى وبالخلف (مـ)ثلا
(شفا صادقًا)، من جملة الترجمة السابقة في الهاء من طه.
و(حم): مبتدأ.و (مختار صحبةٍ): الخبر.
(وبصرٍ وهم)، يريد وبصر مع مختار صحبة أمالوا.
أو اختاروا إمالة (أدرى) أينما وقع، وكيفما جاء.
والخلف عن ابن ذكوان.
قال أبو عمرو: «قرأت من طريق ابن الأخرم ومن طريق عبد الله بن الحسن عن أصحابه عن الأخفش بإمالة فتحة الراء من قوله: {أدريك} و{أدريكم} حيث وقعا.
[فتح الوصيد: 2/969]
وقرأت من طريق عبد الباقي بن الحسن عن الأخفش بإمالة (ولا أدريكم به) في يونس لا غير، وبالفتح في سائر القرآن».
«وأقرأني الفارسي عن النقاش عن الأخفش بالفتح في يونس وغيرها».
[741] وذو الرا لـ (ورشٍ) بين بين و (نافعٌ) = لدى مريمٍ ها يا وحا (جـ)يده (حـ)لا
(ذو الرا)، أراد ما فيه الراء نحو: {الر} و{المر}، وكذلك {حم}، أماله ورش مع أبي عمرو بين بين.
وأمال قالون معه الهاء والياء من {كهيعص} ). [فتح الوصيد: 2/969]
- قال محمد بن أحمد الموصلي (شعلة) (ت: 656هـ): ([738] وإضجاع را كل الفواتح ذكره = حمى غير حفصٍ طا ويا صحبةٌ ولا
ب: (الإضجاع): الإمالة، (الفواتح): اسم الحروف المقطعة في أوائل السور للاستفتاح بها، (الولا) – بالفتح-: المحبة.
ح: (إضجاع): مبتدأ أضيف إلى (را)، و(را) إلى (كل)، وقصر (را) ضرورة، (ذكره حمى): جملة وقعت خبر المبتدأ، (غير حصً): نصب على الاستثناء من مدلول (ذكره حمى)، (طا ويا صحبةٌ): مبتدأ وخبر، اي: إضجاع (طا) و(يا) قراءة صحبة، (ولا): حال، أي: ذوي ولاء.
ص: يعني أمال الراء حيث وقع في فواتح السور، وذلك {الر} في يونس وهود ويوسف وإبراهيم والحجر، و{المر} في الرعد الكوفيون وابن عامر وأبو عمرو إلا حفصًا، ووصف متانة القراءة بقوله: (ذكره حمى) أي: مصون عن الطعن، والباقون: بالفتح غير ورش، فإنه يقرأ بين بين، والكل لغات، فالإمالة لبعض أهل الحجاز، والتوسط لبعض، والتفخيم لقريش.
وأمال الطاء من {طه} [طه: 1]، و{طسم} [الشعراء: 1، والقصص: 1]،
[كنز المعاني: 2/293]
و{طس} [النمل]، والياء من {يس} [يس: 1] حمزة والكسائي وأبو بكر.
[739] وكم صحبةً يا كاف والخلف ياسرٌ = وها صف رضى حلوًا وتحت جنًى حلا
[740] شفا صادقًا حم مختار صحبةٍ = وبصرٍ وهم أدرى وبالخلف مثلا
ب: (الياسر): اللاعب بقداح الميسر.
ح: (كم): مبتدأ، (صحبةً): مميزها، (يا كاف): خبر، أي: أمالوا الياء التي من كاف، (ها): مفعول (صف)، (رضًى حلوًا): حالان من فاعل (صف)، و(تحت جنًى حلا): مبتدأ وخبر، أي: الهاء في تحت حلا جنا، (صادقًا): مفعول (شفا)، و(شفا): حال من فاعل (حلا)، أي: قد شفا، (حم مختارٌ): مبتدأ وخبر، (بصرٍ وهم أدرى): مبتدأ وخبر، أي: أمالوا {أدري}، (بالخلف): متعلق (مثلا) .
ص: يعني: أمال ابن عامر وصحبة الياء التي في كاف سورة مريم، والسوسي أمالها بخلاف.
[كنز المعاني: 2/294]
وأبو بكر والكسائي وأبو عمرو أمالوا الهاء التي فيها، وأمال الهاء التي تحتها – يعني سورة طه [1] – ورش وأبو عمرو وحمزة والكسائي وأبو بكر، والحاء من {حم} السبع: ابن ذكوان وحمزة والكسائي وأبو بكر، وهم وأبو عمرو البصري الراء من {أدراك} و {أدراكم}، لكن لابن ذكوان خلاف فيه.
[كنز المعاني: 2/295]
[741] وذو الرا لورشٍ بين بين ونافعٌ = لدى مريمٌ هايا وحا جيده حلا
ب: (الجيد): العنق.
ح: (ذو الرا): مبتدأ، (لورشٍ): خبر، (بين بين): حال، يعني: إضجاع ذي الراء لورش، (نافعٌ): مبتدأ، (لدى مريمٍ): خبر، (ها يا): مفعول الإضجاع المقدر قبل (نافع)، و(حا جيده حلا): مبتدأ وخبر، أي: إضجاع (حا).
ص: يعني: أمال ورش ما فيه الراء، يريد: {المر} [الرعد: 1]، و{الر} بين بين، وذلك نافع في (ها) و (يا) في فاتحة مريم، وكذلك ورش وأبو عمرو في الحاء من {حم} السبع). [كنز المعاني: 2/294]
- قال أبو شامة عبد الرحمن بن إسماعيل الدمشقي (ت: 665هـ): (738- وَإِضْجَاعُ رَا كُلِّ الفَوَاتِحِ "ذِ"كْرُهُ،.. "حِـ"ـمًى غَيْرَ حَفْصٍ طَاوَيًا "صُحْبَةٌ" وَلا
ذكر في هذا الموضع جميع ما وقع الخلاف في إمالته من الحروف المقطعة في أوائل السور ويقال لها الفواتح؛ لأن السور استفتحت بها، وإنما أميلت لأنها أسماء ما يلفظ به من الأصوات المتقطعة، وقد أمالوا يا في الندا وهي حرف، فإمالة هذه الأسماء أولى، فابتدأ بذكر الراء؛ لأنها أول حروف الفواتح إمالة سواء كانت في "الر"، وذلك في يونس وهود ويوسف وإبراهيم والحجر، أو في المر في أول الرعد، فلهذا قال: كل الفواتح، والإضجاع هو الإمالة، وأتى بلفظ "را" فقصر "را" حكاية للفظه في القرآن وكذا ما يأتي من "طا" و"يا" و"ها" و"حا"، ولا نقول إنه قصر ذلك ضرورة، وأشار بقوله: ذكره حمى إلى حسن الإضجاع؛ أي: لا يصل أحد إلى الطعن عليه فهو في حمى من ذلك، واستثنى منهم حفصا فإنه لا يميل شيئا في القرآن إلا كلمة "مجراها"، وقد سبق ذكره في باب الإمالة ثم ذكر أن صحبة أمالوا "طاويا" فالطاء من "طه" و"طسم" و"طس" والياء من "يس"، أما الياء من "كهيعص"، فوافقهم على إمالتها ابن عامر كما يأتي في البيت الآتي، وولا في آخر البيت بكسر الواو في شرح الشيخ، ورأيته في بعض النسخ من القصيدة بفتحها وهو أحسن؛ لأن قبله وبنيانه
[إبراز المعاني من حرز الأماني: 3/215]
ولا بالكسر وهو قريب منه فالكسر بمعنى متابعة؛ أي: أمال صحبة طاويا متابعة لنقل فهو مفعول من أجله، والفتح على تقدير ذا ولا؛ أي: نصر لإمالة ومحبة لها فهو حال من صحبة؛ أي: أمالوهما ذوي ولا.
739- وَ"كَـ"ـمْ "صُحْبَةٍ" يَا كَافِ والخُلْفُ "يَـ"ـاسِرٌ،.. وَهَا صِفْ "رِ"ضًى "حُـ"ـلْوًا وَتَحْتَ "جَـ"ـنًى "حَـ"ـلا
الكاف في كم: رمز ابن عامر كأنه قال: وابن عامر ومدلول صحبة على إمالة "يا" التي في أول سورة مريم، وعبر عنها بقوله: كاف؛ لأنه أولها كما يقال "ص"، "ن"، "ق"،.. وكذا صنع في غير هذا الموضع كقوله في يوسف:
وفي كاف فتح اللام في "مخلصا" ثوى ..........................
ومعنى الكلام في الظاهر: وكم صحبة أمالوها؛ أي: أمالها كثير من القراء، ثم قال: والخلف في إمالتها عن السوسي، والياسر في اللغة: هو اللاعب بقداح الميسر، وكان لا يتعاطاه من العرب إلا الكرماء، فكأنه قال: والخلف خلف كريم؛ أي: هو صادر عن نقل صحيح، ثم قال: وها؛ أي: وإمالة ها من "كهيعص" لأبي بكر والكسائي وأبي عمرو، ثم قال: وتحت؛ أي: وإمالة ها من السورة التي تحت مريم وهي "طه" جنى حلا؛
[إبراز المعاني من حرز الأماني: 3/216]
أي: حلا جناه، وإمالته لورش ولأبي عمرو ومن يأتي ذكره في البيت الآتي، وليس لورش ما يمليه إمالة محضة غيرها من طه، وما عدا ذلك إنما يميله بين اللفظين.
740- "شَـ"ـفَا "صـ"ـادِقًا حم "مُخْـ"ـتَارُ "صُحْبَةٍ"،.. وَبَصْرٍ وَهُمْ أَدْرى وَبِالخُلْفِ "مُـ"ـثِّلا
حمزة والكسائي وأبو بكر هم: تتمة من أمال "ها" من "طه"، ثم قال "حم"؛ أي: أمال حا من "حم" في السور السبع ابن ذكوان وصحبه، ثم قال: وهم وأبو عمرو أمالوا لفظ "أدري" كيف أتى نحو "أدراك" وأدراكم، وعن ابن ذكوان خلاف فيه فقوله: وبصر مبتدأ، وليس عطفا على صحبة؛ لامتناع الجمع بين الرمز والتصريح والله أعلم.
741- وَذو الرَّا لِوَرْشٍ بَيْنَ بَيْنَ وَنافِع،.. لَدى مَرْيَمٍ هَايَا وَحَا "جِـ"ـيدُهُ "حَـ"ـلا
جمع في هذا البيت ذكر من أمال شيئا من ذلك بين بين، فورش فعل ذلك في "را" من: "الر" و"المر"، ونافع بكماله في "ها"، "يا" أول مريم، وورش وأبو عمرو فعلا ذلك في "حا" من: "حم" في السور السبع،
[إبراز المعاني من حرز الأماني: 3/217]
وأما لفظ "أدري"، فقد علم من مذهب ورش في إمالته بين بين من باب الإمالة، وإنما ذكره الناظم هنا لأجل زيادة أبي بكر وابن ذكوان على أصحاب إمالته، وإلا فهو داخل في قوله: وما بعد راء شاع حكما فأبو عمرو وحمزة والكسائي فيه على أصولهم، والجيد كل العنق، والله أعلم). [إبراز المعاني من حرز الأماني: 3/218]
- قال عبد الفتاح بن عبد الغني بن محمد القاضي (ت: 1403هـ): (738 - وإضجاع را كلّ الفواتح ذكره = حمى غير حفص طا ويا صحبة ولا
739 - وكم صحبة يا كاف والخلف ياسر = وها صف رضى حلوا وتحت جنى حلا
740 - شفا صادقا حم مختار صحبة = وبصر وهم أدري وبالخلف مثّلا
741 - وذو الرّا لورش بين بين ونافع = لدى مريم ها يا وحا جيده حلا
أمال أبو عمرو وابن عامر وشعبة وحمزة والكسائي ألف (را) في فواتح السور الست وهي: الر* فاتحة يونس وهود ويوسف وإبراهيم والحجر المر فاتحة الرعد، وأمال شعبة وحمزة والكسائي ألف (طا) من طه، طسم* أول الشعراء والقصص
[الوافي في شرح الشاطبية: 284]
طس النمل، وألف (يا) من يس (1) وَالْقُرْآنِ الْحَكِيمِ، وأمال ابن عامر وشعبة وحمزة والكسائي ألف (يا) من كهيعص أول مريم.
وعبر الناظم عن سورة مريم بقوله: (كاف) لأن الكاف أول حروفها وما ذكره الناظم من إمالة السوسي (يا) أول مريم بخلف عنه في قوله: (والخلف ياسر) فخروج عن طريقه فلا يقرأ له إلا بالفتح. وأمال شعبة والكسائي وأبو عمرو (ألف ها) من كهيعص أول مريم. وأمال ورش، وأبو عمرو، وحمزة، والكسائي وشعبة ألف (ها) من طه وذلك قوله: (وتحت جنى حلا شفا صادقا) أي أمال هؤلاء ألف (ها) في السورة التي تحت سورة مريم في التلاوة وهي سورة طه، وأمال ابن ذكوان وشعبة وحمزة والكسائي ألف (حا) من حم* فاتحة السور السبع. وقوله: (وبصروهم أدرى) معناه: أن البصري والمذكورين قبل، وهم: ابن ذكوان، وشعبة، وحمزة، والكسائي، أمالوا ألف (أدرى) حيث ورد وكيف نزل في القرآن نحو: وَلا أَدْراكُمْ بِهِ، وَما أَدْراكَ ما يَوْمُ الدِّينِ. وقوله: (وبالخلف مثّلا) معناه: أنه اختلف عن ابن ذكوان في إمالة أدرى، فروي عنه في ألفه وجهان: الفتح والإمالة وقوله:
(وذو الرا لورش بين بين) معناه: أن ورشا يقلل الألف (ذا الراء) أي: الواقع بعد راء فيما ذكر وذلك في الر* فاتحة يونس وهود ويوسف وإبراهيم والحجر والمر فاتحة الرعد، وفي لفظ أدرى حيث وقع. وقوله (ونافع لدى مريم ها يا) معناه: أن نافعا من روايتي قالون وورش عنه يقلل الألف من (ها ويا) أول مريم، هذا صريح كلامه ولكن المحققين على أن تقليل قالون في (ها ويا) أول مريم ليس من طرق الناظم فلا يقرأ له من طرقه إلا بالفتح، فيكون التقليل مقصورا فيهما على ورش. وقوله: (وحا جيده حلا) معناه: أن ورشا وأبا عمرو يقللان الألف في (حم) أول السور السبع ومما ينبغي أن يعلم أن ورشا لا يميل إمالة كبرى إلا الألف التي بعد الهاء في طه، ولا يخفى أن من لم يذكر من القراء في التراجم السابقة فقراءته بالفتح). [الوافي في شرح الشاطبية: 285]
قال محمد بن محمد بن محمد بن علي ابن الجزري (ت: 833هـ): (تَقَدَّمَ السَّكْتُ لِأَبِي جَعْفَرٍ عَلَى كُلِّ حَرْفٍ مِنَ الْفَوَاتِحِ فِي بَابِهِ، وَتَقَدَّمَ اخْتِلَافُهُمْ فِي إِمَالَةِ الرَّاءِ فِي بَابِهَا). [النشر في القراءات العشر: 2/282]
- قال محمد بن محمد بن محمد بن علي ابن الجزري (ت: 833هـ): (ذكر سكت أبي جعفر على الفواتح.
وذكر إمالة الراء في بابها). [تقريب النشر في القراءات العشر: 540]
- قال محب الدين محمد بن محمد بن محمد النُّوَيْري (ت: 857هـ): (وتقدم سكت أبي جعفر على الفواتح، وإمالة را [1]، لسحر [2] ). [شرح طيبة النشر للنويري: 2/366] (م)
قال أحمد بن محمد بن البناء الدمياطي (ت: 1117هـ): (القراءات
أمال الراء من "الر" هنا وهود ويوسف وإبراهيم والحجز و"المر" أول الرعد أبو عمرو وابن عامر وأبو بكر وحمزة والكسائي وخلف إجراء لألفها مجرى المنقلبة عن الياء، قاله القاضي وقللها الأزرق وفتحها الباقون "وسكت" أبو جعفر على كل حرف من حروف الر). [إتحاف فضلاء البشر: 2/103]
قال علي بن محمد الصفاقسي (ت: 1118هـ): ( {الر} قرأ البصري وشامي وشعبة والأخوان بإمالة الراء إضجاعًا، وورش بين بين، والباقون بالفتح، ولا يخفى أن (ألف) لا مد فيه، و(لام) يمد طويلاً، و(را) من الحروف الخمسة التي على حرفين، وهي هذا والطاء والهاء والحاء والياء، فيجب فيها القصر). [غيث النفع: 682]
قال د. عبد اللطيف الخطيب (م): ( {الر تِلْكَ آيَاتُ الْكِتَابِ الْحَكِيمِ (1)}
{الر}
- قرأ نافع وابن كثير وحفص ويعقوب وقالون والمسيبي وأبو جعفر بفتح الراء على التفخيم (الر).
- وأمال الراء أبو عمرو وابن عامر وحمزة والكسائي ويحيى عن أبي بكر عن عاصم وخلف والخزاز عن هبيرة عن حفص والبخاري عن ورش وابن مجاهد والنقاش وابن ذكوان.
وفي هذا إجراء للألف مجرى الألف المنقلبة عن ياء، فهم يميلونها تنبيهًا على أصلها.
- وقرأ نافع وابن عامر وحماد عن عاصم وورش وأزرق بين الفتح والكسر، وذكروا عن نافع أنه أقرب إلى الفتح.
قال أبو زرعة: (وهما -أي الفتح والإمالة- لغتان، أهل الحجاز يقولون: باء، وتاء، وراء، وطاء، وغيرهم يقول: باء، وتاء، وراء، وطاء).
وذكر مثل هذا ابت خالويه.
[معجم القراءات: 3/489]
- وسكت أبو جعفر وابن عباس على كل حرف من الحروف الثلاثة سكتةً خفيفة من غير تنفس، أي ألف، لام، راء.
وانظر الآية الأولى من سورة البقرة في الجزء الأول من هذا المعجم). [معجم القراءات: 3/490]
قوله تعالى: {أَكَانَ لِلنَّاسِ عَجَبًا أَنْ أَوْحَيْنَا إِلَى رَجُلٍ مِنْهُمْ أَنْ أَنْذِرِ النَّاسَ وَبَشِّرِ الَّذِينَ آَمَنُوا أَنَّ لَهُمْ قَدَمَ صِدْقٍ عِنْدَ رَبِّهِمْ قَالَ الْكَافِرُونَ إِنَّ هَذَا لَسَاحِرٌ مُبِينٌ (2)}
قال أبو بكر أحمد بن موسى ابن مجاهد التميمي البغدادي (ت: 324هـ): (2 - وَاخْتلفُوا في إِثْبَات الْألف وإسقاطها من قَوْله {إِن هَذَا لسحر مُبين} 2
فَقَرَأَ ابْن كثير وَعَاصِم وَحَمْزَة والكسائي {لسحر} بِأَلف
وَقَرَأَ نَافِع وَأَبُو عَمْرو وَابْن عَامر {لسحر} بِغَيْر ألف). [السبعة في القراءات: 322]
قال أبو بكر أحمد بن الحسين ابن مهران الأصبهاني (ت: 381هـ): ( (لساحر) مكي، كوفي). [الغاية في القراءات العشر: 273]
قال أبو الفضل محمد بن جعفر الخزاعي الجرجاني (ت: 408هـ): ( (لساحرٌ) [2]: بألف مكي، كوفي إلا المفضل). [المنتهى: 2/736]
قال أبو عمرو عثمان بن سعيد الداني (ت: 444هـ): (الكوفيون، وابن كثير: {لساحر مبين} (2): بالألف قبل الحاء.
والباقون: {لسحر}: بغير ألف). [التيسير في القراءات السبع: 307]
- قال محمد بن محمد بن محمد بن علي ابن الجزري (ت: 833هـ) : (الكوفيّون وابن كثير: (لساحر مبين) بالألف، والباقون (لسحر مبين) بغير ألف). [تحبير التيسير: 396]
قال أحمد بن علي بن خلف ابن الباذش الأنصاري (ت: 540هـ): ([2]- {لَسَاحِرٌ} بألف: الكوفيون وابن كثير). [الإقناع: 2/660] قال القاسم بن فيرُّه بن خلف الشاطبي (ت: 590هـ): (742- .... .... .... سَاحِرٌ ظُبًى = .... .... .... ....). [الشاطبية: 59] (م)
- قال علم الدين علي بن محمد السخاوي (ت: 643هـ): (وظبة السيف والسهم والسنان: حده؛ أي ذو ظبى؛ أو جعله نفس الظبى مبالغة.
والمراد بذلك حمايته من الطعن). [فتح الوصيد: 2/970] (م)
- قال محمد بن أحمد الموصلي (شعلة) (ت: 656هـ): ([742] نفصل يا حق علا ساحرٌ ظبى = وحيث ضياءً وافق الهمز قنبلا
ب: (الظبي): جمع (ظبة)، وهي حد السيف.
ح: (نفصل): مبتدأ، (يا): خبر مضاف إلى (حق)، أي: ياء حق بإضافة الموصوف إلى الصفة، (علا): صفة (حق)، (ساحرٌ ظبي): مبتدأ وخبر، أي: ذو ظبًى، أي: حجج تنصره وتعينه، (ضياءً): مبتدأ، خبره محذوف، أي: موجود: والجملة: أضيف إليها (حيث)، و (حيث): ظرف (وافق)، (الهمز): فاعله، (قنبلا): مفعوله، لكن في الكلام قلبٌ، بمعنى: وافق قنبلٌ الهمز، أي: تابعه، نحو: (عضتُ الناقة على
[كنز المعاني: 2/296]
الحوض).
ص: يعني قرأ ابن كثير وأبو عمرو وحفص: {يفصل الآيات} [5] بياء الغيبة مردودًا إلى الله تعالى، لما تقدم: {ما خلق الله} [5]، والباقون: بالنون على إخبار الله تعالى عن نفسه.
وقرأ الكوفيون وابن كثير: (إن هذا لساحرٌ مبين) [2] على أن الإشارة إلى النبي صلى الله عليه وسلم، والباقون: {لسحرٌ}، أي: ذو سحرٍ، أو الإشارة إلى القرآن.
واكتفى الناظم باللفظ، لكن ... لم تُعلم القراءة الأخرى، إذ قد يكون في مقابلة (ساحر)، (سحارٌ)، وقد يكون: (سحرٌ).
وقرأ قنبل حيث جاء لفظ (ضئاء) بالهمز قبل الألف، والأصل: (ضواء)، نقلت الهمزة إلى العين، ثم قلبت الواو ياءً، ثم قلبها همزة، كما
[كنز المعاني: 2/297]
في (كساء)، والباقون: بالياء قبل الألف، والأصل: (ضواء) من الضوء، قلبت الواو ياء). [كنز المعاني: 2/297] (م)
- قال أبو شامة عبد الرحمن بن إسماعيل الدمشقي (ت: 665هـ): (ثم قال ساحر ظبي؛ يعني: قوله تعالى قبل يفصل: {قَالَ الْكَافِرُونَ إِنَّ هَذَا لَسَاحِرٌ مُبِينٌ}.
أي: ذو سحر قرأه مدلول ظبي ساحر فقوله: ساحر هو مما استغنى لميه باللفظ عن القيد، ولكنه لم يبين القراءة الأخرى والخلاف في مثل هذا دائر تارة بين ساحر وسحار على ما في الأعراف والذي في آخر يونس، وتارة هو دائر بين ساحر وسحر على ما مر في المائدة وما يأتي في طه، وظبى جمع ظبة وهي من السيف والسهم والسنان حدها؛ أي: هو ذو ظبى؛ أي: له حجج تحميه وتقوم بنصرته). [إبراز المعاني من حرز الأماني: 3/218] (م)
- قال عبد الفتاح بن عبد الغني بن محمد القاضي (ت: 1403هـ): (742 - .... .... .... ساحر ظبي = .... .... .... .... ....
....
وقرأ ابن كثير والكوفيون: قالَ الْكافِرُونَ إِنَّ هذا لَساحِرٌ مُبِينٌ بسين مفتوحة
[الوافي في شرح الشاطبية: 285]
وألف بعدها وكسر الحاء، فتكون قراءة غيرهم بكسر السين وإسكان الحاء، وعلمت هذه القراءة من الشهرة). [الوافي في شرح الشاطبية: 286] (م)
قال محمد بن محمد بن محمد بن علي ابن الجزري (ت: 833هـ): (وَتَقَدَّمَ فِي لَسَاحِرٌ فِي أَوَاخِرِ الْمِائَةِ). [النشر في القراءات العشر: 2/282]
- قال محمد بن محمد بن محمد بن علي ابن الجزري (ت: 833هـ): ({لساحرٌ} [2] ذكر في المائدة). [تقريب النشر في القراءات العشر: 540]
- قال محب الدين محمد بن محمد بن محمد النُّوَيْري (ت: 857هـ): (وتقدم سكت أبي جعفر على الفواتح، وإمالة را [1]، لسحر [2] ). [شرح طيبة النشر للنويري: 2/366] (م)
قال أحمد بن محمد بن البناء الدمياطي (ت: 1117هـ): (وأمال "للناس" كبرى الدوري من أبي عمرو من طريق أبي الزعراء). [إتحاف فضلاء البشر: 2/103]
قال أحمد بن محمد بن البناء الدمياطي (ت: 1117هـ): ("ورقق" "الكافرون" الأزرق بخلفه). [إتحاف فضلاء البشر: 2/103]
قال أحمد بن محمد بن البناء الدمياطي (ت: 1117هـ): (وقرأ "لساحر" [الآية: 2] بالألف وكسر الحاء ابن كثير وعاصم وحمزة والكسائي وخلف،
[إتحاف فضلاء البشر: 2/103]
والباقون بغير ألف مع سكون الحاء ومر آخر المائدة). [إتحاف فضلاء البشر: 2/104]
قال علي بن محمد الصفاقسي (ت: 1118هـ): ( {لسحر} [2] قرأ نافع والبصري والشامي بكسر السين، وإسكان الحاء، والباقون بفتح السين، والف بعدها، وكسر الحاء). [غيث النفع: 682]
قال د. عبد اللطيف الخطيب (م): ( {أَكَانَ لِلنَّاسِ عَجَبًا أَنْ أَوْحَيْنَا إِلَى رَجُلٍ مِنْهُمْ أَنْ أَنْذِرِ النَّاسَ وَبَشِّرِ الَّذِينَ آمَنُوا أَنَّ لَهُمْ قَدَمَ صِدْقٍ عِنْدَ رَبِّهِمْ قَالَ الْكَافِرُونَ إِنَّ هَذَا لَسَاحِرٌ مُبِينٌ (2)}
{لِلنَّاسِ}
- قرأه الدوري عن أبي عمرو، من طريق أبي الزعراء بالإمالة، وتقدم الحديث في هذا في مواضع، وانظر الآيات: 8، 94، 96 من سورة البقرة.
{عَجَبًا}
- قراءة الجماعة (أكان للناس عجبًا) بالنصب خبر (كان)، والمصدر المؤول بعدها اسمها، والتقدير: أكان وحينا عجبًا.
- وقرأ ابن مسعود وابن عباس (أكان للناس عجب) بالرفع، وهو اسم (كان)، جاء نكرة، و(أن أوحينا) الخبر، وهو معرفة، والأحسن هنا جعل (كان) تامة، و(عجب) فاعل بها، و(أن أوحينا) بدل منه، والمعنى: أحدث للناس عجب.
{إِلَى رَجُلٍ}
- قراءة الجماعة (إلى رجلٍ) بضم الجيم.
- وقرأ رؤية (إلى رجلٍ) بسكون الجيم، وهي لغة تميمية، يسكنون (فعلًا) نحو: سبع وعضد في سبع وعضد.
[معجم القراءات: 3/490]
وذكر الزبيدي أنها لغة نقلها الصاغاني، وضم الجيم لغة الحجاز.
{الْكَافِرُونَ}
- قرأ الأزرق وورش بترقيق الراء بخلاف عنهما.
{إِنَّ هَذَا لَسَاحِرٌ}
- قرأ ابن كثير وعاصم وحمزة والكسائي وخلف وابن مسعود وابن رزين ومسروق وابن جبير ومجاهد وابن وثاب وطلحة والأعمش وابن محيصن وعيسى بن عمر بخلاف عنه والأزرق وورش (لساحر) بألفٍ اسم فاعل، وهو إشارة إلى الرسول صلى الله عليه وسلم.
- وقرأ نافع وأبو عمرو وابن عامر وأبو جعفر ويعقوب (لسحر) بغير ألف، وهو مصدر، وهو إشارة إلى الوحي، أو القرآن.
- وفي مصحف أبي بن كعب وقراءته (ما هذا إلا سحر).
- وفي قراءة الأعمش (ما هذا إلا ساحر).
- وقرأ الأزرق وورش بترقيق الراء من (لساحر) ). [معجم القراءات: 3/491]
قوله تعالى: {إِنَّ رَبَّكُمُ اللَّهُ الَّذِي خَلَقَ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضَ فِي سِتَّةِ أَيَّامٍ ثُمَّ اسْتَوَى عَلَى الْعَرْشِ يُدَبِّرُ الْأَمْرَ مَا مِنْ شَفِيعٍ إِلَّا مِنْ بَعْدِ إِذْنِهِ ذَلِكُمُ اللَّهُ رَبُّكُمْ فَاعْبُدُوهُ أَفَلَا تَذَكَّرُونَ (3)}
قال أحمد بن محمد بن البناء الدمياطي (ت: 1117هـ): (وقرأ "تذكرون" [الآية: 3] بالتخفيف حفص وحمزة والكسائي وخلف). [إتحاف فضلاء البشر: 2/104]
قال علي بن محمد الصفاقسي (ت: 1118هـ): ( {تذكرون} قرأ حفص والأخوان بتخفيف الذال، والباقون بتشديد). [غيث النفع: 682]
قال د. عبد اللطيف الخطيب (م): ( {إِنَّ رَبَّكُمُ اللَّهُ الَّذِي خَلَقَ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضَ فِي سِتَّةِ أَيَّامٍ ثُمَّ اسْتَوَى عَلَى الْعَرْشِ يُدَبِّرُ الْأَمْرَ مَا مِنْ شَفِيعٍ إِلَّا مِنْ بَعْدِ إِذْنِهِ ذَلِكُمُ اللَّهُ رَبُّكُمْ فَاعْبُدُوهُ أَفَلَا تَذَكَّرُونَ (3)}
{اسْتَوَى}
- قراءة حمزة والكسائي وخلف بالإمالة.
- وقراءة الأزرق وورش بالفتح والتقليل.
- وقراءة الباقين بالفتح.
{يُدَبِّرُ}
- قرأ الأزرق وورش بترقيق الراء بخلاف عنهما.
- وقراءة الباقين بالتفخيم.
{فَاعْبُدُوهُ أَفَلَا}
- قراءة ابن كثير بوصل الهاء بواو في الوصل (فاعبدوهو...).
- وقراءة الباقين بضم الهاء من غير وصل (فاعبدوه...).
{تَذَكَّرُونَ}
- قرأ حفص عن عاصم وحمزة والكسائي والأعمش وخلف، وهي رواية علي بن نصر عن أبيه عن أبان عن عاصم (تذكرون) بتخفيف الذال على حذف إحدى التاءين، وأصله: تتذكرون.
- وقرأ أبو عمرو وابن عامر وابن كثير ونافع وأبو بكر عن عاصم وأبو جعفر (تذكرون) بتشديد الذال، وهذا من إدغام التاء في الذال، وأصله: تتذكرون.
وتقدم مثل هذا في الآية/152 من سورة الأنعام، والآية/3 من سورة الأعراف). [معجم القراءات: 3/492]
قوله تعالى: {إِلَيْهِ مَرْجِعُكُمْ جَمِيعًا وَعْدَ اللَّهِ حَقًّا إِنَّهُ يَبْدَأُ الْخَلْقَ ثُمَّ يُعِيدُهُ لِيَجْزِيَ الَّذِينَ آَمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ بِالْقِسْطِ وَالَّذِينَ كَفَرُوا لَهُمْ شَرَابٌ مِنْ حَمِيمٍ وَعَذَابٌ أَلِيمٌ بِمَا كَانُوا يَكْفُرُونَ (4)}
قال أبو بكر أحمد بن الحسين ابن مهران الأصبهاني (ت: 381هـ): ((أنه يبدأ) بفتح الألف، يزيد). [الغاية في القراءات العشر: 273]
قال أبو الفضل محمد بن جعفر الخزاعي الجرجاني (ت: 408هـ): ( (حقًا أنه) [4]: بفتح الألف يزيد). [المنتهى: 2/736]
قال أبو القاسم يوسف بن علي بن جبارة الهذلي المغربي (ت: 465هـ): ( (يَبْدَأُ) بضم الياء من غيرهم طَلْحَة، الباقون بفتح الياء والدال مع الهمز، وهو الاختيار، يقال: بدأ اللَّه الخلق، وقال: (كَمَا بَدَأَكُمْ تَعُودُونَ) ). [الكامل في القراءات العشر: 566]
قال محمد بن محمد بن محمد بن علي ابن الجزري (ت: 833هـ): (127- .... .... .... .... .... = .... .... افْتَحْ إِنَّهُ يَبْدَؤُ انْجَلَا). [الدرة المضية: 30]
- قال محمد بن الحسن بن محمد المنير السمنودي (ت: 1199هـ):(ثم شرع في سورة يونس فقال: افتح أنه يبدأ انجلا يعني قرأ مرموز (ألف) انجلا وهو أبو جعفر {أنه يبدؤ الخلق} [4] بفتح الهمزة أي بأنه أولأنه وعلم من انفراده للآخرين الكسر على الابتداء). [شرح الدرة المضيئة: 144]
قال محمد بن محمد بن محمد بن علي ابن الجزري (ت: 833هـ): ( (وَاخْتَلَفُوا) فِي: حَقًّا إِنَّهُ فَقَرَأَ أَبُو جَعْفَرٍ بِفَتْحِ الْهَمْزَةِ، وَقَرَأَ الْبَاقُونَ بِكَسْرِهَا). [النشر في القراءات العشر: 2/282]
- قال محمد بن محمد بن محمد بن علي ابن الجزري (ت: 833هـ): (قرأ أبو جعفر {حقًا إنه} [4] بفتح الهمزة، والباقون بالكسر). [تقريب النشر في القراءات العشر: 540]
قال محمد بن محمد بن محمد بن علي ابن الجزري (ت: 833هـ) : (677 - وإنّه افتح ثق .... .... = .... .... .... .... .... ). [طيبة النشر: 78]
- قال محمد بن محمد بن محمد بن علي ابن الجزري (ت: 833هـ) : (وإنّه افتح (ث) ق ويا يفصّل = (حقّ) (ع) لا قضى سمّى أجل
أي وقرأ «إنه يبدأ الخلق» بفتح الهمزة أبو جعفر، والباقون بالكسر). [شرح طيبة النشر لابن الجزري: 247]
- قال محب الدين محمد بن محمد بن محمد النُّوَيْري (ت: 857هـ): (ص:
وإنّه افتح (ث) ق ويا يفصل = (حقّ) علا قضى سمّى أجل
في رفعه انصب (ك) م (ظ) بى واقصر ولا = أدرى ولا أقسم الاولى (ز) ن (هـ) لا
ش: أي: قرأ ذو ثاء (ثق) أبو جعفر: وعد الله حقّا أنه [4] بفتح الهمزة: والباقون بكسرها.
وقرأ مدلول (حق) البصريان وابن كثير: يفصّل الآيات [5] بالياء، والباقون بالنون.
وقرأ ذو كاف (كم) ابن عامر وظاء (ظبا) يعقوب: لقضي إليهم أجلهم [11] بفتح القاف والضاد وألف، وأجلهم بالنصب، والباقون بضم القاف وكسر الضاد وياء مفتوحة وأجلهم بالرفع، واستغنى بـ (سمى) عن القيد، وقيد الرفع؛ لمخالفته.
وقرأ ذو زاي (زن) قنبل: ولأ دراكم به هنا [16]، ولأقسم بيوم القيامة [القيامة: 1] بحذف [ألف (لا)] في الموضعين.
[شرح طيبة النشر للنويري: 2/366]
واختلف فيهما عن ذي هاء (هلا) البزي: فروى العراقيون قاطبة من طريق أبي ربيعة عنه كذلك في الموضعين، وكذلك قرأ الداني على الفارسي عن النقاش عن أبي ربيعة.
وروى ابن الحباب عن البزي إثبات الألف على أنها (لا) النافية، وكذلك روى المغاربة، والبصريون قاطبة عن البزي من طرقه، وبذلك قرأ الداني عن ابن غلبون وفارس، وبه قرأ الباقون.
تنبيه:
القصر هنا: حذف الألف، وضده إثباتها، وكل على أصله في المنفصل.
وجه فتح أنه: تقدير اللام، أي: حقا لأنه.
ووجه كسرها: الاستئناف.
ووجه (ياء) يفصّل: إسناده إلى ضمير اسم الله تعالى في قوله [تعالى:] ما خلق الله ذلك إلّا بالحقّ [الآية: 5] على جهة الغيبة؛ مناسبة يدبّر [الآية: 3] وما بعده.
ووجه النون: إسناده إلى المتكلم المعظم؛ مناسبة لقوله: أن أوحينا [2] على جهة الالتفات.
ووجه لقضى [11] بالفتح بناء الفعل للفاعل، وهو من باب «فعل»؛ فقلبت الياء ألفا؛ لانفتاح ما قبلها، وتحركها، وأسنده إلى ضمير الجلالة في قوله: ولو يعجّل الله [11]، فنصب أجلهم.
ووجه الضم: بناؤه للمفعول؛ للعلم بالفاعل؛ فنقل إلى [فعل]، وسلمت الياء؛ لانكسار ما قبلها، وأسند لفظا إلى أجلهم؛ فارتفع نيابة.
ووجه عدم الألف في ولأدراكم به [16]: جعل اللام للابتداء، أي: لو أراد الله ما أسمعتكم إياه، ولو شاء لأعلمكم به على لسان غيري، لكنه منّ علي بالرسالة؛ فالأولى نفي، والثانية إيجاب.
ووجه الألف: جعل (لا) مؤكدة، أي: لو شاء ما قرأته عليكم، ولا أعلمكم به على لساني؛ فمنفيتان.
[شرح طيبة النشر للنويري: 2/367]
ووجه قصر لأقسم بيوم [القيامة: 1]: جعل اللام جواب [قسم] مقدر، ودخلت على مبتدأ محذوف، أي: لأنا أقسم، وإذا كان الجواب اسمية، أكد باللام، وإن كان
خبرها مضارعا، وجاز أن يكون الجواب: لأقسم المراد به الحال.
ووجه مده: جعلها نافية لكلام مقدر: قالوا: إنما أنت مفتر في الإخبار عن البعث؛ فرد عليهم بـ (لا)، والمعنى: أقسم باليوم لا النفس.
وقيل: نفي القسم، بمعنى: أن الأمر أعظم، أو (لا) زائدة على حد: لئلّا يعلم [الحديد: 29] ). [شرح طيبة النشر للنويري: 2/368] (م)
- قال محمد بن محمد بن محمد بن علي ابن الجزري (ت: 833هـ) :(قلت: أبو جعفر: (حقًا أنه) بفتح الهمزة والباقون بكسرها والله الموفق). [تحبير التيسير: 396]
قال أحمد بن محمد بن البناء الدمياطي (ت: 1117هـ): (واختلف في "أنَّهُ يَبْدأُ الْخَلْق" [الآية: 4] فأبو جعفر بفتح الهمزة على أنه معمول للفعل الناصب وعد الله أي: وعد الله بدأ الخلق، ثم إعادته والمعنى إعادة الخلق بعد بدئه، أو على حذف لام الجر، وافقه الأعمش والباقون بالكسر على الاستئناف). [إتحاف فضلاء البشر: 2/104] قال د. عبد اللطيف الخطيب (م): ( {إِلَيْهِ مَرْجِعُكُمْ جَمِيعًا وَعْدَ اللَّهِ حَقًّا إِنَّهُ يَبْدَأُ الْخَلْقَ ثُمَّ يُعِيدُهُ لِيَجْزِيَ الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ بِالْقِسْطِ وَالَّذِينَ كَفَرُوا لَهُمْ شَرَابٌ مِنْ حَمِيمٍ وَعَذَابٌ أَلِيمٌ بِمَا كَانُوا يَكْفُرُونَ (4)}
{وَعْدَ اللَّهِ حَقًّا}
- قراءة الجماعة (وعد الله حقًا) بالنصب على أنهما مصدران مؤكدان لمضمون الجملة.
والتقدير: وعد الله وعدًا حقًا، فلما حذف الناصب، وهو الفعل، أضاف المصدر إلى الفاعل.
- وقرأ السلمي (وعد الله حقًا) بصيغة الفعل، ورفع الاسم الجليل على الفاعلية، وعلى هذا جاء تقدير قراءة الجماعة كما سلف.
- وقرأ إبراهيم بن أبي عبلة (وعد الله حق) بالرفع على الاستئناف: وعد: مبتدأ، وحق: خبر عنه.
وذكر أبو حيان وغيره الرفع في لفظ (حق) على الابتداء، وجلعوا خبره المصدر المؤول بعده.
قال أبو حيان:
(... قرأ ابن أبي عبلة: حق بالرفع، فهذا ابتداء وخبره (أنه). انتهى. وكون (حق) خبر مبتدأ أو أنه هو المبتدأ هو الوجه في الإعراب
[معجم القراءات: 3/493]
كما تقول: صحيح أنك تخرج: لأن اسم (إن) معرفة، والذي تقدمها في هذا المثال معرفة) وذهب إلى مثل هذا الزمخشري، قال: (وقرئ حق أنه يبدأ الخلق) كقولك حق أن زيدًا منطلق).
وقال أبو جعفر النحاس:
(وأجاز الفراء (وعد الله) بالرفع بمعنى مرجعكم إليه وعد الله.
قال أحمد بن يحيى ثعلب: يجعله خبر (مرجعكم)...).
وقال الفراء:
(رفعت المرجع بـ(إليه)، ونصبت قوله: وعد الله حقًا) بخروجه منهما، ولو كان رفعًا كما تقول: الحق عليك واجب وواجبًا كان صوابًا، ولو استؤنف (وعد الله حق) كان صوابًا).
{إِنَّهُ يَبْدَأُ الْخَلْقَ}
- قرأ أبو عمرو وابن عامر ونافع وابن كثير وحمزة وحفص وأبو بكر عن عاصم والكسائي ويعقوب وخلف والحسن (إنه..) بكسر الهمزة على الاستئناف.
- قرأت عائشة وأبو رزين وعكرمة وأبو العالية وعبد الله بن مسعود والأعمش وسهل بن شعيب وأبو جعفر يزيد بن القعقاع، وهي قراءة ابن أبي عبلة السابقة مع الرفع (أنه..) بفتح الهمزة على تقدير: لأنه.
قال الزمخشري: (وقرئ: أنه يبدأ الخلق، بمعنى لأنه، أو هو منصوب بالفعل الذي نصب (وعد الله) أي: وعد الله وعدًا بدء
[معجم القراءات: 3/494]
الخلق، ثم إعادته...).
وقال الزجاج: (وقرئت (أنه) بفتح الألف وكسرها جميعًا، كثيرتان في القراءة، فمن فتح فالمعنى: إليه مرجعكم لأنه يبدأ الخلق، ومن كسر كسر على الاستئناف والابتداء).
وقال العكبري:
(الجمهور على كسر الهمزة على الاستئناف، وقرئ بفتحها، والتقدير: حق أنه يبدأ، فهو فاعل، ويجوز أن يكون التقدير لأنه يبدأ.
وذكر أبو جعفر الطوسي أن الفراء ذهب إلى أن من فتح جعله مفعول حقًا، كأنه قال: حقًا أنه..
قال الفراء: (... وقد فتحها بعض القراء، ونرى أنه جعلها اسمًا للحق، وجعل (وعد الله) متصلًا بقوله: (إليه مرجعكم)، ثم قال: (حقًا أنه يبدأ الخلق)، فـ (أنه في موضع رفع...).
{يَبْدَأُ}
- قراءة الجماعة (يبدأ) بفتح أوله من (بدأ) الثلاثي.
- وقرأ طلحة بن مصرف (يبدئ) بضم ياء المضارعة وكسر الدال، من (أبدأ) الرباعي.
وبدأ وأبدأ بمعنى، قال العكبري: (وماضي يبدأ بدأ، وفيه لغة أخرى: أبدأ).
- ولهشام وحمزة في الوقف إبدال الهمزة ألفًا، ولهما التسهيل والروم، والإبدال واوًا مع السكون، والروم، والإشمام، ولم يثبت الوجه الأخير عند صاحب النشر). [معجم القراءات: 3/495]
روابط مهمة:
- أقوال المفسرين