تفسير قوله تعالى: (أَمِ اتَّخَذُوا آَلِهَةً مِنَ الْأَرْضِ هُمْ يُنْشِرُونَ (21) )
قالَ أبو جعفرٍ مُحَمَّدُ بْنُ جَرِيرٍ الطَّبَرِيُّ (ت: 310هـ) : (وقوله: {أم اتّخذوا آلهةً من الأرض هم ينشرون} يقول تعالى ذكره: أتّخذ هؤلاء المشركون آلهةً من الأرض هم ينشرون، يعني بقوله {هم}: الآلهة. يقول: هذه الآلهة الّتي اتّخذوها، تنشر الأموات، يقول: يحيون الأموات؟ وينشئون الخلق؟ فإنّ اللّه هو الّذي يحيي ويميت.
- كما حدّثني محمّد بن عمرٍو، قال: حدّثنا أبو عاصمٍ، قال: حدّثني عيسى ح وحدّثني الحارث، قال: حدّثنا الحسن، قال: حدّثنا ورقاء، جميعًا، عن ابن أبي نجيحٍ، عن مجاهدٍ، قوله: {ينشرون} يقول: يحيون.
- حدّثني يونس، قال: أخبرنا ابن وهبٍ، قال: قال ابن زيدٍ، في قوله: {أم اتّخذوا آلهةً من الأرض هم ينشرون} يقول: أفي آلهتهم أحدٌ يحيي ذلك، ينشرون؟ وقرأ قول اللّه: {قل من يرزقكم من السّماء والأرض}إلى قوله: {ما لكم كيف تحكمون} ). [جامع البيان: 16/245-246]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (الآية 21 - 23.
أخرج ابن أبي شيبة، وعبد بن حميد، وابن أبي حاتم، وابن المنذر عن مجاهد رضي الله عنه في قوله: {أم اتخذوا آلهة من الأرض هم ينشرون} قال: يحيون). [الدر المنثور: 10/279]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأخرج ابن أبي حاتم عن السدي في قوله: {أم اتخذوا آلهة من الأرض هم ينشرون} قيقول: ينشرون الموتى من الأرض يقول: يحيونهم من قبورهم). [الدر المنثور: 10/279]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأخرج ابن المنذر، وابن أبي حاتم عن قتادة في قوله: {أم اتخذوا آلهة من الأرض} يعني مما اتخذوا من الحجارة والخشب، وفي قوله: {لو كان فيهما آلهة إلا الله} قال: لو كان معهما آلهة إلا الله {لفسدتا فسبحان الله رب العرش} يسبح نفسه تبارك وتعالى إذا قيل عليه البهتان). [الدر المنثور: 10/279]
تفسير قوله تعالى: (لَوْ كَانَ فِيهِمَا آَلِهَةٌ إِلَّا اللَّهُ لَفَسَدَتَا فَسُبْحَانَ اللَّهِ رَبِّ الْعَرْشِ عَمَّا يَصِفُونَ (22) )
قالَ أبو جعفرٍ مُحَمَّدُ بْنُ جَرِيرٍ الطَّبَرِيُّ (ت: 310هـ) : (القول في تأويل قوله تعالى: {لو كان فيهما آلهةٌ إلاّ اللّه لفسدتا فسبحان اللّه ربّ العرش عمّا يصفون}.
يقول تعالى ذكره: لو كان في السّماوات والأرض آلهةٌ تصلح لهم العبادة سوى اللّه الّذي هو خالق الأشياء، وله العبادة والألوهة الّتي لا تصلح إلاّ له {لفسدتا} يقول: لفسد أهل السّماوات والأرض {فسبحان اللّه ربّ العرش عمّا يصفون} يقول جلّ ثناؤه: فتنزيهٌ للّه، وتبرئةٌ له ممّا يفتري به عليه هؤلاء المشركون به من الكذب. كما؛
- حدّثنا بشرٌ، قال: حدّثنا يزيد، قال: حدّثنا سعيدٌ، عن قتادة، قوله: {لو كان فيهما آلهةٌ إلاّ اللّه لفسدتا فسبحان اللّه ربّ العرش عمّا يصفون} يسبّح نفسه إذ قيل عليه البهتان). [جامع البيان: 16/246]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأخرج ابن المنذر، وابن أبي حاتم عن قتادة في قوله: {أم اتخذوا آلهة من الأرض} يعني مما اتخذوا من الحجارة والخشب، وفي قوله: {لو كان فيهما آلهة إلا الله} قال: لو كان معهما آلهة إلا الله {لفسدتا فسبحان الله رب العرش} يسبح نفسه تبارك وتعالى إذا قيل عليه البهتان). [الدر المنثور: 10/279] (م)
تفسير قوله تعالى: (لَا يُسْأَلُ عَمَّا يَفْعَلُ وَهُمْ يُسْأَلُونَ (23) )
قالَ أبو جعفرٍ مُحَمَّدُ بْنُ جَرِيرٍ الطَّبَرِيُّ (ت: 310هـ) : (القول في تأويل قوله تعالى: {لا يسأل عمّا يفعل وهم يسألون}.
يقول تعالى ذكره: لا سائل يسأل ربّ العرش عن الّذي يفعل بخلقه من تصريفهم فيما شاء من حياةٍ، وموتٍ، وإعزازٍ، وإذلالٍ، وغير ذلك من حكمه فيهم، لأنّهم خلقه وعبيده، وجميعهم في ملكه وسلطانه، والحكم حكمه، والقضاء قضاؤه، لا شيء فوقه يسأله عمّا يفعل فيقول له: لم فعلت؟ ولم لم تفعل؟ {وهم يسألون} يقول جلّ ثناؤه: وجميع من في السّماوات والأرض من عباده مسئولون عن أفعالهم، ومحاسبون على أعمالهم، وهو الّذي يسألهم عن ذلك ويحاسبهم عليه، لأنّه فوقهم ومالكهم، وهم في سلطانه.
وبنحو الّذي قلنا في ذلك قال أهل التّأويل.
ذكر من قال ذلك
- حدّثنا بشرٌ، قال: حدّثنا يزيد، قال: حدّثنا سعيدٌ، عن قتادة، قوله: {لا يسئل عمّا يفعل وهم يسألون} يقول: لا يسئل عمّا يفعل بعباده، وهم يسألون عن أعمالهم.
- حدّثنا القاسم، قال: حدّثنا الحسين، قال: حدّثني حجّاجٌ، عن ابن جريجٍ، قال: قوله: {لا يسئل عمّا يفعل وهم يسألون} قال: لا يسئل الخالق عن قضائه في خلقه، وهو يسأل الخلق عن عملهم.
- حدّثت عن الحسين، قال: سمعت أبا معاذٍ، يقول: أخبرنا عبيدٌ، قال: سمعت الضّحّاك، يقول في قوله: {لا يسئل عمّا يفعل وهم يسألون} قال: لا يسئل الخالق عمّا يقضي في خلقه، والخلق مسئولون عن أعمالهم). [جامع البيان: 16/246-247]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأخرج ابن المنذر، وابن أبي حاتم عن قتادة رضي الله عنه في قوله: {لا يسأل عما يفعل} قال: بعباده {وهم يسألون} قال: عن أعمالهم). [الدر المنثور: 10/279]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأخرج ابن أبي حاتم عن الضحاك في قوله: {لا يسأل عما يفعل وهم يسألون} قال: لا يسأل الخالق عما يقضي في خلقه والخلق مسؤولون عن أعمالهم). [الدر المنثور: 10/280]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأخرج سعيد بن منصور، وابن المنذر عن ابن عباس قال: ما في الأرض قوم أبغض إلي من القدرية وما ذلك إلا لأنهم لا يعلمون قدرة الله تعالى، قال الله: {لا يسأل عما يفعل وهم يسألون} ). [الدر المنثور: 10/280]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأخرج ابن مردويه، عن جابر بن عبد الله قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: إن في بعض ما أنزل الله في الكتب: إني أنا الله لا إله إلا أنا قدرت الخير والشر فطوبى لمن قدرت على يده الخير ويسرته له وويل لمن قدرت على يده الشر ويسرته له، إني أنا الله لا إله إلا أنا لا أسأل عما أفعل وهم يسألون فويل لمن قال وكيف). [الدر المنثور: 10/280]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأخرج ابن أبي حاتم والبيهقي في الأسماء والصفات عن ميمون بن مهران قال: لما بعث الله موى وكلمه وأنزل عليه التوراة قال: اللهم إنك رب عظيم لو شئت أن تطاع لأطعت ولو شئت أن لا تعصى ما عصيت وأنت تحب أن تطاع وأنت في ذلك تعصى فكيف يا رب فأوحى الله إليه: إني لا أسأل عما أفعل وهم يسألون). [الدر المنثور: 10/280-281]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأخرج ابن أبي حاتم والبيهقي عن نوف البكالي قال: قال عزير فيما يناجي ربه: يا رب تخلق خلقا (تضل بها من تشاء وتهدي من تشاء) (الأعراف آية 155) فقال له: يا عزير أعرض عن هذا، فأعاد فقيل له: لتعرضن عن هذا وإلا محوتك من النبوة إني لا أسأل عما أفعل وهم يسألون). [الدر المنثور: 10/281]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأخرج البيهقي عن داود بن أبي هند أن عزيرا سأل ربه عن القدر فقال: سألتني عن علمي عقوبتك أن لا أسميك في الأنبياء). [الدر المنثور: 10/281]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأخرج الطبراني من طريق ميمون بن مهران عن ابن عباس قال: لما بعث الله موسى عليه السلام وأنزل عليه التوراة قال: اللهم إنك رب عظيم ولو شئت أن تطاع لأطعت ولو شئت أن لا تعصى ما عصيت وأنت تحب أن تطاع وأنت في ذلك تعصى فكيف يا رب فأوحى الله إليه: إني لا أسأل عما أفعل وهم يسألون، فانتهى موسى، فلما بعث الله عزيرا وأنزل عليه التوراة بعد ما كان رفعها عن بني إسرائيل حتى قال: من قال: إنه ابن الله قال: اللهم إنك رب عظيم ولو شئت أن تطاع لأطعت ولو شئت أن لا تعصى ما عصيت وأنت تحب أن تطاع وأنت في ذلك تعصى فكيف يا رب فأوحى الله إليه أني لا أسأل عما أفعل وهم يسألون، فأبت نفسه حتى سأل أيضا فقال: أتستطيع أن تصر صرة من الشمس قال: لا، قال: أفتستطيع أن تجيء بمكيال من ريح قال: لا، قال: أفتستطيع أن تجيء بمكيال من ريح قال: لا، قال: أفتستطيع أن تجيء بمثقال من نور قال: لا، قال: أفتستطيع أن تجيء بقيراط من نور قال: لا، قال: فهكذا إن لا تقدر على الذي سألت إني لا أسأل عما أفعل وهم يسألون أما إني لا أجعل عقوبتك إلا أن أمحو اسمك من الأنبياء فلا تذكر فيهم، فمحي اسمه من الأنبياء فليس يذكر فيهم وهو نبي، فلما بعث الله عيسى ورأى منزلته من ربه وعلمه الكتاب والحكمة والتوراة والإنجيل ويبرئ الأكمه والأبرص ويحيي الموتى قال: اللهم إنك رب عظيم لو شئت أن تطاع لأطعت ولو شئت أن لا تعصى ما عصيت وأنت تحب أن تطاع وأنت في ذلك تعصى فكيف يا رب فأوحى الله إليه: إني لا أسأل عما أفعل وهم يسألون وأنت عبدي ورسولي وكلمتي ألقيتك إلى مريم وروح مني خلقتك من تراب ثم قلت لك كن فكنت لئن لم تنته لأفعلن بك كما فعلت بصاحبك بين يديك، إني لا أسال عما أفعل وهم يسألون، فجمع عيسى من تيعه وقال: القدر سر الله فلا تكلفوه). [الدر المنثور: 10/281-283]
تفسير قوله تعالى: (أَمِ اتَّخَذُوا مِنْ دُونِهِ آَلِهَةً قُلْ هَاتُوا بُرْهَانَكُمْ هَذَا ذِكْرُ مَنْ مَعِيَ وَذِكْرُ مَنْ قَبْلِي بَلْ أَكْثَرُهُمْ لَا يَعْلَمُونَ الْحَقَّ فَهُمْ مُعْرِضُونَ (24) )
قالَ أبو جعفرٍ مُحَمَّدُ بْنُ جَرِيرٍ الطَّبَرِيُّ (ت: 310هـ) : (القول في تأويل قوله تعالى: {أم اتّخذوا من دونه آلهةً قل هاتوا برهانكم هذا ذكر من معي وذكر من قبلي بل أكثرهم لا يعلمون الحقّ فهم معرضون}.
يقول تعالى ذكره: أتّخذ هؤلاء المشركون من دون اللّه آلهةً تنفع وتضرّ، وتخلق، وتحيي وتميت؟. قل يا محمّد لهم: هاتوا برهانكم، يعني حجّتكم، يقول: هاتوا إن كنتم تزعمون أنّكم محقّون في قيلكم ذلك حجّةً ودليلاً على صدقكم.
- كما حدّثنا بشرٌ، قال: حدّثنا يزيد، قال: حدّثنا سعيدٌ، عن قتادة، قوله: {قل هاتوا برهانكم} يقول: هاتوا بيّنتكم على ما تقولون.
وقوله: {هذا ذكر من معي} يقول: هذا الّذي جئتكم به من عند اللّه من القرآن والتّنزيل، {ذكر من معي} يقول: خبر من معي بمّا لهم من ثواب اللّه على إيمانهم به، وطاعتهم إيّاه، وما عليهم من عقاب اللّه على معصيتهم إيّاه، وكفرهم به {وذكر من قبلي} يقول: وخبر من قبلي من الأمم الّتي سلفت قبلي، وما فعل اللّه بهم في الدّنيا، وهو فاعلٌ بهم في الآخرة.
وبنحو الّذي قلنا في ذلك قال أهل التّأويل.
ذكر من قال ذلك
- حدّثني بشرٌ، قال: حدّثنا يزيد، قال: حدّثنا سعيدٌ، عن قتادة، قوله: {هذا ذكر من معي} يقول: هذا القرآن فيه ذكر الحلال والحرام، {وذكر من قبلي} يقول: ذكر أعمال الأمم السّالفة، وما صنع اللّه بهم وإلى ما صاروا.
- حدّثنا القاسم، قال: حدّثنا الحسين، قال: حدّثني حجّاجٌ، عن ابن جريجٍ، {هذا ذكر من معي} قال: حديث من معي، وحديث من قبلي وقوله: {بل أكثرهم لا يعلمون الحقّ}.
وقوله: بل أكثر هؤلاء المشركين لا يعلمون الصّواب فيما يقولون ولا فيما يأتون ويذرون، فهم معرضون عن الحقّ جهلاً منهم به، وقلّة فهمٍ.
وكان قتادة يقول في ذلك ما؛
- حدّثنا بشرٌ، قال: حدّثنا يزيد، قال: حدّثنا سعيدٌ، عن قتادة: {بل أكثرهم لا يعلمون الحقّ فهم معرضون} عن كتاب اللّه). [جامع البيان: 16/248-249]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (الآية 24 - 25.
أخرج ابن المنذر، وابن أبي حاتم عن قتادة رضي الله عنه في قوله: {أم اتخذوا من دونه آلهة قل هاتوا برهانكم} يقول: هاتوا بينتكم على ما تقولون {هذا ذكر من معي} يقول: هذا القرآن فيه ذكر الحلال والحرام {وذكر من قبلي} يقول: فيه ذكر أعمال الأمم السالفة وما صنع الله بهم وإلى ما صاروا {بل أكثرهم لا يعلمون الحق فهم معرضون} عن كتاب الله {وما أرسلنا من قبلك من رسول إلا نوحي إليه أنه لا إله إلا أنا فاعبدون} قال: أرسلت الرسل بالإخلاص والتوحيد لله لا يقبل منهم حتى يقولوه ويقروا به والشرائع تختلف في التوراة شريعة وفي الإنجيل شريعة وفي القرآن شريعة حلال وحرام فهذا كله في الإخلاص لله وتوحيد الله). [الدر المنثور: 10/283]