التفسير اللغوي
تفسير قوله تعالى: {فَاصْبِرْ إِنَّ وَعْدَ اللَّهِ حَقٌّ وَاسْتَغْفِرْ لِذَنْبِكَ وَسَبِّحْ بِحَمْدِ رَبِّكَ بِالْعَشِيِّ وَالْإِبْكَارِ (55)}
قالَ الأَخْفَشُ سَعِيدُ بْنُ مَسْعَدَةَ الْبَلْخِيُّ (ت: 215هـ) : ({فاصبر إنّ وعد اللّه حقٌّ واستغفر لذنبك وسبّح بحمد ربّك بالعشيّ والإبكار}
وقال: {وسبّح بحمد ربّك بالعشيّ والإبكار} , يريد "في الإبكار" , وقد تقول: "بالدار زيدٌ" , تريد : "زيدٌ في الدّار".). [معاني القرآن: 4/5]
تفسير قوله تعالى: {إِنَّ الَّذِينَ يُجَادِلُونَ فِي آَيَاتِ اللَّهِ بِغَيْرِ سُلْطَانٍ أَتَاهُمْ إِنْ فِي صُدُورِهِمْ إِلَّا كِبْرٌ مَا هُمْ بِبَالِغِيهِ فَاسْتَعِذْ بِاللَّهِ إِنَّهُ هُوَ السَّمِيعُ الْبَصِيرُ (56)}
قالَ يَحْيَى بْنُ زِيَادٍ الفَرَّاءُ: (ت: 207هـ): (وقوله: {إلاّ كبرٌ مّا هم ببالغيه...}.
يريد: تكبروا أن يؤمنوا بما جاء به محمد صلى الله عليه ما هم ببالغي ذلك: بنائلي ما أرادوا). [معاني القرآن: 3/10]
قَالَ عَبْدُ اللهِ بْنُ مُسْلِمِ بْنِ قُتَيْبَةَ الدِّينَوَرِيُّ (ت: 276هـ) : ( {إن في صدورهم إلّا كبرٌ ما هم ببالغيه} : أي: تكبر عن محمد صلى اللّه عليه وعلى آله وسلم , وطمع أن يعلوه، وما هم ببالغي ذلك).[تفسير غريب القرآن: 387]
قَالَ إِبْرَاهِيمُ بْنُ السَّرِيِّ الزَّجَّاجُ (ت: 311هـ) : ( {إنّ الّذين يجادلون في آيات اللّه بغير سلطان أتاهم إن في صدورهم إلّا كبر ما هم ببالغيه فاستعذ باللّه إنّه هو السّميع البصير (56)}: أي: يجادلون في دفع آيات اللّه.
{بغير سلطان أتاهم} : أي: بغير حجة أتتهم.
{إن في صدورهم إلّا كبر ما هم ببالغيه} : أي: ما هم ببالغي إرادتهم فيه، وإرادتهم دفع آيات اللّه عزّ وجلّ , ودل على هذا المعنى : {يجادلون في آيات اللّه}؛ لأن الكبر هم قد أوقعوه , فليس يلبس هذا ببالغي الكبر.
وجاء في التفسير: أنه يعنى به اليهود، وأن الكبر الذي ليس هم ببالغيه توقع أمر الدّجال، فتكبروا متربصين يتوقعون خروج الدجال.
فأعلم اللّه : أن هذه الفرقة التي تجادل لا تبلغ خروج الدجال.
ويدل على قول من قال هذا قول اللّه عزّ وجلّ يعقب هذا: {فاستعذ باللّه} ). [معاني القرآن: 4/377]
قَالَ أَحْمَدُ بنُ مُحَمَّدِ بنِ إِسْمَاعِيلَ النحَّاسُ (ت: 338هـ) : (وقوله جل وعز: {إن في صدورهم إلا كبر ما هم ببالغيه}
مثل قوله: {واسأل القرية} : المعنى : ما هم ببالغي إرادتهم فيه ؛ لأن الكبر شيء قد أتوه فهذا لا يشكل .
وقد قيل : الكبر ههنا العلو على النبي صلى الله عليه وسلم , وذلك إرادتهم ولم يبلغوه , فأما إرادتهم في الأول, فالجدال في آيات الله جل وعز حتى يبطلوها , ولم يبلغوا ذلك .
وقيل : إنما يراد بذا اليهود, تكبروا , وتوقفوا , وقالوا: حتى يخرج الدجال ونكون معه , فأعلم الله جل وعز أن هذه الفرقة من اليهود لا تلحق الدجال, واستشهد صاحب هذا القول بقوله: {فاستعذ بالله} ). [معاني القرآن: 6/231]
قَالَ مَكِّيُّ بْنُ أَبِي طَالِبٍ القَيْسِيُّ (ت: 437هـ): ({إِلَّا كِبْرٌ}: أي تكبر عن النبي صلى الله عليه وسلم {مَّا هُم بِبَالِغِيهِ}: أي : ما هم ببالغي ما يريدون فيه.). [تفسير المشكل من غريب القرآن: 216]
تفسير قوله تعالى: {وَمَا يَسْتَوِي الْأَعْمَى وَالْبَصِيرُ وَالَّذِينَ آَمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ وَلَا الْمُسِيءُ قَلِيلًا مَا تَتَذَكَّرُونَ (58)}
قالَ أَبُو عُبَيْدَةَ مَعْمَرُ بْنُ الْمُثَنَّى التَّيْمِيُّ (ت:210هـ): ({ قليلاً ما يتذكّرون}: مجازها يتذكرون قليلاً.). [مجاز القرآن: 2/194]