التفسير اللغوي
تفسير قوله تعالى: {وَجَاءَ مِنْ أَقْصَى الْمَدِينَةِ رَجُلٌ يَسْعَى قَالَ يَا قَوْمِ اتَّبِعُوا الْمُرْسَلِينَ (20) }
قال يَحيى بن سلاَّم بن أبي ثعلبة البصري (ت: 200هـ): (قال: {وجاء من أقصى المدينة} [يس: 20] أنطاكية.
{رجلٌ يسعى} [يس: 20]، يعني: يسرع، وهو حبيبٌ النّجّار.
{قال يا قوم اتّبعوا المرسلين {20} اتّبعوا من لا يسألكم أجرًا وهم مهتدون {21} ). [تفسير القرآن العظيم: 2/804]
قالَ أَبُو عُبَيْدَةَ مَعْمَرُ بْنُ الْمُثَنَّى التَّيْمِيُّ (ت:210هـ): ({قال يا قوم اتّبعوا المرسلين }. بعض العرب يقول: يا قوم، يكسرها , ولا يطلق ياء الإضافة كما حذفوا التنوين من نداء المفرد , قالوا: يا زيد أقبل , وبعضهم ينشد بيت زهير:
تبيّن خليل هل ترى من ظعائن= تحمّلن بالعلياء من فوق جرثثم.). [مجاز القرآن: 2/159]
قَالَ إِبْرَاهِيمُ بْنُ السَّرِيِّ الزَّجَّاجُ (ت: 311هـ) : (وقوله: {وجاء من أقصا المدينة رجل يسعى قال يا قوم اتّبعوا المرسلين (20)}
هذا رجل كان يعبد اللّه في غار في جبل، فلما سمع بالمرسلين جاء يسعى، أي: يعدو إليهم، فقال: أتريدون أجرا على ما جئتم به ؟.
فقال المرسلون: لا.
وكان يقال لهذا الرجل : فيما روي حبيب النجار , فأقبل على قومه فقال:{يا قوم اتّبعوا المرسلين (20) اتّبعوا من لا يسألكم أجرا وهم مهتدون (21) }إلى قوله:{فاسمعون}, فأشهد الرسل على إيمانه.
قال قتادة: (هذا رجل دعا قومه إلى الله , ومخضهم النصيحة , فقتلوه على ذلك , وأقبلوا يرجمونه , وهو يقول: اللهم اهد قومي , اللهم اهد قومي، فأدخله الله الجنّة , فهو حيّ فيها يرزق).
والمعنى : فلما عذبه قومه، قيل :ادخل الجنّة.). [معاني القرآن: 4/282-283]
قَالَ أَحْمَدُ بنُ مُحَمَّدِ بنِ إِسْمَاعِيلَ النحَّاسُ (ت: 338هـ) : (وقوله جل وعز: {وجاء من أقصى المدينة رجل يسعى}
قال مجاهد : (هو حبيب النجار) .
قال قتادة : (كان يعبد الله جل وعز في غار , فلما سمع بخبر المرسلين , جاء يسعى فقال للمرسلين : أتطلبون على ما جئتم به أجرا ؟).
قالوا : لا, ما أجرنا إلا على الله .
فقال: يا قوم اتبعوا المرسلين , إلى قوله: {إني آمنت بربكم فاسمعون} , يقول هذا للمرسلين .
وقال كعب , ووهب : (قال هذا لقومه).
قال قتادة : (فرجمه قومه , فقال : اللهم اهد قومي, أحسبه قال : فإنهم لا يعلمون , فلم يزالوا يرجمونه حتى أقعصوه , فأدخله الله جل وعز الجنة , ولم ينظر الله قومه حتى أهلكهم) .
قال كعب ووهب: (وثبوا عليه وثبة رجل واحد ؛ فقتلوه , فإذا هم خامدون).).[معاني القرآن: 5/486-488]
تفسير قوله تعالى:{اتَّبِعُوا مَنْ لَا يَسْأَلُكُمْ أَجْرًا وَهُمْ مُهْتَدُونَ (21)}
قالَ أَبُو عُبَيْدَةَ مَعْمَرُ بْنُ الْمُثَنَّى التَّيْمِيُّ (ت:210هـ): ({ اتّبعوا من لا يسألكم أجراً وهم مهتدون }: " من " : في موضع جميع.). [مجاز القرآن: 2/159]
قَالَ إِبْرَاهِيمُ بْنُ السَّرِيِّ الزَّجَّاجُ (ت: 311هـ) : (وقوله: {وجاء من أقصا المدينة رجل يسعى قال يا قوم اتّبعوا المرسلين (20)}
هذا رجل كان يعبد اللّه في غار في جبل، فلما سمع بالمرسلين جاء يسعى، أي: يعدو إليهم، فقال: أتريدون أجرا على ما جئتم به ؟.
فقال المرسلون: لا.
وكان يقال لهذا الرجل : فيما روي حبيب النجار , فأقبل على قومه فقال: {يا قوم اتّبعوا المرسلين (20) اتّبعوا من لا يسألكم أجرا وهم مهتدون (21) }إلى قوله:{فاسمعون}, فأشهد الرسل على إيمانه.
قال قتادة: (هذا رجل دعا قومه إلى الله , ومخضهم النصيحة , فقتلوه على ذلك , وأقبلوا يرجمونه , وهو يقول: اللهم اهد قومي , اللهم اهد قومي، فأدخله الله الجنّة , فهو حيّ فيها يرزق).
والمعنى : فلما عذبه قومه، قيل :ادخل الجنّة.). [معاني القرآن: 4/282-283] (م)
قَالَ أَحْمَدُ بنُ مُحَمَّدِ بنِ إِسْمَاعِيلَ النحَّاسُ (ت: 338هـ) : (وقوله جل وعز: {وجاء من أقصى المدينة رجل يسعى}
قال مجاهد : (هو حبيب النجار) .
قال قتادة : (كان يعبد الله جل وعز في غار , فلما سمع بخبر المرسلين , جاء يسعى فقال للمرسلين : أتطلبون على ما جئتم به أجرا ؟).
قالوا : لا, ما أجرنا إلا على الله .
فقال: يا قوم اتبعوا المرسلين , إلى قوله: {إني آمنت بربكم فاسمعون} , يقول هذا للمرسلين .
وقال كعب , ووهب : (قال هذا لقومه).
قال قتادة : (فرجمه قومه , فقال : اللهم اهد قومي, أحسبه قال : فإنهم لا يعلمون , فلم يزالوا يرجمونه حتى أقعصوه , فأدخله الله جل وعز الجنة , ولم ينظر الله قومه حتى أهلكهم) .
قال كعب ووهب: (وثبوا عليه وثبة رجل واحد ؛ فقتلوه , فإذا هم خامدون).).[معاني القرآن: 5/486-488] (م)
تفسير قوله تعالى: {وَمَا لِيَ لَا أَعْبُدُ الَّذِي فَطَرَنِي وَإِلَيْهِ تُرْجَعُونَ (22)}
قال يَحيى بن سلاَّم بن أبي ثعلبة البصري (ت: 200هـ): ({وما لي لا أعبد الّذي فطرني} [يس: 22] خلقني.
[تفسير القرآن العظيم: 2/804]
{وإليه ترجعون} [يس: 22] يوم القيامة). [تفسير القرآن العظيم: 2/805]
قَالَ إِبْرَاهِيمُ بْنُ السَّرِيِّ الزَّجَّاجُ (ت: 311هـ) : (وقوله: {وجاء من أقصا المدينة رجل يسعى قال يا قوم اتّبعوا المرسلين (20)} هذا رجل كان يعبد اللّه في غار في جبل، فلما سمع بالمرسلين جاء يسعى، أي: يعدو إليهم، فقال: أتريدون أجرا على ما جئتم به ؟.
فقال المرسلون: لا.
وكان يقال لهذا الرجل : فيما روي حبيب النجار , فأقبل على قومه فقال:{يا قوم اتّبعوا المرسلين (20) اتّبعوا من لا يسألكم أجرا وهم مهتدون (21) }إلى قوله:{فاسمعون}, فأشهد الرسل على إيمانه.
قال قتادة: (هذا رجل دعا قومه إلى الله , ومخضهم النصيحة , فقتلوه على ذلك , وأقبلوا يرجمونه , وهو يقول: اللهم اهد قومي , اللهم اهد قومي، فأدخله الله الجنّة , فهو حيّ فيها يرزق).
والمعنى : فلما عذبه قومه، قيل :ادخل الجنّة.).[معاني القرآن: 4/282-283] (م)
تفسير قوله تعالى: {أَأَتَّخِذُ مِنْ دُونِهِ آَلِهَةً إِنْ يُرِدْنِ الرَّحْمَنُ بِضُرٍّ لَا تُغْنِ عَنِّي شَفَاعَتُهُمْ شَيْئًا وَلَا يُنْقِذُونِ (23)}
قال يَحيى بن سلاَّم بن أبي ثعلبة البصري (ت: 200هـ): ({أأتّخذ من دونه آلهةً} [يس: 23] على الاستفهام.
{إن يردن الرّحمن بضرٍّ لا تغن عنّي شفاعتهم} [يس: 23]، يعني: الآلهة.
{شيئًا ولا ينقذون} [يس: 23] من ضرّي). [تفسير القرآن العظيم: 2/805]
قالَ أَبُو عُبَيْدَةَ مَعْمَرُ بْنُ الْمُثَنَّى التَّيْمِيُّ (ت:210هـ): ( {ولا ينقذون }: تكف هذه الياء - كما تكف ياء الاضافة - هاهنا , وفي آية أخرى { ربّى أكرمن وأمّا إذا ما ابتلاه فقدر عليه رزقه فيقول ربّي أهانن }. قال الأعشى:
ومن كاشحٍ ظاهر غمره= إذا ما انتسبت له أنكرن
والعرب تكف الياءات المكسورات , والمفتوحات من الأرداف , قال لبيد ابن ربيعة:
وقبيلٌ من لكيزٍ شاهدٌ= رهط مرجومٍ ورهط ابن المعلّ
مرجوم العصري من بني عصرٍ من عبد القيس , وابن المعلى: جد الجارود الجذمي.). [مجاز القرآن: 2/160]
تفسير قوله تعالى: (إِنِّي إِذًا لَفِي ضَلَالٍ مُبِينٍ (24) )
قال يَحيى بن سلاَّم بن أبي ثعلبة البصري (ت: 200هـ): ({إنّي إذًا لفي ضلالٍ مبينٍ} [يس: 24]، يعني: في خسرانٍ بيّنٍ في تفسير السّدّيّ). [تفسير القرآن العظيم: 2/805]
تفسير قوله تعالى: {إِنِّي آَمَنْتُ بِرَبِّكُمْ فَاسْمَعُونِ (25)}
قال يَحيى بن سلاَّم بن أبي ثعلبة البصري (ت: 200هـ): (قوله عزّ وجلّ: {إنّي آمنت بربّكم فاسمعون} [يس: 25] المعلّى، عن أبي يحيى، عن مجاهدٍ، قال: كان رجلا من قوم يونس، وكان به جذامٌ، وكان يطيف بآلهتهم يدعوها، إذ مرّ على قومٍ مجتمعين، فأتاهم فإذا هم قد قتلوا نبيّين، فبعث اللّه إليهم الثّالث، فلمّا سمع قوله: قال: يا عبد اللّه إنّ معي ذهبًا فهل أنت آخذه منّي وأتّبعك وتدعو اللّه لي؟ قال: لا أريد ذهبك، ولكن اتّبعني، فلمّا رأى الّذي به دعا اللّه له فبرأ، فلمّا رأى ما صنع به {قال يا قوم اتّبعوا المرسلين {20} اتّبعوا من لا يسألكم أجرًا} [يس: 20-21] لما كان عرض عليه من الذّهب فلم يقبله منه {وهم مهتدون {21} وما لي لا أعبد الّذي فطرني} [يس: 21-22] خلقني {وإليه ترجعون {22} أأتّخذ من دونه آلهةً إن يردن الرّحمن بضرٍّ لا تغن عنّي شفاعتهم شيئًا} [يس: 22-23] لما كان يدعو آلهتهم لما به من الجذام فلم يغن عنه شيئًا {ولا ينقذون} [يس: 23] من ضرّي، يعني: الجذام الّذي كان به.
{إنّي إذًا لفي ضلالٍ مبينٍ {24}.
{إنّي آمنت بربّكم فاسمعون {25}} [يس: 25]، أي: فاستمعوا قولي، فاقبلوه فدعاهم إلى الإيمان، وليس هذا الحرف من تفسير مجاهدٍ، قال مجاهدٌ: فلمّا سمعوه قتلوه). [تفسير القرآن العظيم: 2/805]
قالَ يَحْيَى بْنُ زِيَادٍ الفَرَّاءُ: (ت: 207هـ): (وقوله: {إنّي آمنت بربّكم فاسمعون} أي : فاشهدوا لي بذلك, يقوله: حبيب للرسل الثلاثة.). [معاني القرآن: 2/374]
قالَ أَبُو عُبَيْدَةَ مَعْمَرُ بْنُ الْمُثَنَّى التَّيْمِيُّ (ت:210هـ): ({ إنّي آمنت بربّكم فاسمعون}: مثل ومجازها: اسمعوني ,اسمعوا مني.). [مجاز القرآن: 2/160]
قَالَ عَبْدُ اللهِ بْنُ مُسْلِمِ بْنِ قُتَيْبَةَ الدِّينَوَرِيُّ (ت: 276هـ) : ( {إنّي آمنت بربّكم فاسمعون}: أي , فاشهدوا.). [تفسير غريب القرآن: 364]
تفسير قوله تعالى:{قِيلَ ادْخُلِ الْجَنَّةَ قَالَ يَا لَيْتَ قَوْمِي يَعْلَمُونَ (26)}
قال يَحيى بن سلاَّم بن أبي ثعلبة البصري (ت: 200هـ): (فـ {قيل} له.
{ادخل الجنّة} [يس: 26] عاصم بن حكيمٍ أنّ مجاهدًا قال: وجبت لك الجنّة.
فـ {قال يا ليت قومي يعلمون {26}). [تفسير القرآن العظيم: 2/806]
قَالَ إِبْرَاهِيمُ بْنُ السَّرِيِّ الزَّجَّاجُ (ت: 311هـ) : (وقوله: {وجاء من أقصا المدينة رجل يسعى قال يا قوم اتّبعوا المرسلين (20)} هذا رجل كان يعبد اللّه في غار في جبل، فلما سمع بالمرسلين جاء يسعى، أي: يعدو إليهم، فقال: أتريدون أجرا على ما جئتم به؟.
فقال المرسلون: لا.
وكان يقال لهذا الرجل فيما روي حبيب النجار , فأقبل على قومه فقال: {يا قوم اتّبعوا المرسلين (20) اتّبعوا من لا يسألكم أجرا وهم مهتدون (21)}, إلى قوله: {فاسمعون}, فأشهد الرسل على إيمانه .
قال قتادة: (هذا رجل دعا قومه إلى الله , ومخضهم النصيحة , فقتلوه على ذلك , وأقبلوا يرجمونه , وهو يقول: اللهم اهد قومي , اللهم اهد قومي، فأدخله الله الجنّة , فهو حيّ فيها يرزق).
والمعنى : فلما عذبه قومه، قيل : ادخل الجنّة.
فلما شاهدها , قال:{يا ليت قومي يعلمون (26) بما غفر لي ربّي وجعلني من المكرمين (27)}
أي : بمغفرة ربي لي.
{من المكرمين}: أي : من المدخلين الجنة.
وقيل أيضا بما غفر لي ربي , أي: ليتهم يعلمون بالعمل والإيمان الذي غفر لي به ربّي، ويجوز " بم غفر لي ربّي "على معني : بأي شيء غفر لي ربي، ويجوز أن يكون " بما " في هذا المعنى بإثبات الألف، تقول: قد علمت بما صنعت هذا، وقد علمت بم صنعت هذا، أي : قد علمت بأي شيء صنعت هذا، وحذف الألف في هذا المعنى أجود.). [معاني القرآن: 4/282-283]
تفسير قوله تعالى: {بِمَا غَفَرَ لِي رَبِّي وَجَعَلَنِي مِنَ الْمُكْرَمِينَ (27) }
قال يَحيى بن سلاَّم بن أبي ثعلبة البصري (ت: 200هـ): ({بما غفر لي ربّي وجعلني من المكرمين {27}} [يس: 27] فنصحهم حيًّا وميّتًا). [تفسير القرآن العظيم: 2/806]
قالَ يَحْيَى بْنُ زِيَادٍ الفَرَّاءُ: (ت: 207هـ): (وقوله: {بما غفر لي ربّي...} و(بما) تكون في موضع (الذي) , وتكون (ما) , و(غفر) في موضع مصدر.
ولو جعلت (ما) في معنى (أيّ) كان صواباً.
يكون المعنى: ليتهم يعلمون بأيّ شيء غفر لي ربّي, ولو كان كذلك لجاز له فيه: (بم غفر لي ربّي) بنقصان الألف. كما تقول:
سل عمّ شئت، وكما قال : {فناظرةٌ بم يرجع المرسلون} , وقد أتمّها الشاعر , وهي استفهام فقال:
إنا قتلنا بقتلانا سراتكم = أهل اللواء ففيما يكثر القيل). [معاني القرآن: 2/374-375]
قَالَ إِبْرَاهِيمُ بْنُ السَّرِيِّ الزَّجَّاجُ (ت: 311هـ) : (وقوله: {وجاء من أقصا المدينة رجل يسعى قال يا قوم اتّبعوا المرسلين (20)}
هذا رجل كان يعبد اللّه في غار في جبل، فلما سمع بالمرسلين جاء يسعى، أي: يعدو إليهم، فقال: أتريدون أجرا على ما جئتم به؟.
فقال المرسلون: لا.
وكان يقال لهذا الرجل فيما روي حبيب النجار , فأقبل على قومه فقال: {يا قوم اتّبعوا المرسلين (20) اتّبعوا من لا يسألكم أجرا وهم مهتدون (21)}, إلى قوله: {فاسمعون}, فأشهد الرسل على إيمانه .
قال قتادة: (هذا رجل دعا قومه إلى الله , ومخضهم النصيحة , فقتلوه على ذلك , وأقبلوا يرجمونه , وهو يقول: اللهم اهد قومي , اللهم اهد قومي، فأدخله الله الجنّة , فهو حيّ فيها يرزق).
والمعنى : فلما عذبه قومه، قيل : ادخل الجنّة.
فلما شاهدها , قال:{يا ليت قومي يعلمون (26) بما غفر لي ربّي وجعلني من المكرمين (27)}
أي : بمغفرة ربي لي.
{من المكرمين}: أي : من المدخلين الجنة.
وقيل أيضا بما غفر لي ربي , أي: ليتهم يعلمون بالعمل والإيمان الذي غفر لي به ربّي، ويجوز " بم غفر لي ربّي "على معني : بأي شيء غفر لي ربي، ويجوز أن يكون " بما " في هذا المعنى بإثبات الألف، تقول: قد علمت بما صنعت هذا، وقد علمت بم صنعت هذا، أي : قد علمت بأي شيء صنعت هذا، وحذف الألف في هذا المعنى أجود.). [معاني القرآن: 4/282-283]
تفسير قوله تعالى:{وَمَا أَنْزَلْنَا عَلَى قَوْمِهِ مِنْ بَعْدِهِ مِنْ جُنْدٍ مِنَ السَّمَاءِ وَمَا كُنَّا مُنْزِلِينَ (28)}
قال يَحيى بن سلاَّم بن أبي ثعلبة البصري (ت: 200هـ): (قال اللّه: {وما أنزلنا على قومه من بعده من جندٍ من السّماء} [يس: 28] رسالةٍ، في تفسير مجاهدٍ.
{وما كنّا منزلين} [يس: 28] والجند في تفسير الحسن الملائكة الّذين يجيئون بالوحي إلى الأنبياء، فانقطع عنهم الوحي واستوجبوا العذاب، فجاءهم العذاب). [تفسير القرآن العظيم: 2/806]
قَالَ إِبْرَاهِيمُ بْنُ السَّرِيِّ الزَّجَّاجُ (ت: 311هـ) : ( {وما أنزلنا على قومه من بعده من جند من السّماء وما كنّا منزلين (28)} المعنى : لم ننزل عليهم جندا، لم ننتصر للرسول الذي كذبوه بجند.). [معاني القرآن: 4/283]
تفسير قوله تعالى:{إِنْ كَانَتْ إِلَّا صَيْحَةً وَاحِدَةً فَإِذَا هُمْ خَامِدُونَ (29) }
قال يَحيى بن سلاَّم بن أبي ثعلبة البصري (ت: 200هـ): (قال اللّه: {إن كانت إلا صيحةً واحدةً} [يس: 29] الصّيحة عند الحسن العذاب.
وقال السّدّيّ: صيحة إسرافيل.
{فإذا هم خامدون} [يس: 29] قد هلكوا). [تفسير القرآن العظيم: 2/806]
قالَ يَحْيَى بْنُ زِيَادٍ الفَرَّاءُ: (ت: 207هـ): (وقوله: {إن كانت إلاّ صيحةً واحدةً...} نصبتها القراء إلا أبا جعفر، فإنه رفعها، على ألاّ يضمر في (كانت) اسماً.
والنصب إذا أضمرت فيها؛ كما تقول: اذهب , فليس إلاّ الله الواحد القهّار , والواحد القهّار، على هذا التفسير.
وسمعت بعض العرب يقول لرجل يصفه بالخبّ: لو لم يكن إلاّ ظلّه لخابّ ظلّه.
والرفع والنصب جائزان, وقد قرأت القراء :{إلاّ أن تكون تجارةً حاضرة}بالرفع والنصب, وهذا من ذاك.
وقوله: {إن كانت إلاّ صيحةً واحدةً} .
وفي قراءة عبد الله : (إن كانت إلاّ زقيةً), والزقية , والزقوة لغتان.
يقال: زقيت وزقوت, وأنشدني بعضهم , وهو يذكر امرأة:
تلد غلاماً عارماً يؤذيك = ولو زقوت كزقاء الدّيك.). [معاني القرآن: 2/375]
قَالَ عَبْدُ اللهِ بْنُ مُسْلِمِ بْنِ قُتَيْبَةَ الدِّينَوَرِيُّ (ت: 276هـ): (إن الخفيفة: تكون بمعنى (ما)، كقوله تعالى: {إِنِ الْكَافِرُونَ إِلَّا فِي غُرُورٍ}، و{إِنْ كَانَتْ إِلَّا صَيْحَةً وَاحِدَةً} ، و{إِنْ كُلُّ نَفْسٍ لَمَّا عَلَيْهَا حَافِظٌ} ). [تأويل مشكل القرآن: 552] (م)
قَالَ إِبْرَاهِيمُ بْنُ السَّرِيِّ الزَّجَّاجُ (ت:311هـ): (ومعنى :{إن كانت إلّا صيحة واحدة فإذا هم خامدون (29)}
ما كانت إلا صيحة واحدة، إلا أن صيح بهم صيحة واحدة , فماتوا معذبين بها، ويقرأ :{إلّا صيحة واحدة}, قرأ بها أبو جعفر المدني وحده, وهي جيدة في العربية، فمن نصب , فالمعنى ما وقعت عليهم عقوبة إلا صيحة واحدة.
{فإذا هم خامدون}: أي: ساكنون قد ماتوا , وصاروا بمنزلة الرماد الخامد الهامد.). [معاني القرآن: 4/283-284] قَالَ أَحْمَدُ بنُ مُحَمَّدِ بنِ إِسْمَاعِيلَ النحَّاسُ (ت: 338هـ) : (وقوله جل وعز: {قيل ادخل الجنة قال يا ليت قومي يعلمون}
قال مجاهد في قوله تعالى: {قيل ادخل الجنة}, قال : (قيل له : وجبت لك الجنة) .
وقوله جل وعز: {إن كانت إلا صيحة واحدة فإذا هم خامدون}
وقرأ أبو جعفر : {إن كانت إلا صيحة واحدة }
والمعنى على قراءته: إن وقعت عقوبتهم إلا صيحة واحدة , فإذا هم خامدون , أي: ساكنون , بمنزلة الرماد الخامد.). [معاني القرآن: 5/488-489]