التفسير اللغوي
تفسير قوله تعالى: {أَوَلَمْ يَتَفَكَّرُوا فِي أَنْفُسِهِمْ مَا خَلَقَ اللَّهُ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضَ وَمَا بَيْنَهُمَا إِلَّا بِالْحَقِّ وَأَجَلٍ مُسَمًّى وَإِنَّ كَثِيرًا مِنَ النَّاسِ بِلِقَاءِ رَبِّهِمْ لَكَافِرُونَ (8)} قال يَحيى بن سلاَّم بن أبي ثعلبة البصري (ت: 200هـ): (قوله عزّ وجلّ: {أولم يتفكّروا في أنفسهم ما خلق اللّه السّموات والأرض وما بينهما إلا بالحقّ} [الروم: 8] إلا للبعث والحساب، أي: لو تفكّروا في خلق السّموات والأرض لعلموا أنّ الّذي خلقهما يبعث الخلق يوم القيامة.
قال: {وأجلٍ مسمًّى} [الروم: 8]، يعني: القيامة، خلق اللّه تبارك وتعالى
[تفسير القرآن العظيم: 2/646]
السّموات والأرض للقيامة ليجزي النّاس بأعمالهم، والقيامة اسمٌ جامعٌ يجمع النّفختين جميعًا الأولى والآخرة، وهذا قول الحسن.
قال: {وإنّ كثيرًا من النّاس} [الروم: 8]، يعني: المشركين وهم أكثر النّاس.
{بلقاء ربّهم لكافرون} [الروم: 8] ). [تفسير القرآن العظيم: 2/647]
قالَ يَحْيَى بْنُ زِيَادٍ الفَرَّاءُ: (ت: 207هـ)
: (وقوله: {إلاّ بالحقّ وأجلٍ مّسمًّى...}
يقول: ما خلقناهما {إلاّ بالحقّ} للثواب, والعقاب , والعمل , {وأجلٍ مّسمًّى}: القيامة.). [معاني القرآن: 2/322]
قَالَ إِبْرَاهِيمُ بْنُ السَّرِيِّ الزَّجَّاجُ (ت: 311هـ) : (وقوله عزّ وجلّ:{أولم يتفكّروا في أنفسهم ما خلق اللّه السّماوات والأرض وما بينهما إلّا بالحقّ وأجل مسمّى وإنّ كثيرا من النّاس بلقاء ربّهم لكافرون (8)} معناه: أولم يتفكّروا فيعلموا، لأن في الكلام دليلا عليه، ومعنى بالحق ههنا " إلا للحق " , أي: لإقامة الحق.
{وأجل مسمّى}: أي , لإقامة الحق , وأجل مسمّى؛ وهو الوقت الذي توفّى فيه كل نفس ما كسبت.
وقوله:{وإنّ كثيرا من النّاس بلقاء ربّهم لكافرون}أي : الكافرون بلقاء ربهم، تقدّمت الباء ؛ لأنها متصلة بكافرون، وما اتصل بخبر إنّ , جاز أن يقدّم قبل اللام، ولا يجوز أن تدخل اللام بعد مضيّ الخبر. لا يجوز أن تقول : إن زيدا كافر لباللّّه؛ لأن اللام حقها أن تدخل على الابتداء والخبر, أو بين الابتداء والخبر؛ لأنها تؤكد الجملة، فلا تأتي توكيدا , وقد مضت الجملة.ولا اختلاف بين النحويين في أن اللام لا تدخل بغير الخبر). [معاني القرآن: 4/178-179]
قَالَ أَحْمَدُ بنُ مُحَمَّدِ بنِ إِسْمَاعِيلَ النحَّاسُ (ت: 338هـ) : (وقوله جل وعز: {أولم يتفكروا في أنفسهم ما خلق الله السموات والأرض وما بينهما إلا بالحق}أي : إلا لإقامة الحق.). [معاني القرآن: 5/245]
تفسير قوله تعالى: {أَوَلَمْ يَسِيرُوا فِي الْأَرْضِ فَيَنْظُرُوا كَيْفَ كَانَ عَاقِبَةُ الَّذِينَ مِنْ قَبْلِهِمْ كَانُوا أَشَدَّ مِنْهُمْ قُوَّةً وَأَثَارُوا الْأَرْضَ وَعَمَرُوهَا أَكْثَرَ مِمَّا عَمَرُوهَا وَجَاءَتْهُمْ رُسُلُهُمْ بِالْبَيِّنَاتِ فَمَا كَانَ اللَّهُ لِيَظْلِمَهُمْ وَلَكِنْ كَانُوا أَنْفُسَهُمْ يَظْلِمُونَ (9)}
قال يَحيى بن سلاَّم بن أبي ثعلبة البصري (ت: 200هـ): (قال: {أولم يسيروا في الأرض فينظروا كيف كان عاقبة الّذين من قبلهم كانوا أشدّ منهم قوّةً} [الروم: 9]، يعني: بطشًا، وهو تفسير السّدّيّ.
{وأثاروا الأرض} [الروم: 9] قال مجاهدٌ: أي: حرثوها.
{وعمروها أكثر ممّا عمروها} [الروم: 9] هؤلاء.
{وجاءتهم رسلهم بالبيّنات فما كان اللّه ليظلمهم} [الروم: 9]، يعني: كفّار الأمم الخالية الّذين كذّبوا في الدّنيا، يقول: لم يظلمهم فيعذّبهم على غير ذنبٍ.
{ولكن كانوا أنفسهم يظلمون} [العنكبوت: 40]، يعني: يضرّون بكفرهم وتكذيبهم، هذا تفسير السّدّيّ قال: {ولكن كانوا أنفسهم يظلمون} [العنكبوت: 40]، أي: يضرّون، أي: قد صاروا في الأرض ورأوا آثار الّذين من قبلهم، يخوّفهم أن ينزل بهم ما نزل بهم إن لم يؤمنوا). [تفسير القرآن العظيم: 2/647]
قالَ يَحْيَى بْنُ زِيَادٍ الفَرَّاءُ: (ت: 207هـ)
: (وقوله: {وأثاروا الأرض...}:: حرثوها {وعمروها أكثر} : مما كانوا يعمرون, يقول: كانوا يعمّرون أكثر من تعمير أهل مكّة ,فأهلكوا.).
[معاني القرآن: 2/322]
قالَ أَبُو عُبَيْدَةَ مَعْمَرُ بْنُ الْمُثَنَّى التَّيْمِيُّ (ت:210هـ): ({وأثاروا الأرض وعمروها }: أي : استخرجوها، ومنه قولهم: أثار ما عندي: أي: استخرجه،وأثار القوم: أي : استخرجهم.). [مجاز القرآن: 2/119]
قَالَ عَبْدُ اللهِ بْنُ مُسْلِمِ بْنِ قُتَيْبَةَ الدِّينَوَرِيُّ (ت: 276هـ) : ( {وأثاروا الأرض}: أي : قلبوها للزراعة, ويقال للبقرة: المثيرة، قال اللّه تعالى: {إنّها بقرةٌ لا ذلولٌ تثير الأرض} . ). [تفسير غريب القرآن: 340]
قَالَ إِبْرَاهِيمُ بْنُ السَّرِيِّ الزَّجَّاجُ (ت: 311هـ) : (وقوله عزّ وجلّ: {أولم يسيروا في الأرض فينظروا كيف كان عاقبة الّذين من قبلهم كانوا أشدّ منهم قوّة وأثاروا الأرض وعمروها أكثر ممّا عمروها وجاءتهم رسلهم بالبيّنات فما كان اللّه ليظلمهم ولكن كانوا أنفسهم يظلمون (9)}يعني : أن الذين أهلكوا من الأمم الخالية، كانوا أكثر حرثا , وعمارة من أهل مكة، لأن أهل مكة لم يكونوا أصحاب حرث.). [معاني القرآن: 4/179]
قَالَ أَحْمَدُ بنُ مُحَمَّدِ بنِ إِسْمَاعِيلَ النحَّاسُ (ت: 338هـ) : (وقوله جل وعز: {وأثاروا الأرض وعمروها أكثر مما عمروها}وأثاروا الأرض , أي: حرثوها , وزرعوها , وليس بمكة حرث ولا زرع , وقال تعالى: {تثير الأرض} .). [معاني القرآن: 5/246]
قَالَ غُلاَمُ ثَعْلَبٍ مُحَمَّدُ بنُ عَبْدِ الوَاحِدِ البَغْدَادِيُّ (ت:345 هـ) : ({وعمروها أكثر مما عمروها}, أي: وعمروها أولئك أكثر مما عمروها هؤلاء، فلم تنفعهم عمارتهم، ولا طول مدتهم). [ياقوتة الصراط: 403]
قَالَ مَكِّيُّ بْنُ أَبِي طَالِبٍ القَيْسِيُّ (ت: 437هـ): ({وَأَثَارُوا الْأَرْضَ}: أي: للزراعة.). [تفسير المشكل من غريب القرآن: 187]
تفسير قوله تعالى: {ثُمَّ كَانَ عَاقِبَةَ الَّذِينَ أَسَاءُوا السُّوأَى أَنْ كَذَّبُوا بِآَيَاتِ اللَّهِ وَكَانُوا بِهَا يَسْتَهْزِئُونَ (10)}
قال يَحيى بن سلاَّم بن أبي ثعلبة البصري (ت: 200هـ): (قال: {ثمّ كان عاقبة الّذين} [الروم: 10]، أي: جزاء الّذين.
{أساءوا} [الروم: 10] أشركوا.
{السّوأى} [الروم: 10]، يعني: جهنّم في تفسير قتادة.
{أن كذّبوا} [الروم: 10]، يعني: بأن كذّبوا، وهو تفسير السّدّيّ.
{بآيات اللّه وكانوا بها يستهزئون} [الروم: 10] وقال الحسن: يعني: {السّوأى} [الروم: 10] العذاب في الدّنيا والآخرة.
[تفسير القرآن العظيم: 2/647]
وقال السّدّيّ: {ثمّ كان عاقبة الّذين أساءوا} [الروم: 10]، يعني: أشركوا باللّه {السّوأى} [الروم: 10]، يعني: العذاب). [تفسير القرآن العظيم: 2/648]
قالَ يَحْيَى بْنُ زِيَادٍ الفَرَّاءُ: (ت: 207هـ)
: (وقوله: {ثمّ كان عاقبة الّذين أساءوا السّوأى...}.
تنصب العاقبة بكان، وتجعل مرفوع (كان) في {السّوأى}, ولو رفعت العاقبة , ونصبت {السّوأى} , كان صواباً, و{السّوأى} في هذا الموضع: العذاب، ويقال: النار.وقوله: {أن كذّبوا} , لتكذيبهم، ولأن كذّبوا, فإذا ألقيت اللام كان نصبياً.). [معاني القرآن: 2/322]
قالَ الأَخْفَشُ سَعِيدُ بْنُ مَسْعَدَةَ الْبَلْخِيُّ (ت: 215هـ) : ({ثمّ كان عاقبة الّذين أساءوا السّوءى أن كذّبوا بآيات اللّه وكانوا بها يستهزئون}وقال: {أساءوا السّوءى} , فـ"السّوأى" مصدر ههنا مثل "التقوى"). [معاني القرآن: 3/26]
قَالَ عَبْدُ اللهِ بْنُ مُسْلِمِ بْنِ قُتَيْبَةَ الدِّينَوَرِيُّ (ت: 276هـ) : ({ثمّ كان عاقبة الّذين أساؤا السّوأى} , وهي: جهنم , و«الحسني» الجنّة، في قوله: {للّذين أحسنوا الحسنى}. {أن كذّبوا بآيات اللّه}: أي : كانت عاقبتهم جهنم، بأن كذّبوا بآيات اللّه). [تفسير غريب القرآن: 340]
قَالَ إِبْرَاهِيمُ بْنُ السَّرِيِّ الزَّجَّاجُ (ت: 311هـ) : (وقوله عزّ وجلّ: {ثمّ كان عاقبة الّذين أساءوا السّوأى أن كذّبوا بآيات اللّه وكانوا بها يستهزءون (10)}القراءة بنصب {عاقبة} ورفعها، فمن نصب جعل السوءى اسم كان , ومن رفع {عاقبة }, جعل {السّوأى} خبرا لكان، والتفسير في قوله : {أساءوا} ههنا: أنهم أشركوا، و {السّوأى} النّار، وإنما كان {أساءوا}ههنا يدل على الشرك , لقوله: {وإن كثيرا من النّاس بلقاء ربّهم لكافرون}:فإساءتهم ههنا كفرهم، وجزاء الكفر النّار.ودل أيضا على أن {أساءوا} ههنا : الكفر . {أن كذّبوا بآيات اللّه وكانوا بها يستهزءونْ}: فالمعنى: ثم كان عاقبة الكافرين النّار ؛ لتكذيبهم بآيات اللّه , واستهزائهم.). [معاني القرآن: 4/179]
قَالَ أَحْمَدُ بنُ مُحَمَّدِ بنِ إِسْمَاعِيلَ النحَّاسُ (ت: 338هـ) : (وقوله جل وعز: {ثم كان عاقبة الذين أساءوا السوءى}
وقرأ الأعمش: {ثم كان عاقبة الذين أساءوا السوء}, برفع السوء.
قال أبو جعفر : السوء : أشد الشر , والسوءى, أي : الفعلي منه , وقيل : السوءى ههنا : النار , كما أن الحسنى الجنة .
ومعنى أساءوا ههنا : أشركوا , يدل على ذلك قوله تعالى: {أن كذبوا بآيات الله} قال الكسائي : أي ؛ لأن كذبوا بآيات الله.). [معاني القرآن: 5/246-247]
قَالَ مَكِّيُّ بْنُ أَبِي طَالِبٍ القَيْسِيُّ (ت: 437هـ): ({السُّوأَى}: جهنم، و{الحُسْنَى}: الجنة.). [تفسير المشكل من غريب القرآن: 187]
تفسير قوله تعالى: {اللَّهُ يَبْدَأُ الْخَلْقَ ثُمَّ يُعِيدُهُ ثُمَّ إِلَيْهِ تُرْجَعُونَ (11) وَيَوْمَ تَقُومُ السَّاعَةُ يُبْلِسُ الْمُجْرِمُونَ (12)}
قال يَحيى بن سلاَّم بن أبي ثعلبة البصري (ت: 200هـ): (قوله عزّ وجلّ: {اللّه يبدأ الخلق ثمّ يعيده} [الروم: 11]، يعني: البعث {ثمّ إليه ترجعون} [الروم: 11] يوم القيامة). [تفسير القرآن العظيم: 2/648]
قال يَحيى بن سلاَّم بن أبي ثعلبة البصري (ت: 200هـ): (قوله عزّ وجلّ: {ويوم تقوم السّاعة يبلس المجرمون} [الروم: 12] ييأس المجرمون من الجنّة). [تفسير القرآن العظيم: 2/648]
قالَ يَحْيَى بْنُ زِيَادٍ الفَرَّاءُ: (ت: 207هـ)
: (وقوله: {يبلس المجرمون...}:
ييأسون من كل خير، ويقطع كلامهم وحججهم.
وقرأ أبو عبد الرحمن السلميّ {يبلس المجرمون}بفتح اللام, والأولى أجود, قال الشاعر:
يا صاح هل تعرف رسماً مكرساً = قال نعم أعرفه وأبلسا). [معاني القرآن: 2/322-323]
قالَ أَبُو عُبَيْدَةَ مَعْمَرُ بْنُ الْمُثَنَّى التَّيْمِيُّ (ت:210هـ): ({ويوم تقوم السّاعة يبلس المجرمون}: أي : يتندمون , ويكتئبون , وييأسون.قال العجاج:
يا صاح هل تعرف رسماً مكرساً= قال نعم أعرفه وأبلسا). [مجاز القرآن: 2/120]
قَالَ عَبْدُ اللهِ بنُ يَحْيَى بْنِ المُبَارَكِ اليَزِيدِيُّ (ت: 237هـ) : ({يبلس المجرمون}: يحزن، والمبلس الحزين). [غريب القرآن وتفسيره: 297]
قَالَ إِبْرَاهِيمُ بْنُ السَّرِيِّ الزَّجَّاجُ (ت: 311هـ): (وقوله عزّ وجلّ: {ويوم تقوم السّاعة يبلس المجرمون (12)}أعلم الله عزّ وجلّ : أنهم في القيامة ينقطعون في الحجة انقطاع يئسين من رحمة اللّه، والمبلس : الساكت , المنقطع في حجته، اليائس من أن يهتدي إليها، تقول: ناظرت فلانا , فأبلس , أي : انقطع , وأمسك , ويئس من أن يحتج.).[معاني القرآن: 4/179]
قَالَ أَحْمَدُ بنُ مُحَمَّدِ بنِ إِسْمَاعِيلَ النحَّاسُ (ت: 338هـ) : (وقوله جل وعز: {ويوم تقوم الساعة يبلس المجرمون}
وروى ابن أبي نجيح , عن مجاهد قال: (يكتئبون) .
وروى أبو يحيى , عن مجاهد قال : (الإبلاس : الفضيحة) .
قال أبو جعفر : يقال أبلس الرجل : إذا تحير , وحزن , وانقطعت حجته , فلم يهتد لها , ويئس من الخير , كما قال:
= قال نعم أعرفه وأبلسا). [معاني القرآن: 5/247-248]
قَالَ مَكِّيُّ بْنُ أَبِي طَالِبٍ القَيْسِيُّ (ت: 437هـ): ( {يُبْلِسُ المجرمون}: يحزنون.). [العمدة في غريب القرآن: 238]
تفسير قوله تعالى: (وَلَمْ يَكُنْ لَهُمْ مِنْ شُرَكَائِهِمْ شُفَعَاءُ وَكَانُوا بِشُرَكَائِهِمْ كَافِرِينَ (13) )
قال يَحيى بن سلاَّم بن أبي ثعلبة البصري (ت: 200هـ): (قال: {ولم يكن لهم من شركائهم} [الروم: 13] الّذين عبدوهم من دون اللّه.
{شفعاء} [الروم: 13] حتّى لا يعذّبوا.
{وكانوا بشركائهم} [الروم: 13]، يعني: ما عبدوا بعبادتهم إيّاهم.
{كافرين} [الروم: 13] ). [تفسير القرآن العظيم: 2/648]
تفسير قوله تعالى: {وَيَوْمَ تَقُومُ السَّاعَةُ يَوْمَئِذٍ يَتَفَرَّقُونَ (14) }
قال يَحيى بن سلاَّم بن أبي ثعلبة البصري (ت: 200هـ): (قوله عزّ وجلّ: {ويوم تقوم السّاعة يومئذٍ يتفرّقون} [الروم: 14] فريقٌ في الجنّة وفريقٌ في السّعير). [تفسير القرآن العظيم: 2/648]
قَالَ إِبْرَاهِيمُ بْنُ السَّرِيِّ الزَّجَّاجُ (ت: 311هـ)
: (وقوله: {ويوم تقوم السّاعة يومئذ يتفرّقون (14)}
جاء في التفسير : أنه افتراق لا اجتماع بعده، وفيما بعده دليل على أن التفرق هو للمسلمين , والكافرين، فقال: {يومئذ يتفرقون}.). [معاني القرآن: 4/180]
تفسير قوله تعالى: {فَأَمَّا الَّذِينَ آَمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ فَهُمْ فِي رَوْضَةٍ يُحْبَرُونَ (15)}
قال يَحيى بن سلاَّم بن أبي ثعلبة البصري (ت: 200هـ): (قال: {فأمّا الّذين آمنوا وعملوا الصّالحات فهم في روضةٍ} [الروم: 15] كقوله: {في روضات الجنّات} [الشورى: 22] والرّوضة الخضرة.
{يحبرون} [الروم: 15] يكرمون في تفسير الكلبيّ.
وتفسير الحسن: يفرحون). [تفسير القرآن العظيم: 2/648]
قالَ أَبُو عُبَيْدَةَ مَعْمَرُ بْنُ الْمُثَنَّى التَّيْمِيُّ (ت:210هـ)
: ({في روضة يحبرون }: مجازه: يفرحون ويسرون , وليس شيء أحسن عند العرب من الرياض المعشبة , ولا أطيب ريحاً , قال الأعشى:
ما روضةٌ من رياض الحزن معشيبةٌ= خضراء جاد عليها مسبلٌ هطلٌ
يوماً بأطيب منها نشر رائحةٍ= ولا بأحسن منها إذ دنا الأصل
وقال العجاج:
والحمد لله الذي أعطى الحبر= موالي الحقّ إنّ المولى شكر
ويقال في المثل: مليت بيوتهم حبرةٍ , فهم ينتظرون العبرة.). [مجاز القرآن: 2/120]
قَالَ عَبْدُ اللهِ بنُ يَحْيَى بْنِ المُبَارَكِ اليَزِيدِيُّ (ت: 237هـ) : ({يحبرون}: من الحبرة والمحبور المكرم المنعم). [غريب القرآن وتفسيره: 297]
قَالَ عَبْدُ اللهِ بْنُ مُسْلِمِ بْنِ قُتَيْبَةَ الدِّينَوَرِيُّ (ت: 276هـ): ({فهم في روضةٍ يحبرون} : أي :يسرّون, و«الحبرة»: السّرور. ومنه يقال: «كل حبرة، تتبعها عبرة».).[تفسير غريب القرآن: 340]
قَالَ إِبْرَاهِيمُ بْنُ السَّرِيِّ الزَّجَّاجُ (ت: 311هـ) : (ثم بين على أي حال يتفرقون , فقال:{فأمّا الّذين آمنوا وعملوا الصّالحات فهم في روضة يحبرون (15)}وجاء في التفسير: أن " يحبرون " : سماع الغناء في الجنة، والحبرة في اللغة : كل نعمة حسنة، فهي حبرة، والتحبير : التحسين , والحبر : العالم أيضا هو من هذا، المعنى أنه متخلق بأحسن أخلاق المؤمنين، والحبر : المداد , إنما سمّي , لأنّه يحسّن به.).[معاني القرآن: 4/180]
قَالَ أَحْمَدُ بنُ مُحَمَّدِ بنِ إِسْمَاعِيلَ النحَّاسُ (ت: 338هـ) : (وقوله جل وعز: {فأما الذين آمنوا وعملوا الصالحات فهم في روضة يحبرون}
قال مجاهد : {يحبرون }: (أي : ينعمون).
قال أبو جعفر : حقيقته: أنهم تتبين عليهم أثر النعمة , من ذلك الحبر , وعلى أسنانه حبرة.
وروى الأوزاعي , عن يحيى بن أبي كثير : {في روضة يحبرون }, قال : (السماع في الجنة)). [معاني القرآن: 5/248]
قَالَ مَكِّيُّ بْنُ أَبِي طَالِبٍ القَيْسِيُّ (ت: 437هـ): ({يُحْبَرُونَ}: أي يسرون، والحبرة: السرور). [تفسير المشكل من غريب القرآن: 187]
قَالَ مَكِّيُّ بْنُ أَبِي طَالِبٍ القَيْسِيُّ (ت: 437هـ): ( {يُحْبَرُونَ}: ينعمون). [العمدة في غريب القرآن: 238]
تفسير قوله تعالى:{وَأَمَّا الَّذِينَ كَفَرُوا وَكَذَّبُوا بِآَيَاتِنَا وَلِقَاءِ الْآَخِرَةِ فَأُولَئِكَ فِي الْعَذَابِ مُحْضَرُونَ (16) }
قال يَحيى بن سلاَّم بن أبي ثعلبة البصري (ت: 200هـ): (قال: {وأمّا الّذين كفروا وكذّبوا بآياتنا ولقاء الآخرة فأولئك في العذاب محضرون} [الروم: 16]، يعني: مدخلون). [تفسير القرآن العظيم: 2/648]
قَالَ إِبْرَاهِيمُ بْنُ السَّرِيِّ الزَّجَّاجُ (ت: 311هـ)
: (وقوله: {وأمّا الّذين كفروا وكذّبوا بآياتنا ولقاء الآخرة فأولئك في العذاب محضرون (16)}
أي : حال المؤمنين السماع في الجنة، والشغل بغاية النعمة, وحال الكافرين العذاب الأليم , هم حاضروه أبدا غير مخفف عنهم.). [معاني القرآن: 4/180]