لمحات عن دراسة أدوات الشرط وأحكام الشرط والجزاء في القرآن الكريم
ليس في القرآن من أدوات الشرط متى، أيان، إذما.
2- وقع المضارع المنفي بـ(لا) فعلاً للشرط بعد (إن) الشرطية في قوله تعالى:
1- {إلا تفعلوه تكن فتنة في الأرض} [8: 73].
2- {إلا تنفروا يعذبكم} [9: 39].
3- {إلا تنصروه فقد نصره الله} [9: 40].
4- {وإلا تغفر لي وترحمني أكن من الخاسرين} [11: 47].
5- {وإلا تصرف عني كيدهن أصب إليهن} [12: 33].
وبعد (من) الشرطية في قوله تعالى:
1- {ومن لا يجب داعي الله فليس بمعجز في الأرض} [46: 32].
وقال [العكبري:2/21] : «الجزم بإن ولم يبطل عملها بلا؛ لأن (لا) صارت كجزء من الفعل، وهي غير عاملة في النفي، وهي تنفي ما في المستقبل وليس كذلك (ما) فإنها تنفي ما في الحال، ولذلك لم يجز أن تدخل (إن) عليها، لأن (إن) الشرطية تختص بالمستقبل، و(ما) لنفي الحال».
3- الشرط وما عطف عليه لا يكون إلا جملة فعلية، وكذلك صلة اسم الموصول المضمن معنى الشرط؛ ولذلك خطأ أبو حيان العكبري في إعراب (أو به أذى) جملة اسمية معطوفة على (كان) الواقعة شرطًا في قوله تعالى: {فمن كان منكم مريضا أو به أذى من رأسه ففدية من صيام} [2: 196]. قال أبو حيان: (أذى) فاعل للجار والمجرور، أو جملة اسمية معطوفة على (مريضا) أو هي على حذف «كان» [البحر:2/75]، [المغني:2/146] لم يعرض العكبري لهذا الإعراب في كتابه [إملاء ما من به الرحمن:1/48] وقد يكون عرض لهذا في كتاب آخر.
4- جاء فعل الشرط مضارعا مرفوعًا في قراءة شاذة في قوله تعالى:
{أينما يوجهه لا يأت بخير} [16: 56]. قرئ «يوجه» [ابن خالويه:73-74]. [البحر:5/520]، وانظر [ص:193].
5- شرط الجواب الإفادة: ولذلك لا بد من مغايرته للشرط لفظًا ومعنى، فلا يجوز أن تقول: إن يقم زيد يقم، كما لا يجوز في الابتداء: زيد زيد – [البرهان:2/368]، [الهمع:2/59].
وما أوهم الاتحاد أول كقوله تعالى:
1- {وإن لم تفعل فما بلغت رسالته} [5: 67].
أي وإن لم تستوف ما أمرت بتبليغه. البحر 3: 529، الكشاف 1: 353، البرهان 2: 368.
2- {من يهد الله فهو المهتدي} [7: 178].
المعنى: من يرد الله هدايته، البرهان 2: 368.
3- {وإن تعجب فعجب قولهم أئذا كنا ترابا أئنا لفي خلق جديد} [13: 5].
أي إن يقع منك عجب فليكن من قولهم: «أئذا كنا ترابا . . . ». وكأن المعنى: الذي ينبغي أن يتعجب منه هو إنكار البعث، لأنه تعالى هو المخترع للأشياء. [البحر:5/365]، [الكشاف:2/279].
4- {إن أحسنتم أحسنتم لأنفسكم وإن أسأتم فلها} [17: 7].
في [شواهد التوضيح:210]: «وقول حذيفة رضي الله عنه: (ولو مت مت على غير الفطرة) شاهد على وقوع الجواب موافقا للشرط لفظًا ومعنى، وهو أحد المواضع التي يعرض فيها للفضلة توقف الفائدة عليها، فيكون لها بذلك في لزوم الذكر ما للعمدة. ومنه قوله تعالى: {إن أحسنتم أحسنتم لأنفسكم} فلولا (غير الفطرة) و(لأنفسكم) لم يكن للكلام فائدة».
5- {ومن تاب وعمل صالحا فإنه يتوب إلى الله متابا} [25: 71].
أي أنشأ التوبة، أو أراد، [البحر:6/516]، [البرهان:2/386]، [الجمل:3/270].
6- {وإذا بطشتم بطشتم جبارين} [26: 130].
حمل على الإرادة، لئلا يتحد الشرط والجزاء، كقول زهير:
متى تبعثوها تبعثوها ذميمة = وتضر إذا ضريتموها فتضرم
[البحر:7/33].
7- {ومن يبخل فإنما يبخل عن نفسه} [47: 38].
النكتة في ذلك تفخيم الجزاء، يعني من يبخل في أداء العشر فقد بالغ في البخل، وكان هو البخيل في الحقيقة. [البرهان:2/368].
8- {ربنا إنك من تدخل النار فقد أخزيته} [3: 192].
9- {فمن زحزح عن النار وأدخل الجنة فقد فاز} [3: 185].
في [البرهان:2/368]: «وقد يتقاربان في المعنى كالآيتين، وقول: {ومن يبخل فإنما يبخل عن نفسه} [47: 38].
6- جاء رفع جواب الشرط، والشرط مضارع في الشواذ:
1- {أينما تكونوا يدرككم الموت} [4: 78].
قرئ في الشواذ: (يدرككم) بالرفع. [الكشاف:1/283]، [البحر:3/299]، [العكبري:1/106]، [المغني:2/127، 131]، [المحتسب:1/194].
2- {إن نتبع الهدى معك نتخطف من أرضنا} [28: 57].
قرئ برفع (نتخطف). [البحر:7/126].
امتنع الزمخشري من تخريج التنزيل على رفع الجواب مع مضى فعل الشرط في قوله تعالى {وما عملت من سوء تود لو أن بينها وبينه أمدا بعيدا} [3: 30].
فقال: لا يجوز أن تكون (ما) شرطية لرفع (تود). [الكشاف:1/184]، [المغني:2/131]، [العكبري:1/74]، [البحر:2/127-129].
والضمة في (لا يضركم) في قوله تعالى: {وإن تصبروا وتتقوا لا يضركم كيدهم شيئا} [3: 120]. ضمة إتباع.
[معاني القرآن:1/231]، [العكبري:1/83]، [البحر:3/43]، [المغني:2/130].
7- جاء الجواب مضارعا مجزومًا، والشرط ماض بلفظ (كان) في قوله تعالى:
1- {من كان يريد الحياة الدنيا وزينتها نوف إليهم أعمالهم فيها} [11: 15]
2- {من كان يريد حرث الآخرة نزد له في حرثه} [42: 20].
3- {ومن كان يريد حرث الدنيا نؤته منها} [42: 20].
وفي [البحر:7/514] : ولا نعلم خلافا في جواز الجزم فإنه فصيح مختار إلا ما ذكره صاحب كتاب «الإعراب» وهو أبو الحكم بن عذرة عن بعض النحويين أنه لا يجيء في الكلام الفصيح، إنما يجيء مع (كان)، لأنها أصل الأفعال . . . ونص كلام سيبويه والجماعة أنه لا يختص ذلك بـ(كان) بل سائر الأفعال في ذلك مثلها، وأنشد سيبويه للفرزدق:
دست رسولا بأن القوم إن قدروا = عليك يشفوا صدورا ذات توغير
وقال آخر (هو الفرزدق أيضًا):
تعال فإن عاهدتني لا تخونني = تكن مثل من ياذئب يصطحبان
قرئ في الشواذ (نوفى) في {نوف إليهم أعمالهم} [11: 15].
في [معاني القرآن:2/5-6] : «أكثر ما يأتي الجزاء على أن يتفق هو وجوابه فإن قلت: إن تفعل أفعل فهذا حسن، وإن قلت: إن فعلت أفعل كان مستجازًا والكلام: إن فعلت فعلت، وقد قال في إجازته زهير:
ومن هاب أسباب المنايا ينلنه = ولو نال أسباب السماء بسلم
8- جزم الجواب والشرط لفظ (كان) إنما جاء مع (من) الشرطية، ولم يجيء مع (إن) أو (ما) الشرطيتين:
وحذف الجواب مع (إن) التي شرطها لفظ (كان) هو أكثر أحوالها في القرآن.
9- إذا كان الشرط فعلا ماضيا بغير لفظ (كان) فلم يأت جوابه فعلا مضارعا مجزومًا في القرآن، وإنما جاء الجواب مضارعا مرفوعا منفيًا بلا، أو قبله (إنما) أو جملة طلبية أو اسمية أو غير ذلك.
10- لم يقع في القرآن أن يكون الشرط مضارعا، والجواب ماض، قال الرضي [2/242] : «لم يأت في الكتاب العزيز».
جاء ذلك في الحديث الشريف، واستشهد له ابن مالك بشعر كثير في كتابه [شواهد التوضيح:14-15].
وهو جائز عند الفراء واستدل له بقوله تعالى: {إن نشأ ننزل عليهم من السماء آية فظلت} [26: 24]. إذ لا يعطف على الشيء غالبًا إلا ما يجوز أن يحل محله.
جاء ذلك في الشواذ: قرئ في قوله تعالى: {وإن تصبهم سيئة يطيروا بموسى ومن معه} [7: 131]. قرئ (تطيروا) [ابن خالويه:45]، [البحر:4/370].
11- العطف على الشرط: جاء المعطوف مضارعا مجزوما، وجاء المعطوف ماضي اللفظ معطوفًا على ماضي اللفظ كثيرًا، أو معطوفا على مضارع مجزوم بلم؛ كقوله تعالى: {فإن لم يكن له ولد وورثه أبواه فلأمه الثلث} [4: 11].
وجاء عكس هذا، وهو عطف مضارع مجزوم بلم على ماضي اللفظ.
12- لم يجيء في القرآن معطوف ماضي اللفظ معطوفا على مضارع مثبت في الشرط، وجاء ذلك في العطف على الجواب؛ كقوله تعالى: {ومن يقنت منكن لله ورسوله وتعمل صالحا نؤتها أجرها مرتين وأعتدنا لها رزقا كريما} [33: 31].
{إن نشأ ننزل عليهم من السماء آية فظلت أعناقهم لها خاضعين} [26: 4].
كما جاء في الجواب عطف المضارع على الماضي لفظًا؛ كقوله تعالى: {تبارك الذي إن شاء جعل لك خيرا من ذلك جنات تجري من تحتها الأنهار ويجعل لك قصورا} [25: 10].
ولم يجيء ذلك في العطف على الشرط، وإنما جاء معطوفا على مضارع مجزوم بلم؛ كقوله تعالى: {لئن لم يرحمنا ربنا ويغفر لنا لنكونن من الخاسرين} [7: 149].
13- في عطف المضارع على الشرط عطف بالفاء، وبثم، وبأو، وبالواو في آيات كثيرة.
وعطف الماضي لفظًا جاء بالواو، وبالفاء وبـ(أو)، وبـ(ثم).
14- جاء العطف بالجزم بعد (ثم) في العطف على الشرط في قوله تعالى:
{ومن يخرج من بيته مهاجرًا إلى الله ورسوله ثم يدركه الموت فقد وقع أجره على الله} [4: 100].
وجاء الرفع والنصب بعد (ثم) على مذهب الكوفيين في الشواذ، قرئ بهما في الآية السابقة. [الكشاف:1/294]، [البحر:3/336-337]، [شواهد التوضيح:164]، [المغني:1/108]، [الدماميني:1/246].
نحو: {وإن تؤمنوا وتتقوا} [3: 179]. جعله ابن هشام مجزومًا على الراجح، أو منصوبًا بإضمار (أن) [المغني:2/136-137].
15- العطف على الجواب: جاء العطف على الجواب عطف مضارع على مضارع كثيرا، كما جاء في القرآن عطف مضارع على الجواب الذي هو جملة اسمية، كقوله تعالى: {فإن لم تأتوني به فلا كيل لكم عندي ولا تقربون} [12: 60]. {وإن تخفوها وتؤتوها الفقراء فهو خير لكم ويكفر عنكم من سيئاتكم} [2: 271]. {من يضلل الله فلا هادي له ويذرهم في طغيانهم يعمهون} [7: 186].
كما عطفت جملة اسمية في قوله تعالى: {وإن نشأ نغرقهم فلا صريخ لهم ولا هم ينقذون} [36: 43].
وجاء عطف الماضي لفظا على الماضي لفظا في قوله تعالى: {وإن عدتم عدنا وجعلنا جهنم للكافرين حصيرا} [17: 8]. {الذين إن مكناهم في الأرض أقاموا الصلاة وآتوا الزكاة} [22: 41].
16- في عطف المضارع على الجواب جاء العطف بالواو كثيرا كما جاء بـ(أو)، وبالفاء، وبـ(ثم)، وجاء عطف الماضي بالواو لا غير.
17- جاء في السبع العطف بالجزم، وبالرفع بعد الواو. وقال سيبويه «الرفع وجه الكلام».
1- {وإن تخفوها وتؤتوها الفقراء فهو خير لكم ويكفر عنكم من سيئاتكم} [2: 271].
قرئ في السبع (ويكفر) بالرفع وبالجزم. [غيث النفع:56]، [الشاطبية:68].
[النشر:2/236]، [سيبويه:1/448]، [العكبري:1/65].
[الكشاف:1/163]، [البحر:2/325-326].
2- {وإن تبدوا ما في أنفسكم أو تخفوه يحاسبكم به الله فيغفر لمن يشاء ويعذب من يشاء} [2: 284].
قرئ بالرفع والجزم في (فيغفر، ويعذب) [غيث النفع:58]، [الشاطبية:170]، [النشر:2/237]، [سيبويه:1/447-448]، [الكشاف:1/171]، [البحر:4/433].
3- {من يضلل الله فلا هادي له ويذرهم في طغيانهم يعمهون} [7: 186].
قرئ في السبع بالجزم والرفع في (ويذرهم) [غيث النفع:110]. [الشاطبية:211]، [النشر:2/273]، [البحر:4/433].
4- {تبارك الذي إن شاء جعل لك خيرا من ذلك جنات تجري من تحتها الأنهار ويجعل لك قصورا} [25: 10].
قرئ بالجزم والرفع في (ويجعل) [النشر:2/333]، [غيث النفع:183]، [الشاطبية:256]، [البحر:6/484-485].
18- جاء العطف على الجواب بالرفع والنصب في السبع في قوله تعالى:
{إن يشأ يسكن الريح فيظللن رواكد على ظهره إن في ذلك لآيات لكل صبار شكور. أو يوبقهن بما كسبوا ويعف عن كثير. ويعلم الذين يجادلون في آياتنا ما لهم من محيص} [42: 33-35].
قرئ في السبع برفع (ويعلم) وبنصبه. وفي هذا الموضع العطف بالجزم ثم بالنصب، أو بالرفع. [النشر:2/367]، [الإتحاف:283]، [غيث النفع:232]، [الشاطبية:276]، [الكشاف:3/406]، [البحر:7/520-521].
19- جاء العطف على الجواب بالنصب في الشواذ في قوله تعالى:
1- {وإن تبدوا ما في أنفسكم أو تخفوه يحاسبكم به الله فيغفر لمن يشاء ويعذب من يشاء} [2: 284].
قرئ بالنصب (فيغفر، ويعذب) [سيبويه:1/447-448]، [الكشاف:1/171]، [العكبري:1/69]، [البحر:2/360-361].
2- {حتى إذا استيأس الرسل وظنوا أنهم قد كذبوا جاءهم نصرنا فنجي من نشاء} [2: 110].
قرئ (فننجي) بالنصب ولا فرق بين الأداة الجازمة وغير الجازمة. [البحر:5/355].
3- {تبارك الذي إن شاء جعل لك خيرا من ذلك جنات تجري من تحتها الأنهار ويجعل لك قصورا} [25: 10].
قرئ بالنصب في (ويجعل) [البحر:6/484-485]، [الكشاف:3/90]، [الكبري:2/84]، [المحتسب:2/118].
4- {أو يوبقهن بما كسبوا ويعف عن كثير} [42: 33].
قرئ (ويعفو) بالنصب. [البحر:7/520-521].
5- {إن يسألكموها فيحفكم تبخلوا ويخرج أضغانكم} [47: 37].
قرئ (ونخرج) بالنون وفتح الجيم. [ابن خالويه:141]، [البحر:8/86].
20- في الآيات الآتية جمل وقعت بعد حرف العطف، وهي ليست معطوفة على الجواب، لأنها ليست مترتبة على الشرط:
1- {قل إن تخفوا ما في صدوركم أو تبدوه يعلمه الله ويعلم ما في السموات والأرض} [3: 29].
جملة (ويعلم ما في السموات والأرض) ليست معطوفة على الجواب، لأنه يعلم ما فيهما على الإطلاق فالجملة مستأنفة، [العكبري:1/74]، [البحر:2/425].
2- {وإن يقاتلوكم يولوكم الأدبار ثم لا ينصرون} [3: 111].
التولية مترتبة على المقاتلة، والنصر منفي عنهم أبدا سواء قاتلوا أم لم يقاتلوا إذ منع النصر سببه الكفر، فهي جملة معطوفة على جملة الشرط والجزاء، [البحر:3/71].
3- {فإن يشأ الله يختم على قلبك ويمح الله الباطل ويحق الحق بكلماته} [42: 24].
ليس من الجواب، لأنه يمحو الباطل من غير شرط، سقطت الواو من (ويمح)؛ كما سقطت من (سندع) [العكبري:2/117]، [الكشاف:3/404]، [البحر:7/517].
4- {إن يثقفوكم يكونوا لكم أعداء ويبسطوا إليكم أيديهم وألسنتهم بالسوء وودوا لو تكفرون} [60: 2].
(وودوا) ليس معطوفا على جواب الشرط؛ لأن ودادتهم كفرهم ليست مترتبة على الظفر بهم، بل هم وادون كفرهم على كل حال، ظفروا بهم أم لم يظفروا، العطف على جملة الشرط والجزاء، وجعله الزمخشري معطوفًا على الجواب. [الكشاف:4/86-87]، [البحر:8/253].
21- جاء في السبع رفع المبدل من الجواب في قوله تعالى:
{ومن يفعل ذلك يلق أثاما * يضاعف له العذاب يوم القيامة ويخلد فيه مهانا} [25: 68-69].
قرئ في السبع برفع (يضاعف) و(يخلد) على الحال، أو الاستئناف.
[النشر:2/234]، [الإتحاف:330]، [غيث النفع:184]، [الشاطبية:257]، [الكشاف:3/105]، [العكبري:2/86]، [البحر:9/515].
22- الفعل الماضي لفظا ومعنى الواقع جوابا للشرط يجب اقترانه بالفاء؛ نحو:
{إن كان قميصه. . .} [12: 26].
{إن يسرق فقد سرق أخ له من قبل} [12: 77]. و(قد) معه ظاهرة أو مقدرة، وهو دليل الجواب عند أبي حيان.
والماضي لفظا وقصد به الاستقبال يمتنع دخول الفاء عليه.
والماضي لفظا وقصد به الوعد أو الوعيد يجوز اقترانه بالفاء نحو: {ومن جاء بالسيئة فكبت وجوههم في النار} [27: 9].
[شرح الكافية لابن مالك:2/272]، [شرح الكافية للرضى:2/102، 245-246]، [ابن يعيش:9/3]، [الهمع:2/59].
23- المضارع المثبت، والمضارع المنفي بـ(لا) إن دخلت عليهما الفاء كان ذلك على تقدير مبتدأ محذوف، ولولا هذا التقدير لكان الفعل مجزومًا. وجزم المضارع المنفي بـ(لا) الواقع جوابا للشرط أكثر من رفعه في القرآن.
24- الفعل المضارع المنفي بـ(ما) لم يقع جوابا للشرط في القرآن، وإنما جاءت (ما) النافية داخلة على الفعل الماضي، وعلى الجملة الاسمية.
25- يجوز أن يقع الاستفهام جوابا للشرط من غير أن يقترن بالفاء عند الزمخشري والرضي، ورد ذلك أبو حيان وابن هشام.
[الكشاف:4/224]، [شرح الكافية للرضى:2/245]، [البحر:8/494-495]، [المغني:2/175].
26- أجاز الزمخشري أن يعمل ما بعد فاء الجواب فيما قبلها فقال في قوله تعالى:
{وإما تعرضن عنهم ابتغاء رحمة من ربك ترجوها فقل لهم قولا ميسورا} [17: 28]
(ابتغاء) علة للجواب أو للشرط. [الكشاف:2/359].
27- أجاز الزمخشري دخول فاء الجواب على (لم) وجعل من ذلك قوله تعالى: {فلم تقتلوهم ولكن الله قتلهم} [8: 17].
قال ابن هشام: ويرده أن الجواب المنفي بلم لا تدخل عليه الفاء.
[المغني:2/175]، وانظر [البحر:4/476] و [الرضي:2/316]، [الأشباه:4/223].
28- جاءت (إذا) الفجائية رابطة لجواب الشرط في قوله تعالى:
1- {وإن لم يعطوا منها إذا هم يسخطون} [9: 58].
2- {وإن تصبهم سيئة بما قدمت أيديهم إذا هم يقنطون} [30: 36].
واجتمعت مع الفاء في قوله تعالى:
1- {إن كانت إلا صيحة واحدة فإذا هم خامدون} [36: 29].
2- {إن كانت إلا صيحة واحدة فإذا هم جميع لدينا محضرون} [36: 53].
وقال الزمخشري: «إذا جاءت الفاء مع (إذا) الفجائية تعاونتا على وصل الجزاء بالشرط». [الكشاف:3/21]، [البحر:6/339].
29- أجاز الأخفش حذف فاء الجواب في الاختيار وجعل من ذلك قوله تعالى:
1- {إن ترك خيرا الوصية للوالدين} [2: 180].
2- {وإن أطعتموهم إنكم لمشركون} [6: 121].
[المغني:2/170]، [البحر:6/425]، [البرهان:4/301].
كذلك أجاز حذف الفاء في الاختيار ابن مالك في كتابه [شواهد التوضيح:133]، وخرج عليه الأحاديث، وجعله من الضرائر في شرحه للكافية [2/273]، وفي [التسهيل:ص236].
30- يجوز حذف فعل الشرط وحده مع (إن) الشرطية إذا كان منفيا بـ(لا). [الرضي:2/235]، [التسهيل:ص238-239]، [شرح الكافية لابن مالك:2/277]، [البحر:5/502]، [الهمع:2/62-63]، [الأشباه:4/223].
لم يقع في القرآن حذف فعل الشرط وحده في غير مسائل الاشتغال، نحو {وإن أحد من المشركين استجارك} [9: 6]. وقد أجاز الفراء والحوفي أن تكون (ما) شرطية في قوله تعالى: {وما بكم من نعمة فمن الله} [16: 53].
قال أبو حيان: «وهذا ضعيف جدا؛ لأنه لا يجوز حذفه إلا بعد (إن) وحدها في باب الاشتغال، أو متلوة بـ(لا) النافية». [البحر:5/202]. [معاني القرآن:2/104-105]. [المغني:2/5].
31- حذف أداة الشرط «إن» مع فعل الشرط خرج عليه المعربون والمفسرون آيات كثيرة جدًا.
ولأبي حيان مواقف مضطربة: رد على الزمخشري تقديره الأداة مع فعل الشرط قائلاً: «إن هذا لا يجوز إذ لم يثبت في كلام العرب. [البحر:1/209-210] وكرر هذا الحديث في مواضع، ثم قال بتقدير أداة الشرط وفعل الشرط في مواضع؛ كما أقر الزمخشري على صنيعه في مواضع، ونقل السيوطي في الأشباه عن الارتشاف» تقدير الشرط والأداة في آيات.
32- يحذف الجواب كثيرًا لقرينة [التسهيل:238].
جاء في القرآن حذف الجواب لتوسط الشرط والأداة بين أجزاء الدليل في آيات كثيرة.
جاء التوسط بين ما أصله المبتدأ والخبر في قوله تعالى:
1- {وإنا – إن شاء الله – لمهتدون} [2: 70].
2- {قال هل عسيتم – إن كتب عليكم القتال – أن لا تقاتلوا} [2: 246].
3- {فهل عسيتم – إن توليتم – أن تفسدوا في الأرض} [47: 22].
4- {عسى ربه – إن طلقكن – أن يبدله أزواجا خيرا منكن} [66: 5].
5- {ولا جناح عليكم – إن كان بكم أذى من مطر أو كنتم مرضى – أن تضعوا أسلحتكم} [4: 102].
وجاء التوسط بين الفعل ومفعوله في قوله تعالى:
1- {قل إني أخاف – إن عصيت ربي – عذاب يوم عظيم}[6: 15، 39: 13].
2- {إني أخاف – إن عصيت ربي – عذاب يوم عظيم} [10: 15].
3- {ستجدني – إن شاء الله – صابرا} [18: 69].
4- {ستجدني – إن شاء الله – من الصابرين} [28: 27، 37: 102].
وانظر آيات (أرأيت، أرأيتكم) التي تقدم حديثها.
وجاء التوسط بين الفعل والحال في قوله تعالى:
1- {ادخلوا مصر – إن شاء الله – آمنين} [12: 99].
2- {لتدخلن المسجد الحرام – إن شاء الله – آمنين} [48: 27].
وبين الفعل والظرف في قوله تعالى:
{فكيف تتقون – إن كفرتم – يوما يجعل الولدان شيبا} [73: 17].
وبين (لولا) التحضيضية وفعلها في قوله تعالى:
{فلولا – إن كنتم غير مدينين – ترجعونها}
وبين المعطوف والمعطوف عليه في قوله تعالى:
{ويعذب المنافقين – إن شاء – أو يتوب عليهم} [33: 24].
وقد أبعد الرضي إذ منع حذف الجواب في مثل ما تقدم قال في [شرح الكافية:2/239] : «لا يعلق الشرط بين المبتدأ أو الخبر؛ فلا يقال: زيد – إن لقيته – كريم، بل يقال: فكريم، أي فهو كريم. حتى تكون الجملة الشرطية خبر المبتدأ، وإنما جاز تعليق (إذا) مع شرطه بين المبتدأ والخبر في قوله تعالى: {إنما قولنا لشيء – إذا أردناه – أن نقول له كن فيكون} [16: 40]. فلعدم عراقة (إذا) في الشرطية».
وقال في [2/365] : «ولا تقول: أنا – إن لقيتني – أكرمك، بالرفع على أن (أكرمك) خبر المبتدأ، وأداة الشرط ملغاة، بل تقول: أكرمك باعتبار الشرط، والجملة الشرطية خبر المبتدأ».
وقال ابن هشام في [المغني:2/175] : «حذف جملة جواب الشرط واجب إن تقدم عليه، أو اكتنفه ما يدل على الجواب، نحو: هو ظالم إن فعل.
والثاني: نحو: هو إن فعل ظالم {وإنا – إن شاء الله - لمهتدون} [2: 70]».
وانظر [البحر:2/256].
ونقل ابن القيم في [البدائع:1/49-51] : أن ابن السراج يرى فيما إذا تقدم أداة الشرط جملة تصلح أن تكون جزاء ثم ذكر فعل الشرط، ولم يذكر له جزاء؛ نحو: أقوم إن قمت – يرى أن ذلك إنما يكون في الضرورة.
ورد عليه بقوله: «ليس كما قال فقد جاء في أفصح الكلام، وهو كثير جدًا، كقوله تعالى: {واشكروا لله إن كنتم إياه تعبدون} [2: 172]. وقوله: {فكلوا مما ذكر اسم الله عليه إن كنتم بآياته مؤمنين} [6: 118]. وقوله: {قد بينا لكم الآيات إن كنتم تعقلون} [3: 118]. وهو كثير».
32- إذا كان دليل الجواب قائما في مكان الجواب، وهو لا يصلح أن يكون شرطا فقد لزمته الفاء في القرآن الكريم، سواء كان جملة اسمية أو كان ماضي اللفظ والمعنى.
وإذا كان دليل الجواب متقدما على أداة الشرط لم تلزمه الفاء في القرآن: جاء الدليل فعل أمر متقدما على أداة الشرط من غير الفاء في آيات كثيرة وجاء مقرونا بالفاء في آيات كثيرة أيضًا، وكذلك جاء جملة استفهامية واسمية . . .
33- أجاز أبو حيان أن يكون دليل الجواب القائم مقام الجواب هو الجواب وقدر رابطًا في آيات كثيرة إذا كانت أداة الشرط اسما غير ظرف وكذلك فعل العكبري في بعض الآيات.
34- تدخل همزة الاستفهام على كلمات الشرط. حروفا وأسماء.
سيبويه يجعل الجواب لكلمات الشرط، فيجزمه إن كان مضارعا، وهمزة الاستفهام دخلت على جملتي الشرط والجزاء.
ويونس يجعل الجواب لهمزة الاستفهام، وجواب الشرط محذوف، فلو كان مضارعا لرفع؛ لأنه جواب الاستفهام.
لم يجيء الجواب في القرآن مضارعا، فيفصل بين خلاف سيبويه ويونس، وإنما جاء جملة اسمية مقرونة بالفاء في قوله تعالى:
1- {وما جعلنا لبشر من قبلك الخلد أفئن مت فهم الخالدون} [21: 34].
وقد جعل النحويون هذه الآية ردا على مذهب يونس؛ لأنهم لا يقولون: أنت ظالم فإن فعلت. [العكبري:1/85]، [البحر:6/310-311]، [البرهان:2/365]، [سيبويه:1/443-444]، [الرضي:2/367]، [البدائع:1/49].
دخلت همزة الاستفهام على (إن) الشرطية في ثلاث آيات: الآية المتقدمة، وقوله:
2- {وما محمد إلا رسول قد خلت من قبله الرسل أفئن مات أو قتل انقلبتم على أعقابكم} [3: 144].
3- {قالوا طائركم معكم أئن ذكرتم} [36: 19].
ودخلت همزة الاستفهام على (من) الشرطية عند الزمخشري وبدر الدين ابن مالك.
35- الكثير في القرآن في اجتماع القسم والشرط إدخال اللام الموطئة للقسم على (إن) الشرطية (لئن، ولئن).
وجاء حذف اللام الموطئة في قوله تعالى:
1- {وإن لم ينتهوا عما يقولون ليمسن الذين كفروا منهم عذاب أليم} [5: 73].
[البحر:4/213]، [المغني:1/93، 218، 2/15، 60].
2- {وإن لم تغفر لنا وترحمنا لنكونن من الخاسرين} [7: 23].
[البحر:4/213، 281]، [المغني:2/172].
3- {وإن أطعتموهم إنكم لمشركون} [6: 121].
[البحر:4/213]، [المغني:1/193]، [الدماميني:1/209].
وأجاز العكبري أن تكون الآية من حذف فاء الجواب.
وجاء حذف اللام الموطئة مع (إن) لوجودها في المعطوف عليه في قوله تعالى:
{لئن أخرجتم لنخرجن معكم ولا نطيع فيكم أحدا أبدا وإن قوتلتم لننصرنكم} [59: 11].
36- جعلت اللام الموطئة داخلة على (ما) الشرطية في قوله تعالى:
{وإذ أخذ الله ميثاق النبيين لما آتيتكم من كتاب وحكمة ثم جاءكم رسول مصدق لما معكم لتؤمنن به ولتنصرنه} [13: 81].
[سيبويه:1/455-456]، [الكشاف:1/198-199]، [العكبري:1/80]، [البحر:2/510-512]، [المغني:1/176، 2/60].
وجعلت اللام الموطئة داخلة على (من) الشرطية في قوله تعالى:
1- {لمن اتبعك منهم لأملأن جهنم منكم أجمعين} [7: 18].
(من) شرطية عند الزمخشري والعكبري، وأجاز أبو حيان الموصولية.
[الكشاف:2/56]، [العكبري:1/151]، [البحر:4/277].
2- {ولمن صبر وغفر إن ذلك لمن عزم الأمور} [42: 43].
أجاز أبو حيان في (من) الشرطية والموصولة. [البحر:7/523]، [المغني:2/106، 151].
3- {ولمن انتصر بعد ظلمه فأولئك ما عليهم من سبيل} [42: 41].
جعل ابن عطية اللام للقسم و(من) شرطية وضعف بذكر جواب الشرط هنا. [البحر:7/23]، [الجمل:4/68].
4- {ولقد علموا لمن اشتراه ماله في الآخرة من خلاق} [2: 102].
(من) شرطية عند الفراء، والعكبري، وضعفه أبو حيان بأن ما بعدها ماضي المعنى. [معاني القرآن:1/65-66]، [العكبري:1/31]. [البحر:1/334].
37- جاء فعل القسم وبعده الشرط في قوله تعالى:
{فيقسمان بالله – إن ارتبتم – لا نشتري به ثمنا} [5: 106].
38- اعتراض الشرط على الشرط:
إذا اجتمع شرطان فالشرط الثاني شرط في الأول متأخر في اللفظ متقدم في الوقوع ما لم تدل قرينة على الترتيب.
(ب) الجواب للسابق، وهو مع جزائه جواب للثاني، وهكذا.
(ج) اجتماع الشرطين جاء في القرآن على صور متعددة.