(ما) التعجبية
1- {أولئك الذين اشتروا الضلالة بالهدى والعذاب بالمغفرة فما أصبرهم على النار} [2: 175].
في [الكشاف:1/108] : «تعجب من حالهم في التباسهم بموجبات النار من غير مبالاة منهم، كما تقول لمن يتعرض لما يوجب غضب السلطان: ما أصبرك على القيد والسجن تريد أنه لا يتعرض لذلك إلا من هو شديد الصبر على العذاب. . . ». انظر [معاني القرآن:1/130]، و[المحتسب:2/353].
وفي [البحر:1/494] : «وإذا قلنا إن الكلام هو تعجب، فالتعجب هو استعظام الشيء وخفاء حصول السبب، وهذا مستحيل في حق الله تعالى. فهو راجع لمن يصح ذلك منه، أي هم ممن يقول فيهم من رآهم: ما أصبرهم على النار».
2- {قتل الإنسان ما أكفره} [80: 17].
في [الكشاف:4/185-186] : «تعجب ممن إفراطه في كفران نعمة الله. . . ».
وفي [البحر:8/428] : «الظاهر أنه تعجب من إفراط كفره، والتعجب بالنسبة للمخلوقين؛ إذ هو مستحيل في حق الله تعالى، أي هو ممن يقال فيه: ما أكفره. وقيل: (ما) استفهام توقيف، أي أي شيء أكفره، أي جعله كافرا، بمعنى: لا شيء يسوغ له أن يكفر». [البيان:2/494]. ذكر الوجهين.
3- {يا أيها الإنسان ما غرك بربك الكريم} [82: 6].
في [المحتسب:2/353] : «روى عن سعيد بن جبير: (يا أيها الإنسان ما أغرك بربك الكريم) ممدودة على التعجب.
قال أبو الفتح: هذا كقول الله سبحانه وتعالى: {فما أصبرهم على النار} [2: 175]. أي على أفعال أهل النار، ففيه حذف مضافين شيئا على شيء.
وقيل في قوله: {فما أصبرهم على النار}، أي ما الذي دعاهم إلى الصبر عن موجبات النار؟ فكذلك يجوز أن يكون قوله أيضًا: {ما أغرك بربك الكريم}، أي ما الذي دعاك إلى الاغترار به».
وفي [البحر:8/436] : «وقرأ ابن جبير والأعمش (ما أغرك) بهمزة فاحتمل أن يكون تعجبا، واحتمل أن تكون (ما) استفهامية، و(أغرك): أدخلك في الغرة».