تفسير قوله تعالى: (وَقَالَ الرَّسُولُ يَا رَبِّ إِنَّ قَوْمِي اتَّخَذُوا هَذَا الْقُرْآَنَ مَهْجُورًا (30) )
قالَ أبو جعفرٍ مُحَمَّدُ بْنُ جَرِيرٍ الطَّبَرِيُّ (ت: 310هـ) : (القول في تأويل قوله تعالى: {وقال الرّسول يا ربّ إنّ قومي اتّخذوا هذا القرآن مهجورًا (30) وكذلك جعلنا لكلّ نبيٍّ عدوًّا من المجرمين، وكفى بربّك هاديًا ونصيرًا}.
يقول تعالى ذكره: وقال الرّسول يوم يعضّ الظّالم على يديه: يا ربّ إنّ قومي الّذين بعثتني إليهم لأدعوهم إلى توحيدك اتّخذوا هذا القرآن مهجورًا.
واختلف أهل التّأويل في معنى اتّخاذهم القرآن مهجورًا، فقال بعضهم: كان اتّخاذهم ذلك هجرًا قولهم فيه السّيّئ من القول، وزعمهم أنّه سحرٌ، وأنّه شعرٌ.
ذكر من قال ذلك:
- حدّثني محمّد بن عمرٍو، قال: حدّثنا أبو عاصمٍ، قال: حدّثنا عيسى، وحدّثني الحارث، قال: حدّثنا الحسن، قال: حدّثنا ورقاء، جميعًا عن ابن أبي نجيحٍ، عن مجاهدٍ، قوله: {اتّخذوا هذا القرآن مهجورًا} قال: يهجرون فيه بالقول، يقولون: هو سحرٌ.
- حدّثنا القاسم، قال: حدّثنا الحسين، قال: حدّثني حجّاجٌ، عن ابن جريجٍ، عن مجاهدٍ، قوله: {وقال الرّسول} الآية: يهجرون فيه بالقول.
قال مجاهدٌ: وقوله: {مستكبرين به سامرًا تهجرون} قال: مستكبرين بالبلد سامرًا مجالس، تهجرون، قال: بالقول السّيّئ في القرآن غير الحقّ.
- حدّثني الحارث، قال: حدّثنا الحسن، قال، حدّثنا هشيمٌ، عن مغيرة، عن إبراهيم، في قول اللّه: {إنّ قومي اتّخذوا هذا القرآن مهجورًا} قال: قالوا فيه غير الحقّ، ألم تر إلى المريض إذا هذى قال غير الحقّ.
وقال آخرون: بل معنى ذلك: الخبر عن المشركين أنّهم هجروا القرآن وأعرضوا عنه ولم يسمعوا له.
ذكر من قال ذلك:
- حدّثني يونس، قال: أخبرنا ابن وهبٍ، قال: قال ابن زيدٍ في قول اللّه: {وقال الرّسول يا ربّ إنّ قومي اتّخذوا هذا القرآن مهجورًا} لا يريدون أن يسمعوه، وإن دعوا إلى اللّه قالوا لا. وقرأ: {وهم ينهون عنه وينأون عنه} قال: ينهون عنه، ويبعدون عنه.
قال أبو جعفرٍ: وهذا القول أولى بتأويل ذلك، وذلك أنّ اللّه أخبر عنهم أنّهم قالوا: {لا تسمعوا لهذا القرآن والغوا فيه}، وذلك هجرهم إيّاه). [جامع البيان: 17/442-444]
قال ابن أبي حاتم عبد الرحمن بن محمد ابن إدريس الرازي (ت: 327هـ): (قوله تعالى: وقال الرّسول يا ربّ
- حدّثنا محمّد بن يحيى، أنبأ العبّاس بن الوليد النرسي، ثنا يزيد ابن زربع، ثنا سعيدٌ، عن قتادة قوله: وقال الرّسول يا ربّ إنّ قومي اتّخذوا هذا القرآن مهجورًا فهذا قول نبيّكم يشتكي قومه إلى ربّه.
قوله تعالى: إنّ قومي اتّخذوا هذا القرآن مهجورًا
- حدّثنا حجّاج بن حمزة، ثنا شبابة، ثنا ورقاء، عن ابن أبي نجيحٍ، عن مجاهدٍ : اتّخذوا هذا القرآن مهجورًا يهجرون فيه بالقول يقولون: هو سحر). [تفسير القرآن العظيم: 8/2687]
قَالَ عَبْدُ الرَّحْمنِ بنُ الحَسَنِ الهَمَذَانِيُّ (ت: 352هـ): (ثنا إبراهيم نا آدم ثنا ورقاء عن ابن أبي نجيح عن مجاهد اتخذوا هذا القرآن مهجورا يقول يهجرون فيه بالقول يقولون هو سحر). [تفسير مجاهد: 2/452]
قَالَ عَبْدُ الرَّحْمنِ بنُ الحَسَنِ الهَمَذَانِيُّ (ت: 352هـ): (ثنا إبراهيم نا آدم نا ورقاء عن المغيرة عن إبراهيم في قوله اتخذوا هذا القرآن مهجورا قال يعني قالوا فيه غير الحق ألا ترى أن المريض إذا تكلم بغير عقل قيل إنه ليهجر). [تفسير مجاهد: 2/452-453]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأخرج عبد بن حميد، وابن المنذر، وابن أبي حاتم عن قتادة {وكان الشيطان للإنسان خذولا} قال: خذل يوم القيامة وتبرأ منه {وقال الرسول يا رب إن قومي اتخذوا هذا القرآن مهجورا} هذا قول نبيكم يشتكي قومه إلى ربه قال الله يعزي نبيه: {وكذلك جعلنا لكل نبي عدوا من المجرمين} يقول: إن الرسل قد لقيت هذا من قومها قبلك فلا يكبرن عليك). [الدر المنثور: 11/169] (م)
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأخرج الفريابي، وعبد بن حميد وابن جرير، وابن المنذر، وابن أبي حاتم عن مجاهد في قوله {اتخذوا هذا القرآن مهجورا} قال: يهجرون فيه بالقول السيء، يقولون: هذا سحر). [الدر المنثور: 11/170]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأخرج الفريابي وسعيد بن منصور، وعبد بن حميد، وابن جرير، وابن المنذر وابن أبي حاتم عن إبراهيم النخعي في قوله {اتخذوا هذا القرآن مهجورا} قالوا: فيه هجيرا غير الحق، ألم تر المريض إذا هذى قيل: هجر أي قال: غير الحق). [الدر المنثور: 11/170]
تفسير قوله تعالى: (وَكَذَلِكَ جَعَلْنَا لِكُلِّ نَبِيٍّ عَدُوًّا مِنَ الْمُجْرِمِينَ وَكَفَى بِرَبِّكَ هَادِيًا وَنَصِيرًا (31) )
قالَ أبو جعفرٍ مُحَمَّدُ بْنُ جَرِيرٍ الطَّبَرِيُّ (ت: 310هـ) : (وقوله: {وكذلك جعلنا لكلّ نبيٍّ عدوًّا من المجرمين} يقول تعالى ذكره لنبيّه محمّدٍ صلّى اللّه عليه وسلّم: وكما جعلنا لك يا محمّد أعداءً من مشركي قومك، كذلك جعلنا لكلّ من نبّأناه من قبلك عدوًّا من مشركي قومه، فلم تخصّص بذلك من بينهم. يقول: فاصبر لما نالك منهم كما صبر من قبلك أولو العزم من رسلنا.
وبنحو الّذي قلنا في ذلك قال أهل التّأويل.
ذكر من قال ذلك:
- حدّثنا القاسم، قال: حدّثنا الحسين، قال: حدّثني حجّاجٌ، عن ابن جريجٍ، قال: قال ابن عبّاسٍ: {وكذلك جعلنا لكلّ نبيٍّ عدوًّا من المجرمين} قال: يوطّن محمّدًا صلّى اللّه عليه وسلّم أنّه جاعلٌ له عدوًّا من المجرمين كما جعل لمن قبله.
وقوله: {وكفى بربّك هاديًا ونصيرًا} يقول تعالى ذكره لنبيّه: وكفاك يا محمّد بربّك هاديًا يهديك إلى الحقّ، ويبصّرك الرّشد، ونصيرًا: يقول: ناصرًا لك على أعدائك، يقول: فلا يهوّلنّك أعداؤك من المشركين، فإنّي ناصرك عليهم، فاصبر لأمري، وامض لتبليغ رسالتي إليهم). [جامع البيان: 17/444-445]
قال ابن أبي حاتم عبد الرحمن بن محمد ابن إدريس الرازي (ت: 327هـ): (وكذلك جعلنا لكلّ نبيٍّ عدوًّا من المجرمين وكفى بربّك هاديًا ونصيرًا (31)
- حدّثنا أبو سعيدٍ الأشجّ، ثنا أبو نعيمٍ، عن سفيان، عن مغيرة، عن إبراهيم اتّخذوا هذا القرآن مهجورًا قالوا: فيه هجرًا.
- حدّثنا أبي، ثنا عمرو بن رافعٍ، ثنا هشيمٌ، عن مغيرة، عن إبراهيم في قوله: اتّخذوا هذا القرآن مهجورًا قال: قالوا فيه غير الحقّ ألم تر إلى المريض إذا هدى قيل: هجر، أي قال ما لا علم له به.
- أخبرنا أبو يزيد القراطيسيّ فيما كتب إليّ أنبأ أصبغ قال: سمعت عبد الرّحمن بن أيد بن أسلم في قول اللّه: يا ربّ إنّ قومي اتّخذوا هذا القرآن مهجورًا لا يريدون أن يستمعوه.
قوله تعالى: وكذلك جعلنا لكلّ نبيٍّ عدوًّا
- حدّثنا محمّد بن يحيى، أنبأ العبّاس بن الوليد النّرسيّ، ثنا يزيد بن زريعٍ، عن سعيدٍ، عن قتادة قال اللّه عزّ وجلّ يعزّي نبيّه: وكذلك جعلنا لكلّ نبيٍّ عدوًّا من المجرمين الآية أي: أنّ الرّسل قد لقيت هذا من قومها قبلك فلا يكبرنّ عليك.
- حدّثنا عبد اللّه بن سليمان، ثنا الحسين بن عليٍّ، ثنا عامر بن الفرات، ثنا أسباطٌ، عن السّدّيّ قوله: وكذلك جعلنا لكلّ نبيٍّ عدوًّا من المجرمين قال: لم يبعث نبيٌّ قطّ إلا كان بعض المجرمين له أعداءً ولم يبعث نبيٌّ قطّ إلا كان بعض المجرمين أشدّ عليه من بعضٍ.
قوله تعالى: من المجرمين
- حدّثنا أبو زرعة، ثنا منجاب بن الحارث أنبأ بشر بن عمارة، عن أبي روقٍ، عن الضّحّاك، عن ابن عبّاسٍ في قوله: من المجرمين قال: الكفّار.
- حدّثنا عبد اللّه بن سليمان بن الأشعث، ثنا الحسين بن عليٍّ، ثنا عامر بن الفرات، ثنا أسباطٌ، عن السّدّيّ قوله: عدوًّا من المجرمين فكان عدوًّا للنّبيّ صلّى اللّه عليه وسلّم من قريشٍ بنو أميّة وبنو المغيرة.
قوله تعالى: وكفى بربّك هاديًا ونصيرًا
- حدّثنا محمّد بن العبّاس، ثنا زنيجٌ، ثنا سلمة قال محمّد بن إسحاق يعنى: ونصيرًا أي إن ينصرك اللّه فلا يضرّك خذلان من خذلك). [تفسير القرآن العظيم: 8/2688]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأخرج عبد بن حميد، وابن المنذر، وابن أبي حاتم عن قتادة {وكان الشيطان للإنسان خذولا} قال: خذل يوم القيامة وتبرأ منه {وقال الرسول يا رب إن قومي اتخذوا هذا القرآن مهجورا} هذا قول نبيكم يشتكي قومه إلى ربه قال الله يعزي نبيه: {وكذلك جعلنا لكل نبي عدوا من المجرمين} يقول: إن الرسل قد لقيت هذا من قومها قبلك فلا يكبرن عليك). [الدر المنثور: 11/169] (م)
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأخرج ابن أبي حاتم عن السدي في قوله {وكذلك جعلنا لكل نبي عدوا من المجرمين} قال: لم يبعث نبي قط إلا كان المجرمون له أعداء، ولم يبعث نبي قط إلا كان بعض المجرمين أشد عليه من بعض). [الدر المنثور: 11/170]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأخرج ابن مردويه عن ابن عباس {وكذلك جعلنا لكل نبي عدوا من المجرمين} قال: كان عدو النّبيّ صلى الله عليه وسلم أبو جهل وعدو موسى قارون وكان قارون ابن عم موسى). [الدر المنثور: 11/170]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأخرج ابن جرير عن ابن عباس {وكذلك جعلنا لكل نبي عدوا من المجرمين} قال: يوطن محمد صلى الله عليه وسلم إنه جاعل له عدوا من المجرمين كما جعل لمن قبله). [الدر المنثور: 11/171]
تفسير قوله تعالى: (وَقَالَ الَّذِينَ كَفَرُوا لَوْلَا نُزِّلَ عَلَيْهِ الْقُرْآَنُ جُمْلَةً وَاحِدَةً كَذَلِكَ لِنُثَبِّتَ بِهِ فُؤَادَكَ وَرَتَّلْنَاهُ تَرْتِيلًا (32) )
قالَ عَبْدُ الرَّزَّاقِ بْنُ هَمَّامٍ الصَّنْعَانِيُّ (ت: 211هـ): (أنا ابن جريج قال قلت لعطاء ما قوله ورتلناه ترتيلا قال الطرح هو النبذ فإذا هو لا يوجب الترتيل). [تفسير عبد الرزاق: 1/392]
قالَ عَبْدُ الرَّزَّاقِ بْنُ هَمَّامٍ الصَّنْعَانِيُّ (ت: 211هـ): (وأخبرني ابن طاوس عن أبيه قال الترتيل تبينه حتى تفهمه). [تفسير عبد الرزاق: 1/392]
قالَ عَبْدُ الرَّزَّاقِ بْنُ هَمَّامٍ الصَّنْعَانِيُّ (ت: 211هـ): (عن معمر عن الحسن في قوله ورتلناه ترتيلا قال كان ينزل آية أو آيتين أو آيات كان ينزل جوابا لهم إذا سألوا عن شيء أنزل الله جوابا لهم وردا عن النبي فيما يكلمونه وكان بين أوله وآخره نحو من عشرين سنة). [تفسير عبد الرزاق: 2/69-70]
قالَ أبو جعفرٍ مُحَمَّدُ بْنُ جَرِيرٍ الطَّبَرِيُّ (ت: 310هـ) : (القول في تأويل قوله تعالى: {وقال الّذين كفروا لولا نزّل عليه القرآن جملةً واحدةً، كذلك لنثبّت به فؤادك، ورتّلناه ترتيلاً}.
يقول تعالى ذكره: {وقال الّذين كفروا} باللّه {لولا نزّل عليه القرآن} يقول: هلاّ نزل على محمّدٍ صلّى اللّه عليه وسلّم القرآن {جملةً واحدةً} كما أنزلت التّوراة على موسى جملةً واحدةً؟ قال اللّه: {كذلك لنثبّت به فؤادك} تنزيله عليك الآية بعد الآية والشّيء بعد الشّيء لنثبّت به فؤادك نزّلناه.
ذكر من قال ذلك:
- حدّثني محمّد بن سعدٍ، قال: حدّثني أبي، قال: حدّثني عمّي، قال: حدّثني أبي، عن أبيه، عن ابن عبّاسٍ: {وقال الّذين كفروا لولا نزّل عليه القرآن جملةً واحدةً، كذلك لنثبّت به فؤادك ورتّلناه ترتيلاً} قال: كان اللّه ينزّل عليه الآية، فإذا علمها نبيّ اللّه نزلت آيةٌ أخرى، ليعلّمه الكتاب عن ظهر قلبٍ، ويثبّت به فؤاده.
- حدّثنا القاسم، قال: حدّثنا الحسين قال: حدّثني حجّاجٌ، عن ابن جريجٍ، قوله: {وقال الّذين كفروا لولا نزّل عليه القرآن جملةً واحدةً} كما أنزلت التّوراة على موسى، قال: {كذلك لنثبّت به فؤادك} قال: كان القرآن ينزل عليه جوابًا لقولهم: ليعلم محمّدٌ أنّ اللّه يجيب القوم بما يقولون بالحقّ.
ويعني بقوله: {لنثبّت به فؤادك} لنصحّح به عزيمة قلبك ويقين نفسك، ونشجّعك به.
وقوله {ورتّلناه ترتيلاً} يقول: وشيئًا بعد شيءٍ علّمناكه حتّى تحفظنّه، والتّرتيل في القراءة: التّرسّل والتّثبّت.
وبنحو الّذي قلنا في ذلك قال أهل التّأويل.
ذكر من قال ذلك:
- حدّثني يعقوب بن إبراهيم، قال: حدّثنا هشيمٌ، قال: أخبرنا مغيرة، عن إبراهيم، في قوله: {ورتّلناه ترتيلاً} قال: نزل متفرّقًا.
- حدّثنا الحسن قال: أخبرنا عبد الرّزّاق قال: أخبرنا معمرٌ، عن الحسن، في قوله: {ورتّلناه ترتيلاً} قال: كان ينزل آيةً وآيتين وآياتٍ جوابًا لهم، إذا سألوا عن شيءٍ أنزله اللّه جوابًا لهم، وردًا عن النّبيّ فيما يتكلّمون به. وكان بين أوّله وآخره نحوٌ من عشرين سنةٍ.
- حدّثنا القاسم، قال: حدّثنا الحسين، قال: حدّثني حجّاجٌ، عن ابن جريجٍ، قوله: {ورتّلناه ترتيلاً} قال: كان بين ما أنزل القرآن إلى آخره أنزل عليه لأربعين، ومات النّبيّ صلّى اللّه عليه وسلّم لثنتين أو لثلاثٍ وستّين.
وقال آخرون: معنى التّرتيل: التّبيين والتّفسير
ذكر من قال ذلك:
- حدّثني يونس، قال: أخبرنا ابن وهبٍ، قال: قال ابن زيدٍ في قوله: {ورتّلناه ترتيلاً} قال: فسّرناه تفسيرًا، وقرأ: {ورتّل القرآن ترتيلاً} ). [جامع البيان: 17/445-447]
قال ابن أبي حاتم عبد الرحمن بن محمد ابن إدريس الرازي (ت: 327هـ): (وقال الّذين كفروا لولا نزّل عليه القرآن جملةً واحدةً كذلك لنثبّت به فؤادك ورتّلناه ترتيلًا (32)
قوله تعالى: وقال الّذين كفروا لولا نزّل عليه القرآن جملةً واحدةً
- حدّثنا أبو بكرٍ أحمد بن القاسم بن عطيّة، ثنا أحمد بن عبد الرّحمن بن عبد اللّه بن سعدٍ الدّشتكيّ حدّثنا أبي حدّثني الأشعث، عن جعفر بن أبي المغيرة، عن سعيد بن جبيرٍ، عن ابن عبّاسٍ قال: قال المشركون: إن كان محمّدٌ كما يزعم نبيًّا فلم يعدبه ربّه ألا ينزل عليه القرآن جملةً واحدةً، ينزل عليه الآية والآيتين والسّورة؟
فأنزل اللّه على نبيّه جوّاب ما قالوا: وقال الّذين كفروا لولا نزّل عليه القرآن جملةً واحدةً إلى آخر الآية.
- ذكر عن عبد الرّحمن بن عمر بن رستة الأصبهانيّ، ثنا ابن مهديٍّ، ثنا أبو سلمة، عن حكيم بن جبير، عن سعيد ابن جبيرٍ قلت لابن عبّاسٍ أخبرني، عن قول اللّه عزّ وجلّ: إنّا أنزلناه في ليلة القدر : وإنا أنزلناه في ليلة مباركة ، عن شهر رمضان الّذي أنزل فيه القرآن أكلّه أم بعضه، فقال ابن عبّاسٍ أنزل اللّه القرآن جملةً واحدةً من السّماء السّابعة إلى سماء الدّنيا في ليلة القدر فجعل عند مواقع النّجوم: فلا أقسم بمواقع النّجوم إلى قوله: المطهّرون الملائكة، وينزل به جبريل عليه السّلام كلّما أتي بمثلٍ يلتمس عيبه نزل به كتاب اللّه ناطقً فقالت اليهود يا أبا القاسم: لولا أنزل هذا القرآن جملةً واحدةً كما أنزلت التّوراة على موسى فأنزل اللّه: كذلك لنثبّت به فؤادك ورتّلناه ترتيلا ولا يأتونك بمثلٍ إلا جئناك بالحقّ وأحسن تفسيرًا وقرأ: وقرآنًا فرقناه لتقرأه على النّاس على مكثٍ
- حدّثنا محمّد بن يحيى أنبأ العبّاس بن الوليد، ثنا يزيد بن زريعٍ، ثنا سعيدٌ عن قتادة: وقال الّذين كفروا لولا نزّل عليه القرآن جملةً واحدةً كما أنزل على موسى وكما أنزل على عيسى عليهم السلام.
- حدّثنا أحمد بن سنانٍ، ثنا أبو يحيى الحمّانيّ، ثنا الأعمش، عن حسّان أبي الأشرس، عن سعيد بن جبيرٍ، عن ابن عبّاسٍ قال: أنزل اللّه القرآن ليلة القدر فجعل في بيت العزّة.
قوله تعالى: لولا نزّل عليه القرآن جملةً واحدةً
- حدّثنا أبو زرعة، ثنا منجابٌ أنبأ بشر بن عمارة، ثنا أبو روقٍ، عن الضّحّاك، عن ابن عبّاسٍ: وقال الّذين كفروا لولا نزّل عليه القرآن جملةً واحدةً قال: يقولون: هلا أنزل عليه القرآن جملةً واحدةً.
- حدّثنا عبد اللّه بن سليمان، ثنا الحسين بن عليٍّ، ثنا عامرٌ، ثنا أسباطٌ، عن السّدّيّ: وقال الّذين كفروا لولا نزّل عليه القرآن جملةً واحدةً قال: هلا جاء به كما جاء به موسى صلّى اللّه عليهما.
قوله تعالى: كذلك لنثبّت به فؤادك
- حدّثنا عليّ بن الحسين، ثنا محمّد بن العلاء، ثنا عثمان بن سعيدٍ، ثنا بشر بن عمارة، عن أبي روقٍ، عن الضّحّاك، عن ابن عبّاسٍ: لنثبّت به فؤادك يا محمّد يقول: لنشدد به فؤادك ونربط على قلبك يعنى بوحيه الّذي نزل به جبريل عليك من عند اللّه وكذلك يفعل بالمرسلين من قبلك.
قوله تعالى: ورتّلناه ترتيلا
- حدّثنا أبو زرعة، ثنا منجابٌ أنبأ بشرٌ بن عمارة، عن أبي روقٍ، عن الضّحّاك، عن ابن عبّاسٍ قال اللّه عزّ وجلّ: كذلك لنثبّت به فؤادك يا محمّد ورتّلناه ترتيلا يقول: ورسّلناه ترسيلا يقول: شيئًا بعد شيءٍ.
- أخبرنا أبو عبد اللّه الطّهرانيّ فيما كتب إليّ أنبأ عبد الرّزّاق أنبأ معمرٌ، عن الحسن في قوله: ورتّلناه ترتيلا قال: كان ينزل الآية والآيتين والآيات كان ينزل جوابًا لهم إذا سألوا رسول اللّه صلّى اللّه عليه وسلّم، عن شيءٍ أنزل اللّه جوابًا لهم وردًّا عن النّبيّ صلّى اللّه عليه وسلّم فيما تكلّموا به وكان من أوّله وآخره نحوا من عشرين سنة.
- حدّثنا عليّ بن الحسين الهسنجانيّ، ثنا مسدّدٌ، عن هشيمٍ، عن مغيرة، عن إبراهيم في قوله: ورتّلناه ترتيلا قال: نزل متفرّقًا.
- حدّثنا عبد اللّه بن سليمان، ثنا الحسين بن عليٍّ، ثنا عامر بن الفرات، ثنا أسباطٌ، عن السّدّيّ: ورتّلناه ترتيلا يقول: فصّلناه تفصيلا.
- حدّثنا محمّد بن يحيى أنبأ العبّاس بن الوليد النّرسيّ، ثنا يزيد ابن زريعٍ، ثنا سعيدٌ، عن قتادة قوله: ورتلناه ترتيلا أي بيناه تبينا.
- أخبرنا أبو يزيد القراطيسيّ فيما كتب إليّ أنبأ أصبغ قال سمعت عبد الرّحمن بن زيدٍ، عن أسلم قوله: ورتّلناه ترتيلا قال: فسّرناه تفسيرًا.
والوجه الثّاني:
- أخبرنا محمّد بن سعدٍ العوفيّ فيما كتب إليّ حدّثني أبي حدّثني عمّي، عن أبيه، عن جدّه، عن ابن عبّاسٍ قوله: كذلك لنثبّت به فؤادك ورتّلناه ترتيلا قال كان اللّه جلّ وعزّ ينزل الآية عليه فإذا علمها نبيّ اللّه صلّى اللّه عليه وسلّم نزلت آيةٌ أخرى ليعلّمه الكتاب، عن ظهر قلبه ويثبّت به فؤاده). [تفسير القرآن العظيم: 8/2689-2691]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (قوله تعالى: وقال الذين كفروا لولا نزل عليه القرآن جملة واحدة كذلك لنثبت به فؤادك ورتلناه ترتيلا * ولا يأتونك بمثل إلا جئناك بالحق وأحسن تفسيرا.
أخرج ابن أبي حاتم والحاكم وصححه، وابن مردويه والضياء في المختارة عن ابن عباس قال: قال المشركون: إن كان محمد كما يزعم نبيا فلم يعذبه ربه، إلا ينزل عليه القرآن جملة واحدة ينزل عليه الآية والآيتين والسورة، فانزل الله على نبيه جواب ما قالوا {وقال الذين كفروا لولا نزل عليه القرآن جملة واحدة} إلى {وأضل سبيلا} ). [الدر المنثور: 11/171]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأخرج عبد بن حميد، وابن أبي حاتم عن قتادة {وقال الذين كفروا لولا نزل عليه القرآن جملة واحدة} يقولون: كما أنزل على موسى وعلى عيسى قال الله {كذلك لنثبت به فؤادك ورتلناه ترتيلا} قال: بيناه تبيينا {ولا يأتونك بمثل إلا جئناك بالحق وأحسن تفسيرا} قال: أحسن تفصيلا). [الدر المنثور: 11/171]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأخرج ابن جرير، وابن أبي حاتم، وابن مردويه عن ابن عباس في قوله: {كذلك لنثبت به فؤادك} قال: كان الله ينزل عليه الآية فإذا علمها رسول الله صلى الله عليه وسلم نزلت آية أخرى ليعلمه الكتاب عن ظهر قلبه ويثبت به فؤادك {ولا يأتونك بمثل إلا جئناك بالحق وأحسن تفسيرا} يقول: أحسن تفصيلا). [الدر المنثور: 11/171-172]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأخرج ابن أبي حاتم، وابن مردويه عن ابن عباس في قوله {كذلك لنثبت} قال: لنشدد به فؤادك ونربط على قلبك {ورتلناه ترتيلا} قال: رسلناه ترسيلا يقول: شيئا بعد شيء {ولا يأتونك بمثل} يقول: لوأنزلنا عليك القرآن جملة واحدة ثم سالوك لم يكن عندك ما تجيب، ولكنا نمسك عليك فإذا سألوك أجبت). [الدر المنثور: 11/172]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأخرج ابن مردويه عن ابن عباس قال: قالت قريش ما للقرآن لم ينزل على النّبيّ صلى الله عليه وسلم جملة واحدة قال الله في كتابه {وقال الذين كفروا لولا نزل عليه القرآن جملة واحدة كذلك لنثبت به فؤادك ورتلناه ترتيلا} قال: قليلا قليلا، كيما لا يجيؤك بمثل إلا جئناك بما ينقض عليهم فانزلناه عليك تنزيلا قليلا قليلا، كلما جاؤا بشيء جئناهم بما هو أحسن منه تفسيرا). [الدر المنثور: 11/172]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأخرج عبد الرزاق، وابن جرير، وابن المنذر، وابن أبي حاتم عن الحسن في قوله {ورتلناه ترتيلا} قال: كان ينزل عليه الآية، والآيتان، والآيات، كان ينزل عليه جوابا لهم، إذا سألوا رسول الله صلى الله عليه وسلم عن شيء أنزل الله جوابا لهم وردا عن النّبيّ صلى الله عليه وسلم فيما تكلموا به وكان بين أوله وآخره نحو من عشرين سنة). [الدر المنثور: 11/172-173]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأخرج ابن جرير، وابن المنذر عن ابن جريج {كذلك لنثبت به فؤادك ورتلناه ترتيلا} قال: كان ينزل عليه القرآن جوابا لقولهم، ليعلم أن الله هو يجيب القوم عما يقولون {ولا يأتونك بمثل إلا جئناك بالحق} قال: لا ياتيك الكفار إلا جئناك بما ترد به ما جاؤك به من الأمثال التي جاؤا بها). [الدر المنثور: 11/173]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأخرج ابن جرير، وابن المنذر، وابن أبي حاتم عن إبراهيم النخعي {ورتلناه ترتيلا} يقول: أنزل متفرقا). [الدر المنثور: 11/173]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأخرج ابن أبي حاتم عن السدي {ورتلناه ترتيلا} قال: فصلنا تفصيلا، وأخرج ابن أبي حاتم عن عطاء في قوله {وأحسن تفسيرا} قال: تفصيلا). [الدر المنثور: 11/173]
تفسير قوله تعالى: (وَلَا يَأْتُونَكَ بِمَثَلٍ إِلَّا جِئْنَاكَ بِالْحَقِّ وَأَحْسَنَ تَفْسِيرًا (33) )
قالَ أَحْمَدُ بْنُ شُعَيْبٍ النَّسَائِيُّ (ت: 303هـ): (أخبرنا أحمد بن سليمان، حدّثنا يزيد بن هارون، أخبرنا داود، عن عكرمة، عن ابن عبّاسٍ، قال: " أنزل القرآن جملةً إلى السّماء الدّنيا في ليلة القدر، ثمّ أنزل بعد ذلك في عشرين سنةً، قال: {ولا يأتونك بمثلٍ إلّا جئناك بالحقّ وأحسن تفسيرًا} [الفرقان: 33]، وقرأ {وقرآنًا فرقناه لتقرأه على النّاس على مكثٍ ونزّلناه تنزيلًا} [الإسراء: 106]). [السنن الكبرى للنسائي: 10/205]
قالَ أبو جعفرٍ مُحَمَّدُ بْنُ جَرِيرٍ الطَّبَرِيُّ (ت: 310هـ) : (القول في تأويل قوله تعالى: {ولا يأتونك بمثلٍ إلاّ جئناك بالحقّ وأحسن تفسيرًا (33) الّذين يحشرون على وجوههم إلى جهنّم، أولئك شرٌّ مكانًا وأضلّ سبيلاً}.
يقول تعالى ذكره: ولا يأتيك يا محمّد هؤلاء المشركون بمثلٍ يضربونه إلاّ جئناك من الحقّ بما نبطل به ما جاءوا به، وأحسن منه تفسيرًا.
- كما حدّثنا القاسم، قال: حدّثنا الحسين، قال: حدّثني حجّاجٌ، عن ابن جريجٍ: {ولا يأتونك بمثلٍ إلاّ جئناك بالحقّ} قال: الكتاب بما تردّ به ما جاءوا به من الأمثال الّتي جاءوا بها وأحسن تفسيرًا، وعني بقوله {وأحسن تفسيرًا} وأحسن ممّا جاءوا به من المثل بيانًا وتفصيلاً.
وبنحو الّذي قلنا في ذلك قال أهل التّأويل.
ذكر من قال ذلك:
- حدّثني محمّد بن سعدٍ، قال: حدّثني أبي قال: حدّثني عمّي، قال: حدّثني أبي، عن أبيه، عن ابن عبّاسٍ، قوله: {وأحسن تفسيرًا} يقول: أحسن تفصيلاً.
- حدّثنا القاسم، قال: حدّثنا الحسين، قال: حدّثني حجّاجٌ، عن ابن جريجٍ، عن مجاهدٍ: {وأحسن تفسيرًا} قال: بيانًا.
- حدّثت عن الحسين، قال: سمعت أبا معاذٍ، يقول: أخبرنا عبيدٌ، قال: سمعت الضّحّاك، يقول في قوله: {وأحسن تفسيرًا} يقول: تفصيلاً). [جامع البيان: 17/447-448]
قال ابن أبي حاتم عبد الرحمن بن محمد ابن إدريس الرازي (ت: 327هـ): (ولا يأتونك بمثلٍ إلّا جئناك بالحقّ وأحسن تفسيرًا (33)
قوله تعالى: ولا يأتونك بمثلٍ
- ذكر عن عبد الرّحمن بن عمر بن رسته، ثنا ابن مهديٍّ، ثنا أبو سلمة، عن حكيم بن جبيرٍ، عن سعيد بن جبيرٍ قوله: ولا يأتونك بمثلٍ إلا جئناك قال ابن عبّاسٍ أي ينزل به جبريل كلّما أتي بمثلٍ يلتمس عيبه نزل به كتاب اللّه ناطقً.
قوله تعالى: إلا جئناك بالحقّ
- حدّثنا أبو زرعة، ثنا منجاب بن الحارث أنبأ بشر بن عمارة، عن أبي روقٍ، عن الضّحّاك، عن ابن عباس: لا يأتونك بمثلٍ إلا جئناك بالحقّ يقول: لو أنزلنا عليك القرآن جملةً واحدةً ثمّ سألوك لم يكن عندك ما تجيب ولكنّا نمسك عليك فإذا سألوك أجبت.
قوله تعالى: وأحسن تفسيرًا
- أخبرنا العبّاس بن الوليد بن مزيدٍ البيروتيّ قراءةً أخبرنا محمّد بن شعيب بن شابور أخبرني عثمان بن عطاءٍ، عن أبيه وأمّا أحسن تفسيرًا فأحسن تفصيلا وروى، عن ابن عبّاس. والضّحّاك وقتادة مثل ذلك.
- حدّثنا الحسين بن الحسن، ثنا إبراهيم بن عبد اللّه الهرويّ، أنبأ الحجّاج، عن ابن جريجٍ، عن مجاهدٍ: وأحسن تفسيرًا بيانًا). [تفسير القرآن العظيم: 8/2691-2692]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأخرج عبد بن حميد، وابن أبي حاتم عن قتادة {وقال الذين كفروا لولا نزل عليه القرآن جملة واحدة} يقولون: كما أنزل على موسى وعلى عيسى قال الله {كذلك لنثبت به فؤادك ورتلناه ترتيلا} قال: بيناه تبيينا {ولا يأتونك بمثل إلا جئناك بالحق وأحسن تفسيرا} قال: أحسن تفصيلا). [الدر المنثور: 11/171] (م)
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأخرج ابن جرير، وابن أبي حاتم، وابن مردويه عن ابن عباس في قوله: {كذلك لنثبت به فؤادك} قال: كان الله ينزل عليه الآية فإذا علمها رسول الله صلى الله عليه وسلم نزلت آية أخرى ليعلمه الكتاب عن ظهر قلبه ويثبت به فؤادك {ولا يأتونك بمثل إلا جئناك بالحق وأحسن تفسيرا} يقول: أحسن تفصيلا). [الدر المنثور: 11/171-172] (م)
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأخرج ابن أبي حاتم، وابن مردويه عن ابن عباس في قوله {كذلك لنثبت} قال: لنشدد به فؤادك ونربط على قلبك {ورتلناه ترتيلا} قال: رسلناه ترسيلا يقول: شيئا بعد شيء {ولا يأتونك بمثل} يقول: لوأنزلنا عليك القرآن جملة واحدة ثم سالوك لم يكن عندك ما تجيب، ولكنا نمسك عليك فإذا سألوك أجبت). [الدر المنثور: 11/172] (م)
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأخرج ابن مردويه عن ابن عباس قال: قالت قريش ما للقرآن لم ينزل على النّبيّ صلى الله عليه وسلم جملة واحدة قال الله في كتابه {وقال الذين كفروا لولا نزل عليه القرآن جملة واحدة كذلك لنثبت به فؤادك ورتلناه ترتيلا} قال: قليلا قليلا، كيما لا يجيؤك بمثل إلا جئناك بما ينقض عليهم فانزلناه عليك تنزيلا قليلا قليلا، كلما جاؤا بشيء جئناهم بما هو أحسن منه تفسيرا). [الدر المنثور: 11/172] (م)
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأخرج ابن جرير، وابن المنذر عن ابن جريج {كذلك لنثبت به فؤادك ورتلناه ترتيلا} قال: كان ينزل عليه القرآن جوابا لقولهم، ليعلم أن الله هو يجيب القوم عما يقولون {ولا يأتونك بمثل إلا جئناك بالحق} قال: لا ياتيك الكفار إلا جئناك بما ترد به ما جاؤك به من الأمثال التي جاؤا بها). [الدر المنثور: 11/173] (م)
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأخرج ابن أبي حاتم عن السدي {ورتلناه ترتيلا} قال: فصلنا تفصيلا، وأخرج ابن أبي حاتم عن عطاء في قوله {وأحسن تفسيرا} قال: تفصيلا). [الدر المنثور: 11/173] (م)
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأخرج ابن جرير، وابن أبي حاتم عن مجاهد في قوله {وأحسن تفسيرا} قال: بيانا). [الدر المنثور: 11/174]
تفسير قوله تعالى: (الَّذِينَ يُحْشَرُونَ عَلَى وُجُوهِهِمْ إِلَى جَهَنَّمَ أُولَئِكَ شَرٌّ مَكَانًا وَأَضَلُّ سَبِيلًا (34) )
قال محمدُ بنُ إسماعيلَ بن إبراهيم البخاريُّ (ت: 256هـ) : (باب قوله: {الّذين يحشرون على وجوههم إلى جهنّم أولئك شرٌّ مكانًا وأضلّ سبيلًا} [الفرقان: 34]
- حدّثنا عبد اللّه بن محمّدٍ، حدّثنا يونس بن محمّدٍ البغداديّ، حدّثنا شيبان، عن قتادة، حدّثنا أنس بن مالكٍ رضي اللّه عنه: أنّ رجلًا قال: يا نبيّ اللّه يحشر الكافر على وجهه يوم القيامة؟ قال: «أليس الّذي أمشاه على الرّجلين في الدّنيا قادرًا على أن يمشيه على وجهه يوم القيامة» قال قتادة: بلى وعزّة ربّنا). [صحيح البخاري: 6/109]
- قال أحمدُ بنُ عَلَيِّ بنِ حجرٍ العَسْقَلانيُّ (ت: 852هـ): ( (قوله باب قوله الّذين يحشرون على وجوههم إلى جهنّم الآية)
كذا لأبي ذرٍّ وساق غيره إلى قوله وأضل سبيلا قوله شيبان هو بن عبد الرّحمن قوله أنّ رجلًا قال يا نبيّ اللّه يحشر الكافر لم أقف على اسم السّائل وسيأتي شرح الحديث مستوفًى في كتاب الرّقاق إن شاء اللّه تعالى قوله يحشر الكافر في رواية الحاكم من وجهٍ آخر عن أنسٍ سئل رسول اللّه صلّى اللّه عليه وسلّم يحشر أهل النّار على وجوههم وفي حديث أبي هريرة عند البزّار يحشر النّاس على ثلاثة أصنافٍ صنفٌ على الدّوابّ وصنفٌ على أقدامهم وصنفٌ على وجوههم فقيل فكيف يمشون على وجوههم الحديث ويؤخذ من مجموع الأحاديث أنّ المقرّبين يحشرون ركبانًا ومن دونهم من المسلمين على أقدامهم وأمّا الكفّار فيحشرون على وجوههم قوله قال قتادة بلى وعزّة ربّنا هذه الزّيادة موصولةٌ بالإسناد المذكور قالها قتادة تصديقًا لقوله أليس). [فتح الباري: 8/492]
- قال محمودُ بنُ أحمدَ بنِ موسى العَيْنِيُّ (ت: 855هـ) : ( (باب قوله: {الّذين يحشرون على وجوههم إلى جهنّم أولائك شرٌّ مكاناً وأضلّ سبيلاً} (الفرقان: 34)
أي: هذا باب في قوله تعالى: {الّذين يحشرون} إلى آخره، وهذا المقدار في رواية أبي ذر، وفي رواية غيره ساقه إلى قوله: {وأضل سبيلا} . قوله: (الّذين يحشرون) أي: يسحبون على وجوههم. قوله: (أولئك مكانا) أي: منزلة وهي النّار. قوله: (وأضل سبيلا) أي: طريقا، لأن طريقهم إلى النّار.
- حدّثنا عبد الله بن محمّدٍ حدثنا يونس بن محمّدٍ البغداديّ حدّثنا شيبان عن قتادة حدثنا أنس بن مالكٍ رضي الله عنه أنّ رجلاً قال يا نبيّ الله يحشر الكافر على وجهه يوم القيامة قال أليس الّذي أمشاه على الرّجلين في الدّنيا قادراً على أن يمشيه على وجهه يوم القيامة قال قتادة بلى وعزّة ربّنا.
مطابقته للتّرجمة ظاهرة، وعبد الله بن محمّد المعروف بالمسندي، وشيبان بن عبد الرّحمن النّحويّ.
والحديث أخرجه البخاريّ أيضا في الرقاق عن عبد الله بن محمّد. وأخرجه مسلم في التّوبة عن زهير بن حرب وعبد بن حرب وعبد بن حميد. وأخرجه النّسائيّ في التّفسير عن الحسين بن منصور.
قوله: (قال قتادة) إلى آخره زيادة موصولة بالإسناد المذكور، قالها قتادة تصديقًا لقوله: أليس الّذي أمشاه). [عمدة القاري: 19/95]
- قال أحمدُ بنُ محمدِ بن أبي بكرٍ القَسْطَلاَّنيُّ (ت: 923هـ) : (باب قوله: {الّذين يحشرون على وجوههم إلى جهنّم أولئك شرٌّ مكانًا وأضلّ سبيلًا} [الفرقان: 34]
(باب قوله) عز وجل: ({الذين يحشرون على وجوههم إلى جهنم}) أي مقلوبين أو مسحوبين إليها والموصول خبر مبتدأ محذوف أي هم الذين أو نصب على الذم أو رفع بالابتداء
وخبره الجملة من قوله: ({أولئك شر مكانًا}) منزلًا ومصيرًا من أهل الجنة ({وأضل سبيلًا}) [الفرقان: 34] وأخطأ طريقًا ووصف السبيل بالضلال من الإسناد المجازي للمبالغة وسقط لأبي ذر أولئك الخ وقال بعد إلى جهنم الآية.
- حدّثنا عبد اللّه بن محمّدٍ، حدّثنا يونس بن محمّدٍ البغداديّ حدّثنا شيبان عن قتادة حدّثنا أنس بن مالكٍ -رضي الله عنه- أنّ رجلًا قال: يا نبىّ اللّه، يحشر الكافر على وجهه يوم القيامة؟ قال: «أليس الّذي أمشاه على الرّجلين في الدّنيا قادرًا على أن يمشيه على وجهه يوم القيامة». قال قتادة: بلى وعزّة ربّنا. [الحديث 4760 - طرفه في: 6534].
وبه قال: (حدّثنا عبد الله بن محمد) المسندي قال: (حدّثنا يونس بن محمد البغدادي) أبو محمد المؤدب قال: (حدّثنا شيبان) بن عبد الرحمن النحوي (عن قتادة) بن دعامة أنه قال: (حدّثنا أنس بن مالك -رضي الله عنه- أن رجلًا) لم يسم (قال: يا نبي الله يحشر الكافر على وجهه يوم القيامة)؟ استفهام حذفت منه الأداة، وللحاكم من وجه آخر عن أنس كيف يحشر أهل النار على وجوههم (قال):
(أليس الذي أمشاه على الرجلين في الدنيا قادرًا) بالنصب ولأبي ذر بالرفع (على أن يمشيه) بضم التحتية وسكون الميم (على وجهه يوم القيامة) وظاهره أن المراد مشيه على وجهه حقيقة فلذلك استغربوه حتى سألوا عنه (قال قتادة) بن دعامة بالإسناد المذكور (بلى وعزة ربنا) أنه لقادر على ذلك قاله تصديقًا لقوله أليس وحكمة حشره على وجهه معاقبته على تركه السجود في الدنيا إظهارًا لهوانة وخساسته بحيث صار وجهه مكان يديه ورجليه في التوقي عن المؤذيات.
وفي حديث أبي هريرة المروي عند أحمد قالوا: يا رسول الله وكيف يمشون على وجوههم؟ قال: "إن الذي أمشاهم على أرجلهم قادر أن يمشيهم على وجوههم أما أنهم يتقون بوجوههم كل حدب وشوك".
وستكون لنا عودة إن شاء الله تعالى إلى بقية مباحث هذا الحديث في كتاب الرقاق بعون الله). [إرشاد الساري: 7/273]
قالَ أَحْمَدُ بْنُ شُعَيْبٍ النَّسَائِيُّ (ت: 303هـ): (قوله تعالى: {الّذين يحشرون على وجوههم إلى جهنّم}
- أخبرنا الحسين بن منصورٍ، حدّثنا حسين بن محمّدٍ، عن شيبان، عن قتادة، عن أنسٍ، أنّ رجلًا قال: يا رسول الله، كيف يحشر النّاس على وجوههم؟، قال: «إنّ الّذي أمشاهم على أقدامهم قادرٌ أن يمشيهم على وجوههم»). [السنن الكبرى للنسائي: 10/204]
قالَ أبو جعفرٍ مُحَمَّدُ بْنُ جَرِيرٍ الطَّبَرِيُّ (ت: 310هـ) : (وقوله: {الّذين يحشرون على وجوههم إلى جهنّم أولئك شرٌّ مكانًا} يقول تعالى ذكره لنبيّه: هؤلاء المشركون يا محمّد القائلون لك: {لولا نزّل عليه القرآن جملةً واحدةً} ومن كان على مثل الّذي هم عليه من الكفر باللّه، الّذين يحشرون يوم القيامة على وجوههم إلى جهنّم فيساقون إلى جهنّم شرٌّ مستقرًّا في الدّنيا والآخرة من أهل الجنّة في الجنّة، وأضلّ منهم في الدّنيا طريقًا.
وبنحو الّذي قلنا في ذلك قال أهل التّأويل.
ذكر من قال ذلك:
- حدّثني القاسم، قال: حدّثنا الحسين، قال: حدّثني حجّاجٌ، عن ابن جريجٍ، عن مجاهدٍ: {الّذين يحشرون على وجوههم إلى جهنّم} قال: الّذي أمشاهم على أرجلهم قادرٌ على أن يمشيهم على وجوههم {أولئك شرٌّ مكانًا} من أهل الجنّة {وأضلّ سبيلاً} قال: طريقًا.
- حدّثني محمّد بن يحيى الأزديّ، قال: حدّثنا الحسين بن محمّدٍ، قال: حدّثنا شيبان، عن قتادة، قوله: {الّذين يحشرون على وجوههم إلى جهنّم} قال: حدّثنا أنس بن مالكٍ أنّ رجلاً قال: يا رسول اللّه، كيف يحشر الكافر على وجهه؟ قال: الّذي أمشاه على رجليه قادرٌ أن يمشيه على وجهه.
- حدّثنا أبو سفيان الغنويّ يزيد بن عمرٍو قال: حدّثنا خلاّد بن يحيى الكوفيّ قال: حدّثنا سفيان الثّوريّ، عن إسماعيل بن أبي خالدٍ، قال: أخبرني من، سمع أنس بن مالكٍ يقول: جاء رجلٌ إلى النّبيّ صلّى اللّه عليه وسلّم فقال: كيف يحشرهم على وجوههم؟ قال: الّذي يحشرهم على أرجلهم قادرٌ بأن يحشرهم على وجوههم.
- حدّثنا عبيد بن محمّدٍ الورّاق قال: حدّثنا يزيد بن هارون، قال: أخبرنا إسماعيل بن أبي خالدٍ، عن أبي داود، عن أنس بن مالكٍ قال: سئل رسول اللّه صلّى اللّه عليه وسلّم: كيف يحشر أهل النّار على وجوههم؟ فقال: إنّ الّذي أمشاهم على أقدامهم قادرٌ على أن يمشيهم على وجوههم.
- حدّثني أحمد بن المقدام، قال: حدّثنا حزمٌ، قال: سمعت الحسن، يقول: قرأ رسول اللّه صلّى اللّه عليه وسلّم هذه الآية: {الّذين يحشرون على وجوههم إلى جهنّم} فقالوا: يا نبيّ اللّه، كيف يمشون على وجوههم؟ قال: أرأيت الّذي أمشاهم على أقدامهم، أليس قادرًا أن يمشيهم على وجوههم.
- حدّثنا القاسم، قال: حدّثنا الحسين، قال: حدّثنا هشيمٌ، قال: أخبرنا منصور بن زاذان، عن عليّ بن زيد بن جدعان، عن أبي خالدٍ، عن أبي هريرة، قال: يحشر النّاس يوم القيامة على ثلاثة أصنافٍ: صنفٌ على الدّوابّ، وصنفٌ على أقدامهم، وصنفٌ على وجوههم، فقيل: كيف يمشون على وجوههم؟ قال: إنّ الّذي أمشاهم على أقدامهم قادرٌ أن يمشيهم على وجوههم). [جامع البيان: 17/448-450]
قال ابن أبي حاتم عبد الرحمن بن محمد ابن إدريس الرازي (ت: 327هـ): (الّذين يحشرون على وجوههم إلى جهنّم أولئك شرٌّ مكانًا وأضلّ سبيلًا (34)
قوله تعالى: الّذين يحشرون على وجوههم
- حدّثنا إسحاق بن إبراهيم البغويّ، ثنا الحسين بن محمّدٍ، ثنا شيبان، عن قتادة، عن أنسٍ أنّ رجلا قال: يا رسول اللّه كيف يحشر الكافر على وجهه يوم القيامة؟ قال نبيّ اللّه صلّى اللّه عليه وسلّم «إنّ الّذي أمشاه على رجليه قادرٌ أن يمشيه على وجهه»
- حدّثنا عليّ بن الحسن الهسنجانيّ، ثنا مسدّدٌ، ثنا حزمٌ قال سمعت الحسن يقول: الّذين يحشرون على وجوههم إلى جهنم قال: قيل يا نبيّ اللّه: كيف يمشون على وجوههم؟ قال: أرأيت الّذي أمشاهم على أقدامهم قادرٌ أن يمشيهم على وجوههم.
- حدّثني أبي، ثنا عمرو بن عليٍّ، ثنا يحيى بن سعيدٍ، ثنا الأشعث، عن الحسن قال: لمّا سيّر عامر بن عبد قيسٍ إلى الشّام قال: الحمد للّه الّذي حشرني راكبًا قال الحسن قد واللّه علم عامرٌ أنّ قومًا يحشرون على وجوههم.
قوله تعالى: أولئك شرٌّ مكانًا
- أخبرنا عبيد بن محمّد بن يحيى بن حمزة الدّمشقيّ فيما كتب إليّ ثنا أبو الجماهر، ثنا سعيد بن بشيرٍ، ثنا قتادة ذكر لنا أنّ رجلا قال: يا نبيّ اللّه كيف يحشر الكافر على وجهه يوم القيامة؟ قال نبيّ اللّه صلّى اللّه عليه وسلّم: أليس الّذي أمشاه على رجليه قادرٌ على أن يمشيه على وجهه. قال اللّه عزّ وجلّ: أولئك شرٌّ مكانًا وأضلّ سبيلا
قوله تعالى: وأضلّ سبيلا
- حدّثنا أبو زرعة، ثنا منجاب بن الحارث أنبأ بشر بن عمارة، عن أبي روقٍ، عن الضّحّاك، عن ابن عبّاسٍ في قوله: وأضلّ سبيلا يقول: وأبعد حجّةً). [تفسير القرآن العظيم: 8/2692]
قال محمدُ بنُ عبدِ اللهِ الحاكمُ النَّيْسابوريُّ (ت: 405هـ): (أخبرنا أبو العبّاس محمّد بن أحمد المحبوبيّ، ثنا سعيد بن مسعودٍ، ثنا يزيد بن هارون، أنبأ إسماعيل بن أبي خالدٍ، عن أبي داود السّبيعيّ، عن أنس بن مالكٍ رضي اللّه عنه، قال: سئل رسول اللّه صلّى الله عليه وسلّم: كيف يحشر أهل النّار على وجوههم؟ قال: «إنّ الّذي أمشاهم على أقدامهم قادرٌ أن يمشيهم على وجوههم»). [المستدرك: 2/437]
قال محمدُ بنُ عبدِ اللهِ الحاكمُ النَّيْسابوريُّ (ت: 405هـ): (وأخبرنا أبو العبّاس المحبوبيّ، ثنا أحمد بن سيّارٍ، ثنا محمّد بن كثيرٍ، ثنا سفيان، عن إسماعيل بن أبي خالدٍ، قال: أخبرني من، سمع أنس بن مالكٍ رضي اللّه عنه، قال: قال رجلٌ: يا رسول اللّه، الّذين يحشرون على وجوههم كيف يحشرون؟ قال: «إنّ الّذي أمشاهم على أرجلهم قادرٌ أن يحشرهم على وجوههم» هذا حديثٌ صحيح الإسناد إذا جمع بين الإسنادين ولم يخرجاه "). [المستدرك: 2/437]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (قوله تعالى: الذين يحشرون على وجوههم إلى جهنم أولئك شر مكانا وأضل سبيلا.
أخرج ابن جرير، وابن المنذر عن ابن جريج في قوله {أولئك شر مكانا} يقول: من أهل الجنة {وأضل سبيلا} قال: طريقا). [الدر المنثور: 11/174]