العودة   جمهرة العلوم > قسم التفسير > جمهرة التفاسير > تفسير جزء الذاريات

إضافة رد
 
أدوات الموضوع إبحث في الموضوع انواع عرض الموضوع
  #1  
قديم 1 جمادى الآخرة 1434هـ/11-04-2013م, 04:45 PM
الصورة الرمزية ساجدة فاروق
ساجدة فاروق ساجدة فاروق غير متواجد حالياً
فريق الإشراف
 
تاريخ التسجيل: Nov 2008
المشاركات: 1,137
افتراضي تفسير سورة القمر [ من الآية (1) إلى الآية (8) ]

{اقْتَرَبَتِ السَّاعَةُ وَانشَقَّ الْقَمَرُ (1) وَإِن يَرَوْا آيَةً يُعْرِضُوا وَيَقُولُوا سِحْرٌ مُّسْتَمِرٌّ (2) وَكَذَّبُوا وَاتَّبَعُوا أَهْوَاءهُمْ وَكُلُّ أَمْرٍ مُّسْتَقِرٌّ (3) وَلَقَدْ جَاءهُم مِّنَ الأَنبَاء مَا فِيهِ مُزْدَجَرٌ (4) حِكْمَةٌ بَالِغَةٌ فَمَا تُغْنِ النُّذُرُ (5) فَتَوَلَّ عَنْهُمْ يَوْمَ يَدْعُ الدَّاعِ إِلَى شَيْءٍ نُّكُرٍ (6) خُشَّعًا أَبْصَارُهُمْ يَخْرُجُونَ مِنَ الأَجْدَاثِ كَأَنَّهُمْ جَرَادٌ مُّنتَشِرٌ (7) مُّهْطِعِينَ إِلَى الدَّاعِ يَقُولُ الْكَافِرُونَ هَذَا يَوْمٌ عَسِرٌ (8)}


روابط مهمة:
- القراءات
- توجيه القراءات
- أسباب النزول
- الناسخ والمنسوخ الآية رقم (6)
- الوقف والابتداء


رد مع اقتباس
  #2  
قديم 5 رجب 1434هـ/14-05-2013م, 05:12 PM
الصورة الرمزية ساجدة فاروق
ساجدة فاروق ساجدة فاروق غير متواجد حالياً
فريق الإشراف
 
تاريخ التسجيل: Nov 2008
المشاركات: 1,137
افتراضي

جمهرة تفاسير السلف

تفسير قوله تعالى: (اقْتَرَبَتِ السَّاعَةُ وَانْشَقَّ الْقَمَرُ (1) )
قالَ عَبْدُ اللهِ بنُ وَهْبٍ المَصْرِيُّ (ت: 197 هـ): (وأخبرني شبيب، عن أبان، عن مسلم بن أبي عمران الأسدي قال: خطب حذيفة الناس بالمدائن فقال: {اقتربت الساعة وانشق القمر}، ألا وإن الساعة قد اقتربت، وأما القمر فقد انشق، ألا إنما المضمار اليوم، والسباق غدا، الغاية النار، والسبق إلى الجنة). [الجامع في علوم القرآن: 1/75-76]
قالَ عَبْدُ اللهِ بنُ وَهْبٍ المَصْرِيُّ (ت: 197 هـ): (وقال يحيى: قال إسحاق عن من حدّثه عن أنس بن مالكٍ أنّه قال: من قرأ: {اقتربت الساعة وانشق القمر} في كلّ ليلةٍ أو ليلتين أو ثلاثٍ جاء يوم القيامة ووجهه على صورة القمر ليلة القدر). [الجامع في علوم القرآن: 3/110]
قالَ عَبْدُ الرَّزَّاقِ بْنُ هَمَّامٍ الصَّنْعَانِيُّ (ت: 211هـ): (أنا معمر عن الكلبي في قوله تعالى وانشق القمر قال كان ابن مسعود يقول انشق القمر حتى رأيت حراء بين شقية). [تفسير عبد الرزاق: 2/257]
قالَ عَبْدُ الرَّزَّاقِ بْنُ هَمَّامٍ الصَّنْعَانِيُّ (ت: 211هـ): (عن معمر عن قتادة عن أنس قال سأل أهل مكة النبي فانشق القمر بمكة مرتين فقال النبي اقتربت الساعة وانشق القمر وإن يروا آية يعرضوا ويقولوا سحر مستمر يقول أي ذاهب). [تفسير عبد الرزاق: 2/257]
قالَ عَبْدُ الرَّزَّاقِ بْنُ هَمَّامٍ الصَّنْعَانِيُّ (ت: 211هـ): (عن إسرائيل عن سماك بن حرب عن إبراهيم عن الأسود عن عبد الله بن مسعود في قوله وانشق القمر قال انشق القمر حتى رأيت الجبل بين فرجتي القمر). [تفسير عبد الرزاق: 2/257]
قالَ عَبْدُ الرَّزَّاقِ بْنُ هَمَّامٍ الصَّنْعَانِيُّ (ت: 211هـ): (عن ابن عيينة ومحمد بن مسلم عن ابن أبي نجيح عن مجاهد عن أبي معمر عن عبد الله بن مسعود قال رأيت القمر منشقا شقتين مرتين بمكة قبل مخرج النبي شقة على أبي قبيس وشقة على السويداء فقالوا سحر القمر فنزلت اقتربت الساعة وانشق القمر يقول كما رأيتم القمر منشقا فإن الذي أخبرتكم عن اقتراب الساعة حق). [تفسير عبد الرزاق: 2/257]
قال أبو بكرٍ عبدُ الله بنُ محمدٍ ابنُ أبي شيبةَ العبسيُّ (ت: 235هـ): (حدّثنا محمّد بن فضيلٍ، عن عطاء بن السّائب، عن أبي عبد الرّحمن، قال: قام حذيفة بالمدائن فخطب فحمد اللّه وأثنى عليه، ثمّ قال: {اقتربت السّاعة وانشقّ القمر} ألا إنّ السّاعة قد اقتربت، وإنّ القمر قد انشقّ، ألا وإنّ الدّنيا قد آذنت بالفراق، ألا وإنّ المضمار اليوم، وإنّ السّباق غدًا، وإنّ الغاية النّار، وإنّ السّابق من سبق إلى الجنّة). [مصنف ابن أبي شيبة: 19/ 250]
قال محمدُ بنُ إسماعيلَ بن إبراهيم البخاريُّ (ت: 256هـ) : (باب {وانشقّ القمر (1) وإن يروا آيةً يعرضوا} [القمر: 2]
- حدّثنا مسدّدٌ، حدّثنا يحيى، عن شعبة، وسفيان، عن الأعمش، عن إبراهيم، عن أبي معمرٍ، عن ابن مسعودٍ، قال: انشقّ القمر على عهد رسول اللّه صلّى الله عليه وسلّم فرقتين، فرقةً فوق الجبل، وفرقةً دونه، فقال رسول اللّه صلّى الله عليه وسلّم: «اشهدوا»
- حدّثنا عليّ بن عبد اللّه، حدّثنا سفيان، أخبرنا ابن أبي نجيحٍ، عن مجاهدٍ، عن أبي معمرٍ، عن عبد اللّه، قال: انشقّ القمر ونحن مع النّبيّ صلّى الله عليه وسلّم فصار فرقتين فقال لنا: «اشهدوا اشهدوا»
- حدّثنا يحيى بن بكيرٍ، قال: حدّثني بكرٌ، عن جعفرٍ، عن عراك بن مالكٍ، عن عبيد اللّه بن عبد اللّه بن عتبة بن مسعودٍ، عن ابن عبّاسٍ رضي اللّه عنهما، قال: «انشقّ القمر في زمان النّبيّ صلّى الله عليه وسلّم»
- حدّثنا عبد اللّه بن محمّدٍ، حدّثنا يونس بن محمّدٍ، حدّثنا شيبان، عن قتادة، عن أنسٍ رضي اللّه عنه، قال: سأل أهل مكّة أن يريهم آيةً «فأراهم انشقاق القمر»
- حدّثنا مسدّدٌ، حدّثنا يحيى، حدّثنا شعبة، عن قتادة، عن أنسٍ، قال: «انشقّ القمر فرقتين»). [صحيح البخاري: 6/142-143]
- قال أحمدُ بنُ عَلَيِّ بنِ حجرٍ العَسْقَلانيُّ (ت: 852هـ): ( (قوله باب وانشقّ القمر وإن يروا آيةً يعرضوا)
سقطت هذه التّرجمة لغير أبي ذرٍّ ثمّ ذكر حديث انشقاق القمر من وجهين عن بن مسعود وفيه فرقتين ومن حديث بن عبّاسٍ انشقّ القمر في زمان النّبيّ صلّى اللّه عليه وسلّم وبكر فيه هو بن مضر وجعفر هو بن ربيعة ومن حديث أنسٍ سأل أهل مكّة أن يريهم آيةً وقد تقدّم شرحه ومن وجهٍ آخر عن أنسٍ انشقّ القمر فرقتين وقد تقدّم الكلام عليه مستوفًى في أوائل السّيرة النّبويّة). [فتح الباري: 8/617]
- قال محمودُ بنُ أحمدَ بنِ موسى العَيْنِيُّ (ت: 855هـ) : (قوله: {اقتربت السّاعة} أي: دنت القيامة وعن ابن كيسان في الآية تقديم وتأخير مجازها: انشقّ القمر واقتربت السّاعة). [عمدة القاري: 19/204]
- قال محمودُ بنُ أحمدَ بنِ موسى العَيْنِيُّ (ت: 855هـ) : ( (بابٌ: {وانشقّ القمر (1) وإن يروا آيةً يعرضوا} (القمر: 1)
أي: هذا باب في قوله تعالى: {اقتربت السّاعة وانشقّ القمر} الآية. ولم تثبت هذه التّرجمة إلاّ لأبي ذر. قوله: {آية} أي: معجز ليعرضوا من الإعراض.
- حدّثنا مسدّدٌ حدّثنا يحيى عن شعبة وسفيان عن الأعمش عن إبراهيم عن أبي معمرٍ عن ابن مسعودٍ قال انشقّ القمر على عهد رسول الله صلى الله عليه وسلم فرقتين فرقة فوق الجبل وفرقةً دونه فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم اشهدوا..
مطابقته للتّرجمة ظاهرة. ويحيى هو القطّان، وسفيان هو ابن عيينة أو الثّوريّ لأن كلاًّ منهما روى عن سليمان الأعمش، وإبراهيم هو النّخعيّ، وأبو معمر، بفتح الميمين، عبد الله بن سخبرة، ولأبيه سخبرة صحبة ورواية، روى له التّرمذيّ، قال ابن سعد: توفّي بالكوفة في ولاية عبيد الله بن زياد.
والحديث قد مر في علامات النّبوّة في: باب سؤال المشركين أن يريهم النّبي صلى الله عليه وسلم آية، ومضى الكلام فيه هناك.
قوله: (على عهد) ، أي: على زمن رسول الله صلى الله عليه وسلم. قوله: (فرقتين) أي: قطعتين وفي علامات النّبوّة: شفتين، ويروى: شقين فوق الجبل اختلفت الرّوايات في مكان الانشقاق فجاء عن ابن عبّاس أنه قال: انشقّ القمر على عهد رسول الله صلى الله عليه وسلم باثنتين شطره على السويداء وشطره على الخندمة، وجاء عن أنس، رضي الله تعالى عنه، أن أهل مكّة سألوا رسول الله صلى الله عليه وسلم أن يريهم آية فأراهم القمر بشقتين حتّى رأوا أحراء بينهما، وفي تفسير أبي عبد الله. قال المشركون للنّبي صلى الله عليه وسلم: إن كنت صادقا فاشقق لنا القمر. فقال: آن فعلت تؤمنون؟ قالوا: نعم، وكانت ليلة الجمعة، فسأل الله تعالى فانشق فرقتين: نصف على الصّفا ونصف على قعيقعان: الحديث، وروى البيهقيّ من حديث أبي معمر عن عبد لله. قال: رأيت القمر منشقا بشقتين مرّتين: بمكّة شقة على أبي قبيس وشقة على السويداء. وعن عبد الرّحمن بن زيد بن أسلم: كان يرى نصفه على قعيقعان والنّصف الآخر على أبي قبيس. قوله: {وفرقة دونه} أي: دون الجبل. وعند مسلم من حديث شعبة عن الأعمش عن مجاهد عن ابن عمر، قال: انشقّ القمر فلقتين فلقة من دون الجبل وفلقة من خلف الجبل.
- حدّثنا عليّ بن عبد الله حدّثنا سفيان أخبرنا ابن أبي نجيحٍ عن مجاهدٍ عن أبي معمرٍ عن عبد الله قال انشق القمر ونحن مع النبيّ صلى الله عليه وسلم فصار فرقتين فقال لنا: اشهدوا اشهدوا..
هذا طريق آخر في حديث ابن مسعود، وعلي هو ابن عبد الله المعروف بابن المدينيّ، وفي بعض النّسخ كذا: عليّ بن عبد الله، وابن أبي نجيح عبد الله واسم أبي نجيح يسار، قال يحيى القطّان: كان قدريا وفيه زيادة على طريق الحديث السالف، وهي: قوله: (ونحن مع النّبي صلى الله عليه وسلم) فهذا يدل على أنه من الرائين والمخبرين، وفيه لفظ: (اشهدوا) مرّتين.
- حدّثنا يحيى بن بكيرٍ قال حدّثني بكرٌ عن جعفرٍ عن عراك بن مالكٍ عن عبيد الله بن عبد الله بن عتبة بن مسعودٍ عن ابن عبّاسٍ رضي الله عنهما قال انشقّ القمر في زمان النبيّ صلى الله عليه وسلم..
يحيى بن بكير، بضم الباء الموحدة: المخزومي المصريّ، وبكر، بفتح الباء الموحدة: ابن مضر، بضم الميم وفتح المعجمة وبالراءين: محمّد القريشي المصريّ، وجعفر بن ربيعة بن شرحبيل بن حسنة من أهل مصر. والحديث قد مر في علامات النّبوّة عن خلف بن خالد، وكذا في انشقاق القمر عن عثمان بن صالح. وأخرجه مسلم في التّوبة عن موسى بن قريش وابن عبّاس من جملة المخبرين لا الرائين.
- حدّثنا عبد الله بن محمّدٍ حدّثنا يونس بن محمّد حدّثنا شيبان عن قتادة عن أنسٍ رضي الله عنه قال سأل أهل مكة أن يريهم آيةً فأراهم انشقاق القمر..
عبد الله بن محمّد المعروف بالمسندي، ويونس بن محمّد المؤدب البغداديّ، وشيبان النّحويّ.
والحديث مضى في علامات النّبوّة.
قوله: (سأل أهل مكّة) ، أي: النّبي صلى الله عليه وسلم وأنس أيضا من المخبرين، وروى حديث انشقاق القمر جماعة من الصّحابة. رضي الله تعالى عنهم، فحديث ابن مسعود وحديث أنس وحديث ابن عبّاس رواها البخاريّ، وعند عياض من رواية أبي حذيفة الأرجي عن عليّ بن أبي طالب، رضي الله عنه، قال: انشقّ القمر ونحن مع النّبي صلى الله عليه وسلم وروى عبد بن حميد أخبرنا قبيصة عن سفيان عن عطاء بن السّائب عن أبي عبد الرّحمن السّلميّ. قال: جمعت مع حذيفة بالمدائن فسمعته يقول: إن القمر قد انشقّ على عهد رسول الله صلى الله عليه وسلم. الحديث، وسنده لا بأس به، وروى البيهقيّ من حديث جبير بن محمود بن جبير بن معطم عن أبيه عن جده، قال: انشقّ القمر ونحن بمكّة على عهد رسول الله صلى الله عليه وسلم.
- حدّثنا مسدّدٌ حدّثنا يحيى عن شعبة عن قتادة عن أنسٍ قال انشق القمر فرقتين..
هذا طريق آخر في حديث أنس عن مسدّد عن يحيى القطّان إلى آخره. والحديث أخرجه مسلم في التّوبة عن أبي موسى وغيره، وقال الحليميّ في (منهاجه) ومن النّاس من يقول قوله: {فانشق القمر} (القمر: 1) معناه: ينشق. كقوله: {أتى أمر الله} (النّحل: 1) أي: يأتي. قال: وإذا كان كذلك ظهر أن الانشقاق في الآية إنّما هو الّذي من أشراط السّاعة دون الانشقاق الّذي جعله الله آية لرسوله وحجّة على أهل مكّة). [عمدة القاري: 19/206-207]
- قال أحمدُ بنُ محمدِ بن أبي بكرٍ القَسْطَلاَّنيُّ (ت: 923هـ) : (باب {وانشقّ القمر (1) وإن يروا آيةً يعرضوا}
هذا (باب) بالتنوين أي في قوله تعالى: ({وانشق القمر}) ماض على حقيقته وهو قول عامة المسلمين إلا من لا يلتفت إلى قوله حيث قال إنه سينشق يوم القيامة فأوقع الماضي موقع المستقبل لتحققه وهو خلاف الإجماع). [إرشاد الساري: 7/364]
قال محمدُ بنُ عيسى بنِ سَوْرة التِّرْمِذيُّ (ت: 279هـ) : (حدّثنا عليّ بن حجرٍ، قال: أخبرنا عليّ بن مسهرٍ، عن الأعمش، عن إبراهيم، عن أبي معمرٍ، عن ابن مسعودٍ قال: بينما نحن مع رسول الله صلّى اللّه عليه وسلّم بمنًى فانشقّ القمر فلقتين: فلقةٌ من وراء الجبل، وفلقةٌ دونه، فقال لنا رسول الله صلّى اللّه عليه وسلّم: اشهدوا، يعني، {اقتربت السّاعة وانشقّ القمر}.
هذا حديثٌ حسنٌ صحيحٌ). [سنن الترمذي: 5/250]
قال محمدُ بنُ عيسى بنِ سَوْرة التِّرْمِذيُّ (ت: 279هـ) : (حدّثنا عبد بن حميدٍ، قال: حدّثنا عبد الرّزّاق، عن معمرٍ، عن قتادة، عن أنسٍ، قال: سأل أهل مكّة النّبيّ صلّى اللّه عليه وسلّم آيةً، فانشقّ القمر بمكّة مرّتين، فنزلت {اقتربت السّاعة وانشقّ القمر}، إلى قوله: {سحرٌ مستمرٌّ} يقول: ذاهبٌ.
هذا حديثٌ حسنٌ صحيحٌ). [سنن الترمذي: 5/250]
قال محمدُ بنُ عيسى بنِ سَوْرة التِّرْمِذيُّ (ت: 279هـ) : (حدّثنا ابن أبي عمر، قال: حدّثنا سفيان، عن ابن أبي نجيحٍ، عن مجاهدٍ، عن أبي معمرٍ، عن ابن مسعودٍ، قال: انشقّ القمر على عهد رسول الله صلّى اللّه عليه وسلّم فقال لنا النّبيّ صلّى اللّه عليه وسلّم: اشهدوا.
هذا حديثٌ حسنٌ صحيحٌ). [سنن الترمذي: 5/251]
قال محمدُ بنُ عيسى بنِ سَوْرة التِّرْمِذيُّ (ت: 279هـ) : (حدّثنا محمود بن غيلان، قال: حدّثنا أبو داود، عن شعبة، عن الأعمش، عن مجاهدٍ، عن ابن عمر، قال: انفلق القمر على عهد رسول الله صلّى اللّه عليه وسلّم، فقال رسول الله صلّى اللّه عليه وسلّم: اشهدوا.
هذا حديثٌ حسنٌ صحيحٌ). [سنن الترمذي: 5/251]
قال محمدُ بنُ عيسى بنِ سَوْرة التِّرْمِذيُّ (ت: 279هـ) : (حدّثنا عبد بن حميدٍ، قال: حدّثنا محمّد بن كثيرٍ، قال: حدّثنا سليمان بن كثيرٍ، عن حصينٍ، عن محمّد بن جبير بن مطعمٍ، عن أبيه، قال: انشقّ القمر على عهد النّبيّ صلّى اللّه عليه وسلّم حتّى صار فرقتين: على هذا الجبل، وعلى هذا الجبل، فقالوا: سحرنا محمّدٌ فقال بعضهم: لئن كان سحرنا فما يستطيع أن يسحر النّاس كلّهم.
وقد روى بعضهم هذا الحديث عن حصينٍ، عن جبير بن محمّد بن جبير بن مطعمٍ، عن أبيه، عن جدّه جبير بن مطعمٍ، نحوه). [سنن الترمذي: 5/251]
قالَ أَحْمَدُ بْنُ شُعَيْبٍ النَّسَائِيُّ (ت: 303هـ): (أخبرنا قتيبة بن سعيدٍ، عن مالكٍ، عن ضمرة بن سعيدٍ، عن عبيد الله بن عبد الله، أنّ عمر سأل أبا واقدٍ اللّيثيّ: ما كان يقرأ به رسول الله صلّى الله عليه وسلّم في الأضحى والفطر؟، قال: «كان يقرأ بـ{ق والقرآن المجيد}، و{اقتربت السّاعة وانشقّ القمر} »
- أخبرنا أحمد بن سعيدٍ، قال: حدّثنا يونس، قال: حدّثنا فليحٌ، عن ضمرة بن سعيدٍ، عن عبيد الله بن عبد الله، عن أبي واقدٍ اللّيثيّ، قال: سألني عمر عمّا قرأ رسول الله صلّى الله عليه وسلّم في صلاة العيدين، فقلت: {اقتربت السّاعة وانشقّ القمر} [القمر: 1] و {ق والقرآن المجيد} [ق: 1]). [السنن الكبرى للنسائي: 10/280-281]
قالَ أَحْمَدُ بْنُ شُعَيْبٍ النَّسَائِيُّ (ت: 303هـ): (قوله تعالى: {وانشقّ القمر}
- أخبرنا محمّد بن عبد الأعلى، عن خالدٍ وهو ابن الحارث، قال: حدّثنا شعبة، عن سليمان، عن إبراهيم، عن أبي معمرٍ، عن عبد الله، قال: انشقّ القمر على عهد رسول الله صلّى الله عليه وسلّم شقّتين، شقّةٌ فوق الجبل، وشقّةٌ سترها الجبل، فقال رسول الله صلّى الله عليه وسلّم: «اللهمّ اشهد»
- أخبرنا عبيد الله بن سعيدٍ، قال: حدّثنا سفيان، عن ابن أبي نجيحٍ، عن مجاهدٍ، عن أبي معمرٍ، عن عبد الله، قال: انشقّ القمر على عهد رسول الله صلّى الله عليه وسلّم شقّتين، فقال رسول الله صلّى الله عليه وسلّم: «اشهدوا»
- أخبرنا محمّد بن عبد الأعلى، عن محمّدٍ وهو ابن ثورٍ، عن معمرٍ، وأخبرنا إسحاق بن إبراهيم، قال: أخبرنا عبد الرّزّاق، قال: حدّثنا معمرٌ، عن قتادة، عن أنسٍ، قال: سأل أهل مكّة النّبيّ صلّى الله عليه وسلّم آيةً، فانشقّ القمر بمكّة مرّتين {وإن يروا آيةً يعرضوا ويقولوا سحرٌ مستمرٌّ} [القمر: 2]، يقول: ذاهبٌ). [السنن الكبرى للنسائي: 10/281-282]
قالَ أبو جعفرٍ مُحَمَّدُ بْنُ جَرِيرٍ الطَّبَرِيُّ (ت: 310هـ) : (القول في تأويل قوله تعالى: {اقتربت السّاعة وانشقّ القمر (1) وإن يروا آيةً يعرضوا ويقولوا سحرٌ مّستمرٌّ}.
قال أبو جعفرٍ رحمه الله: يعني تعالى ذكره بقوله {اقتربت السّاعة} دنت السّاعة الّتي تقوم فيها القيامة.
وقوله {اقتربت} افتعلت من القرب، وهذا من اللّه تعالى ذكره إنذارٌ لعباده بدنوّ القيامة، وقرب فناء الدّنيا، وأمرٌ لهم بالاستعداد لأهوال القيامة قبل هجومها عليهم، وهم عنها في غفلةٍ ساهون.
وقوله: {وانشقّ القمر} يقول جلّ ثناؤه: وانفلق القمر، وكان ذلك فيما ذكر على عهد رسول اللّه صلّى اللّه عليه وسلّم وهو بمكّة، قبل هجرته إلى المدينة وذلك أنّ كفّار أهل مكّة سألوه آيةً، فأراهم صلّى اللّه عليه وسلّم انشقاق القمر، آيةً حجّةً على صدٍق قوله، وحقيقة نبوّته؛ فلمّا أراهم أعرضوا وكذّبوا، وقالوا: هذا سحرٌ مستمرٌّ، سحرنا محمّدٌ، فقال اللّه جلّ ثناؤه {وإن يروا آيةً يعرضوا ويقولوا سحرٌ مستمرٌّ}.
وبنحو الّذي قلنا في ذلك جاءت الآثار، وقال به أهل التّأويل.
ذكر الآثار المرويّة بذلك، والإخبار عمّن قاله من أهل التّأويل:
- حدّثنا بشرٌ قال: حدّثنا يزيد قال: حدّثنا سعيدٌ، عن قتادة، أنّ أنس بن مالكٍ حدّثهم أنّ أهل مكّة سألوا رسول اللّه صلّى اللّه عليه وسلّم أن يريهم آيةً، فأراهم انشقاق القمر مرّتين.
- حدّثنا ابن المثنّى قال: حدّثنا محمّد بن جعفرٍ قال: حدّثنا شعبة قال: سمعت قتادة، يحدّث، عن أنسٍ قال: انشقّ القمر فرقتين.
- حدّثنا ابن المثنّى، والحسن بن أبي يحيى المقدّميّ، قالا: حدّثنا أبو داود قال: حدّثنا شعبة، عن قتادة قال: سمعت أنسًا، يقول: انشقّ القمر على عهد رسول اللّه صلّى اللّه عليه وسلّم.
- حدّثني يعقوب الدّورقيّ قال: حدّثنا أبو داود قال: حدّثنا شعبة، عن قتادة قال: سمعت أنسًا يقول: فذكر مثله.
- حدّثنا عليّ بن سهلٍ قال: حدّثنا حجّاج بن محمّدٍ، عن شعبة، عن قتادة، عن أنسٍ قال: انشقّ القمر على عهد رسول اللّه صلّى اللّه عليه وسلّم مرّتين.
- حدّثني محمّد بن عبد اللّه بن بزيعٍ قال: حدّثنا بشر بن المفضّل قال: حدّثنا سعيد بن أبي عروبة، عن قتادة، عن أنس بن مالكٍ، أنّ أهل، مكّة سألوا رسول اللّه صلّى اللّه عليه وسلّم أن يريهم آيةً، فأراهم القمر شقّتين حتّى رأوا حراء بينهما.
- حدّثني أبو السّائب قال: حدّثنا معاوية، عن الأعمش، عن إبراهيم، عن أبي معمرٍ، عن عبد اللّه قال: انشقّ القمر ونحن مع رسول اللّه صلّى اللّه عليه وسلّم بمنًى حتّى ذهبت منه فرقةٌ خلف الجبل، فقال رسول اللّه صلّى اللّه عليه وسلّم: اشهدوا.
- حدّثني إسحاق بن أبي إسرائيل قال: حدّثنا النّضر بن شميلٍ المازنيّ قال: أخبرنا شعبة، عن سليمان قال: سمعت إبراهيم، عن أبي معمرٍ، عن عبد اللّه قال انفلق القمر على عهد رسول اللّه صلّى اللّه عليه وسلّم فرقتين، فكانت فرقةٌ على الجبل، وفرقةٌ من ورائه، فقال رسول اللّه صلّى اللّه عليه وسلّم: اللّهمّ اشهد.
- حدّثنا إسحاق بن أبي إسرائيل قال: حدّثنا النّضر قال: أخبرنا شعبة، عن سليمان، عن مجاهدٍ، عن ابن عمر، مثل حديث إبراهيم في القمر.
- حدّثني عيسى بن عثمان بن عيسى الرّمليّ قال: ثني عمّي يحيى بن عيسى، عن الأعمش، عن إبراهيم، عن رجلٍ، عن عبد اللّه قال: كنّا مع رسول اللّه صلّى اللّه عليه وسلّم بمنًى، فانشقّ القمر، فأخذت فرقةٌ خلف الجبل، فقال رسول اللّه صلّى اللّه عليه وسلّم: اشهدوا، اشهدوا.
- حدّثني محمّد بن عمارة قال: حدّثنا عمرو بن حمّادٍ قال: حدّثنا أسباطٌ، عن سماكٍ، عن إبراهيم، عن الأسود، عن عبد اللّه قال: رأيت الجبل من فرج القمر حين انشقّ.
- حدّثنا الحسن بن أبي يحيى المقدّميّ قال: حدّثنا يحيى بن حمّادٍ قال: حدّثنا أبو عوانة، عن المغيرة، عن أبي الضّحى، عن مسروقٍ، عن عبد اللّه قال: انشقّ القمر على عهد رسول اللّه صلّى اللّه عليه وسلّم، فقالت قريشٌ: هذا سحر، وابن أبي كبشة سحركم فاسألوا السّفّار، فسألوهم، فقالوا: نعم قد رأيناه، فأنزل اللّه تبارك وتعالى: {اقتربت السّاعة وانشقّ القمر}.
- حدّثنا ابن حميدٍ قال: حدّثنا جريرٌ، عن منصورٍ، عن إبراهيم، عن عبد اللّه قال: قد مضى انشقاق القمر.
- حدّثني أبو السّائب قال: حدّثنا أبو معاوية، عن الأعمش، عن مسلمٍ، عن مسروقٍ، قال عبد اللّه: خمسٌ قد مضين: الدّخان، واللّزام، والبطشة، والقمر، والرّوم.
- حدّثني يعقوب بن إبراهيم قال: حدّثنا ابن عليّة قال: أخبرنا أيّوب، عن محمّدٍ قال: نبّئت أنّ ابن مسعودٍ، كان يقول: قد انشقّ القمر.
- حدّثنا يعقوب بن إبراهيم قال: أخبرنا ابن عليّة قال: أخبرنا عطاء بن السّائب، عن أبي عبد الرّحمن السّلميّ قال: نزلنا المدائن، فكنّا منها على فرسخٍ، فجاءت الجمعة، فحضر أبي، وحضرت معه، فخطبنا حذيفة، فقال: ألا إنّ اللّه يقول {اقتربت السّاعة وانشقّ القمر} ألا وإنّ السّاعة قد اقتربت، ألا وإنّ القمر قد انشقّ، ألا وإنّ الدّنيا قد آذنت بفراقٍ، ألا وإنّ اليوم المضمار، وغدًا السّباق، فقلت لأبي: أتستبق النّاس غدًا؟ فقال: يا بنيّ إنّك لجاهلٌ، إنّما هو السّباق بالأعمال، ثمّ جاءت الجمعة الأخرى، فحضرنا، فخطب حذيفة، فقال: ألا إنّ اللّه تبارك وتعالى يقول: {اقتربت السّاعة وانشقّ القمر} ألا وإنّ السّاعة قد اقتربت، ألا وإنّ القمر قد انشقّ، ألا وإنّ الدّنيا قد آذنت بفراقٍ، ألا وإنّ اليوم المضمار وغدًا السّباق، ألا وإنّ الغاية النّار، والسّابق من سبق إلى الجنّة.
- حدّثنا ابن المثنّى قال: حدّثنا محمّد بن جعفرٍ قال: حدّثنا شعبة، عن عطاء بن السّائب، عن أبي عبد الرّحمن قال: كنت مع أبي بالمدائن قال: فخطب أميرهم، وكان عطاءٌ يرى أنّه حذيفة فقال في هذه الآية: {اقتربت السّاعة وانشقّ القمر} قد اقتربت السّاعة وانشقّ القمر، قد اقتربت السّاعة وانشقّ القمر، اليوم المضمار، وغدًا السّباق، والسّابق من سبق إلى الجنّة، والغاية النّار؛ قال: فقلت لأبي: غدًا السّباق قال: فأخبره.
- حدّثنا أبو كريبٍ قال: حدّثنا ابن فضيلٍ، عن حصينٍ، عن محمّد بن جبير بن مطعمٍ، عن أبيه قال: انشقّ القمر، ونحن مع رسول اللّه صلّى اللّه عليه وسلّم بمكّة.
- حدّثنا ابن حميدٍ قال: حدّثنا مهران، عن خارجة، عن الحصين بن عبد الرّحمن، عن ابن جبيرٍ، عن أبيه وانشقّ القمر قال: انشقّ ونحن بمكّة.
- حدّثنا محمّد بن عسكرٍ قال: حدّثنا عثمان بن صالحٍ، وعبد اللّه بن عبد الحكم قالا: حدّثنا بكر بن مضرٍ، عن جعفر بن ربيعة، عن عراكٍ، عن عبيد اللّه بن عبد اللّه بن عتبة، عن ابن عبّاسٍ قال: انشقّ القمر في عهد رسول اللّه صلّى اللّه عليه وسلّم.
- حدّثنا نصر بن عليٍّ قال: حدّثنا عبد الأعلى قال: حدّثنا داود بن أبي هندٍ، عن عليّ بن أبي طلحة، عن ابن عبّاسٍ قال: انشقّ القمر قبل الهجرة، أو قال: قد مضى ذاك.
- حدّثنا إسحاق بن شاهين قال: حدّثنا خالد بن عبد اللّه، عن داود، عن عليٍّ، عن ابن عبّاسٍ بنحوه.
- حدّثنا ابن المثنّى قال: حدّثنا عبد الأعلى قال: حدّثنا داود، عن عليٍّ، عن ابن عبّاسٍ، أنّه قال في هذه الآية: {اقتربت السّاعة وانشقّ القمر} قال: ذاك قد مضى كان قبل الهجرة، انشقّ حتّى رأوا شقّيه.
- حدّثني محمّد بن سعدٍ قال: ثني أبي قال: ثني عمّي قال: ثني أبي، عن أبيه، عن ابن عبّاسٍ، قوله: {اقتربت السّاعة وانشقّ} القمر إلى قوله: {سحرٌ مستمرٌّ} قال: قد مضى، كان قد انشقّ القمر على عهد رسول اللّه صلّى اللّه عليه وسلّم بمكّة، فأعرض المشركون وقالوا: سحرٌ مستمرٌّ.
- حدّثني محمّد بن عمرٍو قال: حدّثنا أبو عاصمٍ قال: حدّثنا عيسى، وحدّثني الحارث قال: حدّثنا الحسن قال: حدّثنا ورقاء، جميعًا، عن ابن أبي نجيحٍ، عن مجاهدٍ، في قوله: {اقتربت السّاعة وانشقّ القمر} قال: رأوه منشقًّا.
- حدّثنا ابن حميدٍ قال: حدّثنا مهران، عن سفيان، عن منصورٍ، وليثٍ، عن مجاهدٍ، {اقتربت السّاعة وانشقّ القمر} قال: انفلق القمر فلقتينٍ، فثبتت فلقةٌ، وذهبت فلقةٌ من وراء الجبل، فقال النّبيّ صلّى اللّه عليه وسلّم: اشهدوا.
- حدّثنا ابن حميدٍ قال: حدّثنا مهران، عن أبي سنانٍ، عن ليثٍ، عن مجاهدٍ، انشقّ القمر على عهد رسول اللّه صلّى اللّه عليه وسلّم، فصار فرقتين، فقال النّبيّ صلّى اللّه عليه وسلّم لأبي بكرٍ: اشهد يا أبا بكرٍ فقال المشركون: سحر القمر حتّى انشقّ.
- حدّثنا ابن حميدٍ قال: حدّثنا مهران، عن أبي سنانٍ قال: قدم رجلٌ المدائن فقام فقال: إنّ اللّه تبارك وتعالى يقول: {اقتربت السّاعة وانشقّ القمر} وإنّ القمر قد انشقّ، وقد آذنت الدّنيا بفراقٍ، اليوم المضمار، وغدًا السّباق، والسّابق من سبق إلى الجنّة، والغاية النّار.
- حدّثنا بشرٌ قال: حدّثنا يزيد قال: حدّثنا سعيدٌ، عن قتادة، {اقتربت السّاعة وانشقّ القمر} يحدث اللّه في خلقه ما يشاء.
- حدّثنا ابن عبد الأعلى قال: حدّثنا ابن ثورٍ، عن معمرٍ، عن قتادة، عن أنسٍ قال: سأل أهل مكّة النّبيّ صلّى اللّه عليه وسلّم آيةً، فانشقّ القمر بمكّة مرّتين، فقال: {اقتربت السّاعة وانشقّ القمر}.
- حدّثت عن الحسين قال: سمعت أبا معاذٍ، يقول: أخبرنا عبيدٌ قال: سمعت الضّحّاك، يقول في قوله: {وانشقّ القمر} قد مضى، كان الشّقّ على عهد رسول اللّه صلّى اللّه عليه وسلّم بمكّة، فأعرض عنه المشركون، وقالوا: سحرٌ مستمرٌّ.
- حدّثنا ابن حميدٍ قال: حدّثنا سلمة، عن عمرٍو، عن مغيرة، عن إبراهيم قال: مضى وانشقّ القمر بمكّة). [جامع البيان: 22/103-112]
قَالَ عَبْدُ الرَّحْمنِ بنُ الحَسَنِ الهَمَذَانِيُّ (ت: 352هـ): (ثنا آدم بن أبي إياس قال ثنا ورقاء عن حصين بن عبد الرحمن عن محمد بن جبير بن مطعم عن أبيه عن جده في قوله اقتربت الساعة وانشق القمر قال انشق القمر ونحن بمكة). [تفسير مجاهد: 635]
قال محمدُ بنُ عبدِ اللهِ الحاكمُ النَّيْسابوريُّ (ت: 405هـ): (أخبرنا أبو منصورٍ محمّد بن عبيد اللّه الفارسيّ، ثنا محمّد بن شاذان الجوهريّ، ثنا محمّد بن سعيد بن سابقٍ، ثنا إسرائيل، ثنا سماك بن حربٍ، عن إبراهيم النّخعيّ، عن الأسود بن يزيد، عن عبد اللّه رضي اللّه عنه، في قوله عزّ وجلّ: {وانشقّ القمر} [القمر: 1] قال: «رأيت القمر وقد انشقّ فأبصرت الجبل بين يدي فرجي القمر» هذا حديثٌ صحيح الإسناد ولم يخرّجاه بهذه السّياقة وبهذا اللّفظ "). [المستدرك: 2/512]
قال محمدُ بنُ عبدِ اللهِ الحاكمُ النَّيْسابوريُّ (ت: 405هـ): (أخبرنا أبو زكريّا العنبريّ، ثنا محمّد بن عبد السّلام، ثنا إسحاق، أنبأ عبد الرّزّاق، أنبأ ابن عيينة، ومحمّد بن مسلمٍ، عن ابن أبي نجيحٍ، عن مجاهدٍ، عن أبي معمرٍ، عن عبد اللّه بن مسعودٍ رضي اللّه عنه، قال: «رأيت القمر منشقًّا بشقّتين مرّتين بمكّة قبل مخرج النّبيّ صلّى الله عليه وسلّم، شقّةٌ على أبي قبيسٍ، وشقّةٌ على السّويداء» فقالوا: سحر القمر، فنزلت {اقتربت السّاعة وانشقّ القمر} [القمر: 1] يقول: «كما رأيتم منشقًّا، فإنّ الّذي أخبرتكم عن اقتراب السّاعة حقٌّ» هذا حديثٌ صحيحٌ على شرط الشّيخين ولم يخرّجاه بهذه السّياقة «إنّما اتّفقا على حديث أبي معمرٍ عن عبد اللّه مختصرًا وهذا حديثٌ لا نستغني فيه عن متابعة الصّحابة بعضٍ لبعضٍ لمغايظة أهل الإلحاد، فإنّه أوّل آيات الشّريعة» فنظرت فإذا في الباب ممّا لم يخرّجاه عن عبد اللّه بن عبّاسٍ وعبد اللّه بن عمرٍو وجبير بن مطعمٍ رضي اللّه عنهم ولم يخرّجاه منها إلّا حديث أنسٍ «فأمّا حديث ابن عبّاسٍ رضي اللّه عنهما»
- فحدّثناه أبو العبّاس محمّد بن يعقوب، ثنا محمّد بن عبد اللّه بن عبد الحكم، ثنا أبي، ثنا بكر بن مضرٍ، حدّثني جعفر بن ربيعة، عن عراك بن مالك، عن عبيد اللّه بن عبد اللّه، عن ابن عبّاسٍ رضي اللّه عنهما، قال: «انشقّ القمر على عهد رسول اللّه صلّى الله عليه وسلّم» وأمّا حديث عبد اللّه بن عمرٍو "
- فحدّثناه أبو العبّاس محمّد بن يعقوب، ثنا إبراهيم بن مرزوقٍ البصريّ بمصر، ثنا أبو داود الطّيالسيّ، ثنا شعبة، عن الأعمش، عن مجاهدٍ، عن عبد اللّه بن عمرٍو رضي اللّه عنه، في قوله عزّ وجلّ {اقتربت السّاعة وانشقّ القمر} [القمر: 1] قال: كان ذلك على عهد النّبيّ صلّى الله عليه وسلّم، انشقّ القمر فلقتين فلقةٌ من دون الجبل، وفلقةٌ خلف الجبل. فقال النّبيّ صلّى الله عليه وسلّم: «اللّهمّ اشهد» وأمّا حديث جبيرٍ "
- فحدّثناه أبو سعيدٍ أحمد بن يعقوب الثّقفيّ، ثنا أحمد بن يحيى الحلوانيّ، ثنا سعيد بن سليمان الواسطيّ، ثنا هشيمٌ، أنبأ حصين بن عبد الرّحمن، عن جبير بن محمّد بن جبير بن مطعمٍ، عن أبيه، عن جدّه رضي اللّه عنه، في قوله عزّ وجلّ: {اقتربت السّاعة وانشقّ} [القمر: 1] القمر قال: «انشقّ القمر ونحن بمكّة على عهد النّبيّ صلّى الله عليه وسلّم» قال الحاكم: «هذه الشّواهد لحديث عبد اللّه بن مسعودٍ كلّها صحيحةٌ على شرط الشّيخين ولم يخرّجاه»). [المستدرك: 2/512-513]
قال محمدُ بنُ عبدِ اللهِ الحاكمُ النَّيْسابوريُّ (ت: 405هـ): (أخبرنا أبو بكرٍ أحمد بن جعفرٍ الزّاهد ببغداد، ثنا عبد اللّه بن أحمد بن حنبلٍ، حدّثني أبي، ثنا عبد الرّزّاق، أنبأ معمرٌ، عن قتادة، عن أنسٍ رضي اللّه عنه، قال: " سأل أهل مكّة رسول اللّه صلّى الله عليه وسلّم آيةً فانشقّ القمر بمكّة مرّتين، قال اللّه عزّ وجلّ: {اقتربت السّاعة وانشقّ القمر} [القمر: 1] " قد اتّفق الشّيخان على حديث شعبة، عن قتادة، عن أنسٍ: انشقّ القمر على عهد رسول اللّه صلّى الله عليه وسلّم ولم يخرّجاه بسياقة حديث معمرٍ وهو صحيحٌ على شرطهما "). [المستدرك: 2/513]
قال أحمد بن أبي بكر بن إسماعيل البوصيري (ت: 840هـ) : (قال أحمد بن منيعٍ: ثنا عليّ بن عاصمٍ، ثنا داود بن أبي هندٍ، عن عليّ بن أبي طلحة، عن ابن عبّاسٍ- رضي اللّه عنهما- "في قوله- عزّ وجلّ-: (اقتربت السّاعة وانشق القمر) قال: قد مضى انشقاق القمر بمكّة".
قلت: روايتان عن ابن مسعود (....) وجبير بن مطعم وأنس ( ... ) ). [إتحاف الخيرة المهرة بزوائد المسانيد العشرة: 6/279]
قال أحمدُ بنُ عَلَيِّ بنِ حجرٍ العَسْقَلانيُّ (ت: 852هـ) : (وقال أحمد بن منيعٍ: حدثنا عليّ بن عاصمٍ، ثنا داود ابن أبي هندٍ، عن عليّ ابن أبي طلحة عن ابن عباس رضي الله عنهما في قوله تعالى: {اقتربت السّاعة وانشقّ القمر} " قال رضي الله عنه ": مضى انشقاق القمر بمكّة.
- وبه عن ابن عباس رضي الله عنهما: {سيهزم الجمع ويولّون الدّبر}. قال: يوم بدرٍ.
- وفي قوله تعالى: {فسوف يكون لزامًا} قال: يوم بدرٍ). [المطالب العالية بزوائد المسانيد الثمانية: 15/294-297]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأخرج البخاري ومسلم، وابن جرير عن أنس أن أهل مكة سألوا رسول الله صلى الله عليه وسلم أن يريهم آية فأراهم القمر شقتين حتى رأوا حراء بينهما). [الدر المنثور: 14/65]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأخرج عبد بن حميد والحاكم وصححه، وابن مردويه والبيهقي في الدلائل من طريق مجاهد عن أبي معمر عن ابن مسعود قال: رأيت القمر منشقا شقتين بمكة قبل أن يخرج النّبيّ صلى الله عليه وسلم شقة على أبي قبيس وشقة على السويداء فقالوا: سحر القمر فنزلت {اقتربت الساعة وانشق القمر} قال مجاهد: يقول كما رأيتم القمر منشقا فإن الذي أخبركم عن {اقتربت الساعة} حق). [الدر المنثور: 14/65]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأخرج عبد بن حميد والبخاري ومسلم والترمذي، وابن جرير، وابن مردويه من طريق أبي معمر عن ابن مسعود قال: انشق القمر على عهد رسول الله صلى الله عليه وسلم فرقتين فرقة فوق الجبل وفرقة دونه فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: اشهدوا). [الدر المنثور: 14/65]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأخرج أحمد، وعبد بن حميد، وابن جرير والحاكم وصححه، وابن مردويه وأبو نعيم في الدلائل من طريق الأسود عن عبد الله قال: رأيت القمر على الجبل وقد انشق فأبصرت الجبل من بين فرجتي القمر). [الدر المنثور: 14/66]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأخرج ابن جرير، وابن المنذر، وابن مردويه وأبو نعيم والبيهقي كلاهما في الدلائل من طريق مسروق عن ابن مسعود قال: انشق القمر على عهد النّبيّ صلى الله عليه وسلم فقالت قريش: هذا سحر ابن أبي كبشة فقالوا: انتظروا ما يأتيكم به السفار فإن محمدا لا يستطيع أن يسحر الناس كلهم فجاء السفار فسألوهم فقالوا: نعم قد رأيناه فأنزل الله {اقتربت الساعة وانشق القمر}). [الدر المنثور: 14/66]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأخرج البخاري ومسلم، وابن مردويه والبيهقي في الدلائل عن ابن عباس قال: انشق القمر في زمان النّبيّ صلى الله عليه وسلم). [الدر المنثور: 14/66]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأخرج ابن مردويه وأبو نعيم في الدلائل من طريق علقمة عن ابن مسعود قال: كنا مع النّبيّ صلى الله عليه وسلم بمنى فانشق القمر حتى صار فرقتين فتوارت فرقة خلف الجبل فقال النّبيّ صلى الله عليه وسلم: اشهدوا). [الدر المنثور: 14/66-67]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأخرج مسلم والترمذي، وابن جرير، وابن المنذر، وابن مردويه والحاكم والبيهقي وأبو نعيم في الدلائل من طريق مجاهد عن ابن عمر في قوله {اقتربت الساعة وانشق القمر} قال: كان ذلك على عهد رسول الله صلى الله عليه وسلم انشق فرقتين فرقة من دون الجبل وفرقة خلفه فقال النّبيّ صلى الله عليه وسلم: اللهم أشهد). [الدر المنثور: 14/67]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأخرج أحمد، وعبد بن حميد والترمذي، وابن جرير والحاكم وأبو نعيم والبيهقي عن جبير بن مطعم في قوله {وانشق القمر} قال: انشق القمر ونحن بمكة على عهد رسول الله صلى الله عليه وسلم حتى صار فرقتين فرقة على هذا الجبل وفرقة على هذا الجبل فقال الناس: سحرنا محمد فقال رجل: إن كان سحركم فإنه لا يستطيع أن يسحر الناس كلهم). [الدر المنثور: 14/67]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأخرج ابن جرير، وابن مردويه وأبو نعيم في الدلائل عن ابن عباس في قوله {اقتربت الساعة وانشق القمر} قال: قد مضى ذلك قبل الهجرة انشق القمر حتى رأوا شقيه). [الدر المنثور: 14/68]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأخرج الطبراني، وابن مردويه من طريق عكرمة عن ابن عباس قال: كسف القمر على عهد رسول الله صلى الله عليه وسلم فقالوا: سحر القمر فنزلت {اقتربت الساعة وانشق القمر} إلى قوله {مستمر}). [الدر المنثور: 14/68]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأخرج أبو نعيم في الحلية من طريق عطاء والضحاك عن ابن عباس في قوله {اقتربت الساعة وانشق القمر} قال: اجتمع المشركون على عهد رسول الله صلى الله عليه وسلم منهم الوليد بن المغيرة وأبو جهل بن هشام والعاصي بن وائل والعاصي بن هشام والأسود بن عبد يغوث والأسود بن المطلب وزمعة بن الأسود والنضر بن الحرث فقالوا للنبي صلى الله عليه وسلم: إن كنت صادقا فشق لنا القمر فرقتين نصفا على أبي قبيس ونصفا على قعيقعان فقال لهم النّبيّ صلى الله عليه وسلم: إن فعلت تؤمنوا قالوا: نعم وكانت ليلة بدر فسأل رسول الله صلى الله عليه وسلم ربه أن يعطيه ما سألوا فأمسى القمر قد مثل نصفا على أبي قبيس ونصفا على قعيقعان ورسول الله صلى الله عليه وسلم ينادي يا أبا سلمة بن عبد الأسد والأرقم بن أبي الأرقم اشهدوا). [الدر المنثور: 14/68-69]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأخرج أبو نعيم من طريق عطاء عن ابن عباس قال: انتهى أهل مكة إلى النّبيّ صلى الله عليه وسلم فقالوا: هل من آية نعرف بها أنك رسول الله فهبط جبريل فقال: يا محمد قل: يا أهل مكة إن تختلفوا هذه الليلة فسترون آية فأخبرهم رسول الله صلى الله عليه وسلم بمقالة جبريل فخرجوا ليلة أربع عشرة فانشق القمر نصفين نصفا على الصفا ونصفا على المروة فنظروا ثم مالوا بأبصارهم فمسحوها ثم أعادوا النظر فنظروا ثم مسحوا أعينهم ثم نظروا فقالوا: يا محمد ما هذا إلا سحر ذاهب فأنزل الله {اقتربت الساعة وانشق القمر}). [الدر المنثور: 14/69]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأخرج أبو نعيم من طريق الضحاك عن ابن عباس قال: جاءت أحبار اليهود إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم فقالوا: أرنا آية حتى نؤمن فسأل النّبيّ صلى الله عليه وسلم ربه أن يريه آية فأراهم القمر قد انشق فصار قمرين أحدهما على الصفا والآخر على المروة قدر ما بين العصر إلى الليل ينظرون إليه ثم غاب القمر فقالوا: هذا {سحر مستمر}). [الدر المنثور: 14/69]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأخرج ابن أبي شيبة، وعبد بن حميد وعبد الله بن أحمد في زوائد الزهد، وابن جرير، وابن مردويه وأبو نعيم عن أبي عبد الرحمن السلمي قال: خطبنا حذيفة بن اليمان بالمدائن فحمد الله وأثنى عليه ثم قال {اقتربت الساعة وانشق القمر} ألا وإن الساعة قد اقتربت ألا وإن القمر قد انشق على عهد رسول الله صلى الله عليه وسلم ألا وإن الدنيا قد آذنت بفراق ألا وإن اليوم الضمار وغدا السباق). [الدر المنثور: 14/70]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأخرج ابن المنذر عن حذيفة أنه قرأ [ اقتربت الساعة وقد انشق القمر ] ). [الدر المنثور: 14/70]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأخرج ابن المنذر عن الضحاك قال: كان انشقاق القمر ورسول الله صلى الله عليه وسلم بمكة قبل أن يهاجر فقالوا: هذا سحر أسحر السحرة فأقلعوا كما فعل المشركون إذا كسف القمر ضربوا بطساسهم وعما اصفر أحبارهم وقالوا: هذا فعل السحر وذلك قوله {وإن يروا آية يعرضوا ويقولوا سحر مستمر}). [الدر المنثور: 14/70]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأخرج ابن مردويه عن ابن عباس قال: ثلاث ذكرهن الله في القرآن قد مضين {اقتربت الساعة وانشق القمر} قد انشق القمر على عهد رسول الله صلى الله عليه وسلم شقتين حتى رآه الناس (سيهزم الجمع ويولون الدبر) (سورة القمر 45) وقد (فتحنا عليهم بابا ذا عذاب شديد) (سورة المؤمنون 77) ). [الدر المنثور: 14/70-71]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأخرج الفريابي، وعبد بن حميد، وابن جرير عن مجاهد في قوله {اقتربت الساعة وانشق القمر} قال: رأوه منشقا فقالوا: هذا سحر ذاهب). [الدر المنثور: 14/71]

تفسير قوله تعالى: (وَإِنْ يَرَوْا آَيَةً يُعْرِضُوا وَيَقُولُوا سِحْرٌ مُسْتَمِرٌّ (2) )
قال محمدُ بنُ إسماعيلَ بن إبراهيم البخاريُّ (ت: 256هـ) : (قال مجاهدٌ: {مستمرٌّ} [القمر: 2] : «ذاهبٌ»). [صحيح البخاري: 6/142]
- قال أحمدُ بنُ عَلَيِّ بنِ حجرٍ العَسْقَلانيُّ (ت: 852هـ): (قوله وقال مجاهدٌ مستمرٌّ ذاهبٌ وصله الفريابيّ من طريقه ولفظه في قوله اقتربت السّاعة وانشقّ القمر قال رأوه منشقًّا فقالوا هذا سحرٌ ذاهبٌ وقال عبد الرّزّاق عن معمرٍ عن قتادة عن أنسٍ فذكر الحديث المرفوع وفي آخره تلا الآية إلى قوله سحر مستمر قال يقول ذاهبٌ ومعنى ذاهبٌ أي سيذهب ويبطل وقيل سائر). [فتح الباري: 8/615]
- قال أحمدُ بنُ عَلَيِّ بنِ حجرٍ العَسْقَلانيُّ (ت: 852هـ) : (قال مجاهد مستمر ذاهب مزدجر متناه وازدجر فاستطير جنونا دسر اضلاع السّفينة لمن كان كفر يقول كفر به جزاء من الله محتضر يحضرون الماء
وقال ابن جبير مهطعين النسلان الخبب السراع
أما قول مجاهد فقال الفريابيّ ثنا ورقاء عن ابن أبي نجيح عن مجاهد في قوله 1 القمر {اقتربت السّاعة وانشقّ القمر} قال رأوه منشقا فقالوا هذا سحر ذاهب). [تغليق التعليق: 4/326-327]
- قال محمودُ بنُ أحمدَ بنِ موسى العَيْنِيُّ (ت: 855هـ) : (وقال مجاهدٌ مستمرٌّ ذاهبٌ
أي: قال مجاهد في قوله تعالى: {وأن يروا آية يعرضوا ويقولوا سحر مستمر} (القمر: 2) فسر: (مستمر) بقوله: (ذاهب) هذا التّعليق رواه عبد عن شبابة عن ورقاء عن ابن أبي نجيح عنه، روى عبد الرّزّاق عن معمر عن قتادة عن أنس مستمر. قال: ذاهب وفي التّفسير: مستمر ذاهب سوف يذهب ويبطل، من قولهم: مر الشّيء واستمرّ، وعن الضّحّاك: محكم شديد قوي، وعن قتادة: غالب، من قولهم: مر الحبل إذا صلب واشتدّ وقوي، وأمررته إنّا إذا أحكمت فتله، وعن الرّبيع: نافذ، وعن يمان: ماض، وعن أبي عبيدة: باطل، وقيل: يشبه بعضه بعضًا). [عمدة القاري: 19/204]
- قال أحمدُ بنُ محمدِ بن أبي بكرٍ القَسْطَلاَّنيُّ (ت: 923هـ) : ( (وقال) ولأبي ذر وقال: (مجاهد) مما وصله الفريابي ({مستمرّ}) [القمر: 2] أي (ذاهب) سوف يذهب ويبطل من قولهم مرّ الشيء واستمرّ إذا ذهب وقيل مطرد قال في الأنوار وهو يدل على أنهم رأوا قبله آيات أخرى مترادفة ومعجزات متتابعة حتي قالوا ذلك). [إرشاد الساري: 7/363]
- قال محمدُ بنُ عبدِ الهادي السِّنْديُّ (ت: 1136هـ) : (قوله: (فاستطير جنوناً) في نسخة بإسقاط الفاء من قولهم: ازدجرته الجن، وذهبت بلبه، أي: عقله، وفسر غيره ازدجر بانتهر بالسب وغيره). [حاشية السندي على البخاري: 3/71]

قال محمدُ بنُ إسماعيلَ بن إبراهيم البخاريُّ (ت: 256هـ) : (باب {وانشقّ القمر (1) وإن يروا آيةً يعرضوا} [القمر: 2]). [صحيح البخاري: 6/142] (م)
- قال أحمدُ بنُ عَلَيِّ بنِ حجرٍ العَسْقَلانيُّ (ت: 852هـ): ( (قوله باب وانشقّ القمر وإن يروا آيةً يعرضوا)
سقطت هذه التّرجمة لغير أبي ذرٍّ ثمّ ذكر حديث انشقاق القمر من وجهين عن بن مسعود وفيه فرقتين ومن حديث بن عبّاسٍ انشقّ القمر في زمان النّبيّ صلّى اللّه عليه وسلّم وبكر فيه هو بن مضر وجعفر هو بن ربيعة ومن حديث أنسٍ سأل أهل مكّة أن يريهم آيةً وقد تقدّم شرحه ومن وجهٍ آخر عن أنسٍ انشقّ القمر فرقتين وقد تقدّم الكلام عليه مستوفًى في أوائل السّيرة النّبويّة). [فتح الباري: 8/617] (م)
- قال محمودُ بنُ أحمدَ بنِ موسى العَيْنِيُّ (ت: 855هـ) : ( (بابٌ: {وانشقّ القمر (1) وإن يروا آيةً يعرضوا} (القمر: 1)
أي: هذا باب في قوله تعالى: {اقتربت السّاعة وانشقّ القمر} الآية. ولم تثبت هذه التّرجمة إلاّ لأبي ذر. قوله: {آية} أي: معجز ليعرضوا من الإعراض). [عمدة القاري: 19/206] (م)
- قال أحمدُ بنُ محمدِ بن أبي بكرٍ القَسْطَلاَّنيُّ (ت: 923هـ) : (باب {وانشقّ القمر (1) وإن يروا آيةً يعرضوا}
....
({وإن يروا}) كفار قريش ({آية}) معجزة له -صلّى اللّه عليه وسلّم- ({يعرضوا}) [القمر: 1، 2] عن تأملها والإيمان بها وسقط لفظ باب لغير أبي ذر وتاليه لغير المستملي). [إرشاد الساري: 7/364]
قال محمدُ بنُ عيسى بنِ سَوْرة التِّرْمِذيُّ (ت: 279هـ) : (حدّثنا عبد بن حميدٍ، قال: حدّثنا عبد الرّزّاق، عن معمرٍ، عن قتادة، عن أنسٍ، قال: سأل أهل مكّة النّبيّ صلّى اللّه عليه وسلّم آيةً، فانشقّ القمر بمكّة مرّتين، فنزلت {اقتربت السّاعة وانشقّ القمر}، إلى قوله: {سحرٌ مستمرٌّ} يقول: ذاهبٌ.
هذا حديثٌ حسنٌ صحيحٌ). [سنن الترمذي: 5/250] (م)
قالَ أَحْمَدُ بْنُ شُعَيْبٍ النَّسَائِيُّ (ت: 303هـ): (قوله تعالى: {وانشقّ القمر}
- أخبرنا محمّد بن عبد الأعلى، عن خالدٍ وهو ابن الحارث، قال: حدّثنا شعبة، عن سليمان، عن إبراهيم، عن أبي معمرٍ، عن عبد الله، قال: انشقّ القمر على عهد رسول الله صلّى الله عليه وسلّم شقّتين، شقّةٌ فوق الجبل، وشقّةٌ سترها الجبل، فقال رسول الله صلّى الله عليه وسلّم: «اللهمّ اشهد»
- أخبرنا عبيد الله بن سعيدٍ، قال: حدّثنا سفيان، عن ابن أبي نجيحٍ، عن مجاهدٍ، عن أبي معمرٍ، عن عبد الله، قال: انشقّ القمر على عهد رسول الله صلّى الله عليه وسلّم شقّتين، فقال رسول الله صلّى الله عليه وسلّم: «اشهدوا»
- أخبرنا محمّد بن عبد الأعلى، عن محمّدٍ وهو ابن ثورٍ، عن معمرٍ، وأخبرنا إسحاق بن إبراهيم، قال: أخبرنا عبد الرّزّاق، قال: حدّثنا معمرٌ، عن قتادة، عن أنسٍ، قال: سأل أهل مكّة النّبيّ صلّى الله عليه وسلّم آيةً، فانشقّ القمر بمكّة مرّتين {وإن يروا آيةً يعرضوا ويقولوا سحرٌ مستمرٌّ} [القمر: 2]، يقول: ذاهبٌ). [السنن الكبرى للنسائي: 10/281-282] (م)
قالَ أبو جعفرٍ مُحَمَّدُ بْنُ جَرِيرٍ الطَّبَرِيُّ (ت: 310هـ) : (وقوله: {وإن يروا آيةً يعرضوا} يقول تعالى ذكره: وإن ير المشركون علامةً تدلّهم على حقيقة نبوّة نبيّه محمّدٍ صلّى اللّه عليه وسلّم، ودلالةً تدلّهم على صدقه فيما جاءهم به من عند ربّهم، يعرضوا عنها، فتولّوا منكرين لها مكذّبين أن تكون حقًّا يقينًا، ويقولوا تكذيبًا منهم بها، وإنكارًا لها أن تكون حقًّا: هذا سحرٌ سحرنا به محمّدٌ حتّى خيّل إلينا أنّا نرى القمر منفلقًا باثنين بسحره، وهو سحرٌ مستمرٌّ، يعني بقوله: {مستمرٌّ}: ذاهبٌ، من قولهم: قد مرّ هذا السّحر إذا ذهب.
وبنحو الّذي قلنا في ذلك قال أهل التّأويل.
ذكر من قال ذلك:
- حدّثني محمّد بن عمرٍو قال: حدّثنا أبو عاصمٍ قال: حدّثنا عيسى، وحدّثني الحارث قال: حدّثنا الحسن قال: حدّثنا ورقاء، جميعًا عن ابن أبي نجيحٍ، عن مجاهدٍ، قوله: {سحرٌ مستمرٌّ} قال: ذاهبٌ.
- حدّثنا بشرٌ قال: حدّثنا يزيد قال: حدّثنا سعيدٌ، عن قتادة، قوله: {وإن يروا آيةً يعرضوا ويقولوا سحرٌ مستمرٌّ} قال: إذا رأى أهل الضّلالة آيةً من آيات اللّه قالوا: إنّما هذا عمل السّحر، يوشك هذا أن يستمرّ ويذهب.
- حدّثنا ابن عبد الأعلى قال: حدّثنا ابن ثورٍ، عن معمرٍ، عن قتادة {ويقولوا سحرٌ مستمرٌّ} يقول: ذاهبٌ.
- حدّثت عن الحسين قال: سمعت أبا معاذٍ، يقول: حدّثنا عبيدٌ قال: سمعت الضّحّاك، يقول في قوله: {ويقولوا سحرٌ مستمرٌّ} كما يقول أهل الشّرك إذا كسف القمر يقولون: هذا عمل السّحرة.
- حدّثنا ابن حميدٍ قال: حدّثنا مهران، عن سفيان، قوله: {سحرٌ مستمرٌّ} قال: حين انشقّ القمر بفلقتين: فلقةٌ من وراء الجبل، وبقيت فلقةٌ أخرى، فقال المشركون حين رأوا ذلك: سحرٌ مستمرٌّ.
وكان بعض أهل المعرفة والعلم بكلام العرب من أهل البصرة يوجّه قوله: {مستمرٌّ} إلى أنّه مستفعلٌ من الإمرار من قولهم: قد مرّ الجبل: إذا صلب وقوي واشتدّ وأمررته أنا: إذا فتلته فتلاً شديدًا، ويقول: معنى قوله: {ويقولوا سحرٌ مستمرٌّ} سحرٌ شديدٌ). [جامع البيان: 22/112-113]
قَالَ عَبْدُ الرَّحْمنِ بنُ الحَسَنِ الهَمَذَانِيُّ (ت: 352هـ): (نا إبراهيم قال ثنا آدم قال ثنا ورقاء عن ابن أبي نجيح عن مجاهد ويقولوا سحر مستمر أي سحر ذاهب). [تفسير مجاهد: 2/635]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (الآيات 1 - 3.
وأخرج عبد الرزاق وأحمد، وعبد بن حميد ومسلم، وابن جرير، وابن المنذر والترمذي، وابن مردويه والبيهقي في الدلائل عن أنس قال: سأل أهل مكة النّبيّ صلى الله عليه وسلم آية فانشق القمر بمكة فرقتين فنزلت {اقتربت الساعة وانشق القمر} إلى قوله {سحر مستمر} أي ذاهب). [الدر المنثور: 14/64-65] (م)
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأخرج أبو نعيم من طريق الضحاك عن ابن عباس قال: جاءت أحبار اليهود إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم فقالوا: أرنا آية حتى نؤمن فسأل النّبيّ صلى الله عليه وسلم ربه أن يريه آية فأراهم القمر قد انشق فصار قمرين أحدهما على الصفا والآخر على المروة قدر ما بين العصر إلى الليل ينظرون إليه ثم غاب القمر فقالوا: هذا {سحر مستمر}). [الدر المنثور: 14/69] (م)
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأخرج ابن المنذر عن الضحاك قال: كان انشقاق القمر ورسول الله صلى الله عليه وسلم بمكة قبل أن يهاجر فقالوا: هذا سحر أسحر السحرة فأقلعوا كما فعل المشركون إذا كسف القمر ضربوا بطساسهم وعما اصفر أحبارهم وقالوا: هذا فعل السحر وذلك قوله {وإن يروا آية يعرضوا ويقولوا سحر مستمر}). [الدر المنثور: 14/70] (م)
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأخرج الفريابي، وعبد بن حميد، وابن جرير عن مجاهد في قوله {اقتربت الساعة وانشق القمر} قال: رأوه منشقا فقالوا: هذا سحر ذاهب). [الدر المنثور: 14/71] (م)

تفسير قوله تعالى: (وَكَذَّبُوا وَاتَّبَعُوا أَهْوَاءَهُمْ وَكُلُّ أَمْرٍ مُسْتَقِرٌّ (3) )
قالَ أبو جعفرٍ مُحَمَّدُ بْنُ جَرِيرٍ الطَّبَرِيُّ (ت: 310هـ) : (القول في تأويل قوله تعالى: {وكذّبوا واتّبعوا أهواءهم وكلّ أمرٍ مستقرٌّ (3) ولقد جاءهم من الأنباء ما فيه مزدجرٌ (4) حكمةٌ بالغةٌ فما تغن النّذر}.
قال أبو جعفرٍ رحمه الله: يقول تعالى ذكره: وكذّب هؤلاء المشركون من قريشٍ بآيات اللّه بعد ما أتتهم حقيقتها، وعاينوا الدّلالة على صحّتها برؤيتهم القمر منفلقًا فلقتين {واتّبعوا أهواءهم} يقول: وآثروا اتّباع ما دعتهم إليه أهواء أنفسهم من تكذيب ذلك على التّصديق بما قد أيقنوا صحّته من نبوّة محمّدٍ صلّى اللّه عليه وسلّم، وحقيقة ما جاءهم به من ربّهم.
وقوله: {وكلّ أمرٍ مستقرٌّ} يقول تعالى ذكره: وكلّ أمرٍ من خيرٍ أو شرٍّ مستقرٌّ قراره، ومتناهٍ نهايته، فالخير مستقرٌّ بأهله في الجنّة، والشّرّ مستقرٌّ بأهله في النّار.
- كما: حدّثنا بشرٌ قال: حدّثنا يزيد قال: حدّثنا سعيدٌ، عن قتادة، قوله: {وكلّ أمرٍ مستقرٌّ} أي بأهل الخير الخير، وبأهل الشّرّ الشّرّ). [جامع البيان: 22/114]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأخرج ابن أبي حاتم عن مجاهد {وكل أمر مستقر} قال: يوم القيامة). [الدر المنثور: 14/71]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأخرج ابن المنذر عن ابن جريج {وكل أمر مستقر} قال: بأهله). [الدر المنثور: 14/71]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأخرج عبد بن حميد، وابن المنذر، وابن جرير عن قتادة {وكل أمر مستقر} قال: مستقر بأهل الخير الخير وبأهل الشر الشر). [الدر المنثور: 14/71]

تفسير قوله تعالى: (وَلَقَدْ جَاءَهُمْ مِنَ الْأَنْبَاءِ مَا فِيهِ مُزْدَجَرٌ (4) )
قال محمدُ بنُ إسماعيلَ بن إبراهيم البخاريُّ (ت: 256هـ) : (قال مجاهدٌ: ... {مزدجرٌ} [القمر: 4] : «متناهٍ»). [صحيح البخاري: 6/142]
- قال أحمدُ بنُ عَلَيِّ بنِ حجرٍ العَسْقَلانيُّ (ت: 852هـ): (قوله مزدجر متناهي وصله الفريابيّ بلفظه عن مجاهدٍ في قوله ولقد جاءهم من الأنباء ما فيه مزدجرٌ قال هذا القرآن ومن طريق عمر بن عبد العزيز قال أحلّ فيه الحلال وحرّم فيه) الحرام وقوله متناهى بصيغة الفاعل أي غايةٌ في الزّجر لا مزيد عليه). [فتح الباري: 8/615-616]
- قال محمودُ بنُ أحمدَ بنِ موسى العَيْنِيُّ (ت: 855هـ) : (مزدجرٌ: متناهٍ
أشار به إلى قوله عز وجل: {ولقد جاءهم من الأنباء ما فيه مزدجر} (القمر: 4) أي: متناه: بصيغة الفاعل أي: نهاية وغاية في الزّجر لا مزيد عليه، وكذا فسره قتادة، ويجوز أن يكون بصيغة المفعول من التناهي بمعنى الانتهاء. أي: جاءكم من أخبار عذاب الأمم السالفة ما فيه موضع الانتهاء عن الكفر والانزجار عنه، فافهم، وعن سفيان. منتهى، وأصل: مزدجر مزتجر قلبت التّاء دالا). [عمدة القاري: 19/204]
- قال أحمدُ بنُ محمدِ بن أبي بكرٍ القَسْطَلاَّنيُّ (ت: 923هـ) : ( ({مزدجر}) [القمر: 4] قال مجاهد فيما وصله الفريابي أيضًا (متناه) بصيغة الفاعل أي نهاية وغاية في الزجر لا مزيد عليها والدال بدل من تاء الافتعال وأصله مزتجر قلبت التاء دالًا لأن تاء الافتعال تقلب دالًا بعد الزاي لأن الزاي حرف مجهور والتاء مهموس فأبدلوها إلى حرف مجهور قريب من التاء وهو الدال). [إرشاد الساري: 7/363]
قالَ أبو جعفرٍ مُحَمَّدُ بْنُ جَرِيرٍ الطَّبَرِيُّ (ت: 310هـ) : (وقوله: {ولقد جاءهم من الأنباء ما فيه مزدجرٌ} يقول تعالى ذكره: ولقد جاء هؤلاء المشركين من قريشٍ الّذين كذّبوا بآيات اللّه، واتّبعوا أهواءهم من الأخبار عن الأمم السّالفة، الّذين كانوا من تكذيب رسل اللّه على مثل الّذي هم عليه، وأحلّ اللّه بهم من عقوباته ما قصّ في هذا القرآن ما فيه لهم مزدجرٌ، يعني: ما يردعهم، ويردّهم عمّا هم عليه مقيمون، من التّكذيب بآيات اللّه، وهو مفتعلٌ من الزّجر.
وبنحو الّذي قلنا في معنى ذلك قال أهل التّأويل.
ذكر من قال ذلك:
- حدّثني محمّد بن عمرٍو قال: حدّثنا أبو عاصمٍ قال: حدّثنا عيسى، وحدّثني الحارث قال: حدّثنا الحسن قال: حدّثنا ورقاء، جميعًا، عن ابن أبي نجيحٍ، عن مجاهدٍ، قوله: {مزدجرٌ} قال: منتهًى.
- حدّثنا بشرٌ قال: حدّثنا يزيد قال: حدّثنا سعيدٌ، عن قتادة، قوله: {ولقد جاءهم من الأنباء ما فيه مزدجرٌ} أي هذا القرآن.
- حدّثنا ابن حميدٍ قال: حدّثنا مهران، عن سفيان، {ولقد جاءهم من الأنباء ما فيه مزدجرٌ} قال: المزدجر: المنتهى). [جامع البيان: 22/115]
قَالَ عَبْدُ الرَّحْمنِ بنُ الحَسَنِ الهَمَذَانِيُّ (ت: 352هـ): (نا إبراهيم قال نا آدم قال ثنا ورقاء عن ابن أبي نجيح عن مجاهد في قوله ما فيه مزدجر قال يعني موعظة يعني متناهي). [تفسير مجاهد: 2/635-636]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (الآيات 4 - 8.
أخرج الفريابي، وعبد بن حميد، وابن المنذر عن مجاهد: {ولقد جاءهم من الأنباء ما فيه مزدجر} قال: هذا القرآن مزدجر قال: منتهى). [الدر المنثور: 14/71-72]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأخرج عبد بن حميد عن عمر بن عبد العزيز أنه خطب بالمدينة فتلا هذه الآية {ولقد جاءهم من الأنباء ما فيه مزدجر} قال: أحل فيه الحلال وحرم فيه الحرام وأنبأكم فيه ما تأتون وما تدعون لم يدعكم في لبس من دينكم كرامة أكرمكم بها ونعمة أتم بها عليكم). [الدر المنثور: 14/72]

تفسير قوله تعالى: (حِكْمَةٌ بَالِغَةٌ فَمَا تُغْنِ النُّذُرُ (5) )
قالَ أبو جعفرٍ مُحَمَّدُ بْنُ جَرِيرٍ الطَّبَرِيُّ (ت: 310هـ) : (وقوله: {حكمةٌ بالغةٌ} يعني بالحكمة البالغة: هذا القرآن، ورفعت الحكمة ردًّا على ما الّتي في قوله: {ولقد جاءهم من الأنباء ما فيه مزدجرٌ}.
وتأويل الكلام: ولقد جاءهم من الأنباء النّبأ الّذي فيه مزدجرٌ، حكمةٌ بالغةٌ ولو رفعت الحكمة على الاستئناف كان جائزًا، فيكون معنى الكلام حينئذٍ: ولقد جاءهم من الأنباء النّبأ الّذي فيه مزدجرٌ، ذلك حكمةٌ بالغةٌ، أو هو حكمةٌ بالغةٌ فتكون الحكمة كالتّفسير ل{ما}.
وقوله: {فما تغني النّذر} وفي ما الّتي في قوله: {فما تغني النّذر} وجهان: أحدهما أن تكون بمعنى الجحد، فيكون إذا وجّهت إلى ذلك معنى الكلام، فليست تغني عنهم النّذر ولا ينتفعون بها، لإعراضهم عنها وتكذيبهم بها والآخر: أن تكون بمعنى: أنّى، فيكون معنى الكلام إذا وجّهت إلى ذلك: فأيّ شيءٍ تغني عنهم النّذر.
والنّذر: جمع نذيرٍ، كالجدد: جمع جديدٍ، والحصر: جمع حصيرٍ). [جامع البيان: 22/116]

تفسير قوله تعالى: (فَتَوَلَّ عَنْهُمْ يَوْمَ يَدْعُ الدَّاعِ إِلَى شَيْءٍ نُكُرٍ (6) )
قالَ أبو جعفرٍ مُحَمَّدُ بْنُ جَرِيرٍ الطَّبَرِيُّ (ت: 310هـ) : (القول في تأويل قوله تعالى: {فتولّ عنهم يوم يدع الدّاع إلى شيءٍ نكرٍ (6) خشّعًا أبصارهم يخرجون من الأجداث كأنّهم جرادٌ مّنتشرٌ (7) مهطعين إلى الدّاع يقول الكافرون هذا يومٌ عسرٌ}.
قال أبو جعفرٍ رحمه الله: يعني تعالى ذكره بقوله: {فتولّ عنهم} فأعرض يا محمّد عن هؤلاء المشركين من قومك، الّذين إن يروا آيةً يعرضوا ويقولوا: سحرٌ مستمرٌّ، فإنّهم يوم يدعو الدّاعي، داعي اللّه إلى موقف القيامة، وذلك هو الشّيء النّكر). [جامع البيان: 22/116]

تفسير قوله تعالى: (خُشَّعًا أَبْصَارُهُمْ يَخْرُجُونَ مِنَ الْأَجْدَاثِ كَأَنَّهُمْ جَرَادٌ مُنْتَشِرٌ (7) )
قالَ مُحَمَّدُ بنُ أَحمدَ بنِ نَصْرٍ الرَّمْلِيُّ (ت:295هـ): (ثنا يوسف بن عديٍّ، قال: ثنا رشدين بن سعدٍ، عن يونس بن يزيد، عن عطاءٍ الخراساني في قول الله عز وجل: {يخرجون من الأجداث كأنّهم جرادٌ منتشرٌ} قال: الأجداث: القبور). [جزء تفسير عطاء الخراساني: 110]
قالَ أبو جعفرٍ مُحَمَّدُ بْنُ جَرِيرٍ الطَّبَرِيُّ (ت: 310هـ) : ({خشّعًا أبصارهم} يقول: ذليلةٌ أبصارهم خاضعةٌ، لأمر ربّها، {يخرجون من الأجداث} وهي جمع جدثٍ، وهي القبور، وإنّما وصف جلّ ثناؤه بالخشوع الأبصار دون سائر أجسامهم، والمراد به جميع أجسامهم، لأنّ أثر ذلّة كلّ ذليلٍ، وعزّة كلّ عزيزٍ، تتبيّن في ناظريه دون سائر جسده، فلذلك خصّ الأبصار بوصفها بالخشوع.
وبنحو الّذي قلنا في معنى قوله: {خشّعًا أبصارهم} قال أهل التّأويل.
ذكر من قال ذلك:
- حدّثنا بشرٌ قال: حدّثنا يزيد قال: حدّثنا سعيدٌ، عن قتادة، قوله: (خاشعًا أبصارهم): أي ذليلةً أبصارهم.
واختلفت القرأة في قراءة قوله: {خشّعًا أبصارهم} فقرأ ذلك عامّة قرأة المدينة وبعض المكّيّين والكوفيّين {خشّعًا} بضمّ الخاء وتشديد الشّين، بمعنى خاشعٍ؛ وقرأه عامّة قرأة الكوفة وبعض البصريّين (خاشعًا أبصارهم) بالألف على التّوحيد، اعتبارًا بقراءة عبد اللّه، وذلك أنّ ذلك في قراءة عبد اللّه (خاشعةً أبصارهم)، وألحقوه وهو بلفظ الاسم في التّوحيد، إذ كان صفةً بحكم فعل ويفعل في التّوحيد إذا تقدّم الأسماء، كما قال الشّاعر:
وشبابٍ حسنٍ أوجههم من إياد بن نزار بن معدّ.
فوحّد حسنًا وهو صفةٌ للأوجه، وهي جمعٌ، وكما قال الآخر:
يرمي الفجاج بها الرّكبان معترضًا أعناق بزّلها مرخى لها الجدل.
فوحّد معترضًا، وهي من صفة الأعناق، والجمع والتّأنيث فيه جائزان على ما بيّنّا.
وقوله: {كأنّهم جرادٌ منتشرٌ} يقول تعالى ذكره: يخرجون من قبورهم كأنّهم في انتشارهم وسعيهم إلى موقف الحساب جرادٌ منتشرٌ). [جامع البيان: 22/117-118]
قال محمدُ بنُ عبدِ اللهِ الحاكمُ النَّيْسابوريُّ (ت: 405هـ): (حدّثنا أبو العبّاس محمّد بن يعقوب، ثنا الحسن بن عليّ بن عفّان العامريّ، ثنا عبد اللّه بن نميرٍ، عن وائل بن داود، عن عكرمة، عن ابن عبّاسٍ رضي اللّه عنهما، أنّه كان يقرأ: (خاشعًا أبصارهم) بالألف «هذا حديثٌ صحيح الإسناد ولم يخرّجاه»). [المستدرك: 2/514]
قال محمدُ بنُ عبدِ اللهِ الحاكمُ النَّيْسابوريُّ (ت: 405هـ): (حدّثناه عليّ بن محمّد بن سعيدٍ المقرئ بالكوفة، ثنا محمّد بن عبد اللّه الحضرميّ، ثنا أبو هشامٍ محمّد بن يزيد، ثنا حسين بن عليٍّ الجعفيّ، سمعت أبان بن تغلب " يقرأ: (خاشعًا أبصارهم) مثل حمزة). [المستدرك: 2/514]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (قوله تعالى: {خشعا أبصارهم}
أخرج سعيد بن منصور، وابن المنذر والحاكم وصححه عن ابن عباس أنه كان يقرأ [ خاشعا أبصارهم ] بالألف). [الدر المنثور: 14/72]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأخرج عبد بن حميد عن عاصم أنه قرأ {خشعا أبصارهم} برفع الخاء). [الدر المنثور: 14/72]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأخرج ابن جرير عن قتادة [ خاشعا أبصارهم ] أي ذليلة أبصارهم والله أعلم). [الدر المنثور: 14/72]

تفسير قوله تعالى: (مُهْطِعِينَ إِلَى الدَّاعِ يَقُولُ الْكَافِرُونَ هَذَا يَوْمٌ عَسِرٌ (8) )
قال محمدُ بنُ إسماعيلَ بن إبراهيم البخاريُّ (ت: 256هـ) : (وقال ابن جبيرٍ: {مهطعين} [القمر: 8] " النّسلان: الخبب السّراع "). [صحيح البخاري: 6/142]
- قال أحمدُ بنُ عَلَيِّ بنِ حجرٍ العَسْقَلانيُّ (ت: 852هـ): (قوله وقال ابن جبير مهطعين النسلان الخبب السراع وصله بن أبي حاتمٍ من طريق شريكٍ عن سالمٍ الأفطس عن سعيد بن جبيرٍ في قوله مهطعين إلى الداع قال هو النّسلان وقد تقدّم ضبط النّسلان في تفسير الصّافّات وقوله الخبب بفتح المعجمة والموحّدة بعدها أخرى تفسير النّسلان والسّراع تأكيدٌ له وروى بن المنذر من طريق عليّ بن أبي طلحة عن بن عبّاسٍ في قوله مهطعين قال ناظرين وقال أبو عبيدة المهطع المسرع). [فتح الباري: 8/616]
- قال أحمدُ بنُ عَلَيِّ بنِ حجرٍ العَسْقَلانيُّ (ت: 852هـ) : (وأما قول سعيد بن جبير فقال ابن أبي حاتم ثنا أبي ثنا أبو عبد الرّحمن الأذرمي ثنا القاسم بن يزيد الجرمي ثنا شريك عن سالم عن سعيد بن جبير في قوله 8 القمر {مهطعين إلى الداع} قال النسلان الخبب السراع). [تغليق التعليق: 4/327-328]
- قال محمودُ بنُ أحمدَ بنِ موسى العَيْنِيُّ (ت: 855هـ) : (وقال ابن جبيرٍ: مهطعين النّسلان. الخبب السّراع
أي: قال سعيد بن جبير في قوله تعالى: {مهطعين إلى الداع يقول الكافرون هذا يوم عسر} (القمر: 8) هذا رواه ابن المنذر عن موسى حدثنا يحيى حدثنا شريك عن سالم عن سعيد بن جبير. قوله: (مهطعين) ، أي: مسرعين من الإهطاع. قوله: (النسلان) ، تفسير الإهطاع الّذي يدل عليه، مهطعين، والنسلان، بفتح النّون والسّين المهملة: مشية الذّئب إذا أعنق، وفسره هنا بالخبب بفتح الخاء المعجمة والباء الموحدة بعدها أخرى، وهو ضرب من العدو. قوله: (السراع) ، من المسارعة: تأكيد له، وروى ابن المنذر من طريق عليّ بن أبي طلحة عن ابن عبّاس في قوله: مهطعين. قال: ناظرين، وعن قتادة: عامدين إلى الدّاعي، أخرجه عبد بن حميد، وقال أحمد بن يحيى: المهطع الّذي ينظر في ذل وخشوع لا يتبع بصره، والداعي هو إسرافيل عليه الصّلاة والسّلام). [عمدة القاري: 19/205]
- قال أحمدُ بنُ محمدِ بن أبي بكرٍ القَسْطَلاَّنيُّ (ت: 923هـ) : ( (وقال ابن جبير) سعيد فيما وصله ابن المنذر ({مهطعين} النسلان}) بفتح النون والسين المهملة هو تفسير للإهطاع الدالّ عليه {مهطعين} والنسلان هو (الخبب) بالمعجمة والموحدتين المفتوحة أولاهما ضرب من العدو (السراع) بكسر المهملة تأكيد له وقيل الإهطاع الإسراع مع مدّ العنق وقيل النظر). [إرشاد الساري: 7/363]
قالَ أبو جعفرٍ مُحَمَّدُ بْنُ جَرِيرٍ الطَّبَرِيُّ (ت: 310هـ) : (وقوله: {مهطعين إلى الدّاع} يقول: مسرعين نظرهم قبل داعيهم إلى ذلك الموقف وقد بيّنّا معنى الإهطاع بشواهده المغنية عن الإعادة.
ونذكر بعض ما لم نذكره فيما مضى من الرّواية:
- حدّثنا ابن حميدٍ قال: حدّثنا جريرٌ، عن مغيرة، عن عثمان بن يسارٍ، عن تميم بن حذلمٍ، قوله: {مهطعين إلى الدّاع} قال: هو التّحميج.
- حدّثنا ابن حميدٍ قال: حدّثنا مهران، عن سفيان، عن أبيه، عن أبي الضّحى، {مهطعين إلى الدّاع} قال: التّحميج.
- حدّثنا ابن حميدٍ قال: حدّثنا مهران، عن سفيان، {مهطعين إلى الدّاع} قال: هكذا أبصارهم شاخصةٌ إلى السّماء.
- حدّثنا بشرٌ قال: حدّثنا يزيد قال: حدّثنا سعيدٌ، عن قتادة، قوله: {مهطعين إلى الدّاع} أي عامدين إلى الدّاع.
- حدّثني عليٌّ قال: حدّثنا أبو صالحٍ قال: حدّثنا معاوية، عن عليٍّ، عن ابن عبّاسٍ، قوله: {مهطعين} يقول: ناظرين.
وقوله: {يقول الكافرون هذا يومٌ عسرٌ} يقول تعالى ذكره: يقول الكافرون باللّه يوم يدع الدّاعي إلى شيءٍ نكرٍ: هذا يومٌ عسرٌ وإنّما وصفوه بالعسر لشدّة أهواله وبلباله). [جامع البيان: 22/118-119]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأخرج ابن جرير، وابن المنذر، وابن أبي حاتم عن ابن عباس في قوله {مهطعين إلى الداع} قال: ناظرين.
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأخرج الطسي عن ابن عباس أن نافع بن الأزرق سأله عن قوله {مهطعين} قال: مذعنين خاضعين قال: وهل تعرف العرب ذلك قال: نعم أما سمعت قول تبع:
تعبدني نمر بن سعد وقد درى * ونمر بن سعد لي مدين ومهطع). [الدر المنثور: 14/73]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأخرج عبد بن حميد، وابن جرير عن قتادة في قوله {مهطعين إلى الداع} قال: عامدين إلى الداعي). [الدر المنثور: 14/73]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأخرج عبد بن حميد عن الحسن في قوله {مهطعين إلى الداع} قال: منطلقين). [الدر المنثور: 14/73]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأخرج عبد بن حميد، وابن جرير عن تميم بن حدلم في قوله {مهطعين} قال: الإهطاع التجميح). [الدر المنثور: 14/73]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأخرج عبد بن حميد عن سعيد بن جبير {مهطعين إلى الداع} قال: هو النسلان). [الدر المنثور: 14/73-74]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأخرج عبد بن حميد عن عكرمة {مهطعين إلى الداع} قال: صائخي أذانهم إلى الصوت). [الدر المنثور: 14/74]


رد مع اقتباس
  #3  
قديم 5 رجب 1434هـ/14-05-2013م, 05:13 PM
الصورة الرمزية ساجدة فاروق
ساجدة فاروق ساجدة فاروق غير متواجد حالياً
فريق الإشراف
 
تاريخ التسجيل: Nov 2008
المشاركات: 1,137
افتراضي

التفسير اللغوي

تفسير قوله تعالى: {اقْتَرَبَتِ السَّاعَةُ وَانْشَقَّ الْقَمَرُ (1)}
قالَ يَحْيَى بْنُ زِيَادٍ الفَرَّاءُ: (ت: 207هـ): (قوله عزّ وجلّ: {وانشقّ القمر...} ذكر: أنّه انشقّ، وأنّ عبد الله بن مسعودٍ رأى حراء من بين فلقتيه فلقتي القمر). [معاني القرآن: 3/104]
قَالَ عَبْدُ اللهِ بْنُ مُسْلِمِ بْنِ قُتَيْبَةَ الدِّينَوَرِيُّ (ت: 276هـ): ({اقتربت السّاعة} أي قربت). [تفسير غريب القرآن: 431]
قَالَ إِبْرَاهِيمُ بْنُ السَّرِيِّ الزَّجَّاجُ (ت: 311هـ): ({اقتربت السّاعة وانشقّ القمر}
أجمع المفسرون - وروينا عن أهل العلم الموثوق بهم - أن القمر انشق على عهد رسول الله صلى الله عليه وسلم.
قال أبو إسحاق: وزعم قوم عندوا عن القصد وما عليه أهل العلم: أنّ تأويله أن القمر ينشق يوم القيامة، والأمر بين في اللفظ وإجماع أهل العلم لأن قوله: {وإن يروا آية يعرضوا ويقولوا سحر مستمرّ}
فكيف يكون هذا في القيامة.
قال أبو إسحاق: وجميع ما أملم عليكم في هذا ما حدثني به إسماعيل ابن إسحاق قال حدثنا محمد بن المنهال، قال حدثنا يزيد بن زريع قال ثنا شعبة عن قتادة - عن أنس أن أهل مكة سألوا النبي -صلى الله عليه وسلم- آية فأراهم القمر مرتين انشقاقه، وكان يذكر هذا الحديث عند هذه الآية: {اقتربت السّاعة وانشقّ القمر}.
- حدثنا إسماعيل بن إسحاق قال ثنا مسدد، قال ثنا يحيى عن شعبة عن قتادة عن أنس قال: انشق القمر فرقين.
ثنا نصر بن علي قال ثنا حرمي بن عمارة، قال ثنا شعبة عن قتادة عن أنس بن مالك قال: انشق القمر على عهد رسول اللّه صلى الله عليه وسلم.
- حدثنا إسماعيل قال ثنا محمد بن عيد قال ثنا محمد بن ثور عن معمر عن قتادة عن أنس قال: سأل أهل مكة النبي - صلى الله عليه وسلم - آية فانشق القمر بمكة مرتين، فقال: {اقتربت السّاعة وانشقّ القمر * وإن يروا آية يعرضوا ويقولوا سحر مستمرّ} يعني ذاهب.
- ثنا إسماعيل قال ثنا نصر قال ثنا أبو أحمد قال ثنا إسرائيل عن سماك عن إبراهيم عن الأسود عن عبد اللّه قال: انشق القمر فأبصرت الجبل بين فرجتي القمر.
- ثنا إسماعيل قال ثنا نصر قال حدثني أبي قال أخبرنا إسرائيل عن سماك عن إبراهيم عن الأسود عن عبد اللّه في قوله: {اقتربت السّاعة وانشقّ القمر} قال: انشق القمر حتى رأيت الجبل بين فلقتي القمر.
- ثنا إسماعيل قال: ثنا محمد بن عبد الله بن نمير قال: ثنا أبو معاوية قال: ثنا الأعمش عن إبراهيم عن أبي معمر عن عبد اللّه قال: انشق القمر ونحن مع النبي صلى الله عليه وسلم -بمعنى حتى ذهبت فرقة منه خلف الجبل- فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ((اشهدوا)).
ثنا إسماعيل قال: ثنا مسدد قال: ثنا يحيى عن شعبة وسفيان عن الأعمش وعن إبراهيم عن أبي معمر عن أبي مسعود قال: انشق القمر على عهد النبي -صلى الله عليه وسلم- فرقتين فرقة فوق الجبل وفرقة دونه، فقال رسول اللّه صلى الله عليه وسلم: ((اشهدوا)).
- ثنا إسماعيل قال: ثنا مسعود قال: ثنا يحيى عن شعبة عن الأعمش عن مجاهد عن ابن عمر مثله.
- ثنا إسماعيل قال: ثنا علي بن عبد اللّه قال: ثنا سفيان قال: أخبرنا ابن أبي نجيح عن مجاهد عن ابن أبي معمر عن عبد اللّه: انشق القمر على عهد رسول الله - صلى الله عليه وسلم - شقتين، فقال لنا رسول الله صلى الله عليه وسلم: ((اشهدوا اشهدوا)).
- ثنا إسماعيل قال: قال علي وحدثنا به مرة أخرى عن ابن أبي نجيح عن مجاهد عن أبي معمر عن عبد الله بن مسعود: انشق القمر شقتين حتى رأيناه، فقال رسول اللّه صلى الله عليه وسلم: ((اشهدوا)).
- ثنا إسماعيل قال: ثنا محمد بن أبي بكر قال: ثنا محمد بن كثير عن سليمان -يعني ابن كثير عن حصين- عن محمد بن جبير عن أبيه، قال: انشق القمر على عهد رسول الله - صلى الله عليه وسلم - فرقتين على هذا الجبل وعلى هذا الجبل فقال الناس: سحرنا محمد، فقال رجل: إن سحركم فلم يسحر الناس كلّهم.
- وحدثنا إسماعيل قال ثنا محمد بن أبي بكر قال ثنا زهير بن إسحاق عن داود عن علي بن أبي طلحة عن ابن عباس قال: ثلاث قد ذكرهن الله في القرآن قد تقضين: {اقتربت السّاعة وانشقّ القمر} فقد انشق القمر على عهد رسول الله -صلى الله عليه وسلم- شقتين حتى رآه الناس.
- ثنا إسماعيل قال: ثنا نصر بن علي قال: ثنا عبد الأعلى قال: ثنا داود بن أبي هند عن علي بن أبي طلحة عن ابن عباس في قوله: {اقتربت السّاعة وانشقّ القمر} قال: قد مضى قبل الهجرة وانشق القمر حتى - رأوا شقتيه.
- حدثنا إسماعيل قال ثنا علي بن عبد الله قال: ثنا سفيان قال: قال عمرو عن عكرمة قال: انشق القمر على عهد رسول الله - صلى الله عليه وسلم - فقال المشركون سحر القمر سحر القمر، فأنزل اللّه عزّ وجلّ: {اقتربت السّاعة وانشقّ القمر * وإن يروا آية يعرضوا ويقولوا سحر مستمرّ}.
- حدثنا إسماعيل قال: ثنا محمد بن أبي بكر قال: ثنا الضحاك بن مخلد عن ابن جريج عن عمرو عن عكرمة: انشق القمر على عهد رسول الله - صلى الله عليه وسلم – فقال المشركون: سحر القمر، سحر القمر، فنزلت: {اقتربت السّاعة وانشقّ القمر * وإن يروا آية يعرضوا ويقولوا سحر مستمرّ}.
- حدثنا إسماعيل قال ثنا عارم بن الفضل وسليمان بن حرب قالا: ثنا حماد ابن زيد عن عكرمة عن عطار بن السائب عن أبي عبد الرحمن السّلّمي قال: انطلقت مع أبي يوم الجمعة فخطبنا حذيفة - وقال سليمان في حديثه: فخطب حذيفة وهو بالمدائن فتلا: {اقتربت السّاعة وانشقّ القمر}، ثم قال: ألا إن الساعة قد اقتربت وإن القمر قد انشق، إلا وإن المضمار اليوم والسباق غدا، قال سليمان في حديثه: فقلت لأبي يا أبتاه ترسل الخيل غدا وقال عارم في حديثه: فقلت لأبي يستبق الناس غدا، فلما كانت الجمعة التي تليها خطبنا فتلا: {اقتربت السّاعة وانشقّ القمر}، فقال: ألا إن الساعة قد اقتربت وإن القمر قد انشقّ على عهد نبيكم - صلى الله عليه وسلم - ألا وإن المضمار اليوم والسباق غدا، والغاية النار والسابق من سبق إلى الجنّة.
- حدثنا إسماعيل قال: ثنا حجاج بن المنهال قال: حدثنا حماد بن سلمة عن عطاء بن السائب عن عبد اللّه بن حبيب، قال: كنا بالمدائن فجئنا إلى الجمعة فخطبنا حذيفة فحمد اللّه وأثنى عليه ثم قال: أما بعد فإن الله تبارك وتعالى يقول: {اقتربت السّاعة وانشقّ القمر}، ألا إنّ اليوم المضمار وغدا السباق، ألا وإن الغاية النّار، فلما كانت الجمعة الأخرى خطبنا فحمد اللّه وأثنى عليه، قال: فقال مثل قوله، وقال: السابق من سبق إلى الجنة.
- ثنا إسماعيل ثنا علي قال: ثنا سفيان عن سليمان، وقطر عن مسلم عن مسروق عن عبد الله قال: مضى اللزام ومضت البطشة ومضى الدخان ومضى الروم.
- حدثنا إسماعيل قال ثنا عبد الله بن إسماعيل عن عبد الرحمن بن زيد ابن أسلم في قول اللّه عزّ وجلّ: {اقتربت السّاعة وانشقّ القمر}
قال ابن زيد: انشق القمر في زمان رسول اللّه - صلى الله عليه وسلم - فكان يرى نصفه على قعيقعان والنصف الآخر على أبي قيس). [معاني القرآن: 5/81-85]
قَالَ غُلاَمُ ثَعْلَبٍ مُحَمَّدُ بنُ عَبْدِ الوَاحِدِ البَغْدَادِيُّ (ت:345هـ): ({اقتربت الساعة وانشق القمر} قال ثعلب: هذا مقدم ومؤخر، لأن القمر قد انشق، وكانت إحدى آيات النبوة، قال: وقال ابن مسعود وحذيفة: ولقد رأيناه، وقد صار نصفه على جبل، ونصفه على جبل آخر). [ياقوتة الصراط: 493]

تفسير قوله تعالى: {وَإِنْ يَرَوْا آَيَةً يُعْرِضُوا وَيَقُولُوا سِحْرٌ مُسْتَمِرٌّ (2)}
قالَ يَحْيَى بْنُ زِيَادٍ الفَرَّاءُ: (ت: 207هـ): (وقوله: {وإن يروا آيةً...} يعني القمر، {يعرضوا ويقولوا سحرٌ مّستمرٌّ...}.
أي: سيبطل ويذهب.
وقال بعضهم: سحر يشبه بعضه بعضاً). [معاني القرآن: 3/104]
قالَ أَبُو عُبَيْدَةَ مَعْمَرُ بْنُ الْمُثَنَّى التَّيْمِيُّ (ت:210هـ): (" سحرٌ مستمرٌّ). [مجاز القرآن: 2/240]
قَالَ عَبْدُ اللهِ بنُ يَحْيَى بْنِ المُبَارَكِ اليَزِيدِيُّ (ت: 237هـ): ( {مستمر}: ذاهب). [غريب القرآن وتفسيره: 358]
قَالَ عَبْدُ اللهِ بْنُ مُسْلِمِ بْنِ قُتَيْبَةَ الدِّينَوَرِيُّ (ت: 276هـ): ({سحرٌ مستمرٌّ} أي شديد قويّ. وهو من «المرّة» مأخوذ.

والمرة: الفتل، يقال: استمرت مريرته.
ويقال: هو من «المرارة». [يقال]: أمر الشيء واستمر [إذا صار مرّا] ). [تفسير غريب القرآن: 431]
قَالَ إِبْرَاهِيمُ بْنُ السَّرِيِّ الزَّجَّاجُ (ت: 311هـ): (وقوله عزّ وجلّ: {وإن يروا آية يعرضوا ويقولوا سحر مستمرّ}
أي ذاهب وقيل دائم). [معاني القرآن: 5/86]
قَالَ مَكِّيُّ بْنُ أَبِي طَالِبٍ القَيْسِيُّ (ت: 437هـ): ({مُّسْتَمِرٌّ}: أي متماد شديد قوي). [تفسير المشكل من غريب القرآن: 249]
قَالَ مَكِّيُّ بْنُ أَبِي طَالِبٍ القَيْسِيُّ (ت: 437هـ): ({مُّسْتَمِرٌّ}: شديد). [العمدة في غريب القرآن: 289]

تفسير قوله تعالى: {وَكَذَّبُوا وَاتَّبَعُوا أَهْوَاءَهُمْ وَكُلُّ أَمْرٍ مُسْتَقِرٌّ (3)}
قالَ يَحْيَى بْنُ زِيَادٍ الفَرَّاءُ: (ت: 207هـ): (وقوله: {وكلّ أمرٍ مّستقرٌّ...}.
سيقر قرار تكذيبهم، وقرار قول المصدّقين حتّى يعرفوا حقيقته بالعقاب والثواب). [معاني القرآن: 3/104]
قَالَ إِبْرَاهِيمُ بْنُ السَّرِيِّ الزَّجَّاجُ (ت: 311هـ): (وقوله عزّ وجلّ: {وكذّبوا واتّبعوا أهواءهم وكلّ أمر مستقرّ}
تأويله أنه يستقر لأهل النار عملهم ولأهل الجنة عملهم). [معاني القرآن: 5/86]

تفسير قوله تعالى: (وَلَقَدْ جَاءَهُمْ مِنَ الْأَنْبَاءِ مَا فِيهِ مُزْدَجَرٌ (4) )
قالَ يَحْيَى بْنُ زِيَادٍ الفَرَّاءُ: (ت: 207هـ): (وقوله: {مزدجرٌ...} منتهىً). [معاني القرآن: 3/104]
قَالَ عَبْدُ اللهِ بْنُ مُسْلِمِ بْنِ قُتَيْبَةَ الدِّينَوَرِيُّ (ت: 276هـ): ({ما فيه مزدجرٌ} أي متّعظ ومنتهى). [تفسير غريب القرآن: 431]
قَالَ إِبْرَاهِيمُ بْنُ السَّرِيِّ الزَّجَّاجُ (ت: 311هـ): (وقوله عزّ وجلّ : {ولقد جاءهم من الأنباء ما فيه مزدجر}
يعنى من أخبار من قد سلف، قبلهم فأهلكوا بتكذيبهم ما فيه مزدجر، أي ما فيه منتهى، تقول: نهيته فانتهى وزجرته فازدجر.
والأصل فازتجر بالتاء، ولكن التاء إذا وقعت بعد زاي أبدلت دالا نحو مزدان أصله مزتان، وكذلك مزتجر.
وإنما أبدلت دالا لأن التاء حرف مهموس والزاي حرف مجهور فأبدل من التاء من مكانها حرف مجهور، وهو دال، فهذا لا يفهمه إلا من أحكم كل العربية، وهذا في آخر كتاب سيبويه، والذي ينبغي أن يقال للمتعلم إذا بنيت افتعل أو مفتعل مما أوله زاي فاقلب التاء دالا، نحو ازدجر ومزدجر). [معاني القرآن: 5/86]
قَالَ مَكِّيُّ بْنُ أَبِي طَالِبٍ القَيْسِيُّ (ت: 437هـ): ({مُزْدَجَرٌ}: أي متعظ). [تفسير المشكل من غريب القرآن: 249]

تفسير قوله تعالى: {حِكْمَةٌ بَالِغَةٌ فَمَا تُغْنِ النُّذُرُ (5)}
قالَ يَحْيَى بْنُ زِيَادٍ الفَرَّاءُ: (ت: 207هـ): (وقوله: {حكمةٌ بالغةٌ...}.
مرفوعٌ على الردّ على (ما فيه مزدجر)، و(ما) في موضع رفع، ولو رفعته على الاستئناف كأنّك تفسّر به (ما) لكان صواباً، ولو نصب على القطع لأنّه نكرة، وما معرفة كان صواباً.
ومثله في رفعه: {هذا ما لديّ عتيدٌ} ولو كان (عتيدٌ) منصوباً كان صواباً.
وقوله: {فما تغن النّذر...} إن شئت جعلت (ما) جحداً تريد: ليست تغني عنهم النذر، وإن شئت جعلتها في موضع أي ـ كأنك قلت. فأيّ شيء تغني النذر). [معاني القرآن: 3/104-105]
قَالَ إِبْرَاهِيمُ بْنُ السَّرِيِّ الزَّجَّاجُ (ت: 311هـ) : (وقال عزّ وجلّ: {حكمة بالغة فما تغن النّذر}
رفعت (حكمة) بدلا من " ما "، المعنى: ولقد جاءهم حكمة بالغة.
وإن شئت رفعت حكمة بإضمار (هو) المعني هو حكمة بالغة.
وقوله: (فما تغن النّذر).
" ما " جائز أن يكون في لفظ الاستفهام، ومعناها التوبيخ، فيكون المعنى فأي شيء تغني النّذر، ويكون موضعها نصبا بـ (تغن).
ويجوز أن يكون نفيا على معنى فليست تغني النذر). [معاني القرآن: 5/85]

تفسير قوله تعالى: {فَتَوَلَّ عَنْهُمْ يَوْمَ يَدْعُ الدَّاعِ إِلَى شَيْءٍ نُكُرٍ (6)}
قَالَ عَبْدُ اللهِ بْنُ مُسْلِمِ بْنِ قُتَيْبَةَ الدِّينَوَرِيُّ (ت: 276هـ): ( {إلى شيءٍ نكرٍ} أي منكر). [تفسير غريب القرآن: 431]
قَالَ إِبْرَاهِيمُ بْنُ السَّرِيِّ الزَّجَّاجُ (ت: 311هـ): (وقوله: {فتولّ عنهم يوم يدع الدّاع إلى شيء نكر}
وقف التمام (فتولّ عنهم).
وقوله (إلى شيء نكر) إلى ما كانوا ينكرونه من البعث، فتول عنهم يوم كذا في الآية.
و (يوم) منصوب بقوله (يخرجون من الأجداث).
فأمّا حذف الواو من (يدعو) في الكتاب فلأنها تحذف في اللفظ لالتقاء السّاكنين، وهما الواو من (يدعو) واللام من (الداعي)، فأجريت في الكتاب على ما يلفظ بها، وأما الداعي فإثبات الياء فيه أجود.
وقد يجوز حذفها لأن - الكسرة تدل عليها). [معاني القرآن: 5/86]
قَالَ مَكِّيُّ بْنُ أَبِي طَالِبٍ القَيْسِيُّ (ت: 437هـ): ( {إِلَى شَيْءٍ نُّكُرٍ}: أي منكر). [تفسير المشكل من غريب القرآن: 249]

تفسير قوله تعالى: {خُشَّعًا أَبْصَارُهُمْ يَخْرُجُونَ مِنَ الْأَجْدَاثِ كَأَنَّهُمْ جَرَادٌ مُنْتَشِرٌ (7)}
قالَ يَحْيَى بْنُ زِيَادٍ الفَرَّاءُ: (ت: 207هـ): (وقوله: {خشّعاً أبصارهم...}.
إذا تقدّم الفعل قبل اسمٍ مؤنثٍ، وهو له أو قبل جمع مؤنثٍ مثل: الأبصار، والأعمار وما أشبهها ـ جاز تأنيث الفعل وتذكيره وجمعه، وقد أتى بذلك في هذا الحرف، فقرأه ابن عباس(خاشعاً)...
- وحدثني هشيمٌ وأبو معاوية عن وائل ابن داود عن مسلم بن يسارٍ عن ابن عباسٍ أنّه قرأها (خاشعاً)...
- وحدثني هشيمٌ عن عوفٍ الأعرابي عن الحسن وأبي رجاء العطارديّ أن أحدهما قال: (خاشعاً) والآخر (خشّعاً)...
وهي في قراءة عبد الله (خاشعةً أبصارهم) . وقراءة الناس بعد (خشعاً أبصارهم).
وقد قال الشاعر:
وشبابٍ حسنٍ أوجههم = من إياد بن نزار نب معدّ
وقال الآخر.
يرمي الفجاج الركبان معترضاً = أعناق بزّلها مرخًى لها الجدل
...
- الجدل: جمع الجديل، وهو الزمام، فلو قال: معترضاتٍ،، أو معترضةً لكان صواباً، مرخاةً ومرخياتٍ). [معاني القرآن: 3/105-106]
قالَ الأَخْفَشُ سَعِيدُ بْنُ مَسْعَدَةَ الْبَلْخِيُّ (ت: 215هـ): ({خشّعاً أبصارهم يخرجون من الأجداث كأنّهم جرادٌ مّنتشرٌ}
قال{خشّعاً} نصب على الحال، أي يخرجون من الأجداث خشعا.
وقرأ بعضهم {خاشعا} لأنها صفة مقدمة فأجراها مجرى الفعل نظيرها {خاشعةً أبصارهم}). [معاني القرآن: 4/22]
قَالَ إِبْرَاهِيمُ بْنُ السَّرِيِّ الزَّجَّاجُ (ت: 311هـ): (وقوله عزّ وجلّ: {خشّعا أبصارهم يخرجون من الأجداث كأنّهم جراد منتشر}
منصوب على الحال، المعنى: يخرجون من الأجداث خشعا أبصارهم.
وقرئت (خاشعا أبصارهم).
وقرأ ابن مسعود (خاشعة أبصارهم).
ولك في أسماء الفاعلين إذا تقدمت على الجماعة التوحيد نحو خاشعا أبصارهم، ولك التوحيد والتأنيث - لتأنيث الجماعة - خاشعة أبصارهم.
ولك الجمع نحو خشعا أبصارهم.
تقول: مررت بشبّان حسن أوجههم، وحسان أوجههم، وحسنة أوجههم، قال الشاعر:
وشباب حسن أوجههم = من إياد بن نزار بن معدّ). [معاني القرآن: 5/86]
قَالَ غُلاَمُ ثَعْلَبٍ مُحَمَّدُ بنُ عَبْدِ الوَاحِدِ البَغْدَادِيُّ (ت:345هـ): ( (من الأجداث) أي: من القبور، واحدها: جدث). [ياقوتة الصراط: 494]

تفسير قوله تعالى: {مُهْطِعِينَ إِلَى الدَّاعِ يَقُولُ الْكَافِرُونَ هَذَا يَوْمٌ عَسِرٌ (8)}
قالَ يَحْيَى بْنُ زِيَادٍ الفَرَّاءُ: (ت: 207هـ): (وقوله: {مّهطعين...}. ناظرين قبل الداع). [معاني القرآن: 3/106]
قالَ أَبُو عُبَيْدَةَ مَعْمَرُ بْنُ الْمُثَنَّى التَّيْمِيُّ (ت:210هـ): (" مهطعين إلى الدّاع " مسرعين). [مجاز القرآن: 2/240]
قَالَ عَبْدُ اللهِ بنُ يَحْيَى بْنِ المُبَارَكِ اليَزِيدِيُّ (ت: 237هـ): ({مهطعين إلى الداع}: الإهطاع أن يديم النظر فلا يطرف). [غريب القرآن وتفسيره: 358]
قَالَ عَبْدُ اللهِ بْنُ مُسْلِمِ بْنِ قُتَيْبَةَ الدِّينَوَرِيُّ (ت: 276هـ): ({مهطعين} قال أبو عبيدة: مسرعين إلى الدّاع.

وفي التفسير: «ناظرين قد دفعوا رؤوسهم إلى الداعي»). [تفسير غريب القرآن: 431]
قَالَ إِبْرَاهِيمُ بْنُ السَّرِيِّ الزَّجَّاجُ (ت: 311هـ): (وقوله عزّ وجلّ: {مهطعين إلى الدّاع يقول الكافرون هذا يوم عسر}
منصوب أيضا على - الحال، المعنى: يخرجون خشعا أبصارهم مهطعين.
ومعنى (مهطعين) ناظرين لا يقلعون أبصارهم). [معاني القرآن: 5/86]
قَالَ غُلاَمُ ثَعْلَبٍ مُحَمَّدُ بنُ عَبْدِ الوَاحِدِ البَغْدَادِيُّ (ت:345هـ): ( (مهطعين) أي: مسرعين). [ياقوتة الصراط: 494]
قَالَ مَكِّيُّ بْنُ أَبِي طَالِبٍ القَيْسِيُّ (ت: 437هـ): ({مُّهْطِعِينَ}: أي مسرعين وقيل: ناظرين، وقد رفعوا رؤوسهم إلى الداعي). [تفسير المشكل من غريب القرآن: 249]
قَالَ مَكِّيُّ بْنُ أَبِي طَالِبٍ القَيْسِيُّ (ت: 437هـ): ({مُّهْطِعِينَ}: يديمون النظر). [العمدة في غريب القرآن: 289]

رد مع اقتباس
  #4  
قديم 5 رجب 1434هـ/14-05-2013م, 05:15 PM
الصورة الرمزية ساجدة فاروق
ساجدة فاروق ساجدة فاروق غير متواجد حالياً
فريق الإشراف
 
تاريخ التسجيل: Nov 2008
المشاركات: 1,137
افتراضي

التفسير اللغوي المجموع
[ما استخلص من كتب علماء اللغة مما له صلة بهذا الدرس]

تفسير قوله تعالى: {فَتَوَلَّ عَنْهُمْ يَوْمَ يَدْعُ الدَّاعِ إِلَى شَيْءٍ نُكُرٍ (6)}
قَالَ سِيبَوَيْهِ عَمْرُو بْنُ عُثْمَانَ بْنِ قُنْبُرٍ (ت: 180هـ): (ويكون فعلاً في الاسم والصفة فالاسم نحو جبلٍ وجملٍ وحملٍ والصفة نحو حدثٍ وبطلٍ وعزبٍ ووقلٍ.
ويكون فعلاً فيهما فالأسماء نحو كتف وكبد وفخذ والصفات نحو حذرٍ ووجعٍ وحصرٍ. ويكون فعلاً فيهما فالأسماء نحو رجلٍ وسبعٍ وعضدٍ وضبعٍ والصفة نحو حدثٍ وحذر وخلطٍ وندسٍ.
ويكون فعلاً فيهما فالأسماء نحو صردٍ ونغرٍ وربعٍ والصفة نحو حطم ولبدٍ قال الله عز وجل: {أهلكت مالا لبدا} ورجلٌ ختعٌ وسكعٌ.
ويكون فعلاً فيهما فالاسم الطنب والعنق والعضد والجمد
والصفة الجنب والأجد ونضدٌ ونكرٌ قال سبحانه: {إلى شيءٍ نكرٍ}). [الكتاب: 4/243-244] (م)

تفسير قوله تعالى: {خُشَّعًا أَبْصَارُهُمْ يَخْرُجُونَ مِنَ الْأَجْدَاثِ كَأَنَّهُمْ جَرَادٌ مُنْتَشِرٌ (7)}
قال أبو عبيدةَ مَعمرُ بنُ المثنَّى التيمي (ت:209هـ): (
فسقى صدى جدث ببرقة ضاحك = هزم أجش وديمه مدرار

...
والجدث القبر). [نقائض جرير والفرزدق: 848](م)
قالَ المبرِّدُ محمَّدُ بنُ يزيدَ الثُّمَالِيُّ (ت: 285هـ): (وقول الله عز وجل عندنا على تقديم الحال والله أعلم وذلك: {خشعاً أبصارهم يخرجون من الأجداث}). [المقتضب: 4/169]

قالَ المبرِّدُ محمَّدُ بنُ يزيدَ الثُّمَالِيُّ (ت: 285هـ): (فإذا كان العامل في الحال فعلً صلح تقديمها وتأخيرها؛ لتصرف العامل فيها، فقلت: جاء زيد راكباً، وراكباً جاء زيد، وجاء راكباً زيد. قال الله عز وجل: {خشعاً أبصارهم يخرجون من الأجداث}. وكذلك قائماً لقيت زيداً، وقائماً أعطيت زيداً درهماً، وذاهباً إليك رأيت زيداً). [المقتضب: 4/300]

رد مع اقتباس
  #5  
قديم 6 ربيع الأول 1440هـ/14-11-2018م, 01:13 PM
جمهرة التفاسير جمهرة التفاسير غير متواجد حالياً
فريق الإشراف
 
تاريخ التسجيل: Oct 2017
المشاركات: 2,953
افتراضي

تفاسير القرن الرابع الهجري
...

رد مع اقتباس
  #6  
قديم 6 ربيع الأول 1440هـ/14-11-2018م, 01:13 PM
جمهرة التفاسير جمهرة التفاسير غير متواجد حالياً
فريق الإشراف
 
تاريخ التسجيل: Oct 2017
المشاركات: 2,953
افتراضي

تفاسير القرن الخامس الهجري
...

رد مع اقتباس
  #7  
قديم 6 ربيع الأول 1440هـ/14-11-2018م, 01:19 PM
جمهرة التفاسير جمهرة التفاسير غير متواجد حالياً
فريق الإشراف
 
تاريخ التسجيل: Oct 2017
المشاركات: 2,953
افتراضي

تفاسير القرن السادس الهجري

تفسير قوله تعالى: {اقْتَرَبَتِ السَّاعَةُ وَانْشَقَّ الْقَمَرُ (1) }
قال عبد الحق بن غالب بن عطية الأندلسي (ت:546هـ) : (قوله عز وجل: {اقتربت الساعة وانشق القمر * وإن يروا آية يعرضوا ويقولوا سحر مستمر * وكذبوا واتبعوا أهواءهم وكل أمر مستقر * ولقد جاءهم من الأنباء ما فيه مزدجر * حكمة بالغة فما تغن النذر * فتول عنهم يوم يدع الداع إلى شيء نكر * خشعا أبصارهم يخرجون من الأجداث كأنهم جراد منتشر * مهطعين إلى الداع يقول الكافرون هذا يوم عسر}
"اقتربت"معناه: قربت إلا أنه أبلغ، كما أن اقتدر أبلغ من قدر، و"الساعة" القيامة، وأمرها مجهول التحديد، لم يعلم إلا أنها قربت دون تحديد، وقال النبي صلى الله عليه وسلم: "بعثت أنا والساعة كهاتين" وأشار بالسبابة والوسطى، وقال أنس رضي الله عنه: خطب رسول الله صلى الله عليه وسلم وقد كادت الشمس تغيب، فقال: "ما بقي من الدنيا فيما مضى إلا كمثل ما بقي من هذا اليوم فيما مضى"، وقال عليه الصلاة والسلام: "إني لأرجو الله أن يؤخر أمتي نصف يوم" وهذا منه صلى الله عليه وسلم على جهة الرجاء والظن، لم يجزم به خبرا، فأناب الله تعالى على أمله وأخر أمته أكثر من رجائه، وكل ما يروى في عمر الدنيا من التحديد فضعيف واهن.
وقوله تعالى: {انشق القمر} إخبار عما وقع في ذلك، وذكر الثعلبي في ذلك أنه قيل: إن المعنى: ينشق القمر يومئذ، وهذا ضعيف والأمة على خلافه، وذلك أن قريشا سألت رسول الله صلى الله عليه وسلم آية، فقيل: مجملة، -وهذا قول الجمهور- وقيل: بل عينوا شق القمر، ذكره الثعلبي عن ابن عباس رضي الله عنهما، فأراهم الله تعالى انشقاق القمر، فرآه رسول الله وجماعة من المسلمين والكفار، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "اشهدوا"، وممن قال من الصحابة رأيته: عبد الله بن مسعود، وجبير بن مطعم، وأخبر به عبد الله بن عمر، وأنس، وابن عباس، وحذيفة بن اليمان، وقال المشركون عند ذلك: سحرنا محمد، وقال بعضهم: سحر القمر، وقالت قريش: استخبروا المسافرين القادمين عليكم، فما ورد أحد إلا أخبر بانشقاقه، وقال ابن مسعود: رأيته انشق فذهبت فرقة وراء جبل حراء، وقال ابن زيد: كان يرى نصفه على قعيقعان والآخر على أبي قبيس، وقرأ حذيفة: "اقتربت الساعة وقد انشق القمر"، وذكر الثعلبي عنه أن قراءته: "اقتربت الساعة انشق القمر" دون واو). [المحرر الوجيز: 8/ 136-138]

تفسير قوله تعالى: {وَإِنْ يَرَوْا آَيَةً يُعْرِضُوا وَيَقُولُوا سِحْرٌ مُسْتَمِرٌّ (2) }
قال عبد الحق بن غالب بن عطية الأندلسي (ت:546هـ) : (قوله تعالى: {وإن يروا آية يعرضوا} جاء اللفظ مستقبلا لينتظم ما مضى وما يأتي، فهو إخبار بأن حالهم هكذا، واختلفت الناس في معنى "مستمر" فقال الزجاج: قيل: معناه دائم متماد، وقال قتادة، ومجاهد، والكسائي، والفراء: معناه: ذاهب مار عن قريب يزول، وقال الضحاك، وأبو العالية: معناه: مشدود من مراير الحبل، كأنه سحر قد استمر، أي: أحكم، ومنه قول الشاعر:
حتى استمرت على شذر مريرته صدق العزيمة لا رتا ولا ضرعا
). [المحرر الوجيز: 8/ 138]

تفسير قوله تعالى: {وَكَذَّبُوا وَاتَّبَعُوا أَهْوَاءَهُمْ وَكُلُّ أَمْرٍ مُسْتَقِرٌّ (3) }
قال عبد الحق بن غالب بن عطية الأندلسي (ت:546هـ) : (ثم أخبر تعالى بأنهم كذبوا واتبعوا شهواتهم وما يهوون من الأمور، لا بدليل ولا بتثبت، ثم قال تعالى -على جهة الخبر الجزم-: {وكل أمر مستقر}، كأنه تعالى يقول: وكل شيء إلى غاية، فالحق يستقر ثابتا ظاهرا، والباطل يستقر زاهقا ذاهبا، وقرأ أبو جعفر بن القعقاع: "وكل أمر مستقر" بالجر في "مستقر"، يعني بذلك أشراطها، والجمهور على كسر القاف من "مستقر" وقرأ نافع -بخلاف- وابن نصاح بفتحها، قال أبو حاتم: لا وجه لفتحها). [المحرر الوجيز: 8/ 138-139]

تفسير قوله تعالى: {وَلَقَدْ جَاءَهُمْ مِنَ الْأَنْبَاءِ مَا فِيهِ مُزْدَجَرٌ (4) حِكْمَةٌ بَالِغَةٌ فَمَا تُغْنِ النُّذُرُ (5) }
قال عبد الحق بن غالب بن عطية الأندلسي (ت:546هـ) : (و"الأنباء" جمع نبأ، ويدخل في هذا جميع ما جاء به القرآن من المواعظ والقصص ومثلات الأمم الكافرة، "و مزدجر" معناه: موضع زجر وانتهاء، وأصله: "مزتجر" قلبت التاء دالا ليناسب مخرجها مخرج الزاي، وكذلك تبدل تاء "افتعل" من كل فعل أوله زاي كازدلف وازداد ونحوه.
وقوله تعالى: "حكمة" مرتفع إما على البدل من "ما" في قوله تعالى: "ما فيه"، وإما على خبر ابتداء مضمر تقديره: هذه حكمة، و"بالغة" معناه: يبلغ المقصد بها من وعظ النفوس والبيان لمن له عقل، وقوله تعالى: {فما تغن النذر} يحتمل أن تكون "ما" نافية، أي: ليس تغني مع عتو هذه الناس، ويحتمل أن تكون استفهاما بمعنى التقرير، أي: فما غناء النذر مع هؤلاء الكفرة؟).[المحرر الوجيز: 8/ 139]

تفسير قوله تعالى: {فَتَوَلَّ عَنْهُمْ يَوْمَ يَدْعُ الدَّاعِ إِلَى شَيْءٍ نُكُرٍ (6) خُشَّعًا أَبْصَارُهُمْ يَخْرُجُونَ مِنَ الْأَجْدَاثِ كَأَنَّهُمْ جَرَادٌ مُنْتَشِرٌ (7) }
قال عبد الحق بن غالب بن عطية الأندلسي (ت:546هـ) : (ثم سلى تعالى نبيه عليه الصلاة والسلام بقوله: "فتول عنهم"، أي: لا تذهب نفسك عليهم حسرات، وتم القول في قوله تعالى: "عنهم"، ثم ابتدأ وعيدهم، والعامل في قوله تعالى: "يوم" قوله تعالى: "يخرجون"، و"خشعا" حال من الضمير في "يخرجون"، وتصرف الفعل يقتضي تقدم الحال، قال المهدوي: ويجوز أن يكون حالا من الضمير في "عنهم"، قال الرماني: المعنى: فتول عنهم واذكر يوم، وقال الحسن: المعنى: فتول عنهم اليوم وانحذفت الواو من "يدع" لأن كتبة المصحف اتبعوا اللفظ لا ما يقتضيه الهجاء، وأما حذف الياء من "الداع" ونحوه فقال سيبويه: حذفوه تخفيفا، وقال أبو علي، حذفت مع الألف واللام; إذ هي تحذف مع معاقبهما وهو التنوين، وقرأ جمهور القراء: "إلى شيء نكر " بضم الكاف، وقرأ ابن كثر، وشبل، والحسن: "نكر" بسكون الكاف، وقرأ مجاهد، والجحدري، وأبو قلابة: "نكر" بكسر الكاف وفتح الراء على أنه مبني للمفعول، والمعنى في ذلك كله أنه منكور غير معروف ولا يرى مثله، قال الخليل: النكر نعت للأمر الشديد والرجل الداهية، وقال مالك بن عوف النضري:
أقدم محاج إنه يوم نكر ... مثلي على مثلك يحمي ويكر
و"نكر" فعل، وهو صفة، وذلك قليل في الصفات، ومنه "مشية سجح" قال الشاعر:
دعوا التخاجؤ وامشوا مشية سجحا ... إن الرجال ذوو عصب وتذكير
ومثله "رجل شلل" و"ناقة أجد".
وقرأ جمهور القراء: "خشعا"، وهي قراءة الأعرج، وأبي جعفر، وشيبة، والحسن، وقتادة. وقرأ أبو عمرو، وحمزة، والكسائي: "خاشعا"، وهي قراءة ابن عباس، وابن جبير، ومجاهد، والجحدري، وهى إفراد بمعنى الجمع، ونظيره قول الشاعر:
وشباب حسن أوجههم من ... إياد بن نزار بن معد
ورجح أبو حاتم هذه القراءة، وذكر أن رجلا من المتطوعة قال قبل أن يستشهد: رأيت النبي صلى الله عليه وسلم في النوم فسألته عن "خشعا" و"خاشعا"، فقال: "خاشعا"، بالألف، وفي مصحف أبي بن كعب، وعبد الله رضي الله عنهما "خاشعا، وخص تعالى الأبصار بالخشوع لأنه فيها أظهر منه في سائر الجوارح، وكذلك سائر ما في نفس الإنسان من حياء أو صلف أو خوف ونحوه إنما يظهر في البصر.
و"الأجداث" جمع جدث وهو القبر، وشبههم بالجراد المنتشر، وقد شبههم في أخرى بالفراش المبثوث، وفيهم من كل هذا شبه، وذهب بعض المفسرين إلى أنهم أولا كالفراش حين يموجون بعض في بعض، ثم في رتبة أخرى كالجراد إذا توجهوا نحو المحشر والداعي، وفي الحديث أن مريم بنت عمران عليها السلام دعت للجراد فقالت: "اللهم أعشها بغير رضاع، وتابع بنيها بغير شياع").[المحرر الوجيز: 8/ 139-141]

تفسير قوله تعالى: {مُهْطِعِينَ إِلَى الدَّاعِ يَقُولُ الْكَافِرُونَ هَذَا يَوْمٌ عَسِرٌ (8) }
قال عبد الحق بن غالب بن عطية الأندلسي (ت:546هـ) : (و"المهطع": المسرع في مشيه نحو الشيء مع هز ورهق ومد بصر نحو المقصد إما لخوف أو طمع أو نحوه، ويقول الكافرون: هذا يوم عسر لما يرون من مخايل هوله وعلامات مشقته). [المحرر الوجيز: 8/ 141]

رد مع اقتباس
  #8  
قديم 6 ربيع الأول 1440هـ/14-11-2018م, 02:17 PM
جمهرة التفاسير جمهرة التفاسير غير متواجد حالياً
فريق الإشراف
 
تاريخ التسجيل: Oct 2017
المشاركات: 2,953
افتراضي

تفاسير القرن السابع الهجري
...

رد مع اقتباس
  #9  
قديم 6 ربيع الأول 1440هـ/14-11-2018م, 02:22 PM
جمهرة التفاسير جمهرة التفاسير غير متواجد حالياً
فريق الإشراف
 
تاريخ التسجيل: Oct 2017
المشاركات: 2,953
افتراضي

تفاسير القرن الثامن الهجري

تفسير قوله تعالى: {اقْتَرَبَتِ السَّاعَةُ وَانْشَقَّ الْقَمَرُ (1) }
قالَ إِسْمَاعِيلُ بْنُ عُمَرَ بْنِ كَثِيرٍ القُرَشِيُّ (ت: 774 هـ) : ({اقتربت السّاعة وانشقّ القمر (1) وإن يروا آيةً يعرضوا ويقولوا سحرٌ مستمرٌّ (2) وكذّبوا واتّبعوا أهواءهم وكلّ أمرٍ مستقرٌّ (3) ولقد جاءهم من الأنباء ما فيه مزدجرٌ (4) حكمةٌ بالغةٌ فما تغن النّذر (5) }
يخبر تعالى عن اقتراب السّاعة وفراغ الدّنيا وانقضائها. كما قال تعالى: {أتى أمر اللّه فلا تستعجلوه [سبحانه]} [النّحل: 1]، وقال: {اقترب للنّاس حسابهم وهم في غفلةٍ معرضون} [الأنبياء: 1] وقد وردت الأحاديث بذلك، قال الحافظ أبو بكرٍ البزّار:
حدّثنا محمّد بن المثنّى وعمرو بن عليٍّ قالا حدّثنا خلف بن موسى، حدّثني أبي، عن قتادة، عن أنسٍ أنّ رسول اللّه صلّى اللّه عليه وسلّم خطب أصحابه ذات يومٍ، وقد كادت الشّمس أن تغرب فلم يبق منها إلّا شفٌّ يسيرٌ، فقال: "والّذي نفسي بيده ما بقي من الدّنيا فيما مضى منها إلّا كما بقي من يومكم هذا فيما مضى منه، وما نرى من الشّمس إلّا يسيرًا".
قلت: هذا حديثٌ مداره على خلف بن موسى بن خلفٍ العمّيّ، عن أبيه. وقد ذكره ابن حبّان في الثّقات، وقال: ربّما أخطأ.
حديثٌ آخر يعضّد الّذي قبله ويفسّره، قال الإمام أحمد: حدّثنا الفضل بن دكين، حدّثنا شريكٌ، حدّثنا سلمة بن كهيل، عن مجاهدٍ، عن ابن عمر قال: كنّا جلوسًا عند النّبيّ صلّى اللّه عليه وسلّم والشّمس على قعيقعان بعد العصر، فقال: "ما أعماركم في أعمار من مضى إلّا كما بقي من النهار فيما مضى".
وقال الإمام أحمد: حدّثنا حسينٌ، حدّثنا محمّد بن مطرّف، عن أبي حازمٍ، عن سهل بن سعدٍ قال: سمعت رسول اللّه صلّى اللّه عليه وسلّم يقول: "بعثت والسّاعة هكذا". وأشار بإصبعيه: السّبّابة والوسطى.
أخرجاه من حديث أبي حازمٍ سلمة بن دينارٍ.
وقال الإمام أحمد: حدّثنا محمّد بن عبيد، حدّثنا الأعمش، عن أبي خالدٍ، عن وهبٍ السّوائي قال: قال رسول اللّه صلّى اللّه عليه وسلم: "بعثت أنا والسّاعة كهذه من هذه إن كادت لتسبقها " وجمع الأعمش بين السّبّابة والوسطى.
وقال الإمام أحمد: حدّثنا أبو المغيرة، حدّثنا الأوزاعيّ، حدّثنا إسماعيل بن عبيد اللّه، قال: قدم أنس بن مالكٍ على الوليد بن عبد الملك فسأله: ماذا سمعت من رسول اللّه صلّى اللّه عليه وسلّم يذكر به السّاعة؟ فقال: سمعت رسول اللّه صلّى اللّه عليه وسلّم يقول: "أنتم والسّاعة كهاتين".
تفرّد به أحمد، رحمه اللّه. وشاهد ذلك أيضًا في الصّحيح في أسماء رسول اللّه صلّى اللّه عليه وسلّم: أنّه الحاشر الّذي يحشر النّاس على قدميه.
وقال الإمام أحمد: حدّثنا بهز بن أسدٍ، حدّثنا سليمان بن المغيرة، حدّثنا حميد بن هلالٍ، عن خالد بنٍ عميرٍ قال: خطب عتبة بن غزوان -قال بهزٌ: وقال قبل هذه المرّة-خطبنا رسول اللّه صلّى اللّه عليه وسلّم قال: فحمد اللّه وأثنى عليه، ثمّ قال: "أمّا بعد، فإنّ الدّنيا قد آذنت بصرمٍ وولّت حذّاء، ولم يبق منها إلّا صبابة كصبابة الإناء يتصابّها صاحبها، وإنّكم منتقلون منها إلى دارٍ لا زوال لها، فانتقلوا بخير ما بحضرتكم، فإنّه قد ذكر لنا أنّ الحجر يلقى من شفير جهنّم فيهوي فيها سبعين عامًا ما يدرك لها قعرًا، واللّه لتملؤنّه، أفعجبتم! واللّه لقد ذكر لنا أنّ ما بين مصراعي الجنّة مسيرة أربعين عامًا، وليأتينّ عليه يومٌ وهو كظيظ الزّحام" وذكر تمام الحديث، انفرد به مسلمٌ.
وقال أبو جعفر بن جريرٍ: حدّثني يعقوب، حدّثني ابن عليّة، أخبرنا عطاء بن السّائب، عن أبي عبد الرّحمن السّلمي قال: نزلنا المدائن فكنّا منها على فرسخ، فجاءت الجمعة، فحضر أبي وحضرت معه فخطبنا حذيفة فقال: ألا إنّ اللّه يقول: {اقتربت السّاعة وانشقّ القمر}، ألا وإنّ السّاعة قد اقتربت، ألا وإنّ القمر قد انشقّ، ألا وإنّ الدّنيا قد آذنت بفراقٍ، ألا وإنّ اليوم المضمار، وغدًا السّباق، فقلت لأبي: أيستبق النّاس غدًا؟ فقال: يا بنيّ إنّك لجاهل، إنما هو السباق بالأعمال.
ثمّ جاءت الجمعة الأخرى فحضرنا فخطب حذيفة، فقال: ألا إنّ اللّه، عزّ وجلّ يقول: {اقتربت السّاعة وانشقّ القمر}، ألا وإنّ الدّنيا قد آذنت بفراقٍ، ألا وإنّ اليوم المضمار وغدًا السّباق، ألا وإنّ الغاية النّار، والسّابق من سبق إلى الجنّة.
وقوله: {وانشقّ القمر}: قد كان هذا في زمان رسول اللّه صلّى اللّه عليه وسلّم، كما ثبت ذلك في الأحاديث المتواترة بالأسانيد الصّحيحة. وقد ثبت في الصّحيح عن ابن مسعودٍ أنّه قال: "خمسٌ قد مضين: الرّوم، والدّخان، واللّزام، والبطشة، والقمر". وهذا أمرٌ متّفقٌ عليه بين العلماء أي انشقاق القمر قد وقع في زمان النّبيّ صلّى اللّه عليه وسلّم وأنّه كان إحدى المعجزات الباهرات.
ذكر الأحاديث الواردة في ذلك:
رواية أنس بن مالكٍ:
قال الإمام أحمد: حدّثنا عبد الرّزّاق، حدّثنا معمر، عن قتادة، عن أنس بن مالكٍ قال: سأل أهل مكّة النّبيّ صلّى اللّه عليه وسلّم آيةً، فانشقّ القمر بمكّة مرّتين، فقال: {اقتربت السّاعة وانشقّ القمر}.
ورواه مسلمٌ، عن محمّد بن رافعٍ، عن عبد الرّزّاق.
وقال البخاريّ: حدّثني عبد اللّه بن عبد الوهّاب، حدّثنا بشر بن المفضّل، حدّثنا سعيد بن أبي عروبة، عن قتادة، عن أنس بن مالك؛ أنّ أهل مكّة سألوا رسول اللّه صلّى اللّه عليه وسلّم أن يريهم آيةً، فأراهم القمر شقّين، حتّى رأوا حراء بينهما.
وأخرجاه أيضًا من حديث يونس بن محمّدٍ المؤدّب، عن شيبان، عن قتادة. ورواه مسلمٌ أيضًا من حديث أبي داود الطّيالسيّ، ويحيى القطّان، وغيرهما، عن شعبة، عن قتادة، به.
رواية جبير بن مطعمٍ رضي اللّه عنه:
قال الإمام أحمد: حدّثنا محمّد بن كثيرٍ، حدّثنا سليمان بن كثير، عن حصين بن عبد الرّحمن، عن محمّد بن جبير بن مطعمٍ، عن أبيه، قال: انشقّ القمر على عهد رسول اللّه صلّى اللّه عليه وسلّم فصار فرقتين: فرقةٌ على هذا الجبل، وفرقةٌ على هذا الجبل، فقالوا: سحرنا محمّدٌ. فقالوا: إن كان سحرنا فإنّه لا يستطيع أن يسحر النّاس كلّهم.
تفرّد به الإمام أحمد من هذا الوجه، وأسنده البيهقيّ في "الدّلائل" من طريق محمد بن كثير، عن أخيه سليمان بن كثيرٍ، عن حصين بن عبد الرّحمن، [به] . وهكذا رواه ابن جريرٍ من حديث محمّد بن فضيلٍ وغيره، عن حصينٍ، به. ورواه البيهقيّ أيضًا من طريق إبراهيم بن طهمان وهشيم، كلاهما عن حصين عن جبير بن محمّد بن جبير بن مطعمٍ، عن أبيه، عن جدّه فذكره.
رواية عبد اللّه بن عبّاسٍ [رضي اللّه عنهما]
قال البخاريّ: حدّثنا يحيى بن بكيرٍ، حدّثنا بكرٌ، عن جعفرٍ، عن عراك بن مالكٍ، عن عبيد اللّه بن عبد اللّه بن عتبة، عن ابن عبّاسٍ قال: انشقّ القمر في زمان رسول اللّه صلّى اللّه عليه وسلّم.
ورواه البخاريّ أيضًا ومسلمٌ، من حديث بكر بن مضر، عن جعفر بن ربيعة، عن عراك [بن مالكٍ]، به مثله.
وقال ابن جريرٍ: حدّثنا ابن مثنّى، حدّثنا عبد الأعلى، حدّثنا داود بن أبي هند، عن عليّ بن أبي طلحة، عن ابن عبّاسٍ قوله: {اقتربت السّاعة وانشقّ القمر. وإن يروا آيةً يعرضوا ويقولوا سحرٌ مستمرٌّ} قال: قد مضى ذلك، كان قبل الهجرة، انشقّ القمر حتّى رأوا شقّيه.
وروى العوفي، عن ابن عبّاسٍ نحو هذا.
وقال الطّبرانيّ: حدّثنا أحمد بن عمرٍو البزّار، حدّثنا محمّد بن يحيى القطعي، حدّثنا محمّد بن بكرٍ، حدّثنا ابن جريجٍ، عن عمرو بن دينارٍ، عن عكرمة، عن ابن عبّاسٍ قال: كسف القمر على عهد رسول اللّه صلّى اللّه عليه وسلّم فقالوا: سحر القمر. فنزلت: {اقتربت السّاعة وانشقّ القمر} إلى قوله: {مستمرٌّ}.
رواية عبد اللّه بن عمر:
قال الحافظ أبو بكرٍ البيهقيّ: أخبرنا أبو عبد اللّه الحافظ وأبو بكرٍ أحمد بن الحسن القاضي قالا حدّثنا أبو العبّاس الأصمّ، حدّثنا العبّاس بن محمّدٍ الدّوريّ، حدّثنا وهب بن جريرٍ، عن شعبة، عن الأعمش، عن مجاهدٍ، عن عبد اللّه بن عمر في قوله تعالى: {اقتربت السّاعة وانشقّ القمر} قال: وقد كان ذلك على عهد رسول اللّه صلّى اللّه عليه وسلم انشقّ فلقتين: فلقة من دون الجبل، وفلقةٌ من خلف الجبل، فقال النّبيّ صلّى اللّه عليه وسلّم: "اللّهمّ اشهد".
وهكذا رواه مسلمٌ، والتّرمذيّ، من طرقٍ عن شعبة، عن الأعمش، عن مجاهدٍ، به. قال مسلمٌ كرواية مجاهدٍ عن أبي معمرٍ عن ابن مسعودٍ. وقال التّرمذيّ: حسنٌ صحيحٌ.
رواية عبد الله ابن مسعودٍ:
قال الإمام أحمد: حدّثنا سفيان، عن ابن أبي نجيح، عن مجاهدٍ، عن أبي معمر، عن ابن مسعودٍ قال: انشقّ القمر على عهد رسول اللّه صلّى اللّه عليه وسلّم شقّين حتّى نظروا إليه، فقال رسول اللّه صلّى اللّه عليه وسلّم "اشهدوا".
وهكذا رواه البخاريّ ومسلمٌ، من حديث سفيان بن عيينة، به. وأخرجاه من حديث الأعمش، عن إبراهيم، عن أبي معمرٍ عبد اللّه بن سخبرة، عن ابن مسعودٍ، به.
وقال ابن جريرٍ: حدّثني عيسى بن عثمان بن عيسى الرّمليّ، حدّثنا عمّي يحيى بن عيسى، عن الأعمش، عن إبراهيم، عن رجلٍ، عن عبد اللّه، قال: كنّا مع رسول اللّه صلّى اللّه عليه وسلّم بمنى فانشقّ القمر، فأخذت فرقةٌ خلف الجبل، فقال رسول اللّه صلّى اللّه عليه وسلّم: "اشهدوا، اشهدوا".
قال البخاريّ: وقال أبو الضّحى، عن مسروقٍ، عن عبد اللّه: بمكّة.
وقال أبو داود الطّيالسيّ: حدّثنا أبو عوانة، عن المغيرة، عن أبي الضّحى، عن مسروقٍ، عن عبد اللّه بن مسعودٍ، قال: انشقّ القمر على عهد رسول اللّه صلّى اللّه عليه وسلّم، فقالت قريشٌ: هذا سحر ابن أبي كبشة. قال: فقالوا: انظروا ما يأتيكم به السّفّار، فإنّ محمّدًا لا يستطيع أن يسحر النّاس كلّهم. قال: فجاء السّفّار فقالوا: ذلك.
وقال البيهقيّ: أخبرنا أبو عبد اللّه الحافظ، أخبرنا أبو العبّاس محمّد بن يعقوب، حدّثنا العبّاس بن محمّدٍ الدّوري، حدّثنا سعيد بن سليمان، حدّثنا هشيم، حدّثنا مغيرة، عن أبي الضّحى، عن مسروقٍ، عن عبد اللّه، قال: انشقّ القمر بمكّة حتّى صار فرقتين، فقال كفّار قريشٍ أهل مكّة: هذا سحرٌ سحركم به ابن أبي كبشة، انظروا السّفّار، فإن كانوا رأوا ما رأيتم فقد صدق، وإن كانوا لم يروا مثل ما رأيتم فهو سحرٌ سحركم به. قال: فسئل السّفّار، قال: وقدموا من كلّ وجهةٍ، فقالوا: رأيناه.
رواه ابن جريرٍ من حديث المغيرة، به. وزاد: فأنزل اللّه عزّ وجلّ: {اقتربت السّاعة وانشقّ القمر}. ثمّ قال ابن جرير: حدّثني يعقوب بن إبراهيم، حدّثنا ابن عليّة، أخبرنا أيّوب، عن محمّدٍ -هو ابن سيرين-قال: نبّئت أنّ ابن مسعودٍ، رضي اللّه عنه، كان يقول: لقد انشقّ القمر.
وقال ابن جريرٍ أيضًا: حدّثني محمّد بن عمارة، حدّثنا عمرو بن حمّادٍ، حدّثنا أسباطٌ، عن سماكٍ، عن إبراهيم، عن الأسود، عن عبد اللّه قال: لقد رأيت الجبل من فرج القمر حين انشقّ.
ورواه الإمام أحمد عن مؤمّل، عن إسرائيل، عن سماك، عن إبراهيم، عن الأسود، عن عبد اللّه، قال: انشقّ القمر على عهد رسول اللّه صلّى اللّه عليه وسلّم، حتّى رأيت الجبل من بين فرجتي القمر.
وقال ليثٌ عن مجاهدٍ: انشقّ القمر على عهد رسول اللّه صلّى اللّه عليه وسلّم فصار فرقتين، فقال النّبيّ صلّى اللّه عليه وسلّم لأبي بكرٍ: "اشهد يا أبا بكرٍ". فقال المشركون: سحر القمر حتّى انشقّ). [تفسير ابن كثير: 7/ 470-475]

تفسير قوله تعالى: {وَإِنْ يَرَوْا آَيَةً يُعْرِضُوا وَيَقُولُوا سِحْرٌ مُسْتَمِرٌّ (2) }
قالَ إِسْمَاعِيلُ بْنُ عُمَرَ بْنِ كَثِيرٍ القُرَشِيُّ (ت: 774 هـ) : (وقوله: {وإن يروا آيةً} أي: دليلًا وحجّةً وبرهانًا {يعرضوا} أي: لا ينقادون له، بل يعرضون عنه ويتركونه وراء ظهورهم، {ويقولوا سحرٌ مستمرٌّ} أي: ويقولون: هذا الّذي شاهدناه من الحجج، سحرٌ سحرنا به.
ومعنى {مستمرٌّ} أي: ذاهبٌ. قاله مجاهدٌ، وقتادة، وغيرهما، أي: باطلٌ مضمحلٌّ، لا دوام له). [تفسير ابن كثير: 7/ 475]

تفسير قوله تعالى: {وَكَذَّبُوا وَاتَّبَعُوا أَهْوَاءَهُمْ وَكُلُّ أَمْرٍ مُسْتَقِرٌّ (3) }
قالَ إِسْمَاعِيلُ بْنُ عُمَرَ بْنِ كَثِيرٍ القُرَشِيُّ (ت: 774 هـ) : ({وكذّبوا واتّبعوا أهواءهم} أي: كذّبوا بالحقّ إذ جاءهم، واتّبعوا ما أمرتهم به آراؤهم وأهواؤهم من جهلهم وسخافة عقلهم.
وقوله: {وكلّ أمرٍ مستقرٌّ} قال قتادة: معناه: أنّ الخير واقعٌ بأهل الخير، والشّرّ واقعٌ بأهل الشّرّ.
وقال ابن جريجٍ: مستقرٌّ بأهله. وقال مجاهدٌ: {وكلّ أمرٍ مستقرٌّ} أي: يوم القيامة.
وقال السّدّيّ: {مستقرٌّ} أي: واقعٌ). [تفسير ابن كثير: 7/ 475]

تفسير قوله تعالى: {وَلَقَدْ جَاءَهُمْ مِنَ الْأَنْبَاءِ مَا فِيهِ مُزْدَجَرٌ (4) }
قالَ إِسْمَاعِيلُ بْنُ عُمَرَ بْنِ كَثِيرٍ القُرَشِيُّ (ت: 774 هـ) : (وقوله: {ولقد جاءهم من الأنباء} أي: من الأخبار عن قصص الأمم المكذّبين بالرّسل، وما حلّ بهم من العقاب والنّكال والعذاب، ممّا يتلى عليهم في هذا القرآن، {ما فيه مزدجرٌ} أي: ما فيه واعظٌ لهم عن الشّرك والتّمادي على التّكذيب). [تفسير ابن كثير: 7/ 475]

تفسير قوله تعالى: {حِكْمَةٌ بَالِغَةٌ فَمَا تُغْنِ النُّذُرُ (5) }
قالَ إِسْمَاعِيلُ بْنُ عُمَرَ بْنِ كَثِيرٍ القُرَشِيُّ (ت: 774 هـ) : (وقوله: {حكمةٌ بالغةٌ} أي: في هدايته تعالى لمن هداه وإضلاله لمن أضلّه، {فما تغن النّذر} يعني: أيّ شيءٍ تغني النّذر عمّن كتب اللّه عليه الشّقاوة، وختم على قلبه؟ فمن الّذي يهديه من بعد اللّه؟ وهذه الآية كقوله تعالى: {قل فللّه الحجّة البالغة فلو شاء لهداكم أجمعين} [الأنعام: 149]، وكذا قوله تعالى: {وما تغني الآيات والنّذر عن قومٍ لا يؤمنون} [يونس: 101]). [تفسير ابن كثير: 7/ 475]

تفسير قوله تعالى: {فَتَوَلَّ عَنْهُمْ يَوْمَ يَدْعُ الدَّاعِ إِلَى شَيْءٍ نُكُرٍ (6) }
قالَ إِسْمَاعِيلُ بْنُ عُمَرَ بْنِ كَثِيرٍ القُرَشِيُّ (ت: 774 هـ) : ({فتولّ عنهم يوم يدع الدّاع إلى شيءٍ نكرٍ (6) خشّعًا أبصارهم يخرجون من الأجداث كأنّهم جرادٌ منتشرٌ (7) مهطعين إلى الدّاع يقول الكافرون هذا يومٌ عسرٌ (8) }
يقول تعالى: فتولّ يا محمّد عن هؤلاء الّذين إذا رأوا آيةً يعرضون ويقولون: هذا سحرٌ مستمرٌّ، أعرض عنهم وانتظرهم، {يوم يدع الدّاعي إلى شيءٍ نكرٍ} أي: إلى شيءٍ منكرٍ فظيعٍ، وهو موقف الحساب وما فيه من البلاء، بل والزّلازل والأهوال).[تفسير ابن كثير: 7/ 476]

تفسير قوله تعالى: {خُشَّعًا أَبْصَارُهُمْ يَخْرُجُونَ مِنَ الْأَجْدَاثِ كَأَنَّهُمْ جَرَادٌ مُنْتَشِرٌ (7) مُهْطِعِينَ إِلَى الدَّاعِ يَقُولُ الْكَافِرُونَ هَذَا يَوْمٌ عَسِرٌ (8) }
قالَ إِسْمَاعِيلُ بْنُ عُمَرَ بْنِ كَثِيرٍ القُرَشِيُّ (ت: 774 هـ) : ({خشّعًا أبصارهم} أي: ذليلةٌ أبصارهم {يخرجون من الأجداث} وهي: القبور، {كأنّهم جرادٌ منتشرٌ} أي: كأنّهم في انتشارهم وسرعة سيرهم إلى موقف الحساب إجابةً للدّاعي {جرادٌ منتشرٌ} في الآفاق؛ ولهذا قال: {مهطعين} أي: مسرعين {إلى الدّاعي}، لا يخالفون ولا يتأخّرون، {يقول الكافرون هذا يومٌ عسرٌ} أي: يومٌ شديد الهول عبوس قمطرير {فذلك يومئذٍ يومٌ عسيرٌ. على الكافرين غير يسيرٍ} [المدّثّر: 9، 10]). [تفسير ابن كثير: 7/ 476]

رد مع اقتباس
إضافة رد

مواقع النشر (المفضلة)

الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1)
 

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع


الساعة الآن 04:59 AM


Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd. TranZ By Almuhajir
جميع الحقوق محفوظة