باب ما أوله الذال المعجمة
قال جمال الدين محمد بن علي الموزعي المعروف بابن نور الدين (ت: 825هـ): (باب ما أوله الذال المعجمة
ومنه «ذو»فأما «ذو» فإنه يأتي على وجهين:
أحدهما: يكون بمعنى صاحب، ولا يكون إلا مضافًا، فإن وصفت به نكرة أضفته إلى نكرة، وإن وصفت به معرفة أضفت إلى ما فيه الألف واللام، كقوله تعالى: {ذو العرش المجيد}، ولا يجوز أن تضيفه إلى مضمر ولا إلى علم وما أشبهه، وهو يؤنث ويثنى ويجمع، فتقول: مررت برجلٍ ذي مال، وبامرأة ذات مال، وبرجلين ذوي مال، بفتح الواو، قال الله تعالى: {وأشهدوا ذوي عدلٍ منكم}، وتقول: مررت برجالٍ ذوي مال، بالكسر.
الثاني: يكون بمعنى الذي في لغة طيء، ومن حقها أن توصف بها المعارف فتقول: أنا ذو عرفت، وذو سمعت .... قال الشاعر:
فإن بيت تميمٍ ذو سمعت به = فيه تنمت وأرست عزها مضر
ثم منهم من يجعل «ذو» للمذكر والمؤنث والمثنى والمجموع على كل حال في الرفع والنصب والجر كـ «من» و«ما» فيقول: هذه هند ذو سمعت بها ورأيت هندًا ذو سمعت بها، ومررت بهندٍ ذو سمعت بها، ورأيت أخوك ذو سمعت بهما، ورأيت القوم ذو سمعت بهم، قال الشاعر:
فإن الماء ماء أبي وجدي = وبئري ذو حفرت وذو طويت
وقال آخر:
ذاك خليلي وذو يعاتبني = يرمي ورائي بامسهم وامسمله
يريد: الذي يعاتبني، والواو زائدة.
ومنهم من يقول: «ذات» للمؤنث وتثنى وتجمع فيقال: ذوا، وذوو، وذوات، قال الفراء: أنشدني بعضهم:
جمعتها من أينقٍ موارق = ذوات ينهضن بغير سائق
وقال الفراء: سمعت بعضهم يقول: بالفضل ذو فضلكم الله به وبالكرامة ذات أكرمكم الله به، يريد بها، فلما أسقط الألف جعل الفتحة التي كانت فيه الهاء عوضًا منها).[مصابيح المغاني: 247 - 248]