المفصَّل
المفصَّل:
حديث عثمان بن عبد الله بن أوس الثقفي رضي الله عنه
قالَ أبو عُبيدٍ القاسمُ بن سلاَّمٍ الهَرَوِيُّ (ت:224هـ) : (حدثنا مروان بن معاوية، عن عبد الله بن عبد الرحمن الطائفي، قال: حدثني عثمان بن عبد الله بن أوس الثقفي، عن جده: أنه كان في الوفد الذين وفدوا على رسول الله صلى الله عليه وسلم من بني مالك , فأنزلهم في قبة له في المسجد , أو قال بين المسجد وبين أهله قال: فكان يأتينا فيحدثنا بعد العشاء، وهو قائم حتى يراوح بين قدميه من طول القيام، وكان أكثر ما يحدثنا شكايته قريشا وما كان يلقى منهم , ثم قال: (( كنا مستضعفين بمكة، فلما قدمنا المدينة، انتصفنا من القوم، وكانت سجال الحرب بيننا علينا ولنا )) . قال: فاحتبس عنا ليلة. فقلنا: يا رسول الله، لبثت عنا الليلة أكثر مما كنت تلبث .
فقال: ((نعم طرأ علي حزبي من القرآن، فكرهت أن أخرج من المسجد حتى أقضيه)) . حدثني أبو نعيم، عن عبد الله بن عبد الرحمن الطائفي، عن عثمان بن عبد الله بن أوس، عن جده، عن النبي صلى الله عليه وسلم مثل ذلك. وزاد في حديثه قال: فقلنا لأصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم : إنه قد حدثنا أنه قد طرأ عليه حزبه من القرآن، فكيف تحزبون القرآن؟
قالوا: "نحزبه: ثلاث سور، وخمس سور، وسبع سور وتسع سور، وإحدى عشرة سورة، وثلاث عشرة سورة، وحزب المفصل ما بين قاف فأسفل") [فضائل القرآن:](م) جمع
حديث أنس رضي الله عنه:
قالَ سعيدُ بنُ منصورٍ الخراسانيُّ: (ت:227هـ): (حدّثنا حمّاد بن يحيى الأبحّ قال: نا يزيد الرّقاشي، عن أنسٍ، عن رسول اللّه صلّى الله عليه وسلّم قال: قال له أصحابه: أسرع إليك الشّيب؟! قال: ((شيّبتني هود وأخواتها من المفصّل)).) [سنن سعيد بن منصور:5/370] مكرر مع فضائل المفصل#10
أثر سعيد بن جبير رحمه الله:
قالَ سعيدُ بنُ منصورٍ الخراسانيُّ: (ت:227هـ): (حدّثنا مروان بن معاوية، قال: نا وقاء بن إياسٍ (الأسدي)، قال: سمعني سعيد بن جبيرٍ ليلةً وأنا أقرأ البقرة وآل عمران والنّساء، قال: ألم أسمعك قرأت البارحة البقرة والنّساء وآل عمران؟ قلت: بلى. قال: فلا تفعل، عليك بآل حم، والمفصّل، فقد قال عمر بن الخطّاب رضي اللّه عنه: من قرأ البقرة والنّساء وآل عمران كتب عند اللّه من الحكماء).[سنن سعيد بن منصور:3/1023](م)
قالَ مُحَمَّدُ بنُ أَيُّوبَ بنِ الضُّرَيسِ (ت:294 هـ): (أخبرنا علي بن عثمان الرقاشي، حدثنا حماد بن سلمة، عن عاصم بن بهدلة، عن أبي الأحوص، عن عبد الله، قال: إن لكل شيء سناما، وسنام القرآن سورة البقرة، وإن لكل شيء لبابا ولباب القرآن المفصل). [فضائل القران]
قالَ مُحَمَّدُ بْنُ جَرِيرٍ الطَّبَرِيُّ (ت: 310هـ): (وأما "المفصل": فإنما سميت مفصلا لكثرة الفصول التي بين سورها بـ "بسم الله الرحمن الرحيم". ثم تسمى كل سورة من سور القرآن سورة، وتجمع سورا، على تقدير "خطبة وخطب"، "وغرفة وغرف"). [جامع البيان:1/101]قالَ أَحْمَدُ بنُ مُحَمَّدِ بنِ إِسْمَاعِيلَ النَّحَّاسُ (ت: 338 هـ): (سورة براءة
وممّا يدلّك على أنّ القرآن كان مؤلّفًا في عهد رسول اللّه صلّى الله عليه وسلّم؛ما حدّثناه أحمد بن محمّدٍ الأزديّ، قال: حدّثنا يزيد بن سنانٍ، قال: حدّثنا أبو داود، قال: حدّثنا عمران القطّان، عن قتادة، عن أبي بكرٍ الهذليّ، عن أبي رافعٍ، قال: قال رسول اللّه صلّى الله عليه وسلّم: ((أعطيت السّبع مكان التّوراة وأعطيت المئين مكان الزّبور وأعطيت المثاني مكان الإنجيل وفضّلت بالمفصّل)).). [الناسخ والمنسوخ للنحاس: 2/396-469] (م)
حديث ابن عباس رضي الله عنهما:
قالَ أَحْمَدُ بْنُ مُحَمَّدٍ الثَّعْلَبيُّ (ت: 427هـ): (أخبرنا أبو الحسين الخبازي، قال: حدّثنا أبو الشيخ الاصفهاني، قال: حدّثنا أبو العباس الطهراني، قال: حدّثنا يحيى بن يعلى بن منصور، قال: حدّثنا إسماعيل بن أبي أويس، قال: حدّثنا أبي، عن أبي بكر، عن عكرمة، عن ابن عباس، أنّ رسول الله صلى الله عليه وسلّم قال: ((أعطيت السورة التي يذكر فيها البقرة من الذكر الأوّل، وأعطيت طه والطواسين من ألواح موسى عليه السلام، وأعطيت فواتح القرآن وخواتيم السورة التي يذكر فيها البقرة من تحت العرش، وأعطيت المفصّل نافلة)) ). [الكشف والبيان:7/155](م)
حديث أنس رضي الله عنه:
قالَ أَحْمَدُ بْنُ مُحَمَّدٍ الثَّعْلَبيُّ (ت: 427هـ): (-وأخبرني أبو الحسن محمد بن القاسم الماوردي الفارسي قال: حدّثنا أبو إسحاق إبراهيم ابن منصور الخيزراني ببغداد قال: حدّثنا محمد بن أحمد بن حبيب قال: حدّثنا يعقوب بن يوسف قال: حدّثنا يحيى بن يحيى قال: أخبرنا خارجة عن عبد الله عن إسماعيل بن أبي رافع عن الرقاشي وعن الحسن عن أنس أنّه سمع رسول الله صلى الله عليه وسلّم يقول: ((إنّ الله أعطاني السبع مكان التوراة، وأعطاني الطواسين مكان الزبور، وفضّلني بالحواميم والمفصّل ما قرأهن نبيّ قبلي)) ). [الكشف والبيان:7/155](م)
قَالَ عُثْمَانُ بنُ سَعِيدٍ الدَّانِيُّ (ت: 444هـ): (باب ذكر أجزاء القرآن
أخبرنا خلف بن خاقان قال أنا أحمد بن محمد قال أنا علي قال أنا أبو عبيد قال أنا أبو نعيم عن عبد الله بن عبد الرحمن الطائفي عن عثمان بن عبد الله بن أوس عن جده: أنه كان في الوفد الذين وفدوا على رسول الله صلى الله عليه وسلم من بني مالك وذكر الحديث، قال فيه: ((فقلنا لأصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم أنه قد حدثنا أن طرأ عليه حزبه من القرآن فكيف تحزبون القرآن؟ فقالوا: نحزبه ثلاث سور وخمس سور وسبع سور وتسع سور وإحدى عشرة سورة وثلاث عشرة سورة، وحزب المفصل ما بين قاف وأسفل)). [البيان: 300-301] (م) جمع
حديث معقل بن يسار رضي الله عنه:
قالَ أبو الفضلِ عبدُ الرَّحمنِ بنُ أحمدَ الرازيُّ (ت:454هـ): (ثني أبي, نا أبو بكر أحمد بن إبراهيم بن إسماعيل , نا الحسن بن حبابة, نا محمد بن إسماعيل المباركي , نا علي بن عاصم , عن عبيد الله بن أبي حميد الهذلي , عن أبي مليح الهذلي, عن معقل بن يسار المزني قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ((اعملوا بالقرآن , أحلوا حلاله وحرموا حرامه , واقتدوا به ولا تكفروا بشيء منه , وآمنوا بالتوراة والإنجيل والزبور وما أوتي النبيون من ربهم , وما تشابه عليكم فردوه إلى الله وإلى الرسول وإلى أولي الأمر من بعدي كيما يخبروكم به, وليسعكم القرآن ما فيه , فإنه شافع مشفع , وماحل مصدق , والقرآن نور يوم القيامة , ألا وإني أعطيت البقرة من الذكر الأول, وأعطيت طه وطواسين من ألواح موسى , وأعطيت فاتحة الكتاب وخواتيم سورة البقرة من تحت العرش , لم يعطها أحد قبلي , وأعطاني ربي المفصل نافلة.)).). [فضائل القرآن وتلاوته:112 - 113م2] (م)
قَالَ أبو الفَرَجِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ عَلِيٍّ ابْنُ الجَوْزِيِّ (ت: 597هـ): (روى ثوبان عن رسول الله صلى الله عليه وسلم أنه قال: ((إن الله أعطاني السبع الطول مكان التوراة وأعطاني المئين مكان الإنجيل وأعطاني مكان الزبور المثاني وفضلني ربي بالمفصل)) ).[زاد المسير:452-7/451](م)
قَالَ أبو الفَرَجِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ عَلِيٍّ ابْنُ الجَوْزِيِّ (ت: 597هـ): (وأما المفصل: فهو ما يلي المثاني من قصار السور وإنما سميت مفصلا لقصرها وكثرة الفصول فيها بسطر: بسم الله الرحمن الرحيم.
*وقد ذكر الماوردي في أول تفسيره في المفصل ثلاثة أقوال:
أحدها: أنه من أول سورة محمد إلى آخر القرآن قاله الأكثرون.
والثاني: من سورة قاف إلى آخره حكاه عيسى بن عمر عن كثير من الصحابة.
والثالث: من الضحى إلى آخره قاله ابن عباس).[زاد المسير:452-7/451](م)
قَالَ أبو الفَرَجِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ عَلِيٍّ ابْنُ الجَوْزِيِّ (ت: 597هـ): (وفي آل حميم أنشد أبو عبيدة:
حلفت بالسبع اللواتي طولت = وبمئين بعدها قد أمئيت
وبمثان ثنيت فكررت = وبالطواسين اللواتي ثلثت
وبالحواميم اللواتي سبعت = وبالمفصل اللواتي فصلت ). [زاد المسير: 7/204-205]
قالَ عَلَمُ الدِّينِ عليُّ بنُ محمَّدٍ السَّخَاوِيُّ (ت:643هـ): (وفي القرآن المفصل: وعن رسول الله صلى الله عليه وسلم: ((أعطيت السبع الطول مكان التوراة، وأعطيت المئين مكان الإنجيل، وأعطيت المثاني مكان الزبور، وفضلت بالمفصل)).
وسمي المفصل بذلك: لكثرة انفصال بعضه من بعض، ويسمى المفصل أيضا المحكم لأنه لم ينسخ منه شيء.
وأول المفصل: سورة الحجرات، وقيل سورة ق. وعن ابن عباس: أوله من سورة {والضحى}، لأنه يفصل من تلك السورة بين كل سورتين بالتكبير).[جمال القراء:1/34-36](م)
قالَ عَلَمُ الدِّينِ عليُّ بنُ محمَّدٍ السَّخَاوِيُّ (ت:643هـ): (قال أبو عبيد: وحدثني أبو نعيم، عن عبد الله بن عبد الرحمن الطائفي، عن عثمان بن عبد الله بن أوس، عن جده عن النبي صلى الله عليه وسلم مثل ذلك، وزاد في حديثه قال: فقلنا لأصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم: "أنه قد حدثنا أنه طرأ عليه حزبه من القرآن، فكيف تحزبون القرآن؟ فقالوا: نحزبه ثلاث سور، وخمس سور، وسبع سور، وتسع سور، وإحدى عشرة سورة، وثلاث عشرة سورة، وحزب المفصل فيما بين قاف وأسفل".).[جمال القراء: 1/124 -134 ](م) جمع
قالَ إِسْمَاعِيلُ بْنُ عُمَرَبْنِ كَثِيرٍ القُرَشِيُّ (ت: 774 هـ): (وروى الدّارميّ في مسنده، عن ابن مسعودٍ قال: ما من بيتٍ تقرأ فيه سورة البقرة إلّا خرج منه الشّيطان وله ضراطٌ.
وقال: إنّ لكلّ شيءٍ سنامًا، وإنّ سنام القرآن سورة البقرة، وإنّ لكلّ شيءٍ لبابًا، وإنّ لباب القرآن المفصّل.).[تفسير القرآن العظيم:1/150] (م)
سورة ق:
قالَ إِسْمَاعِيلُ بْنُ عُمَرَ بْنِ كَثِيرٍ القُرَشِيُّ (ت: 774 هـ): (وهذه السّورة هي أوّل الحزب المفصّل على الصّحيح، وقيل: من الحجرات. وأمّا ما يقوله العامّة : إنّه من {عمّ} فلا أصل له، ولم يقله أحدٌ من العلماء المعتبرين فيما نعلم.
والدّليل على أنّ هذه السّورة هي: أوّل المفصّل ما رواه أبو داود في سننه، باب "تحزيب القرآن" ثمّ قال:
حدّثنا مسدّد، حدّثنا قرّان بن تمّامٍ، (ح) وحدّثنا عبد اللّه بن سعيدٍ أبو سعيدٍ الأشجّ، حدّثنا أبو خالدٍ سليمان بن حبّان -وهذا لفظه-عن عبد اللّه بن عبد الرّحمن بن يعلى، عن عثمان بن عبد اللّه بن أوسٍ، عن جدّه -قال عبد اللّه بن سعيدٍ: حدّثنيه أوس بن حذيفة-ثمّ اتّفقا. قال: قدمنا على رسول اللّه صلّى اللّه عليه وسلّم في وفد ثقيفٍ، قال: فنزلت الأحلاف على المغيرة بن شعبة، وأنزل رسول اللّه صلّى اللّه عليه وسلّم بني مالكٍ في قبة له -قال مسدّد: وكان في الوفد الّذين قدموا على رسول اللّه صلّى اللّه عليه وسلّم من ثقيفٍ، قال: كان رسول اللّه [صلّى اللّه عليه وسلّم] كلّ ليلةٍ يأتينا بعد العشاء يحدّثنا -قال أبو سعيدٍ: قائمًا على رجليه حتّى يراوح بين رجليه من طول القيام-فأكثر ما يحدّثنا ما لقي من قومه قريشٍ، ثمّ يقول: لا سواء وكنّا مستضعفين مستذلّين -قال مسدّد: بمكّة-فلمّا خرجنا إلى المدينة كانت سجال الحرب بيننا وبينهم، ندال عليهم ويدالون علينا. فلمّا كانت ليلةٌ أبطأ عن الوقت الّذي كان يأتينا فيه، فقلنا: لقد أبطأت عنّا اللّيلة! قال: "إنّه طرأ عليّ حزبي من القرآن، فكرهت أن أجيء حتّى أتمّه". قال أوسٌ: سألت أصحاب رسول اللّه صلّى اللّه عليه وسلّم: كيف تحزّبون القرآن؟ فقالوا: ثلاثٌ، وخمسٌ، وسبعٌ، وتسعٌ، وإحدى عشرة، وثلاث عشرة، وحزب المفصّل وحده.
ورواه ابن ماجه عن أبي بكر بن أبي شيبة، عن أبي خالدٍ الأحمر، به. ورواه الإمام أحمد عن عبد الرّحمن بن مهديٍّ، عن عبد اللّه بن عبد الرّحمن، هو ابن يعلى الطّائفيّ به.
إذا علم هذا، فإذا عددت ثمانيًا وأربعين سورةً، فالّتي بعدهنّ سورة "ق".
بيانه:
ثلاثٌ: البقرة، وآل عمران، والنّساء.
وخمسٌ: المائدة، والأنعام، والأعراف، والأنفال، وبراءة.
وسبعٌ: يونس، وهودٌ، ويوسف، والرّعد، وإبراهيم، والحجر، والنّحل.
وتسعٌ: سبحان، والكهف، ومريم، وطه، والأنبياء، والحجّ، والمؤمنون، والنّور، والفرقان.
وإحدى عشرة: الشّعراء، والنّمل، والقصص، والعنكبوت، والرّوم، ولقمان، والم، السّجدة، والأحزاب، وسبأٌ، وفاطرٌ، ويس.
وثلاث عشرة: الصافات، وص، والزمر، وغافر، وحم، السجدة، وحم عسق، والزخرف، والدخان، والجاثية،
والأحقاف، والقتال، والفتح، والحجرات.
ثمّ بعد ذلك الحزب المفصّل كما قاله الصّحابة، رضي اللّه عنهم. فتعيّن أنّ أوّله سورة "ق" وهو الّذي قلناه، وللّه الحمد والمنّة). [تفسير القرآن العظيم: 7/392-393] (م) جمع
قالَ مُحَمَّدُ بنُ عبدِ اللهِ بنِ بَهَادرَ الزَّرْكَشِيُّ (ت: 794هـ): (والمفصل: ما يلي المثاني من قصار السور،
- سمي مفصلا: لكثرة الفصول التي بين السور ببسم الله الرحمن الرحيم، وقيل: لقلة المنسوخ فيه وآخره: {قُلْ أَعُوذُ بِرَبِّ النَّاسِ}، وفي أوله اثنا عشر قولا:
أحدها: الجاثية.
ثانيها: القتال. وعزاه الماوردي للأكثرين.
ثالثها: الحجرات.
رابعها: ق.
- قيل: وهي أوله في مصحف عثمان رضي الله عنه.
وفيه حديث ذكره الخطابي في "غريبه" يرويه عيسى بن يونس، قال: حدثنا عبد الرحمن يعلى الطائفي، قال: حدثني عمر بن عبد الله بن أوس بن حذيفة عن جده أنه وفد على رسول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ في وفد ثقيف، فسمع من أصحاب النبي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أنه كان يحزب القرآن، قال: (وحزب المفصل من ق؟).
- وقيل: إن أحمد رواه في "المسند".
وقال الماوردي في "تفسيره": حكاه عيسى بن عمر عن كثير من الصحابة للحديث المذكور.
الخامس: الصافات.
السادس: الصف.
السابع: تبارك. حكى هذه الثلاثة ابن أبي الصيف اليمني في "نكت التنبيه".
الثامن: {إِنَّا فَتَحْنَا لَكَ} حكاه الدذماري في شرح التنبيه المسمى "رفع التمويه".
التاسع: {الرَّحْمَنُ} حكاه ابن السيد في "أماليه على الموطأ" وقال: إنه كذلك في مصحف ابن مسعود، قلت: رواه أحمد في "مسنده" كذلك.
العاشر: {هَلْ أَتَى عَلَى الأِنْسَانِ حِينٌ مِنَ الدَّهْرِ}.
الحادي عشر: {سَبِّحِ} حكاه ابن الفركاح في "تعليقه عن المرزوقي".
الثاني عشر: {وَالضُّحَى} وعزاه الماوردي، لابن عباس حكاه الخطابي في "غريبه" ووجهه: بأن القارئ يفصل بين هذه السور بالتكبير، قال: وهو مذهب ابن عباس وقراء مكة.والصحيح عند أهل الأثر: أن أوله ق.).[البرهان في علوم القرآن:1/244-248](م)
قالَ جلالُ الدينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بنُ أبي بكرِ السيوطيُّ (ت: 911هـ): (والمفصل: ما ولي المثاني من قصار السور، سمي بذلك: لكثرة الفصول التي بين السور بالبسملة،
وقيل: لقلة المنسوخ منه، ولهذا يسمى بالمحكم أيضا .
كما روى البخاري عن سعيد بن جبير قال: (إن الذي تدعونه المفصل هو المحكم) وآخره سورة الناس بلا نزاع.
واختلف في أوله على اثني عشر قولا:
- أحدها: ق، لحديث أوس السابق قريبا.
- الثاني: الحجرات، وصححه النووي.
- الثالث: القتال، عزاه الماوردي للأكثرين.
- الرابع: الجاثية، حكاه القاضي عياض.
- والخامس: الصافات.
- السادس: الصف.
- السابع: تبارك، حكى الثلاثة ابن أبي الصيف اليمني في نكته على التنبيه
- الثامن: الفتح، حكاه الكمال الذماري في شرح التنبيه.
- التاسع: الرحمن، حكاه ابن السيد في أمياله على الموطأ.
- العاشر: الإنسان.
- الحادي عشر: سبح، حكاه ابن الفركاح في تعليقه عن المرزوقي.
- الثاني عشر الضحى، حكاه الخطابي، ووجهه بأن القارئ يفصل بين هذه السور بالتكبير، وعبارة الراغب في مفرداته المفصل من القرآن السبع الأخير.
فائدة:
للمفصل طوال وأوساط وقصار؛ قال ابن معن: فطواله: إلى عم، وأوساطه: منها إلى الضحى، ومنها إلى آخر القرآن قصاره. هذا أقرب ما قيل فيه.
تنبيه:
أخرج ابن أبي داود في كتاب المصاحف عن نافع عن ابن عمر أنه ذكر عنده المفصل فقال: (وآي القرآن ليست بمفصل، ولكن قولوا قصار السور وصغار السور). وقد استدل بهذا على جواز أن يقال سورة قصيرة أو صغيرة وقد كره ذلك جماعة؛ منهم أبو العالية، ورخص فيه آخرون،
ذكره ابن أبي داود، وأخرج عن ابن سيرين وأبي العالية قالا: لا تقل سورة خفيفة فإنه تعالى يقول: {سنلقي عليك قولا ثقيلا}. ولكن سورة يسيرة).[الإتقان في علوم القرآن:2/412-418](م)
حديث معقل بن يسار رضي الله عنه:
قالَ جَلالُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ): (وأخرج الحاكم وصححه، وَابن مردويه في تفسيره وأبو ذر الهروي في فضائله، والبيهقي في الشعب، عن معقل بن يسار قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ((أعطيت سورة البقرة من الذكر الأول، وأعطيت فاتحة الكتاب وخواتيم سورة البقرة من تحت العرش، والمفصل نافلة))). [الدر المنثور:1/20] (م)
قالَ جَلالُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ): (وأخرج البيهقي في السنن عن عمرو بن شعيب عن أبيه عن جده قال: ما من المفصل سورة صغيرة ولا كبيرة إلا وسمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يؤم بها الناس في الصلاة المكتوبة). [الدر المنثور: 13/610]
قالَ جَلالُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ): (وأخرج ابن أبي داود، وَابن عساكر عن عثمان بن عفان أنه لما ضربت يده قال: والله إنها لأول يد خطت المفصل). [الدر المنثور:13/609](م)
* خبر خريم بن فاتك رضي الله عنه:
قالَ جَلالُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ): (وأخرج محمد بن عثمان، وَابن أبي شيبة في تاريخه والطبراني، وَابن عساكر عن خريم بن فاتك قال: (خرجت في طلب إبل لي، وكنا إذا نزلنا بواد نقول: نعوذ بعزيز هذا الوادي، فتوسدت ناقة، وقلت: أعوذ بعزيز هذا الوادي، فإذا هاتف يهتف بي، ويقول:
ويحك عذ بالله ذي الجلال = منزل الحرام والحلال
ووحد الله ولا تبالي = ما كيد ذا الجن من الأهوال
إذ يذكر الله على الأميال = وفي سهول الأرض والجبال
وصار كيد الجن في سفال = إلا التقى وصالح الأعمال
فقلت له:
أيها القائل ما تقول = أرشد عندك أم تضليل
فقال:
هذا رسول الله ذا الخيرات = جاء بياسين وحاميمات
وسور بعد مفصلات = يأمر بالصلاة والزكاة
ويزجر الأقوام عن هنات = فذاك في الأنام منكرات
فقلت له: من أنت؟
قال: ملك من ملوك الجن، بعثني رسول الله -صلى الله عليه وسلم- على جن نجد،
قلت: أما كان لي من يؤدي إبلي هذه إلى أهلي، لآتيه حتى أسلم، قال: فأنا أؤديها فركبت بعيرا منها، ثم تقدمت فإذا النَّبِيّ -صلى الله عليه وسلم- على المنبر فلما رآني، قال: ((ما فعل الرجل الذي ضمن لك أن يؤدي إبلك، أما إنه قد أداها سالمة)) ). [الدر المنثور:317-12/316](م)
حديث ابن مسعود رضي الله عنه:
قالَ جَلالُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ): (وأخرج الدارقطني والبيهقي في السنن، عن ابن مسعود أن امرأة أتت رسول الله صلى الله عليه وسلم فقالت: يا رسول الله رأيي في رأيك، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم للذي خطبها: ((هل تقرأ من القرآن شيئا؟))، فقال: نعم، سورة البقره وسورة من المفصل، فقال: ((قد أنكحتكها على أن تقرئها وتعلمها))). [الدر المنثور:1/114]
حديث آخر لابن مسعود
قالَ جَلالُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ): (وأخرج الدارمي والطبراني، ومحمد بن نصر، والبيهقي في الشعب، عن ابن مسعود قال: إن لكل شيء لبابا وإن لباب القرآن المفصل). [الدر المنثور:310-13/609]
حديث أنس رضي الله عنه:
قالَ جَلالُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ): (وأخرج سعيد بن منصور، وَابن مردويه عن أنس رضي الله عنه قال: قال أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم: لقد عجل إليك الشيب، قال: ((شيبتني هود وأخواتها من المفصل)).) [الدر المنثور:8/6]
قالَ مُحَمَّدُ بْنُ عَلِيٍّ الشَّوْكَانِيُّ (ت: 1250هـ): (وأخرج سعيد بن منصورٍ، وابن مردويه عن أنسٍ قال: قال أصحاب رسول اللّه صلّى اللّه عليه وسلّم: لقد عجل إليك الشّيب، فقال: ((شيّبتني هودٌ وأخواتها من المفصّل)).) [فتح القدير:2/669]
*حديث عمران بن حصين رضي الله عنه:
قالَ جَلالُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ): (وأخرج ابن مردويه، وَابن عساكر عن عمران بن حصين رضي الله عنه، أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال له أصحابه: قد أسرع إليك الشيب، قال: ((شيبتني هود وأخواتها من المفصل)).) [الدر المنثور:8/9]
قالَ مُحَمَّدُ بْنُ عَلِيٍّ الشَّوْكَانِيُّ (ت: 1250هـ): (وأخرج ابن مردويه وابن عساكر عن عمران بن حصينٍ: أنّ رسول اللّه صلّى اللّه عليه وسلّم قال له أصحابه: قد أسرع إليك الشّيب، قال: ((شيّبتني هودٌ وأخواتها من المفصّل)).) [فتح القدير:2/670]
حديث ابن عباس رضي الله عنهما:
قالَ جَلالُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ): (وأخرج ابن مردويه عن ابن عباس: أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: ((أعطيت السورة التي ذكرت فيها الأنعام من الذكر الأول، وأعطيت طه والطواسيم من ألواح موسى، وأعطيت فواتح القرآن وخواتيم البقرة من تحت العرش، وأعطيت المفصل نافلة)).) [الدر المنثور:10/ 152-153] (م)
قالَ مُحَمَّدُ بْنُ عَلِيٍّ الشَّوْكَانِيُّ (ت: 1250هـ):(وأخرج ابن مردويه عن ابن عبّاسٍ أنّ رسول اللّه صلّى اللّه عليه وسلّم قال: ((أعطيت السّورة الّتي ذكرت فيها الأنعام من الذّكر الأوّل، وأعطيت سورة طه والطّواسين من ألواح موسى، وأعطيت فواتح القرآن وخواتيم البقرة من تحت العرش، وأعطيت المفصّل نافلةً)).) [فتح القدير:3/448] (م)
حديث آخر لأنس رضي الله عنه:
قالَ جَلالُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ): (وأخرج ابن مردويه عن أنس بن مالك رضي الله عنه: سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: إن الله أعطاني السبع مكان التوراة وأعطاني الراءات إلى الطواسين، مكان الإنجيل وأعطاني ما بين الطواسين إلى الحواميم مكان الزبور وفضلني بالحواميم والمفصل، ما قرأهن نبي قبلي). [الدر المنثور: 13/5-6] (م) قالَ مُحَمَّدُ بْنُ عَلِيٍّ الشَّوْكَانِيُّ (ت: 1250هـ): (وأخرج محمّد بن نصرٍ وابن مردويه عن أنس بن مالكٍ سمعت رسول اللّه صلّى اللّه عليه وسلّم يقول: ((إنّ الله أعطاني السّبع مكان التّوراة، وأعطاني الرّاءات إلى الطّواسين مكان الإنجيل، وأعطاني ما بين الطّواسين إلى الحواميم مكان الزّبور، وفضّلني بالحواميم والمفصّل، ما قرأهنّ نبيٌّ قبلي)).) [فتح القدير:4/630](م)
حديث البراء رضي الله عنه:
قالَ مُحَمَّدُ بْنُ عَلِيٍّ الشَّوْكَانِيُّ (ت: 1250هـ): (وأخرج القرطبي في تفسيره عن البراء أنّ النّبيّ صلّى اللّه عليه وسلّم قال: ((إنّ اللّه أعطاني السّبع الطّوال مكان التّوراة، وأعطاني المئين مكان الإنجيل، وأعطاني الطّواسين مكان الزّبور، وفضّلني بالحواميم والمفصّل، ما قرأهنّ نبيٌّ قبلي)) ). [فتح القدير:4/124](م)