قال عبد الله بن يوسف بن أحمد ابن هشام الأنصاري (ت: 761هـ): (قَطّ قَط: على ثلاثة أوجه
أحدها أن تكون ظرف زمان لاستغراق ما مضى وهذه بفتح القاف وتشديد الطّاء مضمومة في أفصح اللّغات وتختص بالنّفي يقال ما فعلته قطّ والعامة يقولون لا أفعله قطّ وهو لحن
واشتقاقه من قططته أي قطعته فمعنى ما فعلته قطّ ما فعلته فيما انقطع من عمري لأن الماضي منقطع عن الحال والاستقبال
وبنيت لتضمنها معنى مذ وإلى إذ المعنى مذ أن خلقت أو مذ خلقت إلى الآن وعلى حركة لئلّا يلتقي ساكنان وكانت الضمة تشبيها بالغايات وقد تكسر على أصل التقاء الساكنين وقد تتبع قافه طاءه في الضّم وقد تخفف طاؤه مع ضمها أو إسكانها
والثّاني أن تكون بمعنى حسب وهذه مفتوحة القاف ساكنة الطّاء يقال قطي وقطك وقط زيد درهم كما يقال حسبي وحسبك
وحسب زيد درهم إلّا أنّها مبنيّة لأنّها موضوعة على حرفين وحسب معربة
والثّالث أن تكون اسم فعل بمعنى يكفي فيقال قطني بنون الوقاية كما يقال يكفيني
وتجوز نون الوقاية على الوجه الثّاني حفظا للبناء على السّكون كما يجوز في لدن ومن وعن لذلك). [مغني اللبيب: 2 / 549 - 551]