تفسير قوله تعالى: {خَلَقَ الْإِنْسَانَ مِنْ صَلْصَالٍ كَالْفَخَّارِ (14)}
قالَ يَحْيَى بْنُ زِيَادٍ الفَرَّاءُ: (ت: 207هـ): (وقوله: {خلق الإنسان من صلصالٍ كالفخّار...}.
وهو طين خلط برمل، فصلصل كما يصلصل الفخار، ويقال: من صلصال منتن يريدون به: صلّ، فيقال: صلصال كما يقال: صرّ الباب عند الإغلاق، وصرصر، والعرب تردد اللام في التضعيف فيقال: كركرت الرجل يريدون: كررته وكبكبته، يريدون: كببته.
وسمعت بعض العرب يقول: أتيت فلانا فبشبش بي من البشاشة، وإنما فعلوا ذلك كراهية اجتماع ثلاثة أحرف من جنس واحد). [معاني القرآن: 3/114]
قالَ أَبُو عُبَيْدَةَ مَعْمَرُ بْنُ الْمُثَنَّى التَّيْمِيُّ (ت:210هـ): ({من صلصال} , أي طين يابس, لم يطبخ , له صوت إذا نقر، فهو من يبسه: {كالفخّار} :الفخار ما طبخ بالنار). [مجاز القرآن: 2/243]
قَالَ عَبْدُ اللهِ بْنُ مُسْلِمِ بْنِ قُتَيْبَةَ الدِّينَوَرِيُّ (ت: 276هـ): ({صلصالٍ}: طين يابس يصلصل، أي يصوت من يبسه كما يصوت الفخار، وهو: ما طبخ.
ويقال: «الصلصال»: المنتن، مأخوذ من «صلّ الشيء»: إذا أنتن مكانه فكأنه أراد: «صلّالا»، ثم قلب إحدى الأمين.
وقد قرئ : {أئذا صللنا في الأرض} ، أي أنتنا). [تفسير غريب القرآن: 437]
قَالَ إِبْرَاهِيمُ بْنُ السَّرِيِّ الزَّجَّاجُ (ت: 311هـ): (قوله عزّ وجلّ: {خلق الإنسان من صلصال كالفخّار}
وقال في موضع آخر : {إنا خلقناهم من طين لازب}
وقال: {من حمإ مسنون}
وقال: {إنّ مثل عيسى عند اللّه كمثل آدم خلقه من تراب}
وهذه الألفاظ التي قال الله عزّ وجلّ إنه خلق الإنسان منها مختلفة اللفظ , وهي في المعنى راجعة إلى أصل واحد.
فأصل الطين التراب.
فأعلم اللّه - عزّ وجلّ - أنه خلق آدم من تراب جعل طينا , ثم انتقل فصار كالحمأ , ثم انتقل فصار صلصالا كالفخار، والصلصال اليابس، فهذا كله أصله التراب , وليس فيه شيء ينقض بعضه بعضاء , وإنما شرحنا هذا لأن قوما من الملحدين يسألون عن مثل هذا ليلبسوا على الضعفة، فأعلم اللّه - عزّ وجلّ - من أي شيء خلق أبا الإنس جميعا آدم عليه السلام). [معاني القرآن: 5/98-99]
قَالَ مَكِّيُّ بْنُ أَبِي طَالِبٍ القَيْسِيُّ (ت: 437هـ): ({الصَّلْصَال}, طين يابس، وقيل: منتن, والصاد الثاني على هذا التفسير بدل من لام، كأنه قال: صَلّال، مأخوذ من: صَلّ اللحم إذا أنتن). [تفسير المشكل من غريب القرآن: 254]
تفسير قوله تعالى: {وَخَلَقَ الْجَانَّ مِنْ مَارِجٍ مِنْ نَارٍ (15)}
قالَ يَحْيَى بْنُ زِيَادٍ الفَرَّاءُ: (ت: 207هـ): (وقوله: {من مّارجٍ مّن نّارٍ...}.
والمارج: نار دون الحجاب ـ فيما ذكر الكلبي ـ منها هذه الصواعق، ويرى جلد السماء منها). [معاني القرآن: 3/115]
قالَ أَبُو عُبَيْدَةَ مَعْمَرُ بْنُ الْمُثَنَّى التَّيْمِيُّ (ت:210هـ): {من مّارجٍ من نّار}: من خلطٍ من النار). [مجاز القرآن: 2/243]
قَالَ عَبْدُ اللهِ بْنُ مُسْلِمِ بْنِ قُتَيْبَةَ الدِّينَوَرِيُّ (ت: 276هـ): ( و(المارج) هاهنا: لهب النار، من قولك: مرج الشيء، إذا اضطرب ولم يستقر.
قال أبو عبيدة: {من مارجٍ}: من خلط من النار). [تفسير غريب القرآن: 437-438]
قَالَ إِبْرَاهِيمُ بْنُ السَّرِيِّ الزَّجَّاجُ (ت: 311هـ) : (وأعلم من أي شي: خلق أصل الجنّ فقال:{وخلق الجانّ من مارج من نار}, و المارج : اللهب المختلط بسواد النّار. ). [معاني القرآن: 5/99]
قَالَ مَكِّيُّ بْنُ أَبِي طَالِبٍ القَيْسِيُّ (ت: 437هـ): ({مِن مَّارِج} , أي من لهب النار.
قال أبو عبيدة: {مِن مَّارِجٍ مِّن نَّار} , من خلط من النار، يقال: مرجَ الشيءُ: إذا لم يستقر). [تفسير المشكل من غريب القرآن: 254]
تفسير قوله تعالى: {رَبُّ الْمَشْرِقَيْنِ وَرَبُّ الْمَغْرِبَيْنِ (17)}
قالَ يَحْيَى بْنُ زِيَادٍ الفَرَّاءُ: (ت: 207هـ): (وقوله: {ربّ المشرقين وربّ المغربين...}.
اجتمع القراء على رفعه، ولو خفض يعني في الإعراب على قوله: فبأي آلاء ربكما، ربّ المشرقين , كان صوابا.
والمشرقان: مشرق الشتاء، ومشرق الصيف، وكذلك المغربان). [معاني القرآن: 3/115]
قالَ أَبُو عُبَيْدَةَ مَعْمَرُ بْنُ الْمُثَنَّى التَّيْمِيُّ (ت:210هـ): ({ ربّ المشرقين وربّ المغربين }: أي مشرق الشتاء ومشرق الصيف، فإذا قال { المشارق والمغارب }, فمشرق كل يوم ومغرب كل يوم). [مجاز القرآن: 2/243]
قَالَ إِبْرَاهِيمُ بْنُ السَّرِيِّ الزَّجَّاجُ (ت: 311هـ): (وقوله عزّ وجلّ: {ربّ المشرقين وربّ المغربين}: يعنى به : مشرقي الشمس , وكذلك القمر، ومغربي الشمس والقمر، فأحد المشرقين مشرق الشتاء والآخر مشرق الصيف، وكذلك المغربان). [معاني القرآن: 5/99]
تفسير قوله تعالى: {مَرَجَ الْبَحْرَيْنِ يَلْتَقِيَانِ (19) }
قالَ يَحْيَى بْنُ زِيَادٍ الفَرَّاءُ (ت: 207هـ): (وقوله: {مرج البحرين...}, يقول: أرسلهما ثم يلتقيان بعد). [معاني القرآن: 3/115]
قالَ أَبُو عُبَيْدَةَ مَعْمَرُ بْنُ الْمُثَنَّى التَّيْمِيُّ (ت:210هـ): ({مرج البحرين يلتقيان} مجازها مجاز قولك: مرجت دابتك، خليت عنها وتركتها). [مجاز القرآن: 2/243]
قَالَ عَبْدُ اللهِ بْنُ مُسْلِمِ بْنِ قُتَيْبَةَ الدِّينَوَرِيُّ (ت: 276هـ) : ({مرج البحرين}: خلّاهما. تقول: مرجت دابتي، إذا خلّيتها ومرج السلطان الناس: إذا أهملهم, وأمرجت الدابة: رعيتها). [تفسير غريب القرآن: 438]
قَالَ مَكِّيُّ بْنُ أَبِي طَالِبٍ القَيْسِيُّ (ت: 437هـ): ( {مَرَجَ الْبَحْرَيْنِ} :أي خلّاهما، يعني بحر السماء وبحر الأرض، فهما يلتقيان في كل عام, وقيل : هما بحر فارس والروم, وقيل: إنهما لم يلتقيا لقوله تعالى: {بَيْنَهُمَا بَرْزَخ} أي : حاجز). [تفسير المشكل من غريب القرآن: 254]
تفسير قوله تعالى: {بَيْنَهُمَا بَرْزَخٌ لَا يَبْغِيَانِ (20)}
قالَ يَحْيَى بْنُ زِيَادٍ الفَرَّاءُ: (ت: 207هـ): (وقوله: {بينهما برزخٌ...}: حاجز لا يبغيان: لا يبغي العذب على الملح فيكونا عذبا، ولا يبغي الملح على العذب فيكونا ملحا). [معاني القرآن: 3/115]
قالَ أَبُو عُبَيْدَةَ مَعْمَرُ بْنُ الْمُثَنَّى التَّيْمِيُّ (ت:210هـ): ({بينهما برزخٌ لا يبغيان}: ما بين كل شيئين برزخ, وما بين الدنيا والآخرة برزخ). [مجاز القرآن: 2/243]
قَالَ عَبْدُ اللهِ بْنُ مُسْلِمِ بْنِ قُتَيْبَةَ الدِّينَوَرِيُّ (ت: 276هـ): ({بينهما برزخ} , أي حاجز : لئلا يحمل أحدهما على الآخر، فيختلطان). [تفسير غريب القرآن: 438]
تفسير قوله تعالى: {فَبِأَيِّ آَلَاءِ رَبِّكُمَا تُكَذِّبَانِ (21)}
تفسير قوله تعالى: {يَخْرُجُ مِنْهُمَا اللُّؤْلُؤُ وَالْمَرْجَان (22)}
قالَ يَحْيَى بْنُ زِيَادٍ الفَرَّاءُ: (ت: 207هـ): (وقوله: {يخرج منهما الّلؤلؤ والمرجان...}: وإنما يخرج من الملح دون العذب. واللؤلؤ: العظام، والمرجان: ما صغر من اللؤلؤ). [معاني القرآن: 3/115]
قالَ أَبُو عُبَيْدَةَ مَعْمَرُ بْنُ الْمُثَنَّى التَّيْمِيُّ (ت:210هـ): ({يخرج منهما اللّؤلؤ والمرجان}: المرجان صغار اللؤلؤ, واحدتها مرجانة, وإنما يخرج اللؤلؤ من أحدهما فخرج مخرج: أكلت خبزاً ولبناً). [مجاز القرآن: 2/244]
قَالَ عَبْدُ اللهِ بنُ يَحْيَى بْنِ المُبَارَكِ اليَزِيدِيُّ (ت: 237هـ): ({المرجان}: واحدها مرجانة وهو صغار اللؤلؤ). [غريب القرآن وتفسيره: 361]
قَالَ عَبْدُ اللهِ بْنُ مُسْلِمِ بْنِ قُتَيْبَةَ الدِّينَوَرِيُّ (ت: 276هـ): ( و{اللّؤلؤ}: كبار الحب. والمرجان: صغاره). [تفسير غريب القرآن: 438]
قَالَ عَبْدُ اللهِ بْنُ مُسْلِمِ بْنِ قُتَيْبَةَ الدِّينَوَرِيُّ (ت: 276هـ): (ومنه أن يجتمع شيئان ولأحدهما فعل فيجعل الفعل لهما:
[تأويل مشكل القرآن: 286]
كقوله سبحانه: {فَلَمَّا بَلَغَا مَجْمَعَ بَيْنِهِمَا نَسِيَا حُوتَهُمَا}.
روي في التفسير: أن النّاسي كان يوشع بن نون ويدلّك قوله لموسى، صلّى الله عليه وسلم: {فَإِنِّي نَسِيتُ الْحُوتَ}.
وقوله: {يَا مَعْشَرَ الْجِنِّ وَالْإِنْسِ أَلَمْ يَأْتِكُمْ رُسُلٌ مِنْكُمْ يَقُصُّونَ} والرسل من الإنس دون الجن.
وقوله: {مَرَجَ الْبَحْرَيْنِ يَلْتَقِيَانِ * بَيْنَهُمَا بَرْزَخٌ لَا يَبْغِيَانِ} ثم قال: {يَخْرُجُ مِنْهُمَا اللُّؤْلُؤُ وَالْمَرْجَانُ} واللؤلؤ والمرجان إنما يخرجان من الماء الملح لا من العذب.
وكذلك قوله: {وَمِنْ كُلٍّ تَأْكُلُونَ لَحْمًا طَرِيًّا وَتَسْتَخْرِجُونَ حِلْيَةً تَلْبَسُونَهَا} .
وقد غلط في هذا المعنى أبو ذؤيب الهذليّ ولا أدري أمن جهة هذه الآيات غلط؟ أم من غيرها؟ قال يذكر الدّرّة:
فجاء بها ما شئت من لطميّة = يدوم الفرات فوقها ويموج
والفرات لا يدوم فوقها وإنما يدوم الأجاج). [تأويل مشكل القرآن: 288] (م)
قَالَ إِبْرَاهِيمُ بْنُ السَّرِيِّ الزَّجَّاجُ (ت: 311هـ): (وقوله عزّ وجلّ: {يخرج منهما اللّؤلؤ والمرجان}
(المرجان) صغار اللؤلؤ، واللؤلؤ اسم جامع للحبّ الذي يخرج من البحر.
وقال : (يخرج منهما) : وإنما يخرج من البحر الملح لأنه قد ذكرهما وجمعهما، فإذا خرج من أحدهما فقد خرج منهما، ومثل ذلك قوله عزّ وجلّ: {ألم تروا كيف خلق اللّه سبع سماوات طباقا * وجعل القمر فيهنّ نورا وجعل الشّمس سراجا}.
والشمس في السماء الدنيا إلّا أنه لما أجمل ذكر السبع كان ما في إحداهن فيهن، ويقرأ: (يخرج منهما) بضم الياء). [معاني القرآن: 5/100]
قَالَ مَكِّيُّ بْنُ أَبِي طَالِبٍ القَيْسِيُّ (ت: 437هـ): ( (الْمَرْجَانُ) : صغار اللؤلؤ). [تفسير المشكل من غريب القرآن: 254]
قَالَ مَكِّيُّ بْنُ أَبِي طَالِبٍ القَيْسِيُّ (ت: 437هـ): ( (الْمَرْجَانُ): صغار اللؤلؤ). [العمدة في غريب القرآن: 292]