هل تأتي [إلا] بمعنى الواو؟
قال بذلك الكوفيون. [الإنصاف:172–173]، [لسان العرب:15/432].
وقال الفراء: إنما تكون [إلا] بمنزلة الواو إذا عطفتها على استثناء قبلها، فهنالك تصير بمنزلة الواو، كقولك: لي على فلان ألف إلا عشرة إلا مائة، تريد بإلا الثانية أن ترجع على الألف، كأنك أغفلت المائة فاستدركتها فقلت: اللهم إلا مائة، فالمعنى: له على ألف ومائة». [معاني القرآن:1/89-90]
[دراسات عضيمة: ق1، ج1،ص375]
الآيات
1- {فَوَلُّوا وُجُوهَكُمْ شَطْرَهُ لِئَلَّا يَكُونَ لِلنَّاسِ عَلَيْكُمْ حُجَّةٌ إِلَّا الَّذِينَ ظَلَمُوا مِنْهُمْ فَلَا تَخْشَوْهُمْ} [2: 150].
في [الإنصاف:ص173]: «الكوفيون: قلنا إن [إلا] بمعنى الواو لمجيئه كثيرا في كتاب الله وكلام العرب. قال الله تعالى: {لِئَلَّا يَكُونَ لِلنَّاسِ عَلَيْكُمْ حُجَّةٌ إِلَّا الَّذِينَ ظَلَمُوا مِنْهُمْ} يعني: والذين ظلموا لا يكون لهم أيضا حجة، ويؤيد ذلك ما روى أبو بكر بن مجاهد عن بعض القراء أنه قرأ {إِلَى الَّذِينَ ظَلَمُوا} مخففا، يعني مع الذين ظلموا.
البصريون: لا حجة لهم في الآية. لأن [إلا] ها هنا استثناء منقطع، والمعنى: لكن الذين ظلموا يحتجون عليكم بغير حجة».
وضعف الفراء أن تكون [إلا] في هذه الآية بمعنى الواو. [معاني القرآن:1/89-90]، وفي [النهر:1/441]: «وقال أبو عبيدة: [إلا] بمعنى الواو، وكان أبو عبيدة يضعف في النحو ». وانظر [البرهان:4/238]، [الهمع:1/230]، [الدماميني:1/158].
2- {لَا يُحِبُّ اللَّهُ الْجَهْرَ بِالسُّوءِ مِنَ الْقَوْلِ إِلَّا مَنْ ظُلِمَ} [4: 148].
انظر [الإنصاف:ص172-173]، [البحر المحيط:3/382-384].
3- {إِنِّي لَا يَخَافُ لَدَيَّ الْمُرْسَلُونَ * إِلَّا مَنْ ظَلَمَ ثُمَّ بَدَّلَ حُسْنًا بَعْدَ سُوءٍ} [27: 10-11].
في [البحر:7/57]: «وقالت فرقة: [إلا] بمعنى الواو، والتقدير: ولا من ظلم.
وهذا ليس بشيء؛ لأن معنى [إلا] مباين لمعنى الواو مباينة كثيرة؛ إذ الواو للإدخال و[إلا] للإخراج: فلا يمكن وقوع أحدهما موقع الآخر».
وانظر [بدائع الفوائد:3/70–71] فقد أشبع القول في الرد على الكوفيين.
4- {خَالِدِينَ فِيهَا مَا دَامَتِ السَّمَاوَاتُ وَالْأَرْضُ إِلَّا مَا شَاءَ رَبُّكَ} [11: 107].
في [البحر:5/264]: «وقيل: [إلا] بمعنى الواو. وقيل: بمعنى سوى».
[دراسات عضيمة: ق1، ج1،ص376]