العودة   جمهرة العلوم > جمهرة علوم القرآن الكريم > توجيه القراءات

إضافة رد
 
أدوات الموضوع إبحث في الموضوع انواع عرض الموضوع
  #1  
قديم 7 صفر 1440هـ/17-10-2018م, 11:40 AM
جمهرة علوم القرآن جمهرة علوم القرآن غير متواجد حالياً
فريق الإشراف
 
تاريخ التسجيل: Oct 2017
المشاركات: 7,975
افتراضي

سورة المائدة
[ من الآية (109) إلى الآية (110) ]

{يَوْمَ يَجْمَعُ اللّهُ الرُّسُلَ فَيَقُولُ مَاذَا أُجِبْتُمْ قَالُواْ لاَ عِلْمَ لَنَا إِنَّكَ أَنتَ عَلاَّمُ الْغُيُوبِ (109) إِذْ قَالَ اللّهُ يَا عِيسى ابْنَ مَرْيَمَ اذْكُرْ نِعْمَتِي عَلَيْكَ وَعَلَى وَالِدَتِكَ إِذْ أَيَّدتُّكَ بِرُوحِ الْقُدُسِ تُكَلِّمُ النَّاسَ فِي الْمَهْدِ وَكَهْلاً وَإِذْ عَلَّمْتُكَ الْكِتَابَ وَالْحِكْمَةَ وَالتَّوْرَاةَ وَالإِنجِيلَ وَإِذْ تَخْلُقُ مِنَ الطِّينِ كَهَيْئَةِ الطَّيْرِ بِإِذْنِي فَتَنفُخُ فِيهَا فَتَكُونُ طَيْرًا بِإِذْنِي وَتُبْرِىءُ الأَكْمَهَ وَالأَبْرَصَ بِإِذْنِي وَإِذْ تُخْرِجُ الْمَوتَى بِإِذْنِي وَإِذْ كَفَفْتُ بَنِي إِسْرَائِيلَ عَنكَ إِذْ جِئْتَهُمْ بِالْبَيِّنَاتِ فَقَالَ الَّذِينَ كَفَرُواْ مِنْهُمْ إِنْ هَذَا إِلاَّ سِحْرٌ مُّبِينٌ (110)}

قوله تعالى: {يَوْمَ يَجْمَعُ اللّهُ الرُّسُلَ فَيَقُولُ مَاذَا أُجِبْتُمْ قَالُواْ لاَ عِلْمَ لَنَا إِنَّكَ أَنتَ عَلاَّمُ الْغُيُوبِ (109)}

قوله تعالى: {إِذْ قَالَ اللّهُ يَا عِيسى ابْنَ مَرْيَمَ اذْكُرْ نِعْمَتِي عَلَيْكَ وَعَلَى وَالِدَتِكَ إِذْ أَيَّدتُّكَ بِرُوحِ الْقُدُسِ تُكَلِّمُ النَّاسَ فِي الْمَهْدِ وَكَهْلاً وَإِذْ عَلَّمْتُكَ الْكِتَابَ وَالْحِكْمَةَ وَالتَّوْرَاةَ وَالإِنجِيلَ وَإِذْ تَخْلُقُ مِنَ الطِّينِ كَهَيْئَةِ الطَّيْرِ بِإِذْنِي فَتَنفُخُ فِيهَا فَتَكُونُ طَيْرًا بِإِذْنِي وَتُبْرِىءُ الأَكْمَهَ وَالأَبْرَصَ بِإِذْنِي وَإِذْ تُخْرِجُ الْمَوتَى بِإِذْنِي وَإِذْ كَفَفْتُ بَنِي إِسْرَائِيلَ عَنكَ إِذْ جِئْتَهُمْ بِالْبَيِّنَاتِ فَقَالَ الَّذِينَ كَفَرُواْ مِنْهُمْ إِنْ هَذَا إِلاَّ سِحْرٌ مُّبِينٌ (110)}
قال أبو منصور محمد بن أحمد الأزهري (ت: 370هـ): (وقوله جلّ وعزّ: (إلّا سحرٌ مبينٌ (110)
هنا وفي يونس وهود والصف.
قرأ ابن كثير وعاصم في يونس: (لساحرٌ مبينٌ) بألف، والباقي بغير ألف، وقرأهن نافع وأبو عمرو وابن عامر والحضرمي أربعهن (سحرٌ) على (فعل)، وقرأهن حمزة والكسائي (ساحر).
قال أبو منصور: من قرأ (سحرٌ) فهو مصدر سحر يسحر سحرًا، ومثله خدع يخدع خدعًا، و(مبين) نعت له.
ومن قرأ (لساحرٌ) فهو نعت على (فاعل)، و(مبين)، أي: ظاهر السحر). [معاني القراءات وعللها: 1/342]
قال أبو عبد الله الحسين بن أحمد ابن خالويه الهمَذاني (ت: 370هـ): (17- وقوله تعالى: {فتكون طيرا} [110].
قرأ نافع وحده {فتكون طائرًا} بالألف على التوحيد. وقرأ الباقون {طيرًا} على الجمع، فطائر ويطير مثل صاحب وصحب وقد مرّت علة ذلك في سورة (آل عمران) ). [إعراب القراءات السبع وعللها: 1/150]
قال أبو عبد الله الحسين بن أحمد ابن خالويه الهمَذاني (ت: 370هـ): (18- وقوله تعالى: {إن هذا إلا سحر مبين} [110].
اختلفوا في أربعة مواضع هاهنا، وفي أول (يونس) و(هود) و(الصف) قرأهن حمزة والكسائي {ساحر} بألف، يعنون النبي الذي كان في زمانهم.
وقرأ ابن كثير وعاصم في أول يونس {ساحر} بألف والباقي {سحر}.
وقرأ الباقون كل ذلك {سحر} بغير ألف). [إعراب القراءات السبع وعللها: 1/150]
قال أبو علي الحسن بن أحمد بن عبد الغفار الفارسيّ (ت: 377هـ): (واختلفوا في قوله تعالى: إن هذا إلا سحر مبين [المائدة/ 110] في اسم الفاعل والمصدر.
فقرأ ابن كثير وعاصم هاهنا وفي هود [7] والصف إلا سحر مبين [الآية/ 6] بغير ألف.
وقرأ في يونس: لساحر مبين [2] بألف.
وقرأ نافع وأبو عمرو وابن عامر في كلّ ذلك: سحر مبين بغير ألف.
وقرأ حمزة والكسائيّ في المواضع الأربعة: ساحر بألف.
[الحجة للقراء السبعة: 3/270]
قال [أبو علي: قال تعالى]: وإذ كففت بني إسرائيل عنك إذ جئتهم بالبينات فقال الذين كفروا منهم إن هذا إلا سحر مبين فمن قرأ: إلا سحر مبين جعله إشارة إلى ما جاء به، كأنه قال: ما هذا الذي جئت به إلّا سحر، ومن قال: إلا ساحر، أشار إلى الشخص لا إلى الحدث الذي أتى به، وكلاهما حسن لاستواء كلّ واحد منهما في أنّ ذكره قد تقدم، وكذلك ما في سورة الصف في قصة عيسى أيضا وهو قوله: فلما جاءهم بالبينات قالوا هذا سحر مبين [6] وكذلك ما في هود في قوله: ولئن قلت إنكم مبعوثون من بعد الموت ليقولن الذين كفروا إن هذا إلا سحر مبين [7] فمن قال: سحر جعل الإشارة إلى الحدث ومن قال: ساحر فإلى الشخص.
فأما اختيار من اختار ساحر* في هذه المواضع لما ذهب إليه من أنّ الساحر يقع على العين والحدث، فإنّ وقوع اسم فاعل على الحدث، ليس بالكثير، إنّما جاء في حروف قليلة. ولكن لمن اختار سحرا أن يقول: إنّه يجوز أن يراد به الحدث والعين جميعا، ألا ترى أنّه يستقيم أن يقول: إن هذا إلا سحر وأنت تريد به:
[الحجة للقراء السبعة: 3/271]
ذو سحر، كما جاء ولكن البر من آمن بالله [البقرة/ 177] وأ جعلتم سقاية الحاج وعمارة المسجد الحرام [التوبة/ 19] أي: أهلها، ألا ترى قوله: كمن آمن بالله. وقالوا: إنّما أنت سير، وما أنت إلّا سير.
....... وإنّما هي إقبال وإدبار فيجوز أن يريد بسحر، ذا سحر.
وساحر لا يجوز أن يراد به سحر، وقد جاء فاعل يراد به المصدر في حروف ليست بالكثيرة نحو: عائذا بالله من شرها، أي: عياذا، ونحو: العاقبة. ولم تصر هذه الحروف من الكثرة بحيث يسوغ القياس عليها. وحكي أنّ أبا عمرو كان يقول: إذا كان بعده: مبين* فهو سحر*، وإذا كان بعده عليم* فهو ساحر*، ولا إشكال في الوصف بعليم أنّه لا ينصرف إلى الحدث، ولكن مبين* يقع على الحدث كما يقع على العين، فإذا كان كذلك لم يمتنع: ساحر مبين، كما لم يمتنع: سحر مبين). [الحجة للقراء السبعة: 3/272]
قال أبو علي الحسن بن أحمد بن عبد الغفار الفارسيّ (ت: 377هـ): (قال أحمد بن موسى: قرأ نافع وحده: طائرا بألف مع الهمز.
وقرأ الباقون طيرا بغير ألف. [المائدة/ 110].
حكى أبو الحسن الأخفش: طائرة، وطوائر، ونظير ما حكاه من ذلك قولهم: ضائنة، وضوائن. فأما الطير فواحده طائر. مثل ضائن وضان، وراكب وركب، والطائر كالصفة الغالبة، وقد قالوا: أطيار، فهذا مثل صاحب وأصحاب، وشاهد وأشهاد، وشبّهوا فيعلا بفاعل، فقالوا: ميّت وأموات، ويمكن أن يكون أطيار جمع طير، جعله مثل بيت وأبيات، وجمعوه على العدد القليل كما قالوا: جمالان ولقاحان، وإذا جاز أن يثنّى، جاز العدد القليل أيضا فيه، وكما جمع على أفعال كذلك جمع على
[الحجة للقراء السبعة: 3/276]
العدد الكثير، فقالوا: طيور فيما حكاه أبو الحسن.
ولو قال قائل: إنّ الطائر قد يكون جمعا مثل الجامل، والباقر. والسامر، فيكون على هذا معنى القراءتين واحدا، لكان قياسا. ويقوي ذلك ما حكاه أبو الحسن من قولهم: طائرة، فيكون [على هذا] من باب شعيرة وشعير.
فأما قوله: أني أخلق لكم من الطين كهيئة الطير [آل عمران/ 49] وفي هذه: فتنفخ فيها [المائدة/ 110] وفي آل عمران: فأنفخ فيه فالقول في ذلك أنّ الضمير الذي في قوله فيها لا يخلو من أن يعود إلى ما تقدم له ذكر في الكلام، أو إلى ما وقعت عليه دلالة من اللفظ، فمما تقدم ذكره: الطين، والهيئة، والطير، فلا يجوز أن يعود إلى الطين لتأنيث الضمير [الراجع إليه] وتذكير ما يعود الضمير إليه، ولو كان الذكر مذكرا لم يسهل أن يعود إليه، ألا ترى أنّ النفخ إنّما يكون في طين مخصوص، وهو ما كان منه مهيّأ للنفخ، والطين المتقدم ذكره عامّ، فلا يكون العائد على حسب ما يعود إليه. فإن قلت: يعود الذكر من فيها* إلى الهيئة. فإنّ النفخ لا يكون في الهيئة إنّما يكون في المهيّأ، ذي الهيئة، إلّا أن تجعل الهيئة التي هي
[الحجة للقراء السبعة: 3/277]
المصدر في موضع المهيّأ، كما يقع الخلق موضع المخلوق.
وإذا ذكّر فقال: أنفخ فيه جاز أن يكون الضمير عائدا على ذي الهيئة، كما قال: وإذا حضر القسمة أولوا القربى... فارزقوهم منه إذ جعلت القسمة المقسوم. ويجوز أن يعود إلى الطير لأنّها مؤنّثة، قال: أولم يروا إلى الطير فوقهم صافات [الملك/ 19].
ويجوز أن يعود الذكر إذا ذكّر على ما وقعت عليه الدّلالة في اللفظ، وهو أنّ يخلق يدلّ على الخلق، كما أنّ يبخلون يدل على البخل، فيجوز في قوله: فأنفخ فيه أي: في الخلق، ويكون الخلق بمنزلة المخلوق. ويجوز أن يعود الذكر حيث ذكر إلى ما دلّ عليه الكاف من معنى المثل، أو إلى الكاف نفسه فيمن يجوّز أن يكون اسما في غير الشعر، وتكون الكاف في موضع نصب على أنّه صفة للمصدر المراد، تقديره: وإذ تخلق خلقا من طين كهيئة الطير، فتنفخ في الخلق الذي يراد به المخلوق.
ويجوز في قراءة نافع: فيكون طائرا، أن يكون الذكر المؤنث يرجع إلى الطائر على قوله: أعجاز نخل خاوية
[الحجة للقراء السبعة: 3/278]
[الحاقة/ 7] والموضع الذي ذكّر فيه يكون على قوله: أعجاز نخل منقعر [القمر/ 20] والشجر الأخضر [يس/ 80] ويكون أيضا على من جعله جمعا: كالسامر، والجامل، والباقر، فأما قول الشاعر:
هم أنشبوا زرق القنا في نحورهم... وبيضا تقيض البيض من حيث طائره
فإن الدماغ يسمى الفرخ، فيما روى لنا محمد بن السريّ، وتقيض: تكسر. وقد قال غيره: الدماغ يقال له الفرخ، فوضع الطائر موضع الفرخ، لأنّه في المعنى طائر وحرّف الاسم عمّا كان عليه لما احتاج إليه من إقامة القافية، كما حرّف لإقامة الوزن في نحو ما أنشدناه علي بن سليمان:
بني ربّ الجواد فلا تفيلوا... فما أنتم فنعذركم لفيل
أراد ربيعة الفرس، فوضع الجواد موضعه، وأنشدنا علي بن سليمان:
[الحجة للقراء السبعة: 3/279]
كأنّ نزو فراخ الهام بينهم... نزو القلات زهاها قال قالينا
فأراد بفراخ الهام الدماغ. فقوله: فراخ الهام ليس يضيف الشيء إلى نفسه، ولكن الهام جمع هامة، فتشمل الدماغ وغيره، فصار بمنزلة نصل السيف، لأنّ السيف يقع على النصل وغيره [وعلى نفسه] فأضاف الطائر إلى البيض في قوله: «من حيث طائره» لالتباسه به كما قال: وليلبسوا عليهم دينهم [الأنعام/ 137] يريد الدين الذي شرع لهم، فأضافه إليهم لالتباسهم به من حيث شرع لهم ودعوا إليه، وإن لم يتدينوا به.
وقوله:
هم أنشبوا زرق القنا على حذف المضاف التقدير: هم أنشبوا زرق أسنة القنا، لأنّ الذي يوصف بالزرقة السنان دون الرماح، ألا ترى أنّ الرماح
[الحجة للقراء السبعة: 3/280]
توصف بالسّمرة في نحو قوله:
وأسمر خطيّا كأنّ كعوبه ووصفت الأسنة بالزرقة في نحو قوله:
وزرق كستهنّ الأسنّة هبوة... أرقّ من الماء الزّلال كليلها
الأسنّة: واحدها سنان، وهي المسانّ، فإذا كان الكليل أرقّ من الماء الزّلال، فكيف الحادّ، وما لم يكلّ، وإن شئت جعلت الزرق الأسنّة على إقامة الصفة مقام الموصوف، كأنّه: هم أنشبوا أسنّة القنا. فأمّا قول الكميت:
وليس التفحّش من شأنهم... ولا طيرة الغضب المغضب
فقوله: طيرة الغضب، يحتمل ضربين: أحدهما مصدر طار الغضب يطير طيرة، وقد قالوا: طار طير فلان إذا غضب وخفّ، وأنشد بعض أصحاب الأصمعي:
فلمّا أتاني ما يقول تطايرت... عصافير رأسي وانتشيت من الخمر
[الحجة للقراء السبعة: 3/281]
ويجوز في قوله: طيرة الغضب أن يكون سمّى الطائر الذي استعمل في الغضب باسم المصدر). [الحجة للقراء السبعة: 3/282]
قال أبو زرعة عبد الرحمن بن محمد ابن زنجلة (ت: 403هـ) : ({فقال الّذين كفروا منهم إن هذا إلّا سحر مبين}
قرأ حمزة والكسائيّ (إن هذا إلّا ساحر مبين) بالألف وكذلك
[حجة القراءات: 239]
في يونس وهود والصف دخل معهما عاصم وابن كثير في يونس وحجتهم إجماع الجميع على قوله {فقالوا ساحر كذّاب}
وقرأ الباقون {إن هذا إلّا سحر مبين} وحجتهم قوله {إن هذا إلّا سحر يؤثر} وقوله {سحر مستمر} وأخرى ذكرها اليزيدي عن أبي عمرو فقال ما كان في القرآن مبين فهو سحر بغير ألف وما كان عليم فهو ساحر بالألف فكأن أبا عمرو ذهب إلى أنه إذا وصفه بالبيان دلّ على أنه عنى السحر الّذي يبين عن نفسه أنه سحر لمن تأمله وإذا نعت ب عليم لم يجز أن يسند العلم إلى السحر فجعله لفاعل السحر والسحر عنده أوعب معنى لأنّه يدل على فاعله والساحر قد يوجد ولا يوجد معه السحر والسحر لا يوجد إلّا مع ساحر). [حجة القراءات: 240]
قال مكي بن أبي طالب القَيْسِي (ت: 437هـ): (43- قوله: {إلا سحر مبين} قرأ حمزة والكسائي «ساحر» هنا وفي أول هود والصف، وقرأ الكوفيون وابن كثير «ساحر» بألف في أول يونس، وقرأ الباقون في الأربعة بغير ألف.
وحجة من قرأ بغير ألف أنه جعل الإشارة إلى ما جاء به النبي، فأخبر عنهم أنهم جعلوا ما جاء به النبي صلى الله عليه وسلم سحرا، ويجوز أن تكون الإشارة إلى النبي، وفي الكلام تقدير حذف مضاف، أي: إن هذا إلا ذو سحر، فيكون مثل القراءة بألف، وهذا الحذف كثير في القرآن.
44- وحجة من قرأ بألف أنه جعل الإشارة إلى النبي صلى الله عليه وسلم، فأخبر عنهم أنهم قالوا: إن هذا إلا ساحر، فأخبر عن الاسم باسم الفاعل، وهو بابه، ويجوز أن يكون «ساحر» بمعنى سحر؛ لأن الاسم قد يقع موضع المصدر، كقولهم: عائذًا بالله من شرها، أي: عياذًا، فتكون القراءة بالألف كالقراءة بغير ألف، وكان أبو عمرو يقول: إذا كان بعده «مبين» فهو سحر، وإذا كان بعده «عليم» فهو ساحر، والمبين يصلح للسحر وللساحر، فلا حجة له في ذلك، فأما «عليم» فلا يكون إلا للساحر،
[الكشف عن وجوه القراءات السبع: 1/421]
فهو صحيح، فالقراءتان متداخلتان حسنتان). [الكشف عن وجوه القراءات السبع: 1/422]
قال نصر بن علي بن أبي مريم (ت: بعد 565هـ) : (23- {فَتَكُونُ طَائْرًا} [آية/ 110]:-
بالألف، قرأها نافع ويعقوب.
يجوز أن يكون واحدًا وهو الأشهر، ويجوز أن يكون جمعًا كالباقر والجامل.
وقرأ الباقون {طَيْرًا} بغير ألف، وهو جنس، وقيل هو كراكب وركب، وضائن وضأن، وقد سبق في آل عمران). [الموضح: 454]
قال نصر بن علي بن أبي مريم (ت: بعد 565هـ) : (24- {إِنْ هَذَا إِلَّا سِحْرٌ مُبِينٌ} [آية/ 110]:-
بالألف، قرأها حمزة والكسائي، وكذلك في يونس {لَسَاحِرٌ}، وفي أول هود والصف {سَاحِرٌ} بالألف في الأربعة.
وقرأ ابن كثير وعاصم حرفًا واحدًا بالألف وهو {لَسَاحِرٌ} في أول يونس، والباقي {سِحْر} بغير ألف.
عل قراءة من قرأ {سَاحِر} بالألف، أن الإشارة إلى الشخص الآتي لا إلى الحدث الذي أتى به، وكل واحد منهما قد تقدم ذكره، فجازت الإشارة إليه، والمعنى على هذه القراءة: ليس هذا الشخص إلا ساحرة مبينا.
[الموضح: 454]
وقرأ نافع وأبو عمرو وابن عامر ويعقوب {سِحْرٌ} بغير ألف في الأربعة الأحرف.
ووجه ذلك أن الإشارة إلى الحد الذي جاء به، لا إلى الشخص الذي جاء، فكأنه قال: ما هذا الذي جئت به إلا سحر مبين). [الموضح: 455]

روابط مهمة:
- أقوال المفسرين


رد مع اقتباس
  #2  
قديم 7 صفر 1440هـ/17-10-2018م, 11:41 AM
جمهرة علوم القرآن جمهرة علوم القرآن غير متواجد حالياً
فريق الإشراف
 
تاريخ التسجيل: Oct 2017
المشاركات: 7,975
افتراضي

سورة المائدة
[ من الآية (111) إلى الآية (115) ]

{وَإِذْ أَوْحَيْتُ إِلَى الْحَوَارِيِّينَ أَنْ آمِنُواْ بِي وَبِرَسُولِي قَالُوَاْ آمَنَّا وَاشْهَدْ بِأَنَّنَا مُسْلِمُونَ (111) إِذْ قَالَ الْحَوَارِيُّونَ يَا عِيسَى ابْنَ مَرْيَمَ هَلْ يَسْتَطِيعُ رَبُّكَ أَن يُنَزِّلَ عَلَيْنَا مَآئِدَةً مِّنَ السَّمَاء قَالَ اتَّقُواْ اللّهَ إِن كُنتُم مُّؤْمِنِينَ (112) قَالُواْ نُرِيدُ أَن نَّأْكُلَ مِنْهَا وَتَطْمَئِنَّ قُلُوبُنَا وَنَعْلَمَ أَن قَدْ صَدَقْتَنَا وَنَكُونَ عَلَيْهَا مِنَ الشَّاهِدِينَ (113) قَالَ عِيسَى ابْنُ مَرْيَمَ اللَّهُمَّ رَبَّنَا أَنزِلْ عَلَيْنَا مَآئِدَةً مِّنَ السَّمَاء تَكُونُ لَنَا عِيداً لِّأَوَّلِنَا وَآخِرِنَا وَآيَةً مِّنكَ وَارْزُقْنَا وَأَنتَ خَيْرُ الرَّازِقِينَ (114) قَالَ اللّهُ إِنِّي مُنَزِّلُهَا عَلَيْكُمْ فَمَن يَكْفُرْ بَعْدُ مِنكُمْ فَإِنِّي أُعَذِّبُهُ عَذَابًا لاَّ أُعَذِّبُهُ أَحَدًا مِّنَ الْعَالَمِينَ (115)}

قوله تعالى: {وَإِذْ أَوْحَيْتُ إِلَى الْحَوَارِيِّينَ أَنْ آمِنُواْ بِي وَبِرَسُولِي قَالُوَاْ آمَنَّا وَاشْهَدْ بِأَنَّنَا مُسْلِمُونَ (111)}

قوله تعالى: {إِذْ قَالَ الْحَوَارِيُّونَ يَا عِيسَى ابْنَ مَرْيَمَ هَلْ يَسْتَطِيعُ رَبُّكَ أَن يُنَزِّلَ عَلَيْنَا مَآئِدَةً مِّنَ السَّمَاء قَالَ اتَّقُواْ اللّهَ إِن كُنتُم مُّؤْمِنِينَ (112)}
قال أبو منصور محمد بن أحمد الأزهري (ت: 370هـ): (وقوله جلّ وعزّ: (هل يستطيع ربّك... (112)
قرأ الكسائي والأعشى عن أبي بكر (هل تستطيع ربّك) بالتاء ونصب الباء من (ربّك)، وقرأ الباقون (هل يستطيع ربّك) بالياء ورفع الباء من (ربّك).
وأخبرني المنذري عن أبي اليزيدي عن أبي زيد أنه قال في قول الله جلّ وعزّ: (هل تستطيع ربّك) معناه عندنا: هل تدعو ربّك؟ هل تستطيع بدعائك أن ينزّل؟
قال أبو منصور: ومن قرأ بالياء فمعناه: هل يفعل ربّك؟ لأن القوم لم ينكروا ولم يشكّوا أنه يستطيع.
وقال نصير النحوي: الاختيار: (هل تستطيع ربّك)، على معنى: هل يستجيب لك ربّك؟ هل تسأله ذلك؟.
قال: وكانت عائشة تنكر القراءة الأخرى وتقول: كان
[معاني القراءات وعللها: 1/343]
القوم أعلم بالله من أن يقولوا: (هل يستطيع ربّك) ؟.
وقال الفراء: من قرأها (هل يستطيع ربّك) هذا كقولك: هل يستطيع فلانٌ القيام معنا؟
وأنت تعلم أنه يستطيع ذلك، فهذا وجه هذه القراءة). [معاني القراءات وعللها: 1/344]
قال أبو عبد الله الحسين بن أحمد ابن خالويه الهمَذاني (ت: 370هـ): (19- وقوله تعالى: {هل يستطيع ربك} [112].
قرأ الكسائي وحده {هل تستطيع ربك} بالتاء ونصب {ربك} ومعناه: هل تستطيع سؤال ربك؟
وقرأ الباقون {هل يستطيع} بالياء جعلوا الفعل له. [و] ربك: رفع، وإنما
[إعراب القراءات السبع وعللها: 1/150]
قالوا: هل يستطيع ربك وهم يعلمون أنه يستطيع ولكن هذا كما تقول لصاحبك: هل تقدر أن تقوم معي، أي: قم). [إعراب القراءات السبع وعللها: 1/151]
قال أبو علي الحسن بن أحمد بن عبد الغفار الفارسيّ (ت: 377هـ): (واختلفوا في الياء والتاء من قوله جل وعز: هل يستطيع ربك [المائدة/ 112].
[الحجة للقراء السبعة: 3/272]
فقرأ الكسائي وحده: هل تستطيع ربك بالتاء، ونصب الباء واللام مدغّمة في التاء.
وقرأ الباقون: هل يستطيع ربك بالياء ورفع الباء.
[قال أبو علي] وجه قراءة الكسائي: تستطيع* بالتاء أن المراد: هل تستطيع سؤال ربك، وذكروا الاستطاعة في سؤالهم له لا لأنّهم شكّوا في استطاعته، ولكن كأنّهم ذكروه على وجه الاحتجاج عليه منهم، كأنّهم قالوا: إنّك مستطيع فما يمنعك؟! ومثل ذلك قولك لصاحبك: أتستطيع أن تذهب عني فإنّي مشغول؟ أي:
اذهب لأنّك غير عاجز عن ذلك. وأما أن* في قوله: هل تستطيع ربك أن ينزل فهو من صلة المصدر المحذوف، ولا يستقيم الكلام إلّا على تقدير ذلك، ألا ترى أنّه لا يصح: هل تستطيع أن يفعل غيرك؟ وأنّ الاستفهام لا يصح عنه، كما لا يصح في الإخبار: أنت تستطيع أن يفعل زيد، فأن في قوله: أن ينزل علينا متعلّق بالمصدر المحذوف على أنّه مفعول به. فإن قلت: هل يصح هذا على قول سيبويه، وقد قال: إن بعض الاسم لا يضمر في قوله:
.... إلّا الفرقدان فإن ذلك لا يمتنع، لأنّه في تقدير المذكور في اللفظ وإن
[الحجة للقراء السبعة: 3/273]
كان محذوفا منه، إذ كان الكلام لا يصحّ إلّا به، كما ذهب إليه في قوله:
........... ونار توقّد بالليل نارا إلى أنّ كلّا في تقدير الملفوظ به من حيث لو لم تقدره كذلك لم يستقم عنده، فكذلك قياس الآية على قوله.
وأمّا قراءة من قرأ: هل يستطيع ربك فليس على أنّهم شكّوا في قدرة القديم سبحانه على ذلك، لأنّهم كانوا مؤمنين عارفين، ولكن كأنّهم قالوا: نحن نعلم قدرته على ذلك
فليفعله بمسألتك إياه، ليكون علما لك ودلالة على صدقك، وكأنّهم سألوه ذلك ليعرفوا صدقه وصحّة أمره من حيث لا يعترض عليهم منه إشكال ولا تنازعهم فيه شبهة، لأنّ علم الضرورة لا تعرض فيه الشبه التي تعرض في علوم الاستدلال، فأرادوا علم أمره من هذا الوجه فمن ثم قالوا: وتطمئن قلوبنا [المائدة/ 113] كما قال إبراهيم عليه السلام: بلى ولكن ليطمئن قلبى [البقرة/ 260] بأن أعلم ذلك، من حيث لا يكون لشبهة ولا إشكال عليّ طريق.
وليس قول عيسى عليه السلام لهم: اتقوا الله إن كنتم مؤمنين
[الحجة للقراء السبعة: 3/274]
[المائدة/ 112] إنكارا لسؤالهم، ولكن قال لهم هذا، كما جاء:
يا أيها الذين آمنوا اتقوا الله حق تقاته [آل عمران/ 102] يا أيها الذين آمنوا اتقوا الله وابتغوا إليه الوسيلة [المائدة/ 35] يا أيها الذين آمنوا اتقوا الله ولتنظر نفس [الحشر/ 18] ونحو هذا من الآي.
وأمّا إدغام الكسائي اللام في التاء فحسن، ألا ترى أنّ أبا عمرو قد أدغمها في التاء، فيما حكى عنه سيبويه من قوله:
هثوب الكفار [المطففين/ 36] والتاء أقرب إليها من الثاء والإدغام في المتقاربين، إنّما يحسن بحسب قرب الحرف من الحرف، وإذا جاز إدغامها في الشين مع أنها أبعد منها من حروف طرف اللسان والثنايا لأنّها تتصل بمخارج هذه الحروف فأن يجوز في الثاء ونحوها من حروف طرف اللسان وأصول الثنايا أجدر، وأنشد سيبويه:
تقول إذا استهلكت مالا للذّة... فكيهة هشّيء بكفّيك لائق
[الحجة للقراء السبعة: 3/275]
قال سيبويه: وقد قرئ: بتؤثرون الحياة الدنيا [الأعلى/ 16]) وأنشد:
فذر ذا ولكن هتّعين متيّما... على ضوء برق آخر الليل ناصب). [الحجة للقراء السبعة: 3/276]
قال أبو زرعة عبد الرحمن بن محمد ابن زنجلة (ت: 403هـ) : ({إذ قال الحواريون يا عيسى ابن مريم هل يستطيع ربك أن ينزل علينا مائدة من السّماء}
قرأ الكسائي (هل تستطيع) بالتّاء {ربك} نصب أي
[حجة القراءات: 240]
هل تقدر يا عيسى أن تسل ربك لأنهم كانوا مؤمنين وكانت عائشة تقول كان القوم أعلم باللّه من أن يقولوا {هل يستطيع ربك} إنّما قالوا (هل تستطيع ربك) وحجته قوله قبلها {وإذ أوحيت إلى الحواريين أن آمنوا بي وبرسولي قالوا آمنا} والله تعالى سماهم حواريين ولم يكن الله ليسميهم بذلك وهم برسالة رسوله كفرة قال أهل البصرة المعنى هل تستطيع سؤال ربك فحذف السّؤال والقى إعرابه على ما بعده فنصبه كما قال {واسأل القرية} أي أهل القرية
وقرا الباقون {هل يستطيع} بالياء {ربك} أي هل يستجيب لك ربك إن سألته ذلكما كما يقول القائل لآخر أتستطيع أن تسعى معنا في كذا وهو يعلم أنه على ذلك قادر ولكن يريد السّعي معنا فيه وإنّما أرادوا بذلك أن يأتيهم بآية يستدلون بها على صدقه وحجته قول عيسى لهم {اتّقوا الله إن كنتم مؤمنين} استعظاما لما قالوه فقالوا {نريد أن نأكل منها} الآية). [حجة القراءات: 241]
قال مكي بن أبي طالب القَيْسِي (ت: 437هـ): (45- قوله: {هل يستطيع ربك} قرأه الكسائي بالتاء نصب «ربك»، وقرأ الباقون بالياء ورفع «ربك»، وأدغم الكسائي اللام من «هل، وبل» في التاء على أصله المذكور.
وحجة من قرأ بالتاء أنه أجراه على مخاطبة الحواريين لعيسى، وفيه معنى التعظيم للرب جل ذكره، على أن يستفهم عيسى عن استطاعته، إذ هو تعالى مستطيع لذلك، فإنما معناه: هل تفعل ذلك على معنى افعل ذلك، وقد علموا أن عيسى يستطيع السؤال، ولابد من إضمار السؤال، إذ لا يجوز أن يقال: هل تستطيع أن يفعل غيرك كذا، فـ «أن» مفعول بالمصدر المحذوف، وهو السؤال، وهذا كما تقول للرجل: هل تسطيع أن تكلمني، وقد علمت أنه مستطيع لذلك، فإنما معناه: هل تفعل ذلك على معنى افعل ذلك، وقد روي عن عائشة رضي الله عنه أنها قالت: كان القوم أعلم بالله عز وجل من أن يقولوا: هل يستطيع ربك، ولكن: هل تستطع ربك، وروي عنها أنها قالت: كان الحواريون لا يشكون أن الله يقدر على إنزال مائدة عليهم، ولكن قالوا: هل تستطيع ذلك، وعن معاذ بن جبل أنه قال: أقرأنا النبي عليه السلام: هل تستطيع ربك، قال معاذ: وسمعت النبي عليه السلام مرارًا يقرأ بالتاء في «تستطيع» وبذلك قرأ أيضًا علي بن أبي طالب.
46- وحجة من قرأ بالياء أنه على معنى: هل يفعل ربك ذلك، لأنهم لم
[الكشف عن وجوه القراءات السبع: 1/422]
يشكوا في استطاعة البارئ على ذلك، لأنهم كانوا مؤمنين، فإنما هو كقولك للرجل هل يستطيع فلان أن يأتي، وقد علمت أنه مستطيع، فالمعنى: هل يفعل ذلك، وهل يجيبني إلى ذلك، وقد كانوا عالمين باستطاعة الله لذلك ولغيره علم دلالة وخبر ونظر، فأرادوا معاينة لذلك، كما قال إبراهيم: {رب أرني كيف تحيي الموتى} «البقرة 260» وقد كان عَلِم أن الله يحيي الموتى استدلال وحي، ونظر فأراد عِلْم المعاينة التي لا يعترضها شيء، ولذلك قال إبراهيم: {بلى ولكن ليطمئن قلبي} أي: لا تدخل عليه في ذلك شبهة، لأن عِلم النظر والخبر تدخله الشبهات والاعتراضات وعلمُ المعاينة لا يدخله شيء من ذلك، ولذلك قال الحواريون: {وتطمئن قلوبنا} والاختيار ما عليه الجماعة من الياء، ورفع {ربك} على المعنى). [الكشف عن وجوه القراءات السبع: 1/423]
قال نصر بن علي بن أبي مريم (ت: بعد 565هـ) : (25- {هَلْ يَسْتَطِيعُ رَبُّكَ} بالتاء، والنصب من {رَبُّكَ} [آية/ 112]:-
قرأها الكسائي وحده.
ووجه ذلك أن المراد: هل تستطيع سؤال ربك، فحذف المضاف، ومعنى سؤالهم عن استطاعته مسألة الله، أنه محمول على الاحتجاج منهم (عليه) عليه السلام، أي إنك مستطيع فما يمنعك؟، كما تقول لصاحبك: هل تستطيع أن تذهب عني فإني مشغول، أي اذهب فإنك غير عاجز عن ذلك، فكذلك قولهم: هل تستطيع سؤال ربك، أي إنك مستطيع فاسأل.
وقرأ الباقون {هَلْ يَسْتَطِيعُ رَبُّكَ} بالياء، ورفع {رَبُّكَ}.
ووجه ذلك أن الفعل مسند إلى الرب تبارك وتعالى، وليس المعنى على أنهم كانوا شاكين في قدرة الله تعالى على ذلك، لأنهم كانوا مؤمنين، ولكن كأنهم قالوا: نحن نعلم قدرته على ذلك، فليفعله بمسأليك إياه، لتكون دلالة على صدقك، ولتبين صحة أمرك من حيث لا يبقى فيه إشكال، لأن علوم
[الموضح: 455]
الضرورة لا تعرض (فيها) الشبه التي تعرض في علوم الاستدلال، فأرادوا علم أمره من هذا الوجه.
وقيل معناه: هل يستجيب لك ربك، وذلك لأن استطاع تأتي بمعنى أطاع، وأطاع بمعنى أجاب، يقال دعوت فلانة إلى شيء فلم يغني أي لم يجبني). [الموضح: 456]

قوله تعالى: {قَالُواْ نُرِيدُ أَن نَّأْكُلَ مِنْهَا وَتَطْمَئِنَّ قُلُوبُنَا وَنَعْلَمَ أَن قَدْ صَدَقْتَنَا وَنَكُونَ عَلَيْهَا مِنَ الشَّاهِدِينَ (113)}

قوله تعالى: {قَالَ عِيسَى ابْنُ مَرْيَمَ اللَّهُمَّ رَبَّنَا أَنزِلْ عَلَيْنَا مَآئِدَةً مِّنَ السَّمَاء تَكُونُ لَنَا عِيداً لِّأَوَّلِنَا وَآخِرِنَا وَآيَةً مِّنكَ وَارْزُقْنَا وَأَنتَ خَيْرُ الرَّازِقِينَ (114)}

قوله تعالى: {قَالَ اللّهُ إِنِّي مُنَزِّلُهَا عَلَيْكُمْ فَمَن يَكْفُرْ بَعْدُ مِنكُمْ فَإِنِّي أُعَذِّبُهُ عَذَابًا لاَّ أُعَذِّبُهُ أَحَدًا مِّنَ الْعَالَمِينَ (115)}
قال أبو عبد الله الحسين بن أحمد ابن خالويه الهمَذاني (ت: 370هـ): (20- وقوله تعالى: {إني منزلها عليكم} [115].
قرأ نافع وعاصم وابن عامر {منزلها} مشددة من نزل ينزل.
ومن قرأ {منزلها} فمن أنزل ينزل. وكذلك قرأ الباقون). [إعراب القراءات السبع وعللها: 1/151]
قال أبو علي الحسن بن أحمد بن عبد الغفار الفارسيّ (ت: 377هـ): (قال [أحمد بن موسى]: قرأ نافع وعاصم وابن عامر منزلها [المائدة/ 115] مشدّدة.
وقرأ الباقون: خفيفة.
وجه التخفيف أنّه قال: أنزل علينا مائدة فقال: إني منزلها فيكون الجواب كالسؤال. ومن قال: منزلها فلأنّ نزّل وأنزل، قد استعمل كلّ واحد منهما موضع الآخر، قال: نزل عليك الكتاب بالحق [آل عمران/ 3] وقال: وأنزل الفرقان [آل عمران/ 4] وقال تعالى: تبارك الذي نزل الفرقان على عبده [الفرقان/ 1] وقال: الحمد لله الذي أنزل على عبده الكتاب [الكهف/ 1] فقد صار كل واحد من هاتين اللفظتين يستعمل موضع الأخرى). [الحجة للقراء السبعة: 3/282]
قال أبو زرعة عبد الرحمن بن محمد ابن زنجلة (ت: 403هـ) : ({قال الله إنّي منزلها عليكم}
قرأ نافع وابن عامر وعاصم {قال الله إنّي منزلها عليكم} بالتّشديد من نزل ينزل
وقرأ الباقون {منزلها} بالتّخفيف وحجتهم قوله قبلها {ربنا أنزل علينا مائدة من السّماء} ). [حجة القراءات: 242]
قال مكي بن أبي طالب القَيْسِي (ت: 437هـ): (47- قوله: {إني منزلها} قرأه نافع وعاصم وابن عامر بالتشديد، على أنه اسم فاعل من نزّل، وقرأ الباقون بالتخفيف على أنه اسم من فاعل من أنزل، واللغتان موجودتان في القرآن، قد أجمع على كل واحدة منهما فالقراءتان متساويتان، غير أن التشديد فيه معنى التكثير). [الكشف عن وجوه القراءات السبع: 1/423]
قال نصر بن علي بن أبي مريم (ت: بعد 565هـ) : (26- {إِنِّي مُنَزِّلُهَا عَلَيْكُمْ} [آية/ 115] بالتشديد:-
قرأها نافع وعاصم وابن عامر.
والوجه أن نزل بالتشديد مشابه أنزل في أن كل واحد منهما متعدي نزل بالتخفيف، يقال نزل فلان، وأنزلته ونزلته أنا، قال الله تعالى {نَزَّلَ عَلَيْكَ الْكِتَابَ بِالْحَقِّ}، وقال {وَأَنْزَلَ الْفُرْقَانَ}، وكل واحد من اللفظين يستعمل موضع الآخر.
وقرأ الباقون {مُنَزِّلُهَا} بالتخفيف.
وقد تقدم أن أنزل ونزل بمعنى واحد، وأنزل أليق بهذا الموضع؛ لأنه جواب لقوله {أَنْزِلْ عَلَيْنَا مَائِدَةً مِنَ السَّمَاءِ} فقال {إِنِّي مُنَزِّلُهَا}، فيكون
[الموضح: 456]
لفظ الجواب موافق للفظ السؤال). [الموضح: 457]


روابط مهمة:
- أقوال المفسرين


رد مع اقتباس
  #3  
قديم 7 صفر 1440هـ/17-10-2018م, 11:42 AM
جمهرة علوم القرآن جمهرة علوم القرآن غير متواجد حالياً
فريق الإشراف
 
تاريخ التسجيل: Oct 2017
المشاركات: 7,975
افتراضي

سورة المائدة
[ من الآية (116) إلى الآية (120) ]

{وَإِذْ قَالَ اللّهُ يَا عِيسَى ابْنَ مَرْيَمَ أَأَنتَ قُلتَ لِلنَّاسِ اتَّخِذُونِي وَأُمِّيَ إِلَهَيْنِ مِن دُونِ اللّهِ قَالَ سُبْحَانَكَ مَا يَكُونُ لِي أَنْ أَقُولَ مَا لَيْسَ لِي بِحَقٍّ إِن كُنتُ قُلْتُهُ فَقَدْ عَلِمْتَهُ تَعْلَمُ مَا فِي نَفْسِي وَلاَ أَعْلَمُ مَا فِي نَفْسِكَ إِنَّكَ أَنتَ عَلاَّمُ الْغُيُوبِ (116) مَا قُلْتُ لَهُمْ إِلاَّ مَا أَمَرْتَنِي بِهِ أَنِ اعْبُدُواْ اللّهَ رَبِّي وَرَبَّكُمْ وَكُنتُ عَلَيْهِمْ شَهِيدًا مَّا دُمْتُ فِيهِمْ فَلَمَّا تَوَفَّيْتَنِي كُنتَ أَنتَ الرَّقِيبَ عَلَيْهِمْ وَأَنتَ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ شَهِيدٌ (117) إِن تُعَذِّبْهُمْ فَإِنَّهُمْ عِبَادُكَ وَإِن تَغْفِرْ لَهُمْ فَإِنَّكَ أَنتَ الْعَزِيزُ الْحَكِيمُ (118) قَالَ اللّهُ هَذَا يَوْمُ يَنفَعُ الصَّادِقِينَ صِدْقُهُمْ لَهُمْ جَنَّاتٌ تَجْرِي مِن تَحْتِهَا الأَنْهَارُ خَالِدِينَ فِيهَا أَبَدًا رَّضِيَ اللّهُ عَنْهُمْ وَرَضُواْ عَنْهُ ذَلِكَ الْفَوْزُ الْعَظِيمُ (119) لِلّهِ مُلْكُ السَّمَاوَاتِ وَالأَرْضِ وَمَا فِيهِنَّ وَهُوَ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ (120)}

قوله تعالى: {وَإِذْ قَالَ اللّهُ يَا عِيسَى ابْنَ مَرْيَمَ أَأَنتَ قُلتَ لِلنَّاسِ اتَّخِذُونِي وَأُمِّيَ إِلَهَيْنِ مِن دُونِ اللّهِ قَالَ سُبْحَانَكَ مَا يَكُونُ لِي أَنْ أَقُولَ مَا لَيْسَ لِي بِحَقٍّ إِن كُنتُ قُلْتُهُ فَقَدْ عَلِمْتَهُ تَعْلَمُ مَا فِي نَفْسِي وَلاَ أَعْلَمُ مَا فِي نَفْسِكَ إِنَّكَ أَنتَ عَلاَّمُ الْغُيُوبِ (116)}

قوله تعالى: {مَا قُلْتُ لَهُمْ إِلاَّ مَا أَمَرْتَنِي بِهِ أَنِ اعْبُدُواْ اللّهَ رَبِّي وَرَبَّكُمْ وَكُنتُ عَلَيْهِمْ شَهِيدًا مَّا دُمْتُ فِيهِمْ فَلَمَّا تَوَفَّيْتَنِي كُنتَ أَنتَ الرَّقِيبَ عَلَيْهِمْ وَأَنتَ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ شَهِيدٌ (117)}

قوله تعالى: {إِن تُعَذِّبْهُمْ فَإِنَّهُمْ عِبَادُكَ وَإِن تَغْفِرْ لَهُمْ فَإِنَّكَ أَنتَ الْعَزِيزُ الْحَكِيمُ (118)}

قوله تعالى: {قَالَ اللّهُ هَذَا يَوْمُ يَنفَعُ الصَّادِقِينَ صِدْقُهُمْ لَهُمْ جَنَّاتٌ تَجْرِي مِن تَحْتِهَا الأَنْهَارُ خَالِدِينَ فِيهَا أَبَدًا رَّضِيَ اللّهُ عَنْهُمْ وَرَضُواْ عَنْهُ ذَلِكَ الْفَوْزُ الْعَظِيمُ (119)}
قال أبو منصور محمد بن أحمد الأزهري (ت: 370هـ): (وقوله جلّ وعزّ: (قال اللّه هذا يوم ينفع الصّادقين صدقهم... (119)
قرأ نافع وحده (يوم ينفع) بنصب الميم، وقرأ الباقون (هذا يوم ينفع) بالرفع.
قال أبو منصور: من قرأ (يوم ينفع) بالرفع رفعه بـ (هذا)، ورفع (هذا) به، وهي القراءة الجيدة.
ومن قرأ (هذا يوم ينفع) بالنصب ففيه قولان:
قال الفراء: (يوم ينفع) في موضع الرفع، وإنما نصب لأنه أضيف إلى الفعل، فكذا إذا أضيف إلى اسم غير متمكن، كقوله: (هذا يوم لا ينطقون) فيه ما في هذا.
وقال الزجاج: من قرأ (هذا يوم ينفع) فهو منصوب على الظرف، قال: ومن زعم أن (يوم) منصوب لأنه مضاف إلى (ينفع) وهو في موضع الرفع بمنزلة يومئذٍ فهو عند البصريين خطأ، لا يجيزون: (هذا يوم آتيك)؛ لأن (آتيك) فعل مضارع، والإضافة إليه لا تزيل الإعراب عن جهته). [معاني القراءات وعللها: 1/344]
قال أبو عبد الله الحسين بن أحمد ابن خالويه الهمَذاني (ت: 370هـ): (21- وقوله تعالى: {هذا يوم ينفع الصادقين صدقهم} [119].
قرأ نافع وحده {هذا يوم ينفع} بالنصب.
وقرأ الباقون بالرفع. فمن رفع جعل هذا رفعًا، بالابتداء، وجعل اليوم خبره، ومن نصبه ففيه وجهان:
أحدهما: أن يكون جعله ظرفًا، والتقدير: هذا يوم نفع الصادقين.
والوجه الثاني: أن العرب إذا أضافت اسم الزمان إلى الفعل الماضي والمستقبل فتحت؛ لأن الإضافة إلى الأفعال إضافة غير محضة، كما قال الشاعر:
على حين عاينت المشيب بمفرقي = وقلت ألما أصح والشيب وازع
فأضاف اسم الزمان إلى الأفعال في المعنى، والتقدير: هذا يوم نفع الصادقين: لأن الجملة في معنى المصدر، وكذلك تقول العرب زرتك أيام الحجاج أمير، أي: وقت إمارته). [إعراب القراءات السبع وعللها: 1/151]
قال أبو علي الحسن بن أحمد بن عبد الغفار الفارسيّ (ت: 377هـ): (اختلفوا في نصب الميم ورفعها من قوله تعالى: هذا يوم ينفع الصادقين صدقهم [المائدة/ 119].
فقرأ نافع وحده: هذا يوم ينفع بنصب الميم.
وقرأ الباقون هذا يوم برفع الميم.
[الحجة للقراء السبعة: 3/282]
من رفع يوما جعله خبر المبتدأ الذي هو هذا* وأضاف يوما إلى ينفع، والجملة التي من المبتدأ وخبره في موضع نصب بأنّه مفعول القول، كما تقول: قال زيد: عمرو أخوك.
ومن قرأ: هذا يوم ينفع الصادقين صدقهم احتمل أمرين: أحدهما أن يكون مفعول قال*، تقديره: قال الله هذا القصص، أو هذا الكلام: يوم ينفع الصادقين صدقهم، فيوم ظرف للقول، وهذا إشارة إلى ما تقدم ذكره من قوله: وإذ قال الله يا عيسى ابن مريم [المائدة/ 116]، وجاء على لفظ المضي وإن كان المراد به الآتي: كما قال: ونادى أصحاب النار أصحاب الجنة [الأعراف/ 50] ونحو ذلك، وليس ما بعد قال* حكاية في هذا الوجه، كما كان إياها في الوجه الآخر. ويجوز أن يكون المعنى على الحكاية تقديره: قال الله هذا يوم ينفع. أي: هذا الذي اقتصصنا يقع، أو يحدث يوم ينفع الصادقين، فيوم خبر المبتدأ الذي هو هذا لأنّه إشارة إلى حدث، وظروف الزمان تكون أخبارا عن الأحداث، والجملة في موضع نصب بأنّها في موضع مفعول. قال: ولا يجوز أن تكون في موضع رفع وقد فتح لإضافته إلى الفعل، لأنّ المضاف إليه معرب، وإنّما يكتسي البناء من المضاف إليه، إذا كان المضاف إليه مبنيا، والمضاف مبهما، كما يكون ذلك في هذا الضرب من الأسماء إذا أضيف إلى ما كان مبنيا، نحو: ومن خزي يومئذ [هود/ 66] ومن عذاب يومئذ [المعارج/ 11]. وصار في المضاف البناء للإضافة إلى المبني كما صار فيه الاستفهام للإضافة إلى المستفهم به نحو: غلام من
[الحجة للقراء السبعة: 3/283]
أنت؟ وكما صار فيه الجزاء في نحو: غلام من تضرب أضرب وليس المضارع في هذا كالماضي في نحو قوله:
على حين عاتبت المشيب على الصبا لأنّ الماضي مبني والمضارع معرب، فإذا كان معربا، لم يكن شيء يحدث من أجله في المضاف البناء، ولا يلزم أن تقدّر في الفعل هنا عائدا إلى شيء، لأنّ الفعل قد أضيف إليه وليس بصفة، ولا يلزم أن يكون في المضاف ذكر من المضاف إليه، فليس قوله: هذا يوم ينفع الصادقين صدقهم فيمن رفع أو نصب كقوله: واتقوا يوما لا تجزي نفس عن نفس شيئا [البقرة/ 48] لأنّ الفعل هنا صفة للنكرة، فلا بدّ من ذكر عائد منه إلى الموصوف، ولو نوّن اليوم هنا لكان ينفع صفة له، ولما لم ينوّن كان مضافا إليه، والإضافة إلى الفعل نفسه في الحقيقة لا إلى مصدره، ولو كانت الإضافة إلى المصدر لم يبن المضاف لبناء المضاف إليه في نحو:
على حين عاتبت المشيب على الصبا). [الحجة للقراء السبعة: 3/284]
قال أبو زرعة عبد الرحمن بن محمد ابن زنجلة (ت: 403هـ) : ({قال الله هذا يوم ينفع الصّادقين صدقهم} 119
قرأ نافع {هذا يوم ينفع الصّادقين} المعنى قال الله جلّ وعز هذه الأشياء وهذا الّذي ذكرناه تقع في يوم ينفع الصّادقين أي هذا الجزاء يقع يوم نفع الصّادقين
وقرأ الباقون {هذا يوم} بالرّفع هذا رفع بالابتداء ويوم خبره أي هذا اليوم يوم منفعة الصّادقين فإن سأل سائل فقال لم أضفت اليوم إلى الفعل والفعل لا يدخله الجرّ وعلامة الإضافة سقوط التّنوين من يوم فالجواب عنه أن إضافة أسماء الزّمان إلى الأفعال في المعنى ومعناه أنّك تضيف إلى المصادر التّقدير هذا يوم نفع الصّادقين وكذلك قوله {يوم تبيض وجوه} أي يوم ابيضاض الوجوه ويوم اسوداد الوجوه وإنّما أضفناه إلى المصادر). [حجة القراءات: 242]
قال مكي بن أبي طالب القَيْسِي (ت: 437هـ): (48- قوله: {يوم ينفع} قرأه نافع بالنصب، ورفع الباقون.
وحجة من نصب أنه جعل الإشارة بـ {هذا} إلى غير اليوم، مما تقدّم ذكره من الخبر والقصص في قوله: {وإذ قال الله يا عيسى} «116»، وليس ما بعد القول حكاية، فإن جعلته حكاية أضمرت ما يعمل في {يوم}، والتقدير: قال الله هذا الذي اقتص عليكم يحدث أو يقع في يوم ينفع، وإن لم
[الكشف عن وجوه القراءات السبع: 1/423]
نجعله حكاية، فأعمل القوم في {اليوم} على أنه ظرف للقول، والمعنى: قال الله تعالى هذا القصص الذي قُص عليكم أو هذا الخبر الذي أخبتم به في يوم ينفع الصادقين، أي: سيقوله في ذلك اليوم، وأفعال الله جل ذكره التي يُخبر أنها ستكون بمنزلة الكائنة الواقعة لصحة وقوعها، على ما أخبر به عنها، فلذلك يُخبر عما يستقبل من أفعاله بلفظ الماضي، وهو كثير في القرآن، فـ {يوم}، وهو منصوب، ظرف خبر الابتداء الذي هو هذا، لأنه حدث، وظروف الزمان تكون أخبارًا عن الأحداث، تقول: القتال اليوم، والخروج الساعة، والجملة في موضع نصب بالقول، ومذهب الكوفيين في فتح {يوم} أنه في موضع رفع على خبر {هذا}، و{هذا} إشارة إلى {اليوم} ولكن فُتح عندهم، وفتحه بناء لإضافته إلى الفعل؛ لأنه غير متمكن في الإضافة إليه، والبصريون إنما يبنون الظرف إذا أضيف إلى فعل مبني، فإن أضيف إلى فعل معرب لم يبن.
49- وحجة من رفع أنه جعله {يوم ينفع} خبرًا لـ {هذا}، والجملة في موضع نصب بالقول، وهو محكي لا يعمل في لفظ القول، و{هذا} إشارة إلى {يوم القيامة}، وهو اليوم الذي ينفع فيه الصادقين صدقهم). [الكشف عن وجوه القراءات السبع: 1/424]
قال نصر بن علي بن أبي مريم (ت: بعد 565هـ) : (27- {هَذَا يَوْمُ يَنْفَعُ الصَّادِقِينَ} [آية/ 119] بالنصب:-
قرأها نافع وحده.
ووجه ذلك أن {يَوْمُ} منصوب على الظرف للقول، والتقدير: قال الله هذا القول أو هذا القصص أو هذا الكلام يوم ينفع الصادقين صدقهم، و{هَذَا} مفعول قال.
ويجوز أن يكون المعنى على الحكاية و{هَذَا} مرفوع بالابتداء و{يَوْمُ يَنْفَعُ} نصب على الظرف لعامل مضمر وهو خبر المبتدأ، والتقدير: هذا واقع يوم ينفع الصادقين، و{هَذَا} إشارة إلى مصدر، ولهذا جاز أن يكون ظرف الزمان خبرًا عنه، لأن ظروف الزمان يجوز أن تكون أخبارا عن الأحداث، فكأنه قال: هذا الاقتصاص أو الإخبار واقع يوم ينفع، فـ {هَذَا} مبتدأ، و{يَوْمُ} خبره، والجمل حكاية للقول.
وقرأ الباقون {يَوْمُ يَنْفَعُ الصَّادِقِينَ} بالرفع.
والوجه أن اليوم خبر المبتدأ الذي هو {هَذَا}، واليوم مضاف إلى {يَنْفَعُ}، وهو فعل معرب، فلذلك صار يوم معربًا في كلتا القراءتين، ولم يبن إذ لم يكن مضافًا إلى مبني، والجملة التي هي {هَذَا يَوْمُ يَنْفَعُ}، في
[الموضح: 457]
موضع نصب؛ لأنه حكاية لقال كما سبق، وما كان حكاية للقول فموضعه نصب بأنه مفعول القول). [الموضح: 458]

قوله تعالى: {لِلّهِ مُلْكُ السَّمَاوَاتِ وَالأَرْضِ وَمَا فِيهِنَّ وَهُوَ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ (120)}


روابط مهمة:
- أقوال المفسرين


رد مع اقتباس
إضافة رد

مواقع النشر (المفضلة)

الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1)
 

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع


الساعة الآن 08:36 AM


Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd. TranZ By Almuhajir
جميع الحقوق محفوظة