العودة   جمهرة العلوم > قسم التفسير > جمهرة التفاسير > تفسير جزء عم

إضافة رد
 
أدوات الموضوع إبحث في الموضوع انواع عرض الموضوع
  #1  
قديم 21 جمادى الآخرة 1434هـ/1-05-2013م, 07:42 PM
الصورة الرمزية إشراق المطيري
إشراق المطيري إشراق المطيري غير متواجد حالياً
فريق الإشراف
 
تاريخ التسجيل: Jun 2010
المشاركات: 885
افتراضي تفسير سورة البينة [ من الآية (1) إلى الآية (5) ]

{لَمْ يَكُنِ الَّذِينَ كَفَرُوا مِنْ أَهْلِ الْكِتَابِ وَالْمُشْرِكِينَ مُنْفَكِّينَ حَتَّى تَأْتِيَهُمُ الْبَيِّنَةُ (1) رَسُولٌ مِنَ اللَّهِ يَتْلُو صُحُفًا مُطَهَّرَةً (2) فِيهَا كُتُبٌ قَيِّمَةٌ (3) وَمَا تَفَرَّقَ الَّذِينَ أُوتُوا الْكِتَابَ إِلَّا مِنْ بَعْدِ مَا جَاءَتْهُمُ الْبَيِّنَةُ (4) وَمَا أُمِرُوا إِلَّا لِيَعْبُدُوا اللَّهَ مُخْلِصِينَ لَهُ الدِّينَ حُنَفَاءَ وَيُقِيمُوا الصَّلَاةَ وَيُؤْتُوا الزَّكَاةَ وَذَلِكَ دِينُ الْقَيِّمَةِ (5) }

روابط مهمة:
- القراءات
- توجيه القراءات
- الوقف والابتداء


رد مع اقتباس
  #2  
قديم 21 جمادى الآخرة 1434هـ/1-05-2013م, 10:25 PM
الصورة الرمزية إشراق المطيري
إشراق المطيري إشراق المطيري غير متواجد حالياً
فريق الإشراف
 
تاريخ التسجيل: Jun 2010
المشاركات: 885
افتراضي

جمهرة تفاسير السلف

تفسير قوله تعالى: {لَمْ يَكُنِ الَّذِينَ كَفَرُوا مِنْ أَهْلِ الْكِتَابِ وَالْمُشْرِكِينَ مُنْفَكِّينَ حَتَّى تَأْتِيَهُمُ الْبَيِّنَةُ (1) }
قالَ عَبْدُ اللهِ بنُ وَهْبٍ المَصْرِيُّ (ت: 197 هـ): (وأخبرني ابن لهيعة عن أبي الأسود قال: رأيت مصحف عبد اللّه بن مسعودٍ: لم يكن أهل الكتاب والمشركين ذات اليهوديّة والنّصرانيّة والجّوسيّة وإنّ الدّين الحنيفيّة المسلمة غير المشركة لم يكونوا مفترقين حتّى تأتيهم البيّنة.
وقال أبو الأسود: وقال عروة بن الزّبير: إنّ النّاس اختلفوا في قراءة: {لم يكن الّذين كفروا من أهل الكتاب}، فدخل عمر بن الخطّاب على حفصة بأديمٍ، فقال: إذا دخل عليكم رسول اللّه صلّى اللّه عليه وسلّم فاسأليه يعلّمك: {لم يكن الّذين كفروا من أهل الكتاب}، وقولي له يكتبها لك في هذا الأديم؛ ففعلت فكتبها لها، فهي قراءة العامّة). [الجامع في علوم القرآن: 3/ 62]
قالَ عَبْدُ الرَّزَّاقِ بْنُ هَمَّامٍ الصَّنْعَانِيُّ (ت: 211هـ): (عن معمر، عن قتادة في قوله تعالى: {منفكين}، قال :منتهين عما هم فيه). [تفسير عبد الرزاق: 2/ 387]
قال محمدُ بنُ إسماعيلَ بن إبراهيم البخاريُّ (ت: 256هـ) : ({منفكّين} : «زائلين»). [صحيح البخاري: 6 / 175]
- قال أحمدُ بنُ عَلَيِّ بنِ حجرٍ العَسْقَلانيُّ (ت: 852هـ) : (قولُهُ: (مُنْفَكِّينَ: زَائِلِينَ) هُو قولُ أَبِي عُبَيْدَةَ). [فتح الباري: 8 / 725]
- قال محمودُ بنُ أحمدَ بنِ موسى العَيْنِيُّ (ت: 855هـ) : ( (مُنْفَكِّينَ: زَائِلِينَ)
أَشَارَ بِهِ إِلَى قَوْلِهِ تَعَالَى: {لَمْ يَكُنِ الَّذِينَ كَفَرُوا مِنْ أَهْلِ الْكِتَابِ وَالْمُشْرِكِينَ مُنْفَكِّينَ} وَفَسَّرَهُ بِقَوْلِهِ: زَائِلِينَ أَيْ: عَنْ كُفْرِهِمْ، وَأَصْلُ الْفَكِّ الْفَتْحُ وَمِنْهُ فَكُّ الْكِتَابِ). [عمدة القاري: 19 / 309]
- قال أحمدُ بنُ محمدِ بن أبي بكرٍ القَسْطَلاَّنيُّ (ت: 923هـ) : ( {مُنْفَكِّينَ} أي: (زَائِلِينَ) أي: عمَّا هم عليه). [إرشاد الساري: 7 / 429]
قالَ أبو جعفرٍ مُحَمَّدُ بْنُ جَرِيرٍ الطَّبَرِيُّ (ت: 310هـ) : (اخْتَلَفَ أهلُ التَأْوِيلِ في تَأْوِيلِ قَوْلِهِ: {لَمْ يَكُنِ الَّذِينَ كَفَرُوا مِنْ أَهْلِ الْكِتَابِ وَالْمُشْرِكِينَ مُنْفَكِّينَ حَتَّى تَأْتِيَهُمُ الْبَيِّنَةُ}.
فَقَالَ بعضُهُم: معنَى ذلكَ: لمْ يكنْ هؤلاءِ الكُفَّارُ مِنْ أهلِ التوراةِ وَالإِنجيلِ، وَالمشركونَ مِنْ عَبَدَةِ الأوثانِ {مُنْفَكِّينَ}. يَقُولُ: مُنْتَهِينَ، حتَّى يَأْتِيَهُمْ هذا القرآنُ.
وبِنَحْوِ الذي قُلْنَا في ذلكَ قَالَ أهلُ التَأْوِيلِ.
ذِكْرُ مَنْ قَالَ ذلكَ:
- حَدَّثَنِي محمدُ بنُ عمرٍو، قَالَ: ثنا أبو عاصمٍ، قَالَ: ثنا عِيسَى؛ وَحَدَّثَنِي الحارثُ، قَالَ: ثنا الحسنُ، قَالَ: ثنا وَرْقَاءُ، جميعاً عَنِ ابنِ أبي نَجِيحٍ، عَنْ مجاهدٍ في قولِ اللَّهِ: {مُنْفَكِّينَ} قَالَ: لمْ يَكُونُوا لِيَنْتَهُوا حتَّى يَتَبَيَّنَ لهُمُ الحقُّ.
- حَدَّثَنَا ابنُ عبدِ الأَعْلَى، قَالَ: ثنا ابنُ ثورٍ، عَنْ معمرٍ، عَنْ قتادةَ، فِي قَوْلِهِ: {مُنْفَكِّينَ}. قَالَ: مُنْتَهِينَ عَمَّا هم فيهِ.
- حَدَّثَنَا بشرٌ، قَالَ: ثنا يزيدُ، قَالَ: ثنا سعيدٌ، عَنْ قتادةَ، قولُهُ: {مُنْفَكِّينَ حَتَّى تَأْتِيَهُمُ الْبَيِّنَةُ}. أيْ: هَذَا القرآنُ.
- حَدَّثَنِي يونسُ، قَالَ: أَخْبَرَنَا ابنُ وَهبٍ، قَالَ: قَالَ ابْنُ زيدٍ في قولِ اللَّهِ: {وَالْمُشْرِكِينَ مُنْفَكِّينَ}. قَالَ: لمْ يَكُونُوا مُنْتَهِينَ حتَّى يَأْتِيَهُمْ ذلكَ المُنْفَكُّ.
وقالَ آخرونَ: بلْ مَعْنَى ذلكَ أنَّ أهلَ الكتابِ وَهُمُ المشركونَ لَمْ يَكُونُوا تَارِكِينَ صِفَةَ مُحَمَّدٍ في كِتَابِهِمْ، حتَّى بُعِثَ، فَلَمَّا بُعِثَ تَفَرَّقُوا فيهِ.
وأَوْلَى الأقوالِ في ذلكَ بالصحَّةِ أنْ يُقَالَ: معنَى ذلكَ: لمْ يَكُن الذينَ كَفَرُوا مِنْ أهلِ الكتابِ وَالمشركينَ مُفْتَرِقِينَ في أمرِ مُحَمَّدٍ، حتَّى تَأْتِيَهُمُ البَيِّنَةُ، وَهيَ إِرسالُ اللَّهِ إِيَّاهُ رسولاً إِلى خلقِهِ، {رَسُولٌ مِنَ اللَّهِ}.
وَقولُهُ: {مُنْفَكِّينَ} في هذا الموضعِ عندي مِنَ انْفِكَاكِ الشيئَيْنِ أَحَدِهِمَا مِنَ الآخرِ، وَلذلكَ صَلُحَ بغيرِ خَبَرٍ، وَلوْ كانَ بِمَعْنَى ما زَالَ احْتَاجَ إِلى خبرٍ يَكُونُ تَمَاماً لهُ، وَاسْتُؤْنِفَ قولُهُ {رَسُولٌ مِنَ اللَّهِ} وَهيَ نَكِرَةٌ على البَيِّنَةِ وَهيَ مَعْرِفَةٌ، كَمَا قِيلَ: {ذُو الْعَرْشِ الْمَجِيدُ فَعَّالٌ}. فَقَالَ: حتَّى يَأْتِيَهُمْ بَيَانُ أَمْرِ مُحَمَّدٍ أَنَّهُ رَسُولُ اللَّهِ، ببعثةِ اللَّهِ إِيَّاهُ إِليهم). [جامع البيان: 24 / 551-552]
قَالَ عَبْدُ الرَّحْمنِ بنُ الحَسَنِ الهَمَذَانِيُّ (ت: 352هـ): (ثنا إبراهيم قال ثنا آدم قال ثنا ورقاء عن ابن أبي نجيح عن مجاهد منفكين يعني منتهين يقول لم يكونوا ليؤمنوا حتى يتبين لهم الحق). [تفسير مجاهد: 2/ 774]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (أَخْرَجَ عبدُ الرَّزَّاقِ، وعبدُ بنُ حُمَيْدٍ، وابنُ جَرِيرٍ، وابنُ المُنْذِرِ، وابنُ أَبِي حَاتِمٍ، عن قَتَادَةَ: {لَمْ يَكُنِ الَّذِينَ كَفَرُوا مِنْ أَهْلِ الْكِتَابِ وَالْمُشْرِكِينَ مُنْفَكِّينَ}. قالَ: مُنْتَهِينَ عَمَّا هُمْ فيه، {حَتَّى تَأْتِيَهُمُ الْبَيِّنَةُ}. أي: هذا القرآنُ). [الدر المنثور: 15 / 575] (م)
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأَخْرَجَ ابنُ المُنْذِرِ، عن ابنِ عبَّاسٍ في قَوْلِه: {مُنْفَكِّينَ}. قالَ: بَرِحِينَ). [الدر المنثور: 15 / 575]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأَخْرَجَ الفِريَابِيُّ، وعبدُ بنُ حُمَيْدٍ، وابنُ جَرِيرٍ، وابنُ المُنْذِرِ، وابنُ أبي حاتمٍ، عن مُجَاهِدٍ: {مُنْفَكِّينَ}. قالَ: مُنْتَهِينَ؛ لم يَكُونُوا لِيُؤْمِنُوا حتى تُبَيِّنَ لهم الحقَّ). [الدر المنثور: 15 / 575]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأَخْرَجَ ابنُ المُنْذِرِ، عن ابنِ جُرَيْجٍ في قَوْلِه: {حَتَّى تَأْتِيَهُمُ الْبَيِّنَةُ}. قالَ: محمدٌ. وفي قَوْلِه: {وَذَلِكَ دِينُ الْقَيِّمَةِ}. قالَ: القَيِّمُ). [الدر المنثور: 15 / 575-576]

تفسير قوله تعالى: {رَسُولٌ مِنَ اللَّهِ يَتْلُو صُحُفًا مُطَهَّرَةً (2) }
قالَ أبو جعفرٍ مُحَمَّدُ بْنُ جَرِيرٍ الطَّبَرِيُّ (ت: 310هـ) : (ثمَّ تَرْجَمَ عَنِ البَيِّنَةِ، فَقَالَ: تِلْكَ البَيِّنَةُ {رَسُولٌ مِنَ اللَّهِ يَتْلُو صُحُفاً مُطَهَّرَةً}. يَقُولُ: يَقْرَأُ صُحُفاً مُطَهَّرَةً مِنَ البَاطِلِ). [جامع البيان: 24 / 552]
قالَ أبو جعفرٍ مُحَمَّدُ بْنُ جَرِيرٍ الطَّبَرِيُّ (ت: 310هـ) : (حَدَّثَنَا بشرٌ، قَالَ: ثنا يَزِيدُ، قَالَ: ثنا سَعِيدٌ، عَنْ قتادةَ {رَسُولٌ مِنَ اللَّهِ يَتْلُو صُحُفاً مُطَهَّرَةً}. يَذْكُرُ القرآنَ بِأَحْسَنِ الذِّكْرِ، وَيُثْنِي عَلَيْهِ بأحسنِ الثناءِ). [جامع البيان: 24 / 552-553] (م)
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (أَخْرَجَ عبدُ الرَّزَّاقِ، وعبدُ بنُ حُمَيْدٍ، وابنُ جَرِيرٍ، وابنُ المُنْذِرِ، وابنُ أَبِي حَاتِمٍ، عن قَتَادَةَ: {لَمْ يَكُنِ الَّذِينَ كَفَرُوا مِنْ أَهْلِ الْكِتَابِ وَالْمُشْرِكِينَ مُنْفَكِّينَ}. قالَ: مُنْتَهِينَ عَمَّا هُمْ فيه، {حَتَّى تَأْتِيَهُمُ الْبَيِّنَةُ}. أي: هذا القرآنُ، {رَسُولٌ مِنَ اللهِ يَتْلُو صُحُفاً مُطَهَّرَةً}. قالَ: يَذْكُرُ القرآنَ بأحسنِ الذكرِ، ويُثْنِي عليه بأحسنِ الثناءِ). [الدر المنثور: 15 / 575] (م)

تفسير قوله تعالى: {فِيهَا كُتُبٌ قَيِّمَةٌ (3)}
قال محمدُ بنُ إسماعيلَ بن إبراهيم البخاريُّ (ت: 256هـ) : ({قيّمةٌ} : «القائمة»). [صحيح البخاري: 6 / 175]
- قال أحمدُ بنُ عَلَيِّ بنِ حجرٍ العَسْقَلانيُّ (ت: 852هـ) : (قولُهُ: (قَيِّمَةٌ: القَائِمَةُ، دِينُ القَيِّمَةِ: أضافَ الدِّينَ إلى المُؤَنَّثِ) هُو قولُ أَبِي عُبَيْدَةَ بلَفْظِهِ، وأَخرَجَ ابنُ أَبِي حَاتِمٍ من طَرِيقِ مُقَاتِلِ بْنِ حَيَّانَ قَالَ: القَيِّمَةُ الحِسَابُ المُبِينُ). [فتح الباري: 8 / 725]
- قال محمودُ بنُ أحمدَ بنِ موسى العَيْنِيُّ (ت: 855هـ) : ( (الْقَيِّمَةُ: الْقَائِمَةُ، دِينُ الْقَيِّمَةِ: أَضَافَ الدِّينَ إِلَى الْمُؤَنَّثِ).
أَشَارَ بِهِ إِلَى قَوْلِهِ تَعَالَى: {وَذَلِكَ دِينُ الْقَيِّمَةِ} أَيْ: دِينُ الْمِلَّةِ الْقَائِمَةِ الْمُسْتَقِيمَةِ، فَالدِّينُ مُضَافٌ إِلَى مُؤَنَّثٍ وَهِيَ الْمِلَّةُ، وَالْقَيِّمَةُ صِفَتُهُ، فَحَذَفَ الْمَوْصُوفَ). [عمدة القاري: 19 / 309]
- قال أحمدُ بنُ محمدِ بن أبي بكرٍ القَسْطَلاَّنيُّ (ت: 923هـ) : ( (قَيِّمَةٌ) أي: (الْقَائِمَةُ دِينُ الْقَيِّمَةِ أَضَافَ الدِّينَ إلى الْمُؤَنَّثِ) على تأوِيلِ الدِّينِ بِالْمِلَّةِ، أو التَّاءُ تَاءُ الْمُبَالَغَةِ كَعَلاَّمَةٍ). [إرشاد الساري: 7 / 429]
قالَ أبو جعفرٍ مُحَمَّدُ بْنُ جَرِيرٍ الطَّبَرِيُّ (ت: 310هـ) : ({فِيهَا كُتُبٌ قَيِّمَةٌ}. يَقُولُ: في الصُّحُفِ المُطَهَّرَةِ كُتُبٌ مِنَ اللَّهِ قَيِّمَةٌ عادِلَةٌ مُسْتَقِيمَةٌ، ليسَ فيها خَطَأٌ؛ لأنَّها مِنْ عندِ اللَّهِ.
وبِنَحْوِ الذي قُلْنَا في ذلكَ قَالَ أهلُ التَأْوِيلِ.
ذِكْرُ مَنْ قَالَ ذلكَ.
- حَدَّثَنَا بشرٌ، قَالَ: ثنا يَزِيدُ، قَالَ: ثنا سَعِيدٌ، عَنْ قتادةَ {رَسُولٌ مِنَ اللَّهِ يَتْلُو صُحُفاً مُطَهَّرَةً}. يَذْكُرُ القرآنَ بِأَحْسَنِ الذِّكْرِ، وَيُثْنِي عَلَيْهِ بأحسنِ الثناءِ). [جامع البيان: 24 / 552-553]

تفسير قوله تعالى: {وَمَا تَفَرَّقَ الَّذِينَ أُوتُوا الْكِتَابَ إِلَّا مِنْ بَعْدِ مَا جَاءَتْهُمُ الْبَيِّنَةُ (4) }
قالَ أبو جعفرٍ مُحَمَّدُ بْنُ جَرِيرٍ الطَّبَرِيُّ (ت: 310هـ) : (وقولُهُ: {وَمَا تَفَرَّقَ الَّذِينَ أُوتُوا الْكِتَابَ إِلاَّ مِنْ بَعْدِ مَا جَاءَتْهُمُ الْبَيِّنَةُ}. يَقُولُ: وَما تَفَرَّقَ اليهودُ وَالنَّصَارَى في أمرِ مُحَمَّدٍ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، فَكَذَّبُوا بهِ، إِلاَّ مِنْ بعدِ ما جَاءَتْهُمُ البَيِّنَةُ، يَعْنِي: مِنْ بَعْدِ مَا جَاءَتْ هؤلاءِ اليهودَ وَالنصارَى {البَيِّنَةُ}، يَعْنِي بَيَانَ أَمْرِ مُحَمَّدٍ، أَنَّهُ رَسُولٌ بإِرسالِ اللَّهِ إِيَّاهُ إِلى خلقِهِ؛ يَقُولُ: فَلَمَّا بَعَثَهُ اللَّهُ تَفَرَّقُوا فيهِ، فَكَذَّبَ بِهِ بَعْضُهُمْ، وَآمَنَ بَعْضُهُمْ، وَقدْ كَانُوا قبلَ أنْ يُبْعَثَ غَيْرَ مُفْتَرِقِينَ فيهِ أَنَّهُ نَبِيٌّ). [جامع البيان: 24 / 553]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأَخْرَجَ ابنُ المُنْذِرِ، عن عِكْرِمَةَ في قَوْلِه: {مِنْ بَعْدِ مَا جَاءَتْهُمُ الْبَيِّنَةُ}. قالَ: محمدٌ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ). [الدر المنثور: 15 / 576]

تفسير قوله تعالى: {وَمَا أُمِرُوا إِلَّا لِيَعْبُدُوا اللَّهَ مُخْلِصِينَ لَهُ الدِّينَ حُنَفَاءَ وَيُقِيمُوا الصَّلَاةَ وَيُؤْتُوا الزَّكَاةَ وَذَلِكَ دِينُ الْقَيِّمَةِ (5) }
قال محمدُ بنُ إسماعيلَ بن إبراهيم البخاريُّ (ت: 256هـ) : ({دين القيّمة} : «أضاف الدّين إلى المؤنّث»). [صحيح البخاري: 6 / 175]
- قال أحمدُ بنُ عَلَيِّ بنِ حجرٍ العَسْقَلانيُّ (ت: 852هـ) : (قولُهُ: (قَيِّمَةٌ: القَائِمَةُ، دِينُ القَيِّمَةِ: أضافَ الدِّينَ إلى المُؤَنَّثِ) هُو قولُ أَبِي عُبَيْدَةَ بلَفْظِهِ، وأَخرَجَ ابنُ أَبِي حَاتِمٍ من طَرِيقِ مُقَاتِلِ بْنِ حَيَّانَ قَالَ: القَيِّمَةُ الحِسَابُ المُبِينُ). [فتح الباري: 8 / 725] (م)
- قال محمودُ بنُ أحمدَ بنِ موسى العَيْنِيُّ (ت: 855هـ) : ( (الْقَيِّمَةُ: الْقَائِمَةُ، دِينُ الْقَيِّمَةِ: أَضَافَ الدِّينَ إِلَى الْمُؤَنَّثِ).
أَشَارَ بِهِ إِلَى قَوْلِهِ تَعَالَى: {وَذَلِكَ دِينُ الْقَيِّمَةِ} أَيْ: دِينُ الْمِلَّةِ الْقَائِمَةِ الْمُسْتَقِيمَةِ، فَالدِّينُ مُضَافٌ إِلَى مُؤَنَّثٍ وَهِيَ الْمِلَّةُ، وَالْقَيِّمَةُ صِفَتُهُ، فَحَذَفَ الْمَوْصُوفَ). [عمدة القاري: 19 / 309] (م)
- قال أحمدُ بنُ محمدِ بن أبي بكرٍ القَسْطَلاَّنيُّ (ت: 923هـ) : ( (قَيِّمَةٌ) أي: (الْقَائِمَةُ دِينُ الْقَيِّمَةِ أَضَافَ الدِّينَ إلى الْمُؤَنَّثِ) على تأوِيلِ الدِّينِ بِالْمِلَّةِ، أو التَّاءُ تَاءُ الْمُبَالَغَةِ كَعَلاَّمَةٍ). [إرشاد الساري: 7 / 429] (م)
قالَ أبو جعفرٍ مُحَمَّدُ بْنُ جَرِيرٍ الطَّبَرِيُّ (ت: 310هـ) : (يَقُولُ تعالى ذِكْرُهُ: وَما أَمَرَ اللَّهُ هؤلاءِ اليهودَ وَالنصارَى الذينَ هم أَهْلُ الكتابِ إِلاَّ أنْ يَعْبُدُوا اللَّهَ مُخْلِصِينَ لهُ الدِّينَ؛ يَقُولُ: مُفْرِدِينَ لهُ الطاعةَ، لا يَخْلُطُونَ طَاعَتَهُمْ رَبَّهُم بِشِرْكٍ، فَأَشْرَكَت اليهودُ بِرَبِّهَا بقولِهِم: إِنَّ عُزَيْراً ابنُ اللَّهِ، وَالنَّصَارَى بقولِهِم في المسيحِ مثلَ ذلكَ، وَجُحُودِهِم نُبُوَّةَ مُحَمَّدٍ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ.
وقولُهُ: {حُنَفَاءَ} قدْ مَضَى بَيَانُنَا معنى الحنيفيَّةِ قبلُ بِشَوَاهِدِهِ المُغْنِيَةِ عَنْ إِعادَتِهَا، غيرُ أَنَّا نَذْكُرُ بعضَ ما لمْ نَذْكُرْ قبلُ مِنَ الأخبارِ في ذلكَ.
ذِكْرُ مَنْ قَالَ ذلكَ:
- حَدَّثَنِي محمدُ بنُ سعدٍ، قَالَ: ثني أَبِي، قَالَ: ثني عَمِّي، قَالَ: ثني أَبِي، عَنْ أَبِيهِ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ، فِي قَوْلِهِ: {مُخْلِصِينَ لَهُ الدِّينَ حُنَفَاءَ}. يَقُولُ: حُجَّاجاً مُسْلِمِينَ غيرَ مُشْرِكِينَ، يَقُولُ: {وَيُقِيمُوا الصَّلاةَ وَيُؤْتُوا الزَّكَاةَ}. وَيَحُجُّوا {ذَلِكَ دِينُ الْقَيِّمَةِ}.
- حَدَّثَنَا بشرٌ، قَالَ: ثنا يزيدُ، قَالَ: ثنا سعيدٌ، عَنْ قتادةَ، قولُهُ: {وَمَا أُمِرُوا إِلاَّ لِيَعْبُدُوا اللَّهَ مُخْلِصِينَ لَهُ الدِّينَ حُنَفَاءَ}. وَالحنيفيَّةُ: الخِتَانُ، وَتَحْرِيمُ الأُمَّهَاتِ وَالبَنَاتِ وَالأخواتِ وَالعمَّاتِ، وَالخالاتِ، وَالمَنَاسِكُ.
وقولُهُ: {وَيُقِيمُوا الصَّلاةَ وَيُؤْتُوا الزَّكَاةَ}. يَقُولُ: وَلْيُقِيمُوا الصلاةَ، وَلْيُؤْتُوا الزكاةَ.
وقولُهُ: {وَذَلِكَ دِينُ الْقَيِّمَةِ}. يَعْنِي أنَّ هذا الذي ذُكِرَ أَنَّهُ أُمِرَ بهِ هؤلاءِ الذينَ كَفَرُوا مِنْ أهلِ الكتابِ وَالمُشْرِكِينَ، هوَ الدينُ القَيِّمَةُ، وَيَعْنِي بالقيمةِ: المُسْتَقِيمَةَ العادلةَ، وَأُضِيفَ الدينُ إِلى القيِّمَةِ، وَالدينُ هوَ القَيِّمُ، وَهوَ مِنْ نَعْتِهِ لاختلافِ لَفْظَيْهِمَا. وَهيَ في قراءةِ عَبْدِ اللَّهِ فيما أَرَى فيما ذُكِرَ لَنَا: (وَذَلِكَ الدِّينُ الْقَيِّمَةُ) وَأُنِّثَتِ الْقَيِّمَةُ؛ لأنَّها جُعِلَتْ صِفَةً للمِلَّةِ، كأنَّهُ قيلَ: وَذلكَ المِلَّةُ القَيِّمَةُ، دُونَ اليَهُودِيَّةِ وَالنَّصْرَانِيَّةِ.
وبِنَحْوِ الذي قُلْنَا في ذلكَ قَالَ أهلُ التَأْوِيلِ.
ذِكْرُ مَنْ قَالَ ذلكَ:
- حَدَّثَنَا بشرٌ، قَالَ: ثنا يَزِيدُ، قَالَ: ثنا سَعِيدٌ، عَنْ قتادةَ: {وَذَلِكَ دِينُ الْقَيِّمَةِ}. هوَ الدينُ الذي بَعَثَ اللَّهُ بهِ رسولَهُ، وَشَرَعَ لِنَفْسِهِ، وَرَضِيَ بهِ.
- حَدَّثَنِي يونسُ، قَالَ: أَخْبَرَنَا ابنُ وَهبٍ، قَالَ: قَالَ ابْنُ زيدٍ فِي قَوْلِهِ: {كُتُبٌ قَيِّمَةٌ}، {وَذَلِكَ دِينُ الْقَيِّمَةِ}. قَالَ: هوَ وَاحدٌ؛ قَيِّمَةٌ: مُسْتَقِيمَةٌ مُعْتَدِلَةٌ). [جامع البيان: 24 / 553-555]
قال محمدُ بنُ عبدِ اللهِ الحاكمُ النَّيْسابوريُّ (ت: 405هـ): (أخبرنا أبو زكريّا العنبريّ، ثنا محمّد بن عبد السّلام، ثنا إسحاق، أنبأ جريرٌ، عن مغيرة، قال: سمعت الفضيل بن عمرٍو، يقول لأبي وائلٍ شقيق بن سلمة: أسمعت عبد اللّه بن مسعودٍ رضي اللّه عنه، يقول: «من قال إنّي مؤمنٌ فليقل إنّي في الجنّة» فقال: نعم، فقال المغيرة: وقرأ أبو وائلٍ شقيق بن سلمة: لم يكن الّذين كفروا من أهل الكتاب حتّى بلغ {وما أمروا إلّا ليعبدوا اللّه مخلصين له الدّين} إلى قوله تعالى: {وذلك دين القيّمة} قرأها وهو يعرّض بالمرجئة «هذا حديثٌ صحيح الإسناد ولم يخرّجاه»). [المستدرك: 2 / 579]
قال عليُّ بنُ أبي بكرٍ بن سُليمَان الهَيْثَميُّ (ت: 807هـ) : (عن أبي واقِدٍ اللَّيْثِيِّ قالَ: كُنَّا نأتِي النبيَّ صَلَّى اللهُ عليه وسَلَّمَ إذا أُنْزِلَ عليه الوَحْيُ فيُحَدِّثُنا، قالَ لنا ذاتَ يومٍ: «إِنَّ اللهَ عَزَّ وَجَلَّ قَالَ: إِنَّا أَنْزَلْنَا الْمَالَ لإِقَامِ الصَّلاَةِ وَإِيتَاءِ الزَّكَاةِ، وَلَوْ كَانَ لابْنِ آدَمَ وَادٍ لأَحَبَّ أَنْ يَكُونَ إِلَيْهِ ثَانٍ، وَلَوْ كَانَ لَهُ وَادِيَانِ لأَحَبَّ أَنْ يَكُونَ إِلَيْهِمَا ثَالِثٌ، ولاَ يَمْلأُ جَوْفَ ابنِ آدَمَ إِلاَّ التُّرَابُ، ثُمَّ يَتُوبُ اللهُ على مَن تَابَ».
رَوَاه أحمدُ والطبرانيُّ، ورِجالُ أحمدَ رجالُ الصحيحِ). [مجمع الزوائد: 7 / 140]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (أَخْرَجَ عبدُ الرَّزَّاقِ، وعبدُ بنُ حُمَيْدٍ، وابنُ جَرِيرٍ، وابنُ المُنْذِرِ، وابنُ أَبِي حَاتِمٍ، عن قَتَادَةَ: {لَمْ يَكُنِ الَّذِينَ كَفَرُوا مِنْ أَهْلِ الْكِتَابِ وَالْمُشْرِكِينَ مُنْفَكِّينَ}. قالَ: مُنْتَهِينَ عَمَّا هُمْ فيه، {حَتَّى تَأْتِيَهُمُ الْبَيِّنَةُ}. أي: هذا القرآنُ، {رَسُولٌ مِنَ اللهِ يَتْلُو صُحُفاً مُطَهَّرَةً}. قالَ: يَذْكُرُ القرآنَ بأحسنِ الذكرِ، ويُثْنِي عليه بأحسنِ الثناءِ، {وَمَا أُمِرُوا إِلاَّ لِيَعْبُدُوا اللهَ مُخْلِصِينَ لَهُ الدِّينَ حُنَفَاءَ} وَالْحَنِيفِيَّةُ الْخِتَانُ وَتَحْرِيمُ الأُمَّهَاتِ وَالْبَنَاتِ وَالأَخَوَاتِ وَالْعَمَّاتِ وَالْخَالاَتِ، وَالْمَنَاسِكُ {وَيُقِيمُوا الصَّلاَةَ وَيُؤْتُوا الزَّكَاةَ وَذَلِكَ دِينُ الْقَيِّمَةِ}. قالَ: هو الدِّينُ الذي بَعَثَ اللهُ به رسلَه وشَرَعَ لنفسِه ورَضِيَه). [الدر المنثور: 15 / 575]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأَخْرَجَ ابنُ المُنْذِرِ، عن ابنِ جُرَيْجٍ في قَوْلِه: {حَتَّى تَأْتِيَهُمُ الْبَيِّنَةُ}. قالَ: محمدٌ. وفي قَوْلِه: {وَذَلِكَ دِينُ الْقَيِّمَةِ}. قالَ: القَيِّمُ). [الدر المنثور: 15 / 575-576] (م)
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأَخْرَجَ ابنُ أبي حاتمٍ، عن مَعْقِلٍ، قالَ: قُلْتُ للزُّهْرِيِّ: يزْعُمُونَ أنَّ الصلاةَ والزكاةَ ليسَ مِن الإيمانِ؟ فَقَرَأَ: {وَمَا أُمِرُوا إِلاَّ لِيَعْبُدُوا اللهَ مُخْلِصِينَ لَهُ الدِّينَ حُنَفَاءَ وَيُقِيمُوا الصَّلاَةَ وَيُؤْتُوا الزَّكَاةَ وَذَلِكَ دِينُ الْقَيِّمَةِ} تَرَى هذا مِن الإيمانِ أم لا؟). [الدر المنثور: 15 / 576]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأَخْرَجَ ابنُ المُنْذِرِ، عن عَطَاءِ بنِ أبي رَبَاحٍ، أنه قيلَ له: إنَّ قَوْماً قالوا: إنَّ الصلاةَ والزكاةَ ليسا مِن الدِّينِ. فقالَ: أليسَ يقولُ اللهُ: {وَمَا أُمِرُوا إِلاَّ لِيَعْبُدُوا اللهَ مُخْلِصِينَ لَهُ الدِّينَ حُنَفَاءَ وَيُقِيمُوا الصَّلاةَ وَيُؤْتُوا الزَّكَاةَ وَذَلِكَ دِينُ الْقَيِّمَةِ}؟ فالصلاةُ والزكاةُ مِن الدينِ). [الدر المنثور: 15 / 576]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأَخْرَجَ عبدُ بنُ حُمَيْدٍ، عن مُغِيرةِ، قالَ: كانَ أبو وَائلٍ إذَا سُئِلَ عن شيءٍ من الإيمانِ قَرَأَ: {لَمْ يَكُنِ الَّذِينَ كَفَرُوا مِنْ أَهْلِ الْكِتَابِ} إلى قولِه: {وَمَا أُمِرُوا إِلاَّ لِيَعْبُدُوا اللهَ مُخْلِصِينَ لَهُ الدِّينَ} ). [الدر المنثور: 15 / 576]


رد مع اقتباس
  #3  
قديم 29 رجب 1434هـ/7-06-2013م, 03:58 PM
أم سهيلة أم سهيلة غير متواجد حالياً
إدارة الجمهرة
 
تاريخ التسجيل: Mar 2013
المشاركات: 2,672
افتراضي

التفسير اللغوي

تفسير قوله تعالى: {لَمْ يَكُنِ الَّذِينَ كَفَرُوا مِنْ أَهْلِ الْكِتَابِ وَالْمُشْرِكِينَ مُنْفَكِّينَ حَتَّى تَأْتِيَهُمُ الْبَيِّنَةُ (1)}
قالَ يَحْيَى بْنُ زِيَادٍ الفَرَّاءُ (ت: 207هـ): (قوله عز وجل: {لم يكن الّذين كفروا من أهل الكتاب والمشركين منفكّين حتّى تأتيهم البيّنة...}.
يعني: النبي صلى الله عليه وسلم، وهي في قراءة عبد الله: (لم يكن المشركون وأهل الكتاب منفكّين) فقد اختلف التفسير:
- فقيل: لم يكونوا منفكين منتهين حتى تأتيهم البينة، يعني: بعثه محمد صلى الله عليه وسلم والقرآن.
- وقال آخرون: لم يكونوا تاركين لصفة محمد صلى الله عليه وسلم في كتابهم: أنه نبيّ حتى ظهر، تفرقوا واختلفوا، ويصدّق ذلك). [معاني القرآن: 3/ 281]
قالَ أَبُو عُبَيْدَةَ مَعْمَرُ بْنُ الْمُثَنَّى التَّيْمِيُّ (ت: 210هـ): ({منفكين} أي زائلين {حتّى تأتيهم البيّنة}). [مجاز القرآن: 2/ 306]
قَالَ عَبْدُ اللهِ بنُ يَحْيَى بْنِ المُبَارَكِ اليَزِيدِيُّ (ت: 237هـ): ({منفكين}: أي زائلين). [غريب القرآن وتفسيره: 436]
قَالَ عَبْدُ اللهِ بْنُ مُسْلِمِ بْنِ قُتَيْبَةَ الدِّينَوَرِيُّ (ت: 276هـ):
({منفكّين}: زائلين. يقال: ما أنفكّ في كذا، أي لا أزال).
[تفسير غريب القرآن: 534]
قَالَ إِبْرَاهِيمُ بْنُ السَّرِيِّ الزَّجَّاجُ (ت: 311هـ): (قوله عزّ وجلّ: {لم يكن الّذين كفروا من أهل الكتاب والمشركين منفكّين حتّى تأتيهم البيّنة (1)}
{المشركين} في موضع جر عطف على أهل الكتاب، المعنى لم يكن الذين كفروا من أهل الكتاب ومن المشركين.
وقوله: {منفكّين حتّى تأتيهم البيّنة} أي لم يكونوا منفكين من كفرهم، ومعنى منفكين منتهين عن كفرهم). [معاني القرآن: 5/ 349]
قَالَ مَكِّيُّ بْنُ أَبِي طَالِبٍ القَيْسِيُّ (ت: 437هـ): ({مُنفَكِّينَ} أي زائلين). [تفسير المشكل من غريب القرآن: 305]
قَالَ مَكِّيُّ بْنُ أَبِي طَالِبٍ القَيْسِيُّ (ت: 437هـ): ({مُنفَكِّينَ}: ذاهبين). [العمدة في غريب القرآن: 351]

تفسير قوله تعالى: {رَسُولٌ مِنَ اللَّهِ يَتْلُو صُحُفًا مُطَهَّرَةً (2)}
قالَ يَحْيَى بْنُ زِيَادٍ الفَرَّاءُ (ت: 207هـ): (وقوله عزّ وجل: {رسولٌ مّن اللّه...} نكرة استؤنف على البينة، وهي معرفة، كما قال: {ذو العرش المجيد، فعّالٌ لما يريد} وهي في قراءة أبي: (رسولاً من الله) بالنصب على الانقطاع من البيّنة). [معاني القرآن: 3/ 281]
قَالَ إِبْرَاهِيمُ بْنُ السَّرِيِّ الزَّجَّاجُ (ت: 311هـ): (وقوله: {رسول من اللّه يتلو} يرتفع على ضربين:
أحدهما: على البدل من {البيّنة}، المعنى حتى يأتيهم رسول من اللّه.
والضرب الثاني: على تفسير {البيّنة}، و {البيّنة}
{رسول من اللّه يتلو صحفا مطهّرة} أي مطهرة من الأدناس والباطل، قال الله عزّ وجلّ: {في صحف مكرّمة (13) مرفوعة مطهّرة (14)}). [معاني القرآن: 5/ 349]

تفسير قوله تعالى: {فِيهَا كُتُبٌ قَيِّمَةٌ (3)}
قالَ أَبُو عُبَيْدَةَ مَعْمَرُ بْنُ الْمُثَنَّى التَّيْمِيُّ (ت: 210هـ): ({كتبٌ قيّمةٌ} القائمة العادلة). [مجاز القرآن: 2/ 306]
قَالَ عَبْدُ اللهِ بْنُ مُسْلِمِ بْنِ قُتَيْبَةَ الدِّينَوَرِيُّ (ت: 276هـ): ({كتبٌ قيّمةٌ}: عادلة). [تفسير غريب القرآن: 534]
قَالَ إِبْرَاهِيمُ بْنُ السَّرِيِّ الزَّجَّاجُ (ت: 311هـ): (وقوله: {فيها كتب قيّمة (3)} أي كتب غير ذات عوج مستقيمة تبيّن الحقّ من الباطل على الاستواء والبرهان). [معاني القرآن: 5/ 349-350]
قَالَ مَكِّيُّ بْنُ أَبِي طَالِبٍ القَيْسِيُّ (ت: 437هـ): ({كُتُبٌ قَيِّمَةٌ} أي عادلة). [تفسير المشكل من غريب القرآن: 305]

تفسير قوله تعالى: {وَمَا تَفَرَّقَ الَّذِينَ أُوتُوا الْكِتَابَ إِلَّا مِنْ بَعْدِ مَا جَاءَتْهُمُ الْبَيِّنَةُ (4)}
قالَ يَحْيَى بْنُ زِيَادٍ الفَرَّاءُ (ت: 207هـ): (وقوله عز وجل: {وما تفرّق الّذين أوتوا الكتاب إلاّ من بعد ما جاءتهم البيّنة...} وقد يكون الانفكاك على جهة يزال، ويكون على الانفكاك الذي تعرفه، فإذا كنت على جهة يزال فلا بد لها من فعل، وأن يكون معها جحد، فتقول، ما انفككت أذكرك، تريد: ما زلت أذكرك، فإذا كانت على غير معنى: يزال، قلت: قد انفككت منك، وانفك الشيء من الشيء، فيكون بلا جحد، وبلا فعل، وقد قال ذو الرمة:
قلائص لا تنفك إلاّ مناخة.......على الخسف أو ترمي بلداً قفرا
فلم يدخل فيها إلا (إلاّ) وهو ينوي بها التمام وخلاف: يزال، لأنك لا تقول: ما زلت إلا قائماً). [معاني القرآن: 3/ 281]
قَالَ إِبْرَاهِيمُ بْنُ السَّرِيِّ الزَّجَّاجُ (ت: 311هـ): (قوله: {وما تفرّق الّذين أوتوا الكتاب إلّا من بعد ما جاءتهم البيّنة (4)} أي ما تفرقوا في ملكهم وكفرهم بالنبي عليه السلام إلا من بعد أن تبينوا أنه الذي وعدوا به في التوراة والإنجيل). [معاني القرآن: 5/ 350]

تفسير قوله تعالى: {وَمَا أُمِرُوا إِلَّا لِيَعْبُدُوا اللَّهَ مُخْلِصِينَ لَهُ الدِّينَ حُنَفَاءَ وَيُقِيمُوا الصَّلَاةَ وَيُؤْتُوا الزَّكَاةَ وَذَلِكَ دِينُ الْقَيِّمَةِ (5)}
قالَ يَحْيَى بْنُ زِيَادٍ الفَرَّاءُ (ت: 207هـ): (وقوله تبارك وتعالى: {وما أمروا إلاّ ليعبدوا اللّه...} العرب تجعل اللام في موضع (أن) في الأمر والإرادة كثيراً؛ من ذلك قول الله تبارك وتعالى: {يريد الله ليبيّن لكم}، و{يريدون ليطفئوا}. وقال في الأمر في غير موضع من التنزيل، {وأمرنا لنسلم لربّ العالمين} وهي في قراءة عبد الله: (وما أمروا إلاّ أن يعبدوا الله مخلصين).
وفي قراءة عبد الله: (ذلك الدين القيمة) وفي قراءتنا (وذلك دين القيّمة) وهو مما يضاف إلى نفسه لاختلاف لفظيه. وقد فسر في غير موضع). [معاني القرآن: 3/ 282]
قالَ أَبُو عُبَيْدَةَ مَعْمَرُ بْنُ الْمُثَنَّى التَّيْمِيُّ (ت: 210هـ): ({دين القيّمة} أضاف الدين إلى المؤنث). [مجاز القرآن: 2/ 306]
قَالَ إِبْرَاهِيمُ بْنُ السَّرِيِّ الزَّجَّاجُ (ت: 311هـ): ({وما أمروا إلّا ليعبدوا اللّه مخلصين له الدّين حنفاء ويقيموا الصّلاة ويؤتوا الزّكاة وذلك دين القيّمة (5)} أي يعبدونه موحّدين له لايعبدون معه غيره، (حنفاء) على دين إبراهيم ودين محمد عليه السلام.
{ويقيموا الصّلاة ويؤتوا الزّكاة} أي يؤمنوا مع التوحيد بالنبي -صلى الله عليه وسلم- ويقيموا شرائعه.
{وذلك دين القيّمة} أي وذلك دين الأمة القيّمة بالحق فيكون ذلك دين الملّة المستقيمة). [معاني القرآن: 5/ 350]
قَالَ غُلاَمُ ثَعْلَبٍ مُحَمَّدُ بنُ عَبْدِ الوَاحِدِ البَغْدَادِيُّ (ت: 345هـ): ({وذلك دين القيمة} قال الإمامان: هاهنا مضمر، كأنه قال: وذلك دين الملة القيمة، فكأنة نعت مضمر محذوف، كما قال جل وعز: {ربنا ما خلقت هذا باطلا} أي: خلقا باطلا). [ياقوتة الصراط: 587]
قَالَ مَكِّيُّ بْنُ أَبِي طَالِبٍ القَيْسِيُّ (ت: 437هـ): ({الْقَيِّمَةِ}: الملة). [العمدة في غريب القرآن: 352]


رد مع اقتباس
  #4  
قديم 29 رجب 1434هـ/7-06-2013م, 04:00 PM
أم سهيلة أم سهيلة غير متواجد حالياً
إدارة الجمهرة
 
تاريخ التسجيل: Mar 2013
المشاركات: 2,672
افتراضي

التفسير اللغوي المجموع
[ما استخلص من كتب علماء اللغة مما له صلة بهذا الدرس]

تفسير قوله تعالى: {لَمْ يَكُنِ الَّذِينَ كَفَرُوا مِنْ أَهْلِ الْكِتَابِ وَالْمُشْرِكِينَ مُنْفَكِّينَ حَتَّى تَأْتِيَهُمُ الْبَيِّنَةُ (1)}

تفسير قوله تعالى: {رَسُولٌ مِنَ اللَّهِ يَتْلُو صُحُفًا مُطَهَّرَةً (2)}

تفسير قوله تعالى: {فِيهَا كُتُبٌ قَيِّمَةٌ (3)}

تفسير قوله تعالى: {وَمَا تَفَرَّقَ الَّذِينَ أُوتُوا الْكِتَابَ إِلَّا مِنْ بَعْدِ مَا جَاءَتْهُمُ الْبَيِّنَةُ (4)}

تفسير قوله تعالى: {وَمَا أُمِرُوا إِلَّا لِيَعْبُدُوا اللَّهَ مُخْلِصِينَ لَهُ الدِّينَ حُنَفَاءَ وَيُقِيمُوا الصَّلَاةَ وَيُؤْتُوا الزَّكَاةَ وَذَلِكَ دِينُ الْقَيِّمَةِ (5)}
قَالَ أَبُو عُبَيْدٍ القَاسِمُ بنُ سَلاَّمٍ الهَرَوِيُّ (ت: 224هـ): (في حديث النبي صلى الله عليه وسلم حين أتاه عمر، فقال: إنا نسمع أحاديث من يهود تعجبنا، أفترى أن نكتب بعضها؟
فقال: «أمتهوكون أنتم كما تهوكت اليهود والنصارى؟ لقد جئتكم بها بيضاء نقية، ولو كان موسى حيا ما وسعه إلا اتباعي».
قال: حدثناه هشيم قال: أخبرنا مجالد عن الشعبي عن جابر بن عبد الله عن النبي صلى الله عليه وسلم.
وتفسير هذا الحرف في حديث آخر:
قال: حدثناه معاذ عن ابن عون عن الحسن يرفعه، نحو ذلك.
قال: قال ابن عون:
فقلت للحسن: ما متهوكون؟ قال: متحيرون.
يقول: أمتحيرون أنتم في الإسلام لا تعرفون دينكم حتى تأخذوه من اليهود والنصارى؟
فمعناه أنه كره أخذ العلم من أهل الكتاب.
وأما قوله: «لقد جئتكم بها بيضاء نقية»، فإنه أراد الملة الحنيفية، فلذلك جاء التأنيث، كقول الله تبارك وتعالى: {وذلك دين القيمة}.
إنما هي فيما يفسر: الملة الحنيفية). [غريب الحديث: 2/ 322-325]
قالَ أبو العبَّاسِ أَحمدُ بنُ يَحْيَى الشَّيبانِيُّ - ثَعْلَبُ - (ت: 291هـ): ( {دِينُ الْقَيِّمَةِ} قال: الأمة القيمة). [مجالس ثعلب: 59]

قالَ أبو العبَّاسِ أَحمدُ بنُ يَحْيَى الشَّيبانِيُّ - ثَعْلَبُ - (ت: 291هـ): ({وَذَلِكَ دِينُ الْقَيِّمَةِ} قال: الأمة القيمة). [مجالس ثعلب: 317]


رد مع اقتباس
  #5  
قديم 10 محرم 1436هـ/2-11-2014م, 11:01 AM
أم إسماعيل أم إسماعيل غير متواجد حالياً
إدارة الجمهرة
 
تاريخ التسجيل: Dec 2010
المشاركات: 4,914
افتراضي

تفاسير القرن الثالث الهجري
...

رد مع اقتباس
  #6  
قديم 10 محرم 1436هـ/2-11-2014م, 11:01 AM
أم إسماعيل أم إسماعيل غير متواجد حالياً
إدارة الجمهرة
 
تاريخ التسجيل: Dec 2010
المشاركات: 4,914
افتراضي

تفاسير القرن الرابع الهجري
...

رد مع اقتباس
  #7  
قديم 10 محرم 1436هـ/2-11-2014م, 11:02 AM
أم إسماعيل أم إسماعيل غير متواجد حالياً
إدارة الجمهرة
 
تاريخ التسجيل: Dec 2010
المشاركات: 4,914
افتراضي

تفاسير القرن الخامس الهجري
....

رد مع اقتباس
  #8  
قديم 10 محرم 1436هـ/2-11-2014م, 11:02 AM
أم إسماعيل أم إسماعيل غير متواجد حالياً
إدارة الجمهرة
 
تاريخ التسجيل: Dec 2010
المشاركات: 4,914
افتراضي

تفاسير القرن السادس الهجري

تفسير قوله تعالى: {لَمْ يَكُنِ الَّذِينَ كَفَرُوا مِنْ أَهْلِ الْكِتَابِ وَالْمُشْرِكِينَ مُنْفَكِّينَ حَتَّى تَأْتِيَهُمُ الْبَيِّنَةُ (1)}
قالَ عَبْدُ الحَقِّ بنُ غَالِبِ بنِ عَطِيَّةَ الأَنْدَلُسِيُّ (ت:546هـ) : (قوله عزّ وجلّ: {لم يكن الّذين كفروا من أهل الكتاب والمشركين منفكّين حتّى تأتيهم البيّنة * رسولٌ مّن اللّه يتلو صحفًا مّطهّرةً * فيها كتبٌ قيّمةٌ * وما تفرّق الّذين أوتوا الكتاب إلّا من بعد ما جاءتهم البيّنة * وما أمروا إلّا ليعبدوا اللّه مخلصين له الدّين حنفاء ويقيموا الصّلاة ويؤتوا الزّكاة وذلك دين القيّمة}
في حرف أبيٍّ: (ما كان للّذين)، وفي حرف ابن مسعودٍ: (لم يكن المشركون وأهل الكتاب منفكّين).
وقوله تعالى: {منفكّين} معناه: منفصلين متفرّقين، تقول: (انفكّ الشيء عن الشيء) إذا انفصل عنه، و(ما انفكّ) التي هي من أخوات (كان) لا مدخل لها في هذه الآية، ونفى في هذه الآية أن تكون هذه الصيغة منفكّةً.
واختلف الناس عن ماذا؟ قال مجاهدٌ وغيره:
«لم يكونوا منفكّين عن الكفر والضلال حتى جاءتهم البيّنة، وأوقع المستقبل موقع الماضي في {تأتيهم}؛ لأنّ باقي الشريعة وعظمها لم يرد بعد».
وقال الفرّاء وغيره:
«لم يكونوا منفكّين عن معرفة صحّة نبوّة محمّدٍ صلّى اللّه عليه وسلّم والتوكف لأمره حتى جاءتهم البيّنة، فتفرّقوا عند ذلك، وذهب بعض النّحويّين إلى أنّ هذا النفي المتقدّم مع {منفكّين} يجعلها تلك التي هي مع (كان)، ويرى التقدير في خبرها: عارفين لأمر محمّدٍ صلّى اللّه عليه وسلّم أو نحو هذا».
ويتّجه في معنى الآية قولٌ ثالثٌ بارع المعنى، وذلك أن يكون المراد: لم يكن هؤلاء القوم منفكّين من أمر اللّه تعالى وقدرته ونظره لهم حتى يبعث إليهم رسولًا منذرًا، تقوم عليهم به الحجّة، وتتمّ على من آمن النعمة، فكأنه تعالى قال: ما كانوا ليتركوا سدًى، ولهذا نظائر في كتاب اللّه تعالى.
وقرأ بعض الناس: (والمشركون) بالرفع، وقرأ الجمهور: {والمشركين} بالخفض، ومعناهما بيّنٌ.
و(البيّنة) معناه: القصّة البيّنة والجليّةٌ، والمراد محمّدٌ صلّى اللّه عليه وسلّم). [المحرر الوجيز: 8/ 662-663]

تفسير قوله تعالى: {رَسُولٌ مِنَ اللَّهِ يَتْلُو صُحُفًا مُطَهَّرَةً (2)}
قالَ عَبْدُ الحَقِّ بنُ غَالِبِ بنِ عَطِيَّةَ الأَنْدَلُسِيُّ (ت:546هـ) : (وقرأ الجمهور: {رسولٌ} بالرفع، وقرأ أبيّ بن كعبٍ: (رسولًا) بالنصب على الحال.
والصّحف المطهّرة: القرآن في صحفه. قاله الضّحّاك، وقتادة، وقال الحسن: «الصّحف المطهّرة في السماء»). [المحرر الوجيز: 8/ 663]

تفسير قوله تعالى: {فِيهَا كُتُبٌ قَيِّمَةٌ (3)}
قالَ عَبْدُ الحَقِّ بنُ غَالِبِ بنِ عَطِيَّةَ الأَنْدَلُسِيُّ (ت:546هـ) : (وقوله تعالى: {فيها كتبٌ قيّمةٌ} فيه حذف مضافٍ، تقديره: فيها أحكام كتبٍ قيّمةٍ.
و{قيّمةٌ} معناه: قائمةٌ معتدلةٌ، آخذةٌ للناس بالعدل، وهو بناء مبالغةٍ، فإلى {قيّمةٌ} هو ذكر من آمن من الطائفتين). [المحرر الوجيز: 8/ 663]

تفسير قوله تعالى: {وَمَا تَفَرَّقَ الَّذِينَ أُوتُوا الْكِتَابَ إِلَّا مِنْ بَعْدِ مَا جَاءَتْهُمُ الْبَيِّنَةُ (4)}
قالَ عَبْدُ الحَقِّ بنُ غَالِبِ بنِ عَطِيَّةَ الأَنْدَلُسِيُّ (ت:546هـ) : (ثمّ ذكر تعالى مذمّة من لم يؤمن من أهل الكتاب من بني إسرائيل من أنهم لم يتفرّقوا في أمر محمّدٍ صلّى اللّه عليه وسلّم إلاّ من بعد ما رأوا الآيات الواضحة، وكانوا من قبل مصفقين على نبوّته وصفته، فلمّا جاء من العرب حسدوه). [المحرر الوجيز: 8/ 663]

تفسير قوله تعالى: {وَمَا أُمِرُوا إِلَّا لِيَعْبُدُوا اللَّهَ مُخْلِصِينَ لَهُ الدِّينَ حُنَفَاءَ وَيُقِيمُوا الصَّلَاةَ وَيُؤْتُوا الزَّكَاةَ وَذَلِكَ دِينُ الْقَيِّمَةِ (5)}
قالَ عَبْدُ الحَقِّ بنُ غَالِبِ بنِ عَطِيَّةَ الأَنْدَلُسِيُّ (ت:546هـ) : (وقرأ جمهور الناس: {مخلصين} بكسر اللام، وقرأ الحسن بن أبي الحسن: (مخلصين) بفتح اللام، وكأنّ {الدّين} على هذه القراءة منصوبٌ بـ {يعبدوا} أو بمعنًى يدلّ عليه، على أنه كالظرف أو الحال، وفي هذا نظرٌ، وقيل لعيسى عليه السلام:
«من المخلص له تعالى؟» قال: «الذي يعمل له تعالى ولا يحبّ أن يحمده الناس عليه».
و{حنفاء} جمع (حنيفٍ)، وهو المستقيم المائل إلى طريق الخير. قال ابن جبيرٍ:
«لا تسمّي العرب حنيفًا إلا من حجّ واختتن».
وقال ابن عبّاسٍ رضي اللّه عنهما:
«{حنفاء} حجّاجًا مسلمين».
و{حنفاء} نصب على الحال.
وكون الزكاة مع الصلاة في هذه الآية، مع ذكر بني إسرائيل فيها يقوّي قول من قال: السورة مدنيةٌ. لأنّ الزكاة إنما فرضت بالمدينة، ولأنّ النبيّ صلّى اللّه عليه وسلّم إنما دفع إلى مناقضة أهل الكتاب بالمدينة.
وقرأ الجمهور: {وذلك دين القيّمة} على معنى: الجماعة القيّمة، أو الفرقة القيّمة. وقال محمّد بن الأشعث الطّالقانيّ: {القيّمة} هنا: الكتب التي جرى ذكرها.
وقرأ بعض الناس: (وذلك الدّين القيّمة)، والهاء في (القيّمة) على هذه القراءة بناء مبالغةٍ، كعلاّمةٍ ونسّابةٍ، ويتّجه ذلك أيضًا على أن تجعل (الدّين) بمنزلة الملّة). [المحرر الوجيز: 8/ 663-664]


رد مع اقتباس
  #9  
قديم 10 محرم 1436هـ/2-11-2014م, 11:02 AM
أم إسماعيل أم إسماعيل غير متواجد حالياً
إدارة الجمهرة
 
تاريخ التسجيل: Dec 2010
المشاركات: 4,914
افتراضي

تفاسير القرن السابع الهجري
....

رد مع اقتباس
  #10  
قديم 10 محرم 1436هـ/2-11-2014م, 11:02 AM
أم إسماعيل أم إسماعيل غير متواجد حالياً
إدارة الجمهرة
 
تاريخ التسجيل: Dec 2010
المشاركات: 4,914
افتراضي

تفاسير القرن الثامن الهجري

تفسير قوله تعالى: {لَمْ يَكُنِ الَّذِينَ كَفَرُوا مِنْ أَهْلِ الْكِتَابِ وَالْمُشْرِكِينَ مُنْفَكِّينَ حَتَّى تَأْتِيَهُمُ الْبَيِّنَةُ (1)}
قالَ إِسْمَاعِيلُ بْنُ عُمَرَ بْنِ كَثِيرٍ القُرَشِيُّ (ت: 774 هـ) : (أمّا أهل الكتاب فهم اليهود والنصارى، والمشركون عبدة الأوثان والنّيران، من العرب ومن العجم، وقال مجاهدٌ: لم يكونوا {منفكّين} يعني: منتهين حتى يتبيّن لهم الحقّ. وكذا قال قتادة: {حتّى تأتيهم البيّنة} أي: هذا القرآن، ولهذا قال تعالى: {لم يكن الّذين كفروا من أهل الكتاب والمشركين منفكّين حتّى تأتيهم البيّنة}). [تفسير القرآن العظيم: 8/ 456]

تفسير قوله تعالى: {رَسُولٌ مِنَ اللَّهِ يَتْلُو صُحُفًا مُطَهَّرَةً (2) فِيهَا كُتُبٌ قَيِّمَةٌ (3)}
قالَ إِسْمَاعِيلُ بْنُ عُمَرَ بْنِ كَثِيرٍ القُرَشِيُّ (ت: 774 هـ) : (ثمّ فسّر البيّنة بقوله: {رسولٌ من الله يتلو صحفاً مطهّرةً} يعني: محمداً صلّى الله عليه وسلّم، وما يتلوه من القرآن العظيم، الذي هو مكتتبٌ في الملأ الأعلى في صحفٍ مطهّرةٍ، كقوله: {في صحفٍ مكرّمةٍ * مرفوعةٍ مطهّرةٍ * بأيدي سفرةٍ * كرامٍ بررةٍ}.
وقوله: {فيها كتبٌ قيّمةٌ} قال ابن جريرٍ:
«أي: في الصحف المطهّرة كتبٌ من الله قيّمةٌ: عادلةٌ مستقيمةٌ، ليس فيها خطأٌ؛ لأنها من عند الله -عزّ وجلّ- ».
قال قتادة:
«{رسولٌ من الله يتلو صحفاً مطهّرةً} يذكر القرآن بأحسن الذّكر، ويثني عليه بأحسن الثّناء».
وقال ابن زيدٍ:
«{فيها كتبٌ قيّمةٌ} مستقيمةٌ معتدلةٌ»). [تفسير القرآن العظيم: 8/ 456]

تفسير قوله تعالى: {وَمَا تَفَرَّقَ الَّذِينَ أُوتُوا الْكِتَابَ إِلَّا مِنْ بَعْدِ مَا جَاءَتْهُمُ الْبَيِّنَةُ (4)}
قالَ إِسْمَاعِيلُ بْنُ عُمَرَ بْنِ كَثِيرٍ القُرَشِيُّ (ت: 774 هـ) : (وقوله: {وما تفرّق الّذين أوتوا الكتاب إلاّ من بعد ما جاءتهم البيّنة} كقوله: {ولا تكونوا كالّذين تفرّقوا واختلفوا من بعد ما جاءهم البيّنات وأولئك لهم عذابٌ عظيمٌ} يعني بذلك أهل الكتب المنزّلة على الأمم قبلنا، بعدما أقام الله عليهم الحجج والبيّنات تفرّقوا واختلفوا في الذي أراده الله من كتبهم، واختلفوا اختلافاً كثيراً.
كما جاء في الحديث المرويّ من طرقٍ:
«إنّ اليهود اختلفوا على إحدى وسبعين فرقةً، وإنّ النّصارى اختلفوا على ثنتين وسبعين فرقةً، وستفترق هذه الأمّة على ثلاثٍ وسبعين فرقةً، كلّها في النّار إلاّ واحدةً». قالوا: ومن هم يا رسول الله؟ قال: «ما أنا عليه وأصحابي» ). [تفسير القرآن العظيم: 8/ 456-457]

تفسير قوله تعالى: {وَمَا أُمِرُوا إِلَّا لِيَعْبُدُوا اللَّهَ مُخْلِصِينَ لَهُ الدِّينَ حُنَفَاءَ وَيُقِيمُوا الصَّلَاةَ وَيُؤْتُوا الزَّكَاةَ وَذَلِكَ دِينُ الْقَيِّمَةِ (5)}
قالَ إِسْمَاعِيلُ بْنُ عُمَرَ بْنِ كَثِيرٍ القُرَشِيُّ (ت: 774 هـ) : (وقوله: {وما أمروا إلاّ ليعبدوا الله مخلصين له الدّين} كقوله: {وما أرسلنا من قبلك من رسولٍ إلاّ نوحي إليه أنّه لا إله إلاّ أنا فاعبدون}، ولهذا قال: {حنفاء} أي: متحنّفين عن الشّرك إلى التوحيد، كقوله: {ولقد بعثنا في كلّ أمّةٍ رسولاً أن اعبدوا الله واجتنبوا الطّاغوت}. وقد تقدّم تقرير الحنيف في سورة الأنعام بما أغنى عن إعادته ههنا.
{ويقيموا الصّلاة} وهي أشرف عبادات البدن {ويؤتوا الزّكاة} وهي الإحسان إلى الفقراء والمحاويج {وذلك دين القيّمة} أي: الملّة القائمة العادلة، أو الأمّة المستقيمة المعتدلة.
وقد استدلّ كثيرٌ من الأئمّة كالزّهريّ والشافعيّ بهذه الآية الكريمة على أنّ الأعمال داخلةٌ في الإيمان.
ولهذا قال: {وما أمروا إلاّ ليعبدوا الله مخلصين له الدّين حنفاء ويقيموا الصّلاة ويؤتوا الزّكاة وذلك دين القيّمة}). [تفسير القرآن العظيم: 8/ 457]


رد مع اقتباس
إضافة رد

مواقع النشر (المفضلة)

الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1)
 

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع


الساعة الآن 05:50 PM


Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd. TranZ By Almuhajir
جميع الحقوق محفوظة