العودة   جمهرة العلوم > جمهرة علوم الاعتقاد > قواعد الأسماء والصفات

إضافة رد
 
أدوات الموضوع إبحث في الموضوع انواع عرض الموضوع
  #1  
قديم 23 محرم 1439هـ/13-10-2017م, 12:15 AM
جمهرة علوم العقيدة جمهرة علوم العقيدة غير متواجد حالياً
إدارة الجمهرة
 
تاريخ التسجيل: May 2017
المشاركات: 1,193
افتراضي بيان أقسام ما يجري صفة لله تعالى أو خبراً عنه

بيان أقسام ما يجري صفة لله تعالى أو خبراً عنه


رد مع اقتباس
  #2  
قديم 25 محرم 1439هـ/15-10-2017م, 02:52 PM
جمهرة علوم العقيدة جمهرة علوم العقيدة غير متواجد حالياً
إدارة الجمهرة
 
تاريخ التسجيل: May 2017
المشاركات: 1,193
افتراضي

أقسام ما يجري صفة لله أو خبراً عنه تعالى

قال ابن القيم محمد بن أبي بكر الزرعي الدمشقي (ت:751هـ) كما في المرتبع الأسنى: (
ما يَجْرِي صِفةً أوْ خَبَراً على الربِّ تَبَارَكَ وتعالى أَقسامٌ:
- أحدُها: ما يَرْجِعُ إلى نفْسِ الذاتِ كقولِكَ: ذاتٌ، ومَوجودٌ، وشَيْءٌ.
- الثاني: ما يَرجعُ إلى صفاتٍ مَعنويَّةٍ كالعليمِ والقديرِ والسميعِ.
- الثالثُ: ما يَرجِعُ إلى أفعالِهِ نحوَ الخالقِ والرزَّاقِ.
- الرابعُ: ما يَرجِعُ إلى التنـزيهِ الْمَحْضِ ولا بُدَّ مِنْ تَضَمُّنِهِ ثبوتاً؛ إذ لا كَمالَ في العدَمِ الْمَحْضِ كالقدوسِ السلامِ.
- الخامسُ: ولم يَذْكُرْهُ أكثرُ الناسِ وهوَ الاسمُ الدالُّ على جُملةِ أوصافٍ عديدةٍ لا تَخْتَصُّ بصِفَةٍ مُعَيَّنَةٍ، بلْ هوَ دَالٌّ على [جُملةِ] معناهُ لا على مَعنًى مُفْرَدٍ نحوَ: المجيدِ، العظيمِ، الصمَدِ ؛ فإنَّ ((الْمَجيدَ)) مَن اتَّصَفَ بصِفاتٍ مُتَعَدِّدَةٍ مِنْ صفاتِ الكمالِ، ولَفْظُهُ يَدُلُّ على هذا، فإنَّهُ موضوعٌ للسَّعَةِ والكثرةِ والزيادةِ فمنهُ: “ اسْتَمْجَدَ المَرْخُ والعَفَارُ، وأَمْجَدَ النَّاقَةَ عَلَفاً، ومنهُ: {ذُو الْعَرْشِ الْمَجِيدُ (15)}[البروج: 15] صِفةٌ للعَرْشِ لسَعَتِهِ وعِظَمِهِ وشَرَفِهِ.
وَتَأَمَّلْ كيفَ جاءَ هذا الاسمُ مُقْتَرِناً بطلَبِ الصلاةِ مِن اللهِ على رَسولِهِ كما عَلَّمَنَاهُ صَلَّى اللهُ عليهِ وسَلَّمَ؛ لأنَّهُ في مَقامِ طَلَبِ المزيدِ والتعرُّضِ لسَعَةِ العطاءِ وكَثرتِهِ ودَوامِهِ، فأَتَى في هذا المطلوبِ باسمٍ يَقتضِيهِ، كما تقولُ: اغْفِرْ لي وارْحَمْنِي إنكَ أنتَ الغفورُ الرحيمُ، ولا يَحْسُنُ: إنكَ أنتَ السميعُ البصيرُ فهوَ راجعٌ إلى الْمُتَوَسَّلِ إليهِ بأسمائِهِ وصفاتِهِ، وهوَ مِنْ أَقْرَبِ الوسائلِ وأَحَبِّها إليهِ. ((وقدْ قَرَّرْنَا في مَواضِعَ مُتعدِّدَةٍ أنَّ اللهَ سبحانَهُ يُدْعَى بأسمائِهِ الْحُسْنَى فيُسألُ لكلِّ مطلوبٍ باسمٍ يُناسبُهُ ويَقتضيهِ)) ([1]) (و... الداعي يُشْرَعُ لهُ أن يَخْتِمَ دعاءَهُ باسمٍ مِن الأسماءِ الْحُسنى مُناسِبٍ لِمَطلوبِهِ أوْ يَفْتَحَ دُعاءَهُ بهِ. و... هذا مِنْ قَوْلِهِ: {وَلِلَّهِ الْأَسْمَاءُ الْحُسْنَى فَادْعُوهُ بِهَا}[الأعراف: 180] قالَ سُليمانُ عليهِ السلامُ في دُعائِهِ لرَبِّهِ: {رَبِّ اغْفِرْ لِي وَهَبْ لِي مُلْكًا لَا يَنْبَغِي لِأَحَدٍ مِنْ بَعْدِي إِنَّكَ أَنْتَ الْوَهَّابُ (35)} [ص: 35] وقالَ الخليلُ وابنُهُ إسماعيلُ في دُعائِهِما {رَبَّنَا وَاجْعَلْنَا مُسْلِمَيْنِ لَكَ وَمِنْ ذُرِّيَّتِنَا أُمَّةً مُسْلِمَةً لَكَ وَأَرِنَا مَنَاسِكَنَا وَتُبْ عَلَيْنَا إِنَّكَ أَنْتَ التَّوَّابُ الرَّحِيمُ (128)} [البقرة: 128] وكان النبيُّ صَلَّى اللهُ عليهِ وسَلَّمَ يقولُ: ((رَبِّ اغْفِرْ لِي وَتُبْ عَلَيَّ إِنَّكَ أَنْتَ التَّوَّابُ الْغَفُورُ))مائةَ مَرَّةٍ في مَجْلِسِهِ ([2])، وقالَ لعائشةَ رَضِيَ اللهُ عنها وقدْ سَأَلَتْهُ: "إِنْ وافَقْتُ ليلةَ القَدْرِ مَا أَدْعُو بهِ؟" قالَ: قولِي:((اللَّهُمَّ إنَّكَ عَفُوٌّ تُحِبُّ الْعَفْوَ فاعْفُ عَنِّي))([3]) وقالَ للصِّدِّيقِ رَضِيَ اللهُ عنهُ وقدْ سألَهُ أن يُعَلِّمَهُ دُعاءً يَدْعُو بهِ في صلاتِهِ ((قُل اللَّهُمَّ إِنِّي ظَلَمْتُ نَفْسِي ظُلْماً كَثِيراً وَلا يَغْفِرُ الذُّنُوبَ إِلاَّ أَنْتَ فَاغْفِرْ لِي مَغْفِرَةً مِنْ عِنْدِكَ وَارْحَمْنِي إِنَّكَ أَنْتَ الْغَفُورُ الرَّحِيمُ)) ([4])) ([5]) ومنهُ الحديثُ الذي في الْمُسْنَدِ والتِّرمذيِّ: ((أَلِظُّوا بِيَا ذَا الْجَلالِ وَالإِكْرَامِ)) ([6]) ومنهُ: ((اللَّهُمَّ إِنِّي أَسْأَلُكَ بِأَنَّ لَكَ الْحَمْدَ لا إِلَهَ إِلاَّ أَنْتَ الْمَنَّانُ بَدِيعُ السَّمَاوَاتِ وَالأَرْضِ يَا ذَا الْجَلالِ وَالإِكْرَامِ)) ([7]) فهذا سؤالٌ لهُ وَتَوَسُّلٌ إليهِ بحمْدِهِ، وأنَّهُ الذي لا إلهَ إلاَّ هوَ الْمَنَّانُ، فهوَ توسُّلٌ إليهِ بأسمائِهِ وصفاتِهِ، وما أَحَقَّ ذلكَ بالإجابةِ وأعظمَهُ مَوْقِعاً عندَ المسئولِ. وهذا بابٌ عظيمٌ مِنْ أبوابِ التوحيدِ أَشَرْنَا إليهِ إشارةً، وقدْ فُتِحَ لِمَنْ بَصَّرَهُ اللهُ.
وَلْنَرْجِعْ إلى المقصودِ وهوَ وَصْفُهُ تعالى بالاسمِ الْمُتَضَمِّنِ لصفاتٍ عديدةٍ، فـ ((العظيمُ)) مَن اتَّصَفَ بصفاتٍ كثيرةٍ مِنْ صفاتِ الكمالِ. وكذلكَ ((الصَّمَدُ)) , قالَ ابنُ عباسٍ: هوَ السيِّدُ الذي كَمُلَ في سُؤْدَدِهِ، وقالَ ابنُ وائلٍ: هوَ السيِّدُ الذي انتهى سُؤْدَدُهُ، وقالَ عِكرمةُ: الذي ليسَ فوقَهُ أَحَدٌ، وكذلكَ قالَ الزَّجَّاجُ: الذي يَنْتَهِي إليهِ السُّؤْدَدُ، فقدْ صَمَدَ لهُ كلُّ شيءٍ. وقالَ ابنُ الأنباريِّ: لا خِلافَ بينَ أهلِ اللغةِ أنَّ ((الصمَدَ)) السيِّدُ الذي ليسَ فوقَهُ أحَدٌ، الذي يَصْمُدُ إليهِ الناسُ في حوائجِهم وأمورِهم.
واشتقاقُهُ يَدُلُّ على هذا فإنَّهُ مِن الجمْعِ والقصْدِ الذي اجْتَمَعَ القصْدُ نحوَهُ واجتمَعَتْ فيهِ صِفاتُ السؤدَدِ، وهذا أصلُهُ في اللغةِ كما قالَ:
ألا بَكَّرَ الناعِي بِخَيْرِ بني أَسَدْ بعمرِو بنِ يَربوعٍ وبالسيِّدِ الصمَدْ
والعربُ تُسَمِّي أشرافَها بالصمَدِ لاجتماعِ قَصْدِ القاصدينَ إليهِ، واجتماعِ صفاتِ السيادةِ فيهِ.
- السادسُ: صفةٌ تَحْصُلُ مِن اقترانِ أحَدِ الاسمينِ والوصفينِ بالآخَرِ، وذلكَ قَدْرٌ زائدٌ على مُفْرَدَيْهِمَا نحوَ: الغنيُّ الحميدُ، العفُوُّ القديرُ، الحميدُ المجيدُ، وهكذا عامَّةُ الصِّفَاتِ المقترِنَةِ والأسماءِ المزدَوِجَةِ في القرآنِ، فإنَّ الغِنَى صِفةُ كمالٍ، والحمدَ كذلكَ، واجتماعُ الغِنَى معَ الحمْدِ كمالٌ آخَرُ، فلهُ ثَناءٌ مِنْ غِناهُ وثَناءٌ مِنْ حَمْدِهِ وثناءٌ مِن اجتماعِهما، وكذلكَ العفوُّ القديرُ، والحميدُ المجيدُ، والعزيزُ الحكيمُ فتَأَمَّلْهُ فإنَّهُ مِنْ أَشرَفِ المعارِفِ)([8]) ). [المرتبع الأسنى:؟؟]


([1]) بَدائِعُ الفَوائِدِ (2/ 204).
([2]) سَبَقَ تَخْرِيجُه ص 280.
([3]) سَبَقَ تَخْرِيجُه ص 280.
([4]) سَبَقَ تَخْرِيجُه ص 282.
([5]) جلاءُ الأَفْهَامِ (166).
([6]) سَبَقَ تَخْرِيجُه ص 279.
([7]) سَبَقَ تَخْرِيجُه ص 110.
([8]) بَدائِعُ الفَوائِدِ (1/ 159-161).

رد مع اقتباس
إضافة رد

مواقع النشر (المفضلة)

الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1)
 

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع


الساعة الآن 07:32 AM


Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd. TranZ By Almuhajir
جميع الحقوق محفوظة