العودة   جمهرة العلوم > قسم التفسير > جمهرة التفاسير > تفسير سورة النساء

إضافة رد
 
أدوات الموضوع إبحث في الموضوع انواع عرض الموضوع
  #1  
قديم 12 ربيع الثاني 1434هـ/22-02-2013م, 01:10 PM
أم إسماعيل أم إسماعيل غير متواجد حالياً
إدارة الجمهرة
 
تاريخ التسجيل: Dec 2010
المشاركات: 4,914
افتراضي تفسير سورة النساء [ من الآية (174) إلى الآية (175) ]

تفسير سورة النساء
[ من الآية (174) إلى الآية (175) ]

بسم الله الرحمن الرحيم
{يَا أَيُّهَا النَّاسُ قَدْ جَاءكُم بُرْهَانٌ مِّن رَّبِّكُمْ وَأَنزَلْنَا إِلَيْكُمْ نُورًا مُّبِينًا (174) فَأَمَّا الَّذِينَ آمَنُواْ بِاللّهِ وَاعْتَصَمُواْ بِهِ فَسَيُدْخِلُهُمْ فِي رَحْمَةٍ مِّنْهُ وَفَضْلٍ وَيَهْدِيهِمْ إِلَيْهِ صِرَاطًا مُّسْتَقِيمًا (175)}


رد مع اقتباس
  #2  
قديم 19 ربيع الثاني 1434هـ/1-03-2013م, 07:53 PM
أم إسماعيل أم إسماعيل غير متواجد حالياً
إدارة الجمهرة
 
تاريخ التسجيل: Dec 2010
المشاركات: 4,914
افتراضي تفسير السلف

تفسير السلف

تفسير قوله تعالى: (يَا أَيُّهَا النَّاسُ قَدْ جَاءَكُمْ بُرْهَانٌ مِنْ رَبِّكُمْ وَأَنْزَلْنَا إِلَيْكُمْ نُورًا مُبِينًا (174) )
قال أبو حذيفة موسى بن مسعود النهدي (ت:220هـ): (سفيان [الثوري] عن أبيه سعيد بن مسروقٍ عن رجلٍ لا يحفظ سفيان في قوله: {قد جاءكم برهانٌ من ربكم} قال: محمّدٌ صلّى اللّه عليه وسلّم {وأنزلنا إليكم نورًا مبينًا} قال: الكتاب [الآية: 174]). [تفسير الثوري: 98]

قالَ أبو جعفرٍ مُحَمَّدُ بْنُ جَرِيرٍ الطَّبَرِيُّ (ت: 310هـ) : (القول في تأويل قوله تعالى: {يا أيّها النّاس قد جاءكم برهانٌ من ربّكم وأنزلنا إليكم نورًا مبينًا}.
يعني جلّ ثناؤه بقوله: {يا أيّها النّاس قد جاءكم برهانٌ من ربّكم} يا أيّها النّاس من جميع أصناف الأمم، يهودها ونصاراها ومشركيها، الّذين قصّ اللّه جلّ ثناؤه قصصهم في هذه السّورة {قد جاءكم برهانٌ من ربّكم} يقول: قد جاءتكم حجّةٌ من اللّه تبرهن لكم بطول ما أنتم عليه مقيمون من أديانكم ومللكم، وهو محمّدٌ صلّى اللّه عليه وسلّم، الّذي جعله اللّه عليكم حجّةً قطع بها عذركم، وأبلغ إليكم في المعذرة بإرساله إليكم، مع تعريفه إيّاكم صحّة نبوّته وتحقيق رسالته. {وأنزلنا إليكم نورًا مبينًا} يقول: وأنزلنا إليكم معه نورًا مبينًا، يعني: يبيّن لكم المحجّة الواضحة والسّبل الهادية إلى ما فيه لكم النّجاة من عذاب اللّه وأليم عقابه إن سلكتموها واستنرتم بضوئه. وذلك النّور المبين هو القرآن الّذي أنزله اللّه على محمّدٍ صلّى اللّه عليه وسلّم.
وبنحو ما قلنا في ذلك قال أهل التّأويل.
ذكر من قال ذلك:
- حدّثنا محمّد بن عمرٍو، قال: حدّثنا أبو عاصمٍ، قال: حدّثنا عيسى، عن ابن أبي نجيحٍ، عن مجاهدٍ، في قول اللّه: {برهانٌ من ربّكم} قال: حجّةٌ.
- حدّثني المثنّى، قال: حدّثنا أبو حذيفة، قال: حدّثنا شبلٌ، عن ابن أبي نجيحٍ، عن مجاهدٍ، مثله.
- حدّثنا بشر بن معاذٍ، قال: حدّثنا يزيد، قال: حدّثنا سعيدٌ، عن قتادة، قوله: {يا أيّها النّاس قد جاءكم برهانٌ من ربّكم} أي بيّنةٌ من ربّكم {وأنزلنا إليكم نورًا مبينًا} وهو هذا القرآن.
- حدّثنا محمّد بن الحسين، قال: حدّثنا أحمد بن مفضّلٍ، قال: حدّثنا أسباطٌ، عن السّدّيّ: {قد جاءكم برهانٌ من ربّكم} يقول: حجّةٌ.
- حدّثنا القاسم، قال: حدّثنا الحسين، قال: حدّثني حجّاجٌ، عن ابن جريجٍ: برهانٌ، قال: بيّنةٌ {وأنزلنا إليكم نورًا مبينًا} قال: القرآن). [جامع البيان: 7/710-712]
قال ابن أبي حاتم عبد الرحمن بن محمد ابن إدريس الرازي (ت: 327هـ): (يا أيّها النّاس قد جاءكم برهانٌ من ربّكم وأنزلنا إليكم نورًا مبينًا (174)
قوله تعالى: يا أيّها النّاس قد جاءكم برهانٌ من ربّكم.
- حدّثنا حجّاج بن حمزة، ثنا شبابة، ثنا ورقاء، عن ابن أبي نجيحٍ عن مجاهدٍ، قوله: برهانٌ من ربّكم قال: حجّةٌ. وروي عن السّدّيّ مثل ذلك.
- أخبرنا عمرو بن ثورٍ القيساريّ فيما كتب إليّ، ثنا الفرياني قال: قال سفيان في قوله: قد جاءكم برهانٌ من ربّكم قال: النّبيّ صلّى اللّه عليه وسلّم.
- حدّثنا محمّد بن يحيى، أنبأ العبّاس بن الوليد، ثنا يزيد بن زريعٍ عن سعيدٍ، عن قتادة قوله: يا أيّها النّاس قد جاءكم برهانٌ من ربّكم بيّنةٌ من ربّكم
قوله تعالى: وأنزلنا إليكم نورًا مبينًا.
- وبه عن قتادة قوله: وأنزلنا إليكم نورًا مبينًا وهو هذا القرآن). [تفسير القرآن العظيم: 4/1125]
قَالَ عَبْدُ الرَّحْمنِ بنُ الحَسَنِ الهَمَذَانِيُّ (ت: 352هـ): (ثنا إبراهيم قال ثنا آدم قال نا ورقاء عن ابن أبي نجيح عن مجاهد قد جاءكم برهان من ربكم يعني حجة). [تفسير مجاهد: 181]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (أخرج ابن أبي شيبة عن عبد الله بن مسعود أنه كان إذا تحرك من الليل قال {يا أيها الناس قد جاءكم برهان من ربكم وأنزلنا إليكم نورا مبينا}.
وأخرج ابن عساكر عن سفيان الثوري عن أبيه عن رجل لا يحفظ اسمه في قوله {قد جاءكم برهان من ربكم} قال: محمد صلى الله عليه وسلم {وأنزلنا إليكم نورا مبينا} قال: الكتاب
وأخرج ابن جرير، وابن المنذر عن مجاهد في قوله {برهان من ربكم} قال: حجة.
وأخرج ابن جرير، وابن المنذر عن قتادة في قوله {قد جاءكم برهان من ربكم} قال: بينة {وأنزلنا إليكم نورا مبينا} قال: هذا القرآن). [الدر المنثور: 5/143-144]

تفسير قوله تعالى: (فَأَمَّا الَّذِينَ آَمَنُوا بِاللَّهِ وَاعْتَصَمُوا بِهِ فَسَيُدْخِلُهُمْ فِي رَحْمَةٍ مِنْهُ وَفَضْلٍ وَيَهْدِيهِمْ إِلَيْهِ صِرَاطًا مُسْتَقِيمًا (175) )
قالَ أبو جعفرٍ مُحَمَّدُ بْنُ جَرِيرٍ الطَّبَرِيُّ (ت: 310هـ) : (القول في تأويل قوله تعالى: {فأمّا الّذين آمنوا باللّه واعتصموا به فسيدخلهم في رحمةٍ منه وفضلٍ ويهديهم إليه صراطًا مستقيمًا}
يعني بذلك جلّ ثناؤه: فأمّا الّذين صدّقوا باللّه، وأقرّوا بوحدانيّته، وما بعث به محمّدًا صلّى اللّه عليه وسلّم من أهل الملل {واعتصموا به} يقول: وتمسّكوا بالنّور المبين الّذي أنزل إلى نبيّه؛ كما:.
- حدّثنا القاسم، قال: حدّثنا الحسين، قال: حدّثني حجّاجٌ، عن ابن جريجٍ: {واعتصموا به} قال: بالقرآن
{فسيدخلهم في رحمةٍ منه وفضلٍ} يقول: فسوف تنالهم رحمته الّتي تنجيهم من عقابه وتوجب لهم ثوابه وجنّته، ويلحقهم من فضله ما لحق أهل الإيمان به والتّصديق برسله {ويهديهم إليه صراطًا مستقيمًا} يقول: ويوفّقهم لإصابة فضله الّذي تفضّل به على أوليائه، ويسدّدهم لسلوك منهج من أنعم عليه من أهل طاعته، ولاقتفاء آثارهم، واتّباع دينهم. وذلك هو الصّراط المستقيم، وهو دين اللّه الّذي ارتضاه لعباده، وهو الإسلام. ونصب الصّراط المستقيم على القطع من الهاء الّتي في قوله {إليه} ). [جامع البيان: 7/712]
قال ابن أبي حاتم عبد الرحمن بن محمد ابن إدريس الرازي (ت: 327هـ): (فأمّا الّذين آمنوا باللّه واعتصموا به فسيدخلهم في رحمةٍ منه وفضلٍ ويهديهم إليه صراطًا مستقيمًا (175)
قوله تعالى: فأمّا الّذين آمنوا باللّه واعتصموا به
- حدّثنا الحسن بن عرفة ثنا يحيى بن اليمان، عن حمزة الزّيّات عن سعدٍ الطّائيّ، عن ابن أخي الحارث الأعور، عن الحارث قال: دخلت على عليّ بن أبي طالبٍ فقال: سمعت رسول اللّه صلّى اللّه عليه وسلّم يقول: الصّراط المستقيم كتاب اللّه). [تفسير القرآن العظيم: 4/1125]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأخرج ابن جرير، وابن المنذر عن ابن جريج في قوله {واعتصموا به} قال: القرآن). [الدر المنثور: 5/144]


رد مع اقتباس
  #3  
قديم 19 ربيع الثاني 1434هـ/1-03-2013م, 10:04 PM
أم إسماعيل أم إسماعيل غير متواجد حالياً
إدارة الجمهرة
 
تاريخ التسجيل: Dec 2010
المشاركات: 4,914
افتراضي التفسير اللغوي

التفسير اللغوي

تفسير قوله تعالى: (يَا أَيُّهَا النَّاسُ قَدْ جَاءَكُمْ بُرْهَانٌ مِنْ رَبِّكُمْ وَأَنْزَلْنَا إِلَيْكُمْ نُورًا مُبِينًا (174) )

قالَ أَبُو عُبَيْدَةَ مَعْمَرُ بْنُ الْمُثَنَّى التَّيْمِيُّ (ت:210هـ): ( (برهانٌ) (174): بيان وحجة سواء). [مجاز القرآن: 1/144]
قَالَ عَبْدُ اللهِ بنُ يَحْيَى بْنِ المُبَارَكِ اليَزِيدِيُّ (ت: 237هـ) : ({برهان من ربكم}: بيان وحجة). [غريب القرآن وتفسيره: 124]
قَالَ إِبْرَاهِيمُ بْنُ السَّرِيِّ الزَّجَّاجُ (ت: 311هـ) : (وقوله عزّ وجلّ: (يا أيّها النّاس قد جاءكم برهان من ربّكم وأنزلنا إليكم نورا مبينا (174)
(وأنزلنا إليكم نورا مبينا).
يعنى به - واللّه أعلم - القرآن؛ لأن النور هو الذي يبين الأشياء حتى ترى. ومثّل اللّه عزّ وجلّ ما يعلم بالقلب علما واضحا لما يرى بالعين رؤية منكشفة بينة.
والكلالة قد بيّناها أول السورة). [معاني القرآن: 2/136]
قَالَ أَحْمَدُ بنُ مُحَمَّدِ بنِ إِسْمَاعِيلَ النحَّاسُ (ت: 338هـ) : (وقوله جل وعز: {يا أيها الناس قد جاءكم برهان من ربكم}
قال مجاهد: حجة.
وقال سفيان: يعني بالبرهان النبي صلى الله عليه وسلم). [معاني القرآن: 2/242]
قَالَ أَحْمَدُ بنُ مُحَمَّدِ بنِ إِسْمَاعِيلَ النحَّاسُ (ت: 338هـ) : (ثم قال جل وعز: {وأنزلنا إليكم نورا مبينا}
قال قتادة: هو القرآن وهو عند أهل اللغة تمثيل؛ لأن أصل النور هو الذي يبين الأشياء فمثل ما يعلم بالقلب بما يرى عيانا). [معاني القرآن: 2/242]
قَالَ مَكِّيُّ بْنُ أَبِي طَالِبٍ القَيْسِيُّ (ت: 437هـ): ( {بُرْهَانٌ}: حجة). [العمدة في غريب القرآن: 116]

تفسير قوله تعالى: (فَأَمَّا الَّذِينَ آَمَنُوا بِاللَّهِ وَاعْتَصَمُوا بِهِ فَسَيُدْخِلُهُمْ فِي رَحْمَةٍ مِنْهُ وَفَضْلٍ وَيَهْدِيهِمْ إِلَيْهِ صِرَاطًا مُسْتَقِيمًا (175) )
قَالَ عَبْدُ اللهِ بْنُ مُسْلِمِ بْنِ قُتَيْبَةَ الدِّينَوَرِيُّ (ت: 276هـ): (ومن الاستعارة: {وَأَمَّا الَّذِينَ ابْيَضَّتْ وُجُوهُهُمْ فَفِي رَحْمَةِ اللَّهِ هُمْ فِيهَا خَالِدُونَ} يعني جنّته، سمّاها رحمة؛ لأن دخولهم إيّاها كان برحمته.
ومثله قوله: { فَأَمَّا الَّذِينَ آَمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ فَيُوَفِّيهِمْ أُجُورَهُمْ وَيَزِيدُهُمْ مِنْ فَضْلِهِ وَأَمَّا الَّذِينَ اسْتَنْكَفُوا وَاسْتَكْبَرُوا فَيُعَذِّبُهُمْ} {فَأَمَّا الَّذِينَ آَمَنُوا بِاللَّهِ وَاعْتَصَمُوا بِهِ فَسَيُدْخِلُهُمْ فِي رَحْمَةٍ مِنْهُ وَفَضْلٍ}). [تأويل مشكل القرآن: 145-146] (م)


رد مع اقتباس
  #4  
قديم 28 ربيع الثاني 1434هـ/10-03-2013م, 04:28 PM
أم إسماعيل أم إسماعيل غير متواجد حالياً
إدارة الجمهرة
 
تاريخ التسجيل: Dec 2010
المشاركات: 4,914
افتراضي التفسير اللغوي المجموع

التفسير اللغوي المجموع
[ما استخلص من كتب علماء اللغة مما له صلة بهذا الدرس]

تفسير قوله تعالى: {يَا أَيُّهَا النَّاسُ قَدْ جَاءَكُمْ بُرْهَانٌ مِنْ رَبِّكُمْ وَأَنْزَلْنَا إِلَيْكُمْ نُورًا مُبِينًا (174) }

تفسير قوله تعالى: {فَأَمَّا الَّذِينَ آَمَنُوا بِاللَّهِ وَاعْتَصَمُوا بِهِ فَسَيُدْخِلُهُمْ فِي رَحْمَةٍ مِنْهُ وَفَضْلٍ وَيَهْدِيهِمْ إِلَيْهِ صِرَاطًا مُسْتَقِيمًا (175) }

رد مع اقتباس
  #5  
قديم 16 جمادى الآخرة 1435هـ/16-04-2014م, 03:49 PM
محمد أبو زيد محمد أبو زيد غير متواجد حالياً
إدارة الجمهرة
 
تاريخ التسجيل: Nov 2008
المشاركات: 25,303
افتراضي

تفاسير القرن الثالث الهجري

....

رد مع اقتباس
  #6  
قديم 16 جمادى الآخرة 1435هـ/16-04-2014م, 03:49 PM
محمد أبو زيد محمد أبو زيد غير متواجد حالياً
إدارة الجمهرة
 
تاريخ التسجيل: Nov 2008
المشاركات: 25,303
افتراضي

تفاسير القرن الرابع الهجري

....

رد مع اقتباس
  #7  
قديم 16 جمادى الآخرة 1435هـ/16-04-2014م, 03:49 PM
محمد أبو زيد محمد أبو زيد غير متواجد حالياً
إدارة الجمهرة
 
تاريخ التسجيل: Nov 2008
المشاركات: 25,303
افتراضي

تفاسير القرن الخامس الهجري

....

رد مع اقتباس
  #8  
قديم 16 جمادى الآخرة 1435هـ/16-04-2014م, 03:50 PM
محمد أبو زيد محمد أبو زيد غير متواجد حالياً
إدارة الجمهرة
 
تاريخ التسجيل: Nov 2008
المشاركات: 25,303
افتراضي

تفاسير القرن السادس الهجري

تفسير قوله تعالى: {يَا أَيُّهَا النَّاسُ قَدْ جَاءَكُمْ بُرْهَانٌ مِنْ رَبِّكُمْ وَأَنْزَلْنَا إِلَيْكُمْ نُورًا مُبِينًا (174) }
قالَ عَبْدُ الحَقِّ بنُ غَالِبِ بنِ عَطِيَّةَ الأَنْدَلُسِيُّ (ت:546هـ) : (وقوله تعالى: يا أيّها النّاس قد جاءكم برهانٌ من ربّكم الآية إشارة إلى محمد رسول الله، و «البرهان»: الحجة النيرة الواضحة التي تعطي اليقين التام، والمعنى: قد جاءكم مقترنا بمحمد برهان من الله تعالى على صحة ما يدعوكم إليه وفساد ما أنتم عليه من النحل، وقوله تعالى: وأنزلنا إليكم نوراً مبيناً يعني القرآن فيه بيان لكل شيء، وهو الواعظ الزاجر، الناهي الآمر). [المحرر الوجيز: 3/75-76]

تفسير قوله تعالى: {فَأَمَّا الَّذِينَ آَمَنُوا بِاللَّهِ وَاعْتَصَمُوا بِهِ فَسَيُدْخِلُهُمْ فِي رَحْمَةٍ مِنْهُ وَفَضْلٍ وَيَهْدِيهِمْ إِلَيْهِ صِرَاطًا مُسْتَقِيمًا (175) }
قالَ عَبْدُ الحَقِّ بنُ غَالِبِ بنِ عَطِيَّةَ الأَنْدَلُسِيُّ (ت:546هـ) : (ثم وعد تبارك وتعالى المؤمنين بالله، المعتصمين به، والضمير في به يحتمل أن يعود على الله تعالى، ويحتمل أن يعود على القرآن الذي تضمنه قوله تعالى: نوراً مبيناً و «الاعتصام» به التمسك بسببه وطلب النجاة والمنعة به، فهو يعصم كما تعصم المعاقل، وهذا قد فسره قول النبي صلى الله عليه وسلم: «القرآن حبل الله المتين من تمسك به عصم»، و «الرحمة» و «الفضل»: الجنة وتنعيمها، ويهديهم، معناه: إلى الفضل، وهذه هداية طريق الجنان، كما قال تعالى: سيهديهم ويصلح بالهم [محمد: 5] لأن هداية الإرشاد قد تقدمت وتحصلت حين آمنوا بالله واعتصموا بكتابه، وصراطاً نصب بإضمار فعل يدل عليه يهديهم، تقديره فيعرفهم، ويحتمل أن ينتصب كالمفعول الثاني، إذ يهديهم في معنى يعرفهم، ويحتمل أن ينتصب على ظرفية «ما» ويحتمل أن يكون حالا من الضمير في إليه وقيل: من فضل، والصراط: الطريق وقد تقدم تفسيره غير مرة). [المحرر الوجيز: 3/76]

رد مع اقتباس
  #9  
قديم 16 جمادى الآخرة 1435هـ/16-04-2014م, 03:50 PM
محمد أبو زيد محمد أبو زيد غير متواجد حالياً
إدارة الجمهرة
 
تاريخ التسجيل: Nov 2008
المشاركات: 25,303
افتراضي

تفاسير القرن السابع الهجري

....

رد مع اقتباس
  #10  
قديم 16 جمادى الآخرة 1435هـ/16-04-2014م, 03:50 PM
محمد أبو زيد محمد أبو زيد غير متواجد حالياً
إدارة الجمهرة
 
تاريخ التسجيل: Nov 2008
المشاركات: 25,303
افتراضي

تفاسير القرن الثامن الهجري

تفسير قوله تعالى: {يَا أَيُّهَا النَّاسُ قَدْ جَاءَكُمْ بُرْهَانٌ مِنْ رَبِّكُمْ وَأَنْزَلْنَا إِلَيْكُمْ نُورًا مُبِينًا (174) }
قالَ إِسْمَاعِيلُ بْنُ عُمَرَ بْنِ كَثِيرٍ القُرَشِيُّ (ت: 774 هـ) : ({يا أيّها النّاس قد جاءكم برهانٌ من ربّكم وأنزلنا إليكم نورًا مبينًا (174) فأمّا الّذين آمنوا باللّه واعتصموا به فسيدخلهم في رحمةٍ منه وفضلٍ ويهديهم إليه صراطًا مستقيمًا (175)}
يقول تعالى مخاطبًا جميع النّاس ومخبرًا بأنّه قد جاءهم منه برهانٌ عظيمٌ، وهو الدّليل القاطع للعذر، والحجّة المزيلة للشّبهة؛ ولهذا قال: {وأنزلنا إليكم نورًا مبينًا} أي: ضياءً واضحًا على الحقّ، قال ابن جريج وغيره: وهو القرآن). [تفسير القرآن العظيم: 2/481]


تفسير قوله تعالى: {فَأَمَّا الَّذِينَ آَمَنُوا بِاللَّهِ وَاعْتَصَمُوا بِهِ فَسَيُدْخِلُهُمْ فِي رَحْمَةٍ مِنْهُ وَفَضْلٍ وَيَهْدِيهِمْ إِلَيْهِ صِرَاطًا مُسْتَقِيمًا (175) }
قالَ إِسْمَاعِيلُ بْنُ عُمَرَ بْنِ كَثِيرٍ القُرَشِيُّ (ت: 774 هـ) : ({فأمّا الّذين آمنوا باللّه واعتصموا به} أي: جمعوا بين مقامي العبادة والتّوكّل على اللّه في جميع أمورهم. وقال ابن جريجٍ: آمنوا باللّه واعتصموا بالقرآن. رواه ابن جريرٍ.
{فسيدخلهم في رحمةٍ منه وفضلٍ} أي: يرحمهم فيدخلهم الجنّة ويزيدهم ثوابًا ومضاعفةً ورفعًا في درجاتهم، من فضله عليهم وإحسانه إليهم، {ويهديهم إليه صراطًا مستقيمًا} أي: طريقًا واضحًا قصدا قواما لا اعوجاج فيه ولا انحراف. وهذه صفة المؤمنين في الدّنيا والآخرة، فهم في الدّنيا على منهاج الاستقامة وطريق السّلامة في جميع الاعتقادات والعمليّات، وفي الآخرة على صراط اللّه المستقيم المفضي إلى روضات الجنّات. وفي حديث الحارث الأعور عن عليّ بن أبي طالبٍ رضي اللّه عنه، عن النّبيّ صلّى اللّه عليه وسلّم أنّه قال: " القرآن صراط الله المستقيم وحبل اللّه المتين ". وقد تقدّم الحديث بتمامه في أول التفسير ولله الحمد والمنة). [تفسير القرآن العظيم: 2/481]

رد مع اقتباس
إضافة رد

مواقع النشر (المفضلة)

الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1)
 

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع


الساعة الآن 11:37 PM


Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd. TranZ By Almuhajir
جميع الحقوق محفوظة